العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (33) إلى الآية (35) ]
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34) وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلّا أن يأتيهم الملائكة (33)
قرأ حمزة والكسائي (إلّا أن يأتيهم) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/78]
قال الأزهري: هما لغتان جيدتان، فمن قرأ بالتاء فلتأنيث جماعة الملائكة، ومن قرأ بالياء ذهب إلى الجمع). [معاني القراءات وعللها: 2/79]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {إلا أن تأتيهم الملائكة} [34].
قرأ حمزة والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، والعلة في الياء والتاء كالعلة في الذي قبله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/353]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله: إلا أن تأتيهم الملائكة [33].
فقرأ حمزة والكسائي: (إلا أن يأتيهم الملائكة) بالياء.
وقرأ ابن كثير وعاصم ونافع وأبو عمرو وابن عامر: تأتيهم بالتاء.
قد تقدم القول في هذا ونحوه). [الحجة للقراء السبعة: 5/63]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الملائكة}
قرأ حمزة والكسائيّ (إلّا أن يأتيهم الملائكة) بالياء وقرأ الباقون بالتّاء قد تقدم القول في هذا ونحوه). [حجة القراءات: 388]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [آية/ 33] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {تَأْتِيَهُمُ} بالتاء.
والوجه فيهما على ما مضى في {تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} ). [الموضح: 735]

قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34)}

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)}

قوله تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ (37)
قرأ الكوفيون (لا يهدي) بفتح الياء وكسر الدال، وقرأ الباقون (لا يهدى) بضم الياء وفتح الدال.
واتفقوا جميعًا على ضم الياء وكسر الضاد من (يضل).
قال أبو منصور: من قرأ (لا يهدي من يضلّ) فمعناه: إن الله لا يهدي من أضله في سابق علمه لاستجابة الإضلال باختياره الضلالة على الهدى.
ومن قرأ (لا يهدى من يضل) فالمعنى: لا يهدى أحد يضله اللّه، وهذا نظير قوله - عزّ وجلّ -: (من يضلل اللّه فلا هادي له) ). [معاني القراءات وعللها: 2/79]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {فإن الله لا يهدي من يضل} [37].
قرأ أهل الكوفة: {لا يهدي} بفتح الياء.
وقرأ الباقون: {يهدى} بضم الياء وفتح الدال، ولم يختلفوا أعني السبعة ولا أحد في الياء من «يضل» أنها مضمومة مكسورة الضاد. فمن قرأ بالضم في {يُهدي} فالتقدير: من أضله الله لا يهديه أحد. واحتجوا بقراءة أُبَيٍّ:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/353]
{لا هادي لمن أضله الله} فاسم الله تعالى اسم «إن» و«يضل» الخبر. ومن فتح فالتقدير: من يهده لا يضله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الياء وضمّها من قوله: فإن الله لا يهدي من يضل [37].
[الحجة للقراء السبعة: 5/63]
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر: (لا يهدى) برفع الياء وفتح الدال.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: يهدي بفتح الياء وكسر الدال.
ولم يختلفوا في يضل أنها مضمومة الياء مكسورة الضاد.
الراجع إلى اسم (إنّ) هو الذّكر الذي في قوله: يضل في قراءة من قرأ: (يهدى)، ومن قرأ: يهدي: فمن جعل يهدي من: هديته:
جاز أن يعود الذكر الفاعل الذي فيه إلى اسم إنّ، ومن جعل يهدي في معنى: يهتدي، وجعل: من يضل مرتفعا به، فالراجع إلى اسم إنّ الذكر الذي في يضل كما كان كذلك في قول من قال: (يهدى) فالراجع إلى الموصول الذي هو (من) الهاء المحذوفة من الصّلة تقديره: «يضلّه» والمعنى: إن من حكم بإضلاله له وتكذيبه، فلا يهدى. ومثل هذا في المعنى قوله: فمن يهديه من بعد الله، [الجاثية/ 23]، تقديره: من بعد إضلال الله إيّاه والمفعول محذوف، أي: بعد حكمه بإضلاله.
وقراءة عاصم وحمزة والكسائي: لا يهدي من يضل في المعنى كقوله: من يضلل الله فلا هادي له [الأعراف/ 186]، وهذا كقوله: والله لا يهدي القوم الظالمين [البقرة/ 258]، وقوله: وما يضل به إلا الفاسقين [البقرة/ 26] فموضع (من) نصب ب (يهدي) وقد قيل: إن
[الحجة للقراء السبعة: 5/64]
(يهدي) في معنى يهتدي، بدلالة قوله: لا يهدي إلا أن يهدى [يونس/ 35] فموضع (من) على هذا رفع، كما أنه لو قال: يهتدي كان كذلك.
قال: ولم يختلفوا في يضل أنّه مضموم الياء، فهذا من قولك: ضلّ الرجل، وأضلّه الله. أي: حكم بإضلاله، كقولك: كفر زيد وأكفره الناس، أي: نسبوه إلى الكفر، وقالوا: إنه كافر، كما أن أسقيته قلت له: سقاك الله. قال:
وأسقيه حتى كاد ممّا أبثّه... تكلّمني أحجاره وملاعبه). [الحجة للقراء السبعة: 5/65]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وإبراهيم وابن خيرة: [إِنْ تَحْرَصْ]، بفتح الراء.
قال أبو الفتح: فيه لغتان: حَرَصَ يحرِص وهي أعلاهما، وحرِصْتُ أحرَص. وكلاهما من معنى السحابة الحارصة، وهي التي تقشِر وجه الأرض. وشجة حارصة: التي تقشِر جلدة الرأس، فكذلك الحرص، كأنه ينال صاحبه من نفسه لشدة اهتمامه بما هو حريص عليه، حتى يكاد يحُت مستَقَر فكره). [المحتسب: 2/9]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل}
قرأ حمزة وعاصم والكسائيّ {فإن الله لا يهدي} بفتح الياء
[حجة القراءات: 388]
وكسر الدّال قال الكسائي فيه وجهان أن الله إذا كتب عبدا شقيا فإنّه لا يهديه كقوله {والله لا يهدي القوم الظّالمين} وكان مجاهد رحمه الله يقول أربعة أشياء لا تغير الشّقاء والسعادة والحياة والموت والوجه الآخر أن الله جلّ وعز من يضل لا يهدي أي لا يهتدي والعرب تقول هداه الله فهدى واهتدى لغتان بمعنى واحد ف من في موضع رفع على هذا الوجه وعلى القول الأول نصب
وقرأ الباقون {فإن الله لا يهدي} بضم الياء وفتح الدّال على ما لم يسم فاعله أي من أضلّه الله لا يهديه أحد عن عكرمة عن ابن عبّاس قال قيل له فإن الله لا يهدي من يضل قال من أضلّه الله لا يهدى وحجتهم قراءة أبي (لا هادي لمن أضلّه الله) مثل لا يهان من أكرمه الله ومن في موضع رفع لأنّه لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 389]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {لا يهدي من يضل} قرأ الكوفيون بفتح الياء وكسر الدال، أضافوا الفعل إلى الله جل ذكره، لتقدم ذكره في قوله: {فإن الله} و{من} في موضع نصب بـ {يهدي}، ويجوز أن يكون {يهدي} بمعنى «يهتدي» فتكون {من} في موضع رفع بفعلها، ولا ضمير في {يهدي}، وكون {يهدي} بمعنى: {يهتدي} في قراءة الكوفيين أحسن، لأن الله قد أضل قومًا، ثم هداهم للإيمان بعد ضلالهم وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال، بنوه للمفعول فـ {/ن} في موضع رفع على المفعول الذي لم يسم فاعله، وهو في المعنى بمنزلة قوله: {من يضلل الله فلا هادي له} «الأعراف 186» ويشهد لهذه القراءة أن في قراءة أبي: «فلا هادي لمن أضل الله» والتقدير: إذا أضل الله عبدًا لا يهديه أحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {فَإِنَّ الله لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} [آية/ 37] بفتح الياء من {يَهْدِي} وكسر الدال:
قرأها الكوفيون.
والوجه أن قوله {يَهْدِي} على هذا مسندٌ إلى الضمير العائد إلى اسم الله تعالى، و{يَهْدِي} متعدٍّ، والتقدير: إن الله لا يهدي هو من يُضله، فموضع {مَنْ} على هذا نصب بأنه مفعول به.
ويجوز أن يكون {يَهْدِي} بمعنى يهتدي، وموضع {مَنْ يُضِلّ} رفعٌ؛ لأنه فاعل يهتدي، والعائد إلى اسم الله تعالى على هذا هو الضمير المستكن في: يضله، وقد حُذف الهاء وهو عائد إلى {مَنْ}، والتقدير: إن الله لا يهتدي من يضله هو؛ لأنه لا بد من عائدٍ يعود من الجملة التي هي خبر {إنَّ} إلى اسمها وهو {الله}.
[الموضح: 735]
وقرأ الباقون {لا يُهْدَى} بضم الياء وفتح الدال.
واتفقوا على {يُضِلّ} بضم الياء وكسر الضاد.
والوجه في {يُهْدَى} بضم الياء وفتح الدال، أنه فعل لما لم يُسمّ فاعله، وموضع {مَنْ} رفعٌ، لأنه مفعول ما لم يُسم فاعله، والمعنى لا يُهدى أحدٌ يُضله الله). [الموضح: 736]

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}

قوله تعالى: {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {كن فيكون} [40].
قرأ الكسائي وابن عامر بالنصب نسقا على قوله: {أن نقول له كن فيكون} وكذلك في (يس).
وقرأ الباقون بالرفع في كل القرآن على معنى: إذا أردناه أن نقول له كن فهو يكون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون وضمّها من قوله تعالى: (كن فيكون) [40].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة: كن فيكون رفعا، وكذلك في كل القرآن.
وقرأ ابن عامر والكسائي: (فيكون) نصبا، وفي سورة يس [82] مثله فتح.
أمّا نصب الكسائي: (فيكون) هاهنا، وفي سورة يس فإنّه يحمله على أن، كأنّه: أن يقول.. فيكون، قال: وسمعت ذلك بالنصب مرارا ذكرها.
فأمّا ابن عامر فإنّه قد نصب (فيكون) وإن لم يكن قبله
[الحجة للقراء السبعة: 5/65]
أن نحو: إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون [البقرة/ 617 آل عمران/ 47] فإن نصب هنا على هذا الحدّ، فقد مضى القول عليه قبل، وإن نصبه من حيث نصبه الكسائي، فمستقيم). [الحجة للقراء السبعة: 5/66]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أن نقول له كن فيكون}
قرأ ابن عامر والكسائيّ {أن نقول له كن فيكون} بالنّصب وقرأ الباقون بالرّفع
[حجة القراءات: 389]
فالنصب على ضربين أحدهما أن يكون قوله {فيكون} عطفا على {أن يقول} المعنى أن يقول فيكون والوجه الثّاني أن يكون نصبا على جواب {كن} والرّفع على فهو يكون على معنى ما أراد الله فهو يكون). [حجة القراءات: 390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {كُنْ فَيَكُونَ} [آية/ 40] بالنصب:
قرأها ابن عامر والكسائي.
والوجه أن قوله «يكون» معطوفٌ على {نَقُولَ} الذي انتصب بـ {أَنْ}، والتقدير: أن نقول فيكون، فينتصب يكون؛ لأنه معطوف على منصوب.
وقرأ الباقون {فَيَكُونُ} بالرفع.
والوجه أنه فعلٌ مستأنف مقطوعٌ مما قبله، والتقدير: فهو يكون). [الموضح: 736]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]
{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الناس: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} بالباء، وروي عن علي عليه السلام: [لَنُثْوِيَنَّهُمْ]، بالثاء.
قال أبو الفتح: نصب الحسنة هنا أي: يحسن إليهم إحسانا، وضع حسنة موضع إحسان، كأنه واحد من الحَسَن دال عليه، ودل قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} على ذلك الفعل؛ لأنه إذا
[المحتسب: 2/9]
أقرهم في الأرض بإطالة مدتهم ومدة خلفهم فقد أحسن إليهم، كما قال سبحانه: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، وذلك ضدُّ ما يعمل بالعاصين الذين يسحَتُ أعمارهم، ويصطلِمُهُم بذنوبهم وجرائم أفعالهم). [المحتسب: 2/10]

قوله تعالى: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {إلا رجالاً نوحي إليهم} [43].
روى حفص عن عاصم {نوحي إليهم} بالنون وكسر الحاء، الله تعالى يُخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون: {يوحى} على ما لم يُسم فاعله.
وحمزة والكسائي يميلان، لأن الألف منقلبة من ياء، الأصل: (يوحي) فانقلبت الياء ألفًا.
والباقون يفخمون على اللفظ؛ لأن الإمالة إنما وجبت من أجل الياء، فإذا زالت صورتها زالت الإمالة.
والعرب تقول: وحيتُ إليه وأوحيتُ، ووحيت له وأوحيت له قال الله تعالى: {بأن ربك أوحى لها} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/355]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: (إلا رجالا يوحى إليهم) [43] بالياء، إلا عاصما في رواية حفص، فإنه قرأ: نوحي إليهم بالنون، وكسر الحاء.
وجه الفعل المبني للمفعول قوله: وأوحي إلى نوح [هود/ 36]، وو ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه [الأنبياء/ 25].
[الحجة للقراء السبعة: 5/72]
ووجه قراءة عاصم: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده [النساء/ 163]. وأوحينا إلى أم موسى [يونس/ 87] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/73]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالًا نوحي إليهم}
قرأ حفص {إلّا رجالًا نوحي} بالنّون وكسر الحاء إخبار الله عن نفسه وحجته ما تقدم وهو قوله {وما أرسلنا} وفي التّنزيل {إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح}
وقرأ الباقون {يوحى} بضم الياء على ما لم يسم فاعله وحجتهم قوله {وأوحي إلى نوح} و{قل أوحي إليّ} ). [حجة القراءات: 390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {إلّا رجالًا نُوحِي} [آية/ 43] بالنون وكسر الحاء:
رواها ص- عن عاصم.
[الموضح: 736]
والوجه أن المراد نوحي نحن إليهم، والموحي هو الله تعالى، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {يُوحَى} بالياء وفتح الحاء، وكذلك ياش- عن عاصم.
والوجه أنه فعلٌ لما لم يسم فاعله، والفعل أيضًا لله تعالى، وإن كان قد جاء على ما لم يسم فاعله، وهذا كما قال تعالى {وَأُوحِيَ إلى نُوحٍ}، وقال في موضع آخر {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ}، والمعنى فيهما واحدٌ.
وأمال الكسائي وحمزة {يُوحى}.
والوجه أن الألف منقلبة عن الياء، وأن ماضيه أوحى، وهو من الوحي، فلذلك حسُنت الإمالة فيها). [الموضح: 737]

قوله تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}

قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45)}

قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)}

قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ (48)
قرأ حمزة والكسائي (أولم تروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ) بالتاء، ومثله في العنكبوت (أولم تروا كيف يبدئ اللّه) بالتاء.
وقرأ الباقون ( (أولم يروا) بالياء في السورتين.
[معاني القراءات وعللها: 2/79]
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فلإخباره عن غائب، ومن قرأ بالتاء فهو للخطاب). [معاني القراءات وعللها: 2/80]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يتفيّأ ظلاله (48)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (تتفيّأ ظلاله)، بتاءين، وقرأ الباقون (يتفيّأ) بالياء قبل التاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فعلى تقديم فعل الجمع، ومن قرأ بالتاء فعلى أن الجماعة مؤنثة، وفعلها مؤنث). [معاني القراءات وعللها: 2/80]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء} [48] {أو لم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده} في (العنكبوت).
قرأ حمزة والكسائي بالتاء جميعًا على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب وتوبيخًا لهم؛ لأن الألف في {ألم} ألف توبيخ، والتقدير: وبخهم كيف يكفرون بالله وينكرون البعث ويعرضون عن آياته. {ألم يروا إلى الطير مسخرات} [79] {ألم يروا كيف يبدىء الله} إلا عاصمًا فإنه قرأ في (النحل) بالياء وفي (العنكبوت) بالياء والتاء اختلف عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {يتفيؤا ظلله} [48].
قرأ أبو عمرو بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء. فمن أنث فلتأنيث الظلال؛ لأنه جمع ظل، وكل جمع خالف الآدميين فهو مؤنث تقول: هذه الأمطار وهذه المساجد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
ومن ذكر فالظلال وإن كان جمعًا فإن لفظه لفظ الواحد مثل جدار، لأن جمع التكسير يوافق الواحد.
فإن سأل سائل فقال: إن أبا عمرو لا حجة عليه إذ أنث {تتفيؤا ظلله} فلم لم يؤنث كما أنث {أم هل تستوي الظلمات والنور}.
فالجواب في ذلك: أن علامة التأنيث في «الظلمات» حاضرة فقرأها بالياء، وفي الظلال العلامة معدومة ففرق بينهما لذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/355]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والياء من قوله عزّ وجلّ: أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء [النحل/ 48].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء [وكذلك] أو لم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده، في العنكبوت [19]، بالياء جميعا.
واختلف عن عاصم، فروى يحيى بن آدم عن أبي بكر، وابن المنذر عن عاصم أيضا عن أبي بكر وابن أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم في العنكبوت بالتاء. وروى حسين الجعفيّ والكسائيّ والأعشى وعبد الجبار بن محمد، عن أبي بكر عن عاصم، وحفص عن عاصم في العنكبوت بالياء، ولم يختلف عن عاصم في النحل أنّها بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي: (أو لم تروا إلى ما لم خلق الله من شيء) بالتاء، أولم تروا كيف يبدئ الله بالتاء جميعا). [الحجة للقراء السبعة: 5/66]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: يتفيأ ظلاله [48] بالياء، غير أبي عمرو، فإنه قرأ: (تتفيأ) بالتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/66]
وقرأ حمزة وابن عامر: (ألم تروا إلى الطير) [79] بالتاء، وقرأ الباقون: بالياء.
قوله: أولم يروا.
حجة الياء: أن ما قبله غيبة، وهو قوله: أن يخسف الله بهم أو يأتيهم العذاب... أو يأخذهم [45، 46] أولم يروا [48]، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه قد رأوا ذلك وتيقّنوه.
ومن قرأ بالتاء: أراد جميع الناس، فوقع التّنبيه على الجمع بقوله: (أولم تروا).
قال: كلّهم قرأ: يتفيأ بالياء، غير أبي عمرو، فإنّه قرأ بالتاء: التذكير والتأنيث- في فعل هذا الضرب من الجميع، إذا تقدّم- جميعا حسنان، وقد تقدّم في غير موضع.
فأمّا يتفيّأ، فيتفعل من الفيء، يقال: فاء الظلّ يفيء فيئا، إذا رجع وعاد بعد ما كان ضياء الشمس نسخه، ومنه فيء المسلمين: لما يعود عليهم وقتا بعد وقت من خراج الأرضين المفتتحة والغنائم، فإذا عدّي قولهم: فاء، عدّي بزيادة الهمزة، أو تضعيف العين، فممّا عدّي بنقل الهمزة: ما أفاء الله على رسوله [الحشر/ 7] وبالتضعيف: فاء الظلّ وفيّأه الله، فتفيّأ: مطاوع فيّأه، فالفيء: ما نسخه ضوء الشمس، والظلّ: ما كان قائما لم تنسخه الشمس، مما يدل على ذلك قوله: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا [الفرقان/ 45]، فالشمس ينسخ ضياؤها هذا الظل، فإذا زال ضياء الشمس الناسخ للظلّ، فاء الظلّ، أي:
رجع كما كان أوّلا، قال أبو زيد: ظهّر تظهيرا، وذلك قبل
[الحجة للقراء السبعة: 5/67]
نصف النهار إلى أن تزيغ الشمس وزيغها: إذا فاء الفيء، انتهى كلام أبي زيد.
قال أبو على: والضمير في قوله: ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا [الفرقان/ 46]. يجوز أن يكون للظلّ، ويجوز أن يكون لضياء الشمس، لأنّ كل واحد منهما يقبض قبضا يسيرا على التدريج.
وقال: أكلها دائم وظلها [الرعد/ 35]، وقال: وظل ممدود [الواقعة/ 30]، هما في الجنّة، فيكون ظلّا، ولا يكون فيئا، لأنّ ضياء الشمس لا ينسخه، على أن أبا زيد أنشد للنابغة الجعدي:
فسلام الإله يغدو عليهم... وفيوء الفردوس ذات الظّلال
وهذا الشعر قد أوقع فيه الفيء على ما لم تنسخه الشمس، وجمعه على فيوء، مثل بيت وبيوت، ويدلّ على أن الظل ما لم تنسخه الشمس قول النابغة: ذات الظلال، فسمّى ما في الجنة ظلّا، ويدل عليه قول الآخر:
فلا الظلّ من برد الضّحى تستطيعه... ولا الفيء من برد العشيّ تذوق
فجعل الظلّ وقت الضحى، لأنّ الشمس لم تنسخه في
[الحجة للقراء السبعة: 5/68]
ذلك الوقت، بدلالة ما تقدم حكايته، عن أبي زيد، وقال أبو عمر: أكثر ما تقول العرب: أفياء، وأنشد لعلقمة:
تتّبع أفياء الظّلال عشيّة... على طرق كأنّهن سبوب
قال أبو علي: فقول علقمة: أفياء الظلال، يجوز أن يكون جمع فيئا على أفياء، وأضافه إلى الظلال، على معنى أن الفيء يعود به الظل الذي كان نسخه ضوء الشمس، وأضافها إلى الظلّ كما يضاف المصدر إلى الفاعل، وأفياء يكون للعدد القليل مثل: أبيات وأعيان، وفيوء للكثير، كالبيوت والعيون، وقال: أرى المال أفياء الظّلال فتارة يئوب وأخرى يخبل المال خابله ومن هذا الباب قوله حتى تفيء إلى أمر الله [الحجرات/ 9] أي: ترجع عن بغيها إلى جملة أهل العدل، والفيء في الإيلاء مثل الرجعة في الطلاق، وهذه الآية في المعنى مثل قوله: ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاو كرها وظلالهم بالغدو والآصال [الرعد/ 15]،
[الحجة للقراء السبعة: 5/69]
وزعموا أن الحسن كان يقول: يا ابن آدم أما ظلك فيسجد لله، وأما أنت فتكفر بالله.
وقال: (ظلاله) فأضاف الظلال إلى مفرد، ومعناه الإضافة إلى ذوي الظلال، لأن الذي يعود إليه الضمير واحد، يدلّ على الكثرة، وهو قوله: ما خلق الله [البقرة/ 228] وهذا مثل قوله: لتستووا على ظهوره [الزخرف/ 13]، فأضاف الظهور وهو جمع إلى ضمير مفرد، لأنه يعود إلى واحد يراد به الكثرة، وهو قوله: ما تركبون [الزخرف/ 12]، ومثل ذلك إضافة بين إلى ضمير المفرد في قوله: يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما [النور/ 43]، ولو أنّث لجاز من وجهين:
أحدهما: على قياس نخل خاوية [الحاقة/ 7] على قوله:
وينشىء السحاب الثقال [الرعد/ 12].
وممّا ينسب إلى ثعلب أنه قال: أخبرت عن أبي عبيدة أن رؤية قال: كلّ ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظلّ، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظلّ. وقال بعض أهل التأويل: الظلّ هو الشخص نفسه، ويدلّ عندي على ما قال:
قول علقمة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/70]
إذا نزلنا نصبنا ظلّ أخبية... وفار للقوم باللحم المراجيل
ألا ترى أنّهم ينصبون الظلّ الذي هو فيء، وإنما ينصبون الأخبية فيصير لها فيء ويمكن أيضا أن يستدلّ بقوله:
... أفياء الظلال عشيّة أي: أفياء الشخوص، فيحمل على هذا دون ما تأوّلناه، وقال: ظلّ أخبية، ولم يقل: ظلال أخبية، كما تقول:
شخوص أخبية، ولكنّه أفرد كما قال:
جلد الجواميس يريد: جلودها، فوضع الواحد موضع الجميع، ولا يكون ذلك على حذف المضاف، كأنه: ذا ظلّ أخبية، لأنّك حينئذ تضيف الشيء إلى نفسه، ألا ترى أن ذا ظل في قولك: ذا ظل، هو الظل، ويقوّي ذلك قول عمارة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/71]
كأنّهنّ الفتيات اللّعس... كأنّ في أظلالهنّ الشّمس
أي: في أشخاصهن، لأنّ شبه الشمس إنّما هو في أشخاصها، دون ما يفيء من أفيائها، ويزعم هذا المتأوّل أن المعنى: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء له ظلّ من جبل وشجر وبناء يتفيّأ ظلاله، أي: يكون للأشخاص فيء عن اليمين والشمائل، إذا كانت الشمس عن يمين الشخص، كان الفيء عن شماله، وإذا كانت على شماله، كان الفيء عن يمينه! وقيل: أول النهار عن يمين القبلة، وآخره عن شمال القبلة.
وقول الشاعر:
أفياء الظلال عشيّة وقولهم: أظلّ القوم عليهم، فيهما دلالة أيضا على أن الظلّ نفس الشخص). [الحجة للقراء السبعة: 5/72]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الثقفي: [تَتَفَيَّأُ ظُلَلَهُ]، وقراءة الناس: {ظِلالُهُ} .
قال أبو الفتح: الظُلَلُ: جمع ظُلّة، كحِلّة وحُلَلَ، وجِلّة وجُلَل. وقد يكون ظِلال جمع ظُلَة أيضا، كجُلَة وجِلال. وقالوا أيضا: حُلّة وحِلال، بالحاء غير معجمة. وقد يكون ظِلال جمع ظِلّ، كشِعْب وشِعاب، وبِئْر وبِئار، وذِئب وذِئاب). [المحتسب: 2/10]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم * أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشّمائل} 47 و48
قرأ حمزة والكسائيّ (أو لم تروا إلى ما خلق الله) بالتّاء على الخطاب وحجتهما قوله قبلها (فإن ربكم لرؤوف رحيم ألم تروا)
[حجة القراءات: 390]
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب وتوبيخا لهم وحجتهم قوله قبلها {أو يأخذهم على تخوف}
قرأ أبو عمرو (تتفيأ ظلاله) بالتّاء وحجته أن كل جمع خالف الآدمين فهو مؤنث تقول هذه المساجد وهذه الظلال
وقرأ الباقون {يتفيأ} وحجتهم أن الفعل إذا تقدم جاز التّذكير منه). [حجة القراءات: 391]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أولم يروا إلى ما خلق الله} قرأ حمزة والكسائي بالتاء، جعلاه خطابًا لجميع الخلق، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله: «أن يخسف، أو يأتيهم، أو يأخذهم» «45، 46، 47» ثم قال: {أولم يروا} فجرى الكلام على سنن واحد في الغيبة، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {يتفيؤ} قرأه أبو عمرو بتاءين، على تأنيث لفظ الجمع، وهو «ظلال» وقرأ الباقون بياء وتاء، على تذكير معنى الجمع، أو على الحمل
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
على المعنى؛ لأن «الظلال» هو «الظل» سواء، ولأن تأنيث هذا الجمع غير حقيقي؛ إذ لا ذكر له من لفظه، وقد تقدم لهذا نظائر، وهو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/38]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ الله} [آية/ 48] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في العنكبوت {أَوَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ}.
وتابعهما ياش- عن عاصم في العنكبوت.
والوجه أن المراد جميع الناس، والتقدير: أولم تروا أيها الناس إلى ما خلق الله، وهذا تنبيهٌ للكافة.
[الموضح: 737]
وقرأ الباقون {أَوَلَمْ يَرَوْا} بالياء في الموضعين، وكذلك ص- عن عاصم.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله أيضًا إخبار عن الغائبين، وهو قوله تعالى {أَنْ يَخْسِفَ الله بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ}، فجرى على ما قبله). [الموضح: 738]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {تَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} [آية/ 48] بتاءين:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
وقرأ الباقون {يَتَفَيَّأُ} بالياء.
والوجه أنه يتفعل من الفيء، والفيء: ما رجع من الظل بعد أن نسخته الشمس؛ لأنه من فاء إذا رجع، يقال: فاء الظل، وفيأه الله فتفيأ هو، فتفيأ مطاوع فيأ.
والتذكير والتأنيث جميعًا جائزان في قوله {يَتَفَيَّأُ}.
أما التاء فيه فللتأنيث، والتأنيث لأجل أن فاعله جماعةٌ، والجماعةُ مؤنثةٌ.
وأما الياء فلتذكير الفعل، وتذكيره من أجل أنه متقدمٌ، وفاعله غير حقيقي التأنيث؛ لكونه جمعًا، وتأنيث الجمع غير حقيقي). [الموضح: 738]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)}

قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (51) إلى الآية (55) ]
{وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}

قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)}

قوله تعالى: {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)}

قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [تَجَرُون]، بغير همز.
قال أبو الفتح: هذا في قوة القياس كقراءته أيضا : [لَكُمْ فِيهَا دِف]، وأصله {تَجْأَرُون}؛ فخفف الهمزة بأن ألقاها ونقل فتحتها إلى الجيم، فصار [تَجَرُونَ]، كقولك في تخفيف يَسْأَلون: يَسَلُون، وفي يَسْأَمُون: يَسَمون. ونظائره كثيرة قوية). [المحتسب: 2/10]

قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما يُروى عن قتادة: [ثُمَّ إِذَا كَاشَفَ الضُّرَّ]، بألف.
قال أبو الفتح: قد جاء عنهم فاعَلَ من الواحد يراد به فَعَلَ، نحو طارَقْتُ النعل، أي: طرقْتُها، وعاقَبْتُ اللصَّ، وعافاه اللهُ، وقانَيْتُ اللونَ، أي: خلطته، في أحرف غير هذه، فكذلك يكون [ثُمَّ إِذَا كَاشَفَ الضُّرَّ] أي: كشف. ونحوه منه في المعنى والمثال: راخيتُ من خناقه، أي أرخيْتُ). [المحتسب: 2/10]

قوله تعالى: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مكحول عن أبي رافع، قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: [فَيُمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُون]، بالياء.
قال أبو الفتح: هو معطوف على الفعل المنصوب قبله، أي [لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَيُمَتَّعُوا]، ثم قال من بعد: [فَسَوْفَ يَعْلَمُون] ). [المحتسب: 2/11]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (56) إلى الآية (60) ]
{وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)}

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)}

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)}

قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58)}

قوله تعالى: {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)}
قوله تعالى: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (61) إلى الآية (64) ]
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62) تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}

قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)}

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّهم مفرطون (62)
قرأ نافع وحده (وأنّهم مفرطون) بكسر الراء مخففة، من أفرطت وقرأ الباقون (مفرطون) بفتح الراء خفيفة
قال أبو منصور: من قرأ (مفرطون) فهو من أفرط، فهم مفرطون، إذا تعدوا ما حدّ لهم.
ومن قرأ (مفرطون) ففيه قولان:
أحدهما عن ابن عباس: أنهم متروكون.
[معاني القراءات وعللها: 2/80]
وقال غيره: مفرطون: معجّلون.
فمن قال: متروكون.
فالمعنى: أنهم تركوا في النار.
وكذلك من قال: مفرطون، أي: منسون.
ومعنى معجّلون، أي: مقدمون إلى النار.
وقيل: من قرأ (مفرطون) بكسر الراء فمعناه: أنهم أفرطوا في المعاصي، وأسرفوا على أنفسهم). [معاني القراءات وعللها: 2/81]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله [تعالى]: {إنهم مفرطون} [62].
بفتح الراء، جعلهم مفعولين؛ لأنه في التفسير {وأنهم مفرطون} أي: منسيون. وقال أبو عمرو: مقدمون إلى النار.
وقرأ نافع وحده {مفرطون} بكسر الراء كأنه جعل الفعل لهم، أي: أفرطوا في الكفر وفي العدوان يفرطون إفراطًا فهم مفرطون.
وقرأ الباقون: {مفرطون} أي: منسيون ممهلون متركون.
وقراءة ثالثة: حدثني أحمد بن عبدان عن علي عن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ: {وأنهم مفرطون} ومعنى هذه القراءة أي: مقصرون فيما يجب عليهم من العبادة، يقال: فلان فرط في الأمر: قصر، وأفرط: جاوز الحد. ومضارع فرط يفرط تفريطًا قال الله تعالى: {يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله} وتقول العرب: فرط فلان القوم إذا تقدمهم فهو فارط، والجمع فراط، قال الشاعر:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا = كما تعجل فراط لوراد
ومن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا فرطكم على الحوض»
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/356]
أي: أتقدمكم، وروى النابغة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا والنبيون فراط لقا صفين» أي: للمذنبين. وهذا حديث غريب ما رواه غيره). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/357]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وحده: (وأنهم مفرطون) [62] بكسر الراء خفيفة من أفرطت.
وقرأ الباقون: مفرطون بفتح الراء، من أفرطوا فهم مفرطون.
أبو عبيدة: مفرطون: معجلون، قال: وقالوا: متروكون منسيّون، وقال أبو زيد: فرط الرجل أصحابه، يفرطهم أحسن الفراطة، وهو رجل فارط. قال: والفارط: الذي يتقدم الواردة، فيصلح الدّلاء والأرسان، وقوله: مفرطون، يمكن أن يكون من هذا كأنه فرط هو، وأفرطه القوم، فكذلك:
(مفرطون)، كأنهم أعجلوا إلى النار فهم فيها فرط للذي يدخلون بعدهم، ومن هذا قولهم في الدعاء للطفل، ومن جرى مجراه:
«اجعله لنا فرطا»
ومنه ما في الحديث من قوله: «أنا فرطكم على الحوض».
[الحجة للقراء السبعة: 5/73]
فأما قول نافع فكأنه: من أفرط أي: صار ذا فرط:
فهو مفرط مثل: أقطف وأجرب أي: هو ذو فرط إلى النار، وسبق إليها، فالقراءتان على هذا متقاربتا المعنى.
قال أبو الحسن: قال أهل المدينة: مفرطون، أي أفرطوا في أعمالهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/74]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة معاذ: [وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكُذُبُ] بضم الكاف والذال والباء.
قال أبو الفتح: هو وصف الألسنة، جمع كاذب أو كذوب. ومفعول {تَصِفُ} قوله تعالى: {أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى}، وهو على قراءة الجماعة {الْكَذِبَ} مفعول "تصف"، و[أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى] بدل من [الْكَذِبَ]؛ لأنه في المعنى كذب). [المحتسب: 2/11]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا جرم أن لهم النّار وأنّهم مفرطون}
قرأ نافع {وأنّهم مفرطون} بكسر الرّاء أي مسرفون مكثرون من المعاصي كما تقول أفرط فلان في كذا إذا تجاوز الحد وأسرف
وقرأ الباقون {مفرطون} بفتح الرّاء أي متروكون في النّار منسيون فيها كذا قال ابن عبّاس وقال ابن جبير مبعدون وعن أبي عمرو معجلون مقدمون في العذاب). [حجة القراءات: 391]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {وأنهم مفرطون} قرأه نافع بكسر الراء، جعله اسم فاعل من «أفرط» إذا أعجل، فمعناه: وأنهم معجلون في النار، أي: سابقون إليها، وقيل معناه: وأنهم ذوو أفراط إلى النار، أي: ذوو عجل إليها، حكى أبو زيد: فرط الرجل أصحابه يفرطهم إذا سبقهم، والفارط المتقدم إلى الماء وغيره، ومنه قول النبي عليه السلام: «أنا فرطكم على الحوض» أي: أنا متقدكم وسابقكم، وقرأ الباقون بفتح الراء، جعلوه اسم مفعول من «أفرطوا» فهم «مفرطون» أي: أعجلوا فهم معجلون في النار، وقال أبو عبيد في معناه: متركون، وقيل: منسيون، والاختيار فيه ما عليه الجماعة، وكذلك كل ما سكتنا عن ذكر الاختيار، فما عليه الجماعة هو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/38]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {مُفْرِطُونَ} [آية/ 62] بكسر الراء:
قرأها نافع وحده.
[الموضح: 738]
والوجه أنه أفرط إذا جاوز الحد، يعني أنهم أفرطوا في المعاصي.
وقال أبو علي: هو فاعل أفرط إذا صار ذا فرطٍ، كما يقال أمشى إذا صار ذا ماشية، وأجرب إذا صار ذا إبل جربى، والمعنى هم ذوو فرطٍ إلى النار وتقدمٍ إليها، فالمفرط بمعنى الفارط، والفارط الذي يتقدم الواردة فيصلح الدلاء والأرشية.
وقرأ الباقون {مُفْرَطُونَ} بفتح الراء.
والوجه أنه مفعولٌ من أفرطه إذا جعله فارطًا، وهو أن يقدمه ليرد عليه، يقال فرط فلانٌ وأفرطته أنا.
ولهذا قال أبو عبيدة معناه معجلون، وقيل متروكون منسيون). [الموضح: 739]

قوله تعالى: {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}

قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (65) إلى الآية (69) ]
{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نسقيكم ممّا في بطونه (66)
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب (نسقيكم) بفتح النون، وفي المؤمنين مثله.
والباقون ضموا النون في السورتين.
قال أبو منصور: هما لغتان: سقيته، وأسقيته بمعنى واحد.
وقال لبيد فجمع بين اللغتين:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى... نميراً والقبائل من هلال
وقال بعضهم في سقيته الماء، إذا ناولته إياه فشربه.
وأسقيته: جعلته له سقيا). [معاني القراءات وعللها: 2/81]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم} [66].
قرأ نافع وعاصم في رواية ابي بكر وابن عامر {نسقيكم} بفتح النون وكذلك في (قد أفلح).
وقرأ الباقون بالضم.
فاختلف الناس في ذلك، فقال قوم: سقى وأسقى لغتان وأنشدوا:
سقى قومي بني مجد وأسقى = نميرا والقبائل من هلال
وقال آخرون: سقيته ماء لشفته. كقوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/357]
وأسقيته: سألت الله أن يسقيه، وأنشدوا لذي الرمة:
وقفت على ربع لمية ناقتي = فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه = تكلمني أحجاره وملاعبه
وفيه قول ثالث: أن ما كان من الأنهار وبطون الأنعام فبالضم.
وفيه قول رابع: ذكر أبو عبيد قال: ما سقى مرة واحدة. قلت: سقيته شربة، وما كان دائمًا قلت: أسقيته كقولك: أسقيته غير ماء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون وضمّها من قوله تعالى: لعبرة نسقيكم [66] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي نسقيكم بضم النون، وفي المؤمنين [21] مثله.
وقرأ ابن عامر ونافع وعاصم في رواية أبي بكر: (نسقيكم) بفتح النون فيهما. حفص عن عاصم (نسقيكم) بضم النون، وفي المؤمنين مثلها.
قال أبو علي: تقول: سقيته حتى روي، أسقيه، وعلى هذا قوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا [الإنسان/ 21]، وقال: والذي هو يطعمني ويسقن [الشعراء/ 79] وقال: وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [محمد/ 15]، وقال: شاربون شرب الهيم [الواقعة/ 55] وقال:
انحنا فسمناها النّطاف فشارب... قليلا وآب صدّ عن كلّ مشرب
[الحجة للقراء السبعة: 5/74]
وقوله: ويسقى من ماء صديد [إبراهيم/ 16] مثل يضرب، وليس مثل يكرم، يدل على ذلك قوله: وسقوا ماء حميما، وتقدير من ماء صديد من ماء ذي صديد فهذا خلاف قوله: وسقاهم ربهم شرابا طهورا [الإنسان/ 21].
فأما قوله: وأسقيناكم ماء فراتا [المرسلات/ 27]، وقوله: فأسقيناكموه [الحجر/ 22] فمعنى ذلك جعلناه سقيا لكم، كما تقول: أسقيته نهرا، أي جعلته شربا له، وقالوا:
سقيته في معنى: أسقيته يدل على ذلك قوله:
سقى قومي بني مجد وأسقى... نميرا والقبائل من هلال
فسقى قومي: ليس يريد به ما يروي عطاشهم، ولكن يريد: رزقهم سقيا لبلادهم، يخصبون منها- وبعيد أن يسأل لقومه ما يروي العطاش، ولغيرهم ما يخصبون منه، ويبيّن ذلك قول الشاعر:
أخطا الربيع بلادهم فسقوا... ومن أجلهم أحببت كلّ يمان
فقوله: سقوا، دعا لهم بالسّقيا التي أخطأت بلادهم.
وهذا- وإن كان الأكثر فيما يرفع العطش- سقى، وفي السقيا:
[الحجة للقراء السبعة: 5/75]
أسقى، فإن من قرأ: نسقيكم يريد: إنّا جعلناه في كثرته، وإدامته كالسقيا، فهو كقولك: أسقيته نهرا. وأما من فتح النون، فإنه لما كان للشفة فتح النون، فجعله بمنزلة قوله:
وسقاهم ربهم شرابا طهورا والذين ضمّوا النون جعلوا ذلك لدوامه عليهم كالسقيا لهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/76]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الثقفي: [سَيْغًا]، وقراءة الناس: {سَائِغًا}.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون "سَيْغ" هذا محذوفا من سَيِّغ، كمَيْت ومَيِّت، وهَيْن وهَيِّن؛ وذلك أنه من الواو، لقولهم ساغ شرابهم يسُوغ. ولو كان سيْغ فعْلا لكان "سوْغا". ومنه قولهم: هو أخوه سوْغُه، أي: قابل له غير متباعد عنه، كالشراب إذا قبلتْهُ نفسُ شاربِهِ، ولم تنْبُ عنه). [المحتسب: 2/11]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم ممّا في بطونه}
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم} بفتح النّون وقرأ الباقون بالرّفع
قال الخليل سقيته كقولك ناولته فشرب وأسقيته جعلت له سقيا وقال الفراء العرب تقول كل ما كان من بطون الأنعام ومن ماء السّماء أو نهر أسقيت وفي الفرقان {ونسقيه ممّا خلقنا أنعاما} وتقول سقيته إذا ناولته ماء يشربه لا يقولون غيره قال الله
[حجة القراءات: 391]
تعالى {وسقاهم ربهم} فمن قرأ بالرّفع فإنّه يريد أنا جعلنا في كثرته وإدامته كالسقيا كقولك أسقيته نهرا قال الله تعالى {وأسقيناكم ماء فراتا} أي جعلناه سقيا لكم وأما من فتح النّون فإنّه لما كان للشفة فتح النّون
وقال آخرون سقى وأسقى لغتان قال الشّاعر:
سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال). [حجة القراءات: 392]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {نسقيكم مما في بطونه} قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/38]
بفتح النون، وقرأ الباقون بالضم، ومثله في المؤمنين.
وحجة من فتح النون أنه جعله ثلاثيًا، فبناه على «سقيت أسقي» كما قال تعالى ذكره: {وسقاهم ربهم} «الإنسان 21» وقال: {يطعمني ويسقين} «الشعراء 79» وقال: {وسقوا ماءً حميمًا} «محمد 15» ومنه {يسقى بماء واحد} «الرعد 4» {ويسقى من ماء صديد} «إبراهيم 16» كله من سقى يسقي، إجماع.
17- وحجة من ضم النون أنه بناه على «أسقيت فلانًا» بمعنى: جعلت له شرابًا يشربه، فالمعنى في الضم، فجعل لكم شربًا مما في بطون الأنعام، وقد قال تعالى ذكره: {وأسقيناكم ماءً فراتًا} «المرسلات 27» أي: جعلنا لكم شربًا، ليس هو من سقي الفم، لرفع «العطش» فالمعنى: جعلنا لكم شربًا لا ينقطع كالسقيا، وقد قالوا: سقيته وأسقيته بمعنى، جعلت له شربًا، فتكون القراءتان بمعنى واحد على هذه اللغة، قال الشاعر:
سقى قومي بني نجدٍ وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
فليس يريد بـ «سقى قومي» ما يروي عطاشهم، لم يدع لهم لأجل عطشٍ بهم، إنما دعا لهم بالخصب والسقي، يريد: رزقهم الله سقيًا لبلدهم يخصبون منها، ويبعد أن يسأل لقومه ما يروي عطاشهم، ويسأل لغيرهم ما يخصبون منه، لأنه قال: واسقى نميرًا، أي: جعل لهم سقيا وخصبا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/39]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {نَسْقِيكُمْ} [آية/ 66] بفتح النون:
قرأها نافعٌ وابن عامر وعاصم ياش- ويعقوب.
والوجه أنه من سقاه يسقيه، وذلك لما يكون للشفة، قال الله تعالى {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}.
[الموضح: 739]
وقرأ الباقون {نُسْقِيكُمْ} بضم النون.
والوجه أنه من أسقيته إذا جعلت له سُقيا، يقال أسقيته نهرًا إذا جعلته شِربًا له، والمعنى إنا نجعله في كثرته وإدامته كالسقيا لكم.
وقال بعضهم: سقيتُه وأسقيتُه واحد). [الموضح: 740]

قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}

قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {يعرشون} [68].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر بضم الراء.
وقرأ الباقون بالكسر، وقد ذكرت علته في (الأعراف) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر (يعرشون) [68] بضم الراء.
وقرأ الباقون بكسر الراء، وروى حفص عن عاصم: يعرشون بكسر الراء.
هما لغتان: (يعرش ويعرش) ومثله: يحشر ويحشر، ويعكف
[الحجة للقراء السبعة: 5/76]
ويعكف، ويفسق ويفسق، قال أبو عبيدة: كلّ شيء مما عرش فهو عريش، وحكى الضم والكسر في يعرش). [الحجة للقراء السبعة: 5/77]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({اتخذي من الجبال بيوتًا ومن الشّجر وممّا يعرشون}
قرأ ابن عامر وأبو بكر {يعرشون} بضم الرّاء وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان يقال عرش يعرش ويعرش). [حجة القراءات: 392]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {يَعْرُشُونَ} [آية/ 68] مضمومة الراء:
قرأها ابن عامر وعاصم ياش-.
وقرأ الباقون {يعرِشون} مكسورة الراء.
وقد مضى الكلام على هذا). [الموضح: 740]

قوله تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (70) إلى الآية (74) ]
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73) فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أفبنعمة اللّه يجحدون (71)
قرأ عاصم في رواية أبي بكر ويعقوب (تجحدون) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: التاء للخطاب، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 2/82]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أفبنعمة الله يجحدون} [71].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر بالتاء، أي: قل لهم يا محمد: أفمن أجل ما أنعم الله عليكم أشرتم وبطرتم وجحدتم.
وقرأ الباقون بالياء، الله تعالى يوبخهم على جحودهم، وروى أبو عبيد هذا الحرف عن عاصم الجحدري، لا عن عاصم بن أبي النجود، ولعله غلط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلهم قرأ: أفبنعمة الله يجحدون [71] بالياء، غير عاصم فإنه قرأ في رواية أبي بكر: (تجحدون) بالتاء. وروى حفص عن عاصم بالياء.
ومن قال: يجحدون بالياء، فلأنه يراد به غير المسلمين والمسلمون لا يخاطبون بجحدهم نعمة الله.
ووجه التاء: قل لهم: أفبنعمة الله بهذه الأشياء التي تقدم اقتصاصها تجحدون، ويقوّي الياء قوله: وبنعمة الله هم يكفرون [النحل/ 72] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/76]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أفبنعمة الله يجحدون}
قرأ أبو بكر (أفبنعمة الله تجحدون) بالتّاء أي قل لهم يا محمّد أفبنعمة الله أي بهذه الأشياء الّتي ذكرها تجحدون وحجته قوله أول الآية {والله فضل بعضكم على بعض}
وقرأ الباقون {يجحدون} بالياء الله وبخهم على جحودهم ويقوّي الياء قوله تعالى بعدها {وبنعمة الله هم يكفرون} ). [حجة القراءات: 392]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {أفبنعمة الله يجحدون} قرأه أبو بكر بالتاء، رده على الخطاب الذي قبله، وهو قوله: {والله فضل بعضكم على بعضٍ في الرزق} أي: فعل بكم ذلك وتجحدون بنعمة الله، ويجوز أن يكون على معنى: قل لهم يا محمد:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/39]
أبنعمة الله تجحدون، فهو خطاب للكفار، وفيه معنى التوبيخ لهم، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله: {فما الذين فضلوا}، وقوله: {فهم فيه سواء} ولفظ الغيبة أقرب إليه من لفظ الخطاب، وهو الاختيار، وهو أولى، ولأن الجماعة عليه.
وقد ذكرنا {يعرشون} في الأعراف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/40]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {أَفَبِنِعْمَةِ الله تَجْحَدُونَ} [آية/ 71] بالتاء:
قرأها عاصم ياش- ويعقوب يس-.
والوجه أنه على إضمار القول، والتقدير: قل لهم أفبنعمة الله تجحدون؟
وقرأ الباقون {يَجْحَدُونَ} بالياء.
والوجه أنه على الإخبار عن الكفار؛ لأن المسلمين لا يوصفون بجحدهم نعمة الله تعالى، فكأنه قال أفبنعمة الله يجحد هؤلاء الكفار حيث يتخذون معه شركاء). [الموضح: 740]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {جَعَل لَّكُمْ} [آية/ 72 و78 و80 و81] بالإدغام:
قرأها يعقوب يس- في ثمانية مواضع من هذه السورة، مثل أبي عمرو إذا أدغم.
والوجه أنه لما اجتمع حرفان مثلان أدغم أحدهما في الآخر، وإن كانا من كلمتين.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب بالإظهار فيهن.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الإدغام إعلالٌ، والأصل الصحة). [الموضح: 741]

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)}

قوله تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة