العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الدخان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين * رحمة من ربك إنه هو السميع العليم * رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين * بل هم في شك يلعبون * فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}
تقدم القول في "حم"). [المحرر الوجيز: 7/ 569]

تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والكتاب المبين} قسم أقسم الله تبارك وتعالى به. و"المبين" يحتمل أن يكون من الفعل المتعدي، أي: يبين الهدى والشرع ونحوه، ويحتمل أن يكون من غير المتعدي، أي: هو مبين في نفسه،
وقوله تعالى: {إنا أنزلناه} يحتمل أن يقع القسم عليه، ويحتمل أن يكون: إنا أنزلناه في وصف الكتاب فلا يحسن وقوع القسم عليه، وهذا اعتراض يتضمن تفخيم الكتاب، ويحسن القسم به، ويكون الذي وقع القسم عليه: إنا كنا منذرين.
واختلف الناس في تعيين الليلة المباركة، فقال قتادة، وابن زيد، والحسن: هي ليلة القدر، وقالوا: إن كتب الله تعالى كلها إنما نزلت في رمضان، التوراة في أوله، والإنجيل في وسطه، والزبور في نحو ذلك، ونزل القرآن في آخره في ليلة القدر، ومعنى هذا النزول: أن ابتداء نزوله كان في ليلة القدر، وهذا قول الجمهور. وقالت فرقة: بل أنزله الله تعالى جملة ليلة القدر إلى البيت المعمور، ومن هنا كان جبريل عليه السلام يتلقاه، وقال عكرمة وغيره: الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان). [المحرر الوجيز: 7/ 569]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} معناه: يفصل من غيره ويتخلص، وروي عن عكرمة في تفسير هذه الآية أن الله تعالى يفصل للملائكة في ليلة النصف من شعبان، وقال الحسن، وعمر مولى غفرة، ومجاهد، وقتادة: في ليلة القدر يفصل كل ما في العام المقبل من الأقدار والآجال والأرزاق وغير ذلك، ويكتب ذلك لهم إلى مثلها من العام المقبل، قال هلال بن يساف: كان يقال: انتظروا القضاء في شهر رمضان، وروي في بعض الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يتزوج ويعرس وقد خرج اسمه في الموتى، لأن الآجال تقطع في شعبان، وقرأ الحسن، والأعرج، والأعمش: "يفرق" بفتح الياء وضم الراء، و"حكيم": بمعنى: محكم). [المحرر الوجيز: 7/ 570]

تفسير قوله تعالى: {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "أمرا" نصب على المصدر، و"من عندنا": صفة لقوله تعالى: "أمرا"، وقوله تعالى: {إنا كنا مرسلين} يحتمل أن يريد الرسل والأنبياء عليهم السلام، ويحتمل أن يريد الرحمة التي ذكر بعد، وعلى التأويل الأول نصب قوله تعالى: "رحمة" على المصدر، ويحتمل أن يكون نصبها على الحال). [المحرر الوجيز: 7/ 570]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن كنتم موقنين} تقرير وتثبيت، أي: إن كنت موقنا بهذا يكون يقينك، كما تقول لإنسان تقيم نفسه: العلم غرضك إن كنت رجلا،
وقوله تعالى: {ربكم ورب آبائكم الأولين} أي: مالككم ومالك آبائكم.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: "رب السماوات" بالرفع على القطع والاستئناف، وهي قراءة الأعرج، وابن أبي إسحاق، وأبي جعفر، وشيبة. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي بالكسر على البدل من "رب" المتقدم، وهي قراءة ابن محيصن، والأعمش، وأما قوله تعالى: {ربكم ورب آبائكم} فالجمهور على رفع الباء، وقرأ الحسن بالكسر، رواها أبو موسى عن الكسائي). [المحرر الوجيز: 7/ 570]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حم (1) والكتاب المبين (2) إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين (3) فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ (4) أمرًا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمةً من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6) ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7) لا إله إلّا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (8) }
يقول تعالى مخبرًا عن القرآن العظيم: إنّه أنزله في ليلةٍ مباركةٍ، وهي ليلة القدر، كما قال تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1] وكان ذلك في شهر رمضان، كما قال: تعالى: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن} [البقرة: 185]
وقد ذكرنا الأحاديث الواردة في ذلك في "سورة البقرة" بما أغنى عن إعادته.
ومن قال: إنّها ليلة النّصف من شعبان -كما روي عن عكرمة-فقد أبعد النّجعة فإنّ نصّ القرآن أنّها في رمضان. والحديث الّذي رواه عبد اللّه بن صالحٍ، عن اللّيث، عن عقيلٍ عن الزّهريّ: أخبرني عثمان بن محمّد بن المغيرة بن الأخنس أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتّى إنّ الرّجل لينكح ويولد له، وقد أخرج اسمه في الموتى" فهو حديثٌ مرسلٌ، ومثله لا يعارض به النّصوص.
وقوله: {إنّا كنّا منذرين} أي: معلّمين النّاس ما ينفعهم ويضرّهم شرعًا، لتقوم حجّة اللّه على عباده). [تفسير ابن كثير: 7/ 245-246]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} أي: في ليلة القدر يفصل من اللّوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السّنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر، وأبي مالكٍ، ومجاهدٍ، والضّحّاك، وغير واحدٍ من السّلف.
وقوله: {حكيمٌ} أي: محكمٌ لا يبدّل ولا يغيّر؛ ولهذا قال: {أمرًا من عندنا} أي: جميع ما يكون ويقدّره اللّه تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه، {إنّا كنّا مرسلين} أي: إلى النّاس رسولًا يتلو عليهم آيات اللّه مبيّناتٍ، فإنّ الحاجة كانت ماسّةً إليه؛ ولهذا قال: {رحمةً من ربّك إنّه هو السّميع العليم}). [تفسير ابن كثير: 7/ 246]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ربّ السّموات والأرض وما بينهما} أي: الّذي أنزل هذا القرآن هو ربّ السّموات والأرض وخالقهما ومالكهما وما فيهما، {إن كنتم موقنين} أي: إن كنتم متحقّقين.
ثمّ قال: {لا إله إلا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} وهذه الآية كقوله تعالى: {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا الّذي له ملك السّموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت [فآمنوا باللّه ورسوله]} الآية [الأعراف: 158] ).[تفسير ابن كثير: 7/ 246]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة