سورة نوح
[ من الآية (21) إلى الآية (28) ]
{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}
قوله تعالى: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {مَاله وَولده} 21
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {وَولده} سَاكِنة اللَّام مَضْمُومَة الْوَاو
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {وَولده} بِفَتْح اللَّام
وروى خَارِجَة عَن نَافِع {وَولده} مثل أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 652 - 653]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وولده) [21]: بضم الواو وسكون اللام مكي، وهما، وخلف، وبصري غير أيوب). [المنتهى: 2/1014]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (وولده) ). [التبصرة: 367]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ نافع، وعاصم، وابن عامر: {وولده} (21): بفتح الواو واللام.
والباقون: بضم الواو، وإسكان اللام). [التيسير في القراءات السبع: 498]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر وعاصم: (وولده) بفتح الواو واللّام والباقون بضم الواو وإسكان اللّام). [تحبير التيسير: 593]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَوَلَدُهُ) مضى). [الكامل في القراءات العشر: 651] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([21]- {وَوَلَدُهُ} بفتح الواو واللام: نافع وعاصم وابن عامر). [الإقناع: 2/794]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَوَلَدُهُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَعَاصِمٌ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَاللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْوَاوِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/391]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر وعاصم {وولده} [نوح: 21] بفتح الواو واللام، والباقون بضم الواو وإسكان اللام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 726]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (961- .... .... .... .... .... = .... ولده اضمم مسكناً حقٌّ شفا). [طيبة النشر: 99]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وولده) يريد قوله تعالى: من لم يزده ماله وولده قرأه بضم الواو وإسكان اللام مدلول حق ومدلول شفا، والباقون بفتح الواو واللام، والله سبحانه تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 321]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... .... = ولده اضمم مسكنا (حقّ) (شفا)
ش: قرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير [و] (شفا) حمزة والكسائي وخلف وولده إلا خسارا [21] بضم الواو الثانية وإسكان اللام، والباقون بفتح الواو واللام، وهما لغتان كحزن، وحزن، وبخل، وبخل.
ويجوز أن يكون المضموم جمعا كوثن ووثن، وأسد وأسد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/596]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وولده" [الآية: 21] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر بفتح الواو واللام، وعن الحسن بكسر الواو وسكون اللام، والباقون بضم الواو وسكون اللام قيل الفتح والضم لغتان كالبخل والبخل، وقيل المضموم جمع المفتوح كأسد وأسد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/564] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وولده} [21] قرأ نافع والشامي وعاصم بفتح الواو واللام، والباقون بضم الواو الثانية، وإسكان اللام، واتفقوا على فتح الواو الأولى). [غيث النفع: 1232]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)}
{رَبِّ}
- تقدمت في أول هذه السورة قراءة ابن محيصن (رب).
{وَوَلَدُهُ}
- قرأ السلمي والحسن وأبو رجاء وابن وثاب وأبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وابن عامر (وولده) بفتح الواو واللام.
- وقرأ ابن الزبير والحسن والنخعي والأعرج ومجاهد وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو ونافع في رواية خارجة ومجاهد وإبراهيم وسهل ويعقوب وخلف (وولده) بضم الواو وسكون اللام.
قال أبو حاتم: (يمكن أن يكون (الولد) بالضم جمع الولد، كخشب وخشب).
وذكر ابن الأنباري قريبًا من هذا، ووجهًا آخر وهو أن يكون لغة في ولد مثل بخل وبخل، وحزن وحزن، وسقم وسقم.
- وقرأ الحسن والجحدري وقتادة ويحيى بن يعمر وزر بن حبيش وطلحة بن مصرف وابن أبي إسحاق وأبة عمرو في رواية خارجة
[معجم القراءات: 10/103]
والأزرق عنه، وأبو العالية (ولده) بكسر الواو وسكون اللام.
وتقدمت هذه القراءات في الآية/77 من سورة مريم). [معجم القراءات: 10/104]
قوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كُبَّارًا) خفيف ابن مُحَيْصِن، الباقون مشدد، وهو الاختيار على المبالغة). [الكامل في القراءات العشر: 652]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "كبارا" بكسر الكاف وتخفيف الباء جمع كبير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/564]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)}
{كُبَّارًا}
- قرأ الجمهور (كبارًا) بتشديد الباء، وهو بناء فيه مبالغة، وذكر عيسى بن عمر أنه لغة يمانية.
- وقرأ عيسى بن عمر وابن محيصن وأبو السمال وأبو رجاء ومجاهد وحميد وأبو عمران (كبارًا) بتخفيف الباء، وهو بناء مبالغة أيضًا، والوزن السابق بالتشديد أبلغ من التخفيف هنا.
- وقرأ زيد بن علي وابن محيصن فيما روى عنه وهب بن واضح أبو الأخريط (كبارًا) بكسر الكاف وتخفيف الباء، قالوا: وهو جميع كبير.
قال الصفراوي: (وروى عنه الطرسوسي الوجهين المذكورين) أي روى عن ابن محيصن كسر الكاف وضمها مع التخفيف). [معجم القراءات: 10/104]
قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {وَلَا تذرن ودا} 23
قَرَأَ نَافِع وَحده {وَلَا تذرن ودا} بِضَم الْوَاو
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {ودا} بِفَتْح الْوَاو
وروى أَبُو الرّبيع عَن بريد عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {ودا} مَضْمُومَة الْوَاو لم يروه غَيره عَن عَاصِم وَهُوَ غلط
وروى يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم وَحَفْص عَن عَاصِم {ودا} مثل أَبي عَمْرو
وحدثني المروزي عَن مُحَمَّد بن سَعْدَان عَن مُحَمَّد بن الْمُنْذر عَن يحيى بن آدم عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {ودا} مَضْمُومَة مثل نَافِع وَهُوَ غلط). [السبعة في القراءات: 653]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ودا) بضم الواو مدني). [الغاية في القراءات العشر: 420]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ودًا) [23]: بضم الواو مدني، وحمصي، وأبو بشر، وهشام طريق الداجوني). [المنتهى: 2/1014]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ودا) بضم الواو، وفتحها الباقون). [التبصرة: 367]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {ودا} (23): بضم الواو.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 498]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (ودا) بضم الواو، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 593]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَدًّا) بضم الواو مدني غير [الهسجاني] عن نافع، وأبو بشر، وهشام [الكامل في القراءات العشر: 651]
طريق الدَّاجُونِيّ، وعبد الواحد عن أبي بكر، وقَتَادَة، وابْن مِقْسَمٍ قال أبو الحسين غير فضل وهو سهو لعدمه في المفرد، الباقون بفتح الواو، وهو الاختيار اسم صنم). [الكامل في القراءات العشر: 652]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {وَدًّا} بضم الواو: نافع). [الإقناع: 2/794]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1083- .... .... .... .... .... = .... وَقُلْ وُداًّ بِهِ الضَّمُّ أُعْمِلاَ). [الشاطبية: 87]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [1083] إلى نصب فاضمم وحرك به (عـ)ـلا = (كـ)ـرام وقل ودا به الضم (أ)عملا
...
قال أبو عبيد: «ودا بفتح الواو: اسم الصنم»، واختار ذلك واحتج بقولهم: (عبد ود).
وقد قوبل بضدّ ما قال، وقيل له: المشهور (عبد ود)، والاشتقاق يشهد لذلك، لأنه من الواداد، وهو اللين والسهولة.
ووددت: أحببت وبررت وتمنيت سهولة الشيء.
والصحيح، أن الصنم يقال له: ود وود. والود: الوتد. قيل:كان (ود) صورة رجل، و(سواع) امرأة، و(يغوث) أسدًا، و(يعوق) فرسًا، و (نسر) نسرًا). [فتح الوصيد: 2/1287]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1083] إلى نصبٍ فاضمم وحرك به علا = كرامٍ وقل ودا به الضم أعملا
ح: (إلى نصبٍ فاضمم): مثل (نزاعةً فارفع) في الإعرابين، (به): متعلق بـ (حرك)، أي: بالضم (علا): حال، أي: ذا علًا، أضيف إلى (كرام)، (ودًا): مبتدأ، (أُعملا): خبر، (به الضم): متعلق به، والجملة: مقول القول.
ص: قرأ حفص وابن عامر: {إلى نصبٍ يوفضون} [43] بضم النون والصاد، اسم مفرد لما نصب ليعبد من دون الله، أو جمع (نصب) كـ (سقْفٍ) و(سقُف)، أو (نِصابٍ)، كـ (طُنب) في (طناب)، والباقون: بالفتح والسكون على أنه مفردٌ جزمًا.
[كنز المعاني: 2/681]
وقرأ نافع في نوح: (ولا تذرن ودًا) [23] بالضم، والباقون: بالفتح، لغتان في اسم صنم). [كنز المعاني: 2/682]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ودًّا اسم الصنم بفتح الواو وضمها لغتان، واختار أبو عبيد الفتح وقال: كانوا يتسمون بعبد ود، أما الود فالغالب عليه المودة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/220]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1083 - .... .... .... .... .... = .... وقل ودّا به الضّمّ أعملا
....
وقرأ نافع: وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا بضم الواو، وقرأ غيره بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 373]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَدًّا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الْوَاوِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/391]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {ودًا} [نوح: 23] بضم الواو، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 726]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (962 - ودًّا بضمّه مدًا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 99]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ودّا بضمّه (مدا) وفتح أن = ذي الواو (ك) م (صحب) تعالى كان (ث) ن
يريد قوله تعالى: ودّا ولا سواعا قرأه بضم الواو المدنيان، والباقون بفتحها وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 321]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ودّا بضمّة (مدا) = ... ... ... ... ... .....
ش: أي: قرأ [ذو] (مدا) المدنيان: ودّا ولا سواعا [23] بضم الواو، والباقون [بفتحها، وهما] لغتان في اسم صنم كان في الجاهلية على عهد نوح لكلب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/596]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ودا" [الآية: 23] فنافع وأبو جعفر بضم الواو والباقون بفتحها لغتان في اسم صنم في عهد نوح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/564] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "يغوثا ويعوقا" بالتنوين مصروفين للتناسب نحو: سلاسل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/564]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ودا} [23] قرأ نافع بضم الواو، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 1232]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)}
{وَدًّا}
- قرأ الحسن والأعمش وطلحة ويعقوب الحضرمي وأبو عمرو وابن
[معجم القراءات: 10/104]
كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص ويحيى عن أبي بكر عن عاصم (ودًا) بفتح الواو، وهي اختيار أبي عبيد.
- وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو الربيع عن بريدة عن أبي بكر عن عاصم (ودًا) بضم الواو.
وذكر ابن مجاهد أن هذه الرواية من طريق أبي الربيع عن عاصم غلط، وأنه لم يروه غيره عن عاصم.
{سُوَاعًا}
- قراءة الجماعة (سواعًا) بضم السين.
- وقرأ الخليل بن أحمد (سواعًا) بالفتح، وهي لغة فيه.
{وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ}
- قراءة الجمهور (ولا يغوث ويعوق) بغير تنوين فيهما، لأنهما في وزن الفعل، وهما معرفتان.
قال الزجاج: (والقراءة التي عليها القراء والمصحف ترك الصرف، وليس في (يغوث ويعوق) ألف في الكتاب، ولذلك لا ينبغي أن يقرأ
[معجم القراءات: 10/105]
إلا بترك الصرف ...).
- وقرأ الأشهب العقيلي والأعمش والمطوعي (ولا يغوثًا ويعوقًا) بالصرف.
ورد هذه القراءة ابن عطية بعد أن نقلها عن الأعمش وعدها وهمًا، لأن التعريف لازم ووزن الفعل.
قال أبو حيان:
(وليس ذلك بوهم ولم ينفرد الأعمش بذلك...، وتخريجه على أحد الوجهين: أحدهما: أنه جاء على لغة من يصرف جميع مالا ينصرف عند عامة العرب، وذلك لغة وقد حكاها الكسائي وغيره.
والثاني: أنه صرف لمناسبة ما قبله وما بعده من المنون، إذ قبله (ودًا ولا سواعًا)، وبعده (ونسرًا) ...).
وقال الزجاج: (والذين صرفوا جعلوا هذين الاسمين الأغلب عليهما الصرف؛ إذ كان أصل الأسماء عندهم الصرف، أو جعلوهما نكرة وإن كانا معرفتين، فكأنهم قالوا: ولا تذرون [كذا] صنمًا من أصنامكم، ولا ينبغي أن يقرأ بها لمخالفتهما المصحف).
وقال الفراء: (ولو أجريت لكثرة التسمية كان صوابًا، ولو أجريت أيضًا كأنه ينوى به النكرة كان أيضًا صوابًا).
[معجم القراءات: 10/106]
- وقرأ عبد الله بن مسعود (ويغوثًا ويعوقًا) بالتنوين، كالقراءة السابقة، وبغير (لا) قبل (يغوث) ). [معجم القراءات: 10/107]
قوله تعالى: {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)}
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء فيه عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 10/107]
قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {مِمَّا خطيئاتهم أغرقوا} 25
قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (مِمَّا خطيهم) مثل قضاياهم
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (مِمَّا خطيئتهم) بِالْهَمْز وَالتَّاء). [السبعة في القراءات: 653]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خطاياهم) أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 420]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خطاياهم) [25]: أبو عمرو). [المنتهى: 2/1014]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (مما خطيهم) مثل قضاياهم على نحو إجماعهم في البقرة، وقرأ الباقون (خطيئتهم) بالهمز وكسر التاء). [التبصرة: 367]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {مما خطاياهم} (25): على لفظ: (قضاياهم).
والباقون: بالياء، والتاء، والهمزة). [التيسير في القراءات السبع: 498]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (ممّا خطاياهم) على لفظ (قضاياهم)، والباقون بالياء والتّاء والهمز). [تحبير التيسير: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {خَطِيئَاتِهِمْ} مكسرا: أبو عمرو). [الإقناع: 2/794] قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (220- .... .... .... .... .... = .... وَشَهَادَاتٍ خَطِيْئَاتِ حُمِّلَا). [الدرة المضية: 40] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم شرع في سورة نوح بقوله: خطيئات يعني قرأ يعقوب أيضًا {مما خطيئاتهم} [25] بالجمع وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو " خَطَايَاهُمْ " بِفَتْحِ الطَّاءِ وَالْيَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهُمَا مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ مِثْلَ " عَطَايَاكُمْ "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الطَّاءِ وَيَاءٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا، وَبَعْدَ الْيَاءِ هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ وَأَلِفٌ وَتَاءٌ مَكْسُورَةٌ، وَأَمَّا الْهَاءُ فَهِيَ مَضْمُومَةٌ فِي قِرَاءَةِ أَبِي عَمْرٍو وَمَكْسُورَةٌ فِي قِرَاءَةِ الْبَاقِينَ لِلِاتِّبَاعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/391]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {مما خطيئاتهم} [نوح: 25] بفتح الطاء والياء وألف بعدهما من غير همز ولا تاء، والباقون بكسر الطاء وياء ساكنة بعدها وهمزة مفتوحة بعد الياء بعدها ألف وتاء مكسورة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 726]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم خطاياهم [25] بالأعراف [الآية: 161] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/596]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "خَطَايَاهُم" [الآية: 25] بوزن قضاياهم أبو عمرو، والباقون "خطيئاتهم" بالألف والتاء المكسورة جرا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/564]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطيئاتهم} [25] قرأ البصري بفتح الطاء والياء، وألف بعدها، وضم الهاء من غير همز ولا تاء، مثل (عطاياهم) والباقون بكسر الطاء، وبعدها ياء ساكنة ممدودة، بعدها همزة مفتوحة، بعدها ألف، بعدها تاء مكسورة وهاء كذلك). [غيث النفع: 1232]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)}
{خَطِيئَاتِهِمْ}
- (الجمهور (خطيئاتهم) جمعًا بالألف والتاء مهموزًا.
- وقرأ أبو رجاء وأبو جعفر من طريق الأهوازي (خطياتهم) جمعًا بالألف والتاء إلا أنه أبدل الهمزة ياء، وأدغم فيها ياء المد.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقرأ الجحدري والأعمش وأبو حيوة والأشهب العقيلي وعمرو بن عبيد عن أبي عمرو، وأبو الجوزاء (خطيئتهم) مفردًا مهموزًا، على إرادة الجنس.
- وقرأ الحسن وعيسى والأعرج وقتادة بخلاف عنهم، وأبو عمرو
[معجم القراءات: 10/107]
واليزيدي (خطاياهم) جمع تكسير.
وتقدم مثل هذه القراءة في الآية/161 من سورة الأعراف (خطيئاتكم).
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا}
- وقرأ عبد الله بن مسعود (من خطيئاتهم ما أغرقوا) بزيادة (ما).
- قال الفراء: (العرب تجعل (ما) صلة فيما ينوي به مذهب الجزاء كأنك قلت (من خطيئاتهم ما أغرقوا) وكذلك رأيتها في مصحف (عبد الله).
{أُغْرِقُوا}
- قراءة الجمهور (أغرقوا) بالهمزة.
- وقرأ زيد بن علي (غرقوا) بالتشديد). [معجم القراءات: 10/108]
قوله تعالى: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)}
{رَبِّ}
- تقدمت قراءة ابن محيصن في أول السورة (رب).
{مِنَ الْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآيات/19 و34 و89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 10/108]
قوله تعالى: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)}
{فَاجِرًا}
- ترقيق الراء فيه عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 10/109]
قوله تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {وَلمن دخل بَيْتِي مُؤمنا} 28
روى حَفْص عَن عَاصِم وَهِشَام بن عمار عَن ابْن عَامر {بَيْتِي} بِفَتْح الْيَاء
وَكَذَلِكَ روى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع
وَأَبُو بكر عَن عَاصِم وَابْن ذكْوَان عَن ابْن عَامر وَابْن جماز عَن نَافِع {بَيْتِي} سَاكِنة وَكَذَلِكَ الْبَاقُونَ لَا يحركون الْيَاء). [السبعة في القراءات: 653 - 654]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف يعقوب بخلفه على "ولوالدي" بهاء السكت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/564]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء "بيتي" هشام وحفص وسكنها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/564]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيتي مؤمنا} [28] قرأ هشام وحفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان، وهذه والاثنتان قبلها هو ما اختلف فيه من ياءات الإضافة في هذه السورة، وكل ما فيها سواها نحو {إني دعوت} [5] فمما اتفق على إسكانه). [غيث النفع: 1232]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تبارا} تام، وفاصلة، وختام الحزب السابع والخمسين، بلا خلاف). [غيث النفع: 1232]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}
{رَبِّ}
- تقدمت في أول السورة قراءة ابن محيصن (رب).
{اغْفِرْ لِي}
- أدغم الراء في اللام أبو عمرو من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري.
وتقدم تفصيل الخلاف فيه في مواضيع، وانظر الآية/19 من سورة محمد، والآية/11 من سورة الفتح.
{وَلِوَالِدَيَّ}
- قراءة الجمهور (لوالدي)، تثنية والد.
- وقراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (لوالديه).
- وقرأ سعيد بن جبير وعاصم الجحدري وأبو بكر الصديق وسعيد ابن المسيب (لوالدي) بكسر الدال، وسكون الياء، مفردًا.
ويجوز على هذه القراءة عند النحاس إسكان الياء وفتحها.
- وقرأ الحسين والحسن ابنا علي وزيد بن علي أيضًا وابن مسعود والزهري ويحيى بن يعمر والنخعي والجحدري وأبو العالية
[معجم القراءات: 10/109]
(ولولدي) تثنية ولد، يريد: سامًا وحامًا.
- وقرأ أبي بن كعب (ولأبوي).
{بَيْتِيَ مُؤْمِنًا}
- قرأ حفص عن عاصم ونافع في رواية ابن جماز وأبي قرة وهشام ابن عمار عن ابن عامر (بيتي مؤمنًا) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها (بيتي مؤمنًا)، وهي رواية أبي بكر عن عاصم وابن ذكوان عن ابن عامر.
{مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا في مثل هذه الكلمات مرارًا، وانظر الآية/223 من سورة البقرة، والآية/99 من سورة يونس، والآية/10 من سورة الامتحان). [معجم القراءات: 10/110]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين