العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الجاثية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين * وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون * واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}
تقدم القول في الحروف المقطعة في أوائل السور). [المحرر الوجيز: 7/ 587]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تنزيل" رفع بالابتداء أو على خبر ابتداء مضمر، و"العزيز": معناه: عام في شدة أخذه إذا انتقم، ودفاعه إذا حمي ونصر، وغير ذلك، و"الحكيم": المحكم للأشياء). [المحرر الوجيز: 7/ 587]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وذكر تعالى الآيات التي في السماوات والأرض مجملة غير مفصلة، فكأنها إحالة على غوامض تثيرها الفكر، ويخبر بكثير منها الشرع، فلذلك جعلها للمؤمنين، إذ في ضمن الإيمان العقل والتصديق،
ثم ذكر تعالى خلق البشر والحيوان وكأنه أغمض مما أحال عليه أولا وأكثر تلخيصا، فجعله للموقنين الذين لهم نظر يؤديهم إلى اليقين في معتقداتهم،
ثم ذكر اختلاف الليل والنهار والعبرة بالمطر والرياح، فجعل ذلك لقوم يعقلون، إذ كل عاقل يحصل هذه ويفهم قدرها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإن كان هذا النظر ليس بلازم ولابد، فإن اللفظ يعطيه.
و "يبث" معناه: ينشر في الأرض، والدابة: كل حيوان يدب، أو يمكن فيه أن يدب، يدخل في ذلك الطير والحوت، وشاهد الطير قول الشاعر:
... ... ... ... .... صواعقها لطيرهن دبيب
وقول الآخر:
... ... ... ... .... دبيب قطا البطحاء في كل منهل
وشاهد الحوت قول أبي موسى: "وقد ألقى البحر دابة مثل الظرب"، ودواب البحر لفظ مشهور في اللغة.
وقرأ حمزة، والكسائي: "آيات" بالنصب في الموضعين الآخرين. وهي قراءة الجحدري، والأعمش، وقرأ الباقون والجمهور: "آيات" بالرفع فيهما، فأما من قرأ بالنصب فحمل "آيات" في الموضعين على نصب "إن" في قوله تعالى: {إن في السماوات والأرض لآيات}، ولا يعرض في ذلك العطف على عاملين الذي لا يجيزه سيبويه وكثير من النحويين، لأنا نقدر "في" معادة في قوله تعالى: {واختلاف الليل والنهار}، وكذلك هي في مصحف ابن مسعود: "وفي اختلاف"، فكأنه تعالى قال -على قراءة الجمهور-: "وفي اختلاف الليل"، وذلك أن ذكرها قد تقدم في قوله تعالى: "وفي خلقكم" فلما تقدم ذكر الجار، جاز حذفه من الثاني، ويقدر مثبتا، كما قدر سيبويه في قول الشاعر:
أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقد بالليل نارا؟
أي: وكل نار، وكما قال الآخر:
أوصيت من برة قلبا حرا ... بالكلب خيرا والحماة شرا
أي: وبالحمأة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا الاعتراض كله إنما هو في "آيات" الثاني، لأن الأول قبله حرف الجر ظاهر، وفي قراءة أبي بن كعب، وابن مسعود رضي الله عنهما في الثلاثة المواضع: "لآيات". قال أبو علي: وهذا يدل على أن الكلام محمول على "إن" في قراءة من أسقط اللامات في الاثنين الآخيرتين.
وأما من رفع "آيات" في الموضعين، فوجهه العطف على موضع "إن" وما عملت فيه، لأن موضعها رفع بالابتداء، ووجه آخر وهو أن يكون قوله تعالى: {وفي خلقكم وما يبث من دابة} مستأنفا، ويكون الكلام جملة معطوفة على جملة، وقال بعض الناس: يجوز أن يكون جملة في موضع الحال فلا تكون غريبة على هذا.
و"اختلاف الليل والنهار" إما بالنور والظلام، وإما بكونهما خلفة، و"الرزق المنزل من السماء": هو المطر، سماه رزقا بمآله، لأن جميع ما يرتزق فعن المطر هو، و"تصريف الرياح": هو بكونها صبا ودبورا وجنوبا وشمالا، وأيضا فبكونها مرة رحمة ومرة عذابا، قاله قتادة، وأيضا بلينها وشدتها وحرها وبردها، وقرأ طلحة وعيسى: "وتصريف الريح" بالإفراد، وكذلك في جميع القرآن إلا ما كان فيه مبشرات، وخالف عيسى في الحجر فقرأ: "الرياح لواقح"). [المحرر الوجيز: 7/ 587-590]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {تلك آيات الله} إشارة إلى ما ذكر. وقوله: "نتلوها" فيه حذف مضاف، أي: نتلو شأنها وتفسيرها وشرح العبرة لها، ويحتمل أن يريد بـ "آيات الله": القرآن المنزل في هذه المعاني، فلا يكون في "نتلوها" حذف مضاف. وقوله: "بالحق" معناه: بالصدق والإعلام بحقائق الأمور في أنفسها. وقوله: {فبأي حديث} الآية توبيخ وتقريع، وفيه قوة التهديد.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وأبو جعفر، والأعرج، وشيبة، وقتادة: "يؤمنون" بالياء من تحت، وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم أيضا، والأعمش: "تؤمنون" بالتاء على مخاطبة الكفار. وقرأ طلحة بن مصرف: "توقنون" بالتاء من فوق من اليقين).[المحرر الوجيز: 7/ 590-591]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) إنّ في السّماوات والأرض لآياتٍ للمؤمنين (3) وفي خلقكم وما يبثّ من دابّةٍ آياتٌ لقومٍ يوقنون (4) واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل اللّه من السّماء من رزقٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آياتٌ لقومٍ يعقلون (5) }
يرشد تعالى خلقه إلى التّفكّر في آلائه ونعمه، وقدرته العظيمة الّتي خلق بها السّموات الأرض، وما فيهما من المخلوقات المختلفة الأجناس والأنواع من الملائكة والجنّ والإنس، والدّوابّ والطّيور والوحوش والسّباع والحشرات، وما في البحر من الأصناف المتنوّعة، واختلاف اللّيل والنّهار في تعاقبهما دائبين لا يفتران، هذا بظلامه وهذا بضيائه، وما أنزل اللّه تعالى من السّحاب من المطر في وقت الحاجة إليه، وسمّاه رزقًا؛ لأنّ به يحصل الرّزق، {فأحيا به الأرض بعد موتها} أي: بعد ما كانت هامدةً لا نبات فيها ولا شيء.
وقوله: {وتصريف الرّياح} أي: جنوبًا وشآمًا، ودبورًا وصبًا، بحريّةً وبرّيّةً، ليليّةً ونهاريّةً. ومنها ما هو للمطر، ومنها ما هو للّقاح، ومنها ما هو غذاءٌ للأرواح، ومنها ما هو عقيمٌ [لا ينتج].
وقال أوّلًا {لآياتٍ للمؤمنين}، ثمّ {يوقنون} ثمّ {يعقلون} وهو ترقٍّ من حالٍ شريفٍ إلى ما هو أشرف منه وأعلى. وهذه الآيات شبيهةٌ بآية "البقرة" وهي قوله: {إنّ في خلق السّموات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس وما أنزل اللّه من السّماء من ماءٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ وتصريف الرّياح والسّحاب المسخّر بين السّماء والأرض لآياتٍ لقومٍ يعقلون} [البقرة: 164]. وقد أورد ابن أبي حاتمٍ هاهنا عن وهب بن منبّه أثرًا طويلًا غريبًا في خلق الإنسان من الأخلاط الأربعة). [تفسير ابن كثير: 7/ 264]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحقّ فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون (6) ويلٌ لكلّ أفّاكٍ أثيمٍ (7) يسمع آيات اللّه تتلى عليه ثمّ يصرّ مستكبرًا كأن لم يسمعها فبشّره بعذابٍ أليمٍ (8) وإذا علم من آياتنا شيئًا اتّخذها هزوًا أولئك لهم عذابٌ مهينٌ (9) من ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ (10) هذا هدًى والّذين كفروا بآيات ربّهم لهم عذابٌ من رجزٍ أليمٌ (11) }
يقول تعالى: هذه آيات اللّه -يعني القرآن بما فيه من الحجج والبيّنات- {نتلوها عليك بالحقّ} أي: متضمّنةً الحقّ من الحقّ، فإذا كانوا لا يؤمنون بها ولا ينقادون لها، فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون؟!). [تفسير ابن كثير: 7/ 264-265]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة