العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(68)إلى الآية(73)]
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) }


قوله تعالى: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68)}
قوله تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)}
قوله تعالى: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)}
قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)}
قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:26 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(74)إلى الآية(75)]
{وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}


قوله تعالى: {وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74)}
قوله تعالى: {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:28 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(76)إلى الآية(77)]
{وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)}


قوله تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)}
قوله تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:29 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(78)إلى الآية(82)]
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) }


قوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78)}
قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79)}
قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ليحصنكم من بأسكم (80)
قرأ ابن عامر وحفص (لتحصنكم) بالتاء، وقرأ أبو بكر والحضرمي (لنحصنكم) بالنون.
وقرأ الباقون (ليحصنكم) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (لتحصنكم) بالتاء أراد الصنعة، علمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم.
ويجوز أن يكون اللبوس معناه: الدّروع، وهي مؤنثة.
ومن قرأ (ليحصنكم) فله وجهان:
أحدهما: ليحصنكم الله.
والوجه الثاني: ليحصنكم اللبوس، ذكّره للفظه.
ومن قرأ (لنحصنكم) فالله يقول: نحن، أي: لنقيكم به بأس السلاح). [معاني القراءات وعللها: 2/168]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {لتحصنكم من بأسكم} [80].
قرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم بالتاء، يريد: الدرع.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر {لنحصنكم} بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون بالياء، ردًا على اللبوس {صنعة لبوس لكم ليحصنكم} اللبوس.
وحدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن أبا جعفر المدني قرأ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/64]
{لتحصنكم من بأسكم} بالتاء ردًا على الصنعة. وكان الله تعالى قد ألان الحديد لداود، فكان يحيله في يده كالشمعة، كما قال: صلى الله عليه وسلم {وألنا له الحديد أن اعمل سابغات} يعني: الدروع {وقدر في السرد} يعني الثقب، والحلق. والبأس: الحرب والشدة. فجعل الله تعالى الدروع والسلاح والخيل حصونًا لبني آدم من عدوهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/65]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي: (ليحصنكم) بالياء.
وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم: لتحصنكم بالتاء.
وروى أبو بكر عن عاصم: (لنحصنكم) بالنون.
وجه الياء في قوله (ليحصنكم) يجوز أن يكون الفاعل اسم الله لتقدّم علمناه، ويجوز أن يكون اللباس، لأن اللبوس بمعنى اللباس من حيث كان ضربا منه، ويجوز أن يكون داود، ويجوز أن يكون التعليم يدل عليه علمناه. ومن قرأ لتحصنكم حمله على المعنى لأنها الدرع. ومن قرأ (لنحصنكم) فلتقدم قوله: وعلمناه أي علمناه لنحصنكم). [الحجة للقراء السبعة: 5/258]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون} 80
قرأ ابن عامر وحفص {لتحصنكم} بالتّاء أرادوا الدرع والدرع تؤنث وتذكر وقال الزّجاج من قرأ بالتّاء أراد الصّنعة
وقرأ أبو بكر (لنحصنكم) بالنّون الله جلّ وعز يخبر عن نفسه
وقرأ الباقون (ليحصنكم) بالياء أي ليحصنكم الله مثل النّون ويجوز ليحصنكم هذا اللبوس). [حجة القراءات: 469]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لتحصنكم} قرأ ابن عامر وحفص بتاء مضمومة وقرأه أبو بكر بنون مضمومة، وقرأ الباقون بياء مضمومة.
وحجة من قرأ بالتاء أنه ردّه على «الصنعة» وقيل: ردّه على معنى «اللبوس» لأن «اللبوس» الدرع، والدرع مؤنثة.
8- وحجة من قرأ بالياء أنه رده على لفظ اللبوس، ولفظ مذكر، لأنه بمعنى اللباس، وقيل: هو مردود إلى الله جل ذكره، أي: ليحصنكم الله من بأسكم، لتقدم ذكره في قوله: {وعلمناه}، وفيه خروج من الإخبار إلى الغيبة، وقيل: هو لداود. أي ليحصنكم بذلك داود من بأسكم، وقد تقدم ذكر داود فحسن الإخبار عنه، وقيل هو للتعليم، لقوله: {وعلمناه} فالمعنى: ليحصنكم التعليم. ودل: {علمناه} على التعليم.
9- وحجة من قرأ بالنون أنه رده على {علمناه} لقربه منه، وهو ظاهر في المعنى؛ لأنه أجرى الفعلين على نظام واحد. والاختيار الياء لأن الأكثر عليه، ولتمكن الوجوه فيه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/112]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {لِتُحْصِنَكُم}[آية/ 80] بالتاء:
قرأها ابن عامر و- ص- عن عاصم.
والوجه أن التأنيث لأجل المعنى؛ لأن اللبوس: الدرع، والدرع مؤنثة.
وقرأ عاصم- ياش- ويعقوب- يس- {لِنُحْصِنَكُم}بالنون.
والوجه أنه لموافقة ما قبله وهو قوله {وعَلَّمْنَاهُ}أي علمناه لنحصنكم.
وقرأ الباقون و- ح- و- ان- عن يعقوب {لِيُحْصِنَكُم}بالياء.
[الموضح: 864]
والوجه أنه يجوز أن يكون الفعل لله تعالى، يدل عليه قوله تعالى {وعَلَّمْنَاهُ}أي علمه الله ليحصنكم.
ويجوز أن يكون الفعل للبوس على اللفظ، واللبوس فعول بمعنى مفعول، أراد الملبوس، أي ليحصنكم الملبوس، فذكر الفعل على اللفظ.
ويجوز أن يكون الفعل لمعنى التعليم الذي يدل عليه {عَلَّمْنَاهُ}، كأنه قال: ليحصنكم التعليم). [الموضح: 865]

قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)}
قوله تعالى: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:31 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(83)إلى الآية(86)]
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86)}


قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (مسّني الضّرّ (83) و: (عبادي الصّالحون (105)
أرسل الياء فيهما حمزة، وفتحها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/174] (م)

قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)}
قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85)}
قوله تعالى: {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(87)إلى الآية(88)]
{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)}

قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فظنّ أن لن نقدر عليه (87)
قرأ يعقوب وحده (فظنّ أن لن يقدر عليه) بياء مضمومة، وقرأ الباقون (فظنّ أن لن نقدر عليه) بالنون
قال أبو منصور: القراءة بالنون والتخفيف، وله معنيان:
أحدهما: فظن يونس أن لن نقدر عليه ما قدّرنا من التقام الحوت إياه، وحبسه في بطنه، يقال: قدر، وقدّر بمعنى واحد ومنه قول أبي صخر الهذلي:
[معاني القراءات وعللها: 2/168]
فليست عشيات اللّوى برواجع... لنا أبدًا ما أورق السّلم النّضر
ولا عائدًا ذاك الزّمان الذي مضى... تباركت ما تقدّر يقع ولك الشكر
معناه: ما تقدر يقع. وهو كلام فصيح.
ومنه قول الله جلّ وعزّ (فقدرنا فنعم القادرون) أي: فنعم المقدرون.
والمعنى الثاني في قوله: (فظن أن لن نقدر عليه) فظن أن لن نضيّق عليه، ومنه قوله: (يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر)، أي: يضيّق على من يشاء، ويوسع على من يشاء.
فهذان وجهان عربيان، ولا يجوز أن يكون معنى قوله: (فظنّ أن لن نقدر عليه) من القدرة؛ لأنه لا يجوز في صفة نبي من الأنبياء أن يظن هذا الظن.
ومن قرأ (فظنّ أن لن يقدر عليه) فإنه جائز أن يفسر بالمعنيين اللذين ذكرتهما، إلا أن القراءة المختارة ما اجتمع عليه قراء الأمصار). [معاني القراءات وعللها: 2/169]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {فَظَنَّ أَن لَّن يَّقْدِرَ عَلَيْهِ}[آية/ 87] بالياء مضمومة، والدال مفتوحة:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أن الفعل مبني لما لم يسم فاعله.
ويجوز أن يكون إنما قرأ كذلك لأنه حمل المعنى على أن يونس ذهب مغاضبًا لحزقيًا الملك، فظن أن لن يقدر عليه حزقيًا، فلهذا لم يسند الفعل إلى الله تعالى.
ويجوز أن يكون المعنى مثل ما في القراءة الأخرى، فبنى الفعل لما لم يسم فاعله، إذ المعنى لا يتغير.
وقرأ الباقون {أَن لَّن نَّقْدِرَ}بالنون وكسر الدال.
والوجه أن الفعل مسند إلى الله تعالى على لفظ التعظيم، كما أن ما بعده كذلك، وهو قوله {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ونَجَّيْنَاهُ}.
[الموضح: 865]
والمعنى في {لَّن نَّقْدِرَ}: لن نضيق، وقيل لن نقدر عليه ما قدرناه من جنسه في بطن الحوت، أي لان نقدر، وهو من التقدير الذي هو التهيئة لإمضاء الأمر في الشيء، قال الله تعالى {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ}أي: فقدرنا فنعم المقدرون). [الموضح: 866]

قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وكذلك ننجي المؤمنين (88)
[معاني القراءات وعللها: 2/169]
قرأ ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: (وكذلك نجي المؤمنين) بنون واحدة، مشددة الجيم، ساكنة الياء.
وقرأ الباقون (ننجي المؤمنين) بنونين الثانية ساكنة والجيم خفيفة.
وقال الفراء: القراءة بنونين، وإن كانت كتابتها بنون واحدة، وذلك أن النون الأولى متحركة، والثانية ساكنة، فلا تظهر الساكنة على اللسان، فلما خفيت حذفت في الكتابة.
قال أبو منصور: وأما قراءة عاصم وابن عامر بنون واحدة فلا يعرف لها وجهة؛ لأن ما لم يسم فاعله إذا خلا باسمه رفعه.
وقال أبو إسحاق النحوي: من قال معناه: نجّي النجاء المؤمنين، فهو خطأ بإجماع من النحويين كلهم، لا يجوز (ضرب زيدًا) تريد: ضرب
الضرب زيدًا؛ لإنك إذا قلت: (ضرب زيدٌ) فقد علم أن الذي ضربه ضربٌ فلا فائدة في إضماره وإقامته مقام الفاعل). [معاني القراءات وعللها: 2/170]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {وكذلك نجي المؤمنين} [88].
قرأ عاصم وحده {وكلك نجي المؤمنين} بنون واحدةٍ.
قال الفراء: لا وجه له عندي إلا اللحن.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/65]
وقد احتج له غيره. فقال: نجى فعل ماض على مالم يسم فاعله. ثم أرسل الياء، كما قرأ الحسن: {وخذوا ما بقي من الربا} قام المصدر مقام المفعول الذي لا يذكر فاعله. وكذلك: نجي نجاء المؤمنين، واحتجوا بأن أبا جعفر قرأ في (الجاثية): {ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون} على تقدير ليجزي الجزاء قومًا. وقال الشاعر:
فلو ولدت قفيرة جرو كلبٍ = لسب بذلك الجرو الكلابا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/66]
فقال أبو عبيد يجوز أن يكون أراد: «ينجي»، فأدغم النون في الجيم وهذا غلط؛ لأن النون لا تندغم في الجيم، ولا الجيم في النون. ولكن النون تخفي عند الجيم. فلما خفيت لفظًا خزلوها خطأ فكتب في المصحف بنون واحدة، فذلك الذي حمل عاصمًا على أن قرأها كذلك والاختيار {وكذلك ننجي} بنون فعل مضارع، النون الأولي للاستقبال والثانية أصلية، أنجي ينجي إنجاء، والمؤمنون مفعولون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/67]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: (وكذلك نجي المؤمنين) [الأنبياء/ 88] بنون واحدة مشدّدة الجيم على ما لم يسمّ فاعله والياء ساكنة.
وروى حفص عن عاصم: ننجي المؤمنين بنونين خفيفة، الثانية منهما ساكنة، مثل حمزة، وكذلك قرأ الباقون عبيد عن أبى عمرو وعبيد عن هارون عن أبي عمرو: (نجّي) مدغمة كذلك قالا، وهو وهم لا يجوز فيه الإدغام، لأن الأولى متحرّكة، والثانية ساكنة، والنون لا تدغم في الجيم، وإنما خفيت لأنها ساكنة تخرج من الخياشيم، فحذفت من الكتاب وهي في اللفظ ثابتة، ومن قال: مدغم فهو غلط.
قال: قوله في ذلك أن عاصما ينبغي أن يكون قرأ ننجي بنونين وأخفى الثانية، لأن هذه النون تخفى مع حروف الفم وتبيينها لحن، فلما أخفى عاصم، ظنّ السامع أنه مدغم لأن النون تخفي مع حروف الفم، ولا تبين، فالتبس على السامع الإخفاء بالإدغام من حيث كان كلّ واحد من الإخفاء والإدغام غير مبيّن، ويبين ذلك إسكانه الياء من (نجّي) لأن الفعل إذا كان مبنيّا للمفعول به وكان ماضيا لم يسكن آخره، وإسكان آخر الماضي إنما كان يكون في قول من قال في رض: رضا، وليس هذا منه، فإسكان الياء يدلّ على أنه قرأ ننجي كما روى حفص عنه. ومما يمنع أن يظنّ ذلك له نصب قوله المؤمنين من ننجي المؤمنين ولو كان على ما لم يسمّ فاعله لوجب أن يرتفع، فأما قول من قال: إنه يسند الفعل إلى المصدر ويضمره لأن
[الحجة للقراء السبعة: 5/259]
الفعل دلّ عليه، فذلك مما يجوز في ضرورة الشعر، والبيت الذي أنشد:
ولو ولدت قفيرة جرو كلب... لسبّ بذلك الجرو الكلابا
لا يكون حجّة في هذه القراءة، وإنما وجهها ما ذكرنا، لأن الراوي حسب الإخفاء إدغاما، ألا ترى أن الفعل مبني للمفعول فينبغي أن يسند إليه كما يسند المبنيّ للفاعل، وإنما يسند إلى هذه الأشياء من الظروف والجار والمجرور إذا لم يذكر المفعول به، فأمّا إذا ذكر المفعول به لم يسند إلى غيره، لأن الفعل له فهو أولى به. وكذلك من حكى عن أبي عمرو أنه أدغم النون الثانية من نجّي في الجيم فهو أيضا وهم، ولعلّه التبس عليه الإخفاء بالإدغام أيضا، وإنما حذفت النون من الخط كراهة لاجتماع صورتين متفقتين، وقد كرهوا ذلك في الخط في غير هذا الموضع، وذلك أنهم كتبوا نحو: الدنيا والعليا والحديا بألف، ولولا الياء التي قبل الألف لكتبوها بالياء، كما كتبوا نحو: بهمى وحبلى وأخرى ونحو ذلك بالياء، كما كرهوا الجمع بين صورتين متفقتين في هذا النحو، كذلك كرهوه في ننجي فحذفوا النون الساكنة، والوجه فيه: كما رواه حفص عن عاصم، وقد قال بعض من يضبط القراءة: أن الصحيح أن الجماعة وحفصا عن عاصم قرءوا: ننجي المؤمنين بنونين الثانية منهما ساكنة والجيم خفيفة. وروى أبو بكر عن عاصم (نجّي المؤمنين) بنون واحدة وتشديد الجيم وسكون الياء وقد تقدم القول فيه). [الحجة للقراء السبعة: 5/260]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وكذلك ننجي المؤمنين}
قرأ ابن عامر وأبو بكر (وكذلك نجي المؤمنين) بنون واحدة والجيم مشدّدة قال الفراء لا وجه له عندي لأن ما لم يسم فاعله إذا خلا باسم رفع وقالوا أيضا (نجي) لم يسم فاعله وكان الواجب أن تكون الياء مفتوحة كما تقول عزي وقضي وقد احتج له غيره فقال (نجي) فعل ماض على ما لم يسم فاعله ثمّ سكنوا الياء وتأويله نجي النّجاء المؤمنين فيكون النّجاء مرفوعا لأنّه اسم ما لم يسم فاعله والمؤمنين نصب لأنّه خبر ما لم يسم فاعله كما تقول ضرب الضّرب زيدا ثمّ يكنى عن الضّرب فتقول ضرب زيدا وحجتهم قراءة أبي جعفر قرأ {ليجزي قوما بما كانوا} أي ليجزى الجزاء قوما وقال أبو عبيد يجوز أن
[حجة القراءات: 469]
يكون أراد {ننجي} فأدغم النّون في الجيم والمؤمنين نصب لأنّه مفعول به ف نجي على ما ذكره أبو عبيد فعل مستقبل وعلامة الاستقبال سكون الياء
وقرأ الباقون {ننجي} بنونين فعل مستقبل من أنجى ينجي و{المؤمنين} مفعولون وكتبوا في المصاحف بنون واحد على الاختصار). [حجة القراءات: 470]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {ننجي المؤمنين} قرأ أبو بكر وابن عامر بنون واحدة، وتشديد الجيم، وقرأ الباقون بنونين والتخفيف.
وحجة من قرأ بنون واحدة أنه بنى الفعل للمفعول، فأضمر المصدر ليقوم مقام الفاعل، وفيه بعد من وجهين: أحدهما أن الأصل أن يقوم المفعول مقام الفاعل دون المصدر، فكان يجب رفع {المؤمنين} وذلك مخالف للخط. والوجه الثاني أنه كان يجب أن تفتح الياء من «نجي» لأنه فعل ماض، كما تقول: «رُمي وكُلم» فأسكن الياء، وحقها الفتح، فهذا الوجه بعيد في الجواز، وقيل: إن هذه القراءة على طريق إخفاء النون الثانية في الجيم، وهذا أيضًا بعيد؛ لأن الرواية بتشديد الجيم والإخفاء لا يكون معه تشديد، وقيل: أدغم النون في الجيم، وهذا أيضًا لا نظير له، لا تدغم النون في الجيم في شيء من كلام العرب لبعد ما بينهما، وإنما تعلق من قرأ هذه القراءة أن هذه اللفظة في أكثر المصاحف بنون واحدة، فهذه القراءة إذا قرئت بتشديد الجيم، وضم النون، وإسكان الياء غير متمكنة في العربية.
11- وحجة من قرأ بنونين أنه الأصل، وسكنت الياء، لأنه فعل مستقبل، وحق الياء الضم، فسكنت لاستثقال الضم على الأصول، وانتصب {المؤمنين} بوقوع الفعل عليهم، والفعل مضاف مخبر به عن الله جل ذكره، فهو المنجي من كل ضر، لا إله إلا هو، فأما وقوعها في المصاحف بنون واحدة فإنما ذلك لاجتماع المثلين في الخط، ولأن النون الثانية تخفى عند الجيم بلا اختلاف، وهو من «أنجى ينجي» كما قال: {فلما أنجاهم} «يونس 23»، وكان أبو عبيد يختار القراءة بنون واحدة اتباعًا للمصحف، على إضمار المصدر، يقيمه مقام الفاعل، وينصب {المؤمنين} ويسكن الياء في موضع الفتح وهذا كله قبيح بعيد. واختار أبو عبيد أن يكون
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/113]
أصله: {ننجي} بنونين، والتشديد، ثم أدغم النون الثانية في الجيم، وهو غلط قبيح، ولا يجوز الإدغام في حرف مشدد، فكيف تدغم النون في الجيم وهي مشددة أولها ساكن، ولا يجوز أيضًا إدغام النون في الجيم عند أحد. واختار ابن قتيبة {ننجي} بنونين على قراءة الجماعة، وهو الصواب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/114]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {نجِي المُؤْمِنِينَ}[آية/ 88] بنون واحدة، مشددة الجيم:
قرأها ابن عامر وعاصم- ياش-:
والوجه أن الأصل، ننجي، بنونين، لكن النون الثانية أخفيت مع الجيم لأن النون تخفى مع حروف الفم، وتبيينها معها لحن، فلما كانت هذه النون محفاةً في الجيم ظنها السامع جيمًا مدغمة مع الجيم، وجعل الكلمة فعلاً ماضيًا على فعل بتشديد العين مبنيًا لما لم يسم فاعله، ولو كان كذلك لكان مفتوح الآخر، ولكان المؤمنون رفعًا، فإسكان الياء، وانتصاب المؤمنين يدلان على أن الكلمة فعل مستقبلٌ وأن المؤمنين نصبٌ به، والمعنى ننجي نحن المؤمنين.
ولا يحسن أن يحمل على أن يكون الفعل مسنداً إلى المصدر، ويكون التقدير نجي النجاء المؤمنين، على أن يكون نجي فعلاً ماضيًا لما لم يسم فاعله وأسند إلى مصدره، وهو النجاء، ثم نصب المؤمنين؛ لأن ذلك إنما يجوز في ضرورة الشعر، كما قال جرير:
98- فلو ولدت قفيرة جرو كلبٍ = لسب بذلك الجرو الكلابا
[الموضح: 866]
أي لسب السب، فلما أسند الفعل إلى المصدر فرفعه به، نصب الكلاب.
وأما كونه في الخط بنون واحدة، فلكراهة اجتماع مثلين في الخط.
وقرأ الباقون و- ص- عن عاصم {نُنجِي}بنونين، مخففة الجيم.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الأولى من النونين حرف المضارعة، والثانية فاء الفعل؛ لأن وزنه نفعل مثل نكرم). [الموضح: 867]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:38 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(89)إلى الآية(91)]
{وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)}


قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)}
قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)}
قوله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:40 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(92)إلى الآية(94)]
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)}


قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وابن أبي إسحاق والأشهب ورويت عن أبي عمرو: [أُمَّتُكُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ].
قال أبو الفتح: تكون [أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ] بدلا من [أُمَّتُكُمْ]، كقولك: زيد أخوك رجل صالح، حتى كأنه قال: أخوك رجل صالح. ولو قرئ [أُمَّتَكُمْ] بالنصب بدلا وتوضيحا "لهذه". ورفع [أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ] لأنه خبر إن لكان وجها جميلا حسنا). [المحتسب: 2/65]

قوله تعالى: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93)}
قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(95)إلى الآية(97)]
{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) }


قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وحرامٌ على قريةٍ)
قرأ عاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، والكسائي: (وحرمٌ على قريةٍ) بغير ألف، والحاء مكسورة.
وقال الأعشى: اختار أبو بكر (وحرام) بألف، وأدخلها في قراءة عاصم، وقال: وهي في مصحف عليٍّ بألف. وقرأ الباقون بألف.
[معاني القراءات وعللها: 2/170]
قال أبو منصور: هما لغتان. حرم وحرام. بمعنىً واحد، كما يقال: حلّ وحلال، ونحو ذلك.
قال الفراء: وروي عن ابن عباس أنه قرأ (وحرمٌ على قرية أهلكناها) وفسره: وجب عليها أن لا يرجع إلى دنياها.
وروي عن سعيد ابن جبير أنه قرأ (وحرمٌ على قرية)، فسئل عنها فقال: عزمٌ عليها.
وقال أبو إسحاق في قوله: (وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها) الآية، هذا يحتاج إلى أن يبيّن، ولم يبيّن، وهو واللّه أعلم: أنه لما قال: (فلا كفران لسعيه وإنّا له كاتبون) أعلمنا أن اللّه قد حرم قبول أعمال الكفار، فالمعنى: حرامٌ على قريةٍ أهلكناها أن يتقبل منها عمل لأنهم لا يرجعون، أي: لا يتوبون.
قال أبو منصور: وقد جوّد أبو إسحاق فيما بيّن، وتصديقه ما حدثناه المنذري عن أبي جعفر بن أبي الدميل، قال: حدثنا حميد بن مسعود، قال: حدثنا يزيد ابن زريع، قال: حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: (وحرمٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون) قال: وجب على قريةٍ أهلكناها أنه لا يرجع منهم راجع، ولا يتوب منهم تائب.
حدثنا الحسين قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا صفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، قرأ ابن عباس: (وحرمٌ) قال عثمان: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن داود عن عكرمة
[معاني القراءات وعللها: 2/171]
عن ابن عباس: (وحرمٌ على قريةٍ) قال: [... ] ووكيع عن همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قرأها: و(وحرمٌ).
قال: وحدثنا ابن فضيل عن داود عن عكرمة عن ابن عباس أنه قرأها: (وحرمٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون).
قال: لا يتوبون). [معاني القراءات وعللها: 2/172]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {وحرام على قرية} [95].
قرأ أهل الكوفة {وحرم} بكسر الحاء مثل عليم إلا حفصًا. وقرأ الباقون {وحرم} وهما لغتان حل وحلال، وحرم، وحرام.
وقيل: وحرم على قرية أي: واجب عل قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون. وقال معناه: يرجعون، ولا «لا» صلة. كما قال:
ما كان يرضي رسول الله فعلهم = والطيبان أبو بكر ولا عمر
وقال آخر:
فما ألوم البيض ألا تسحرا = لما رأين الشمط القفندرا
معناه: أن تسحر و«لا» زائدة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/68]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: وحرام على قرية أهلكناها [الأنبياء/ 95].
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (وحرم) بكسر الحاء بغير ألف.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: وحرام على قرية بألف.
وحرم وحرام: لغتان، وكذلك: حلّ وحلال. فكلّ واحد من حرم إن شئت رفعته بالابتداء لاختصاصه بما طال بعده من الكلام، وإن شئت جعلته خبر مبتدأ، وكان المعنى: وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون، وجعلت (لا) زائدة، والمعنى: وحرام على قرية أهلكناها رجوعهم، كما قال: فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون [يس/ 50] وإن شئت جعلت حراما وحرما خبر مبتدأ، وأضمرت مبتدأ، ويكون المعنى: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون، وجعلت (لا) غير زائدة، أي رجوعهم، المعنى: وحرام على قرية أهلكناها بالاستئصال رجوعهم، ومعنى حرام عليهم: أنهم ممنوعون من ذلك، كما يمنعون من الأشياء المحرمة في الشرع والعقل. وقيل في تفسير قوله: ويقولون حجرا محجورا [الفرقان/ 22] إن المعنى: حراما محرما، فهذا من معنى الامتناع، وما حتم به عليهم، كما أن حرام على قرية أهلكناها كذلك ليس كحظر الشريعة الذي إن شاء المحظور عليه ركبه. وإن شاء توقاه وتركه، وكان
[الحجة للقراء السبعة: 5/261]
الأمر فيه موقوفا على اختياره وأما: أولم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون [يس/ 31] فيحتمل ضربين: أحدهما: كم أهلكنا بأنهم إليهم لا يرجعون، أي: بالاستئصال، والآخر: أنّ قوله: كم أهلكنا، يدلّ على إهلاكنا، فيكون قوله: أنهم إليهم لا يرجعون فيكون هذا هو الإهلاك، ولا تكون بدلا من (كم) لأن كم يراد به أهل القرون الذين أهلكوا، وليس الإهلاك فيبدل منهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/262]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وسعيد بن المسيب وعكرمة وقتادة: [وَحَرِمَ عَلَى قَرْيَةٍ].
وقرأ: [وحرُم] ابن عباس -بخلاف- وأبو العالية وعكرمة.
وقرأ: [وَحَرَمَ عَلَى قَرْيَةٍ] قتادة ومطر الوراق.
وقرأ: [وَحَرِمَ]، بفتح الحاء، وكسر الراء، والتنوين في الميم عكرمة، بخلاف.
وقرأ: [وحَرْمٌ]، بفتح الحاء، وسكون الراء والتنوين ابن عباس، بخلاف.
قال أبو الفتح: أما [حَرِمَ] فالماضي من حَرِمَ، كقَلِقَ من قَلِقٍ، وبَطِرَ من بَطِرٍ. قالوا: حرم زيد، وهو حرم وحارم: إذا قبر ماله، وأحرمته: قمرته. قال زهير:
وإن أتاهُ خليلٌ يومَ مسألةٍ ... يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرِمٌ
وأما [حَرُمَ] فأمره في الاستعمال ظاهر.
ومن جهة أحمد بن يحيى: [وَحَرِمٌ عَلَى قَرْيَةٍ]، أي: واجبٌ وحرامٌ، معناه: حُرِّمَ ذلك عليها، فلا تُبعث إلى يوم القيامة، وهذا على زيادة "لا"، وحَرِمَ الرجلُ: إذا لجَّ في شيء ومَحَكَ.
[المحتسب: 2/65]
وأما [حَرُمَ] فمن حَرَمْتُه الشيءَ: إذا منعْتُه إياه، فقد عاد إذًا إلى معنى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} . وأما [حَرْمٌ]، بفتح الحاء، وتسكين الراء فمخفف من حَرِمٌ على لغة بني تميم، فهو كبَطْر من بَطِرٍ، وفَخْذ من فَخِذٍ، وكَلْمة من كَلِمَة. وقال أبو وعلة:
لا تأمنَنْ قوما ظلمتَهُمُ ... وبدأتَهُمُ بالشرِّ والحِرْمِ.
فكسَر، فهذا يصلح أن يكون من معنى اللجاج والمحك، ويصلح أن يكون من معنى الحرمان، أي: ناصبتهم وحرمتهم إنصافك). [المحتسب: 2/66]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} 95
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر (وحرم على قرية) بغير ألف وقرأ الباقون {وحرام} قال قطرب هما لغتان مثل حل وحلال وحرم وحرام وقال قوم حرم بمعنى عزم وحرام بمعنى واجب). [حجة القراءات: 470]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {وحرام على قرية} قراه أبو بكر وحمزة والكسائي «وحرم» بكسر الحاء من غير ألف بعد الراء، وقرأ الباقون بفتح الحاء وبألف بعد الراء، وهما لغتان كالحل والحلال). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/114]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وحَرَمٌ عَلَى قَرْيَةٍ}[آية/ 95] بكسر الحاء من غير ألف:
قرأها حمزة والكسائي و- ياش- عن عاصم.
وقرأ الباقون و- ص- عن عاصم {وحَرَامٌ}بالألف.
والوجه أن حرمًا وحرامًا لغتان، كما يقال: حل وحلال). [الموضح: 867]

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج (96)
قرأ ابن عامر ويعقوب (فتّحت) بالتشديد. وخففها الباقون.
قال أبو منصور: التشديد في تاء (فتّحت) للتكثير، ومن خفف فهو فتح واحد للسدّ الذي سده ذو القرنين، وكان التخفيف أجود لوجهين؛ لأنه سدٌّ لا يفتح إلا مرة واحدة ثم لا يسدّ). [معاني القراءات وعللها: 2/172]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {حتى إذا فتحت} [96].
قرأ ابن عامر {فتحت} مشددًا، أي: مرة بعد مرة، والتشديد: للتكثير، والتكرير.
وقرأ الباقون {فتحت} تخفيفًا.
قأما قوله: {يأجوج ومأجوج} فقرأ عاصم وحده بالهمز {يأجوج} والباقون بغير همز وقد ذكرت علته في (الكهف) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/67]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- [وقوله تعالى:] {وهم من كل حدب ينسلون} [96]،
قرأ ابن عباس: {من كل جدث}. أي: من كل قبر، يقال: للقبر، الجدث، والجدف، والريم، والضريح، والملحد، والبيت، والرجم،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/67]
الرمس. قال الشاعر في البيت:
* وعند الرداع بيت آخر كوثر *
أي: قبر آخر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/68]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (كلّهم قرأ: فتحت خفيفا غير ابن عامر فإنه قرأ (فتّحت) مشددا.
من خفف فلأن الفعل في الظاهر مسند إلى هذين الاسمين، فلم يحمل ذلك على الكثرة فيجعله بمنزلة: مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50].
ومن شدّد ذهب إلى المعنى، وإلى أنّ ثمّ سدما وردما يفتح، وذلك كثير في المعنى، فجعله مثل: مفتحة لهم الأبواب.
ويجوز أن يكون المعنى: حتى إذا فتح سدّ يأجوج ومأجوج، فأريد السدّ وأضيف الفعل إليهما، والسدّ في اللفظ واحد فلم يحمل على الكثرة لانفراده في اللفظ). [الحجة للقراء السبعة: 5/262]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلهم قرأ (ياجوج وماجوج) [الأنبياء/ 96] غير مهموز إلا عاصما فإنه قرأ: يأجوج ومأجوج بالهمز.
وقد تقدّم القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/262]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [مِنْ كُلِّ جَدَث يَنْسِلُونَ].
قال أبو الفتح: هو القبر بلغة أهل الحجاز، والجَدَفُ بالفاء لبني تميم. وقالوا: أجدثْتُ له جَدَثًا، ولم يقولوا: أجدفْتُ، فهذا يريك أن الفاء في [جَدَفٍ] بدل من الثاء في [جَدَثٍ]. ألا ترى الثاء أذهب في التصرف من الفاء؟ وقد يجوز أن يكونا أصليين إلا أن أحدهما أوسع تصرفا من صاحبه، كما قالوا: وَكَّدْتُ عهدَه وأَكَّدْتُه، إلا أن الواو أوسع تصرفًا من الهمزة. ألا تراهم قالوا: قد وَكَدَ وَكْدَهُ، أي: شغل به، ولم يقولوا: أَكَدَ أَكْدَهُ؟ فالواوُ إذًا أوسعُ تصرفًا، وعليه قالوا: مودَّةٌ وكِيدَةٌ، ولم يقولوا: أكِيدَةٌ. وقالوا: وَكَّدْتُ السَّرجَ، والوِكَادُ، ولم تستعملْ هنا الهمزةُ، فهذا مذهبٌ مقتاس على ما رأيتك هنا). [المحتسب: 2/66]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج}
قرأ ابن عامر {حتّى إذا فتحت} بالتّشديد أي مرّة بعد مرّة وقرأ الباقون بالتّخفيف أرادوا بمرّة واحدة). [حجة القراءات: 470]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {فتحت يأجوج ومأجوج} قرأ ابن عامر بالتشديد، وخفف الباقون، وهما لغتان، وفي التشديد معنى التكرير والتكثير، والتخفيف فيه أبين، لأن تقديره: حتى إذا فتح سد يأجوج، فهو واحد، فلا معنى للتكثير، وقيل: التشديد أقوى، لأن ثمَّ سدا وبناء وردما، فالفتح لأشياء مختلفة يكون، والتشديد أولى به، والتخفيف الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/114]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {فُتِحَتْ}[آية/ 96] بتشديد التاء:
قرأها ابن عامر ويعقوب.
والوجه أن الفعل مبني لمعنى الكثرة، فلذلك كان بالتشديد، والفعل مسند إلى {يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ}، وفيهم كثرة، فلكثرة من أسند إليهم الفعل الذي لم يسم فاعله، بني الفعل للتكثير.
وقرأ الباقون {فُتِحَتْ}بتخفيف التاء.
والوجه أن الفعل وإن كان مسنداً إلى يأجوج ومأجوج، وفيهم كثرةٌ، فإن المعنى فتح سد يأجوج ومأجوج؛ لأن المفتوح هو السد، فلما كان التقدير هذا، ثم حذف المضاف وهو السد، وأقيم المضاف إليه مقامه، وهو يأجوج، أسند الفعل إليه، وهو مؤنث، فأنث فعله.
ويجوز أن يكون الفعل خفف، وإن كان مسنداً إلى جمع؛ لأن الفعل وإن كان مخففًا، فقد يكون للكثرة لما في الفعل من معنى الجنسية). [الموضح: 868]

قوله تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة