العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 08:23 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (5) إلى الآية (6) ]

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 08:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (7) إلى الآية (9) ]

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)}

قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي واقد الجراح: [رَبَّنَا لا تَزِغْ قُلُوبُنا].
قال أبو الفتح: هذا في المعنى عائد إلى قراءة الجماعة: {لا تُزغْ قلوبَنا}؛ وذلك أنه في الظاهر طلب من القلوب ورغبة إليها، فهو كقول الراجز فيما أنشده ابن الأعرابي:
يا رب لا يرجع إلينا طِفْيلا
وفسره طفلًا، فظاهره الطلب والرغبة إلى ذلك الإنسان المدعو إليه؛ وإنما المسئول الله سبحانه، حتى كأنه قال: اللهم لا ترجعه إلينا، ويؤكد في ذلك النداء في قوله تعالى: [ربنا]، ويزيد في شرحه لك أنك تقول للأمير: لا ترهقني؛ لأنه يملك التنفيس عنك، ولا تقول له: أيها الأمير، أدخلني الجنة؛ لأن ذلك ليس له ولا إليه؛ فقد علمت إذن أن معنى [لا تَزِغْ قلوبُنا] هو معنى [لا تُزغ قلوبَنا]؛ ألا ترى أن القلوب لا تملك شيئًا فيطلب منها؟ فالمسئول إذن واحد وهو الله سبحانه). [المحتسب: 1/154]

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 08:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (10) إلى الآية (13) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)}

قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)}

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)}
و منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ستغلبون وتحشرون.. (12) و: (يرونهم مثليهم).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم: (ستغلبون وتحشرون) بالتاء و(يرونهم) بالياء.
وقرأ نافع ويعقوب: (ستغلبون وتحشرون) و: (ترونهم) كله بالتاء.
وقرأ حمزة والكسائي: (سيغلبون ويحشرون) و(يرونهم مثليهم) بالياء ثلاثتهن.
وروى أبان عن عاصم: (ترونهم) بالتاء، وقال الفراء: من قرأ بالياء (سيغلبون ويحشرون) فإنه ذهب بها إلى
[معاني القراءات وعللها: 1/242]
مخاطبة اليهود وإلى أن الغلبة تقع على المشركين بعد يوم أحد، وذلك أن النبي صلى الله عليه لما هزم المشركين يوم بدر قال اليهود: هذا النبي الذي لا ترد له راية، فلما نكب المسلمون يوم أحد كذبوا ورجعوا، فأنزل الله تبارك وتعالى: يا محمد قل لليهود: سيغلب المشركون ويحشرون إلى جهنم.
فليس في هذا المعنى إلا الياء.
قال الفراء: ومن قرأ بالتاء جعل اليهود والمشركين كأنهم شيء واحد داخلين في الخطاب، فيجوز على هذا المعنى ستغلبون بالياء والتاء.
وهذا كما تقول في الكلام: قل لعبد الله إنه قائم وإنك قائم.
وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: الاختيار عندنا بالياء لأنه جلّ وعزّ خاطب اليهود، وأخبر أن مشركي أهل مكة سيغلبون، والتفسير عليه.
[معاني القراءات وعللها: 1/243]
وقال الزجاج: من قرأها بالتاء فللحكاية والمخاطبة، أي: قل لهم في خطابك ستغلبون.
قال: ومن قرأ (سيغلبون) فالمعنى بلغهم أنهم سيغلبون.. ). [معاني القراءات وعللها: 1/244] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون} [12]
و {يؤونهم} [13]
قرأ حمزة والكسائي ثلاثهن بالياء.
وقرأهن نافع بالتاء.
وقرأ الباقون {ستغلبون وتحشرون} بالتاء {يرونهم}، بالياء، والأمر بينهن قريب.
فمن قرأ بالتاء تقديره: قل يا محمد ستغلبون، وتحشرون. ومن قرأ بالياء أخبر عن غيب، ومثل ذلك في الكلام أن تقول: قلت لزيد أن سيركب وستركب كل ذلك صواب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/108] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله عزّ وجلّ: سيغلبون، ويحشرون [آل عمران/ 12] ويرونهم مثليهم [آل عمران/ 13].
فقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: ستغلبون وتحشرون بالتاء، ويرونهم بالياء.
وحكى أبان عن عاصم: ترونهم بالتاء، وفي رواية أبي بكر بالياء.
وقرأ نافع: ستغلبون، وتحشرون، وترونهم بالتاء ثلاثتهن.
وقرأ حمزة والكسائيّ بالياء ثلاثتهن.
قال أبو علي: قوله: قل للذين كفروا...
[آل عمران/ 12] يجوز أن يعنى به اليهود والمشركون جميعا، يدلّ على ذلك قوله تعالى: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين [البقرة/ 105] ففسر الذين كفروا
[الحجة للقراء السبعة: 3/17]
بالقبيلين، وكذلك قوله جلّ وعزّ: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين [البينة/ 1] فالتقدير على هذا: قل للقبيلين: ستغلبون.
ويدلّ على حسن التاء هنا والمخاطبة قوله تعالى: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة [آل عمران/ 81] والآية كلّها على الخطاب. وكذلك قول من قرأ: ستغلبون بالتاء.
وللتاء على الياء مزية ما في الحسن، وهو أنّه إذا قيل:
سيغلبون فقد يمكن أن يكون المغلوبون والمحشورون من غير المخاطبين، وأنّهم قوم آخرون، فإذا كان بالخطاب، لم يجز أن يظنّ هذا.
وحجة من قرأ بالياء قوله تعالى: قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف [الأنفال/ 38] وقوله تعالى: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون [الجاثية/ 14] والدّليل على حسن مجازهما جميعا أنّهم زعموا أنّ في حرف عبد الله: قل للذين كفروا إن تنتهوا نغفر لكم. فأمّا قوله: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم [النور/ 30] فظاهره يقوّي قول من قرأ بالياء. ألا ترى
[الحجة للقراء السبعة: 3/18]
أنّه قال: يغضوا، ولم يقل: غضوا، فيكون للخطاب كقراءة من قرأ ستغلبون وكذلك: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن [النور/ 31].
إلّا أنّ من الناس من يحمل هذا على إضمار لام الأمر، وإضمار الجازم لم نعلمه جاء في حال السعة، وقد قيل: إنّ الذين كفروا: اليهود. والضمير في سيغلبون للمشركين، فعلى هذا القول لا يكون سيغلبون إلّا بالياء، لأنّ المشركين غيب.
والخطاب لهم، وما تقدّم ذكره أوجه لما ذكرناه من جواز وقوع الذين كفروا على الفريقين، ولأنّهما جميعا مغلوبان، فاليهود وأهل الكتاب غلبوا بوضع الجزى عليهم، وحشرهم لأدائها، والمشركون غلبوا بالسيف، فالقول الأول أبين. ومن قرأ: (يرونهم) بالياء، فلأنّ بعد الخطاب غيبة، وهو قوله: فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم [آل عمران/ 13] أي: ترى الفئة المقاتلة في سبيل الله الفئة الكافرة مثليهم.
ومما يؤكد الياء قوله: مثليهم، ولو كان على التاء لكان:
مثليكم، وإن كان قد جاء: وما آتيتم من زكاة [الروم/ 39] ثمّ قال: فأولئك هم المضعفون [الروم/ 39] ورأيت هنا المتعدية إلى مفعول واحد يدلّك على ذلك تقييده برأي العين، وإذا كان كذلك، كان انتصاب مثليهم على الحال لا على أنّه مفعول ثان.
وأمّا مثل فقد يفرد في موضع التثنية والجمع.
[الحجة للقراء السبعة: 3/19]
فمن الإفراد في التثنية قوله:
وساقيين مثل زيد وجعل... سقبان ممشوقان مكنوزا العضل
ومن إفراده في الجمع قوله تعالى: إنكم إذا مثلهم [النساء/ 140]. ومن جمعه قوله: ثم لا يكونوا أمثالكم [محمد/ 38]. وأمّا قوله: ترونهم مثليهم [آل عمران/ 13] ويرونهم فمن قرأ بالتاء فللخطاب الذي قبله، وهو قوله: قد كان لكم آية في فئتين... ترونهم مثليهم فالضمير المرفوع في ترونهم للمسلمين، والضمير المنصوب للمشركين. المعنى: ترون- أيّها المسلمون- المشركين مثلي المسلمين، وكان المشركون تسع مائة وخمسين رجلا، فرآهم المسلمون ستمائة وكسرا، وأرى الله المشركين أن المسلمين أقلّ من ثلاثمائة، وذلك أن المسلمين قد قيل لهم: فإن تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال/ 66] فأراهم
[الحجة للقراء السبعة: 3/20]
الله عددهم حسب ما حدّ لهم من العدد الذي يلزمهم أن يقدموا عليه، ولا يحجموا عنهم.
ومثل هذا في المعنى، قوله: وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا، ويقللكم في أعينهم [الأنفال/ 44] وقال قتادة: كان المشركون تسع مائة وخمسين رجلا، وكان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا). [الحجة للقراء السبعة: 3/21] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل للّذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنّم وبئس المهاد}
قرأ حمزة والكسائيّ (سيغلبون ويحشرون) بالياء فيهما أي بلغهم بأنّهم سيغلبون وحجتهما إجماع الجميع على قوله {قل للّذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} ويقوّي الياء أن
[حجة القراءات: 153]
أهل التّفسير تأولوا في ذلك أن النّبي صلى الله عليه وسلم لما هزم المشركين يوم بدر قالت اليهود بعضهم لبعض هذا هو النّبي الّذي لا ترد له راية فصدقوا فقال بعضهم لا تعجلوا بتصديقه حتّى تكون وقعة أخرى فلمّا اصاب المسلمين يوم أحد ما أصابهم شكوا في أمره وخالفوه فأنزل الله قل يا محمّد سيغلبون ويحشرون
وقرأ الباقون {ستغلبون وتحشرون} بالتّاء على المخاطبة أي قل لهم في خطابك {ستغلبون وتحشرون} وحجتهم قوله {قل للّذين كفروا} فقد أمره أن يخاطبهم والمخاطبة لهم أن يقول في وجوههم {ستغلبون وتحشرون} بالتّاء). [حجة القراءات: 154]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {ستغلبون وتحشرون} قرأهما حمزة والكسائي بالياء، وقرأهما الباقون بالتاء.
4- وحجة من قرأ بالتاء أنه أمر من الله لنبيه أن يخاطبهم بهذا، فهو خطاب للكفار من النبي بأمر الله له، والتاء للخطاب لليهود، بأنهم سيغلبون ويحشرون إلى جهنم، وقد قيل: إن الخطاب لليهود والمشركين، لأن كل فريق منهم كافر، فخوطبوا وأعلموا بوقوع الغلبة عليهم، ثم يحشرهم إلى جنهم.
5- وحجة من قرأ بالياء أنه أتى به على لفظ الغيبة؛ لأنهم غيب، حين أمر الله نبيه بالقول لهم، وهم اليهود، وقيل: هم المشركون، وكلاهما غائب، فإذا كانوا المشركين فهم أقوى في الغيبة، لأن المعنى: قل يا محمد لليهود سيُغلب المشركون ببدر ويحشرون إلى جهنم، ويقوي ذلك إجماعهم على الياء في قوله: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} «الأنفال 38» وإجماعهم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/335]
على الياء في قوله: {قل للذين آمنوا يغفروا} «الجاثية 14»، و{قل للمؤمنين يغضوا} «النور 30»، والتاء أحب إلي لإجماع الحرميين وعاصم وغيرهم على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/336]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ} [آية/ 12]:-
بالياء فيهما، قرأها حمزة والكسائي.
وذلك لأنهم غيب وإن كانوا مأمورًا بخطابهم، يؤيد ذلك قوله تعالى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} و{قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ الله}.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما.
وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلمأمر بأن يقول لهم ذلك ويخاطبهم به، فكأنه قال: خاطبهم بذلك، وهذا كما تقول: قل لعبد الله إنك مضروب، ويجوز إنه مضروب، والأول أظهر). [الموضح: 362]

قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}
و منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ستغلبون وتحشرون.. (12) و: (يرونهم مثليهم).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم: (ستغلبون وتحشرون) بالتاء و(يرونهم) بالياء.
وقرأ نافع ويعقوب: (ستغلبون وتحشرون) و: (ترونهم) كله بالتاء.
وقرأ حمزة والكسائي: (سيغلبون ويحشرون) و(يرونهم مثليهم) بالياء ثلاثتهن.
وروى أبان عن عاصم: (ترونهم) بالتاء، وقال الفراء: من قرأ بالياء (سيغلبون ويحشرون) فإنه ذهب بها إلى
[معاني القراءات وعللها: 1/242]
مخاطبة اليهود وإلى أن الغلبة تقع على المشركين بعد يوم أحد، وذلك أن النبي صلى الله عليه لما هزم المشركين يوم بدر قال اليهود: هذا النبي الذي لا ترد له راية، فلما نكب المسلمون يوم أحد كذبوا ورجعوا، فأنزل الله تبارك وتعالى: يا محمد قل لليهود: سيغلب المشركون ويحشرون إلى جهنم.
فليس في هذا المعنى إلا الياء.
قال الفراء: ومن قرأ بالتاء جعل اليهود والمشركين كأنهم شيء واحد داخلين في الخطاب، فيجوز على هذا المعنى ستغلبون بالياء والتاء.
وهذا كما تقول في الكلام: قل لعبد الله إنه قائم وإنك قائم.
وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: الاختيار عندنا بالياء لأنه جلّ وعزّ خاطب اليهود، وأخبر أن مشركي أهل مكة سيغلبون، والتفسير عليه.
[معاني القراءات وعللها: 1/243]
وقال الزجاج: من قرأها بالتاء فللحكاية والمخاطبة، أي: قل لهم في خطابك ستغلبون.
قال: ومن قرأ (سيغلبون) فالمعنى بلغهم أنهم سيغلبون.. ). [معاني القراءات وعللها: 1/244] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون} [12]
و {يؤونهم} [13]
قرأ حمزة والكسائي ثلاثهن بالياء.
وقرأهن نافع بالتاء.
وقرأ الباقون {ستغلبون وتحشرون} بالتاء {يرونهم}، بالياء، والأمر بينهن قريب.
فمن قرأ بالتاء تقديره: قل يا محمد ستغلبون، وتحشرون. ومن قرأ بالياء أخبر عن غيب، ومثل ذلك في الكلام أن تقول: قلت لزيد أن سيركب وستركب كل ذلك صواب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/108] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله عزّ وجلّ: سيغلبون، ويحشرون [آل عمران/ 12] ويرونهم مثليهم [آل عمران/ 13].
فقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: ستغلبون وتحشرون بالتاء، ويرونهم بالياء.
وحكى أبان عن عاصم: ترونهم بالتاء، وفي رواية أبي بكر بالياء.
وقرأ نافع: ستغلبون، وتحشرون، وترونهم بالتاء ثلاثتهن.
وقرأ حمزة والكسائيّ بالياء ثلاثتهن.
قال أبو علي: قوله: قل للذين كفروا...
[آل عمران/ 12] يجوز أن يعنى به اليهود والمشركون جميعا، يدلّ على ذلك قوله تعالى: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين [البقرة/ 105] ففسر الذين كفروا
[الحجة للقراء السبعة: 3/17]
بالقبيلين، وكذلك قوله جلّ وعزّ: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين [البينة/ 1] فالتقدير على هذا: قل للقبيلين: ستغلبون.
ويدلّ على حسن التاء هنا والمخاطبة قوله تعالى: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة [آل عمران/ 81] والآية كلّها على الخطاب. وكذلك قول من قرأ: ستغلبون بالتاء.
وللتاء على الياء مزية ما في الحسن، وهو أنّه إذا قيل:
سيغلبون فقد يمكن أن يكون المغلوبون والمحشورون من غير المخاطبين، وأنّهم قوم آخرون، فإذا كان بالخطاب، لم يجز أن يظنّ هذا.
وحجة من قرأ بالياء قوله تعالى: قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف [الأنفال/ 38] وقوله تعالى: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون [الجاثية/ 14] والدّليل على حسن مجازهما جميعا أنّهم زعموا أنّ في حرف عبد الله: قل للذين كفروا إن تنتهوا نغفر لكم. فأمّا قوله: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم [النور/ 30] فظاهره يقوّي قول من قرأ بالياء. ألا ترى
[الحجة للقراء السبعة: 3/18]
أنّه قال: يغضوا، ولم يقل: غضوا، فيكون للخطاب كقراءة من قرأ ستغلبون وكذلك: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن [النور/ 31].
إلّا أنّ من الناس من يحمل هذا على إضمار لام الأمر، وإضمار الجازم لم نعلمه جاء في حال السعة، وقد قيل: إنّ الذين كفروا: اليهود. والضمير في سيغلبون للمشركين، فعلى هذا القول لا يكون سيغلبون إلّا بالياء، لأنّ المشركين غيب.
والخطاب لهم، وما تقدّم ذكره أوجه لما ذكرناه من جواز وقوع الذين كفروا على الفريقين، ولأنّهما جميعا مغلوبان، فاليهود وأهل الكتاب غلبوا بوضع الجزى عليهم، وحشرهم لأدائها، والمشركون غلبوا بالسيف، فالقول الأول أبين. ومن قرأ: (يرونهم) بالياء، فلأنّ بعد الخطاب غيبة، وهو قوله: فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم [آل عمران/ 13] أي: ترى الفئة المقاتلة في سبيل الله الفئة الكافرة مثليهم.
ومما يؤكد الياء قوله: مثليهم، ولو كان على التاء لكان:
مثليكم، وإن كان قد جاء: وما آتيتم من زكاة [الروم/ 39] ثمّ قال: فأولئك هم المضعفون [الروم/ 39] ورأيت هنا المتعدية إلى مفعول واحد يدلّك على ذلك تقييده برأي العين، وإذا كان كذلك، كان انتصاب مثليهم على الحال لا على أنّه مفعول ثان.
وأمّا مثل فقد يفرد في موضع التثنية والجمع.
[الحجة للقراء السبعة: 3/19]
فمن الإفراد في التثنية قوله:
وساقيين مثل زيد وجعل... سقبان ممشوقان مكنوزا العضل
ومن إفراده في الجمع قوله تعالى: إنكم إذا مثلهم [النساء/ 140]. ومن جمعه قوله: ثم لا يكونوا أمثالكم [محمد/ 38]. وأمّا قوله: ترونهم مثليهم [آل عمران/ 13] ويرونهم فمن قرأ بالتاء فللخطاب الذي قبله، وهو قوله: قد كان لكم آية في فئتين... ترونهم مثليهم فالضمير المرفوع في ترونهم للمسلمين، والضمير المنصوب للمشركين. المعنى: ترون- أيّها المسلمون- المشركين مثلي المسلمين، وكان المشركون تسع مائة وخمسين رجلا، فرآهم المسلمون ستمائة وكسرا، وأرى الله المشركين أن المسلمين أقلّ من ثلاثمائة، وذلك أن المسلمين قد قيل لهم: فإن تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال/ 66] فأراهم
[الحجة للقراء السبعة: 3/20]
الله عددهم حسب ما حدّ لهم من العدد الذي يلزمهم أن يقدموا عليه، ولا يحجموا عنهم.
ومثل هذا في المعنى، قوله: وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا، ويقللكم في أعينهم [الأنفال/ 44] وقال قتادة: كان المشركون تسع مائة وخمسين رجلا، وكان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا). [الحجة للقراء السبعة: 3/21] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وطلحة: [يُرَوْنَهم مِثلَيهم] بياء مضمومة.
قال أبو الفتح: هذه قراءة حسنة المعنى؛ وذلك أن رَأيتُ وأرى أقوى في اليقين من أُريتُ وأُرَى، تقول: أرى أن سيكون كذا؛ أي: هذا غالب ظني، وأرى أن سيكون كذا؛ أي: أعلمه وأتحققه؛ وسبب ذلك أن الإنسان قد يُريه غيره الشيء فلا يصح له، فمعناه إذن أن غيره يشرع في أن يراه ولا أنه هو لا يراه، وأما أرى فإخبار بيقين منه، فكذلك هذه الآية: [يُرَوْنَهم مِثلَيهم] أي: يُصوَّر لهم ذلك وإن لم يكن حقًّا؛ لأن الشيء الواحد لا يكون اثنين
[المحتسب: 1/154]
في حال واحد؛ ولكن قد يُظن ويتوهم شيئين بل أشياء كثيرة، ومثله قول الله تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا}، فهذا يُحسِّن هذه القراءة.
وأما قراءة الجماعة: {يَرَوْنَهم } فلأنها أقوى معنى؛ وذلك أنه أوكد لفظًا؛ أي: حتى لا يقع شك فيهم ولا ارتياب بهم أنهم مثلاهم، فهذا أبلغ في معناه من أن يكون مُرٍ يُرِيهم ذلك، فقد يجوز أن يتم له ذلك وقد لا، هذا في ظاهر الأمر؛ فأما على اليقين ومع الحقيقة فلا يجوز أن يكون الشيء الواحد شيئين اثنين فيما له كان واحدًا، ومما جاء مفصولًا فيه بين أَرَى وأُرَى قوله:
تَرَى أو تُراءَى عند معقِد غَرْزِها ... تهاويل من أجلاد هر مؤوَّم
فلما قال: "ترى" استكثر ذلك؛ لأنه مع التحصيل لا حقيقة له، فأتبعه بما لان له القول الأول، فقال: أو تراءى، فاعرف ذلك). [المحتسب: 1/155]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين}
قرأ نافع (ترونهم مثليهم) بالتّاء على مخاطبة اليهود وحجته أن الكلام قبل ذلك جرى بمخاطبة اليهود وهو قوله {قد كان لكم آية} فإلحاق هذا أيضا بما تقدم أولى ومعنى الكلام قد كان يا معشر اليهود آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وهم رسول الله صلى الله عليه وأصحابه ببدر وأخرى كافرة وهم مشركون ترونهم أنتم أيها اليهود مثلي الفئة الّتي تقاتل في سبيل الله
وقرأ الباقون بالياء وحجتهم ما روي عن أبي عمرو قال أبو عمرو لو كانت ترونهم لكانت مثليكم قال الفراء
[حجة القراءات: 154]
من قرأ بالتّاء فإنّه ذهب إلى اليهود ومن قرأ بالياء فعل ذلك كما قال {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} فإن شئت جعلت يرونهم من المسلمين دون اليهود أي يرى المسلمون المشركين مثليهم). [حجة القراءات: 155]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {يرونهم} قرأه نافع بالتاء، وقرأ الباقون بالياء.
7- ووجه القراءة بالتاء أن قبله خطابا، فجرى آخر الكلام عليه، وهو قوله: {قد كان لكم} فجرى {ترونهم} على الخطاب في {لكم}، فيحسن أن يكون الخطاب للمسلمين، والهاء والميم للمشركين، وقد كان يلزم من قرأ بالتاء أن يقرأ {مثليكم} وذلك لا يجوز، لمخالفة الخط، ولكن جرى الكلام على الخروج من الخطاب إلى الغيبة، فهو في القرآن وكلام العرب كثير، بمنزلة قوله تعالى: {حتى إذا كنتم في الفلك} ثم قال: {وجرين بهم} «يونس 22» فخاطب ثم عاد إلى الغيبة، ومثله: {وما آتيتم من زكاة} ثم قال: {فأولئك هم المضعفون} «الروم 39»، فرجع إلى الغيبة، ولاهاء والميم في {مثليهم} يحتمل أن تكون للمشركين، أي: ترون أيها المسلمون المشركين مثلي ما هم عليه من العدد، وهو بعيد في المعنى؛ لأن الله لم يكثر المشركين في أعين المؤمنين، بل أعلمنا أنه قللهم في أعين المؤمنين، ويحتمل أن يكون الضمير للمسلمين، أي: ترون أيها المسلمون مثلي ما هم عليه من العدد، أي: ترون أنفسكم مثلي عددكم، فعل الله ذلك بهم لتقوى أنفسهم على لقاء المشركين، ويحتمل أن يكون المعنى: ترون أيها المسلمون المشركين مثليكم في العدد، وقد كانوا ثلاثة أمثالهم، فللهم الله في أعين المسلمين، لتقوى أنفسهم، ويجسروا على لقائهم، وتصديق هذا القول قوله: {إذ يريكهم الله في منامك قليلًا} «الأنفال 43» {وإذ يريكموهم إذا التقيتم في أعينكم قليلًا} «الأنفال 44».
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/336]
8- ووجه القراءة بالياء أن قبله لفظ غيبة، فحمل آخر الكلام على أوله، وهو قوله: {فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة}، فالرؤية للفئة المقاتلة في سبيل الله والمرئية الفئة الكافرة، فالهاء والميم في {مثليهم} للفئة المقاتلة في سبيل الله والمرئية الفئة الكافرة، فالهاء والميم في {مثليهم} للفئة المقاتلة في سبيل الله، والمعنى: يُري الفئة المقاتلة في سبيل الله للفئة الكافرة مثلي الفئة المؤمنة، وقد كانت الفئة الكافرة ثلاثة أمثال المؤمنة، فقللهم الله في أعنيهم ليقوي نفوسهم، وليثبتوا على ما فرض الله عليهم، من أن لا يفر الواحد من اثنين، على ما ذكر في سورة الأنفال، وإنما أرى الله المسلمين المشركين مثليهم؛ لأنه تعالى ضمن لهم الغلبة على المشركين بقوله: {إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين} «الأنفال 66»، وكذلك قال: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلًا} ويبعد أن تكون الهاء والميم في {مثليهم} لـ «الفئة الكافرة» لأن الله لم يخبر أنه كثَّر الفئة الكافرة في أعين المؤمنين، إنما أعلمنا أنه قللهم في أعين المؤمنين، والخطاب في {لكم} لليهود، وانتصاب {مثليهم} على الحال؛ لأن ترى من رؤية البصر لا يتعدى إلى مفعولين، ودل على أنه من رؤية البصر قوله: {رأي العين} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/337]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ} [آية/ 13]:-
بالتاء، قرأها نافع ويعقوب.
وذلك لأن ما قبله خطاب، وهو قوله تعالى {قَدْ كانَ لكمْ آيةٌ} والمعنى ترون أيها المسلمون المشركين مثلي المسلمين، والقياس مثليكم، ولكن لما
[الموضح: 362]
كان المخاطبون هم الفئة المقاتلة أعاد الضمير اليهم.
وقرأ الباقون {يَرَوْنَهُمْ} بالياء.
وذلك لأن بعد الخطاب غيبة، وهو قوله تعالى {فئَةٌ تُقَاتِلُ} {وَأخْرَى} {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ} أي ترى الفئة المقاتلة في سبيل الله الفئة الكافرة مثلي أنفسهم). [الموضح: 363]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (14) إلى الآية (17) ]

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}

قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد: [زَيَّنَ لِلنَّاسِ حُبَّ الشَّهَوَاتِ] بفتح الزاي والياء.
قال أبو الفتح: فاعل هذا الفعل إبليس، ودل عليه ما يتردد في القرآن من ذكره، فهذا نحو قول الله تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ}، وما جرى هذا المجرى). [المحتسب: 1/155]

قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ورضوانٌ من اللّه... (15).
قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر: (ورضوانٌ) بضم الراء في كل القرآن، إلا قوله في المائدة: (من اتبع رضوانه) فإنه كسر الراء ها هنا، وهذه رواية يحيى عن أبي بكر.
وقال الأعشى: (رضوانه) بالضم مثل سائر القرآن.
وكسر الباقون الراء في جميع القرآن، وكذلك روى حفص عن عاصم.
قال أبو منصور: الرّضوان والرّضوان لغتان فصيحتان، من رضي يرضى، إلا أن الكسر أكثر في القراءة، وهو الاختيار). [معاني القراءات وعللها: 1/244]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل أؤنبّئكم... (15)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (أنبّئكم) بهمزة واحدة مقصورة.
وقرأ نافع: (ءانبئكم) بهمزة مطولة.
[معاني القراءات وعللها: 1/246]
وقرأ الباقون: (أؤنبّئكم) بهمزتين.
وقال أبو منصور: وهي لغات صحيحة فاقرأ بأيها شئت). [معاني القراءات وعللها: 1/247]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ورضوان من الله} [15].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر: {ورضوان} بضم الراء في كل القرآن إلا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/108]
حرفًا واحدًا في سورة (المائدة) {من اتبع رضوانه} فإنه يكسر الراء فيها.
وقرأ الباقون كل ذلك بالكسر، وهي اللغة المشهورة. ومن ضم الراء فله حجتان:
إحداهُما: أنه فَّرق بين الاسم والمصدر، وذلك أن اسم خازن الجنة رضوان، ورُضوان مصدر، رضي يرضى رضً ورضوانًا، وغفر غفرانًا.
والحجة الأخرى: أن (فعلانًا) في المصادر يأتي منه كسر للضم، كقولك: رجل قُنعان إذا رضي الخصمان به وبحكمه، والفرقان لكل ما فَّرق بين الشيئين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/109]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الراء وضمّها من قوله تعالى: ورضوان [آل عمران/ 15].
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر: (ورضوان) بضم الراء في كلّ القرآن إلّا قوله في المائدة [16]: من اتبع رضوانه فإنّه كسر الراء فيه. وقال شيبان عن عاصم، وابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، بضم الراء، في كل ذلك. وقال محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنّه ضمّه كلّه.
[الحجة للقراء السبعة: 3/21]
[حدثنا ابن مجاهد قال]: حدثني محمد بن الجهم عن ابن أبي أميّة عن أبي بكر عن عاصم: (رضوان) و (رضوانا) [المائدة/ 2] بضمّ الراء في كلّ القرآن، وكذلك حدّثني ابن صدقة عن أبي الأسباط عن ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم. وقال حفص عن عاصم: مكسور كلّه، وقرأ الباقون: (رضوان) كسرا.
قال أبو علي: رضوان مصدر، فمن كسر جعله كالرّئمان والحرمان، ومن ضمّ فقد قال سيبويه: رجح رجحانا، كما قالوا: الشكران والرّضوان). [الحجة للقراء السبعة: 3/22]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للّذين اتّقوا عند ربهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله}
ذكر أبو بكر ابن مجاهد في كتابه عن أبي عبد الرّحمن اليزيدي عن أبيه قال لقيني الخليل بن أحمد في حياة أبي عمرو قال لي لم قرأ {أؤلقي الذّكر} و(آؤنزل) ولم يقرأ {أؤنبئكم} قال فلم أدر ما أقول له فرحت إلى أبي عمرو فذكرت له ما قال الخليل فقال فإذا ليقته فأخبره أن هذا من نبأت وليس من أنبأت قال فلقيته فأخبرته بقول أبي عمرو فسكت
أبو بكر قال هذا شيء لا أدري ما معناه اللّهمّ إلّا أن يكون الّذي علم منه شيئا منع غيره أن يعلمه وإن كانت العربيّة فلا فرق بين اجتماع الهمزتين من نبأت ولا من أنبأت
قال الشّيخ أبو زرعة رضي الله عنه سألت أبا عبد الله الخطيب
[حجة القراءات: 155]
عن هذا فقال إن أبا عمرو أشار إلى أنه يرى الفصل بالألف بين الهمزتين المتلازمتين نحو همزة الاستفهام إذا دخلت على همزة ثانية في الفعل الماضي نحو أفعل لأن هذا المثال مبنيّ على الهمزة فهي تصحبه في متصرفاته إمّا مقدرة في اللّفظ وإمّا مقدرة في النّيّة ففي اللّفظ في الماضي والمصدر نحو أنذر إنذارا وفي التّقدير في المستقبل نحو أنذر واصله أؤنذر بهذه الهمزة الّتي بني الفعل عليها بملازمتها له هي أثقل من الهمزة الّتي تعرض من جملة امثلة الأفعال في مثال واحد وهي في إخبار المتكلّم عن نفسه بفعل مستقبل فلمّا كانت أثقل كان الفصل معها أوجب ولما كانت العارضة في حال واحدة أخف لم يحتج عند دخول ألف الاستفهام عليها إلى الفصل بينها وبينها لخفتها والهمزة في {أؤنبئكم} عارضة في المستقبل وليست ثابتة في الماضي والمصدر والهمزة في أنذر ثابتة في الماضي والمصدر
قرأ أبي عن نافع {قل أؤنبئكم} بهمزة واحدة مطوّلة والأصل في هذا {أؤنبئكم} بهمزتين ثمّ زاد الألف الفاصلة بينهما ليبعد المثل عن المثل ويزول الاجتماع فيخف اللّفظ فصار آؤنبئكم وهذه قراءة هشام ثمّ لين الهمزة الثّانية فصار {أؤنبئكم}
وقرأ نافع إلّا ما ذكرنا وبان كثير وأبو عمرو {أؤنبئكم} بهمزة
[حجة القراءات: 156]
واحدة من غير مد الأصل في هذا أؤنبئكم بهمزتين مثل ما ذكرنا ثمّ لينوا الهمزة الثّانية ولم يدخلوا بينهما ألفا
وقرأ الباقون بهمزتين على أصل الكلمة وقد ذكرنا الحجّة في سورة البقرة
قرأ أبو بكر عن عاصم {ورضوان من الله} بصم الرّاء في جميع القرآن إلّا في سورة المائدة فإنّه قرأ بالكسرة وفي رواية الأعشى قرأ بالضّمّ أيضا وحجته أنه فرق بين الاسم والمصدر وذلك أن اسم خازن الجنّة رضوان كذا جاء في الحديث ورضوان مصدر رضي يرضى رضى ورضوانا ففرق بين الاسم والمصدر
وقرأ الباقون بالكسر وحجتهم أن ذلك لغتان معروفتان يقال رضي يرضى رضى ومرضاة ورضوانا ورضوانا والمصادر تأتي على فعلان وفعلان فأما فعلان فقوله عرفته عرفانا وحسبته حسبانا وأما فعلان فقولهم غفرانك لا كفرانك). [حجة القراءات: 157]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {رضوان} قرأه أبو بكر بضم الراء حيث وقع، إلا قوله في المائدة: {رضوانه سبل السلام} «16» فإنه كسر كالجماعة، وقرأ الباقون بالكسر حيث وقع، وهما مصدران بمعنى واحد، فالكسر كـ «الحِرمان» والضم كـ «الشُكران»، وخص أبو بكر ما في المائدة بالكسر للجمع بين اللغتين، مع اتباعه للرواية، والكسر هو الاختيار، لإجماع القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/337]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وَرِضْوَانٌ} [آية/ 15]:-
بضم الراء، قرأها عاصم ياش- وحده في جميع القرآن إلا قوله تعالى {مَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَهُ} في المائدة فانه كسرها.
ووجه ذلك أنه مصدر كالرجحان والفرقان والقربان.
وقرأ الباقون و- ص- عن عاصم {وَرِضوانٌ} بالكسر.
[الموضح: 363]
وهو مصدر على فعلان كالرئمان والحرمان، وكلتاهما لغتان، والكسر أكثر). [الموضح: 364]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)}

قوله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}

قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الناس: {شَهِدَ اللَّهُ}، وقرأ أبو المهلب محارب بن دِثار: [شُهَدَاءَ اللَّهِ] مضمومة الشين، مفتوحة الهاء، ممدودة على فعلاء.
[المحتسب: 1/155]
قال أبو الفتح: هو منصوب على الحال من الضمير في المستغفرين؛ أي: يستغفرونه شهداء لله أنه لا إله إلا هو، وهو جمع شهيد، ويجوز أن يكون جمع شاهد؛ كعالم وعلماء، والأول أجود). [المحتسب: 1/156]

قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّ الدّين عند اللّه الإسلام... (19).
قرأ الكسائي وحده: (أنّ الدّين). وقرأ الباقون: ((إنّ) بكسر الألف.
[معاني القراءات وعللها: 1/244]
وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى في قول الله جلّ وعزّ: (إنّ الدّين عند اللّه الإسلام) بكسر الألف، وعليه القراء من أهل الأمصار إلا الكسائي فإنه فتح (أنّ) اعتبارا لقراءة ابن مسعود وابن عباس من غير أن يكون عنده فيها حجة حكاية عن أحد من السلف، غير أنه قال في قراءة عبد الله (أنّ الدّين عند اللّه الإسلام): وهذا دليل على وقوع الشهادة على أن شهد الله بإنه لا إله إلا هو، وبأن الذين عند الله الإسلام.
قال: وحكى الفراء قال: قرأ ابن عباس بكسر الأول وفتح أن الدين عند الله الإسلام، وهاتان حجة للكسائي في الفتح لموافقة ابن مسعود وابن عباس، فقد كسر الأولى لأن الباء حسن فيها (شهد الله بإنه لا إله إلا هو... أنّ الدين) جعلها مستأنفة معترضة؛ لأنها تعظيم للّه، كما تقول: (اعتقك اللّه وأعتقتك)، فتبدأ بالله تعظيمًا). [معاني القراءات وعللها: 1/245]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} [19].
قرأ الكسائي وحده {أن الدين} بفتح الألف.
وقرأ الباقون {إن الدين} بكسر الألف، فمن كسر أوقع الشهادة على الأولى، وابتدأ {إن الدين} ومن فتحها جعل الثانية بدلاً من الأولى، والتقدير: شهد الله أنه لا إله إلا هو، وأن الدين عند الله الإسلام). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/109]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: كلّهم قرأ: إن الدين عند الله الإسلام [آل عمران/ 19] بكسر الألف إلّا الكسائي فإنّه فتح الألف من أن الدين عند الله الإسلام.
قال أبو علي: الوجه: الكسر في (إنّ)، لأنّ الكلام الذي قبله قد تمّ، وهذا النحو من الكلام الذي يراد به التنزيه، والتقرب، أن يكون بجمل متباينة أحسن من حيث كان أبلغ في
[الحجة للقراء السبعة: 3/22]
الثناء، وأذهب في باب المدح، ومن ثمّ جاء والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء [البقرة/ 177].
ومن فتح (أنّ) جعله بدلا، والبدل، وإن كان في تقدير جملتين، فإنّ العامل لمّا لم يظهر، أشبه الصفة. فإذا جعلته بدلا جاز أن تبدله من شيئين: أحدهما: من قوله: أنه لا إله إلا هو [آل عمران/ 18] فكأنّ التقدير: شهد الله أنّ الدين عنده الإسلام، فيكون البدل من الضرب الذي الشيء فيه هو هو. ألا ترى أنّ الدّين الذي هو الإسلام يتضمن التوحيد والعدل وهو هو في المعنى؟. وإن شئت جعلته من بدل الاشتمال لأنّ الإسلام يشتمل على التوحيد والعدل، وإن شئت جعلته من القسط لأنّ الدين الذي هو الإسلام قسط وعدل، فيكون من البدل الذي الشيء فيه هو هو). [الحجة للقراء السبعة: 3/23]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الدّين عند الله الإسلام}
قرأ الكسائي {إن الدّين عند الله الإسلام} بفتح الألف وحجته
[حجة القراءات: 157]
قوله قبله {شهد الله أنه لا إله إلّا هو} وقد أجمعوا على فتح أنه فجعل الشّهادة واقعة عليه كأنّه قال شهد الله أنه وشهد الله أن الدّين عند الله الإسلام
وقرأ الباقون {إن الدّين} بكسر الألف على الاستئناف). [حجة القراءات: 158]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {إن الدين عند الله} قرأه الكسائي بفتح الهمزة، وكسرها الباقون.
11- ووجه قراءة الكسائي أنه جعل الكلام متصلًا بما قبله، فأبدل «أن» مما قبلها، فيجوز أن يكون بدلًا من «أن» في قوله: {شهد الله أنه} «18» فتكون «أن» في موضع نصب، فالتقدير: شهد الله أن الدين عند الله، فهو بدل الشيء من الشيء، وهو هو، لأن التوحيد والعدل هو الإسلام، وهو التوحيد والعدل، ويجوز أن يكون بدلًا من «أنه» على بدل الاشتمال، لأن الإسلام يشتمل على التوحيد والعدل والشرائع والسنن وغير ذلك، فيكون الثاني مشتملًا على الأول، ويجوز أن تكون «أن» بدلًا من «القسط» في موضع خفض على بدل الشيء من الشيء، وهو هو؛ لأن «القسط» العدل، والعدل هو الإسلام، والإسلام هو العدل.
12- ووجه القراءة بالكسر أنه على الابتداء والاستئناف، لأن الكلام قد تم عند قوله: {الحكيم}، ثم استأنف وابتدأ بخبر آخر، فكسر «إن» لذلك، وهو أبلغ في التأكيد والمدح والثناء، وهو الاختيار، لإجماع القراء عليه، ولتمام الكلام قبله، ولأنه أبلغ في التأكيد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/338]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {إِنَّ الدِّينَ} [آية/ 19]:-
بفتح الألف، قرأها الكسائي وحده.
والوجه في ذلك أنه جعل {أنّ الدينَ} بدلاً عن قوله تعالى {أَنَّهُ لا إلهَ إلاّ هُو} كأنه قال: شهد الله بأنه لا إله إلا هو وبأن الدين عند الله الإسلام، فيكون {أنّ الدينَ} بدلاً عن {أنّه} بدل الكل، ويجوز أن يكون بدل الاشتمال؛ لأن الدين مشتمل على التوحيد، ويجوز أن يكون بدلاً عن القسط؛ لأن كون الدين هو الإسلام هو قسط وعدل. وقرأ الباقون بكسر {إِنَّ}؛ لأن الكلام الذي قبله تام، فيكون استئنافًا، وهو أحسن؛ لأن ما يقصد به الثناء على الباري سبحانه- كان الكلام فيه- إذا كان جملاً متباينة- أحسن؛ لأنه أبلغ في المدح). [الموضح: 364]

قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وجهي للّه... (20)
فتح الياء نافع وابن عامر والأعشى وحفص، وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/256]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن}
قرأ نافع وأبو عمرو {ومن اتبعني} بياء في الوصل وحجتهما أنّها ياء المتكلّم كما تقول من كلمني فلا تحذف الياء
وقرأ الباقون بحذف الياء وحجتهم مرسوم المصاحف بغير ياء وحجّة أخرى أن الكسرة تنوب عن الياء وأصل اتبعني اتبعي ولكن النّون زيدت لتسلم فتحة العين فالكسرة مع النّون تنوب عن الياء). [حجة القراءات: 158]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (21) إلى الآية (22) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويقتلون الّذين يأمرون... (21).
قرأ حمزة وحده: (ويقاتلون) بالألف بعد القاف، وروى نصير عن الكسائي مثل ذلك.
وسائر القراء قرأ: (ويقتلون).
قال أبو منصور: من قرأ (ويقتلون) فمعناه: أنهم يفتلون الذين لا يقاتلونهم.
ومن قرأ (يقاتلون) فمعناه: أنه يقاتلون الذين يخالفونهم في كفرهم، والمقاتلة من اثنين، والقتل من واحد، والاختيار (يقاتلون) بالألف، لأن المعنى: أنهم يقتلون من غلبوه ممن لا يوافقهم على كفرهم). [معاني القراءات وعللها: 1/246]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {ويقتلون النبيين} [21].
قرأ حمزة وحده: {ويقتلون} بألف.
وقرأ الباقون: {ويقتلون} بغير ألف. فيقتلون إخبار عن واحد {ويقاتلون} بألف إخبار عن اثنين فعل وفاعل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/109]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): ( [قال] أحمد: كلهم قرأ: ويقتلون الذين يأمرون بالقسط [آل عمران/ 21] بغير ألف إلّا حمزة فإنّه قرأ (ويقاتلون) بألف.
قال أبو علي: حجة من قرأ: ويقتلون الذين يأمرون أنّه معطوف على قوله، ويقتلون النبيين [آل عمران/ 21] وقد
[الحجة للقراء السبعة: 3/23]
جاء في أخرى فلم تقتلون أنبياء الله من قبل [البقرة/ 91] فجاء الفعل على يفعل دون يفاعل، فكذلك: ويقتلون الذين يأمرون بالقسط [آل عمران/ 21] لأنّ الآمرين بالقسط من الناس قد وافقوا الأنبياء في الأمر بالقسط، وكبر عليهم مقامهم وموضعهم فقتلوهم، كما قتلوا الأنبياء.
وحجة من قرأ: ويقاتلون الذين يأمرون أنّ في حرف عبد الله فيما زعموا: وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط فاعتبرها، وكأن معنى يقاتلونهم، أنّهم لا يوالونهم ليقلّ نهيهم إياهم عن العدوان عليهم، فيكونون مباينين لهم، مشاقّين لهم؛ لأمرهم بالقسط، وإن لم يقتلوهم كما قتلوا الأنبياء، ولكن قاتلوهم قتال المباين المشاقّ لهم.
فإن قال قائل: إنّه في قراءته (ويقاتلون) لم يقرأ بحرف عبد الله، وترك قراءة الناس. قيل: ليس بتارك حرف عبد الله الذي هو (قاتلوا) في قراءته (يقاتلون) لأنّ قوله: (يقاتلون) يجوز أن يريد به (قاتلوا)، ألا ترى أنّه قد جاء إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله [الحج/ 25].
وقال في أخرى: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله [النحل/ 88، محمد/ 1] فإذا جاء المعنى لم يكن تاركا لقراءة
[الحجة للقراء السبعة: 3/24]
عبد الله، وذلك أنّ قوله: يصدون يجوز أن يكون في المعنى (صدّوا)، إلّا أنّه جاء على لفظ المضارع حكاية للحال، وكذلك حمزة في قراءته (يقاتلون) يجوز أن يكون مراده به (قاتلوا) إلّا أنّه جاء على لفظ المضارع حكاية للحال). [الحجة للقراء السبعة: 3/25]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويقتلون النّبيين بغير حق ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس}
قرأ حمزة (ويقاتلون الّذين يأمرون) بالألف وبضم الياء أي يحاربون وحجته قراءة عبد الله (وقاتلوا الّذين يأمرون بالقسط من النّاس)
وقرأ الباقون {ويقتلون الّذين يأمرون} بغير ألف وحجتهم أنهم لم يختلفوا في الحرف الأولى أنه بلا ألف وهو قوله {ويقتلون النّبيين بغير حق} وكذلك {ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط}). [حجة القراءات: 158]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط} قرأه حمزة «يقاتلون» بالألف من القتال وقرأ الباقون بغير ألف، من القتل.
14- وحجة من جعله من القتل أنه عطفه على قوله: {ويقتلون النبيين} فقد أخبر عنهم بقتلهم للأنبياء، فقتل من هو دون الأنبياء أسهل عليهم، في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/338]
كعمرهم، ومن تجرأ على قتل نبي فهو أجرأ على قتل من هو دون النبي من المؤمنين، فحمل آخر الكلام على أوله في الإخبار بالقتل عنهم.
15- ووجه القراءة بالألف في حرف ابن مسعود «وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط» فأخبر عنهم بالمقاتلة لا بالقتل على أن القتل أكثر ما يكون بالمقاتلة فأخبر عنهم بالسبب الذي يكون منه القتل، وقراءة الجماعة بغير ألف أولى لينتظم آخر الكلام بأوله، ولأنه إجماع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/339]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ} [آية/ 21]:-
بالألف، قرأها حمزة وحده.
وذلك لأن في حرف عبد الله {وَقَاتَلُوا الّذين يَأْمُرُونَ} على الماضي من
[الموضح: 364]
القتال، فلهذا ذهب حمزة الى هذه القراءة.
ووجهها أنهم كانوا يشاقون من أمرهم بالقسط ونهاهم عن العدوان، ويخالفونهم مخالفة المشاق المباين لهم، فكل من لم يوافقهم على غيهم كانوا حربًا له.
وقرأ الباقون {وَيَقْتُلُونَ} بغير ألف؛ لأن {وَيَقْتُلُونَ} معطوف على قوله {ويَقْتُلُونَ النَبيّينَ}، والآمرون بالقسط يوافقون الأنبياء لا محالة في الأمر بالقسط والنهي عن الجور، فإذا قتلوا الأنبياء لم يمنعهم حرج من قتلهم أيضًا، ويؤيد هذا ما جاء في قصتهم أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبيًا من أول النهار في ساعةٍ واحدةٍ، فقام مائة واثنا عشر رجلاً من عبادهم، فأمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعًا في آخر النهار). [الموضح: 365]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (23) إلى الآية (25) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:19 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (26) إلى الآية (27) ]

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}

قوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وتخرج الحيّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ... (27).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامرٍ وأبو بكر عن عاصم: (الميت) مخففا في كل القرآن، وكذلك خففوا: (بلدةً ميتًا) و(الأرض الميتة)
وقوله: (أومن كان ميتًا)، وقوله: (لحم أخيه ميتًا).
[معاني القراءات وعللها: 1/247]
وشدّد يعقوب من هذا ما كان له روح، كقوله: (يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ) و((أومن كان ميّتًا)، وخفف ما لا روح فيه، نحو: (لبلدٍ ميتٍ) و(الأرض الميتة).
واتفقوا كلهم على تخفيف قوله: (لنحيي به بلدةً ميتًا).
وقرأ نافع بتشديد هذا كله، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: (الحيّ من الميّت) و(بلدة ميتًا)، وخففوا (الأرض الميتة) و(أومن كان ميتًا) و(لحم أخيه ميتًا).
قال أبو منصور: من قرأ (الميّت) مشددًا فهو الأصل، ومن قرأ (الميت) مخففا فالأصل فيه التشديد، وخفف، ونظيره قولهم: هيّن وهين، وليّن، ولين.
والعرب تقول للحيّة: أيم وأين وأيّم وأيّن، والمعنى واحد في جميعها.
وأما من قال: (الميّت): ما لم يمت ووجهه إلى الموت، و(الميت): ما قد مات، فهو خطأ، يقال للذي مات: ميّت وميت، ولما سيموت ولم يمت: ميّت وميت، قال الله: (إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون).
وبين الشاعر أن (الميّت) و(الميت) واحد فقال:
[معاني القراءات وعللها: 1/248]
ليس من مات فاستراح بميتٍ... إنّما الميت ميّت الأحياء
فجعل (الميت) مخففا مثل (الميّت).
وأمّا ما اتفق القراء على تخفيفه وتشديده فالقراءة سنة لا تتعدّى، وإذا اختلفوا فقراءة كل على ما قرأ، ولا يجوز مماراته وتكذيبه). [معاني القراءات وعللها: 1/249]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {يخرج الحي من الميت} [27].
قرأ نافع وحمزة والكسائي بتشديد الياء في كل القرآن.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/109]
وكذلك قرأ حفص عن عاصم.
وزاد نافع عليهم {أو من كان ميتا} و{حم أخيه ميتا}.
وقرأ الباقون بتخفيف ذلك كله. فمن شدد فهو على أصل الكلمة؛ لأنه لما اجتمع واو وياء والسابق ساكن قلبوا من الواء ياء وأدغموا الياء في الياء. ومن خفف قال: كرهت أن أجمع بين ياءين؛ إذ كان التشديد مستثقلاً فخزلت ياء كما قال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طيف} والأصل: طيف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/110]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ اسمه: وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي [آل عمران/ 27]، في التّشديد والتّخفيف: فقرأ عاصم في رواية أبي بكر، وابن كثير، وأبو عمرو وابن عامر: وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي [آل عمران/ 27] ولبلد ميت [الأعراف/ 57] أو من كان ميتا [الأنعام/ 122] والأرض الميتة [يس/ 33] وإن يكن ميتة [الأنعام/ 139] كل ذلك بالتخفيف.
وروى حفص عن عاصم: (من الميّت) مشدّدة مثل حمزة، وقرأ نافع وحمزة والكسائي: الحي من الميت والميت من الحي [آل عمران/ 27] ولبلد ميت [الأعراف/ 57] وإلى بلد ميت [فاطر/ 9] مشدّدا.
وخفف حمزة والكسائي غير هذه الحروف. وقرأ نافع: أو من كان ميتا [الأنعام/ 122] والأرض الميتة
[الحجة للقراء السبعة: 3/25]
[يس/ 33] ولحم أخيه ميتا [الحجرات/ 12] وخفّف في سائر القرآن ما لم يمت.
قال أبو علي: قال أبو زيد: وقع في المال: الموتان، والموات، والموات في قول بعض بني أسد: إذا وقع فيه الموت. قال أبو علي: يقال: مات يموت مثل: قال يقول، وقالوا:
متّ تموت، ودمت تدوم. ومتّ ودمت: شاذان. ونظيرهما من الصحيح: فضل يفضل.
فأمّا الميّت فهو الأصل، والواو التي هي عين انقلبت ياء لإدغام الياء فيها، والأصل التثقيل. وميّت محذوف منه، والمحذوف العين أعلّت عينه بالحذف كما أعلّت بالقلب، فالحذف حسن والإتمام حسن. وما كان من هذا النحو، العين فيه واو، فالحذف فيه أحسن، لاعتلال العين بالقلب، ألا ترى أنّهم قالوا: هائر وهار، وسائر، وسار، فأعلّوا العين بالحذف.
كما أعلّوها بالقلب؟ فكذلك نحو: ميّت وسيّد. وما مات، وما لم يمت، في هذا الباب يستويان في الاستعمال، ألا ترى أنّه قد جاء:
ومنهل فيه الغراب الميت
[الحجة للقراء السبعة: 3/26]
[كأنّه من الأجون زيت] سقيت منه القوم واستقيت فهذا قد مات. وقال الآخر:
ليس من مات فاستراح بميت... إنّما الميت ميّت الأحياء
فقد خفّف [ما مات] في الرّجز والبيت الآخر، وقال:
ميّت الأحياء فشدّد، ولم يمت، وقال تعالى: إنك ميت وإنهم ميتون [الزمر/ 30] ). [الحجة للقراء السبعة: 3/27]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وتخرج الحيّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ} 27
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر {يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ} بالتّخفيف حيث كان وقرأ الباقون بالتّشديد
أصل الكلمة ميوت على فيعل فقلبوا الواو ياء للياء الّتي قبلها فصارت مييتا فمن قرأ بالتّخفيف فإنّه استثقل تشديد الياء مع كسرها فأسكنها فصارت ميتا وزنه فيل ومن قرأ بالتّشديد فإن التّشديد هو الأصل وذلك أنه في الأصل ميوت فاستثقلوا كسرة الواو بعد الياء فقلبوها ياء للياء الّتي قبلها ثمّ أدغموا الساكنة في الثّاني فصارتا ياء مشدّدة
واعلم أنّهما لغتان معروفتان قال الشّاعر
ليس من مات فاستراح بميت ... إنّما الميّت ميت الأحياء). [حجة القراءات: 159]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {الميت}، و{ميت} قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي في ذلك بالتشديد، إذا كان الموت قد نزل، وخفف الباقون، وتفرّد نافع بالتشديد في ثلاثة مواضع: {أو من كان ميتًا} «الأنعام 122» و{الأرض الميتة} «يس 33» و{لحم أخيه ميتًا} «الحجرات 12» وكلهم شدد ما لم يمت، نحو: {إنك ميت} «الزمر 30» وخفف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو: {بلدة ميتًا} القراءتان لغتان فاشيتان، والأصل التشديد، والتخفيف فرع فيه، لاستثقال التشديد للياء، والكسر على الياء وأصله عند البصريين «ميوت» على «فيعل»، ثم قلبت الواو ياء، وأدغمت فيها الياء التي قبلها، والمحذوف في قراءة من خفف هي الواو، التي قلبت ياء، وهي عين الفعل، كما قالوا: هاير وهار، وساير وسار، فغيروا العين، وحذفوها بعد القلب في موضع لام الفعل، وقال الكوفيون: أصل «ميت» «مويت» على «فعيل» ثم أدغموا الواو في الياء، فقلبت ياء للإدغام، ويلزمهم أن يفعلوا هذا في: طويل وعويل، وذلك لا يجوز، والاختيار التخفيف، لأنه أخف، ولكثرته في الاستعمال، والتثقيل هو الأصل، فأما من خفف بعضًا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/339]
وشدد بعضًا فإنه جمع بين اللغتين، لاشتهارهما، مع نقله ذلك عن أئمته، وعلى ذلك أجمعوا على التشديد، فيما لم يمت، للجمع بين اللغتين، والتخفيف فيما مات، وما لم يمت جائز، وكذلك التخفيف والتشديد في {بلدة ميتًا} يجوز). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/340]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {الحَيَّ مِنَ المَيْتِ} و{المَيْتَ مِنَ الحَيَّ} [آية/ 27]:-
بالتخفيف فيهما، قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ياش-، وكذلك {بَلَدٍ مَيْتٍ} في جميع القرآن، وقرأ نافع وحمزة والكسائي و- ص- عن عاصم بالتشديد في جميع أمثال ذلك، إلا ما كان مؤنثًا نحو {مَيْتَةً} أو نعتًا لمؤنثٍ نحو {بَلْدَةً مَيْتًا}، فإنّ القراء لم يختلفوا في تخفيفها سوى {الأرْضُ المَيّتَةُ} في يس، فإنّ نافعًا شدّدها، وأما يعقوب فإنه شدد جميع ما كان ذا روحٍ، وخفف ما لم يكن ذا روح كالأرضين والبلاد.
وأما قوله تعالى {إنَّكَ مَيّتٌ وإنَّهُمْ مَيّتونَ} و{مَا هُوَ بمَيّتٍ} فإنّهم اتفقوا
[الموضح: 365]
على تشديدهما.
الأصل في هذه الكلمة هو فيعل من الموت، وأصله ميوت، فاجتمع الياء والواو، وسبق أحدهما بالسكون، فقلبت الواو التي هي عين ياءً، وأدغمت الياء في الياء، فبقي: ميت.
وهذا هو الذي قرأ به من قرأ بالتشديد.
وأما من خفف فإن أصل الكلمة أيضًا هو الميت بالتشديد، حذف منه الياء الثانية التي كانت واوًا في الأصل للتخفيف، فبقي: ميت، وإنما حذفت الثانية، لأنها هي التي أعلت بالقلب أيضًا في مات.
وأما قراءة يعقوب بما قرأ، فإنه لا فرق في العربية بين ما كان ذا روح فمات، وبين ما لم يكن ذا روح، وبين ما مات وما لم يمت، قال:
18- ومنهلٍ فيه الغراب الميت
وقال:-
19- لَيس من مات فاستراح بميتٍ). [الموضح: 366]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:22 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (28) إلى الآية (30) ]

{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}

قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلّا أن تتّقوا منهم تقاةً... (28).
قرأ يعقوب وحده: (تقيّةً) بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء.
وقرأ الباقون (تقاةً) بضم التاء وفتح القات، وأمالها حمزة قليلاً، وفتح قوله: (اتّقوا اللّه حقّ تقاته)، وأمالهما الكسائي جميعًا، وفتحهما الباقون إلا أن نافعًا قرأهما بين الفتح والكسر.
قال أبو منصور: من قرأها (تقيّةً) فهي اسم من اتقى يتقي اتقاءً أو تقية، فالاتقاء مصدر حقيقي، والتقيّة: اسم يقوم مقام المصدر.
ومن قرأ
[معاني القراءات وعللها: 1/249]
(تقاةً) فله وجهان:
أحدهما: أن التقاة: اسم يقوم مقام الاتقاء أيضًا، مثل التقيّة.
والوجه الثاني: أن قوله تقاةً: جمع تقيٍّ.
وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال في قوله: (إلّا أن تتّقوا منهم تقاةً). قال: وقرأ حميد: (تقيّةً)، وهو وجه، إلا أن (تقاةً) أشهر في العربية.
قال: وسمعت ابن الأعرابي يقول: واحد التقي: تقاة، ومثله: طلاة وطلىً، وأنشد قول الأعشى:
متى تسق من أنيابها بعد هجعةٍ... من الليل شرباً حين مالت طلاتها
وقال أبو إسحاق النحوي في قوله: (إلّا أن تتّقوا منهم تقاةً) و(تقيّةً): قرئا جميعا،
وقال: أباح الله إظهار الكفر مع التقيّة، والتقيّة: خوف القتل.
إلا أن هذه الإباحة لا تكون إلا مع خوف القتل، وسلامة النية.
وقال الفراء: ذكر عن الحسن ومجاهد أنهما قرءا: (تقيّةً).
وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت أنه قال: التّقى كتابه بالياء، قال: والطلى جمع طلية، وهي: صفحة العنق.
قال: وقال أبو عمرو والفراء: واحدتها: طلا.
وقال ابن الأعرابي: الطلى: طلاة
[معاني القراءات وعللها: 1/250]
وطليه، وكذلك: تقاة أو تقي، لم يجئ إلا هذان الحرفان). [معاني القراءات وعللها: 1/251]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} [28] و{حق تقاته} [102].
فقرأهما نافع بين الإمالة والتفخيم.
وقرأ الكسائي بالإمالة جميعًا.
وقرأ حمزة: الأول بالإمالة، والثاني بالتفخيم.
وقرأ الباقون بالفتح فيهما.
فحجة من فتح أنه أتى بالكلمة على أصلها، والأصل في تقاه: تقية، فقلبوا في الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها كما قالوا: قضاة والأصل: قضية.
ومن أمال فلأن الياء وإن كانت قلبت ألفًا فإنه دل بالإمالة على الياء وهي أصل الكلمة كما قرأ {قضى} و{رمى}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/110]
وأمال حمزة الأولى تبعًا للمصحف؛ لأنها كتبت في المصحف بالياء، {تقية}.
وحجة ثانية: أنه جمع بين اللغتين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/111] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إمالة القاف من قوله جلّ وعزّ: تقاة [آل عمران/ 28].
فأمال الكسائيّ القاف في الموضعين جميعا، وأمال حمزة منهم تقاة [آل عمران/ 28] إشماما من غير مبالغة، ولم يمل حمزة حق تقاته [آل عمران/ 102] وفتح الباقون القاف في الموضعين غير أن نافعا كانت قراءته بين الفتح والكسر.
[الحجة للقراء السبعة: 3/27]
قال أبو علي: قال أبو زيد: وقيت الرجل أقيه وقاء و وقاية، وأنشد:
لولا الذي أوليت كنت وقاية... لأحمر لم تقبل عميرا قوابله
وأنشد أبو زيد:
زيادتنا نعمان لا تحرمنّنا... تق الله فينا والكتاب الذي تتلو
وأنشد أيضا:
تقوه أيّها الفتيان إني... رأيت الله قد غلب الجدودا
وأنشد أيضا:
تقاك بكعب واحد وتلذّه... يداك إذا ما هزّ بالكفّ يعسل
[الحجة للقراء السبعة: 3/28]
قال أبو عمرو: يصف رمحا، يريد: اتقاك.
وقال السكريّ: تقاك: وليك منه كعب.
قال: ويقال: إبلك اتقت كبارها بصغارها، أي جعلت الصغار ممّا يليك، وكذلك: اتقاني فلان بحقي، أي: أعطانيه وجعله بيني وبينه.
فأمّا قولهم: تقاك، فتقديره: تعلك، والأصل: اتّقاك فحذف فاء الفعل المدغمة، فسقطت همزة الوصل المجتلبة لسكونها، وأعللتها بالحذف كما أعللتها بالقلب، وليس ذلك بالمطّرد، وقولهم في المضارع: يتقي، تقديره: يتعل وقال:
يتقي به نفيان كلّ عشيّة.............
وأمّا التّقوى فهو فعلى. من وقيت، وأبدلت من اللّام التي هي ياء من وقيت الواو، كما تبدل في هذا النحو من الأسماء، وقد أنشد أبو زيد:
قصرت له القبيلة إذ تجهنا... وما ضاقت بشدّته ذراعي
فهذا فعلنا من الوجه، يقال: تجه يتجه تجها، مثل: فزع يفزع فزعا، إذا واجهه.
[الحجة للقراء السبعة: 3/29]
وأنشد الأصمعي:
تجهنا.........
فهذا ينبغي أن يحمل على فعل، ولا تجعله مثل: تقى يتقي، لقلة ذلك وشذوذه، وتقيته واتّقيته مثل شويته واشتويته. وتقول في المضارع: أنت تتقي وتتّقي. والواقية يشبه أن تكون مصدرا كالعاقبة والعافية، وقالوا في جمعه: أواق، فأبدلوا لاجتماع الواوين قال:
..................... يا عديا لقد وقتك الأواقي
فأمّا من لم يمل الألف من تقاة، فحجّته: أنّ قاة من تقاة بمنزلة قادم، فكما لم يمل هذا كذلك ينبغي أن [لا يمال قاف تقاة] لاستعلاء القاف، كما لم يمل ما ذكرنا.
وحجّة من أمال أنّ سيبويه زعم: أنّ قوما قد أمالوا من هذا مع المستعلي ما لا ينبغي أن يمال في القياس. قال:
وهو قليل، وذلك قول بعضهم: رأيت عرقا وضيقا.
[الحجة للقراء السبعة: 3/30]
قال أبو علي: ولو قلت إنّ الإمالة فيما ذكره أمثل منها في (تقاة) لأنّ قبلها كسرة، والكسرة تجلبها، والإمالة في حق تقاته [آل عمران/ 102] تحسن لمكان الكسرة وهو في الأولى نحو:
عرقا، للزوم الكسرة أقوى، وكسرة التاء في تقاته كسرة إعراب لا تلزم، على أن الأحسن الأكثر أن لا تميل لأنّ: قاته من تقاته بمنزلة قادم وقافل، فكما لا يمال هذا كذلك ينبغي أن لا تميل الألف من تقاته.
ومن وجه إمالة القاف في (تقاته، وتقاة) أنّهم قد أمالوا سقى، وصغا وضغا، ومعطى، طلبا للياء التي الألف في موضعها، فكما أميلت هذه الألف مع المستعلي كذلك أميلت التي في تقاة وتقاته.
فإن قلت: إنّ هذه الإمالة إنّما جاءت في الفعل، والفعل أكثر احتمالا للتغيير، واسم الفاعل بمنزلة الفعل، وليس التقاة، بواحدة منهما. قيل: يمكن أن يقال: إنّه شبّه المصدر باسم الفاعل لمشابهته له في الإعمال، وقيامه مقام الصفة في عدل، وزور، كما شبّه اسم المفعول في معطى بالفعل لعمله عمله). [الحجة للقراء السبعة: 3/31]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ( (إلّا أن تتقوا منهم تقة) 28
قرأ حمزة والكسائيّ {تقاة} حمالة وحجتهما أن فعلت منها بالياء إذا قلت وقيت فابقيا في لام الفعل دلالة على أصله في فعلت وهي ألإمالة
وقرأ الباقون بغير إمالة وحجتهم أن فتحة القاف تغلب على الألف فتمنعها من الإمالة
[حجة القراءات: 159]
وأما قوله حق تقاته فإن الكسائي قرأ بالإمالة وحده
فإن سأل سائل فقال لم أمال حمزة الأولى وفخم الثّانية
الجواب أن الأولى كتبت في المصاحف بالياء والثّانية بالأف وكان حمزة متبعا للمصحف والدّليل عليه أن يعقوب قرأ (تقية) وأصل الكلمة وقية على وزن فعلة فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت وقاة ثمّ أبدلوا من الواو تاء كما قالوا تجاه وأصله وجاه). [حجة القراءات: 160]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {تَقِيَّةَّ} [آية/ 28]:-
بفتح التاء وتشديد الياء على وزن قضية، قرأها يعقوب وحده.
وذلك لأن التقية مصدر على فعيلة كالقطيعة، ويجوز أن يكون اسمًا للمصدر بمعنى الاتقاء، فوضعوا الاسم موضع المصدر، كما وضعوا النفقة موضع الإنفاق، والمعنى: إلا أن تتقوا منهم اتقاءً.
وقرأ الباقون {تُقاةً} بالألف وضم التاء، إلا أن الكسائي يميلها، وكذلك {حَقّ تُقاتِه}، ونافعًا يضجعهما قليلاً، وحمزة يميلها دون {حق تقاته}، والباقون يفتحونهما.
و {تُقاة} يجوز أن تكون مصدرًا كالتخمة والتؤدة، أو اسمًا للمصدر على ما تقدم، ويجوز أن يكون جمع تقي ككمي وكماة فيكون منصوبًا على الحال.
وأما الإمالة فيها، فلانقلاب الألف عن الياء، أميلت، وإن كان قبلها حرف مستعلٍ، لما زعم سيبويه من أن قومًا من العرب قد أمالوا مع المستعلي ما لا ينبغي أن يمال في القياس، وقد مضى مثله.
وكذلك القول في {حقّ تُقاتِهِ} إلا أن الإمالة ههنا أحسن لمكان الكسرة بعد الألف. وأما من فتح؛ فلأن ما قبل الألف حرف مستعلٍ، والمستعلي يمنع الإمالة). [الموضح: 367]

قوله تعالى: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}

قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة