تفسير قوله تعالى: (وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) )
  قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولوطًا آتيناه حكمًا وعلمًا ونجّيناه من القرية الّتي كانت تعمل الخبائث إنّهم كانوا قوم سوءٍ فاسقين}.
  يقول تعالى ذكره: وآتينا لوطًا {حكمًا} وهو فصل القضاء بين الخصوم، {وعلمًا} يقول: وآتيناه أيضًا علمًا بأمر دينه، وما يجب عليه للّه من فرائضه.
  وفي نصب لوطٍ وجهان: أحدهما: أن ينصب لتعلّق الواو بالفعل كما قلنا: وآتينا لوطًا، والآخر: بمضمرٍ، بمعنى: واذكر لوطًا.
  وقوله: {ونجّيناه من القرية الّتي كانت تعمل الخبائث} يقول: ونجّيناه من عذابنا الّذي أحللناه بأهل القرية الّتي كانت تعمل الخبائث، وهي قرية سدوم، الّتي كان لوطٌ بعث إلى أهلها. وكانت الخبائث الّتي يعملونها: إتيان الذّكران في أدبارهم، وخذفهم النّاس، وتضارطهم في أنديتهم، مع أشياء أخر كانوا يعملونها من المنكر، فأخرجه اللّه حين أراد إهلاكهم إلى الشّام. كما؛
  - حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: أخرجهم اللّه، يعني لوطًا وابنتيه زيثا، وزغرتا إلى الشّام حين أراد إهلاك قومه.
  وقوله: {إنّهم كانوا قوم سوءٍ فاسقين} مخالفين أمر اللّه، خارجين عن طاعته، وما يرضى من العمل).  [جامع البيان: 16/318]
  قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 74 – 77
  أخرج ابن عساكر عن أبي أمامة الباهلي قال: كان في قوم لوط عشر خصال يعرفون بها: لعب الحمام ورمي البندق والمكاء والخذف في الأنداء وتسبيط الشعر وفرقعة العلك وإسبال الإزار وحبس الأقبية وإتيان الرجال والمنادمة على الشراب وستزيد هذه الأمة عليها).  [الدر المنثور: 10/316-317]
  قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ستة من أخلاق قوم لوط في هذه الأمة: الجلاهق والصفر والبندق والخذف وحل إزار القباء ومضغ العلك).  [الدر المنثور: 10/317]
  قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن بشر والخطيب، وابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا وتزيدها أمتي بخلة: إتيان الرجال بعضهم بعضا ورميهم بالجلاهق ولعبهم الحمام وضرب الدفوف وشرب الخمور وقص اللحية وطول الشارب والصفر والتصفيق ولباس الحرير وتزيدها أمتي بخلة: إتيان النساء بعضهن بعضا).  [الدر المنثور: 10/317-318]
  قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل سنن قوم لوط قد فقدت إلا ثلاثا: جر نعال السيوف وقصف الأظفار وكشف العورة).  [الدر المنثور: 10/318]
  
تفسير قوله تعالى: (وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) )
 قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأدخلناه في رحمتنا إنّه من الصّالحين}.
  يقول تعالى ذكره: وأدخلنا لوطًا في رحمتنا بإنجائنا إيّاه ممّا أحللنا بقومه من العذاب والبلاء، وإنقاذناه منه. {إنّه من الصّالحين} يقول: إنّ لوطًا من الّذين كانوا يعملون بطاعتنا وينتهون إلى أمرنا ونهينا ولا يعصوننا.
  وكان ابن زيدٍ يقول في معنى قوله: {وأدخلناه في رحمتنا} ما؛
  - حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأدخلناه في رحمتنا} قال: في الإسلام).  [جامع البيان: 16/319]
  قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {وأدخلناه في رحمتنا} قال: في الإسلام).  [الدر المنثور: 10/318]