العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 05:14 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة نوح [ من الآية (1) إلى الآية (7) ]

{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 05:15 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا أرسلنا نوحًا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ (1) قال يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ (2) أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون (3) يغفر لكم مّن ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجلٍ مّسمًّى إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون}.
يقول تعالى ذكره: {إنّا أرسلنا نوحًا} وهو نوح بن لمك إلى قومه. {أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ} يقول: أرسلناه إليهم بأن أنذر قومك؛ فأن في موضع نصبٍ في قول بعض أهل العربيّة، وفي موضع خفضٍ في قول بعضهم. وقد بيّنت العلل لكلّ فريقٍ منهم، والصّواب عندنا من القول في ذلك فيما مضى من كتابنا هذا، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وهي في قراءة عبد اللّه فيما ذكر إنّا أرسلنا نوحًا إلى قومه أنذر قومك بغير أن وجاز ذلك لأنّ الإرسال بمعنى القول، فكأنّه قيل: قلنا لنوحٍ: أنذر قومك {من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ} وذلك العذاب الأليم هو الطّوفان الّذي غرّقهم اللّه به). [جامع البيان: 23 / 288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 9.
أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت سورة {إنا أرسلنا نوحا} بمكة.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يدعو نوحا وقومه يوم القيامة أول الناس فيقول: ماذا أجبتم نوحا فيقولون: ما دعانا وما بلغنا وما نصحنا ولا أمرنا ولا نهانا فيقول نوح: دعوتهم يا رب دعاء فاشيا في الأولين والآخرين أمة بعد أمة حتى انتهى إلى خاتم النبيين أحمد فانتسخه وقرأه وآمن به وصدقه فيقول للملائكة: ادعوا أحمد وأمته فيأتي رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأمته يسعى نورهم بين أيديهم فيقول نوح لمحمد وأمته: هل تعلمون أني بلغت قومي الرسالة واجتهدت لهم بالنصيحة وجهدت أن استنقذهم من النار سرا وجهرا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته: فإنا نشهد بما نشدتنا أنك في جميع ما قلت من الصادقين فيقول نوح: وأنى علمت هذا أنت وأمتك ونحن أول الأمم وأنتم آخر الأمم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه} حتى ختم السورة فإذا ختمها قالت أمته: نشهد أن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم فيقول الله عند ذلك: (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) (سورة يس الآية 59) ). [الدر المنثور: 14 / 702-703]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ}. يقول تعالى ذكره: قال نوحٌ لقومه: يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ، أنذركم عذاب اللّه فاحذروه أن ينزل بكم على كفركم به {مبينٌ} يقول: قد أبنت لكم إنذاري إيّاكم). [جامع البيان: 23 / 288]

تفسير قوله تعالى: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون}. يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل نوحٍ لقومه إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ بأن اعبدوا اللّه، يقول: إنّي لكم نذيرٌ أنذركم، وآمركم بعبادة اللّه {واتّقوه} يقول: واتّقوا عقابه بالإيمان به، والعمل بطاعته {وأطيعون} يقول: وانتهوا إلى ما آمركم به، واقبلوا نصيحتي لكم.
- وقد حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون}. قال: أرسل اللّه المرسلين بأن يعبد اللّه وحده، وأن تتّقى محارمه، وأن يطاع أمره). [جامع البيان: 23 / 288-289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون} قال: بها أرسل الله المرسلين أن يعبد الله وحده وأن تتقى محارمه وأن يطاع أمره). [الدر المنثور: 14 / 703]

تفسير قوله تعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يغفر لكم من ذنوبكم}. يقول: يغفر لكم ذنوبكم.
فإن قال قائلٌ: أوليست من دالّةٌ على البعض؟ قيل: إنّ لها معنيين وموضعين: فأمّا أحد الموضعين فهو الموضع الّذي لا يصحّ فيه غيرها. وإذا كان ذلك كذلك لم تدلّ إلاّ على البعض، وذلك كقولك: اشتريت من مماليكك، فلا يصحّ في هذا الموضع غيرها، ومعناها: البعض، اشتريت بعض مماليكك، ومن مماليكك مملوكًا. والموضع الآخر: هو الّذي يصلح فيه مكانها عن، فإذا صلحت مكانها عن دلّت على الجميع، وذلك كقولك: وجع بطني من طعامٍ طعمته، فإنّ معنى ذلك: أوجع بطني طعامٌ طعمته، وتصلح مكان من عن، وذلك أنّك تضع موضعها عن فيصلح الكلام فتقول: وجع بطني عن طعامٍ طعمته، ومن طعامٍ طعمته، فكذلك قوله: {يغفر لكم ذنوبكم} إنّما هو: ويصفح لكم، ويعفو لكم عنها؛ وقد يحتمل أن يكون معناه: يغفر لكم من ذنوبكم ما قد وعدكم العقوبة عليه. فأمّا ما لم يعدكم العقوبة عليه فقد تقدّم عفوه لكم عنها.
وقوله: {ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى}. يقول: ويؤخّر في آجالكم فلا يهلككم بالعذاب، لا بغرقٍ ولا غيره {إلى أجلٍ مسمًّى}. يقول إلى حينٍ كتب أنّه يبقيكم إليه، إن أنتم أطعتموه وعبدتموه، في أمّ الكتاب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {إلى أجلٍ مسمًّى}. قال: ما قد خطّ من الأجل، فإذا جاء أجل اللّه لا يؤخّر.
وقوله: {إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون}. يقول تعالى ذكره: إنّ أجل اللّه الّذي قد كتبه على خلقه في أمّ الكتاب إذا جاء عنده لا يؤخّر عن ميقاته، فينظر بعده {لو كنتم تعلمون} يقول: لو علمتم أنّ ذلك كذلك، لأنبتم إلى طاعة ربّكم). [جامع البيان: 23 / 289-290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {يغفر لكم من ذنوبكم} قال: الشرك {ويؤخركم إلى أجل مسمى} قال: بغير عقوبة {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر} قال: الموت.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ويؤخركم إلى أجل مسمى} قال: ما قد خط من الأجل فإذا جاء أجل الله لم يؤخر). [الدر المنثور: 14 / 703]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ إنّي دعوت قومي ليلاً ونهارًا (5) فلم يزدهم دعائي إلاّ فرارًا (6) وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارًا}.
يقول تعالى ذكره: قال نوحٌ لمّا بلّغ قومه رسالة ربّه، أو أنذرهم ما أمره به أن ينذرهموه فعصوه، وردّوا عليه ما أتاهم به من عنده: {ربّ إنّي دعوت قومي ليلاً ونهارًا} إلى توحيدك وعبادتك، وحذّرتهم بأسك وسطوتك). [جامع البيان: 23 / 290-291]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلم يزدهم دعاءي إلا فرارا قال بلغني أنهم كانوا يذهب الرجل بابنه إلى نوح فيقول لابنه احذر هذا لا يغرنك فإن أبي ذهب بي إليه وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك). [تفسير عبد الرزاق: 2/319]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فلم يزدهم دعائي إلاّ فرارًا} يقول: فلم يزدهم دعائي إيّاهم إلى ما دعوتهم إليه من الحقّ الّذي أرسلتني به لهم {إلاّ فرارًا}. يقول: إلاّ إدبارًا عنه وهربا منه وإعراضًا عنه.
- وقد: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {فلم يزدهم دعائي إلاّ فرارًا}. قال: بلغنا أنّهم كانوا يذهب الرّجل بابنه إلى نوحٍ، فيقول لابنه: احذر هذا لا يغوينّك، فأراني قد ذهب بي أبي إليه وأنا مثلك، فحذّرني كما حذّرتك). [جامع البيان: 23 / 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فلم يزدهم دعائي إلا فرارا} قال: بلغني أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح فيقول لابنه: احذر هذا لا يغرنك فإن أبي قد ذهب بي وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك). [الدر المنثور: 14 / 703-704]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم}. يقول جلّ وعزّ: وإنّي كلّما دعوتهم إلى الإقرار بوحدانيّتك، والعمل بطاعتك، والبراءة من عبادة كلّ ما سواك، لتغفر لهم إذا هم فعلوا ذلك {جعلوا أصابعهم في آذانهم}. لئلاّ يسمعوا دعائي إيّاهم إلى ذلك.
{واستغشوا ثيابهم}. يقول: وتغشّوا في ثيابهم، وتغطّوا بها، لئلاّ يسمعوا دعائي.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {جعلوا أصابعهم في آذانهم}. لئلاّ يسمعوا كلام نوح عليه السّلام.
وقوله: {وأصرّوا}. يقول: وثبتوا على ما هم عليه من الكفر وأقاموا عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأصرّوا} قال: الإصرار إقامتهم على الشرك والكفر.
وقوله: {واستكبروا استكبارًا}. يقول: وتكبّروا فتعاظموا عن الإذعان للحقٍّ، وقبول ما دعوتهم إليه من النّصيحة). [جامع البيان: 23 / 291-292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {جعلوا أصابعهم في آذانهم} قال: لئلا يسمعوا ما يقول {واستغشوا ثيابهم} قال: لأن يتنكروا له فلا يعرفهم {واستكبروا استكبارا} قال: تركوا التوبة.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {واستغشوا ثيابهم} قال: غطوا بها وجوههم لكي لا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله: {واستغشوا ثيابهم} قال: تسجوا بها). [الدر المنثور: 14 / 704]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 05:16 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {أن أنذر قومك...} أي: أرسلناه بالإنذار. (أن): في موضع نصب؛ لأنك أسقطت منها الخافض. ولو كانت إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أنذر قومك ـ بغير أن؛ لأن الإرسال قول في الأصل، وهي، في قراءة عبد الله كذلك بغير أن). [معاني القرآن: 3/187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عز وجل: {إنّا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم (1)}
" أن " في موضع نصب بـ (أرسلنا)، لأنّ الأصل بأن أنذر قومك، فلما أسقطت الباء أفضى الفعل إلى " أن " فنصبها وقد قال قوم يرتضى علمهم إن موضع مثلها جر وإن سقطت الباء. لأن " أن " يحسن معها سقوط الباء. ولا تسقط من المصدر الباء، لأنك لو قلت: إني أرسلتك بالإنذار والتهدد لم يجز أن تقول إني أرسلتك الإنذار والتهدّد، ولو قلت إني أرسلتك بأن تنذر وأن تهدد لجاز وإني أرسلتك أن تنذر وأن تهدّد.
وأصل الإنذار في اللغة الإعلام بما يخاف منه فيحذر، وأن لا يتعرض له ويجوز أن يكون " أن " تفسير لما أرسل به. فيكون المعنى: إنّا أرسلنا نوحا إلى قومه أي أنذر قومك). [معاني القرآن: 5/227]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قال يا قوم إنّي لكم نذير مبين (2) أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون (3)} أرسل الله نوحا وجميع الأنبياء بالأمر بعبادته وإيثار تقواه وطاعة رسله). [معاني القرآن: 5/227]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون (3)} (يغفر) جزم جواب الأمر (أعبدوا اللّه) واتقوه وأطيعوني يغفر لكم من ذنوبكم، والنحويون البصريون كلهم ما خلا أبا عمرو بن العلاء لا يدغمون الراء في اللام، لا يجيزون يغفر لّكم، وأبو عمرو بن العلاء يرى الإدغام جائزا.وزعم الخليل وسيبويه أن الراء حرف مكرر متى أدغم في اللام ذهب التكرير منه، فاختل الحرف، والمسموع من العرب وقرأه القراء إظهار الراء). [معاني القرآن: 5/227-228]

تفسير قوله تعالى:{يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ويؤخّركم إلى أجلٍ مّسمًّى...} سمّى عندكم تعرفونه لا يميتكم غرقا ولا حرقا ولا قتلا، وليس في هذا حجة لأهل القدر لأنه إنما أراد مسمّى عندكم، ومثله: {وهو الذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} عندكم في معرفتكم). [معاني القرآن: 3/187]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {يغفر لكم مّن ذنوبكم...}.من قد تكون لجميع ما وقعت عليه، ولبعضه. فأما البعض فقولك: اشتريت من عبيدك، وأما الجميع فقولك: رويت من مائك، فإذا كانت في موضع جمع فكأنّ من: عن؛ كما تقول: اشتكيت من ماء شربته، وعن ماء شربته كأنه في الكلام: يغفر لكم عن أذنابكم، ومن أذنابكم). [معاني القرآن: 3/187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجل مسمّى إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون}
ومعنى {من ذنوبكم} ههنا - يغفر لكم ذنوبكم ودخلت "من" تختص الذنوب من سائر الأشياء، لم تدخل لتبعيض الذنوب، ومثله قوله {فاجتنبوا الرّجس من الأوثان} معناه اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان ليس الرجس ههنا بعض الأوثان.
وقوله: {ويؤخّركم إلى أجل مسمّى إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر} معناه اتقوا الله وأطيعون يؤخركم عن العذاب، أي يؤخركم فتموتوا غير ميتة المستأصلين بالعذاب.
ثم قال: {إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر} معناه إذا جاء الأجل في الموت لا يؤخر بعذاب كان أو باستئصال). [معاني القرآن: 5/228]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ليلاً ونهاراً...} أي: دعوتهم بكل جهة سرًّا وعلانية). [معاني القرآن: 3/187]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وأصرّوا...}.أي: سكتوا على شركهم، {واستكبروا...} عن الإيمان). [معاني القرآن: 3/188]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أصرّوا} أقاموا عليه). [مجاز القرآن: 2/271]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أصروا}: أقاموا عليه). [غريب القرآن وتفسيره: 391]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله: {جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا (7)}
قيل إنهم كانوا يسدّون آذانهم ويغطون وجوههم لئلا يسمعوا قوله.وليبالغوا في الإعراض عنه بتغطية الوجوه.
وقوله: {وأصرّوا} أقاموا ولم ينووا توبة منه.
{واستكبروا} أخذتهم العزة من اتباع نوح والدليل على ذلك قوله: {أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون}).[معاني القرآن: 5/228]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَصَرُّوا}: أقاموا). [العمدة في غريب القرآن: 316]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 05:17 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) }

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) }

تفسير قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (قوله: {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} قال: القيامة). [مجالس ثعلب: 559]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إنّا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ (1) قال يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ (2) أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون (3) يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون (4)
«نوح» عليه السلام هو نوح بن لامك، وقد مر ذكره وذكر عمره صلى الله عليه وسلم، وصرف نوح مع عجمته وتعريفه لخفته وسكون الوسط من حروفه، وقوله: أن أنذر قومك يحتمل أن تكون أن:مفسرة لا موضع لها من الإعراب، ويحتمل أن يكون التقدير «بأن أنذر قومك» وهي على هذا في موضع نصب عند قوم من النحاة، وفي موضع خفض عند آخرين، وفي مصحف عبد الله بن مسعود «إلى قومه أنذر قومك» دون أن، والعذاب الذي توعدوا به: يحتمل أن يكون عذاب الدنيا وهو الأظهر والأليق بما يأتي بعد، ويحتمل أن يكون عذاب الآخرة). [المحرر الوجيز: 8/ 416]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2)}

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور السبعة: «أن اعبدوا»، بضم النون من «أن» اتباعا لضمة الباء وتركا لمراعاة الحائل لخفة السكون، فهو كأن ليس ثم حائل. وقرأ عاصم وحمزة وأبو عمرو، وفي رواية عبد الوارث «أن اعبدوا»، بكسر النون وهذا هو الأصل في التقاء الساكنين من كلمتين). [المحرر الوجيز: 8/ 415-416]

تفسير قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويغفر جواب الأمر وقوله تعالى: من ذنوبكم قال قوم من زائدة، وهذا نحو كوفي، وأما الخليل وسيبويه فلا يجوز عندهم زيادتها في الواجب، وقال قوم: هي لبيان الجنس، وهذا ضعيف لأنه ليس هنا جنس يبين، وقال آخرون هي بمعنى «عن». وهذا غير معروف في أحكام «من»، وقال آخرون: هي لابتداء الغاية وهذا قول يتجه كأنه يقول يبتدئ الغفران من هذه الذنوب العظام التي لهم. وقال آخرون: هي للتبعيض، وهذا عندي أبين الأقوال، وذلك أنه لو قال: «يغفر لكم ذنوبكم» لعم هذا اللفظ ما تقدم من الذنوب وما تأخر عن إيمانهم، والإسلام إنما يجبّ ما قبله، فهي بعض من ذنوبهم، فالمعنى يغفر لكم ذنوبكم، وقال بعض المفسرين: أراد يغفر لكم من ذنوبكم المهم الموبق الكبير لأنه أهم عليهم، وبه ربما كان اليأس عن الله قد وقع لهم وهذا قول مضمنه أن من للتبعيض والله تعالى الموفق. وقرأ أبو عمرو: يغفر لكم بالإدغام، ولا يجيز ذلك الخليل وسيبويه، لأن الراء حرف مكرر، فإذا أدغم في اللام ذهب التكرير واختل المسموع. وقوله تعالى: ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى مما تعلق المعتزلة به في قولهم: إن للإنسان أجلين، وذلك أنهم قالوا: لو كان واحدا محدودا لما صح التأخير، إن كان الحد قد بلغ ولا المعاجلة إن كان الحد لم يبلغ.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وليس لهم في الآية تعلق، لأن المعنى أن نوحا عليه السلام، لم يعلم هل هم ممن يؤخر أو ممن يعاجل؟ ولا قال لهم: إنكم تؤخرون عن أجل قد حان لكم، لكن قد سبق في الأزل أنهم إما ممن قضى لهم بالإيمان والتأخير وإما ممن قضي عليه بالكفر والمعاجلة، فكأن نوحا عليه السلام قال لهم: آمنوا يبين لكم أنكم ممن قضي لهم بالإيمان والتأخير، وإن بقيتم فسيبين لكم أنكم ممن قضي عليه بالكفر والمعاجلة ثم تشدد هذا المعنى ولاح بقوله: إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر. وقد حكى مكي القول بالأجلين ولم يقدره قدره، وجواب لو، مقدر يقتضيه اللفظ كأنه قال: فما كان أحزمكم أو أسرعكم إلى التوبة لو كنتم تعلمون). [المحرر الوجيز: 8/ 416]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قال ربّ إنّي دعوت قومي ليلاً ونهاراً (5) فلم يزدهم دعائي إلاّ فراراً (6) وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكباراً (7) ثمّ إنّي دعوتهم جهاراً (8) ثمّ إنّي أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً (9) فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً (10) يرسل السّماء عليكم مدراراً (11)
هذه المقالة قالها نوح عليه السلام بعد أن طال عمره وتحقق اليأس عن قومه، وقوله: ليلًا ونهاراً عبارة عن استمرار دعائه، وأنه لم ين فيه قط، ويروى عن قتادة أن نوحا عليه السلام كان يجيئه الرجل من قومه بابنه فيقول: احذر هذا الرجل فإن أبي حذرني إياه، ويقول له إنه مجنون). [المحرر الوجيز: 8/ 416-417]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: «دعائي إلا» بالهمز وفتح الياء، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: «دعاي» بسكون الياء دون همز، وروى شبل عن ابن كثير: بنصب الياء دون همز مثل هداي، وقرأ عاصم أيضا وسلام ويعقوب: بهمز وياء ساكنة). [المحرر الوجيز: 8/ 417]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم معناه: ليؤمنوا فيكون ذلك سبب الغفران. وقوله تعالى: جعلوا أصابعهم في آذانهم يحتمل أن يكون حقيقة، ويحتمل أن يكون عبارة عن إعراضهم، وشدة رفضهم لأقواله، وكذلك قوله: استغشوا ثيابهم معناه: جعلوها أغشية على رؤوسهم، والإصرار الثبوت على معتقد ما، وأكثر استعماله في الذنوب). [المحرر الوجيز: 8/ 417]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:09 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:09 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا أرسلنا نوحًا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ (1) قال يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ (2) أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون (3) يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون (4)}
يقول تعالى مخبرًا عن نوحٍ، عليه السّلام، أنّه أرسله إلى قومه آمرًا له أن ينذرهم بأس اللّه قبل حلوله بهم، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم؛ ولهذا قال: {أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ} أي: بيّن النّذارة، ظاهر الأمر واضحه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أن اعبدوا اللّه واتّقوه} أي: اتركوا محارمه واجتنبوا مآثمه {وأطيعون} فيما آمركم به وأنهاكم عنه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231]

تفسير قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يغفر لكم من ذنوبكم} أي: إذا فعلتم ما أمرتكم به وصدّقتم ما أرسلت به إليكم، غفر اللّه لكم ذنوبكم.
و " من " هاهنا قيل: إنّها زائدةٌ. ولكنّ القول بزيادتها في الإثبات قليلٌ. ومنه قول بعض العرب: "قد كان من مطرٍ". وقيل: إنّها بمعنى "عن" تقديره: يصفح لكم عن ذنوبكم واختاره ابن جريرٍ وقيل: إنّها للتّبعيض، أي يغفر لكم الذّنوب العظام الّتي وعدكم على ارتكابكم إيّاها الانتقام.
{ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى} أي: يمدّ في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب الّذي إن لم تنزجروا عمّا نهاكم عنه، أوقعه بكم.
وقد يستدلّ بهذه الآية من يقول: إنّ الطّاعة والبرّ وصلة الرّحم، يزاد بها في العمر حقيقةً؛ كما ورد به الحديث: "صلة الرّحم تزيد في العمر".
وقوله: {إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون} أي: بادروا بالطّاعة قبل حلول النّقمة، فإنّه إذا أمر [اللّه] تعالى بكون ذلك لا يردّ ولا يمانع، فإنّه العظيم الّذي قهر كلّ شيءٍ، العزيز الّذي دانت لعزّته جميع المخلوقات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ إنّي دعوت قومي ليلًا ونهارًا (5) فلم يزدهم دعائي إلّا فرارًا (6) وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارًا (7) ثمّ إنّي دعوتهم جهارًا (8) ثمّ إنّي أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا (9) فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا (10) يرسل السّماء عليكم مدرارًا (11) ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنّاتٍ ويجعل لكم أنهارًا (12) ما لكم لا ترجون للّه وقارًا (13) وقد خلقكم أطوارًا (14) ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سمواتٍ طباقًا (15) وجعل القمر فيهنّ نورًا وجعل الشّمس سراجًا (16) واللّه أنبتكم من الأرض نباتًا (17) ثمّ يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجًا (18) واللّه جعل لكم الأرض بساطًا (19) لتسلكوا منها سبلًا فجاجًا (20)}
يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوحٍ، عليه السّلام، أنّه اشتكى إلى ربّه، عزّ وجلّ، ما لقي من قومه، وما صبر عليهم في تلك المدّة الطّويلة الّتي هي ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، وما بيّن لقومه ووضّح لهم ودعاهم إلى الرّشد والسّبيل الأقوم، فقال: {ربّ إنّي دعوت قومي ليلا ونهارًا} أي: لم أترك دعاءهم في ليلٍ ولا نهارٍ، امتثالًا لأمرك وابتغاءً لطاعتك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231-232]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا} أي: كلّما دعوتهم ليقتربوا من الحقّ فروا منه وحادوا عنه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 232]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم} أي: سدّوا آذانهم لئلّا يسمعوا ما أدعوهم إليه. كما أخبر تعالى عن كفّار قريشٍ: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون} [فصلت:26].
{واستغشوا ثيابهم} قال ابن جريح، عن ابن عبّاسٍ: تنكّروا له لئلّا يعرفهم. وقال سعيد بن جبيرٍ، والسّدّيّ: غطّوا رءوسهم لئلّا يسمعوا ما يقول.
{وأصرّوا} أي: استمرّوا على ما هم فيه من الشّرك والكفر العظيم الفظيع، {واستكبروا استكبارًا} أي: واستنكفوا عن اتّباع الحقّ والانقياد له). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 232]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة