العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (45) إلى الآية (46) ]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}

قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {تذروه الريح} (45): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (تذروه الرّيح) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 445]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الرِّيَاحِ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الرياح} [45] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الرياح" [الآية: 45] بالتوحيد حمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرياح} [45] قرأ الأخوان بإسكان الياء، ولا ألف بعدها، على التوحيد، والباقون بفتح الياء، بعدها ألف، على الجمع). [غيث النفع: 819]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)}
{الدُّنْيَا}
- سبقت الإمالة فيه.
انظر الآية/28 من هذه السورة، والآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{تَذْرُوهُ}
- قراءة الجمهور (تذروه)، وهو من ذرت الريح تذرو ذروا: أي فرقت.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس (تذريه) بفتح التاء، وياء
[معجم القراءات: 5/227]
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس (تذريه) بفتح التاء، وياء بعد الراء، وهو من ذرت تذري، وهي عند الزجاج لغة لا يقرأ بها.
- وعن ابن مسعود أنه قرأ: (يذريه) بياء مفتوحة في أوله وياء ساكنة بعد الراء، وذكر هنا لأن الريح مؤنث مجازي.
- وقرأ ابن مسعود وطلحة بن مصرف وابن عباس وأبي وابن أبي عبلة (تذريه) بضم التاء من (أذرى) الرباعي، وهو لغة في (ذرى).
قال العكبري:
(ويقال: أذرت تذري، كقولك: أذريته عن فرسه، إذا ألقيته عنها، وقرئ به أيضًا).
وقال الزجاج: (وفي تذروه لغتان لا يقرأ بهما.
تذريه -بضم التاء وكسر والراء، وتذريه بفتح التاء).
- وذكر الراغب الأصفهاني أنه قرئ (تذرؤه)، كذا، بالهمز.
{الرِّيَاحُ}
- قراءة الجمهور (الرياح) جمعًا.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف وزيد بن علي والحسن والنخعي
[معجم القراءات: 5/228]
والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وابن محيصن وابن عيسى وابن جرير وابن مسعود وابن عباس (الريح) مفردًا.
وتقدم مثل هذا في الآية/164 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{مُقْتَدِرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 5/229]

قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
- قراءة الجماعة (المال والبنون زينة..) الخبر مفرد.
- وذكر ابن الشجري في أماليه أنه قرئ: (المال والبنون زينتا الحياة الدنيا) كذا على التثنية!، وذكر مثل هذا السمين الحلبي.
قال ابن الشجري:
(... جاء الخبر مفردًا لاتفاق المال والبنين في التزيين، ... وقد جاء فيما شذ من القراءات: (زينتا الحياة) بألف على التثنية).
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/28 من هذه السورة.
{خَيْرٌ ... خَيْرٌ}
- ترقيق الراء وتفخيمها تقدم في الآية/44 من هذه السورة). [معجم القراءات: 5/229]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (47) إلى الآية (49) ]

{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَيَوْم نسير الْجبَال} 47
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (وَيَوْم تسير) بِالتَّاءِ {الْجبَال} رفعا
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {نسير} بالنُّون {الْجبَال} نصبا). [السبعة في القراءات: 393]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تسير) بضم التاء (الجبال)، رفع مكي، شامي وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تسير) [47] بضم التاء، (الجبال) [47]: رفع: مكي، دمشقي، وأبو عمرو، وسلام). [المنتهى: 2/806]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون ونافع (ويوم نسير) بالنون وكسر الياء (الجبال) بالنصب، وقرأ الباقون (تسير) بالتاء وفتح الياء (الجبال) بالرفع). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {ويوم نسير الجبال} (47): بالنون، وكسر الياء، ونصب (الجبال).
والباقون: بالتاء، وفتح الياء، ورفع اللام من (الجبال) ). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون ونافع وأبو جعفر ويعقوب: (ويوم نسير) بالنّون وكسر الياء ونصب (الجبال) والباقون بالتّاء وفتح الياء ورفع اللّام من (الجبال) ). [تحبير التيسير: 445]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُسَيِّرُ الْجِبَالَ) بفتح التاء وإسكان الياء وكسر السين (الْجِبَالَ) رفع ابن مُحَيْصِن، ومحبوب، وقرأ مكي غير ابن مُحَيْصِن دمشقي، وأَبُو عَمْرٍو، وغير محبوب، وأبان، وسلام، وأبو عمارة عن حفص بضم التاء وفتح السين والياء ورفع اللام من الجبال محبوب كابن مُحَيْصِن، الباقون بالنون وضمها وفتح السين وكسر الياء (الْجِبَالَ) نصب،
[الكامل في القراءات العشر: 591]
وهو الاختيار على العظمة، (فَلَمْ نُغَادِرْ) بالتاء قَتَادَة (يغُادِرُ) على ما لم يسم فاعله، (أَحَدًا) رفع عصمة مثله على تسمية الفاعل، وأبان، الباقون بالنون (أَحَدًا) نصب، وهو الاختيار لقوله: (وَحَشَرْنَاهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([47]- {نُسَيِّرُ} مبني للفاعل، {الْجِبَالَ}: الكوفيون ونافع). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (841- .... .... .... .... وَيَا = نُسَيِّرُ وَالَى فَتْحَهَا نَفَرٌ مَلاَ
[الشاطبية: 66]
842 - وَفِي النُّونِ أَنِّثْ وَالْجِبَالَ بِرَفْعِهِمْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([841] وعقبا سكون الضم (نـ)ـص (فـ)ـتى ويا = نسير والى فتحها (نفر) ملا
[842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون (حمزة) فضلا
...
و{تسير الجبال} معلوم، وفي قراءة عبد الله: (سيرت الجبال).
و{نسير الجبال}، لأن بعده: {وحشرنهم}.
و(ملا)، جمع مليء). [فتح الوصيد: 2/1071]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([841] وعقبا سكون الضم نص فتى ويا = نسير والى فتحها نفر ملا
[842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون حمزة فضلا
ب: (الملا) بالكسر: جمع (مليء)، وهو الثقة.
ح: (عقبًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: بدل العائد، (نص): خبره، والجملة: خبر الأول، (يا): مبتدأ، أضيف إلى (نسير)، وقصر ضرورة، (نفرٌ): فاعل (والى)، (ملا): نعته، (فتحها): مفعول، والجملة: خبر المبتدأ، (في النون): مفعول (أنث)، نحو:
............ = ............ يجرح في عراقيبها نصلي
و (الجبال برفعهم): مبتدأ، أي: كائن برفعهم، وضمير الجمع: لمدلول (نفر)، (يوم يقول): مبتدأ، (النون): مبتدأ ثانٍ، واللام: عائد، (حمزة): مبتدأ ثالث، (فضلا): خبره، ومفعوله العائد محذوف، أي: فضل النون حمزة، فقرأ بها والجملة: خبر الثاني، والمجموع: خبر الأول.
[كنز المعاني: 2/398]
ص: قرأ عاصم وحمزة: {وخير عقبا} [44] بسكون القاف، والباقون: بالضم لغتان، نحو: (عُنُق) و(عُنْق).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {ويوم تسير الجبال} [47] بفتح الياء، من (تسير) وتاء التأنيث في موضع النون على بناء المجهول، ورفع {الجبال} على فاعله، والباقون: {نسير الجبال} بالنون في موضع التاء وكسر الياء على بناء الفاعل، والنون للعظمة، ونصب {الجبال} على المفعول.
وقرأ حمزة: {ويوم نقول نادوا} [52] بالنون على أنها للعظمة، والباقون: بالياء، والضمير: لله تعالى). [كنز المعاني: 2/399] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} فقرأه على البناء للمفعول نفر ملا، وهو جمع ملى وهو الثقة، ثم ذكر تمام تقييد القراءة فقال:
842- وَفِي النُّونِ أَنِّثْ وَالْجِبَالَ بِرَفْعِهِمْ،.. وَيَوْمُ يقُولُ النُّونُ حَمْزَةُ فَضَّلا
أنث؛ أي: اجعل دلالة التأنيث موضع النون وهي التاء، وإنما نص على النون؛ لتعلم قراءة الباقين، ولو لم يذكر ذلك لأخذ التذكير ضدا للتأنيث ورفع الجبال؛ لأنه مفعول فعل ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون بالنون وكسر الياء ونصب الجبال؛ لأنه مفعول فعل مسند للفاعل وقد صرح بمعنى القراءة الأولى في: {سُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/337]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (841 - .... .... .... .... ويا = نسيّر والى فتحها نفر ملا
842 - وفي النّون أنّث والجبال برفعهم = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: ويوم تسيّر الجبال بفتح الياء المشددة وبتاء التأنيث
[الوافي في شرح الشاطبية: 312]
في مكان النون ورفع لام الْجِبالَ، وقرأ غيرهم بكسر الياء وبالنون ونصب لام الْجِبالَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (149- .... .... .... نُسَيِّرُ الْـ = جِبَالَ كَحَفْصِ .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: نسير الجبال كحفص الحق بالخفض حللا أي قرأ مرموز (حا) خللا وهو يعقوب و{ويوم نسير الجبال} [47] بالنون والتسمية للفاعل و{الجبال} بالنصب وهذا معنى قوله: كحفص وعلم للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 167]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نُسَيِّرُ الْجِبَالَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو، وَابْنُ عَامِرٍ بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ الْيَاءِ وَرَفْعِ " الْجِبَالُ "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الْيَاءِ، وَنَصْبِ الْجِبَالَ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {نسير} [47] بالتاء مضمومة وفتح الياء، {الجبال} [47] بالرفع، والباقون بالنون مضمومة وكسر الياء ونصب {الجبال} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (748- .... .... .... .... .... = .... يا نسيّر افتحوا حبرٌ كرم
749 - والنّون أنّث والجبال ارفع .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يا نسير) أي قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر «ويوم تسير الجبال» بفتح الياء وجعل التاء مكان النون والجبال بالرفع على أنه مفعول قام مقام الفاعل، والباقون بالنون مضمومة وكسر الياء ونصب الجبال مفعولا، وإنما نص المصنف رحمه الله تعالى على النون لتعلم قراءة الباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمر، وكاف (كرم) ابن عامر ويوم تسيّر الجبال [47] بتاء التأنيث، وفتح الياء المشددة، ورفع (الجبال) [على بنائه للمفعول]؛ فأنث لإسناده [إلى مؤنث]، ولزم فتح الياء ورفع (الجبال) نيابة على حد وسيّرت الجبال [النبأ: 20] والباقون بالنون وكسر الياء [مشددة ونصب (الجبال) على إسناده للفاعل المعظم، فلزم كسر الياء]، ونصب (الجبال) مفعولا به مناسبة لـ وحشرنهم فلم نغادر [47] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/432]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "تَسِيرُ الْجِبَال" [الآية: 47] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم التاء المثناة فوق وفتح الياء المثناة تحت مشددة على البناء للمفعول، الجبال بالرفع لقيامه مقام الفاعل وحذف الفاعل للعلم به وهو الله تعالى، أو من يأمره من الملائكة، وعن ابن محيصن تسير بفتح التاء المثناة فوق وكسر السين وسكون الياء "الجبال" بالرفع على الفاعلية، والباقون بنون العظيمة مضمومة وفتح السين وكسر الياء مشددة من سير بالتشديد "الجبال" بالنصب مفعول به لقوله: وحشرناهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَرَى الْأَرْض" وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نسير الجبال} [47] قرأ الابنان والبصري بالتاء المضمومة، وفتح الياء التحتية، ورفع {الحبال} والباقون بالنون المضمومة، وكسر الياء، ونصب {الحبال} ). [غيث النفع: 819]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)}
{نُسَيِّرُ الْجِبَالَ}
- قرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر والأعرج وشيبة وطلحة بن مصرف وأبو عبد الرحمن السلمي ويعقوب (نسير الجبال) بنون العظمة.
والجبال: بالنصب، مفعول به، وهو من إخبار الله تعالى عن نفسه.
قال مكي: (وقوى ذلك أنه محمول على ما بعده من الإخبار في قوله: (وحشرناهم فلم نغادر)، فجرى صدر الكلام على آخره لتطابق الكلام، وهو الاختيار).
- وقرأ ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو والحسن وشبل وقتادة وعيسى بن عمر وابن محيصن والزهري وحميد وطلحة واليزيدي، والزبيدي عن رجاله عن يعقوب (تسير الجبال) بضم التاء وفتح الياء المشددة، مبنيًا للمفعول، والجبال: رفع نيابة عن الفاعل.
ويقوي هذا قوله تعالى: (وسيرت الجبال) النبأ/20، (وإذا الجبال سيرت) التكوير/3.
واختار أبو عبيد القراءة الأولى (نسير) بالنون.
- وقرأ الحسن: (يسير الجبال) بياء مضمومة في أول الفعل، ثم ياء مشددة مفتوحة بعد السين على البناء للمفعول، والجبال: بالرفع نائب عن الفاعل، وذكر الفعل مراعاة للجبال.
[معجم القراءات: 5/230]
- وقرأ محبوب عن أبي عمرو، وابن محيصن، ومجاهد والحسن (تسير الجبال) الفعل هنا من (سار)، فهو بتاء مفتوحة، وهو مخفف مبني للمعلوم، والجبال: فاعل، فقد أسند السير إليها على سبيل المجاز.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود:
(سيرت الجبال) الفعل ماضٍ مبني للمفعول، والجبال: قام مقام الفاعل.
{وَتَرَى الْأَرْضَ}
- قراءة الجماعة (وترى الأرض) الفعل مبني للفاعل، والفاعل: المخاطب، والأرض، مفعول به، وبارزةً: حال.
- وقرأ عيسى وعمرو بن العاص وابن السميفع وأبو العالية (وترى الأرض) بضم التاء وفتح الراء، مبنيًا للمفعول. الأرض: بالرفع، نائب عن الفاعل.
- وقرأ أبو رجاء (وترى الأرض) كالسابقة مع فتح الضاد.
الإمالة:
1- قرأ السوسي بخلاف عنه بإمالة الفعل (ترى الأرض) في الوصل.
2- وإمالة الفعل في الوقف عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 5/231]
- الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}
- قراءة الجمهور (فلم نغادر منهم أحدًا) بنون العظمة، والضمير لله تعالى.
- وقرئ (فلم يغادر منهم أحدًا) بالياء، والضمير لله تعالى على سبيل الالتفات.
- وقرأ قتادة وأبان بن يزيد عن عاصم (فلم تغادر منهم أحدًا) بالتاء على الإسناد إلى القدرة أو الأرض.
- وقرأ أبان بن يزيد عن عاصم وعصمة وأبو بكر والواقدي عن عاصم (فلم يغادر منهم أحد) بضم الياء، وفتح الدال مبنيًا للمفعول، و(أحد) بالرفع.
- وقرأ الضحاك (فلمخ نغدر منهم أحدًا) بضم النون وسكون الغين المعجمة وكسر الدال، و(أحدًا) بالنصب.
قال الفراء: (ولو قرئت (ولم نغدر) كان صوابًا، ومعناهما واحد)، أي هي (ولم نغادر).
- وذكر ابن خالويه أن قتادة قرأ (فلم يغادر) قال: (بفتح الياء).
[معجم القراءات: 5/232]
قلت: لا أعرف لها وجهًا ولا تخريجًا، فتركتها على حالها الذي ترى لعل الله يفتح فيها بفتح من عنده). [معجم القراءات: 5/233]

قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "لَقَدْ جِئْتُمُونَا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأدغم لام "بَلْ زَعَمْتُم" الكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}
{لَقَدْ جِئْتُمُونَا}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال.
{جِئْتُمُونَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي وورش من طريق الأصبهاني بإبدال الهمزة ياءً في الوصل (جيتمونا).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- والجماعة على القراءة بالهمز (جئتمونا).
{بَلْ زَعَمْتُمْ}
- أدغم اللام في الزاي الكسائي وهشام بخلاف عنه.
- والباقون على إظهار اللام.
{نَجْعَلَ لَكُمْ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في اللام، والإظهار.
- والباقون على إظهار اللام). [معجم القراءات: 5/233]

قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويقولون يويلتى) [49]: بلا نون ابن بشار طريق البختري). [المنتهى: 2/806]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَوُضِعَ الْكِتَابُ) بالفتح على تسمية الفاعل، وهو الاختيار كزيد بن علي على أن اللَّه تعالى وضعه، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَا وَيْلَتَنَا) بغير نون ابن بشار عن البحتري وهو خلاف المصحف، الباقون بالنون، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَالِ هَذَا الْكِتَابِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مال هذا} [49] ذكر في الوقف على المرسوم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أحصى" و"أحصاها" وأحصاهم بمريم أحصاه بالمجادلة حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَتَرَى الْمُجْرِمِين" السوسي وصلا بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على ما من "مال هذا" أبو عمرو والكسائي بخلفه كما ذكره لهما
[إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
الشاطبي، كالداني، وجمهور المغاربة ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما، والأصح كما مر عن النشر جواز الوقف على ما للكل، وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها رسما، ويحتمل المنع لكونها لام جر، وتقدم ما فيه ومر إمالة "أحصيها" وتقليلها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مال هذا} [49] اللام في الرسم مفصولة من الهاء، فوقف البصري وعلي بخلاف عنه على {ما} والباقون على اللام، وهو الطريق الثاني لعلي، وكلهم لا يبتدئ بالهاء من {هذا} بل يبتدئ بـــ {ما} ). [غيث النفع: 819]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أحدا} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع كذلك، ولا عبرة بخلاف من خالف). [غيث النفع: 819]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ}
- قراءة الجماعة (ووضع الكتاب) على البناء للمفعول، و(الكتاب): نائب عن الفاعل.
- وقرأ زيد بن علي (ووضع الكتاب)، أي: وضع الله الكتاب.
الفعل مبني للفاعل، والكتاب: بالنصب، والفعل مسند إلى ضمير الله على طريق الالتفات.
{فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ}
- تقدمت الإمالة في (ترى) على وجهين:
أ- الإمالة في الوصل عن السوسي.
ب- الإمالة في الوقف عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- التقليل عن الأزرق وورش.
- وقرأ الباقون بالفتح في الحالين، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم مثل هذا في الآية/47 من هذه السورة في قوله تعال: (وترى الأرض).
{يَا وَيْلَتَنَا}
- قرأ (يا ويلتا) بالتاء من غير نون ابن بشار من طريق البحتري عن حفص عن عاصم.
[معجم القراءات: 5/234]
{مَالِ هَذَا الْكِتَابِ}
- وقف أبو عمرو والكسائي بخلاف عنه، واليزيدي ويعقوب وورش ورويس على (ما).
- والوجه الثاني للكسائي هو الوقف على اللام (مال...).
وذهب صاحب النشر إلى الوقف على (ما) للجميع، وأما اللام فالوقف عليها لانفصالها رسمًا، ويحتمل المنع لكونها لام جر.
وقال ابن الجزري:
(وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها، فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعًا للرسم؛ حيث لم يأت فيها نص، وهو الأظهر قياسًا، ويحتمل ألا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها.
وأما الوقف على (ما) عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظًا وحكمًا ورسمًا، وهذا هو الأشبه عندي بمذاهبهم، والأقيس على أصولهم، وهو الذي اختاره أيضًا، وآخذ به، فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نص يخالف ما ذكرنا...).
وتقدم مثل هذا الوقف في الآية/78 من سورة النساء.
{لَا يُغَادِرُ}
- تفخيم الراء وترقيقها عن الأزرق وورش.
- والجماعة على التفخيم.
{صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً}
- ترقيق الراء فيهما عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 5/235]
{وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا}
- قرأ ورش (ولا كبيرتن لا...) بنقل حركة الهمزة من (إلا) إلى ما قبلها ثم حذف الهمزة.
{أَحْصَاهَا}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{حَاضِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/236]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت (للملائكة اسجدوا) ذكر في أول البقرة). [تحبير التيسير: 445]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للملائكة اسجدوا} [50] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا" [الآية: 50] بضم التاء أبو جعفر وله من رواية ابن وردان إشمام الكسرة الضم، والوجهان صحيحان عنه كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)}
{لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا}
- قراءة الجماعة (للملائكة اسجدوا)، بكسر التاء بحرف جر.
- وقرأ أبو جعفر من رواية ابن جماز، وابن وردان والشنبوذي (للملائكة اسجدوا)، بضم التاء في الوصل على اتباع الحرف الثالث مما بعده.
- وروى هبة الله وغيره عن ابن وردان وابي جعفر إشمام الكسرة الضم.
وتقدم مثل هذا في الآية/34 من سورة البقرة، و/11 من سورة الأعراف، و/61 من سورة الإسراء.
[معجم القراءات: 5/236]
{لِآدَمَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً مفتوحة.
{عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}
- إدغام الراء في الراء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{ذُرِّيَّتَهُ}
- قراءة الجماعة (ذريته) بضم الذال.
وذكر الجحدري أنه سمع عبيد الله بن زياد يخطب على المنبر، ويقول: (أفتتخذونه وذريته) بفتح الذال.
قلت: قياس النسب إلى الذر: ذرية بفتح الذال، غير أنه جاء عنهم بضم الذال شاذًا (ذرية) مثل سهلي، فقراءة عبد الله بن زياد بفتح الذال جاءت على القياس المهمل.
- وتقدمت قراءة المطوعي (ذريته) بكسر أوله. وانظر الآية/62 من سورة الإسراء.
{بِئْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني (بيس) بإبدال الهمزة ياءً.
- وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة (بئس) بالهمز في الحالين). [معجم القراءات: 5/237]

قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و (أشهدناهم) يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 308]

قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما أشهدناهم) [51]: بألف، (وما كنت) [51]: بفتح التاء يزيد). [المنتهى: 2/806]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَضُدًا) بضمتين هارون، وخارجة، والخفاف، وأبو زيد عن أبي عمر في قول أبي علي، الباقون بفتح العين نعيم، وعباس بإِسكان الضاد، والاختيار ما عليه نافع، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" ما أشهدناهم " بنون وألف أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء من غير ألف، والاختيار ما عليه أبو جعفر للعظمة، (وَمَا كنُتَ) بالفتح الحسن، والْجَحْدَرِيّ، وشيبة، وأبو جعفر غير الهاشمي، الباقون برفع التاء، وهو الاختيار كناية عن اللَّه). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (150 - وَكُنْتُ افْتَحَ اشْهَدْنَا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - وكنت افتح اشهدنا وحامية وضم = متى قبلا (أ)د يا يقول (فـ)ـكملا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) اد وهو أبو جعفر {وما كنت متخذ المضلين} [51] بفتح التاء على الخطاب وضمهما لمناسبة {أشهدتهم} وقوله: أشهدنا أي قرأ أيضًا مرموز (ألف) اد {ما أشهدناهم} بجمع المتكلم كما نطق به المناسبة {وإذ قلنا} [50] وعلم من انفراده للآخرين {أشهدتهم} [51] بالمتكلم وحده لمناسبة وما كنت). [شرح الدرة المضيئة: 167]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ (أَشْهَدْنَاهُمْ) بِالنُّونِ وَالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ لِلْعَظَمَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ التَّاءِ، وَانْفَرَدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ عَنْهُ بِضَمِّ التَّاءِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {ما أشهدتهم} [51] بالنون وألف على الجمع للعظمة،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
والباقون بالتاء مضمومة من غير ألف ضمير المتكلم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {وما كانت} [51] بفتح التاء، والباقون بالضم، وانفرد الهذلي عن الهاشمي عن ابن جماز بذلك). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (749- .... .... .... .... وثم = أشهدت أشهدنا وكنت التّاء ضم
750 - سواه .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والنّون أنّث والجبال ارفع وثم = أشهدت أشهدنا وكنت التّاء ضم
أراد أن أبا جعفر قرأ «أشهدناهم» موضع قراءة غيره «أشهدتّهم» كما لفظ به للقراءتين، ثم أراد أن كل القراء ضموا التاء من «كنت» سوى أبي جعفر فإنه قرأ فيه بالفتح كما نبه عليه أول البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ثاء (ثم) أبو جعفر ما أشهدناهم [51] بنون بعد الدال ثم الألف على الإسناد للمعظم، والباقون بتاء الخطاب بعد الدال، واستغنى بلفظ القراءتين عن القيد.
ص:
سواه والنّون يقول فردا = مهلك مع نمل افتح الضمّ (ن) دا
ش: أي فتح أبو جعفر التاء من وما كنت متخذ المضلين عضدا [51] على الإسناد إلى سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم. والباقون بضمها على الإسناد إلى الله تعالى، بدليل السياق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/432]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو جعفر: (ما أشهدناهم بالنّون مفتوحة وألف بعدها، والباقون بالتّاء مضمومة من غير ألف.
أبو جعفر: (وما كنت) بفتح التّاء والباقون بضمها، والله الموفق). [تحبير التيسير: 445]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْق" [الآية: 51] فأبو جعفر بنون وألف على الجمع للعظمة، والباقون بالتاء المضمومة ضمير المتكلم بلا ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّين" [الآية: 51] فأبو جعفر بفتح التاء خطابا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليعلم أمته أنه لم يزل محفوظا من أول نشأته، لم يعتضد بمضل ولا مال إليه -صلى الله عليه وسلم، وافقه الحسن، والباقون بالضم إخبارا من الله تعالى عن ذاته المقدسة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "عضدا" بفتح الضاد لغة فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}
{مَا أَشْهَدْتُهُمْ}
- قراءة الجمهور (ما أشهدتهم) بتاء المتكلم.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وهي رواية ابن جماز عنه، وعون العقيلي وابن مقسم وشيبة وأيوب السختياني (ما أشهدناهم) بالنون والألف على التعظيم.
{وَمَا كُنْتُ}
- قراءة الجماعة وأبي جعفر في رواية (وما كنت) بضم التاء للمتكلم، وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا مناسب لما جاء أول الآية (ما أشهدتم).
قال الزجاج: (وضم التاء هي القراءة وعليها المعنى).
- وقرأ أبو جعفر وعاصم الجحدري والحسن وشيبة وابن وردان (وما كنت) بفتح التاء، خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلم.
{مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ}
- قراءة الجماعة (متخذ المضلين)، من غير تنوين على الإضافة.
- وقرأ علي بن أبي طالب (متخذًا المضلين)، بتنوين اسم الفاعل على الأصل، وإعماله في ما بعده.
[معجم القراءات: 5/238]
{عَضُدًا}
- قراءة الجماعة (عضدًا) بفتح العين وضم الدال، وهي أفصح اللغات فيها.
- وقرأ عيسى بن عمر والأعرج وأحمد بن موسى عن أبي عمرو (عضدًا) بفتح العين وسكون الضاد، وهو تخفيف من (فعل)، قالوا: رجل، ورجل، وسبع وسبع، وهي لغة تميم وبكر.
- وقرأ عيسى بن عمر أيضًا والحسن وعاصم الجحدري ويزيد بن القعقاع (عضدًا) بفتحتين، وقد حكى هذه اللغة ثعلب.
- وقرأ الضحاك (عضدًا) بكسر العين وفتح الضاد.
- وحكى هارون القارئ أنه قرئ (عضدًا) بفتح فكسر، وهي لغة أسد.
- وقرأ الحسن وعكرمة (عضدًا) بإسكان الضاد ونقل حركتها، وهي الضمة، إلى العين، وهو تخفيف، وهي لغة تميم.
- وقرأ هارون عن أبي عمرو وشيبة وخارجه والخفاف والحسن وأبو زيد والأعرج وابن عامر (عضدًا) بضمتين، وهي لغة بني أسد وأهل تهامة). [معجم القراءات: 5/239]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {وَيَوْم يَقُول نادوا} 52
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (وَيَوْم نقُول) بالنُّون
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 393]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ويوم نقول) بالنون حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويوم نقول) [52]: بالنون حمزة). [المنتهى: 2/806]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ويوم نقول) بالنون، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ويوم نقول} (52): بالنون.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ويوم نقول) بالنّون والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 445]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَقُول) بالنون الزَّيَّات، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وابْن مِقْسَمٍ، والْعَبْسِيّ، والخزاز، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (شُرَكَائِيَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([52]- {وَيَوْمَ يَقُولُ} بالنون: حمزة). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (842- .... .... .... .... = وَيَوْمُ يقُولُ النُّونُ حَمْزَةُ فَضَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون (حمزة) فضلا
...
{ويوم نقول نادوا}، لأن بعده: {وجعلنا بينهم موبقًا}؛ فلذلك اختاره حمزة.
فإن قيل: فما بال (شركاءي}؟
قلت: لأنه جمع هنا، والنون للعظمة، فاستوى فيه الإفراد والجمع.
وحجة {يقول}، قوله: {شركاءي}، لجريان الكلام على وجه واحد). [فتح الوصيد: 2/1071]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([841] وعقبا سكون الضم نص فتى ويا = نسير والى فتحها نفر ملا
[842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون حمزة فضلا
ب: (الملا) بالكسر: جمع (مليء)، وهو الثقة.
ح: (عقبًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: بدل العائد، (نص): خبره، والجملة: خبر الأول، (يا): مبتدأ، أضيف إلى (نسير)، وقصر ضرورة، (نفرٌ): فاعل (والى)، (ملا): نعته، (فتحها): مفعول، والجملة: خبر المبتدأ، (في النون): مفعول (أنث)، نحو:
............ = ............ يجرح في عراقيبها نصلي
و (الجبال برفعهم): مبتدأ، أي: كائن برفعهم، وضمير الجمع: لمدلول (نفر)، (يوم يقول): مبتدأ، (النون): مبتدأ ثانٍ، واللام: عائد، (حمزة): مبتدأ ثالث، (فضلا): خبره، ومفعوله العائد محذوف، أي: فضل النون حمزة، فقرأ بها والجملة: خبر الثاني، والمجموع: خبر الأول.
[كنز المعاني: 2/398]
ص: قرأ عاصم وحمزة: {وخير عقبا} [44] بسكون القاف، والباقون: بالضم لغتان، نحو: (عُنُق) و(عُنْق).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {ويوم تسير الجبال} [47] بفتح الياء، من (تسير) وتاء التأنيث في موضع النون على بناء المجهول، ورفع {الجبال} على فاعله، والباقون: {نسير الجبال} بالنون في موضع التاء وكسر الياء على بناء الفاعل، والنون للعظمة، ونصب {الجبال} على المفعول.
وقرأ حمزة: {ويوم نقول نادوا} [52] بالنون على أنها للعظمة، والباقون: بالياء، والضمير: لله تعالى). [كنز المعاني: 2/399] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}، قد نسب السير إلى الجبال في: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا، وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا}، ويقوي النون في "نسير" قوله تعالى بعده: {وَحَشَرْنَاهُمْ}
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/337]
والضمير في برفعهم عائد على نفر: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ} الياء فيه لله تعالى والنون للعظمة وفضلها حمزة فقرأ بها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/338]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (842 - .... .... .... .... .... = ويوم يقول النّون حمزة فضّلا
....
وقرأ حمزة: ويوم نقول نادوا بالنون في موضع الياء وقرأ غيره بالياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (150- .... .... .... .... .... = .... .... يَا نَقُولُ فَكَمِّلَا). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ياء يقول فكملا أي قرأ مرموز (فا) فكملا وهو خلف{ويوم يقول نادوا} [52] بياء الغيبة على أن الضمير فيه لله كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَوْمَ يَقُولُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ويوم يقول} [52] بالنون، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (750- .... والنّون يقول فردا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سواه والنّون يقول (فر) دا = مهلك مع نمل افتح الضّمّ (ن) دا
يعني قرأ قوله تعالى «ويوم يقول» بالنون حمزة حملا على قوله تعالى «وما كنت متخذ المضلين عضدا» والباقون بالياء قطعا لما تقدم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [وقرأ ذو فاء (فردا) حمزة: ويوم نقول نادوا [52] بنون على إسناده للمتكلم العظيم؛ مناسبة لقوله: وجعلنا [المائدة: 13] والتسعة بياء الغيب؛ مناسبة لـ شركآءي] [52] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/432]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَوْمَ يَقُول" [الآية: 52] فحمزة بنون العظمة لقوله: وجعلنا، وافقه الأعمش والباقون بياء الغيبة أي: اذكر يا محمد يوم يقول الله نادوا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ما أشهدتهم...}
{ويوم يقول} [52] قرأ حمزة بالنون، والباقون بالياء). [غيث النفع: 822]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)}
{يَقُولُ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وابن مسعود (يقول) بالياء، أي الله سبحانه وتعالى.
قال مكي: (والياء الاختيار؛ لأن الجماعة عليه).
- وقرأ حمزة والأعمش وطلحة ويحيى وابن أبي ليلى وابن مقسم وعيسى بن عمر (نقول) بنون العظمة، ومن أعظم من الله؟!.
{يَقُولُ نَادُوا}
- وقرأ عبد الله بن مسعود (يقول لهم)، بزيادة (لهم) على قراءة الجماعة.
{شُرَكَائِيَ الَّذِينَ}
- قراءة الجمهور (شركائي...) ممدودًا مضافًا للياء.
- واتفق القراء على فتح الياء في الوصل: (شركائي الذين)، وإسكانها في الوقف (شركائي).
- وقرأ ابن كثير وأهل مكة (شركاي الذين...) مقصورًا مضافًا إلى الياء.
[معجم القراءات: 5/240]
وذكر مثل هذا البزي عن ابن كثير فيما تقدم في الآية/27 من سورة النحل.
- وقرأ ابن محيصن (شركائي الذين) بإسكان الياء وحذفها لفظًا في الوصل لالتقاء الساكنين). [معجم القراءات: 5/241]

قوله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الراء فقط من "وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّار" أبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بفتحها كالهمزة هذا هو الصواب كما في النشر، وأما حكاية الخلاف في إمالة الحرفين معا للسوسي ولشعبة في الهمز، فتعقبه في النشر كما مر في باب الإمالة وغيره، فإن وقف على رأي فكل على أصله فيما بعده متحرك كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}
{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ}
أ- الإمالة في (رأى) وصلًا:
- قرأ السوسي بإمالة الراء والهمزة بخلاف عنه.
- وقرأ حمزة بإمالة الراء وفتح الهمزة.
- وقرأ شعبة بإمالة الراء، وله في الهمزة الفتح والإمالة.
- ووافق الأعمش حمزة وشعبة بإمالة الراء.
- والباقون على الفتح.
ب- في الوقف:
- وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة إمالة محضة.
- وأمال السوسي الراء بخلاف عنه.
- وأمال حمزة والكسائي وخلف وشعبة وابن ذكوان والأعمش الراء والهمزة معًا.
[معجم القراءات: 5/241]
- وأمال ورش والأزرق الراء والهمزة بين بين.
- والباقون على الفتح فيهما.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة على أصله.
وتقدم مثل هذا في الآية/85 من سورة النحل مفصلًا، وكذا في الآية/76 من سورة الأنعام.
{مُوَاقِعُوهَا}
- قراءة الجماعة (مواقعوها)، أي: مخالطوها، وواقعون فيها.
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش وابن غزوان عن طلحة (ملاقوها) في موضع (مواقعوها) في قراءة الجماعة، ومعناهما واحد.
قال أبو حيان:
(والأولى جعله تفسيرًا لمخالفته سواد المصحف).
وذكر ابن عطية انها كذلك في مصحف ابن مسعود.
- وعن علقمة أنه قرأ (ملافوها) بفاء مشددة، من لففت، واللف: الجمع، أي ظنوا أنهم مجتمعون فيها.
{مَصْرِفًا}
- قراءة الجماعة (مصرفًا) بكسر الراء، وهو اسم مكان أو زمان، أو مصدر ميمي من (صرف).
- وقرأ زيد بن علي (مصرفًا) بفتح الراء، وقد أجازه أبو معاذ.
وهو مصدر كالمضرب؛ لأن مضارعه يصرف على (يفعل).
قال النحاس: (ويجوز مصرفًا على أنه مصدر) ). [معجم القراءات: 5/242]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد صرفنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل همز "القرآن" ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القرءان} [54] جلي). [غيث النفع: 822]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا}
- أدغم الدال في الصاد أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وأظهر الدال ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
وتقدم مثل هذا في سورة الإسراء، الآية/41.
{الْقُرْآنِ}
- قرأ ابن كثير (القران) بنقل حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذف الهمزة.
- وقراءة الجماعة (القرآن) بالهمز.
وتقدم مثل هذا مرارًا، وانظر الآية/185 من سورة البقرة.
{لِلنَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو.
وانظر الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/243]

قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا في ضم الْقَاف وَالْبَاء وَكسر الْقَاف وَفتح الْبَاء من قَوْله {أَو يَأْتِيهم الْعَذَاب قبلا} 55
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر {قبلا} بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {قبلا} بِضَم الْقَاف وَالْبَاء). [السبعة في القراءات: 393]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (قبلاً) بضم القاف والباء، وقرأ الباقون بكسر القاف وفتح الباء). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {قبلا} (55): بضمتين.
والباقون: بكسر القاف، وفتح الباء). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وأبو جعفر: (قبلا) بضمّتين، والباقون بكسر القاف وفتح الباء). [تحبير التيسير: 446]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([55]- {قُبُلًا} بضمتين: الكوفيون). [الإقناع: 2/690]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (150- .... .... .... .... وَضَمْـ = ـمَتَيْ قُبُلاً أُدْ .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: وضمتي قبلًا أي قرأ أبو جعفر أيضًا {أو يأتيهم العذاب قبلًا
[شرح الدرة المضيئة: 167]
[55] بضم القاف والباء كخلف وعلم ليعقوب بكسر القاف وفتح الباء وهما لغتان بمعنى عيانًا). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْعَذَابُ قُبُلًا فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِضَمِّ الْقَافِ وَالْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر والكوفيون {قبلا} [55] بضم القاف والياء، والباقون بكسر القاف وفتح الياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قبلا" [الآية: 55] بضم القاف والباء عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف جمع قبيل أي: أنواعا وألوانا وافقهم الأعمش، والباقون بكسر القاف وفتح الباء أي: عيانا وقيل الضم لغة فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قبلا} قرأ الكوفيون بضم القاف والباء، والباقون بكسر القاف، وفتح الباء). [غيث النفع: 822]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)}
{أَنْ يُؤْمِنُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (أن يؤمنوا) بإبدال الهمزة واوًا.
[معجم القراءات: 5/243]
- وكذا جاءت قراءة حمزة بالإبدال في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (أن يؤمنوا).
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/185 من سورة الأعراف.
{إِذْ جَاءَهُمُ}
- قرأ أبو عمرو وهشام بإدغام الذال في الجيم.
- والباقون على إظهار الذال.
وتقدمت الإمالة في (جاء)، وكذا وقف حمزة.
وانزر الآية/87 من سور البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{الْهُدَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآيتين/2 و5 من سورة البقرة.
{وَيَسْتَغْفِرُوا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- وقراءة الباقين بالتفخيم.
{تَأْتِيَهُمْ ... يَأْتِيَهُمُ}
- القراءة بإبدال الهمزة ألفًا عن أبي عمرو بخلاف عنه وابي جعفر والأزرق وورش (تاتيهم.. ياتيهم).
- وكذا في الوقف عن حمزة.
وتقدم هذا في الآية/8 من سورة هود، والآية/111 من سورة النحل، ومواضع أخرى.
{قُبُلًا}
*- قرأ حمزة والكسائي وعاصم وخلف والأعمش وأبو جعفر والحسن والأعرج وابن أبي ليلى وأيوب وابن سعدان وابن عيسى
[معجم القراءات: 5/244]
الأصبهاني وابن جرير ويحيى (قبلًا) بضم القاف والباء وهو جمع قبيل، وهو الصنف والنوع، أي يأتيهم العذاب صنفًا صنفًا، ونوعًا نوعًا، وهو حال.
قال الرازي:
(وهو جمع قبيل، بمعنى ضروب من العذاب تتواصل مع كونهم أحياء، وقيل: مقابلة وعيانًا).
وقال الزجاج:
(وتأويل (قبلًا) جمع قبيل، المعنى: أو يأتيهم العذاب أنواعًا، ويجوز أن يكون تأويل قبلًا من قبل، أي مما يقابلهم).
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع ومجاهد وعيسى بن عمر ويعقوب (قبلًا) بكسر القاف، وفتح الباء.
ومعناه: عيانًا، وهو نصب على الحال، وأصله من المقابلة، ولذا دل على المعاينة.
قال أبو جعفر:
(ومذهب الفراء أن (قبلًا) قبيل، أي متفرقًا يتلو بعضه بعضًا، ويجوز عنده أن يكون المعنى: عيانًا.
[معجم القراءات: 5/245]
قال الأعرج: وكانت قراءته (قبلًا) معناه جميعًا.
قال أبو عمرو: وكانت قراءته (قبلًا) معناه عيانًا).
- وقرأ أبو رجاء الحسن (قبلًا) بضم القاف وسكون الباء.
قالوا: هو تخفيف من (قبل)، وهو لغة تميم.
قال الزجاج: (ويجوز (قبلًا) -بتسكين الباء- ولم يقرأ بها أحد).
- وقرأ أبو الجوزاء وأبو المتوكل (قبلًا) بفتح القاف والباء.
قال الزمخشري: (أي: مستقبلًا).
وفي حاشية الجمل:
(وقرئ بفتحتين، وهو أيضًا لغة، يقال: لقيته مقابلة وقبلًا وقبلًا وقبلًا، وانتصابه على الحال من الضمير أو العذاب. اهـ).
قلت: نقل هذه القراءة أبو حيان عن ابن قتيبة والزمخشري، ونقلها الرازي أيضًا عن الزمخشري.
- وقرأ أبي بن كعب وابن غزوان عن طلحة وابن مسعود (قبيلًا)، بفتح القاف وباءٍ مكسورة بعدها ياء، على وزن فعيل.
- وذكر الألوسي أنه قرئ (قبلًا) بكسر القاف وسكون الباء، ونقل عن أبي حيان أنه تخفيف (قبل) على لغة تميم ولم أجد هذا عند أبي حيان في هذا الموضع، بل الذي عنده (قبلًا) وهو تخفيف (قبلًا) ). [معجم القراءات: 5/246]

قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هُزُوًا" [الآية: 56] حفص بإبدال همزة واوا في الحالين وأسكن الزاي منه حمزة وخلف وضمها الباقون، وما نبه في الأصل لأبي جعفر في هذا الحرف تقدم التنبيه عليه في سورة البقرة، ويوقف عليه لحمزة بوجهين: النقل على القياسي والإبدال واوا اتباعا للرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هزوا} قرأ حمزة بإسكان الزاي، والباقون بالضم، وحفص بالواو، والباقون بالهمز، إلا أن حمزة في الوقف يبدلها واوًا كحفص، وله أيضًا نقل حركة الهمزة إلى الزاي وحذفها). [غيث النفع: 822]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
{بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
{أُنْذِرُوا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والباقون على التفخيم.
{هُزُوًا}
- قراءة حفص والشنبوذي (هزوًا) بالواو في الوقف والوصل.
وإبدال الهمزة هنا واوًا إنما كان للتخفيف.
- وقراءة حمزة وخلف (هزؤًا)، بسكون الزاي، وهمز بعدها.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (هزؤًا)، بصم الزاء والهمز بعده.
ولحمزة في الوقف وجهان:
الأول: نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ثم حذف الهمزة، وهو القياس.
الثاني: إبدال الهمزة واوًا على الرسم كقراءة حمزة.
وإن أردت بيانًا وتفصيلًا أوفى مما هنا فارجع إلى الآية/67 من سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 5/247]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (57) إلى الآية (59) ]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الألف الثانية من "آذَانِهِم" [الآية: 11، 57] الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
{أَظْلَمُ}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش، وانظر الآية/20 من سورة البقرة.
{أَظْلَمُ مِمَّنْ}
- إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
{ذُكِّرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{بِآيَاتِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً مفتوحة.
{وَفِي آذَانِهِمْ}
- إمالة الألف الثانية للدوري عن الكسائي.
- وقراءة الجماعة على الفتح.
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه قبل قليل، انظر الآية/55 من هذه السورة). [معجم القراءات: 5/248]

قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "يواخذهم" واوا مفتوحة ورش وأبو جعفر وقصره الأزرق وجها واحدا كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" على "موئلا" لحمزة بالنقل وبالإدغام فقط، وحكي ثالث وهو إبدالها ياء مكسورة على الرسم، وضعفه في النشر، وحكي فيها ثلاثة أخرى: أولها بين بين، ثانيها إبدالها ياء ساكنة وكسر الواو قبلها، ثالثها إبدالها واوا بلا إدغام، وهو أضعفها وكلها ضعيفة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤاخذهم} [58] و{تؤاخذني} [73] جلي). [غيث النفع: 822] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {موئلا} لا مد فيه لأحد، وذكروا فيه لحمزة إن وقف ستة أوجه، النقل، والإدغام، وإبدال الهمزة ياء، والتسهيل، وإبدال الهمزة ياء ساكنة وكسر الواو قبلها، وإبدالها واوًا من غير إدغام، والصحيح المقروء به هو الأول والثاني.
أما الأول فهو القياس المطرد بإجماع، واقتصر عليه غير واحد كطاهر بن غلبون وأبيه أبي الطيب وابن سفيان والمهدوي والطروطوشي وابن الفحام.
وأما الثاني فذكره الداني في التيسير وغيره، وبه قرأ على شيخه أبي الفتح فارس، وأبو محمد مكي، وابن شريح، وحكى سماع ذلك من العرب يونس وغيره،
[غيث النفع: 822]
وحكاه أيضًا سيبويه، إلا أنه خصه بالسماع، ولم يقسه، والأربعة ضعيفة، وأضعفها السادس). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
{يُؤَاخِذُهُمْ}
- قراءة الجماعة (يؤاخذهم) بالهمز في الحالين.
- وقرأ ابن محيصن (يواخذهم) بإسكان الذال، وباختلاس ضمتها.
- وقرأ أبو جعفر وورش (يواخذهم) بإبدال الهمزة واوًا مفتوحة في الحالين.
[معجم القراءات: 5/248]
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف، بالإبدال كأبي جعفر.
- وليس للأزرق فيه سوى قصر البدل كسائر القراء.
{لَعَجَّلَ لَهُمُ}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
- والجماعة على الإظهار.
{الْعَذَابَ بَلْ}
- إدغام الباء في الباء عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
- والجماعة على الإظهار.
{مَوْئِلًا}
- قراءة الجمهور (موئلًا) بسكون الواو، وهمزة بعدها مكسورة.
- وقرأ الزهري (مولًا) بتشديد الواو من غير همز ولا ياء.
- وقرأ الحلواني عن أبي جعفر (مولًا) بكسر الواو خفيفة من غير همز ولا ياء.
ولحمزة في الوقف القراءات التالية:
- وبالنقل، أي نقل حركة الهمزة إلى الواو الساكنة قبلها.
- بالإدغام، (مولًا) كذا! كقراءة الزهري المتقدمة.
- بإبدال الهمزة ياء مكسورة على الرسم (مويلًا)، وضعف هذا الوجه ابن الجزري.
وحكيت ثلاثة أوجه أخرى:
- الأول: تسهيل الهمزة بين بين.
- الثاني: إبدال الهمزة ياء ساكنة وكسر الواو قبلها (مويلًا).
- الثالث: إبدالها واوًا بلا إدغام، وهو أضعفها.
وقال صاحب الإتحاف: (وكلها ضعيفة) ). [معجم القراءات: 5/249]

قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - قَوْله {وَجَعَلنَا لمهلكهم موعدا} 59
قَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {لمهلكهم} بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام الثَّانِيَة وفي النَّمْل {مهلك أَهله} 49 مثلهَا
وروى حَفْص عَنهُ {لمهلكهم} و{مهلك} أَهله بِكَسْر اللَّام فيهمَا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لمهلكهم} و{مهلك} بِضَم الْمِيم وَفتح اللَّام). [السبعة في القراءات: 393]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لمهلكهم) وفي النحل بفتح الميم وكسر اللام، حفص يفتحهما حماد، ويحيى، والأعشى، والبرجمي ههنا بضمه وهناك بالفتح). [الغاية في القراءات العشر: 308 - 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لمهلكهم) [59]، وفي النمل [49]: بفتح الميم وكسر اللام حفص بفتحهما المفضل، وأبو بكر إلا البرجمي والأعشى. هنا بالضم، وهناك بالفتح الأعشى، والبرجمي). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (لمهلكهم) بفتح الميم واللام التي بعد الهاء، ومثله في النمل (مهلك أهله)، ومثله قرأهما حفص غير أنه كسر اللام، وقرأهما الباقون بضم الميم وفتح اللام). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {لمهلكهم} (59)، وفي النمل (49): {مهلك أهله}: بفتح الميم واللام.
وحفص: بفتح الميم، وكسر اللام.
[التيسير في القراءات السبع: 350]
والباقون: بضم الميم، وفتح اللام). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (لمهلكهم) وفي النّمل (مهلك أهله) بفتح الميم واللّام وحفص بفتح الميم وكسر اللّام والباقون بضم الميم وفتح اللّام). [تحبير التيسير: 446]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَهْلِكِهِمْ) بفتح الميم وكسر اللام، وفي النمل (مَهْلِكَ أَهْلِهِ) حفص، وهارون غير أبي بكر وبفتحتين فيهما عَاصِم غير هارون، وحفص والأعشى، والبرجمي، الباقون بضم الميم فيهما، وهو الاختيار على المصدر). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([59]- {لِمَهْلِكِهِمْ} هنا، و{مَهْلِكَ} في [النمل: 49] بفتح الميم وكسر اللام: حفص.
بفتحهما: أبو بكر). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (843 - لِمَهْلَكِهِمْ ضَمُّوا وَمَهْلِكَ أَهْلِهِ = سِوى عَاصِمٍ وَالْكَسْرُ فِي الْلاَّمِ عُوِّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([843] لمهلكهم ضموا ومهلك أهله = سوى (عاصم) والكسر في اللام (عـ)ـولا
يقال: هلك يهلك هلاكًا ومهلكا بفتح الميم واللام.
ومهلكا بكسر اللام قليل، لأن مفعلا لا يجيء من فعل إلا قليل، كالمرجع من رجع.
ويجوز أن يكون الهلك بفتح الميم وبكسر اللام لوقت الملاك.
وضم الميم، من: أهلكه يهلكه إهلاكا ومهلكًا.
والمهلك أيضًا: وقت الإهلاك.
ومعنى (عول)، أي جوز؛ يشير بذلك إلى قول من قال: «الفتح أقيس وأكثر وأوسع»). [فتح الوصيد: 2/1072]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([843] لمهلكهم ضموا ومهلك أهله = سوى عاصم والكسر في اللام عولا
ح: (لمهلكهم): مفعول (ضموا)، أي: ميمه، و (مهلك): عطف عليه، (سوى عاصم): استثناء من ضمير الجمع في (ضموا)، (الكسر ... عولا): مبتدأ وخبر، أي: عليه، (في اللام): ظرفه.
[كنز المعاني: 2/399]
ص: قرأ غير عاصم: {وجعلنا لمهلكهم موعدًا} ههنا [59]، و{ما شهدنا مهلك أهله} في النمل [49] بضم الميم مصدر من (أهلك)، وعاصم بفتحها من (هلك)، لكن حفصًا يكسر اللام مصدرًا من (هلك) جاء نادرًا، كـ (المرجع) من (رجع)، أو اسم زمان الهلاك.
فيكون لشعبة: فتح اللام والميم، ولحفص: فتح الميم وكسر اللام، ولغيرهما: ضم الميم وفتح اللام). [كنز المعاني: 2/400]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (843- لِمَهْلَكِهِمْ ضَمُّوا وَمَهْلِكَ أَهْلِهِ،.. سِوى عَاصِمٍ وَالكَسْرُ فِي اللامِ "عُـ"ـوِّلا
يريد ضم الميم في وجعلنا لمهلكهم موعدا: {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} في سورة النمل وكلهم سوى عاصم ضموا الميم وفتحوا اللام؛ لأنه؛ يعني: الإهلاك وفعله أهلك نحو: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ} وعاصم فتح الميم فيكون من الهلاك وفعله هلك، والمصدر مضاف إلى الفاعل وعلى قراءة الضم إلى المفعول، ويجوز أن يكون المفتوح الميم بمعنى المضموم، فقد قيل: إن هلك استعمل لازما ومتعديا نحو رجع ورجعته، وفتح اللام مع فتح الميم قراءة أبي بكر عن عاصم وهي أشيع اللغتين وكسر اللام رواية حفص عن عاصم، ونظيره مرجع ومحيض، والفتح هو الباب والقياس، ومعنى عول جوز؛ أي: عول عليه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/338]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (843 - لمهلكهم ضمّوا ومهلك أهله = سوى عاصم والكسر في اللّام عوّلا
قوله تعالى هنا: وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً، وفي سورة النمل ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ. قرأ السبعة إلا عاصما بضم الميم في الموضعين، وقرأ عاصم بفتحها فيهما. وقرأ حفص بكسر اللام في الموضعين وغيره بفتحها فيهما. فيتحصل: أن شعبة يقرأ بفتح الميم واللام، وأن حفصا يقرأ بفتح الميم وكسر اللام، وأن الباقين يقرءون بضم الميم وفتح اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِمَهْلِكِهِمْ هُنَا، وَفِي النَّمْلِ مَهْلِكَ أَهْلِهِ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَاللَّامِ الَّتِي بَعْدَ الْهَاءِ فِيهِمَا، وَرَوَى حَفْصٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم {لمهلكهم} هنا [59]، و{مهلك أهله} في النمل [49] بفتح الميم، والباقون بضمها، وروى حفص بكسر اللام فيهما، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (750- .... .... .... .... = مهلك مع نمل افتح الضّمّ ندا
[طيبة النشر: 83]
751 - واللاّم فاكسر عد .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (مهلك) يريد أنه قرأ قوله تعالى «لمهلكهم» هنا، و «مهلك أهله» في النمل بفتح الميم عاصم، والباقون بضمها وكسر اللام فيهما حفص كما سيأتي في أول البيت الآتي بعد، والباقون بفتحهما؛ فحفص بفتح الميم وكسر اللام، وأبو بكر بفتح الميم، واللام، والباقون بضم الميم وفتح اللام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو نون (ندا) عاصم وجعلنا لمهلكهم موعدا [59] وما شهدنا مهلك أهله بالنمل [49]، بفتح الميم مصدر «هلك» أو اسم زمان منه [أي]: لهلاكهم؛ كمشهد وهو [مصدر] مضاف للفاعل أو المفعول عند معدّيه بنفسه وهم التميميون.
والباقون بضم الميم على جعله مصدرا ميميّا لـ «أهلك» مضافا للمفعول كمخرج أو اسم زمان منه، أي: جعلنا لإهلاكهم، وما شهدنا إهلاك [أهله]، أو لوقت على حد
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/432]
أهلكنهم لمّا ظلموا [59].
ثم ذكر مذهب حفص فقال:
ص:
واللّام فاكسر (ع) د وغيب يغرقا = والضّمّ والكسر افتحن (فتى) (ر) قا
وعنهم ارفع أهلها وامدد وخفّ = زاكية (حبر) (مدا) (غ) ث و(ص) رف
ش: أي: كسر خفض اللام من مهلك ولمهلكهم [النمل: 49، الكهف: 59].
مع فتح الميم على جعله مصدرا، أو اسم زمان من (هلك) على غير قياسه ك «المرجع» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لمهلكهم" [الآية: 59] هنا و"مَهْلِكَ أَهْلِه" [بالنمل الآية: 49] فأبو بكر بفتح الميم واللام التي بعد الهاء فيهما مصدر هلك أو اسم زمان منه أي: لهلاكهم، كمشهد وهو مضاف للفاعل أو المفعول عنده معديه بنفسه، وهم التميميون على حد ليهلك من هلك، قاله الجعبري وتبعه النويري وغيره،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللام فيهما مصدرا أو اسم زمان من هلك على غير قياسه كمرجع، والباقون بضم الميم وفتح اللام فيهما على جعله مصدرا ميميما لأهلك مضافا للمفعول كمخرج أو اسم زمان منه أي: لإهلاكهم وما شهدنا إهلاك أهله أو لوقته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لمهلكهم} قرأ شعبة بفتح الميم واللام الثانية، وحفص بفتح الميم، وكسر اللام، والباقون بضم الميم، وفتح اللام). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
{الْقُرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{ظَلَمُوا}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش، انظر الآية/25 من سورة الأنفال.
{لِمَهْلِكِهِمْ}
- قرأ حفص عن عاصم (لمهلكهم) بفتح الميم وكسر اللام الثانية، وهو مصدر أو اسم زمان من (هلك).
قال النحاس:
(وأجاز الكسائي والفراء (لمهلكهم) بفتح الميم وكسر اللام، قال الكسائي: وهو أحب إليَّ؛ لأنه من يهلك).
وقال العكبري:
(... وهو مصدر أيضًا، ويجوز أن يكون زمانًا، وهو مضاف إلى الفاعل، ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال: هلكته أهلكه).
[معجم القراءات: 5/250]
- وقرأ عاصم في رواية حماد ويحيى عن أبي بكر، والمفضل وهارون و[حفص: كذا عند أبي حيان]: (لمهلكهم) بفتح الميم واللام، مصدر (هلك)، أو اسم زمان منه.
قال مكي:
(وحجة من فتح الميم واللام أنه جعله مصدرًا من (هلك)، وعداه.
حكي أن بني تميم يقولون: هلكني الله...، ويكون مضافًا إلى المفعول...، فأما من لم يجز تعدية (هلك) إلى مفعول فإنه يكون مضافًا إلى الفاعل، كأنه قال: وجعلنا لهلاكنا إياهم موعدًا، ومن جعله متعديًا يكون تقديره: وجعلنا لإهلاكنا إياهم موعدًا.
والمصدر في الأصل من فعل يفعل يأتي على (مفعل)؛ فلذلك كان (مهلك) مصدرًا من (هلك).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والأعشى والبرجمي عن أبي بكر (لمهلكهم) بضم الميم وفتح اللام الثانية.
وهو مصدر ميمي من (أهلك).
قال مكي:
(وحجة من ضم الميم وفتح اللام أنه جعله مصدرًا لـ(أهلك يهلك)، فهو بابه، وهو متعد بلا شك، فهو مضاف إلى المفعول به لا غير، تقدير: وجعلناه لإهلاكهم موعدًا، لا يتجاوزونه، وضم الميم هو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه) ). [معجم القراءات: 5/251]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:09 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (60) إلى الآية (64) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "لفتيه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
{مُوسَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن أبي عمرو وورش والأزرق.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا، انظر الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{لِفَتَاهُ}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{لَا أَبْرَحُ حَتَّى}
- إدغام الحاء في الحاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
{مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ}
- قراءة الجمهور (مجمع)، وهو اسم مكان على وزن (مفعل)، وهذا قياسه من (فعل، يفعل) بضم العين في المضارع وفتحها.
- وقرأ الضحاك وعبد الله بن عبيد بن مسلم بن يسار (مجمع) بكسر الميم الثانية، اسم مكان على وزن (مفعل)، وقياسه على (مفعل) غير أنه جاء على باب المشرق والمغرب وما ماثلهما مما خرم القياس.
قال الفراء:
(... فإذ كان يفعل، مفتوح العين آثرت العرب فتحها في مفعل، اسمًا كان أو مصدرًا، وربما كسروا العين في مفعل إذا أرادوا به
[معجم القراءات: 5/252]
الاسم، منهم من قال: (مجمع البحرين) وهو القياس، وإن كان قليلًا..).
وقرأ النضر عن ابن مسلم (مجمع) بكسر الميمين: الأولى والثانية.
ولعل كسر الأولى إنما جاء من باب الإتباع للثانية، قال أبو حيان: (وهو شاذ، وقياسه من يفعل فتح الميم كقراءة الجمهور).
{حُقُبًا}
- قراءة الجمهور (حقبًا) بضم الحاء والقاف، وهو الدهر، وقالوا: هو ثمانون سنة، وجمعه أحقاب، وذهب الفراء إلى أنه بضمتين لغة قيس.
- وقرأ الحسن والضحاك والأعمش وأبو رزين وأبو مجلز وقتادة والجحدري وابن يعمر (حقبًا) بإسكان القاف، وجمعه: حقاب.
وفي حاشية الجمل:
(فيجوز أن يكون تخفيفًا، وأن يكون لغة مستقلة) ). [معجم القراءات: 5/253]

قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
{مَجْمَعَ}
- قرأ عبد الله بن مسلم (مجمع) بكسر الميم الثانية.
{فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الذال في السين، وعنهما الإظهار.
- والجماعة على إظهار الذال). [معجم القراءات: 5/253]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)}
{قَالَ لِفَتَاهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 5/253]
- والباقون على الإظهار.
{لِفَتَاهُ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/60 من هذه السورة.
{مِنْ سَفَرِنَا}
- قراءة الجماعة (من سفرنا) بفتح السين والفاء.
- وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير (من سفرنا) بسكون الفاء.
{نَصَبًا}
- قراءة الجمهور (نصبًا) بفتحتين.
- وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير (نصبًا) بضمتين.
قال أبو حيان: (قال صاحب اللوامح: وهي إحدى اللغات الأربع التي فيها).
قلت اللغات الأربع هي: نصب، ونصب، ونصب، ونصب). [معجم القراءات: 5/254]

قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - قَوْله {وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان} 63
قَرَأَ الكسائي وَحده (وَمَا أنسنيه) ممالة السِّين وَكلهمْ فتحهَا غَيره
وَحَفْص عَن عَاصِم (أنسنيه) بِضَم الْهَاء وفي سُورَة الْفَتْح (بِمَا عهد عَلَيْهِ الله) 10 بِضَم الْهَاء
وَأَبُو بكر عَن عَاصِم (أنسنيه) بِكَسْر الْهَاء (وَبِمَا عهد عَلَيْهِ) بِكَسْر الْهَاء أَيْضا
الْبَاقُونَ يكسرون الْهَاء من غير بُلُوغ يَاء إِلَّا ابْن كثير فَإِنَّهُ يثبت الْيَاء في الْوَصْل بعد الْهَاء (أنسنيه) ). [السبعة في القراءات: 393 - 394]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أنسانيه) و(عليه الله) بضم الهاء حفص). [الغاية في القراءات العشر: 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنسانيه) [63]، و(عليه الله) [الفتح: 10]: برفع الهاء سلام، وحفص، زاد سلام حيث جاء). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرا حفص و(ما أنسانيه) بضم الهاء، وباقي القراء على أصولهم، وأمال الكسائي وحده). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {وما أنسانيه إلا} (63)، وفي الفتح (10)والباقون: {عليه الله}: بضم الهاء فيهما في الوصل.
والباقون: بكسر الهاء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (وما أنسانيه إلّا) هنا وفي الفتح (عليه اللّه) بضم الهاء فيهما في الوصل، والباقون بكسرها فيهما). [تحبير التيسير: 446]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([63]- {أَنْسَانِيهُ}، و{عَلَيْهُ اللَّهَ} [الفتح: 10] بضم الهاء: حفص). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (844 - وَهَا كَسْرِ أَنْسَانِيهِ ضُمَّ لِحَفْصِهِمْ = وَمَعْهُ عَلَيْهِ اللهَ فِي الْفَتْحِ وَصَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([844] وها كسر أنسانيه ضم لـ(حفصهم) = ومعه عليه الله في الفتح وصلا
ضم الهاء هو الأصل. وقراءته جمعت بين اللغات، لأنه ضم الهاء هاهنا بغير صلة، ووصلها بياء في قوله تعالى: فيهي مهانا.
وقرأ كسائر القراء في ما سوى ذلك.
[فتح الوصيد: 2/1072]
وله من الحجة، أن سكون الياء من {أنسنيه} عارض. ففي ضم الهاء، نظر إلى الفتحة التي هي حركة الياء في الأصل.
وأما {عليه الله}، فللإشعار بجواز الضم في الهاء، وإن كانت قبلها ياء ساكنة، لأنها منقلبة عن ألف.
ووصل بفتح الواو، معناه: وصل حفص {عليه الله} بـ {أنسنیه}.
ووصل بضم الواو، أي وصل الذي في الفتح بـ{أنسنيه}، على البناء لما لم يسم فاعله). [فتح الوصيد: 2/1073]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([844] وها كسر أنسانيه ضم لحفصهم = ومعه عليه الله في الفتح وصلا
ح: (ها): مفعول (ضم)، أضيف إلى (كسر أنسانيه)، لوجود الكسر فيه، أو من باب القلب، أي: كسر هاء (أنسانيه): ضم، و (ضم): أمرٌ، (لحفصهم): حال، أي: كائنًا له، الهاء في (معه): لـ (أنسانيه)، (عليه الله): مفعول (وصلا)، (حفصٌ): فاعله.
ص: قرأ حفص: {وما أنسانيه إلا الشيطان} هنا [63] و{بما عاهد عليه الله} في الفتح [10]، بضم هاء الضمير على الأصل كما مر أن الضم هو الأصل في هاء الكناية،
[كنز المعاني: 2/400]
والباقون: بالكسر فيهما لأجل الياء والكسر قبلها، نحو: {فيه} و{به} [البقرة: 2، 22]). [كنز المعاني: 2/401]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (844- وَهَا كَسْرِ أَنْسَانِيهِ ضُمَّ لِحَفْصِهِمْ،.. وَمَعْهُ عَلَيْهِ اللهَ فِي الْفَتْحِ وَصَّلا
أضاف ها إلى الكسر لما كان الكسر فيها وقصرها ضرورة ويجوز أن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/338]
يكون من باب القلب لأمن الإلباس أراد وكسر هاء: "أَنْسَانِيهُ" ضم والضم هو الأصل في هاء الضمير على ما سبق تقريره في باب هاء الكناية وهذا حكم من أحكام ذلك الباب، ومثله ما يأتي في أول طه: {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا}، ووجه الكسر فيهما مجاورة الهاء للياء الساكنة والكسرة: نحو "فيه"، و"به"، وقوله: في آخر البيت وصلا ذكره الشيخ بفتح الواو والصاد؛ أي: وصله حفص بما قبله وبضم الواو وكسر الصاد؛ أي: وصل ذلك ونقل له). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (844 - وها كسر أنسانيه ضمّ لحفصهم = ومعه عليه الله في الفتح وصّلا
قرأ حفص بضم كسر الهاء في: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ هنا. وفي عَلَيْهُ في:
وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ في سورة الفتح. وقرأ غيره بكسر الهاء في الموضعين. وقوله (وها كسر أنسانيه) أضاف ها إلى الكسر باعتبار أن الكسر فيها. ويجوز أن يكون من باب القلب لأمن اللبس، والتقدير: وكسر هاء أَنْسانِيهُ ضم وهو الظاهر). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَنْسَانِيهُ لِحَفْصٍ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَتُهُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أنسانيه} [63] ذكر لحفص). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم وما أنسنيه [63] في الكناية، وإمالته في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر، وللأزرق وجه ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي، وحققها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أنسانيه" [الآية: 63] الكسائي فقط، وقلله الأزرق بخلفه ووصل الهاء ابن كثير بياء على قاعدته وضم الهاء حفص من غير صلة وصلا، وكذا ضم هاء عليه الله بالفتح، والباقون بالكسر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايت} [63] قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وتمد طويلاً للساكن بعدها، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها.
فإن وقف عليه فليس فيه لورش إلا التسهيل، ويسقط وجه البدل لأنه يلزم عليه اجتماع ثلاثة سواكن ظواهر، وهو غير موجود في كلام العرب، وليس هذا كالوقف على المشدد، وهو ظاهر). [غيث النفع: 823]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنسانيه} قرأ حفص بضم الهاء من غير صلة وصلا، والباقون بكسرها، ولا يخفى إجراء المكي على أصله من الصلة). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}
{أَرَأَيْتَ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وقالون والأصبهاني بتسهيل الهمزة الثانية.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الثانية.
وللأزرق وورش وجهان:
الأول: التسهيل كالقراءة السابقة في الوقف.
الثاني: إبدال الهمزة حرف مد محضًا مع المد المشبع للساكنين، وهذا في حالة الوصل (أرايت).
[معجم القراءات: 5/254]
ويمتنع عندهما الإبدال في حالة الوقف لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر، وهذا لا وجود له في كلام العرب.
- وقرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية (أريت).
- وقراءة الجماعة بالهمز (أرأيت).
{إِذْ أَوَيْنَا}
- قراءة ورش في الوصل (إذ وينا) بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى الساكن قبلها، ثم حذف الهمزة.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ}
- قرا الكسائي بإمالة الألف.
- وقرا الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا}
- قرأ حفص عن عاصم (وما أنسانيه إلا) بضم الهاء مختلسة؛ لأن الأصل في حركة الهاء الضم.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف (وما أنسانيه إلا) بكسر الهاء؛ وذلك لأن ما قبلها ياء، فحركتها من جنس ما قبلها.
[معجم القراءات: 5/255]
- وقرأ ابن كثير في حالة الوصل (وما أنسانيهي إلا) بإشباع الكسر على أصله حتى يبلغ الياء.
- وقرأ الكسائي (.. أنسانيه) بإمالة السين والألف مع كسر الهاء.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود، وكذا جاء في مصحفه، (وما أنسانيه أن أذكره إلا الشيطان)، على التقديم والتأخير.
- وذكر الزمخشري عن ابن مسعود أنه قرأ (أن أذكركه) كذا! ولكنه عند الزمخشري من غير ضبط لحركة الهمزة والذال والكاف، وأرى أنه لا يصح إلا بالصورة التي أثبتها.
- وجاءت قراءة ابن مسعود عند البيضاوي والشهاب، وابن عطية (أن أذكر له) من غير ضبط، بالحركات، وبعد الفعل (له) بينما المثبت عند الزمخشري هو ضمير النصب الكاف!!
والبيضاوي ينقل عن الزمخشري حرفًا حرفًا فهل هما قراءتان؟ أم وقع التحريف في إحداهما؟ الله أعلم بذلك!!
وذكر ابن عطية أنها جاءت كذلك في مصحفه.
{وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ}
- تقدم في الآية السابقة/16.
- قراءة الجماعة (واتخذ سبيله) بإظهار الذال.
[معجم القراءات: 5/256]
- ثم قراءة إدغام الذال في السين عن أبي عمرو ويعقوب.
- وقرأ أبو حيوة (واتخاذ سبيله) كذا على المصدر، وهو معطوف على الضمير المنصوب من (أن أذكره) ). [معجم القراءات: 5/257]

قوله تعالى: {قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "نبغ" وصلا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نبغ} [64] قرأ نافع وبصري وعلي بإثبات ياء بعد الغين وصلاً لا وقفًا، والمكي بإثباتها في الحالين، والباقون بالحذف كذلك). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}
{نَبْغِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر والأعمش واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل دون الوقف مراعاةً للأصل والرسم (نبغي).
وقرأ ابن كثير في رواية ابن فليح ويعقوب وسهل وهشام بخلاف عنه وابن محيصن بإثبات الياء في الحالين، وهي لغة الحجازيين (نبغي).
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وابن ذكوان (نبغ) بغير ياء في الحالين: الوصل والوقف، وهي لغة هذيل.
قال أبو حيان:
(وقرئ: نبغ بغير ياء في الوصل، وإثباتها أحسن..، وأما الوقف فالأكثر فيه طرح الياء إتباعًا لرسم المصحف..).
[معجم القراءات: 5/257]
وقال ابن جني:
(فحذف الياء في هذا ونحوه في الوقف إنما هو لرؤوس الآي، وتشبيههم إياها بالقوافي).
وقال الفراء:
(... كتبت بحذف الياء، فالوجه فيها أن تثبت الياء إذا وصلت، وتحذفها إذا وقفت، والوجه الآخر أن تحذفها في القطع والوصل، قرأ بذلك حمزة وهو جائز).
وقال الزجاج:
(الأكثر في الوقف (نبغ) على اتباع المصحف، وبعد (نبغ) آية، ويجوز، وهو أحسن في العربية، (ذلك ما كنا نبغي) في الوقف، أما الوصل فالأحسن فيه (نبغي) بإثبات الياء، وهذا مذهب أبي عمرو، وهو أقوى في العربية).
وقال أبو بكر محمد بن الأنباري: (وكان الكسائي يثبت الياء في الوصل ويحذفها في الوقف، قال الفراء:
فسألت الكسائي عن ذلك فقال: أستجيز أن احذف الياء في السكت؛ لأن المسكوت عليه مجزوم، فاستجزت الحذف للجزم، فإذا وصلت كان في موضع رفع فأثبتها).
{عَلَى آثَارِهِمَا}
- أمال الألف الدوري عن الكسائي وأبو عمرو، وكذا ابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 5/258]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:11 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (65) إلى الآية (70) ]

{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}

قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}
{لَدُنَّا عِلْمًا}
- قراءة الجماعة (من لدنا)، بضم الدال وتشديد النون.
- وكان أبو بكر عن عاصم يشم الدال شيئًا من الضم، واختلف في هذا عن يحيى.
- وقرأ أبو زيد عن أبي عمرو (من لدنا) بتخفيف النون، وهي لغة في (لدن)، بل هي الأصل). [معجم القراءات: 5/259]

قوله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {مِمَّا علمت رشدا} 66
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {مِمَّا علمت رشدا} مَضْمُومَة الرَّاء سَاكِنة الشين
وَقَرَأَ ابْن عَامر {رشدا} مَضْمُومَة الرَّاء والشين
هَكَذَا في كتابي عَن أَحْمد بن يُوسُف عَن ابْن ذكْوَان
وَرَأَيْت في كتاب مُوسَى بن مُوسَى عَن ابْن ذكْوَان {رشدا} خَفِيفَة
وَقَالَ هِشَام بن عمار بأسناده عَن ابْن عَامر {رشدا} خَفِيفَة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {رشدا} مَفْتُوحَة الرَّاء والشين). [السبعة في القراءات: 394]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رشدا) بفتح الراء والشين أبو عمرو، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رشدًا) [66]: بفتحتين أبو عمرو، وسلام، ويعقوب، وقاسم). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (رشدًا) بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {مما علمت رشدا} (66): بفتح الراء والشين.
والباقون: بضم الراء، وإسكان الشين). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو ويعقوب: (ممّا علمت رشدا) بفتح الرّاء والشين، والباقون بضم الرّاء وإسكان الشين) ). [تحبير التيسير: 446]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُشْدًا) مضى). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {رُشْدًا} بفتحتين: أبو عمرو). [الإقناع: 2/690]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِ الشِّينِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْمَوْضِعَيْنِ
[النشر في القراءات العشر: 2/311]
الْمُتَقَدِّمَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُمَا وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، وَلِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا أَنَّهُمَا بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَدْ سُئِلَ الْإِمَامُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: الرُّشْدُ بِالضَّمِّ هُوَ الصَّلَاحُ وَبِالْفَتْحِ هُوَ الْعِلْمُ، وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا طَلَبَ مِنَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْعِلْمَ، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْحُسْنِ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا كَيْفَ أُجْمِعَ عَلَى فَتْحِهِ؟ وَلَكِنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ اللُّغَةِ عَلَى أَنَّ الْفَتْحَ وَالضَّمَّ فِي الرُّشْدِ وَالرَّشَدِ لُغَتَانِ كَالْبُخْلِ وَالْبَخَلِ وَالسُّقْمِ وَالسَّقَمِ وَالْحُزْنِ وَالْحَزَنِ فَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ الِاتِّفَاقُ عَلَى فَتْحِ الْحَرْفَيْنِ الْأَوَّلِينَ لِمُنَاسِبَةِ رُءُوسِ الْآيِ وَمُوَازَنَتِهَا لِمَا قَبْلُ، وَلِمَا بَعْدُ نَحْوَ عَجَبًا وَعَدَدًا وَأَحَدًا بِخِلَافِ الثَّالِثِ فَإِنَّهُ وَقَعَ قَبْلَهُ عِلْمًا، وَبَعْدَهُ صَبْرًا فَمَنْ سَكَّنَ فَلِلْمُنَاسِبَةِ أَيْضًا، وَمَنْ فَتَحَ فَإِلْحَاقًا بِالنَّظِيرِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/312]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان {مما علمت رشدًا} [66] بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبتها" في "تعلمن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا" [الآية: 66] فأبو عمرو ويعقوب بفتح الراء والشين وافقهما الحسن واليزيدي، والباقون بضم الراء وسكون الشين، ومر بالأعراف أنهما لغتان كالبخل والبخل، وخرج بالقيد: هيئ لنا من أمرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا، المتفق على
[إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
الفتح فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعلمن} [66] قرأ نافع وبصري بزيادة ياء بعد النون وصلاً لا وقفًا، والمكي بزيادتها مطلقًا، والباقون بحذفها مطلقًا). [غيث النفع: 823]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {علمت رشدا} قرأ البصري بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين، لغتان، ولا خلاف بينهم في الموضعين المتقدمين وهما {من أمرنا رشدا} ولا {لأقرب من هذا رشدا} أنهما بفتح الراء والشين). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)}
{قَالَ لَهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على إظهار اللام.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/60 من هذه السورة.
{عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ}
- قرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف.
- وأثبت الياء في الحالين ابن كثير ويعقوب وابن محيصن (... أن تعلمني).
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم بحذف الياء في الحالين (أن تعلمن) وهو الموافق للرسم.
{رُشْدًا}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وهشام بن عمار عن
[معجم القراءات: 5/259]
ابن عامر، وأبو جعفر والأعمش (رشدًا)، بضم الراء وسكون الشين على التخفيف.
- وقرأ ابن عامر وكذا جاءت رواية يحيى بن الحارث عنه، وابن مجاهد والنقاش عن ابن ذكوان، وابن عباس (رشدًا)، بضمتين مثقلًا على إتباع الثاني الأول.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن والزهري وأبو بحرية وابن محيصن وابن مناذر ويعقوب وأبو عبيد (رشدًا) بفتحتين، وهو مصدر.
وتقدم مثل هذه القراءات في الآية/146 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 5/260]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "معي صبرا" في الثلاثة حفص وحده، وسكنها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معي صبرا} الثلاثة قرأ حفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- قرأ حفص عن عاصم (معي صبرًا)، بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (معي صبرًا) بسكون الياء). [معجم القراءات: 5/260]

قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "خبرا" معا بضم الباء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)}
{تَصْبِرُ}
- ترقيق الراء وتفخيمها عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 5/260]
- والباقون على تفخيمها.
{خُبْرًا}
- قراءة الجماعة (خبرًا) بسكون الباء.
- وقرأ الحسن وابن هرمز (خبرًا)، بضم الباء مثقلًا، وهو من إتباع الثاني للأول). [معجم القراءات: 5/261]

قوله تعالى: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "ستجدني إن شاء الله" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ستجدني إن} [68] قرا نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}
{سَتَجِدُنِي إِنْ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (ستجدني إن...)، بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب (ستجدني إن...) بسكون الياء.
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{صَابِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{أَمْرًا}
- اختلف فيه عن الأزرق وورش، فرقق الراء جماعة عنهما، وفخمها آخرون.
- والجمهور على تفخيم الراء في الحالين). [معجم القراءات: 5/261]

قوله تعالى: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فَلَا تَسْأَلنِي عَن شَيْء} 70
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (فَلَا تسئلني) سَاكِنة اللَّام
وَقَرَأَ نَافِع (فَلَا تسئلني) مُشَدّدَة النُّون
وَقَرَأَ ابْن عَامر (فَلَا تسئلن) اللَّام متحركة وَالنُّون مَكْسُورَة بِغَيْر يَاء
وَقَالَ هِشَام عَنهُ (فَلَا تسئلني) بتاء مُشَدّدَة النُّون). [السبعة في القراءات: 394 - 395]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فلا تسئلني) مشددة النون مدني، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فلا تسئلني) [70]: بفتح اللام وتشديد النون مدني، ودمشقي. بحذف الياء أبو بشر). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (فلا تسئلني) بفتح اللام وتشديد النون، وقرأ الباقون
[التبصرة: 261]
بإسكان اللام وتخفيف النون، وكلهم أثبتوا الياء في الوصل والوقف إلا ما روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش وغيره أنه حذف الياء في الوصل والوقف، والمشهور عنه الإثبات مثل الجماعة). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {فلا تسألني} (70): بفتح اللام، وتشديد النون.
والباقون: بإسكان اللام، وتخفيف النون). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (فلا تسألني) بفتح اللّام وتشديد النّون، والباقون بإسكان اللّام وتخفيف النّون). [تحبير التيسير: 446]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([70]- {فَلا تَسْأَلْنِي} بفتح اللام وتشديد النون: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/690]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا تَسْأَلْنِي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى إِثْبَاتِ الْيَاءِ بَعْدَ النُّونِ فِي الْحَالَيْنِ إِلَّا مَا اخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، فَرَوَى الْحَذْفَ عَنْهُ فِي الْحَالَيْنِ جَمَاعَةٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَخْفَشِ،، وَمِنْ طَرِيقِ الصُّورِيِّ، وَقَدْ أَطْلَقَ لَهُ الْخِلَافَ صَاحِبُ التَّيْسِيرِ، وَنَصَّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ أَنَّهُ قَرَأَ بِالْحَذْفِ وَالْإِثْبَاتِ جَمِيعًا عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ وَبِالْإِثْبَاتِ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَعَلَى الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَهِيَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ، وَقَدْ نَصَّ الْأَخْفَشُ فِي كِتَابِهِ الْعَامِّ عَلَى إِثْبَاتِهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَفِي الْخَاصِّ عَلَى حَذْفِهَا فِيهِمَا، وَرَوَى زَيْدٌ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ حَذْفَهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ دَاوُدَ وَمُضَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَرَوَى الْإِثْبَاتَ عَنْهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ فِي الْمُبْهِجِ غَيْرُهُ، وَكَذَلِكَ فِي الْعُنْوَانِ، وَقَالَ فِي الْهِدَايَةِ: رُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ حَذْفُهَا فِي الْحَالَيْنِ وَإِثْبَاتُهَا فِي الْوَصْلِ خَاصَّةً، وَقَالَ فِي التَّبْصِرَةِ: كُلُّهُمْ أَثْبَتَ الْيَاءَ فِي الْحَالَيْنِ إِلَّا مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ أَنَّهُ حَذَفَ فِي الْحَالَيْنِ وَالْمَشْهُورُ الْإِثْبَاتُ كَالْجَمَاعَةِ، وَالْوَجْهَانِ
[النشر في القراءات العشر: 2/312]
جَمِيعًا فِي الْكَافِي وَالتَّلْخِيصِ، وَالشَّاطِبِيَّةِ، وَغَيْرِهَا. وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ الْحَذْفَ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ، وَرَوَاهُ الشَّهْرُزُورِيُّ مِنْ طَرِيقِ التَّغْلِبِيِّ عَنْهُ، وَرَوَى آخَرُونَ الْحَذْفَ فِيهَا مِنْ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ، وَهُوَ وَهْمٌ بِلَا شَكٍّ انْقَلَبَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَالْحَذْفُ وَالْإِثْبَاتُ كِلَاهُمَا صَحِيحٌ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ نَصًّا وَأَدَاءً، وَوَجْهُ الْحَذْفِ حَمْلُ الرَّسْمِ عَلَى الزِّيَادَةِ تَجَاوُزًا فِي حُرُوفِ الْمَدِّ كَمَا قُرِئَ وَثَمُودَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَوُقِفَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَكَذَلِكَ السَّبِيلَا وَالظُّنُونَا وَالرَّسُولَا، وَغَيْرُهَا. مِمَّا كُتِبَ رَسْمًا وَقُرِئَ بِحَذْفِهِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ الصَّحِيحَةِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَعْدُودًا مِنْ مُخَالَفَةِ الرَّسْمِ كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ أَوَّلَ الْكِتَابِ، وَفِي مَوَاضِعَ مِنَ الْكِتَابِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {فلا تسئلني} [70] بفتح اللام وتشديد النون، الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون، واختلف عن ابن ذكوان في حذف يائها في الحالين، والباقون بإثباتها فيهما كما هي في المصاحف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "فَلا تَسْأَلْنِي" [الآية: 70] نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون، والأصل تسألنني حذفت نون الوقاية لاجتماع النونات وكسرت الشديدة للياء، والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون على أن النون للوقاية، واتفقوا على إثبات الياء بعد النون في الحالين إلا ما روي عن ابن ذكوان من الخلف، فروى الحذف عنه في الحالين جماعة من طريقيه حملا للرسم على الزيادة تجاوزا للرسم في حروف المد، ونص في جامع البيان على أنه قرأ بالحذف والإثبات على ابن غلبون وبالإثبات على فارس، وعلى الفارسي عن النقاش عن الأخفش وهي طريق التيسير، وقد ذكر بعضهم الحذف في الوصل فقط، والمشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين كما في التبصرة وغيرها،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
والوجهان في الشاطبية والكافي وغيرهما قال في النشر: والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصا وأداء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك، والجمهور على تفخيمه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلا تسئلني} [70] قرأ نافع والشامي بفتح اللام، وتشديد النون، والباقون بإسكان اللام، وتخفيف النون.
ولا خلاف بينهم في إثبات الياء بعد النون وصلاً ووقفًا، تبعًا للرسم، إلا ابن ذكوان فاختلف عنه، فروى عنه إثباتها كالجماعة، وروى عنه حذفها في الحالين، وليست من الزوائد كما قد يتوهم). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
{فَلَا تَسْأَلْنِي}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب
[معجم القراءات: 5/261]
(فلا تسألني)، بالهمزة وسكون اللام وتخفيف النون، وهي نون الوقاية.
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وهشام (فلا تسألني)، بفتح اللام وتشديد النون، والأصل: تسألنني، حذفت نون الوقاية لاجتماع ثلاثة نونات، وكسرت الشديدة الباقية للياء.
- وقرأ أبو جعفر وكردم عن نافع (فلا تسلني)، بفتح السين واللام من غير همز، مشدد النون.
فقد ألقى حركة الهمزة وهي الفتحة على السين الساكنة، ثم حذف الهمز.
- وقرأ العجمي عن ابن عامر (فلا تسألن) بالنون المشددة المفتوحة، من غير ياء.
حكم الياء في والوقف والوصل:
- كلهم أثبت الياء في الوقف والوصل اتباعًا للرسم؛ لأنها مثبتة في جميع المصاحف.
[معجم القراءات: 5/262]
- وقرأ يحيى بن سليمان عن أبي بكر عن عاصم (تسألن) بغير ياء في الحالين. وكذا عن الصفراوي.
- وعن ابن عامر خلاف غريب:
فقد روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش والصوري، بحذف الياء في الحالين: (فلا تسألن)، وذكرها بعضهم عن زيد عن الداجوني، والداجوني عن هشام وجاءت الرواية عنه أيضًا بالحذف والإثبات، كما ذكروا الحذف في الوصل فقط.
قال بن الجزري:
(والمشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين...، والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصًا وأداءً).
وقال الرعيني:
(والأشهر عن ابن ذكوان إثباتها في الحالين، وبالوجهين قرأت له).
وقال ابن مهران:
(ولم يختلفوا في إثبات الياء فيه وصلًا ووقفًا، لأنها مثبتة في جميع المصاحف، وذكر بعضهم لابن عامر بحذف الياء، وهو غلط لأنني قرأته بالشام بإثبات الياء، وتأملته في مصاحفهم العتيقة فرأيته مكتوبًا بالياء).
وقال مكي:
(وكلهم أثبت الياء في الوصل والوقف، إلا ما روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش وغيره أنه حذف الياء في الوقف والوصل، والمشهور عنه إثبات الياء في الحالين كالجماعة).
وقال أبو حيان:
[معجم القراءات: 5/263]
(وعن ابن عامر في حذف الياء خلاف غريب).
{عَنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106.
{ذِكْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/264]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (71) إلى الآية (77) ]

{فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء وَرفع الْأَهْل ونصبهم من قَوْله {لتغرق أَهلهَا} 71
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم {لتغرق أَهلهَا} بِالتَّاءِ {أَهلهَا} نصبا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ليغرق أَهلهَا) بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة {أَهلهَا} رفعا). [السبعة في القراءات: 395]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ليغرق) بفتح الياء (أهلها) رفع كوفي، - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ليغرق) [71]: بالياء، (أهلها) [71]: رفع: كوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/808]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ليغرق) بياء مفتوحة وفتح الراء، (أهلها) بالرفع، وقرأ الباقون (لتغرق) بتاء مضمومة وكسر الراء ونصب الأهل). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ليغرق} (71): بالياء مفتوحة، وفتح الراء. {أهلها} برفع اللام.
والباقون: بالتاء مضمومة، وكسر الراء، ونصب اللام). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ليغرق) بالياء مفتوحة وفتح الرّاء، (أهلها) برفع اللّام، والباقون بالتّاء مضمومة وكسر الرّاء ونصب اللّام). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيَغْرَقَ) بالياء وفتحها وفتح الراء (أَهْلُهَا) رفع الزَّعْفَرَانِيّ، والحسن رواية ابن راشد، وكوفي غير عَاصِم، الباقون بالتاء وضمها وكسر الراء (أَهْلَهَا) نصب غير ابْن مِقْسَمٍ، والحسن رواية ابن أرقم بفتح الغين مع التشديد، والاختيار ما عليه نافع على أن العتاب على فعل الخضر). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([71]- {لِتُغْرِقَ} بالياء {أَهْلَهَا} رفع: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (845 - لِتُغْرِق فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ غَيْبَةً = وَقُلْ أَهْلَهَا بِالرَّفْعِ رَاوِيهِ فَصَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([845] لتغرق فتح الضم والكسر غيبة = وقل أهلها بالرفع (ر)اويه (فـ)ـصلا
{ليغرق أهلها}، كقولك: ليموت زيدٌ.
و{لتغرق}، على خطاب الخضر.
وقوله: (وقل أهلها بالرفع راويه فصلا)، أي بين؛ لأن ذلك بيان أن اللام في القراءتين لام العاقبة، أي لتكون عاقبة أهلها الغرق، لأن الخضر عليه السلام، ما قصد إغراق أهلها. وهذا ظاهر في قراءة الرفع.
فلما علم ذلك من هذه القراءة، حمل المعنى في قراءة الخطاب على ذلك، فيكون {لتغرق} بالتاء على هذا، كما قال عز وجل: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا}، أي: لتكون العاقبة لذلك). [فتح الوصيد: 2/1073]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([845] لتغرق فتح الضم والكسر غيبة = وقل أهلها بالرفع راويه فصلا
ح: (فتح الضم): خبر (لتغرق)، أي: مفتوح الضم، (غيبةً): حال، أي: ذا غيبة، (أهلها): مبتدأ، (راويه): مبتدأ ثانٍ، (فصلا): خبره، والجملة: خبر المبتدأ الأول، والمجموع: مقول القول.
ص: قرأ الكسائي وحمزة: {أخرقتها ليغرق أهلها} [71] بالفتح في موضع الضم والكسر مع غيبة الفعل، يعني: جعلا التاء ياءً، ثم فتحا الياء والراء، على وزن (يذهب)، وبرفع {أهلها} على الفاعلية، والباقون: (لتغرق أهلها} بالتاء المضمومة والراء المكسورة على إسناده إلى المخاطب، ونصب (الأهل) على المفعول به.
ومعنى (راويه فصلا): ناقل هذا الحرف بين الخلاف). [كنز المعاني: 2/401]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (845- لِتُغْرِق فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ َيْبَةً،.. وَقُلْ أَهْلَهَا بِالرَّفْعِ "رَ"اوِيهِ "فَـ"ـصَّلا
يعني فتح ضم الياء وكسر الراء، وغيبة: حال؛ أي: ذا غيبة وفتح خبر: "لِتُغْرِقَ"؛ أي: هو مفتوح الضم والكسر في حال غيبته؛ أي: بالياء مكان التاء أسند الفعل إلى الأهل فارتفع الأهل بالفاعلية؛ أي: ليغرقوا، وفي القراءة الأخرى أسند الفعل إلى المخاطب فانتصب أهلها على أنه مفعول به واللام في "ليغرق" لام العاقبة على القراءتين ومعنى فصل بين والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (845 - لتغرق فتح الضّمّ والكسر غيبة = وقل أهلها بالرّفع راويه فصّلا
قرأ الكسائي وحمزة: ليغرق أهلها بياء الغيب وفتح ضمها وفتح الراء ورفع لام أَهْلَها وقرأ الباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء ونصب لام أهلها). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ وَفَتْحِهَا وَفَتْحِ الرَّاءِ وَ " أَهْلُهَا " بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَنَصْبِ أَهْلَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {لتغرق} [71] بالياء مفتوحة وفتح الراء {أهلها} [71] بالرفع، والباقون بالتاء مضمومة وكسر الراء، ونصب {أهلها} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (751- .... .... .... وغيب يغرقا = والضّمّ والكسر افتحًا فتىً رقا
752 - وعنهم ارفع أهلها .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واللّام فاكسر (ع) د وغيب يغرقا = والضّمّ والكسر افتحا (فتى) (ر) قا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف «ليغرق» بياء الغيب وفتحها وفتح كسر الراء مضارع غرق، والباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء مضارع أغرق؛ فوجه الأول إسناد الفعل إلى الأهل، ووجه الثانية إسناد الفعل إلى الخضر.
وعنهم ارفع أهلها وامدد وخف = زاكية (حبر) (مدا) (غ) ث و (ص) رف
أي ارفع أهلها عن الجماعة المتقدم ذكرهم في البيت السابق وهم حمزة والكسائي وخلف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (فتى) حمزه وخلف وراء (رقا) الكسائي: ليغرق [71] بياء الغيب، وفتحها وفتح الراء، أهلها [71] بالرفع على أنه مسند للغائب، وفتح الحرفان؛ لأنه مضارع «غرق» فرفع «أهلها» فاعلا.
والباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء، أهلها بالنصب على أنه مسند للمخاطب، والضم والكسر، لأنه مضارع «أغرق» المعدّى بالهمزة فنصب «أهلها» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك، والجمهور على تفخيمه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا" [الآية: 71] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء المثناة من تحت وفتح الراء على الغيب "أهلها" بالرفع على الفاعلية، وافقهم الأعمش والباقون بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء مخففة مع سكون الغين على الخطاب، وأهلها بالنصب على المفعولية وعن الحسن بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء المشددة للتكثير، ويلزم منه فتح الغين وأهلها بالنصب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتغرق أهلها} [71] قرأ الأخوان بالياء مفتوحة، وفتح الراء، وضم لام {أهلها} والباقون بالتاء مضمومة، وكسر الراء، ونصب اللام). [غيث النفع: 824]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا إمرا} هو من باب {ذكرا} [البقرة: 200] في التفخيم والترقيق، ولا يضرنا نقل الحركة، ويأتي كل منهما على التوسط والتطويل في {شيئا} ). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}
{فَانْطَلَقَا}
- قرأ ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام.
- وروى بعضهم عنه الترقيق كالجماعة.
{لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (لتغرق أهلها) بتاء الخطاب مضمومة وإسكان الغين وكسر الراء، ونصب (أهلها)، وهو من خطاب موسى للخضر، فالمخاطب هو الفاعل.
- وقرأ حمزة والكسائي وزيد بن علي الأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وخلف وأبو عبيد وابن سعدان والحسن وابن عيسى الأصبهاني ويحيى بن وثاب (ليغرق أهلها) بياء مفتوحة وسكون الغين، وأهلها: بالرفع فاعل، بمنزلة مات زيد.
[معجم القراءات: 5/264]
- وقرأ الحسن وأبو رجاء (ليغرق أهلها) كذا جاءت القراءة عند ابن خالويه في مختصره، بالياء المضمومة وفتح الغين، وتشديد الراء للتكثير، وهو من (غرق). ولم يذكر لها تخريجًا.
ولعل التقدير: ليغرق الخرق، أو الماء، أو فعلك هذا.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء (لتغرق أهلها) بالتاء المضمومة وتشديد الراء، والفاعل أنت، أي الخضر، وهو خطاب موسى له، والتشديد للتكثير في المفعول.
{لَقَدْ جِئْتَ}
- إدغام الدال في الجيم عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وإظهار الدال عن ابن كثير وابن عامر ونافع وعاصم وأبي جعفر ويعقوب ورويس في رواية ابن ذكوان.
{جِئْتَ}
- قراءة الجماعة (جئت) بالهمز.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني (جيت) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمزة في الوقف، انظر الآية/123 من سورة البقرة.
{إِمْرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء في الحالين.
- وروي عنهما التفخيم.
[معجم القراءات: 5/265]
- وقراءة الجماعة بالتفخيم في الوصل والوقف). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- تقدمت القراءة بفتح الياء في الوصل لحفص عن عاصم، وسكونها للباقين.
انظر الآية/67 من هذه السورة). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {نكرًا} [74] ذكر في البقرة [67] عند {هزوًا}، وكذا {عسرًا} [73]، و{يسرًا} [88] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إبدال همز "لا تؤاخذني" واوا لورش وأبي جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤاخذهم} [58] و{تؤاخذني} [73] جلي). [غيث النفع: 822] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}
{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على إظهار اللام.
{لَا تُؤَاخِذْنِي}
- قراءة الجماعة (لا تؤاخذني) بتحقيق الهمز والقصر.
- وقرأ أبو جعفر وورش بإبدال الهمزة واوًا في الحالين (لا تواخذني).
وذكر الزبيدي أنها لغة اليمن.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{عُسْرًا}
- قراءة الجماعة (عسرًا) بسكون السين، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
- قرأ أبو جعفر وعيسى بن عمر ويحيى بن وثاب (عسرًا) بضم السين، وهي لغة الحجازيين، وذكر صاحب النشر أنها قراءة أبي عمرو). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {أقتلت نفسا زكية} 74
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (زاكية) بِأَلف
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {زكية} بِغَيْر ألف مَعَ التَّشْدِيد). [السبعة في القراءات: 395]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {نكرا} 74 87
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عمر وَحَمْزَة والكسائي {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} الْقَمَر 6
وخفف ابْن كثير أَيْضا {إِلَى شَيْء نكر}
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر في كل الْقُرْآن {نكرا} و{نكر} مُثقلًا
وَحَفْص عَن عَاصِم {نكرا} خَفِيفَة إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا في وَله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وروى ابْن جماز وقالون والمسيبي وَأَبُو بكر بن أَبي أويس وورش مُثقلًا في كل الْقُرْآن
وَنصر عَن الأصمعي عَن نَافِع {نكرا} مُثقلًا). [السبعة في القراءات: 395 - 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (زكية) بغير ألف شامي، كوفي وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (نكرا) ثقيل، مدني - غير إسماعيل -، وابن ذكوان، وأبو بكر، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 309] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (زكية) [74]: مشددة: شامي وكوفي غير قاسم وأبي بشر، وسلام، وسهل، وروح). [المنتهى: 2/808]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نكرًا) [74، 87، الطلاق: 8]، حيث جاء: مثقل: مدني إلا إسماعيل، وأبو بكر، وسلام، ويعقوب، وسهل، وابن ذكوان، وافق ابن عتبة في هذا وحده). [المنتهى: 2/808] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (زكية) بتشديد الياء من غير ألف، وقرأ الباقون بالتخفيف وألف بعد الزاي). [التبصرة: 262]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن ذكوان وأبو بكر (نكرًا) المنصوب بضم الكاف حيث وقع، وقرأ الباقون بالإسكان، وكلهم ضموا الكاف في سورة القمر إلا ابن كثير فإنه أسكن). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {نفسا زكية} (74): بتشديد الياء، من غير ألف.
والباقون: بالألف، وتخفيف الياء). [التيسير في القراءات السبع: 351]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر، وابن ذكوان: {نكرا} (74، 87)، في الموضعين هنا، وفي الطلاق (8): بضم الكاف.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 351] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون وابن عامر [وروح] : (نفسا زكية). بتشديد الياء من غير ألف، والباقون بالألف وتخفيف الياء). [تحبير التيسير: 447]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر وابن ذكوان: (نكرا) في الموضعين هنا وفي الطّلاق، بضم الكاف والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 447] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (زَكِيَّةً) مشدد سلام، وسهل، وَرَوْحٌ، وابن حسان، وابن الصقر عن يَعْقُوب، وسماوي غير أبي بشر، وابْن سَعْدَانَ، وقاسم، وهو الاختيار، لأن الزكية من لم يعمل ذنبًا والغلام بعد من لم يبلغ ولم يجز عليه القلم فتبرئته من الذنب أولى). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُكْرًا) بضمتين الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو بكر، والمفضل، وأبان، وسلام، ويَعْقُوب، وسهل، وابْن ذَكْوَانَ، ومدني غير إسماعيل، وابن أبي أويس، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع، قال أبو علي ابن عتبة ها هنا بالضم فقط (إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ) في القمر بإسكان الكاف الأصمعي عن نافع، وعبد الوارث غير القصبي، ومكي غير الشافعي، وابن
[الكامل في القراءات العشر: 592]
مقسم، الباقون مثقل، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([74]- {زَكِيَّةً} مشددا: الكوفيون وابن عامر.
[74]- {نُكْرًا} هنا فيهما [74، 87] وفي [الطلاق: 8] مثقل: نافع وأبو بكر وابن ذكوان). [الإقناع: 2/691] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (846 - وَمُدَّ وَخَفِّفْ يَاءَ زَاكِيَةً سَمَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية (سما) = ونون لدني خف (صـ)ـاحبه (إ)لى
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
الفراء: «زاكية وزكية سواء، كقاسيةٍ وقسية».ومعنى ذلك الطهارة، لأنه لم يرها أذنبت؛ أو لأنا صغيرة). [فتح الوصيد: 2/1074]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية سما = ونون لدني خف صاحبه ألى
ب: (أَلى): مقصورة، واحدة (الآلاء)، وهي: النعم نحو: (معي) و (أمعاء)- يكسر همزه ويفتح أيضًا.
ح: مفعول (مُد): محذوف، أي: مُد زاكية، و(ياء): مفعول (خفف)،
[كنز المعاني: 2/401]
(سما): جملة مستأنفة، وفاعله: ضمير لفظ (زاكية)، (نون): مبتدأ، أضيف إلى (لدني)، (خف): خبره، (صاحبه إلى): مبتدأ وخبر، أي: ذو إلى، والهاء: ترجع إلى (لدنى)، أو النون، أو التخفيف المدلول عليه بـ (خف)، ويجوز أن يكون (صاحبه) فاعل (خف)، و (إلى): حالًا، أو حرف الجر ومجروره محذوف، أي: خف صاحبه إلى طلب العلم، ولم يتثبط ولم يتكاسل، ويحذف معمول الحرف، نحو:
فإن المنية من يخشها = فسوف تصادفه أينما
أي: أينما فر.
ص: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (نفسًا زاكية) [74] بالألف بعد الزاي، وتخفيف الياء على (فاعلة)، والباقون: بحذف الألف وتشديد الياء على وزن (خطية)، وهما لغتان، نحو: (قاسيةً) و (قسية).
وقرأ أبو بكر ونافع: {من لدني عذرًا} [76] بتخفيف النون على حذف نون الوقاية، والاكتفاء بنون (لدن)، أو الأصل (لد) لحقه نون الوقاية وياء الضمير، والباقون بالتشديد بإدغام نون الكلمة في نون
[كنز المعاني: 2/402]
الوقاية). [كنز المعاني: 2/403] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (846- وَمُدَّ وَخَفِّفْ يَاءَ زَاكِيَةً "سَـ"ـمَا،.. وَنُونَ لَدُنِّي خَفَّ "صَـ"ـاحِبُهُ إِلَى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
أراد "نفسا زاكية"، وكلتا القراءتين ظاهرة، الزاكي والزكي واحد، ومثل هاتين القراءتين ما سبق في المائدة؛ "قاسية"، "وقسية"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/340]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (846 - ومدّ وخفّف ياء زاكية سما = ونون لدنّي خفّ صاحبه إلى
847 - وسكّن وأشمم ضمّة الدّال صادقا = تخذت فخفّف واكسر الخاء دم حلا
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: نفسا زاكية. بمد الزاي أي إثبات ألف بعدها وتخفيف الياء. وقرأ غيرهم بحذف الألف بعد الزاي وتشديد الياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151 - زَكِيَّةَ يَسْمُوا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - زكية (يـ)سموا كل يبدل خف (حـ)ـط = جزاء كحفص ضم سدين (حـ)ـولا
كسدا هنا آتون بالمد (فـ)ـاخرٌ = وعنه فما اسطاعوا يخفف فاقبلا
ش - أي روى المشار إليه (بياء) يسموا وهو روح {نفسًا زكية} [74] بتشديد الياء من غير ألف كما نطق به كخلف وعلم لأبي جعفر ورويس {زاكية} على وزن راضية). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: زَكِيَّةً فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَابْنُ عَامِرٍ وَرَوْحٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي نُكْرًا عِنْدَ هُزُوًا مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر وروح {زكية} [74] بغير ألف وتشديد الياء، والباقون بالألف والتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {نكرًا} [74] ذكر في البقرة [67] عند {هزوًا}، وكذا {عسرًا} [73]، و{يسرًا} [88] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (752- .... .... .... وامدد وخف = زاكيةً حبرٌ مدًا غث .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وامدد) أراد مد الزاي وتخفيف الياء من «زاكية» لابن كثير وأبي عمرو والمدنيين ورويس على أنه اسم فاعل من زكا وعليه رسم المدني والمكي، والباقون بحذف الألف وتشديد الياء على البناء للمبالغة وعليه رسم العراقي والشامي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، و(مدا) المدنيان، وغين (غث) رويس نفسا زاكية [74] بألف بعد الزاي وتخفيف الياء على أنه اسم فاعل من «زكا» أي: طاهرة من الذنوب؛ لأنها لم تبلغ حد التكليف، وعليه رسم المدني، والمكي.
والباقون بحذف الألف وتشديد الياء على البناء للمبالغة من «فعل» منه، نص عليه الكسائي؛ فيتحدان.
وقال اليزيدي: الزاكية: التي لم تذنب إليك، والزكية: التي لم تذنب مطلقا، وعليه العراقي والشامي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "زاكية" [الآية: 74] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بألف بعد الزاي وتخفيف الياء اسم فاعل من زكا أي: طاهرة من الذنوب، ووصفها بهذا الوصف؛ لأنه لم يرها إذ ثبت قبل، أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بتشديد الياء من غير ألف أخرج إلى فعيلة للمبالغة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نكرا" [الآية: 74] في الموضعين بضم الكاف نافع وأبو بكر وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالسكون فيهما، وذكر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {زاكية} [74] قرأ الشامي والكوفيون بغير ألف بعد الزاي، وتشديد الياء، والباقون بالألف، وتخفيف الياء). [غيث النفع: 824]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نكرا} قرأ نافع وابن ذكوان وشعبة بضم الكاف، والباقون بالإسكان، كاف، وفاصلة، ومنتهى الحزب الثلاثين، بإجماع، وهو نصف القرآن باعتبار الأحزاب والأنصاف والأرباع والأثمان.
واختلف في نصفه باعتبار الحروف فقيل ألف {صبرا} الأولى، وقيل ثاني لامي {وليتلطف} [19] وقيل غير ذلك، ولعل هذا باختلاف القراءات، وإلا فمثل هذا محقق موجود، لا يمكن أن يختلف فيه.
[غيث النفع: 824]
وباعتبار الكلمات {والجلود} بالحج، وباعتبار الآيات {يأفكون} بالشعراء، وباعتبار السور الحديد، فبهذه الاعتبارات له ستة عشر نصفًا، ويلغز به ويقال أي شيء له ستة عشر نصفًا). [غيث النفع: 825]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}
{فَانْطَلَقَا}
- تقدم حكم اللام من حيث التفخيم والترقيق في الآية/71 من هذه السورة.
{زَكِيَّةً}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وزيد بن علي وابن عباس والحسن وسهل وعاصم الجحدري ويحيى بن وثاب وروح عن يعقوب والأعمش (زكية) بغير ألف وتشديد الياء.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عباس والأعرج وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن وحميد والزهري واليزيدي وابن مسلم، وزيد وابن بكير عن يعقوب، والتمار عن رويس وأبو عبيدة وابن جبير الأنطاكي وأبو عبد الرحمن السلمي (زاكية) بألف بعد الزاي وتخفيف الياء، وهو اسم فاعل من (زكا).
قال ابن حجر في الفتح:
(وكان ابن عباس يقرأها: زكية، وهي قراءة الأكثر، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو زاكية، والأولى أبلغ؛ لأن (فعيلة) من صيغ المبالغة).
[معجم القراءات: 5/267]
وقال القرطبي:
(قيل المعنى واحد، قال الكسائي، وقال ثعلب: الزكية أبلغ، قال أبو عمرو: الزاكية لم تذنب قط، والزكية التي أذنبت ثم تابت).
وقال ابن خالويه: (كلتا القراءتين حسنة).
{لَقَدْ جِئْتَ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم وإظهارها، انظر الآية/71 من هذه السورة.
{جِئْتَ}
- تقدم حكم الهمز، انظر الآية/71 من هذه السورة.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز في الوقف انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{نُكْرًا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وإسماعيل عن نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف وهشام (نكرًا) بسكون الكاف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
- وقرأ نافع من رواية ابن جماز وقالون والمسيبي وأبي بكر بن أويس وورش، ونصر عن الأصمعي عن نافع أيضًا، وأبو بكر عن عاصم وابن عامر، وابن ذكوان وأبو جعفر وسهل وشيبة، وحماد وطلحة ويعقوب وأبو حاتم (نكرًا) بضم الكاف، وهي لغة الحجازيين.
قال العكبري:
(والنكر والنكر لغتان قد قرئ بهما).
[معجم القراءات: 5/268]
وقال مكي:
(والقراءتان بمعنى، وما عليه الجماعة [أي نكرًا] أحب إليَّ).
وقال النحاس: (نكرًا: الأصل، ومن قال: نكرًا، حذف الضمة لثقلها) ). [معجم القراءات: 5/269]

قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال ألم أقل لك ...}
{معي صبرا} هو الثالث، وتقدم). [غيث النفع: 828]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- تقدمت قراءتان في الآية/67 من هذه السورة.
الأولى: لحفص عن عاصم بفتح الياء حيث جاء.
والثانية: للباقين بسكون الياء على كل حال). [معجم القراءات: 5/269]

قوله تعالى: {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {قد بلغت من لدني عذرا} 76
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {لدني} مُثقلًا
وَقَرَأَ نَافِع {لدني} بِضَم الدَّال مَعَ تَخْفيف النُّون
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {لدني} يشم الدَّال شَيْئا من الضَّم
هَذِه رِوَايَة خلف عَن يحيى بن آدم
وَقَالَ غَيره عَن يحيى عَن أَبي بكر {لدني} يسكن الدَّال مَعَ فتح اللَّام
وروى أَبُو عبيد عَن الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم في كتاب الْقرَاءَات {لدني} بِضَم اللَّام وتسكين الدَّال وَهُوَ غلط
وَقَالَ في كتاب الْمعَاني الذي عمله إِلَى سُورَة طه عَن الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {لدني} مَفْتُوحَة اللَّام سَاكِنة الدَّال
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم {لدني} مثل أَبي عَمْرو وَحَمْزَة). [السبعة في القراءات: 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من لدني) خفيف النون (مدني) وأبو بكر (فلا تصحبني) بغير ألف، روح وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 310]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فلا تصحبني) [76]: بلا ألف وفتح التاء والحاء المنهال، وزيد، والبخاري لروح). [المنتهى: 2/809]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لدني) [76]: خفيف: مدني، وأبو بكر. باختلاس ضمة الدال حماد ويحيى وابن جبير والاحتياطي. بضم لامه الخطيب عن ابن حبيب في أكثر ظني إن شاء الله). [المنتهى: 2/809]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر (من لدني) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، وكلهم ضموا الدال إلا أبا بكر فإنه أسكنها وأشمها الضم). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {من لدني} (76): بضم الدال، وتخفيف النون.
[التيسير في القراءات السبع: 351]
وأبو بكر: بإسكان الدال، وإشمامها الضم، وتخفيف النون.
والباقون: بضم الدال، وتشديد النون). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (من لدني) بضم الدّال وتخفيف النّون، وأبو بكر بإسكان الدّال وإشمامها الضّم وتخفيف النّون، والباقون بضم الدّال وتشديد النّون). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُصَاحِبْنِي) بغير ألف وفتح التاء أبو حيوة، وابن أبي عبلة، والمنهال، وابن حسان، وَرَوْحٌ، وزيد طريق البخاري عن يَعْقُوب، وسهيل عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بضم التاء وبألف، وهو الاختيار لوجود المصاحبة بين اثنين). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([76]- {لَدُنِّي} خفيف: نافع وأبو بكر.
واختلس أبو بكر الحركة). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (846- .... .... .... = وَنُونَ لَدُنِّي خَفَّ صَاحِبُهُ إِلَى
847 - وَسَكِّنْ وَأَشْمِمْ ضَمَّةَ الدَّالِ صَادِقاً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية (سما) = ونون لدني خف (صـ)ـاحبه (إ)لى
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
...
واتفق نافع وأبو بكر على تخفيف نون {لدني}، إلا أن أبا بكر يسكن الدال ويشمها للضم على ما تقدمه في: {لدنه} من الإشارة بالعضو.
قال أبو عمرو: «يجوز أن يكون هنا، الإشارة بالضمة إلى الدال، فيكون إخفاء لا سكونًا. ويدرك ذلك بحاسة السمع».
وأما تشديد النون، فإنما من (لدن) ساكنة، مثل: نون (عن) و(من)، فإذا أضفت، قلت: (عني) و(مني) و (لدني)؛ ألحقت قبل الياء نونًا، ثم أدغمت النون في أختها.
والغرض بذلك، أن يسلم سكون نون (لدن) و (عن) و(من).
ومن خفف، فلأن (لدن) على ثلاثة أحرف، فاحتمل حذف النون اكتفاء بالنون الأخرى، بخلاف (عن) و(من)، فإنه على حرفين.
[فتح الوصيد: 2/1074]
و(إلى)، واحد الآلاء؛ وهي النعم، ويكتب بالياء مثل: معي.
وقد فتح منه الهمزة؛ والمعنى: صاحبه نعمة: مبتدأ وخبر.
ويجوز أن يرفع (صاحبه) بـ(خف)، فيكون (إلى) في موضع نصب على الحال). [فتح الوصيد: 2/1075]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [846] ومد وخفف ياء زاكية سما = ونون لدني خف صاحبه ألى
ب: (أَلى): مقصورة، واحدة (الآلاء)، وهي: النعم نحو: (معي) و (أمعاء)- يكسر همزه ويفتح أيضًا.
ح: مفعول (مُد): محذوف، أي: مُد زاكية، و(ياء): مفعول (خفف)،
[كنز المعاني: 2/401]
(سما): جملة مستأنفة، وفاعله: ضمير لفظ (زاكية)، (نون): مبتدأ، أضيف إلى (لدني)، (خف): خبره، (صاحبه إلى): مبتدأ وخبر، أي: ذو إلى، والهاء: ترجع إلى (لدنى)، أو النون، أو التخفيف المدلول عليه بـ (خف)، ويجوز أن يكون (صاحبه) فاعل (خف)، و (إلى): حالًا، أو حرف الجر ومجروره محذوف، أي: خف صاحبه إلى طلب العلم، ولم يتثبط ولم يتكاسل، ويحذف معمول الحرف، نحو:
فإن المنية من يخشها = فسوف تصادفه أينما
أي: أينما فر.
ص: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (نفسًا زاكية) [74] بالألف بعد الزاي، وتخفيف الياء على (فاعلة)، والباقون: بحذف الألف وتشديد الياء على وزن (خطية)، وهما لغتان، نحو: (قاسيةً) و (قسية).
وقرأ أبو بكر ونافع: {من لدني عذرًا} [76] بتخفيف النون على حذف نون الوقاية، والاكتفاء بنون (لدن)، أو الأصل (لد) لحقه نون الوقاية وياء الضمير، والباقون بالتشديد بإدغام نون الكلمة في نون
[كنز المعاني: 2/402]
الوقاية.
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا
ح: (ضمة الدال): مفعول الفعلين، أعمل الثاني فيه أو الأول، صادقًا: حال من فاعل الفعل، (تخذت): مفعول (خفف)، والفاء زائدة، (حلا): حال من فاعل (دم)، أي: ذا حُلا، أو تمييز.
ص: قرأ أبو بكر: {من لدني} [76] بإسكان الدال مع إشمامها، وهو تحريك العضو من غير صوتٍ يسمع، أما الإسكان: فللتخفيف، وأما الإشمام: فللدلالة على أن الأصل الضمة، كما فعل في: {من لدنه} [2].
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لتخذت عليه أجرًا} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء على أنه (فعل) من الثلاثي من (تخذ)، والباقون: {لتخذت} بالتشديد والفتح، على أنه (افتعل) من (اتخذ)، وهو المشهور، نحو: {واتخذوا آياتي} [56]، {اتخذوا أيمانهم جنة} [المجادلة: 16] ). [كنز المعاني: 2/403]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} تشديد نونه من جهة أن نون "لدن" ساكنة ألحق بها نون الوقاية؛ لتقي نونها من الكسر الواجب قبل ياء المتكلم في الحروف الصحيحة كما فعل ذلك في "مِنْ" و"عَنْ"؛ محافظة على سكونها فاجتمع نونان، فأدغمت نون "لدن" في نون الوقاية، ونافع لم يلحق نون الوقاية، فانكسرت نون "لدن"، وإذا كان قد حذفها من: "أَتُحَاجُّونِي"، "وتبشرون" مع كونها قد اتصلت بنون رفع الفعل فحذفها من هذا أولى، وإلى في آخر البيت واحد الآلاء وهي النعم، قال الجوهري: واحدها ألى بالفتح وقد تكسر وتكتب بالياء مثاله معي وأمعاء، وإعراب صاحبه مبتدأ وإلى خبره؛ أي: ذو إلى؛ أي: ذو نعمة، ويجوز أن يكون صاحب فاعل خف وإلى حال؛ أي: ذا نعمة، ثم بين قراء أبي بكر فقال:
847- وَسَكِّنْ وَأَشْمِمْ ضَمَّةَ الدَّالِ "صَـ"ـادِقًا،.. تَخِذْتَ فَخَفِّفْ وَاكْسِرِ الْخَاءَ "دُ"مْ "حُـ"ـلا
أي: سكن الدال تخفيفا كما تسكن عضد وسبع، وأهل هذه اللغة يكسرون نون لدن؛ لالتقاء الساكنين فلم يحتج شعبة إلى إلحاق نون الوقاية؛ لأن نون لدن مكسورة فلهذا جاءت قراءته بتخفيف النون، أما إشمامه ضمة الدال فللدلالة على أن أصلها الضم، وفي حقيقة هذا الإشمام
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/340]
من الخلاف ما سبق في "من لدنه" في أول السورة، وصرح ابن مجاهد هنا بما صرح به صاحب التيسير ثَم فقال: يشم الدال شيئا من الضم، وقال هناك: بإشمام الدال الضمة، وفسره أبو علي بأنه تهيئة العضو لإخراج الضمة، وصاحب التيسير قال هنا: أبو بكر بإسكان الدال وإشمامها الضم وتخفيف النون، وقال هناك: وإشمامها شيئا في الضم، ونقل الشيخ في شرحه عنه أنه قال: يجوز أن يكون هنا الإشارة بالضمة إلى الدال، فيكون إخفاء لا سكونا، ويدرك ذلك بحاسة السمع، وقال الشيخ: يشمها الضم على ما تقدم في: {مِنْ لَدُنْهُ} من الإشارة بالعضو.
قلت: وجه اختلاس الضمة هنا أظهر منه هناك من جهة أن كسر النون هناك إنما كان؛ لالتقاء الساكنين فلو لم تكن الدال ساكنة سكونًا محضًا لم يحتج إلى كسر النون وبقيت على سكونها وهنا كسر النون؛ لأجل إيصالها بياء المتكلم كما أن نافعا يكسرها مع إشباعه لضمة الدال غير أن الظاهر أن قراءته في الموضعين واحدة، وقد بان أن الصواب ثم الإشارة بالعضو فكذا هنا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/341]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (846 - .... .... .... .... .... = ونون لدنّي خفّ صاحبه إلى
847 - وسكّن وأشمم ضمّة الدّال صادقا = .... .... .... .... ....
....
وقرأ شعبة ونافع بتخفيف نون لَدُنِّي وقرأ غيرهما بتشديدها. وقرأ شعبة بإسكان ضم الدال مع إشمامها الضم، فيصير النطق بدال ساكنة مشمة، فيكون الإشمام مقارنا للإسكان.
والخلاصة: أن نافعا يقرأ بضم الدال ضمّا خالصا وتخفيف النون. وشعبة يقرأ بإسكان الدال مع
[الوافي في شرح الشاطبية: 313]
إشمامها الضم وتخفيف النون. وأن الباقين يقرءون بالضم الخالص في الدال وتشديد النون). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) عَلَى فَلَا تُصَاحِبْنِي إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْمُعَدَّلِ عَنْ رَوْحٍ مِنْ فَتْحِ التَّاءِ، وَإِسْكَانِ الصَّادِ وَفَتْحِ الْحَاءِ، وَهِيَ رِوَايَةُ زَيْدٍ، وَغَيْرِهِ عَنْ يَعْقُوبَ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ لَدُنِّي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي ضَمَّةِ الدَّالِ، فَأَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَلَى إِشْمَامِهَا الضَّمَّ بَعْدَ إِسْكَانِهَا، وَبِهِ وَرَدَ النَّصُّ عَنِ الْعُلَيْمِيِّ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ حِزَامٍ عَنْ يَحْيَى، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَلَمْ يُذْكَرْ غَيْرُهُ فِي التَّيْسِيرِ، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ، وَهُوَ الَّذِي فِي الْكَافِي وَالتَّذْكِرَةِ، وَالْهِدَايَةِ، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ، وَكَذَا هُوَ فِي كُتُبِ ابْنِ مِهْرَانَ وَكُتُبِ أَبِي الْعِزِّ وَسِبْطِ الْخَيَّاطِ، وَرَوَى كَثِيرٌ مِنْهُمُ اخْتِلَاسَ ضَمَّةِ الدَّالِ، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ وَالْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَنَصَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي مُفْرَدَاتِهِ وَجَامِعِهِ، وَقَالَ فِيهِ: وَالْإِشْمَامُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ يَكُونُ إِيمَاءً بِالشَّفَتَيْنِ إِلَى الضَّمَّةِ بَعْدَ
[النشر في القراءات العشر: 2/313]
سُكُونِ الدَّالِ وَقَبْلَ كَسْرِ النُّونِ كَمَا لَخَّصَهُ مُوسَى بْنُ حِزَامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ وَيَكُونُ أَيْضًا إِشَارَةً بِالضَّمِّ إِلَى الدَّالِ فَلَا يُخْلَصُ لَهَا سُكُونٌ، بَلْ هِيَ عَلَى ذَلِكَ فِي زِنَةِ الْمُتَحَرِّكِ، وَإِذَا كَانَ إِيمَاءً كَانَتِ النُّونُ الْمَكْسُورَةُ نُونَ " لَدُنْ " الْأَصْلِيَّةَ، كُسِرَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الدَّالِ قَبْلَهَا، وَأُعْمِلَ الْعُضْوُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكُنِ النُّونَ الَّتِي تَصْحَبُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ، بَلْ هِيَ الْمَحْذُوفَةُ تَخْفِيفًا لِزِيَادَتِهَا، وَإِذَا كَانَ إِشَارَةً بِالْحَرَكَةِ كَانَتِ النُّونَ الْمَكْسُورَةَ الَّتِي تَصْحَبُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ لِمُلَازَمَتِهَا إِيَّاهَا، كُسِرَتْ كَسْرَ بِنَاءٍ وَحُذِفَتِ الْأَصْلِيَّةُ قَبْلَهَا لِلتَّخْفِيفِ.
(قُلْتُ): وَهَذَا قَوْلٌ لَا مَزِيدَ عَلَى حُسْنِهِ وَتَحْقِيقِهِ، وَهَذَانِ الْوَجْهَانِ مِمَّا اخْتُصَّ بِهِمَا هَذَا الْحَرْفُ كَمَا أَنَّ حَرْفَ أَوَّلِ السُّورَةِ، وَهُوَ مِنْ لَدُنْهُ يَخْتَصُّ بِالْإِشْمَامِ لَيْسَ إِلَّا، وَمِنْ أَجْلِ الصِّلَةِ بَعْدَ النُّونِ، وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِي قَوْلِهِ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ فِي سُورَةِ النَّمْلِ، وَهُوَ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ طُرُقِهِ عَنْ يَحْيَى وَالْعُلَيْمِيِّ، وَهُوَ مُخْتَصٌّ بِالِاخْتِلَاسِ لَيْسَ إِلَّا مِنْ أَجْلِ سُكُونِ النُّونِ فِيهِ، فَلِذَلِكَ امْتَنَعَ فِيهِ الْإِشْمَامُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد هبة الله عن المعدل عن روح {فلا تصاحبني} [76] بفتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {من لدني} [76] بضم الدال وتخفيف النون، وروى أبو بكر بتخفيف النون، واختلف عنه في ضمة الدال، فالجمهور على إشمامها الضم بعد إسكانها، وروى الآخرون اختلاس الضم يعنون الروم، والباقون بضم الدال وتشديد النون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (752- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وصرف
753 - لدني أشمّ أو رم الضّمّ وخف = نونٍ مدًا صن .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (لدني أشمّ أو رم الضّمّ وخف = نون (مدا) (ص) ن تخذ الخا اكسر وخف
يعني قوله تعالى «قد بلغت من لدني» قرأه أبو بكر بإشمام الدال واختلاس الضم المعبر عنه بالروم؛ فالجمهور عنه على إشمامها الضم بعد إسكانها، والآخرون على اختلاس الضم قوله: (وخف) أي خفف النون منها المدنيان وأبو بكر؛ فالمدنيان يشبعان ضمة الدال ويخففان النون، وأبو بكر يخفف النون ويسكن ضمة الدال ويشمها ويختلس الضمة، والباقون بإشباع ضمة الدال وتشديد النون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
لدنى أشمّ أو رم الضّمّ وخفّ = نون (مدا) (ح) ن تخذ الخا اكسر وخفّ
(حقّا) ومع تحريم نون يبدلا = خفّف (ظ) با (كنز) (د) نا النّور (د) لا
(ص) ف (ظ) نّ أتبع الثّلاث (كم) (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
ش: أي: اختلف عن ذي صاد (صرف) آخر المتلو أبي بكر في قد بلغت من لدني
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
[76] بعد الاتفاق عنه على تخفيف النون فأكثرهم عنه على إشمام ضم الدال بعد إسكانها، وبه ورد النص عن العليمي، وعن موسى بن حزام عن يحيى، وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني، ولم يذكر في «التيسير» غيره، وتبعه الشاطبي.
وروى كثير اختلاس ضمة الدال وهو [الذي] نص عليه أبو العلاء وابن سوار والهذلي وغيرهم.
ونص على الوجهين الداني في «مفرداته»، و«جامعه» وقال فيه: والإشمام هنا إيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال [وقبل] كسر النون كما لخصه موسى بن حزام عن يحيى بن آدم، ويكون أيضا إشارة بالضمة إلى الدال؛ فلا يخلص لها سكون، بل هي على ذلك في زنة المتحرك، وإذا كانت النون المكسورة نون «لدن» الأصلية كسرت لسكونها، وسكون الدال قبلها وإعمال العضو بينهما، ولم تكن النون التي تصحب ياء المتكلم بل هي محذوفة تخفيفا لملازمتها إياها مكسورة كسر بناء [وحذفت] الأصلية فيها؛ للتخفيف.
وقرأ [ذو] (مدا) المدنيان بضم الدال، وتخفيف النون وهذا أحد اللغات السابقة، وكسرت للياء أو أجريت (على القيسية) فاستغنت عن الوقاية.
والباقون بضم الدال وتشديد النون، [وهو على لغة] (لدن)، ثم زيدت نون الوقاية، ولما كان أبو بكر يخفف الدال أدخله مع [مدلول] (مدا) فيه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/434]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واتفقوا" على "فلا تصاحبني" إلا ما انفرد به هبة الله عن المعدل عن روح من فتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء من صحبه يصحبه، وأسقطها من الطيبة على قاعدته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "من لدني" [الآية: 76] فنافع وأبو جعفر بضم الدال وتخفيف النون وهو أحد لغاتها، قال في البحر: وهي نون لدن اتصلت بياء المتكلم وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو: غلامي وفرسي ا. هـ. وقرأ أبو بكر بتخفيف النون، واختلف عنه في ضمة الدال، فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها، وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال وهو الذي في الكافي والتذكرة وغيرهما، ولم يذكر في الشاطبية كالتيسير غيره، وذهب كثير إلى اختلاس ضمة الدال كالهذلي وغيره، والوجهان في جامع البيان وغيره، ويحتمل في هذه القراءة أن تكون النون أصلية، فالسكون حينئذ تخفيف كضاد عضد، وأن تكون للوقاية، والباقون بضم الدال وتشديد النون دخلت نون الوقاية على لدن لتقيها من الكسر محافظة على سكونها، كما حوفظ على نون من وعن فقيل مني وعني بالتشديد، فأدغمت النون الأولى في نون الوقاية المتصلة بياء المتكلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لدني} [76] قرأ نافع بضم الدال، وتخفيف النون، وشعبة بإسكان الدال والإيماء بالشفتين إلى الضمة بعده وقبل كسر النون، وعنه أيضًا اختلاس ضمة الدال، مع تخفيف النون فيهما، والباقون بضم الدال، وتشديد النون.
تنبيه: ذكر الاختلاس لشعبة زيادة على الشاطبي، لأنه تبع أصله، ولم يذكر سوى الوجه الأول، وهذا الثاني قوي صحيح ذكره غير واحد من الأئمة، كالحافظ أبي العلاء الهمداني وابن سوار والهذلي وذكره الداني في مفرداته وجامعه والمحقق،
[غيث النفع: 828]
وزاد: «وهذان الوجهان مما اختص به هذا الحرف، لأن الحرف الأول يختص بالإشمام ليس إلا» ). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)}
{عَنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز، انظر الآيتين: 20 و106 من سورة البقرة.
{فَلَا تُصَاحِبْنِي}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وعاصم وأبو جعفر وهي رواية أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم (فلا تصاحبني) بألفٍ من (صاحب).
- وقرأ ابن عامر في رواية ويعقوب في رواية روح وزيد وهبة الله عن المعدل وعيسى بن عمر وأبي بن كعب وابن أبي عبلة (فلا تصحبني) بفتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء مضارع (صحب). أي: لا تتبعني، أو فلا تكونن صاحبي.
[معجم القراءات: 5/269]
- وقرأ سهل عن أبي عمرو وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري والنخعي ويعقوب وأبو رجاء وأبو عثمان النهدي (فلا تصحبني) بضم التاء وكسر الحاء مضارع (أصحب).
قال القرطبي:
(قال الكسائي: معناه فلا تتركني أصحبك).
وقال الزجاج:
(.. ففيها أربعة أوجه، فأجودها: فلا تتابعني على ذلك، يقال: قد أصحب المهر إذا انقاد، فيكون معناه: فلا تتابعني في شيء ألتمسه منك. ويجوز أن يكون معناه فلا تصحبني أحدً.
ولا أعرف لهذا معنى؛ لأن موسى لم يكن سأل الخضر أن يصحبه أحدًا).
وقال أبو حيان:
(.. أي فلا تصحبني علمك، وقدره بعضهم: فلا تصحبني إياك، وبعضهم: نفسك).
- وذكر السمين عن أبي أنه قرأ (فلا تصحبني علمك) فأظهر المفعول.
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعرج وأبو العالية والأعمش (فلا تصحبني) بالنون المشددة وفتح التاء، من (صحب).
[معجم القراءات: 5/270]
- وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (فلا تصحبني) كذا بكسر الحاء، وقد ذكر هذا ابن خالويه.
- وقرأ ابن أبي عبلة (فلا تصحبني) بفتح الحاء والباء، ذكره أبن خالويه.
{مِنْ لَدُنِّي}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير والكسائي وحفص عن عاصم والأعمش، وهي الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم (من لدني)، بإدغام نون (لدن) في نون الوقاية التي اتصلت بياء المتكلم.
- وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وحماد والمفضل والأصبهاني والأعشى (من لدني) بتخفيف النون، وهي نون (لدن) اتصلت بياء المتكلم، وهي إحدى لغاتها، وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم ألا تلحقها نون الوقاية
[معجم القراءات: 5/271]
نحو: غلامي.
قال الشهاب:
(.. أي حذف نون الوقاية، وأبقى النون الأصلية مكسورة.
وقيل: إنه يحتمل أن تكون (لد) فإنها لغة في (لدن)، والمذكور نون الوقاية، ولا حذف أصلًا..).
وفي حاشية الجمل:
(.. ونافع بتخفيف النون، فالوجه أنه لم يلحق نون الوقاية للدن. ا هـ.
سمين. أي: بل حرك نونها بالكسر لمناسبة الياء).
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه، وخلف عن يحيى بن آدم وعبد المجيد بن صالح البرجمي عن أبي بكر وحماد عن عاصم (من لدني) يشم الدال شيئًا من الضم بعد إسكانها، وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال، فتصير الدال بذلك ساكنة قريبة من الضم.
- وروي عن أبي بكر أنه قرأ باختلاس ضمة الدال (من لدني).
- وقرأ يحيى عن أبي بكر عن عاصم والحسن (من لدني) بفتح اللام مع سكون الدال.
[معجم القراءات: 5/272]
قال أبو حيان:
(قال ابن مجاهد: وهو غلط.
وكأنه يعني من جهة الرواية، وأما من حيث اللغة فليست بغلط؛ لأن من لغاتها: (لد) بفتح اللام وسكون الدال).
قلت: هذا سبق قلم من أبي حيان فإن ابن مجاهد لم يخطئ هذه الرواية بفتح اللام وسكون الدال، بل خطأ الرواية التي جاءت بضم الدال. فتأمل!!
وتبع في هذا الألوسي أبا حيان من غير تحقيق!!
- وروى أبو عبيدة عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم (في كتاب القراءات): (من لدني) بضم اللام وتسكين الدال.
قال ابن مجاهد: (وهو غلط).
قال الفارسي: (يشبه أن يكون التغليظ من أبي بكر أحمد في وجه الرواية، فأما من جهة اللغة ومقاييسها فهو صحيح).
ونقل هذا القرطبي عن أبي علي.
وقال الصفراوي: وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم التخيير بين ضم اللام وفتحها.
وقال الطبري: (وقرأ بعض قراء الكوفة بإشمام اللام الضم وتسكين الدال وتخفيف النون).
[معجم القراءات: 5/273]
- وقرأ الأصبهاني على النقاش للأعشى (من لدني) بضم اللام والدال.
قال الأصبهاني:
(وقرأت على النقاش للأعشى.. بضم اللام، وأظنه غلطًا منه؛ لأني قرأت بالكوفة على النقار وحماد من طريق محمد بن حبيب الشموني ومحمد بن غالب جميعًا عن الأعشى (من لدني) بفتح اللام مثل نافع، وكذلك رواه محمد بن عبد الله القلا عن الأعشى، ورواية حماد عن عاصم ويحيى عن أبي بكر إلا أنهم زعموا -قالوا- يشم الدال الضم، ولم يذكر أحد منهم ما ذكره النقاش، فلا أدري أني وقع له ذلك).
{عُذْرًا}
*- قراءة الجماعة (عذرًا) بسكون الدال.
- وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر (عذرًا) بضم الذال.
- وحكى الداني أن أبيًا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (عذري) بسكون الذال، وكسر الراء، مضافًا إلى ياء المتكلم، وذكرها السمين قراءة لأبي عمرو). [معجم القراءات: 5/274]

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {لاتخذت عَلَيْهِ أجرا} 77
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (لتخذت) بِكَسْر الْخَاء
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يدغم وَابْن كثير يظْهر الذَّال
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (لتخذت) وَكلهمْ أدغم إِلَّا مَا روى حَفْص عَن عَاصِم فَإِنَّهُ لم يدغم مثل ابْن كثير). [السبعة في القراءات: 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لتخذت) بكسر الخاء، مكي، بصري). [الغاية في القراءات العشر: 310]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن يضيفوهما) [77]: بسكون الياء المفضل.
(لتخذت) [77]: مثل: «لطعمت»: مكي، وبصري غير أيوب). [المنتهى: 2/810]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (لتخذت) بالتخفيف وكسر الخاء، وقرأ الباقون بالتشديد وفتح الخاء، وقد ذكر الإظهار في (لتخذت) ). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {لتخذت عليه} (77): بتخفيف التاء، وكسر الخاء.
والباقون: بتشديد التاء، وفتح الخاء). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وابن كثير أبو عمرو ويعقوب: (لتخذت عليه) بتخفيف التّاء وكسر الخاء، والباقون بتشديد التّاء وفتح الخاء). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُضَيِّفُوهُمَا) بكسر الضاد وإسكان الياء خفيف الزَّعْفَرَانِيّ، وابن مُحَيْصِن، والمفضل، وأبان، الباقون بفتح الصاد وكسر الياء مضدد وهو الاختيار؛ لأنه أبلغ (لَتَخِذْتَ) بكسر الخاء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، الباقون مشدد، وهو الاختيار، لأنه أبلغ). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([77]- {لَتَّخَذْتَ} مثل "لطعمت": ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (847- .... .... .... .... = تَخِذْتَ فَخَفِّفْ وَاكْسِرِ الْخَاءَ دُمْ حُلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
...
وأما {لتَخذت} و{لتَّخذت}، فهما لغتان؛ تقول: تَخذت أتَخذ تخذًا، واتخذت أتَّخِذُ اتّخاذًا.
تخذا.
قال الشاعر:
وقد تخذت رجلي لدى جنب غرزها = كسيفة كأفحوص القطاة المطرق
قال الزجاج: «تخذت بمعنى اتخذت. وأصل اتخذت: أخذت»؛ يعني أنه افتعلت، من: أخذ.
ويحتمل أن يكون افتعل، من: تخذ يتخذ، مثل: اتبع من: تبع يتبع.
قال بعضهم: «وليس من الأخذ في شيء».
وإن جعلناه افتعل من: أخذ، كما قال الزجاج: كان الأصل ائتخذ، فقلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايتخذ، فاستثقلوا الياء بعد كسرة الهمزة، فأبدلوا منها حرفًا أجلد منها، موافقًا للذي بعده في مخرجه وهو التاء، ثم أدغموا فقالوا: اتّخذ يتّخذ فهو متّخذ.
وحداهم على إبدال الياء أيضًا، أنهم لو قالوا في الماضي: ايتخذ، لقالوا في المستقبل: ياتخذ، وفي اسم الفاعل موتخذ؛ فكانت ياءً تارةً، وألفًا تارةً، وواوًا تارةً؛ وذلك مستوحش). [فتح الوصيد: 2/1075]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([847] وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا
ح: (ضمة الدال): مفعول الفعلين، أعمل الثاني فيه أو الأول، صادقًا: حال من فاعل الفعل، (تخذت): مفعول (خفف)، والفاء زائدة، (حلا): حال من فاعل (دم)، أي: ذا حُلا، أو تمييز.
ص: قرأ أبو بكر: {من لدني} [76] بإسكان الدال مع إشمامها، وهو تحريك العضو من غير صوتٍ يسمع، أما الإسكان: فللتخفيف، وأما الإشمام: فللدلالة على أن الأصل الضمة، كما فعل في: {من لدنه} [2].
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لتخذت عليه أجرًا} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء على أنه (فعل) من الثلاثي من (تخذ)، والباقون: {لتخذت} بالتشديد والفتح، على أنه (افتعل) من (اتخذ)، وهو المشهور، نحو: {واتخذوا آياتي} [56]، {اتخذوا أيمانهم جنة} [المجادلة: 16] ). [كنز المعاني: 2/403] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "لتخذت عليه أجرا" فخفف التاء وكسر الخاء ابن كثير وأبو عمرو، فيكون الفعل تخذ مثل علم، قال أبو عبيد: هي مكتوبة هكذا وهي لغة هذيل، وقرأ الباقون بتشديد التاء وفتح الخاء، فيكون الفعل اتخذ نحو: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}، {وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}، وذلك كثير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/341]
في القرآن ماضيه ومضارعه نحو: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ}، وتلك اللغة لم يأتِ مضارعها في القرآن ولا ماضيها في غير هذا الموضع، وإعراب قوله: دم حلا كإعراب دم يدا؛ أي: ذا حلا أو يكون تمييزا نحو: طب نفسًا، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/342]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (847 - .... .... .... .... .... = تخذت فخفّف واكسر الخاء دم حلا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: لتخذت عليه أجرا.
بتخفيف التاء الأولى وكسر الخاء وقرأ غيرهما بتشديد التاء وفتح الخاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَاتَّخَذْتَ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ (لَتَخِذْتَ) بِتَخْفِيفِ التَّاءِ وَكَسْرِ الْخَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفِ وَصْلٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ وَأَلِفِ وَصْلٍ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِظْهَارِ ذَالِهِ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وابن كثير {لتخذت} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء من غير ألف، والباقون بتشديد التاء وفتح الخاء مع ألف الوصل، وذكر إظهار الذال منه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (753- .... .... .... .... .... = .... .... تخذ الخا اكسر وخف
754 - حقًّا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تخذ) يريد أنه قرأ قوله تعالى: «لتخذت عليه أجرا» بكسر الخاء وتخفيف التاء من غير ألف ابن كثير والبصريان كما سيأتي في أول البيت الآتي بعد وهي لغة هذيل، والباقون بتشديد التاء وفتح الخاء وألف وصل افتعل من اتخذ أدغمت التاء التي هي فاء الافتعال). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (حقّا) البصريان، وابن كثير لتخذت عليه أجرا بتخفيف التاء الأولى وكسر الخاء، وهي لغة هذيل، يقولون: تخذ بكسر العين يتخذ، بمعنى: أخذ.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/434]
والباقون بتشديدها وفتح الخاء: افتعل، من (اتخذ)، أدغمت التاء التي هي فاء في تاء «الافتعال» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن والمطوعي "يُضَيِّفُوهُمَا" بكسر الضاد وسكون الياء مخففة من أضافه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "أَنْ يَنْقَض" بضم الياء وتخفيف الضاد مبنيا للمفعول
[إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
وهي مروية عنه -صلى الله عليه وسلم- كما في البحر، والجمهور على فتح الياء وتشديد الضاد أي: يسقط فوزنه انفعل نحو: انجر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَتَّخَذْت" [الآية: 77] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بتاء مفتوحة مخففة وخاء مكسورة بلا ألف وصل من تخذ بكسر عينه، يتخذ بفتحها كعتب يعتب، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بهمزة وصل وتشديد التاء وفتح الخاء افتعل من اتخذ، أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الأفتعال، وأظهر ذالها ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئت} [77] إبداله لسوسي دون ورش لا يخفى). [غيث النفع: 829]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتخذت} قرأ المكي والبصري بتخفيف التاء الأولى، وكسر الخاء، من غير ألف وصل، والباقون بألف وصل، وتشديد التاء، وفتح الخاء، ولم يدغم الذال في التاء المكي وحفص، وأدغمه الباقون). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}
{فَانْطَلَقَا}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش في الآية/71 من هذه السورة.
{أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي وعاصم
[معجم القراءات: 5/274]
وأبو جعفر ويعقوب (.. أن يضيفوهما) بتشديد الياء من (ضيف).
- وقرأ عاصم في رواية المفضل وأبان، وابن الزبير والحسن وأبو رجاء العطاردي وأبو رزين وابن محيصن والمطوعي (أن يضيفوهما) بكسر الضاد وسكون الياء من (أضاف).
يقال: ضافه إذا كان له ضيفًا، وأضافه وضيفه أنزله، وجعله ضيفًا.
- وقرأ ابن الزبير وأبو رزين وأبو رجاء وسعيد بن جبير (أن تضيفوهما) بالتاء، وتخفيف الياء، كذا جاءت هذه القراءة عند ابن خالويه في مختصره.
ولعل الصواب أنه بالياء من تحت، وقد ذكر هو قراءة ابن الزبير في صفحة تالية بالياء والتخفيف.
كما عقب المحقق على قراءة التاء بقوله: (والصواب: هو الياء مكان التاء وراجع صفحة 92 سطر 9) كذا حيث جاءت قراءة الياء عن ابن الزبير.
- وقرأ الأعمش (فأبوا أن يطعموها).
{يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}
- قراءة الجمهور (... أن ينقض) بالضاد المعجمة المشددة.
قال أبو حيان:
(أي يسقط، من انقضاض الطائر، ووزنه انفعل نحو: انجر).
- وقرأ أبي بن كعب والمطوعي، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (.. أن ينقض) بضم الياء وفتح القاف والضاد خفيفة، مبنيًا للمفعول من (نقضه).
[معجم القراءات: 5/275]
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (... لينقض) باللام، وهو منصوب بأن مضمرة، وهو مبني للمفعول أيضًا.
قال ابن جني:
(... إن شئت قلت: إن اللام زائدة، واحججت فيه بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم [يريد أن ينقض]، وإن شئت قلت: تقديره: إرادته لكذا، كقولك: قيامه لكذا، وجلوسه لكذا، ثم وضع الفعل موضع مصدره...).
- وجاءت القراءة في المحرر (.. لينقض) كذا!! وهو من عمل المحققين.
- وقرأ الزهري وأبو رجاء وأبي بن كعب ويحيى بن يعمر (.. أن ينقاض) بألف وضاد معجمة خفيفة، وهو من قولهم: قضته فانقاض، أي هدمته فانهدم.
قال العكبري: (وهو من قولك: أنقاض البناء إذا تهدم، وهو ينفعل).
وقال أبو علي: (المشهور عن الزهري بصاد غير معجمة).
وقرأ أبو شيخ البناني وخليد العصري في إحدى الروايتين عنهما، وابن مسعود (.. أن ينقاض) بتشديد الضاد المعجمة، مثل: يحمار.
قال ابن خالويه: (أي يسقط بسرعة).
وقال العكبري: (من قولك: انقاضت السن إذا انكسرت).
وقال الزجاج: (وينقاض: ينشق طولًا، يقال: انقاضت سنه إذا انشقت طولًا).
[معجم القراءات: 5/276]
- وقرأ الزهري ويحيى بن يعمر (.. أن ينفاض) بالفاء وتشديد الضاد، وانفض الشيء: انكسر، وقيل: تفرق.
- وقرأ علي وعكرمة وابن مسعود وأبو شيخ خيران بن خالد الهناني وخليد بن سعد ويحيى ابن يعمر والزهري [وهو المشهور عنه] وأبو العالية وأبو عثمان النهدي (.. أن ينقاض) بالقاف وألف ثم صاد غير معجمة، ووزنه ينفعل اللازم.
قال ابن حجر:
(وعن علي أنه قرأ (ينقاص) بالمهملة، وقال ابن خالويه: يقولون: انقاصت السن إذا انشقت طولًا، وقيل: إذا تصدعت كيف كان.
وقال ابن فارس: قيل: معناه كالذي بالمعجمة، وقيل: الشق طولًا.
وقال ابن دريد: انقاض: بالمعجمة، انكسر، وبالمهملة: انصدع).
- وذر الماوردي قراءة يحيى بن يعمر (يريد أن ينقص) بالصاد غير المعجمة قال: (بالصاد غير المعجمة، من النقصان) كذا!
{فَأَقَامَهُ}
- قراءة الجماعة (فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه).
- وذكر أبو بكر بن الأنباري: عن ابن عباس عن أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه).
[معجم القراءات: 5/277]
قال أبو بكر:
(وهذا الحديث إن صح سنده فهو جارٍ من الرسول صلى الله عليه وسلم مجرى التفسير، وأن بعض الناقلين أدخل تفسير قرآن في موضع، فسرى أن ذلك قرآن نقص من مصحف عثمان على ما قاله بعض الطاعنين) اهـ والنص مثبت في تفسير القرطبي وعنه أخذت.
وقال أبو حيان:
(ووقع هذا في مصحف عبد الله).
قلت: إن هذه الزيادة على قراءة الجماعة تشبه أن تكون من عمل ابن مسعود رضي الله عنه، وقد ورد عنه قريب من هذا في مواضع من القرآن المنقول عنه، وقد أثبته في مواضعه، ولم أجد في هذه الآية هذه الزيادة في المطبوع من مصحفه.
{قَالَ لَوْ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{شِئْتَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأصبهاني (شيت) بإبدال الهمزة ياء.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف، بالإبدال.
{لَاتَّخَذْتَ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر (لاتخذت) بهمزة وصل، وتشديد التاء، وفتح الخاء، افتعل من (اتخذ)، وقد أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الافتعال، وصورتها في الرسم العثماني (لتخذت).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي
[معجم القراءات: 5/278]
والحسن وابن مسعود وقتادة وأبو بحرية ومجاهد وابن عباس، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتخذت) بتاء الخطاب وخاء معجمة مكسورة، يقال: تخذ واتخذ نحو تبع واتبع.
قال أبو حيان:
(.. حدثنا المازني عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقرأ: (لتخذت عليه أجرًا)، فسألته عنه، فقال: هي لغة فصيحة، وأنشد قول الممزق العبدي:
وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها = نسيفًا كأفحوص القطاة المطرق
يقال: اتخذ يتخذ اتخاذًا، وتخذ يتخذ تخذًا بمعنى).
النص من تذكرة النحاة..
- وجدت في اللسان والتاج قراءة منسوبة إلى أبي زيد، وهي: (لتخذت) كذا جاء الضبط بفتح الخاء، ثم قال: (وكذلك هو مكتوب في الإمام، وبه يقرأ القراء، ومن قرأ: (لاتخذت) بالألف وفتح الخاء فإنه يخالف الكتاب).
[معجم القراءات: 5/279]
قلت: سياق هذا النص عن أبي زيد يدل على أنه أراد (لتخذت) بكسر الخاء، وليس بفتحها، وقد وقع الخطأ في ضبط القراءة في اللسان، وتابعه على ذلك محقق نص التاج، فضبطه بفتح الخاء وليس بالصواب.
وكنت جعلت هذت في أصول المعجم قراءة غير أني عدلت عن هذا بعد مراجعة النص المروي عن أبي زيد مرة بعد مرة.
فأن فتح الله على قارئ بغير ما ذهبت إليه فليرشدني إلى الصواب.
- وفي حرف أبي (لو شئت لأوتيت عليه أجرًا).
إدغام الذال في التاء وإظهارها:
- قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس في أحد الوجهين والتمار بإظهار الذال.
- وأدغم الذال في التاء أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي، وحماد ويحيى عن أبي بكر عن عاصم ورويس في وجهه الثاني، والتمار ويعقوب وخلف وأبو جعفر.
قال القرطبي: (وأدغم بعض القراء الذال في التاء، ولم يدغمها بعضهم) ). [معجم القراءات: 5/280]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:15 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (78) إلى الآية (82) ]

{قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}

قوله تعالى: {قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فِرَاقٌ) منون (وَبَيْنَكَ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون على الإضافة، وهو الاختيار ليجمع الماضي والمستقبل). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فراق} [78] راؤه مفخم للجميع، لوجود حرف الاستعلاء بعده). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)}
{هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}
- قرأ مسلم بن بشار (أو: يسار) (هذا فراق...) بفتح الفاء.
والفراق: الفراق.
- وقراءة الجماعة (هذا فراق بيني وبينك) بكسر الفاء، من غير تنوين على الإضافة، والفتح والكسر لغتان كسحاب وكتاب.
- وقرأ ابن أبي عبلة (فراق بيني وبينك) بالتنونين، ونصب ما بعده على الظرفية.
{سَأُنَبِّئُكَ}
- قراءة الجماعة (سأنبئك) من (نبأ) مهموزًا.
- وقرأ ابن وثاب (سأنبيك) بإخلاص الياء من غير همز.
وعن حمزة في الوقف وجهان:
1- تسهيل الهمزة بين بين أي بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه، وهو ما عليه الجمهور.
2- الثاني إبدال الهمزة ياء على ما ذكره الأخفش، وهو المختار عند من أخذ بالتخفيف الرسمي.
وذكر ابن الجزري وجهين آخرين، وردهما:
1- التسهيل بين الهمزة والياء.
2- إبدال الهمزة واوًا.
قال: (وكلاهما لا يصح).
{بِتَأْوِيلِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني
[معجم القراءات: 5/281]
(بتاويل) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (بتأويل) ). [معجم القراءات: 5/282]

قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) }
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)}
{لِمَسَاكِينَ}
- قراءة الجمهور (لمساكين) بتخفيف السين، جمع مسكين، وهو الفقير.
- وقرأ علي بن أبي طالب وقطرب (لمساكين) بتشديد السين جمع مساك جمع تصحيح، أي: لملاحين، وقيل أراد بالمساكين دبغة المسوك، وهي الجلود، قالوا: (والأظهر قراءة التخفيف).
قال ابن خالويه:
(سمعت ابن مجاهد يقول ذلك، ويزعم أن قطريًا قرأ بذلك).
{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ}
- قراءة الجمهور (... وراءهم) وهو لفظ يطلق على الخلف والأمام، ومعناه هنا: أمامهم.
- وقرأ ابن عباس وابن جبير وابن شنبوذ وأبي بن كعب وابن مسعود (أمامهم).
{يَأْخُذُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ياخذ) بإبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 5/282]
- وكذلك بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز (يأخذ).
{يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ}
- قراءة الجماعة (يأخذ كل سفينة...).
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وابن عباس وعثمان بن عفان وابن شنبوذ (يأخذ كل سفينةٍ صالحةٍ...).
- وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (يأخذ كل سفينةٍ صحيحةٍ...).
{سَفِينَةٍ غَصْبًا}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين). [معجم القراءات: 5/283]

قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)}
{فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ}
- قراءة الجماعة (فكان أبواه مؤمنين)، أبواه: اسم كان مرفوع، مؤمنين: خبرها منصوب.
- وقرأ ابن عباس وأبي بن كعب (وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين).
- وفي مصحف أبي بن كعب (أما الغلام فكان أبواه مؤمنين وكان كافرًا).
وقال أبو حيان: (ونص في الحديث على أنه كان كافرًا مطبوعًا
[معجم القراءات: 5/283]
على الكفر).
- وقرأ أبو سعيد الخدري وعاصم الجحدري (فكان أبواه مؤمنان) بالرفع فيهما، وخرج ابن جني هذه القراءة على وجهين: الأول: أن يكونه اسم (كان) ضمير الغلام، أي فكان هو أبواه مؤمنان، والجملة بعده خبر (كان).
الثاني: أن يكون اسم (كان) مضمرًا فيها، وهو ضمير الشأن والحديث، أي فكان الحديث أو الشأن أبواه مؤمنان، والجملة بعده خبر لـ(كان) على ما مضى.
وذكر أبو حيان أن الرازي أجاز أن يكون (مؤمنان) على لغة بني الحارث بن كعب فيكون منصوبًا، مع ملازمته الألف، ويكون (أبواه) اسم كان.
{مُؤْمِنَيْنِ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا مرارًا، انظر الآية/99 من سورة يونس.
{فَخَشِينَا}
- قراءة الجماعة (فخشينا) من الخشية، بمعنى كرهنا، وعند الفراء على معنى: علمنا.
وذهب الزجاج إلى أن (فخشينا) من كلام الخضر.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (فخاف ربك) من الخوف، وذكروا أنها جاءت كذلك في مصحف عبد الله.
[معجم القراءات: 5/284]
والمعنى: فكره ربك كراهة من خاف من سوء عاقبة الأمر فغيره.
قال الأخفش:
(وأما خشينا فمعناه (كرهنا)؛ لأن الله لا يخشى، وهو في بعض القراءات (فخاف ربك).
وهو مثل: خفت الرجلين أن يقولا، وهو لا يخاف من ذلك أكثر من أنه يكرهه لهما).
وقال الفراء:
(وهي في قراءة أبي: (فخاف ربك) على معنى: علم ربك).
وقال أبو حيان:
(وقرأ ابن مسعود (فخاف ربك)، وهذا بين في الاستعارة في القرآن في جهة الله تعالى من (لعل وعسى)، فإن جميع ما في هذا كله من ترج وتوقعٍ وخوفٍ وخشيةٍ إنما هو بحسبكم أيها المخاطبون).
- وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ (فعلم ربك) ذكر هذا القرطبي.
قلت: يغلب على ظني أنها قراءة على التفسير من أجل بيان المراد بالخشية في جنب الله). [معجم القراءات: 5/285]

قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {أَن يبدلهما ربهما} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {أَن يبدلهما} {وليبدلنهم} النُّور 55 و{أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن} التَّحْرِيم 5 و{أَن يبدلنا خيرا مِنْهَا} ن 32 خفافا أجمع
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو في الْكَهْف وَالتَّحْرِيم ون والنور مشددا كُله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي في الْكَهْف وَالتَّحْرِيم ون مخففا وفي النُّور {وليبدلنهم} مشددا وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم أَنه خفف في الْكَهْف وَالتَّحْرِيم ون وشدد في النُّور). [السبعة في القراءات: 396 - 397]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (30 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {وَأقرب رحما} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {رحما} سَاكِنة الْحَاء
وَقَرَأَ ابْن عَامر {رحما} مُثقلًا
وروى عَن أَبي عَمْرو {رحما} و{رحما}
عَبَّاس بن الْفضل عَنهُ أَنه قَالَ أَيهمَا شِئْت فاقرأ وَأَنا أَقرَأ {رحما} بِالضَّمِّ
وروى علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو {وَأقرب رحما} {وَأقرب رحما} بتسكين الْحَاء وتحريكها). [السبعة في القراءات: 397]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رحما) ثقيل شامي، ويزيد، وعباس، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 310]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أن يبدلهما) وفي التحريم، والقلم، مشددة مدني، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 310 - 311]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يبدلهما) [81]، وفي التحريم [5]، والقلم [32]: شديد: مدني، وأبو عمرو، وأيوب، وأبو عبيد، وأبو بشر.
(رحمًا) [81]: مثقل: دمشقي، بصري غير أبي عمرو إلا العباس ويزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/810]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو عمرو (أن يبدلهما) بالتشديد هنا وفي التحريم وسورة نون والقلم، وخفف الباقون؛ وأما قوله عز وجل (وليبدلنهم) في النور فإن ابن كثير وأبا بكر خففا، وشدد الباقون، ولم يختلف في غير هذه الأربعة). [التبصرة: 263]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (رحمًا) بضم الحاء، وأسكن الباقون). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو عمرو: {أن يبدلهما} (81)، هنا، وفي التحريم (5): {أن يبدله}، وفي ن والقلم (32): {أن يبدلنا خيرا}، في الثلاثة: مشددًا.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 352]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {رحما} (81): بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو عمرو وأبو جعفر: (أن يبدلهما) هنا وفي التّحريم (أن يبدله) وفي
[تحبير التيسير: 447]
نون والقلم (أن يبدلنا) في الثّلاثة مشددا، والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 448]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُبَدِّلَهُمَا) مشدد، وفي القلم والتحريم مدني، وأَبُو عَمْرٍو، وأبو عبيد في قول الْخُزَاعِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأيوب، وهو الاختيار، لأنه آكد، الباقون خفيف وأما في النور خفيف سعيد عن المفضل، وأبو بكر، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو، وأما (يُبَدِّلُ اللَّهُ) في الفرقان خفيف الجعفي، وهارون عن أبي يكر، وأبان، وجبلة عن المفضل، الباقون مشدد، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([81]- {يُبْدِلَهُمَا} هنا، و{يُبْدِلَهُ} في [التحريم: 5]، و{يُبْدِلَنَا} في [القلم: 32] مشدد: نافع وأبو عمرو.
[81]- {رُحْمًا} مثقل: ابن عامر). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (848 - وَمِنْ بَعْدُ بِالتَّخْفِيفِ يُبْدِلَ هَاهُنَا = وَفَوْقَ وَتَحْتَ الْمُلْكِ كَافِيهِ ظَلَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([848] ومن بعد بالتخفيف يبدل هاهنا = وفوق وتحت الملك (كـ)ـافيه (ظـ)ـللا
المبرد: «بدلت وأبدلت بمعنًى واحدٍ».
وأبو عمرو يحتج بقوله تعالى: {وإذا بدلنا ءاية مكان ءاية} و{لا تبدیل لخلق الله}.
وقال ثعلب: «التبديل: تغيير الصورة إلى غيرها، والجوهرة بعينها، والإبدال: تنحية الجوهرة واستئناف أخرى».
وأنشد لأبي النجم:
عزل الأمير للأمير المبدل.
قال: «ألا نحى جسمًا وجعل مكانه آخر».
وقال الله تعالى: {بدلنهم جلودًا غيرها}، فتغيرت الصورة دون الجوهرة.
واحتج المبرد بقول الله تعالى: {يبدل الله سيئاتهم حسنت}، فقد أزال السيئات وجعلها حسنات.
قال: «والذي قاله ثعلب حسن، إلا أنهم يجعلون بدلت بمعنى أبدلت».
[فتح الوصيد: 2/1076]
وقوله: (كافيه ظللا): الهاء في (كافيه)، عائدة على يبدل بالتخفيف في المواضع الثلاثة.
وإنما (ظلل)، لأنه بإجماع من أهل العربية لا مطعن فيه، لأنه في المواضع الثلاثة تبديل للجوهرة بأخرى.
وإنما تكلم النحاة في قراءة التشديد، لأنهم زعموا أن التشديد إنما يستعمل في تغيير الصفة دون الجوهرة. وذلك لا يصح في هذه المواضع الثلاثة.
ووجه التشديد، ما قاله المبرد رحمه الله: «إنه قد يستعمل أحدهما في مكان الآخر».
فيكون قراءة التشديد على قوله-معنى قراءة التخفيف). [فتح الوصيد: 2/1077]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([848] ومن بعد بالتخفيف يبدل ههنا = وفوق وتحت الملك كافيه ظللا
ح: (من بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (تخذت)، (يبدل): مبتدأ، (بالتخفيف): خبر، (فوق): عطف على (ههنا)، أي: فوق الملك نحو:
............ = بين ذراعي وجبهة الأسد
(كافيه ظللا): مبتدأ وخبر، والهاء: لـ (يبدل).
ص: قرأ ابن عامر والكوفيون وابن كثير: {فأردنا أن يبدلهما ربهما} ههنا [8]، و{أن يبدله أزواجًا} في سورة التحريم [5] فوق الملك، و{أن يبدلنا خيرًا منها} في نون [32] تحت الملك بالتخفيف في الثلاثة من (أبدل)، والباقون: بالتشديد من (بدل)، وهما لغتان، كـ (أنزل) و (نزل)، وقيل: التبديل تغيير الصفة، والإبدال: تغيير الجوهر.
ومدح التخفيف بالتظليل لإجماع العربية أن لا يطعن فيه، ولأن تغيير الجوهر في الثلاثة حاصل). [كنز المعاني: 2/404]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (848- وَمِنْ بَعْدُ بِالتَّخْفِيفِ يُبْدِلَ هَهُنَا،.. وَفَوْقَ وَتَحْتَ الْمُلْكِ "كَـ"ـافِيهِ "ظَـ"ـلَّلا
أي: من بعد "لتخذت": {أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا}، وفوق الملك وتحتها؛ يعني: سورتي التحريم، ونون: {أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا}، {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا}.
فحذف الناظم المضاف إليه بعد فوق اكتفاء بذكره له بعد "تحت"، ومثله:
بين ذراعي وجبهة الأسد
قال أبو علي: بدل وأبدل يتقاربان في المعنى كما أن نزّل وأنزل كذلك إلا أن بدل ينبغي أن يكون أرجح لما جاء في التنزيل من قوله
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/342]
تعالى: {لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}، ولم يجيء فيه الإبدال، وقال: وإذا بدلنا آية مكان آية: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا}، {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ}.
وسيأتي ذكر الخلاف في الذي في سورة النور: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}.
قال الشيخ والهاء في كافيه عائدة على يبدل بالتخفيف في المواضع الثلاثة وإنما ظلل؛ لأنه بإجماع من أهل العربية لا مطعن فيه؛ لأنه في المواضع الثلاثة تبديل الجوهرة بأخرى، وإنما تكلم النحاة في قراءة التشديد؛ لأنهم زعموا أن التشديد إنما يستعمل في تغير الصفة دون الجوهر.
قلت: هذا قول بعضهم وليس بمطرد، وقد رده أبو علي، وقال المبرد: يستعمل كل واحد منهما في مكان الآخر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/343]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (848 - ومن بعد بالتّخفيف يبدل هاهنا = وفوق وتحت الملك كافيه ظلّلا
قرأ ابن كثير وابن عامر والكوفيون: أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً في هذه السورة، أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً في التحريم، عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً في القلم. بتخفيف الدال في المواضع الثلاثة، ويلزمه سكون الباء. وقرأ نافع وأبو عمرو بتشديد الدال مع فتح الباء في المواضع الثلاثة.
ومعنى قوله (ومن بعد) أن لفظ يُبْدِلَهُما وقع بعد لفظ لَاتَّخَذْتَ في التلاوة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151- .... .... كُلَّ يُبْدِلَ خِفَّ حُطْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: كل يبدل خف حط أي قرأ المرموز له (بحاء) حط وهو يعقوب بتخفيف دال يبدل كيف وقع وهذا معنى قوله كل وهو هنا {أن يبدلهما ربهما} [81] وفي التحريم {أن يبدله} [5] وفي نون {أن يبدلنا} [33] وعلم من الوفاق لخلف كذلك ولأبي جعفر بالتشديد من التبديل). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ يُبْدِلَهُمَا هُنَا، وَفِي التَّحْرِيمِ أَنْ يُبْدِلَهُ، وَفِي " ن " أَنْ يُبْدِلَنَا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو بِتَشْدِيدِ الدَّالِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وأبو عمرو {أن يبدلهما} هنا [81]، وفي التحريم [5] {أن يبدله}، وفي ن {أن يبدلنا} [32] بتشديد الدال، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رحمًا} [81] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (754- .... ومع تحريم نونٍ يبدلا = خفّف ظبًا كنزٍ دنا النّور دلا
755 - صف ظنّ .... .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي رُحْمًا عِنْدَ هُزُوًا مِنَ الْبَقَرَةِ، وَكَذَا عُسْرًا وَيُسْرًا). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (حقّا) ومع تحريم نون يبدلا = خفّف (ظ) با (كنز) (د) نا النّور (د) لا
أي قرأ يعقوب ابن عامر والكوفيون وابن كثير بتخفيف لفظ يبدل هنا وفي التحريم وفي ن على أنه مضارع أبدل وكذلك قرأ ابن كثير وأبو بكر ويعقوب المرموز لهم في أول البيت الآتي «ليبدّلنهم» في النور، والباقون بالتشديد في الجميع مضارع بدل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو [ظاء] (ظبا) يعقوب، و(كنز) الكوفيون، وابن عامر، ودال (دنا) ابن كثير: أن يبدلهما هنا [81] [و] عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزوجا في التحريم [5] [و] أن يبدلنا في «ن» [القلم: 32] بتخفيف الدال، على أنه مضارع «أبدل»، وكذلك قرأ ذو دال (دلا) ابن كثير، وصاد (صف) أبو بكر وظاء (ظن) يعقوب: وليبدلنّهم بالنور [55] والباقون بتشديد الدال في الجميع مضارع «بدّل» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ يُبْدِلَهُمَا" [الآية: 81] هنا وفي [التحريم الآية: 5] "أَنْ يُبْدِلَه" وفي [نون الآية: 32] "أَنْ يُبْدِلَنَا" فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح الموحدة وتشديد الدال في الثلاثة من بدل، وافقهم اليزيدي، والباقون بسكون الموحدة وتخفيف الدال من أبدل في الثلاثة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رحما" [الآية: 81] بضم الحاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالسكون وسبق بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن يبدلهما} [81] قرأ نافع والبصري بفتح الباء، وتشديد الدال، والباقون بإسكان الباء، وتخفيف الدال). [غيث النفع: 829]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رحما} قرأ الشامي بضم الحاء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)}
{أَنْ يُبْدِلَهُمَا}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي، وحفص وأبو بكر
[معجم القراءات: 5/285]
عن عاصم، والحسن وابن محيصن ويعقوب (أن يبدلهما) بالتخفيف من (أبدل).
- وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وشيبة وحميد والأعمش وابن جرير واليزيدي (أن يبدلهما) بتضعيف الدال من (بدل).
{خَيْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً}
- قرأ ابن عباس (أزكى منه).
- وقراءة الجماعة (خيرًا منه...).
{وَأَقْرَبَ رُحْمًا}
- قراءة الجماعة: (وأقرب...).
- وقرأ ابن عباس (وأوصل...).
{رُحْمًا}
- قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو من رواية علي بن نصر وعباس بن الفضل عنه أيضًا وابن عباس (رحمًا) ساكنة الحاء.
[معجم القراءات: 5/286]
- وقرأ ابن عامر، وأبو عمرو من رواية عباس بن الفضل وعلي بن نصر، وهارون وأبو جعفر في رواية ويعقوب وأبو حاتم (رحمًا) بضم الحاء.
قال ابن مجاهد:
(وروى عن أبي عمرو (رحمًا) و(رحمًا) عباس بن الفضل، وعنه أنه قال: أيهما شئت فاقرأ، وأنا أقرأ: (رحمًا) بالضم.
وروى علي بن نصر عن أبي عمرو (وأقرب رحمًا) و(وأقرب رحمًا) بتسكين الحاء وتحريكها).
- وقرأ ابن عباس وابن جبير وأبو رجاء (رحمًا) بفتح الراء وكسر الحاء). [معجم القراءات: 5/287]

قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
{تَأْوِيلُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (تاويل) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- وقراءة الجماعة بالهمز (تأويل).
{مَا لَمْ تَسْطِعْ}
- قراءة الجمهور (ما لم تسطع) بدون التاء الثانية، وهو مضارع اسطاع.
قال ابن السكيت: (يقال: ما أستطيع، وما أسطيع...).
[معجم القراءات: 5/287]
وأصل اسطاع: استطاع على وزن استفعل، فالمحذوف منه تاء الاستفعال، لوجود الطاء التي هي أصل.
وقال الشهاب:
(أصله تستطع، فحذفت تاء الاستفعال، وقيل المحذوف الطاء الأصلية، ثم أبدلت التاء طاءً لوقوعها بعد السين، وهو تكلف...، وإنما خص هذا بالتخفيف لأنه لما تكرر في القصة ناسب تخفيف الأخير منه).
وقال أبو حاتم: (... تسطع: كذا نقرأ في خط المصحف).
- وقرأت فرقة (... ما لم تستطع) بالتاء على الأصل.
- وروى ابن يونس عن العبسي عن حمزة (ما لم تسطع) بتشديد الطاء.
قلت: هذا يقتضي اجتماع ساكنين على غير حده، والنطق بمثل هذا عسير.
- وقرأ (تصطع) بالصاد أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع). [معجم القراءات: 5/288]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة