العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (21) إلى الآية (24) ]
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)}


قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)}
قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)}
قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (25) إلى الآية (29) ]
{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) }


قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم تشقّق السّماء بالغمام (25)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والحضرمي (تشّقّق) بتشديد الشين، وفي (ق) مثلها مشدد.
وخففها الباقون.
[معاني القراءات وعللها: 2/215]
قال أبو منصور: من قرأ (تشّقّق) أراد تتشقّق، فأدغم التاء في الشين، وشددت.
ومن قرأ (ويوم تشقّق) بتخفيف الشين، فإنه كان في الأصل (تتشقق) أيضًا، فحذفت إحدى التاءين). [معاني القراءات وعللها: 2/216]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ونزّل الملائكة تنزيلًا (25)
قرأ ابن كثير وحده (وننزل الملائكة) بنونين الثانية ساكنة، (الملائكة) نصبًا.
وقرأ الباقون (ونزّل الملائكة).
قال أبو منصور: من قرأ (ونزّل الملائكة) فهو على ما لم يسم فاعله.
ومن قرأ (وننزل الملائكة) فهو من قول الله، و(الملائكة) نصبٌ لأنه مفعول به.
قال: والقراءة المختارة: (ونزّل) بالتشديد؛ لأنه قيّده بقوله (تنزيلًا)
ومن أجاز (وننزل) قال: الإنزال، والتنزيل واحدٌ، وهو كقوله جلّ وعزّ: (وتبتّل إليه تبتيلًا (8) ). [معاني القراءات وعللها: 2/216]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {تشقق السماء بالغمام} [25].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر {تشقق} مشددًا أرادوا: تشقق فأدغموا، ومعناه: تتشقق السماء عن الغمام الأبيض ، ثم تنزل منها الملائكة، فـ «عن» و«الباء» تتعاقبان كقولهم: سأل زيد بكذا يريدون: عن كذا. قال الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع} أي: عن عذاب وأنشد:
دع المغمر لا تسأل بمصرعه = وآسأل بمصقلة البكرى ما فعلا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/119]
وقرأ الباقون {تشقق} مخففًا أرادوا أيضًا -: التاءين فخزلوا واحدة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/120]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ونزل الملائكة تنزيلا} [25].
قرأ ابن كثير وحده {وننزل الملائكة} بالنصب و{ننزل} بنونين، الأولى علم الاستقبال. والثانية سنخية، الله تعالى يخبر عن نفسه أي: وننزل نحن الملائكة.
وقرأ الباقون {ونزل الملائكة} على ما لم يسم فاعله.
و{الملائكة} رفع، اسم ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار؛ لأن {تنزيلا} لا يكون إلا مصدرًا لنزل، فلو قرأ ابن كثير وننزل بالتشديد لوافق تنزيلا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/120]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: (ويوم تشقق) [الفرقان/ 25] مشددة الشين، وقرأ الباقون خفيفة الشين.
[الحجة للقراء السبعة: 5/340]
قال أبو على: المعنى: تشقق السماء وعليها غمام، وقال: إذا السماء انشقت [الانشقاق/ 1]، فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان [الرحمن/ 37]، وجاء في التفسير فيما زعموا أنه تتشقق سماء سماء، ومعنى: ونزّل الملائكة إلى الأرض كما قال: وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر/ 22]. ويجوز في تشقق أمران: أحدهما أن يراد به الآتى، والآخر أن يكون حكاية حال تكون، كما أنّ قوله: ربما يود الذين كفروا [الحجر/ 2] كذلك، وكما أن قوله: وكلبهم باسط ذراعيه [الكهف/ 18]، في أنّه حكاية حال قد مضت، فكذلك قوله تعالى: هذا من شيعته وهذا من عدوه [القصص/ 15]، وتقدير تشّقّق: تتشقق، فأدغم التاء في الشين، لأنّ الصوت بالشين يلحق بمخارج هذه الحروف التي من طرف اللسان وأصول الثنايا، فأدغمن فيها كما أدغمن في الضاد لما كانت كذلك، وكما يدغم بعضهن في بعض.
ومن قال: تشقق بتخفيف الشين حذف التاء التي أدغمها من قال: تشّقّق. قال أبو الحسن: الخفيفة أكثر في الكلام نحو: تذكّر أمة الله، لأنّهم أرادوا الخفّة، فكان الحذف أخفّ عليهم من الإدغام). [الحجة للقراء السبعة: 5/341]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: (وننزل الملائكة) [الفرقان/ 25] نصبا تنزيلا منونا منصوبا وقرأ الباقون: ونزل الملائكة بنون لم يسمّ فاعله الملائكة رفعا.
قال أبو علي: التنزيل: مصدر نزّل، فكما أنّ في بعض الحروف: (ونزل الملائكة تنزيلا)، لأنّ أنزل مثل نزّل، كذلك قال
[الحجة للقراء السبعة: 5/341]
ابن كثير: (وننزل الملائكة تنزيلا) وفي التنزيل: وتبتل إليه تبتيلا [المزمل/ 8]، فجاء المصدر على فعّل، ولو كان على تبتّل لكان تبتّلا، وقال:
وقد تطوّيت انطواء الحضب حيث كان تطوّيت وانطويت يتقاربان حمل مصدر ذا على مصدر ذا. فأما: (ننزل الملائكة) نصبا، فالمعنى في (ننزل الملائكة) ونزل الملائكة واحدة. ومن قال: نزل الملائكة فبنى الفعل للمفعول، فمن الدّلالة عليه قوله: تنزل الملائكة والروح فيها [القدر/ 4] ف (تنزّل) مطاوع (نزّل) تقول: نزّلته فتنزّل). [الحجة للقراء السبعة: 5/342]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما روي عن ابن كثير وأهل مكة: [وَنُزِّلُ الْمَلائِكَة]، وكذلك روى خارجة عن أبي عمرو.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون محمولا على أنه أراد: ونُنَزِّلُ الملائكة، إلا أنه حذف النون الثانية التي هي فاء فِعل نزَّل؛ لالتقاء النونين استخفافا، وشبهها بما حذف من أحد المثلين
[المحتسب: 2/120]
الزائدين في نحو قولهم: أنتم تَفكرون وتَطهّرون، وأنت تريد: تتفكرون وتتطهرون ونحوه قراءة من قرأ: [وَكَذَلِكَ نُجِّي الْمُؤْمِنِين]، ألا تراه يريد: ننجِّي، فحذف النون الثانية وإن كانت أصلا لما ذكرنا؟ وقد تقدم القول على ذلك في سورة النور.
وروى عبد الوهاب عن أبي عمرو: [وَنُزِلَ الْمَلائِكَةُ]، خفيفة.
قال أبو الفتح: هذا غير معروف؛ لأن [نَزَلَ] لا يتعدى إلى مفعول به فيبنى هنا للملائكة؛ لأن هذا إنما يجيء على نَزَلتُ الملائكةَ، ونُزِل الملائكةُ. وَنَزَلْت غير متعدّ كما ترى.
فإن قلت: فقد جاء فُعِل مما لا يتعدى فَعَلَ منه، نحو زُكِمَ، ولا يقال زَكَمَه الله. وجُنّ، ولا يقال جنَّه الله. وإنما يقال: أزكمه الله، وأَجَنَّه الله- فإن هذا شاذ ومحفوظ، والقياس عليه مردود مرذول. فإما أن يكون ذلك لغة طارقة لم تقع إلينا، وإما أن يكون على حذف المضاف، يريد: ونُزِل نُزولُ الملائكة، ثم حُذف المضاف وأُقيم المضاف إليه مقامه على ما مضى، فأقام "الملائكة" مقام المصدر الذي كان مضافا إليها، كما فعل ذلك الأعشى في قوله:
أَلَمْ تَغْتَمِضْ عَيْنَاكَ ليلةَ أَرْمَدا
إنما يريد اغتماض ليلة أرمد فنصْبُ ليلة إذًا إنما هو على المصدر لا على الظرف؛ لأنه لم يُرد: ألم تغتمض عيناك في ليلة أرمد، وإنما أراد: ألم تغتمض عيناك من الشوق والأسف اغتماضا مثل اغتماض ليلة رَمِد العين. ومثله قول العجاج.
حَتَّى إذا صَفُّوا لَهُ جِدارا
"فجدارا" الآن منصوب نصب المصدر، وليس منصوبا على أنه مفعول به، كقولك: صففتَ قدمَك، إنما يريد: اصطفوا له اصطفاف جدار؛ فحذف الاصطفاف، وأقام "الجدار"
[المحتسب: 2/121]
مقامه، فنصبه على المصدر، كما ينصب الاصطفاف أو ظهر، وكذلك ما رويناه عن محمد بن الحسن عن ابن الأعرابي من قوله:
وطَعْنَةِ مُسْتَبْسِلٍ ثَائِرٍ ... يَرُدُّ الكَتِيبَةَ نِصْفَ النَّهارِ
أي ردّ نصف النهار ألا ترى أن ابن الأعرابي فسره فقال: يرد الكتيبة مقدار نصف يوم، فهذا يدلك على أنه أراد: يردُّ الكتيبة ردّ نصف النهار، أي: الرد الذي يمتد وقته بمقياس ما بين أول النهار إلى نصفه، وذلك نصف يوم. وليس يريد أنه يردها في هذا الوقت البتة، وإنما يريد أنه يردها مقدار نصف النهار، كان ابتداء ذلك في أول النهار أو غيره من نهار أو ليل، وكأنه قال: يرد الكتيبة ست ساعات، فهذا لا يخص نهارا من ليل، فبهذا يعلم أنه لا يريد: يردها في وقت انتصاف النهار دون ما سواه من الأوقات.
وكذلك: [وَنُزِل الْمَلائِكَةُ]، أي نزل نزول الملائكة. ولو سمى الفاعل على هذا التقدير لقيل: نَزَلَ النازلُ الملائكةَ، فنصب الملائكة انتصاب المصدر، كما نصب الجدار انتصاب المصدر، لأن كل مضاف إليه يحذف مِنْ قَبْله ما كان مضافا إليه فإنه يعرَب إعرابه، لا زيادة عليه ولا نقص منه.
فإن قيل: فما معنى: نُزِل نزولَ الملائكة، حتى يصح لك تقديره مثبتا ثم تحذفه؟ فإنه على قولك: هذا نُزولٌ منزول، وهذا صعودٌ مصعود، وهذا ضرب مضروب. وقريب منه قولهم: قد قيل فيه قول، وقد خيف منه خوف. فاعرف ذلك؛ فإنه أمثل ما يحتج به لقراءة من قرأ: [وَنُزِلَ الْمَلائِكَة]، بتخفيف الزاي، فاعرفه). [المحتسب: 2/122]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويوم تشقق السّماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر {ويوم تشقق السّماء} بالتّشديد أرادوا تتشق فأدغموا التّاء في الشين
وقرأ الباقون {تشقق} بالتّخفيف أرادوا أيضا (تتشقق) فحذفوا إحدى التّاءين المعنى تشقق السّماء بالغمام أي مع الغمام وقد قيل عن الغمام
قرأ ابن كثير {وننزل} بنونين الأولى مضمومة والثّانية ساكنة واللّام مرفوعة {الملائكة} نصب الله تعالى يخبر عن نفسه أي ننزل نحن الملائكة وحجته قراءة من قرأ {ما ننزل الملائكة إلّا بالحقّ وما كانوا إذا منظرين} وقوله {تنزيلا} مصدرا نزل تنزيلا ومن أنزل ينزل إنزالا لا يجيء إلّا أنه قد جاء في القرآن مثله وهو قوله {وتبتل إليه تبتيلا} ولم يقل تبتلا فكذلك قراءة ابن كثير
[حجة القراءات: 510]
وقرأ الباقون {ونزل الملائكة} على ما لم يسم فاعله وهو الاختيار لأن {تنزيلا} لا يكون إلّا مصدر نزل). [حجة القراءات: 511]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {ويوم تشقق} قرأ الحرميان وابن عامر بالتشديد، على إدغام التاء الثانية في الشين إذ أصله «تتشقق» وحسن الإدغام وقوي لأن الشين أقوى من التاء فإذا أدغمت التاء في الشين نقلتها إلى حالة أقوى من حالتها قبل الإدغام، وقرأ الباقون بالتخفيف، على حذف التاء استخفافًا، لاجتماع المثلين، وهو مثل «تظاهرون وتساءلون» وقد مضى الكلام على ذلك بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/145]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {ونزل الملائكة} قرأ ابن كثير بنونين والرفع مخففا،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/145]
ونصب {الملائكة} جعله من {أنزل} وأجراه على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، فنصب {الملائكة} بوقوع الإنزال عليهم، وقرأ الباقون بنون واحدة والتشديد ورفع {الملائكة} على ما لم يسم فاعله، جعلوه فعلا لم يسم فاعله من «نزل» فرفعوا {الملائكة} به، إذ قامت مقام الفاعل، ودليله قوله: {تنزيلًا}، فهو مصدر «نزل» وقد تقدم ذكر {بشرا}، {وليذكروا} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ} [آية/ 25] بتشديد الشين:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب، وكذلك في سورة: ق.
والوجه أن أصله تتشقق، فأدغم التاء الثانية في الشين؛ لأن في الشين تفشيًا يبلغ مخارج حروف طرف اللسان وأصول الثنايا وهي التاء وأمثاله، فأُدغمن في الشين كما أدغمن في الصاد بهذه العلة أيضًا؛ لأن الصاد لإطباقه يبلغ الصوت به مخارجها.
وقرأ أبو عمرو والكوفيون {تَشَقَّقُ} مخففة الشين في السورتين.
والوجه أن في هذه القراءة حذفت التاء التي أدغمت في القراءة الأولى والصنعتان كلتاهما للخفة، والحذف أخف من الإدغام، فلهذا كان الحذف في مثل هذه الكلمة أكثر من الإدغام). [الموضح: 929]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَنُنْزِلُ} [آية/ 25] بنونين وتخفيف الزاي ورفع اللام ونصب {الْمَلَائِكَةَ}:
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه مضارع أنزلنا، و{الْمَلَائِكَةَ} مفعول به، والمعنى: ننزل نحن الملائكة تنزيلًا، والتنزيل مصدر نزَّل بالتشديد، وليس بمصدر أنزل بالألف، ولكن لما كان نزل وأنزل بمعنى واحد وضع مصدر أحدهما موضع مصدر الآخر.
وقرأ الباقون {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ} بنون واحدة وبتشديد الزاي وفتح اللام،
[الموضح: 929]
وبرفع {الْمَلَائِكَةَ}.
والوجه أن نُزِّل فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمفعول به مسندٌ إلى {الْمَلَائِكَةِ}، و{تَنْزِيلًا} مصدره ينتصب به انتصاب المصادر). [الموضح: 930]

قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)}
قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلًا (27)
حرك الياء أبو عمرو، وأبو خليد عن نافع). [معاني القراءات وعللها: 2/216]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {يا ليتني اتخذت} [27].
فتح الياء أبو عمرو. وأسكنها الباقون. وكذلك ابن خليد عن نافع فتحه. وهذا القول من الظالم يوم القيامة الذي ذكره الله تعالى فقال: {يوم يعض الظالم على يديه} وذلك أن رجلاً من سادات قريش اتخذ وليمة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/120]
فدعا أشراف قومه ودعا النبي صلى الله عليه وسلم فدخل أبي بن خلف المنافق فقال: والله لا أجلس عندك حتى تخرج محمدًا وبصق في وجهه وقال: أتدعوا مثل هذا؟! فحزن رسول اله صلى الله عليه وسلم فأمره الله بالصبر وعرفه ما أعد للظالم في الآخرة، وإنما كان فعل ذلك تشفيا لآخر كان معه، وهو الذي كنى الله تعالى عن اسمه فقال: {ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً} [28].
أخبرني ابن دريد، عن أبي حاتم، عن العرب إنما تكني عن كل مذكر بفلان، وفلانة عن مؤنثة، فإذا كنوا عن البهائم قالوا: الفلان والفلانة، كقولك: السرج للفلانة، تريد البغلة والدابة. وقيل: {لم أتخذ فلانًا خليلاً} يعنى: الشيطان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/121]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: يا ليتني اتخذت [الفرقان/ 27] ساكنة الياء غير أبي عمرو، فإنّه قرأ: (يا ليتني اتّخذت) بفتح الياء، وكذلك قال أبو خليد عن نافع.
[قال أبو علي]: إسكان الياء وتحريكها جميعا حسنان، فالأصل التحريك، لأنّها بإزاء الكاف التي للمخاطب، إلّا أنّ حرف اللّين تكره فيه الحركة، فلذلك أسكن من أسكن). [الحجة للقراء السبعة: 5/342]

قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلًا (28)
أمال حمزة والكسائي التاء من (يا ويلتى).
وفخّمها الباقون.
قال أبو منصور: الإمالة في (يا ويلتى) والتفخيم لغتان جيدتان، والمعنى في (يا ويلتى): شيئان:
أحدهما أنه أراد (يا ويلتى) فلما سكنت الياء قلبت ألفًا.
ومثله: يا بابي، ويا بابا.
والوجه الآخر في (يا ويلتى) أنه بمعنى: يا ويلتاه، فحذفت هاء الندبة، ومثله: يا لهفى، ويا لهفتاه). [معاني القراءات وعللها: 2/217]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {يا ويلتى ليتني} [28].
فيه ثلاث قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: {يا ويلتى} بالإمالة مثل: يا عجبى؛ وذلك أن العرب تميل نحو ذلك ولا تنون، وكان الأصمعي ينشد هذا البيت:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/121]
فيا راكبا إما عرضت فبلغن = نداماي من نجران ألا تلاقيا
بالإمالة وترك التنوين، يجعلها معرفة.
والباقون ينشدون: «فيا راكبًا» بالتنوين، فقال ابن مجاهد: من أما ل{يا ويلنى} إنما وقعت الإمالة على الألف فمالت التاء بميل الألف.
قال أبو عبد الله: أكثر النحويين على أن الإمالة لا تكون إلا في الألف فقط.
وقرأ الباقون: {يا ويلتي} بالتفخيم.
والقراءة الثالثة {يا ويلتي} بالإضافة إلى النفس وكسر التاء، قرأ بذلك الحسن وقتادة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/122]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: روى عبيد عن أبي عمرو: يا ويلتنا [الفرقان/ 28] بفتح التاء، وكذلك روى البزّيّ عن ابن كثير مثله، وأمال حمزة والكسائي الألف التي بعد التاء من (يا ويلتي)، فمالت التاء بميل الألف.
والباقون لا يميلون.
وقال بعض أصحاب أبي بكر: روى أبو عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو: يا ويلتا ويا أسفا [يوسف/ 84] ممالتين قال: وأبو عبد الرحمن ثبت فيما يرويه عن أبيه [قال أبو علي]: الإمالة وتركها حسنان، ولو قيل: إنّ ترك الإمالة أحسن لكان قولا، وذلك أن أصل هذه الألف الياء، وكان حكمها (يا ويلتي ويا حسرتي) فأبدل
من الكسرة فتحة، ومن الياء الألف، فإنّما أبدل الألف كراهة الياء، وفرارا منها، فإذا أمال كان عائدا إلى ما كان تركه وآخذا بما رفضه، ألا ترى أن الإمالة إنما هي تقريب الألف من الياء وانتحاء بها نحوها، والإمالة إنّما تكون في الألف بأن تنحو بالفتحة التي قبل الألف نحو الكسر، فتميل الألف لذلك نحو الياء، وذلك نحو عابد وعماد، فإذا كان قبل الألف هاء مفتوحة فمن العرب من يميل الحرف الذي قبل الهاء، وذلك لأنّ الهاء لمّا كانت خفية لم يعتد بها، كما لم يعتدّ بها في نحو: ردّها، ففتحها الجميع فيما يرويه من يسكن إليه، لأنّه لخفاء الهاء كأنّه قال ردّا، وذلك قولهم: «يريد أن ينزعها»، «ويريد أن يضربها» فيميل قبل الألف فتحتى الحرفين لخفاء الهاء). [الحجة للقراء السبعة: 5/343]

قوله تعالى: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (30) إلى الآية (34) ]
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) }


قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إنّ قومي اتّخذوا (30)
حرك الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
وأسكنها الباقون، وأسكنها قنبل عن ابن كثير. [معاني القراءات وعللها: 2/216]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {إن قومي اتخذوا} [30].
فتح الياء في {قومي} أبو عمرو ونافع وابن كثير في رواية البزي.
وأسكنها الباقون وقنبل، ومعنى هذه الآية أنهم تركوا القرآن وتلاوته والعمل به وهجروه فصار مهجورًا. وقال آخرون: بل جعلوه كالهذيان، كما يقال: أهجر المريض والنائم: إذا ردد الكلمة بعد الكلمة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/122]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: إن قومي اتخذوا [الفرقان/ 30] محركة الياء، ابن أبي بزة عن ابن كثير: قومي
[الحجة للقراء السبعة: 5/343]
اتخذوا بفتح الياء، وقرأت على قنبل عن القوّاس عن أصحابه عن ابن كثير: (قومي اتّخذوا) بسكون الياء، وقال لي قنبل: كان البزّي ينصب الياء، فقال لي القوّاس: انظر في مصحف أبي الإخريط كيف هي في نقطها؟ فنظرت فإذا هو قد كان نقطها بالفتح ومحاه.
وقال عبيد عن شبل عن ابن كثير وأهل مكة: (إنّ قومي اتّخذوا) بسكون الياء. وقال محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير بالإسكان أيضا في قوله: (إن قومي اتخذوا). وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: (إن قومي اتخذوا) بإسكان الياء.
قال أبو علي: الإسكان والتحريك في قياس العربية والاستعمال حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 5/344]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}
قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (35) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)}
قوله تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب "كرم الله وجهه" ومسلمة بن محارب: [فَدَمِّرانِّهمْ تدْمِيرًا]. حكى أبو عمرو عن علي أنه قرأ: [فَدَمِرْناهم]، بكسر الميم مخففة، وحكى عنه أيضا: [فَدَمِّرا بهم]، بالباء على وجه الأمر.
قال أبو الفتح: الذي رويناه عن أبي حاتم أنه حكاها قراءة غيرَ معزُوَّة إلى أحد: [فَدَمِّرانِّهمْ تدْمِيرًا]، وقال: كأنه أمر موسى وهارون عليهما السلام أن يدمّراهم.
[المحتسب: 2/122]
قال أبو الفتح: ألحقَ نون التوكيد ألف التثنية، كما تقول: اضربانَّ زيدا، ولا تقتلانَّ جعفرا). [المحتسب: 2/123]

قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}
قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)}
قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]
{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }


قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41)}
قوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج: [مَنِ اتَّخَذَ إِلَاهَةً هَوَاهُ].
قال أبو الفتح: ذكر أبو حاتم أنها قراءة لبعض أهل مكة، ولم ينص على أحد. والإلاهةُ: الشمس، ويقال: إلاهةُ بالضم غير مصروفة، روينا عن أبي علي:
تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْبَاء قَصْرًا ... فَأَعجَلْنا الإلاهة أنْ تَئُوبا
ويروى: فأعجلنا إلاهة، فتكون إلاهة هذه المقروءة منزوعا عنها حرف التعريف الذي في الإلاهة، فتنكرت، فانصرفت.
فأما قراءة من قرأ: [وَيَذَرَكَ وَإلِاهَتَكَ] فمعناه: وعبادتك، كذا قالوا عنه. وقد يجوز أن يكون أراد: إلاهة هذه المقروءة، فأضافها إليه لعبادته لها، فيكون كقوله: وَيَذَرَكَ وَشَمْسَكَ، أي الشمس التي تعبدها). [المحتسب: 2/123]

قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) }


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)}
قوله تعالى: { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {يرسل الرياح بشرًا} [48].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/122]
قد ذكرت العلل والقراءة في (البقرة) و(الأعراف) بما أغني عن الإعادة ها هنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عبيد عن هارون عن أبي عمرو: (نشرا) و (نشرا) [الفرقان/ 48] بالتثقيل والتخفيف عاصم: بشرا بالباء ساكنة الشين والباء مضمومة. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير (نشرا) بضم النون والشين- وقرأ حمزة والكسائي: (نشرا) بفتح النون وسكون الشين.
[الحجة للقراء السبعة: 5/344]
(وهو الذي يرسل الرياح نشرا)، [الفرقان/ 48] فنشرا جمع ريح نشور، فالتخفيف في نشر، على قول من قال في كتب:
كتب، والتثقيل على قول من جاء به على الأصل، ولم يخفّف، ومعنى النشور: التي تحيا، من نشر الميّت. كأنّها تثير الغيم فيمطر فتجيء به البلاد الميتة، ويدلّ على وصفها بالحياة قول المرّار:
وهبت له ريح الجنوب وأحييت... له ريدة يحيي المياه نسيمها
وقول عاصم: بشرا بالباء كأنّها جمع ريح (بشور) أي تبشّر بالغياث في قوله: الرياح مبشرات أي: مبشرات بالغيث المحيي البلاد، وبشرا قد مرّ. وقول حمزة والكسائي: (نشرا) نشرا: مصدر واقع موقع الحال، تقديره: يرسل الرّياح حياة، أي: تحيا بها البلاد الميتة). [الحجة للقراء السبعة: 5/345]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن السميفع: [الرِّيَاحَ بُشْرَى]، مثل حبلى.
قال أبو الفتح: [بُشْرَى]، مصدر وقع موقع الحال، أي: مُبَشِّرَةً، فهو كقولهم: جاء زيد ركضا، أي: راكضا. وهلم جرا، أي جارا أو منجرا. ومنه قول الله تعالى: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا}، أي: ساعيات. ومثله قوله:
[المحتسب: 2/123]
فأقبلْتُ زَحْفًا علَى الركبَتَيْنِ ... فَثَوْبًا نَسِيتُ وَثَوْبًا أَجُرُّ
أي: أقبلت زاحفا وما أكثر نظائره! ). [المحتسب: 2/124]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ( (وهو الّذي أرسل الرّيح بشرا بين يدي رحمته 48)
قرأ ابن كثير (وهو الّذي يرسل الرّيح) بغير ألف وقرأ الباقون بالألف وقد ذكرنا الحجّة في سورة البقرة نشرا أيضا قد ذكرنا القراءات والحجج في الأعراف). [حجة القراءات: 511]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {أَرْسَلَ الرِّيحَ} [آية/ 48] على الوحدة:
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {الرِّيَاحَ} على الجمع.
والوجه فيهما قد تقدم). [الموضح: 930]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {بُشْرًا} [آية/ 48] بالباء مضمومةً، والشين ساكنةً:
قرأها عاصم وحده.
وقرأ ابن عامر {نُشْرًا} بالنون مضمومةً، والشين ساكنةً.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب {نُشُرًا} بضم النون والشين جميعًا.
وقرأ حمزة والكسائي {نَشْرًا} بفتح النون وسكون الشين.
وقد سبق الكلام على هذه الكلمة في سورة الأعراف). [الموضح: 930]

قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} [50].
قرأ حمزة والكسائي {ليذكروا} خفيفًا.
وقرأ الباقون {ليذكروا} مشددًا، أرادوا: ليتذكروا فأدغموا، وهو الاختيار؛ لأن التذكر والإدكار في معنى الاتعاظ وليس الذكر كذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا) [الفرقان/ 50] خفيفة ساكنة الذّال، وقرأ الباقون: ليذكروا مشدّدة الذال.
قال أبو علي: (ليذكروا) أي: ليتفكّروا في قدرة الله تعالى، وموضع نعمته عليهم: بما أحيا به بلادهم من الغيث. وقول حمزة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/345]
يذكر في معنى يتذكر وقد جاء إنها تذكرة، فمن شاء ذكره، [عبس/ 11/ 12] وهما بمعنى، إلّا أنّ التفعل في التذكر والنظر أكثر، ويدلّك على أنّهما بمعنى قوله تعالى: خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه [البقرة/ 63] وزعموا أن في حرف عبد الله: (وتذكّروا ما فيه) ). [الحجة للقراء السبعة: 5/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}
قرأ حمزة والكسائيّ {ليذكروا} ساكنة الذّال من ذكر يذكر أي ليذكروا نعم الله عليهم
وقرأ الباقون {ليذكروا} بالتّشديد أرادوا ليتذكروا فأدغموا التّاء في الذّال والمعنى ليتعظوا). [حجة القراءات: 511]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لِيَذْكُرُوا} [آية/ 50] بسكون الذال وضم الكاف مخففة:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه مضارع ذكر يذكر بمعنى تذكَّر وهو من معنى التدبر، قال الله تعالى {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} أي تذكّره.
[الموضح: 930]
وقرأ الباقون {لِيَذَّكَّرُوا} بفتح الذال والكاف مشددة.
والوجه أن أصله ليتذكروا، فأُدغمت التاء في الذال، والمعنى ليتفكروا ويتدبروا، والتذكر أصلٌ في معنى التفكر والتدبر، وهو تكلف الذكر، والذكر يأتي بمعناه، قال الله تعالى {خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} أي تدبروا. وقد مضى الكلام فيه). [الموضح: 931]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان
[ من الآية (51) إلى الآية (55) ]
{ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) }

قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)}
قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن مصرف: [وَهَذَا مَلْحٌ أُجَاجٌ].
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: هذا منكر في القراءة، فقوله: هو منكر في القراءة يجوز أن يريد به أنه لم يُسمع في اللغة، وإن كان سُمِعَ فقليلٌ وخبيث، ويجوز أن يكون ذهب فيه إلى أنه أراد مالح، فحذف الألف تخفيفا كما ذكرنا قبل من قوله:
إلا عَرَادًا عَرِدَا ... وصلِّيَانًا بَرِدَا
وهو يريد عارِدا وبارِدا، وقد تقدم القول على هذا. وعلى أن "مالحا" ليست فصيحة صريحة؛ لأن الأقوى في ذلك: ماءٌ ملحٌ. ومثله من الأوصاف على فِعْل: نِضْوٌ، ونِقْضٌ، وهِرْطٌ، وحِلْفٌ. وقد أجاز ابن الأعرابي مالح، وأنشد:
وأنِّي لا أعِيجُ بِمَالِحٍ
وأنشدوا أيضا فيه:
بَصْرِيّةٌ تزوجَتْ بَصْرِيّا ... يطعمُها المالحَ والطريّا
[المحتسب: 2/124]
وفيما قرئ على أحمد بن يحيى فاعترف بصحته: سمَك مالح، وماءٌ مالح. وإنما يقال: سمَك مملوح ومليح، هذا أفصح الكلام، والأول يقال). [المحتسب: 2/125]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)}
قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان
[ من الآية (56) إلى الآية (60) ]
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)}
قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)}
قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)}
قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)}
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أنسجد لما تأمرنا (60)
قرأ حمزة والكسائي (لما يأمرنا) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (أنسجد لما يأمرنا) بالياء فمعناه: أن الكفار قالوا: أنسجد لما يأمرنا محمد؟ ومعنى استفهامهم الإنكار، أي: لا نسجد للّه وحده دون الشركاء.
ويجوز أن يكون (ما) بمعنى (من).
ومن قرأ (أنسجد لما تأمرنا) فهو خطاب من الكفار للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي: لا نسجد لما تأمرنا أن نسجد له وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/217]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {أنسجد لما تأمرنا} [60].
قرأ حمزة والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، فمن قرأ بالتاء جعل الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بالياء أراد: بمسيلمة الكذاب وذلك أنه سمى نفسه الرحمن فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نعرف الرحمن إلا نبي اليمامة. فأنزل الله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى} وقال آخرون: التقدير المصدر: أي السجد لأمرك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: لما تأمرنا [الفرقان/ 60]. فقرأ حمزة والكسائي: (لما يأمرنا) بالياء وقرأ الباقون: تأمرنا بالتاء.
قال أبو علي: قوله تعالى: أنسجد لما تأمرنا [الفرقان/ 60] كأنّهم تلقّوا أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرّدّ، وزادهم أمره عليه السلام إياهم بالسجود نفورا عمّا أمروا به في ذلك. ومن قرأ بالياء فالمعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] بالسجود له على وجه الإنكار منهم لذلك، ولا يكون على: أنسجد لما يأمرنا الرحمن بالسجود له، لأنّهم أنكروا الرحمن تعالى بقولهم: وما الرّحمن؟ فإنّما المعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] بالسجود له). [الحجة للقراء السبعة: 5/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا}
قرأ حمزة والكسائيّ (لما يأمرنا) بالياء وحجتهما أن التّفسير
[حجة القراءات: 511]
ورد بأن مسيلمة الكذّاب كان تسمى بالرحمن فلمّا قيل لهم {اسجدوا للرحمن} قالوا حينئذٍ أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة تكبرا منهم واستهزاء فأنزل الله جلّ وعز من قيلهم هذه الآية وقد يجوز أن يقولوا له وما الرّحمن ثمّ يقول بعضهم لبعض أنسجد لما يأمرنا محمّد بالسّجود له على وجه الإنكار منهم لذلك ويجوز أيضا أن يعني أنهم قالوا لا نصدقك فنسجد لما تزعم أنه يأمرنا بذلك
وقرأ الباقون لما تأمرنا بالتّاء جعلوا الخطاب للنّبي صلى الله عليه وسلم أي أنسجد لما تأمرنا كأنّهم خاطبوه بالرّدّ {وزادهم نفورا} أي وزادهم أمره إيّاهم بالسّجود نفورا عمّا أمروا به). [حجة القراءات: 512]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لما تأمرنا} قرأه حمزة والكسائي بالياء، على الإخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الإنكار منهم أن يسجدوا لما يأمرهم به محمد، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب منهم للنبي عليه السلام، لأنهم أنكروا أمره لهم بالسجود لله، فقالوا: أنسجد لما تأمرنا يا محمد، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {لِمَا يَأْمُرُنَا} [آية/ 60] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على لفظ الغيبة إخبارًا عن النبي صلى الله عليه (وسلم)، والمعنى: أنسجد لما يـأمرنا محمدٌ بالسجود له؟ على وجه الإنكار منهم لذلك.
وقرأ الباقون {لِمَا تَأْمُرُنَا} بالتاء.
والوجه أنه على خطاب النبي صلى الله عليه (وسلم)، والمعنى: أنسجد لما تأمرنا أنت يا محمد بالسجود له؟ كـأنهم أنكروا أن يمتثلوا أمره فتلقوه بالرد، وزادهم أمره إياهم نفورًا). [الموضح: 931]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (61) إلى الآية (67) ]
{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) }


قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {سراجًا وقمرًا منيرًا} [61].
قرأ حمزة والكسائي: {سرجًا} بالجمع.
وقرأ الباقون {سراجاً} بالتوحيد، فمن وحد أراد بالسراج: الشمس، كما قال تعالى: {وجعل الشمس سرجًا} بالتوحيد، ومن جمع جاز أن يريد المصابيح من النجوم وهي المضيئة العظام الدراري. ويجوز أن يكون أراد النجوم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
الكبار مع الشمس والقر، واتفقوا على {وقمرًا} إلا الحسن فإنه قرأ {وقمر منيرًا} فيجوز أن يكون جعله جمعا، ويجوز أن يكون لغتين مثل ولد وولد. والقمر: جمعه الذي لا تعرف العرب غيره أقمار، أنشدني ابن عرفة:
دع الأقمار تخبوا أو تنير = لنا بدر تقر له البدور
وتصغيره: قمير، ويقال للقمر: هلال وزيرقان وبدر. والسواد الذي في القمر: المحو. وضوء القمر: الضحت. وظل القمر: السمر. وليلة عفراء: ليلة ثلاث عشرة. والساهرون: غلاف القمر. والدارة التي حول القمر: الهالة. وقد حجر القمر: إذا استدار. وليلة قمراء ومقمرة وبيضاء وأضحيان: بمعنى واحدة. والليلة المقمرة يقال لها: ابن نمير. والليلة المظلمة فحمة بن جمير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/124]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر السين وإثبات الألف وضمها وإسقاط الألف
[الحجة للقراء السبعة: 5/346]
من قوله تعالى: سراجا [الفرقان/ 61] فقرأ حمزة والكسائي: (سرجا) بضم السين وضم الراء وإسقاط الألف. وقرأ الباقون: سراجا بكسر السين وإثبات الألف.
قال أبو علي: حجّة قوله: سراجا والإفراد قوله تعالى: وجعل فيها سراجا وقمرا [الفرقان/ 61] وحجّة حمزة والكسائي: (سرجا)، قوله تعالى: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح [الملك/ 5] فشبّهت الكواكب بالمصابيح، كما شبّهت المصابيح بالكواكب في قوله تعالى: الزجاجة كأنها كوكب دري [النور/ 35] وإنّما المعنى: مصباح الزجاجة كأنّه كوكب درّيّ، وكذلك قول الشاعر:
سموت إليها والنجوم كأنّها... مصابيح رهبان تشبّ لقفّال
فإن قلت: كيف يجوز أن تكون المصابيح زينة مع قوله تعالى: وجعلناها رجوما للشياطين [الملك/ 5] فالقول: إنّها إذا جعلت رجوما لهم لم تزل فتزول زينتها بزوالها، ولكن يجوز أن ينفصل منها نور يكون رجما للشياطين كما ينفصل من السّرج، وسائر ذوات الأنوار ما لا يزول بانفصاله منها صورتها كما لا تزول صورة ما ذكرنا). [الحجة للقراء السبعة: 5/347]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تبارك الّذي جعل في السّماء بروجا وجعل فيها سراجًا وقمرا منيرا}
قرأ حمزة والكسائيّ (وجعل فيها سرجا) على الجمع وقرأ الباقون {سراجًا} على التّوحيد أرادوا الشّمس وحجتهم {وجعل الشّمس سراجًا} بالتّوحيد فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه والهاء في {فيها} عائدة على السّماء وأرادوا بالبروج النّجوم الكبار ويجوز أن تكون الهاء عائدة على البروج فيكون حينئذٍ السراج يؤدّي عن معنى الجمع كما قال {يخرجكم طفلا} ويكون التّقدير وجعل في البروج سراجًا فيؤدّي السراج عن معنى الجمع ومن قرأ سرجا الشّمس والقمر والكواكب العظام معها والهاء في {فيها}
[حجة القراءات: 512]
عائدة على البروج ويكون تقدير الكلام جعل في البروج سرجا وقمرا منيرا وإذا وجهت القراءة على هذا الوجه أخذت المعنيين الجمع والتوحيد لأن البروج منازل الشّمس والقمر والنجوم فهي كلها في البروج والشّمس داخلة معها). [حجة القراءات: 513]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {سراجا} قرأه حمزة والكسائي بالجمع على إرادة الكواكب؛ لأن كل كوكب سراج، وهي تطلع من القمر، فذكرها كما ذكر القمر، وأخبر عنها بالجمع لكثرة الكواكب، والقمر والكواكب من آيات الله، وقد قال: {زينا السماء الدنيا بمصابيح} «فصلت 12» يعني الكواكب، والمصابيح هي السروج، وقرأ الباقون بالتوحيد على إرادة الشمس، لأن القمر إذا ذكر في أكثر المواضع ذكرت الشمس معه، فحمل هذا على الأكثر أولى، وأيضًا فقد ذكر النجوم في قوله: {جعل في السماء بروجا} فهي النجوم والكواكب، فلم يحتج إلى تكرير ذلك في قوله: {سراجا}، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {سُرُجًا} [آية/ 61] بضم السين والراء من غير ألف على الجمع:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع سراج، وأراد به الكواكب، فشبهها بالسرج، كما قال الله تعالى {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}.
وقرأ الباقون {سِرَاجًا} بالألف على الوحدة.
والوجه أنه أراد بالسراج: الشمس، فوحده لذلك، وجعل الشمس سراجًا على التشبيه كما قال سبحانه {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}). [الموضح: 932]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة وحده: (لمن أراد أن يذكر) [الفرقان/ 62] خفيفة الذال مضمومة الكاف، وقرأ الباقون: يذكر مشددة الذال.
[قال أبو علي]: المعنى في قراءة حمزة: أن (يذكر): يتذكر، وقد تقدّم ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/348]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهو الّذي جعل اللّيل والنّهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا}
قرأ حمزة {لمن أراد أن يذكر} بإسكان الذّال وضم الكاف أي لمن أراد الذّكر قال الفراء يذكر ويتذكر بمعنى واحد يقال ذكرت حاجتك وتذكرتها وفي التّنزيل {إنّه تذكرة فمن شاء ذكره}
وقرأ الباقون {يذكر} بالتّشديد أي يتعظ ويتفكر ويعتبر في اختلافهما والأصل يتذكّر ثمّ أدغموا التّاء في الذّال وحجتهم قوله {إنّما يتذكّر أولوا الألباب} ). [حجة القراءات: 513]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {أن يذكر} قرأه حمزة وحده بالتخفيف، وضم الكاف، على معنى: الذكر لله، وقرأ الباقون بالتشديد وفتح الكاف على معنى: التذكر والتدبر والاعتبار مرة بعد مرة، وهو الاختيار، وقد تقدم ذكر «الريح، وثمود»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/147]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ} [آية/ 62] بسكون الذال وضم الكاف مخففة:
قرأها حمزة وحده.
وقرأ الباقون {يَذَّكَّرَ} بفتح الذال والكاف مشددتين.
وقد تقدم القول في وجههما). [الموضح: 932]

قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)}
قوله تعالى: {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لم يسرفوا ولم يقتروا (67)
[معاني القراءات وعللها: 2/217]
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو والحضرمي (لم يقتروا) بفتح الياء وكسر التاء.
وقرأ نافع وابن عامر (لم يقتروا) وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم.
وقرأ الكوفيون (لم يقتروا) بفتح الياء وضم التاء.
قال أبو منصور: وهي كلها لغات جائزة، قتر يقتر، ويقتر، وأقتر، يقتر إذا قتّر النفقة ولم يوسعها، وقتر وقتّر وأقتر إذا ضيّق النفقة، والمعنى: أن الله - عزّ وجلّ - وصفهم بأنهم ينفقون نفقة قصدًا لا إسراف فيه حتى يضطروا إلى تكفف الناس، ولا يضيقونها تضييقًا يضرّ بهم وبمن يعولون). [معاني القراءات وعللها: 2/218]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {لم يسرفوا ولم يقتروا} [67].
فيه ثلاث قراءات:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {ولم يقتروا} من قتر يقتر مثل ضرب يضرب.
وقرأ وابن عامر: {يقتروا} من اقتر يقتر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/124]
وقرأ الباقون: {ولم يقتروا} بضم التاء من قتر يقتر فالأول مثل ضرب يضرب. والثاني مثل أكرم يكرم. والثالث مثل قتل يقتل. ولو قرئ: ولم يقتروا بالتشديد- جاز لأن كل ما جاز فيه فعل وأفعل صلح أن تعرض عليه يفعل، قال الشاعر حجة لنافع في الإقتار:
تالله لولا صبية صغار
كأنما وجهوههم أقمار
تضمهم من العتيك دار
أخاف أن يمسهم إقتار
أو لاطم بكفه أسوار
لما رآني ملك جبار
ببابه ما وضح النهار
واختلف الناس في السرف في النفقة، فقال قوم: الإسراف: كل ما أنفق في غير طاعة الله كقولة: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} وقال على رضي الله عنه: «ليس في المأكول والمشروب سرف وإن كان كثيرا».
وقال الآخرون: الإسراف في الحلال فقط؛ لأن الحرام لا يجوز منه الذرة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/125]
فما فوقها، واحتجوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن جارية أتته وهو في منزله عليه السلام فقالت: إن أمي تقرأ عليك السلام يا رسول الله وتقول: أعطنا مما رزقك الله، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فلم يجد شيئًا، فقال: قولي لها: ليس عندنا شيء قالت: فإنها تقول لك: فأعطنا قميصك حتى نبيعه، فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وجلس في البيت عريانًا. فأنزل الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} فأمره الله تعالى بالاقتصاد، وأن ينفق من فضل، وأخذ بأدب الله ثم أتته سائلة أخرى ففعل بها مثل ذلك فأنزل الله تعالى: {وإنك لعي خلق عظيم}»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/126]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم الياء وكسر التاء وفتح الياء وضم التاء من قوله تعالى: ولم يقتروا [الفرقان/ 67]. فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (ولم يقتروا) مفتوحة الياء مكسورة التاء. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: يقتروا بفتح الياء وضم التاء، وقرأ نافع وابن عامر: (يقتروا): بضم الياء وكسر التاء، روى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم بضم الياء وكسر التاء مثله.
قال أبو علي: يقال: أقتر يقتر، خلاف أيسر، وفي التنزيل على الموسع قدره وعلى المقتر قدره [البقرة/ 236] وقال الشاعر:
لكم مسجدا الله المزوران والحصا... لكم قبصه من بين أثرى وأقترا
[الحجة للقراء السبعة: 5/348]
تقديره: من بين رجل أثرى ورجل أقتر، فأقام الصفة مقام الموصوف. وفي التنزيل: ومن أهل المدينة مردوا على النفاق [التوبة/ 101] فيجوز أن يكون على قبيل مردوا على النفاق مثل قوله تعالى: ومن آياته يريكم البرق [الروم/ 24] فأما قتر يقتر ويقتر فمثل: فسق يفسق ويفسق، وعكف يعكف ويعكف، وحشر يحشر ويحشر، فمعنى لم يسرقوا: لم يخرجوا من إنفاقهم من السّطة والاقتصاد، [ومنه:
وقد وسطت مالكا.
من التوسط بين الشيئين] ولم يقتروا: لم يمسكوا ولم ينقصوا عن الاقتصاد كما قال: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا [الإسراء/ 29].
فأمّا من ضمّ فقال: (لم يقتروا) فكأنّه أراد: لم يفتقروا في إنفاقهم، لأنّ المسرف مشف على الافتقار لسرفه في إنفاقه. فأمّا من قال: (لم يقتروا) أو لم يقتروا فمعناه: لم يضيّقوا في الإنفاق فيقصّروا عن التوسط، فمن كان في هذا الظرف فهو مذموم، كما أنّ من جاوز الاقتصاد كان كذلك، ويبين هذا قوله: وكان بين ذلك قواما [الفرقان/ 67] أي كان إنفاقهم بين ذلك لا إسرافا يدخل به في حدّ التبذير، ولا تضييقا يصير به في حدّ المانع لما يجب). [الحجة للقراء السبعة: 5/349]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة حسان بن عبد الرحمن صاحب عائشة رضي الله عنه، وهو الذي يروى عنه قتادة: [وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قِوَامًا].
قال أبو الفتح: القَوَامُ، بفتح القاف: الاعتدال في الأمر، ومنه قولهم: جارية حسنة القوام: إذا كانت معتدلة الطول والخلق. وأما "القِوَام" بكسر القاف فإنه ملاك الأمر وعصامه، يقال: مِلَاك أمرك وقِوَامه أن تتقي الله في سرك وعلانيتك، فكذلك قوله: [كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قِوَامًا]، أي: مِلاكا للأمر ونظاما وعصاما.
ولو اقتُصر فيه على قوله: [وكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ] لكان كافيا؛ لأنه كان بين الإسراف والتقتير فإنه قصد ونظام للأمر؛ "فَقِوَام" إذًا تأكيد وجارٍ مجرى الصفة، أي: توسطا مقيما للحال وناظما. ومعلوم أنه إذا كان متوسطا فإنه قوام ومساك، وأقل ما فيه أن يكون صفة مؤكدة، كقوله: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}، فالأخرى توكيد كما ترى). [المحتسب: 2/125]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}
قرأ نافع وابن عامر {ولم يقتروا} بضم الياء وكسر التّاء من أقتر يقتر مثل أكرم يكرم وحجتهما قوله {وعلى المقتر قدره}
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {يقتروا} بفتح الياء وكسر التّاء
[حجة القراءات: 513]
وقرأ أهل الكوفة {يقتروا} بضم التّاء من قتر يقتر وهما لغتان تقول قتر يقتر ويقتر مثل عرش يعرش ويعرش وعكف يعكف ويعكف وحجتهم قوله وكان الإنسان قتورا). [حجة القراءات: 514]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {ولم يقتروا} قرأه نافع وابن عامر بضم الياء وكسر التاء، جعلاه من «أقتر الرجل» إذا أقتر، دليله: {وعلى المقتر قدره} «البقرة 236» فالمقتر من «أقتر» وقرأ أبو عمرو وابن كثير بفتح الياء وكسر التاء، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم ضموا التاء، وهاتان القراءتان لغتان في الثلاثي منه، يقال: قتر يقتِر ويقتُر، كعكف يعكِف ويعكُف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/147]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَلَمْ يُقْتِرُوا} [آية/ 67] بضم الياء وكسر التاء:
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أنه من أقتر يُقتر إذا افتقر، قال الله تعالى {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} والمعنى: لم يُقتروا في إنفاقهم؛ لأن المسرف في
[الموضح: 932]
الإنفاق مُشفٍ على الافتقار.
وقال بعض أهل اللغة أقتر في النفقة مثل قتر، والإقتار والتقتير واحدٌ، وهو التضييق في النفقة، فعلى هذا يكون مثل قراءة من قرأ بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب {يَقْتِرُوا} بفتح الياء وكسر التاء.
وقرأ الكوفيون {يَقْتُرُوا} بفتح الياء وضم التاء.
والوجه أن قتر مضارعه يقتُر ويقتِر بضم التاء وكسرها، مثل فسَقَ يَفسُق ويفسِق وعكف يعكُف ويعكِف، والمعنى لم يضيقوا في الإنفاق، والقتر والتقتير تقليل النفقة وتضييقها، وهو من قُتْرة الصائد، وهو الحفرة الضيقة التي يستتر فيها). [الموضح: 933]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة