العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو الحجة 1431هـ/9-11-2010م, 03:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 15 إلى 33]


{هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) }

تفسير قوله تعالى:{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {طوًى...} هو واد بين المدينة ومصر، فمن أجراه قال: هو ذكرٌ سمينا به ذكراً، فهذا سبيل ما يجرى، ومن لم يجره جعله معدولا عن جهته. كما قال: رأيت عمر، وذفر، ومضر لم تصرف لأنها معدولة عن جهتها، كأن عمر كان عامراً، وزفر زافراً، وطوى طاوٍ، ولم نجد اسماً من الياء والواو عدل عن جهته غير طوى، فالإجراء فيه أحب إليّ: إذ لم أجد في العدول نظيراً). [معاني القرآن: 3/232-233]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({المقدّس} المبارك.
{طوىً} وطوىً مضمومة ومكسورة فمن لم ينوّن جعله اسماً مؤنثاً، ومن نوّن جعله ثنىً طوىً جعله مرتين مصدر، قال عدي بن زيد المبادي:
أعاذل إن اللوم في غير كهنه = على طوىً من غيّك المتردّد
وبعضهم يقول: طوى وبعضهم يقول: ثنًى). [مجاز القرآن: 2/285]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إذ ناداه ربّه بالواد المقدّس طوًى}، وقال: {بالواد المقدّس طوًى} فمن لم يصرفه جعله بلدة أو بقعة من صرفه جعله اسم واد أو مكان.
وقال بعضهم: "لا بل هو مصروف وإنما يريد بـ{طوى}: طوىً من الليل، لأنك تقول: "جئتك بعد طوًى من الليل" ويقال: {طوىً} منونة مثل "الثّنى" وقال الشاعر:
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم = وبدأهم إن أتانا كان ثنيانا
والثّنى: هو الشيء المثنيّ). [معاني القرآن: 4/45]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إذ ناداه ربّه بالواد المقدّس طوى (16)} أي المبارك.
وقرئت (طوى اذهب) -غير مصروفة- وطوى منوّنة. وقرئت طوى بكسر الطاء.
وطوى اسم الوادي الذي كلم الله عليه موسى. فمن صرفه فهو بمنزلة نغر وصرد إذا سميت به مذكرا، ومن لم يصرفه فهو على ضربين:
أحدهما: أن يكون اسم البقعة التي هي مشتملة على الوادي، كما قال: {في البقعة المباركة من الشّجرة}.
وقيل: إنه منع الصرف لأنه معدول نحو عمر، فكان "طوى" عدل عن طاو كما أن عمر عدل عن عامر.
ومن قال (طوى) بالكسر فعلى معنى المقدّس مرة بعد مرة.
كما قال طرفة بن العبد:
أعاذل إنّ اللّوم في غير كنهه عليّ طوى من غيّك المتردّد
أي إن اللوم المكرور عليّ). [معاني القرآن: 5/279]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأراه الآية الكبرى (20)} يعني أنه اليد التي أخرجها تتلألأ من غير سوء). [معاني القرآن: 5/279-280]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {نكال الآخرة والأولى...}.
إحدى الكلمتين قوله: {ما علمت لكم مّن إلهٍ غيري} والأخرى قوله: {أنا ربّكم الأعلى}). [معاني القرآن: 3/233](م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى} أي: أخذه الله أخذاً نكالاً للآخرة والأولى). [معاني القرآن: 3/233]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى}وقال: {فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى} لأنه حين قال: {أخذه} كأنه "نكّل له" فأخرج المصدر على ذلك. وتقول "و الله لأصرمنّك تركا بيّناً"). [معاني القرآن: 4/46]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى (25)}
{نكال} منصوب مصدر مؤكد لأن معنى أخذه اللّه نكّل به نكال الآخرة والأولى أي أغرقه في الدنيا ويعذبه في الآخرة.
وجاء في التفسير أن {نكال الآخرة والأولى} نكال قوله: {ما علمت لكم من إله غيري}.
وقوله: {أنا ربّكم الأعلى} فنكل اللّه به نكال هاتين الكلمتين). [معاني القرآن: 5/280]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ([{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} فإحداهما] قوله: {أَنَا [تفسير المشكل من غريب القرآن: 292] رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24] و[الأخرى] قوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38]، وكان بينهما أربعون سنة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {أأنتم أشدّ خلقاً أم السّماء...} يعني: أهل مكة ثم وصف صفة السماء، فقال: بناها). [معاني القرآن: 3/233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {أأنتم أشدّ خلقا أم السّماء بناها (27)} قال بعض النحويين: {بناها} من صلة السّماء، المعنى أم التي بناها.
وقال قوم: "السماء" ليس مما يوصل، ولكن المعنى: أأنتم أشدّ خلقا أم السّماء أشدّ خلقا). [معاني القرآن: 5/280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم بين كيف خلقها فقال: {بناها (27) رفع سمكها فسوّاها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29)}). [معاني القرآن: 5/280](م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأغطش ليلها...} أظلم ليلها.
وقوله جل وعز: {وأخرج ضحاها...} ضوءها ونهارها). [معاني القرآن: 3/233]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أغطش ليلها} أظلم وكل أغطش لا يبصر). [مجاز القرآن: 2/285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وأخرج ضحاها} ضوءها بالنهار). [مجاز القرآن: 2/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وأغطش ليلها}: أظلم وكل أغطش لا يبصر.
{وأخرج ضحاها}: ضوؤها بالنهار). [غريب القرآن وتفسيره: 412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أغطش ليلها} أي جعله مظلما). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم بين كيف خلقها فقال: {بناها (27) رفع سمكها فسوّاها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29)} أي أظلم ليلها.
{وأخرج ضحاها}: أظهر نورها بالشمس). [معاني القرآن: 5/280]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وأغطش} أي: وأظلم). [ياقوتة الصراط: 553]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي جعله مظلماً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَغْطَشَ}: أظلم. {ضُحَاهَا}: ضوءها). [العمدة في غريب القرآن: 334]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها...}.
يجوز نصب الأرض ورفعها. والنصب أكثر في قراءة القراء، وهو مثل قوله: {والقمر قدّرناه منازل}، مع نظائر كثيرة في القرآن). [معاني القرآن: 3/233]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والأرض بعد ذلك دحاها} بسطها، يقول: دحوت ودحيت). [مجاز القرآن: 2/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({دحاها}: بسطها. يقال دحوت ودحيت والرجل يدحو بالكرة يقذفها.
و{طحاها} مثلها). [غريب القرآن وتفسيره: 412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({والأرض بعد ذلك دحاها} أي بسطها).
[تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والأرض بعد ذلك دحاها (30)} القراءة على نصب {الأرض}، على معنى: ودحا الأرض بعد ذلك، وفسر هذا المضمر فقال {دحاها}، كما تقول: ضربت زيدا وعمرا أكرمته.
وقد قرئت {والأرض بعد ذلك دحاها} على الرفع بالابتداء. والنصب أجود، لأنك تعطف بفعل على فعل أحسن، فيكون على معنى بناها.
وفعل وفعل ودحا الأرض بعد ذلك). [معاني القرآن: 5/280]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَحَاهَا} أي بسطها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَحَاهَا}: بسطها). [العمدة في غريب القرآن: 334]

تفسير قوله تعالى: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله تعالى: إذ ذكر الأرض فقال: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} [النازعات: 31] كيف دلّ بشيئين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للأنام، من العشب والشجر، والحب والثمر والحطب، والعصف واللّباس، والنّار والملح، لأن النار من العيدان، والملح من الماء.وينبئك أنه أراد ذلك قوله: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}). [تأويل مشكل القرآن: 4]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {والجبال أرساها (32)}تفسير نصب الجبال كتفسير نصب الأرض، وكذلك يجوز الرفع، وقد قرئ به في الجبال على تفسير والأرض.
ومعنى {أرساها} أثبتها). [معاني القرآن: 5/280-281]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَرْسَاهَا}: ثبتها). [العمدة في غريب القرآن: 334]

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {متاعاً لّكم...} خلق ذلك منفعة لكم، ومتعة لكم، ولو كانت متاع لكم كان صوابا، مثل ما قالوا: {لم يلبثوا إلاّ ساعةً مّن نهارٍ بلاغٌ}، وكما قال: {متاعٌ قليلٌ ولهم عذابٌ أليمٌ} وهو على الاستئناف يضمر له ما يرفعه). [معاني القرآن: 3/233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({متاعاً لكم} أي منفعة لكم). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله تعالى: إذ ذكر الأرض فقال: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} [النازعات: 31] كيف دلّ بشيئين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للأنام، من العشب والشجر، والحب والثمر والحطب، والعصف واللّباس، والنّار والملح، لأن النار من العيدان، والملح من الماء. وينبئك أنه أراد ذلك قوله: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}). [تأويل مشكل القرآن: 4](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والمتاع: المنفعة، قال الله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 73]، وقال تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [النازعات: 33] وقال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة: 96].
وقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ} [النور: 29] أي ينفعكم ويقيكم من الحرّ والبرد، يعني الخانات.ومنه: متعة المطلّقة). [تأويل مشكل القرآن: 512](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {متاعا لكم ولأنعامكم (33)} نصب {متاعا لكم} بمعنى قوله أخرج منها ماءها ومرعاها للإمتاع لكم؛ لأن معنى أخرج منها ماءها ومرعاها أمتع بذلك). [معاني القرآن: 5/281]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَتَاعاً لَّكُمْ} أي منفعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 293]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ذو الحجة 1431هـ/9-11-2010م, 03:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 34 إلى آخر السورة]


{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإذا جاءت الطّامّة...} وهي القيامة تطم على كل شيء، يقال: تطم وتطمّ لغتان). [معاني القرآن: 3/234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فإذا جاءت الطّامّة الكبرى (34)} إذا جاءت الصيحة التي تطم كلّ شيء، الصيحة التي يقع معها البعث والحساب والعقاب والعذاب والرحمة). [معاني القرآن: 5/281]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({الطامة} أي: يوم القيامة). [ياقوتة الصراط: 554]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّامَّةُ}: القيامة). [العمدة في غريب القرآن: 335]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى {فإنّ الجحيم هي المأوى...}مأوى أهل هذه الصفة، وكذلك قوله: {فإنّ الجنّة هي المأوى...} مأوى من وصفناه بما وصفناه به من خوف ربه ونهيه نفسه عن هواها). [معاني القرآن: 3/234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأمّا من طغى (37) وآثر الحياة الدّنيا (38) فإنّ الجحيم هي المأوى (39)} هذا جواب فإذا جاءت الطامة الكبرى، فإن الأمر كذلك، ومعنى هي المأوى أي هي المأوى له، وقال قوم: الألف واللام بدل من الهاء، المعنى فهي مأواه لأن الألف واللام بدل من الهاء، وهذا كما تقول للإنسان: غض الطرف يا هذا. فلابس الألف واللام بدلا من الكاف وأن كان المعنى غض طرفك لأن المخاطب يعلم أنك لا تأمره بغض طرف غيره.
قال الشاعر:
فغضّ الطرف إنّك من نمير = فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وكذلك معنى {فإنّ الجنّة هي المأوى} على ذلك التفسير). [معاني القرآن: 5/281]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أيّان مرساها...} يقول القائل: إنما الإرساء للسفينة والجبال، وما أشبههن، فكيف وصفت الساعة بالإرساء؟ قلت: هي بمنزلة السفينة إذا كانت جارية فرست، ورسوّها قيامها، وليس قيامها كقيام القائم على رجله ونحوه، إنما هو كقولك: قد قام العدل، وقام الحق، أي: ظهر وثبت). [معاني القرآن: 3/234]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أيّان مرساها} مرساها منتهاها، مرسى السفينة حيث تنتهى). [مجاز القرآن: 2/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أيان مرساها}: متى قيامها إذا أرست). [غريب القرآن وتفسيره: 412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أيّان مرساها}؟ أي متى تأتي فتستقر؟ لأن الأشراط تتقدمها).
[تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها (42)} معناه متى وقوعها وقيامها). [معاني القرآن: 5/281]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُرْسَاهَا}: وقوعها). [العمدة في غريب القرآن: 335]

تفسير قوله تعالى: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فيم أنت من ذكراها}؟ أي ليس علم ذلك عندك). [تفسير غريب القرآن: 513]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى {إلى ربّك منتهاها (44)} أي منتهى علمها). [معاني القرآن: 5/281]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّما أنت منذر من يخشاها...} أضاف عاصم والأعمش، ونوّن طلحة بن مصرف وبعض أهل المدينة، فقالوا: "منذرٌ من يخشاها"، وكلٌّ صواب وهو مثل قوله: "بالغٌ أمره"، و"بالغ أمره" و"موهنٌ كيد الكافرين" و{موهن كيد الكافرين} مع نظائر له في القرآن). [معاني القرآن: 3/234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّما أنت منذر من يخشاها (45)} وقرئت (منذر) بالتنوين على معنى "إنما أنت في حال إنذار من يخشاها" و"تنذر أيضا فيما يستقبل من يخشاها"، ومفعل وفاعل إذا كان واحد منهما ومما كان في معناهما لما يستقبل وللحال نوّنته؛ لأنه يكون بدلا من الفعل، والفعل لا يكون إلا نكرة.
وقد يجوز حذف التنوين على الاستئناف، والمعنى معنى ثبوته يعني ثبوت التنوين، فإذا كان لما مضى فهو غير منوّن ألبتّة، تقول: أنت منذر زيدا، أي - أنت أنذرت زيدا). [معاني القرآن: 5/282]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {إلاّ عشيّةً أو ضحاها...} يقول القائل: وهل للعشى ضحا؟ إنما الضحا لصدر النهار، فهذا بيّن ظاهر من كلام العرب أن يقولوا: آتيك العشية أو غداتها، وآتيك الغداة أو عشيتها. تكون العشية في معنى: آخر، والغداة في معنى: أول، أنشدني بعض بني عقيل:
نحن صبحنا عامراً في دارها = عشية الهلال أو سرارها
أراد عشية الهلال أو عشية سرار العشية، فهذا أسد من آتيك الغداة أو عشيتها). [معاني القرآن: 3/234-235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إلّا عشيّة أو ضحاها (46)} هذه الألف والهاء عائدة على {عشيّة}، المعنى إلّا عشيّة أو ضحاها. أو ضحى العشية، فأضفت الضحى إلى العشية، والغداة والعشي والضحوة والضحى لليوم الذي يكون فيه، فإذا قلت أتيتك صباحا ومساءه، أو مساء وصباحه، فالمبنى أتيتك صباحا ومساء يلي الصباح، وأتيتك مساء وصباحا يلي المساء). [معاني القرآن: 5/282]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة