العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة غافر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 12:26 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة غافر [ من الآية 60 إلى الآية 65]

تفسير سورة غافر [ من الآية 60 إلى الآية 65]

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)}





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 01:08 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا الربيع بن أنس، عن الحسن، في هذه الآية: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [سورة غافر: 60] قال: اعملوا وأبشروا، فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويزيدهم من فضله). [الزهد لابن المبارك: 2/230]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا الربيع بن أنس، قال: سمعنا عن كعب الحبر وقرأ: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [سورة غافر: 60] فقال: إنكم قد أعطيتم أيتها الأمة أمرًا لم يكن أعطيه أحدٌ من قبلنا، إلا أن يكون نبي أو حظية الرجل المخبأ، يقال له: سل تعطه، فقال: إنه ليس على الأرض عبد على سبيل وسنة يسأل ربه أمرًا، إلا أستجيب له، إما أن يعجل له، أو يدخر من الخير عند الله ما هو أفضل من ذلك، أو يكفر عنه من السيئات ما هو خير من ذلك، أو يدفع عنه في الدنيا، أو يعطى من الرزق أفضل ما سأل، ما لم يسأل أمرًا فيه إثم، أو قطيعة رحم). [الزهد لابن المبارك: 2/239]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شعبة، عن منصور، عن ذر، عن يسيع، عن النعمان بن بشير، عن النبي عليه السلام قال: «إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [سورة غافر: 60].
- وأخبرنا سفيان نحوًا منه). [الزهد لابن المبارك: 2/635]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن أبي قيس الأودي عن هذيل بن شرحبيل عن ابن مسعود قال إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تعرض على النار كل يوم مرتين يقال يا آل فرعون هذه داركم). [تفسير عبد الرزاق: 2/182]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور والأعمش عن ذر عن يسيع الكندي عن النعمان بن بشير أن النبي قال إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/182-183]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن عطاءٍ قال: لمّا نزلت {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [الآية: 60] فقالوا: لو علمنا أيّ ساعةٍ هي فنزلت {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان}). [تفسير الثوري: 264]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {داخرين} [غافر: 60] خاضعين). [صحيح البخاري: 6/127]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله داخرين خاضعين هو قول أبي عبيدة وروى الطّبريّ من طريق السّدّيّ في قوله سيدخلون جهنّم داخرين أي صاغرين). [فتح الباري: 8/555]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (داخرين خاضعين
أشار به إلى قوله: {سيدخلون جهنّم داخرين} (غافر: 60) وفسره بقوله: (خاضعين) ، وكذا فسره أبو عبيدة، وعن السّديّ: صاغرين). [عمدة القاري: 19/148]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({داخرين}) في قوله تعالى: {سيدخلون جهنم داخرين} [غافر: 60] قال أبو عبيدة أي (خاضعين) وقال السدي: صاغرين ذليلين). [إرشاد الساري: 7/324]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، والأعمش، عن ذرٍّ، عن يسيعٍ الحضرميّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: الدّعاء هو العبادة ثمّ قرأ {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/227]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن ذرٍّ، عن يسيّعٍ الكنديّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله تعالى: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم} قال: الدّعاء هو العبادة، وقرأ: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم}، إلى قوله: {داخرين}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/61]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا عبد الله، عن شعبة، عن منصورٍ، عن ذرٍّ، وأخبرنا هنّاد بن السّريّ، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن ذرٍّ، عن يسيعٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في قول الله عزّ وجلّ {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60] قال: «الدّعاء هو العبادة»، ثمّ قرأ {ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} [غافر: 60] اللّفظ لهنّادٍ). [السنن الكبرى للنسائي: 10/244]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم} يقول تعالى ذكره: ويقول ربّكم أيّها النّاس لكم ادعوني: يقول: اعبدوني وأخلصوا لي العبادة دون ما تعبدون من دوني؛ من الأوثان والأصنام وغير ذلك {أستجب لكم} يقول: أجب دعاءكم فأعفو عنكم وأرحمكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ادعوني أستجب لكم} يقول: وحّدوني أغفر لكم.
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن الأعمش، عن ذرٍّ، عن يسيعٍ الحضرميّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: الدّعاء هو العبادة وقرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي}.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ والأعمش عن ذرٍّ، عن يسيعٍ الحضرميّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: الدّعاء هو العبادة {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم}.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن ذرٍّ، عن يسيعٍ قال أبو موسى: هكذا قال غندرٌ، عن سعيدٍ، عن منصورٍ، عن ذرٍّ، عن يسيعٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ الدّعاء هو العبادة {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم}.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن ذرٍّ، عن يسيعٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمثله.
- حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا يوسف بن الغرق الباهليّ، عن الحسن بن أبي جعفرٍ، عن محمّد بن جحادة، عن يسيعٍ الحضرميّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قال اللّه تبارك وتعالى: إنّ عبادتي دعائي ثمّ تلا هذه الآية: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي} قال: عن دعائي.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا عمارة، عن ثابتٍ، قال: قلت لأنسٍ: يا أبا حمزة أبلغك أنّ الدّعاء نصف العبادة؟ قال: لا بل هو العبادة كلّها.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: أخبرنا منصورٌ، عن زرٍّ، عن يسيعٍ الحضرميّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: الدّعاء هو العبادة ثمّ قرأ هذه الآية {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي}.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هاشم بن القاسم، عن الأشجعيّ، قال: قيل لسفيان: ادع اللّه، قال: إنّ ترك الذّنوب هو الدّعاء.
وقوله: {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي} يقول: إنّ الّذين يتعظّمون عن إفرادي بالعبادة، وإخلاص الألوهة لي {سيدخلون جهنّم داخرين} بمعنى: صاغرين وقد دلّلنا فيما مضى قبل على معنى الدّخر بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقد قيل: إنّ معنى قوله {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي} إنّ الّذين يستكبرون عن دعائي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي} قال: عن دعائي.
وقوله: {داخرين} قال: صاغرين). [جامع البيان: 20/351-354]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السّيّاريّ، وأبو أحمد بكر بن محمّدٍ الصّيرفيّ المروزيّان، قالا: ثنا إبراهيم بن هلالٍ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أنبأ الحسين بن واقدٍ، عن الأعمش، عن ذرٍّ أبي عمر، عن عمرٍو، عن جرير بن عبد اللّه البجليّ رضي اللّه عنه، في قول اللّه عزّ وجلّ: {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60] قال: «اعبدوني أستجب لكم» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/301]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت د) النعمان بن بشير رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الدّعاء: هو العبادة. وقرأ {ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} [غافر: 60] فقال أصحابه: أقريبٌ ربّنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزلت {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان} [البقرة: 186] ».الآية.
أخرجه الترمذي إلى قوله: «داخرين» وأبو داود إلى قوله: «أستجب لكم» والباقي: ذكره رزين، ولم أجده في الأصول.
[شرح الغريب]
(داخرين) الدّاخر: الذليل). [جامع الأصول: 2/24] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 60 - 64
أخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء تلو العبادة، ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي} قال: عن دعائي {سيدخلون جهنم داخرين} ). [الدر المنثور: 13/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن النعمان بن بشير قال: وعظ النّبيّ صلى الله عليه وسلم في خطبته فقال: قال ربكم: (ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين). هل تدرون ما عبادة الله قلنا: الله ورسوله أعلم قال: هو إخلاص الله مما سواه). [الدر المنثور: 13/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والخطيب عن البراء رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الدعاء هو العبادة، وقرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} ). [الدر المنثور: 13/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ادعوني أستجب لكم} قال: اعبدوني). [الدر المنثور: 13/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {سيدخلون جهنم داخرين} قال: صاغرين). [الدر المنثور: 13/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء الاستغفار). [الدر المنثور: 13/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يدع الله يغضب عليه). [الدر المنثور: 13/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحكيم الترمذي وأبو يعلى والطبراني عن معاذ رضي الله عنه قال: لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله). [الدر المنثور: 13/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فتح الله على عبد بالدعاء فليدع فإن الله يستجيب له). [الدر المنثور: 13/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي، وابن عدي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يحب الملحين في الدعاء). [الدر المنثور: 13/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: نجد فيما أنزل الله تعالى في بعض الكتب أن الله تعالى يقول: أنزل البلاء أستخرج به الدعاء). [الدر المنثور: 13/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله {ادعوني أستجب لكم} قال: قال ربكم: عبدي إنك ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر لك على ما كان فيك ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ولو أخطأت حتى تبلغ خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي). [الدر المنثور: 13/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أفضل العبادة الدعاء وقرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} ). [الدر المنثور: 13/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ادعوني أستجب لكم}، قال: اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله). [الدر المنثور: 13/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن كعب رضي الله عنه أنه تلا هذه الآية فقال: ما أعطي أحد من الأمم ما أعطيت هذه الأمة إلا بني الرجل المجتبى يقال له: سل تعطه). [الدر المنثور: 13/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم أي العبادة أفضل فقال: دعاء المرء لنفسه). [الدر المنثور: 13/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن كعب رضي الله عنه قال: قال الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام: قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني ولا يبخلوني أليس يعلمون أني أبغض البخيل فكيف أكون بخيلا يا موسى لا تخف مني بخلا أن تسألني عظيما ولا تستحي أن تسألني صغيرا اطلب إلي الدقة واطلب إلي العلف لشاتك، يا موسى أما علمت أني خلقت الخردلة فما فوقها وإني لم أخلق شيئا إلا وقد علمت أن الخلق يحتاجون إليه فمن يسألني مسألة وهو يعلم أني قادر أعطي وأمنع وأعطيته مسألته مع المغفرة فإن حمدني حين أعطيته وحين أمنعه أسكنته دار الحمادين وأيما عبد لم يسألني مسألة ثم أعطيته كان أشد عليه من الحساب). [الدر المنثور: 13/70-71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال: قال عروة بن الزبير رضي الله عنه: إني لأسأل الله تعالى حوائجي في صلاتي، حتى أسأله الملح لأهلي). [الدر المنثور: 13/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن زهرة بن معبد رضي الله عنه قال: سمعت محمد بن المنكدر رضي الله عنه يدعو يقول: اللهم قو ذكري فإن فيه منفعة لأهلي). [الدر المنثور: 13/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت البناني رضي الله عنه قال: تعبد رجل سبعين سنة فكان يقول في دعائه: رب أجزني بعملي فأدخل الجنة فمكث فيها سبعين عاما فلما وفت قيل له: أخرج قد استوفيت عملك، أي شيء كان في الدنيا أوثق في نفسه فلم يجد شيئا أوثق في نفسه مما دعا الله سبحانه فأقبل يقول في دعائه: رب سمعتك وأنا في الدنيا وأنت تقيل العثرات فأقل اليوم عثرتي، فترك في الجنة). [الدر المنثور: 13/71-72]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي جعل لكم اللّيل لتسكنوا فيه والنّهار مبصرًا إنّ اللّه لذو فضلٍ على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون}.
يقول تعالى ذكره: اللّه الّذي لا تصلح الألوهة إلاّ له، ولا تنبغي العبادة لغيره، الّذي صفته أنّه جعل لكم أيّها النّاس اللّيل سكنًا لتسكنوا فيه، فتهدءوا من التّصرّف والاضطراب للمعاش، والأسباب الّتي كنتم تتصرّفون لها في نهاركم، {والنّهار مبصرًا} يقول: وجعل النّهار مبصرًا لمن اصطرف فيه لمعاشه، وطلبٍ حاجاته؛ نعمةً منه بذلك عليكم {إنّ اللّه لذو فضلٍ على النّاس} يقول: إنّ اللّه لمتفضّلٌ عليكم أيّها النّاس بما لا كفء له من الفضل {ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون} يقول: ولكنّ أكثركم لا تشكرونه بالطّاعة له، وإخلاص الألوهة والعبادة له، ولكنّه يعبد معه ما يضرّه ولا ينفعه، من غير نعمةٍ قد سلفت له إليه، ولا يدّ تقدّمت له عنده استوجب بها منه الشّكر عليها). [جامع البيان: 20/355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه}
أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عيسى بن مريم عليه السلام قال: يا معشر الحواريين الصلاة جامعة فخرج الحواريون في هيئة العبادة قد تضمرت البطون وغارت العيون واصفرت الألوان فسار بهم عيسى عليه السلام إلى فلاة من الأرض فقام على رأس جرثومة فحمد الله وأثنى عليه ثم أنشأ يتلو عليهم آيات الله وحكمته فقال: يا معشر الحواريين اسمعوا ما أقول لكم، إني لأجد في كتاب الله المنزل الذي أنزل الله في الإنجيل أشياء معلومة فأعملوا بها قالوا: يا روح الله وما هي قال: خلق الليل لثلاث خصال وخلق النهار لسبع خصال فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه، خلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي أتعبتها في نهارك وتستغفر لذنبك الذي كسبته في النهار ثم لا تعود فيه وتقنت فيه قنوت الصابرين، فثلث تنام وثلث تقوم وثلث تتضرع إلى ربك فهذا ما خلق له الليل وخلق النهار لتؤدي فيه الصلاة المفروضة التي عنها تسأل وبها تحاسب وبر والديك وأن تضرب في الأرض تبتغي المعيشة معيشة يومك وأن تعود فيه وليا لله تعالى كيما يتعهدكم الله برحمته وأن تشيعوا فيه جنازة كيما تنقلبوا مغفورا لكم وأن تأمروا بمعروف وتنهوا عن منكر فهو ذروة الإيمان وقوام الدين وأن تجاهد في سبيل الله تراحموا إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام في قبته، ومن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الله والنهار يوم القيامة وهو عند مليك مقتدر). [الدر المنثور: 13/72-73]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلكم اللّه ربّكم خالق كلّ شيءٍ لا إله إلاّ هو فأنّى تؤفكون (62) كذلك يؤفك الّذين كانوا بآيات اللّه يجحدون}.
يقول تعالى ذكره: الّذي فعل هذه الأفعال، وأنعم عليكم هذه النّعم أيّها النّاس اللّه مالككم ومصلح أموركم، وهو خالقكم وخالق كلّ شيءٍ {لا إله إلاّ هو} يقول: لا معبود تصلح له العبادة غيره، {فأنّى تؤفكون} يقول: فأيّ وجهٍ تأخذون، وإلى أين تذهبون عنه، فتعبدون سواه؟). [جامع البيان: 20/355]

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذلك يؤفك الّذين كانوا بآيات اللّه يجحدون} يقول: كذهابكم عنه أيّها القوم، وانصرافكم عن الحقّ إلى الباطل، والرّشد إلى الضّلال، ذهب عنه الّذين كانوا من قبلكم من الأمم بآيات اللّه، يعني: بحجج اللّه وأدلّته يكذّبون فلا يؤمنون؛ يقول: فسلكتم أنتم معشر قريشٍ مسلكهم، وركبتم محجّتهم في الضّلال). [جامع البيان: 20/356]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي جعل لكم الأرض قرارًا والسّماء بناءً وصوّركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطّيّبات ذلكم اللّه ربّكم فتبارك اللّه ربّ العالمين (64) هو الحيّ لا إله إلاّ هو فادعوه مخلصين له الدّين الحمد للّه ربّ العالمين}.
يقول تعالى ذكره: {اللّه} الّذي له الألوهة خالصةً أيّها النّاس {الّذي جعل لكم الأرض} الّتي أنتم على ظهرها سكّانٌ {قرارًا} تستقرّون عليها، وتسكنون فوقها، {والسّماء بناءً} بناها فرفعها فوقكم بغير عمدٍ ترونها لمصالحكم، وقوام دنياكم إلى بلوغ آجالكم {وصوّركم فأحسن صوركم} يقول: وخلقكم فأحسن خلقكم {ورزقكم من الطّيّبات} يقول: ورزقكم من حلال الرّزق، ولذيذات المطاعم والمشارب.
وقوله: {ذلكم اللّه ربّكم} يقول تعالى ذكره: فالّذي فعل هذه الأفعال، وأنعم عليكم أيّها النّاس هذه النّعم، هو اللّه الّذي لا تنبغي الألوهة إلاّ له، وربّكم الّذي لا تصلح الرّبوبيّة لغيره، لا الّذي لا ينفع ولا يضرّ، ولا يخلق ولا يرزق {فتبارك اللّه ربّ العالمين} يقول: فتبارك اللّه مالك جميع الخلق جنّهم وإنسهم، وسائر أجناس الخلق غيرهم). [جامع البيان: 20/356]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {هو الحيّ} يقول: هو الحيّ الّذي لا يموت، الدّائم الحياة، وكلّ شيءٍ سواه فمنقطع الحياة غير دائمها {لا إله إلاّ هو} يقول: لا معبود تجوز عبادته، وتصلح الألوهة له إلاّ اللّه الّذي هذه الصّفات صفته، {فادعوه مخلصين له الدّين} يقول: فاعبدوا الآله الّذي هذه الصّفات صفاته أيّها النّاس مخلصين له الطّاعة، مفردين له الألوهة، لا تشركوا في عبادته شيئًا سواه، من وثنٍ وصنمٍ، ولا تجعلوا له ندًّا ولا عدلاً.
{الحمد للّه ربّ العالمين} يقول: الشّكر للّه الّذي هو مالك جميع أجناس الخلق، من ملكٍ وجنٍّ وإنسٍ وغيرهم، لا للآلهة والأوثان الّتي لا تملك شيئًا، ولا تقدر على ضرٍّ ولا نفعٍ، بل هو مملوكٌ، إن ناله نائلٌ بسوءٍ لم يقدر له عن نفسه دفعًا.
وكان جماعةٌ من أهل العلم يأمرون من قال: لا إله إلاّ اللّه، أن يتبع ذلك: {الحمد للّه ربّ العالمين}. تأوّلاً منهم هذه الآية، بأنّها أمرٌ من اللّه بقيل ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، قال: سمعت أبي قال: أخبرنا الحسين بن واقدٍ، قال: حدّثنا الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: من قال لا إله إلاّ اللّه، فليقل على إثرها: الحمد للّه ربّ العالمين فذلك قوله: {فادعوه مخلصين له الدّين الحمد للّه ربّ العالمين}.
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ السّكّريّ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: إذا قال أحدكم: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، فليقل: الحمد للّه ربّ العالمين ثمّ قال: {فادعوه مخلصين له الدّين الحمد للّه ربّ العالمين}.
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن، قال: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه كان يستحبّ إذا قال: لا إله إلاّ اللّه، أن يتبعها: الحمد للّه ربّ العالمين، ثمّ قرأ هذه الآية: {هو الحيّ لا إله إلاّ هو فادعوه مخلصين له الدّين الحمد للّه ربّ العالمين}.
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عامرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: إذا قال أحدكم لا إله إلاّ اللّه وحده، فليقل بأثرها: الحمد للّه ربّ العالمين ثمّ قرأ {فادعوه مخلصين له الّدين الحمد للّه ربّ العالمين} ). [جامع البيان: 20/357-358]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس السّيّاريّ، وأبو أحمد الصّيرفيّ بمرو، قالا: ثنا إبراهيم بن هلالٍ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، سمعت أبي يقول: أنبا الحسين بن واقدٍ، ثنا الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " من قال لا إله إلّا اللّه، فليقل على أثرها الحمد للّه ربّ العالمين. يريد قوله عزّ وجلّ {فادعوه مخلصين له الدّين الحمد للّه ربّ العالمين} [غافر: 65] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 65.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرهما الحمد لله رب العالمين، وذلك قوله {فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين} ). [الدر المنثور: 13/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يستحب إذا قال: لا إله إلا الله يتبعها: الحمد لله رب العالمين ثم يقرأ هذه الآية {هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين} والله أعلم). [الدر المنثور: 13/73]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 09:07 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي




تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}
وقال:
{ادعوني أستجب لكم} , فقوله: {أستجب} : إنّما هو "أفعل" : هذه الألف سوى ألف الوصل, ألا ترى أنّك تقول: "بعت" "تبيع" , ثم تقول "أبيع" , فتجيء فيها ألف لـ "أفعل" , فهي نظير الياء والتاء في "يفعل" و"تفعل" , تقطع كل شيء كان على "أفعل" في وصل كان , أو قطع.).[معاني القرآن: 4/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({داخرين} :أي: صاغرين.). [تفسير غريب القرآن: 387]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين (60)}ْ
{سيدخلون جهنّم داخرين} : معناه : صاغرين.). [معاني القرآن: 4/377]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}
روى يسيع الكندي , عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( الدعاء هو العبادة )), وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}. ))
قال أبو عبيدة:
{داخرين}: صاغرين.). [معاني القرآن: 6/232]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَاخِرِينَ}: صاغرين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 216]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَاخِرِينَ}: صاغرين.). [العمدة في غريب القرآن: 263]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)}
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يؤفك} : أي: يصرف). [ياقوتة الصراط: 451]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 09:09 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) }

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) }

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) }

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} قال: قد علموا ولكنهم يجحدون العلم والإقرار). [مجالس ثعلب: 159]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) }

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} آية تفضل ونعمة ووعد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بالإجابة عند الدعاء، وهذا الوعد مقيد بشرط المشيئة لمن شاء تعالى، لا أن الاستجابة عليه حتم لكل داع، لا سيما لمن تعدى في دعائه، فقد عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء الذي قال: اللهم أعطني القصر الأبيض الذي عن يمين الجنة. وقالت فرقة: معنى [ادعوني]: اعبدوني، و[أستجب] معناه: بالثواب والنصر، ويدل على هذا التأويل قوله تعالى: {إن الذين يستكبرون عن عبادتي}، ويحتج له لحديث النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة"، وقرأ هذه الآية. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: وحدوني أغفر لكم، وقيل للثوري: ادع الله تعالى فقال: إن ترك الذنوب هو الدعاء.
وقرأ ابن كثير، وأبو جعفر، "سيدخلون" بضم الياء وفتح الخاء، وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وابن عامر، والحسن، وشيبة: [سيدخلون] بفتح الياء وضم الخاء، واختلف عن أبي عمرو، وعن عاصم، و"الداخر": هو الصاغر الذليل). [المحرر الوجيز: 7/ 452]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون * ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون * كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون * الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين}
هذا تنبيه على آيات الله تعالى، وعبر متى تأملها العاقل أدته إلى توحيد الله تبارك وتعالى والإقرار بربوبيته، وقوله تعالى: {والنهار مبصرا} مجازه: يبصر فيه، كما تقول: نهار صائم وليل قائم).[المحرر الوجيز: 7/ 453]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {خالق كل شيء} خالق كل شيء مخلوق، وما يستحيل أن يكون مخلوقا كالقرآن والصفات فليس يدخل في هذا العموم، وهذا كما قال تعالى: {تدمر كل شيء} معناه: كل شيء مبعوث لتدميره. وقرأت فرقة: "تؤفكون" بالتاء، وفرقة: "يؤفكون" بالياء، والمعنى في القراءة الأولى: قل لهم، و"تؤفكون" معناه: تصرفون على طريق النظر والهدى، وهذا تقرير بمعنى التوبيخ والتقريع). [المحرر الوجيز: 7/ 453]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {كذلك يؤفك} أي: على هذه الهيئة وبهذه الصفة صرف الله تعالى الكفار الجاحدين بآيات الله سبحانه وتعالى من الأمم المتقدمة على طريق الهدى). [المحرر الوجيز: 7/ 453]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم بين نعمته سبحانه وتعالى في أن جعل الأرض قرارا ومهادا للعباد، والسماء بناء وسقفا. وقرأ الناس: "صوركم" بضم الصاد، وقرأ أبو رزين بكسرها، وقرأت فرقة: "صوركم" بسكون الواو على نحو بسرة وبسر.
وقوله تعالى: {من الطيبات} يريد: من المستلذات طعما ولبسا ومكاسب وغير ذلك، ومتى جاء ذكر الطيبات بقرينة "رزقكم" ونحو فهو المستلذ، ومتى جاء بقرينة تحليل أو تحريم - كما قال تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}، وكما قال: {ويحل لهم الطيبات} - فالطيبات في مثل هذا: الحلال، وعلى هذا النظر يخرج مذهب مالك رحمه الله تعالى في الطيبات والخبائث، وقول الشافعي رحمه الله تعالى: إن الطيبات هي المستلذات والخبائث هي المستقذرات ضعيف ينكسر بمستلذات محرمة ومستقذرات محللة لا رد له في صدرها، وأما حيث وقعت الطيبات مع الرزق فإنما هي تعديد نعمة فيما يستحسنه البشر لا سيما هذه الآية التي هي مخاطبة للكفار، فإنما عددت عليهم النعمة التي يعتقدونها نعمة. وباقي الآية بين).[المحرر الوجيز: 7/ 453-454]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين * قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين * هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون}
لما سردت الآيات صفات الله تعالى التي تبين فساد حال الأصنام كان من أبينها أن الأصنام موات جماد، وأنه عز وجل الحي القيوم، وصدور الأمر من لدنه، وإيجاد الأشياء وتدبير الأمر كله وعلمه بالكل، دليل قاطع على أنه حي لا إله إلا هو.
وقوله: {فادعوه مخلصين له الدين}، الحمد لله رب العالمين كلام متصل مقتضاه: ادعوه مخلصين بالحمد، وبهذه الألفاظ قال ابن عباس رضي الله عنهما: من قال: "لا إله إلا الله" فليقل أثرها: "الحمد لله رب العالمين"، وقال نحو هذا سعيد بن جبير ثم قرأ هذه الآية). [المحرر الوجيز: 7/ 454]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين (60)}
هذا من فضله، تبارك وتعالى، وكرمه أنّه ندب عباده إلى دعائه، وتكفّل لهم بالإجابة، كما كان سفيان الثّوريّ يقول: يا من أحبّ عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله، ويا من أبغض عباده إليه من لم يسأله، وليس كذلك غيرك يا ربّ.
رواه ابن أبي حاتمٍ.
وفي هذا المعنى يقول الشّاعر:
الله يغضب إن تركت سؤاله = وبنيّ آدم حين يسأل يغضب...
وقال قتادة:: قال كعب الأحبار: أعطيت هذه الأمّة ثلاثًا لم تعطهن أمّةٌ قبلهم إلّا نبيٌّ: كان إذا أرسل اللّه نبيًّا قيل له: "أنت شاهدٌ على أمّتك"، وجعلتكم شهداء على النّاس. وكان يقال له: "ليس عليك في الدّين من حرجٍ". وقال لهذه الأمّة: {وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ} [الحجّ:78]. وكان يقال له: "ادعني أستجب لك "وقال لهذه الأمّة: {ادعوني أستجب لكم} رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال الإمام الحافظ أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصليّ في مسنده: حدّثنا أبو إبراهيم التّرجمانيّ، حدّثنا صالحٌ المرّيّ قال: سمعت الحسن يحدّث عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم -فيما يروي عن ربّه عزّ وجلّ-قال: "أربع خصالٍ، واحدةٌ منهنّ لي، وواحدةٌ لك، وواحدةٌ فيما بيني وبينك، وواحدةٌ فيما بينك وبين عبادي: فأمّا التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأمّا الّتي لك عليّ فما عملت من خيرٍ جزيتك به، وأمّا التي بيني وبينك: فمنك الدّعاء وعليّ الإجابة، وأمّا الّتي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن ذرٍّ، عن يسيع الكنديّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "إنّ الدّعاء هو العبادة" ثمّ قرأ: {ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}.
وهكذا رواه أصحاب السّنن: التّرمذيّ، والنّسائيّ،وابن ماجه، وابن أبي حاتمٍ، وابن جريرٍ، كلّهم من حديث الأعمش، به. وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
ورواه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن جريرٍ أيضًا، من حديث شعبة، عن منصورٍ، عن ذرٍّ، به. وأخرجه التّرمذيّ أيضًا من حديث الثّوريّ، عن منصورٍ والأعمش، كلاهما عن ذرٍّ، به.
ورواه ابن حبّان والحاكم في صحيحيهما، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، حدّثني أبو مليحٍ المدنيّ -شيخٌ من أهل المدينة-سمعه عن أبي صالحٍ، وقال مرّةً: سمعت أبا صالحٍ يحدّث عن أبي هريرة [رضي اللّه عنه] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من لم يدع اللّه، عزّ وجلّ، غضب عليه".
تفرّد به أحمد، وهذا إسنادٌ لا بأس به.
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدّثنا مروان الفزاريّ، حدّثنا صبيح أبو المليح: سمعت أبا صالحٍ يحدّث عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من لا يسأله يغضب عليه".
قال ابن معينٍ: أبو المليح هذا اسمه: صبيح. كذا قيّده بالضّمّ عبد الغنيّ بن سعيدٍ. وأمّا أبو صالحٍ هذا فهو الخوزي، سكن شعب الخوز. قاله البزّار في مسنده. وكذا وقع في روايته أبو المليح الفارسيّ، عن أبي صالحٍ الخوزي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من لا يسأل اللّه يغضب عليه".
وقال الحافظ أبو محمّدٍ الحسن بن عبد الرّحمن الرامهرمزي: حدّثنا همّامٌ، حدّثنا إبراهيم بن الحسن، حدّثنا نائل بن نجيحٍ، حدّثني عائذ بن حبيبٍ، عن محمّد بن سعيدٍ قال: لمّا مات محمّد بن مسلمة الأنصاريّ، وجدنا في ذؤابة سيفه كتابًا: "بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ لربّكم في بقيّة دهركم نفحاتٍ، فتعرّضوا له، لعلّ دعوةً أن توافق رحمةً فيسعد بها صاحبها سعادةً لا يخسر بعدها أبدًا".
وقوله: {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي} أي: عن دعائي وتوحيدي، {سيدخلون جهنّم داخرين} أي: صاغرين حقيرين، كما قال الإمام أحمد:
حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن عجلان، حدّثني عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يحشر المتكبّرون يوم القيامة أمثال الذّرّ، في صور النّاس، يعلوهم كلّ شيءٍ من الصّغار حتّى يدخلوا سجنًا في جهنّم -يقال له: بولس-تعلوهم نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال: عصارة أهل النّار".
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن يزيد بن خنيس: سمعت أبي يحدّث عن وهيب بن الورد: حدّثني رجلٌ قال: كنت أسير ذات يومٍ في أرض الرّوم، فسمعت هاتفًا من فوق رأس جبلٍ وهو يقول: يا ربّ، عجبت لمن عرفك كيف يرجو أحدًا غيرك! يا ربّ، عجبت لمن عرفك كيف يطلب حوائجه إلى أحدٍ غيرك -قال: ثمّ ذهبت، ثمّ جاءت الطّامّة الكبرى -قال: ثمّ عاد الثّانية فقال: يا ربّ، عجبت لمن عرفك كيف يتعرّض لشيءٍ من سخطك يرضي غيرك. قال وهيبٌ: وهذه الطّامّة الكبرى. قال: فناديته: أجنّيٌّ أنت أم إنسيٌّ؟ قال: بل إنسيٌّ، اشغل نفسك بما يعنيك عمّا لا يعنيك). [تفسير ابن كثير: 7/ 153-155]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه الّذي جعل لكم اللّيل لتسكنوا فيه والنّهار مبصرًا إنّ اللّه لذو فضلٍ على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون (61) ذلكم اللّه ربّكم خالق كلّ شيءٍ لا إله إلا هو فأنّى تؤفكون (62) كذلك يؤفك الّذين كانوا بآيات اللّه يجحدون (63) اللّه الّذي جعل لكم الأرض قرارًا والسّماء بناءً وصوّركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطّيّبات ذلكم اللّه ربّكم فتبارك اللّه ربّ العالمين (64) هو الحيّ لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدّين الحمد للّه ربّ العالمين (65)}
يقول تعالى ممتنًّا على خلقه، بما جعل لهم من اللّيل الّذي يسكنون فيه ويستريحون من حركات تردّدهم في المعايش بالنّهار، وجعل النّهار مبصرًا، أي: مضيئًا، ليتصرّفوا فيه بالأسفار، وقطع الأقطار، والتّمكّن من الصّناعات، {إنّ اللّه لذو فضلٍ على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون} أي: لا يقومون بشكر نعم اللّه عليهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 155]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ذلكم اللّه ربّكم خالق كلّ شيءٍ لا إله إلا هو} أي: الّذي فعل هذه الأشياء هو اللّه الواحد الأحد، خالق الأشياء، الّذي لا إله غيره، ولا ربّ سواه، {فأنّى تؤفكون} أي: فكيف تعبدون غيره من الأصنام، الّتي لا تخلق شيئًا، بل هي مخلوقة منحوتة).[تفسير ابن كثير: 7/ 155]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {كذلك يؤفك الّذين كانوا بآيات اللّه يجحدون} أي: كما ضلّ هؤلاء بعبادة غير اللّه، كذلك أفك الّذين من قبلهم، فعبدوا غيره بلا دليلٍ ولا برهانٍ بل بمجرّد الجهل والهوى، وجحدوا حجج اللّه وآياته). [تفسير ابن كثير: 7/ 156]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {اللّه الّذي جعل لكم الأرض قرارًا} أي: جعلها مستقرًّا لكم، بساطًا مهادًا تعيشون عليها، وتتصرّفون فيها، وتمشون في مناكبها، وأرساها بالجبال لئلّا تميد بكم، {والسّماء بناءً} أي: سقفًا للعالم محفوظًا، {وصوّركم فأحسن صوركم} أي: فخلقكم في أحسن الأشكال، ومنحكم أكمل الصّور في أحسن تقويمٍ، {ورزقكم من الطّيّبات} أي: من المآكل والمشارب في الدّنيا. فذكر أنّه خلق الدّار، والسّكّان، والأرزاق -فهو الخالق الرّازق، كما قال في سورة البقرة: {يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون. الّذي جعل لكم الأرض فراشًا والسّماء بناءً وأنزل من السّماء ماءً فأخرج به من الثّمرات رزقًا لكم فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون} [البقرة: 21، 20] وقال هاهنا بعد خلق هذه الأشياء: {ذلكم اللّه ربّكم فتبارك اللّه ربّ العالمين} أي: فتعالى وتقدّس وتنزّه ربّ العالمين كلّهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 156]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {هو الحيّ لا إله إلا هو} أي: هو الحيّ أزلًا وأبدًا، لم يزل ولا يزال، وهو الأوّل والآخر، والظّاهر والباطن، {لا إله إلا هو} أي: لا نظير له ولا عديل له، {فادعوه مخلصين له الدّين} أي: موحّدين له مقرّين بأنّه لا إله إلّا هو {الحمد للّه ربّ العالمين}.
قال ابن جريرٍ: كان جماعةٌ من أهل العلم يأمرون من قال: "لا إله إلّا اللّه" أن يتبعها بالحمد للّه ربّ العالمين، عملًا بهذه الآية.
ثمّ روى عن محمّد بن عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، عن أبيه، عن الحسين بن واقدٍ، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: من قال: "لا إله إلّا اللّه" فليقل على أثرها: "الحمد للّه ربّ العالمين" فذلك قوله تعالى: {فادعوه مخلصين له الدّين الحمد للّه ربّ العالمين}.
وقال أبو أسامة وغيره، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: إذا قرأت: {فادعوا اللّه مخلصين له الدّين} [غافرٍ: 14]، فقل: "لا إله إلّا اللّه" وقل على أثرها: "الحمد للّه ربّ العالمين" ثمّ قرأ هذه الآية: {فادعوه مخلصين له الدّين الحمد للّه ربّ العالمين}). [تفسير ابن كثير: 7/ 156]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة