العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنعام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ربيع الثاني 1434هـ/26-02-2013م, 02:16 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الأنعام [ من الآية (114) إلى الآية (117) ]

{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:00 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)}

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى الكتاب مفصلا قال مبينا قال وقوله: يفصل الآيات قال يبين الآيات وقوله تعالى: قد فصل لكم ما حرم عليكم يقول قد بين لكم ما حرم عليكم). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 217]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفغير اللّه أبتغي حكمًا وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء العادلين باللّه الأوثان والأصنام، القائلين لك: كفّ عن آلهتنا ونكفّ عن إلهك: إنّ اللّه قد حكم عليّ بذكر آلهتكم بما يكون صدًّا عن عبادتها، {أفغير اللّه أبتغي حكمًا} أي قل: فليس لي أن أتعدّى حكمه وأتجاوزه، لأنّه لا حكم أعدل منه، ولا قائل أصدق منه. {وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلاً} يعني: القرآن، مفصّلاً يعني: مبيّنًا فيه الحكم فيما تختصمون فيه من أمري وأمركم.
وقد بيّنّا معنى التّفصيل فيما مضى قبل). [جامع البيان: 9/ 506]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزّلٌ من ربّك بالحقّ فلا تكوننّ من الممترين}.
يقول تعالى ذكره: إن أنكر هؤلاء العادلون باللّه الأوثان من قومك توحيد اللّه، وأشركوا معه الأنداد، وجحدوا ما أنزلته إليك، وأنكروا أن يكون حقًّا، وكذّبوا به، فالّذين آتيناهم الكتاب وهو التّوراة والإنجيل من بني إسرائيل {يعلمون أنّه منزّلٌ من ربّك} يعني: القرآن وما فيه، {بالحقّ} يقول: فصلاً بين أهل الحقّ والباطل، يدلّ على صدق الصّادق في علم اللّه، وكذب الكاذب المفتري عليه. {فلا تكوننّ من الممترين} يقول: فلا تكوننّ يا محمّد من الشّاكّين في حقّيّة الأنباء الّتي جاءتك من اللّه في هذا الكتاب وغير ذلك ممّا تضمّنه، لأنّ الّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزّلٌ من ربّك بالحقّ.
وقد بيّنّا فيما مضى ما وجه قوله: {فلا تكوننّ من الممترين} بما أغنى عن إعادته مع الرّواية المرويّة فيه.
- وقد حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: {فلا تكوننّ من الممترين} يقول: لا تكوننّ في شكٍّ ممّا قصصنا عليك). [جامع البيان: 9/ 506-507]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({أفغير اللّه أبتغي حكمًا وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلًا والّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزّلٌ من ربّك بالحقّ فلا تكوننّ من الممترين (114)}
قوله تعالى: {وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب}
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا أبو عامر ثنا مهديّ بن إبراهيم الرّمليّ عن مالك ابن أنسٍ عن ربيعة قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى أنزل الكتاب وترك فيه موضعًا للسّنّة، وسنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وترك فيها موضعًا للرّأي.
قوله: {وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلا}
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع أنا عبد الرّزّاق أنا معمرٌ عن قتادة، في قوله: الكتاب مفصّلا، قال: مبيّنًا.
قوله تعالى: {والّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزّلٌ من ربّك بالحق}
- وبه عن قتادة: الّذين آتيناهم الكتاب، قال: اليهود والنّصارى.
قوله: {فلا تكوننّ من الممترين}
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ ثنا وكيعٌ عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال: أنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فلا تكن من الممترين قال الحسن: يقول: يا محمّد، لا تكن في شكٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( أخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا}، قال: مبينا.
- وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل الكتاب وترك فيه موضعا للسنة وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك فيها موضعا للرأي). [الدر المنثور: 6/ 178]

تفسير قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلاً لا مبدّل لكلماته وهو السّميع العليم}.
يقول تعالى ذكره: وكملت كلمة ربّك، يعني القرآن.
سمّاه كلمةً كما تقول العرب للقصيدة من الشّعر يقولها الشّاعر: هذه كلمة فلانٍ.
{صدقًا وعدلاً} يقول: كملت كلمة ربّك من الصّدق والعدل، والصّدق والعدل نصبًا على التّفسير للكلمة، كما يقال: عندي عشرون درهمًا.
{لا مبدّل لكلماته} يقول: لا مغيّر لما أخبر في كتبه أنّه كائنٌ من وقوعه في حينه وأجله الّذي أخبر اللّه أنّه واقعٌ فيه. وذلك نظير قوله جلّ ثناؤه: {يريدون أن يبدّلوا كلام اللّه قل لن تتّبعونا كذلكم قال اللّه من قبل} [الفتح] فكانت إرادتهم تبديل كلام اللّه مسألتهم نبيّ اللّه أن يتركهم يحضرون الحرب معه، وقولهم له ولمن معه من المؤمنين: {ذرونا نتّبعكم} [الفتح] بعد الخبر الّذي كان اللّه أخبرهم تعالى ذكره في كتابه بقوله: {فإن رجعك اللّه إلى طائفةٍ منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدًا ولن تقاتلوا معي عدوًّا} [التوبة] الآية، فحاولوا تبديل كلام اللّه وخبره بأنّهم لن يخرجوا مع نبيّ اللّه في غزاةٍ، ولن يقاتلوا معه عدوًّا بقولهم لهم: {ذرونا نتّبعكم} [الفتح]، فقال اللّه جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: يريدون أن يبدّلوا بمسألتهم إيّاهم ذلك كلام اللّه وخبره، {قل لن تتّبعونا كذلكم قال اللّه من قبل} [الفتح]، فكذلك معنى قوله: {لا مبدّل لكلماته} إنّما هو: لا مغيّر لما أخبر عنه من خبرٍ أنّه كائنٌ فيبطل مجيئه وكونه ووقوعه، على ما أخبر جلّ ثناؤه، لأنّه لا يزيد المفترون في كتب اللّه ولا ينقصون منها، وذلك أنّ اليهود والنّصارى لا شكّ أنّهم أهل كتب اللّه الّتي أنزلها على أنبيائه، وقد أخبر جلّ ثناؤه أنّهم يحرّفون غير الّذي أخبر أنّه لا مبدّل له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلاً لا مبدّل لكلماته} يقول: صدقًا وعدلاً فيما حكم.
وأمّا قوله: {وهو السّميع العليم} فإنّ معناه: واللّه السّميع لما يقول هؤلاء العادلون باللّه، المقسمون باللّه جهد أيمانهم: لئن جاءتهم آيةٌ ليؤمننّ بها، وغير ذلك من كلام خلقه، العليم بما تئول إليه أيمانهم من برٍّ وصدقٍ، وكذبٍ وحنثٍ، وغير ذلك من أمور عباده). [جامع البيان: 9/ 507-509]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلًا لا مبدّل لكلماته وهو السّميع العليم (115)}
قوله: {وتمّت كلمة ربّك}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن وليدٍ ثنا يزيد ثنا سعيدٌ عن قتادة، قوله: وتمّت كلمة ربّك صدقًا، يقول: فيما وعد.
قوله: {وعدلا}
- وبه عن قتادة: قوله: وعدلا يقول: عدلا فيما حكم.
قوله: {لا مبدّل لكلماته}
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان ثنا مكّيّ بن إبراهيم أبو السّكن ثنا موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعبٍ القرطي في قوله: {وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلا لا مبدّل لكلماته}. قال: لا تبديل لشيءٍ قاله في الدّنيا والآخرة.
قوله تعالى: {وهو السّميع العليم}
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ ثنا زنيجٌ ثنا سلمة بن الفضل ثنا محمّد بن إسحاق قوله: العليم أي عليمٌ بما يخفون). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1374-1375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم أبو الشيخ عن قتادة في قوله: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا}، قال: صدقا فيما وعد وعدلا فيما حكم
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو النصر السجزي في الإبانة عن محمد بن كعب القرظي في قوله: {لا مبدل لكلماته}، قال: لا تبديل لشيء، قاله في الدنيا والآخرة كقوله: {ما يبدل القول لدي} [سورة ق: 29].
- وأخرج ابن مردويه عن أبي اليمان جابر بن عبد الله قال دخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام يوم فتح مكة ومعه مخصرة ولكل قوم صنم يعبدونه فجعل يأتيها صنما ويطعن في صدر الصنم بعصا ثم يعقره كلما صرع صنما أتبعه الناس ضربا بالفؤوس
حتى يكسرونه ويطرحونه خارجا من المسجد والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}.
- وأخرج ابن مردويه، وابن النجار عن أنس بن مالك عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- في قوله: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا}، قال لا إله إلا الله.
- وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال كان النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة» ثم يقول: كان أبوكم إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق.
- وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي والنسائي، وابن ماجة والبيهقي عن خولة بنت حكيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك».
- وأخرج مسلم والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال: «أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك».
- وأخرج أبو داود والنسائي، وابن أبي الدنيا والبيهقي عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه: «اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك»
- وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن محمد بن يحيى بن حبان أن الوليد بن الوليد شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرق - حديث النفس بالليل - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أويت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنه لن يضرك وحرى أن لا يقربك».
- وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي التياح قال: قال رجل لعبد الرحمن بن خنبش: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين قال: «نعم تحدرت الشياطين من الجبال والأودية يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم: وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فزع منهم وجاءه جبريل فقال: يا محمد قل، قال: ما أقول قال: قل أعوذ بكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وبرأ وذرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن، قال: فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله عز وجل».
وأخرج النسائي والبيهقي عن ابن مسعود قال: «لما كان ليلة الجن أقبل عفريت من الجن في يده شعلة من نار فجعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن فلا يزداد إلا قربا فقال له جبريل: ألا أعلمك كلمات تقولهن ينكب منها لفيه وتطفأ شعلته قل أعوذ بوجه الله الكريم وكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن، فقالها فانكب لفيه وطفئت شعلته».
- وأخرج ابن أبي شيبة عن مكحول: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة تلقته الجن بالشرر يرمونه فقال جبريل: تعوذ يا محمد، فتعوذ بهؤلاء الكلمات فدحروا عنه فقال: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما نزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما بث في الأرض وما يخرج منها ومن شر الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن»). [الدر المنثور: 6/ 178-182]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وإن هم إلاّ يخرصون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تطع هؤلاء العادلين باللّه الأنداد يا محمّد فيما دعوك إليه من أكل ما ذبحوا لآلهتهم، وأهلّوا به لغير ربّهم وأشكالهم من أهل الزّيغ والضّلال، فإنّك إن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن دين اللّه ومحجّة الحقّ والصّواب فيصدّوك عن ذلك.
وإنّما قال اللّه لنبيّه: {وإن تطع أكثر من في الأرض} من بني آدم، لأنّهم كانوا حينئذٍ كفّارًا ضلاّلاً، فقال له جلّ ثناؤه: لا تطعهم فيما دعوك إليه، فإنّك إن تطعهم ضللت ضلالهم وكنت مثلهم، لأنّهم لا يدعونك إلى الهدى وقد أخطئوه. ثمّ أخبر جلّ ثناؤه عن حال الّذين نهى نبيّه عن طاعتهم فيما دعوه إليه في أنفسهم، فقال: {إن يتّبعون إلاّ الظّنّ}، فأخبر جلّ ثناؤه أنّهم من أمرهم على ظنٍّ عند أنفسهم، وحسبانٍ على صحّة عزمٍ عليه وإن كان خطأً في الحقيقة. {وإن هم إلاّ يخرصون} يقول: ما هم إلاّ متخرّصون يظنّون ويوقعون حزرًا لا يقين علمٍ، يقال منه: خرص يخرص خرصًا وخرصًا: أي كذب، وتخرّص بظنٍّ وتخرّص بكذبٍ، وخرصت النّخل أخرصه، وخرصت إبلك: أصابها البرد والجوع). [جامع البيان: 9/ 509]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإن هم إلّا يخرصون (116)}
قوله: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل اللّه}
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ حدّثني عقبة عن إسرائيل عن جابرٍ عن مجاهدٍ قال: ما كان من ظنٍّ في القرآن فهو يقينٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1375]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا محمّد، إنّ ربّك الّذي نهاك أن تطيع هؤلاء العادلين باللّه الأوثان، لئلاّ يضلّوك عن سبيله، هو أعلم منك ومن جميع خلقه، أيّ خلقه يضلّ عن سبيله بزخرف القول الّذي يوحي الشّياطين بعضهم إلى بعضٍ، فيصدّوا عن طاعته واتّباع ما أمر به. {وهو أعلم بالمهتدين} يقول: وهو أعلم أيضًا منك ومنهم بمن كان على استقامةٍ وسدادٍ، لا يخفى عليه منهم أحدٌ. يقول: واتّبع يا محمّد ما أمرتك به، وانته عمّا نهيتك عنه من طاعة من نهيتك عن طاعته، فإنّي أعلم بالهادي والمضلّ من خلقي منك.
واختلف أهل العربيّة في موضع (من) في قوله: {إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ}، فقال بعض نحويّي البصرة: موضعه خفضٌ بنيّة الباء، قال: ومعنى الكلام: إنّ ربّك هو أعلم بمن يضلّ.
وقال بعض نحويّي الكوفة: موضعه رفعٌ، لأنّه بمعنى أيٍّ، والرّافع له (يضلّ).
والصّواب من القول في ذلك: أنّه رفع بـ (يضلّ) وهو في معنى أيٍّ. وغير معلومٍ في كلام العرب اسمٌ مخفوضٌ بغير خافضٍ فيكون هذا له نظيرًا.
وقد زعم بعضهم أنّ قوله: {أعلم} في هذا الموضع بمعنى (يعلم)، واستشهد لقيله ببيت حاتمٍ الطّائيّ:
فحالفت طيّئٌ من دوننا حلفًا ....... واللّه أعلم ما كنّا لهم خذلا
وبقول الخنساء:
القوم أعلم أنّ جفنته ....... تغدو غداة الرّيح أو تسري
وهذا الّذي قاله قائل هذا التّأويل، وإن كان جائزًا في كلام العرب، فليس قول اللّه تعالى: {إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله} منه، وذلك أنّه عطف عليه بقوله: {وهو أعلم بالمهتدين} فأبان بدخول الباء في (المهتدين) أنّ (أعلم) ليس بمعنى (يعلم)، لأنّ ذلك إذ كان بمعنى يفعل لم يوصل بالباء، كما لا يقال هو يعلم بزيدٍ، بمعنى يعلم زيدًا). [جامع البيان: 9/ 509-511]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (117)}
قوله: {إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله}
- حدّثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: قوله: عن سبيل اللّه قال: عن دين اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1375]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 10:54 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي


{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}

تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {منزّلٌ مّن رّبّك بالحقّ فلا تكوننّ من الممترين...}
من الشاكّين أنهم يعلمون أنه منزل من ربك). [معاني القرآن: 1/ 352]

تفسير قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {وتمت كلمت ربك}، {لا مبدل لكلماته}. الحسن {كلمت} فيهما جميعًا). [معاني القرآن لقطرب: 525]


تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن تطع أكثر من في الأرض...}
في أكل الميتة {يضلّوك} لأن أكثرهم كانوا ضلاّلا. وذلك أنهم قالوا للمسلمين: أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل ربّكم! فأنزلت هذه الآية {وإن تطع أكثر من في الأرض}). [معاني القرآن: 1/ 353]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يخرصون} أي: يظنون ويوقعون، ويقال: يتخرص، أي يتكذب). [مجاز القرآن: 1/ 206]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {يخرصون} فخرص يخرص؛ أي ظن؛ وتخرص الشيء كذب فيه؛ و{الخراصون}: الكذابون، في قول الحسن، قال: كذبوا بالكتاب وبقيام الساعة.
[وزاد محمد بن صالح في روايته]:
وخرصت النخل أخرصه؛ وخرصت إبلك خرصًا: أصابها البرد والجوع؛ وقالوا أيضًا: خرص يخرص خرصا وخروصًا؛ أي كذب). [معاني القرآن لقطرب: 551]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يخرصون}: يكذبون). [غريب القرآن وتفسيره: 142]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يخرصون}: يحدسون ويوقعون. ومنه قيل للحازر: خارص). [تفسير غريب القرآن: 158]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإن هم إلّا يخرصون}
أعلم اللّه عزّ وجلّ - أن أكثرهم من الذين اتبعوا أكابرهم ليس عند أنفسهم أنهم على بصائر، وأنهم إنما يظنون، ومنهم من عاند، ومن يعلم أن النبي حق.
فإن قال قائل: كيف يعذبون وهم ظانون، وهل يجوز أن يعذب من كفر وهو ظانّ، ومن لم يكفر وهو على يقين؟
فالجواب في هذا أن اللّه جل ثناؤه قد ذكر أنّه يعذب على الظنّ، وذلك قوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويل للّذين كفروا من النّار}. والحجة في هذا أنهم عذبوا على هذا الظن، لأنهم اتبعوا أهواءهم وتركوا التماس البصيرة من حيث يجب واقتصروا على الظن والجهل). [معاني القرآن: 2/ 285-286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن يتبعون إلا الظن} أعلم جل وعز أنهم ليسوا على بصائر ولا يقين وأنهم لا يتبعون الحق ويقرأ {إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله}.
وهذا على حذف المفعول وفتح الياء أحسن لأن بعده {وهو أعلم بالمهتدين}). [معاني القرآن: 2/ 478-479]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَخْرُصُون} يحسدون، أي يكذبون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَخْرُصُونَ}: يكذبون). [العمدة في غريب القرآن: 130]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هو أعلم من يضلّ...}
(من) في موضع رفع كقوله: {لنعلم أي الحزبين أحصى} إذا كانت (من) بعد العلم والنظر والدراية -مثل نظرت وعلمت ودريت- كانت في مذهب أيّ. فإن كان بعدها فعل لها رفعتها به، وإن كان بعدها فعل يقع عليها نصبتها؛ كقولك: ما أدرى من قام، ترفع (من) بقام، وما أدرى من ضربت، تنصبها بضربت). [معاني القرآن: 1/ 353]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله} فقال: {أعلم} ولم يقل: "يعلم" وهو المعنى؛ وليس المعنى هاهنا على مثل قولك: زيد أعلم من ثم؛ وأفضل من ي الدار؛ ولكن المعنى في الآية: يعلم.
وقال حاتم طيء على ذلك:
فحالفت طيء من دوننا حلفا = والله أعلم ما كنا لهم خذلا
وقالت الخنساء:
القوم أعلم أن جفنته = تغدو غداة الريح أو تسري
وقال الآخر أيضًا:
[معاني القرآن لقطرب: 551]
القوم أعلم أني من سراتهم = ..............
قال: يريد العلماء.
وقال حسان بن ثابت:
الله يعلم ما أسعى لجلهم = وما يغيب به صدري وأضلاعي). [معاني القرآن لقطرب: 552]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
موضعا من" رفع بالابتداء، ولفظها. لفظ الاستفهام.
المعنى: إن ربك هو أعلم أي الناس يضل عن سبيله، وهذا مثل قوله: {لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}). [معاني القرآن: 2/ 286]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 10:56 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)}

تفسير قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)}


تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)}


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 04:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 04:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 04:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 04:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أفغير} نصب ب أبتغي، وحكماً نصب على البيان، والتمييز، ومفصّلًا معناه مزال الإشكال قد فصلت آياته، وإن كان معناها يعم في أن الله لا يبتغى سواه حكما في كل شيء وفي كل قضية فإنّا نحتاج في وصف الكلام واتساق المعاني أن ننظر إلى قضية فيما تقدم تكون سببا إلى قوله: {أفغير اللّه أبتغي حكماً} فهي والله أعلم حكمه عليهم بأنهم لا يؤمنون ولو بعث إليهم كل الآيات. وحكمه بأن جعل الأنبياء أعداء من الجن والإنس، وحكماً أبلغ من حاكم إذ هي صيغة للعدل من الحكام والحاكم جار على الفعل فقد يقال للجائر، وحكماً نصب على البيان أو الحال، وبهذه الآية خاصمت الخوارج عليا رضي الله عنه في تكفيره بالتحكيم، ولا حجة لها لأن الله تعالى حكم في الصيد وبين الزوجين فتحكيم المؤمنين من حكمه تعالى.
وقوله تعالى: {والّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزّلٌ من ربّك بالحقّ}.
يتضمن الإشهاد بمؤمنيهم والطعن والتنبيه على مشركيهم وحسدتهم، وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم «منزّل» بالتشديد، والباقون بالتخفيف، «والكتاب» أولا هو القرآن، وثانيا اسم جنس التوراة والإنجيل والزبور والصحف، ووصفه أهل الكتاب بالعلم عموم بمعنى الخصوص وإنما يريد علماءهم وأحبارهم، وقوله فلا تكوننّ من الممترين تثبيت ومبالغة وطعن على الممترين). [المحرر الوجيز: 3/ 446]

تفسير قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وتمّت كلمة ربّك صدقاً وعدلاً لا مبدّل لكلماته وهو السّميع العليم (115) وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وإن هم إلاّ يخرصون (116) إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (117)}
تمّت في هذا الموضع بمعنى استمرت وصحت في الأزل صدقا وعدلا، وليس بتمام من نقص، ومثله ما وقع في كتاب السيرة من قولهم وتم حمزة على إسلامه في الحديث مع أبي جهل، و «الكلمات» ما نزل على عباده، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي «كلمة» بالإفراد هنا وفي يونس في الموضعين وفي حم المؤمن. وقرأ نافع وابن عامر جميع ذلك «كلمات» بالجمع. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو هنا فقط «كلمات» بالجمع، وذهب الطبري إلى أنه القرآن كما يقال كلمة فلان في قصيدة الشعر والخطبة البليغة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا عندي بعيد معترض، وإنما القصد العبارة عن نفوذ قوله تعالى:
صدقاً فيما تضمنه من خبر وعدلًا فيما تضمنه من حكم، وهما مصدران في موضع الحال، قال الطبري نصبا على التمييز وهذا غير صواب، ولا مبدّل لكلماته معناه في معانيها بأن يبين أحد أن خبره بخلاف ما أخبر به أو يبين أن أمره لا ينفذ، والمثال من هذا أن الله تعالى قال لنبيه عليه السلام: {فإن رجعك اللّه إلى طائفةٍ منهم فاستأذنوك للخروج} [التوبة 83] إلى الخالفين، فقال المنافقون بعد ذلك للنبي عليه السلام وللمؤمنين ذرونا نتبعكم فقال الله لنبيه: {يريدون أن يبدّلوا كلام اللّه قل لن تتّبعونا كذلكم قال اللّه من قبل} [الفتح: 15] أو في قوله: {فقل لن تخرجوا معي أبداً} [التوبة: 83] لأن مضمنه الخبر بأن لا يباح لهم خروج، وأما الألفاظ فقد بدلتها بنو إسرائيل وغيرتها، هذا مذهب جماعة من العلماء، وروي عن ابن عباس أنهم إنما بدلوا بالتأويل والأول أرجح، وفي حرف أبي بن كعب، «لا مبدل لكلمات الله»). [المحرر الوجيز: 3/ 446-447]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض ... الآية}، المعنى فامض يا محمد لما أمرت به وانفذ لرسالتك فإنك إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك وذكر أكثر لأن أهل الأرض حينئذ كان أكثرهم كافرين ولم يكن المؤمنون إلا قلة، وقال ابن عباس: الأرض هنا الدنيا، وحكي أن سبب هذه الآية أن المشركين جادلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أمر الذبائح وقالوا: تأكل ما تقتل وتترك ما قتل الله؟، فنزلت الآية، ووصفهم عز وجل بأنهم يقتدون بظنونهم ويتبعون تخرصهم، والخرص الحزر والظن). [المحرر الوجيز: 3/ 447-448]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس «يضل» بفتح الياء.
وقرأ الحسن بن أبي الحسن «يضل» بضم الياء، ورواه أحمد بن أبي شريح عن الكسائي، ومن في قوله من يضلّ في موضع نصب بفعل مضمر تقديره يعلم من، وقيل في موضع رفع كأنه قال أي يضل عن سبيله ذكره أبو الفتح وضعفه أبو علي وقيل في موضع خفض بإضمار باء الجر كأنه قال: بمن يضل عن سبيله، وهذا ضعيف، قال أبو الفتح هذا هو المراد فحذفت باء الجر ووصل أعلم بنفسه، قال ولا يجوز أن يكون أعلم مضافا إلى من لأن أفعل التفضيل بعض ما يضاف إليه، وهذه الآية خبر في ضمنه وعيد للضالين ووعد للمهتدين). [المحرر الوجيز: 3/ 448]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 04:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 04:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {أفغير اللّه أبتغي حكمًا وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلا والّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزلٌ من ربّك بالحقّ فلا تكوننّ من الممترين (114) وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلا لا مبدّل لكلماته وهو السّميع العليم (115)}
يقول [اللّه] تعالى لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المشركين باللّه الّذين يعبدون غيره: {أفغير اللّه أبتغي حكمًا} أي: بيني وبينكم، {وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلا} أي: مبيّنًا، {والّذين آتيناهم الكتاب} أي: من اليهود والنّصارى، {يعلمون أنّه منزلٌ من ربّك بالحقّ}، أي: بما عندهم من البشارات بك من الأنبياء المتقدّمين، {فلا تكوننّ من الممترين} كقوله: {فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحقّ من ربّك فلا تكوننّ من الممترين} [يونس: 94]، وهذا شرطٌ، والشّرط لا يقتضي وقوعه؛ ولهذا جاء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «لا أشكّ ولا أسأل»). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 322]

تفسير قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلا} قال قتادة: صدقًا فيما قال وعدلًا فيما حكم.
يقول: صدقًا في الأخبار وعدلًا في الطّلب، فكلّ ما أخبر به فحقٌّ لا مرية فيه ولا شكّ، وكلّ ما أمر به فهو العدل الّذي لا عدل سواه، وكلّ ما نهى عنه فباطلٌ، فإنّه لا ينهى إلّا عن مفسدة، كما قال: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر [ويحلّ لهم الطّيّبات ويحرّم عليهم الخبائث] ...} إلى آخر الآية [الأعراف: 157].
{لا مبدّل لكلماته} أي: ليس أحدٌ يعقّب حكمه تعالى لا في الدّنيا ولا في الآخرة، {وهو السّميع} لأقوال عباده، {العليم} بحركاتهم وسكناتهم، الّذي يجازي كلّ عاملٍ بعمله). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 322]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه إن يتّبعون إلا الظّنّ وإن هم إلا يخرصون (116) إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (117)}
يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض من بني آدم أنّه الضّلال، كما قال تعالى: {ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين} [الصّافّات: 71]، وقال تعالى: {وما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، وهم في ضلالهم ليسوا على يقينٍ من أمرهم، وإنّما هم في ظنونٍ كاذبةٍ وحسبانٍ باطلٍ، {إن يتّبعون إلا الظّنّ وإن هم إلا يخرصون} فإنّ الخرص هو الحزر، ومنه خرص النّخل، وهو حزر ما عليها من التّمر وكذلك كلّه قدر اللّه ومشيئته). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 323]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {هو أعلم من يضلّ عن سبيله} فييسّره لذلك {وهو أعلم بالمهتدين} فييسّرهم لذلك، وكل ميسر لما خلق له). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 323]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة