العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (34) إلى الآية (37) ]

{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّرٍ جبّارٍ (35)
قرأ أبو عمرو وحده (على كلّ قلبٍ متكبّرٍ) منونًا وقراً الباقون بالإضافة
قال أبو منصور - من نون (قلبٍ) جعل قوله (متكبّرٍ) نعتًا له، ومعناه: أن صاحبه متكبر.
ومن قرأ (على كلّ قلب متكبّرٍ) أضاف (قلب) إلى (متكبّرٍ) وهو وجه القراءة؛ لأن المتكبر هو الإنسان). [معاني القراءات وعللها: 2/346]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {على كل قلب متكبر جبار} [35].
قرأ أبو عمرو وابن ذكوان عن ابن عامر: {قلب متكبر} منونًا جعله نعتًا للقلب؛ لأن القلب إذا تكبر تكبر صاحبه، كما قال: {فظلت أعناقهم لها خاضعين} لأن الأعناق لما خضعت أخضعت أربابها. وتكبر القلب: قسوته، وإذا قسا القلب كان معه ترك الطاعة. وكذلك تقول: مررت بيوم عاصف أي: عاصف ريحه وعاصف الريح.
وقرأ الباقون: {على كل قلب متكبر} بالإضافة أي: على كل قلب رجل مكتبر، واحتجوا بما حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/268]
في حرف عبد الله {كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار به} فهذا شاهد لمن أضاف.
قال الفراء: وسمعت بعض النحويين يقول: إن فلانا يرجل شعره يوم كل جمعة فقدم وأخر. والجبار في اللغة: الذي يقتل على الغضب له.
فإن سأل فقال: إن صفات الله تعالى نحو: عليم، وكبير، وجبار، محمودة فلم صار هذا مذمومًا؟
فقل: إن جبارًا في صفة الله هو الذي عباده على ما أراد وأحيا وأما، وهي صفة لا تليق إلا بالله. وكذلك الكبر رداء الله فإذا جاء المخلوق ليتشبه بمن لا يشبهه شيء وارتكب ما ليس له ونازع الله جل جلالة رداءه، وكان مذمومًا له.
فإن قال قائل: فإن (أفعل) لا يكون منه (فعال)؟
فقل: قال ثعلب: عن سلمة عن الفراء قال: قد وجدت فعالاً من أفعل حرفين أدرك فهو دراك، وأجبر فهو جبار ولا ثالث لهما، يقال: أجبرته على كذا، أي قهرته، وجبرت العظم الفقير فهما مجبوران، والله جابر كل كسر، وجبر وجبار من أجبر.
قال ابن خالوية: وقد وجدت حرفًا ثالثًا أسار الشراب في القدح فهو سأر، وقال الأخطل:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/269]
لا بالحصور ولا فيها بسأر
ومن روي: بسوار) فهو المعربد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/270]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو وحده: على كل قلب متكبر [غافر/ 35] ينوّن قلب. وقرأ الباقون: على كل قلب متكبر مضاف.
وجه قول أبي عمرو أنّه جعل التكبّر صفة للقلب، وإذا وصف القلب بالتكبّر كان صاحبه في المعنى متكبّرا، وكأنّه أضاف التكبّر إلى القلب كما أضاف الصّعر إلى الخدّ، في قوله: ولا تصعر خدك للناس [لقمان/ 18] فكما يكون بتصعّر الخدّ متكبرا، كذلك يكون التكبّر في القلب متكبر الجملة. وممّا يقوّي ذلك أنّ الكبر قد أضيف إلى القلب في قوله: إن في صدورهم إلا كبر [غافر/ 56] فالكبر في
[الحجة للقراء السبعة: 6/109]
القلب، كالصغر في الخدّ، والثني في الجيد في قوله:
«.. ثاني الجيد ».
وكذلك كإضافة الخضوع إلى أعناق فيمن جعل الأعناق جمع عنق الذي هو العضو. فكما أنّ هذه الأمور إذا أضيفت إلى هذه الأعضاء، ووصفت بها، كان الوصف شاملا لجملة
الشخص، كذلك التكبّر إذا أضيف إلى القلب يكون صاحبه به متكبّرا. وكذلك إضافة الكتابة إلى اليد في قوله: فويل لهم مما كتبت أيديهم [البقرة/ 79] فأمّا من أضاف فقال: على كل قلب متكبر، فلا يخلو من أن يقدّر الكلام على ظاهره، أو يقدّر فيه حذفا، فإن تركه على ظاهره كان المعنى: يطبع على كلّ قلب متكبّر، أي: يطبع على جملة القلب من المتكبّر، وليس المراد أنّه يطبع على كلّ قلبه فيعمّ الجميع بالطبع، إنّما المعنى أنّه يطبع على القلوب إذا كانت قلبا قلبا، والطبع علامة في جملة القلب، كالختم عليه، فإذا كان الحمل على الظاهر غير مستقيم علمت أنّ الكلام ليس على ظاهره، وأنّه قد حذف منه شيء، وذلك المحذوف إذا أظهرته كذلك، يطبع اللّه على كلّ قلب، كلّ متكبّر، فيكون المعنى: يطبع على القلوب إذا كانت قلبا قلبا، من كلّ متكبّر، ويختم عليه، ويؤكّد ذلك أنّ في حرف ابن مسعود فيما زعموا: على قلب كل متكبر، وإظهار كل* في حرفه يدلّ على أنّه في حرف العامّة أيضا مراد وحسن كل* لتقدّم ذكرها، كما جاء ذلك في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/110]
أكلّ امرئ تحسبين امرأ ونار توقّد بالليل نارا وفي قولهم: ما كلّ سوداء تمرة، ولا بيضاء شحمة. فحذف كل* لتقدّم ذكرها وكذلك في الآية). [الحجة للقراء السبعة: 6/111]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبّار}
قرأ أبو عمرو وابن عامر {على كل قلب متكبر} بالتّنوين وقرأ الباقون بغير تنوين
من نون جعل المتكبر نعتا للقلب وصفة له لأن القلب إذا تكبر تكبر صاحبه المعنى أن صاحبه متكبر كقوله تعالى {ناصية كاذبة}
[حجة القراءات: 630]
أضاف الفعل إلى الناصية والمعنى لصاحبها وممّا يقوي ذلك قوله {إن في صدورهم إلّا كبر} فالكبر في القلب قال اليزيدي حجّة هذه القراءة قوله {ونطبع على قلوبهم} ولم يقل عليهم فالطبع إنّما قصد به القلب ومن قرأ بالإضافة فهو الوجه لأن المتكبر هو الإنسان المعنى على قلب كل رجل متكبر). [حجة القراءات: 631]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ} [آية/ 35] منونًا غير مضاف:-
قرأها أبو عمرو، وابن عامر على اختلاف عنه.
والوجه أن قوله {مُتَكَبِّرٍ} صفة لقلب ووصف القلب بالتكبر مستقيم، كما قال تعالى {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ}، وإذا وصف القلب بالتكبر كان
[الموضح: 1124]
صاحب القلب موصوفًا بذلك، وإنما حسن وصف القلب بالكبر؛ لأن كبر المتكبر هو اعتقاد لعظمة نفسه، والاعتقاد محله القلب.
وقرأ الباقون {عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ} بالإضافة.
والوجه أنه أضيف القلب إلى المتكبر؛ لأن التكبر من صفة الإنسان فهو ههنا على حذف الموصوف، كأنه قال: كل قلب إنسان متكبر، وفي هذا شيء آخر وهو أنه أضاف كلا إلى القلب وهو في المعنى للمتكبر؛ لأن المعنى يطبع الله على قلب كل متكبر، فقلب الكلام.
ويؤيد ذلك أن ابن مسعود قرأه كذلك.
وقال أبو علي: ليس المراد أن يطبع على كل قلبه فيعم القلب بالطبع، وإنما المعنى أنه يطبع على القلوب من المتكبرين، فلا بد إذًا من أن يكون فيه إضمار {كُلِّ} آخر حتى يصح المعنى، كأنه قال يطبع الله على كل قلب كل متكبر، فحذف كلا الثانية، كما قال:
153- أكل امرئ تحسبين امرءًا = ونار توقد بالليل نارا
أي وكل نار، فحذف كلا الثانية). [الموضح: 1125]

قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لعلّي أبلغ الأسباب (36)
فنح الياء ابن كثر ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأسكتها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/346]

قوله تعالى: {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأطّلع إلى إله موسى)
قرأ حفص وحده (فأطّلع) نصبًا وقرأ الباقون (فأطّلع) رفعًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/346]
قال أبو منصور: من قرأ (فأطّلع) بالرقع عطفه على قوله: (لعلّي أبلغ الأسباب فأطّلع) وهو وجه القراءة.
ومن نصب (فأطّلع) جعله جوابًا لـ (لعلّي)
وأنشد الفراء لبعض العرب:
علّ صروف الدّهر أو دولاتها... تديلنا اللّمّة من لمّاتها
فتستريح النّفس من زفراتها
فنصب على الجواب لـ (علّ)، وعلّ، ولعلّ معناهما واحد). [معاني القراءات وعللها: 2/347]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {فأطلع إلى إله موسى} [37].
روي حفص عن عاصم: {فأطلع إلى إله موسى} بالنصب لأن من العرب من ينصب جواب «لعل» بالفاء كما ينصب جواب كما ينصب جواب الاستفهام وغيره وقد قرأ عاصم أيضًا: {فتنفعه الذكرى} قال الشاعر شاهدًا لهذه القراءة-:
عل صروف الدهر أو دولاتها
يدللننا اللمة من لماتها
فتستريح النفس من زفراتها
وفي هذا البيت شاهد آخر، وهو أنه خفض بـ «لعل» وبني آخره على الكسرة، وهي لغة خطأها الكوفيون والبصريون، يقال: لعل زيدًا قائم وعل زيدًا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/270]
وعلى زيد وعل زيد ولعنك ولأنك ورعنك وزعتك كل ذلك بمعنى «لعل» .
وقرأ الباقون بالرفع: {فأطلع} وهو الاختيار نسق على لعلي أبلغ فأطلع.
وحكي الأخفش وحده لو أن قارئًا قرأ: {ياهامان ابن لي صرحًا} [36] بضم النون لكان صوابًا يتبع ضمة نون {ههمن} بضمه «ابن» لأن الألف سقطت للوصل والباء ليس حاجزًا قويًا إذ كان ساكنًا، وهذا غلط عندي؛ لأن كسرة النون في {ابن لي صرحًا} دلالة على الياء الساقطة فمتي ضممت ذهبت العلامة ألا ترى أن النحويين قالوا: من قرأ: {يا أبت إني رأيت} بكسر التاء لم يجز إلا الوقف بالتاء؛ لئلا تذهب العلامة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/271]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {وصد عن السبيل} [37].
قرأ أهل الكوفة: {وصد} ردا على قوله: {وكذلك زين}.
وقرأ الباقون: {وصد} بالفتح.
قال أبو عبيد: وهو الاختيار؛ لأن فيه حجة لأهل السنة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/271]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم في رواية حفص: فأطلع [غافر/ 37] نصبا.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم فأطلع* رفعا.
من رفع فقال: لعلّي أبلغ فأطلع كان المعنى: لعلّي أبلغ ولعلّي أطلع، ومثل هذه القراءة قوله: لعله يزكى أو يذكر [عبس/ 3، 4] أي لعلّه يتزكّى، ولعلّه يتذكّر. وليس بجواب، ولكن المعنى أبلغ فأطلع. ومن نصب جعله جوابا بالفاء لكلام غير موجب، كالأمر، والنهي، ونحوهما ممّا لا يكون إيجابا، والمعنى: إنّني إذا بلغت اطّلعت، ومثله: ألا تقع الماء فتسبح، أي ألّا تقع، وألا تسبح، وإذا نصب كان المعنى: إنّك إذا وقعت سبحت). [الحجة للقراء السبعة: 6/111]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم وحمزة والكسائي: وصد عن السبيل [غافر/ 37] بضمّ الصاد.
وقرأ الباقون: وصد* بفتح الصاد.
من قرأ: وصد عن السبيل بضمّ الصّاد فلأنّ ما قبله فعل مبني
[الحجة للقراء السبعة: 6/111]
للمفعول، فجعل ما عطف عليه مثله، والذي قبله: وكذلك زين لفرعون سوء عمله [غافر/ 37].
ومن قال: وصدّ فبنى الفعل للفاعل، فلأنّ فرعون قد تقدّم ذكره، وهو الصاد عن السبيل، ومن صدّه عن السبيل المستقيم والإيمان، وعيده من آمن على إيمانهم في قوله: لأقطعن أيديكم وأرجلكم [الأعراف/ 124، الشعراء/ 49] ونحو ذلك ممّا أوعدهموه لإيمانهم، والمزيّن له سوء عمله، والصادّ له هم طغاة أصحابه والشيطان. كما بيّن ذلك في الآية الأخرى في قوله: وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم [النمل/ 24] وممّا يقوّي بناء الفعل للفاعل: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله [محمد/ 1] وإن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله [الحج/ 25] هم الذين كفروا وصدوكم [الفتح/ 25] وكذلك وصد عن السبيل ينبغي أن يكون الفعل مبنيا منه للفاعل مثل الآي الأخر.
قال: وصدّ عن السبيل، وصدّ عن الدين وقال: رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا [النساء/ 61] فيجوز أن يكون يصدّون هم عنك ويجوز أن يكون يصدّون المسلمين عن متابعتك والإيمان بك فصدّ وصددته، مثل رجع ورجعته، ونحوه). [الحجة للقراء السبعة: 6/112]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السّماوات فأطلع إلى إله موسى} 36 و37
قرأ حفص {فأطلع إلى إله موسى} بالنّصب جعله جوابا بالفاء كأنّه جعل {لعلي أبلغ} تمنيا ونصب {فاطلع} على جواب التّمنّي بالفاء جعله جوابا بالفاء لكلام غير موجب والمعنى إنّي إذا بلغت اطّلعت
وقرأ الباقون {فاطلع} بالرّفع نسقا على قوله {أبلغ} المعنى لعلي أبلغ ولعلي أطلع ومثل هذه القراءة قوله {لعلّه يزكّى أو يذكر} أي لعلّه يتزكى ولعلّه يتذكّر). [حجة القراءات: 631]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السّبيل}
[حجة القراءات: 631]
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {وصد عن السّبيل} بضم الصّاد على ما لم يسم فاعله وجعلوا الفعل لله إن الله صده عن السّبيل كما قال {وطبع على قلوبهم} أي طبع الله عليها وحجتهم أن الكلام أتى عقيب الخبر من الله فلفظ ما لم يسم فاعله وهو قوله {وكذلك زين لفرعون} فجرى الكلام بعده بترك تسمية الفاعل ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {وصد عن السّبيل} بالنّصب أسندوا الفعل إلى الفاعل وجعلوا الفعل له لأن فرعون تقدم ذكره وهو الصّاد عن السّبيل في قوله تعالى {لأقطعن أيديكم وأرجلكم} ونحو هذا وممّا يقوي بناء الفعل للفاعل قوله {الّذين كفروا وصدوا عن سبيل الله} فذلك أسندوا ها هنا إلى الفاعل). [حجة القراءات: 632]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله {فأطلع إلى} قرأ حفص بالنصب على الجواب لـ «لعل»، لأنها غير واجبة كالأمر والنهي، والمعنى: إذا بلغت اطلعت، كما تقول: لا تقع في الماء فتسبح، معناه في النصب، إن وقعت في الماء سبحت، ومعناه في الرفع: لا تقع في الماء ولا تسبح، وقرأ الباقون بالرفع، عطفوه على {أبلغ} فالتقدير: لعلي أبلغ ولعلي أطلع، كأنه توقع أمرين على ظنه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/244]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {وصد عن السبيل} قرأه الكوفيون بضم الصاد، على ما لم يسم فاعله، وفرعون قام مقام الفاعل، وهو مضمر في {صد} فهو محمول على «زين» لأنه مبني للمفعول أيضًا، وهو {فرعون} فهو مضمر في الفعلين جميعًا، قام مقام الفاعل فيهما، وفتح الباقون الصاد، جعلوا {فرعون} فاعلا، ردوه على ذكر {فرعون} في قوله: {وقال فرعون} «36» وقوله: {زين لفرعون}، وقد تقدم ذكر هذا في الرعد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/244]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} [الآية/ 37] بنصب العين:-
رواها ص- عن عاصم.
[الموضح: 1125]
والوجه أن قوله {فَأَطَّلِعَ} جواب للترجي، وهو قوله {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ}، فالفعل الذي بعد الفاء منصوب بإضمار أن، كما يكون إذا كان جوابًا للأمر والنهي والاستفهام؛ لأن الكل غير موجب، والمعنى إن أبلغ أطلع، فقد صح كونه جوابًا.
وقرأ الباقون {فَاطَّلَعَ} بالرفع.
والوجه أنه معطوف على {أَبْلُغُ}، وليس بجواب، بل هو داخل في الترجي، كأنه قال لعلي أبلغ ولعلي أطلع). [الموضح: 1126]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} [آية/ 37] بفتح الصاد:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر.
والوجه أنه على بناء الفعل للفاعل، والفاعل هو فرعون، وقد تقدم ذكره في قوله {زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ} وهو الصاد عن السبيل، كما قال: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله}.
وقرأ الكوفيون ويعقوب {وَصَدُّ عَنْ سَبِيلِ الله} بضم الصاد.
والوجه أنه مبني للمفعول به؛ لأن ما قبله كذلك وهو قوله {زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ} فكما أن ذاك على ما لم يسم فاعله فكذلك هذا الذي عطف عليه، ليكون المعطوف والمعطوف عليه متناسبين). [الموضح: 1126]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (38) إلى الآية (46) ]
{وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)}


قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38)}
قوله تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39)}
قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {يدخلون الجنة يرزقون فيها} [40].
قرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر عن عاصم: {يدخلون} بالضم لقربة من {يرزقون}.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم ويحيي عن أبي بكر: {يدخلون} بالفتح. ومعنى هذا أنهم إذا أدخلوا دخلوا، كما تقول: أمات الله زيدًا فمات هو غير أن مات فعل المطاوعة والدخول فعل على الحقيقة إذا أكارهوا عليه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها [غافر/ 40] بضم الياء. وقرأ عاصم في رواية أبي هشام عن يحيى وابن عطارد عن أبي بكر عن عاصم: يدخلون* بضمّ الياء، وفي رواية خلف وأحمد بن عمر الوكيعي عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم: يدخلون بفتح الياء. حفص عن عاصم يفتح الياء:
يدخلون وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي: يدخلون بفتح الياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/113]
من حجّة من ضمّ الياء قوله: أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم [الأعراف/ 43] فإذا أورثوها أدخلوها.
وحجّة من قرأ يدخلون ادخلي في عبادي وادخلي جنتي [الفجر/ 29] فعلى هذا يدخلون). [الحجة للقراء السبعة: 6/114]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأولئك يدخلون الجنّة يرزقون فيها بغير حساب} 40
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر {فأولئك يدخلون الجنّة} بضم الياء وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال إذ كان بعدها ما يؤكدها مثل {لا يظلمون} و{يرزقون} و{يحلون} لأن الأخرى توكيد الأولى فإذا لم يكن معها ذلك فالياء مفتوحة ويقوّي هذا قوله {وأدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّات}
وقرأ الباقون {يدخلون الجنّة} بفتح الياء وحجتهم قوله تعالى
[حجة القراءات: 632]
{ادخلوها بسلام آمنين} وقوله {ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون} فكان أمر الله إيام أن يدخلوها دليلا على ما أسند الفعل إليهم والمعنيان يتداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا أدخلهم الله الجنّة دخلوا فمعنى {يدخلون} و{يدخلون} واحد قال الله عز وجل {وأدخل الّذين آمنوا} وقال {سندخلهم} فهم مفعولون وفاعلون). [حجة القراءات: 633]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [آية/ 40] بضم الياء وفتح الخاء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ياش- ويعقوب.
[الموضح: 1126]
والوجه أنه من الإدخال، والفعل مبني لما لم يسم فاعله، وهو مضارع أدخلوا، كقوله {تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} فأورثوا كأدخلوا، ومعلوم أن الفاعل فيهما هو الله تعالى، إلا أن القصد هو إسناد الفعل إليهم.
وقرأ الباقون {يَدْخُلُونَ} بفتح الياء وضم الخاء.
والوجه أنه من الدخول، والفعل مبني للفاعل؛ لأن الدخول حاصل منهم بإدخال الله تعالى إياهم). [الموضح: 1127]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما لي أدعوكم (41)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان.
وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/347]

قوله تعالى: {تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)}
قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43)}
قوله تعالى: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وعباس عن أبي عمرو: أمري إلى الله [غافر/ 44] ساكنة الياء، وروى اليزيدي وغيره عن أبي عمرو بفتح الياء). [الحجة للقراء السبعة: 6/107]

قوله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أدخلوا ءال فرعون} [45].
قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {أدخلوا} بقطع الألف،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/271]
لأن الدخول ليس هو ما يشاءونه، ويفتعلونه من ذات أنفسهم، بل الزبانية يدخلونهم بعسف وعنف، وضرب وسحب.
وقرأ الباقون بالوصل: {ويوم تقوم الساعة أدخلوا} على تقدير: يقال لهم: ادخلوا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/272]

قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم تقوم السّاعة ادخلوا آل فرعون (46)
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم (الساعة ادخلوا) بضم الألف.
وقرأ الباقون (السّاعة أدخلوا) مقطوعة الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (أدخلوا آل فرعون) فالمعنى: يقول الله يوم القيامة: أدخلوا آل فرعون النار.
ومن قرأ (ادخلوا) ففيه ضمير القول أيضًا، المعنى: ويوم تقوم الساعة يقول الله: ادخلوا يا آل فرعون.
نصب (آل) لأنه نداء مضاف.
وفي القراءة الأولى نصب (آل فرعون) لأنه مفعول به، ونصب (النّار) لأنه مفعول ثانٍ). [معاني القراءات وعللها: 2/348]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو الساعة ادخلوا [غافر/ 46] موصولة. وقرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: أدخلوا بفتح الألف وكسر الخاء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/112]
قال أبو علي: القول: مراد في الوجهين جميعا، كأنّه يقال: أدخلوهم ويقال: ادخلوا، فمن قال: أدخلوا كان آل فرعون مفعولا بهم، وأشد العذاب مفعول ثان، والتقدير إرادة حرف الجر ثم حذف، كما أنّك إذا قلت دخل زيد الدار كان معناه: في الدار.
كما أن خلافه الذي هو خرج كذلك في التعدّي. وكذلك قوله: لتدخلن المسجد الحرام [الفتح/ 27].
ومن قال: ادخلوا آل فرعون [غافر/ 46] كان انتصاب آل فرعون على النداء، ومعنى أشد العذاب، أنّه في موضع: مفعول به، وهو في الاختصاص مثل المسجد الحرام، وحذف الجار فانتصب انتصاب المفعول به، وحجّة من قال: ادخلوا* قوله: ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون [الزخرف/ 70] وادخلوها بسلام آمنين [الحجر/ 46] ادخلوا أبواب جهنم [غافر/ 76] وهذا النحو كثير.
وحجّة من قال: أدخلوا أنّهم أمر بهم فأدخلوا). [الحجة للقراء السبعة: 6/113]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({النّار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم السّاعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ وحفص {السّاعة أدخلوا آل فرعون} بقطع الألف وكسر الخاء على جهة الأمر للملائكة بإدخالهم يقال للملائكة {أدخلوا آل فرعون} فيكون {آل فرعون} نصبا بوقوع الفعل عليهم وحجتهم في ذلك أن الكلام أتى عقيب الفعل الواقع بهم وهو قوله {النّار يعرضون عليها} فهم حينئذٍ مفعولون فجعل الإدخال واقعا بهم ليأتلف الكلام على طرق واحد
وقرأ الباقون {السّاعة أدخلوا} موصولة على الأمر لهم بالدّخول المعنى ويوم تقوم السّاعة نقول ادخلوا يا آل فرعون وحجتهم في ذلك قوله {ادخلوا أبواب جهنّم} وقال {ادخلوا في أمم قد خلت}
[حجة القراءات: 633]
وتنصب {آل فرعون} على هذه القراءة بالنداء المضاف). [حجة القراءات: 634]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {الساعة أدخلوا} قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي بالقطع وكسر الخاء، جعلوا الفعل رباعيًا، وعدوه إلى مفعولين، إلى {آل} وإلى {أشد}، وحرف الجر مقدر محذوف من {أشد}، أي: في أشد العذاب، والقول مضمر معه، والتقدير: ويوم تقوم الساعة، يقال: أدخلوا آل فرعون، فهو أمر للخزنة من الملائكة، وهو الاختيار، وقرأ الباقون بوصل الألف، وضم الخاء، جعلوا الفعل ثلاثيًا، فعدوه إلى مفعول واحد، وهو «أشد» على تقدير حذف حرف الجر منه، لأن أصل «دخل» لا يتعدى إلى مفعول، كما أن نقيضه وهو «خرج» لا يتعدى، لكن كثر في «دخل» الاستعمال فحذف معه حرف الجر، فقال: دخلت البيت ودخلت الدار، أي: في البيت وفي الدار، وينتصب {آل} في هذه القراءة على النداء، وعلى إضمار القول فيه أيضًا، والتقدير: ويوم تقوم الساعة يقول ادخلوا بآل فرعون أشد العذاب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/245]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {السَّاعَةُ أَدْخِلُوا} [آية/ 46] بوصل الألف وضم الخاء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ياش-.
والوجه أنه أمر لآل فرعون بالدخول، و{آَلَ فِرْعَوْنَ} منادى، والقول مضمر، والتقدير: ويوم تقوم الساعة يقول الله تعالى: {أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}، وانتصب {أَشَدَّ الْعَذَابِ}؛ لأنه مفعول به على حذف الجار وتعدية الفعل، والأصل ادخلوا فيه.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وص- عن عاصم ويعقوب {أَدْخِلُوا} بقطع الألف وكسر الخاء.
والوجه أنه أمر للملائكة بإدخال آل فرعون في أشد العذاب، كأنه قال: ويوم تقوم الساعة يقول الله للملائكة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب، فيكون {آَلِ فِرْعَوْنَ} المفعول الأول، و{أَشَدِّ الْعَذَابِ} المفعول الثاني، وهو أيضًا على حذف الجار وتعدية الفعل بنفسه، والقول مضمر كما سبق). [الموضح: 1127]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (47) إلى الآية (52) ]
{وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)}


قوله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47)}
قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49)}
قوله تعالى: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)}
قوله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {ويوم يقوم الأشهاد} [51].
اتفقوا على الياء، والأشهاد: جمع شاهد مثل صاحب وأصحاب، وفاعل وأفعال نادر، وإنما ذكرته لأن فعل الجماعة إذا تقدم يذكر ويؤنث). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/272]

قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- فأما قوله [تعالى]: {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم} [52].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالتاء لتأنيث المعذرة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/272]
وقرأ الباقون بالياء؛ لأن تأنيث المعذرة حقيقي، ولأنك قد حلت بين الفعل المؤنت بحائل فصار كالعوض من العلامة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/273]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن كثير وأبو عمرو: يوم لا تنفع [غافر/ 52] بالتاء.
وقرأ الباقون ينفع بالياء.
الوجهان حسنان لأنّ المعذرة والاعتذار بمعنى، كما أنّ الوعظ والموعظة كذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/115]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يوم لا ينفع الظّالمين معذرتهم} 52
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (يوم لا تنفع الظّالمين معذرتهم) التّاء لتأنيث المعذرة
وقرأ الباقون بالياء لأن المعذرة والعذر والاعتذار واحد كما أن الوعظ والموعظة واحد). [حجة القراءات: 634]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {لا ينفع الظالمين معذرتهم} قرأه الكوفيون ونافع بالياء، ذكروا الفعل حملًا على «العذر» لأن العذر والمعذرة سواء، وأيضًا فإن الفصل وقع بين المؤنث وفعله بالمفعول، وقرأ الباقون بالتاء لتـأنيث لفظ المعذرة، وقد مضى له نظائر، وبينّا علتها بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/245]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ} [آية/ 52] بالتاء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.
والوجه أن الفعل مسند إلى مؤنث، وهو المعذرة، فألحق الفعل علامة التأنيث لذلك.
وقرأ نافع والكوفيون {يَنْفَعُ} بالياء.
والوجه أن المعذرة مصدر، فهي بمعنى الاعتذار، فتأنيثها غير حقيقي، فلم يلحق الفعل علامة التأنيث لذلك؛ ولأنه قد فصل بين الفعل والفاعل بالمفعول به، وهو قوله {الظَّالِمِينَ} ). [الموضح: 1128]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (53) إلى الآية (59) ]
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53)}
قوله تعالى: {هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54)}
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)}
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)}
قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)}
قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قليلاً ما يتذكّرون (58)
قرأ الكوفيون (قليلاً ما تتذكرون) بتاءين وقرأ سائر القراء (قليلاً ما يتذكرون) بياء وتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (تتذكرون) فهو على الخطاب.
ومن قرأ (يتذكرون) فللغيبة و(ما) في القراءتين صلة مؤكدة). [معاني القراءات وعللها: 2/348]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {قليلا ما تتذكرون} [58].
قرأ أهل الكوفة بتاءين.
وقرأ الباقون بياء وتاء.
قال ابن خالوية: والوقف على: {ولا المسبئ} وقف عليه ابن مجاهد، ثم يبتدئ {قليلا} لأنه ينتصب {قليلا} بـ{تتذكرون} و«ما» صلة، هذا قول معمر.
وقال آخرون: يجعل «ما» مصدرًا مع الفعل أي: قليلا تذكرهم، وهذا قد أحكمناه في كتاب (الماءآت) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/273]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم وحمزة والكسائي: قليلا ما تتذكرون [غافر/ 58] بتاءين، والباقون بالياء.
التاء على: قل لهم قليلا ما تتذكرون، والياء على: أنّ الكفّار قليلا ما يتذكرون، أي: يقلّ نظرهم فيما ينبغي أن ينظروا فيه ممّا دعوا إليه). [الحجة للقراء السبعة: 6/115]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قليلا ما تتذكرون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {قليلا ما تتذكرون} على الخطاب وقرأ الباقون {يتذكرون} بالياء إخبارًا عن الكفّار وحجتهم في قوله قبلها {إن الّذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان} الآية ثمّ قال {ولكن أكثر النّاس} فكأنّه لما جرى الكلام قبله بالخبر ثمّ أتى عقيبه جعلوه بلفظ ما تقدمه إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد قال والتّاء أعم لأنّها تجمع الصّنفين أي أنتم وهم). [حجة القراءات: 634]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قليلًا ما تتذكرون} قرأه الكوفيون بتاءين على الخطاب للكفار، وقرأ الباقون بياء وتاء على الإخبار عن الكفار، وقد مضى له نظائر كثيرة، وقد ذكرنا «فيكون» في البقرة، وذكرنا «يدخلون» في النساء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/246]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ} [آية/ 58] بتاءين:-
قرأها الكوفيون.
والوجه أنه على معنى قل، كأنه قال: قل لهم يا محمد: قليلاً ما تتذكرون أيها الكفار.
وقرأ الباقون {يَتَذَكَّرُونَ} بالياء والتاء.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن المعنى إن الكفار قليلاً ما يتذكرون، أي يقل تذكرهم لما ينفعهم، والمعنى: إن نظرهم فيما أمروا بالنظر فيه قليل؛ وانتصاب {قَلِيلًا} بأنه صفة مصدر محذوف، أي يتذكرون تذكرًا قليلاً). [الموضح: 1128]

قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (60) إلى الآية (65) ]
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)}


قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سيدخلون جهنّم (65)
[معاني القراءات وعللها: 2/348]
قرأ ابن كثير، ويحيى عن أبي بكر عن عاصم، والحضرمي (سيدخلون جهنّم) بضم الياء وفتح الخاء، وكذلك روى عبيد عن أبي عمرو.
وقرأ الباقون وحفص والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (سيدخلون جهنّم) بفتح الياء وضم الخاء.
قال أبو منصور: من قرأ (سيدخلون جهنّم) فهو على ما لم يسم فاعله، و(جهنّم) مفعوله الثاني. ومن قرأ (سيدخلون جهنّم) فالفعل لهم، على معنى: سوف يدخلون جهنم). [معاني القراءات وعللها: 2/349]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {سيدخلون جهنم} [60].
قرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم: {سيدخلون} بالضم.
والباقون بالفتح، وعلته كعلة الأول ومعنى داخرين: صاغرين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الياء من قوله عزّ وجلّ: سيدخلون جهنم داخرين [غافر/ 60] وضمّها.
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو عمرو في رواية عباس بن الفضل: سيدخلون جهنم مرتفعة الياء.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم وأبو عمرو في غير رواية عباس: سيدخلون بفتح الياء.
يدلّ على سيدخلون قوله: ادخلوها بسلام آمنين [الحجر/ 46] فادخلوا أبواب جهنم [النحل/ 29] فعلى هذا يكون: سيدخلون.
فأمّا من قال، سيدخلون فهو من ادخلوا، ألا ترى أنّ الفعل مبني للمفعول، وقد تعدّى إلى مفعول واحد، فهذا يدلّ على أنّه إذا بني للفاعل تعدّى إلى مفعولين، فهذا على أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [غافر/ 46]). [الحجة للقراء السبعة: 6/114]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}
[حجة القراءات: 634]
قرأ ابن كثير وأبو بكر {سيدخلون} بضم الياء على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون بالفتح إخبارا عنهم
وقرأ أبو عمرو {سيدخلون} بالفتح لأنّه لم يأت بعده ما يؤكده مثل ما جاء في سائر القرآن من قوله {يرزقون} و{لا يظلمون} و{يحلون}). [حجة القراءات: 635]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {سيدخلون جهنم} «60» قرأ أبو بكر وابن كثير بضم الياء وفتح الخاء، وقرأ الباقون بفتح الياء، وضم الخاء، وقد تقدمت علة هذا في النساء في «يدخلون»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/245]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {سَيَدْخُلُونَ} [آية/ 60] بضم الياء وفتح الخاء:-
قرأها ابن كثير وعاصم ياش- ويعوب يس-.
والوجه أنه على بناء الفعل للمفعول به، وهو مضارع أدخلوا، كما قال
[الموضح: 1128]
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ} فإنهم لا يدخلونها حتى يدخلوها.
وقرأ الباقون {سَيَدْخُلُونَ} بفتح الياء وضم الخاء، وكذلك عاصم ص- ويعقوب ح-.
والوجه أنهم يدخلون جهنم إذا أدخلوها، فهم الداخلون؛ لأنهم مخاطبون بقوله تعالى {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} فيدخلونها). [الموضح: 1129]

قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61)}
قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62)}
قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)}
قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64)}
قوله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 08:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (66) إلى الآية (68) ]

{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)}


قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ثم لتكونوا شيوخًا} [67].
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وابن ذكوان وأبو بكر: {شيوخًا} بكسر الشين.
والباقون بالضم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/273]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 04:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (69) إلى الآية (77) ]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70)}
قوله تعالى: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وابن مسعود: [وَالسَلاسِلَ يَسْحَبُونَ]، بفتح اللام.
قال أبو الفتح: التقدير فيه إذ الأغلال أعناقهم ويسحبون السلاسل، فعطف الجملة من الفعل والفاعل على التي من المبتدأ والخبر، كما عودلت إحداهما بالأخرى في نحو قوله:
أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد ... أموف بأدراع ابن ظبية أم تذم
أي: أأنت موف بها أم تذم؟ فقابل المبتدأ والخبر التي من الفعل والمفعول الجاري مجرى الفاعل وقال الله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ}، أي: أصمتم؟ وعلى أنه لو كان إذ في أعناقهم الأغلال والسلاسل يسحبون لكان أمثل قليلا؛ من قبل أن قوله: في أعناقهم الأغلال يشبه في اللفظ تركيب الجملة من الفعل والفاعل؛ لتقدم الظرف على المبتدأ، كتقدم الفعل على الفاعل، مع قوة شبه الظرف بالفعل.
وعلى أن أبا الحسن يرفع زيدا من قولك: في الدار زيد بالظرف، كما يرفعه بالفعل. ومن غريب شبه الظرف بالفعل أنهم لم يجيزوا في قولهم: فيك يرغب أن يكون فيك مرفوعا بالابتداء، وفي "يرغب" ضميره، كقولك: زيد يضرب، من موضعين: أحدهما أن الفعل لا يرتفع بالابتداء، فكذلك الظرف.
والآخر أن الظرف لا ضمير له، كما أن الفعل لا ضمير له. ومن ذلك أيضا قوله:
زمان على غراب غداف ... فطيره الشيب عني فطارا
فعطفه الفعل على الظرف من أقوى دليل على شبهه به، وفيه أكثر من هذا فتركناه؛ لأن في هذا مقنعا بإذن الله). [المحتسب: 2/244]

قوله تعالى: {فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72)}
قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)}
قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74)}
قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75)}
قوله تعالى: {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76)}
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 04:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (78) إلى الآية (81) ]
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)}
قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79)}
قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80)}
قوله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 04:37 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (82) إلى الآية (85) ]
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)}


قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84)}
قوله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة