العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 105 إلى 175]

{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم نوحٍ المرسلين} [الشعراء: 105]، يعني: نوحًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كذّبت قوم نوحٍ} قوم يذكر ويؤنث).
[مجاز القرآن: 2/87]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم نوح المرسلين}
دخلت التاء وقوم نوح مذكرون، لأن المعنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، ويجوز أن يكونوا كذبوا نوحا وحده، ومن كذب رسولا واحدا من رسل اللّه فقد كذّب الجماعة وخالفها، لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل، وجائز أن يكون كذبت جميع الرسل). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم نوحٌ} [الشعراء: 106] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 106] يقول: ألا تخشون اللّه، وهو تفسير السّدّيّ، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتّقون}

وقيل (أخوهم) لأنه منهم، وكل رسول يأتي بلسان قومه ليوضع لهم الحجة ويكون أبين لهم). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إذ قال لهم أخوهم نوح} سمعت الإمامين يقولان: أخوهم في النسب، ليس في الدين). [ياقوتة الصراط: 386]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 107] على ما جئتكم به). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه} [الشعراء: 109] على ما جئتكم به من الهدى.
{من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 109] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {109} فاتّقوا اللّه وأطيعون {110}). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا أنؤمن لك} [الشعراء: 111] أنصدّقك.
{واتّبعك الأرذلون} [الشعراء: 111] قال قتادة: سفلة النّاس وأراذلهم، أي: وسقطهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واتّبعك الأرذلون...}

وذكر أن بعض القراء قرأ: وأتباعك الأرذلون ولكنّي لم أجده عن القراء المعروفين وهو وجه حسنٌ). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون}
ويقرأ (وأتباعك الأرذلون*، وهي في العربية جيّدة قويّة لأن واو الحال تصحب الأسماء أكثر في العربية، لأنك تقول: جئتك وأصحابك الزيدون، ويجوز: وصحبك الزيدون،
والأكثر جئتك وقد صحبك الزيدون، وقيل في قوله: الأرذلون: نسبوهم إلى الحياكة والحجامة، والصناعات لا تضرّ في باب الدّيانات). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقرأ يعقوب وغيره (قالوا أنؤمن لك وأتباعك الأرذلون)
وهي قراءة حسنة وهذه الواو أكثر ما يتبعها الأسماء والأفعال بعد وأتباع جمع تبع وتبع يكون للواحد والجميع قال الشاعر:

له تبع قد يعلم الناس أنه = على من تدانى صيف وربيع
وقيل إنما أرادوا أن أتباعك الحجامون والحاكة والصناعات ليست بضارة في الدين
وروى عيسى بن ميمون عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وسعيد عن قتادة واتبعك الأرذلون قال الحاكة). [معاني القرآن: 5/91-90]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما علمي بما كانوا يعملون} [الشعراء: 112]، أي: بما يعملون، إنّما أقبل منهم الظّاهر وليس لي بباطن أمرهم علمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن حسابهم} [الشعراء: 113]، يعني: ما جزاؤهم، وهو تفسير السّدّيّ. ). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(والحساب: الجزاء، قال الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}، أي جزاءهم.

وقال تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ} ، لأن الجزاء يكون بالحساب). [تأويل مشكل القرآن: 513]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا على ربّي لو تشعرون {113} وما أنا بطارد المؤمنين {114}} [الشعراء: 113-114] يعنيهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا لئن لم تنته يا نوح} [الشعراء: 116] عمّا تدعونا إليه، وعن ذمّ آلهتنا وشتمها.
{لتكوننّ من المرجومين} [الشعراء: 116] قال قتادة: بالحجارة، فلنقتلنّك بها). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين}
أي: بالحجارة). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 117] نوحٌ.
{ربّ إنّ قومي كذّبون {117}). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فافتح بيني وبينهم فتحًا} [الشعراء: 118] قال قتادة: اقض بيني وبينهم قضاءً.
{ونجّني ومن معي من المؤمنين} [الشعراء: 118] والفتح القضاء، وإذا قضى اللّه بين النّبيّ وقومه هلكوا، وهذا حيث أمر بالدّعاء عليهم، فاستجيب له، فأهلكهم اللّه، ونجّاه ومن معه من المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فافتح بيني وبنيهم فتحاً} أي أحكم بيني وبينهم حكماً،

قال الشاعر:
ألا أبلغ بني عصم رسولاً=فإني عن فتاحتكم غنّي).
[مجاز القرآن: 2/87]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فافتح بيني وبينهم} أي احكم بيني وبينهم واقض. ومنه قيل للقاضي: الفتّاح). [تفسير غريب القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فافتح بيني وبينهم فتحا ونجّني ومن معي من المؤمنين}
معناه احكم بيني وبينهم حكما، والقاضي يسمى الفتّاح من هذا). [معاني القرآن: 4/97]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} [الشعراء: 119] والمشحون الموقّر بحمله ممّا حمل نوحٌ في السّفينة من كلٍّ زوجين اثنين، ومن معه من المؤمنين، كان معه امرأته وثلاثة بنينٍ له: سامٌ، وحامٌ، ويافثٌ، ونساؤهم، فجميعهم ثمانيةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فيٌ الفلك المشحون} أي المملوء، ومنه قولهم شحنها عليهم خيلا ورجالاً أي ملأها، والفلك يقع لفظه على الواحد والجميع من السفن سواء، بمنزلة قوله السلام رطابٌ وكذلك الحجر الواحد).
[مجاز القرآن: 2/88]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المشحون}: المملوء. يقال شحنها عليهم خيلا ورجالا أي ملأها). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والفلك المشحون}: المملوء. يقال: شحنت الإناء، إذا ملأته). [تفسير غريب القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون}
واحدها فلك وجمعها فلك، وزعم سيبويه أنه بمنزلة – أسد وأسد، وقياس فعل قياس فعل، ألا ترى أنك تقول قفل وإقفال وجمل وأجمال، وكذلك أسد وأسد وآساد،
وفلك وفلك وأفلاك في الجمع - والمشحون المملوء، يقال شحنته أي ملأته). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} المشحون : المملوء). [معاني القرآن: 5/91]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْمَشْحُونِ}: المملوء). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أغرقنا بعد} [الشعراء: 120] من أنجينا في السّفينة.
{الباقين} [الشعراء: 120] وهم قوم نوحٍ، وفيها تقديمٌ ثمّ أغرقنا الباقين بعد). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {121} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {122}} [الشعراء: 121-122] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت عادٌ المرسلين} [الشعراء: 123]، يعني: هودًا أخاهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ قال لهم أخوهم هودٌ} [الشعراء: 124] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 124] اللّه، يقول: ألا تخشون اللّه، تفسير السّدّيّ، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 125] على ما جئتكم به). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه} [الشعراء: 127]، أي: على ما جئتكم به.
[تفسير القرآن العظيم: 2/513]
{من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 127] وثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {127}). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]

تفسير قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أتبنون} [الشعراء: 128] على الاستفهام، أي: قد فعلتم.
{بكلّ ريعٍ} [الشعراء: 128]، أي: بكلّ طريقٍ في تفسير قتادة.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: بكلّ فجٍّ بين جبلين.
{آيةً} [الشعراء: 128]، أي: علمًا.
{تعبثون} [الشعراء: 128] تلعبون.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: إنّه بنيانٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أتبنون بكلّ ريعٍ...}
و(ريع) لغتان مثل الرّير والرار وهو المخّ الردئ. وتقول راع الطّعام إذا كان له ريعٌ). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بكلّ ربعٍ} وهو الارتفاع من الأرض والطريق والجميع أرباع وربعة قال ذو الرمة:
وقال الشماخ:
تعنّ له بمذنب كل وادٍ= إذا ما الغيث أخضل كل ربع).
[مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بكل ريع}: ويقال ريع وهو الارتفاع من الأرض والجماعة الريعة مثل ديك وديكة). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (الريع): الارتفاع من الأرض. جمع «ريعة».
قال ذو الرّمّة يصف بازيا:
طراق الخوافي مشرقا فوق ريعة =ندى ليله في ريشه يترقرق
والرّيع أيضا: الطريق. قال المسيب بن علس - وذكر ظعنا -:
في الآل يخفضها ويرفعها ريع يلوح كأنه سحل
و«السّحل»: الثوب الأبيض. شبّه الطريق به.
و{الآية}: العلم). [تفسير غريب القرآن: 319-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أتبنون بكلّ ريع آية تعبثون}
يقرأ ريع وريع - بكسر الراء وفتحها - وهو في اللغة الموضع المرتفع من الأرض ومن ذلك كم ريع أرضك، أي كم ارتفاع أرضك.
جاء في التفسير: {بكلّ ريع} كل فجّ والفجّ الطريق المنفرج في الجبل، وجاء أيضا بكل طريق.
وقوله {آية} علامة). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون}
قال قتادة والضحاك الريع الطريق
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد بكل ريع بكل فج
قال أبو جعفر والفج الطريق في الجبل
وقال جماعة من أهل اللغة الريع ما ارتفع من الأرض جمع ريعة وكم ريع أرضك أي كم ارتفاعها
ومعروف في اللغة أن يقال لما ارتفع من الأرض ريع وللطريق ريع والله أعلم بما أراد
وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون}
قال بروج الحمامات). [معاني القرآن: 5/92-91]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ(ت:345هـ):({بكل ريع} الريع: الصومعة، والريع: البرج للحمام - أيضا - يكون في الصحراء، والريع: التل العالي).[ياقوتة الصراط: 386]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الريع): الارتفاع من الأرض، جمع ريعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرِيعٍ): ما ارتفع من الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وتتّخذون مصانع} [الشعراء: 129] قال الحسن: البناء.
وقال الكلبيّ: القصور.
قال يحيى: ويقال مصانع للماء.
{لعلّكم تخلدون} [الشعراء: 129] في الدّنيا، أي: لا تخلدون فيها.
عن أبيه قال: حدّثني إسرائيل بن يونس، والخليل بن مرّة، عن قتادة، قال: كانت في الحرف الأوّل: وتتّخذون مصانع كأنّكم تخلدون فيها.
وتفسير سعيدٍ عن قتادة، قال: في بعض القراءة: كأنّكم خالدون في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:{وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون...}

معناه: كيا تخلدوا). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتتّخذون مصانع} وكل بناء مصنعة). [مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مصانع}: كل بناء مصنعة). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(المصانع): البناء. واحدها: «مصنعة».
{لعلّكم تخلدون} أي كيما تخلدوا. وكأن المعنى: أنهم كانوا يستوثقون في البناء والحصون، ويذهبون إلى أنها تحصّنهم من أقدار اللّه عز وجل). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون}
واحد المصانع مصنعة ومصنع، وهي التي تتخذ للماء، وقيل مبان ومعنى (لعلّكم تخلدون) أي لأن تخلدوا، أي وتتخذون مباني للخلود لا تتفكرون في الموت). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد مصانع قال قصورا وحصونا
وقال سفيان هي مصانع الماء
قال أبو إسحاق واحدها مصنع ومصنعة
قال أبو جعفر والذي قاله مجاهد من أن المصانع القصور والحصون معروف في اللغة
قال أبو عبيدة يقال لكل بناء مصنع ومصنعة
وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد وتتخذون مصانع قال بالآجر والطين
وفي بعض القراءات كأنكم تخلدون والمعنيان
متقاربان لأن معنى لعلكم تخلدون أنكم على رجاء من الخلود). [معاني القرآن: 5/94-92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَصَانِعَ}: أبنية). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا بطشتم} [الشعراء: 130] بالمؤمنين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/514]
{بطشتم جبّارين} [الشعراء: 130]، يعني: قتّالين تعدون عليهم، هودٌ يقوله لهم، أي: أسرفتم في العقوبة.
وقال السّدّيّ: {بطشتم جبّارين} [الشعراء: 130]، يعني: قتّالين، يقول: إذا عاقبتم أسرفتم في العقوبة جعلتم مكان الضّرب قتلا، يقول: إذا أخذتم أخذتم، فقتلتم في غير حقٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/515]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين...}:

تقتلون على الغضب. هذا قول الكلبيّ. وقال غيره {بطشتم جبّارين} بالسوط). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}يقول إذا ضربتم: ضربتم بالسياط ضرب الجبّارين، وإذا عاقبتم قتلتم).[تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}
جاء في التفسير أن بطشهم كان بالسّوط والسّيف، وإنما أنكر ذلك عليهم لأنه ظلم، فأمّا في الحق فالبطش بالسوط والسيف جائز). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} قال مجاهد بالسيف والسوط). [معاني القرآن: 5/94]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)}

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132)}

تفسير قوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133)}

تفسير قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)}

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فاتّقوا اللّه وأطيعون {131} واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون {132}} [الشعراء: 131-132] ثمّ أخبر بالّذي أمدّهم به، فقال: {أمدّكم بأنعامٍ وبنين {133} وجنّاتٍ وعيونٍ {134} إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ {135} قالوا سواءٌ علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين {136}} [الشعراء: 133-136]، أي: أو لم تعظنا). [تفسير القرآن العظيم: 2/515]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن هذا} [الشعراء: 137]، أي: الّذي جئتنا به.
{إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] في تفسير الحسن.
عن أبيه، قال: وحدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، قال: اختلفت أنا ومالك بن دينارٍ في هذا الحرف، فقلت أنا: إن هذا إلا خلق الأوّلين وقال مالك بن دينارٍ: {خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] فأتيت الحسن فسألته فقال: {إن هذا إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] قال: خلقهم الكذب.
وقال السّدّيّ: إلا خلق إني الأولين، يعني: تخلّق الأوّلين وتخرّصهم للكذب.
وعن سعيد بن قتادة قال: {إن هذا إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137]، أي: هكذا
[تفسير القرآن العظيم: 2/515]
كان النّاس قبلنا يعيشون ما عاشوا ثمّ يموتون، ولا بعث عليهم ولا حساب.
قال يحيى: يعنون أنّ هكذا كان الخلق قبلنا، ونحن مثلهم.
وبعضهم يقول: {خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] دين الأوّلين، يعنون ما هم عليه من شركٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خلق الأوّلين...}

وقراءة الكسائي (خلق الأوّلين) ... وقراءتي (خلق الأولين) فمن قرأ (خلق) يقول: اختلاقهم وكذبهم ومن قرأ {خلق الأولين} يقول: عادة الأولين أي وراثة أبيك عن أول. والعرب تقول: حدّثنا بأحاديث الخلق وهي الخرافات المفتعلة وأشباهها فلذلك اخترت الخلق). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن هذا إلّا خلق الأوّلين} أراد: اختلاقهم وكذبهم. يقال: خلقت الحديث واختلقته، إذا افتعلته.
قال الفراء: «والعرب تقول للخرافات. أحاديث الخلق».
ومن قرأ: {إلّا خلق الأوّلين}، أراد: عادتهم وشأنهم). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الخلق: التّخرّص، قال الله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} أي: خرصهم للكذب.
وقال تعالى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}، أي تخرصون كذبا.
وقال تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} أي: افتعال للكذب.
والعرب تقول للخرافات: أحاديث الخلق). [تأويل مشكل القرآن: 506]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إن هذا إلّا [خلق] الأوّلين}
ويقرأ (خلق الأولين)، فمن قرأ خلق الأولين بضم الخاء فمعناه عادة الأولين، ومن قرأ خلق بفتح الخاء، فمعناه اختلاقهم وكذبهم.
وفي (خلق الأولين) وجه آخر، أي خلقنا كما خلق من كان قبلنا، نحيا كما حيوا، ونموت كما ماتوا ولا نبعث، لأنّهم أنكروا البعث). [معاني القرآن: 4/97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن هذا إلا خلق الأولين}
قال قتادة خلق الأولين بالضم يعيشون كما عاشوا أي نحيا ونموت كما حيوا وماتوا
قال عبد الله بن مسعود خلق الأولين أي اختلاقهم
قال أبو جعفر خلق الشيء واختلقه بمعنى). [معاني القرآن: 5/94-95]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ}: أي اختلاقهم وكذبهم. يقال: خلقت الحديث إذا افتعلته. ومن قرأ (خلق): بالضم أراد عادتهم وشأنهم).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما نحن بمعذّبين} [الشعراء: 138]، أي: لا نبعث ولا نعذّب). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوه فأهلكناهم إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {139} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {140}} [الشعراء: 139-140] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت ثمود المرسلين} [الشعراء: 141]، يعني: صالحًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم صالحٌ} [الشعراء: 142] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 142] اللّه، وهي مثل الأولى، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 143] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {144}). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 145] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {145}). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أتتركون في ما ههنا آمنين {146}} [الشعراء: 146] على الاستفهام، أي: لا تتركون فيه). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147)}

تفسير قوله تعالى: {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وزروعٍ ونخلٍ طلعها هضيمٌ {148}} [الشعراء: 148] عن أبيه، عن المعلّى، عن أبي يحيى، وابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: هشيمٌ، أي: يتهشّم إذا مسّ، في تفسير مجاهدٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/516]
وقال الحسن: رخوٌ.
وقال قتادة: ليّنٌ.
وقال الكلبيّ: لطيفٌ وهو الطّلع ما لم ينشقّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هضيمٌ...}

يقول: ما دام في كوافيره وهو الطّلع. والعرب تسمّى الطلع الكفرّى والكوافير واحدته كافورة، وكفرّاةٌ واحدة الكفرّى). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ونخلٌ طلعها هضيمٌ} أي قد ضمّ بعضه بعضاً وهي النخل وهو النخل يذكر ويؤنث، وفي آية أخرى {أعجاز نخلٍ منقعرٍ}). [مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {طلعها هضيمٌ} والهضيم: الطّلع قبل أن تنشقّ عنه القشور وتنفتح.
يريد: أنه منضم مكتنز. ومنه قيل: اهضم الكشحين، إذا كان منضمّهما). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وزروع ونخل طلعها هضيم}
الهضيم: الداخل بعضه في بعض، وهو فيما قيل أن رطبه بغير نوى، وقيل الهضيم الذي يتهشم تهشما.
والهضيم في اللغة الضامر الداخل بعضه في بعض ولا شيء في الطلع أبلغ من هذا). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وزروع ونخل طلعها هضيم}
قال الضحاك أي يركب بعضه بعضا
قال أبو جعفر وقيل هضيم أي هاضم مريء لطيف أول ما طلع
وقال مجاهد حين يطلع يقبض عليه فيهضمه
قال أبو جعفر أصل الهضم انضمام الشيء ومنه هضيم الكشح ريا المخلخل
ومنه فلان أهضم الكشح أي ضامره فيقال للطلع هضيم قبل أن يتفتح
وروى إسحاق عن بريد {ونخل طلعها هضيم} قال منه ما قد أرطب ومنه مذنب). [معاني القرآن: 5/96-95]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هضيم} أي: مريء، وهضيم - أيضا - ناعم). [ياقوتة الصراط: 387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {طَلْعُهَا هَضِيمٌ}: أي منضم مكتنز. وذلك قبل أن تنشق عنه القشور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين} [الشعراء: 149] شرهين في تفسير مجاهدٍ، من قبل شره النّفس.
وتفسير الحسن: آمنين.
وتفسير الكلبيّ: حذقين بصنعتها.
وقال قتادة: معجبين). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {بيوتاً فارهين...}

حاذقين و{فارهين} أشرين). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين} أي حاذقين، وقال آخرون: فارهين أي مرحين، وقال عدي بن وداع المقوى من العقاة بن عمرو بن مالك ابن فهم من الأزد:
لا أستكين إذا ما أزمة أزمت=ولن تراني بخير فاره اللبب
أي مرح اللبب ويجوز فرهين في معني فارهين). [مجاز القرآن: 2/89-88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (فرهين): أشرين بطرين، ومن قرأها {فارهين} فيجوز أن يكون في معنى فرهين ويكون بمعنى حاذقين). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فارهين}: أشرين بطرين. ويقال: الهاء فيه مبدلة من حاء، أي فرحين. و«الفرح» قد يكون: السرور، ويكون: الأشر. ومنه قول اللّه عز وجل: {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} أي الأشرين.
ومن قرأ: {فارهين}، فهي لغة أخرى. يقال: فره وفاره، كما يقال: فرح وفارح.
ويقال: {فارهين}: حاذقين). [تفسير غريب القرآن: 320-319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفرح: البطر والأشر، لأن ذلك عن إفراط السرور، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
وقال: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} وقال: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ}.
وقد تبدل (الحاء) في هذا المعنى (هاء) فيقال: فره أي بطر، قال الله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} أي: أشرين بطرين. و(الهاء) تبدل من (الحاء) لقرب مخرجيهما، تقول: (مدحته) و(مدهته)، بمعنى واحد). [تأويل مشكل القرآن: 491] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين}
(فرهين) جاء في التفسير أشرين وجاء في التفسير فرحين، وقرئت (فارهين)
ومعنى فارهين: حاذقين.
و " فرهين " منصوب على الحال). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين}
قال أبو صالح أي: حاذقين بنحتها
وقال منصور بن المعتمر فارهين أي: حاذقين
وقال الحسن فرهين أي: آمنين
وقال عبدا لله بن شداد فارهين بألف أي: متجبرين
وقال قتادة فرهين أي: معجبين
وقال مجاهد فرهين أي: أشرين بطرين
قال أبو جعفر وهذا أعرفها في اللغة وهو قول أبي عمرو وأبي عبيدة فكأن الهاء مبدلة من حاء لأنهما من حروف الحلق
وأبو عبيدة يذهب إلى أن فارهين وفرهين بمعنى واحد). [معاني القرآن: 5/97-96]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فارهين}: حاذقين). [ياقوتة الصراط: 387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَارِهِينَ}: أي أشرين بطرين، وقيل: الهاء أصلها الحاء، والأصل "فرحين" فرحاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (فَرِهِينَ): بطرين
{فَارِهِينَ}: حاذقين). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (الّذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون {152}} [الشعراء: 152] قال قتادة: المشركين، إلى آخر الآية). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا إنّما أنت من المسحّرين} [الشعراء: 153] تفسير الحسن، وابن مجاهدٍ، عن أبيه: من المسحورين.
وتفسير الكلبيّ: المسحّر، الّذي ليس له شيءٌ ولا ملكٌ.
وبعضهم يقول: من المسحورين، من المخلوقين). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّما أنت من المسحّرين...}

قالوا له: لست بملك إنما أنت بشر مثلها. والمسحّر: المجوّف، كأنه - والله أعلم - من قولك: انتفخ سحرك أي أنك تأكل الطعام والشراب وتسحرّ به وتعلّل.
وقال الشاعر:
فإن تسألينا فيمن نحن فإنّنا =عصافير من هذا الأنام المسحّر
يريد: المعلّل والمخدوع. ونرى أنّ السّاحر من ذلك أخذ). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا إنمّا أنت من المسحّرين} وكل من أكل من إنس أو دابة فهو مسحر وذلك أن له سحراً يقرى يجمع ما أكل فيه،
قال لبيد بن ربيعة:
[مجاز القرآن: 2/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المسحرين}: من له سحر والسحر الرئة والمعنى أنك مخلوق). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما أنت من المسحّرين} أي: من المعلّلين بالطعام والشراب.
يريدون: إنما أنت بشر. وقد تقدم ذكر هذا). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا إنّما أنت من المسحّرين}
أي ممن له سحر، والسحر الرّئة، أي إنما أنت بشر مثلنا.
وجائز أن يكون (من المسحّرين) من المفعّلين من السحر أي ممن قد سحر مرة بعد مرة). [معاني القرآن: 4/97-96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا إنما أنت من المسحرين} أي من المسحورين قاله مجاهد
وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى إنما أنت بشر لك سحر والسحر الرئة
وقيل من المسحرين أي من المعللين بالطعام والشراب كما قال الشاعر:
أرانا موضعين لحتم غيب = ونسحر بالطعام وبالشراب).
[معاني القرآن: 5/97]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إنما أنت من المسحرين} أي: من المعللين بالطعام
والشراب، ومن المسحرين: أي: المسحورين، ومن المسحرين: أي من المخدوعين). [ياقوتة الصراط: 388-387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إنما أنت الْمُسَحَّرِينَ}: المعللين بالطعام. يريدون: أنت بشر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْمُسَحَّرِينَ}: من المعللين). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ما أنت إلا بشرٌ مثلنا فأت بآيةٍ إن كنت من الصّادقين} [الشعراء: 154] بما جئتنا به.
قالوا له: إن كنت صادقًا، فأخرج لنا من هذه الصّخرة ناقةً، وكانت صخرةٌ يصبّون عليها اللّبن في سنّتهم، فدعا اللّه، فتصدّعت الصّخرة، فخرجت منها ناقةٌ عشراء فنتجت فصيلا). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال هذه ناقةٌ لها شربٌ ولكم شرب يومٍ معلومٍ} [الشعراء: 155] كانت تشرب الماء يومًا، ويشربونه يومًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/517]
وعن سعيدٍ، عن قتادة، قال: كان إذا كان يوم شربها أضرّت بمواشيهم وزروعهم ولم تضرّ شفاههم، في قول الحسن، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم، ولمواشيهم وأرضهم.
وبعضهم يقول: كانوا يحلبونها يوم شربها، فإذا كان يوم شربهم كان اللّبن للفصيل.
وكان قتادة يقول: ما ذكروا لها لبنًا.
قال يحيى: وبلغنا أنّها كانت تأتي الماء من فجٍّ، وترجع من فجٍّ آخر، يضيق عليها الفجّ الأوّل إذا شربت). [تفسير القرآن العظيم: 2/518]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّها شربٌ...}

لها حظّ من الماء. والشّرب والشّرب مصدران. وقد قالت العرب: آخرها أقلّها شرباً وشرباً وشرباً). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لها شربٌ} يكسر أوله ويضم ويفتح). [مجاز القرآن: 2/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لها شربٌ} أي حظّ من الماء). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} والشرب: الحظ من الماء). [معاني القرآن: 5/98-97]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تمسّوها بسوءٍ} [الشعراء: 156]، يعني: بعقرٍ، وهو تفسير السّدّيّ لا تعقروها.
{فيأخذكم عذاب يومٍ عظيمٍ {156}). [تفسير القرآن العظيم: 2/518]

تفسير قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فعقروها فأصبحوا نادمين {157} فأخذهم العذاب} [الشعراء: 157-158] كان أوّل سبب عقرهم إيّاها أنّها كانت تضرّ بمواشيهم وأرضهم، كانت مواشيهم لا تقرّ مع النّاقة، كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصّيف صافت النّاقة بظهر الوادي، في برده وخصبه وطيبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحرّه، وإذا كان الشّتاء شتّت النّاقة في بطن الوادي، في دفئه وخصبه وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتّى إذ أضرّ ذلك بمواشيهم الأمر الّذي أراد اللّه بهم، فبينما قومٌ منهم يومًا جلوسٌ يشربون الخمر، ففني الماء الّذي يمزجون به، فبعثوا رجلا ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب النّاقة، فرجع إليهم بغير ماءٍ، وقال: حالت النّاقة بيني وبين الماء، ثمّ بعثوا آخر، فقال مثل ذلك، فقال بعضهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/518]
لبعضٍ: ما تنظرون، قد منعتنا الماء، ومنعت مواشينا الرّعي، وأضرّت بأرضنا، فانبعث أشقاها، فعقرها، فقتلها، فتذامروا بينهم، في تفسير سعيدٍ عن قتادة، وقالوا: عليكم الفصيل، وصعد الفصيل إلى القارة، والقارة: الجبل.
وقال الحسن: وكان ذلك عن رضًى منهم كلّهم، فقال لهم صالحٌ: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} [هود: 65].
قال قتادة: وذكر لنا أنّ صالحًا حين أخبرهم أنّ العذاب آتيهم، لبسوا الأنطاع، والأكسية، واطّلوا، وقال لهم: آية ذلك أن تصفرّ وجوهكم في اليوم الأوّل، وتحمرّ في الثّاني، وتسودّ في اليوم الثّالث، فلمّا كان في اليوم الثّالث استقلّ الفصيل القبلة، فقال: يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، فأرسل اللّه عليهم العذاب عند ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فعقروها فأصبحوا نادمين {157} فأخذهم العذاب} [الشعراء: 157-158] كان أوّل سبب عقرهم إيّاها أنّها كانت تضرّ بمواشيهم وأرضهم، كانت مواشيهم لا تقرّ مع النّاقة، كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصّيف صافت النّاقة بظهر الوادي، في برده وخصبه وطيبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحرّه، وإذا كان الشّتاء شتّت النّاقة في بطن الوادي، في دفئه وخصبه وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتّى إذ أضرّ ذلك بمواشيهم الأمر الّذي أراد اللّه بهم، فبينما قومٌ منهم يومًا جلوسٌ يشربون الخمر، ففني الماء الّذي يمزجون به، فبعثوا رجلا ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب النّاقة، فرجع إليهم بغير ماءٍ، وقال: حالت النّاقة بيني وبين الماء، ثمّ بعثوا آخر، فقال مثل ذلك، فقال بعضهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/518]
لبعضٍ: ما تنظرون، قد منعتنا الماء، ومنعت مواشينا الرّعي، وأضرّت بأرضنا، فانبعث أشقاها، فعقرها، فقتلها، فتذامروا بينهم، في تفسير سعيدٍ عن قتادة، وقالوا: عليكم الفصيل، وصعد الفصيل إلى القارة، والقارة: الجبل.
وقال الحسن: وكان ذلك عن رضًى منهم كلّهم، فقال لهم صالحٌ: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} [هود: 65].
قال قتادة: وذكر لنا أنّ صالحًا حين أخبرهم أنّ العذاب آتيهم، لبسوا الأنطاع، والأكسية، واطّلوا، وقال لهم: آية ذلك أن تصفرّ وجوهكم في اليوم الأوّل، وتحمرّ في الثّاني، وتسودّ في اليوم الثّالث، فلمّا كان في اليوم الثّالث استقلّ الفصيل القبلة، فقال: يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، فأرسل اللّه عليهم العذاب عند ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/519] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {158} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {159}} [الشعراء: 158-159] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم لوطٍ المرسلين} [الشعراء: 160]، يعني: لوطًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم لوطٌ} [الشعراء: 161] أخوهم في النّسب، وليس بأخيهم في الدّين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/519]
{ألا تتّقون} [الشعراء: 161]، يعني: ألا تخشون اللّه، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 162] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {163}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 164] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {164} أتأتون الذّكران من العالمين {165}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأن يأتي على مذهب الاستفهام وهو توبيخ
كقوله: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}). [تأويل مشكل القرآن: 280-279]

تفسير قوله تعالى: {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] أقبال النّساء، في تفسير مجاهدٍ، ذكره عاصم بن حكيمٍ.
وفي تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] ترككم أقبال النّساء، وإتيانكم أدبار الرّجال.
وقال السّدّيّ: {ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] ما جعل لكم ربّكم من فروج نسائكم، وهذا على الاستفهام، أي: قد فعلتم.
{بل أنتم قومٌ عادون} [الشعراء: 166] مجاوزون لأمر اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وتذرون ما خلق لكم ربّكم مّن أزواجكم...}

ما جعل لكم من الفروج. وفي قراءة عبد الله (ما أصلح لكم ربّكم) ). [معاني القرآن: 2/282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم}
قال إبراهيم بن المهاجر قال لي مجاهد كيف يقرأ عبد الله بن مسعود وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قلت وتذرون ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم
قال الفرج كما قال تعالى: {فأتوهن من حيث أمركم الله}
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم
قال القبل الفرج إلى أدبار النساء والرجال
ثم قال جل وعز: {بل أنتم قوم عادون} يقال عدا إذا تجاوز في الظلم). [معاني القرآن: 5/99-98]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكوننّ من المخرجين} [الشعراء: 167] من قريتنا، أي: نقتلك، فنخرجك منها قتيلا). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال إنّي لعملكم من القالين} [الشعراء: 168] من المبغضين). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {من القالين} أي من المبغضين. يقال: قليت الرجل، أي أبغضته).
[تفسير غريب القرآن: 320]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال إنّي لعملكم من القالين}
والقالي: التارك للشيء الكاره له غاية الكراهة). [معاني القرآن: 4/99]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال إني لعملكم من القالين} أي: المبغضين الكارهين.
وقد قلاه يقليه قلى وقلاء كما قال:
عليك السلام لا ملك قريبة = ومالك عندي إن نأيت قلاء).
[معاني القرآن: 5/99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من القالين} أي: من المبغضين). [ياقوتة الصراط: 388]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من الْقَالِينَ}: أي: من المبغضين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {ربّ نجّني وأهلي ممّا يعملون} [الشعراء: 169] وأهله أمّته المؤمنون قال اللّه: {فنجّيناه وأهله أجمعين {170}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170)}

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا عجوزًا في الغابرين {171}} [الشعراء: 171] غبرت بقيت في عذاب اللّه، لم ينجّها). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ عجوزاً في الغابرين...}
والغابرون الباقون.
ومن ذلك قول الشاعر: وهو الحارث بن حلّزة:
لا تكسع الشّول بأغبارها =إنّك لا تدري من الناتج
الأغبار ها هنا بقايا اللبن في ضروع الإبل وغيرها، واحدها غبر. قال وأنشدني بعض بني أسدٍ وهو أبو القمقام:
تذبّ منها كلّ حيزبون=مانعةٍ لغبرها زبون).
[معاني القرآن: 2/283-282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ عجوزاً في الغابرين} والغابر الباقي قال العجاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر= له الإله ما مضى وما غبر
أي بقى وكذلك غبر اللبن والحيض وغير الليل، ويقال: غبرٌ تخفف من ذا إلا عجوزراً وقد هلكت في الهالكين الذي هلكوا من قومها ومجازها إلا عجوزاً هرمة في العابرين الذين بقوا حتى هرموا وقد أهلكت مع الذين أهلكوا،
وقال الأعشى:
عضّ بما أبقى المواسي له=من أمه في الزمن الغابر
معناه عض بالذي أبقى المواسي له من أمه، الغابر منه أي الباقي ألا ترى أنه قال:
وكنّ قد أبقين منها أذىً=عند الملاقي وافر الشافر).
[مجاز القرآن: 2/89-90]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا عجوزا في الغابرين}
جاء في التفسير في الباقين في العذاب، والغابر في اللغة الباقي
وأنشدوا للعجاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر=له الإله ما مضى وما غبر
وأنشدوا للعجاج:
لا تكسع الشّول بأغبارها= إنّك لا تدري من الناتج
أغبارها ما بقي من اللبن في أخلاف الناقة). [معاني القرآن: 4/100-99]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا عجوزا في الغابرين}
قال أبو عبيدة والفراء أي الباقين
قال أبو جعفر يقال للذاهب غابر وللباقي غابر كما قال:
لا تكسع الشول بأغبارها = إنك لا تدري من الناتج
وكما قال:
فما ونى محمد مذ أن غفر = له الإله ما مضى وما غبر
أي: وما بقي
والأغبار بقيات الألبان والشول الإبل التي قد شالت بأذنابها). [معاني القرآن: 5/100-99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {في الغابرين} أي: في الباقين من المعذبين). [ياقوتة الصراط: 389]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ثمّ دمّرنا الآخرين} [الشعراء: 172] قوم لوطٍ وامرأته معهم، وكانت منافقة، تظهر للوطٍ الإيمان وهي على الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأمطرنا عليهم مطرًا} [الشعراء: 173]
[تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قال قتادة: أمطر اللّه على قرية قوم لوطٍ حجارةً.
{فساء مطر المنذرين} [الشعراء: 173]، أي: فبئس مطر المنذرين أنذرهم لوطٌ فلم يقبلوا.
أصاب قريتهم الخسف، وأصابت الحجارة من كان خارجًا من القرية وأهل السّفر منهم، وأصاب العجوز حجرٌ فقتلها). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {174} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {175}} [الشعراء: 174-175] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 176 إلى آخر السورة]

{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّب أصحاب الأيكة المرسلين} [الشعراء: 176] بعث شعيبٌ إلى أمّتين، والأيكة: الغيضة). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {أصحاب الأيكة} وجمعها أيكٌ وهي جماع من الشجر). [مجاز القرآن: 2/90]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الأيكة}: الشجرة والجماع الأيك). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الأيكة}: الغيضة. وجمعها: «أيك»). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين }
الأيكة الشجر الملتف، ويقال أيكة وأيك، مثل أجمة، وأجم والفصل بين واحده وجمعه الهاء. ويقال في التفسير إن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا أصحاب شجر ملتف،
ويقال إن شجرهم هو الدّوم.
والدّوم هو شجر المقل.
وأكثر القراء - على إثبات الألف واللام في الأيكة، وكذلك يقرأ أبو عمرو وأكثر القرّاء، وقرأ أهل المدينة أصحاب ليكة مفتوحة اللام، فإذا وقف - على أصحاب، قال ليكة المرسلين.
وكذلك هي في هذه السورة بغير ألف في المصحف، وكذلك أيضا في سورة (ص) بغير ألف وفي سائر القرآن بألف.
ويجوز وهو حسن جدّا:
" كذب أصحاب آلأيكة المرسلين " بغير ألف في الخط - على الكسر – على أن الأصل الأيكة فألقيت الهمزة فقيل ليكة، والعرب تقول الأحمر جاءني، وتقول إذا ألقت الهمزة لحمر جاء في بفتح اللام وإثبات ألف الوصل، ويقولون أيضا: لاحمر جاءني يريدون الأحمر؛ وإثبات الألف واللام فيهما في سائر القرآن يدل على أنّ حذف الهمزة منها التي هي ألف الوصل بمنزلة قولهم لاحمر.
قال أبو إسحاق: - أعني إن القراءة بجر ليكة، وأنت تريد الأيكة واللام، أجود من أن تجعلها ليكة، وأنت لا تقدّر الألف واللام وتفتحها لأنها لا تنصرف، لأن ليكة لا تعرف و إنما هي أيكة للواحد وأيك للجمع، فأجود القراءة فيها الكسر، وإسقاط الهمزة لموافقة المصحف، وأهل المدينة يفتحون على ما جاء في التفسير أن اسم المدينة التي كانت للذين أرسل إليهم شعيب عليه السلام (ليكة).
وكان أبو عبيد القاسم بن سلام يختار قراءة أهل المدينة والفتح، لأن ليكة لا تنصرف، وذكر أنه اختار ذلك لموافقتها الكتاب مع ما جاء في التفسير، كأنّها تسمى المدينة الأيكة، وتسمّى الغيضة التي تضمّ هذا الشجر الأيكة.
والكسر جيّد على ما وصفنا، ولا أعلمه إلّا قد قرئ). [معاني القرآن: 4/97-98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {كذب أصحاب الأيكة المرسلين}
الأيكة عند أهل اللغة الشجر الملتف والجمع أيك
ويروى أنهم كانوا أصحاب شجر ملتف
وقد قيل إن الأيكة اسم موضع ولا يصح ذلك ولا يعرف). [معاني القرآن: 5/100]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْأَيْكَةِ}: من الشجرة). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ قال لهم شعيبٌ ألا تتّقون} [الشعراء: 177] اللّه ألا تخشون اللّه، وهي مثل الأولى، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {إذ قال لهم شعيب ألا تتقون}

قرئ على أحمد بن شعيب عن عبد الحميد بن محمد قال حدثنا مخلد قال حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح وصالح وهود وشعيب وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ومحمد صلى الله عليهم
وزعم الشرقي بن قطامي أن شعيبا هو ابن عيفا بن نويب بن مدين بن إبراهيم
وزعم ابن سمعان أن شعيبا بن جزي بن يشجر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليهم). [معاني القرآن: 5/101]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 178] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {179}). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أسألكم عليه من أجرٍ} [الشعراء: 180] على ما جئتكم به.
{إن أجري} [الشعراء: 180] إن جزائي، أي: إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {180}). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين {181}} [الشعراء: 181]، يعني: من المتنقّصين الّذين ينتقصون النّاس حقوقهم.
وقال السّدّيّ: من {المخسرين} [الشعراء: 181]، يعني: من النّاقصين في الكيل والميزان). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وزنوا بالقسطاس المستقيم} [الشعراء: 182] قال قتادة: العدل.
وقال سفيان الثّوريّ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: العدل بالرّوميّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وزنوا بالقسطاس المستقيم} أي: بالسواء والعدل). [مجاز القرآن: 2/90]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {القسطاس}: العدل). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وزنوا بالقسطاس المستقيم}قال عبد الله بن عباس ومجاهد القسطاس العدل). [معاني القرآن: 5/101]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْقِسْطَاسِ): العدل). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولا تبخسوا النّاس أشياءهم} [الشعراء: 183]، أي: ولا تنقصوا النّاس أشياءهم، يعني: الّذي لهم، وكانوا أصحاب تطفيفٍ ونقصٍ في الميزان.
قال: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [الشعراء: 183] لا تسيروا في الأرض مفسدين في تفسير قتادة.
وفي تفسير الحسن: ولا تكونوا في الأرض مفسدين). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولا تبخسوا النّاس أشياءهم} أي لا تنقصوهم يقال في المثل:

تحسبها حمقاء وهي باخسة). [مجاز القرآن: 2/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا تعثوا في الأرض} يقال عثيت تعثى عثواً وهي أشد الفساد والخراب ). [مجاز القرآن: 2/90]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم}
أي ولا تظلموا ومنه قول العرب تحسبها حمقاء وهي باخس). [معاني القرآن: 5/102]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واتّقوا الّذي خلقكم والجبلّة الأوّلين} [الشعراء: 184] والخليقة الأوّلين، هذا تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والجبلّة الأوّلين...}

قرأها عاصم والأعمش بكسر الجيم وتشديد اللام، ورفعها آخرون. واللام مشدّدة في القولين: {والجبلّة} ). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والجبلّة الأوّلين} أي: الخلق وجاء خبرها على المعنى الجماع وإذا نزعت الهاء من آخرها ضممت أوله،
كما هو في آية أخرى {ولقد أضلّ منكم جبلّاً} قال أبو ذؤيب:

منايا يقرّبن الحتوف لأهلها= جهاراً ويستمتعن بالأنس الجبل).
[مجاز القرآن: 2/91-90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الجبلة الأولين}: الخلق وهو من جبل على كذا وكذا). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الجبلّة}: الخلق. يقال: جبل فلان على كذا وكذا، أي خلق. قال الشاعر:
والموت أعظم حادث مما يمر على الجبلّة).
[تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (واتّقوا الّذي خلقكم والجبلّة الأوّلين}
{والجبلّة الأوّلين}عطف على الكاف والميم المعنى اتقوا الّذي خلقكم وخلق الجبلّة الأوّلين.
ويقرأ والجبلّة بضم الجيم والباء، ويجوز: والجبلة الأولين والجبلة الأولين.
فأمّا الأوليان فالقراءة بهما، وهاتان جائزتان.
قوله: (فأسقط علينا كسفا من السّماء)- وكسفا - يقرأ بهما جميعا.
فمن قرأ كسفا - بإسكان السين - فمعناه جانبا، ومن قرأ كسفا فتأويله قطعا من السماء جمع كسفة وكسف، مثل كسرة وكسر). [معاني القرآن: 4/101-101]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد الجبلة الخليقة
قال أبو جعفر يقال جبل فلان على كذا أي خلق
وقوله جبلة وجبلة وجبلة). [معاني القرآن: 5/102]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {والجبلة الأولين)}أي: خلق الأولين). [ياقوتة الصراط: 389]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْجِبِلَّةَ}: الخلق). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا إنّما أنت من المسحّرين} [الشعراء: 185] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أنت إلا بشرٌ مثلنا وإن نظنّك لمن الكاذبين} [الشعراء: 186] فيما تدّعي من الرّسالة). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأسقط علينا كسفًا من السّماء} [الشعراء: 187] قال قتادة: قطعًا.
{إن كنت من الصّادقين} [الشعراء: 187] بما جئت به.
{قال ربّي أعلم بما تعملون} [الشعراء: 188] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فأسقط علينا كسفاً من السّماء} جمع كسفة بمنزلة سدرة والجميع سدر ومعناها قطعاً). [مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأسقط علينا كسفاً}، أي قطعة من السّماء.
يقال: كسف وكسفة،كما يقال: قطع وقطعة. و«كسف» جمع «كسفة»، كما يقال: قطع [جمع قطعة] ). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأسقط علينا كسفا من السماء}
روى علي بن الحكم عن الضحاك {فأسقط علينا كسفا} قال جانبا
قال أبو جعفر ويقرأ كسفا وهو جمع كسفة وهي القطعة). [معاني القرآن: 5/103-102]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء}: أي قطعة من السماء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188)}

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظّلّة إنّه كان عذاب يومٍ عظيمٍ} [الشعراء: 189] عن أبيه، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: كان أصحاب الأيكة أهل غيضةٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/522]
وشجرٍ متكارسٍ، وكان أكثر شجرهم الدّوم، هذا المقلّ، فسلّط اللّه عليهم الحرّ سبعة أيّامٍ، فكان لا يكنّهم ظلٌّ، ولا ينفعهم منه شيءٌ، فبعث اللّه عليهم سحابةً، فلجئوا تحتها يلتمسون
الرّوح، فجعلها اللّه عليهم عذابًا، فجعل تلك السّحابة نارًا، فاضطرمت عليهم، فهلكوا فذلك قوله: {فأخذهم عذاب يوم الظّلّة} [الشعراء: 189]، يعني: تلك السّحابة). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: (فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظّلّة إنّه كان عذاب يوم عظيم }

الظّلّة: سحابة أظلّتهم، فاجتمعوا تحتها مستجيرين بها مما نالهم من حرّ ذلك اليوم ثمّ أطبقت عليهم فكان من أعظم يوم في الدنيا عذابا.
{إنّه كان عذاب يوم عظيم} ولو كان في غير القرآن لجاز عظيما، والجر أجود كما جاء به القرآن.
وقوله: (وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم).
وقرأ ابن مسعود " ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم "
يعنى به الفروج، وعلى ذلك التفسير.
وذلك أنّ قوم لوط كانوا يعدلون في النساء عن الفروج إلى الأدبار، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنّهم بفعلهم هذا عادون.
وعادون ظالمون غاية الظلم.
ويروى أن ابن عمر سئل عن التحميض، فقال: أو يفعل ذلك المسلمون والتحميض فعل قوم لوط بالنّساء والرجال.
ومن أجاز هذا في النساء فمخطئ خطأ عظيما). [معاني القرآن: 4/99-98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة}
قال عبد الله بن عباس أصابهم حر شديد فدخلوا البيوت فأخذ بأنفاسهم فخرجوا إلى البرية لا يسترهم شيء فأرسل الله إليهم سحابة فهربوا إليها ليستظلوا بها،
ونادى بعضهم بعضا فلما اجتمعوا تحتها أهلكهم الله جل وعز
وقال مجاهد فلما اجتمعوا تحتها صيح بهم فهلكوا). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {190} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {191}} [الشعراء: 190-191] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين} [الشعراء: 192]، يعني: القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]

تفسير قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {نزل به} [الشعراء: 193]، يعني: القرآن.
{الرّوح الأمين} [الشعراء: 193] قال قتادة: وهو في تفسير السّدّيّ جبريل، وهي تقرأ على وجهين بالرّفع والنّصب فمن قرأها بالرّفع قال: {نزل به} [الشعراء: 193] خفيفةً {الرّوح الأمين} [الشعراء: 193] جبريل نزل به، ومن قرأها بالنّصب قال: {نزّل به} [الشعراء: 193] مثقّلةً، اللّه نزّل به الرّوح الأمين، اللّه نزّل جبريل بالقرآن). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نزل به الرّوح الأمين...}

كذا قرأها القراء. وقرأها الأعمش وعاصم والحسن (نزّل به) بالتشديد. ونصبوا (الروح الأمين) وهو جبريل {على قلبك} يتلوه عليك. ورفع أهل المدينة {الرّوح الأمين} وخفّفوا {نزل} وهما سواء في المعنى). [معاني القرآن: 2/283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما الرُّوح: فرُوحُ الأجسامِ الذي يقبضُه الله عند الممات.[تأويل مشكل القرآن: 485]
والرُّوح: جبريل عليه السلام. قال الله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ}، يعني جبريل). [تأويل مشكل القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (نزل به الرّوح الأمين *على قلبك لتكون من المنذرين }
ويقرأ (نزّل به الرّوح الأمين)، المعنى نزل اللّه به الروح الأمين.
والروح الأمين. جبريل عليه السلام). [معاني القرآن: 4/100] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {نزل به الروح الأمين}
يعني جبريل صلى الله عليه
على قلبك أي يتلوه فيعيه قلبك). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {على قلبك} [الشعراء: 194] يا محمّد.
{لتكون من المنذرين {194} بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ {195}). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: (نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين }

ويقرأ (نزّل به الرّوح الأمين)، المعنى نزل اللّه به الروح الأمين.
والروح الأمين. جبريل عليه السلام.
وقوله: {على قلبك} معناه: نزل عليك فوعاه قلبك وثبت فلا تنساه أبدا ولا شيئا منه.
كما قال عزّ وجلّ: (سنقرئك فلا تنسى) ). [معاني القرآن: 4/100]

تفسير قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّه لفي زبر الأوّلين {196}} [الشعراء: 196] قال قتادة: أي: وإنّ القرآن لفي كتب الأوّلين، التّوراة والإنجيل.
وقال السّدّيّ: {وإنّه لفي زبر الأوّلين} [الشعراء: 196] يقول: نعت محمّدٍ وأمّته في زبر الأوّلين، يعني: في كتاب الأوّلين). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإنّه لفي زبر الأوّلين...}

وإنّ هذا القرآن لفي بعض زبر الأولين وكتبهم. فقال: {في زبر} وإنما هو في بعضها، وذلك واسع؛ لأنك تقول: ذهب الناس وإنما ذهب بعضهم). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في زبر الأوّلين} أي كتب الأولين واحدها زبور). [مجاز القرآن: 2/91]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّه لفي زبر الأوّلين}
تأويله واللّه أعلم أن ذكر محمد عليه السلام وذكر القرآن في زبر الأولين، والزّبر الكتب، زبور وزبر مثل قولك رسول ورسل كما قال الله عزّ وجلّ:
{يجدونه مكتوبا عندهم في التّوراة والإنجيل} ). [معاني القرآن: 4/100]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإنه لفي زبر الأولين} أي: إن إنزاله وذكره). [معاني القرآن: 5/104]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولم يكن لهم آيةً} [الشعراء: 197] وهي تقرأ على وجهين، بالتّاء والياء، فمن قرأها بالتّاء يقول: قد كانت لهم آيةً، ومن قرأها بالياء، فيجعلها عملا في باب كان يقول: قد كان لهم آيةٌ.
{أن يعلمه علماء بني إسرائيل} [الشعراء: 197]، يعني: من آمن منهم، أي: فقد كان لهم في إيمانهم به آيةً، هذا تفسير الحسن.
وقال قتادة: يعني: اليهود والنّصارى أنّهم يجدون محمّدًا في التّوراة والإنجيل أنّه رسول اللّه.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: منهم عبد اللّه بن سلامٍ، وغيره من علمائهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل...}

يقول: يعلمون علم محمد صلى الله عليه وسلم أنه نبيّ في كتابهم. (الآية) منصوبة و(أن) في موضع رفع. ولو قلت: {أو لم يكن لّهم آيةٌ} بالرّفع (أن يعلمه) تجعل (أن) في موضع نصب لجاز ذلك). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل}
وقال: {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه} اسم في موضع رفع مثل {مّا كان حجّتهم إلاّ أن قالوا} ولكن هذا لا يكون فيه إلا النصب في الأول {أن يعلمه} هو الذي يكون آية
وقد يجوز الرفع وهو ضعيف). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل}؟! أي علامة). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل }
إذا قلت (يكن) فالاختيار نصب (آية).
ويكون (أن يعلمه) اسم كان ويكون (آية) خبر كان، المعنى أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل أن النبي عليه السلام حق وأنّ نبوته حق آية؛ أي علامة موضّحة، لأن العلماء الذين آمنوا من بني إسرائيل وجدوا ذكر النبي عليه السلام مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، كما قال اللّه عزّ وجلّ.
ومن قرأ (أولم تكن لهم آية) - بالتاء - جعل " آية " هي الاسم.
و " أن يعلمه " خبر (يكن).
ويجوز أيضا " أولم تكن لهم آية " بالتاء ونصب آية كما قال عزّ وجلّ: (ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا أن قالوا).
ومثله قول لبيد:
فمضى وقدّمها وكانت عادة=منه إذا هي عرّدت إقدامها
فنصب (عادة) وقد أنث (كانت) وهي للإقدام، لأن الاسم والخبر في كان لشيء واحد وقد جاور الفعل لفظ التأنيث). [معاني القرآن: 4/102-101]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل}
وفي قراءة عبد الله أو ليس لكم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل
قال مجاهد هو عبد الله بن سلام
وقال غيره هو عبد الله وغيره ممن أسلم). [معاني القرآن: 5/104]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولو نزّلناه} [الشعراء: 198]، يعني: القرآن.
{على بعض الأعجمين {198}). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين...}

الأعجم في لسانه. والأعجميّ المنسوب إلى أصله إلى العجم وإن كان فصيحاً. ومن قال: أعجم قال للمرأة عجماء إذا لم تحسن العربيّة ويجوز أن تقول عجميّ تريد أعجميّ تنسبه إلى أصله). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين} يقال رجل أعجم إذا كانت في لسانه عجمة، ورجل عجمى أي من العجم وليس من اللسان، قال ذو الرمة:
أحبّ المكان القفر من أجل أنني= به أتغنّى بأسمها غير معجم
والدواب عجم لأنها لا تتكلم وجاء في الحديث العجماء جبارٌ لا تودي أي لا دية فيه). [مجاز القرآن: 2/91]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين}
وقال: {على بعض الأعجمين} واحدهم "الأعجم" وهو إضافة كالأشعرين). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الأعجمين}: واحدهم أعجم والأنثى عجماء والجمع عجم إذا كان في لسان عجمة، والكلام الأعجمي ذو العجمة منسوب إلى نفسه كما قيل للأحمر أحمري فإذا نسبت الرجل إلى العجم قلت عجمي والجمع عجم، كما تقول عربي وعرب. وقوله {ولو جعلناه قرآنا أعجميا} فإنه منسوب إلى نفسه كما تقول للأحمر أحمري فنسبته إلى حمرته، فكذلك نسبته إلى عجميته. أعجمي وعربي ويتكلم بالأعجمي). [غريب القرآن وتفسيره: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على بعض الأعجمين} يقال: رجل أعجم، إذا كانت في لسانه عجمة، ولو كان عربيّ النّسب،
ورجل أعجمي: إذا كان من العجم، وإن كان فصيح اللسان). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: (ولو نزّلناه على بعض الأعجمين }
(الأعجمين) جمع أعجم، والأنثى عجماء، والأعجم الذي لا يفصح، وكذلك الأعجمي، فأمّا العجميّ فالذي من جنس العجم.
أفصح أو لم يفصح). [معاني القرآن: 4/102]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو نزلناه على بعض الأعجمين}
الأعجم الذي لا يفصح وإن كان عربيا
والعجمي الذي أصله من العجم وإن كان فصيحا
وقد ذكرنا قوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين} في سورة الحج). [معاني القرآن: 5/105-104]

تفسير قوله تعالى: {فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقرأه عليهم} [الشعراء: 199] محمّدٌ في تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه.
{ما كانوا به مؤمنين} [الشعراء: 199] يقول: لو أنزلناه بلسانٍ عجميٍّ لم تؤمن
[تفسير القرآن العظيم: 2/524]
به العرب كقوله: {وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه} [إبراهيم: 4].
وقال قتادة: إذًا لكانوا شرّ النّاس فيه، لما فقهوه، ولا دروا ما هو). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذلك سلكناه} [الشعراء: 200] جعلناه.
{في قلوب المجرمين} [الشعراء: 200] المشركين، التّكذيب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كذلك سلكناه...}

يقول: سلكنا التكذيب في قلوب المجرمين كي لا يؤمنوا به {حتى يروا العذاب الأليم} وإن كان موقع كي في مثل هذا (لا) وأن جميعاً صلح الجزم في (لا) والرفع.
والعرب تقول: ربطت الفرس لا يتفلّت جزماً ورفعاً. وأوثقت العبد لا يفرر جزماً ورفعاً. وإنما جزم لأن تأويله إن لم أربطه فرّ فجزم على التأويل.
أنشدني بعض بني عقيل:
وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا=مساكتة لا يقرف الشرّ قارف
ينشد رفعاً وجزماً. وقال آخر:
لو كنت إذ جئتنا حاولت رؤيتنا=أو جئتنا ماشياً لا يعرف الفرس
رفعاً وجزماً وقوله:
لطالما حلأنماها لا ترد=فخلّياها والسّجال تبترد
من ذلك). [معاني القرآن: 2/284-283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كذلك سلكناه} يعني: التكذيب، أدخلناه {في قلوب المجرمين} ). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين }
أي سلكنا تكذيبهم به في قلوبهم، جعل اللّه - عزّ وجل - مجازاتهم أن طبع على قلوبهم وسلك فيها الشرك). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {لا يؤمنون به} [الشعراء: 201] بالقرآن.
{حتّى يروا العذاب الأليم} [الشعراء: 201] الموجع، يعني: قيام السّاعة). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم * فيأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون}

وقال: {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم} {فيأتيهم} ليس بمعطوف على {حتّى} إنّما هو جوابٌ لقوله: {لا يؤمنون به} فلما كان جوابا للنفي انتصب،
وكذلك {فيقولوا} إنما هو جواب للنفي.
وقال: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} أي: فاسمعوا مني). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم }
أخبر عزّ وجلّ أنه لما سلك في قلوبهم الشرك منعهم من الإيمان). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيأتيهم بغتةً} [الشعراء: 202] فجأةً.
{وهم لا يشعرون {202}). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم * فيأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون}

وقال: {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم} {فيأتيهم} ليس بمعطوف على {حتّى} إنّما هو جوابٌ لقوله: {لا يؤمنون به} فلما كان جوابا للنفي انتصب،
وكذلك {فيقولوا} إنما هو جواب للنفي.
وقال: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} أي: فاسمعوا مني). [معاني القرآن: 3/18] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون }
معنى (بغتة) فجاءة). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيقولوا} [الشعراء: 203] يومئذٍ عند ذلك.
{هل نحن منظرون} [الشعراء: 203] مؤخّرون، مردودون إلى الدّنيا فنؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {أفبعذابنا يستعجلون} [الشعراء: 204] على الاستفهام، أي: قد استعجلوا به لقولهم: {ائتنا بعذاب اللّه} [العنكبوت: 29] وذلك منهم استهزاءٌ وتكذيبٌ بأنّه لا يأتيهم العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون} [الشعراء: 207].
حدّثنا أبو بكرٍ أحـ....
الحسن الصّبّاحيّ، قال: حد...
العبّاس بن الزّبير البحرانيّ، قال: حدّثنا عمر بن أبي عمر، عن سفيان بن حبيبٍ، عن سفيان...
حربٍ، عن عكرمة: {أفرأيت إن متّعناهم سنين} [الشعراء: 205] قال: مثل عمر الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/525] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أفرأيت إن متّعناهم سنين {205} ثمّ جاءهم ما كانوا يوعدون {206}} [الشعراء: 205-206] العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون} [الشعراء: 207].
حدّثنا أبو بكرٍ أحـ....
الحسن الصّبّاحيّ، قال: حد...
العبّاس بن الزّبير البحرانيّ، قال: حدّثنا عمر بن أبي عمر، عن سفيان بن حبيبٍ، عن سفيان...
حربٍ، عن عكرمة: {أفرأيت إن متّعناهم سنين} [الشعراء: 205] قال: مثل عمر الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أهلكنا} [الشعراء: 208]، يعني: وما عذّبنا، تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/525]
{من قريةٍ إلا لها منذرون} [الشعراء: 208] رسلٌ.
وقال قتادة: وما أهلك قريةً إلا من بعد الحجّة، والرّسل، والبيّنة، والعذر). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ لها منذرون...}
وفي موضع آخر: {إلا ولها كتابٌ معلوم} وقد فسّر هذا). [معاني القرآن: 2/284]

تفسير قوله تعالى: {ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ذكرى وما كنّا ظالمين} [الشعراء: 209].
قال قتادة: أي: ما كنّا لنعذّبهم إلا من بعد البيّنة والحجّة، كقوله: {وما كنّا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} [القصص: 59] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ذكرى وما كنّا ظالمين...}

ذكرى في موضع نصب أي ينذرونهم تذكرة وذكرى. ولو قلت: (ذكرى) في موضع رفعٍ أصبت، أي: ذلك ذكرى، وتلك ذكرى). [معاني القرآن: 2/284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما أهلكنا من قرية إلّا لها منذرون * ذكرى وما كنّا ظالمين}
(ذكرى) يكون نصبا ويكون رفعا إلا أن الإعراب لا يظهر فيها لأن آخرها ألف مقصورة، فمن نصب فعلى المصدر ودلّ عليه الإنذار؛ لأن قوله: {إلّا لها منذرون} معناه ألا لها مذكرون ذكرى.
ويجوز أن تكون في موضع رفع على معنى إنذارنا ذكرى، على خبر الابتداء، ويجوز ذكرا وما كنا ظالمين، منوّن ولا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأنّ بها إلا أن تثبت بها رواية صحيحة،
يقال: ذكرته ذكرى بألف التأنيث وذكرته ذكرا وتذكيرا وتذكرة وذكرا، وهو منّي على ذكر لا غير). [معاني القرآن: 4/102-103]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما تنزّلت به الشّياطين} [الشعراء: 210] قال قتادة: وما تنزّلت بكتاب اللّه، يعني: القرآن الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما تنزّلت به الشّياطين...}
ترفع النون).
... وجاء عن الحسن (الشياطون) وكأنه من غلط الشيخ ظنّ أنه بمنزلة المسلمين والمسلمون). [معاني القرآن: 2/285-285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وما تنزّلت به الشّياطين}
وقرأ الحسن الشياطون، وهو غلط عند النحويين، ومخالفة عند القراء للمصحف.
فليس يجوز في قراءة ولا عند النحويين، ولو كان يجوز في النحو، والمصحف على خلافه لم تجز عندي القراءة به). [معاني القرآن: 4/103]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما ينبغي لهم} [الشعراء: 211] أن يتنزّلوا به.
{وما يستطيعون} [الشعراء: 211] ذلك، تفسير قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :
( {
وما ينبغي لهم} أي: ما يصلح لهم، وهذا مثل قوله: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} أي: وما يصلح له). [ياقوتة الصراط: 389]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّهم عن السّمع} [الشعراء: 212] قال قتادة: عن سمع السّماء.
{لمعزولون} [الشعراء: 212] وكانوا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يستمعون أخبارًا من أخبار السّماء، فأمّا الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه، فلمّا بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منعوا من تلك المقاعد الّتي كانوا يستمعون فيها إلا ما يسترق أحدهم فيرمى بشهابٍ.
عن أبيه، قال: حدّثني عبيدٌ الصّيّد، قال: سمعت أبا رجاءٍ العطارديّ، يقول: كنّا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما نرى نجمًا
[تفسير القرآن العظيم: 2/526]
يرمى به، فلمّا كان ذات ليلةٍ إذا النّجوم قد رمي بها، فقلنا: ما هذا؟ إن هذا إلا أمرٌ حدثٌ، فجاءنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث، وأنزل اللّه هذه الآية في سورة الجنّ: {وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له
شهابًا رصدًا} [الجن: 9] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/527]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّهم عن السّمع لمعزولون...}

يعني الشياطين برجم الكواكب). [معاني القرآن: 2/285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّهم عن السّمع} مفتوح الأول لأنه مصدر " سمعت " " والمعنى الاستماع " يقال: سمعته سمعاً حسناً.
وأخفض جناحك " أي ألن جانبك وكلامك). [مجاز القرآن: 2/91]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّهم عن السّمع لمعزولون} أي عن الاستماع بالرّجم). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّهم عن السّمع لمعزولون}
لمّا رموا بالنجوم منعوا من السّمع). [معاني القرآن: 4/103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنهم عن السمع لمعزولون}
أي عن استماع الوحي لممنوعون بالرجم
وروى عروة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن الكهان كانوا يحدثوننا بالشيء فنجده كما يقولون فقال تلك الكلمة يخطفها أحدهم فيكذب معها مائة كذبة وذكر الحديث).
[معاني القرآن: 5/105]
تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فلا تدع مع اللّه إلهًا آخر} [الشعراء: 213]، يعني: ولا تعبد مع اللّه إلهًا آخر، تفسير السّدّيّ.
قال: {فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقد عصمه اللّه من ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/527]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] تفسير الكلبيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج حتّى قام على الصّفا، وقريشٌ في المسجد، ثمّ نادى: يا صباحاه، ففزع النّاس، فخرجوا، فقالوا: ما لك يابن عبد المطّلب؟ فقال: يا آل غالبٍ، قالوا: هذه غالبٌ عندك، ثمّ نادى: يا أهل لؤيٍّ، ثمّ نادى: يا آل كعبٍ، ثمّ نادى: يا آل مرّة، ثمّ نادى: يا آل كلابٍ، ثمّ نادى: يا آل قصيٍّ،
فقالت قريشٌ: أنذر الرّجل عشيرته الأقربين، انظروا ماذا يريد، فقال له أبو لهبٍ: هؤلاء عشيرتك قد حضروا، فما تريد؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أرأيتم لو أنذرتكم أنّ جيشًا يصبّحونكم أصدّقتموني؟ قالوا: نعم، قال فإنّي أنذركم النّار، وإنّي لا أملك لكم من الدّنيا منفعةً ولا من الآخرة نصيبًا إلا أن تقولوا: لا إله إلا اللّه، فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك، فأنزل
اللّه: {تبّت يدا أبي لهبٍ} [المسد: 1]، فتفرّقت عنه قريشٌ، وقالوا:
[تفسير القرآن العظيم: 2/527]
مجنونٌ يهذي من أمّ رأسه.
- قال اللّه: {فإن عصوك فقل إنّي بريءٌ ممّا تعملون} [الشعراء: 216] عن أبيه قال: وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن أنّ هذه الآية لمّا نزلت دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عشيرته بطنًا بطنًا حتّى انتهى إلى بني عبد المطّلب، فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي رسول اللّه إليكم، لي عملي ولكم أعمالكم، إنّي لا أملك لكم من اللّه شيئًا، إنّما أوليائي منكم المتّقون، ألا
لا أعرفنّكم تأتونني تحملون الدّنيا على رقابكم، ويأتيني النّاس يحملون الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ جل: (وأنذر عشيرتك الأقربين }

يروى في التفسير أنّه لما نزلت هذه الآية نادى النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف يا عباس عمّ النبي يا صفيّة عمّة رسول اللّه،
إني لا أملك لكم من اللّه شيئا، سلوني من مالي ما شئتم.
ويروى أيضا أنه لما نزلت هذه الآية صعد الصفا، ونادى الأقرب فالأقرب فخذا فخذا). [معاني القرآن: 4/103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأنذر عشيرتك الأقربين}
قال عبد الله بن عباس، لما نزلت صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصاح يا صباحاه فاجتمعوا إليه من بين رجل يجيء وبين رجل يبعث برسول فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن رجلا جاء من هذا الفج ليغير عليكم أصدقتموني قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
فقال أبو لهب ألهذا دعوتنا تبا لك فأنزل الله جل وعز: {تبت يدا أبي لهب وتب}
وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية قال يا صفية عمة رسول الله يا فاطمة ابنة محمد يا بني عبد المطلب إني لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم). [معاني القرآن: 5/106-105]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215] كقوله: {بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ} [التوبة: 128] وكقوله: {فبما رحمةٍ من اللّه لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك} [آل عمران: 159] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين}

تأويله: ألن جناحك، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإلانة الجانب مع ما وصفه اللّه به من لين الخلق وتعظيم خلقه في اللّين وجميل الأخلاق.
فقال: {وإنّك لعلى خلق عظيم }صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 4/103]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فإن عصوك} [الشعراء: 216] فإن عصاك المشركون.
{فقل إنّي بريءٌ ممّا تعملون} [الشعراء: 216] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]

تفسير قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتوكّل على العزيز الرّحيم {217} الّذي يراك حين تقوم {218} وتقلّبك} [الشعراء: 217-219] قال قتادة: الّذي يراك قائمًا، وجالسًا، وفي حالاتك.
قال: {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] قال قتادة: في الصّلاة.
وقال بعضهم: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] في الصّلاة وحدك {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219]
[تفسير القرآن العظيم: 2/528]
في صلاة الجميع.
وقال بعضهم: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] في الصّلاة قائمًا {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] في الرّكوع والسّجود.
قال يحيى: أحد هذين الوجهين تفسير الحسن وقتادة.
وقال بعضهم: {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يرى في الصّلاة من خلفه كما يرى من بين يديه.
- قال يحيى: وسمعت سعيدًا يذكر عن قتادة عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أحسنوا الرّكوع والسّجود إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم، والّذي نفسي بيده إنّي لأراكم من بعد ظهري كما أراكم من بين يديّ».
- حمّادٌ عن ثابتٍ البنانيّ عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «استووا، والّذي نفسي بيده إنّي لأراكم من ورائي كما أراكم من بين يديّ».
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] أينما كنت). [تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يراك حين تقوم...}

{وتقلّبك في السّاجدين...} يقول: يرى تقلبك في المصلّين. وتقلّبه قيامه وركوعه وسجوده). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذي يراك حين تقوم * وتقلّبك في السّاجدين} أي : المصلين). [معاني القرآن: 4/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} [آية: 218-219]
قال مجاهد وقتادة في الساجدين في المصلين
قال مجاهد وكان يرى من خلفه كما يرى من أمامه
قال عكرمة أي قائما وراكعا وساجدا
وروي عن ابن عباس أنه قال تقلبه في الظهور حتى أخرجه نبيا). [معاني القرآن: 5/107]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّه هو السّميع العليم} [الشعراء: 220] لا أسمع منه ولا أعلم منه). [تفسير القرآن العظيم: 2/529]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين...}
كانت الشياطين قبل أن ترجم تأتي الكهنة مثل مسيلمة الكذّاب وطليحة وسجاح فيلقون إليهم بعض ما يسمعون ويكذبون. فذلك {يلقون} إلى كهنتهم {السّمع} الذي سمعوا {وأكثرهم كاذبون} ). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين}
ثم أنبأ فقال: {تنزّل على كلّ أفّاك أثيم}
لأنه عزّ وجلّ قال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين}.
ثم قال {نزل به الرّوح الأمين}.. و{ما تنزلت به الشياطين} كالمتصل بهذا، ثم أعلم أن الشياطين تنزّل على كل أفاك أثيم، أي على كل كذاب، لأنها كانت تأتي مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة فيلقون إليهم ويزيدون أولئك كذبا). [معاني القرآن: 4/104]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين {221} تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ {222} يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون {223}} [الشعراء: 221-223].
سعيد بن قتادة قال: {تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} [الشعراء: 222] قال قتادة: والأفّاك الكذّاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قال يحيى: وهم الكهنة {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223] كانت الشّياطين تصعد إلى السّماء تستمع ثمّ تنزل إلى الكهنة، فتخبرهم، فتحدّث الكهنة بما نزلت به الشّياطين من السّمع وتخلط به الكهنة كذبًا كثيرًا فيحدّثون به النّاس، فأمّا ما كان من سمع السّماء فيكون حقًّا، وما خلطوا به من الكذب يكون كذبًا.
قال يحيى: وتفسير الحسن في قوله: {وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223]، أي: وجماعتهم كاذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} أي كذاب بهات أثيم أي آثم بمنزلة عليم في موضع عالم).
[مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين}
ثم أنبأ فقال: (تنزّل على كلّ أفّاك أثيم }
لأنه عزّ وجلّ قال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين}.
ثم قال (نزل به الرّوح الأمين).. و (ما تنزلت به الشياطين) كالمتصل بهذا، ثم أعلم أن الشياطين تنزّل على كل أفاك أثيم، أي على كل كذاب، لأنها كانت تأتي مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة فيلقون إليهم ويزيدون أولئك كذبا). [معاني القرآن: 4/104] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تنزل على كل أفاك أثيم}
قال مجاهد على كل أفاك على كل كذاب). [معاني القرآن: 5/107]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أفاك) أي: كذاب). [ياقوتة الصراط: 389]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أثيم) أي: عاص). [ياقوتة الصراط: 390]

تفسير قوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين {221} تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ {222} يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون {223}} [الشعراء: 221-223].
سعيد بن قتادة قال: {تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} [الشعراء: 222] قال قتادة: والأفّاك الكذّاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قال يحيى: وهم الكهنة {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223] كانت الشّياطين تصعد إلى السّماء تستمع ثمّ تنزل إلى الكهنة، فتخبرهم، فتحدّث الكهنة بما نزلت به الشّياطين من السّمع وتخلط به الكهنة كذبًا كثيرًا فيحدّثون به النّاس، فأمّا ما كان من سمع السّماء فيكون حقًّا، وما خلطوا به من الكذب يكون كذبًا.
قال يحيى: وتفسير الحسن في قوله: {وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223]، أي: وجماعتهم كاذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/530] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( وقوله: {يلقون السّمع} أي يسترقونه).
[تفسير غريب القرآن: 321]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أنّى
أنّي: يكون بمعنيين. يكون بمعنى: كيف، نحو قول الله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} أي كيف يحييها؟
وقوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي كيف شئتم) [تأويل مشكل القرآن: 525] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون} [الشعراء: 224] تفسير مجاهدٍ وقتادة: الغاوون، الشّياطين الّذين يلقون الشّعر على الشّعراء الّذي لا يجوز في الدّين). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون...}

نزلت في ابن الزبعرى وأشباهه لأنهم كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
وقوله: {يتّبعهم الغاوون} غواتهم الذين يرون سبّ النبي عليه السلام.
ثم استثنى شعراء المسلمين. فقال:{إلا الذين آمنوا} ). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتّبعهم الغاوون}: قوم يتّبعونهم يتحفّظون سبّ النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم ويروونه). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه عام يراد به خاص:
كقوله سبحانه حكاية عن النبي، صلّى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وحكاية عن موسى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يرد كل المسلمين والمؤمنين،
لأن الأنبياء قبلهما كانوا مؤمنين ومسلمين، وإنما أراد مؤمني زمانه ومسلميه.
وكقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}، ولم يصطفهم على محمد صلّى الله عليه وسلم ولا أممهم على أمّته،
ألا تراه يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، وإنما أراد عالمي أزمنتهم.
وكقوله سبحانه: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا}، وإنما قاله فريق من الأعراب.
وقوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ولم يرد كل الشعراء.
ومنه قوله سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}، وإنما قاله نعيم بن مسعود لأصحاب محمد، صلّى الله عليه وسلم إنّ النّاس قد جمعوا لكم، يعني: أبا سفيان، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف). [تأويل مشكل القرآن: 282-281] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون}
ويجوز يتبعهم - بالتشديد والتخفيف -.
والغاوون الشياطين في التفسير، وقيل أيضا الغاوون من الناس، فإذا هجا الشاعر بما لا يجوز، هوي ذلك قوم وأحبّوه، وهم الغاوون، وكذلك إن مدح ممدوحا بما ليس فيه أحبّ ذلك قوم وتابعوه فهم الغاوون). [معاني القرآن: 4/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والشعراء يتبعهم الغاوون}
قال ابن عباس الرواة
وقال الضحاك هما اثنان تهاجيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار وكان مع كل واحد منهما جماعة وهم الغواة أي السفهاء
وقال عكرمة هم الذين يتبعون الشاعر
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد يتبعهم الغاوون قال الشياطين
وروى خصيف عن مجاهد قال هم الذين يتبعونهم ويروون شعرهم). [معاني القرآن: 5/107-108]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تعالى: {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون} [الشعراء: 225] يذهبون في كلّ وادٍ من أودية الكلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {في كلّ وادٍ يهيمون} الهائم هو المخالف للقصد الجائر عن كل حق وخير).
[مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يهيمون}: الهائم الذاهب المخالف للقصد). [غريب القرآن وتفسيره: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون} ؟! أي في كل واد من القول، وفي كل مذهب يهيمون: يذهبون كما يذهب الهائم على وجهه). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون}
ليس يعنى به أودية الأرض، إنما هو مثل لقولهم وشعرهم، كما تقول في الكلام: أنا لك في واد وأنت لي في واد، وليس يريد أنك في واد من الأرض، إنما يريد أنا لك في واد من النفع كبير وأنت لي في صنف. والمعنى أنهم يغلون في الذم والمدح، ويكذبون. ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه، وكذلك الذمّ فيسبّون، فذلك قوله:
{في كلّ واد يهيمون * وأنّهم يقولون ما لا يفعلون } وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم). [معاني القرآن: 4/105-104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون}
قال مجاهد أي في كل فن يفتنون قال أبو جعفر والتقدير في اللغة في كل واد من القول يهيمون قال أبو عبيدة الهائم المخالف للقصد في كل شيء). [معاني القرآن: 5/108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ}: أي في كل واد من القول يذهبون على وجوههم مثل البهائم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 177]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَهِيمُونَ}: يذهبون على غير قصد). [العمدة في غريب القرآن: 228]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: 226] قال قتادة: يمدح قومٌ بباطلٍ ويذمّ قومٌ بباطلٍ، ثمّ استثنى اللّه، فقال: {إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [الشعراء: 227]). [تفسير القرآن العظيم: 2/530] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون }

ليس يعنى به أودية الأرض، إنما هو مثل لقولهم وشعرهم، كما تقول في الكلام: أنا لك في واد وأنت لي في واد، وليس يريد أنك في واد من الأرض، إنما يريد أنا لك في واد من النفع كبير وأنت لي في صنف. والمعنى أنهم يغلون في الذم والمدح، ويكذبون. ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه، وكذلك الذمّ فيسبّون، فذلك قوله:
{في كلّ واد يهيمون * وأنّهم يقولون ما لا يفعلون}
وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم). [معاني القرآن: 4/105-104] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: 226] قال قتادة: يمدح قومٌ بباطلٍ ويذمّ قومٌ بباطلٍ، ثمّ استثنى اللّه، فقال: {إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [الشعراء: 227] قال قتادة: هذه ثنيا اللّه في الشّعراء وغيرهم، والشّعراء من المؤمنين الّذين استثنى اللّه: حسّان بن ثابتٍ، وعبد اللّه بن رواحة، وكعب بن مالكٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وذكروا اللّه كثيرًا} [الشعراء: 227] في غير وقتٍ، في تفسير الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 2/530]
{وانتصروا من بعد ما ظلموا} [الشعراء: 227] سعيدٌ، عن قتادة، قال: وانتصروا بمثل ما ظلموا، نزلت في رهطٍ من الأنصار هاجوا، يعني: عن نبيّ اللّه عليه السّلام، منهم كعب بن مالكٍ، وعبد اللّه بن رواحة.
{من بعد ما ظلموا} [الشعراء: 227] من بعد ما ظلمهم المشركون، أي: انتصروا بالكلام، وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم.
قال: {وسيعلم الّذين ظلموا} [الشعراء: 227] قال قتادة: الّذين أشركوا من الشّعراء وغيرهم.
{أيّ منقلبٍ ينقلبون} [الشعراء: 227] من بين يدي اللّه إذا وقفوا بين يديه يوم القيامة، أي: أنّهم سيعلمون حينئذٍ أنّهم سينقلبون من بين يدي اللّه إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/531]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ الّذين آمنوا...}

لأنهم ردّوا عليهم: فذلك قوله: {وانتصروا من بعد ما ظلموا} وقد قرئت {يتّبعهم الغاوون} و{يتبعهم} وكل صواب). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم استثنى - عزّ وجلّ - الشعراء الذين مدحوا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وردّوا هجاء من هجاه وهجا المسلمين
فقال: {إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}
أي لم يشغلهم الشّعر عن ذكر اللّه عز وجل ولم يجعلوه همّتهم.
إنّما ناضلوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيديهم وألسنتهم، فهجوا من يستحق الهجاء وأحق الخلق بالهجاء من كذّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجاه،
فقال: {إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.
وجاء في التفسير أن الذين عنوا بـ (الذين آمنوا وعملوا الصالحات)
عبد اللّه بن رواحة الأنصاري وكعب بن مالك وحسّان بن ثابت الأنصاري.
وقوله: {وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.
يعني أنهم ينقلبون إلى نار جهنم يخلّدون فيها.
و " أيّ " منصوبة بقوله (ينقلبون) لا بقوله (وسيعلم) لأن " أيّا " وسائر الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها). [معاني القرآن: 4/105]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}
قال عبد الله بن عباس يعني عبد الله بن رواحة وحسانا
وفي غير هذا الحديث لما نزلت هذه الآية قال عبد الله قد علم الله جل وعز أنا نقول الشعر وأنزل هذا، فأنزل الله عز وجل: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا} أي ناضلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن المؤمنين من هجاهم
ثم قال جل وعز: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}
روي في الحديث أنه يراد به من بين يدي الله جل وعز إلى النار). [معاني القرآن: 5/110-109]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة