العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات (إلا) نعتا

آيات (إلا) نعتا

1- {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [21: 22]. في [العكبري:2/69]: «{إِلَّا اللَّهُ} بالرفع على أن (إلا) صفة بمعنى غير، ولا يجوز أن يكون بدلا.. وقيل: يمتنع البدل: لأن ما قبلها إيجاب».
ولا يجوز النصب على الاستثناء لوجهين:
أحدهما: أنه فاسد في المعنى، وذلك أنك إذا قلت: لو جاءني القوم إلا زيدا لقتلتهم كان معناه: أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم.
فلو نصبت في الآية لكان المعنى أن فساد السموات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة، وفي ذلك إثبات إله مع الله.
وإذا رفعت على الوصف لا يلزم مثل ذلك، لأن المعنى: لو كان فيهما غير الله لفسدتا.
والوجه الثاني: إن {آلِهَة} هنا نكرة، والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين؛ لأنه لا عموم له، بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء».
وفي [ابن يعيش:2/89]: «فهذا لا يكون إلا وصفا، ولا يجوز أن يكون بدلا يراد به الاستثناء؛ لأنه يصير في تقدير: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} فلو نصبت على الاستثناء فقلت: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهَ} لجاز» ذكر ابن هشام في [المغني:1/67-68] أن هذه الآية لا يصلح فيها الاستثناء، لا من جهة اللفظ، ولا من جهة المعنى, وانظر [البحر:6/304-305].
وقال الفراء في [معاني القرآن:2/200]: «(إلا) في هذا الموضع بمنزلة سوى، كأنك قلت: لو كان فيهما آلهة سوى أو غير الله لفسد أهلهما».
وانظر [القرطبي:5/4319].
2- {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [24: 6].
وفي [العكبري:2/80- 81]: «{أَنْفُسُهُمْ} نعت لشهداء، أو بدل منه... والرفع أقوى؛ لأن (إلا) هنا صفة للنكرة».
في [القرطبي:5/4574]: «{أَنْفُسُهُمْ} بالرفع على البدل: ويجوز النصب على الاستثناء» وعلى خبر (يكن).
وفي [البرهان:4/239]: «فلو كان استثناء لكان من غير الجنس؛ لأن {أَنْفُسُهُمْ} ليس شهودا على الزنا؛ لأن الشهداء على الزنا يعتبر فيهم العدد، ولا يسقط الزنا المشهود به بيمين المشهود عليه وإذا جعل وصفا فقد أمن فيه مخالفة الجنس: فإلا هنا بمنزلة (غير) لا بمعنى الاستثناء».
3- {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [15: 17- 18]. أجاز العكبري في (من) أن تكون بدلا من كل شيطان ورد عليه أبو حيان وقال: يجوز أن يكون نعتا على خلاف في ذلك. [البحر:5/449-450]، [العكبري:2/39]
4- {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [22: 40]. قال الزمخشري بالإبدال، وقال أبو حيان: يجوز على الصفة، [البحر:6/374].
[العكبري:2/76]، [الكشاف:3/34]، وقال الفراء: «فإن شئت جعلت قوله{إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} في موضع خفض ترده على الباء في {بِغَيْرِ حَقٍّ}، وإن شئت جعلت (أن) مستثناة» [معاني القرآن:2/227].
5- {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [43: 26-27].
في [الكشاف:3/416]: «استثناء» منقطع، كأنه قال: لكن الذي فطرني فإنه سيهدين.
وأن يكون مجرورا بدلا من المجرور بمن، كأنه قال: إنني براء مما تعبدون إلا من الذي فطرني.
فإن قلت: كيف تجعله بدلا، وليس من جنس ما تعبدون؟...
قلت: قالوا: كانوا يعبدون الله مع أوثانهم.
(ويجوز) أن تكون (إلا) صفة بمعنى غير أن (ما) في {مِمَّا تَعْبُدُونَ} موصوفة «تقديره: إنني براء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني، فهو نظير قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}».
وفي [البحر:8/12]: «ووجه البدل لا يجوز؛ لأنه إنما يكون في غير الموجب من النفي؛ والنهي، والاستفهام، ألا ترى أنه يصلح ما بعد (إلا) لتفريغ العامل له و {إِنَّنِي بَرَاءٌ} جملة موجبة، فلا يصلح أن يفرغ العامل فيها الذي هو برئ لما بعد (إلا)...».
وأما تقديره (ما) نكرة موصوفة فلم يبقها موصولة لاعتقاده أن (إلا) لا تكون صفة إلا لنكرة، وهذه المسألة فيه خلاف: من النحويين من قال: توصف بها النكرة والمعرفة، فعلى هذا تبقى (ما) موصولة، وتكون (إلا) في موضع الصفة للمعرفة.
6- {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [53: 32]. في [الكشاف:4/41]: «لا يخلو من أن يكون استثناء منقطعا، أو صفة؛ كقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} أقره أبو حيان في [البحر:8/164]».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص248]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء التام المنفي

الاستثناء التام المنفي

يختار في الاستثناء التام المنفي المتصل إتباع المستثنى للمستثنى منه في الإعراب قال سيبويه [1/360]: «جعلت المستثنى بدلا من الأول، فكأنك قلت: ما مرت إلا بزيد، وما أتاني إلا زيد، وما لقيت إلا زيد.. فهذا وجه الكلام أن تجعل المستثنى بدلا من الذي قبله». وفي [المقتضب:4/394] «هذا باب المستثنى من المنفي، تقول: ما جاءني أحد إلا زيد، وإلا زيدا»، أما النصب فعلى ما فسرت لك. وأما الرفع فهو الوجه لما أذكره لك إن شاء الله.
تقول: ما جاءني أحد إلا زيد، لأن البدل يحل محل المبدل منه، ألا ترى أن قولك: مررت بأخيك زيد إنما هو بمنزلة قولك: مررت بزيد، لأنك لما رفعت الأخ قام زيد مقامه فعلى هذا قلت: ما جاءني أحد إلا زيد».
وفي [معاني القرآن للفراء:1/166]: «فإذا كان ما قبل (إلا) فيه جحد جعلت ما بعدها تابعا لما قبلها، معرفة كان أو نكرة، فأما المعرفة فقولك: ما ذهب الناس إلا زيد، وأما النكرة فقولك: ما فيها أحد إلا غلامك، لم يأت هذا عن العرب إلا بإتباع ما بعد (إلا) ما قبلها».
وفي [ابن يعيش:2/82]: «وإنما كان البدل هو الوجه، لأن البدل والنصب في الاستثناء من حيث هو إخراج واحد في المعنى، وفي البدل فضل مشاكلة ما بعد (إلا) لما قبلها؛ فكان أولى».
ونقل سيبويه أن النصب على الاستثناء لغة لبعض العرب الموثوق بعربيته قال: [1/36]: «هذا باب النصب فيما يكون مستثنى مبدلا، حدثنا بذلك يونس وعيسى جميعا أن بعض العرب الموثوق بعربيته يقول: ما مررت بأحد إلا زيدًا، وما أتاني أحد إلا زيدا».
اشتراط الفراء لجواز النصب على الاستثناء أن يكون ما قبل (إلا) معرفة، قال في [معاني القرآن:1/167]: «وإذا كان الذي قبل (إلا) نكرة مع جحد فإنك تتبع ما بعد (إلا) ما قبلها؛ كقولك: ما عندي أحد إلا أخوك».
وفي [التسهيل:ص102]: «ولا يشترط في جواز نصبه تعريف المستثنى منه، خلافا للفراء».
وفي [شرح الكافية للرضي:1/214]: «الفراء يمنع النصب على الاستثناء إذا كان المستثنى منه منكرا، فيوجب البدل في نحو: ما جاءني أحد إلا زيد، ويجيز النصب والإبدال في: ما جاءني القوم إلا زيد وإلا زيدا، ولعله قاسه على الموجب». وانظر [إعراب القرآن للزجاج:862].
جاء نصب المستثنى التام النفي المتصل في قراءة سبعية في قوله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [4: 66].
قرأ ابن عامر {إِلَّا قَلِيلاً} بالنصب، [شرح الشاطبية:ص184] [غيث النفع:ص76] [النشر:2/250]، [الإتحاف:ص194]، [البحر:3/285].
قال الفراء في [معاني القرآن:1/166]: وهي في قراءة أبي {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ}. كأنه نفي الفعل وجعل ما بعد (إلا) كالمنقطع عن أول الكلام؛ كقولك: ما قام القوم اللهم إلا رجلا أو رجلين.
فإذا نويت الانقطاع نصبت، وإذا نويت الاتصال رفعت.
وفي [الكشاف:1/278]: «وقرئ {إِلَّا قَلِيلاً} بالنصب على أصل الاستثناء، أو على: إلا فعلا قليلا».
وفي [البحر:3/285]: «وقول الزمخشري: أو على إلا فعلا قليلا ضعيف؛ لمخالفة مفهوم التأويل قراءة الرفع، ولقوله {مِنْهُمْ}».
وأما قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} [11: 81]..
فقد قرئ برفع التاء في {امْرَأ َتُكَ} ونصبها في السبع: قرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع التاء، والباقون بنصبها، [شرح الشاطبية:ص224]، [غيث النفع:ص130]، [النشر:2/290]، [الإتحاف:ص259]، [البحر:5/248].
وجه الفراء قراءة النصب على أنها منصوبة على الاستثناء، المستثنى منه قوله {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} قال في [معاني القرآن:2/24]: {إِلَّا امْرَأَتَكَ} منصوبة بالاستثناء: فأسر بأهلك إلا امرأتك.
وكذلك فعل المبرد في [المقتضب:4/395- 396] قال:
«ويجوز النصب على غير هذا الوجه [استثناء من ولا يلتفت منكم أحد] وليس بالجيد على ما أعطيتك من أول الباب جودة النصب على قوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ} فلا يجوز إلا النصب على هذا القول لفساد البدل لو قيل: أسر إلا بامرأتك لم يجز».
مثل هذا في [المفصل للزمخشري:1/197]، وقال في [الكشاف:2/227- 228]: «ويجوز أن ينتصب عن {لَا يَلْتَفِتْ} على أصل الاستثناء، وإن كان الفصيح هو البدل... وفي إخراجها مع أهله روايتان: روى أنه أخرجها معهم، وأمر ألا يلتفت منهم أحد إلا هي، فلما سمعتهدّة العذاب التفتت وقالت: يا قوماه، فأدركها حجر فقتلها، وروى أنه أمر أن يخلفها مع قومها، فإن هواها إليهم، فلم تسر، واختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين».
وعرض ابن الحاجب في [شرح كافيته:ص45] لنقد كلام الزمخشري في جعله قراءة النصب مستثناة من {بِأَهْلِكَ} وقراءة الرفع بدل من (أحد) بأن ذلك يؤدي إلى تناقض معنى القراءتين، وذلك أن الاستثناء من {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} يقتضي كونها غير مسرى بها، والإبدال من (أحد) يقتضي كونها مسريا بها؛ لأن الالتفات بعد الإسراء، فتكون مسريا بها، وغير مسرى بها ثم قال: وهو باطل. وإنما يقع في مثل ذلك من يعتقد أن القراءات السبع آحاد ويجوز أن يكون بعضها خطأ فلا يبالي في حمل القراءتين على ما يتناقضان به، فأما من يعتقد الصحة في جميعها فبعيد عن مثل ذلك». وانظر [الرضي:1/214]، [البحر:5/248]، و[العكبري:2/23].
وابن مالك في كتابه [«شواهد التوضيح والتصحيح»:ص42] خرج قراءة الرفع على أنها مبتدأ خبره الجملة بعده؛ دفعا للتناقض بين القراءتين وتبعه على هذا ابن هشام في [المغني:2/153]، وابن القيم في [البدائع:3/65- 66] وانظر [القرطبي:4/3309].
وفي بعض المواقف نجد بعض المعربين يسوى بين الإبدال وبين النصب على الاستثناء فلا يرجح أحدهما على الآخر، وذلك في الأسماء المبنية التي لا تظهر عليها حركة الإعراب:
1- {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [2: 130]. في [العكبري:1/36]: «(من) في موضع نصب على الاستثناء، ويجوز أن يكون رفعا بدلا من الضمير في {يَرْغَبُ} رجح أبو حيان الإبدال، [البحر:1/394]».
2- {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} [37: 8- 10]. في [البحر:7/353] « {إِلَّا مَنْ خَطِفَ}: (من) بدل من الضمير في {لَا يَسَّمَّعُونَ}، ويجوز أن يكون منصوبا على الاستثناء».

* * *
ذكرنا أن جمهور النحويين يرى أن الإبدال في المستثنى التام المنفي المتصل هو الراجح، وأن قراءة سبعية جاءت على غير الراجح وهي قراءة ابن عامر: {ما فعلوه إلا قليلا منهم} أما القراءة السبعية الأخرى في وقوله تعالى: {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} فقد خرجها العلماء على أن المستثنى منه هو قوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} فالاستثناء تام مثبت.
هذا في الاتصال أما في الانقطاع فالمختار هو النصب على الاستثناء، وعلى ذلك جاء القرآن الكريم، لم يقرأ في السبع بالإتباع، وإنما جاء ذلك في الشواذ:
1- {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} [10: 98]. في [البحر:5/192]: ( قَوْمَ) منصوب على الاستثناء المنقطع، وهو قول سيبويه والكسائي والفراء والأخفش، إذ ليسوا مندرجين تحت لفظ (قَرْيَةٌ)، وقرئ بالرفع على البدل عن الجرمي والكسائي، [الكشاف:2/203- 204] قال: «ويجوز أن يكون متصلا والجملة في معنى النفي، كأنه قيل: ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم يونس، وانتصابه على أصل الاستثناء».
والاستثناء عند الفراء منقطع، [معاني القرآن:1/479-480، 167]، انظر [سيبويه:1/366].
2- {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا} [11: 116]. في [البحر:5/271-272]: «استثناء منقطع، أي لكن قليلا ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد في الأرض، وهم قليل بالإضافة إلى جماعاتهم.. وقرأ زيد بن علي {إِلَّا قَلِيلٌ} بالرفع، لحظ أن التحضيض تضمن النفي، فأبدل، كما يبدل في صريح النفي». والاستثناء عند الفراء منقطع، [معاني القرآن:2/30]: قال «ولو كان رفعا كان صوابا». وهو منقطع عند سيبويه أيضًا [1/366].
3- {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ} [92: 19- 20]. في [البحر:8/484]: «وقرأ الجمهور {إِلَّا ابْتِغَاءَ} بنصب الهمزة، وهو استثناء منقطع، لأنه ليس داخلا في {مِنْ نِعْمَة} وقرأ ابن وثاب بالرفع على البدل من موضع «نعمة» لأنه رفع، وهي لغة تميم» وانظر [إعراب ثلاثين سورة:ص115] و[القرطبي:8/7179]، و[العكبري:2/155]، و[المقتضب:4/412- 413].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص251]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الإبدال على الموضع

الإبدال على الموضع

في [سيبويه:1/362]: «وذلك قولك: ما أتاني من أحد إلا زيد، وما رأيت من أحد إلا زيدا، وإنما منعك أن تحمل الكلام على (من) أنه خلف أن تقول: ما أتاني إلا زيد، فلما كان كذلك حمله على الموضع، فجعله بدلا منه..
ومما أجرى على الموضع، لا على ما عمل في الاسم: لا أحد فيها إلا عبد الله، (فلا أحد) في موضع اسم مبتدأ، وهي ها هنا بمنزلة (من أحد) في: ما أتاني» وانظر [المقتضب:4/420-421].
وقال الرضي في [شرح الكافية:1/218]: «اعلم أنه يتعذر البدل على اللفظ في أربعة مواضع:
في المجرور بمن الاستغراقية، والمجرور بالباء المزيدة لتأكيد غير الموجب، نحو: ما زيد، أو ليس زيد، أو هل زيد بشيء، وفي اسم (لا) التبرئة، إذا كان منصوبا، أو مفتوحا، نحو: لا رجل، ولا غلام رجل، وفي الخبر المنصوب بما الحجازية» وانظر [ابن يعيش:2/90-91]، [الهمع:1/224].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص256]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:56 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)

كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)

1- يرى العكبري أن لفظ الجلالة بدل من موضع (لا إله)، لأن موضع (لا) وما عملت فيه رفع بالابتداء، [العكبري:1/40].
2- يرى أبو حيان أن لفظ الجلالة بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف، فإذا قلت: لا رجل إلا زيد فالتقدير: لا رجل كائن أو موجود إلا زيد، كما تقول: ما أحد يقوم إلا زيد، فزيد بدل من الضمير في (يقوم).
ولا يجوز أن يكون خبرا، كما جاز ذلك في قولك: زيد ما العالم إلا هو، لأن (لا) لا تعمل في المعارف، وإن قلنا إن الخبر مرفوع بها، وإن قلنا إن الخبر ليس مرفوعا، بل هو خبر المبتدأ الذي هو (لا) مع اسمها وهو مذهب سيبويه فلا يجوز أن يكون خبرا أيضا لما يلزم عليه من جعل المبتدأ نكرة، والخبر معرفة، وهو عكس ما استقر في لسان العرب، [البحر:1/463]، وقال البطليوسي: «فإن قيل: فما الذي يمنع من أن يكون الموجود في الآية خبر التبرئة ولا يحتاج إلى تكلف هذا الإضمار؟
فالجواب: أن ذلك خطأ من ثلاثة أوجه:
1- أحدها: أن (لا) هذه لا تعمل إلا في النكرات.
2- الثاني: أن ما بعد (إلا) موجب، و (لا) لا تعمل في الموجب إنما تعمل في المنفي.
3- الثالث: أنك لو جعلته خبر التبرئة كنت قد جعلت الاسم نكرة، والخبر معرفة، وهذا عكس ما توجبه صناعة النحو، لأن الحكم في العربية:
إذا اجتمعت معرفة ونكرة أن تكون المعرفة هي الاسم، والنكرة الخبر، فلذلك جعل النحويون الخبر في نحو هذا محذوفا». [الأشباه والنظائر:3/239-240].
وفي [المغني:2/141] «ولم يتكلم الزمخشري في كشافه على المسألة اكتفاء بتأليف مفرد له فيها، وزعم فيه أن الأصل: الله إله، المعرفة مبتدأ، والنكرة خبر على القاعدة، ثم قدم الخبر، ثم أدخل النفي على الخبر، والإيجاب على المبتدأ، وركبت (لا) مع الخبر؛ فيقال له: فما تقول في نحو: لا طالعا جبلا إلا زيد ،لم انتصب خبر المبتدأ؟ فإن قال: إن (لا) عاملة عمل (ليس)، فذلك ممتنع لتقدم الخبر، ولانتقاض النفي، ولتعريف أحد الجزئين».
وقال الرضي: في [شرح الكافية:1/220]: «وأما نحو قولك: لا إله إلا الله، ولا فتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار فالنصب على الاستثناء فيه أضعف منه في نحو: لا أحد فيها إلا زيد، لأن العامل فيه وهو خبر (لا) محذوف، إما قبل الاستثناء وإما بعده، وفي نحو: لا أحد فيها إلا زيد ظاهر وهو خبر (لا)».
وفي [كليات أبي البقاء:ص387]: والأكثر الرفع، والنصب مرجوح، ولم يأت في القرآن غير الرفع.


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص256]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات كلمة التوحيد

آيات كلمة التوحيد

1- {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [37: 35].
2- {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ} [47: 19].

جاء بعد (إلا) الضمير المنفصل المرفوع (هو) في قوله تعالى:
1- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ} [2: 163].
2- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [2: 255].
3- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [3: 2].
4- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [3: 6، 18].
5- {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [3: 18].
6- {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [4: 87، 27: 26، 64: 13].
7- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [6: 102].
8- {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [6: 106].
9- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [7: 158].
10- {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [9: 31].
11- {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [9: 129].
12- {وَأَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [11: 14].
13- {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [13: 30].
14- {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [20: 8].
15- {إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [20: 98].
16- {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [23: 116].
17- {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [28: 70].
18- {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [28: 88].
19- {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [35: 3].
20- {لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [39: 6].
21- {ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [40: 3].
22- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [44: 8].
23- {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ} [59: 22].
24- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [73: 9].

وجاء بعد (إلا) ضمير المتكلم المرفوع (أنا) في قوله تعالى:
1- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} [16: 2].
2- {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [20: 14].
3- {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [21: 25].

وجاء بعد (إلا) ضمير المخاطب المرفوع (أنت) في قوله تعالى:
{فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ} [21: 87].

وجاء بعد (إلا) اسم الموصول (الذي) في قوله تعالى:
{آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [10: 90].

* * *
ومن شواهد الإبدال على الموضع قوله تعالى:
1- {وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ} [3: 62]. يرى أبو حيان أن خبر المبتدأ محذوف «ولفظ الجلالة يدل على الموضع ولا يجوز أن يكون بدلا على اللفظ، لأن (من) لا تزاد في الإيجاب ثم قال: «ويجوز في العربية في نحو هذا التركيب نصب ما بعد (إلا)؛ نحو: ما من شجاع إلا زيدا، ولم يقرأ بالنصب في الآية، وإن كان جائزا في العربية». [البحر:2/482] ويرى العكبري أن لفظ الجلالة خبر (إله) [1/78].
ونقل الجمل الإعرابين عن [السمين:1/284].
2- {وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ} [5: 73]. جعل العكبري (إله واحد) بدلا من (إله) ثم قال: ولو قرئ بالجر بدلا من لفظ (إله) كان جائزا في العربية.[1/125].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص258]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء التام المنفي مع الاستفهام

الاستثناء التام المنفي مع الاستفهام

جاء في قوله تعالى:
1- {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [2: 130].
2- {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [3: 135].
3- {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [15: 56].
4- {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [10: 32].
الاستفهام في هذه الآيات للإنكار، فهو بمعنى النفي، والكلام تام منفي، وأبدل المستثنى من المستثنى منه، وهو الضمير الراجح إلى اسم الاستفهام على ما هو الراجح من الإبدال.
انظر [الكشاف:1/95]، [العكبري:1/36، 84]، [البحر:1/394، 3/59، 5/154].
وجاء بعد (كيف) في قوله تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [9: 7]. [البحر:5/12].
«لما كان الاستفهام معناه النفي صلح مجيء الاستثناء، وهو متصل، وقيل: منقطع.. قال الحوفي: ويجوز أن يكون (الذين) في موضع جر على البدل من المشركين، لأن معنى ما تقدم النفي...».
جاءت (إلا) بعد (كيف) في قول أبي الأسود الدؤلي:
يصيب فما يدري، ويخطئ وما دري.......فكيف يكون النوك إلا كذلكا
[ديوانه:ص47]، وفي قول محمود عبد الوراق:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة.......على له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله.......وإن طـــالت الأيام واتســـع العمر
والاستثناء في الشعر مفرغ.

* * *
جاء الاستثناء التام المنفي بعد (لا) النافية الداخلة على المضارع في قوله تعالى:
1- {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [2: 78].
2- {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} [2: 150].
3- {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [2: 255].
4- {فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [4: 46، 155].
5- {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [4: 148].
6- {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} [6: 145].
7- {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [7: 188].
8- {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [10: 49].
9- {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا * إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [17: 86- 87].
10- {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا} [19: 62].
11- {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا} [19: 87].
12- {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [26: 88- 89].
13- {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [27: 65].
14- {وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [33: 39].
15- {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} [37: 8-10].
16- {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ} [43: 86].
17- {لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [44: 41- 42].
18- {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ} [44: 56].
19- {بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [48: 15].
20- {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [56: 25- 26].
21- {فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ} [72: 26- 27].
22- {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [78: 24- 25].
23- {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ} [78: 38].

* * *
وجاء الاستثناء التام المنفي بعد (ما) النافية في قوله:
1- {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [4: 66].
2- {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} [4: 157].
3- {مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا} [12: 68].
4- {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [14: 22].
5- {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} [25: 57].
6- {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [37: 162- 163].
7- {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ} [92: 19-20].

* * *
وجاء الاستثناء التام المنفي بعد (لن) في قوله تعالى:
1- {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا} [4: 145-146].
2- {وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ} [72: 22-23].

وجاء الاستثناء التام المنفي بعد (لم) في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [24: 6].

وجاء الاستثناء التام بعد النهي في قوله تعالى:
1- {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [4: 29].
2- {وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [4: 89-90].
3- {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} [11: 81].
4- {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [29: 46].

* * *
وجاء الاستثناء التام المنفي بعد (ليس) في قوله تعالى:
1- {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [58: 10].
2- {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} [88: 6].
3- {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ} [88: 22-23].

* * *
جاء في القرآن تكرير حرف الجر مع المستثنى في إبداله من المستثنى منه المجرور، وذلك في قوله تعالى:
{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [2: 255].
وفي [البحر:2/279] «صار تعلق حرفي جر من جنس واحد بعامل واحد لأن ذلك على طريق البدل».
* * *
لابد أن تتقدم (إلا) الاستثنائية في الاستثناء التام جملة تامة، فإذا ذكر جزء الجملة وحده قدر جزؤها الآخر، كما في قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [16: 106]، إذا جعلت (من) مبتدأ في {مَنْ كَفَرَ} فلابد من تقدير الخبر، سواء كانت (من) موصولة أو شرطية، أي فعليهم غضب من الله، قال أبو حيان في [البحر:5/540]: «والذي تقتضيه فصاحة الكلام جعل الجمل كلها مستقلة، لا ترتبط بما قبلها من حيث الإعراب، بل من حيث المعنى».
وأجاز الزمخشري وأبو البقاء أن تكون (من) بدلا مما قبلها، [الكشاف:2/245]، [العكبري:2/40].

[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص260]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء المفرغ

الاستثناء المفرغ

يرى النحويون أن الاستثناء المفرغ لا يأتي بعد الإيجاب، وإنما اشترطوا له تقدم نفي أو شبهه، وعللوا ذلك بأن وقوع المفرغ بعد الإيجاب يتضمن المحال أو الكذب، ونذكر طرفا من أحاديثهم.
في [معاني القرآن للفراء:1/433] «ولولا الجحد.. لم تجز دخول (إلا) كما أنك لا تقول: ضربت إلا أخاك، ولا ذهب إلا أخوك».
وفي [المقتضب:4/389] «والاستثناء على وجهين:
أحدهما: أن يكون الكلام محمولا على ما كان عليه قبل دخول الاستثناء وذلك قولك: ما جاءني إلا زيد، وما ضربت إلا زيدا، وما مررت إلا بزيد فإنما يجري هذا على قولك؛ جاءني زيد، ورأيت زيدا، ومررت بزيد... وإنما احتجت إلى النفي والاستثناء؛ لأنك إذا قلت: جاءني زيد فقد يجوز أن يكون معه غيره، فإذا قلت: ما جاءني إلا زيد نفيت المجيء كله إلا مجيئه، وكذلك جميع ما ذكرنا». وانظر [سيبويه:1/360].
وفي [التسهيل لابن مالك:ص101]: «وله بعد (إلا) من الإعراب إن ترك المستثنى منه وفرغ العامل له ما له مع عدمها، ولا يفعل ذلك دون نهي أو نفي صريح أو مؤول..».
وقال [ابن الحاجب في كافيته:ص45-46]: «وهو في غير الموجب ليفيد وقال في شرحها: «وهو في غير الموجب ليفيد، مثل ما ضربني إلا زيد، هذا هو الكثير في هذا الباب؛ لأن المستثنى منه محذوف، ولابد من تقديره معنى، وإنما يقدر عاما من جنس المستثنى، وهذا التقدير إنما يستقيم مع النفي، ألا ترى أنك إذا قلت: ما ضربني إلا زيد استقام تقدير: ما ضربني أحد ولو قلت: ضربني إلا زيد لم يستقم فيه مثل ذلك بوجه».
وفي [ابن يعيش:2/82] «والذي يؤيد ذلك عندك أنك تقول: ما زيد إلا قائم، نفيت عنه القعود والاضطجاع، وأثبت له القيام، ولا تقول: زيد إلا قائم، فتوجب له كل حال إلا القيام، إذ من المحال اجتماع القعود والاضطجاع».
وقال الرضي [«في شرح الكافية»:1/217]: «قد تقدم أنك لو قلت: قام إلا زيد لكان المعنى: قام جميع الناس إلا زيد، وهو بعيد، وقرينة تخصيص جماعة من الناس من جملتهم زيد منتفية في الأغلب، فامتنع الاستثناء المفرغ في الإيجاب الموجب». وانظر [ص215من شرح الرضي] أيضًا.
وفي [«التصريح»:1/358]: «ولا يتأتى التفريغ في الإيجاب، لأنه يؤدي إلى الاستبعاد، لا تقول: رأيت إلا زيدا، لأنه يلزم منه أنك رأيت جميع الناس إلا زيدا، وذلك محال عادة».
وفي [الهمع:1/223]: «والجمهور على منعه، لأنه يلزم منه الكذب، إذ تقديره: ثبوت القيام والضرب والمرور بجميع الناس إلا زيدا، وهو غير جائز، بخلاف النفي فإنه جائز».

* * *
خالف ابن الحاجب الجمهور فانفرد بالقول بجواز مجيء الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب وذلك في الفضلات بشرط الإفادة، ومثل لذلك بقوله: قرأت إلا يوم كذا، وبين الإفادة في هذا المثال بقوله في [شرح الكافية:ص46].
«لأنه يجوز أن يقرأ الأيام كلها إلا يوما، بخلاف ضربني إلا زيد، فإنه لا يستقيم أن يضربه كل أحد ويستثنى زيدا».
وبين الإفادة العصام بقوله في [شرح الكافية:ص145]: «في مقام بيان أيام أسبوعك أو شهرك أو سنتك».

* * *
أحصيت آيات الاستثناء في القرآن الكريم، وكان من ثمرة هذا الاستقراء أن وجدت آيات كثيرة جاء فيها الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب، وبعض هذه الآيات جاء الإثبات فيها مؤكدا مما يبعد تأويل هذا الإثبات بنفي، مثل قوله تعالى:
1- {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [2: 45].
2- {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [2: 143].
3- {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} [12: 66].
فهذا الإثبات المؤكد بإن واللام، أو بالقسم ونون التوكيد لا يسوغ حمله على معنى النفي، فإننا لو سلكنا هذا الطريق وسوغنا هذا التأويل ما وجدنا في لغة العرب إثباتا يستعصى على تأويله بالنفي؛ لذلك لا استسيغ تأويل ابن هشام في [المغني:2/189]، والزركشي في [البرهان:4/240] تأولا قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} بقولهما: إنها لا تسهل وكذلك تأويل الزمخشري قوله تعالى: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ} بقوله: لا تمتنعون من الإتيان.
وخير ما يرد به مثل هذا التأويل ما قاله أبو حيان في [البحر:1/287] في الرد على من أول قوله تعالى: {تَوَلَّيْتُمْ} [2: 83] بقوله: لم يفوا، قال:
«فليس بشيء، لأن كل موجب إذا أخذت في نفي نقيضه، أو ضده كذلك فليجز: قام القوم إلا زيد، لأنه يؤول بقولك: لم يجلسوا إلا زيد ومع ذلك لم تعتبر العرب هذا التأويل، فتبنى عليه كلامها».
وقال الرضي في [شرح الكافية:1/213]: «وتأويل النفي في غير الألفاظ المذكورة (أبي، قل، أقل) نادر... ولا يجوز: مات الناس إلا زيد، لم يعش الناس إلا زيد».

* * *
ومما يتصل بهذا النحويين منعوا أن يجئ الاستثناء المفرغ بعد (ما زال وأخواتها) لأن نفيها إيجاب.
قال ابن الحاجب في [كافيته:ص46]: «ومن ثم لم يجز ما زال زيد إلا عالما وقال في شرحها «لأن معنى (ما زال): ثبت، فصار استثناء مفرغا في الواجب فلا يستقيم المعنى فيه، ثم لو سلم أنه يجوز الاستثناء المفرغ في الواجب فإنه لا يستقيم ها هنا، لأن وضع (ما زال) لإثبات ما انتصب بها، و (لا) بعد الإثبات للنفي فيما بعدها، وهو خبر (ما زال) فيصير هذا المنصوب مثبتا، لكونه خبر لما زال، منفيا لوقوعه بعد (إلا) بعد الإثبات، فيصير منفيا مثبتا في حالة واحدة، وهو محال».
وفي الموشح للمرزباني: «عن المازني: قال: حدثنا الأصمعي: قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: أخطأ ذو الرمة في قوله:
حراجيج ما تنفك إلا مناخة.......على الخسف أو ترمى بها بلدا قفرا
في إدخال (إلا) بعد قوله: (ما تنفعك) قال الفضل بن الحباب: لا يقال: ما زال زيد إلا قائما».
قال الصولي: وسمعت أحمد بن يحي يقول: لا تدخل مع (ما ينفك، وما يزال) (إلا)، لأن (ما) مع هذه الحروف خبر وليست بجحد» [ص182] يريد أن (ما) نافية، و (أنفك، زال) بمعنى النفي، ونفي النفي إثبات.
وقال الرضي في [شرح الكافية:1/217-218]: «أي ومن جهة أن المفرغ إنما يجئ في غير الموجب امتنع: ما زال زيد إلا عالما، لأن (ما زال) موجب، إذ النفي إذا دخل على النفي أفاد الإيجاب الدائم.. فيكون المعنى دام زيد على جميع الصفات إلا على صفة العلم، وهو محال».
وأقول: إن هذا المحال في نظر ابن الحاجب والرضي قد جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [9: 110]. ويؤسفني أن أقول: إن المفسرين والمعربين لاذوا بالصمت هنا فلم يتكلم أحد منهم على هذا الاستثناء الكشاف، العكبري، وأبو حيان البيان، وإنما تكلم أبو السعود والجمل بما لا غناء فيه.

* * *
كان يجمل بابن الحاجب الذي أجاز وقوع الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب في الفضلات وشرط له الإفادة أن يحتكم إلى أسلوب القرآن الكريم ويستشهد بما جاء به، فلا يمثل بهذا المثال الهزيل: قرأت إلا يوم كذا، ومن أين جاءت الفائدة إلى هذا المثال؟ وهل من المستطاع أن يقرأ الإنسان في جميع أيامه حتى وهو طفل رضيع؟ أليس هذا من الكذب الذي منعوا وقوع المفرغ بعد الإيجاب بسببه؟
وتخصيص العصام الأيام بأسبوع أو شهر أو سنة ليس عليه دليل في الكلام.
ولو اعتبرنا مثل هذا التخصيص مسوغا لجاز نحو: ضربني إلا زيد وتريد بالضاربين جماعة معينة (أخوتك، أبناءك) وهو ما منعه ابن الحاجب.
قال الرضي[1/217]: «وقرينة تخصص جماعة من الناس من جملتهم زيد منتفية في الأغلب».
وشتان ما بين الإفادة في مثال ابن الحاجب وبين الإفادة في قوله تعالى:
1- {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [2: 45].
2- {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}[2: 143].
3- {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} [2: 237].
4- {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} [3: 112].
5- {وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} [4: 92].
6- {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} [8: 16].
7- {فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [8: 72].
8- {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [9: 110].
9- {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} [12: 66].
10- {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [22: 65].
11- {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ} [23: 5-6].
12- {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا} [33: 6].
13- {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ} [70: 29-30].
14- {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [12: 53].
على أن (ما) ظرفية.

[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص264]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي رأي أبي حيان في آيات الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب

رأي أبي حيان في آيات الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب

أبو حيان ممن منع أن يجئ الاستثناء المفرع بعد الإيجاب قال في [البحر:4/475] «وحكم الواجب لا تدخل (لا) فيه، لا في المفعول، ولا في غيره من الفضلات، لأنه يكون استثناء مفرغا، والاستثناء المفرغ لا يكون في الواجب، لو قلت: ضربت إلا زيدا، وقمت إلا ضاحكا لم يصح، والاستثناء المفرغ لا يكون إلا مع النفي أو النهي أو المؤول بهما». وانظر [البحر1/425، 5/33].
وإذا كان هذا رأي أبي حيان فكيف وجه الآيات السابقة؟
ذكر أبو حيان أن الفراء يجيز أن يعامل الاستثناء المفرغ معاملة الاستثناء التام الذي ذكر فيه المستثنى منه، فيجيز في نحو: ما قام إلا زيد نصب (زيد) على مراعاة المستثنى منه فيعامل معاملة: ما قام أحد إلا زيد. [البحر:1/323، 350].
وكذلك عبر الرضي عن رأي الفراء [«شرح الكافية»:1/217] ونسبه السيوطي إلى الكسائي في [الهمع:1/223].
قال في [البحر:4/475]: «والاستثناء المفرغ لا يكون إلا مع النفي، أو النهي، أو المؤول بهما، فإن جاء ما ظاهره خلاف ذلك قدر عموم قبل (إلا) حتى يصح الاستثناء من ذلك العموم؛ فلا يكون استثناء مفرغا».
وقال في [البحر:1/425] عن قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [2: 143]. «{إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} هذا استثناء من المستثنى منه المحذوف؛ إذ التقدير: وإن كانت لكبيرة على الناس إلا على الذين هدى الله، ولا يقال في هذا إنه استثناء مفرغ؛ لأنه لم يسبقه نفي أو شبهه، إنما سبقه إيجاب».
وقال في قوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} [8: 16].
«وفي الحقيقة هو استثناء من حال محذوفة والتقدير ومن يولهم ملتبسا بآية حالة إلا في حال كذا، وإن لم يقدر حال غاية محذوفة لم يصح دخول (إلا)؛ لأن الشرط عندهم واجب، وحكم الواجب لا تدخل فيه (إلا)، لا في المفعول ولا في غيره من الفضلات، لأنه يكون استثناء مفرغا، والاستثناء المفرغ لا يكون في الواجب» [البحر:4/475].
وسلك أبو حيان هذا التأويل في الاستثناء المفرغ بعد (أبي، ويأبى) وإن كان جمهور النحويين أجاز الاستثناء المفرغ بعد هذا المفعول لظهور تأويله بالنفي {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [9: 32].
في [البحر:5/33] «مجئ (إلا) بعد (يأبى) يدل على مستثنى منه محذوف لأنه فعل موجب، والموجب لا تدخل عليه (إلا) لا تقول: كرهت إلا زيدا وتقدير المستثنى منه: ويأبى الله كل شيء إلا أن يتم نوره، قاله الزجاج».
أبو حيان لا يسمى هذا استثناء مفرغا، ولكنه سماه استثناء مفرغا في قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [2: 45]. قال في [البحر:1/185] «استثناء مفرغ، لأن المعنى: وإنها لكبيرة على كل أحد إلا على الخاشعين». وقال في قوله تعالى: {وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [2: 99].
«استثناء مفرغ، إذ تقديره: وما يكفر بها أحد..، ويجوز في مذهب الفراء أن ينصب في نحو من هذا الاستثناء، فأجاز: ما قام إلا زيدا على مراعاة ذلك المحذوف، إذ لو كان لم يحذف لجاز النصب، ولا يجيز ذلك البصريون». [البحر:1/323].
وقال في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ} [2: 111]. «وهو من الاستثناء المفرغ، والمعنى: لن يدخل الجنة أحد إلا من، ويجوز أن تكون على مذهب الفراء بدلا، أو يكون منصوبا على الاستثناء، إذ يجيز أن يراعى لذلك المحذوف، ويجعله هو الفاعل ويحذفه، وهو لو كان ملفوظا به لجاز البدل والنصب على الاستثناء، فكذلك إذا كان محذوفا» [البحر:1/350].
وقد ناقض أبو حيان نفسه في قوله تعالى: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} [12: 66]. فقد أول الفعل المثبت بفعل منفي في هذه الآية على حين أنه منع من ذلك في قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ} [2: 83].
قال في [البحر:5/324-325]: عن الآية الأولى: «وهذا الاستثناء من المفعول من أجله مراعى في قوله {لَتَأْتُنَّنِي} وإن كان مثبتا معنى النفي، لأن المعنى: لا تمتنعون من الإتيان به لشيء من الأشياء إلا لأن يحاط بكم».
وقد ذكرنا اعتراضه على تأويل الفعل المثبت بفعل منفي فيما سبق وانظر [البحر:1/287].
ولما كان تأويل الفعل {لَتَأْتُنَّنِي} بفعل منفي هو رأي الزمخشري في الكشاف في هذه الآية ذكر أبو حيان: تخريجا آخر لهذه الآية مع بقاء الاستثناء مفرغا، ومن غير تقدير للمستثنى منه: جعل المصدر المؤول من أن والفعل منصوبا على الظرفية الزمانية، كما يقع كذلك المصدر الصريح، وذكر أن هذا رأي ابن جني، قال في [البحر:5/325]: «فعلى ما أجازه ابن جني يجوز أن تخرج الآية، ويبقى {لَتَأْتُنَّنِي بِه} على ظاهره من الإثبات، ولا يقدر فيه معنى النفي».
وعجيب أمر أبي حيان: أجاز هنا إعراب المصدر المؤول ظرف زمان لأن الزمخشري لم يذكر هذا الوجه على حين أنه منع هذا الإعراب في آية أخرى لأن الزمخشري قال به، قال في [البحر:3/323-324]: وكلا تخريجي (الزمخشري) خطأ، أما جعل (أن) وما بعدها ظرفا فلا يجوز نص النحويون على ذلك، وأنه مما انفردت به (ما) المصدرية، ومنعوا أن نقول: أجيئك أن يصيح الديك، تريد وقت صياح الديك» انظر [الكشاف:1/290].
وتسائل أبا حيان: إن الاستثناء مفرغ على التخريجين، مفرغ من أعم العلل أو مفرغ من أعم الأزمنة، فلماذا يبقى الفعل {لَتَأْتُنَّنِي} على إثباته إن جعل المصدر المؤول ظرف زمان، ويؤول بالنفي إن جعل المصدر مفعولا لأجله؟
ونجد أبا حيان في آيات من الاستثناء المفرغ بعد الإثبات لا يتحدث عن الاستثناء لا يعرض لتأويل الفعل المثبت بفعل منفي ولا يقدر المستثنى منه كما في هذه الآيات:
1- {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [8: 72]. انظر [البحر:4/521-522]، و[النهر:ص522].
2- {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [9: 110]. لم يتحدث عن الاستثناء، [البحر:5/101].
3- {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ} [23: 5-6].
عرض لتوجيهات الزمخشري ومن بينها تأويل الفعل المثبت بفعل منفي ثم قال: وهذه التي ذكرها وجوه متكلفة ظاهر فيها العجمة»، [البحر:6/396] ولم يبين لنا الوجه الصحيح.


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص269]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي ما قاله المعربون والمفسرون في آيات الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب

ما قاله المعربون والمفسرون في آيات الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب

1- {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [2: 45].
في [البحر:1/185] «استثناء مفرغ، لأن المعنى: وإنها لكبيرة على كل أحد إلا على الخاشعين».
وفي [المغني:2/189] «وقع الاستثناء المفرغ في الإيجاب في نحو: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}و {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} [9: 32] لما كان المعنى: وإنها لا تسهل إلا على الخاشعين، ولا يريد الله إلا أن يتم نوره».وانظر [البرهان:4/240].
2- {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [2: 143].
في [البحر:1/425] «هذا استثناء من المستثنى منه المحذوف، إذ التقدير، وإنها لكبيرة على الناس إلا على الذين هدى الله، ولا يقال في هذا: إنه استثناء مفرغ، لأنه لم يسبقه نفي أو شبهه، إنما سبقه إيجاب» وانظر [النهر:ص425].
وفي [الجمل:1/117]: «الكلام، وإن كان موجبا لفظا فإنه في معنى النفي، إذا المعنى: إنها لا تخف ولا تسهل إلا على الذين، وهذا التأويل بعينه قد ذكروه في قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}».
3- {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} [2: 237].
في [القرطبي:2/1013-1014]: «استثناء منقطع، لأن عفوهن عن النصف ليس من جنس أخذهن».
وفي [البحر:2/235]: «بل استثناء متصل، لكنه من الأحوال، لأن قوله: {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} معناه: عليكم نصف ما فرضتم في كل حال إلا في حال عفوهن عنكم، فلا يجب.. وكونه استثناء من الأحوال ظاهر، ونظيره: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}، إلا أن سيبويه منع أن تقع (أن) وصلتها حالا، فعلى قول سيبويه يكون {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} استثناء منقطعا».
وفي [أبي السعود:1/178]: «استثناء مفرغ من أعم الأحوال».
4- {وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} [4: 92].
في [الكشاف:1/290]: «فإن قلت: بم تعلق {أَنْ يَصَّدَّقُوا} وما محله؟ قلت: تعلق بعليه، أو بمسلمة، كأنه قيل: وتجب عليه الدية، أو يسلمها إلا حين يتصدقون عليه، ومحلها النصب على الظرف، بتقدير حذف الزمان، كقولهم: اجلس ما دام زيد جالسا».
ويجوز أن يكون حالا من (أَهْلِهِ)، بمعنى إلا متصدقين».
وفي [العكبري:1/107]: «قيل: هو استثناء منقطع، وقيل: هو متصل، والمعنى فعليه دية في كل حال إلا في حال التصدق عليه بها».
وفي [البحر:3/323-324] خطأ الزمخشري ثم قال: فعلى هذا الذي قررناه يكون استثناء منقطعا هو الصواب».
5- {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} [8: 16].
وفي [الكشاف:2/119]: «انتصب {مُتَحَرِّفًا} على الحال (إلا) لغو، أو على الاستثناء من المولين، أي ومن يولهم إلا رجلا منهم متحرفا أو متحيزا».
وفي [العكبري:2/3] «حالان من ضمير الفاعل في {يولهم}».
وفي [البحر:4/475]: «انتصب {مُتَحَرِّفًا} و {مُتَحَيِّزًا} على الحال من الضمير المستكن في {يُوَلِّهِمْ} العائد على (من)..»
وفي الحقيقة هو استثناء من حال محذوف، والتقدير، ومن يولهم ملتبسا بأية حالة إلا في حال كذا، وإن لم يقدر حال غاية محذوفة لم يصح دخول (إلا)، لأن الشرط عندهم واجب، وحكم الواجب لا تدخل (إلا) فيه، لا في المفعول ولا في غيره من الفضلات، لأنه يكون استثناء مفرغا، والاستثناء المفرغ لا يكون في الواجب، لو قلت: ضربت إلا زيدا، وقمت إلا ضاحكا لم يصح، والاستثناء المفرغ لا يكون إلا مع النفي، أو النهي أو المؤول بهما، فإن جاء ما ظاهره خلاف ذلك قدر عموم قبل (إلا) حتى يصح الاستثناء من ذلك العموم، فلا يكون استثناء مفرغا».
وفي [حاشية الصبان:2/26] «شرط في معنى النهي، أي لا تولوا الأدبار إلا متحرفين».
6- {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [8: 72]. لم يعرض أحد للحديث عن الاستثناء هنا من المعربين والمفسرين.
7- {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} [9: 32].
أول الفعل {يَأْبَى} بفعل منفي الزمخشري، [الكشاف:2/149]، و[العكبري:2/8]، والفراء في [معاني القرآن:1/433-434]، وقدر أبو حيان المستثنى منه محذوفا، [البحر:5/33].
8- {فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [25: 50].
9- {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا} [17: 99].
10- {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [9: 110].
لم يتكلم الزمخشري، والقرطبي، والأنباري، والعكبري، وأبو حيان عن الاستثناء هنا.
وفي تفسير [أبي السعود:2/297] «استثناء من أعم الأوقات، أو من أعم الأحوال، ومحله النصب على الظرفية أو على الحالية، أي لا يزال بنيانهم ريبة في كل وقت من الأوقات، أو في كل حال من الأحوال إلا وقت تقطع قلوبهم أو حال تقطع قلوبهم» وانظر [الجمل:2/315].
رد أبو حيان على الزمخشري إعرابه المصدر المؤول ظرفا أو حالا، [البحر:3/323-324].
الاستثناء هنا مفرغ فكيف وقع بعد {لَا يَزَالُ} التي تفيد الإثبات والتي نص النحويون على أنه لا يقع الاستثناء المفرغ بعد (ما زال) وأخواتها، هذا ما لم يعرض له أحد من المعربين والمفسرين، وقد قال ابن الحاجب والرضي: إن وقوع (إلا) بعد (ما زال) وأخواتها محال.
11- {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [12: 53].
في [الكشاف:2/262]: «ويجوز أن يكون {مَا رَحِمَ رَبِّي} في معنى الزمان، أي إلا وقت رحمة ربي، يعني أنها أمارة بالسوء في كل وقت وأوان إلا وقت العصمة، ويجوز أن يكون استثناء منقطعا، أي ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة».
وفي [البحر:5/318]: «ويجوز أن يكون مستثنى من مفعول {أَمَّارَةٌ} المحذوف؛ إذ التقدير لأمارة بالسوء صاحبها إلا الذي رحمه ربي فلا تأمره بالسوء، وجوزوا أن يكون مستثنى من ظرف الزمان المفهوم عمومه مما قبل الاستثناء و (ما) ظرفية».
12- {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} [12: 66].
في [الكشاف:2/266]: «إن قلت: أخبرني عن حقيقة هذا الاستثناء فيه إشكال! قلت: {أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} مفعول له، والكلام المثبت الذي هو قوله: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ} في تأويل النفي، معناه: لا تمتنعون من الإتيان به إلا للإحاطة بكم، أن لا تمتنعون لعلة من العلل إلا لعلة واحدة، وهي أن يحاط بكم، فهو استثناء من أعم العلل في المفعول له، والاستثناء من أعم العلل لا يكون إلا في النفي وحده؛ فلابد من تأويله بالنفي، ونظيره من الإثبات المتأول بمعنى النفي قولهم: أقسمت بالله لما فعلت، وإلا فعلت، تريد: ما أطلب منك إلا الفعل».
وفي [العكبري:2/29]: «هو استثناء من غير الجنس، ويجوز أن يكون من الجنس، ويكون التقدير: لتأتنني به على كل حال إلا حال الإحاطة بكم».
وفي [القرطبي:4/3454]: «قال الزجاج وهو في موضع نصب».
وانظر [تفسير الطبري:5/247]، [البحر:5/314-325]، و[أبي السعود:3/81]، [الجمل:2/46].
13- {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [22: 65].
في [البحر:6/377]: «{إِلَّا بِإِذْنِهِ} متعلق بأن تقع، أي إلا بإذنه تقع».
وفي [الجمل:3/179]: «الظاهر أنه استثناء مفرغ من أعم الأحوال، وهو لا يقع في الكلام الموجب، إلا أن قوله: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} في قوة النفي، أي لا يتركها تقع في حالة من الأحوال إلا في حالة كونها ملتبسة بمشيئة الله، فالباء للملابسة».
14- {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [23: 5-6].
في [الكشاف:3/43] «في موضع الحال.. والمعنى: أنهم لفروجهم حافظون في كافة الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم، أو تعلق (على) بمحذوف يدل عليه {غَيْرُ مَلُومِينَ}، كأنه قيل : يلامون إلا على أزواجهم ... أو نجعله صلة {الحافظين} من قولك: أحفظ على عنان فرسي، على تضمينه معنى النفي؛ كما ضمن قولهم: ناشدتك بالله إلا فعلت معنى، ما طلبت منك إلا فعلك».
وفي [البحر:6/396] «والأولى أن يكون من باب التضمين، ضمن {حَافِظُونَ} معنى (ممسكون) أو قاصرون، وكلاهما يتعدى بعلى».
ثم ذكر الزمخشري وعقب عليه بقوله: وهذه التي ذكرها وجوه متكلفة ظاهر فيها العجمة»، وانظر [العكبري:2/77]، [الجمل:3/185].
15- {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ} [70: 29-30].
16- {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا} [33: 6].
في [الكشاف:3/228] «فإن قلت: مم استثنى {أَنْ تَفْعَلُوا}؟».
قلت: من أعم العام في معنى النفع والإحسان؛ كما تقول، القريب أولى من الأجنبي إلا في الوصية».
وفي [العكبري:2/99] «استثناء من غير الجنس».
وفي [البحر:7/213] «هذا الاستثناء في قوله {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا} هو مما يفهم من الكلام، أي وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في النفع بميراث وغيره».
وفي [الجمل:3/422] «في السمين، هذا استثناء من غير الجنس، وهو مستثنى من معنى الكلام وفحواه، إذ التقدير، وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في الإرث وغيره، لكن إذا فعلتم من غيرهم من أوليائكم خيرا كان لكم ذلك».
وانظر [أبو السعود:4، 203].
17- {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} [3: 112].
في [الكشاف:1، 210]، «{إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} في محل النصب على الحال بتقدير: إلا معتصمين، أو متمسكين، أو متلبسين بحبل من الله، وهو استثناء من أعم عام الأحوال، والمعنى: ضربت عليهم الذلة في عامة الأحوال إلا في حال اعتصامهم بحبل من الله وحبل من الناس».
وفي [العكبري:1/82] «في موضع النصب على الحال».
وفي [معاني القرآن للفراء:1/230]: «إلا أن يعتصموا فأضمر ذلك».
وفي [القرطبي:2/1416] «استثناء منقطع ليس من الأول، أي لكنهم يعتصمون بحبل من الله». وانظر [البحر:3/31-32]، [الجمل:1/305].
18- {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} [12: 79].
في [معاني القرآن للفراء:1/434] «والعرب تقول: أعوذ بالله إلا منك ومن مثلك؛ لأن الاستعاذة كقولك، اللهم لا تفعل ذا بي».
ونجد كذلك الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب جاء في نثر العرب وشعرهم:
1- جعل أبو دجانة يتبختر بين الصفين فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين رآه: «إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في هذا الموطن» [نهاية الأرب:17/87].
2- تثـاقلت إلا عن يـد أستفيـدها ..... وخـلة ذي ود أشـد به أزري
[الحماسة:3/164]
3- تـمت عبيدة إلا من مـحاسنها . .... والملح منها مكان الشمس والقمر
[الحماسة:4/463].
4- ألا قـد أرى إلا بثيـنة ها هنـا ..... لنا بعد ذا المصطـاف والمتـربع
جميل، [ديوانه:39]. بيروت سنة 1934.
ألا قـد أرى إلا بثيـنة للقـلـب ... .. بوادي بدي لا بجسمي ولا شغب
جميل، [ديوانه:143].
5- فلو كانت العنقاء منك تطيـر بي .... لخـلتك إلا أن تصـد تـرانـي
النميري [مهذب الأغاني:4/151].
6- أنا ابن عقفان معروفا له نسـبي .. ... إلا بـما شاركت أم على ولـد
أرطاة بن سهية [المهذب:4/89].
7- كبـرى وفارقـني الأقربـون ..... وأيقـنـت النفـس إلا خلـودا
عمرو بن قميئة. [حماسه البحتري:ص153].
8- صحا القلب إلا من ظعائن فاتني..... بـهن أميـر مستـبد فأصـعدا
الأخطل. [ديوانه:85].
9- لا بارك الله فيمن كان يحسبكم . .... إلا على العهد حتى كان ما كانا
قيس بن ذريح [المهذب:6/60]، وهو في [ديوان جرير] أيضا.
10- والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة .. ... من قال غير الذي قد قلته كذبا
أبو أذينة [نهاية الأرب:15/320].
11- فلما أن فقـدت بني سعـيد .. ... فقـدت الـود إلا باللـسـان
[الأمالي:1/23].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص273]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة