سورة الروم
[ من الآية (8) إلى الآية (16) ]
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (10) اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) }
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)}
{مُسَمًّى}
- الإمالة فيه في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- وقراءة الجماعة بالفتح.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{مِنَ النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/8 و94 من سورة البقرة.
{بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ}
- اختلف في رسم الهمزة، فقيل هي مرسومة على ياء (بلقائي ربهم)، وعلى هذا ففيها لحمزة وهشام بخلاف عنه تسعة أوجه:
1- الإبدال ألفًا مع القصر، والتوسط، والمد.
2- التسهيل مع المد والقصر.
3- الروم مع المد والقصر.
4- الإبدال ياء على الرسم مع القصر والتوسط والمد.
5- الروم مع القصر.
- وقيل هي مرسومة مفردة (بلقاء...)، والياء زائدة وليست صورة للهمزة، وعلى هذا يكون فيها خمسة أوجه فقط:
ثلاثة الإبدال، والتسهيل بالروم، مع المد والقصر.
{لَكَافِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 7/142]
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رسلهم" بسكون السين أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/354]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلهم} [9] قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 980]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)}
{وَأَثَارُوا}
- هذه قراءة الجماعة (أثاروا) بهمزة مقصورة.
- وقرأ أبو جعفر برواية الواقدي عن سليمان عنه (آثاروا) بمدة بعد الهمزة.
قال ابن مجاهد: (هذا ليس بشيء).
وقال ابن جني: (ظاهره- لعمري- منكر، إلا أن له وجهًا ما، وليس لحنًا مقطوعًا به، وذلك أنه أراد وأثاروا الأرض ... إلا أنه أشبع فتحة الهمزة، فأنشأ عنها ألفًا، فصارت آثاروا...)، ووجدت مثل هذا التخريج عند العكبري في إعراب الشواذ.
- وقرأ أبو حيوة وأبي بن كعب ومعاذ القارئ (آثروا) من الأثرة وهي الاستبداد بالشيء، قال العكبري: أي اختاروها، كما يقال: آثرت فلانًا.
- وقرئ (وأثروا) أي: أبقوا على الأرض آثارًا.
- وقرئ (وأثروا) بالقصر وفتح الراء وضم الواو وسكون الثاء، وهو من النماء.
[معجم القراءات: 7/143]
قلت: وما ذكره العكبري من ضم الواو إنما هو لالتقاء الساكنين.
{جَاءَتْهُمْ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/87 من سورة البقرة في الجزء الأول.
{رُسُلُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلهم) بإسكان السين.
- والجماعة على ضم السين (رسلهم) ). [معجم القراءات: 7/144]
قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في الرّفْع وَالنّصب من قَوْله تَعَالَى {ثمَّ كَانَ عَاقِبَة الَّذين أساؤوا السوأى} 10
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع (ثمَّ كَانَ عقبَة الَّذين) رفعا
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (ثمَّ كَانَ عقبَة الَّذين) نصبا
وروى الكسائي وحسين الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {عقبه} رفعا). [السبعة في القراءات: 506]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((ثُمَّ كَانَ عَاقِبةَ الّذِينَ) نصب شامي وكوفي- غير الشموني والبرمجي). [الغاية في القراءات العشر: 357 - 358]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عاقبة) [10]: رفع: حجازي، بصري، وأبو بشر، وأبو بكر طريق علي وابن جبير والبرجمي وابن حبيب.
(السوأى) [10]: ممال: هما، وخلف، وحماد طريق الضرير). [المنتهى: 2/900]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (ثم كان عاقبة) بالنصب ورفع الباقون). [التبصرة: 303]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الكوفيون، وابن عامر: {ثم كان عاقبة الذين} (10): بالنصب.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 409]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ الكوفيّون وابن عامر: (ثمّ كان عاقبة الّذين) بالنّصب، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 504]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {عَاقِبَةَ الَّذِينَ} نصب: الكوفيون وابن عامر. [10]- {السُّوأَى} ممال: حمزة والكسائي.
بين بين: أبو عمرو، وورش). [الإقناع: 2/729]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (958 - وَعَاقِبَةُ الثَّانِي سَمَا .... = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 77]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([958] وعاقبة الثاني (سما) وبنونه = نذيق (ز)كا للعالمين اكسروا (عـ)ـلا
يجوز أن يكون (وعاقبة الثاني)، إلا أنه حذف التنوين كما قال:
... وتلقي = عن خدام المليحة الحسناء
ويجوز أن يكون مضافًا؛ أي وعاقبة الموضع الثاني، لأن قبله: {كيف كان عقبة}.
والخلاف، إنما هو في قوله تعالى: {ثم كان عقبة الذين أسئوا السوأى) والسوأى والحسن، تأنيث الأسوا والأحسن.
ومن رفع {عقبة}، فلأنها اسم {كان}، و{السوأي}: الخبر.
ومن نصب، جعلها الخير، و{السوأى} الاسم. والمعنى: ثم كان عاقبتهم، لأنهم قد سبق ذكرهم، إلا أنه أوقع المظهر موقع المضمر، للعقوبة التي هي أسوأ العقوبات وهي جهنم.
[فتح الوصيد: 2/1174]
و{أن كذبوا}بمعنى: لأن كذبوا. ويجوز أن تكون {أن} المفسرة، كأنه فسر أسئوا بأن؛ فالمعنى: أي كذبوا.
ويجوز على قراءة من رفع {عقبة}، أن يكون {أسئوا السوأى}، أي: فعلوا الخطيئة السوأى، و{أن كذبوا}: عطف بيان، وخبر {كان} محذوف إرادة الإبهام، ليذهب الوهم إلى كل مكروه. وقال: {كان}، ولم يقل: كانت، والعاقبة أو السوأى: الاسم، لأن العاقبة بمعنى المصير، والسوأي، بمعنى الدخول، ولأن التأنيث غير حقيقي). [فتح الوصيد: 2/1175]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [958] وعاقبةُ الثاني سما وبنونه = نذيق زكا للعالمين اكسروا عُلا
ب: (زكا): طهر.
ح: (عاقبة): مبتدأ، (الثاني): صفته، (سما): خبره، (نذيق): مبتدأ، (زكا): خبره، (بنونه): متعلق به، والهاء: لـ (نذيق)، (للعالمين): مفعول (اكسروا)، (علا): حال من المفعول.
ص: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (ثم كان عاقبة والذين أساءوا السوأى) [10] برفع (عاقبة) على اسم (كان)، و (السوأى): خبره،
[كنز المعاني: 2/524]
أو (السوأى): مفعول (أساءوا)، و (أن كذبوا): خبر، والباقون: بالنصب على خبر (كان)، و (السوأى): اسم، أو (السوأى): مفعول (أساءوا)، و(أن كذبوا): اسم.
وقال: (عاقبة الثاني): احترازًا عن الأول، وهو: {كيف كان عاقبة الذين من قبله/} [9]، إذ لا خلاف في رفعه.
وقرأ قنبل: (ولنذيقهم بعض الذي عملوا) [41] بالنون، والباقون: بالياء، وهما ظاهران.
وقرأ حفص: (إن في ذلك لآيات للعالمين) [22] بكسر اللام جمع: (عالم)، كأن التدبر للعالم دون الجاهل، نحو: {وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت: 43]، والباقون: بالفتح جمع (عالم)، وهو كل موجود سوى الله تعالى). [كنز المعاني: 2/525] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (958- وَعَاقِبَةُ الثَّانِي "سَمَا" وَبِنُونِهِ،.. نُذِيقُ "زَ"كَا لِلْعَالَمِينَ اكْسِرُوا "عُـ"ـلا
يريد: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا} هذا هو الثاني المختلف في رفعه ونصبه، والأول لا خلاف في رفعه وهو: {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، فوصف عاقبة وهو مؤنث بالثاني على تأويل وهذا اللفظ الثاني وإنما لم ينونه؛ لأنه حكى لفظه في القرآن وهو غير منون؛ لأنه مضاف إلى الذين، واعتذر الشيخ عن كونه لم ينونه بأنه حذف التنوين؛ لالتقاء الساكنين أو أراد "وعاقبة" الموضع الثاني ولا حاجة إلى هذا الاعتذار فالكلمة نفي القرآن لا تنوين فيها، وقد قال بعد هذا يذيق ذكا بالنصب فأي عذر لنصبه، لولا أنه حكى لفظه في القرآن، وهو لنذيقهم بعض الذي عملوا وهو ملبس بقوله تعالى: {وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ}، ولم يقيد القراءة في عاقبة، فكان ذلك إشارة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/81]
إلى رفعها لمدلول سما والباقون بنصبها فهي إن رفعت اسم كان وإن نصبت خبرها، والسوأى بعد ذلك هو الخبر أو الاسم وهو كناية عن العذاب وهو تأنيث الأسوأ، وإن كذبوا على تقدير: لأن كذبوا، ويجوز أن يكون السوأى مصدر كالرجعى والبشرى؛ أي: أساءوا الإساءة الشنيعة وهي الكفر أو نعتا لموصوف محذوف؛ أي: أساء والخلال السوأى والخبر أو الاسم قوله: أن كذبوا، ومعنى الذين أساءوا؛ أي: أشركوا، والتقدير: ثم كان عاقبة المسيء التكذيب بآيات الله تعالى؛ أي: لم يظفر في كفره وشركه بشيء إلا بالتكذيب بآيات الله، ويجوز أن يكون السوأى هو الخبر أو الاسم لا على المعنى المتقدم بل على تقدير الفعلة السوأى ثم بينها بقوله: أن كذبوا فيكون أن كذبوا عطف بيان أو بدلا، ويجوز على هذا التقدير: على قراءة الرفع أن لا يكون للسوأى خبرا بل معنى أساءوا السوأى؛ أي: فعلوا الخطيئة السوأى وخبر كان محذوف إرادة الإبهام؛ ليذهب الوهم إلى كل مكروه كل هذه الأوجه منقولة وهي حسنة وقيل: يجوز أن تكون إن في قوله: أن كذبوا مفسرة بمعنى؛ أي: كذبوا، وهذا فيه نظر فإن من شرط أن المفسرة أن يأتي بعدها فعل في معنى القول). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/82]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (958 - وعاقبة الثّاني سما .... = .... .... .... .... ....
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا وهو الموضع الثاني برفع التاء كما لفظ به، فتكون قراءة الشامي والكوفيين بنصبها، واحترز بالموضع الثاني عن الأول وهو: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ. وعن الثالث وهو: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ؛ فقد اتفق القراء على رفع التاء فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 340]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/344]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير والبصريان {عاقبة الذين أساءوا} [10] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 639]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (846- .... ثان عاقبة رفعها سما = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 90]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (د) م ثان عاقبة رفعها (سما) = للعالمين اكسر (ع) دا تربوا (ظ) ما
قوله: (دم ثان عاقبة) أي التي من هذه السورة «عاقبة الذين أساؤوا السوآي» قرأه بالرفع مدلول سما، والأول لا خلاف في رفعه وهو «كيف كان عاقبة الذين من قبلهم» والباقون بالنصب، فهي إن رفعت اسم كان وإن نصبت خبرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 294]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
.... ثان عاقبة رفعها (سما) = للعالمين اكسر (ع) دا تربوا (ظ) ما
(مدا) خطاب ضمّ أسكن و(ش) هم = (ز) ين خلاف النّون (م) ن نذيقهم
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير: ثم كان عاقبة الذين [10] بالرفع [اسم كان] لتعريفها بالإضافة، ولم يؤنث «كان»؛ لتأويل العاقبة بالمآل، وللمجاز، و«السوآى» خبرها.
والباقون بنصبها خبر «كان» و«السوآى» رفع اسمها للام أو أن كذّبوا [الروم: 10]، وذكر لتأويل «السوآى» بالعذاب، أو دخول جهنم، والمجاز والفصل، واحترز بالثاني عن الأول كيف كان عقبة [9]، فإنه متفق الرفع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/503]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عَاقِبَةُ الَّذِين" [الآية: 10] الثاني فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بالرفع اسما لكان وخبرها السوآى، وهو تأنيث الأسوأ أفعل من السوء، وأن كذبوا مفعول من أجله متعلق بالخبر لا بأساؤا للفصل حينئذ بين الصلة ومتعلقها بالخبر وهو ممتنع، وافقهم اليزيدي والحسن، والباقون بالنصب خبرا لكان، والاسم السوآى أو السوآى مفعول أساؤا وإن كذبوا الاسم، [إتحاف فضلاء البشر: 2/354]
وخرج بالثاني الأول والثالث كيف كان عاقبة المتفق على رفعهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/355]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "السوأى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما ويمد همزها الأزرق وصلا مدا مشبعا عملا بأقوى السببين وهو المد لأجل الهمز بعدها كما مر، فإن وقف عليها جازت الثلاثة له بسبب تقدم الهمز وذهاب سببية الهمز بعد، ويوقف عليها لحمزة بنقل حركة الهمزة إلى الواو على القياس، وبالإبدال والإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد، وحكي ثالث وهو التسهيل بين بين لكنه ضعيف كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/355]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "يستهزؤون" بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا، ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه، والجمهور بإبدال الهمزة ياء على رأي الأخفش، وبالحذف مع ضم الزاي كأبي جعفر للرسم على مختار الداني، فهذه ثلاثة لا يصح غيرها، وأما التسهيل كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح، وكذا الوجه الخامل وهو الحذف مع كسر الزاي كما حقق في النشر، وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك مطلقا، ومن روى عنه التوسط وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمد أن اعتد به، ومن روى عنه القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع إن اعتد به، ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "يبدؤا" بإبدال الهمزة ألفا على القياسي ويجوز تسهيلها كالواو وعلى الرسم تبدل واوا مضمومة، ثم تسكن للوقف، ويجوز الإشارة إلى
[إتحاف فضلاء البشر: 2/355]
حركتها بالروم والإشمام فهذه خمسة كلها تقدمت في الملؤا بالنمل المرسوم بالواو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/356]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كان عاقبة} [10] قرأ الحرميان والبصري برفع التاء، والباقون بالنصب). [غيث النفع: 980]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السوأى أن} ليس هذا من باب الهمزتين المتفقتين من كلمتين، مثل {السمآء أن} [الحج: 65] لأن الألف فاصلة بينهما، فهو لدى الوصل من باب المنفصل، وإجراؤهم فيه على أصولهم جلي.
فإن وصلت {السوأى} بــ {أن} سقط لورش مد البدل، وليس له إ لا المد الطويل، عملاً بأقوى السببين، وهو المد لأجل الهمز بعد حرف المد.
فإن وقف على {السوأى} جازت الثلاثة الأوجه، بسبب تقدم الهمز على حرف المد وذهاب سببية الهمزة بعده، ويميلها بين بين كما يأتي، فتأتي له أربعة أوجه، القصر مع الفتح، والتوسط مع التقليل، والطويل معهما.
وإذا وقف عليه حمزة – وليس بمحل وقف، وإنما ذكرتها لأنها لا نظير لها، حتى يعلم حكمها من ذكر ما يجوز الوقف عليه، إذ لم يوجد في القرآن العظيم همز متحرك متوسط وقبله الواو وهو حرف مد إلا هذا – فله وجهان:
أحدهما: نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، فيصير {السوى} بسين مضمومة، بعدها واو مفتوحة مخففة ممالة محضة، وهو القايس.
[غيث النفع: 980]
الثاني: الإبدال والإدغام، على ما ذهب إليه بعضهم من إجراء الأصلي مجرى الزائد، فيصير اللفظ {السوى} بسين مضمومة بعدها واو مفتوحة مشددة ممالة محضة، وحكى وجه ثالث، وهو تسهيل الهمزة، ذكره الهمداني وغيره، وهو ضعيف.
ولا مد له في الوجهين، لأن الواو تحرك، والهمز حذف، وأما غيره فلا بد له من مد الواو الذي بعد السين، لأنه حرف مد قبل همز، وأجمعوا على المد وصلاً، ومراتبهم في المنفصل لا تخفى.
فلو وصلته بــ{يستهزءون} - والوقف عليه تام في أعلى درجاته، والوقف على {بآيات الله} قبله مختلف فيه - فقراءة الجماعة ظاهرة.
وأما ورش فتأتي له بالفتح في {السوأى} وبالقصر في {بآيات الله} وبالثلاثة في {يستهزءون} ثم تأتي بين بين في {السوأى} وبالتوسط في {بآيات الله} وبالتوسط والطويل في {يستهزءون} ثم تأتي با لطويل في {بآيات الله} وعليه في {يستهزءون} الطويل لا غير، لأنه بالوقف عليه صار من بار عارض سكون الوقف كـــ {يعلمون} فمن له القصر في {بآيات الله} فله الثلاثة، ومن له التوسط فله التوسط والطويل، ومن له الطويل فله الطويل فقط، وما فيه لحمزة وقفًا لا يخفى). [غيث النفع: 981]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)}
{كَانَ عَاقِبَةَ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (كان عاقبة الذين...) بنصب (عاقبة) خبرًا لكان.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن، وهي رواية الكسائي وحسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم (كان عاقبة الذين) بالرفع اسمًا لـ(كان) وخبرها (السوءى).
قال الأصبهاني: (واختلف عن أبي بكر عن عاصم: فروى محمد ابن حبيب الشموني عن الأعشى وعبد الحميد بن صالح البرجمي عن أبي بكر ... بالرفع، وروى محمد بن غالب عن الأعشى ويحيى عن أبي بكر ... بالنصب، مثل رواية حماد وحفص).
[معجم القراءات: 7/144]
{السُّوأَى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة التقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو بخلاف عنهم.
قال أبو حاتم: (هذه قراءة العامة بالمد على الواو وفتح الهمزة وياء التأنيث، فبعض القراء فخم، وبعضهم أمال).
- وقرأ الأعمش والحسن (السوى) بإبدال الهمزة واوًا، وإدغام الواو فيها.
- وقرأ ابن مسعود والأعمش (السوء) على التذكير، وهي رواية عن عثمان ابن عفان، خير بينها وبين (السوءى).
- وقرأ ورش والأزرق بمد الهمز في الوصل مدًا مشبعًا عملًا بأقوى السببين، وهو المد لأجل الهمزة بعدها.
وإذا وقفا على الهمزة جازت الثلاثة.
- ويوقف عليها لحمزة بنقل حركة الهمزة إلى الواو على القياس، وبالإبدال، والإدغام.
- وحكي وجه ثالث وهو التسهيل بين بين، وضعفه صاحب النشر.
{يَسْتَهْزِئُونَ}
- قرأ أبو جعفر (يستهزون)، وذلك بحذف الهمزة، وضم الزاء وقفًا ووصلًا.
[معجم القراءات: 7/145]
- ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه.
- وقراءة الجمهور بإبدال الهمزة ياء على رأي الأخفش، وذلك في الوقف: (يستهزيون).
- وقراءة (يستهزون) بالحذف مع ضم الزاي كأبي جعفر.
قال في الاتحاف: (فهذه ثلاثة لا يصح غيرها)، ثم قال:
- وأما التسهيل كالياء وهو المعضل، وإبدالها واوًا، فكلاهما لا يصح.
- وكذا الوجه الخامس، وهو الحذف مع كسر الزاي، كما حقق في النشر).
- وإذا وقف عليه للأزرق:
فمن روى عنه المد وصلًا وقف عليه كذلك مطلقًا، ومن روى عنه التوسط وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمد إن اعتد به، ومن روى عنه القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض، وبالتوسط والإشباع إن اعتد به.
وكنت ناقشت هذه القراءات في موضعين: الآية/5 من سورة الأنعام، وفي الآية/8 من سورة هود، إلا أن الحديث فيما سبق لم يأت مفصلًا على القدر الذي تجده هنا). [معجم القراءات: 7/146]
قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء من قَوْله تَعَالَى {ثمَّ إِلَيْهِ ترجعون} 11
فَقَرَأَ أَبُو بكر عَن عَاصِم وَأَبُو عَمْرو {يرجعُونَ} بِالْيَاءِ
وروى عَيَّاش عَن أَبي عَمْرو {ترجعون} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {ترجعون} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 506]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يرجعون) بالياء أبو عمرو- غير العباس وأوقية وسهل، وحماد ويحي مختلف عنهما). [الغاية في القراءات العشر: 358]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يرجعون) [11]: بالياء أبو عمرو غير عباس وأوقية، ويعقوب غير المنهال ورويس، وحماد غير الضرير، والمفضل، ويحيى غير الرفاعي وشعيب طريق نفطويه والاحتياطي. بالتاء والياء والضم والفتح سهل). [المنتهى: 2/900]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وأبو عمرو (يرجعون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 303]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وأبو عمرو: {ثم إليه يرجعون} (11): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 409- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :([أبو عمرو وأبو بكر] وروح (ثمّ إليه يرجعون) بالياء، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 504]
]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11]: {تُرْجَعُونَ} بالياء: أبو بكر وأبو عمرو). [الإقناع: 2/729] قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (179 - وَطِبْ يَرْجِعُوا خَاطِبْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 35]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - و(طـ)ـب يرجعوا خاطب لتربوا وضم (حُـ)ـز = يذيقهم نون (یـ)ـسعى كسفًا (ا)نقلا
ش - أي روى المشار إليه (بطا) طب وهو رويس {ثم إليه يرجعون} [الروم: 11] بتاء الخطاب المفهوم من قوله: خاطب وعلم لأبي جعفر وخلف كذلك ولروح بياء الغيبة لأن قبله {يبدؤ الخلق} [11] ويعقوب على أصله في التسمية كما في سورة البقرة). [شرح الدرة المضيئة: 197]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ((وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو بَكْرٍ وَرَوْحٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ. وَيَعْقُوبُ عَلَى أَصْلِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/344]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو وأبو بكر وروح {ترجعون} [11] بالغيب، والباقون بالخطاب، ويعقوب على أصله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 639]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 11] فأبو عمرو وأبو بكر وروح بالغيب، وافقهم اليزيدي، والباقون بالخطاب، وقرأ بالبناء للفاعل يعقوب ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "شفعؤا" المرسوم بالواو بإبدالها ألفا على القياس مع المد والتوسط والقصر وبين بين مع المد والقصر فهذه خمسة، وعلى الرسم تبدل واوا مع المد والقصر والتوسط حال سكون الواو، وتجوز الثلاثة مع الإشمام والقصر مع الروم تصير اثني عشر وجها: خمسة على القياسي وسبعة على الرسمي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/356]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترجعون} قرأ البصري وشعبة بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية). [غيث النفع: 982]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)}
{يَبْدَأُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود وطلحة بن مصرف (يبدئ) بضم الياء وكسر الدال من (أبدأ) الرباعي.
[معجم القراءات: 7/146]
- وقراءة الجماعة (يبدأ) بفتح الياء والدال من: (بدأ) الثلاثي.
- وقرأ حمزة وهشام بخلاف عنه في الوقف:
1- بإبدال الهمزة ألفًا (يبدا) على القياسي.
2- ويجوز تسهيلها كالواو.
3- وتبدل واوًا مضمومة ثم تسكن للوقف.
4- ويجوز الإشارة إلى حركتها بالروم والإشمام.
وتقدم ما يشبه هذا في الآية/29 من سورة النمل في (الملأ) المرسوم بالواو.
وسبق مثله في الآية/85 من سورة يوسف في (تفتأ).
{تُرْجَعُونَ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية حماد ويحيى عن أبي بكر، وجبلة عن المفضل عن عاصم وروح واليزيدي (يرجعون) بياء الغيبة.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وعياش عن أبي عمرو وأبو قبيصه عن أوقية عن اليزيدي، مثل رواية العباس عن أبي عمرو وشعيب بن أيوب عن يحيى عن أبي بكر (ترجعون) بتاء الخطاب.
- وقرأ يعقوب وابن محيصن والمطوعي (ترجعون) بفتح التاء، وهو مذهبه في جميع القرآن، وقد ذكرت هذا فيما سبق مرارًا،
[معجم القراءات: 7/147]
وانظر الآية/28 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 7/148]
قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)}
{يُبْلِسُ}
- قراءة الجمهور (يبلس) بضم الياء، من (أبلس)، وهي الأجود عند الفراء، وأبلس الرجل: انقطعت حجته فسكت، وهو قاصر لا يتعدى.
- وقرأ علي وأبو عبد الرحمن السلمي (يبلس) بضم الياء وفتح اللام مبنيًا للمفعول، على تقدير: يبلس إبلاس المجرمين، ثم حذف المصدر، وقام المضاف إليه مقامه.
- وذكر ابن خالويه عن علي وأبي عبد الرحمن السلمي أنهما قرأا (يبلس) بضم الياء وفتح اللام مشددة). [معجم القراءات: 7/148]
قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً) بالتاء الزَّعْفَرَانِيّ، والمنادري، والأويسي عن نافع، والقورسي، وميمونة، وابن سنان عن أبي جعفر، والإنطاكي عن شيبة، الباقون بالياء، وهو الاختيار للحائل). [الكامل في القراءات العشر: 616]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13)}
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ}
- قراءة الجمهور بالياء (ولم يكن).
- وقرأ خارجة والأريس [كذا في البحر] كلاهما عن نافع وابن سنان عن أبي جعفر والأنطاكي عن شيبة (ولم تكن) بالتاء
[معجم القراءات: 7/148]
على الخطاب.
{شُفَعَاءُ}
- رسمت فيه الهمزة على واو، ولحمزة وهشام بخلاف عنه، في الوقف اثنا عشر وجهًا:
1- بإبدالها ألفًا على القياس مع المد والتوسط والقصر.
2- وبين بين مع المد والقصر.
فهذه خمسة على القياس.
وعلى الرسم:
1- تبدل واوًا مع المد والقصر والتوسط في حال سكون الواو.
2- وتجوز الثلاثة مع الإشمام.
3- والقصر مع الروم.
فهذه اثنا عشر وجهًا، خمسة على القياس، وسبعة على الرسم، وتقدم مثل هذا في موضعين: الأول الآية/18 من سورة المائدة (أبناء الله)، والثاني الآية/5 من سورة الأنعام (أنباء).
{كَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيتين/19 و34 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 7/149]
قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)}
قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)}
قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)}
{وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ}
- تقدمت قراءة حمزة وهشام في (بلقاء ربهم) الآية/8 من هذه السورة بتسعة أوجه في حال رسم الهمزة على ياء (لقائي...)، وخمسة أوجه في حال كون الياء زائدة، وليست صورةً للهمزة). [معجم القراءات: 7/149]