العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في سورة يوسف

القراءات في سورة يوسف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

مقدمات القراءات في سورة يوسف

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة يُوسُف). [السبعة في القراءات: 343]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر اخْتلَافهمْ في سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (يوسف عليه السلام). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة يوسف). [المنتهى: 2/757]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة يوسف عليه السّلام) ). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سورة يوسف). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة يوسف). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة يوسف). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [فتح الوصيد: 2/1004]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([12] سورة يوسف عليه السلام ). [كنز المعاني: 2/328]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة يوسف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/260]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف يوسف عليه السلام). [الوافي في شرح الشاطبية: 293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ يُوْسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وَالرَّعْدِ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة يوسف عليه الصلاة والسلام والرعد). [شرح الدرة المضيئة: 152] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة يوسف عليه السّلام). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة يوسف عليه السلام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة يوسف عليه الصلاة والسلام). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ((12) سُورة يُوسُف). [معجم القراءات: 4/169]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [التبصرة: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([مكية] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مكية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مكية اتفاقًا). [غيث النفع: 727]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وإحدى عشرة آية في الكوفي والمدني). [التبصرة: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مائة [وإحدى عشرة آية] اتفاقا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها مائة وأحد عشر
وفيها "مشبه الفاصلة" اثنا عشر: الر، سكينا، السجن فتيان، يابسات، معا، حمل بعير، كيل بعير، فصبر جميل، ما يأت، بصيرا لأولى، الألباب.
وعكسه: عشاء يبكون، بضع سنين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآيها مائة وإحدى عشرة بلا خلاف، جلالاتها أربع وأربعون. وما بينها وبين سابقتها من الوجوه لا يخفى). [غيث النفع: 727]

الياءات
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{لي ساجدين} [4]،{ليحزني أن} [13]، {ربي أحسن} [23]، {إني أراني} [36]، و{إني أراني} [36]، {أراني أحمل} [36]، و{أراني أعصر} [36]، {ربي إني} [37]، {ءاباءي} [38]، {إني أرى} [43]، {لعلي} [46]، {نفسي إن} [53]، {رحم ربي} [53]، {أني أوفي} [59]، {إني أنا} [69]، {يأذن لي أبي أو} [80]، {وحزني} [86]، {إني أعلم} [96]، {ربي إنه} [98]، {أحسن بي إذ} [100]، {وبين إخوتي إن} [100]، و{سبيلي أدعوا} [108]:
فتحهن مدني إلا {لي ساجدين}، زاد العمري فتح (إني رأيت) [4] وأسكن إسحاق، وإسماعيل طريق أبي الزعراء، والمعلم {أني أوفي}. وأسكن عمري، وإسحاق، وقالو غير ابن صالح وأبي مروان، وورشٌ
[المنتهى: 2/766]
من طريق الأسدي {إخوتي}.
وفتح أبو عمرو إلا {ليحزنني أن}، و{أني أوفي}، {وبين إخوتي}، و{سبيلي أدعوا}.
وفتح مكي {ليحزنني أن}، و{ربي أحسن}، و{أراني} فيهما، و{إني أرى}، و{ءاباءي}، و{لعلي}، {إني أنا}، {إني أعلم}، {أبي أو}.
وفتح دمشقي {ءاباءي}، و{لعلي}، و{وحزني}، زاد أبو بشر {إني أراني} فيهما، و{يأذن لي أبي}، و{أحسن بي}، وفتح الأعشى {لي ساجدين}.
{حتى تؤتون} [66]: بياء حجازي بصري غير أيوب والفليحي وقالون إلا سالمًا وأبا مروان، وورشٍ إلا طريق ابن عيسى، وإسحاق طريق ابنه.
[المنتهى: 2/767]
زاده في الوقف مكي، وسلامٌ، ويعقوب.
{فأرسلون} [45]، {تقربون} [60]، و{تفندون} [94]: بياء في الحالين سلام، ويعقوب، وافق عباس عند الوصل.
{من يتق} [90]: بياء في الحالين قنبل طريق ابن مجاهد والواسطي وابن الصباح وابن بقرة، ويعقوب طريق البخاري). [المنتهى: 2/768]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها اثنتان وعشرون ياء:
{ليحزنني أن} (13): فتحها الحرميان.
{ربي أحسن} (23)، {أراني أعصر} (36) {أراني أحمل} (36)، {إني أرى سبع} (43)، {إني أنا أخوك} (69)، {أبي أو يحكم الله} (80) {إني أعلم} (96): فتح السبعة الحرميان، وأبو عمرو.
{إني أراني}، {إني أراني} (36): أعني الياء من (إني) في الموضعين، {ربي إني تركت} (37)، {نفسي إن النفس} (53)، {ربي إن} (53)، {يأذن لي أبي} (80): أعني الياء من (لي)، {ربي إنه هو} (98)، {بي إذ أخرجني} (100): فتح الثمانية نافع، وأبو عمرو.
{آبائي إبراهيم} (38)، {لعلي أرجع} (46): سكنهما الكوفيون.
{أني أوفي الكيل} (59)، و: {سبيلي أدعوا} (108): فتحهما نافع.
{وحزني إلى الله} (86): فتحها نافع، وابن عامر، وأبو عمرو.
[التيسير في القراءات السبع: 324]
{وبين إخوتي إن} (100): فتحها ورش). [التيسير في القراءات السبع: 325]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها [اثنتان] وعشرون ياء: (ليحزنني أن) فتحها الحرميان أبو جعفر (ربّي أحسن) (أراني أعصر) (أراني أحمل) (إنّي أرى سبع) (إنّي أنا أخوك) (أبي أو يحكم اللّه لي) (إنّي أعلم) فتح السّبعة الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو.
(إنّي أراني) و(إنّي أراني) أعني الياء من (إنّي) (ربّي إنّي تركت) (نفسي إن النّفس) (ربّي إن ربّي) (يأذن لي أبي) أعني الياء من (لي)، (ربّي إنّه) (بي إذ أخرجني) فتح الثّمانية نافع وأبو جعفر وأبو عمرو. (آبائي إبراهيم) (لعلي أرجع) سكنهما الكوفيّون ويعقوب.
(أنّي أوفي الكيل) (سبيلي أدعو) فتحهما نافع وأبو جعفر.
(وحزني إلى اللّه) فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر أبو جعفر.
(وبين إخوتي إن) فتحها ورش وأبو جعفر). [تحبير التيسير: 418]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها اثنتان وعشرون:
فتح الحرميان وأبو عمرو {رَبِّي أَحْسَنَ} [23]، {أَرَانِي أَعْصِرُ} [36]، {أَرَانِي أَحْمِلُ} [36]، {إِنِّي أَرَى سَبْعَ} [43]، {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} [96]، {أَبِي أَوْ} [80]، {إِنِّي أَعْلَمُ} [96]، والحرميان {لَيَحْزُنُنِي أَنْ} [13].
ونافع وأبو عمرو {أَحَدُهُمَا إِنِّي} [36]، {الْآخَرُ إِنِّي} [36]، {رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ} [37]، {نَفْسِي إِن} [53]، {رَحِمَ رَبِّي إِنَّ} [53]، {يَأْذَنَ لِي} [80]، و{رَبِّي إِنَّهُ} [98]، {أَحْسَنَ بِي إِذْ} [100]، {وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [86].
وافق ابن عامر في {وَحُزْنِي} [86]، ونافع {أَنِّي أُوفِي} [59]، و{سَبِيلِي أَدْعُو} [108].
وورش {وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ} [100].
وسكن الكوفيون {آبَائي إِبْرَاهِيمَ} [38]، و{لَعَلِّي أَرْجِعُ} [46]). [الإقناع: 2/673]

ياءات الْإِضَافَة
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
وَاخْتلفُوا في تَحْرِيك ياءات الْإِضَافَة في هَذِه السُّورَة في خَمْسَة وَعشْرين موضعا
فحركهن نَافِع كُلهنَّ وَاخْتلف عَنهُ في أَرْبَعَة أحرف {يَا بشري} 19 ورش عَنهُ يسكن الْيَاء وَكَذَلِكَ {مثواي} 23 وَأَصْحَاب نَافِع غَيره يفتحونهما
و {أَنِّي أوفي الْكَيْل} 59 إِسْمَاعِيل والمسيبي يقفانها عَن نَافِع
والقاضي عَن قالون يفتح
ورش بَين إخوتي مَوْقُوفَة و{سبيلي} مَفْتُوحَة وَعَن أَحْمد بن صَالح عَن قالون {وَبَين إخوتي إِن} 86 و{سبيلي أَدْعُو} 108 مفتوحتين
وَقَالَ القاضي عَن قالون {إخوتي} سَاكِنة الْيَاء
والمسيبي (سبيلي أدعوا) مَفْتُوحَة و{إخوتي إِن} مَوْقُوفَة
وأسكن ابْن كثير مِنْهَا ثَلَاثَة عشر يَاء {يدعونني إِلَيْهِ} 33 و{إِنِّي أَرَانِي أعصر} 36 وقف في يَاء {إِنِّي} وحرك يَاء {أَرِنِي} وَكَذَلِكَ {إِنِّي أَرَانِي أحمل} 36 و{رَبِّي إِنِّي تركت} 37 {وَمَا أبرئ نَفسِي إِن} 53 و{رَبِّي إِن} 53 و{أَنِّي أوفي الْكَيْل} 59 و{يَأْذَن لي أبي} 80 {وحزني إِلَى الله} 86 و{رَبِّي إِنَّه هُوَ} 98 و{أحسن بِي إِذْ أخرجني من السجْن} 100 و{سبيلي أَدْعُو} 108
وأسكن أَبُو عَمْرو خَمْسَة أحرف {ليحزنني أَن} 13 و{يدعونني إِلَيْهِ} و{أَنِّي أوفي الْكَيْل} و{إخوتي إِن} 100 و{سبيلي أَدْعُو} 108 وحرك الْبَاقِيَة
وحرك حَمْزَة والكسائي وَاحِدَة {أحسن مثواي} وأسكنا سائرهن وَكَذَلِكَ عَاصِم
وحرك ابْن عَامر خَمْسَة أحرف {يَا بشري} و{مثواي} و{لعَلي أرجع} 46 و{آبَائِي إِبْرَاهِيم} 38 {وحزني إِلَى الله} وأسكن الباقي
وحذفت من هَذِه السُّورَة يَاء الْإِضَافَة في قَوْله {حَتَّى تؤتون موثقًا من الله} 66 وَوَصلهَا بياء ووقف بياء ابْن كثير
وَوَصلهَا بياء نَافِع في رِوَايَة ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَكَذَلِكَ أَبُو عَمْرو وَصلهَا بياء ووقف بِغَيْر يَاء وروى المسيبي وورش عَن نَافِع بِغَيْر يَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف
وَوَصلهَا الْبَاقُونَ بِغَيْر يَاء وَبِذَلِك وقفُوا). [السبعة في القراءات: 352 - 354]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ثلاث وعشرون ياء إضافة، من ذلك (ليحزنني أن) قرأ الحرميان بالفتح، وقد ذكرنا (يا بشرى)، ومن ذلك (ربي أحسن مثواي) (أراني أعصر خمرًا) (أراني أحمل فوق) (إني أنا أخوك) (أبي أو يحكم) (إني أعلم) قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح في السبعة.
ومن ذلك (قال أحدهما إني) (وقال الآخر إني) (ربي إني تركت) (نفسي إن) (إلا ما رحم ربي إن) (يأذن لي) (ربي إنه) (بي إذ) قرأ نافع وأبو عمرو بالفتح في الثمانية
[التبصرة: 242]
ومن ذلك (آباءي إبراهيم) (لعلي أرجع) قرأ الكوفيون بالإسكان فيهما.
(أني أوفي الكيل) (سبيلي أدعو) قرأ نافع بالفتح فيهما.
(وحزني إلى الله) قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو بالفتح.
(أخوتي) قرأ ورش بالفتح). [التبصرة: 243]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (785 - وَأَنِّي وَإِنَّى الْخَمْسُ رَبِّي بِأَرْبَعٍ = أَرَانِي مَعاً نَفْسِي لَيُحْزِنُنِي حُلاَ
786 - وَفِي إِخْوَتِي حُزْنِي سَبِيلِي بِي وَلِي = لَعَلِّي آبَاءِي أَبِي فَاخْشَ مَوْحَلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([785] وأني وإني الخمس ربي بأربعٍ = أراني معًا نفسي ليحزنني حلا
[786] وفي إخوتي حزني سبيلي بي ولي = لعلي آباءي أبي فاخش موحلا
(أني) وما عطف عليه: مبتدأ. و(حلا): خبره.
و(الخمس)، أجمل في هذا اللفظ المفتوحة مع المكسورات.
والمفتوحة: {أني أوف الكيل} لاغير.
ومعنى (وفي إخوني)، وما بعده مع قوله: (فاخش موحلا)، أي فاخش موحلا في إخوتي، وما نسق عليه كما تقول:
وفي دار عمروٍ فاجلس). [فتح الوصيد: 2/1029]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([785] وأني وإني الخمس ربي بأربعٍ = أراني معًا نفسي ليحزنني حلا
[786] وفي إخوتي حزني سبيلي بي ولي = لعلي آباءي أبي فاخش موحلا
ب: (الموجل): مصدر (وجل الرجل) بالكسر إذا وقع في الوجل.
ح: (إني) وما عطف عليه: مبتدأ، (حُلا): خبره، و(الخمس): صفة
[كنز المعاني: 2/342]
(إني) المكسورة، (بأربعٍ): باؤه بمعنى (في)، أي: في أربعة مواضع، و(في إخوتي) مع المعطوف عليه، عطف على المبتدأ.
ص: ياءات الإضافة فيها اثنتان وعشرون: {أني أوي الكيل} [59]، و{إني} المكسورة في خمس مواضع، {إني أراني} مرتين [36]، {إني أرى} سبع [43]، {إني أنا أخوك} [69]، {إني أعلم} [96]، و{ربي} في أربعة مواضع: {إنه ربي أحسن مثواي} [23]، {مما علمني ربي} [37]، {ما رحم ربي} [53]، {سوف أستغفر لكم ربي} [98]، {أراني} في الموضعين: {أراني أعصرُ خمرًا}، {أراني أحمل} [36]، {وما أبرئ نفسي} [53]، {إني ليحزنني أن تذهبوا} [13]، {وبين إخوتي إن} [100]، {وحزني إلى الله} [86]، {سبيلي أدعوا} [108]، {وقد أحسن بي إذ أخرجني} [100]، {يأذن لي أبي} [80]، {لعلي أرجعُ} [46]، {آبائي إبراهيم} [38]، {أبي أو يحكم الله} [80].
وأشار إلى صعوبة التمييز بقوله: (فاخش موجلا) ). [كنز المعاني: 2/343]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (785- وَأَنِّي وَإِنَّى الخَمْسُ رَبِّي بِأَرْبَعٍ،.. أَرَانِي مَعًا نَفْسِي لَيُحْزِنُنِي حُلا
أني وما عطف عليه مبتدأ، وحلا: خبره والخمس: نعت؛ لأني المكسورة وحدها والمفتوحة واحدة وهي: "أني أوف الكيل" فتحها نافع وحده والخمس المكسورة "إنيَ أراني" مرتين فتحهما نافع وأبو عمرو، "إِنِّيَ أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ"، "إني أنا أخوك"، "إِنِّيَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ" فتحهن الحرميان وأبو عمرو، و"ربي" في أربعة مواضع و: "رَبِّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ" فتحها أيضا الحرميان وأبو عمرو، "ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيَ إِنِّي تَرَكْتُ"، "إلا ما رحم ربيَ"، "سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ" فتحهن نافع وأبو عمرو، وأراني معا؛ يعني: "أرانيَ أعصر"، "أَرَانِي أَحْمِلُ" فتحهما الحرميان وأبو عمرو، "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِيَ إِنَّ" فتحها نافع وأبو عمرو، "قَالَ إِنِّيَ لَيَحْزُنُنِي" فتحها الحرميان فهذه أربع عشرة ياء من جملة اثنين وعشرين، ثم ذكر الثماني الباقية فقال:
786- وَفِي إِخْوَتِي حُزْنِي سَبِيلِيَ بِي وَلِي،.. لَعَلِّي آبَاءِي أَبِي فَاخْشَ مَوْحَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/277]
أراد: "وَبَيْنَ إِخْوَتِيَ إِنَّ" فتحها ورش وحده، "وَحُزْنِيَ إِلَى اللَّهِ" فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر، {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو} فتحها نافع وحده، "بِيَ إِذْ أَخْرَجَنِي"، "ليَ أبي" فتحهما نافع وأبو عمرو، "لَعَلِّيَ أَرْجِعُ" فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر "ملة آبائي إبراهيم" كذلك: "أبيَ أو يحكم" فتحها الحرميان وأبو عمرو، وقوله: وفي إخوتي تقديره: والياءات المختلف فيها أيضا في هذه الألفاظ "إخوتي" وما بعده، وقوله: فاخش موحلا؛ يعني: في عددها واستخراج مواضعها؛ فإنها ملبسة لا سيما قوله: الخمس فقد يظن أنه نعت؛ لأني المفتوحة وتقرأ الأولى بالكسر وإنما هو نعت للمكسورة والأولى مفتوحة وقد يظن أن الخمس نعت لهما، ومجموعهما خمسة مواضع؛ أحدهما اثنان والآخر ثلاثة كما قال: "وفي مريم والنحل خمسة أحرف"، وقال "تسؤ" و"نشأ" ست؛ أي: مجموعهما ست؛ كل واحد ثلاثة، وقد تقدم بيان ذلك أو فاخش غلطا في استخراجها من السورة فلا تعد ما ليس منها نحو: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}، {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، ونحو ذلك، ولا خلاف في تسكينه والموحل مصدر وحل الرجل بكسر الحاء إذا وقع في الوحل بفتح الحاء وهو الطين الرقيق، وقال الشيخ -رحمه الله: أي فاخش موحلا في إخوتي وما نسق عليه كما تقول: وفي دار عمرو فاجلس، وفيها ثلاث زوائد:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/278]
"نرتع" أثبت ياءه قنبل بخلاف عنه في الحالين، "حتى تؤتوني موثقا" أثبتها ابن كثير في الحالين وأبو عمرو في الوصل، "من يتقي ويصبر" أثبتها قنبل وحده، وقلت في ذلك:
روائدها نرتع وتؤتون موثقا،.. ومن يتقي أيضا ثلاث تجملا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/279]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (785 - وأنّي وإنّي الخمس ربّي بأربع = أراني معا نفسي ليحزنني جلا
786 - وفي إخوتي حزني سبيلي بي ولي = لعلّي آبائي أبي فاخش موحلا
في هذه السورة ياءات الإضافة الآتي: أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ، إِنِّي أَرانِي* معا، إِنِّي أَرى، إِنِّي أَنَا أَخُوكَ وإِنِّي أَعْلَمُ، رَبِّي أَحْسَنَ، رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ، إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي، إِنَّهُ رَبِّي، رَبِّي إِنَّهُ، أَرانِي أَعْصِرُ، أَرانِي أَحْمِلُ، نَفْسِي إِنَّ، لَيَحْزُنُنِي أَنْ، إِخْوَتِي إِنَّ، وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ، سَبِيلِي أَدْعُوا، أَحْسَنَ بِي إِذْ، يَأْذَنَ لِي أَبِي، لَعَلِّي أَرْجِعُ، آبائِي إِبْراهِيمَ أَبِي أَوْ يَحْكُمَ. وقوله (فاخش موحلا) أي اخش غلطا.
والمقصود: تحذير القارئ من الخوض في إخوة يوسف حتى لا تزل قدمه، والموحل: بفتح الحاء مصدر وحل بكسر الحاء إذا وقع في الوحل بفتح الحاء وهو الطين الرقيق). [الوافي في شرح الشاطبية: 297]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ) لَيَحْزُنُنِي أَنْ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ رَبِّي أَحْسَنَ، أَرَانِي أَعْصِرُ، أَرَانِي أَحْمِلُ، إِنِّي أَرَى سَبْعَ، إِنِّي أَنَا أَخُوكَ، أَبِي أَوْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَتَحَ السَّبْعَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو أَنِّي أُوفِي فَتَحَهَا نَافِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ رِوَايَتَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ وَحُزْنِي إِلَى
[النشر في القراءات العشر: 2/296]
فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ فَتَحَهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَالْأَزْرَقُ عَنْ وَرْشٍ، وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ عَنِ النَّهْرَوَانِيِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، وَعَنْ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ قَالُونَ بِفَتْحِهَا سَبِيلِي أَدْعُو فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ إِنِّي أَرَانِي فِيهِمَا، وَرَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ، نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ، رَحِمَ رَبِّي إِنَّ لِي أَبِي رَبِّي إِنَّهُ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي فَتَحَ الثَّمَانِيَ: الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو آبَائِي إِبْرَاهِيمَ لَعَلِّي أَرْجِعُ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/297]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة اثنتان وعشرون:
{ليحزني أن} [13] فتحها المدنيان وابن كثير.
{ربي أحسن} [23]، {أراني أعصرُ} [36]، {أراني أحمل} [36]، {إني أرى} [43]، {إني أنا أخوك} [69]، {أبي أو} [80]، {إني أعلم} [96] فتح السبع المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{أني أوفي} [59] فتحها نافع، واختلف عن أبي جعفر.
{وحزني إلى} [86] فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر.
{وبين إخوتي إن} [100] فتحها أبو جعفر، والأزرق عن ورش، وانفرد
[تقريب النشر في القراءات العشر: 558]
بذلك العطار عن النهرواني عن الأصبهاني، وعن هبة الله عن قالون.
{سبيلي أدعوا} [108] فتحها المدنيان.
{إني أراني} [36] فيهما، و{رب إني} [37]، {نفسي إن النفس} [53]، {رحم ربي إن} [53]، {لي أبي} [80]، {ربي إنه} [98]، {بي إذ} [100] فتح الثمانية المدنيان وأبو عمرو.
{ءاباءي إبراهيم} [38]، {لعلي أرجع} [46] فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 559]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([و] فيها [أي: في سورة يوسف] من ياءات الإضافة اثنان وعشرون:
ليحزنني أن [يوسف: 13] فتحها المدنيان وابن كثير.
ربي أحسن [يوسف: 23]، أراني أعصر [يوسف: 36]، أراني أحمل [يوسف: 36]، إني أرى سبع [يوسف: 43]، إني أنا أخوك [يوسف: 69]، أبي أو [80] إني أعلم [البقرة: 30] فتح السبع المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
[وبين إخوتي إن [يوسف: 100] فتحها أبو جعفر والأزرق عن ورش، سبيلي أدعو]، إني أوفي الكيل [يوسف: 59] فتحهما نافع، واختلف عن أبي جعفر من روايته كما تقدم.
وحزني إلى [يوسف: 86] فتحها أبو جعفر، والأزرق عن ورش وانفرد أبو على العطار عن النهرواني عن الأصبهاني وعن هبة الله بن جعفر عن قالون بفتحها.
سبيلي أدعو [يوسف: 108] فتحها المدنيان.
إني أراني فيهما [يوسف: 36]، وربي إني تركت [يوسف: 37]، نفسي إن النفس لأمارة [يوسف: 53]، رحم ربي إن [يوسف: 53]، لي أبي [يوسف: 80]، ربي إنه [98]، بي إذ أخرجني [يوسف: 100]- فتح الثماني المدنيان وأبو عمرو.
آباءي إبراهيم [يوسف: 38]، لعلي أرجع [يوسف: 46] فتحهما المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/397]
[وإني أوفي [يوسف: 59] فتحها نافع وأبو جعفر بخلاف عنه.
إنما أشكو بثي وحزني إلى الله [86] فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة
اثنان وعشرون "لَيَحْزُنُنِي أَن" [الآية: 13] "رَبِّي أَحْسَن" [الآية: 23] "إِنِّي أَرَانِي" [الآية: 36] معا "أراني" [الآية: 36] معا "إِنِّي أَنَا" [الآية: 69] "أَبِي أَو" [الآية: 80] "لَعَلِّي أَرْجِع" [الآية: 46] "إِنِّي أَعْلَم" [الآية: 96] "أبي" [الآية: 80] "إنِّي أُوفِي" [الآية: 59] "حُزْنِي إِلَى" [الآية: 86] "إِخْوَتِي أن" [الآية: 100] "سَبِيلِي أَدْعُو" [الآية: 108] "رَبِّي إِنِّي" [الآية: 37] "نَفْسِي إِن" [الآية: 53] "رَحِمَ رَبِّي" [الآية: 53] "إِنَّ رَبِّي" [الآية: 53] "رَبِّي إِنَّه" [الآية: 98] "بِي إِذ" [الآية: 100] "ءابآئي إِبْرَاهِيم" [الآية: 38] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/158]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وفيها من ياءات الإضافة اثنتان وعشرون: {ليحزنني أن} [13] {ربي أحسن} [23] {إني أراني} [36] معًا {أراني أعصر} {أراني أحمل} {ربي إني} [37] {ءابآءي إبراهيم} [38] {إني أرى} [43] {لعلي أرجع} [46] {نفسي إن} [53] {ربي إن} [53] {أني أوفى} [59] {إني أنا} {لي أبي} [80] {أبي أو} {وحزني إلى} [86] {إني أعلم} [96] {ربي إنه} [98] {بي إذ} [100] {إخوتي إن} {سبيل أدعوا} [108] ). [غيث النفع: 753]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة ثنتان وعشرون:
{ليحزنني أن} [13]، {ربي أحسن مثواي} [23]، {إني أراني} [36]
[شرح الدرة المضيئة: 153]
كلاهما {أراني أحمل} [36]، {ربي إني تركت} [37]، {آبائي إبراهيم}[38]، {إني أرى} [43]، {لعلي أرجع} [46]، {نفسي إن النفس} [53]، {ربي إن ربي غفور} [53]، {أني أوفي الكيل} [59]، {إني أنا أخوك} [69]، {لي أبي أو} [80] كلاهما {وحزني إلى الله} [86]، {إني أعلم} [96]، {ربي إنه هو} [98]، {أحسن بي إذ} [100]، {إخوتي إن ربي} [100]، {سبيلي أدعو} [108] الكل أبو جعفر). [شرح الدرة المضيئة: 154]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها من المحذوفات ياءان: قوله عز وجل (حتى تؤتون) قرأ ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وقرأ أبو مرو بياء في الوصل.
وقوله (إنه من يتق) قرأ قنبل بياء في الوصل والوقف، وقرأ الباقون بالحذف في الحالين). [التبصرة: 243]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وفيها محذوفتان:
{حتى تؤتون موثقا} (66): أثبتها في الحالين ابن كثير، وأثبتها في الوصل: أبو عمرو.
{إنه من يتق} (90): أثبتها في الحالين قنبل، وحذفها الباقون في الحالين.
وروى أبو ربيعة، وابن الصباح عن قنبل: {نرتعي} (12): بإثبات ياء بعد العين في الحالين.
وروى غيرهما عنه: حذفها في الحالين.
والباقون: يحذفونها فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 325]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وفيها محذوفتان
[تحبير التيسير: 418]
[وثلاث] : (حتّى تؤتون) [أثبتها ابن كثير ويعقوب في الحالين وأثبتها أبو عمرو وأبو جعفر في الوصل] (إنّه من يتق) أثبتها في الحالين قنبل وحذفها الباقون في الحالين وروى أبو ربيعة وابن الصّباح عن قنبل (نرتع ونلعب) بإثبات ياء بعد العين في الحالين وروى غيرهما عنه حذفها في الحالين، وحذفها الباقون في الحالين. قلت: (فأرسلون ولا تقربون إن تفندون) أثبتها في الحالين يعقوب والله الموفق). [تحبير التيسير: 419]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (محذوفاتها ثلاث:
أثبت {حَتَّى تُؤْتُونِ} [66] في الحالين ابن كثير،
[الإقناع: 2/673]
وفي الوصل أبو عمرو.
و {مَنْ يَتَّقِ} [90] في الحالين قنبل.
وقال ابن الصباح وابن بقرة عن قنبل {يَرْتَعْ} [12] بياء في الحالين، وفي رواية أبي ربيعة وابن شنبوذ والزينبي عنه، وبه قرأت من طرقهم.
وقال ابن مجاهد وغيره عنه بحذفها في الحالين كالباقين). [الإقناع: 2/674]

الياءات الزوائد:
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ سِتٌّ) فَأَرْسِلُونِ، وَلَا تَقْرَبُونِ، وَأَنْ تُفَنِّدُونِ، أَثْبَتَهُنَّ فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ، حَتَّى تُؤْتُونِ أَثْبَتَهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، (يَرْتَعِ) أَثْبَتَهَا قُنْبُلٌ بِخِلَافٍ عَنْهُ فِي الْحَالَيْنِ، وَكَذَلِكَ (مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) لِقُنْبُلٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/297]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ست:
{فأرسلون} [45]، و{لا تقربون} [60]، {تفندون} [94] أثبتهن في الحالين يعقوب.
[تقريب النشر في القراءات العشر: 559]
{حتى تؤتون} [66] أثبتها وصلًا أبو جعفر وأبو عمرو، وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب.
{يرتع} [12]، و{يتق} [90] أثبتهما في الحالين قنبل بخلاف، والله أعلم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 560]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفيها من [الزوائد] ست:
فأرسلوني [يوسف: 45]، ولا تقربوني [يوسف: 60]، أن تفندوني [يوسف: 94]، أثبتهم في الحالين يعقوب.
حتى تأتوني [يوسف: 66] أثبتها وصلا أبو جعفر، وأبو عمرو، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.
ترتعي أثبتها قنبل في الحالين بخلاف.
وكذا من يتقي ويصبر [يوسف: 90] لقنبل. والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الزوائد ست
"فَأَرْسِلُون" [الآية: 45] "وَلا تَقْرَبُون" [الآية: 60] "تُفَنِّدُون" [الآية: 94] "تُؤْتُون" [الآية: 66] "نرتع" [الآية: 12] "مَنْ يَتَّق" [الآية: 90] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/158]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومن الزوائد ثنتان: {تؤتون} [66] و{من يتق} [90] ). [غيث النفع: 753]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد ست:
{حتى تؤتون} [66] أثبتها في الوصل أبو جعفر وفي الحالين يعقوب {يرتع} [12]، {إنه من يتق} [90] حذفهما الكل، {فأرسلون} [45]، {ولا تقربون} [60]، {لولا أن تفندون} [94] أثبتهن في الحالين يعقوب). [شرح الدرة المضيئة: 154]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
يوسف عليه السلام
(لي ساجدين) (4) يميل السين (رؤياك) (ورؤياي) لا يميل في شيء منها إلا قوله (إن كنتم للرؤيا) (43) فإنه يميل هذا وحده ويفتح ما سواه وقد ذكرت.
(من تأويل الأحاديث) (6) يميل الحاء قليلاً (للسائلين) (7) قليلاً، (كنتم فاعلين) (10) قليلاً (عشاء يبكون) (16) يميل السين قليلاً، (من الزاهدين) (20) قليلاً (وشهد شاهد) (26) قليلاً، (من الجاهلين) (33) (وعلى الناس) (38) (إنه ناجٍ) (42) قليلاً لطيفاً. (الأحلام بعالمين) (44) يميلهما قليلاً، (على خزائن الأرض) (55) قليلاً، (في رحالهم) (62) قليلاً، (سمان) (4-46) في الحرفين (من باب واحدٍ) (67) يميل الواو (وما كنا سارقين) (73) قليلاُ. (إن كنتم كاذبين) (74) (خير الحاكمين) (80) (من الهالكين) (85) (إذ أنتم جاهلون) (89)
[الغاية في القراءات العشر: 466]
(من تأويل الأحاديث) (101) يميل الحاء، (وما أكثر الناس) (103) ). [الغاية في القراءات العشر: 467]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال {شآء} [هود: 108 118] معًا {وجاءك} جلي.
{موسى الكتاب} [هود: 110] لدى الوقف على {موسى} و{ذكرى} [هود: 114 120] معًا و{القرى} [هود: 117] لهم وبصري.
{النهار} [هود: 114] و{رءياك} [5] لهما ودوري.
{والناس} [119] لدوري.
{الر} تقدم). [غيث النفع: 732]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وجآءو} [16 18] معًا {وجآءت} [19] جلي.
{فأدلى} و{مثواه} [21] و{عسى} و{فتاها} [30] لهم.
[غيث النفع: 739]
{يا بشرى} [19] تقدم {اشتراه} [21] و{لنراها} [30] لهم وبصري.
{الناس} [21] لدوري.
{مثواي} [23] لورش ودوري علي، وورش فيه على أصله من الفتح والتقليل، ولا التفات لما قاله بعضهم من أن ورشا ليس له فيه إلا الفتح، متعلقًا بظاهر عبارة التيسير.
وقد ذكر الداني في باقي كتبه له التقليل أيضًا، وهو الصواب، وعليه المحققون، والله أعلم.
{رءا} [24 28] معًا، أمال الراء والهمزة ابن ذكوان وشعبة والأخوان، وقللهما ورش، وأمال البصري الهمزة فقط، والباقون بالفتح.
و{لدا} [25] لو وقف عليه لا إمالة فيه، ولا خلاف في رسمه هنا بالألف). [غيث النفع: 740]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أراني} [36] معًا و{نراك} و{أرى} [43] لهم وبصري.
{الناس} [38 46] كله لدوري.
{فأنساه} [42] لهم.
{رءياى} و{للرءيا} [43] لهما وعلي.
{جآءه} [50] لا يخفى.
و {نجا} [45] واوى فلا أماله فيه). [غيث النفع: 744]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وجآء} [58] لا يخفى.
{قضاها} [68] و{ءاوى} [69] لهم.
{الناس} [68] لدوري). [غيث النفع: 746]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{نراك} [78] لهم وبصري
{عسى الله} [83] إن وقف عليه {وتولى} [84] و{مزجةه} [88] و{ألقاه} [96] و{ءاوى} [99] لهم.
{يا أسفى} [84] لهم ودوري، على أحد الوجهين له، والوجه الثاني الفتح، وكلاهما ثابت صحيح، إلا أن الفتح أصح، لأنه مذهب الجمهور من أهل الأداء، وبه قرأ الدني على أبي الحسن، واقتصر عليه غير واحد، كابن سوار وأبي العز وسبط الخياط وابن فارس والهذلي، ولم يقرأ أبو محمد مكي مع وسع روايته بسواه، وهو المأخوذ به من التيسير، لأنه لم يذكره في الألفاظ المقللة للدوري، فيؤخذ منه أنه بالفتح.
وكان حق الشاطبي رحمه الله أن يذكره، لأنه التزم نظم التيسير، ويكون التقليل الذي ذكره من الزيادات.
ولعل الحامل له على اختيار التقليل ما فيه من موافقة {يا ويلتى} [الفرقان: 28] و{يا حسرتى} [الزمر: 56] إذ أصلها الإضافة إلى ياء المتكلم، فأصل {يا أسفى} بفتح الفاء (يا أسفى) بكسر الفاء، فاستثقلت الكلمة على هذه الصورة فقلبت كسرة الفاء فتحة، لأن الفتح أخف من الكسر، فانقلبت الياء ألفًا، ورسمت بالياء تنبيها على الأصل، وأميلت لذلك.
وجوز الكثير أن الألف ليست منقلبة عن الياء، كــ {يا ويلتى} و{يا حسرتى} بل هي ألف الندبة، لاحظ لها في شيء من الإمالة.
{جآء} [96 100] معًا و{شآء} [99] جلي.
[غيث النفع: 750]
{رءياي} لهما وعلي). [غيث النفع: 751]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فاختلف فيه} [هود: 110] {الصلواة طرفى} [هود: 114] {السيئات ذلك} {جهنم من } [هود: 119] {تعقلون نحن} {نحن نقص} [3] {والقمر رأيتهم} [4] {لك كيدًا} [5] {يخل لكم} [9] على أحد الوجهين في إدغام المحذوف الآخر للجازم، ولا إدغام في {إن الشيطان للإنسان} [5] لسكون ما قبل النون). [غيث النفع: 732]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{بل سولت} [18] لهشام والأخوين.
{وجآءت سيارة} [19] لبصري والأخوين.
{قد شغفها} [30] لبصري وهشام والأخوين.
[غيث النفع: 740]
(ك)
{دراهم معدودة} [20] {ليوسف في} [21] {لك لقال} [23] {وشهد شاهد} [26] {إنك كنت} [29] {قال رب} [33] {إنه هو} [34].
ولا إخفاء في {وهم بها} [24] لتثقيل الميم). [غيث النفع: 741]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{قال لا يأتيكما} [37] {وقال للذي} [42] {ذكر ربه} {من بعد ذلك} [48 49] معًا). [غيث النفع: 744]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ليوسف في} [56] {نصيب برحمتنا} {يوسف فدخلوا} [58] {كيل لكم} [60] {وقال لفتيته} [62] {ذلك كيل} [65] {قال لن} [66] {نفقد صواع} [72] {كذلك كدنا} [76].
ولا إدغام في {وفوق كل} لسكون ما قبل القاف). [غيث النفع: 747]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقد سرق} [77] لبصري وهشام والأخوين.
{بل سولت} [83] لهشام والأخوين.
{استغفر لنا} [97] لبصري بخلف عن الدوري.
{قد جعلها} [100] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{يوسف في نفسه} [77] {أعلم بما} {يوسف فلن} [80] {يأذن لي} {إنه هو} [83] الثلاثة {وأعلم من الله} [86] {قال لا تثريب} [92] {أعلم من} [96] {أستغفر لكم} [98] {تأويل رءياي} [100] ). [غيث النفع: 751]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها تسع بتقديم التاء الفوقية، على السين المهملة وثلاثون، وقال الجعبري ومن قلده: سبعة بتقديم السين المهملة، على الباء الموحدة ولعله تحريف من النساخ، ومن الصغير سبعة بتقديم السين على الموحدة -). [غيث النفع: 753]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (1) إلى الآية (6) ]

{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}

قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى حُرُوفِ الْفَوَاتِحِ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الرَّاءِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ نَقْلُ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر السكت والإمالة في الفواتح فيما تقدم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
سبق سكت أبي جعفر على حروف "الر" كإمالة "الر" لأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر حمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
{الر}
قرأ أبو جعفر بتقطيع الحروف بعضها من بعض بسكتة يسيرة بدون تنفس، بمقدار حركتين: «ألف، لام، را».
وهذا مذهبه في قراءة هذه الحروف في سائر القرآن الكريم.
وأمال الراء أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف ويحيى وهشام وقالون، وهبيرة عن حفص وابن جماز عن نافع «الر».
وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر وقالون ويعقوب والمسيبي عن نافع أيضًا بالفتح (الر).
وقرأ ورش والأزرق وابن عامر وعاصم في رواية حماد بين الفتح والإمالة.
وتقدم هذا في الآية الأولى من سورة هود). [معجم القراءات: 4/169]

قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نَقْلُ قُرْآنًا لَابْنِ كَثِيرٍ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({قرءانًا} [2] ذكر لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل "قرانا" و"القران" لابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قرءانًا} [2] و{القرءان} [3] نقل المكي لا يخفى، وألف الأول محذوفة على المشهور كالذي بأول الزخرف). [غيث النفع: 727] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}
{أَنْزَلْنَاهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (أنزلناهو) بوصل الهاء بواو، وهو مذهبه في أمثاله.
وقراءة الباقين بالهاء المضمومة من غير صلة (أنزلناه).
{قُرْآَنًا}
قراءة ابن كثير وابن محيصن (قرانًا) بنقل حركة الهمزة وهي
[معجم القراءات: 4/169]
الفتحة إلى الراء، ثم حذف الهمزة.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالنقل.
وقراءة الباقين من غير نقل (قرآنًا) ). [معجم القراءات: 4/170]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
{تَعْقِلُونَ * نَحْنُ}
إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/170]

قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قرءانًا} [2] و{القرءان} [3] نقل المكي لا يخفى، وألف الأول محذوفة على المشهور كالذي بأول الزخرف). [غيث النفع: 727] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {نَحْنُ نَقُصُّ}
إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
وروي عنهما اختلاس الضمة من «نحن» عند الوصل بما بعده.
{الْقُرْآَنَ}
قرأ ابن كثير وابن محيصن (القران) بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى الوراء الساكنة، ثم حذف الهمزة.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على تحقيق الهمز (القرآن) ). [معجم القراءات: 4/170]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في كسر التَّاء وَفتحهَا من قَوْله {يَا أَبَت إِنِّي رَأَيْت} 4
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {يَا أَبَت} بِفَتْح التَّاء في جَمِيع الْقُرْآن
وَكسر التَّاء الْبَاقُونَ
وَابْن كثير يقف على الْهَاء (يَا أبه)
وَكَذَلِكَ ابْن عَامر فِيمَا رأى
وَالْبَاقُونَ يقفون بِالتَّاءِ وهم يكسرون). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يا أبت} بفتح التاء شامي ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يا أبت} [4، 100]: بفتح التاء، حيث جاء دمشقي، ويزيد. بالوجهين العمري. بهاء في الوقف مكي، دمشقي، ويزيد، وسلام، ورويس). [المنتهى: 2/757] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (يأبت) بفتح التاء حيث وقع، وقرأ الباقون بالكسر، ووقف ابن كثير وابن عامر بالهاء حيث وقع، ووقف الباقون بالتاء). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن عامر: {يا أبت} (4): بفتح التاء، حيث وقع.
والباقون: بكسرها.
وابن كثير، وابن عامر يقفان على: {يا أبت}: يا أبه: بالهاء. وقد ذكر في باب الوقف). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ ابن عامر وأبو جعفر: (يا أبت) بفتح التّاء حيث وقع الباقون بكسرها.
وابن كثير وابن عامر [وأبو جعفر ويعقوب] [يقفون] (يا أبه) بالهاء وقد ذكر في باب الوقف). [تحبير التيسير: 411]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (أحد عشر) قد ذكر في التّوبة). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَا أَبَتِ) بفتح التاء أبو جعفر، وشيبة، وابن عامر، وابْن مِقْسَمٍ، وخير الْعُمَرِيّ،
[الكامل في القراءات العشر: 574]
الباقون بكسر التاء، ووقف عليها بالهاء أبو جعفر، وشيبة، ومكي، ودمشقي، وسلام، ورُوَيْس ومعاذ عن أَبِي عَمْرٍو، والاختيار بكسر التاء والوقف بالتاء، لأن الأصل). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([4]- {يَا أَبَتِ} بفتح التاء حيث وقع: ابن عامر.
بهاء في الوقف: ابن كثير وابن عامر). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (772 - وَيَا أَبَتِ افْتَحْ حَيْثُ جَا لاِبْنِ عَامِر = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([772] ويا أبت افتح افتح حيث جا لـ(ابن عامر) = ووحد لـ (لمكي) آيات الولا
في المنادى المضاف إلى التنفس لغات: (يا غلامي)، و(يا غلامی): ساكن الياء للتخفيف، و(يا غلام)، محذوفها، والكسرة دالة عليها، و(يا غلاما: بقلبها ألفًا، لأن الألف أخف من الياء.
وفي (يا أبت) و(يا أمت) أربع لغات: يا أبتِ، ويا أبتُ، ويا أبتا، ويا أبتَ.
فالتاء في (يا أبت) تاء تأنيث، عُوضت عن ياء الإضافة، ولذلك تقف عليها بالهاء كما تقول: (يا قائمة).
والغرض بذلك، تفخيم الأب كما قالوا: علامه ونسابة.
والذي جوز إبدالها من ياء الإضافة، ما بينهما من المضارعة في كونهما زیادتین انضمتا إلى الاسم في آخره.
والكسرة فيها، هي التي كانت قبل الياء في (يا أبي)، جعلت على التاء، لأن تاء التأنيث لا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا.
[فتح الوصيد: 2/1004]
وإنما لم تحذف هاهنا وتسكن التاء، لأن التاء اسم، والأسماء تستوجب التحريك بالأصالة، وهي حرفٌ صحيح ككاف الخطاب، فوجب تحريكها، ولم يلزم ذلك في الياء، لأنها حرف لين، فجاز إسكانها تخفيفًا.
فإن قيل: فإذا جمعتم بين التاء والكسرة التي كانت قبل الياء، فقد ألمتم بالجمع بين العوض والمعوض!
فالجواب، أن الكسرة والياء غيران، والتاء عوض من الياء دون الكسرة. وإنما الجمع بين العوض والمعوض في (يا أبتي) و(يا أمتي)، وذلك لا يجوز.
وفتح التاء، وجهه أن الأصل (يا أبي)، ثم (يا أبا)، ثم حذف الألف، وعوض التاء وفتحها لتدل على الألف.
وهذا أحسن من قولهم: لحذف الألف من (يا أبتا) وبقيت الفتحة قبلها، لأن (يا أبتا) مع جوازه قليلٌ، لأنه جمع بين العوضين.
قال أبو علي: «ويجوز أن يكون فتح الياء على قولهم: يا طلحة أقبل، لأن ما كان فيه تاء التأنيث، فأكثر ما ينادی مرخمًا؛ فلما رخمه، رد التاء وترك آخره على ما يجري عليه في الترخيم، كما قالوا في أكثر قولهم: اجتمعت اليمامة، يريدون أهلها؛ ثم قالوا: اجتمعت أهل اليمامة فردوا أهل، ولم يعتدوا به، وأبقوه على ما يكون عليه غالبًا». انتهى كلامه.
ومن ذلك قوله:
كليني لهم يا أميمة ناصب.
[فتح الوصيد: 2/1005]
وإلى هذا ذهب سيبويه والفراء.
وحمله الفراء على الندبة.
وأيضًا قال: «والأصل: يا أبتاه، ثم حذف الألف».
وإليه ذهب أبو عبيد وأبو حاتم وقطرب.
وحمله قطرب على وجه آخر، قال: «الأصل: يا أبتًا، ثم حذف التنوين؛ وأنشد قول الطرماح:
يا دار أقوت بعد إصرامها = عامًا وما يعنيك من عامها
قال: أراد یا دارًا، فحذف التنوين. والنداء باب حذف.
وقد رد هذا الوجه بأن «التنوين لا يحذف من المنادي المنصوب، لأن النصب إعراب، والإعراب لا يكون في منصرف إلا منونًا».
وقال أبو إسحاق: «لم يرو أحد من أصحابنا: (یا دار) بالنصب، ولا أعلم له وجهًا. والذي رواه الخليل وسيبويه والبصريون: (یا دار) بالضم».
وقد رد أيضًا وجه الندبة بأنه ليس بموضع ندبة). [فتح الوصيد: 2/1006]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([772] ويا أبت افتح حيث جا لابن عامرٍ = ووحد للمكي آياتٌ الولا
ب: (الولا): القرب.
ح: (يا أبت): مفعول (افتح)، (حيث): ظرفه، وقصرت (جا) ضرورة، (آياتٌ): فاعل (وحد)، (الولا): نعته، أي: {آياتٌ} القريبة، احتراز عن البعيدة، وهي قوله تعالى: {وكأين من آية} [105]، إذ لا خلاف في إفرادها.
ص: قرأ ابن عامر: {يا أبت} [4] حيث أتى بفتح التاء على أنها للتأنيث عوضت عن الألف في (يا أبا) فحركت بحركة ما قبلها، والباقون: بالكسر، كذلك عوضت عن ياء الإضافة، فحركت بحركة ما قبلها.
وقرأ ابن كثير: (وإخوته آيتٌ للسائلين) [7] بالتوحيد إرادة الجنس المفيد معنى الجمع، يقويه: {لقد كان في قصصهم عبرةٌ} [111]
[كنز المعاني: 2/328]
لا عبر، والباقون: {آياتٌ}: لاشتمال قصتهم عن الآيات). [كنز المعاني: 2/329] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (772- وَيَا أَبَتِ افْتَحْ حَيْثُ جَا لاِبْنِ عَامِر،.. وَوُحِّدَ لِلْمَكِّي آيَاتٌ الوِلا
الخلاف في: "يا أبت" مثل ما سبق في يا ابن أم ويا بني بالفتح والكسر والتاء في يا أبت: تاء تأنيث عوضت عن ياء الإضافة في قراءة من كسرها؛ لأنه حركها بحركة ما قبل ياء الإضافة؛ لتدل على ذلك، وهي في قراءة من فتح عوض من الألف المبدلة من ياء الإضافة في قولك: "يا أبا"، وفتحت تحريكا لها بحركة ما قبل الألف، وقيل: يجوز أن يكون الفتح على حد قولهم في الترخيم: "يا أميمة" بالفتح). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/260]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (772 - ويا أبت افتح حيث جا لابن عامر = ووحّد للمكّيّ آيات الولا
قرأ ابن عامر بفتح تاء يا أَبَتِ* حيث وقع وهو في يوسف، ومريم، والقصص، والصافات. وقرأ غيره بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136 - وَيَا أَبَتِ افْتَحْ أُدْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - ويا أبت افتح (أ)د ويرتع وبعد يا = وحاشا بحذفٍ وافتح السجن أولا
(حـ)ـمی كذبوا (ا)تل الخف نجى (حـ)ـامد = ويسقى مع الكفار صد اضممًا (حُ)ـلا
ش - أي قرأ الرموز له (بألف) اد وهو أبو جعفر {يا أبت} حيث وقع بفتح التاء وعلم من الوفاق للآخرين بالكسر، فالفتح على أنها للتأنيث عوضت عن الألف لتدل عليها والكسر على أنها تاء تأنيث أيضًا إلا أنها بدل من الياء المفتوحة في أبي فحركت بحركة الياء لتدل عليها). [شرح الدرة المضيئة: 152] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَا أَبَتِ حَيْثُ جَاءَ، وَهُوَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَمَرْيَمَ وَالْقَصَصِ وَالصَّافَّاتِ، فَقَرَأَ بِفَتْحِ التَّاءِ فِي السُّوَرِ الْأَرْبَعِ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَوْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ رَأَيْتُ، وَرَأَيْتَهُمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتْ قِرَاءَةُ أَبِي جَعْفَرٍ أَحَدَ عَشَرَ فِي التَّوْبَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر {يا أبت} حيث جاء بفتح التاء، والباقون بكسرها، وذكر الوقف عليها في بابه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({إني رأيت} [4]، و{رأيتهم لي} [4] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أحد عشر} [4] ذكر لأبي جعفر في التوبة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699 - يا أبت افتح حيث جا كم ثطعا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
أي قرأ ابن عامر وأبو جعفر بفتح تاء «يا أبت» حيث جاء وهو في ثمانية مواضع، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر، والوقف على يا أبت [يوسف: 4] وتسهيل رأيت [4]، ورأيتهم [4] للأصبهاني، وأحد عشر [4]، ويا بنيّ [5] لحفص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَا أَبَت" [الآية: 4] هنا و[مريم الآية: 42، 43، 44، 45] و[القصص الآية: 26] و[الصافات الآية: 102] فابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء في السور الأربعة، والباقون بالكسر فيهن، وأصله يا أبي فعوض عن الياء تاء التأنيث فالكسر ليدل على الياء والفتح؛ لأنها حركة أصلها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" بالهاء ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب "وسهل" همز
[إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
"رأيت" و"رأيتهم" الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أَحَدَ عَشَر" [الآية: 4] بسكون العين أبو جعفر كأنه نبه بذلك على أن الاسمين جعلا اسما واحدا ومر بالتوبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يا أبت} [4] قرأ الشامي بفتح التاء، والباقون بكسرها، وأما الوقف فوقف مكي والشامي بالهاء، والباقون بالتاء، وهو الرسم). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
{يُوسُفُ}
قراءة الجمهور {يوسف} بضم السين، من غير همز، وهو علم أعجمي.
قال الشهاب:
ولو لم يكن عبرانيًا لانصرف؛ لأنه ليس فيه غير العلمية، وليس فيه
[معجم القراءات: 4/170]
وزن الفعل للقراءة المشهورة، وهي ضم الياء والسين، فإنها تأباه؛ إذ ليس لنا فعل مضارع مضموم الأول والثالث، ومثله: يونس».
وقرأ طلحة الحضرمي وطلحة بن مصرف وابن وثاب والحسن وعيسى بن عمر «يوسف» بكسر السين من غير همز.
وقرأ طلحة بن مصرف (يؤسف) بكسر السين وهمز الواو، وحكى هذا أبو زيد عن العرب.
وقرأ الحسن وطلحة ويحيى والأعمش وعيسى بن عمر (يوسف)، بفتح السين في جميع القرآن.
وقرأ طلحة بن مصرف (يؤسف) بالهمز وفتح السين، وحكى هذا أبو زيد عن العرب.
قال البيضاوي:
«وقرئ بفتح السين وكسرها على التلعب به لا على أنه مضارع بني للمفعول أو الفاعل من «آسف»؛ لأن المشهورة. أي القراءة المشهورة - شهدت بعجمته» اهـ.
قال الشهاب: «والتلعب به كثرة التغيير فيه، شبه بالكرة ونحوها مما يلعب به، فتتداوله الأيدي، ولذا قالوا: أعجمي فالعب به ما شئتا».
[معجم القراءات: 4/171]
وتقدمت القراءة فيه في الآية/ 84 من سورة الأنعام.
وذكر الفراء وغيره أن فيه ست لغات، ولم يقرأ ببعضها، ومن ذلك (يوسف) بهمز الواو وضم السين.
قال الفراء:
«يوسف ويوسف ويوسيف، ثلاث لغات، وحكي فيه الهمز أيضًا».
{لِأَبِيهِ}
قرأ ابن كثير في الوصل (لأبيهي) بوصل الهاء بياء.
وقراءة الجماعة بهاء مكسورة من غير صلة {لأبيه}.
{يَا أَبَتِ}
قرأ أبو عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي، وهي رواية عن ابن كثير {يا أبت} بكسر التاء.
والتاء فيه زائدة عوضًا عن ياء المتكلم، وأصله يا أبي، وهذه الزيادة في النداء خاصة، وكسرت لتدل على الياء المحذوفة ولا يجمع بين الياء والتاء لئلا يجمع بين العوض والمعوض.
وهذه التاء عند البصريين علامة تأنيث، وقد تدخل علامة التأنيث على المذكر فيقال: رجل نكحة هزأة.
قال الزجاج:
«... بكسر التاء، فعلى الإضافة إلى نفسه، وحذف الياء، لأن بياء الإضافة تحذف في النداء...، وأما إدخال التأنيث في الأب فإنما دخلت في النداء خاصة، والمذكر قد سمي باسمٍ لمؤنث فيه علامة التأنيث، ويوصف بما فيه هاء التأنيث....».
وقال الشهاب:
«.. أصله يا أبي، فعوض عن الياء تاء التأنيث إلخ، هذا مذهب
[معجم القراءات: 4/172]
البصريين، وقال الكوفيون: التاء للتأنيث، وياء الإضافة مقدرة بعدها، ويأباه فتحها والقول هنا للشهاب، وعدم سماع (أبتي) في السعة...».
وقرئ (يا أبتاه) بالألف وهو بدل من الياء.
وقرئ (يا أبتاه)، بالهاء على لفظ الندبة.
وكسر التاء هي اللغة المستعملة الفاشية عند مكي وغيره، وهي الاختيار.
وقرأ ابن عامر وأبو جعفر والأعرج (يا أبت) بفتح التاء، وذكروا أنها عن ابن عامر في جميع القرآن، وقد خرجت هذه القراءة على وجوه:
ا- ذهب البصريون إلى أن أصله: يا أبتي بالياء، ثم أبدلت الكسرة التي قبل الياء فتحة، فانقلبت الياء ألفًا، وصورتها «يا أبتا» ثم حذفت الألف، لدلالة الفتحة عليها.
۲ - وذهب أبو علي إلى أنه رخم بحذف التاء ثم أقحمت، وهو بمنزلة فتحة النساء في «يا طلحة»، ووجه ذلك أن أكثر ما يدعى ما فيه تاء التأنيث الترخيم، فردت التاء المحذوفة للترخيم، وترك الآخر من الاسم يجري في الحركة على ما كان عليه.
[معجم القراءات: 4/173]
٣- وذهب الفراء وأبو عبيد وأبو حاتم وقطرب إلى أن الألف المحذوفة في «أبتا» للندبة. ورد هذا بأنه ليس موضع ندبة، وهو تخريج ضعيف.
وذهب قطرب إلى أن أصله «يا أبه» بالتنوين، فحذف، والنداء باب حذف.
ورد بأن التنوين لا يحذف من المنادي المنصوب نحو: يا ضاريًا رجلًا.
قال الزجاج: «وهذا الذي قاله قطرب خطأ كله، التنوين لا يحذف من المنادي المنصوب؛ لأن النصب إعراب المنادی...، لكن الفتح يجوز على أنه أبدل من ياء الإضافة ألفًا، ثم حذف الألف، وبقيت الفتحة، كما تحذف بالإضافة». وقال الشهاب:
وقوله: (أو لأنه يعني أصلها) «أي: أصل هذه الكلمة: يا أبتا، بأن قلبت الياء ألفًا ثم حذفت، وأبقيت فتحتها دليلًا عليها، وكون أصلها هذا ضعيف عند النحاة؛ لأن: يا أبتا ليس بفصيح، حتى قيل: إنه يختص بالضرورة مثل: يا أبتي، كقوله: يا أبتا علك أو عساكا».
وقرأ ابن كثير في رواية وابن أبي عبلة (يا أبت إني....) بضم التاء، قال الفراء:
[معجم القراءات: 4/174]
«ولو قرأ قارئ: يا أبت، لجاز...، ولم يقرأ به أحد نعلمه». وقال الزجاج: «وأما يا أبت إني» بالرفع فلا يجوز إلا على ضعف؛ لأن الهاء ههنا جولت بدلا من ياء الإضافة.
وقال العكبري: «وأجاز بعضهم ضم التاء لشبهها بتاء التأنيث».
وقال الشهاب: «وقوله: وقرئ بالضم، هي ضعيفة رواية ودراية، لأن ضم المنادى المضاف شاذًا».
قلت: إنما ورد مثل هذا عن ابن محيصن في مواضع في قوله: «یا رب» «يا قوم» فهي قراءة مروية عنه، فقس ما جاء ههنا على ما روي عن هذا القارئ !! وحسبك أنه قارئ أهل مكة.
وفي التاج قراءة أخرى هي: (يا أبه) كذا بفتح الهاء.
قال: «وذهب أبو عثمان المازني في قراءة من قرأ: يا أبه بفتح الهاء إلى أنه أراد: يا أبتاه فحذف الألف....».
قلت: هذا يقتضي حذف التاء أيضًا، وإلا كانت القراءة يا أبته، كذا؛ وأشك في صحة ضبط هذه القراءة.
القراءة في الوقف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن في
[معجم القراءات: 4/175]
الوقف (يا أبه) بالهاء، وهو خلاف الرسم.
وقرأ أبو عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي (يا أبت) بالتاء في الوقف وهو الموافق للرسم.
والقراءة في الوصل بالتاء للجميع.
قال ابن الأنباري:
«ويوقف عليها بالماء عند سيبويه، لأنه ليس ثم ياء مقدرة، وذهب الفراء إلى أن الياء في النية، والوقف عليها بالتاء، وعليه أكثر القراء اتباعًا للمصحف».
وقال الرعيني: «ولا ينبغي أن يتعمد الوقف لأنه غير تام ولا كاف».
ومثل هذا عند ابن غلبون في التذكرة.
وفصل الوقف أبو بكر الأنباري على النحو التالي:
١- من قرأ (يا أبت) بالخفض، وقف على التاء، ولا يجوز أن يقف على الهاء؛ لأن الخفضة التي في التاء تدل على ياء المتكلم، وإنما حذفت الياء لكثرة الاستعمال.
۲- ومن قرأ (يا أبت) بالنصب له مذهبان:
أ - أنه أراد يا أب بالترخيم ثم أدخلت الهاء لأنه أشيع للكلام، ثم أعربتها بإعراب الباء، فمن هذا الوجه يجوز أن تقف على الهاء.
ب - الوجه الآخر أن تقول: أردت الندبة: يا أبتاه، فمن هذا الوجه لا يجوز الوقف على الهاء.
٣- ومن قرأ (يا أبت) بالرفع جاز له أن يقف على الهاء.
وقال العكبري:
«فأما الوقف على هذا الاسم فبالتاء عند قوم؛ لأنها ليست
[معجم القراءات: 4/176]
للتأنيث، فيبقى لفظها دليلًا على المحذوف، وبالهاء عند آخرين شبهوها بهاء التأنيث، وقيل: الهاء بدل من الألف المبدلة من الياء، وقيل: هي زائدة لبيان الحركة».
{إِنِّي رَأَيْتُ}
قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع (إني رأيته) بفتح الياء.
وقراءة السبعة ويعقوب (إني..) بسكون الياء.
{رَأَيْتُ}
قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة في الوصل.
وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل.
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز في الوقف والوصل {رأيت}.
{أَحَدَ عَشَرَ}
قراءة الجماعة {أحد عشر} بفتح العين.
وقرأ الحسن وأبو جعفر وطلحة بن سليمان وابن عباس ونافع بخلاف عنه، وعباس عن أبي عمرو، وهبيرة عن حفص من طريق فارس بن أحمد، وشيبة، والحلواني عن طلحة (أحد عشر)بسكون العين لتوالي الحركات، وليظهر جعل الاسمين اسمًا واحدًا.
قال الطوسي: «واللغة الجيدة عند البصريين فتح العين، وحكي سكون العين».
[معجم القراءات: 4/177]
وقال العكبري: «بفتح العين على الأصل، وبإسكانها على التخفيف فرارًا من توالي الحركات، وإيذانًا بشدة الامتزاج».
وقال النحاس:
«.. بإسكان العين، فزعم الأخفش والفراء أنهم استثقلوا الحركات فحذفوا لما كثرت.
قال أبو جعفر: لم يذكر هذا سيبويه، بل يجب على نص كلامه ألا يجوز؛ لأنه قال: أحد عشر مثل: أحد جمل، ولا يجوز عنده حذف الفتحة لخفتها».
وقال الزجاج:
«... وقد روي بتسكين العين في القراءة (أحد عشر كوكبا)، قرأ بها بعض أهل المدينة، وهي غير منكرة ما كان قبل العين حرف متحرك، لكثرة الحركات في (أحد عشر)، فأما اثنا عشر فلا يجوز فيها الإسكان في العين...، فأما التسكين في العين فقراءة صحيحة كثيرة، ولكن سيبويه والخليل وجميع أصحابهم لا يجيزون إلا فتح العين، إلا أن قطريًا قد روى إسكان العين، ورواه الفراء أيضًا، وقد قرئ به، فأما ما لا اختلاف فيه ففتح العين».
وتقدم مثل هاتين القراءتين في الآية/36 من سورة التوبة في {اثنا عشر}.
[معجم القراءات: 4/178]
{وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ}
إدغام الراء في الراء إظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{رَأَيْتُهُمْ}
القراءة بتسهيل الهمز في الوصل، والوقف، وتحقيقه، تقدم في «رأيت» قبل قليل.
{لِي سَاجِدِينَ}
قرأ عاصم برواية الأعشى والبرجمي عن أبي بكر (لي ساجدين) بفتح الياء، ولم أجد مثل هذا عند غير ابن مهران فيما بين يدي من المراجع.
وفي النشر والإتحاف وغيرهما مما بين يدي ما يفيد أن قراءة الجميع بسكون الياء {لي ساجدين} ). [معجم القراءات: 4/179]

قوله تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {لَا تقصص رُؤْيَاك} 5
كَانَ الكسائي يمِيل (رءياك) و(رءيي) و(للرءيا) 43 في كل الْقُرْآن
وروى أَبُو الْحَارِث اللَّيْث بن خَالِد عَن الكسائي أَنه لم يمل هَذَا الْحَرْف (لَا تقصص رءياك) وَحده وأمال سَائِر الْقُرْآن
وروى أَبُو عمر الدوري عَن الكسائي الإمالة في ذَلِك كُله وَلَا يسْتَثْنى
وَكَانَ حَمْزَة يفتح (رءياك) و(الرءيا) في كل الْقُرْآن وَكَذَلِكَ الْبَاقُونَ). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الرءيا} [الإسراء: 60]، وبابها: ممال: علي، وخلف، والأبزاري. وفتح أبو الحارث {رؤياك} [5] فقط، وكسر قتيبة، وابن بكار {للرءيا
[المنتهى: 2/757]
تعبرون} [43] وحدها.
بغير همز الواو أبو عمرو إلا ابن سعدان والقصباني، والأعشى، والعمري. بحذفها وتشديد الياء وما أشبه ذلك في جميع القرآن يزيد، طريق الفضل). [المنتهى: 2/758]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {يا بني} (5)، هنا، وفي لقمان (13)، والصافات (102): بفتح الياء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حفص: (يا بني) هنا وفي الصافات بفتح الياء والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" يا بني " فحذفت الياء وبقيت التاء على حالها، وقرأ ابن أبي عبلة بضم التاء). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([5]- {يَا بُنَيَّ} بفتح الياء هنا، وفي [الصافات: 102]: حفص). [الإقناع: 2/669]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ كَسْرُ يَا بُنَيَّ لِحَفْصٍ فِي هُودٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يا بني} [5] ذكر في هود). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءياك} [5]، و{رءياي} [100]، و{للرءيا} [43] ذكر في الهمز المفرد، والإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر، والوقف على يا أبت [يوسف: 4] وتسهيل رأيت [4]، ورأيتهم [4] للأصبهاني، وأحد عشر [4]، ويا بنيّ [5] لحفص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" فتح "يا بني" لحفص والكسر للباقين بهود). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "رؤياك" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه، وكذا أبو جعفر لكنه، إذا أبدل قلب الواو المبدلة ياء وأدغمها في الياء بعدها، وأمالها الدوري عن الكسائي وإدريس من طريق الشطي عن خلف قال في الطيبة:
وخلف إدريس برؤيا لا بأل
وبالفتح الصغرى أبو عمرو والأزرق "ويوقف" عليه لحمزة بإبدال الهمزة واوا على القياسي، وعلى الرسمي بياء مشددة كأبي جعفر، ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره، ثم ذكر أن الإظهار أولى وأقيس وعليه أكثر أهل الأداء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يا بني} [5] قرأ حفص بفتح الياء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 727]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رءياك} قرأ السوسي بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز، وحمزة إن وقف كالسوسي، وله وجه آخر، وهو قلب الواو ياء، وإدغامها في الياء). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}
{يَا بُنَيَّ}
قرأ حفص عن عاصم في جميع القرآن، وكذا أبو بكر عنه والمفضل {يا بني}بفتح الياء.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف (يا بني)بكسر الياء.
وتقدم تفصيل هذا وتخريحه في الآية/4۲ من سورة هود.
[معجم القراءات: 4/179]
{لَا تَقْصُصْ}
قرأ زيد بن علي (لا تقص) مدغمًا، وهي لغة تميم.
وقراءة الجماعة {لا تقصص} بالفك، وهي لغة الحجاز.
{رُؤْيَاكَ}
قراءة الجمهور {رؤياك} بالهمز وقفًا ووصلًا.
وقرأ الأصبهاني وأبو عمرو بخلاف عنه وورش والشموني وشجاع والترمذي والسوسي (روياك) بإبدال الهمزة واوًا.
قال أبو عمرو: «وأهل الحجاز لا يهمزون».
وذكر ابن عطية هذا قراءة للكسائي وقال: «وهي لغة أهل الحجاز».
وقرأ أبو جعفر (رياك) وذلك أنه يبدل الهمزة واوًا، ثم يقلب الواو المبدلة ياءً، ويدغمها في الياء بعدها فيصير النطق بياء واحدة مشددة.
وأما حمزة: فله في الوقف قراءتان:
الأولى: روياك: كقراءة أبي عمرو ومن معه.
الثانية: رياك: مشددة كقراءة أبي جعفر.
وسمع الكسائي: «رياك، ورياك» بالإدغام وضم الراء وكسرها.
أما مع ضم الراء فهو قراءة أبي جعفر، وأما مع كسرها فلم يثبته أحد قراءة لقارئ.
قال الطوسي: «وبضم الراء والإدغام، ويكسر الراء والإدغام، ولا يقرأ بهاتين».
[معجم القراءات: 4/180]
الإمالة:
أمال «رؤياك» الدوري عن الكسائي، وقتيبة وإدريس عن خلف وحمزة في رواية، وابن اليزيدي.
قال أبو طاهر: «ووافقه. أي الكسائي - أبو الحارث على إمالة «الرؤيا» كيف تصرفت في جميع القرآن غير هذا الحرف فإنه فتحه.
وذكر مثل هذا ابن خالويه.
وروي عن الكسائي الإمالة بغير همز (روياك).
وقرأه أبو عمرو بين بين.
وقرأه الأزرق وورش بالفتح وبين اللفظين.
وقراءة الباقين بالفتح.
{لَكَ كَيْدًا}
إدغام الكاف في الكاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/181]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
{يَجْتَبِيكَ}
قراءة الجماعة «يجتبيك» بالتاء.
وقرأ بعضهم (يجدبيك) بالدال، وذلك على قلب التاء في قراءة الجماعة دالًا.
قال في التاج: «وقد تقلب - أي الدال - من التاء إذا كان بعد الجيم
[معجم القراءات: 4/181]
كقراءة من قرأ....».
وذكر مثل هذا الفيروز أبادي في البصائر، فللدال عشرة أوجه التاسع منها الدال المبدلة من التاء إذا كانت بعد جيم، ثم ساق القراءة.
{تَأْوِيلِ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (تاویل) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {تأويل} ). [معجم القراءات: 4/182]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]

{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد من قَوْله {آيَات للسائلين} 7
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده (ءاية للسآئلين) وَاحِدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (ءايات) جماعا). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({آية للسائلين} مكي). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءايتٌ للسائلين) [7]: مكي). [المنتهى: 2/758]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (آية للسائلين) بالتوحيد، وقرأ الباقون (آيات) بالجمع). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {آية للسائلين} (7): على التوحيد.
والباقون: على الجمع). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (آية للسائلين) على التّوحيد والباقون على الجمع). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (آيَةٌ) على التوحيد مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، والحلواني، ويونس، واللؤلؤي، وخارجة كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون (آيَاتٌ)، وهو الاختيار على الجمع به أولى). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([7]- {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} موحد: ابن كثير). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (772- .... .... .... .... = وَوُحِّدَ لِلْمَكِّي آيَاتُ الْوِلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما {ءايتٌ للسائلين} فرسمت بالتاء.
ووجه الإفراد، أن آية تنوب عن آیات، وفي آخر السورة: {في قصصهم عبرة}، والعبرة: الآية.
وليس في رسمه بالتاء ما يدل على الجمع، كما لم يدل في {رحمت} وونحوه). [فتح الوصيد: 2/1007]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([772] ويا أبت افتح حيث جا لابن عامرٍ = ووحد للمكي آياتٌ الولا
ب: (الولا): القرب.
ح: (يا أبت): مفعول (افتح)، (حيث): ظرفه، وقصرت (جا) ضرورة، (آياتٌ): فاعل (وحد)، (الولا): نعته، أي: {آياتٌ} القريبة، احتراز عن البعيدة، وهي قوله تعالى: {وكأين من آية} [105]، إذ لا خلاف في إفرادها.
ص: قرأ ابن عامر: {يا أبت} [4] حيث أتى بفتح التاء على أنها للتأنيث عوضت عن الألف في (يا أبا) فحركت بحركة ما قبلها، والباقون: بالكسر، كذلك عوضت عن ياء الإضافة، فحركت بحركة ما قبلها.
وقرأ ابن كثير: (وإخوته آيتٌ للسائلين) [7] بالتوحيد إرادة الجنس المفيد معنى الجمع، يقويه: {لقد كان في قصصهم عبرةٌ} [111]
[كنز المعاني: 2/328]
لا عبر، والباقون: {آياتٌ}: لاشتمال قصتهم عن الآيات). [كنز المعاني: 2/329] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقراءة ابن كثير: "آية للسائلين" بالإفراد؛ أي: آية عجيبة كما جاء في آخر السورة: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ}، والباقون بالجمع كما جاء في مواضع: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً}، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ}، ووجه القراءتين ظاهر، وكم من آية في ضمنها آيات، واختار أبو عبيد قراءة الجمع وقال: لأنها عبر كثيرة قد كانت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/260]
فيهم، والولا: القرب وهو صفة لقوله: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}؛ أي: ذات الولا؛ أي: القريبة من قوله: يا أبت ولا خلاف في إفراد التي في آخر السورة: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (772 - .... .... .... .... .... = ووحّد للمكّيّ آيات الولا
....
وقرأ ابن كثير: آية لّلسّائلين. بغير ألف بعد الياء
[الوافي في شرح الشاطبية: 293]
على التوحيد، وقرأ غيره بألف بعد الياء على الجمع. وقوله (الولا) بكسر الواو أي ذات الولا، وهو القرب؛ أي القريبة من يا أَبَتِ* وهذا القيد للاحتراز عن البعيدة في آخر السورة: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ. فلا خلاف في إفرادها لجميع القراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 294]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {آياتٌ} [7] بغير ألف توحيدًا، والباقون بالألف جمعًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = آياتٌ افرد دن .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (آيات) يعني قوله تعالى: آيات للسائلين قرأه ابن كثير بالإفراد فجعل شأن يوسف وأخواته آية واحدة، ووجه الجمع أن كل قصة من قصصهم آية، والباقون بالألف جمعا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آيَاتٌ لِلسَّائِلِين" [الآية: 6] فابن كثير بالإفراد على إرادة الجنس، وافقه ابن محيصن والباقون بالجمع تصريحا بالمراد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءايات للسآئلين} قرأ المكي بحذف الألف، على الجمع، ووقف المكي بالهاء، والباقون بالتاء، وهكذا الحكم فيما ماثله.
فمن قرأ بالجمع وقف بالتاء، كسائر الجموع، ومن قرأ بالإفراد، فمن كان مذهبه الوقف بالهاء وهم المكي والنحويان وقف بالهاء، ومن كان مذهبه الوقف بالتاء وهم الباقون وقف بالتاء). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
{آَيَاتٌ}
قرأ ابن كثير ومجاهد وشبل وابن محيصن (آية) على الإفراد.
قال النحاس «وهي قراءة حسنة».
وقراءة الجمهور {آيات} بالجمع واختار هذه القراءة أبو عبيد، قال: «لأنها عبر كثيرة».
وأما في الوقف:
فقراءة أبن كثير ومن معه في الوقف بالهاء (آيه).
وقراءة الجمهور في الوقف بالتاء (آيات).
قال في الإتحاف:
[معجم القراءات: 4/182]
«... فمن قرأه بالإفراد فهو في الوقف على أصله المذكور كما كتب في مصاحفهم، ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء وكسائر الجموع»، ومثل هذا في النشر.
وقال الداني: «وكتبوا في كل المصاحف في يوسف {آيات للسائلين}، أي بالتاء على الجمع.
وفي مصحف أبي وقراته: (عبرة) بدلا من {آيات} في قراءة الجماعة.
وذكر الزمخشري أنها جاءت كذلك في بعض المصاحف.
وقال الزجاج: «وقرئت آية، ومعناه: عبرة، وقد رويت في غير هذا المصحف (عبرة للسائلين) وهذا معنى الآية».
وقال أبو حاتم: «هو في مصحف أبي».
{لِلسَّائِلِينَ}
إذا وقف حمزة على (للسائلين) سهل الهمزة مع المد والقصر.
وأبدلها أيضًا ياء خالصة مع المد والقصر). [معجم القراءات: 4/183]

قوله تعالى: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {مُبين (8) اقْتُلُوا} 8 9
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع والكسائي {مُبين (8) اقْتُلُوا} بِضَم التَّنْوِين
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِكَسْر التَّنْوِين). [السبعة في القراءات: 345]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" التنوين من "مبين اقتلوا" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وابن ذكوان من طريق الأخفش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({مبين * اقتلوا} قرأ البصري وابن ذكوان وعاصم وحمزة بكسر التنوين وصلاً، والباقون بالضم، فإن وقف على {مبين} فالجميع يبتدءون بضم همزة الوصل). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)}
{وَأَخُوهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (وأخوهوه) بوصل هاء الضمير بواو، وهو مذهبه في أمثاله.
[معجم القراءات: 4/183]
وقراءة الجماعة بهاء الضمير من غير وصل (وأخوه).
{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}
قراءة الجماعة {ونحن عصبة} بالرفع، مبتدأ وخبر.
روى النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (ونحن عصبة) بالنصب.
نحن: مبتدأ، والخبر: محذوف، وعصبةً: حال من الضمير في الخبر، والتقدير: نحن نجتمع عصبةً.
قال ابن مجاهد: «ما قرأ أحد بالنصب، وإنما روي عن علي رضي الله عنه تفسير العصبة».
وقال ابن مالك:
«... وهي قراءة تعزى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتقديرها: ونحن معه عصبةً، أو: ونحن نحفظه عصبةً».
وقال ابن هشام: «.. بالنصب، أي نوجد عصبةً، أو نرى عصبةً» ). [معجم القراءات: 4/184]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
{مُبِينٍ * اقْتُلُوا}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وابن ذكوان من طريق الأخفش والمطوعي والحسن
[معجم القراءات: 4/184]
{مبين اقتلوا} بكسر التنوين في الوصل لالتقاء الساكنين.
وقرأ ابن كثير ونافع والكسائي وهشام وأبو جعفر وابن مجاهد عن قنبل والصوري عن ابن ذكوان وخلف {مبين اقتلوا} بضم التنوين على الإتباع لحركة التاء بعده.
وإذا وقف القارئ على {مبين} افتتح بعده بالابتداء الهمزة بالضم للجمع (أقتلوا).
قال أبو علي:
«من ضم التنوين أتبع حركة التنوين ضمة الهمزة بعده، لأن تحريكه ملزم لالتقاء الساكنين..، ومن كسر لم يتبع، وكسر على أصل الحركة لالتقاء الساكنين في الأمر الأكثر».
{اطْرَحُوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (اطرحوهو) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة بالهاء من غير وصل (اطرحوه).
{يَخْلُ لَكُمْ}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب، وجاءعن اليزيدي.
والباقون على الإظهار).[معجم القراءات: 4/185]

قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {فِي غيابة الْجب} 10
فَقَرَأَ نَافِع وَحده (غيبت) جماعا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (غيبت) وَاحِدَة). [السبعة في القراءات: 345]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({غيابات} مدني). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غيابات} [10، 15]: [بألف] فيهما مدني، وأبو بشر.
(تلتقطه) [10]: بالتاء ابن كيسة). [المنتهى: 2/759] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (غيابت الجب) في الموضعين هنا بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ وكلهم قرأوا (لا تأمنا) بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام، وقبل استكمال التشديد، هذه ترجمة القراء). [التبصرة: 239] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {غيابات الجب} (10، 15)، في الموضعين: على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 319] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (غيابات الجب) في الموضعين على الجمع والباقون على التّوحيد). [تحبير التيسير: 412] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (وروى خارجة عن نافع " غَيَابات " بتشديد الياء قرأ مجاهد، والحسن، وقَتَادَة، واللؤلؤي، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، " غيبة الجب " بغير ألف ألبتة وإسكان الياء
(يَلْتَقِطْهُ) بالتاء ابن أبي عبلة، والحسن، وقَتَادَة، وابن كيسة، وسليم بن منصور عن حَمْزَة، وزائدة عن الْأَعْمَش، والسمان عن طَلْحَة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله بعض). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {غَيَابَتِ} فيهما [10، 15] جمع: نافع). [الإقناع: 2/669] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (773 - غَيَابَاتٍ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْجَمْعِ نَافِعٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع (نافعٌ) وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
[775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
[776] (شـ)فاء وقلل (جـ)هبذا وكلاهما = عن (ابن العلا) والفتح عنه تفضلا
الغيابة: كل شيء غيبت فيه شيئًا.وقيل للحد: غيابةٌ: من ذلك؛ قال الشاعر:
إذا أنا يومًا غيبتني غيابتي = فسيروا بسيري في العشيرة والأهل
وغيابة البئر، في جانبه فوق الماء
[فتح الوصيد: 2/1007]
ووجه الجمع، أن يجعل كل موضع ما يغيب غيابةً، ثم يجمع ذلك؛ أو كان في الجب غيابات جماعةٍ، أي ألقوه في بعض غيابات الحب، كما تقول: ألقي زيد في هذه الحفر، أي: في بعضها.
ويقال: غاب يغيب غيبًا وغيابة وغيابًا). [فتح الوصيد: 2/1008] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة). [كنز المعاني: 2/331] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (773- غَيَابَاتِ فِي الحَرْفَيْنِ بِالجَمْعِ نَافِعٌ،.. وَتَأْمَنُنا لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلا
يريد بالحرفين موضعين: وهما: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، والغيابة ما يغيب فيه شيء، وغيابة البئر في جانبه فوق الماء فوجه الإفراد ظاهر، ووجه الجمع: أن يجعل كل موضع مما يغيب غيابة ثم يجمع، أو كان في الجب غيابات؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الجب أو أريد بالجب الجنس؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الأجبية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (773 - غيابات في الحرفين بالجمع نافع = وتأمننا للكلّ يخفي مفصّلا
774 - وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطوّلا
775 - ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبت وميّلا
776 - شفاء وقلّل جهبذا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضّلا
قرأ نافع: وألقوه في غيابات الجبّ. وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجبّ بألف بعد الباء في الموضعين على الجمع، وقرأ غيره بحذف الألف في الموضعين على الإفراد). [الوافي في شرح الشاطبية: 294] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: غَيَابَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {غيابت} [10، 15] في الموضعين بالألف جمعًا، والباقون بغير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = .... .... .... غيابات معا
700 - فاجمع مدًا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (غيابات) يعني قوله تعالى: فألقوه في غيابة الجب، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب قرأهما
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
المدنيان بالألف جمعا كما في البيت الآتي والجمع يجعل كل اسم من الغيابة غيابة، والباقون بغير ألف إفرادا لأن يوسف لم يجعل إلا في غيابة واحدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غَيَابَة" [الآية:10، 15] معا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
فنافع وأبو جعفر بالجمع في الحرفين كأنه كان لتلك الجب غيابات، وهي أي: الغيابة قعره أو حفرة في جانبه، والباقون بالإفراد؛ لأنه لم يلق إلا في واحدة، والجب البئر التي لم تطو، وعن الحسن وكسر الغين وسكون الياء بلا ألف فيهما "وتلتقطه" بالتاء من فوق لإضافته لمؤنث، يقال قطعت بعض أصابعه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/141] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({غيابات} [10 - 15] معًا، قرأ نافع بألف بعد الباء الموحدة، على الجمع، والباقون بحذفها، على التوحيد، وحكم وقفه جلي). [غيث النفع: 728] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
{قَائِلٌ}
إذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
وله إبدال الهمزة ياء مع المد والقصر.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/۷ {للسائلين}.
{وَأَلْقُوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (ألقوهوه) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة {ألقوه} بالهاء من غير وصل.
{غَيَابَةِ الْجُبِّ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وابن مسعود (غيابة الجب) مفردًا.
وهي اختيار أبي عبيد، وكذلك جاءت في مصحف ابن مسعود.
وقرأ نافع وأبو جعفر (غيابات الجب) على الجمع.
قال أبو حيان: «جعل كل جزء مما يغيب فيه غيابة».
وأنكر أبو عبيد هذه القراءة.
قال أبو علي:
[معجم القراءات: 4/186]
«وجه قول من أفرد أن الجب لا يخلو أن يكون له غيابة واحدة أو غيابات، فغيابة المفرد يجوز أن يعني به الجمع كما يعنى به الواحد.
ووجه قول من جمع أنه يجوز أن يكون له غيابة واحدة، فجعل كل جزء منه غيابة، فجمع على ذلك، كقوله: شابت مفارقه... ويجوز أن يكون للجب عدة غيابات فجمع لذلك».
وقرأ خارجة عن نافع وعبد الله بن هرمز الأعرج (غيابات..) بالتشديد والجمع.
قال أبو حيان: «والذي يظهر أنه سمي باسم الفاعل الذي للمبالغة، فهو وصف في الأصل».
وقال الشهاب: «وأما قراءة الجمع بتشديد الياء التحتية فعلى أنه صيغة مبالغة، وزنه فقالات كحمامات، أو فعالات كشيطانة وشيطانات».
وقرأ الحسن وعاصم الجحدري (غيبة...) بفتح أوله والياء والباء، وهو يحتمل أن يكون في الأصل مصدرًا كالغلبة، واحتمل أن يكون جمع غائب كصانع وصنعة، فتكون كقراءة الجمع.
وقرأ مجاهد والحسن، وهارون واللؤلؤي كلاهما عن أبي عمرو، وأبي بن كعب وقتادة (غيبة...) بسكون الياء وفتح الباء قال الشهاب: «بسكون الياء على أنه مصدر أريد به الغائب منه».
[معجم القراءات: 4/187]
قال أبو حيان: «بسكون الياء، وهي ظلمة الركية».
وقال ابن عطية: «وكذلك خطت في مصحف أبي بن كعب».
وقرأ الحسن وأبي بن كعب (غيبة...) بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الموحدة، ولعل كسر الغين هنا جاء مراعاة للمجاورة، والغيبة من الاغتياب، وهو أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء أو بما يغمه، فالجامع في الحالين هو معنى الستر والاختفاء.
{الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ}
قرئ (الجوب) بواو وبتخفيف الباء.
قراءة ابن كثير في الوصل (يلتقطهوه) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة بهاء الضمير {يلتقطه} من غير وصل.
وقرأ الحسن ومجاهد وقتادة وأبو رجاء وابن أبي عبلة لو ذكرها ابن خالويه لابن كثير وهي رواية سليم عن حمزة (تلتقطه) بتاء التأنيث؛ لأن بعض السيارة سيارة.
وقراءة الجمهور من القراء {يلتقطه} بالياء على التذكير، لأن «بعض» ذكر وإن أضيف إلى تأنيث.
قال الزجاج:
[معجم القراءات: 4/188]
«... هذا أكثر القراءة بالياء، وقرأ الحسن: تلتقطه بالتاء، وأجاز ذلك جميع النحويين، وزعموا أن ذلك إنما جاز لأن بعض السيارة سيارة، فكأنه قال: تلتقطه سيارة بعض السيارة...».
وقال العكبري: «ويقرأ بالتاء حملًا على المعنى...، ومنه قولهم: ذهبت بعض أصابعه» ). [معجم القراءات: 4/189]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (11) إلى الآية (14) ]

{ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {لَا تأمنا} 11
كلهم قَرَأَ {تأمنا} بِفَتْح الْمِيم وإدغام النُّون الأولى في الثَّانِيَة وَالْإِشَارَة إِلَى إِعْرَاب النُّون المدغمة بِالضَّمِّ اتِّفَاق). [السبعة في القراءات: 345]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لا تأمنا} بلا شم، يزيد والحلواني عن قالون). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تامنا) [11]: بلا شمة يزيد، وقالون طريق سالم وأبي إسحاق وأبي عون، والشموني طريق ابن أبي أمية). [المنتهى: 2/759]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وكلهم قرأ: {ما لك لا تأمنا} (11): بإدغام النون الأولى في الثانية، وإشمامها الضم.
[التيسير في القراءات السبع: 319]
* وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النون لا بالعضو إليها، فيكون ذلك إخفاء لا إدغامًا صحيحًا؛ لأن الحركة لا تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك. وهذا قول عامة أئمتنا، وهو الصواب؛ لتأكيد دلالته وصحته في القياس). [التيسير في القراءات السبع: 320]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وكلهم [غير أبي جعفر] قرأ (ما لك لا تأمنا) بإدغام النّون الاولى في الثّانية وإشمامها الضّم. وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النّون [لا] بالعضو إليها فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف الصّوت بها فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك وهذا قول عامّة أئمّتنا وهو الصّواب لتأكيد دلالته وصحّته في القياس وأبو جعفر بالإدغام المحض من غير روم ولا إشمام). [تحبير التيسير: 412]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَأْمَنَّا) بنونين ابْن مِقْسَمٍ، وبغير إشمام الحلواني، وابن عون، وسالم عن قَالُون، وابن بحر عن الْمُسَيَّبِيّ، والمنادي، وابن أبي أويس عن نافع، وأبو جعفر، وشيبة، ومجاهد، وابن أبي أمية ومحمد بن الضحاك عن الشموني، والحسن رواية بن أرقم، وقَتَادَة، والْأَعْمَش، روى البربري عن الحسن (تَأْمَنَّا) بضم الميم). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (773- .... .... .... .... = وَتَأْمَنُناَ لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلاَ
774 - وَأُدْغَمَ مَعْ إِشْمَامِهِ البَعْضُ عَنْهُمُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع (نافعٌ) وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
...
{مالك لا تأمنا} قال في التيسير: «كلهم قرأ {مالك لا تأمنا} بإدغام النون الأولى في الثانية وإشمامها الضم. وحقيقة الإشمام، أن يشار بالحركة إلى النون، لا بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، لأن الحركة لا تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك. وهذا قول عامة أئمتنا، وهو الصواب، التأكيد دلالته وصحته في القياس».
وهذا كلام متناقض كما تراه، إلا أن يكون سمى الإخفاء إدغامًا، فقد قال ذلك من تقدمه.
قال أبو حاتم سهل بن محمد: «القراءة في: {تأمنا} بالإدغام والإشمام؛ وهو ضرب من الإخفاء».
وقال ابن مجاهد فيه: «وإنما ترك الإشمام من تركه من القراء، لأن حق المدغم أن يكون ساكنًا؛ فإن أشم إعرابه، كان إخفاء لا إدغامًا».
وقال صاحب المحبر: «قرأ أبو جعفر {لا تأمنا} بفتح النون على الإدغام الصريح، والباقون بإشمامها الضم على الإخفاء.
وقال النحويون: «الإشمام لا يصح مع الإدغام».
[فتح الوصيد: 2/1008]
وقال جماعة من القراء وأهل الأداء بالإدغام الصريح في {لا تأمنا} مع الإشمام، للدلالة على حركة المدغم».
والإشمام عندهم، كالإشمام السابق في الوقف، وهو ضم الشفتين من غير إحداث شيء في النون، وتكون الإشارة على هذا القول بعد الإدغام.
وأجازوا أيضًا أن يؤتى بذلك بعد سكون النون المدغمة، كما يؤتى به بعد سكون الراء من (قديرٌ) عند الوقف، فيقع ذلك قبل كمال الإدغام.
وإلى هذا القول، ذهب محمد بن جرير وجماعة من النحاة، وعبد الباقي ابن الحسن ومحمد بن علي، وجماعة من المقرئين.
قال أبو عمرو عثمان: «واللفظ بذلك يتصعب على الوجهين ويبعد لتداخل المدغم والمدغم فيه وكونهما كالشيء الواحد».
وإلى هذا الوجه أشار بقوله: (وأدغم مع إشمامه البعض عنهم)، وليس هذا الوجه في التيسير). [فتح الوصيد: 2/1009]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة). [كنز المعاني: 2/331] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا} فأصله "لا تأمننا" بنونين على وزن: تعلمنا، وقد قرئ كذلك على الأصل وهي قراءة شاذة؛ لأنها على خلاف خط المصحف؛ لأنه رسم بنون واحدة فاختلفت عبارة المصنفين عن قراءة القراء المشهورين له.
وحاصل ما ذكروه ثلاثة أوجه: إدغام إحدى النونين في الأخرى إدغاما محضا بغير إشمام، إدغام محض مع الإشمام، إخفاء لا إدغام؛ وهذه الوجوه الثلاثة هي المحكية عن أبي عمرو في باب الإدغام الكبير، فالإخفاء هو المعبر عنه بالروم، ولم يذكر الشاطبي في نظمه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261]
هنا غير وجهين: الإخفاء في هذا البيت والإدغام مع الإشمام في البيت الآتي، ومال صاحب التيسير إلى الإخفاء، وأكثرهم على نفيه، قال في التيسير: مالك لا تأمننا بإدغام النون الأولى في الثانية وإشمامها الضم، قال: وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النون لا بالعضو إليها، فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا؛ لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك، وهذا قول عامة أئمتنا وهو الصواب؛ لتأكيد دلالته وصحته في القياس، فهذا معنى قول الناظم: "للكل يخفى مفصلا"؛ أي: نفصل إحدى النونين عن الآخر بخلاف حقيقة الإدغام، وقال أبو بكر ابن مهران في كتاب الإدغام: "مالك لا تأمننا" بالإشارة إلى الضمة وتركها قال: ولم يحك عن أحد منهم إلا الإدغام المحض من أشار منهم ومن ترك، ولو أراد من أشار الإخفاء دون الإدغام لفرقوا وبينوا، وقالوا: أدغم فلان وأخفى فلان فلما قالوا: أدغم فلان وأشار وأدغم فلان ولم يشر درينا أنهم أرادوا الإدغام دون الإخفاء، وأنه لا فرق عندهم بين الإشارة وتركها والله أعلم، وقال صاحب الروضة: لا خلاف بين جماعتهم في التشديد والله أعلم.
774- وَأَدْغَمَ مَعْ إِشْمَامِهِ البَعْضُ عَنْهُمُ،.. وَنَرْتَعْ وَنَلْعَبْ يَاءُ "حِصْنٍ" تَطَوَّلا
أي: فعل ذلك بعض المشايخ عن جميع القراء، وهذا الوجه ليس في التيسير وقد ذكره غير واحد من القراء والنحاة حتى قال بعضهم: أجمعوا على إدغام لا تأمننا، قال ابن مجاهد: كلهم قرأ "لا تأمَنّا" بفتح الميم وإدغام النون الأولى في الثانية والإشارة إلى إعراب النون المدغمة بالضم اتفاقًا، قال أبو علي: وجهه أن الحرف المدغم بمنزلة الحرف الموقوف عليه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/262]
من حيث جمعهما السكون، فمن حيث أشموا الحرف الموقوف عليه إذا كان مرفوعا في الإدراج أشموا النون المدغمة في "تأمنا" قال: وليس هذا بصوت خارج إلى ذلك اللفظ، إنما هو تهيئة العضو لإخراج ذلك الصوت به؛ ليعلم بالتهيئة أنه يريد ذلك المهيأ له قال: وقد يجوز في ذلك وجه آخر في العربية، وهو أن يتبين ولا يدغم، ولكنك تخفي الحركة؛ وإخفاؤها هو أن لا تشبعها بالتمطيط ولكنك تختلسها اختلاسا. قلت: وهذا هو الوجه المذكور في البيت الأول، وقال أبو الحسن الحوفي: جمهور القراء على الإشمام للإعلام بأن النون من "تأمن" كانت مرفوعة، وصفة ذلك أنك تشير إلى الضمة من غير صوت مع لفظك بالنون المدغمة، وهو شيء يحتاج إلى رياضة، قال مكي: "لا تأمنا" بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام وقبل استكمال التشديد هذه ترجمة القراء. قلت: ووجه الإشمام الفرق بين إدغام المتحرك وإدغام الساكن، قال الفراء: تشير إلى الرفعة وإن تركت فلا بأس كل قد قرئ به). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/263]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (773 - .... .... .... .... .... = وتأمننا للكلّ يخفي مفصّلا
774 - وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = .... .... .... .... ....
....
وقوله تعالى: ما لَكَ لا تَأْمَنَّا. يقرأ لكل القراء بإخفاء حركة النون الأولى يعني بإظهارها واختلاس حركتها. وقول الناظم (مفصلا) معناه: مفصولا النون الأولى فيه عن الثانية في حال الإخفاء بسبب إظهار الأولى واختلاس حركتها، وأدغم بعض أهل الأداء عن القراء السبعة النون الأولى في الثانية إدغاما محضا مع الإشمام، والمراد بالإشمام هنا: ضم الشفتين عقب إدغام الحرف الأول في الثاني للإشارة إلى حركة الحرف المدغم، والوجهان صحيحان مقروء بهما لكل من القراء السبعة وإن كان وجه الإشمام أكثر شهرة وعليه جمهور أهل الأداء). [الوافي في شرح الشاطبية: 294]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَأْمَنَّا وَالْخِلَافُ فِيهِ فِي أَوَاخِرِ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تأمنا} [11] ذكر في آخر الإدغام الكبير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم رؤياي [43]، وللرؤيا [43] في الهمز والإمالة، وتأمنّا [11] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تَأْمَنَّا" [الآية:11] فأبو جعفر بالإدغام المحض بلا إشمام ولا روم فينطق بنون مفتوحة مشددة، وتقدم أنه يبدل الهمزة الساكنة قولا واحدا، والباقون الإدغام مع الإشارة، واختلفوا فيها فبعضهم يجعلها روما فيكون حينئذ إخفاء، فيمتنع معه بالإدغام الصحيح؛ لأن الحركة لا تسكن رأسا، وإنما يضعف صوت الحركة، وبعضهم يجعلها إشماما، فيشير بضم شفيته إلى ضم النون بعد الإدغام، فيصح معه حينئذ كمال الإدغام، وبالأول قطع الشاطبي، واختاره الداني، وبالثاني قطع سائر الأئمة، واختاره صاحب النشر، قال: لأني لم أجد نصا يقتضي خلافه؛ ولأنه أقرب إلى حقيقة الإدغام وأصرح في اتباع الرسم، وبه ورد نص الأصبهاني، وانفرد ابن مهران عن قالون بالإدغام المحض كأبي جعفر والجمهور على خلافه، ولم يعول عليه في الطيبة على عادته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/141]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تأمنا} [11] اضطربت في هذه اللفظة أقوال العلماء، فمنهم من يجعل فيها وجهين، ومنهم من يجعل ثلاثة، والوجهان هما الإدغام مع الإشمام، أو الإخفاء، والثالث هو الإدغام المحض من غير إشمام ولا روم.
ومنهم من يجعل الإشمام بعد الإدغام، ومنهم من يجعله مع أوله، ومنهم من يخير في ذلك.
ومنهم من يقول إن الإخفاء لا بد معه من الإدغام، ومنهم من يقول لا إدغام معه، ومنهم من ظاهر عبارته ذلك.
وهذا الاضطراب يوجب للقاصر الحيرة والتوقف، وللماهر التثبت والتعرف.
والحق أن فيها للقراء السبعة وجهين:
الأول: الإدغام مع الإشمام، فيشير إلى ضم النون المدغمة، بعد الإدغام، للفرق بين إدغام ما كان متحركًا وما كان ساكنًا، لأن {تأمنا} مركبة من فعل مضارع مرفوع وضمير المفعول المنصوب.
وأجمعت المصاحف على كتبه على خلاف الأصل، بنون وادة، كما يكتب ما آخره نون ساكنة واتصل به الضمير، نحو {كنا} [النساء: 97] و{عنا} [البقرة: 286] و{منا} [البقرة: 127].
وهذا الإشمام كالإشمام في الوقف على المرفوع، وهو أن تضم شفتيك من غير إسماع صوت، كهيئتهما عند التقبيل، لأن المسكن للإدغام كالمسكن للوقف، بجامع أن سكون كل منهما عارض.
[غيث النفع: 728]
الثاني: الإخفاء، وهو أن تضعف الصوت بحركة النون الأولى، بحيث إنك لا تأتي إلا ببعضها، وتدغمها في الثانية إدغامًا غير تام، لأن التام يمتنع مع الروم، لأن الحرف لم يسكن سكونًا تامًا، فيكون أمرًا متوسطًا بين الإظهار والإدغام، ولا يحكم هذا إلا بالأخذ من أفواه المشايخ البارعين العرافين الآخذين ذلك عن أمثالهم، والله الموفق.
وأما الوجه الثالث فلم يرو عن أحد من الأئمة السبعة، إلا من طرق ضعيفة، نعم هي قراءة أبي جعفر). [غيث النفع: 729]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
{لَا تَأْمَنَّا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والأزرق وورش والسوسي («لا تامنا) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على تحقيق الهمز {لاتأمنا}.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي {لاتأمنا} بإدغام النون في النون مع الإشمام للضم، وهو اختيار أبي عبيد.
والإشمام: «هو ضم حركة الشفتين إشارة إلى حركة الفعل مع
[معجم القراءات: 4/189]
الإدغام الصريح.
وحركة الفعل قبل الإدغام هي الضم: (لا تأمن).
قال ابن قتيبة: «بإشمام الضم مع الإدغام، وهذا ما لا يطوع به كل لسان».
وقرأ هؤلاء السبعة بإخفاء الحركة مع الإدغام قالوا: ولا يكون إدغامًا محضًا، وعبر عن هذا بعضهم بقوله: بين الإدغام والإظهار.
قال الأخفش: «والإدغام أحسن».
وفي شرح الشاطبية:
«اتفق السبعة على قراءة {لا تأمنا} بالإشارة، واختلف أهل الأداء عنهم، فكان بعضهم يجعلها رومًا فيكون ذلك إخفاء لا إدغامًا، وكان بعضهم يجعلها إشمامًا، وهو عبارة عن ضم الشفتين إشارة إلى حركة الفعل مع الإدغام الصريح.
قالوا: ولا تكون الإشارة إلا بالضم بعد الإدغام فيصح معه حينئذٍ الإدغام.
والروم اختيار الداني، وبالإشمام قطع أكثر أهل الأداء، واختاره المحقق الجزري....».
وورد النصعن نافع من طريق ورش بالروم.
وسمى ابن جني قراءة الإدغام مع إخفاء الحركة اختلاسًا، قال: «... حتى كأنك لم ترهم وقد ضايقوا أنفسهم، وخففوا عن ألسنتهم بأن اختلسوا الحركات اختلاسًا، وأخفوها، فلم
[معجم القراءات: 4/190]
يمكنوها في أماكن كثيرة، ولم يشبعوها، ألا ترى إلى قراءة أبي عمرو: (مالك لا تأمنا على يوسف) مختلسًا لا محققًا...».
وقرأ أبو جعفر والزهري لو رواها الحلواني عن قالونا (لا تامنا) بالإدغام المحض مع إبدال الهمزة الساكنة ألفًا من غير روم للحركة أو إشمام، وترك الإشمام عند الزجاج جيد لأن الميم مفتوحة فلا تغير.
وقرأ زيد بن علي والزهري وعمرو بن عبيد وأبو عون وابن مهران والحلواني عن قالون عن نافع والأعشى عن أبي بكر عن عاصم وهي قراءة يزيد المتقدمة والأعمش {لا تأمنا} بإدغام النون في النون من غير إشمام ولا روم، كذا بنون مفتوحة مشددة، وهو القياس.
وقرأ الحسن وأبي بن كعب والأعمش وطلحة بن مصرف وأبن مقسم (لا تأمننا) بالإظهار، وضم النون الأولى على الأصل، وهو خلاف خط المصحف، وهو من المبالغة في بيان إعراب الفعل.
قال العكبري: «وفي الشاذ من يظهر النون، وهو القياس».
[معجم القراءات: 4/191]
وقرأ ابن هرمز والحسن (لا تأمنا) ضم الميم، فتكون الضمة منقولة إلى الميم من النون الأولى بعد سلب الميم حركتها، وإدغام النون الأولى في الثانية.
وقرأ ابن وثاب وأبو رزين، وكذا الأعمش في رواية وعبد الله بن مسعود (لا تيمنا) بكسر حرف المضارعة وتسهيل الهمزة، وهي تخالف المصحف، وهي لغة تميم، وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عاصم أنه قرأ بذلك بمحضر عبيد بن فضالة، فقال له: لحنت! فقال أبو رزين:
«ما لحن من قرأ بلغه قومه، وهي لغة تميم».
قال أبو حيان: «وسهل الهمزة بعد الكسرة ابن وثاب، وفي لفظٍ أرسله، دليل على أنه كان يمسكه، ويصحبه دائمًا».
وروي عن يحيى بن وثاب وأبي رزين والمطوعي (لا تئمنا)بكسر أوله مع بقاء الهمز، وهي لغة تميم.
وتقدم ما يشبه هذا في مواضع، ومنها قراءة (نستعين) بكسر النون في سورة الفاتحة.
قال الشهاب: «وقرئ بكسر حرف المضارعة مع الهمزة وتسهيلها» ). [معجم القراءات: 4/192]

قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {يرتع ويلعب} 12
فَقَرَأَ ابْن كثير (نرتع وَنَلْعَب) بِفَتْح النُّون فيهمَا وَكسر الْعين في (نرتع) من غير يَاء من ارتعيت
حَدَّثَني عبيد الله قَالَ حَدثنَا نصر ابْن علي عَن أَبي بكر البكراوي عَن إِسْمَاعِيل المكي قَالَ سَمِعت ابْن كثير يقْرَأ (نرتع) بالنُّون وَكسر الْعين {ويلعب} بِالْيَاءِ وَجزم الْبَاء وَقَرَأَ نَافِع {يرتع} مثل ابْن كثير في كسر الْعين وهي بياء {ويلعب} بِالْيَاءِ وَجزم الْبَاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (نرتع وَنَلْعَب) بالنُّون فيهمَا وتسكين الْعين وَالْبَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يرتع ويلعب} بِالْيَاءِ وَجزم الْعين وَالْبَاء). [السبعة في القراءات: 345 - 346]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يرتع ويلعب) بالياء مدني، كوفي ورويس، وسهل (نرتع) بالنون (ويلعب) بالياء روح وزيد، بكسر العين، حجازي، القواس يشبعه). [الغاية في القراءات العشر: 286]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نرتع ونلعب) [12]: بالنون فيهما مكي، وشامي، وأبو عمرو.
(نرتع): بالنون، {ويلعب}: بالياء زيدٌ طريق البخاري. بكسر
[المنتهى: 2/759]
العين حجازي. بإشباعها قنبل طريق الربعي وابن الصلت والهاشمي). [المنتهى: 2/760]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون ونافع (يرتع ويلعب) بالياء فيهما، غير أن نافعًا كسر العين من (يرتع) وأسكن الكوفيون، وقرأ الباقون بالنون فيهما غير ان ابن كثير كسر العين من (نرتع) وأسكنها غيره؛ وكلهم أسكنوا الباء من (نلعب) ). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {يرتع ويلعب} (12): بالياء فيهما.
والباقون: بالنون.
وكسر الحرميان العين من : {يرتع}.
وجزمها الباقون). [التيسير في القراءات السبع: 320]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ونافع أبو جعفر ويعقوب: (يرتع ويلعب) بالياء فيهما والباقون بالنّون وكسر الحرميان وأبو جعفر العين من (يرتع) وجزمها الباقون). [تحبير التيسير: 412]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَرْتَعْ) بالنون (وَيَلْعَبْ) بالياء الزَّعْفَرَانِيّ، ويزيد، وَرَوْحٌ بْن قُرَّةَ عن يعقوب، وهارون، وبكار، واللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والبكرواني عن ابْن كَثِيرٍ، وهو الاختيار ليفرق بين اللعب من يوسف والرتع لإخوته، وبالنون فيهما مكي غير ابْن مِقْسَمٍ شامي وأَبُو عَمْرٍو غير معاذ ومن ذكرنا، الباقون ومعاذ عن أَبِي عَمْرٍو بالياء فيهما وكسر العين حجازي غير ابن عقيل عن ابن بغير وبإثبات الياء في اللفظ القواس طريق ابْن الصَّلْتِ والربعي والهاشمي). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([12]- {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} بالنون فيهما: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو.
بكسر العين: الحرميان). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (774- .... .... .... .... = وَنَرْتَعْ وَنَلْعَبْ يَاءُ حِصْنٍ تَطَوَّلاَ
775 - وَيَرْتَعْ سُكُونُ الْكَسْرِ فِي الْعَيْنِ ذُو حِمىً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
[775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
...
و{یرتع}، من: رتع يرتع، أي يرتع يوسف ويلعب.
قال أبو عبيدة: «يرتع: يله».
ورتع أيضًا، إذا اتسع في الخصب؛ وكل مخصب راتع، أي ينعم.
وهي قراءة الكوفين.
وقراءة أبي عمرو وابن عامر، {نرتع ونلعب} بالنون والإسكان. وذلك ظاهر.
وقراءة ابن كثير، أصلها: (نرتعي)، نفتعل من الرعي، وهو أحد الوجهين عن قنبل.
وكذلك قراءة نافع، أصلها (يرتعي): يفعتعل.
[فتح الوصيد: 2/1009]
أبو علي: «من قرأ {نرتع}، فعلی: نرتع إبلنا، أو على أنها تنال هي ونحن ما نحتاج إليه.
فأما {نلعب}، فحكي أن أبا عمرو قيل له: كيف تقول: (ونلعب) وهم أنبياء؟ فقال: لم يكونوا يومئذٍ أنبياء».
قال أبو علي: «فإن صحت الحكاية عنه، وصح عنده تاریخ ذلك فذاك، وإلا فوجهه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجابر: « فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك».
فهذا كأنه يتشاغل بمباحٍ وجمامٍ عن الجد، لما يتقوى به على النظر في العلم والعبادة» ). [فتح الوصيد: 2/1010]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة.
[775] ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبتٌ وميلا
[776] شفاءً وقلل جهبذًا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضلا
ب: (الثبت): الثابت، كـ (العدل) بمعنى (العادل)، (التقليل): ههنا: إمالة بين بين، وقد مضى تفسيره في أول آل عمران، (الجهبذ): الناقد الحاذق.
ح: (نرتع): مبتدأ، (سكون الكسر): مبتدأ ثانٍ، (في العين): حال، واللام: عوض عن العائد، (ذو حمى): خبر للثاني، والجملة: خبر للأول، وكذلك: (بشراي حذف الياء ثبتٌ)، و(ميلا): مجهول عطفًا على الخير، (شفاءً): حال من الممال، (جهبذًا): حال من فاعل (قلل)، كلاهما: مبتدأ، والضمير: للإمالة والتقليل، (عن ابن العلا): خبر، (الفتح ... تفضلا): مبتدأ وخبر، (عنه): حال، أي: منقولًا عنه، والضمير: لابن العلاء.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر وأبو عمرو: {نرتع} [12] بسكون العين، على أنه مجزوم من الرتع، ومدح هذه القراءة بأنها ذو حمى، أي:
[كنز المعاني: 2/331]
حجج يتقوى ويتحصن بها، والباقون: بكسرها على أنه من الرعي حُذف بالجزم الياء، ويثبتها قنبل في وجهٍ كما تقدم.
ففيه خمس قراءات: {يرتع} بالياء وسكون العين للكوفيين، وبكسرها والياء لنافع، وبالنون وسكون العين لابن عامر وأبي عمرو، وبكسرها والنون لابن كثير، وبإشباع كسرتها لقنبل في وجه.
وقرأ الكوفيون: {قال يا بشرى} [19] بحذف الياء على نداء البشرى مطلقًا، كأنه قال: (يا بشرى اقبلي فهذا أوانك)، والباقون: بإثباتها بإضافة البشرى إليه.
ثم من الكوفيين أمال حمزة والكسائي على أصلهما لأنها ألف تأنيث لا سيما وقبلها ياء.
ثم قال: (قلل جهبذًا)، أي: أمل بين بين لورش حال كونك حاذقًا ماهرًا.
ثم هذان الوجهان، أي: الإمالة المحضة وبين بين مع الفتح لابن
[كنز المعاني: 2/332]
العلاء أبي عمرو، ولكن الفتح عنه أفضل من غيره، أي: أصح نقلًا، لإطباق كتب الأئمة على الفتح عنه.
أما المحضة: فلأن {بُشرى} من ذوات الياء، وياء الإضافة في حكم الانفصال، وأما بين بين: فللتوسط بين كلا الأمرين، وأما الفتح: فلأن ألف {بشرى} لما رسمت في المصاحب بالألف هربًا من اجتماع اليائين في كلمة واحدةٍ صورةً فتحها أيضًا، ليسلم الأمر الذي خولف له بها عن أمثالها). [كنز المعاني: 2/331]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والياء في: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}، ليوسف والنون لجميع الإخوة، ثم ذكر خلاف القراء في العين فقال:
775- وَيَرْتَعْ سُكُونُ الكَسْرِ فِي العَيْنِ "ذُ"و "حِـ"ـمًا،.. وَبُشْرَايَ حَذْفُ الْيَاءِ "ثَـ"ـبْتٌ وَمُيِّلا
من يسكن العين فللجزم، وقراءته من رتع يرتع؛ أي: يتسع في الخصب، ومن كسرها فهو من ارتعى يرتعي يفتعل من الرعي، فحذف الياء للجزم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/263]
وأثبتها قنبل في وجه على ما تقدم في باب الزوائد فقرأه الكوفيون بالياء وسكون العين وقراءة نافع بالياء وكسر العين، وقراءة ابن عامر وأبي عمرو بالنون وسكون العين، وقراءة ابن كثير بالنون وكسر العين وبإشباع كسرتها في وجه، ففي "يرتع" خمس قراءات، وفي "يلعب" قراءتان الياء لحصن والنون للباقين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/264]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (774 - .... .... .... .... .... = ونرتع ونلعب ياء حصن تطوّلا
775 - ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = .... .... .... .... ....
....
وقرأ نافع والكوفيون يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ بالياء في الفعلين، وقرأ غيرهم بالنون فيهما.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر والكوفيون بسكون كسر العين في يَرْتَعْ فتكون قراءة غيرهم بكسر العين. فيتحصل من هذا: أن نافعا يقرأ بالياء في الفعلين وبكسر العين في يَرْتَعْ ويقرأ ابن كثير بالنون في الفعلين مع كسر العين في نرتع ويقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون في الفعلين مع سكون العين. ويقرأ الكوفيون بالياء في الفعلين مع سكون العين، واتفق القراء على قراءة وَيَلْعَبْ بسكون الباء). [الوافي في شرح الشاطبية: 294]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136- .... .... وَنَرْتَعْ وَبَعْدُ يَا = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويرتع وبعد ياء إلخ أي قرأ يعقوب وهو المشار إليه (بحا) حمى في صدر البيت الثاني بياء الغيبة في {يرتع} [12] وكذا في {يلعب} المشار إليه بقوله: وبعد ياء أي ياء في الفعلين وعلم من الوفاق للآخرين كذلك وهم في عين {يرتع} على أصولهم فأبو جعفر بالغيبة فيهما وكسر
[شرح الدرة المضيئة: 152]
العين وحذف الياء الزائدة والآخران بالغيب فيهما أيضًا لكن مع إسكان العين). [شرح الدرة المضيئة: 153]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَرْتَعْ، وَيَلْعَبْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْيَاءِ، وَكَسَرَ الْعَيْنَ مِنْ يَرْتَعْ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَثْبَتَ قُنْبُلٌ الْيَاءَ فِيهَا فِي الْحَالَيْنِ بِخِلَافٍ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَسْكَنَ الْبَاقُونَ الْعَيْنَ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {يرتع ويلعب} [12] بالنون، والباقون بالياء فيهما، وكسر العين من {يرتع} [12] المدنيان وابن كثير، وأثبت قنبل فيها الياء في الحالين بخلاف كما ذكرنا، والباقون بإسكان العين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (700- .... يرتع ويلعب نون دا = حز كيف يرتع كسر جزمٍ دم مدا). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (فاجمع (م) دا يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (م) دا
يعني قوله تعالى: أرسله معنا غدا يرتع ويلعب قرأه بالنون فيهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، والباقون بالياء وكسر العين من يرتع ابن كثير والمدنيان، والباقون بإسكانها، فالمدنيان بالياء والكسر في الحالين، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين في الحالين، وأبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما وسكون العين، والكوفيون ويعقوب بالياء والإسكان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نرْتَعْ وَنلْعَب" [الآية:12] فنافع وأبو جعفر بالياء من تحت فيهما إسنادا إلى يوسف عليه السلام، وكسر عين يرتع من غير ياء جزم بحذف حرف العلة من ارتعى افتعل من الرباعي، والفعلان مجزومان على جواب الشرط المقدر، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بالياء كذلك فيهما،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/141]
لكن مع سكون العين، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما، وسكون العين مضارع رتع انبسط في الخصب، فيكون صحيح الآخر جزمه بالسكون، وافقهما اليزيدي، وقرأ البزي بالنون فيهما وكسر العين من غير ياء، وقرأ قنبل كذلك إلا أنه أثبت الياء من طريق ابن شنبوذ وصلا ووقفا على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم، ويقدر حذف الحركة المقدرة على حرف العلة واصلة من رعي فوزنه يفتعل وحذفها من طريق ابن مجاهد، والوجهان في الشاطبية كأصلها، لكن الإثبات ليس من طريقهما، كما نبه عليه في النشر؛ لأن طريقهما عن قنبل، إنما هو طريق ابن مجاهد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن يرتع بضم الياء وكسر التاء وسكون العين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يرتع ويلعب} [12] قرأ المكي والبصري والشامي بنون فيهما، والباقون بالياء فيهما، قرأ الحرميان بكسر عين {يرتع} والباقون بسكون العين.
تنبيه: ذكره الخلاف لقنبل في إثبات الياء بعد عين {نرتع} في الحالين، حيث قال:
وفي نرتعى خلف زكا ....... = ...........
هو مما خرج فيه عن طريقه، ولذا لم نذكره، ومن بيان ذلك أن إثبات الياء طريق ابن شنبوذ، وليس من طرقه، وإنما طريقه ابن مجاهد، كما تقدم، ولم يرو ابن مجاهد
[غيث النفع: 729]
إلا الحذف، وهي أيضًا رواية العباس بن الفضل وعبد الله بن أحمد البلخي وأحمد بن محمد اليقطيني وإبراهيم بن عبد الرازق وابن ثوبان وغيرهم.
فإن قلت: ذكره في التيسير، وهو أصله، قلت: ذكره على وجه الحكاية، لا على وجه الرواية، ويدلك على ذلك أنه لم يذكره في باب الزوائد، وإنما ذكره في آخر
[غيث النفع: 730]
السورة بلفظ: «وروى أبو ربيعة وابن الصباح عن قنبل {يرتع} بإثبات الياء وروى غيرهما حذفها عنه في الحالين» وإن كان منه رحمه الله على وجه الرواية فهو أيضًا خارج). [غيث النفع: 731]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
{أَرْسِلْهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (أرسلهو) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة {أرسله} بها مضمومة من غير وصل.
{يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب ورويس وخلف والحسن والأعمش (يرتع ويلعب) بالياء فيهما وسكون العين والباء، من رتع ولعب، على إسناد الفعل ليوسف.
ورتع الإنسان والبعير إذا أكلا كيف شاءا، وروى معمر عن قتادة أن معنى يرتع: يسعى، واللعب هو الاستباق والانتضال.
وجزم {يرتع} لوقوع الفعل بعد طلب {أرسله}، أو على أنه جواب شرط مقدر، على الخلاف المشهور بين العلماء، والثاني عطف عليه.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير والبزي واليزيدي (نرتع ونلعب) بالنون فيهما على الإسناد للكل، أي جماعة المتكلمين، والجزم على ما تقدم بيانه في القراءة الأولى.
[معجم القراءات: 4/193]
وقرأ نافع وأبو جعفر، وابن كثير رواية، وجعفر بن محمد (يرتع ويلعب) بالياء من تحت فيهما، إسنادًا إلى يوسف عليه السلام، وكسر العين من (يرتع)، إنما كان للجزم بحذف حرف العلة، فهو من «ارتعی» «يرتعي» على وزن يفتعل من الرعي، وقيل: المعنى نتحارس ويحفظ بعضنا بعضًا.
ويلعب: الباء ساكنة، فالفعل معطوف على فعل مجزوم قبله فله حكمه.
وقرأ ابن محيصن وأبو رجاء «يرتع ويلعب» بضم الياء وكسر التاء وسكون العين، فهو من «أرتع» الرباعي، ويلعب: بسكون الباء، وياء في أوله، قالوا: هو على تقدير: يرتع مطيته، فحذف المفعول.
وقرأ ابن كثير والبزي وأبو جعفر وقنبل من طريق ابن مجاهد ونافع (نرتع ونلعب) بالنون فيهما، وكسر العين، وتخريجها بين.
وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ، والعطار عن الزينبي وهي رواية أبي ربيعة وابن الصباح عن قنبل، وكذا قرأها الأصبهاني برواية
[معجم القراءات: 4/194]
الهاشمي عن القواس عن ابن كثير (نرتعي ونلعب) بالنون فيهما، وإثبات الياء وصلًا ووقفًا على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم، ويقدر حذف الحركة المقدرة على حرف العلة.
وجعلوا هذه القراءة كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي = بما لاقت لبون بني زياد
قال أبو حيان:
«ومن أثبت الياء، فقال ابن عطية: هي قراءة ضعيفة، لا تجوز إلا في الشعر كقول الشاعر..» انتهى.
قال أبو حيان، «وقيل تقدير حذف الحركة في الياء لغة، فعلى هذا لا يكون ضرورة».
وقال ابن مهران الأصبهاني: «وقرأنا برواية الهاشمي عن القواس (نرتعي) بإثبات الياء، ولا يصح ذلك».
وفي رواية عن قنبل من طريق ابن الصلت إثبات الياء في الوقف دون الوصل، وهو المروي عن البزي.
وذكر صاحب الإتحاف الرواية بالحذف عن قنبل من طريق ابن مجاهد.
قال أبو حيان: «واختلف عن قنبل في إثبات الياء وحذفها».
وقال الداني:
«وروى أبو ربيعة وابن الصباح عن قنبل... بإثبات ياء بعد العين في الحالين، وروى غيرهما عنه حذفها في الحالين».
[معجم القراءات: 4/195]
وقرأ النخعي وأبو إسحاق ويعقوب وروح وزيد والأعرج وجعفر بن محمد وابن كثير في رواية إسماعيل بن مسلم، وهارون عن أبي عمرو وزيد عن يعقوب (نرتع ويلعب).
نرتع: بنون الجماعة.
يلعب: أي يوسف، وقد أسند اللعب إلى يوسف وحده لصباه.
وقرأ العلاء بن سيابه (يرتع ويلعب)
يرتع: مجزوم محذوف الياء، والكسر يشير إليه، وفاعله: يوسف.
يلعب: بضم الباء، أي يوسف، وهو خبر مبتدأ محذوف أي: يرتع، وهو يلعب. فهو مستأنف، أو لعله يصح على الحال.
وقرأ مجاهد وقتادة وابن محيصن وأنس وأبو رجاء (نرتع ونلعب)، بالنون فيهما، والأولى بالضم من «أرتع».
والرواية عن مجاهد وقتادة عند القرطبي (يرتع ويلعب) بضم الياء من «أرتع»، ويلعب: بالرفع على الاستئناف.
وقرأ مجاهد وقتادة وابن قطيب والنخعي ويعقوب (نرتع ويلعب) برفع النون، ويلعب: بالياء وسكون الباء على الجزم.
وقرأ مجاهد وقتادة (يرتع ويلعب) برفع الثاني على الاستئناف.
[معجم القراءات: 4/196]
وعن ابن كثير أنه قرأ (نرتع ويلعب) بكسر العين في الأول، وبالياء في الثاني.
وذكر العكبري أنه قرئ (نرتع ونلعب) بالنون فيهما ورفع آخرهما، قال: «فمنهم من يسكنها (نرتع) على الجواب، ومنهم من يضمها على أن تكون حالا مقدرة».
وذكر الرازي أنه قرأ (يرتع ونلعب) بالياء في الأول والنون في الثاني مع سكون آخرهما، وعزا الشهاب الخفاجي هذه القراءة إلى أبي رجاء.
وذكر الرازي أن هذا بعيد.
وذكر صاحب التاج أن قربى القب لبعض القراء قرأ: (يرتع ونلعب).
وقرأ زيد بن علي (نرتعي ونلعب) بثبوت الياء في الأول، وضم الياء في الثاني، وقد ذكرت من قبل ضعف القراءة بثبوت الياء عند بعض المفسرين مثل ابن عطية.
وعن زيد بن علي أيضًا أنه قرأ (يرتع ويلعب) بضم الياء في أولهما وفتح ما قبل آخرهما، مبنيين للمفعول.
قال أبو حيان:
«ويخرجها على أنه أضمر المفعول الذي لم يسم فاعله وهو ضمير «غد»، وكان أصله: يرتع فيه، ويلعب فيه، ثم حذف واسع فعدي الفعل للضمير، فكان التقدير: يرتعه ويلعبه، ثم بناه للمفعول،
[معجم القراءات: 4/197]
فاستكن الضمير الذي كان منصوبا لكونه ناب عن الفاعل».
وقرئ (يرتعي) بياء في أوله وياء بعد العين.
وروي عن ابن أبي عبلة أنه قرأ (يرعى ويلعب) وتخريجها بين أي: يرعى يوسف الأغنام ويلعب.
وقرأ مقاتل بن حيان (نلهو ونلعب) ذكر هذه القراءة الألوسي، ولم أجدها في مرجع آخر مما بين يدي، وأغلب الظن أنها من باب التفسير، وليست قراءة تروى). [معجم القراءات: 4/198]

قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الذيب) [13، 14، 17]: بلا همز يزيد، وحمص، وسلام، وعلي، وقاسم، وخلف، والأعشى، وورش، واليزيدي إلا ابن سعدان). [المنتهى: 2/760] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (ليحزنني) ). [التبصرة: 239]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ورش والكسائي (الذيب) بغير همز، وهمزه الباقون إلا أبا عمرو في ترك الهمز، وحمزة إذا وقف). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش، والكسائي، وأبو عمرو: إذا خفف الهمز: {الذيب} (13، 14، 17): بغير همز.
والباقون: بالهمز في الحالين.
وحمزة: على أصله إذا وقف). [التيسير في القراءات السبع: 320] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش وأبو جعفر وخلف والكسائيّ وأبو عمرو إذا خفف الهمز قرؤوا الذّئب بغير همز والباقون بالهمز في الحالين وحمزة على أصله إذا وقف). [تحبير التيسير: 413] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13، 14، 17]- {الذِّئْبُ} مخفف: ورش والكسائي، وأبو عمرو إذا أدرج، وحمزة إذا وقف). [الإقناع: 2/670] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي لَيَحْزُنُنِي فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي " الذِّئْبِ " فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليحزني} [13] ذكر في آل عمران لنافع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الذئب} [13] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ليُحْزِنُنِي" [الآية:13] بضم الياء وكسر الزاي نافع "وفتح" ياء الإضافة منها نافع وابن كثير وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "الذئب" ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه والكسائي وخلف عن نفسه وكذا وقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليحزنني أن} [13] قرأ نافع بضم الياء الأولى، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي، وقرأ الحرميان بفتح الياء الأخيرة، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 731]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الذئب} كله، قرأ ورش والسوسي وعلي بإبدال همزته ياء، والباقون بالهمز، ولم يبدل ورش ما هو عين إلا هذا و{بئس} [هود: 99] {وبئر} [الحج: 45] ونظمته فقلت: والهمز إن كان عينا ليس يبدله = ورش سوى بيس مع بير كذا الذيب). [غيث النفع: 731]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
{لَيَحْزُنُنِي}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وأبن عامر والحسن والأعرج وعيسى بن عمر وابن محيصن وأبو جعفر «ليحزنني» بفك الإدغام من «حزن».
وقرأ زيد بن علي وابن هرمز وابن محيصن (ليحزني) بتشديد النون وفتح أوله من «حزن»، وهي لغة تميم.
قال الأخفش: «يشمون النون الأولى الرفع».
وقرأ نافع وابن محيصن: (ليحزنني) بضم أوله وكسر الزاي
[معجم القراءات: 4/198]
وفك التضعيف، وهي رواية ورش عن نافع في جميع القرآن وهو من «أحزن» الرباعي، وهي لغة قريش.
وتقدم مثل هذا في آية آل عمران /176، والأنعام آية/۳۲.
وقال أبو حاتم: وقرأ نافع (ليحزني)بضم الياء وكسر الزاي والإدغام.
{لَيَحْزُنُنِي أَنْ}
قرأ نافع (ليحزنني أن) بفتح الياء قبل الهمزة، وضم الياء الأولى على مذهبه المتقدم.
وقرأ أبو جعفر وابن كثير (ليحزنني أن) بفتح الياء الأولى من «حزن» وفتح الثانية قبل «أن».
وقراءة الجماعة بسكون الياء {ليحزنني أن}.
{أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ}
قراءة الجماعة {أن تذهبوا به}، ثلاثيًا من «ذهب» عدي الفعل بالباء.
وقرأ زيد بن علي أن (تذهبوا به)بضم أول الفعل من «أذهب» رباعيًا، وخرج على زيادة الباء على تقدير: «أن تذهبوه»، وقرن أبو حيان هذه القراءة بقراءة من قرأ (تنبت بالدهن) بضم أول الفعل في الآية/۲۰ من سورة المؤمنين، وتأتي في موضعها، وكان من الأنسب أن يذكر مع هذا قراءة من قرأ (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار) بضم الياء في الآية/43 من سورة النور، وهي قراءة أبي جعفر وغيره، وتأتي في موضعها إن شاء الله تعالى.
[معجم القراءات: 4/199]
{أَنْ يَأْكُلَهُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (أن ياكله) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
{الذِّئْبُ}
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو، وإسماعيل ويعقوب ابنا جعفر ابن أبي كثير وقالون وأبو بكر بن أبي أويس والمسيبي، كل هؤلاء عن نافع، وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب والحسن {الذئب} بالهمز، وهي لغة الحجاز.
قال الأصمعي: «سألت نافعًا عن الذئب والبئر فقال: إن كانت العرب تهمز فأهمزها».
وذهب أبو بكر بن مجاهد إلى أن الرواية عن نافع بغير همز وهم.
وقرأ الكسائي وأبو عمرو في رواية، وورش عن نافع والأزرق والسوسي عن اليزيدي وخلف وأبو جعفر والأعشى وقالون وعباس ابن الفضل وأوقية وشيبة، واليزيدي في الإدراج، ومدين من طريق عبد السلام (الذيب) بالياء من غير همز في الوقف والوصل.
قال ابن مجاهد:
[معجم القراءات: 4/200]
«وحدثني عبيد الله عن نصر عن أبيه قال: سمعت أبا عمرو يقرأ:(فأكله الذيب) لا يهمز.
وروى عباس بن الفضل عن أبي عمرو أنه لا يهمز.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف (الذيب) بياء من غير همز، وهو رواية عن ابن عامر وأبي عمرو.
قال الشهاب:
«والذئب عينه همزة، فمن قرأ بها أتى به على أصله، ومن أبدلها ياء لسكونها وانكسار ما قبلها أتى به على القياس، ومن خصه بالوقف فلأن التقاء الساكنين في الوقف جائز، لكن إذا كان الأول حرف مد يكون أحسن».
وقال ابن خالويه:
«... فالحجة لمن همز: أنه أتى به على أصله؛ لأنه مأخوذ من تذاؤب الريح، وهو هبوبها من كل وجه، فشبه بذلك لأنه إذا حذر من وجه أتي من آخر.
والحجة لمن ترك الهمزة أنها ساكنة، فأراد بذلك التخفيف».
وقال مكي:
«فإن قيل: ما حجة ورش في تخفيفه لـ «الذئب...» ومن أصله أن يحقق عين الفعل حيث وقعت؟
فالجواب أنه خفف همزة «الذئب» على لغة من قال: لا أصل له في الهمزة، وقد قال الكسائي: لا أعرف أصله في الهمز، فلم يهمزه في قراءته، وكذلك «البئر» قد قيل لا أصل لها في الهمز....».
قال الطوسي:
[معجم القراءات: 4/201]
«والهمز وترك الهمز لغتان مشهورتان، قال أبو علي: والأصل فيه الهمزة، فإن خفف جاز...» ). [معجم القراءات: 4/202]

قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في همز {الذِّئْب} 14 وَتَركه
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِالْهَمْز
وَقَرَأَ الكسائي بِغَيْر همز
وحدثني عبيد الله عَن نصر عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو يقْرَأ (فَأَكله الذيب) لَا يهمز
وَأهل الْحجاز يهمزون
وروى عَبَّاس بن الْفضل عَن أَبي عَمْرو أَنه لَا يهمز
وروى ورش عَن نَافِع أَنه لَا يهمز
وَقَالَ ابْن جماز أَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة وَنَافِع لَا يهمزون الذيب
قَالَ أَبُو بكر وَهَذَا وهم إِنَّمَا هُوَ أَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة لَا يهمزانه وَنَافِع يهمزه كَذَا قَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنْهُم
وروى المسيبي وَأَبُو بكر بن أَبي أويس وقالون وَإِسْمَاعِيل وَيَعْقُوب ابْنا جَعْفَر بن أَبي كثير عَن نَافِع أَنه همز
وَأخْبرنَا أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحارثي البصري عَن الأصمعي قَالَ سَأَلت نَافِعًا عَن الذِّئْب والبئر فَقَالَ إِن كَانَت الْعَرَب تهمزهما فاهمزهما). [السبعة في القراءات: 346]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الذيب) [13، 14، 17]: بلا همز يزيد، وحمص، وسلام، وعلي، وقاسم، وخلف، والأعشى، وورش، واليزيدي إلا ابن سعدان). [المنتهى: 2/760] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش، والكسائي، وأبو عمرو: إذا خفف الهمز: {الذيب} (13، 14، 17): بغير همز.
والباقون: بالهمز في الحالين.
وحمزة: على أصله إذا وقف). [التيسير في القراءات السبع: 320] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش وأبو جعفر وخلف والكسائيّ وأبو عمرو إذا خفف الهمز قرؤوا الذّئب بغير همز والباقون بالهمز في الحالين وحمزة على أصله إذا وقف). [تحبير التيسير: 413] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ( [13، 14، 17]- {الذِّئْبُ} مخفف: ورش والكسائي، وأبو عمرو إذا أدرج، وحمزة إذا وقف). [الإقناع: 2/670] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
{لَئِنْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{الذِّئْبُ}
تقدم الحديث عنه وحكم الهمز في الآية السابقة.
{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}
سبق فيه قراءتان في الآية/۸ من هذه السورة:
1- (ونحن عصبة) بالرفع قراءة الجماعة.
۲- (ونحن عصبة) بالنصب قراءة مروية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فارجع إليها في الآية السابقة، وفيها تفصيل الحديث، وحسبك وحسبي.
{لَخَاسِرُونَ}
عن ورش والأزرقترقيق الراء بخلاف). [معجم القراءات: 4/202]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (15) إلى الآية (18) ]

{ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غيابات} [10، 15]: [بألف] فيهما مدني، وأبو بشر.
(تلتقطه) [10]: بالتاء ابن كيسة). [المنتهى: 2/759] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (غيابت الجب) في الموضعين هنا بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ وكلهم قرأوا (لا تأمنا) بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام، وقبل استكمال التشديد، هذه ترجمة القراء). [التبصرة: 239] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {غيابات الجب} (10، 15)، في الموضعين: على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 319] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (غيابات الجب) في الموضعين على الجمع والباقون على التّوحيد). [تحبير التيسير: 412] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {غَيَابَتِ} فيهما [10، 15] جمع: نافع). [الإقناع: 2/669] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (773 - غَيَابَاتٍ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْجَمْعِ نَافِعٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع (نافعٌ) وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
[775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
[776] (شـ)فاء وقلل (جـ)هبذا وكلاهما = عن (ابن العلا) والفتح عنه تفضلا
الغيابة: كل شيء غيبت فيه شيئًا.وقيل للحد: غيابةٌ: من ذلك؛ قال الشاعر:
إذا أنا يومًا غيبتني غيابتي = فسيروا بسيري في العشيرة والأهل
وغيابة البئر، في جانبه فوق الماء
[فتح الوصيد: 2/1007]
ووجه الجمع، أن يجعل كل موضع ما يغيب غيابةً، ثم يجمع ذلك؛ أو كان في الجب غيابات جماعةٍ، أي ألقوه في بعض غيابات الحب، كما تقول: ألقي زيد في هذه الحفر، أي: في بعضها.
ويقال: غاب يغيب غيبًا وغيابة وغيابًا). [فتح الوصيد: 2/1008] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة). [كنز المعاني: 2/331] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (773- غَيَابَاتِ فِي الحَرْفَيْنِ بِالجَمْعِ نَافِعٌ،.. وَتَأْمَنُنا لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلا
يريد بالحرفين موضعين: وهما: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، والغيابة ما يغيب فيه شيء، وغيابة البئر في جانبه فوق الماء فوجه الإفراد ظاهر، ووجه الجمع: أن يجعل كل موضع مما يغيب غيابة ثم يجمع، أو كان في الجب غيابات؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الجب أو أريد بالجب الجنس؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الأجبية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (773 - غيابات في الحرفين بالجمع نافع = وتأمننا للكلّ يخفي مفصّلا
774 - وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطوّلا
775 - ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبت وميّلا
776 - شفاء وقلّل جهبذا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضّلا
قرأ نافع: وألقوه في غيابات الجبّ. وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجبّ بألف بعد الباء في الموضعين على الجمع، وقرأ غيره بحذف الألف في الموضعين على الإفراد). [الوافي في شرح الشاطبية: 294] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: غَيَابَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {غيابت} [10، 15] في الموضعين بالألف جمعًا، والباقون بغير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = .... .... .... غيابات معا
700 - فاجمع مدًا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (غيابات) يعني قوله تعالى: فألقوه في غيابة الجب، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب قرأهما
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
المدنيان بالألف جمعا كما في البيت الآتي والجمع يجعل كل اسم من الغيابة غيابة، والباقون بغير ألف إفرادا لأن يوسف لم يجعل إلا في غيابة واحدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غَيَابَة" [الآية:10، 15] معا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
فنافع وأبو جعفر بالجمع في الحرفين كأنه كان لتلك الجب غيابات، وهي أي: الغيابة قعره أو حفرة في جانبه، والباقون بالإفراد؛ لأنه لم يلق إلا في واحدة، والجب البئر التي لم تطو، وعن الحسن وكسر الغين وسكون الياء بلا ألف فيهما "وتلتقطه" بالتاء من فوق لإضافته لمؤنث، يقال قطعت بعض أصابعه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/141] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({غيابات} [10 - 15] معًا، قرأ نافع بألف بعد الباء الموحدة، على الجمع، والباقون بحذفها، على التوحيد، وحكم وقفه جلي). [غيث النفع: 728] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يشعرون} كاف، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى النصف على ما اقتصر عليه في اللطائف، وعليه عملنا بالمغرب الأدنى، وقيل {صالحين} قبله، وعليه عمل أهل المغرب الأقصى كلهم، وقيل {حكيم} قبله، وزعم في المسعف أنه بلا خلاف). [غيث النفع: 731]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
قراءة ابن كثير في الوصل (أن يجعلوهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة {أن يجعلوه} بهاء الضمير من غير وصل.
{غَيَابَةِ الْجُبِّ}
سبق الحديث عنه في الآية /۱۰ من هذه السورة.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي» بوصل الهاء بياء.
وقراءة الجماعة بهاء الضمير مكسورة من غير وصل {إليه}.
[معجم القراءات: 4/202]
{لَتُنَبِّئَنَّهُمْ}
قراءة الجمهور بتاء الخطاب {لتنبئنهم}، والخطاب هنا ليوسف عليه السلام، وقيل الهاء في «إليه» ليعقوب.
وقرأ ابن عمر (لينبئنهم) بياء الغيبة على سياق ما تقدم من قوله «إليه»، أي: إلى يوسف.
قالوا: وكذا جاء في بعض مصاحف البصرة بالياء.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي وسلام (لننبئنهم) بنون العظمة، لله تعالى، وهو وحيد لهم.
وصورة القراءة عنهما عند ابن خالويه (لننبينهم) كذا بالياء من غير همز.
وقرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسرياء (لننبينهم).
وقراءة الجماعة على تحقيق الهمز.
{بِأَمْرِهِمْ هَذَا}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها: (بيمرهم هذا).
والجماعة على تحقيق الهمز {بأمرهم...} ). [معجم القراءات: 4/203]

قوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عِشَاءً يَبْكُونَ) بضم العين عيسى بن ميمون عن الحسن). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي "عُشَاء" بضم العين من العشوة بالضم والكسر وهي الظلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وجآءوا أباهم عشاء يبكون}
{وجآءو أباهم} [16] إن وقف ورش على {جآءو} فثلاثته لا تخفى، وإن وصلها بـ{أباهم} فليس له إلا المد، لتزاحم المنفصل وما تقدم فيه الهمز على حرف المد، والمنفصل أقوى، فيتقدم). [غيث النفع: 733]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)}
{وَجَاءُوا}
أماله حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني عن هشام.
[معجم القراءات: 4/203]
وإذا وقف ورش على (جاءوا)، قرأ بالمد والتوسط والقصر في الهمزة، وإن وصل فليس له إلا المد.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
ولحمزة أيضًا إبدالها واو مع المد والقصر.
وتقدمت الإمالة وحكم الوقف على «جاء» في مواضع، وانظر منها: الآية/43 من سورة النساء، والآية/6۱ من آل عمران {جاءك}، والآية/۸۷ من سورة البقرة {جاءكم}.. قراءة الجماعة {عشاء} بكسر العين والمد.
وقرأ الحسن والمطوعي والأعمش وابن السميفع وأبو هريرة (عشاءً) بضم العين والمد، من العشوة: بفتح العين وهي الظلمة. قال العكبري: «ويقرأ بضم العين، والأصل عشاة مثل غازٍ وغزاة، فحذفت الهاء، وزيدت الألف عوضا عنها، ثم قلبت الألف همزة...».
- وروى عيسى بن ميمون عن الحسن أنه قرأ (عُشا) على وزن دجًى جمع عاشٍ، حذفت منها الهاء، وكان قياسه عشاة كماشٍ ومشاة، وحذف الهاء تخفيفًا.
وذكر ما تقدم ابن جني ثم قال:
«ويجوز أن يكون جمع حشوة، أي ظلامًا، وجمعه لتفرق أجزائه..».
وقرأ الحسن (عُشيا) بضم العين وفتح الشين وتشديد الياء منونًا، وهو تصغير «عشي» ). [معجم القراءات: 4/204]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الذيب) [13، 14، 17]: بلا همز يزيد، وحمص، وسلام، وعلي، وقاسم، وخلف، والأعشى، وورش، واليزيدي إلا ابن سعدان). [المنتهى: 2/760] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش، والكسائي، وأبو عمرو: إذا خفف الهمز: {الذيب} (13، 14، 17): بغير همز.
والباقون: بالهمز في الحالين.
وحمزة: على أصله إذا وقف). [التيسير في القراءات السبع: 320] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش وأبو جعفر وخلف والكسائيّ وأبو عمرو إذا خفف الهمز قرؤوا الذّئب بغير همز والباقون بالهمز في الحالين وحمزة على أصله إذا وقف). [تحبير التيسير: 413] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13، 14، 17]- {الذِّئْبُ} مخفف: ورش والكسائي، وأبو عمرو إذا أدرج، وحمزة إذا وقف). [الإقناع: 2/670] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
{نَسْتَبِقُ}
قراءة الجماعة {نسبتق} أي نترامى بالسهام، أو نتجارى على الأقدام أينا أشد عدوًا، أو نستبق في أعمال نتوزعها من سقي ورعي واحتطاب، أو نتصيد...
وقرأ عبد الله بن مسعود (ننتضل).
قال القرطبي: «وهو نوع من المسابقة، قاله الزجاج.
وقال الأزهري: «لنضال في السهام، والرهان في الخيل، والمسابقة تجمعهما...».
قلت: قراءة عبد الله بن مسعود تحمل على التفسير، فهي مبينة قراءة الجماعة، وهذا الحال في أغلب ما روي عنه.
{الذِّئْبُ}
تقدم الحديث فيه قبل قليل في الآية / 14.
{بِمُؤْمِنٍ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (بمومن) على إبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على التحقيق «بمؤمن» ). [معجم القراءات: 4/205]

قوله تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِدَمٍ كَذِبٍ) بالدال الحسن، وأبو السَّمَّال، والْجَحْدَرِيّ " كذبًا " بالذال والألف ابن أبي عبلة، الباقون بالذال المنقوطة وجر الياء، وهو الاختيار أي مكذوب). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "كَدِب" بالدال المهملة قيل هو الدم الكدر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "بل سولت" خلف وهشام على ما صوبه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
{وَجَاءُوا}
تقدم الحديث فيه في الآية/16 من هذه السورة من حيث الإمالة، وحكم الهمز في الوقف.
{بِدَمٍ كَذِبٍ}
قراءة الجمهور {بدمٍ كذب} كذب: كذا بالجر، وهو وصف الدم على سبيل المبالغة، أو على حذف مضاف، أي: ذي كذب.
قال أبو حيان: «لما كان دالا على الكذب وصف به وإن كان الكذب صادرًا من غيره».
وقرأ زيد بن علي وابن أبي عبلة (بدم كذبًا) كذبًا: بالنصب على الحال من الواو في {جاءوا}، أي جاءوا كاذبين، فهو مصدر في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولًا لأجله.
قال الشهاب: «وقراءة النصب لزيد بن علي رضي الله تعالى عنهما على أنه مفعول له، أو حال، لكنه من النكرة على خلاف القياس...، والأحسن جعله من فاعل جاءوا بتأويله بكاذبين.....».
وقال الفراء:
«ويجوز في العربية أن تقول: جاءوا على قميصه بدم كذبًا، كما تقول جاءوا بأمرٍ باطلٍ وباطلًا، وحق وحقًا.».
وقرأت عائشة وابن عباس والحسن وأبو السمال وأبو العالية (بدم
[معجم القراءات: 4/206]
كدب) بالدال المهملة، وفسر بالكدر، وفسره الخليل بالدم الطري.
قال ابن جني:
«أصل هذا من الكدب، وهو الفوف، يعني البياض الذي يخرج على أظفار الأحداث، فكأنه دم قد أثر في قميصه، فلحقته أعراض كالنقش عليه...».
وقال الشهاب:
«... وليس من قلب الذال دالًا بل هو لغة أخرى، بمعنى كدر، أو طري، أو يابس، فهو من الأضداد».
وفي التاج:
«وسئل أبو العباس عن قراءة من قرأ بالدال المهملة فقال: «إن قرأ به إمام فله مخرج، قيل له: فما هو؟ فقال: بدمٍ ضارب إلى البياض، مأخوذ من كدب الظفر، وهو وبش بياضه، كأنه دم قد أثر في قميصه، فلحقته أعراضه كالنقش عليه، وقيل: أي طري، وقيل: يابس؛ لأنهم عدوه من الأضداد».
قال ابن عطية: «وليست هذه القراءة قوية».
وقرئ (بدم كدب) وكدب: هو الجدي، والوجه أن يقرأ على الإضافة.
[معجم القراءات: 4/207]
{بَلْ سَوَّلَتْ}
أدغم اللام في السين حمزة والكسائي وخلف وهشام.
والباقون على إظهار اللام.
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}
قراءة الجماعة {فصبر جميل} على الرفع.
وتخريجه أنه خبر مبتدأ مقدر: أي صبري صبر جميل، كذا قدره قطرب، وعند الزجاج: فشأني، أو الذي أعتقده صبر جميل.
وذكروا فيه، وجه آخر، وهو أن يكون مبتدأ محذوف الخبر.
وقال العكبري:
«أي فشأني، فحذف المبتدأ، وإن شئت كان المحذوف الخبر، أي: فلي أو عندي».
وقرأ أبي بن كعب والأشهب العقيلي من طريق سهل بن يوسف وعيسى بن عمر والكسائي وأبو المتوكل وعبد الله بن مسعود (فصبرًا جميلًا) بالنصب على المصدر.
وذكروا أنه كذلك في مصحف أبي وأنس بن مالك وأبي صالح.
وقراءة النصب ضعيفة عند سيبويه والمبرد.
قال النحاس:
«قال محمد بن يزيد:... بالرفع أولى من النصب؛ لأن المعنى: فالذي عندي صبر جميل، قال: وإنما النصب الاختيار في الأمر، كما
[معجم القراءات: 4/208]
قال جل وعز {فاصبر صبرًا جميلًا} المعارج/5».
وقال مكي:
«... ويجوز النصب على المصدر، ولم يقرأ به، على تقدير: فأنا أصبر صبرًا.
والرفع الاختيار فيه؛ لأنه ليس بأمر، ولو كان أمرا لكان الاختيار فيه النصب».
وقال الزجاج: «ويجوز في غير القرآن، فصبرًا جميلًا».
وقال الفراء: «ولو كان: فصبرًا جميلًا، يكون كالآمر لنفسه بالصبر لجاز، وهي في قراءة أبي... كذلك على النصب بالألف» ). [معجم القراءات: 4/209]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (19) إلى الآية (22) ]

{ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}

قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَإِثْبَات الْألف وإسكانها وَإِسْقَاط الْألف من قَوْله {يَا بشرى هَذَا} 19
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {يَا بشرى} بِفَتْح الْيَاء وَإِثْبَات الْألف
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يَا بشرى} بِأَلف بِغَيْر يَاء
وروى ورش عَن نَافِع (يبشرآى) و{مثواي} 33 {ومحياي ومماتي} الْأَنْعَام 162 و{عصاي} طه 18 بِسُكُون الْيَاء
وَالْبَاقُونَ عَن نَافِع بتحريك الْيَاء إِلَّا (محيآي)
وَرَأَيْت أَصْحَاب ورش لَا يعْرفُونَ هَذَا ويروون عَنهُ بِفَتْح الْيَاء في هَذَا كُله
وَعَاصِم يفتح الرَّاء من {بشرى} وَحَمْزَة والكسائي يميلانها). [السبعة في القراءات: 346 - 347]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يا بشرى) كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 286]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يا بشرى} [19]: كوفي. ساكنه الياء: ورش طريق ابن عيسى، ومثله (مثواي) [23]بكسر الواو على غير الليث). [المنتهى: 2/760]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (يا بشرا) بغير ياء بعد الألف، وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الألف، وأماله حمزة والكسائي وقرأ ورش بين اللفظين، وقرأ الباقون بالفتح، وقد ذكر عن أبي عمرو مثل ورش، والفتح أشهر). [التبصرة: 240]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {يا بشرى} (19): على وزن (فعلى).
وأمال فتحة الراء حمزة، والكسائي.
والباقون: بألف بعد الراء، وفتح الياء.
وقرأ ورش الراء بين اللفظين.
والباقون: بإخلاص فتحها.
[التيسير في القراءات السبع: 320]
وبذلك قرأ عامة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو.
وهو قول ابن مجاهد. وبه قرأت، وبذلك ورد النص عنه من طريق أبي شعيب السوسي عن اليزيدي، وغيره). [التيسير في القراءات السبع: 321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (يا بشرى) على وزن فعلى، وأمال فتحة الرّاء حمزة والكسائيّ وخلف. والباقون بألف بعد الرّاء وفتح الياء، وقرأ ورش وحده الرّاء بين اللّفظين، والباقون بإخلاص فتحها وبذلك أخذ عامّة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو وهو قول ابن مجاهد وبه قرأت وبذلك ورد النّص عنه من طريق السّوسي عن اليزيدي وغيره). [تحبير التيسير: 413]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَا بُشْرَى) مشدد من غير ألف ابن أبي عبلة، والْجَحْدَرَيّ بغير ياء الإضافة كوفي، الباقون (بُشْرَايَ) على الإضافة، وهو الاختيار على البشارة لا على اسم الغلام غير أن ابن عيسى عن ورش أسكن الياء فيها ألف). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([19]- {يَا بُشْرَى} غير مضاف: الكوفيون، وأمال حمزة والكسائي، وبين بين: ورش.
وقد مضى مذهب أبي عمرو فيه، والكلام في إسكان الياء). [الإقناع: 2/670]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (775- .... .... .... .... = وَبُشْرَايَ حَذْفُ الْيَاءِ ثَبْتٌ وَمُيِّلاَ
776 - شِفَاءً وَقَلِّلْ جِهْبِذَا وَكِلاَهُمَا = عَنِ ابْنِ الْعَلاَ وَالْفَتْحُ عَنْهُ تَفَضَّلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
[776] (شـ)فاء وقلل (جـ)هبذا وكلاهما = عن (ابن العلا) والفتح عنه تفضلا
...
وقراءة حمزة والكسائي {يبشرى هذا غلام} بالإمالة على أصلهما، لأنها فعلى من التبشير.
وقراءة عاصم معهما، {يبشرى} على نداء البشرى؛ كأنه يقول: أين أنت اقبلي، فهذا وقت إقبالك.
أبو علي: «من قال {يبشرى}، فأضاف إلى الياء، كان للألف التي هي حرف الإعراب عنده وجهان:
أن يكون في موضع نصبٍ من حيث كان نداء مضاف.
[فتح الوصيد: 2/1010]
والآخر، أن يكون كسرًا من حيث كان بمنزلة الميم من (غلامي).
والدليل على استحقاقها لهذا الموضع، قولهم: كسرت في.
فلولا أن حرف الإعراب الذي وليه ياء الإضافة في موضع كسر، ما كسرت الفاء من في، وكما كسرت في: مررت بفيك، وفتحت في، رأيت فاك، وضممت في: هذا فوك، كذلك كسرت في: فيَّ.
وهذا يدل على أنه ليس بمعرب من مكانين.
ألا ترى أنها تبعت حركة غير الإعراب في قولك: كسرت في يا هذا، كما تبعت حركة الإعراب في: رأيت فاك.
ومن قال: {يبشرى}، احتمل وجهين:
أن يكون في موضع ضم، مثل: یا رجل، لاختصاصه بالنداء.
والآخر، أن يكون في موضع نصب، لأنك أشعت النداء، فصار كقوله: {يحسرة على العباد}، إلا أن التنوين لم يلحق به لأنه غير منصرف».
وقد ذكر في القصيد عن أبي عمرو ثلاثة أوجه:
الإمالة المحضة، وبين اللفظين، والفتح.
وقال: (والفتح عنه تفضل)، لأن كتب الأئمة مطبقة على فتحه عنه، ولم يذكر في التيسير غيره.
وقال في غيره: «أهل الأداء مجمعون على إخلاص الفتح للراء في {يبشری} عن أبي عمرو.
روى ذلك منصوصًا عن اليزيدي، أبو شعيب السوسي.
[فتح الوصيد: 2/1011]
ونص عليه عن أبي عمرو أحمد بن موسی اللؤلؤي وهارون بن موسی النحوي الأعور».
قال: «وعلة ذلك أن ألف التأنيث، لا رسمت فيه ألفا في جميع المصاحف ولم ترسم یاء، لئلا يجمع بين ياءين في الصورة في كلمة واحدة، أعطاها الفتح الذي هو منها، ليسلم لها بذلك المعنى الذي له، خولف بها عن أشكالها وتصح ولا تختل، لأنه لو أمالها وما قبلها، لنحا بها نحو الياء التي فر منها إلى الألف في الرسم، فلذلك أخلص فتحها وما قبلها، دلالة على ذلك وإعلامًا به».
وقال مثل هذا في التيسير والموضح، وهو قول أبي الطيب في الإستكمال، وإليه ذهب المهدوي، وابن شريح، وفارس بن أحمد، وابن أشتة، وعبد الجبار الطرسوسي.
وقال أبو الطيب في الإرشاد: «اختلف عن أبي عمرو، فروي عنه بين اللفظين، وروي عنه بالفتح».
[فتح الوصيد: 2/1012]
قال: «وهو صواب صحیح الرواية. والذي أختار بين اللفظين».
وقال ابنه أبو الحسن في التذكرة بعد ذكره الفتح: «وروي عن أبي عمرو بين اللفظين».
وقال أبو محمد مكي بن أبي طالب رحمه الله: «وعن أبي عمرو بين اللفظين، والأشهر الفتح».
وأما الإمالة المحضة، فهي أقيس من الوجهين الآخرين، لأنه أمال (البشري) إمالة محضة، وأمال (الرءيا) بين اللفظين. فكما أمال {رءياي} بين اللفظين، كذلك يقتضي أن يميل (بشراي)، على قياس أصله.
والفتح فيه وبين اللفظين، خروج عن الأصل الذي طرده في إمالته.
وروى إمالته أبو علي الأهوازي عن أبي بكر السلمي عن أبي الحسن بن الأخرم عن الأخفش عن سلام عن أبي عمرو.
وعن شيوخه الباقين عن رجالهم عن أبي عمرو.
[فتح الوصيد: 2/1013]
قال أبو علي: «وما رأيت أحدًا من سائر أهل الأمصار قال ذلك أبي عمرو، ولا ذكره أحد من المصنفين في كتبه عنه».
والجهبذ: الغاية في تمييز رديء النقود عن جيدها). [فتح الوصيد: 2/1014]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([775] ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبتٌ وميلا
[776] شفاءً وقلل جهبذًا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضلا
ب: (الثبت): الثابت، كـ (العدل) بمعنى (العادل)، (التقليل): ههنا: إمالة بين بين، وقد مضى تفسيره في أول آل عمران، (الجهبذ): الناقد الحاذق.
ح: (نرتع): مبتدأ، (سكون الكسر): مبتدأ ثانٍ، (في العين): حال، واللام: عوض عن العائد، (ذو حمى): خبر للثاني، والجملة: خبر للأول، وكذلك: (بشراي حذف الياء ثبتٌ)، و(ميلا): مجهول عطفًا على الخير، (شفاءً): حال من الممال، (جهبذًا): حال من فاعل (قلل)، كلاهما: مبتدأ، والضمير: للإمالة والتقليل، (عن ابن العلا): خبر، (الفتح ... تفضلا): مبتدأ وخبر، (عنه): حال، أي: منقولًا عنه، والضمير: لابن العلاء.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر وأبو عمرو: {نرتع} [12] بسكون العين، على أنه مجزوم من الرتع، ومدح هذه القراءة بأنها ذو حمى، أي:
[كنز المعاني: 2/331]
حجج يتقوى ويتحصن بها، والباقون: بكسرها على أنه من الرعي حُذف بالجزم الياء، ويثبتها قنبل في وجهٍ كما تقدم.
ففيه خمس قراءات: {يرتع} بالياء وسكون العين للكوفيين، وبكسرها والياء لنافع، وبالنون وسكون العين لابن عامر وأبي عمرو، وبكسرها والنون لابن كثير، وبإشباع كسرتها لقنبل في وجه.
وقرأ الكوفيون: {قال يا بشرى} [19] بحذف الياء على نداء البشرى مطلقًا، كأنه قال: (يا بشرى اقبلي فهذا أوانك)، والباقون: بإثباتها بإضافة البشرى إليه.
ثم من الكوفيين أمال حمزة والكسائي على أصلهما لأنها ألف تأنيث لا سيما وقبلها ياء.
ثم قال: (قلل جهبذًا)، أي: أمل بين بين لورش حال كونك حاذقًا ماهرًا.
ثم هذان الوجهان، أي: الإمالة المحضة وبين بين مع الفتح لابن
[كنز المعاني: 2/332]
العلاء أبي عمرو، ولكن الفتح عنه أفضل من غيره، أي: أصح نقلًا، لإطباق كتب الأئمة على الفتح عنه.
أما المحضة: فلأن {بُشرى} من ذوات الياء، وياء الإضافة في حكم الانفصال، وأما بين بين: فللتوسط بين كلا الأمرين، وأما الفتح: فلأن ألف {بشرى} لما رسمت في المصاحب بالألف هربًا من اجتماع اليائين في كلمة واحدةٍ صورةً فتحها أيضًا، ليسلم الأمر الذي خولف له بها عن أمثالها). [كنز المعاني: 2/333]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "بشراي"، فمن حذف ياءه كأن قد نادى البشرى من غير إضافة أي: أقبلي فهذا وقتك، والباقون على إضافة البشرى إليه وكلاهما ظاهر وقوله: "ثبت"؛ أي: قراءة ثبت يقال: رجل ثبت؛ أي: ثابت القلب، ثم ذكر في البيت الآتي أن حمزة والكسائي أمالا الألف على أصلهما؛ لأنها ألف تأنيث لا سيما وقبلها راء فقال:
776- "شِـ"ـفَاءً وَقَلِّلْ "جِـ"ـهْبِذَا وَكِلاهُمَا،.. عَنِ ابْنِ العَلا وَالفَتْحُ عَنْهُ تَفَضَّلا
"شفاء" حال من الممال؛ أي: ذا شفاء، وقَلِّل؛ أي: أَمِلْ بين بين. وجهبذا:؛ أي: مشبها جهبذا وهو الناقد الحاذق في نقده وجمعه جهابذة كأنه أشار بذلك إلى التأنق في التلفظ بين بين فإنها صعبة على كثير ممن يتعاطى علم القراءة؛ أي: أمالها ورش بين اللفظين على أصله في إمالة ذوات الراء ثم قال: وكلاهما بمعنى الإمالة والتقليل رويا عن أبي عمرو، وروي عنه الفتح وهو الأشهر وعليه أكثر أهل الأداء وليس في التيسير غيره، واختاره أبو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/264]
الطيب بن غلبون بين اللفظين. قال مكي: وقد ذكر عن أبي عمرو مثل ورش والفتح أشهر، وحكى أبو علي الأهوازي الإمالة عن أبي عمرو من طريق اليزيدي. قال مكي: أما الإمالة المحضة فهي قيس من الوجهين الأخيرين؛ لأنه أمال البشرى إمالة محضة وأمال "الرؤيا" بين اللفظين، فكما أمال "رؤياي" بين اللفظين كذلك يقتضي أن يميل "بشراي" على قياس أصله والفتح فيه وبين اللفظين خروج عن الأصل الذي طرده في إمالته. قلت: وعلل الداني الفتح بأن ألف التأنيث هنا رسمت ألفا ففتح؛ ليدل على ذلك، ويلزم على هذا القياس أن لا يميل رؤياي بين اللفظين كذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/265]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (775 - .... .... .... .... .... = وبشراي حذف الياء ثبت وميّلا
776 - شفاء وقلّل جهبذا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضّلا
....
وقرأ الكوفيون: يا بُشْرى بحذف الياء. وقرأ غيرهم بإثباتها ساكنة في الوقف مفتوحة في الوصل وأمال ألف بُشْرى إمالة محضة: حمزة والكسائي، وأمالها
[الوافي في شرح الشاطبية: 294]
ورش بين بين أي قللها، وروي هذان الوجهان الإمالة والتقليل عن أبي عمرو وروي عنه الفتح أيضا، وهو مفضل على الوجهين فيكون له ثلاثة أوجه. و(الجهبذ) بكسر الجيم والباء الناقد الحاذق). [الوافي في شرح الشاطبية: 295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (يَا بُشْرَايَ) فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ يَابُشْرَى بِغَيْرِ إِضَافَةٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِيَاءٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الْأَلِفِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي فَتْحِهَا، وَإِمَالَتِهَا وَبَيْنَ اللَّفْظَيْنِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {يا بشرى} [19] بغير ياء إضافة، والباقون بالياء المفتوحة، وذكر اختلافهم في إمالتها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (701 - بشراي حذف اليا كفى .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بشراى حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
أي حذف الياء من قوله تعالى: يا بشراى هذا غلام الكوفيون على أنه نادى البشرى مجازا: أي أقبلى، فإن جعلته منادى مقصودا كان في الألف ضمة مقدرة؛ وإن جعلته غير مقصود كان في الألف فتحة مقدرة، وإنما لم ينون لأن الألف للتأنيث فمنعت الصرف، الباقون بالياء مفتوحة لأنه أضاف البشرى لنفسه فتكون منصوبة على المنادى المضاف نحو يا عبد الله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بشراي حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عمّ)
ش: أي: (حذف) [ذو] (كفى) الكوفيون ياء يا بشرى [19]؛ فصارت: فعلى، والباقون بإثباتها.
وقرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: قالت هيت لك [23] بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، إلا ذا لام (لنا) هشام؛ فإنه همز، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ذو دال (درى) ابن كثير.
واختلف فيها عن [ذي] لام (لدى) هشام.
فروى الحلواني وحده من جميع طرقه عنه كابن ذكوان لكنه همز، وهي التي قطع بها في «التيسير»، و«المفردات»، ولم يذكر مكى، والمهدوي، ولا ابن سفيان، ولا ابن شريح، ولا صاحب «العنوان»، ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع عليها العراقيون عن هشام من طريق الحلواني.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/391]
وقال الداني: «وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم، ولا يجوز غير ضمها».
قال [الناظم] - أثابه الله تعالى-: وتبع الداني الفارسي في هذا القول، وتبعه عليه جماعة.
وقال الفارسي: بل هي صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناه: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة معه في كل وقت، أو حسنت هيئتك. ولك [23] على الوجهين بيان، أي أقول لك.
قال الناظم: وكذلك أقول، والحلواني فقيه حجة خصوصا فيما روى عن هشام على أنه لم ينفرد بها، بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام: بكسر الهاء مع الهمزة وضم التاء، وهي رواية ابن عباد عن هشام.
قال الداني في «جامعه»: وهو الصواب؛ ولهذا جمع الشاطبي بين الوجهين عن هشام؛ فخرج بذلك عن طرق كتابه.
فصار المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وياء وفتح التاء.
وابن كثير بفتح الهاء وياء وضم التاء.
وهشام بكسر الهاء وهمز، وضم التاء وفتحها.
والباقون بفتح الهاء، والتاء، [وياء].
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان، وابن كثير بكسر لام المخلصين [24]، حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو: إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]؛ وكسرها في مريم [51]، وهو مراده بـ (كاف حق) البصريان، وابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر.
تنبيه:
علم إسكان الهمزة من إطلاقه، وعلم أن ضدها الياء من رسمها، وعلم من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/392]
تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام- أن نحو: قل الله أعبد مخلصا [الزمر: 14]، [و] مخلصين له الدّين [الأعراف: 29] متفق الكسر.
وجه [ثبوت] ياء يا بشراى [يوسف: 19] إضافتها لنفسه، وفتحت على قياسها.
ووجه حذفها: أنه لم يضف، ويحتمل أن يقدر الخصوص؛ فيكون على حد «يا رجل»، والعموم على حد يا حسرة [يس: 30]، ولم ينون؛ للمنع بالتأنيث واللزوم.
و (هيت): اسم [فعل بمعنى:] أسرع، وبنى لمسماه، وفيه لغات:
فتح الهاء مع ثلاث حركات [التاء] ك «حيث».
وكسر الهاء وفتح التاء [مع الياء] والهمزة والكسر والضم [معه]، وعليها جاءت القراءات الأربع.
ولام لك متعلق بمقدر: أقول، أو الخطاب: لك.
ووجه فتح اللامين: أنهما اسما مفعول من: «أخلص»، أي: اختاره الله تعالى لعبادته أو نجاه من السوء على حد: أخلصنهم بخالصة [ص: 46] و[وجه] كسرهما: [أنهما اسما فاعل] منه، أي: أخلص دينه لله أو نفسه لعبادته على حد: وأخلصوا دينهم لله [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" تاء "وجاءت سيارة" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَأَدْلَى دَلْوَه" [الآية: 19] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَا بشري" [الآية: 19] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف "يا بشرا" بغير ياء إضافة نداء للبشري أي: أقبلي وافقهم الأعمش وهم بالإمالة المحضة على أصلهم ما عدا عاصما ففتحها عنه حفص وأبو بكر من أكثر طرق يحيى بن آدم، وأمالها من أكثر طرق العليمي، والباقون بياء مفتوحة بعد الألف إضافة إلى نفسه، وفتحت الياء على القياس.
وأمال الراء ابن ذكوان من طريق الصوري، وقللها الأزرق وعن أبي عمرو ثلاثة أوجه.
الفتح وعليه عامة أهل الأداء، والإمالة المحضة رواها جماعة منهم الهذلي وابن مهران، والصغرى كما نص عليها ابن جبير، والثلاثة في الشاطبية كالطبية، وفي النشر الفتح أصح رواية، والإمالة أقيس وافقه اليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يا بشراى} [19] قرأ الكوفيون بغير ياء إضافة، والباقون بياء مفتوحة وصلاً بعد الألف، وقرأ الأخوان بإمالة الألف كبرى، على أصلهما، وورش بالتقليل، على أصله، واختلف عن البصري:
فذهب الجمهور إلى الفتح قال المحقق رحمه الله: «وبه قطع في الكافي والهداية والهادي والتجريد وغالب كتب المغاربة والمصريين، وهو الذي لم ينقل العراقيون قاطبة سواه» انتهى.
وقال الداني: «وبذلك يأخذ عامة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو، وهو قول ابن مجاهد، وبه قرأت، وبه ورد النص عنه من طريق السوسي عن اليزيدي وغيره» انتهى، فهذا كما تراه بلغ الغاية في القوة من جهة النقل، وإن كان لا يقتضيه أصله.
وقال بعضهم كابن مهران والهذلي: (إمالته كبرى، وهو إن لم يكن في القوة من جهة النقل كالأول، فهو الذي يقتضيه أصله).
[غيث النفع: 733]
وقال ابن جبير وغيره: إمالته بين بين، وهو أضعفها، إذ لم يبلغ قوة الأولين من جهة النقل، ولا يقتضيه قياس.
ولولا أن الشاطبي ذكر الثلاثة وقرأنا بها لاقتصرت على الأول والباقون بالفتح.
فصار قالون والمكي وشامي بالفتح وإثبات الياء، وورش بالتقليل والإثبات، والبصري بالفتح والإمالة والتقليل والإثبات، وعاصم بالفتح وحذف الياء، والأخوان بالإمالة والحذف). [غيث النفع: 734]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)}
{وَجَاءَتْ}
تقدم الحديث عنه من حيث الإمالة، وحكم الهمزة في الآية/16 من هذه السورة.
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ}
أدغم التاء في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلاف عنه.
وقراءة الباقين بإظهار التاء.
{فَأَدْلَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل من الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{يَا بُشْرَى}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وأبو
[معجم القراءات: 4/209]
بكر راويًا عن عاصم (يا بشرى) بألف في آخره، وبغير ياء إضافة، وهو نداء للبشرى، أي أقبلي، وقيل إن هذه الكلمة تستعمل من غير قصد إلى النداء، ولم ينون لأنه لا ينصرف بسبب ألف التأنيث.
ورجح الطبري هذه القراءة، واختارها أبو عبيد.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وأبو جعفر ويعقوب (يا بشراي) بإثبات ألف، وياء بعده، وهي ياء النفس، وهي مفتوحة، وفتحها من أجل الألف، وهي لغة لبعض قيس.
قال مكي: «واختار أبو عبيد (يا بشرى)، بغير ياء، اسم رجل دعاه إلى المستقى، واحتج أبو عبيد في اختياره لذلك أنه يجمع بين المعنيين اسمًا لرجل ونداء البشرى.
وتعقب عليه ابن قتيبة فاختار (يا بشراي) بالإضافة، لأنها قراءة أهل المدينة ومكة وأبي عمرو، ولم يجز أن يكون حذف الياء على نداء البشرى، فقال: لا تتادى البشرى إلا بالإضافة إلى النفس...».
وقرئت (يا بشراي) بكسر الياء.
[معجم القراءات: 4/210]
قال الشهاب:
«وقرئ بكسر ياء الإضافة لأجل الياء المقدرة قبلها كما سيأتي في (مصرخي).
وذكر الفراء أنه قرئ: (يا بشري).
قال: «ومن قرأ: يا بشري بالسكون فهو كقولك: يا بني لا تفعل، يكون مفردًا في معنى الإضافة، والعرب تقول: يا نفس اصبري، ويا نفسي اصبري، وهو يعني نفسه في الوجهين».
وقرأ الأعرج وورش عن نافع (يا بشراي) بسكون ياء الإضافة في الوقف والوصل، وهو جمع بين ساكنين على غير حده.
قال ابن مجاهد:
«ورأيت أصحاب ورش لا يعرفون هذا، ويروون عنه بفتح الياء في هذا كله».
وكان قد ذكر معه {مثواي} آية/۲۳ من هذه السورة، {ومحياي ومماتي} الأنعام/162، و{عصاي} طه /۱۸.
وقال الشهاب: «وأما من قرأها بالسكون في الوصل مع التقاء الساكنين فيه على غير كده فلنية الوقف أجرى الوصل مجراه، أو لأن الألف المها تقوم مقام الحركة، وعلى كل حال ففيها ضعف من جهة العربية؛ فلذا لم يقرأ بها السبعة هنا، لكنهم رووها عن
[معجم القراءات: 4/211]
قالون وورش في سورة الأنعام، ورويت هنا في بعض التفاسير، واستضعفها أبو علي رحمه الله تعالى، ورد بإجراء الوصل مجرى الوقف..، ونظائره كثيرة في القرآن وغيره».
وقرأ أبو الطفيل والحسن وابن أبي إسحاق وعاصم الجحدري وأبو رجاء وابن أبي عبلة (يا بشري)، بقلب الألف ياء وإدغامها في ياء الإضافة، وهي لغة لهذيل ولناس غيرهم، وقيل هي لغة طيء.
وتقدم الحديث عن مثل هذه القراءة في الآية/۳۸ من سورة البقرة (فمن تبع هداي).
قال الفراء:
«ومن قال: يا بشري، فأضاف وغير الألف إلى الياء فإنه طلب الكسرة التي تلزم ما قبل الياء من المتكلم في كل حال، ألا ترى أنك تقول: هذا غلامي، فتخفض الميم في كل جهات الإعراب، فحطوها إذا أضيفت إلى المتكلم ولم يحطوها عند غير الياء...».
وقال الشهاب:
«هي لغة هذيل يقلبون الألف قبل ياء المتكلم ياء ويدغمونها فيها، فيقولون في «هواي»: هوي، ويا سيدي ومولي، لأنهم لما لم يقدروا على كسر ما قبل الياء أتوا بالياء لأنها أخت الكسرة».
وذهب الطوسي إلى أنه لم يقرأ بها أحد.
وهي عند الطبري قراءة شاذة، لا يرى القراءة بها وإن كانت لغة معروفة لإجماع الحجة من القراء على خلافها.
[معجم القراءات: 4/212]
وأمال {بشرى}: حمزة والكسائي وخلف وحماد والخزاز عن هبيرة، وهي قراءة عاصم من طريق العليمي.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي قراءة عاصم من طريق حفص وأبي بكر من أكثر طرق يحيى بن آدم.
وأمال الراء ابن ذكوان من طريق الصوري، والفتح عنه من طريق الأخفش.
أما أبو عمرو، وقراءته (يا بشراي) فعنه ثلاثة أوجه:
١- الفتح وعليه عامة أهل الأداء.
۲ - الإمالة المحضة، ورواها جماعة منهم الهذلي وابن مهران، ووافقه اليزيدي.
٣- الإمالة الصغرى كما نص عليها ابن جبير.
قال في النشر:
«الفتح أصح رواية، والإمالة أقيس، ووافقه اليزيدي».
قلت: وبالفتح يأخذ عامة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو، وهو قول ابن مجاهد وبه قرأ الداني، وبذلك ورد النص من طريق السوسي عن اليزيدي وغيره.
[معجم القراءات: 4/213]
{وَأَسَرُّوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (وأسروهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة بهاء الضمير مضمومة {وأسروه}.
وتقدم مثل هذا في مواضع كثيرة). [معجم القراءات: 4/214]

قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
{شَرَوْهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (شروهو) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الباقين من غير وصل باختلاس حركة الهاء.
وقد استشهد سيبويه بـ (شروه) على قراءة من أختلس حركة الهاء، مشيرًا إلى أنه يقرأ أيضًا بوصلها بواو، وهو مذهب ابن كثير الذي ذكرته.
{دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}
إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والإظهار عن غيرهما.
{فِيهِ}
قرأ ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل هاء الضمير بياء.
والباقون بهاء مكسورة). [معجم القراءات: 4/214]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مثواه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({مصر} [21] تفخيم رائه جلي). [غيث النفع: 734]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}
{اشْتَرَاهُ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
[معجم القراءات: 4/214]
وقراءة ورش والأزرق بالتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وقرأ ابن كثير في الوصل (اشتراهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الباقين باختلاس حركة الهاء وهي الضمة من غير وصل.
{مَثْوَاهُ}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح.
وقراءة ابن كثير في الوصل (مثواهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة غيره بالهاء المضمومة من غير وصل.
{عَسَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش، والدوري عن أبي عمرو.
والباقون على الفتح.
وتقدم هذا مرارًا، انظر الآية/ 84 من سورة النساء، والآية/۱۲۹ من سورة الأعراف.
{لِيُوسُفَ فِي}
إدغام الفاء في الفاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والباقون على الإظهار.
[معجم القراءات: 4/215]
{تَأْوِيلِ}
قراءة أبي عمرو بخلاف عنه وأبي جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (تاويل) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على تحقيق الهمز.
{النَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه مرارا، وانظر الآيات/۸، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/216]

قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
{آَتَيْنَاهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (آتيناهو) بوصل هاء الضمير بواو، على مذهبه في القراءة في أمثاله.
وقراءة الجماعة {آتيناه} بهاء مختلسة الحركة من غير وصل.
{حُكْمًا}
قراءة الجماعة {حكمًا} بضم أوله وسكون ثانية، وهو مصدر، والمراد به أنه المستولي على الحكم، وقيل: النبوة، وقيل: العقل والفهم.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (حكمًا) بضم أوله وثانيه، وهو من باب إتباع الثاني الأول). [معجم القراءات: 4/216]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ الآيتين (23) ، (24) ]

{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) }

قوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {هيت لَك} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير {هيت لَك} بِفَتْح الْهَاء وتسكين الْيَاء وَضم التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {هيت لَك} بِكَسْر الْهَاء وتسكين الْيَاء وَنصب التَّاء
وروى هِشَام بن عمار بإسناده عَن ابْن عَامر (هئت لَك) من تهيأت لَك بِكَسْر الْهَاء وهمز الْيَاء وَضم التَّاء
كَذَلِك حَدَّثَني ابْن بكر مولى بني سليم عَن هِشَام
وَقَالَ الحلواني عَن هِشَام (هئت لَك) يهمز وَيفتح التَّاء وَيكسر الْهَاء
وَلم يذكر ابْن ذكْوَان في الْهَمْز شَيْئا
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {هيت لَك} بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الْيَاء وَفتح التَّاء). [السبعة في القراءات: 347]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هيت) بكسر الهاء وفتح التاء، مدني، شامي، هشام بكسر
[الغاية في القراءات العشر: 286]
الهاء وضم التاء مختلف بضمه وفتح الهاء مكي). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (هيت) [23]: بكسر الهاء: مدني، شامي. بالهمز حمصي، وهشام، وأبو بشر. بضم التاء مكي، وهشام إلا الحلواني). [المنتهى: 2/761]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (هيت لك) بكسر الهاء، وفتح الباقون؛ وكلهم فتحوا التاء إلا ابن كثير فإنه ضمها، وكلهم قرأوا بغير همز إلا هشامًا فإنه همز). [التبصرة: 240]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن ذكوان: {هيت لك} (23): بكسر الهاء، من غير همز، وفتح التاء.
وهشام: كذلك، إلا أنه يهمز. وقد روي عنه: ضم التاء.
وابن كثير: بفتح الهاء، وضم التاء.
والباقون: بفتحهما). [التيسير في القراءات السبع: 321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن ذكوان وأبو جعفر: (هيت لك) بكسر الهاء من غير همز وفتح التّاء، وهشام كذلك إلّا أنه يهمز، وقد روي عنه ضم التّاء، وابن كثير بفتح الهاء [وضم] التّاء والباقون [بفتحهما] ). [تحبير التيسير: 413]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {هَيْتَ لَكَ} بكسر الهاء: نافع وابن عامر.
بالهمزة: هشام. بضم التاء: ابن كثير.
[الإقناع: 2/670]
وهي رواية الفضل بن شاذان عن الحلواني عن هشام فيما قرأت به من طريق الأهوازي). [الإقناع: 2/671]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (777 - وَهَيْتَ بِكَسْرٍ أَصْلُ كُفْؤٍ وَهَمْزُهُ = لِسَانٌ وَضَمُّ التَّا لِوَى خُلْفُهُ دُلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([777] وهيت بكسرٍ (ا)صلُ (كـ)فؤٍ وهمزه = (لـ)سانٌ وضم التا (لـ)وا خلفه (د)لا
يقال: هيت، أي أسرع، كما يقال: هل.
قال الشاعر:
...أن العراق وأهله = عنق إليك فهيت هيتا
واللام في {لك}، للبيان؛ أي لك أقول، كقولهم: هل لك. وهو مبني على الفتح مثل: أين، وهيت، مثل: عيط، وهيت، مثل: حيث: لغات فيه.
قال الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/1014]
ليس قومي بالأبعدين إذا ما = قال داع من العشيرة هيت
وكأن أصل الكلام: هيت لك، أي: دعائي لك، فبناه لما قطعه عن الإضافة، مع تضمنه معناها، كقبل وبعد.
(وهمزه لسان)، أي لغةٌ أيضًا؛ وهو من: هاء يهيء، إذا تهيأ، مثل جاء يجيء.
وفتح التاء هو المشهور عن هشام.
قال في التيسير: «وقد روي عنه ضم التاء».
وقال في غيره: «وبه قرأت في رواية إبراهيم بن عباد عنه».
أبو علي: «يشبه أن يكون الهمزة وفتح التاء وهمًا من الراوي، لأن الخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ لها بدلالة: {ورودته} و{أنا رودته}، و{أني لم أخنه بالغيب}.
وتابعه على ذلك قوم.
[فتح الوصيد: 2/1015]
وقال مكي: «يجب أن يكون اللفظ: هيت لي، ولم يقرأ بذلك أحد».
قال: «وأيضًا، فإن المعنى على خلافه، لأنه لم يزل يفر منها ويتباعد عنها، وهي تراوده وتطلبه وتقد قميصه، فكيف تخبره عن نفسها أنه تقيأ لها؟ ؟ هذا ضد حالها. وقال يوسف: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}، وهو الصادق في ذلك. فلو كان تهيأ لها، لم يقل هذا ولا ادعاه».
وأقول: ليست القراءة بوهم.
ومعي هئت لك: تهیأت؛ أي تهيا أمرك، لأنها ما كانت تقدر في كل وقت على الخلوة به.
أو يكون هنت، بمعنى: حسنت هيأتك.
ومعنى {لك}، أي: لك أقول.
وقراءة ابن ذكوان ونافع يجوز أن يكون أصلها الهمز ثم خفف.
و(أصل كفؤ): أصل عالم كفؤ.
و(لوا خلفه)، أي المشهور كشهرة اللواء.
و(دلا)، أخرج دلوه ملأى.
و(لوا خلفه): مبتدأ، و(دلا): خبره). [فتح الوصيد: 2/1016]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([777] وهيت بكسرٍ أصل كفؤٍ وهمزه = لسانٌ وضم التا لوا خلفه دلا
ب: (اللسان): اللغة، (اللواء) ممدود -: الراية، (دلا): مضى معناه.
ح: (هيت): مبتدأ، (بكسرٍ): حال، (أصل): خبره، (همزه لسانٌ): مبتدأ وخبر، (ضم التا): مبتدأ، (لوا): مبتدأ ثانٍ، قصرت ضرورة،
[كنز المعاني: 2/333]
(دلا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {هيت لك} بكسر الهاء وفتح التاء، ومعنى (أصل كفؤٍ): مذهب عالم كفؤ للعلم.
وقرأ هشام كذلك، لكن بالهمز، وقرأ أيضًا بخلافٍ عنه بضم التاء، وابن كثير: بضم التاء وفتح الهاء، وأبو عمرو وأهل الكوفة الباقون: بفتح الهاء والتاء.
فحصل خمس قراءات: (هيت) بكسر الهاء وفتح التاء بلا همز لنافع وابن ذكوان، (هئت) بالكسر والفتح مع همزٍ لهشام، (هئتُ) بالكسر والضم مع همز كذلك له، (هيت) بالفتح والضم بلا همز لابن كثير، {هيت} بفتح الهاء والتاء بلا همز لأبي عمرو وأهل الكوفة.
والكل لغات بمعنى: هلم وأقبل). [كنز المعاني: 2/334]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (777- وَهَيْتَ بِكَسْرٍ "أَ"صْلُ "كُـ"ـفْؤٍ وَهَمْزُهُ،.. "لِـ"ـسَانٌ وَضَمُّ التَّا "لِـ"ـوَى خُلْفُهُ "دُ"لا
أي: أصل عالم كفؤ وهمزه لسان؛ أي: لغة وقصر لفظ التاء ولوى ضرورة ولوى خلفه مبتدأ ودلا خبره وقد سبق معناه يقال هيت: كأين وهيت: كحيث وهيت: مثل غيظ قريء بهذه الثلاث اللغات وزاد هشام الهمز وهو من أهل كسر الهاء وضم التاء وفتحها وهو اسم فعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/265]
بمعنى هلم وأسرع ويقال أيضا هيت كجير ولم يقرأ بهذه اللغة وقيل: المهموز فعل من هاء يهييء كجاء يجيء إذا تهيأ فعلى الفتح وهو المشهور عن هشام يكون خطابا ليوسف على معنى حسنت هيئتك أو على معنى تهيأ أمرك الذي كنت أطلبه؛ لأنها ما كانت تقدر في كل وقت على الخلوة به، وتحتمل قراءة نافع وابن ذكوان أن أصلها الهمز فخففت، وقال أبو علي: يشبه أن يكون "هيت" مهموزا بفتح التاء، وهما من الراوي؛ لأن الخطاب يكون من المرأة ليوسف، وهو لم يتهيأ لها، ولو كان لقالت له: هئت لي، وجوابه أن يقال: وقع قولها لك بيانا لا متعلقا بهيت، والمعنى لك أقول والخطاب لك، ومثله: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}، {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/266]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (777 - وهيت بكسر أصل كفؤ وهمزة = لسان وضمّ التّا لوا خلفه دلا
قرأ نافع وابن عامر: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ بكسر الهاء فتكون قراءة غيرهما بفتحها، وقرأ هشام بهمزة ساكنة بعد الهاء، فتكون قراءة غيره بياء ساكنة. وقرأ ابن كثير وهشام بخلف عنه بضم التاء؛ فتكون قراءة غيرهما بفتحها.
والخلاصة: أن نافعا وابن ذكوان يقرءان بهاء مكسورة وبعدها ياء ساكنة مع فتح التاء، ويقرأ هشام بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة، وله في التاء وجهان: الفتح والضم وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وبعدها ياء ساكنة مع ضم التاء وقرأ أبو عمرو والكوفيون بفتح الهاء وبعدها ياء ساكنة مع فتح التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَيْتَ لَكَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى
[النشر في القراءات العشر: 2/293]
الْحُلْوَانِيُّ وَحْدَهُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ عَنْهُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ هَمَزَ، وَهِيَ الَّتِي قَطَعَ بِهَا الدَّانِيُّ فِي التَّيْسِيرِ وَالْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ، وَلَا الْمَهْدَوِيُّ، وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَلَا ابْنُ شُرَيْحٍ، وَلَا صَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَلَا كُلُّ مَنْ أَلَّفَ فِي الْقِرَاءَاتِ مِنَ الْمَغَارِبَةِ عَنْ هِشَامٍ سِوَاهَا، وَأَجْمَعَ الْعِرَاقِيُّونَ أَيْضًا عَلَيْهَا عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرُوا سِوَاهَا، وَقَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ: وَمَا رَوَاهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ فَتْحِ التَّاءِ مَعَ الْهَمْزَةِ وَهْمٌ لِكَوْنِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ إِذَا هُمِزَتْ صَارَتْ مِنَ التَّهَيُّئِ، فَالتَّاءُ فِيهَا ضَمِيرُ الْفَاعِلِ الْمُسْنَدُ إِلَيْهِ الْفِعْلُ، فَلَا يَجُوزُ غَيْرُ ضَمِّهَا.
(قُلْتُ): وَهَذَا الْقَوْلُ تَبِعَ فِيهِ الدَّانِيُّ أَبَا عَلِيٍّ الْفَارِسِيَّ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ الْحُجَّةِ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْهَمْزُ وَفَتْحُ التَّاءِ وَهْمًا مِنَ الرَّاوِي؛ لِأَنَّ الْخِطَابَ مِنَ الْمَرْأَةِ لِيُوسُفَ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ وَرَاوَدَتْهُ، وَكَذَا تَبِعَهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ جَمَاعَةٌ، وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ: وَالْقِرَاءَةُ صَحِيحَةٌ، وَرَاوِيهَا غَيْرُ وَاهِمٍ، وَمَعْنَاهَا تَهَيَّأَ لِي أَمْرُكَ؛ لِأَنَّهَا مَا كَانَتْ تَقْدِرُ عَلَى الْخَلْوَةِ بِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَوْ حَسُنَتْ هَيْئَتُكَ. وَلَكَ عَلَى الْوَجْهَيْنِ بَيَانٌ، أَيْ: لَكَ أَقُولُ.
(قُلْتُ): وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا زَعَمَ أَبُو عَلِيٍّ، وَمَنْ تَبِعَهُ، وَالْحُلْوَانِيُّ ثِقَةٌ كَبِيرٌ حُجَّةٌ خُصُوصًا فِيمَا رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ وَقَالُونَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَا عَلَى زَعْمِ مَنْ زَعَمَ، بَلْ هِيَ رِوَايَةُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ مَعَ الْهَمْزِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَهِيَ رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ.
(قُلْتُ): وَلِذَلِكَ جَمَعَ الشَّاطِبِيُّ بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ عَنْ هِشَامٍ فِي قَصِيدَتِهِ فَخَرَجَ بِذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ كِتَابِهِ لِتَحَرِّي الصَّوَابِ، وَانْفَرَدَ الْهُذَلِيُّ عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ بَعْدَ الْهَمْزِ كَابْنِ ذَكْوَانَ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ فِيهَا، وَوَرَدَ فِيهَا كَسْرُ الْهَاءِ وَضَمُّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، قِرَاءَةُ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنِ بَحْرِيَّةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَفَتْحُ الْهَاءِ وَكَسْرُ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ - قِرَاءَةُ الْحَسَنِ، وَرُوِّينَاهَا عَنِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَالصَّوَابُ أَنَّ هَذِهِ السَّبْعَ الْقِرَاءَاتِ
[النشر في القراءات العشر: 2/294]
كُلَّهَا فِي لُغَاتٍ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَهِيَ اسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى هَلُمَّ، وَلَيْسَتْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا فِعْلًا، وَلَا التَّاءُ فِيهَا ضَمِيرُ مُتَكَلِّمٍ وَلَا مُخَاطَبٍ، وَقَالَ: الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ، هَيْتَ لُغَةٌ وَقَعَتْ لِأَهْلِ الْحِجَازِ فَتَكَلَّمُوا بِهَا وَمَعْنَاهَا تَعَالَ; وَقَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو حَيَّانَ،: وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مُشْتَقًّا مِنِ اسْمٍ، كَمَا اشْتَقُّوا مِنَ الْحَمْدِ نَحْوَ سَبْحَلَ وَحَمْدَلَ، وَلَا يَبْرُزُ ضَمِيرُهُ لِأَنَّهُ اسْمُ فِعْلٍ، بَلْ يَتَبَيَّنُ الْمُخَاطَبُ بِالضَّمِيرِ الَّذِي يَتَّصِلُ بِاللَّامِ نَحْوَ هَيْتَ لَكَ وَلَكِ وَلَكُمَا وَلَكُمْ وَلَكُنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَثْوَايَ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن ذكوان {هيت لك} [23] بكسر الهاء وفتح التاء من غير همز، واختلف عن هشام، فروى عنه الحلواني كذلك إلا أنه بالهمز، وروى عن الداجوني كسر الهاء والهمز وضم التاء، وابن كثير بفتح الهاء وضم التاء من غير همز، والباقون بفتح الهاء والتاء من غير همز). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (701- .... .... .... هيت اكسرا = عمّ وضمّ التّا لدى الخلف درى
702 - واهمز لنا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (هيت اكسرا) أي قرأ المدنيان وابن عامر «وقالت هيت لك» بكسر الهاء وياء بعدها ساكنة إلا هشاما فإنه همز الياء كما سيأتي، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ابن كثير وهشام بخلاف عنه؛ فنافع وأبو جعفر وابن ذكوان بكسر الهاء وفتح التاء وترك الهمز، وابن كثير بفتح الهاء وضم التاء وترك الهمز، وهشام بكسر الهاء وهمز الياء وضم التاء وفتحها، والباقون بفتح الهاء والتاء؛ فالقراءات في هذه الكلمة لغات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بشراي حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عمّ)
ش: أي: (حذف) [ذو] (كفى) الكوفيون ياء يا بشرى [19]؛ فصارت: فعلى، والباقون بإثباتها.
وقرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: قالت هيت لك [23] بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، إلا ذا لام (لنا) هشام؛ فإنه همز، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ذو دال (درى) ابن كثير.
واختلف فيها عن [ذي] لام (لدى) هشام.
فروى الحلواني وحده من جميع طرقه عنه كابن ذكوان لكنه همز، وهي التي قطع بها في «التيسير»، و«المفردات»، ولم يذكر مكى، والمهدوي، ولا ابن سفيان، ولا ابن شريح، ولا صاحب «العنوان»، ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع عليها العراقيون عن هشام من طريق الحلواني.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/391]
وقال الداني: «وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم، ولا يجوز غير ضمها».
قال [الناظم] - أثابه الله تعالى-: وتبع الداني الفارسي في هذا القول، وتبعه عليه جماعة.
وقال الفارسي: بل هي صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناه: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة معه في كل وقت، أو حسنت هيئتك. ولك [23] على الوجهين بيان، أي أقول لك.
قال الناظم: وكذلك أقول، والحلواني فقيه حجة خصوصا فيما روى عن هشام على أنه لم ينفرد بها، بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام: بكسر الهاء مع الهمزة وضم التاء، وهي رواية ابن عباد عن هشام.
قال الداني في «جامعه»: وهو الصواب؛ ولهذا جمع الشاطبي بين الوجهين عن هشام؛ فخرج بذلك عن طرق كتابه.
فصار المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وياء وفتح التاء.
وابن كثير بفتح الهاء وياء وضم التاء.
وهشام بكسر الهاء وهمز، وضم التاء وفتحها.
والباقون بفتح الهاء، والتاء، [وياء].
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان، وابن كثير بكسر لام المخلصين [24]، حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو: إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]؛ وكسرها في مريم [51]، وهو مراده بـ (كاف حق) البصريان، وابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر.
تنبيه:
علم إسكان الهمزة من إطلاقه، وعلم أن ضدها الياء من رسمها، وعلم من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/392]
تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام- أن نحو: قل الله أعبد مخلصا [الزمر: 14]، [و] مخلصين له الدّين [الأعراف: 29] متفق الكسر.
وجه [ثبوت] ياء يا بشراى [يوسف: 19] إضافتها لنفسه، وفتحت على قياسها.
ووجه حذفها: أنه لم يضف، ويحتمل أن يقدر الخصوص؛ فيكون على حد «يا رجل»، والعموم على حد يا حسرة [يس: 30]، ولم ينون؛ للمنع بالتأنيث واللزوم.
و (هيت): اسم [فعل بمعنى:] أسرع، وبنى لمسماه، وفيه لغات:
فتح الهاء مع ثلاث حركات [التاء] ك «حيث».
وكسر الهاء وفتح التاء [مع الياء] والهمزة والكسر والضم [معه]، وعليها جاءت القراءات الأربع.
ولام لك متعلق بمقدر: أقول، أو الخطاب: لك.
ووجه فتح اللامين: أنهما اسما مفعول من: «أخلص»، أي: اختاره الله تعالى لعبادته أو نجاه من السوء على حد: أخلصنهم بخالصة [ص: 46] و[وجه] كسرهما: [أنهما اسما فاعل] منه، أي: أخلص دينه لله أو نفسه لعبادته على حد: وأخلصوا دينهم لله [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مثواي [يوسف: 23] في الإمالة، ولأبي جعفر خاطين [97]، ومتّكا [31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "هَيْت" [الآية: 23] فنافع وابن ذكوان وأبو جعفر بكسر الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة ففتح الهاء وكسرها لغتان، ومن فتح التاء بناها عليه نحو: كيف وأين ولهشام فيها خلف، فالحلواني من جميع طرقه عنه بكسر الهاء وفتح التاء، كنافع إلا أنه همز وهي قراءة صحيحة، كما في النشر وغيره خلافا لمن وهم الحلواني، ومعناها تهيأ لي أمرك، وأحسنت هيئتك ولك متعلق بمحذوف على سبيل البدل كأنها قالت القول لك، وروى الداجوني كسر الهاء مع الهمز وضم التاء، قال الداني: وهذا هو الصواب، وجمع الشاطبي بين الوجهين ليجري على الصواب، وإن خرج بذلك عن طرقه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وياء ساكنة، وضم التاء تشبيها بحيث، وعن ابن محيصن كنافع وعنه فتح الهاء وسكون الياء وكسر التاء على أصل التقاء الساكنين، والباقون بفتح الهاء وسكون التاء وفتح التاء، والجمهور على أنها عربية اسم فعل كلمة حث وإقبال بمعنى هلم، وفيها لغات فتح الهاء بالياء مع تثليث حركة التاء كحيث وكسر الهاء وفتح التاء مع الياء والهمز والكسر والضم معه، وعليها جاءت القراءات الأربع، ولام لك متعلق بمقدر أي: أقول أو الخطاب لك قال في النشر: وليست فعلا ولا التاء فيها ضمير متكلم ولا مخاطب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "ربي أحسن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مَثْوَاي" [الآية: 23] الدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق بخلفه على قاعدته كما صوبه في النشر خلافا لمن تعلق بظاهر عبارة التيسير فقطع له بالفتح فقط، والباقون بالفتح وخرج حمزة ومن معه عن أصلهم للتنبيه على رسمها بالألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({هيت لك} [23] قرأ نافع والشامي بكسر الهاء، والباقون بالفتح، وقرا هشام بهمزة ساكنة بعد الهاء، والباقون بالياء، وقرأ المكي بضم التاء، والباقون بالفتح.
وفيها أربع قراءات:
نافع وابن ذكوان: بكسر الهاء، وبالياء المدية، وفتح التاء.
والمكي: بفتح الهاء، وبالياء الساكنة، وضم التاء.
والبصري والكوفيون، بفتح الهاء، وبالياء الساكنة، وفتح التاء.
وهشام: بكسر الهاء، والهمزة الساكنة، وفتح التاء.
وزاد رحمه الله تعالى له ضم التاء حيث قال: ........ = وضم التا لوا خلفه دلا
[غيث النفع: 734]
فخرج في ذلك عن طريقه، ولذا لم نتبعه فيه.
وبيان ذلك أن طريقه أحمد الحلواني، كما تقدم، والمروي عنه من جميع طرقه فتح التاء.
قال المحقق: «وهو الذي قطع به الداني في التيسير والمفردات، ولم يذكر مكي ولا المهدوي ولا ابن سفيان ولا ابن شريح ولا صاحب العنوان ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع العراقيون أيضًا عليه عن هشام من طريق الحلواني، ولم يذكروا سواه، نعم الضمة رواية إبراهيم بن عباد عن هشام، ورواية الداجوني عن أصحابه عن هشام» انتهى ببعض تصرف.
والحامل له والله أعلم على ذلك ما ذكره الداني تبعًا لأبي علي الفارسي في الحجة: «يشبه أن يكون الهمز وفتح التاء وهمًا من الراوي، لأن الخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ، بدليل قوله {وراودته}» وتبعه على ذلك خلق كثير.
[غيث النفع: 735]
قال الشيخ أبو محمد مكي في كتابه الكشف: «وقرأ هشام بالهمزة وفتح التاء، وهو وهم عند النحويين، لأن فتح التاء للخطاب ليوسف عليه السلام، فيجب أن يكون في الفظ (وقالت هئت لي) أي: تهيأت لي يا يوسف، ولم يقرأ بذلك أحد أيضًا، فإن المعنى على خلافه، فإنه نفر منها وتباعد عنها، وهي تراوده وتطلبه وتقد قميصه، فكيف تخبره عن نفسه أنه تهيأ لها، هذا ضد حاله.
وقد قال يوسف عليه السلام {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} [52] وهو الصادق في ذلك، فلو كان تهيأ لها لم يقل هذا ولا ادعاه» انتهى، وذكر مثله في تفسير مشكل الإعراب.
قلت: وما نسبوه للحلواني من الوهم، هم أحق به، لأنه إمام ثقة حافظ ضابط من كبار الحذاق المجودين، كما وصفه بذلك أهل الطبقات، خصوصًا فيما رواه عن هشام وقالون، على أنه لم ينفرد به، بل رواه الوليد بن مسلم عن الشامي.
ويحتمل من التأويل وجوهًا، منها:
[غيث النفع: 736]
ما ذكره أبو عبد الله محمد الفاسي ونقله المحقق وارتضاه، أن المعنى: «تهيأ لي أمرك، لأنها ما كانت تقدر على الخلوة في كل وقت، أو: حسنت هيئتك، و{لك} على الوجهين بيان، أي: لك أقول» انتهى.
وقوله (حسنت) هو فعل ماض قاصر، مضموم العين، والتاء ساكنة للتأنيث، و(هيئتك) فاعل، أي: تهيأت للمراودة بما جعل الله فيك من الجمال الفائق، والحسن الرائق، والعفة الكاملة، والإعراض الكلي عن كل ما سوى الله تعالى، وذلك من أعظم أسباب المراودة، وتكون الآية من أعظم الثناء على يوسف عليه السلام.
ولا يصح أن يكون بتثقيل السين والتاء فاعله، و(هيئتك) مفعوله، لأن اللازم يصير متعديًا بالتثقيل، لأنه يصير معناه: حسنت هيئتك بما هو داخل تحت كسبك عادة، كلبس الثياب الجميلة ومس الرائحة الطيبة، وإزالة ما يستنكر وينفر عادة، وهاذ كلام يلام عليه إن علم أنه يترتب عليه ما لا يجوز، وأحرى إن قصد ذلك، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام عصموا من ما هو أدنى من هذا.
وقوله (و{لك} على الوجهين بيان) أي كقول العرب: سقيًا لزيد، فاللام متعلقة بمحذوف، استؤنف للتبيين، أي إرادتي لك، وكأنها لشدة شغفها به ومحبتها له خشيت أن يتوهم أن الخطاب لغيره.
ويحتمل كما قال أبو البقاء: أنها لغة في الكلمة التي هي اسم فعل بمعنى هلم وأقدم، وليست هي فعلاً، ولا التاء فيها ضمير تكلم ولا خطاب.
[غيث النفع: 737]
وقد جزم المحقق وغيره بثبوت هذه اللغة، وهو ظاهر كلام القاموس، حيث قال: «و(هيت لك) مثلث الآخر، وقد يكسر أوله، أي: هلم».
فترجع قراءته في المعنى إلى قراءة غيره.
ويحتمل أن {هئت} بمعنى: تهيأت، وهو بمعناه الحقيقي من غير توسع، وهي كاذبة في قولها، قصدت إغواءه وخداعه، والكذب عليها جائز، وقد قصدت ما هو أعظم منه، وغلقت لأجله سبعة أبواب.
والعشاق يقولون أكثر من ذلك، وحكاياتهم كما في رسالة القشيري والإحياء وغيرهما تدل على ذلك، مع أنها كانت إذ ذاك مشركة، ولا يلحق يوسف عليه الصلاة والسلام بقولها هذا عيب ولا نقص، بل يدل على تنزيهه عن كل مذموم.
ولا يعكر علينا: (أن الله عز وجل ذكر ذلك، فكيف يخبر بما هو كذب؟!) فإن الله عز وجل أخبر بمقالات الكفار في أنبيائهم، وقولهم محض كذب وزور، لأن المراد الإخبار بالقول الصادر من المتكلم، بقطع النظر عن كونه صادقًا فيه أو كاذبًا.
وهذا الأخير وإن لم أره في كلام أحد، فهو أقربها عندي، لبعده عن التكلف، والله تعالى أعلم). [غيث النفع: 738]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي أحسن} [23] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 738]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}
{وَرَاوَدَتْهُ}
قراءة الجماعة {وراودته} بألف من المراودة.
وقرئ (روَّدته) بتشديد الواو من غير ألف وهو معنى قراءة الجماعة.
{وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ}
قراءة الجماعة {وغلقت الأبواب} بتضعيف اللام، وهو تضعيف
[معجم القراءات: 4/216]
تكثير بالنسبة إلى وقوع الفعل بكل باب باب.
قال الشهاب: «والتشديد للتكثير، يعني أنه للتكثير في المفعول إن قلنا بتعددها، فإن التفعيل يكون لتكثير الفاعل والمفعول، فإن لم نقل به فهو لتكثير الفعل، فكأنه غلق مرة بعد مرة، أو بمغلاق بعد مغلاق، وجمع الأبواب حينئذ إما لجعل كل جزء منه كأنه باب، أو لجعل تعدد إغلاقه بمنزلة تعدده.».
وذكر ابن جني أنه قرئ (وأغلقت الأبواب)، وانفرد ابن جني بذكرها، فلم أجدها في مرجع آخر مما بين يدي.
وفي التاج:
«وربما قالوا: أغلقت الأبواب يراد بها الكثير، نقله سيبويه، وقال: وهو عربي جيد...»، ومثل هذا عند الجوهري.
وذكر بيت الفرزدق:
ما زلت أفتح أبوابًا وأغلقها = حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
وقال الراغب: «وغلقته على التكثير، وذلك إذا أغلقت أبوابًا كثيرة، أو أغلقت بابًا واحدًا مرارًا، أو أحكمت إغلاق باب، وعلى هذا قوله تعالى (وغلقت الأبواب).
قال الأزهري: روى أبو يعلى عن الأصمعي، وعن حماد بن سلمة أنه قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب (وترعت الأبواب).
قال: هو في معنى (غلقت الأبواب).
[معجم القراءات: 4/217]
قال الزبيدي بعد هذا النص:
«قلت: وهي أيضًا قراءة أنس رضي الله عنه، وقراءة أبي صالح كما في العباب».
وقالوا:
الترعة: الباب، وفتح ترعة الدار: أي بابها، وهو مجاز، وبه فسر حديث «إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة»، كأنه قال: على باب من أبواب الجنة.
وترع الباب تتريعًا: أغلقه.
وجاء في المحرر لابن عطية: «وفي مصحف ابن مسعود: وقرعت الأبواب» وكذلك رويت عن الحسن».
قلت: هنا تحريف، صوابه: (وترعت) كالقراءة السابقة، وفات المحققين إدراكه.
{هَيْتَ لَكَ}
قرأ أبو عمرو وعاصم وحفص وحمزة والكسائي ومسروق والحسن ويعقوب وخلف والأعمش، وهي الصحيحة من قراءة أبن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وابن مسعود وقتادة، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {هيت...} بفتح الهاء والتاء وسكون
[معجم القراءات: 4/218]
الياء، ومعناها: تعال، وبناء التاء على الفتح إنما هو للتخفيف نحو: أين، وكيف.
قال الزجاج:
«فأما الفتح... فلأنها بمنزلة الأصوات، ليس منها فعل يتصرف، ففتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واختير الفتح لأن قبل التاء ياء، كما قالوا: كيف، وأين».
وهذه القراءة عند الزجاج أجود القراءات، وهي عند الطبري أولى من غيرها؛ لأنها اللغة المعروفة في العرب دون غيرها، وأنها فيما ذكروا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الفراء:
«... عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {هيت}، ويقال: إنها لغة لأهل حورانسقطت إلى مكة فتكلموا بها».
وذهب غير الفراء إلى أنها لغة عبرانية (هيتلخ)، أي تعال فأعربه القرآن، وقال آخر إنها سريانية، وذهب السدي إلى أنها قبطية، وهي عند مجاهد وغيره عربية تدعوه بها إلى نفسها، وهي كلمة حث وإقبال.
قال أبو حيان:
«ولا يبعد اتفاق اللغات في لفظ، فقد وجد ذلك في كلام العرب مع لغات غيرهم، وقال الجوهري: «هوت وهیت به صاح فدعاه»،
[معجم القراءات: 4/219]
ولا يبعد أن يكون مشتقًا من اسم الفعل كما اشتقوا من الجمل نحو: سبحل وحمدل، ولما كان اسم فعل لم يبرز فيه الضمير، بل يدل على رتبة الضمير بما يتصل باللام من الخطاب نحو: هيت لك، وهيت لك، وهيت لكما، وهيت لكم، وهيت لكن».
وقرأ الوليد بن عتبة وأبو العالية (هئت) بكسر الهاء والتاء مع الهمز.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو جعفر وابن ذكوان والأعرج وشيبة وابن مسعود وابن محيصن وعلي بن أبي طالب (هيت...) بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، ثم فتح التاء، على وزن قيل وغيض.
وذكروا أنها لغة قوم يؤثرون كسر الهاء على فتحها.
وذكروا عن ابن أبي إسحاق أنه قرأ (هيت) بكسر الياء.
وقرأ ابن عامر والحلواني عن هشام، وهي رواية عن ابن مسعود،
[معجم القراءات: 4/220]
وقالون والوليد بن مسلم عن نافع (هيئت...) بكسر الهاء، والهمز الساكن وفتح التاء.
قال الشهاب:
«قال الداني - رحمه الله تعالى: إنه وهم؛ لكونه فعلًا من التهيؤ، فلا بد من ضم تائه حينئذٍ، وقد تبع في هذا الفارسي في الحجة حيث قال:
إنه وهم من الراوي؛ لأن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يتهيأ لها بدليل قوله: راودته إلخ، وتبعه جماعة.
قال الشهاب: وهي صحيحة، ومعناها تهيأ إلي أمرك؛ لأنها لم تتيسر لها الخلوة قبل ذلك، أو حسنت هيأتك، أي أقول لك، وهي صحيحة مروية عن هشام - رحمه الله - من طرق».
وقال العكبري:
والأشبه أن تكون الهمزة بدلًا من الياء، أو تكون لغة في الكلمة التي هم اسم للفعل، وليست فعلًا؛ لأن ذلك يوجب أن يكون الخطاب ليوسف عليه السلام وهو فاسد من وجهين:
أحدهما: أنه لم يتهيأ لها، وإنما هي تهيأت له.
والثاني أنه قال: ولو أراد الخطاب لكان: هئت لي.
[معجم القراءات: 4/221]
قرأ علي وأبو وائل وأبو رجاء ويحيى وعكرمة ومجاهد والداجوني لهشام وقتادة وطلحة بن مصرف والمقري وابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وشقيق بن سلمة وابن أبي إسحاق وأبو عمرو في رواية والحلواني وعاصم، وهشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر وكذلك ابن بكر مولى بني سليم عن هشام وهو رواية الشعبي عن ابن مسعود، وابن عباس وأبو الدرداء (هيئت) بكسر الهاء مع الهمز وضم التاء، ومعناه: تهيأت لك.
قال ابن جني:
«وأما هيئت، بالهمز وضم التاء فعل، يقال فيه: هئت أهيء هيئةً كنت أجيء جيئةً، أي تهيأت، وقالوا أيضًا: هي أهاء كخفت أخاف، هذا بمعنى خذ».
وقال أبو عبيدة:
«سئل أبو عمرو عن قراءة من قرأ بكسر الهاء وضم التاء مهموزًا، فقال أبو عمرو: باطلٌ جعلها من تهيأت، اذهب فاستعرض العرب حتى تنتهي إلى اليمن هل تعرف أحدًا يقول هذا؟!».
وقال الكسائي: «لم تحك «هيئت» عن العرب.
قال عكرمة:
[معجم القراءات: 4/222]
(هئت لك) أي تهيأت لك، وتزينت، وتحسنت، وهي قراءة غير مرضية؛ لأنها لم تستمع في العربية».
وقال النحاس:
«وهي جيدة عند البصريين؛ لأنه يقال: هاء الرجل يهاء ويهيء هيئة، فهاء يهيء مثل جاء يجيء، وهيئت مثل جئت».
وقرأ زيد بن علي وابن أبي إسحاق وابن محيصن والأعمش وطلحة ابن مصرف وأبو وائل وابن مسعود والهذلي منفردًا عن هشام (هيت) بكسر الهاء، وتسهيل الهمزة، وضم التاء.
وقرأ ابن كثير وأبو عبد الرحمن السلمي (هيت) مثل: حيث، بفتح الهاء، وياء ساكنة، بعدها تاء مضمومة.
قال الزجاج:
«ومن قال: هيت ضمها لأنها في معنى الغايات؛ كأنها قالت: دعائي لك، ولما حذفت الإضافة وتضمنت معناها بنيت على الضم كما بنيت حيث ومنذ يا هذا».
[معجم القراءات: 4/224]
وقال العكبري:
ومنهم من ضم أي التاء شبهه بحيث، واللام على هذا للتبيين مثل التي في قولهم: سقيًا لك».
وقرأ ابن عباس بخلاف عنه وأبو الأسود الدؤلي والحسن وابن أبي إسحاق وابن محيصن وعيسى بن عمر الثقفي وعاصم الجحدري وأبو رزين وحميد (هيت) مثل: جير، بفتح الهاء وسكون الياء، وكسر التاء على أصل التقاء الساكنين.
وقرأ ابن عباس وابن السميفع (هييت) مثل حييت، وهو فعل مبني للمفعول، مسهل الهمزة من هيأت الشيء.
وقرأ علي وابن عباس وعكرمة وابن مسعود وابن السميفع وابن يعمر والحجدري (هيئت)وهو فعل صريح كقولك: أصلح لك، أي: فدونك.
قال ابن جني:
«وأما هيئت، ففعل صريح، كهنئت لك، كقولك: أصلحت لك، أي فدونك، وما انتظارك؟. واللام في لك متعلقة بالفعل نفسه».
وقال العكبري: «والقراءة الخامسة: هيئت لك، وهي غريبة».
[معجم القراءات: 4/224]
وقرأ علي بن أبي طالب وابن خيثم (هيت) بكسر الهاء، بعدها ياء ساكنة، وتاء مكسورة، لالتقاء الساكنين.
ونقل هذه القراءة أبو حيان عن النحاس من غير عزو لقارئ، وقد أخذ هذا عن المحرر ولم أجدها عند النحاس، ثم ذكر الزجاج أنها قراءة علي، رضي الله عنه.
وقرأ علي بن أبي طالب وأبي بن كعب (ها أنا لك).
تعليقات:
قال ابن مسعود:
وقد سمعت القراء، فسمعتهم متقاربين، فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال».
وجاء في القرطبي.
«قال عبد الله بن مسعود: «لا تقطعوا في القرآن، فإنما هو مثل قول أحدكم: هلم وتعال».
وذكر أبو حيان أنها تسع قراءات، وذكر صاحب التاج أنهم أوصلوا القراءات إلى سبع، وإلى مثل هذا ذهب الشهاب، والنحاس، والقرطبي.
قلت: وبعد حصر هذه القراءات وجمعها من مظانها فقد بلغت إحدى عشرة قراءة على النحو الذي ترى.
[معجم القراءات: 4/225]
قال النحاس:
«فيها سبع قراءات، فمن أجل ما فيها وأصحه إسنادًا ما رواه الأعمش عن أبي وائل قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقرأ: هيت لك، قال: فقلت: إن قومًا يقرأونها: هيت لك، فقال: إنما أقرأ كما علمت».
{لَكَ قَالَ}
أدغم الكاف في القاف أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إنه ربي أحسن) بفتح ياء الإضافة.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {إنه ربي أحسن} بسكون الياء.
{مَثْوَايَ}
قراءة الجماعة (مثواي) بألف بعد الياء.
وقرأ أبو الطفيل والجحدري (مثوي).
وذكرت من قبل قراءته (بشرى) في الآية/۱۹ من هذه السورة.
ب. الإمالة:
أمال الدوري عن الكسائي (مثواي).
وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح، فلم يميلوا للتنبيه على رسمها بالألف.
ج- حركة الياء (مثواي إنه):
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع في المشهور عنه وعاصم
[معجم القراءات: 4/226]
وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (مثواي إنه) بفتح الياء.
وقرأ ورش عن نافع (مثواي إنه) بسكون الياء من إجراء الوصل مجرى الوقف.
قال ابن مجاهد بعد ذكر هذه القراءة:
«ورأيت أصحاب ورش لا يعرفون هذا، ويروون عنه بفتح الياء في هذا كله» ). [معجم القراءات: 4/227]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في فتح اللَّام وَكسرهَا من قَوْله {إِنَّه من عبادنَا المخلصين} 24
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {المخلصين} و{مخلصا} مَرْيَم 51 بِكَسْر اللَّام وتابعهم نَافِع في قَوْله {إِنَّه كَانَ مخلصا} في مَرْيَم بِكَسْر اللَّام وَقَرَأَ سَائِر الْقُرْآن {المخلصين} بِفَتْح اللَّام
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {المخلصين} و{مخلصا} في سُورَة مَرْيَم بِفَتْح اللَّام أما مَا فِيهِ الدّين مثل {مُخلصين لَهُ الدّين} الْأَعْرَاف 29 وَمثل {مخلصا لَهُ الدّين} الزمر 11 أَو ديني مثل {مخلصا لَهُ ديني} الزمر 14 فَلم يخْتَلف فِيهِ أَنه بِكَسْر اللَّام). [السبعة في القراءات: 348]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((المخلصين) بفتح اللام، حيث كان مدني، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (المخلصين) [24]: بفتح اللام حيث جاء مدني، وكوفي، وأيوب). [المنتهى: 2/761]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأهل الكوفة (المخلصين) إذا كان بالألف واللام بفتح اللام التي بعد الخاء حيث وقع، وكسرها الباقون، وأما قوله عز وجل (إنه كان مخلصا) في مريم فإن الكوفيين فتحوا اللام، وكسرها الباقون). [التبصرة: 240]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {المخلصين} (24)، إذا كان في أوله ألف ولام، حيث وقع: بفتح اللام.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ونافع وأبو جعفر: (المخلصين) إذا كان في أوله ألف ولام حيث وقع بفتح اللّام، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 413]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْمُخْلَصِينَ) بفتح اللام حيث وقع مدني، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وأيوب، والحسن، وكوفي، زاد ابْن مِقْسَمٍ والزَّعْفَرَانِيّ وأيوب والحسن وكوفي غير جبلة، وابن الحسن غير أبي بكر في مريم، زاد
[الكامل في القراءات العشر: 575]
الزَّعْفَرَانِيّ إذا كان مضافا إلى الأنبياء، زاد ابْن مِقْسَمٍ حيث وقع، وهو الاختيار ليكون اللَّه أخلصهم، وقد قال: (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ)، الباقون بكسر اللام). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([24]- {الْمُخْلَصِينَ} بفتح اللام حيث وقع: الكوفيون ونافع). [الإقناع: 2/671]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (778 - وَفِي كَافَ فَتْحُ الَّلامِ فِي مُخْلِصاً ثَوَى = وَفِي الْمُخْلِصِينَ الْكُلّ حِصْنٌ تَجَمَّلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([778] وفي كاف فتح اللام في مخلصا (ثـ)وى = وفي المخلصين الكل (حصنٌ) تجملا
{المخلصين} بكسر اللام، أي أخلصوا دينهم لله.
وبفتحها، أخلصهم الله؛ أي اجتباهم؛ أو أخلصهم من السوء، مثل خلصهم). [فتح الوصيد: 2/1017]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([778] وفي كاف فتح اللام في مخلصًا ثوى = وفي المخلصين الكل حصنٌ تجملا
[كنز المعاني: 2/334]
ح: (فتح): مبتدأ، (ثوى): خبره، (في كاف): ظرفه، (في مخلصًا): حال من ضمير (ثوى)، (حصنٌ): مبتدأ، (تجملا): صفته، (في المخلصين) خبر، (الكل): تأكيده.
ص: أي: قرأ الكوفيون: {إنه كان مخلصًا} في كاف سورة مريم [51] بفتح اللام، وهم ونافع: {المخلصين} في كل القرآن بفتح اللام على أن الله تعالى أخلصهم لكرامته، كما قال تعالى: {إنا أخلصناهم بخالصةٍ} [ص: 46]، والباقون: بكسرها فيهما على أنهم أخلصوا عبادتهم لله، نحو: {وأخلصوا دينهم لله} [النساء: 146]، وعرف (المخلصين) ليخرج {مخلصين له الدين} [الأعراف: 29]، إذ لا خالف في كسر لامه). [كنز المعاني: 2/335]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (778- وَفِي كَافَ فَتْحُ الَّلامِ فِي مُخْلِصًا "ثَـ"ـوَى،.. وَفِي المُخْلِصِينَ الكُلّ "حِصْنٌ" تَجَمَّلا
يريد: {إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا}، في سورة مريم وسماها "كاف"؛ لأنها استفتحت بهذه الحروف فصارت كصاد ونون وقاف، وفي قوله: وفي المخلصين الكل؛ أي: حيث جاء معرفا باللام فقوله: {مخلصين له الدين} لا خلاف في كسر لامه، ومعنى الكسر أنهم أخلصوا لله دينهم،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/266]
ومعنى الفتح أخلصهم الله؛ أي: اجتباهم وأخلصهم من السوء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/267]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (778 - وفي كاف فتح اللّام في مخلصا ثوى = وفي المخلصين الكلّ حصن تجمّلا
قرأ الكوفيون: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً في مريم بفتح اللام. فتكون قراءة غيرهم بكسرها.
وقرأ نافع والكوفيون بفتح اللام في لفظ الْمُخْلَصِينَ* في كل مواضعه نحو: إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ. فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر بكسر اللام في هذا اللفظ حيث ورد في القرآن الكريم، وتقييد الْمُخْلَصِينَ* بمريم للاحتراز عن نحو: مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ*، مُخْلِصاً لَهُ دِينِي؛ فإنه بالكسر اتفاقا كذلك تقييد المخلصين بالاقتران
بأل التعريفية للاحتراز عن: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ*: فإنه بكسر اللام اتفاقا أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْمُخْلَصِينَ حَيْثُ وَقَعَ، وَفِي مُخْلَصًا فِي مَرْيَمَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ اللَّامِ مِنْهُمَا وَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي الْمُخْلَصِينَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {المخلصين} حيث جاء، و{مخلصًا} في مريم [51] بفتح اللام، وافقهم المدنيان في {المخلصين}، والباقون بالكسر فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (702- .... .... والمخلصين الكسر كم = حقٌّ ومخلصًا بكافٍ حقّ عم). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عم)
أي قرأ ابن عامر والبصريان وابن كثير لام المخلصين حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو «إنه من عبادنا المخلصين» وكسرها في مريم وهو مراده بكاف من
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
قوله تعالى: إنه كان مخلصا البصريان وابن كثير، والمدنيان وابن عامر على أنه اسم فاعل: أي أخلص الرجل دينه لله «وأخلصوا دينهم لله» والباقون بالفتح فيهما على اسم مفعول به: أي أخلص وأخلصوا، وقول الناظم رحمه الله: ومخلصا بكاف، احترز به من قوله تعالى: قل الله أعبد مخلصا، ومخلصين له الدين فإنه لا خلاف في كسرهما). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بشراي حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عمّ)
ش: أي: (حذف) [ذو] (كفى) الكوفيون ياء يا بشرى [19]؛ فصارت: فعلى، والباقون بإثباتها.
وقرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: قالت هيت لك [23] بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، إلا ذا لام (لنا) هشام؛ فإنه همز، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ذو دال (درى) ابن كثير.
واختلف فيها عن [ذي] لام (لدى) هشام.
فروى الحلواني وحده من جميع طرقه عنه كابن ذكوان لكنه همز، وهي التي قطع بها في «التيسير»، و«المفردات»، ولم يذكر مكى، والمهدوي، ولا ابن سفيان، ولا ابن شريح، ولا صاحب «العنوان»، ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع عليها العراقيون عن هشام من طريق الحلواني.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/391]
وقال الداني: «وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم، ولا يجوز غير ضمها».
قال [الناظم] - أثابه الله تعالى-: وتبع الداني الفارسي في هذا القول، وتبعه عليه جماعة.
وقال الفارسي: بل هي صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناه: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة معه في كل وقت، أو حسنت هيئتك. ولك [23] على الوجهين بيان، أي أقول لك.
قال الناظم: وكذلك أقول، والحلواني فقيه حجة خصوصا فيما روى عن هشام على أنه لم ينفرد بها، بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام: بكسر الهاء مع الهمزة وضم التاء، وهي رواية ابن عباد عن هشام.
قال الداني في «جامعه»: وهو الصواب؛ ولهذا جمع الشاطبي بين الوجهين عن هشام؛ فخرج بذلك عن طرق كتابه.
فصار المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وياء وفتح التاء.
وابن كثير بفتح الهاء وياء وضم التاء.
وهشام بكسر الهاء وهمز، وضم التاء وفتحها.
والباقون بفتح الهاء، والتاء، [وياء].
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان، وابن كثير بكسر لام المخلصين [24]، حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو: إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]؛ وكسرها في مريم [51]، وهو مراده بـ (كاف حق) البصريان، وابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر.
تنبيه:
علم إسكان الهمزة من إطلاقه، وعلم أن ضدها الياء من رسمها، وعلم من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/392]
تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام- أن نحو: قل الله أعبد مخلصا [الزمر: 14]، [و] مخلصين له الدّين [الأعراف: 29] متفق الكسر.
وجه [ثبوت] ياء يا بشراى [يوسف: 19] إضافتها لنفسه، وفتحت على قياسها.
ووجه حذفها: أنه لم يضف، ويحتمل أن يقدر الخصوص؛ فيكون على حد «يا رجل»، والعموم على حد يا حسرة [يس: 30]، ولم ينون؛ للمنع بالتأنيث واللزوم.
و (هيت): اسم [فعل بمعنى:] أسرع، وبنى لمسماه، وفيه لغات:
فتح الهاء مع ثلاث حركات [التاء] ك «حيث».
وكسر الهاء وفتح التاء [مع الياء] والهمزة والكسر والضم [معه]، وعليها جاءت القراءات الأربع.
ولام لك متعلق بمقدر: أقول، أو الخطاب: لك.
ووجه فتح اللامين: أنهما اسما مفعول من: «أخلص»، أي: اختاره الله تعالى لعبادته أو نجاه من السوء على حد: أخلصنهم بخالصة [ص: 46] و[وجه] كسرهما: [أنهما اسما فاعل] منه، أي: أخلص دينه لله أو نفسه لعبادته على حد: وأخلصوا دينهم لله [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال حرفي "رأى" في الموضعين ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف، والأكثرون عن الداجوني عن هشام وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، وقللهما الأزرق مع تثليث الهمزة وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمر، والخلاف عن السوسي في الراء ليس من طرق الكتاب كما مر، والباقون بفتحهما، وبه قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام وكذا العليمي عن أبي بكر، وأما فتح الراء عنه مع إمالة الهمزة فانفرادة كما مر "وسهل" الثانية كالياء من "الفحشاء إنه" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو
[إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "المخلُصِين" [الآية: 24] حيث جاء بأل وفي "مُخْلَصًا" [بمريم الآية: 51] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح اللام منهما اسم مفعول وافقهم الأعمش، وقرأ نافع وأبو جعفر بفتح لام المخلصين خاصة، والباقون بالكسر فيهما اسم فاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رءا} [24 28] معًا، ما فيه لورش من المد والتوسط والقصر لا يخفى، وحكم إمالته سيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 739] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والفحشآء إنه} [24] تسهيل الهمزة الثانية للحرميين والبصري، وتحقيقها للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 739]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({المخلصين} قرأ نافع والكوفيون بفتح اللام، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
{رَأَى}
أمال الراء والهمزة حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، والأكثرون عن الداجوني عن هشام والأعمش (رأی).
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل فيهما، ولهما في الهمزة المد والتوسط والقصر على أصل ورش.
وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمرو (رأی).
وعن السوسي خلاف في الراء، فقد انفرد أبو القاسم الشاطبي بإمالة الراء عن السوسي، وذكر غيره عنه الفتح.
وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وحفص عن عاصم وقالون والحلواني عن هشام والعليمي عن أبي بكر بفتح الهمزة والراء معًا (رأى).
{لِنَصْرِفَ}
قراءة الجماعة بنون العظمة (لنصرف).
[معجم القراءات: 4/227]
وقرأ الأعمش (ليصرف) بياء الغيبة، ويعود الضمير على (ربه).
{السُّوءَ}
لحمزة وهشام في الوقف وجهان:
١- النقل: أي نقل حركة الهمزة إلى الواو قبلها.
۲ - الإدغام: تخفف الهمزة بإبدالها واوًا، ثم يدغم ما قبلها فيها، فتصبح صورتها: (السو).
{وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ}
هنا همزتان من كلمتين، الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، وفيهما ما يلي:
الأول: تسهيل الهمزة الثانية كالياء، وتحقيق الأولى، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ورويس.
الثاني: تحقيق الهمزتين: وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر ويعقوب وروح وخلف والحسن والأعمش.
الثالث: في الوقف: إذا وقف حمزة وهشام على (الفحشاء) أبدلا الهمزة ألفا مع المد والتوسط والقصر.
{الْمُخْلَصِينَ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي ونافع وأبو جعفر وخلف والأعمش والحسن «المخلصين» بفتح اللام اسم مفعول، من أخلصهم الله أي اجتباهم واختارهم.
وقرأ أبو عمرو ابن عامر وابن كثير ويعقوب والحسن وأبو رجاء (المخلصين)
[معجم القراءات: 4/228]
بكسر اللام اسم فاعل من «أخلص»، والمفعول محذوف، أي: المخلصين أنفسهم أو دينهم). [معجم القراءات: 4/229]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (25) إلى الآية (29) ]

{ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) }


قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "دبر" الثلاث و"قبل" بسكون الباء، وهي لغة الحجاز وأسد وعنه "را قميصه" بألف من غير همز في هذه الكلمة للاتباع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
{قَدَّتْ}
قراءة الجماعة {قدت} بالدال، والقد: مطلق الشق.
قال أبو حيان:
«والقد القطع، والشق، وأكثر استعماله فيما كان طولًا...».
وقرئ (قطت) بالطاء.
قال أبو حيان: «والقط يستعمل فيما كان عرضًا».
{مِنْ دُبُرٍ}
قراءة الجماعة {من دبر}بضم الدال والباء، وتنوين الراء تنوين كسر لأنه بمعنى خلف يوسف عليه السلام.
وقرأ الحسن و محبوب عن أبي عمرو (من دبر) بضم الدال وسكون الباء والتنوين، وتسكين العين للتخفيف، وهي لغة الحجاز وأسد.
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والعطاردي وأبو الزناد ونوح القارئ، والجارود بن أبي سبرة بخلاف وأبو رجاء في رواية (من دبر) بثلاث ضمات من غير تنوين، وهو مبني على الضم؛ لأنه قطع عن الإضافة، والأصل من دبره، وهو ضعيف؛ لأن الإضافة
[معجم القراءات: 4/229]
لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الإضافة.
قال أبو حيان: «جعلوهما غاية...، ومعنى الغاية أن يصير المضاف غاية نفسه بعدما كان المضاف إليه غايته، والأصل إعرابهما لأنهما اسمان متمكنان وليسا بظرفين» اهـ.
الحديث هنا عن قبل ودبر.
وقال أبو حاتم: «وهذا رديء في العربية وإنما يقع هذا البناء في الظروف».
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والجارود أيضًا في رواية عنهم، وكذا نوح القارئ في رواية (من دبر) بإسكان الباء مع البناء على الضم، وتخريج هذه القراءة كالذي تقدم في القراءة السابقة، والإسكان لتخفيف تتابع الحركات.
وعن ابن أبي إسحاق أنه قرأ (من دبر) بضم الباء وفتح الراء من غير تنوين، فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، كأنه علم للجهة، أو كأنه علم للجنس، قال الشهاب: «وفيه نظر».
قال الزجاج: «أما الفتح فبعيد في قوله:..... ومن دبر كذا ضبط بسكون الباء، لأن الذي يفتح يجعله مبنيًا على الفتح، فيشبهه بما لا ينصرف، فيجعله ممتنعًا من الصرف لأنه معرفة ومزال عن بابه، وهذا الوجه يجيزه البصريون».
وقال: «وقد روي عن ابن أبي إسحاق الفتح والضم جميعًا، والفتح أكثر في الرواية عنه، ولا أعلم أحدًا من البصريين ذكر الفتح غيره.
{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا}
قراءة الجماعة {وألفيا...}.
[معجم القراءات: 4/230]
وقرأ عبد الله بن مسعود (ووجدا..) وهي في معنى قراءة الجماعة، وتحمل قراءته على التفسير، وهذا شأن أغلب ما روي عنه.
{بِأَهْلِكَ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
قراءة الجماعة {أو عذاب أليم} بالرفع عطفًا على المصدر المؤول من {أن يسجن}،
والتقدير: ما جزاء... إلا السجن أو عذابٌ، والمصدر المؤول خير المبتدأ: جزاء، وما نافيه، أو استفهامية، على تقدير: أي شيء جزاؤه إلا السجن؟
وقرأ زيد بن علي (أو عذابًا أليمًا) بالنصب، وقدره الكسائي:أو يعذب عذابًا أليمًا، أي بالنصب على المصدر). [معجم القراءات: 4/231]

قوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قُبُلٍ)، و(دُبُرٍ) بإسكان الباء فيهما أبو حيوة، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بضمهما، وهو الاختيار، لأنه أشبع). [الكامل في القراءات العشر: 576] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الدال في الشين وبالإظهار.
{مِنْ قُبُلٍ}
قراءة الجمهور: (من قبل)بضم الباء فيه والتنوين.
[معجم القراءات: 4/231]
وقرأ الحسن و محبوب عن أبي عمرو (من قبل) بضم الدال وسكون الباء والتنوين، وهي لغة الحجاز وأسد.
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والعطاردي وأبو الزناد ونوح القارئ والجارود بن أبي سبرة بخلاف وأبو رجاء في رواية (من قبل) بثلاث ضمات من غير تنوين وهو مبني على الضم؛ لأنه قطع عن الإضافة، والأصل: من قبله، وهو ضعيف؛ لأن الإضافة لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الإضافة، وهو عند أبي حاتم رديء، وتقدم مثل هذا البيان في «دبره» قبل قليل.
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والجارود أيضًا في رواية (من قبل) بإسكان الباء مع البناء على الضم، والإسكان للتخفيف، وتخريج البناء على الضم حاله كالذي تقدم في القراءة السابقة.
وقرأ ابن أبي إسحاق (من قبل) بضم الباء وفتح الراء من غير تنوين، فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، كأنه علم للجهة. وذكر الزجاج أن الرواية بالفتح عنه أكثر من الرواية بالضم، وتقدم بيان أوفى من هذا في (دبر) في الآية السابقة، وحسبي وحسبك ما تقدم.
{وَهُوَ}
قرأ أبو عمرو والكسائي وقالون وأبو جعفر والحسن واليزيدي
[معجم القراءات: 4/232]
(وهو) بسكون الياء، وهي لغة نجد.
وقراءة الباقين {وهو} بضمها، وهي لغة الحجاز.
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (وهوه) ). [معجم القراءات: 4/233]

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قُبُلٍ)، و(دُبُرٍ) بإسكان الباء فيهما أبو حيوة، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بضمهما، وهو الاختيار، لأنه أشبع). [الكامل في القراءات العشر: 576] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}
قراءة الجماعة {قد} بالدال.
وذكر أبو حيان أنه قرئ (قط) بالطاء، وذكر قبل هذا أن القد القطع والشق، وأكثر استعماله فيما كان طولًا، وأن القط يستعمل فيما كان عرضًا.
{وَهُوَ}
تقدمت القراءتان بسكون الهاء وضمها، ثم الوقف في الآية السابقة). [معجم القراءات: 4/233]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "دبر" الثلاث و"قبل" بسكون الباء، وهي لغة الحجاز وأسد وعنه "را قميصه" بألف من غير همز في هذه الكلمة للاتباع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رءا} [24 28] معًا، ما فيه لورش من المد والتوسط والقصر لا يخفى، وحكم إمالته سيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 739] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
{رَأَى}
قراءة الجماعة {رأى}.
وتقدمت الإمالة فيه في الآية / 42 من هذه السورة.
وإذا وقف عليه حمزة سهل الهمزة.
وقرأ الحسن (رى) بألف من غير همز.
{قُدَّ مِنْ دُبُرٍ}
ذكر أبو حيان أنه قرئ (قط) بالطاء، ولم يعين موضعه، ولذلك ذكرت القراءة في الآيتين، ونقله عن ابن عطية.
[معجم القراءات: 4/233]
وقال المفضل بن حرب: رأيت في مصحف (عط من دبره) أي شق.
قال الزبيدي: «ونقله الليث، قال الصاغاني: ولم أعلم أحدًا من أهل الشواذ قرأ بها».
وجاء النص في البحر عن المفضل (قط من دبره).
ويغلب على ظني أن فيه تحريفًا، وأن صواب الرواية (عط) وكذلك جاءت عند القرطبي والزبيدي في التاج.
ومما يؤيد هذا أنه جاء في المطبوع من المحرر (قط)، وفي الحاشية (۳): جاء في بعض النسخ عط بالعين المهملة، وآثرنا التي نقلها أبو حيان في البحر». كذا ولا وجه لهذا الإيثار عندي.
{كَيْدِكُنَّ... كَيْدَكُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (كيدكنه... كيدكنه).
وخص جماعة هذا الوقف بما كان بعد الهاء مثل فيهن وعليهن.
قال في النشر: «وقد أطلقه - يعني الجمع المؤنث - بعضهم، وأحسب أن الصواب تقييده بما كان بعد هاء كما مثلوا به...» ). [معجم القراءات: 4/234]

قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخَاطِئِينَ، وَمُتَّكَأً لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الخاطئين} [29]، و{متكئًا} [31] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مثواي [يوسف: 23] في الإمالة، ولأبي جعفر خاطين [97]، ومتّكا [31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الخاطئين} ما لورش فيه لا يخفى، وتقدم، وفيه لحمزة إن وقف وجهان، تسهيل الهمزة بين بين، والثاني حذفها، وما ذكر فيه غير هذا ضعيف). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
{يُوسُفُ}
قراءة الجماعة {يوسف} بضم الفاء على تقدير: يا يوسف.
وقرأ الأعمش {یوسف} بفتح الفاء، أخرج على أصل باب النداء وهو النصب.
[معجم القراءات: 4/234]
قال العكبري:
«والأشبه أن يكون أخرجه على أصل المنادي...، وقيل: لم تضبط هذه القراءة عن الأعمش.
والأشبه أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل، وأجرى الوصل مجرى الوقف، فألقى حركة الهمزة على الفاء، وحذفها، فصار اللفظ بها (يوسف اعرض).
وهذا كما حكي: الله اكبر، أشهد أن لا، بالوصل والفتح».
وقال الشهاب:
«وقرئ بفتح الفاء من غير تنوين، فقيل إنها غير ثابتة، وقيل إنها حركة إعراب فهو منصوب، وقيل أجرى الوقف مجرى الوصل، ونقل له حركة الهمزة».
{أَعْرِضْ}
قراءة الجماعة «أعرض» على الأمر ليوسف.
وروى الحلبي عن عبد (الوارث) على لفظ الماضي. أي: يوسف أعرض.
ويوسف على هذه القراءة مبتدأ، وما بعده خبر عنه.
قال العكبري: «وفيه ضعف؛ لقوله: {واستغفري}، وكان الأشبه أن يكون أي على القراءة بالماضي بالفاء: فاستغفري».
{إِنَّكِ كُنْتِ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب الكاف في الكاف، وعنهما الإظهار.
{مِنَ الْخَاطِئِينَ}
قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وقفًا ووصلًا (من الخاطين).
[معجم القراءات: 4/235]
وعن حمزة في الوقف وجهان:
أ- الأول كقراءة أبي جعفر (من الخاطين) بحذف الهمزة.
ب. الثاني: تسهيل الهمزة بين بين.
وتقدم مثل هذا في الصابئين في الآية/62 من سورة البقرة، وكذا في الآية/95 (خاسئين) ). [معجم القراءات: 4/236]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:01 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (30) إلى الآية (35) ]

{ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}

قوله تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (شَعفَهَا) بالعين مجاهد، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن، وحامد بن يحيى عن ابْن كَثِيرٍ، والقورسي عن أبي جعفر، وأبو حنيفة، الباقون بالغين، وهو الاختيار، يعني: دخل شغاف قلبها). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على "امرأت" معا بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فتاها" هنا ولفتاه معا بالكهف حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "قد شغفها" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وعن" الحسن وابن محيصن شعفها بالعين المهملة، قيل الشعف الجنون وقيل من شعف البعير إذا حناه بالقطران فأحرقه، والجمهور بالغين المعجمة أي: حرق شغاف قلبها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "لنراها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)}
{نِسْوَةٌ}
قراءة الجماعة بكسر أوله {نسوة}، وهو جمع قلة، أو اسم جمع.
وقرأ الأعمش والمفضل وأبو عبد الرحمن السلمي، وسليمان (نسوة)»بضم النون في أوله، وهو اسم جمع.
قال الشهاب: «وبالضم قرأ...، كما في القرطبي - رحمه الله - فلا عبرة بمن أنكرها».
وفي حاشية الجمل نقلًا عن السمين:
«والمشهور كسر نونها، ويحوز ضمها في لغة، ونقلها أبو البقاء قراءة، ولم أحفظه، وإذا ضمت نونه كان اسم جمع بلا خلاف، والنساء جمع كثرة أيضًا، ولا واحد له من لفظه».
وقال العكبري:
«يقرأ بكسر النون وضمها، وهما لغتان».
قلت: يأتيك بيان أوفى من هذا في القراءة في الآية/50 (ما بال
[معجم القراءات: 4/236]
النسوة) فالضم قراءة عدد من القراء، وهم كثر.
{امْرَأَةُ}
قراءة جميع القراء في الوصل بالتاء (امرأت...).
وأما في الوقف:
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن (امرأة) بالهاء، وهي لغة قريش.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بالتاء (امرأت)، وهو الموافق للرسم، وهي لغة طيء.
{فَتَاهَا}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والأزق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح.
{قَدْ شَغَفَهَا}
قرأ أبو عمرو والكسائي وحمزة وهشام وخلف وابن محيصن بإدغام الدال في الشين، وصورة القراءة: (قشغفها)، وتمثيلها عند علماء القراءة «قد شغفها».
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال.
{شَغَفَهَا}
قراءة الجمهور {شغفها} بالغين المعجمة المفتوحة.
ورجح الطبري هذه القراءة على غيرها، وذهب النحاس إلى أنه المعروف من كلام العرب.
[معجم القراءات: 4/237]
وقرأ ثابت البناني وأبو الأشهب (شغفها) بالغين المعجمة المكسورة، وهي لغة تميم، وما بين يدي من المراجع ذكرتها لأبي الأشهب، وانفرد أبو حيان بذكرها لثابت. وهي كذلك عند السمين.
وذهب النحاس إلى أن الكسر غير معروف في كلام العرب.
وقرأ علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين وابنه محمد بن علي وابنه جعفر بن محمد والشعبي وعوف بن أبي جميلة الأعرابي وقتادة، وعمر بن عبد العزيز والأعرج ومجاهد وحميد والزهري والحسن بخلاف عنهم ويحيى بن يعمر وابن محيصن وأبو رجاء وسعيد بن جبير وثابت البناني وزيد بن قطيب ومحمد بن السميفع اليماني وابن أبي مريم وشبل عن ابن كثير والبزي عن ابن محيصن وابن أبي عبلة (شعفها) بالعين المهملة المفتوحة.
قال الزجاج:
«... ومعنى شعفها ذهب بها كل مذهب، مشتق من شعفات الجبال، أي رؤوس الجبال، فإذا قلت فلان مشعوف بكذا فمعناه أنه قد ذهب به الحب أقصى المذاهب».
[معجم القراءات: 4/238]
وقال النحاس:
«ولا يعرف في كلام العرب إلا (شغفها) بفتح الغين، وكذا (شعفها)، أي تركها مشعوفة».
وقرأ الحسن (قد شغفها) بضم الغين.
وقرأ ثابت البناني وأبو رجاء وأبو الأشهب (شعفها) بكسر العين المهملة.
قال الفيروزآبادي وغيره: «أي علقها حبًا وعشقًا».
وقرأ معاوية بن ثابت البناني (سعفها) بالسين والعين غير معجمتين.
{إِنَّا لَنَرَاهَا}
أمال «نراها» أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/239]

قوله تعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {وَقَالَت اخْرُج} 31
فَقَرَأَ ابْن كثير والكسائي وَنَافِع وَابْن عَامر {وَقَالَت اخْرُج} بِضَم التَّاء
هَذِه رِوَايَة خَارِجَة عَن نَافِع وروى الْبَاقُونَ عَنهُ {وَقَالَت اخْرُج} بِكَسْر التَّاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة {وَقَالَت اخْرُج} بِكَسْر التَّاء). [السبعة في القراءات: 348]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {حاش لله} 31، 51
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (حَشا لله) بِأَلف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (حش لله) بِغَيْر ألف
وحدثني عبيد الله بن علي قَالَ حَدثنَا نصر بن علي قَالَ أخبرنَا الأصمعي قَالَ سَمِعت نَافِعًا يقْرَأ (حَشا لله) فِيهَا ألف سَاكِنة كَذَا في الحَدِيث). [السبعة في القراءات: 348]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (حاشا لله) أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 287] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حاشا) [31، 51]: بألف في الوصل أبو عمرو، وزادها عباس في الوقف). [المنتهى: 2/761] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (متكًا) [31]: منون، بلا همز الحلواني عن يزيد. بخيالها العمري). [المنتهى: 2/762]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (حاشا) هنا في الموضعين بألف، وقرأ الباقون بغير ألف في الوصل والوقف، والاختيار في الوقف أنه بغير ألف لأبي عمرو فيهما). [التبصرة: 240] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {حاشا لله} (31، 51)، في الحرفين: بألف بعد الشين في الوصل، فإذا وقف حذفها اتباعًا للخط.
* روى ذلك عن اليزيدي منصوصًا أبو عبد الرحمن ابنه، وأبو حمدون، وأحمد بن واصل، وأبو شعيب من رواية أبي العباس الأديب، عنه.
والباقون: بغير ألف في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 321] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (حاش لله) في الحرفين بألف. في الوصل فإذا وقف حذفها اتباعا للخطّ. روى ذلك عن اليزيدي منصوصا أبو عبد الرّحمن ابنه وحمدون أبو حمدان وأحمد بن واصل وأبو شعيب من رواية أبي العبّاس الأديب عنه، والباقون بغير ألف في الحالين). [تحبير التيسير: 414] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُتْكَأً) بإسكان التاء، يعني: الأترج مجاهد، والباقون (مُتَّكَأً)، وهو الاختيار؛ لأن الاتكاء أبلغ من المتكئ وهو أحسن في النعيم، (حَاشَ لِلَّهِ) بألف في الموضعين عصمة عن الْأَعْمَش، والأصمعي عن نافع، وأَبُو عَمْرٍو إلا محبوبًا، والأصمعي وروى ابن أرقم عن الحسن بإسكان الشين والوقف بغير ألف، إلا في رواية عباس، الباقون بغير ألف في الحالين، وهو الاختيار، لموافقة أهل الحرمين وغيرهم). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([31]- {حَاشَ} فيهما [31، 51] وبألف في الوصل: أبو عمرو.
والوقف له بلا ألف اتباعا للخط، نص عليه كذلك أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو العباس بن واصل عن اليزيدي، وأبو العباس محمود بن محمد الأديب عن أبي شعيب عن اليزيدي.
وحكى أبو الفضل الخزاعي عن عباس عن أبي عمرو إثباتها في الوصل والوقف). [الإقناع: 2/671] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (779 - معاً وَصْلُ حَاشَا حَجَّ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 62] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([779] معًا وصل حاشا (حـ)ج دأبًا لـ (حفصهم) = فحرك وخاطب يعصرون (شـ)مردلا
حاشی، حرفٌ في الاستثناء معناه التبرية.
ويكون فعلا عند المبرد في نحو: قدموا حاشی زید؛ أي جانب بعضهم زيدا، مثل ضارب، وهو مأخوذ من الحشي: الناحية. وحشي الوادي: ناحيته. وحشيت فلانا وحاشيته: نحسته.
قال:
ولا أحاشي من الأقوام من أحد.
وحلف فما تحاشی وما تحشی: ما استثني.
[فتح الوصيد: 2/1017]
أبو علي: «لا يخلو قولهم: (حاش لله) من أن يكون الحرف الجار في الاستثناء، أو يكون فاعل من: حاشی.
ولا يجوز أن يكون الجار، لأنه لا يدخل على مثلها، ولأن الحروف لا تحذف إذا لم يكن فيها تضعيفٌ، فثبت أنه فاعل؛ وهو مأخوذ من الحشى الذي يراد به الناحية...
المعنى أنه صار في حشى، أي: في ناحيةٍ.
وفاعل حاشى، یوسف؛ كأنه في التقدير: بعد من هذا الأمر لله، أي لخوفه ومراقبته.
فأما حذف الألف، فعلى: لم يك، ولا أدر، ونحو: أصاب الناس جهد ولو تر ما أهل مكة. وإنما هو: ولو تری...
ومن حجة الحذف، أهم زعموا أنه في الخط محذوف.
وقد قال رؤبة:
وصاني العجاج فيما وصني».
وأبو عمرو جاء بها على الأصل والتمام.
قال أبو الحسن: «ولم أسمعها إلا أنها كثرت في القراءة».انتهى كلامه.
وقوله: زعموا، هو زعم صحيح؛ وكذلك نقل الأئمة.
قال أبو عبيد: «بحذف الألف نقرأ اتباعًا للكتاب، والذي عليه الجمهور الأعظم، مع أني قد رأيتها في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان
[فتح الوصيد: 2/1018]
رضي الله عنه (حش لله) بغير ألف. والأخرى مثلها. وكذلك كان الكسائي يخبر أنها في قراءة عبد الله: (حاش الله)».
قال: «وإنما ذهب أبو عمرو في (حاشا)، إلى أصل الكلمة، وكذلك هي في الأصل».
.قال محمد بن علي الأذفوي: «حكى الكسائي أنه رآها في مصحف عبد الله كذلك.
وأما قول أبي الحسن أنه لم يسمعها، فقد نقل أبو عمرو أن الحذف إنما هو لغة لبعض أهل الحجاز».
وقال: «يقال: حاشاك، وحاشى لك، ولا يقال: حاش لك».
وذهب بعض الأئمة إلى أنها فعل على قراءة الحذف، لأن الحرف ليس له تمكن الاسم، ولا تصرف الفعل، فلا يحذف منه.
وقال بعضهم: «هي حرف من حروف الجر، وضعت موضع التبرية والبراءة. فمعنی حاشا لله، براءة الله وتبرية الله. وقراءة عبد الله من ذلك، أضاف حاشا إلى الله إضافة البراءة. واللام مثلها في: (سقيا له)، كأنه قال: براءة ثم قال: لله، لبيان من يبرئ».
[فتح الوصيد: 2/1019]
قال: «ويدل على أنها نزلت منزلة المصدر -يعني براءة وتبرية -، قراءة أبي السمال: (حاشًا لله) بالتنوين. وقراءة غير أبي عمرو بالحذف، وقراءة الأعمش: (حشا لله) بحذف الأولى».
قلت: وعلى قراءته أنشد الأنباري:
حشا رهط النبي فإن منهم = بحورًا لا تكدرها الدلاء
رجع الكلام.
قال: «وإنما أجاز ألا ينون بعد إجرائه مجرى براءة الله، مراعاة لأصله الذي هو الحرفية، كما قالوا: جلست من عن يمينه، فتركوا (عن) غير معرب، و(علی) في قوله: غدت من عليه، منقلب الألف إلى الياء مع الضمير.
والمعنى: تبرية الله تعالى من صفات العجز والتعجب من قدرته على خلق مثله، في غاية الحسن.
وفي الثاني: تعجب من خلق عفيف مثله».
وقوله: (وصل حاشا)، احترز به من الوقف. فإن أبا عمرو وافق الجماعة في الوقف عليه بغير ألف اتباعَا للخط.
[فتح الوصيد: 2/1020]
قال أبو عمرو: «روي ذلك عن اليزيدي منصوصًا، أبو عبد الرحمن ابنه، وأبو حمدون وأحمد بن واصل وأبو شعيب - من رواية أبي العباس الأديب عن أبي عمرو؟» ). [فتح الوصيد: 2/1021] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([779] معًا وصل حاشا حج دأبًا لحفصهم = فحرك وخاطب يعصرون شمردلا
ب: (حج): غلب بالحجة، (الشمردل): الخفيف.
[كنز المعاني: 2/335]
ح: (وصل): مبتدأ، (حاشا): مضاف إليه، (معًا): حال من المضاف إليه، أي: مصاحبين؛ لأنه في الموضعين، (حج): خبر المبتدأ، (دأبًا): مفعول (حرك)، والفاء: زائدة، (لحفصهم): حال من المفعول، (يعصرون): مفعول (خاطب)، (شمردلا): حال منه، أو من فاعله.
ص: قرأ أبو عمرو: {حاش لله ما هذا بشرًا} [31]، {حاش لله ما علمنا عليه من سوء} [51] بالألف إذا وصل، وبحذفها إذا وقف، والباقون: بالحذف وصلًا ووقفًا، وهما لغتان، وإنما وقف أبو عمرو على الحذف اتباعًا للرسم، إذ رسم المصاحف بالحذف.
وقرأ حفص: {سبع سنين دأبًا} [47] بتحريك الهمز فتحًا، والباقون: بسكونها، لغتان، وكذلك: كل ما عينه حرف حلق، كـ (المعز) و (النهر) و (الشحم) يجوز فيه الفتح والسكون.
وقرأ حمزة والكسائي: {وفيه تعصرون} بالخطاب، لأن قبله: {قال
[كنز المعاني: 2/336]
تزرعون} [47]، و{مما تأكلون} [47]، والباقون: {يعصرون} بالغيبة لأن قبله {يغاث الناس} [49].
وقال: خاطب خفيفًا من غير ثقل مدحًا لقراءة الخطاب). [كنز المعاني: 2/337] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (779- معًا وَصْلُ حَاشَا "حَـ"ـجَّ دَأْبًا لِحَفْصِهِمْ،.. فَحَرِّكْ وَخَاطِبْ يَعْصِرُنَ "شَـ"ـمَرْدَلا
يريد أن لفظ: حاشا جاء في موضعين في هذه السورة: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا}،: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}، أثبت أبو عمرو الألف بعد الشين في الموضعين إذا وصل الكلمة بما بعدها، فإن وقف عليها حذف الألف كسائر القراء وقفا ووصلا اتباعا للرسم، ولا يكاد يفهم هذا المجموع من هذا اللفظ اليسير، وهو قوله: معا وصل حاشا حج؛ فإنه إن أراد بوصل حاشا إثبات ألفها في الوصل دون الوقف على معنى وصل هذا اللفظ فيكون من باب قوله: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا، فكأنه قال: وصل حاشا بالمد لم يعلم؛ أي: المدين يريد: ففي هذه اللفظة ألفان: أحدهما بعد الحاء والأخرى بعد الشين وكل واحدة منهما قد قرئ بحذفها قرأ الأعمش: "حشا لله"، وأنشد ابن الأنباري على هذه القراءة:
حشا رهط النبي فإن منهم،.. بحورا لا تكدرها الدلاء
وإن كان أراد بقوله: "وصل حاشا" وصل فتحة الشين بألف كما توصل الضمة بواو والكسرة بياء لم يكن مبينا لحذفها في الوقف، وتقدير البيت: وصل كلمتي حاشا معا حج؛ أي: غلب، وحاشا: حرف جر يفيد معنى البراءة، وبهذا المعنى استعمل في الاستثناء ثم وضع موضع البراءة فاستعمل كاستعمال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/267]
المصادر فقيل: حاشا لله كما يقال براءة لله فلما تنزل منزلة الأسماء تصرفوا فيه بحذف الألف الأولى تارة وبحذف الثانية أخرى وتارة بتنوينه قرأ أبو السمال "حاشا لله" هذا معنى ما ذكره الزمخشري ومال أبو علي إلى أنه فعل فقال: هو على فاعل مأخوذ من الحشا الذي؛ يعني به الناحية، والمعنى أنه صار في حشا؛ أي: في ناحية مما قرن به؛ أي: لم يقترنه ولم يلابسه، وصار في عزل عنه وناحية وفاعله يوسف.
أي: بعد عن هذا الذي رمى به؛ لله أي: لخوفه ومراقبة أمره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/268] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (779 - معا وصل حاشا حجّ دأبا لحفصهم = فحرّك وخاطب يعصرون شمردلا
وقع لفظ حاشَ لِلَّهِ* في موضعين من هذه السورة: وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً، قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ. وقد قرأ أبو عمرو بإثبات ألف بعد الشين في حال الوصل فقط لقوله (معا) أي: في الموضعين المذكورين وصل حاشا وأخذ إثبات الألف من اللفظ فإذا وقف حذف الألف وغيره من القراء يحذف الألف وصلا ووقفا). [الوافي في شرح الشاطبية: 295] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136- .... .... .... .... .... = وَحَاشَا بِحَذْفٍ .... .... .... ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: وحاشا بحذف يريد به في الموضعين وهو من جملة إطلاقه اعتمادًا على الشهرة أي قرأ مرموز (حا) حمى أيضًا {حاش لله ما هذا} [31] و{حاش لله ما علمنا} [51]. بحذف الألف بعد الشين في الوصل بخلاف صاحبه فيهما وأما في الوقف فهو كصاحبه في الحذف). [شرح الدرة المضيئة: 153] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَاشَ لِلَّهِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِأَلِفٍ بَعْدَ الشِّينِ لَفْظًا فِي حَالَةِ الْوَصْلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِهَا، وَاتَّفَقُوا عَلَى الْحَذْفِ وَقْفًا اتِّبَاعًا لِلْمُصْحَفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخَاطِئِينَ، وَمُتَّكَأً لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {حاش} في الموضعين [31، 51] بألف بعد الشين في الوصل، والباقون بحذفها، واتفقوا على حذفها وقفًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الخاطئين} [29]، و{متكئًا} [31] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (703 - حاشا معًا صل حز .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حاشا معا صل (ح) ز وسجن أوّلا = افتح (ظ) بى ودأبا حرّك (ع) لا
أي قرأ أبو عمرو «وقلن حاش لله ما هذا، وقلن حاش لله ما علمنا عليه بالألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والباقون بحذفها في الحالين اتباعا للرسم، واختلف في «حاش» في هذه السورة هل هي اسم أو فعل؟
والظاهر أن حاش اسم منصوب على المصدرية: أي تنزيها لله، وفيه ثلاث لغات: حذف الألف الأخير للحجازيين، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
حاشا معا (ص) لـ (حز) وسجن أوّلا = إفتح ظبى ودأبا حرّك (ع) لا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو: وقلن حاشا لله ما هذا [يوسف: 31]، [و] قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء [يوسف: 51]- بألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والتسعة بحذفها في الحالين.
وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب: قال رب السّجن [يوسف: 33] بفتح السين،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/393]
والباقون بكسرها، على أنه اسم لا مصدر.
واتفقوا على كسر غيره؛ لعدم صحة إرادة المصدر؛ ولهذا قالوا: فرق يعقوب [بين المصدر والاسم].
وقرأ ذو عين (علا) حفص: سنين دأبا [يوسف: 47] بفتح الهمزة من الإطلاق، والباقون بالإسكان؛ لأن كل ثلاثي مفتوح الأول ثانيه حرف حلق فيه لغتان؛ إسكانه وفتحه كالمعز.
تنبيه:
علم [ترجمة] حاشا [يوسف: 51] من كونه قيد اللفظ بالوصل، والوقف ضده، ولفظه دائر بين إثبات الأخيرة وحذفها، والحذف مناسب للوقف؛ فتعين اللفظ بالشين.
وعلم أن الباقين يحذفونها في الوصل؛ [لأن] المتطرفة هي التي يختلف حالها وصلا ووقفا، ولم يتعرض له، بل علم حذفها فيه للكل من الإجماع ومن المناسبة.
قال الفراء: وفيه ثلاث لغات: حذف الأخيرة للحجاز، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/394] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مثواي [يوسف: 23] في الإمالة، ولأبي جعفر خاطين [97]، ومتّكا [31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "متكا" بتنوين الكاف وحذف الهمزة بوزن متقي خفف بترك الهمزة كقولهم توضيت في توضأت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي متكأ بسكون التاء وبالهمز
[إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
وعن الحسن بالتشديد والمد قبل الهمز أشبع الفتحة فتولد منها ألف، والباقون بتشديد التاء والهمز مع القصر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر التاء من "وقالت أخرج" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم الهاء من "عليهن" يعقوب وعنه خلف في الوقف عليها وكذا "لهن وأيديهن وكيدهن" بهاء السكت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حَاشَ لِلَّه" [الآية: 31، 51] معا فأبو عمرو بألف بعد الشين وصلا فقط على أصل الكلمة وافقه اليزيدي وابن محيصن والمطوعي، وعن الحسن حاش الإله فيهما، والباقون بالحذف، واتفقوا على الحذف وقفا اتباعا للرسم، إلا ما رواه الجعبري عن الأعمش من إثباتها في الحالين وهو خلاف ما في المصطلح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ضم هاء "إليهن" ليعقوب مع خلفه في الوقف عليها بهاء السكت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وقالت اخرج} [31] قرأ البصري وعاصم وحمزة وصلاً بكسر التاء الفوقية، والباقون بالضم). [غيث النفع: 739]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حاش لله} [31] قرأ البصري بألف بعد الشين، والباقون بحذفها، واتفقوا على الحذف وقفًا، اتباعًا للمصحف). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}
{بِمَكْرِهِنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف (بمكرهنه) بهاء السكت، بخلاف عنه.
[معجم القراءات: 4/239]
والهاء هنا لبيان حركة الموقوف عليه، وهو النون.
{إِلَيْهِنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (إلهنه).
وعنه ضم الهاء على كل حال، فهو مذهبه في القراءة.
{لَهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (لهنه).
{مُتَّكَأً}
قراءة الجماعة (متكأ) بالهمز، وتشديد التاء، وهي القراءة الجيدة عند الزجاج وغيره.
وهو اسم مكان، أو آله بمعنى الوسادة، وقيل: هو اسم للطعام، وقيل هو الخمر في لغة كندة.
وأصله: موتكأ، لأنه من توكأت، فأبدلت الواو تاءً وأدغمت.
وقرأ الزهري وأبو جعفر وشيبة «متكأ» بوزن «متقىً»، مشدد التاء من غير همزه.
وهذا يحتمل أحد وجهين:
الأول: أن يكون من الاتكاء، وفيه تخفيف الهمز، كما قالوا في «توضأت» توضيت.
الثاني: أن يكون «مفتعلًا» من أوكيت السقاء، إذا شددته، أي أعدت لهن ما يستندن عليه إما بالاتكاء، وإما بالقطع بالسكين.
قال ابن جني:
«.... غير مهموز، فمبدل من «متكأ»، وهو مفتعل من توكأت
[معجم القراءات: 4/240]
كمتجه من توجهت، ومتعد من وعدت.
وهذا الإبدال عندنا لا يجوز في السعة، وإنما هو في ضرورة الشعر، فلذلك كانت القراءة به ضعيفة...
على أن له وجهًا آخر، وهو أن يكون مفتعلًا.. يقال: أوكيت السقاء؛ إذا شددته، فيكون راجعًا إلى معنى «متكأ» المهموز، وذلك أن الشيء إذا شد اعتمد على ما شده كما يعتمد المتكئ على المتكأ عليه، فإن سلكت هذه الطريق لم يكن فيه بدل ولا ضعف، فيكون «متكا» هذا كمتقى»...».
وقرأ الأعرج والمطوعي ومجاهد «متكأ» بسكون التاء، والهمز، على وزن «مفعلًا»، وهو: تكأ يتكأ إذا اتكأ، وعند الزمخشري من تكئ يتكأ.
وقرأ الحسن وابن هرمز (متكاء) بالمد والهمز، وهو «مفتعال» من الاتكاء، إلا أنه أشبع الفتحة فكان منها الألف.
وقرأ ابن عباس وابن عمر وابن جبير ونصر عن عاصم ومجاهد وقتادة والضحاك والكلبي وابن هرمز وأبو روق وأبو رجاء العطاردي وابن يزداد عن أبي جعفر والجحدري وأبان بن تغلب والأعمش في رواية (متكأ) بضم الميم وسكون التاء وتنوين الكاف، على وزن فعل.
[معجم القراءات: 4/241]
وهو الأترج، كذا عند مجاهد والأصمعي وجماعة من أهل اللغة، وذهب بعضهم إلى أنه الزماورد.
وقرأ عبد الله بن مسعود ومعاذ والأعرج (متكًا) بفتح الميم وتخفيف التاء وتنوين الكاف.
{وَقَالَتِ اخْرُجْ}
قرأ أبو عمرو ونافع في رواية وعاصم وحمزة وسهل ويعقوب والمطوعي والحسن (وقالت اخرج) بكسر التاء في الوصل على الأصل في التقاء الساكنين.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وخلف، وهي رواية خارجة عن نافع، وهي رواية نصر بن علي عن أبيه عن هارون عن أبي عمرو (قال اخرج) بضم التاء في الوصل على إتباع التاء حركة الحرف الثالث مما بعده.
قال الزجاج: «إن شئت ضممت التاء، وإن شئت كسرت، والكسر الأصل لسكون التاء والخاء، ومن ضم التاء فلثقل الضمة بعد الكسرة».
{عَلَيْهِنَّ}
عن يعقوب قراءتان:
الأولى: في الوصل، بضم الهاء (عليهن).
[معجم القراءات: 4/242]
الثانية: في الوقف، بضم الهاء مع هاء السكت (عليهنة).
{أَيْدِيَهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت، بخلاف عنه (أيديهنه).
{حَاشَ لِلَّهِ}
قرأ الجمهور (حاش لله) بغير ألف بعد الشين، ولله: بلام الجر.
وأصله «حاشی» بألف، فحذفت للتخفيض، وهي لغة أهل الحجاز، واتبع في الحذف خط المصحف، وحسن هذا الحذف كثرة الاستعمال.
وقالوا: جعلت اللام في «لله» عوضًا عن الألف المحذوفة في «حاش».
ومعنى هذه القراءة: معاذ الله.
وقرأ أبو عمرو والأصمعي عن نافع، واليزيدي والمطوعي وابن مسعود وأبي بن كعب وابن محيصن (حاشى لله) بألف بعد الشين وصلًا، وهو الأصل.
[معجم القراءات: 4/243]
وذكرها عباس عن أبي عمرو، قراءة في الوقف وكذا ابن محيصن من طريق الداني.
قال ابن مجاهد:
«وحدثني عبيد الله بن علي، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا الأصمعي، قال: سمعت نافعًا يقرأ (حاشى لله)، فيها ألف ساكنة، كذا في الحديث».
وقالوا: وفي رسم المصحف لا تكتب هذه الألف بعد الشين وإن نطق بها.
وقال مكي في التبصرة «والاختيار الوقف أنه بغير ألف لأبي عمرو...».
وقرأت فرقة منهم الأعمش (حشى لله» على وزن «رحى» وقالوا:هي لغة.
لله: بلام الجر.
قال ابن مجاهد: «وحذف الألف بعد الحاء لغة، وقد قرأ بها الأعمش».
وروي عن الأعمش أنه قرأ (حشاة إليه) كذا عند ابن خالويه في مختصره، ولم أجد مثل هذا عند غيره في ما بين يدي من المراجع ولم أهتد في تخريجها إلى وجه.
وقرأ الحسن، وهي رواية القطعي عن نافع (حاش لله) بسكون
[معجم القراءات: 4/244]
الشين وصلًا ووقفًا، وفيها جمع بين ساكنين الألف والشين، وقد ضعفوا هذا.
قال ابن جني:
«وأما: حاش لله، بسكون الشين، فضعيف من موضعين:
أحدهما: التقاء الساكنين، الألف والشين، وليست الشين مدغمة.
والآخر: إسكان الشين بعد حذف الألف، ولا موجب لذلك، وطريقه في الحذف أنه لما حذف الألف تخفيفًا أتبع ذلك حذف الفتحة؛ إذ كانت كالعرض اللاحق مع الألف، فصارت كالتكرير في الراء، والتفشي في الشين، والصفير الصاد والسين والزاي، والإطباق في الصاد والضاد والطاء والظاء ونحو ذلك، فمتي حذفت حرفًا من هذه الحروف ذهب معه ما يصحبه من التكرير في الراء، والصفير في حروفه، والإطباق في حروفه..، وهذا حديث حذفي الفتحة من (حاش).
وأما التقاء الساكنين فعلى قراءة نافع (محياي) الأنعام/162، وعلى ماحكي عنهم من قولهم: «التقت حلقتا البطان» بإثبات ألف «حلقتا» مع سكون لام «البطان».
وقرأ الحسن أيضًا (حاش الإله).
قال ابن عطية: «محذوفًا من (حاشي).
وقال صاحب اللوامح: بحذف الألف، وهذه تدل على كونه حرف جر يجر ما بعده، فأما (الإله) فإنه فكه عن الإدغام، وهو مصدر أقيم مقام المفعول، ومعناه المألوه، بمعنى المعبود، قال: وحذفت
[معجم القراءات: 4/245]
الألف من (حاش) للتخفيف.
والنصان في البحر، وقد تعقبهما أبو حيان، فقال:
«وهذا الذي قاله ابن عطية وصاحب اللوامح من أن الألف في (حاش) في قراءة الحسن محذوفة، لا تتعين إلا إن نقل عنه أنه يقف في هذه القراءة بسكون الشين، فإن لم ينقل عنه في ذلك شيء فاحتمل أن تكون الألف حذفت لالتقاء الساكنين؛ إذ الأصل: حاشى الإله، ثم نقل فحذف الهمزة وحرك اللام بحركتها، ولم يعتد بهذا التحريك، لأنه عارض كما تتحذف في: يخشى الإله، ولو اعتد بالحركة لم تحذف الألف».
وقال ابن جني: «وأما: حاش الإله، فمحذوف من حاشا تخفيفًا، وهو كقولك: حاشا الرب، وحاشا المبعود، وليس «الإله» هكذا بالهمز هو الاسم العلم، إنما ذلك. كما ترى - المحذوف الهمزة، على هذا استعملوه علمًا، وإن كان لعمري أصله «الإله» مكان «الله» فإنه كاستعمالهم في مكانه المبعود والرب...».
وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود «حاشى الله» بالإضافة، وإثبات الألف.
وهو مثل سبحان الله ومعاذ الله.
قال ابن جني: وأما (حاشا الله) فعلى أصل اللفظة.
قال:
حاشى أبي ثوبان إن به = ضنا عن الملحاة والشتم».
[معجم القراءات: 4/246]
وقال الشهاب:
«وقرئ حاشا الله بغير لام..، قرأ بها أبي وعبد الله على الإضافة كسبحان الله؛ لنقله إلى الاسمية. وقال الفارسي: إنها حرف جر مراد به الاستثناء، ورد بأنه لم يتقدمه ما يستثني منه..».
وقرأ أبو السمال وأبي بن كعب (حاشًا لله) بالتوين مثل: رعيا لله.
وفي الهمع: «وتقع «حاشا» قبل لام الجر نحو: حاشا لله، وهي عند المبرد وابن جني والكوفيين فعل..، والصحيح أنها اسم مصدر مرادف للتنزيه، بدليل قراءة بعضهم.. حاشًا لله» بالتنوين كما يقال: تنزيهًا لله وبراءةً...، وإنما ترك التنوين في قراءة الجمهور لأنها مبنية لشبهها بـ (حاشا) الحرفية لفظًا.
وقرأ بعضهم (حاش الله) بكسر الشين.
وقرئ (حاشا) بألف بعد الشين (الله) وقطع الهمزة ومدها على لفظ القسم.
وقرئ (حاشا الله) جعله فعلًا ونصب لفظ الجلالة.
وقرئ (حش لله) بحذف الألفين من غير تنوين، والأشبه أنه حذف الألف تخفيفًا.
وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (حاش الله) على الإضافة وحذف الألف للتخفيف.
[معجم القراءات: 4/247]
حالة الوقف:
قال صاحب الإتحاف: «واتفقوا على الحذف وقفًا اتباعًا للرسم، إلا ما رواه الجعبري عن الأعمش من إثباتها في الحالين، وهو خلاف ما في المصطلح».
وقرئ (حاش) بضم الشين، جعله العكبري مثل «منذ».
{مَا هَذَا بَشَرًا}
قراءة الجماعة {ما هذا بشرًا} بالنصب.
وهو على لغة الحجاز، أعملت «ما» عمل «ليس»، فرفعت «هذا»، ونصبت «بشرًا»، خبرًا.
قال ابن برهان: «ولم تختلف القراءة في هذا الحرف» أي لم يقرأ بغير هذا الوجه.
وقال ابن الشجري: «أجمع القراء والعرب على قراءتهم {بشرًا} موافقة لخط المصحف».
وذهب الزمخشري إلى أنها لغة الحجاز القدمي، وقال «القدمی» لأن الكثير بلغتهم جر الخبر بالباء.
وقرأ عبد الله بن مسعود وأبو المتوكل وأبو نهيك وعكرمة ومعاذ القارئ (ما هذا بشر) بالرفع، وهي لغة تميم ونجد.
[معجم القراءات: 4/248]
قال الزمخشري: «ومن قرأ علي سليقته من بني تميم قرأ... بالرفع، وهي قراءة ابن مسعود».
وذهب ابن عطية إلى أنه لم يقرأ به، وإلى مثل هذا ذهب الزجاج، قال: «وسيبويه والخليل وجميع النحويين القدماء يزعمون أن «بشرًا» منصوب خبر «ما»، ويجعلونه بمنزلة «ليس»، و «ما» معناها معنى «ليس» في النفي، وهذه لغة أهل الحجاز، وهي اللغة القدمی الجيدة، وزعم بعضهم أن الرفع في قولك: (ما هذا بشرًا) أقوى الوجهين، وهذا غلظ؛ لأن كتاب الله ولغة رسول الله أقوى الأشياء، وأقوى اللغات، ولغة بني تميم: ما هذا بشرٌ. ولا تجوز القراءة بها إلا برواية صحيحة، والدليل على ذلك إجماعهم على، (ما هن أمهاتهم) وما قرأ أحد (ما هن أمهاتهم).
قلت: بل قرئت بالرفع، ونفي الزجاج لا يعول عليه.
وممن ذهب إلى الإجماع على النصب ابن الشجري في أماليه، وابن برهان في «شرح اللمع».
وقرأ الحسن وأبو الحويرث الحنفي وعبد الوارث عن أبي عمرو وأبي بن كعب وأبو الجوزاء وأبو السوار (ما هذا بشرى) أي ليس ممن يشترى، أو ما هو بعبلي مملوك لئيم.
[معجم القراءات: 4/249]
وذكر الشهاب الخفاجي أن هذه - بالباء الجارة - مخالفة لرسم المصحف؛ لأنه لم يكتب بالياء فيه، ومخالفة لمقتضى المقام لمقابلته بالملك.
وأنكر بعضهم هذه القراءة؛ لأنها لا تناسب ما بعدها من قوله: (إن هذا إلا ملك كريم).
ورد بأنها صحيحة رواية ودراية، أما الأول: فلأنها رواها في «المبهج».
عن عبد الوارث بسند صحيح.
وأما الثاني: فلأن من قرأ بهذه قرأ (ملك) بكسر اللام فتصح المقابلة، أي: ما هذا عبد لئيم يملك، بل سيد كريم مالك.
قال الطوسي:
«وقد قرئ: (ما هذا بشرى) أي ليس بمملوك، وهو شاذ، لا يقرأ به».
وقال الفراء:
«حدثني دعامة بن رجاء التميمي - وكان غزًا - عن أبي الحويرث الحنفي أنه قال: ما هذا بشرى، أي ما هذا بمشترى».
وقرأ ابن مسعود والحسن (ما هذا بشراءٍ) بالمد والهمز مخفوضًا منونًا- وفي مصحف حفصة (ما هذا ببشر) على زيادة الباء في خبر «ما»، وهو الكثير في لغة الحجاز، ولغتهم القدمى. على ما تقدم - بحذف هذه الباء، وهو ما جاءت عليه قراءة الجماعة.
وانفرد بهذا القرطبي، وقد نقله عن الغزنوي، ولم أجد مثله فيما بين يدي من المراجع.
[معجم القراءات: 4/250]
وذكر ابن خالويه أن بعض الجفاة من الأعراب قرأ: (ما هو بشر).
هو: بدلًا من «هذا»، وبشرٌ: بالرفع.
وفي الدر المصون «وقرئ: ما هذا بشری».
{إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}
قرأ الحسن وأبو الحويرث الحنفي وعبد الوارث عن أبي عمرو ونبيح وأبو واقد وأبو الجراح وأبي بن كعب وأبو رزين وعكرمة وأبو حيوة والجحدري والسمرقندي عن أبي الحارث عن الكسائي (.. ملك) بكسر اللام، وهو المناسب لقراءتهم المتقدمة (بشرى).
وقراءة الجماعة {ملك} بفتح اللام وهو المناسب لقراءتهم {... بشرًا} ). [معجم القراءات: 4/251]

قوله تعالى: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)}
{فَذَلِكُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (فذلكنه).
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
{لَئِنْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
[معجم القراءات: 4/251]
{لَيُسْجَنَنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (ليسجننه).
وقراءة الجماعة في الوقف (ليسجنن).
{لَيَكُونَنْ}
قرأت فرقة (ليكونن)بالنون المشددة.
قال الزجاج: «وأكرهها لخلاف المصحف؛ لأن الشديدة لا يبدل منها شيء».
قال الشهاب: «وهو مخالف رسم المصحف بالألف».
وقراءة الجماعة {وليكونن} بالنون الخفيفة.
قال الزمخشري:
«والتخفيف أولى، لأن النون كتبت في المصحف ألفًا على حكم الوقف، وذلك لا يكون إلا في الخفيفة».
وعلى قراءة الجماعة بالنون الخفيفة تكون القراءة في الوقف بالألف (ليكونا).
قال الداني: «القراء مجمعون على إبدال النون في الوقف ألفًا».
وقال ابن قتيبة: «إذا وقفت وقفت على الألف، وإذا وصلت وصلت بنون».
وقال الزجاج القراءة الجيدة تخفيف «ليكونن»، والوقوف عليها بالألف؛ لأن النون الخفيفة تبدل منها في الوقف الألف».
[معجم القراءات: 4/252]
وقال الطوسي:
«هذه النون الخفيفة التي يتلقى بها القسم، وإذا وقفت عليها وقفت بالألف، تقول: وليكونا، وهي بمنزلة التنوين الذي يوقف عليه بالألف» ). [معجم القراءات: 4/253]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رب السجن) بفتح السين، يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رب السجن) [33]: بفتح السين يعقوب). [المنتهى: 2/762]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السِّجْنُ) بفتح السين الزَّعْفَرَانِيّ، ويَعْقُوب، والحسن، والْجَحْدَرِيّ، وَحُمَيْد، الباقون بكسر السين، وهو الاختيار، لأن الاسم أولى من المصدر). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136- .... .... .... .... .... = .... .... وَافْتَحِ السِّجْنُ أَوَّلَا
137 - حِمىً .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: وافتح السجن أولا يريد به {قال رب السجن} [33] أي قرأ مرموز (حا) حمى أيضًا بفتح سين {السجن} هنا فقط واحترز بقيد أولا من البواقي فإنه فيها الجماعة). [شرح الدرة المضيئة: 153]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ، وَيَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ لِلْمَوْضِعَيْنِ، وَفِي فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمَحْبَسُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الْمَصْدَرِ فِيهِ ظَاهِرَةٌ، وَلِهَذَا قَالُوا: أَرَادَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِهِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {رب السجن} [33] بفتح السين، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (703- .... .... .... وسجنٌ أوّلا = افتح ظبىً .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وسجن) يعني قرأ قوله تعالى: قال رب السّجن بفتح السين يعقوب، والباقون بكسرها على أنه اسم مصدر، واتفقوا على كسر غيره لعدم صحة إرادة المصدر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
حاشا معا (ص) لـ (حز) وسجن أوّلا = إفتح ظبى ودأبا حرّك (ع) لا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو: وقلن حاشا لله ما هذا [يوسف: 31]، [و] قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء [يوسف: 51]- بألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والتسعة بحذفها في الحالين.
وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب: قال رب السّجن [يوسف: 33] بفتح السين،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/393]
والباقون بكسرها، على أنه اسم لا مصدر.
واتفقوا على كسر غيره؛ لعدم صحة إرادة المصدر؛ ولهذا قالوا: فرق يعقوب [بين المصدر والاسم].
وقرأ ذو عين (علا) حفص: سنين دأبا [يوسف: 47] بفتح الهمزة من الإطلاق، والباقون بالإسكان؛ لأن كل ثلاثي مفتوح الأول ثانيه حرف حلق فيه لغتان؛ إسكانه وفتحه كالمعز.
تنبيه:
علم [ترجمة] حاشا [يوسف: 51] من كونه قيد اللفظ بالوصل، والوقف ضده، ولفظه دائر بين إثبات الأخيرة وحذفها، والحذف مناسب للوقف؛ فتعين اللفظ بالشين.
وعلم أن الباقين يحذفونها في الوصل؛ [لأن] المتطرفة هي التي يختلف حالها وصلا ووقفا، ولم يتعرض له، بل علم حذفها فيه للكل من الإجماع ومن المناسبة.
قال الفراء: وفيه ثلاث لغات: حذف الأخيرة للحجاز، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/394] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (رب السجن) بفتح السّين والباقون بكسرها ولا خلاف في الباقي] ). [تحبير التيسير: 414]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واختلف" في "قال رب السجن" فيعقوب بفتح السين هنا خاصة على أنه مصدر أي: الحبس وإلى متعلق بأحب وليس أفعل هنا على بابه؛ لأنه لم يحب ما يدعونه إليه قط، والباقون بالكسر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)}
{قَالَ رَبِّ}
إدغام اللام في الراء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{رَبِّ}
ذكروا أنه يقرأ (رب) بضم الباء؛ لأن الأكثر فيه ألا ينادي إلا مضافًا، والأصل: يا ربي، فحذفت الياء تخفيفًا، وبني على الضم تشبيهًا بالنكرة المقصودة.
قلت: القراءة بالضم هي المشهور عن ابن محيصن وإن لم يصرحوا باسمه، وهي قراءته في سبعة وستين موضعًا وانظر الآية/126 من سورة البقرة.
وقراءة الجماعة {رب} بكسر الباء؛ إذ الأصل فيه يا ربي، أي يكون مضافة للياء، ثم حذفت هذه الياء تخفيفًا، وبقي الكسر المناسب للياء على حاله قبل الحذف.
{السِّجْنُ}
قراءة الجماعة {السجن} بكسر السين، اسم المكان.
[معجم القراءات: 4/253]
وقرأ عثمان ومولاه طارق وزيد بن علي والزهري وابن أبي إسحاق وابن هرمز والحسن، ويعقوب في هذه الآية خاصة (السجن) بفتح السين مصدر «سجن»، أي حبسهم إياي في السجن أحب إلي.
قال الزجاج: «فمن فتح فعلى المصدر، المعنى: أن أسجن أحب إلي...».
وقراءة الجماعة «السجن» بالرفع على الابتداء وخبره: أحب إلي.
وقرئ بالإضافة وكسر السين «السجن».
قال العكبري:
«ويقرأ: ب بضم الباء من غير ياء، والسجن، بكسر السين، والجر على الإضافة، أي: صاحب السجن، والتقدير: لقاؤه، أو مقاساته».
وذكر العكبري أنه قرئ (رب السجن) بالرفع وفتح السين وكسر النون على الإضافة ورويت عن التمار عن رويس.
{مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
روى ابن يزداد عن أبي جعفر (... يدعونني إليه) بفتح الياء.
ذكر هذا العز القلانسي، ولم يذكره غيره، فقد اتفقت المراجع على سكون الياء عن جميع القراء في الحالين.
{كَيْدَهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (كيدهنه).
[معجم القراءات: 4/254]
{أَصْبُ}
قراءة الجماعة {أصب} أي أميل إلى جانبهن، أو إلى أنفسهن بطبعي، وهو من: صبا إلى اللهو إذا مال؛ ولذا عُدي بإلى.
وقرأ محمد بن السميفع اليماني «أصب...» بفتح الصاد وتضعيف الباء، وهو من الصبابة، وهي الشوق من صبيته، كعلمته، بمعنى عشقته، فهو مضمن معنى الميل، ولذا عدي بإلي.
قال أبو حيان: «كأنه ينصب فيما يهوى».
{إِلَيْهِنَّ}
قراءة يعقوب بضم الهاء (إليهن).
وقراءة في الوقف بهاء السكت (إليهنه).
{وَأَكُنْ}
قرئ «وأكون» بالواو والرفع على تقدير وأنا أكون، وعزيت إلى ابن أبي عبلة). [معجم القراءات: 4/255]

قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)}
{فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ}
قرئ (فصرف عنه...) على البناء للمفعول، وعزيت إلى أبي البرهسم وابن السميفع.
{كَيْدَهُنَّ}
تقدم وقف يعقوب بهاء السكت، في الآية السابقة «كيدهنه».
{إِنَّهُ هُوَ}
إدغام الهاء في الهاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/255]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "لتسجننه" بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حين} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على ما اقتصر عليه في اللطائف، وعليه عملنا، وعند بعض {الصاغرين} وعند بعض {مبين} وقيل {الخاطئين} قبله). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}
{لَيَسْجُنُنَّهُ}
قراءة الجماعة {ليسجننه} بياء الغيبة على نسق «رأوا».
وقرأ الحسن (لتسجننه) بتاء الخطاب، على خطاب بعضهم العزيز ومن يليه، أو العزيز وحده على وجه التعظيم.
{حَتَّى حِينٍ}
قراءة الجماعة {حتى..} بالحاء، وهي لغة قريش.
وقرأ عبد الله بن مسعود (عتى...) بإبدال الحاء عينًا، وهي لغة هذيل وثقيف.
قال أبو حيان: «وأقرأ- أي ابن مسعود - بذلك، فكتب إليه عمر يأمره أن يقرئ بلغة قريش «حتى»، لا بلغة هذيل».
وقال ابن جني:
«ومن ذلك ما روي عن عمر أنه سمع رجلًا يقرأ (عتى حين)، فقال: من أقرأك؟ قال: ابن مسعود، فكتب إليه: إن الله عز وجل أنزل هذا القرآن، فجعله عربيًا، وأنزله بلغة قريش، فأقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل، والسلام. قال أبو الفتح: العرب تبدل أحد هذين الحرفين من صاحبه
[معجم القراءات: 4/256]
لتقاربهما في المخرج كقولهم: بحثر ما في القبور، أي بعثر وضبعت الخيل، أي ضبحت...، فعلى هذا يكون عتى وحتى، ولكن الأخذ بالأكثر استعمالًا، وهذا الأخر جائز، وغير خطأ».
ويأتي مثل هذه القراءة في الآية /۱۷٤ من سورة الصافات). [معجم القراءات: 4/257]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]

{ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) }

قوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ، وَيَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ لِلْمَوْضِعَيْنِ، وَفِي فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمَحْبَسُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الْمَصْدَرِ فِيهِ ظَاهِرَةٌ، وَلِهَذَا قَالُوا: أَرَادَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِهِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على كسر السين في "ودخل معه السجن، ويا صاحبي السجن" معا و"لبث في السجن" لأن المراد بها المكان، ولا يصح أن يراد بها المصدر بخلاف الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إني" معا السابقين لأراني نافع وأبو عمرو وأبو
[إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
جعفر، ومن أراني أعصر وأرني أحمل نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أراني" و"نريك" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه، وحمزة والكسائي وخلف، وبالصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "نبئنا" أبو جعفر بخلف عنه، وأطلق ابن مهران الخلاف عنه من روايتيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ودخل معه السجن فتيان}
{إني أراني} [36] معًا قرأ نافع والبصري بفتح ياء {إني} والباقون بالإسكان، وقرأ الحرميان والبصري بفتح ياء {أراني} معًا، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 741]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({نبئنا} لم تبدل همزته لأحد إلا لحمزة إن وقف). [غيث النفع: 741]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رأسي} أبدل همزه السوسي، والباقون بالهمز، وكذا {رأسه} [41] و{نبأتكما} [37] و{رءياي} [43] و{للرءيا} ). [غيث النفع: 742] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}
{السِّجْنَ}
ذكر العكبري أنه قرئ (السجن)»بفتح السين والتقدير: موضع السجن أو في السجن.
وذكر غير العكبري أنهم اتفقوا على كسر السين في هذا الموضع «السجن».
{إِنِّي}
قرأ بفتح الياء نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (إني..).
وقراءة السكون عن ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {إني...}.
[معجم القراءات: 4/257]
{أَرَانِي أَعْصِرُ}
الإمالة:
قرأ بإمالة الألف من (أراني) أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
حركة الياء:
قرأ بفتح الياء (أراني...) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي وابن محيصن.
وقرأ بسكون الياء ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (أراني...).
{أَعْصِرُ}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{أَعْصِرُ خَمْرًا}
قراءة الجماعة {... خمرًا}.
وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (عنبًا) وذهب جماعة إلى أنها لغة عمان، يسمون الخمر عنبًا.
وقيل: يحمل مثل هذا على التفسير لمخالفته سواد المصحف، والثابت عنهما بالتواتر كقراءة الجماعة {أعصر خمرًا}. ذكر هذا أبو حيان.
[معجم القراءات: 4/258]
وفي حاشية الجمل: «قراءة... لا تدل على الترادف لإرادتهما التفسير، لا التلاوة».
{إِنِّي}
فيه فتح الياء وسكونها كالمتقدمة.
{أَرَانِي أَحْمِلُ}
في أرى: الإمالة، وقد تقدم.
وفي أراني: فتح الياء وسكونها، كالمتقدمة.
{رَأْسِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي (راسي) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على تحقيق الهمز (رأسي).
{خُبْزًا}
قراءة الجماعة {... خبزًا}.
وفي مصحف عبد الله بن مسعود وقراءتهما (ثريدًا).
قال أبو حيان: «وهو أيضًا تفسير، لا قراءة».
وذكر ابن خالويه أن قراءة الأعرج (فوق رأسي خبزٌ) كذا بالرفع.
ولقد توقفت في تخريجه، وما اهتديت فيه إلى وجه، وسمع مني ذلك والدي فقال:
«يكون الوقف عند «أحمل» والمفعول محذوف أي: أحمل أشياء، ثم استأنف:
(فوق رأسي خبزٌ) وهو من جملة المحمول، فهي جملة اسمية، وعلى هذا «خبز» على قراءة الأعرج مبتدأ خبره شبه الجملة قبله، هذا ما ذكره، جزاه الله عني خيرًا.
[معجم القراءات: 4/259]
فمن رأي غير هذا الوجه فلا يكتمه، وله عند الله حسن الثواب.
{تَأْكُلُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي والأزرق وورش والأصبهاني (تاكل) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز (تأكل).
{الطَّيْرُ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{مِنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (منهوه) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة باختلاس الحركة من غير وصل {منه}.
{نَبِّئْنَا}
قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء في الوقف والوصل بخلاف عنه (نبينا).
وبمثل هذه القراءة قرأ حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة {نبئنا} بالهمز في الوقف والوصل، وهو الوجه الثاني عن أبي جعفر.
{بِتَأْوِيلِهِ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (بتاویله) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز «بتأويله».
[معجم القراءات: 4/260]
{نَرَاكَ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/261]

قوله تعالى: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ترزقانه) [37]: مختلس: أبو عون طريق الواسطي). [المنتهى: 2/762]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن وردان: (ترزقانه) بالاختلاس والباقون بالإشباع، والله الموفق). [تحبير التيسير: 414]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تُرْزَقَانِهِ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ترزقانه} [37] ذكر في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تُرْزَقَانِه" [الآية: 37] باختلاس كسرة الهاء قالون من طريقيه وابن وردان بخلف عنهما، والباقون بالإشباع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر و"من أبائي إبراهيم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رأسي} أبدل همزه السوسي، والباقون بالهمز، وكذا {رأسه} [41] و{نبأتكما} [37] و{رءياي} [43] و{للرءيا} ). [غيث النفع: 742] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (و{ترزقانه} [37] المأخوذ به عند جميع المغاربة الصلة لقالون، وروى بعضهم له فيه الاختلاس، ولم نقرأ به من طريق الشاطبية والتيسير). [غيث النفع: 742]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي إني} قرأ نافع والبصري بفتح ياء {ربي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 742]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)}
{قَالَ لَا}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لَا يَأْتِيكُمَا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (لا ياتيكما) بإبدال الهمزة ألفًا.
وجاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال أيضًا.
وقراءة الجماعة بالهمز {لا يأتيكما}.
{تُرْزَقَانِهِ}
قرأ باختلاس كسرة الهاء قالون عن نافع وابن وردان بخلاف عنهما، والحلواني أيضًا عن قانون، والشطوي عن أبي جعفر.
وقراءة الجماعة بكسر الهاء مع الصلة (تزرقانهي»، وهو الوجه الثاني لقالون وابن وردان.
وقرئ أيضًا بضم النون (ترزقانه).
قال الرضي: «وقد يضم نون المثنى، وقرئ في الشواذ في الفعل
[معجم القراءات: 4/261]
أيضا (تزرقانه).
وقال الصبان: «وقرئ شاذًا: لا يأتيكما طعام تزرقانه بضمها، أي النون، قاله الروداني».
{نَبَّأْتُكُمَا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش (نباتكما) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
{بِتَأْوِيلِهِ}
تقدمت القراءة فيه في الآية السابقة / 36.
{أَنْ يَأْتِيَكُمَا}
تقدمت القراءة فيه في أول هذه الآية.
{رَبِّي إِنِّي}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (... ربي) بفتح الياء وصلًا.
وقراءة الباقين بإسكانها في الحالين.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا يومنون) بإبدال الهمزة واوًا.
والإبدال قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
{بِالْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة، وهي:
تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء،
[معجم القراءات: 4/262]
إمالة الهاء وما قبلها.
{كَافِرُونَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/263]

قوله تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي آبائي بتسهيل الهمزة الثانية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءابآءي إبراهيم} [38] قرأ الكوفيون بإسكان الياء، والباقون بفتحها، فلو وقف على {ءابآءي} فورش على أصله من المد والتوسط والقصر، لأن الأصل في حرف المد الإسكان، والفتح فيه عارض من أجل الهمزة، فأجرينا الكلمة على الأصل، ولم نعتد فيها بالعارض، ومثله {دعآءي إلا} [6] بنوح حالة الوقف.
قال المحقق: «وهذا مما لم أجد فيه نصًا لأحد، بل قلته قياسًا، والعلم في ذلك عند الله، وكذا أخذته أداء عن الشيوخ في {دعآءي} في إبراهيم، وينبغي أن لا يعمل بخلافه» انتهى). [غيث النفع: 742]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)}
{آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو في رواية ويعقوب والأشهب العقيلي بسكون الياء {آبائي إبراهيم}.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي وأبو بكر عن عاصم {آبائي إبراهيم} بفتح الياء في الوصل.
قال أبو حاتم: «هما حسنتان، فاقرأ كيف شئت».
ولا خلاف فبينهم في الإسكان وقفًا.
وقرأ المطوعي والأعمش بتسهيل الهمزة الثانية من {آبائي}.
ولورش من طريق الأزرق في الوقف الأوجه الثلاثة:
المد، والتوسط، والقصر.
وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب (أباي) بفتح الياء من غير مد.
قال الفراء:
«وأصحابنا يروون عن الأعمش (ملة آباي إبراهيم) »... بنصب الياء؛
[معجم القراءات: 4/263]
لأنه يترك الهمز ويقصر الممدود، فيصير بمنزلة محياي، وهداي). ثم ذكر الفراء هذه القراءة مرة أخرى معزوة إلى يحيى بن وثاب.
قال ابن عطية: «قال أبو حاتم: وأما طرح الهمزة فلا يجوز، ولكن تخفيفها جيد، فتصير ياءً مكسورة بعدها ياء ساكنة أو مفتوحة.
{شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز من قبل، انظر الآيتين / ۲۰ و 106 من سورة البقرة.
{النَّاسِ... النَّاسِ}
الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو، وتقدم هذا في مواضع، انظر الآيات/۸، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/264]

قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ، وَيَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ لِلْمَوْضِعَيْنِ، وَفِي فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمَحْبَسُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الْمَصْدَرِ فِيهِ ظَاهِرَةٌ، وَلِهَذَا قَالُوا: أَرَادَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِهِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على كسر السين في "ودخل معه السجن، ويا صاحبي السجن" معا و"لبث في السجن" لأن المراد بها المكان، ولا يصح أن يراد بها المصدر بخلاف الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الثانية مع إدخال ألف من "أأرباب" قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام في أحد أوجه، وقرأ ورش وابن كثير ورويس كذلك، لكن بلا إدخال، وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين، والثاني لهشام التحقيق مع الإدخال، والثالث التحقيق بلا إدخال، وبه قرأ الباقون، ومر تفصيل الطرق غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءاارباب} [39] لا يخفى). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)}
{السِّجْنِ}
اتفق القراء على كسر السين في هذا الموضع (السجن)، لأن المراد به المكان، ولا يصح أن يراد به المصدر.
{أَأَرْبَابٌ}
هنا همزتان مفتوحتان من كلمة واحدة.
أ- الهمزة الأولى: اتفق جميع القراء على تحقيقها.
ب- الهمزة الثانية: وفيها ما يلي:
سهل الهمزة الثانية نافع وابن كثير وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق، وكذا من طريق الأصبهاني، ورويس، وهي رواية ابن أبي بزة عن ابن كثير.
وسهل الهمزة الثانية بين الهمزة والألف مع إدخال ألف بين الهمزتين: المحققة والمسهلة أبو عمرو وقالون عن نافع وأبو جعفر واليزيدي، وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني ورويس وزيد عن يعقوب وابن كثير برواية الخزاعي.
[معجم القراءات: 4/264]
وللأزرق عن ورش وجه آخر وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين.
وأنكر الزمخشري هذا الوجه، وتعقبه أبو حيان.
ولهشام وجه ثان من طريق الجمال عن الحلواني وهو تحقيق الهمزة الثانية، مع إدخال ألف بين الهمزتين المحققين.
ولهشام وجه ثالث وهو من مشهور طرق الداجوني وهو تحقيق الهمزتين بلا إدخال ألف بينهما.
وقراءة الباقين كالوجه الثالث المنقول عن هشام وهو تحقيق الهمزتين من غير إدخال ألف بينهما، وهم: عاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان وخلف وروح والحسن والأعمش.
والقراءات في {أأرياب} كما ترى كالقراءات في {أأنذرتهم} الآية /6 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/265]

قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}
{أَسْمَاءً}
قراءة حمزة في الوقف بتسكين الهمزة للوقف، ثم إبدالها ألفًا، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن حذفت الأولى. وهو القياس. قصر الألف الباقية، وإن حذف الثانية جاز المد والقصر، وأجاز بعضهم التوسط.
[معجم القراءات: 4/265]
{آَبَاؤُكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، بينها وبين الواو، ويجوز في الألف المد والقصر.
{النَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو، وانظر الآيات/۸، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/266]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ الآيتين (41) ، (42) ]

{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) }

قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رأسي} أبدل همزه السوسي، والباقون بالهمز، وكذا {رأسه} [41] و{نبأتكما} [37] و{رءياي} [43] و{للرءيا} ). [غيث النفع: 742] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)}
{السِّجْنِ}
اتفق القراء على كسر السين في هذا الموضع؛ إذ المراد به هنا المكان، ولا يصح أن يراد به المصدر.
{فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا}
قراءة الجمهور من القراء {فيسقي ربه خمرًا} من «سقى» الثلاثي.
وقرأت فرقة {فيسقي ربه خمرًا} بضم أوله من «أسقى» الرباعي.
وسقى وأسقى لغتان بمعنى واحد، قال الرازي: «والمعروف أن سقاه: ناوله ليشرب، وأسقاه جعل له سقيًا»، ومثل هذا عند أبي جعفر النحاس.
وقال الزجاج:
«ويجوز فيستقي، والأجود فيسقي، تقول: سقيته بمنزلة ناولته فشرب، وأسقيته جعلت له سقيًا.....».
وقرأ عكرمة والجحدري (فيستقى ربه خمرًا) وذلك على بناء الفعل للمفعول، وربه: بالرفع قام مقام الفاعل.
[معجم القراءات: 4/266]
وقرأ عكرمة والجحدري: (فيسقى ريه خمرًا) الفعل مبني للمفعول: ريه بالياء المثناة من تحت أي ما يرويه، ونائب الفاعل «هو» وكان المفعول الأول، وريه: هو المفعول الثاني.
وخمرًا: منصوب على التمييز.
وذكر ابن خالويه أن عكرمة قرأ (يستسقى ربه خمرًا) ولعل الصواب: «فيستسقى» بالفاء.
{فَيُصْلَبُ}
قرأ الأزرق عن ورش بتغليظاللام.
{فَتَأْكُلُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (فتاكل) بإبدال الهمزة ألفا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
وتقدم مثل هذا في الآية/36 من هذه السورة.
{الطَّيْرُ}
تقدم ترقيق الراء وتغليظها انظر الآية/36 من هذه السورة.
{مِنْ رَأْسِهِ}
قرأ أبو عمرو وبخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (من راسه) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
وتقدم مثل هذا في الآية/36 من هذه السورة (فوق رأسي).
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
[معجم القراءات: 4/267]
وقراءة غيره بالكسر من غير صلة (فيه) ). [معجم القراءات: 4/268]

قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ، وَيَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ لِلْمَوْضِعَيْنِ، وَفِي فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمَحْبَسُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الْمَصْدَرِ فِيهِ ظَاهِرَةٌ، وَلِهَذَا قَالُوا: أَرَادَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِهِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على كسر السين في "ودخل معه السجن، ويا صاحبي السجن" معا و"لبث في السجن" لأن المراد بها المكان، ولا يصح أن يراد بها المصدر بخلاف الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}
{وَقَالَ لِلَّذِي}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{فَأَنْسَاهُ}
أمالالألف حمزة والكسائي وخلف.
وقراءة الفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون بالفتح ذكر.
{ذِكْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{ذِكْرَ رَبِّهِ}
إدغام الراء في الراء عن أبي عمرو ويعقوب.
{فِي السِّجْنِ}
اتفق القراء هنا على كسر السين، إذ المراد به المكان، ولا يجوز أن يراد به المصدر). [معجم القراءات: 4/268]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (43) إلى الآية (49) ]

{ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ رُؤْيَايَ، وَالرُّؤْيَا لِأَبِي جَعْفَرٍ، وَغَيْرِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَتَقَدَّمَتْ إِمَالَتُهَا فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءياك} [5]، و{رءياي} [100]، و{للرءيا} [43] ذكر في الهمز المفرد، والإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم رؤياي [43]، وللرؤيا [43] في الهمز والإمالة، وتأمنّا [11] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم تنوين درجات [يوسف: 76] للكوفيين واستيئسوا [يوسف: 80]، وبابه في الهمز، ووقف رويس على يا أسفاه [يوسف: 84] بالهاء في الوقف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/395]
وأءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] في الهمزتين، وهمز لخطئين [يوسف: 91]، ورءيي [يوسف: 43] كائن في الهمز [المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "إني أرى" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الثانية واوا مفتوحة من "الملأ أفتوني" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "رُؤْيايَ " [الآية: 43] الكسائي والشطي عن إدريس عن خلف وخلف إدريس برؤياي لا بأل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "للرؤيا" الكسائي فقط، وقللهما الأزرق وأبو عمرو بخلفهما "وتقدم" لأبي جعفر قلب الواو ياء وإدغامها في الياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رأسي} أبدل همزه السوسي، والباقون بالهمز، وكذا {رأسه} [41] و{نبأتكما} [37] و{رءياي} [43] و{للرءيا} ). [غيث النفع: 742] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إني أرى} [43] قرأ الحرميان وبصري بفتح ياء {إني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 743]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الملأ افتوني} لا يخفى). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)}
{إِنِّي أَرَى}
قرأ بفتح الياء أبن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي وابن محيصن (إني أرى).
وقراءة الباقين بسكونها {إني أرى}.
[معجم القراءات: 4/268]
{أَرَى}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
وقراءة التقليل عن الأزرق وورش.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يَأْكُلُهُنَّ}
تقدم إبدال الهمزة الفا في «تأكل» في الآية/36 من هذه السورة.
وقراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (يأكلهنه).
وقراءة أبن محيصن بسكون اللام واختلاس ضمتها (يأكلهن).
{سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ}
أخفى التنوين في الخاء مع الغنة أبو جعفر.
{يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي}
هنا همزتان مختلفتان من كلمتين، الأولى مضمومة والثانية مفتوحة، وفيهما ما يلي:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين (الملأ أفتوني).
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي (الملأ وفتوني) بتحقيق الأولى، وإبدال الهمزة الثانية واوًا خالصة مفتوحة.
وإذا وقف حمزة وهشام على «الملأ» أبدلا الهمزة ألفًا «الملا».
ولهما أيضًا الإشمام والروم.
[معجم القراءات: 4/269]
{فِي رُؤْيَايَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه واليزيدي وورش من طريق الأصبهاني والسوسي (رؤياي) بإبدال الهمزة واوًا وصلًا ووقفًا.
وقرأ أبو جعفر (رياي) بإبدال الهمزة واوًا، ثم قلبها ياءً، وإدغام الياء في الياء.
وذهب أبو حيان إلى أنهم نصوا على شذوذه؛ لأن الواو بدل غير لازم.
ولحمزة وجهان في الوقف.
الأول: بالإبدال كأبي عمرو ومن معه (روياي).
الثاني: كقراءة أبي جعفر بالإبدال والإدغام (رياي).
الإمالة:
وأمال الألف الكسائي والشطي عن إدريس عن خلف.
وبالتقليل قرأ ورش والأزرق وأبو عمرو.
والباقون بالفتح، وهو الوجه الثاني الإدريس.
{لِلرُّؤْيَا}
الهمز:
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه واليزيدي وورش من طريق الأصبهاني والسوسي (للرويا) بإبدال الهمزة واوًا وقفًا ووصلًا.
وقرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة واوًا ثم قلبها ياء وأدغم الياء في الياء (للريا).
قال أبو حيان: «وبابه بعد قلب الهمزة واوا ثم قلبها ياءً لاجتماع الواو
[معجم القراءات: 4/270]
والياء وقد سبقت إحداهما بالسكون، ونصوا على شذوذه، لأن الواو هي بدل غير لازم.
وعن حمزة في الوقف وجهان:
الأول: كقراءة أبي عمرو ومن معه.
والثاني: كقراءة أبي جعفر بالإبدال والإدغام.
وزعم الكسائي أنه سمع أعرابيًا يقرأ (للريا تعبرون).
كذا جاء ضبط الراء عند الفراء بالكسر، ونقل صاحب اللسان النص عن الفراء، وجاء ضبط الراء بالضم، وسياق النص في التاج يقتضي الكسر، وقد نقله عن الأزهري، وصرح الطوسي في هذه الرواية بكسر الراء.
الإمالة:
أمال الألف الكسائي وخلف وابن اليزيدي وعبد الله بن موسى العبسي عن حمزة.
وقرأ أبو عمرو والأزرق وورش بالتقليل.
وقراءة الجماعلة بالفتح). [معجم القراءات: 4/271]

قوله تعالى: {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44)}
{بِتَأْوِيلِ}
تقدم حكم الهمز في القراءة، انظر الآية/ 37 من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/271]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على عدم إمالة "نجا" لأنه واوي ثلاثي مرسوم بالألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "واذكر" بذال معجمة وعنه أيضا "بعد أمة" بفتح الهمزة وتخفيف الميم وبهاء منونة من الأمة، وهو النسيان وعنه أيضا "أنا آتيكم" بهمزة مفتوحة ممدودة بعدها تاء مكسورة وياء ساكنة مضارع آتي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومد" "أنا أنبئكم" وصلا نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" يعقوب الياء في "فأرسلون" في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أنا أنبئكم} [45] قرأ نافع بإثبات ألف {أنآ} وصلاً ووقفًا، والباقون بحذفه وصلاً لا وقفًا). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}
{وَادَّكَرَ}
قراءة الجمهور {وادكر} بالدال، وهو الفصيح، وأصله: اذتكر، فأبدلت الذال دالًا، والتاء دالًا، وأدغمت الأولى في الثانية.
وقرأ الحسن وابن عباس (واذكر) بإبدال التاء ذالًا، وإدغام الذال فيها، وأصله: اذتكر.
قال الطوسي: «ويجوز اذكر، على تغليب الأصلي على الزائد».
وذكر مثل هذا الزجاج ثم قال: «والأجود الدال».
{بَعْدَ أُمَّةٍ}
قراءة الجماعة {... أمةٍ} بضم الهمزة وتشديد الميم وتاء منونة ومعناها المدة الطويلة.
وقرأ الأشهب العقيلي (... إمة)بكسر الهمزة، أي نعمة بعد نعمة، فقد أنعم الله عليه بالنجاة من القتل، وخلاصه من السجن، وإنعام ملكه عليه.
وقرأ ابن عباس وزيد بن علي والضحاك وقتادة وأبو رجاء وشبيل ابن عزرة الضبعي وربيعة بن عمرو وابن عمر ومجاهد وعكرمة
[معجم القراءات: 4/272]
والحسن (بعد أمهٍ) بفتح الهمزة، والميم مخففة، بعدها هاء منونة.
والأمه: النسيان.
قال ابن جني: «الأمه: النسيان، أمه الرجل يأمه أمهًا، أي نسي».
وقال الفراء:
«... يقال: رجل مأموه، كأنه الذي ليس معه عقله، وقد أمه الرجل».
وقرأ عكرمة ومجاهد وشبيل بن عزرة الضبعي وقتادة وأبو عبيدة (بعد أمه) بفتح الهمزة وسكون الميم، هو مصدر «أمه» على غير قياس.
قال الزمخشري: «من قرأ بسكون الميم فقد أخطأ».
وتعقبه أبو حيان فقال: «وهذا على عادته في نسبة الخطأ إلى القراء».
قلت: لم يكن هذا رأي الزمخشري وحده، فقد قال الزجاج: «... هذا الصحيح بفتح الميم.
وروى بعضهم عن أبي عبيد «أمه» بسكون الميم، وليس ذلك بصحيح لأن المصدر أمه يأمه أمه لا غير ».
ونقل هذا الطوسي عن الزجاج ثم قال: «وأجازه غيره» ، وذكر الشهاب القراءة ثم قال: فلا عبرة بمن أنكرها».
[معجم القراءات: 4/273]
وذكر ابن خالويه أن شبل بن عروة كذا أنه قرأ (أمه) بالتخفيف.
وذكر أيضًا عن ابن عباس أنه قرأ (أمةٍ) كذا بالتاء.
ونبه المحقق إلى أن المروي عن ابن عباس بالهاء مع التخفيف.
قلت: لعله لحق التصحيف الهاء، وأمةٍ: لا معنى لها في هذه القراءة.
{أَنَا أُنَبِّئُكُمْ}
قرأ نافع وأبو جعفر في الوقف والوصل (أنا...) بمد الألف قبل الهمزة المضمومة، فيصير عنده مدًّا منفصلًا، وهي لغة تميم.
وقالون على أصله في المنفصل بالمد والقصر.
وورش بالمد فقط.
وقراءة الباقين (أن...) بقصر الألف وصلاً.
وأما في الوقف فالجميع وقفوا بالألف {أنا}.
قال في الإتحاف:
«وهو ضمير منفصل، والاسم منه «أن» عند البصريين، والألف زائدة البيان الحركة في الوقف.
وفيه لغتان: لغة تميم إثباتها وصلًا ووقفًا، وعليها تحمل قراءة المدنيين، والثانية إثباتها وقفًا فقط».
{أُنَبِّئُكُمْ}
قراءة الجماعة {أنبئكم} بالهمز.
وقراءة حمزة (أنبيكم) بتسهيل الهمزة، وبقلبها ياءً.
[معجم القراءات: 4/274]
وقرئ (أنا أنبيكم) مخففًا من أنبا، ذكروا أنها قراءة يحيى وإبراهيم.
وقرأ الحسن وأبي بن كعب والحجاج ويحيى بن يعمر (آتيكم) مضارع «أتى» من الإتيان.
وذكر السجستاني في كتاب المصاحف أنه مما غيره الحجاج فقد كانت في المصحف: أنا آتيكم بتأويله» فغيرها إلى (أنا أنبئكم بتأويله).
قال الزجاج: «وأكرهها لخلاف المصحف».
وقال ابن عطية: «وكذلك في مصحف أبي بن كعب»..
وعن الحسن أنه قرأ (... أجبكم بتأويله)، وهو خلاف المصحف، ويحمل على التفسير، ولعل حذف الياء. إن ثبتت القراءة. على التخفيف، أو أنه في أصل الكتاب (أجيبكم) ثم اعتبره تصحيف.
{بِتَأْوِيلِهِ}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز في الآية / 36 من هذه السورة.
{فَأَرْسِلُونِ}
قراءة الجماعة (فارسلون) بنون مكسورة، والياء محذوفة في الحالين.
وقراءة يعقوب (فأرسلوني) بإثبات الياء في الحاليي). [معجم القراءات: 4/275]

قوله تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "يوسف أيها" ونحوه مثل "الصديق أفتنا" بالتحقيق وبإبدال الهمزة واوا مفتوحة؛ لأنه متوسط بغير المنفصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "لعلي أرجع" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لعلي أرجع} [46] سكنها الكوفيون، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)}
{يُوسُفُ أَيُّهَا}
قراءة حمزة في الوقف على وجهين:
1- تحقيق الهمزة كقراءة الجماعة.
2-إبدال الهمزة واوًا مفتوحة، وصورة القراءة: (يوسف ويها).
{الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا}
عن حمزة في الوقف وجهان:
1- تحقيق الهمز من (أفتنا)، كقراءة الجماعة.
2- إبدال الهمزة واوًا مفتوحة
وصورة القراءة: (... الصديق وفتنا)
{يَأْكُلُهُنَّ}
1- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة ألفا انظر الآية/36 من هذه السورة.
۲- تقدمت القراءة عن يعقوب بهاء السكت (يأكلهنه» في الآية /43 من هذه السورة.
{سَبْعِ سُنْبُلَاتٍ}
قراءة الجماعة {... سنبلات} جمعًا سالمًا.
وقرأ جعفر بن محمد (... سنابل)على التكسير.
{سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الخاء بغنة.
وتقدم هذا في الآية /43 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 4/276]
{لَعَلِّي أَرْجِعُ}
قرأ بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (لعلي أرجع).
وقرأ بالسكون عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {لعلي أرجع}.
{النَّاسِ}
تقدمت القراءة بإمالته للدوري عن أبي عمرو، انظر الآيات/۸، 94، 96من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/277]

قوله تعالى: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا في إسكان الْهمزَة وتحريكها وإسقاطها من قَوْله {دأبا} 47
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {دأبا} سَاكِنة الْهمزَة إِلَّا أَن أَبَا عَمْرو كَانَ إِذا أدرج الْقِرَاءَة لم يهمزها
وروى حَفْص عَن عَاصِم {دأبا} بِفَتْح الْهمزَة
وروى أَبُو بكر عَنهُ سَاكِنة الْهمزَة وَكَذَلِكَ روى مُوسَى الزابي عَن عَاصِم بِالْفَتْح يعْني الْهَمْز مثل حَفْص). [السبعة في القراءات: 349]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (دأبا) بفتح الهمزة، حفص). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دأبًا) [47]: بفتح الهمزة حفص). [المنتهى: 2/762]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (دأبًا) بهمزة مفتوحة، وقرأ الباقون بهمزة ساكنة إلا أبا عمرو في ترك الهمز وحمزة إذا وقف، فإنهما يبدلان من الهمزة ألفًا). [التبصرة: 241]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {دأبا} (47): بتحريك الهمزة.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 322]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (دأبا) بتحريك الهمزة والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 414]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([47]- {دَأَبًا} بفتح الهمزة: حفص). [الإقناع: 2/671]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (779- .... .... .... دَأْباً لِحَفْصِهِمْ = فَحَرِّكْ .... .... .... ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([779] معًا وصل حاشا (حـ)ج دأبًا لـ (حفصهم) = فحرك وخاطب يعصرون (شـ)مردلا
...
والدأْب والدأَب لغتان - كالضأْن والضأَن، والمعْز والمعَز، والشمٍع والشمَع-: مصدران لدأب.
وانتصابه عند سيبويه، بما دل عليه (تزرعون) من الدؤوب.
وقال غيره: «هو منصوب بتزرعون، لا بالمضمر، لما فيه من العلاج، فهو مثل قوله: (تدأبون)، فيكون كقولك: قعدت جلوسًا».
ويجوز أن يكون منصوبا على الحال، بمعنى دائبين؛ أي ذوي دؤوب). [فتح الوصيد: 2/1021]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([779] معًا وصل حاشا حج دأبًا لحفصهم = فحرك وخاطب يعصرون شمردلا
ب: (حج): غلب بالحجة، (الشمردل): الخفيف.
[كنز المعاني: 2/335]
ح: (وصل): مبتدأ، (حاشا): مضاف إليه، (معًا): حال من المضاف إليه، أي: مصاحبين؛ لأنه في الموضعين، (حج): خبر المبتدأ، (دأبًا): مفعول (حرك)، والفاء: زائدة، (لحفصهم): حال من المفعول، (يعصرون): مفعول (خاطب)، (شمردلا): حال منه، أو من فاعله.
ص: قرأ أبو عمرو: {حاش لله ما هذا بشرًا} [31]، {حاش لله ما علمنا عليه من سوء} [51] بالألف إذا وصل، وبحذفها إذا وقف، والباقون: بالحذف وصلًا ووقفًا، وهما لغتان، وإنما وقف أبو عمرو على الحذف اتباعًا للرسم، إذ رسم المصاحف بالحذف.
وقرأ حفص: {سبع سنين دأبًا} [47] بتحريك الهمز فتحًا، والباقون: بسكونها، لغتان، وكذلك: كل ما عينه حرف حلق، كـ (المعز) و (النهر) و (الشحم) يجوز فيه الفتح والسكون.
وقرأ حمزة والكسائي: {وفيه تعصرون} بالخطاب، لأن قبله: {قال
[كنز المعاني: 2/336]
تزرعون} [47]، و{مما تأكلون} [47]، والباقون: {يعصرون} بالغيبة لأن قبله {يغاث الناس} [49].
وقال: خاطب خفيفًا من غير ثقل مدحًا لقراءة الخطاب). [كنز المعاني: 2/337] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ("والدأْب والدأَب: لغتان كالمعز والمعز". والفاء في "فحرك" زائدة؛ أي: حرك دأبا لحفص). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/268]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (779 - .... .... .... دأبا لحفصهم = فحرّك .... .... .... ....
....
وقرأ حفص: سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً بتحريك الهمزة أي فتحها، وقرأ غيره بسكونها وكل على أصله في تحقيق الهمزة وإبدالها). [الوافي في شرح الشاطبية: 296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: دَأَبًا، فَرَوَى حَفْصٌ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {دأبًا} [47] بفتح الهمز، والباقون بإسكانها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (703- .... .... .... .... .... = .... .... ودأبًا حرّك علا). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ودأبا) أي قرأ حفص بفتح الهمزة من قوله تعالى: سبع سنين دأبا وعلم فتح الهمزة من إطلاقه، والباقون بالإسكان وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
حاشا معا (ص) لـ (حز) وسجن أوّلا = إفتح ظبى ودأبا حرّك (ع) لا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو: وقلن حاشا لله ما هذا [يوسف: 31]، [و] قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء [يوسف: 51]- بألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والتسعة بحذفها في الحالين.
وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب: قال رب السّجن [يوسف: 33] بفتح السين،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/393]
والباقون بكسرها، على أنه اسم لا مصدر.
واتفقوا على كسر غيره؛ لعدم صحة إرادة المصدر؛ ولهذا قالوا: فرق يعقوب [بين المصدر والاسم].
وقرأ ذو عين (علا) حفص: سنين دأبا [يوسف: 47] بفتح الهمزة من الإطلاق، والباقون بالإسكان؛ لأن كل ثلاثي مفتوح الأول ثانيه حرف حلق فيه لغتان؛ إسكانه وفتحه كالمعز.
تنبيه:
علم [ترجمة] حاشا [يوسف: 51] من كونه قيد اللفظ بالوصل، والوقف ضده، ولفظه دائر بين إثبات الأخيرة وحذفها، والحذف مناسب للوقف؛ فتعين اللفظ بالشين.
وعلم أن الباقين يحذفونها في الوصل؛ [لأن] المتطرفة هي التي يختلف حالها وصلا ووقفا، ولم يتعرض له، بل علم حذفها فيه للكل من الإجماع ومن المناسبة.
قال الفراء: وفيه ثلاث لغات: حذف الأخيرة للحجاز، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/394] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "دأبا" فحفص بفتح الهمزة والباقون بسكونها، وهما لغتان في مصدر دأب يدأب داوم ولازم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({دأبًا} [47] قرأ حفص بفتح الهمزة، والباقون بالإسكان، والسوسي على أصله في إبدال الهمز الساكن، وإبدال حمزة له لدى الوقف جلي، وهو كاف، وقيل لا وقف عليه). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)}
{دَأَبًا}
قرأ حفص عن عاصم وأبو حاتم عن يعقوب وموسى الزابي عن عاصم أيضًا {دأبا}بفتح الهمزة.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (دأبا) بسكون الهمزة.
وفي حاشية الجمل:
[معجم القراءات: 4/277]
«.. وهما لغتان في مصدر دأب يدأب...، وهذا كما قالوا ضأن وضأن، ومعز ومعز بفتح العين وسكونها.....».
وقرأ الضحاك عن عاصم وكذا هبيرة عن حفص عنه (دؤبًا) بضم الدال وفتح الهمزة جمع دؤبة مثل ظلمة وظلم.
وقرأ السوسي «دابًا» بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين: الوقف والوصل.
وكذا جاءت قراءة أبي عمرو إذا أدرج القراءة (دابًا)، وهي قراءة الأعشى.
وهي قراءة حمزة في الوقف (دابا).
والجماعة على تحقيق الهمز في الحالين {دأبًا} مع الخلاف المتقدم في فتح الهمزة وسكونها.
قال الطوسي: «وكلهم همز إلا من مذهبه ترك الهمزة، وأبو عمرو إذا أدرج».
وقال العكبري: «ويقرأ بألفٍ من غير همز على التخفيف».
{فَذَرُوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (فذروهوه) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة بالحركة {فذروه}.
{تَأْكُلُونَ}
أ- قراءة الجماعة {تأكلون}بتاء الخطاب، وهو على نسق الآية.
وقرأ السلمي أبو عبد الرحمن (يأكلونه) بياء الغيبة على
[معجم القراءات: 4/278]
الالتفات، أي: يأكل الناس.
ب- حكم الهمز:
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (تاكلون) بإبدال الهمزة ألفا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على {تأكلون} بالهمز). [معجم القراءات: 4/279]

قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)}
{يَأْتِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ياتي) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}
إدغام الدال في الذال عن أبي عمرو ويعقوب.
{يَأْكُلْنَ}
أ- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة ألفًا (ياكلن).
وذلك في (تأكلون) في الآية السابقة /47.
ب. وقراءة الجماعة بالياء {يأكلن}.
وقرأ جعفر بن محمد (تأكلن) بناء الخطاب.
{قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}
قراءة الجماعة {قدمتم...}.
[معجم القراءات: 4/279]
وقرأ جعفر بن محمد (قرأتم) كذا ذكره الطبرسي، وهو بمعنى جمعتم.
وذكر ابن خالويه قراءة جعفر (قدمتم) كقراءة الجماعة، وفيها تحريف.
{لَهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (لهنه) ). [معجم القراءات: 4/280]

قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَفِيه يعصرون} 49
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {يعصرون} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (تعصرون) بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 349]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وفيه تعصرون) بالتاء). [الغاية في القراءات العشر: 288]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تعصرون) [49]: بالتاء 4، و(يكتل) [63]: بالياء هما، وخلف. (ما بال النسوة) [50]: بضم النون البرجمي، والشموني). [المنتهى: 2/762] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (تعصرون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 241]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {وفيه تعصرون} (49) بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 322]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (وفيه تعصرون) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 415]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْصِرُونَ) بالتاء ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير عَاصِم، وقاسم، وابْن سَعْدَانَ إلا أبا عمارة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (يُغَاثُ النَّاسُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([49]- {يَعْصِرُونَ} بالتاء، و{نَكْتَلْ} [63] بالياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/672] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (779- .... .... .... .... = .... وَخَاطِبْ يَعْصِرُنَ شَمَرْدَلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([779] معًا وصل حاشا (حـ)ج دأبًا لـ (حفصهم) = فحرك وخاطب يعصرون (شـ)مردلا
...
وتعصرون ويعصرون معروف؛ ومعناه: يعصرون العنب والزيتون والسمسم ونحو ذلك.
وقيل: ينجون من الجذب، ويعتصمون بالخصب.
والعَصر مثل القلم، والعُصر مثل القُفل، والمَعْصر مثل الملجأ، والمعتَصَر مثل الملتحد: كله بمعنى: ما يتحصن به.
قال عدي بن زید العبادي:
[فتح الوصيد: 2/1021]
لو تغير الماء حلقي شرقٌ = كنت كالغصان بالماء اغتصاري
ويقال: عصر فلان واعتصر وتعصر بعمرو، إذا اعتصم به). [فتح الوصيد: 2/1022]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([779] معًا وصل حاشا حج دأبًا لحفصهم = فحرك وخاطب يعصرون شمردلا
ب: (حج): غلب بالحجة، (الشمردل): الخفيف.
[كنز المعاني: 2/335]
ح: (وصل): مبتدأ، (حاشا): مضاف إليه، (معًا): حال من المضاف إليه، أي: مصاحبين؛ لأنه في الموضعين، (حج): خبر المبتدأ، (دأبًا): مفعول (حرك)، والفاء: زائدة، (لحفصهم): حال من المفعول، (يعصرون): مفعول (خاطب)، (شمردلا): حال منه، أو من فاعله.
ص: قرأ أبو عمرو: {حاش لله ما هذا بشرًا} [31]، {حاش لله ما علمنا عليه من سوء} [51] بالألف إذا وصل، وبحذفها إذا وقف، والباقون: بالحذف وصلًا ووقفًا، وهما لغتان، وإنما وقف أبو عمرو على الحذف اتباعًا للرسم، إذ رسم المصاحف بالحذف.
وقرأ حفص: {سبع سنين دأبًا} [47] بتحريك الهمز فتحًا، والباقون: بسكونها، لغتان، وكذلك: كل ما عينه حرف حلق، كـ (المعز) و (النهر) و (الشحم) يجوز فيه الفتح والسكون.
وقرأ حمزة والكسائي: {وفيه تعصرون} بالخطاب، لأن قبله: {قال
[كنز المعاني: 2/336]
تزرعون} [47]، و{مما تأكلون} [47]، والباقون: {يعصرون} بالغيبة لأن قبله {يغاث الناس} [49].
وقال: خاطب خفيفًا من غير ثقل مدحًا لقراءة الخطاب). [كنز المعاني: 2/337] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ويعصرون: بالخطاب والغيبة ظاهر وما فيه الخطاب تارة يجعله مفعولا بالخطاب كهذا وتارة فاعلا نحو: وخاطب عما يعملون؛ وكل ذلك لأن الخطاب فيه، وشمردلا حال من فاعل خاطب أو مفعوله ومعناه خفيفا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/268]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (779 - .... .... .... .... .... = .... وخاطب يعصرون شمردلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وفيه تعصرون بتاء الخطاب، وقرأ غيرهما بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَفِيهِ يَعْصِرُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {يعصرون} [49] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (704 - ويعصرو خاطب شفا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويعصر وخاطب (شفا) حيث يشا = نون (د) نا وياء يرفع من يشا
يريد قوله تعالى: وفيه يعصرون قرأه بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف حملا على «تزرعون، وتأكلون» والباقي بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويعصروا خاطب (شفا) حيث يشا = نون (د) نا وياء يرفع من يشا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: وفيه تعصرون [يوسف: 49] بتاء الخطاب؛ لإسناده إلى ضمير المستفتين على حد: تزرعون، وتأكلون [يوسف: 47]، والباقون بياء الغيب؛ لإسناده لضمير الناس.
وقرأ ذو دال (دنا): حيث نشاء [يوسف: 56] بالنون لإسناده إلى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/394]
المعظم مناسبة لطرفيه، والتسعة بالياء؛ لإسناده لضمير يوسف.
وقرأ ذو ظاء (ظل) [أول التالي] يعقوب: يرفع درجات من يشاء [يوسف: 76] معا بالغيب على أنه مسند لضمير الاسم الكريم، وهو: إلّا أن يشآء الله [يوسف:
76] على [غير] جهة التعظيم، والباقون لجهة التعظيم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/395] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَعْصِرُون" [الآية: 49]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/148]
فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب وافقهم الأعمش، والباقون بالغيب وهما واضحتان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يعصرون} قرأ الأخوان بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}
{يَأْتِي}
تقدم حكم الهمز في الآية السابقة.
{بَعْدِ ذَلِكَ}
تقدم إدغام الدال في الذال في الآية السابقة.
{فِيهِ.... النَّاسُ وَفِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل فيهما (فيهي فيهي) بوصل الهاء بياء.
والجماعة بكسر الهاء من غير صلة.
{يَعْصِرُونَ}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب {يعصرون} بالياء على الغيبة وكسر الصاد، أي يعصرون الأعناب والدهن، وقيل ينجون، وهو من العصرة، أي المنجاة.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والمفضل والأعمش وابن عباس (تعصرون) بتاء الخطاب وكسر الصاد.
[معجم القراءات: 4/280]
قال الزجاج: «... فإن شاء كان على تأويل يعصرون، وإن شاء كان على تأويل: وفيه تنجون من البلاء وتعتصمون بالخصب....».
وعن ورش والأزرق ترقيق الراء.
وقرأ جعفر بن محمد والأعرج وعيسى بن عمر وسعيد بن جبير (يعصرون)بضم الياء وفتح الصاد مبنيًا للمفعول.
قال أبو حيان: «ومعناه ينجون من عصره، إذا أنجاه، وهو مناسب لقوله: يغاث الناس....».
وقيل معناه: يمطرون، ذكر هذا ابن جني عن قطرب، ثم قال: «فإن شئت أخذته من العصرة والعصر: المنجاة، وإن شئت أخذته من عصرت السحاب الماء عليهم».
وعن عيسى بن عمر أنه قرأ (تعصرون) بتاء الخطاب مبنيًا للمفعول.
والمعنى هنا كالمتقدم في القراءة السابقة.
وحكى النقاش أنه قرئ (يعصرون) بضم الياء وكسر الصاد وشدها، وهو من «عصر» مشددًا للتكثير.
وذكر القرطبي أنه قرئ (تعصرون) بضم التاء وكسر الصاد من «أعصر» الرباعي.
[معجم القراءات: 4/281]
وقرأ زيد بن علي (تعصرون)بكسر الفاء والعين والصاد وشدها، وأصله تعتصرون، فأدغم التاء في الصاد، ونقل حركة الصاد إلى العين وأتبع حركة التاء لحركة العين.
قال أبو حيان:
«احتمل أن يكون من اعتصر العنب ونحوه، ومن اعتصر بمعنى نجا».
وقرئ (تعتصرون) أي تعتصرون العنب، على تفتعلون.
قرأ عيسى والأعرج (تعصرون) بفتح التاء والعين وكسر الصاد مشددًا، والأصل تعتصرون.
وقرئ (تعصرون) والأصل تعتصرون، فهو بكسر العين والصاد.
وقرئ (تعصرون) بفتح التاء والعين والصاد مشددًا، والأصل: تعتصرون، ولكنه أبدل التاء صادًا وحرك الثانية بحركة التاء، وعزيت هذه القراءة إلى عيسى والأعرج.
وقرئ (يعتصرون) بياء مفتوحة وتاء بعد العين، والصاد خفيفة مكسورة.
وقرئ بفتح التاء وتشديد الصاد المكسورة وإشمام العين الكسر تنبيهًا على أن التاء المبدلة صاد مكسورة.
وقرئ بالياء وإشمام العين الفتح، وهو مثل القراءة السابقة). [معجم القراءات: 4/282]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما بال النسوة) بضم النون، البرجمي، والشموني). [الغاية في القراءات العشر: 288]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تعصرون) [49]: بالتاء 4، و(يكتل) [63]: بالياء هما، وخلف. (ما بال النسوة) [50]: بضم النون البرجمي، والشموني). [المنتهى: 2/762] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَا بَالُ النِّسْوَةِ) بضم النون أبو حيوة، وابن أبي عبلة والشموني، والبرجمي عن الأعشى، الباقون بكسر النون، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همزة الملك "إيتوني" وقال: "إيتوني" من جنس ما قبلها أبو عمرو بخلفه، وورش وأبو جعفر وصلا، فإن ابتدئ بإيتوني فالكل على إبدالها ياء من جنس حركة همزة الوصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ونقل" همزة "فسله" للسين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" يعقوب بهاء السكت بخلفه على "أيديهن" و"بكيدهن" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فسئله} [50] قرأ المكي وعلي بفتح السين، وحذف الهمزة بعده، والباقون بإسكان السين، وهمزة مفتوحة بعد السين). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}
{قَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش وأبو جعفر والأصبهاني (... ايتوني) بإبدال الهمزة ياء في الوصل.
وقراءة الباقين بالهمز في الوصل (ائتوني).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
وإن كان الوقف على {الملك} ثم ابتدئ بـ {ائتوني} فجميع القراء على إبدال الهمزة ياءً، «وقال الملك: ايتوني».
{جَاءَهُ}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية /61 من سورة آل عمران.
{فَاسْأَلْهُ}
قرأ ابن كثير والكسائي وخلف وابن محيصن (فسله) وذلك بنقل حركة الهمزة إلى السين، ثم حذف الهمزتين: الأولى والثانية.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين على إسكان السين من غير نقل وهمزة مفتوحة بعدها (فاسأله).
{النِّسْوَةِ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب ومحمد بن غالب الأعشى (النسوة) بكسر النون.
وقرأ أبو بكر عن عاصم وأبو حيوة والبرجمي والسلموني والقلا والأعشى ومحمد بن جيب الشموني وابن أبي عبلة (النسوة) بضم النون
[معجم القراءات: 4/283]
قال الطوسي: «وهما لغتان والكسر أفصح».
وفي حاشية الجمل ذكر قراءة ضم النون ثم قال: «وليست بالمشهورة».
وتقدم ضم النون وكسرها في الآية/۳۰ من هذه السورة، فاجمع بين ما ذكرته هنا وبين ما سلف بيانه يكفك.
{اللَّاتِي}
قراءة الجماعة {اللاتي} بالتاء وياء بعدها، جمع «التي».
وقرئ أيضًا (اللائي) بالهمز بعد الألف، وهو أيضًا جمع «التي».
وذكر الزجاج جواز هذا الوجه ولم يذكره قراءة.
وقرأت فرقة (اللاي) بياء بعد الألف من غير همز أو تاء، وهو أيضًا جمع «التي».
ويأتي مثل هذه القراءة في سورة الطلاق الآية/4 إن شاء الله تعالى: (واللاي يئسن).
{أَيْدِيَهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (أيديهنه).
{بِكَيْدِهِنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (بكيدهنه) ). [معجم القراءات: 4/284]

قوله تعالى: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {حاش لله} 31، 51
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (حَشا لله) بِأَلف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (حش لله) بِغَيْر ألف
وحدثني عبيد الله بن علي قَالَ حَدثنَا نصر بن علي قَالَ أخبرنَا الأصمعي قَالَ سَمِعت نَافِعًا يقْرَأ (حَشا لله) فِيهَا ألف سَاكِنة كَذَا في الحَدِيث). [السبعة في القراءات: 348] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (حاشا لله) أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 287] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حاشا) [31، 51]: بألف في الوصل أبو عمرو، وزادها عباس في الوقف). [المنتهى: 2/761] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (حاشا) هنا في الموضعين بألف، وقرأ الباقون بغير ألف في الوصل والوقف، والاختيار في الوقف أنه بغير ألف لأبي عمرو فيهما). [التبصرة: 240] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {حاشا لله} (31، 51)، في الحرفين: بألف بعد الشين في الوصل، فإذا وقف حذفها اتباعًا للخط.
* روى ذلك عن اليزيدي منصوصًا أبو عبد الرحمن ابنه، وأبو حمدون، وأحمد بن واصل، وأبو شعيب من رواية أبي العباس الأديب، عنه.
والباقون: بغير ألف في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 321] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو: (حاش لله) في الحرفين بألف. في الوصل فإذا وقف حذفها اتباعا للخطّ. روى ذلك عن اليزيدي منصوصا أبو عبد الرّحمن ابنه وحمدون أبو حمدان وأحمد بن واصل وأبو شعيب من رواية أبي العبّاس الأديب عنه، والباقون بغير ألف في الحالين). [تحبير التيسير: 414] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([31]- {حَاشَ} فيهما [31، 51] وبألف في الوصل: أبو عمرو.
والوقف له بلا ألف اتباعا للخط، نص عليه كذلك أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو العباس بن واصل عن اليزيدي، وأبو العباس محمود بن محمد الأديب عن أبي شعيب عن اليزيدي.
وحكى أبو الفضل الخزاعي عن عباس عن أبي عمرو إثباتها في الوصل والوقف). [الإقناع: 2/671] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (779 - معاً وَصْلُ حَاشَا حَجَّ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 62] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([779] معًا وصل حاشا (حـ)ج دأبًا لـ (حفصهم) = فحرك وخاطب يعصرون (شـ)مردلا
حاشی، حرفٌ في الاستثناء معناه التبرية.
ويكون فعلا عند المبرد في نحو: قدموا حاشی زید؛ أي جانب بعضهم زيدا، مثل ضارب، وهو مأخوذ من الحشي: الناحية. وحشي الوادي: ناحيته. وحشيت فلانا وحاشيته: نحسته.
قال:
ولا أحاشي من الأقوام من أحد.
وحلف فما تحاشی وما تحشی: ما استثني.
[فتح الوصيد: 2/1017]
أبو علي: «لا يخلو قولهم: (حاش لله) من أن يكون الحرف الجار في الاستثناء، أو يكون فاعل من: حاشی.
ولا يجوز أن يكون الجار، لأنه لا يدخل على مثلها، ولأن الحروف لا تحذف إذا لم يكن فيها تضعيفٌ، فثبت أنه فاعل؛ وهو مأخوذ من الحشى الذي يراد به الناحية...
المعنى أنه صار في حشى، أي: في ناحيةٍ.
وفاعل حاشى، یوسف؛ كأنه في التقدير: بعد من هذا الأمر لله، أي لخوفه ومراقبته.
فأما حذف الألف، فعلى: لم يك، ولا أدر، ونحو: أصاب الناس جهد ولو تر ما أهل مكة. وإنما هو: ولو تری...
ومن حجة الحذف، أهم زعموا أنه في الخط محذوف.
وقد قال رؤبة:
وصاني العجاج فيما وصني».
وأبو عمرو جاء بها على الأصل والتمام.
قال أبو الحسن: «ولم أسمعها إلا أنها كثرت في القراءة».انتهى كلامه.
وقوله: زعموا، هو زعم صحيح؛ وكذلك نقل الأئمة.
قال أبو عبيد: «بحذف الألف نقرأ اتباعًا للكتاب، والذي عليه الجمهور الأعظم، مع أني قد رأيتها في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان
[فتح الوصيد: 2/1018]
رضي الله عنه (حش لله) بغير ألف. والأخرى مثلها. وكذلك كان الكسائي يخبر أنها في قراءة عبد الله: (حاش الله)».
قال: «وإنما ذهب أبو عمرو في (حاشا)، إلى أصل الكلمة، وكذلك هي في الأصل».
.قال محمد بن علي الأذفوي: «حكى الكسائي أنه رآها في مصحف عبد الله كذلك.
وأما قول أبي الحسن أنه لم يسمعها، فقد نقل أبو عمرو أن الحذف إنما هو لغة لبعض أهل الحجاز».
وقال: «يقال: حاشاك، وحاشى لك، ولا يقال: حاش لك».
وذهب بعض الأئمة إلى أنها فعل على قراءة الحذف، لأن الحرف ليس له تمكن الاسم، ولا تصرف الفعل، فلا يحذف منه.
وقال بعضهم: «هي حرف من حروف الجر، وضعت موضع التبرية والبراءة. فمعنی حاشا لله، براءة الله وتبرية الله. وقراءة عبد الله من ذلك، أضاف حاشا إلى الله إضافة البراءة. واللام مثلها في: (سقيا له)، كأنه قال: براءة ثم قال: لله، لبيان من يبرئ».
[فتح الوصيد: 2/1019]
قال: «ويدل على أنها نزلت منزلة المصدر -يعني براءة وتبرية -، قراءة أبي السمال: (حاشًا لله) بالتنوين. وقراءة غير أبي عمرو بالحذف، وقراءة الأعمش: (حشا لله) بحذف الأولى».
قلت: وعلى قراءته أنشد الأنباري:
حشا رهط النبي فإن منهم = بحورًا لا تكدرها الدلاء
رجع الكلام.
قال: «وإنما أجاز ألا ينون بعد إجرائه مجرى براءة الله، مراعاة لأصله الذي هو الحرفية، كما قالوا: جلست من عن يمينه، فتركوا (عن) غير معرب، و(علی) في قوله: غدت من عليه، منقلب الألف إلى الياء مع الضمير.
والمعنى: تبرية الله تعالى من صفات العجز والتعجب من قدرته على خلق مثله، في غاية الحسن.
وفي الثاني: تعجب من خلق عفيف مثله».
وقوله: (وصل حاشا)، احترز به من الوقف. فإن أبا عمرو وافق الجماعة في الوقف عليه بغير ألف اتباعَا للخط.
[فتح الوصيد: 2/1020]
قال أبو عمرو: «روي ذلك عن اليزيدي منصوصًا، أبو عبد الرحمن ابنه، وأبو حمدون وأحمد بن واصل وأبو شعيب - من رواية أبي العباس الأديب عن أبي عمرو؟» ). [فتح الوصيد: 2/1021] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([779] معًا وصل حاشا حج دأبًا لحفصهم = فحرك وخاطب يعصرون شمردلا
ب: (حج): غلب بالحجة، (الشمردل): الخفيف.
[كنز المعاني: 2/335]
ح: (وصل): مبتدأ، (حاشا): مضاف إليه، (معًا): حال من المضاف إليه، أي: مصاحبين؛ لأنه في الموضعين، (حج): خبر المبتدأ، (دأبًا): مفعول (حرك)، والفاء: زائدة، (لحفصهم): حال من المفعول، (يعصرون): مفعول (خاطب)، (شمردلا): حال منه، أو من فاعله.
ص: قرأ أبو عمرو: {حاش لله ما هذا بشرًا} [31]، {حاش لله ما علمنا عليه من سوء} [51] بالألف إذا وصل، وبحذفها إذا وقف، والباقون: بالحذف وصلًا ووقفًا، وهما لغتان، وإنما وقف أبو عمرو على الحذف اتباعًا للرسم، إذ رسم المصاحف بالحذف.
وقرأ حفص: {سبع سنين دأبًا} [47] بتحريك الهمز فتحًا، والباقون: بسكونها، لغتان، وكذلك: كل ما عينه حرف حلق، كـ (المعز) و (النهر) و (الشحم) يجوز فيه الفتح والسكون.
وقرأ حمزة والكسائي: {وفيه تعصرون} بالخطاب، لأن قبله: {قال
[كنز المعاني: 2/336]
تزرعون} [47]، و{مما تأكلون} [47]، والباقون: {يعصرون} بالغيبة لأن قبله {يغاث الناس} [49].
وقال: خاطب خفيفًا من غير ثقل مدحًا لقراءة الخطاب). [كنز المعاني: 2/337] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (779- معًا وَصْلُ حَاشَا "حَـ"ـجَّ دَأْبًا لِحَفْصِهِمْ،.. فَحَرِّكْ وَخَاطِبْ يَعْصِرُنَ "شَـ"ـمَرْدَلا
يريد أن لفظ: حاشا جاء في موضعين في هذه السورة: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا}،: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}، أثبت أبو عمرو الألف بعد الشين في الموضعين إذا وصل الكلمة بما بعدها، فإن وقف عليها حذف الألف كسائر القراء وقفا ووصلا اتباعا للرسم، ولا يكاد يفهم هذا المجموع من هذا اللفظ اليسير، وهو قوله: معا وصل حاشا حج؛ فإنه إن أراد بوصل حاشا إثبات ألفها في الوصل دون الوقف على معنى وصل هذا اللفظ فيكون من باب قوله: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا، فكأنه قال: وصل حاشا بالمد لم يعلم؛ أي: المدين يريد: ففي هذه اللفظة ألفان: أحدهما بعد الحاء والأخرى بعد الشين وكل واحدة منهما قد قرئ بحذفها قرأ الأعمش: "حشا لله"، وأنشد ابن الأنباري على هذه القراءة:
حشا رهط النبي فإن منهم،.. بحورا لا تكدرها الدلاء
وإن كان أراد بقوله: "وصل حاشا" وصل فتحة الشين بألف كما توصل الضمة بواو والكسرة بياء لم يكن مبينا لحذفها في الوقف، وتقدير البيت: وصل كلمتي حاشا معا حج؛ أي: غلب، وحاشا: حرف جر يفيد معنى البراءة، وبهذا المعنى استعمل في الاستثناء ثم وضع موضع البراءة فاستعمل كاستعمال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/267]
المصادر فقيل: حاشا لله كما يقال براءة لله فلما تنزل منزلة الأسماء تصرفوا فيه بحذف الألف الأولى تارة وبحذف الثانية أخرى وتارة بتنوينه قرأ أبو السمال "حاشا لله" هذا معنى ما ذكره الزمخشري ومال أبو علي إلى أنه فعل فقال: هو على فاعل مأخوذ من الحشا الذي؛ يعني به الناحية، والمعنى أنه صار في حشا؛ أي: في ناحية مما قرن به؛ أي: لم يقترنه ولم يلابسه، وصار في عزل عنه وناحية وفاعله يوسف.
أي: بعد عن هذا الذي رمى به؛ لله أي: لخوفه ومراقبة أمره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/268] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (779 - معا وصل حاشا حجّ دأبا لحفصهم = فحرّك وخاطب يعصرون شمردلا
وقع لفظ حاشَ لِلَّهِ* في موضعين من هذه السورة: وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً، قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ. وقد قرأ أبو عمرو بإثبات ألف بعد الشين في حال الوصل فقط لقوله (معا) أي: في الموضعين المذكورين وصل حاشا وأخذ إثبات الألف من اللفظ فإذا وقف حذف الألف وغيره من القراء يحذف الألف وصلا ووقفا). [الوافي في شرح الشاطبية: 295] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136- .... .... .... .... .... = وَحَاشَا بِحَذْفٍ .... .... .... ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: وحاشا بحذف يريد به في الموضعين وهو من جملة إطلاقه اعتمادًا على الشهرة أي قرأ مرموز (حا) حمى أيضًا {حاش لله ما هذا} [31] و{حاش لله ما علمنا} [51]. بحذف الألف بعد الشين في الوصل بخلاف صاحبه فيهما وأما في الوقف فهو كصاحبه في الحذف). [شرح الدرة المضيئة: 153] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَاشَ لِلَّهِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِأَلِفٍ بَعْدَ الشِّينِ لَفْظًا فِي حَالَةِ الْوَصْلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِهَا، وَاتَّفَقُوا عَلَى الْحَذْفِ وَقْفًا اتِّبَاعًا لِلْمُصْحَفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {حاش} في الموضعين [31، 51] بألف بعد الشين في الوصل، والباقون بحذفها، واتفقوا على حذفها وقفًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (703 - حاشا معًا صل حز .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حاشا معا صل (ح) ز وسجن أوّلا = افتح (ظ) بى ودأبا حرّك (ع) لا
أي قرأ أبو عمرو «وقلن حاش لله ما هذا، وقلن حاش لله ما علمنا عليه بالألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والباقون بحذفها في الحالين اتباعا للرسم، واختلف في «حاش» في هذه السورة هل هي اسم أو فعل؟
والظاهر أن حاش اسم منصوب على المصدرية: أي تنزيها لله، وفيه ثلاث لغات: حذف الألف الأخير للحجازيين، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
حاشا معا (ص) لـ (حز) وسجن أوّلا = إفتح ظبى ودأبا حرّك (ع) لا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو: وقلن حاشا لله ما هذا [يوسف: 31]، [و] قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء [يوسف: 51]- بألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والتسعة بحذفها في الحالين.
وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب: قال رب السّجن [يوسف: 33] بفتح السين،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/393]
والباقون بكسرها، على أنه اسم لا مصدر.
واتفقوا على كسر غيره؛ لعدم صحة إرادة المصدر؛ ولهذا قالوا: فرق يعقوب [بين المصدر والاسم].
وقرأ ذو عين (علا) حفص: سنين دأبا [يوسف: 47] بفتح الهمزة من الإطلاق، والباقون بالإسكان؛ لأن كل ثلاثي مفتوح الأول ثانيه حرف حلق فيه لغتان؛ إسكانه وفتحه كالمعز.
تنبيه:
علم [ترجمة] حاشا [يوسف: 51] من كونه قيد اللفظ بالوصل، والوقف ضده، ولفظه دائر بين إثبات الأخيرة وحذفها، والحذف مناسب للوقف؛ فتعين اللفظ بالشين.
وعلم أن الباقين يحذفونها في الوصل؛ [لأن] المتطرفة هي التي يختلف حالها وصلا ووقفا، ولم يتعرض له، بل علم حذفها فيه للكل من الإجماع ومن المناسبة.
قال الفراء: وفيه ثلاث لغات: حذف الأخيرة للحجاز، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/394] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حَاشَ لِلَّه" [الآية: 31، 51] معا فأبو عمرو بألف بعد الشين وصلا فقط على أصل الكلمة وافقه اليزيدي وابن محيصن والمطوعي، وعن الحسن حاش الإله فيهما، والباقون بالحذف، واتفقوا على الحذف وقفا اتباعا للرسم، إلا ما رواه الجعبري عن الأعمش من إثباتها في الحالين وهو خلاف ما في المصطلح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الآن" بالنقل ورش على أصله وابن وردان من طريق النهرواني، وابن هارون من طريق هبة الله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "حُصْحِص" بضم الحاء الأولى وكسر الثانية مبنيا للمفعول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حاش لله} [51] تقدم قريبًا). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}
{مَا خَطْبُكُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف (ما خطبكنه) بهاء السكت
[معجم القراءات: 4/284]
{رَاوَدْتُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف (راودتنه) بهاء السكت.
{حَاشَ لِلَّهِ}
تقدم تفصيل القراءات فيه، انظر الآية / ۳۱ من هذه السورة.
وكرر الزجاج القراءات هنا أيضًا بعد بيان سبق.
{عَلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
والباقون على القراءة بهاء مكسورة.
{مِنْ سُوءٍ}
فيه لحمزة وهشام أربعة أوجه:
النقل، والإدغام، وعلى كل من الوجهين السابقين السكون والروم.
{قَالَتِ امْرَأَةُ}
تقدم بيان الوقف على (أمرأت)، انظر الآية/۳۰ من هذه السورة.
{الْآَنَ}
قرأ ورش وابن وردان من طريق النهرواني وابن هارون من طريق هبة الله (الان) بنقل حركة الهمزة إلى اللام، ثم حذف الهمزة.
{حَصْحَصَ الْحَقُّ}
قراءة الجمهور من القراء (حصحص الحق)على بناء الفعل للفاعل، أي ظهر وبان، أو هو من الحصة أي بانت حصة الحق من حصة الباطل.
وقرأ محمد بن معدان والحسن (حصحص الحق) على البناء للمفعول، أي ميز الحق من الباطل بإقرارها على نفسها بالمراودة، وتبرئة يوسف من الذنب.
وقرئ (حصص الحق) وهي في معنى قراءة الجماعة، أي ظهرت حصه الحق من حصة الباطل). [معجم القراءات: 4/285]

قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الخآئنين} تام وقيل كاف فاصلة، ومنتهى الحزب الرابع والعشرين، باتفاق). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}
{لِيَعْلَمَ}
قراءة الجماعة {ليعلم} بفتح الياء مبنيًا للفاعل، قالوا: القائل هو امرأة العزيز، أي ليعلم يوسف أني لم أخته في غيبته بالكذب عليه، وقيل: هو من كلام يوسف بحضرة الملك، وقد ساقه بصورة الغائب توقيرًا للملك، وقيل غير هذا.
وذكر ابن خالويه أن الزهري قرأ (لقلم) بضم الياء، مبنيًا للمفعول أي ليعلم الناس جميعًا ذلك من غير تخصيص أحدٍ به.
{الْخَائِنِينَ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر). [معجم القراءات: 4/286]

قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا الأصل في (السوء إلا) غير أن قالون ذكر عنه فيها أنه يجعل الأولى كالياء الساكنة، والأحسن الجاري على الأصول إلغاء الحركة ولم يرو عنه ويليه في الجواز الإبدال والإدغام وهو الأشهر عن قالون، وهو الاختيار لأجل جوازه والرواية، فأما البزي فقد روى عنه الوجهان أيضًا، والاختيار الإبدال والإدغام لجريه على الأصول، والباقون على ما تقدم من أصولهم). [التبصرة: 241]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قالون، والبزي: {بالسو إلا} (53): بواو مشددة، بدلا من الهمزة في حال الوصل، وتحقيق همزة (إلا).
وورش، وقنبل: على أصلهما في الهمزتين المكسورتين.
وأبو عمرو أيضًا: على أصله.
والباقون: على أصولهم). [التيسير في القراءات السبع: 322]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قالون والبزي: (بالسو إلّا) بواو مشدّدة بدلا من الهمزة في حال الوصل وتحقيق همزة إلّا، وورش وقنبل وأبو جعفر ورويس على أصلهم في الهمزتين المكسورتين، وأبو عمرو أيضا على أصله، والباقون على أصولهم). [تحبير التيسير: 415]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزَتَيْ بِالسُّوءِ إِلَّا فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بالسوء إلا} [53] ذكر في الهمزتين من كلمتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "نفسي أن" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بالسوء إلا" بتسهيل الأولى كالياء قالون والبزي مع المد والقصر، والذي عليه الجمهور عنهما إبدالها واوا مكسورة وإدغام التي قبلها فيها، قال في النشر: وهذا هو المختار رواية مع صحته في القياس، وقرأ ورش وأبو جعفر وقنبل ورويس بتسهيل الثانية بين بين، وللأزرق وقنبل إبدالها حرف مد مع إشباع المد، ولقنبل وجه ثالث وهو إسقاط الأولى مع المد والقصر، وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني، والباقون بتحقيقهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "ربي إن" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وما أبرئ نفسي}
{نفسي إن} [53] قرأ نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 745]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({بالسو إلا} قرأ البصري بإسقاط الهمزة الأولى مع القصر والمد.
وقالون والبزي بإبدالها واوًا مع إدغامها في الواو الساكنة التي قبلها، فيصير النطق بواو واحدة مشددة مكسورة بعدها همزة محققة، وهي همزة {إلا} وعنهما أيضًا تسهيلها بين بين مع المد والقصر، على أصلهما من تسهيل الأولى من المكسورتين.
وورش وقنبل بتسهيل الثانية، وعنهما أيضًا إبدالها حرف مد مع المد الطويل، والباقون بتحقيقها، وأصولهم في المد ظاهرة). [غيث النفع: 745]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي إن} كـــ {نفسي إن} {الملك ائتوني} [54] لا يخفى). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)}
{وَمَا أُبَرِّئُ}
قراءة حمزة وهشام في الوقف بتسهيل الهمزة (وما أبري).
وقراءة الجماعة بالهمز في الحالين {وما أبرئ}.
{نَفْسِي إِنَّ}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (نفسي إن....) بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب بسكون الياء {نفسي إن..}.
{بِالسُّوءِ إِلَّا}
هنا همزتان مكسورتان من كلمتين، وفيهما ما يلي:
[معجم القراءات: 4/286]
قرأ نافع في رواية إسماعيل وقالون وابن كثير في رواية ابن فليح بتسهيل الهمزة الأولى كالياء وتحقيق الثانية.
والذي رواه جمهور المغاربة وسائر العراقيين عنهما إبدال الهمزة الأولى واوًا مكسورة وإدغام الواو التي قبلها فيها.
قال صاحب النشر: «وهذا هو المختار روايةً مع صحته في القياس: (بالسو إلا).
وقرأ الأزرق وورش من طريق الأصبهاني وقنبل من طريق ابن مجاهد ورويس بتسهيل الهمزة الثانية بين بين وتحقيق الأولى.
وقرأ الأزرق عن ورش وقنبل من طريق ابن شنبوذ بإبدال الهمزة الثانية حرف مد مع إشباع هذا المد للساكنين.
ولقنبل وجه ثالث من طريق ابن شنبوذ وهو إسقاط الهمزة الأولى مع المد مبالغة في التخفيف، وبه قرأ أبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وابن كثير من رواية البزي ووافقهم اليزيدي وابن محيصن.
وحذف الأولى هو الذي عليه الجمهور من أهل الأداء (بالسو إلا).
وقرأ ورش عن نافع، وكذا ابن كثير (بالسوء الا) بهمز الأولى وترك الثانية.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين.
{إِنَّ رَبِّي}
قرأ بفتح الياء نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (ربي إن..).
وقرأ ابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب بسكون الياء {ربي إن...} ). [معجم القراءات: 4/287]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (54) إلى الآية (57) ]

{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي إن} كـــ {نفسي إن} {الملك ائتوني} [54] لا يخفى). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)}
{الْمَلِكُ ائْتُونِي}
تقدمت القراءة في «ائتوني» في الآية/50 من هذه السورة.
{أَسْتَخْلِصْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (أستخلصهو) بوصل الهاء بواو، وهو مذهبه في القراءة.
وقراءة الجماعة بضم الهاء من غير وصل {أستخلصه} ). [معجم القراءات: 4/288]

قوله تعالى: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)}
{خَزَائِنِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 4/288]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {يتبوأ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء} 56
قَرَأَ ابْن كثير وَحده (يتبوأ مِنْهَا حَيْثُ نشآء) بالنُّون
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 349]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((حيث نشاء) بنون مكي). [الغاية في القراءات العشر: 288]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({حيث نشاء} [56]: بالنون مكي، والمفضل طريق جبلة). [المنتهى: 2/763]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (حيث نشاء) بالنون، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 241]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {حيث نشاء} (56): بالنون.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 322]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (حيث نشاء) بالنّون والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 415]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَيْثُ يَشَاءُ) بالنون مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وجبلة طريق الْأَصْفَهَانِيّ، وهو الاختيار، لأن الفعل للَّه، الباقون بالياء). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([56]- {حَيْثُ يَشَاءُ} بالنون: ابن كثير). [الإقناع: 2/672]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (780- .... .... .... وَحَيْثُ يَشَاءُ نُو = نُ دَارٍ .... .... .... ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([780] ونكتل بيا (شـ)افٍ وحيث يشاء نو = ن (د)ارٍ وحفظًا حافظًا (شـ)اع (عـ)قلا
...
و{نشاء} بالنون، لأن قبله: {مكنا} وبعده: {برحمتنا من نشاء}.
وبالياء ليوسف، وقبله: {يتبوأ}.
ويجوز أن يكون: يشاء الله، على الالتفات.
و(دار)، فاعلٌ من: دریت). [فتح الوصيد: 2/1022]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([780] ونكتل بيا شافٍ وحيث يشاء نو = ن دارٍ وحفظًا حافظًا شاع عقلا
ح: (نكتل): مبتدأ، (بيا): متعلق به، (شافٍ): خبره، أو (بيا): خبر، شافٍ: مضاف إليه، أي: بياء عالم شافٍ، أو نعت له، (نون): مبتدأ، (دارٍ): مضاف إليه، أي: نون قارئٍ عالم، و(دارٍ): من (دريت)، (حيث يشاء): خبره، أي: في حيث، (حفظًا): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: يقرأ حافظًا، أو (حافظًا): حال، وخبره (شاع)، (عقلا): جمع عاقل تمييز، أو حال، أي: شاع ذا عقل.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {فأرسل معنا أخانا يكتل} [63] بالياء للأخ، والباقون: بالنون للإخوة.
وقرأ ابن كثير: (يتبوأ منها حيث نشاء) [56] بالنون في {يشاء}
[كنز المعاني: 2/337]
للعظمة، والباقون: بالياء ليوسف.
ولا خلاف في {نصيبُ برحمتنا من نشاء} [56] أنه بالنون، ولهذا قيد بـ (حيث).
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {فالله خيرٌ حافظًا} [64] على اسم الفاعل نصبًا على الحال أو التمييز، والباقون: (حفظًا) على المصدر نصبًا على التمييز). [كنز المعاني: 2/338] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله تعالى: "يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ نَشَاءُ"، الياء ليوسف والنون نون العظمة، ولا خلاف في قوله: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} أنه بالنون. ودار: اسم فاعل من دريت، والتقدير: ذو نون قارئ دارٍ وشافٍ كذلك؛ أي: بياء قارئ شافٍ، ويجوز أن يكون شافٍ صفة "يا" أو خبر نكتل، و"بيا" متعلق به؛ أي: ونكتل: شافٍ "بيا"، ووزن نكتل: نفتل والعين محذوفة والأصل نكتال حذفت الألف؛ لالتقاء الساكنين في حال الجزم وأصل نكتال نكتيل على وزن نفتعل مثل نكتحل، ويتعلق بذلك حكاية ظريفة جرت بين أبي عثمان المازني وابن السكيت في مجلس المتوكل أو وزيره ابن الزيات قد ذكرتها في ترجمة يعقوب بن السكيت في مختصر تاريخ دمشق). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/269]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (780 - .... .... .... وحيث يشاء نو = ن دار .... .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير: حَيْثُ نَشاءُ. بالنون في يَشاءُ* في موضع الياء التي هي قراءة الباقين، وتقييد يَشاءُ* بوقوعه بعد حيث؛ للاحتراز عن: نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ؛ فإنه بالنون للجميع). [الوافي في شرح الشاطبية: 296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَيْثُ يَشَاءُ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {حيث يشاء} [56] بالنون، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (704- .... .... .... حيث يشا = نونٌ دنا .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ ابن كثير نشاء من «حيث نشاء» بالنون، والباقون بالياء، واحترز بحيث يشاء من «نصيب برحمتنا من يشاء» فإنه بالنون بلا خلاف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويعصروا خاطب (شفا) حيث يشا = نون (د) نا وياء يرفع من يشا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: وفيه تعصرون [يوسف: 49] بتاء الخطاب؛ لإسناده إلى ضمير المستفتين على حد: تزرعون، وتأكلون [يوسف: 47]، والباقون بياء الغيب؛ لإسناده لضمير الناس.
وقرأ ذو دال (دنا): حيث نشاء [يوسف: 56] بالنون لإسناده إلى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/394]
المعظم مناسبة لطرفيه، والتسعة بالياء؛ لإسناده لضمير يوسف.
وقرأ ذو ظاء (ظل) [أول التالي] يعقوب: يرفع درجات من يشاء [يوسف: 76] معا بالغيب على أنه مسند لضمير الاسم الكريم، وهو: إلّا أن يشآء الله [يوسف:
76] على [غير] جهة التعظيم، والباقون لجهة التعظيم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/395] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حَيْثُ نَشَاء" [الآية: 56] فابن كثير بالنون على أنها نون العظمة لله تعالى، وافقه الحسن والشنبوذي، والباقون بالياء والضمير ليوسف، وخرج بحيث نصيب برحمتنا من نشاء المتفق عليه بالنون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/149]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حيث يشاء} [56] قرأ المكي بالنون، والباقون بالياء التحتية). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
{لِيُوسُفَ فِي}
إدغامالفاء في الفاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب
{يَتَبَوَّأُ}
قراءة حمزة وهشام في الوقف بإبدال الهمزة ألفًا (يتبوا).
وبتسهيلها بين بين مع الروم.
وقراءة الجماعة {يتبوأ}.
وذكر الباقولي أنه قرئ لعاصم من طريق المفضل (نتبو)أ بالنون، ولم أجد هذا عند غيره.
وقد ذهب إلى أن (نتبوأ) هنا بمعني نبوئ.
{يَشَاءُ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب
[معجم القراءات: 4/288]
{يشاء} بياء الغيبة، والفاعل يوسف.
وقرأ ابن كثير ونافع والحسن وأبو جعفر وشيبة والمفضل والشنبوذي (نشاء) بنون العظمة لله سبحانه وتعالى، وذكرها أبو حيان قراءة لنافع.
قال العكبري: «... وبالنون ضمير اسم الله على التعظيم، ويجوز أن يكون فاعله ضمير يوسف، لأن مشيئته من مشيئة الله».
وقال الشهاب: «وضمير يشاء ليوسف عليه الصلاة والسلام، ويجوز أن يكون لله ففيه التفات».
وإذا وقف حمزة وهشام على (يشاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
ولهما أيضًا التسهيل مع المد والقصر.
{نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا}
إدغام الباء في الباء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{نَشَاءُ}
وقف حمزة وهشام هنا كالوقف على (يشاء) المتقدمة). [معجم القراءات: 4/289]

قوله تعالى: {وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)}
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت في الآية/ 4 من سورة البقرة القراءات فيه: تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء وما قبلها.
[معجم القراءات: 4/289]
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/290]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (58) إلى الآية (62) ]

{ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) }

قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسهل الثانية من "جاء إخوة" كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وجآء إخوة} [58] جلي). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/43 من سورة النساء.
{إِخْوَةُ يُوسُفَ}
هنا همزتان من كلمتين، الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، وفيهما ما يلي:
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتحقيق الهمز الأولى وتسهيل الثانية كالياء.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين.
وإذا وقف حمزة وهشام على (جاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{يُوسُفَ فَدَخَلُوا}
إدغام الفاء في الفاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{عَلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهيه) بوصل الهاء بياء.
{مُنْكِرُونَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلا). [معجم القراءات: 4/290]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِجَهَازِهِمْ) بكسر الجيم فيهما أبو السَّمَّال، والْجَحْدَرِيّ، الباقون بفتحها، وهو الاختيار؛ لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "أني أوف" نافع وأبو جعفر بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أني أوفي} [59] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان، وثلاثة {أوفي} لورش جلية). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)}
{بِجَهَازِهِمْ}
قراءة الجماعة (بجهازهم) بفتح الجيم.
وقرأ يحيى بن يعمر وعبد الله بن مسعود {بجهازهم} بكسر الجيم.
قال القرطبي: «وجوز بعض الكوفيين «الجهاز»، بكسر الجيم.
وقال ابن منظور: «قال الأزهري: كلهم على فتح الجيم، وجهاز بالكسر لغة رديئة» ومثل هذا في التاج، والمصباح.
والنص عند الرازي عن الأزهري: «... والكسر لغة ليست بجدة».
وفي حاشية الجمل: «بالفتح، والكسر لغة قليلة».
وظاهر النص في الصحاح يسوي بين الفتح والكسر.
وذكر الشوكاني أن الكسر لغة جيدة، فتأمل تعارض هذه الآراء !.
{قَالَ ائْتُونِي}
تقدم حكم الهمز في الآية/50 {وقال الملك ائتوني}.
{بِأَخٍ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً.
{أَنِّي أُوفِي}
قرأ نافع برواية ورش وقالون وأبو جعفر بخلاف عنه، وابن محيصن بفتح الياء في الوصل (إني...).
[معجم القراءات: 4/291]
وقراءة السبعة ويعقوب بسكون الياء وهي رواية إسماعيل عن نافع والوجه الثاني عن أبي جعفر (أني أوفي).
{أُوفِي}
جميع القراء أثبتوا الياء في الوقف لثبوتها في الرسم.
وحذفوها في الوصل.
{خَيْرُ}
تقدم في الآية / 57 ترقيق الراء وتفخيمها). [معجم القراءات: 4/292]

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" يعقوب ياء "تقربون" في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)}
{لَمْ تَأْتُونِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {لم تأتوني} بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على القراءة بالهمز.
{فَلَا كَيْلَ لَكُمْ}
إدغاماللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{وَلَا تَقْرَبُونِ}
قراءة يعقوب في الحالين (ولا تقربوني) بإثبات الياء.
وقراءة الجماعة {ولا تقربون} بنون مكسورة، على حذف الياء في الحالين، وهو الموافق للرسم، وهو حذف للتخفيف، والنون المثبتة هي نون الوقاية، ونون الفعل محذوفة للجزم). [معجم القراءات: 4/292]

قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)}

قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في النُّون وَالتَّاء من قَوْله {وَقَالَ لفتيانه} 62
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (لفتيته) بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (لفتينه) بالنُّون
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أَبُو بكر عَنهُ مثل أَبي عَمْرو
وروى حَفْص عَنهُ (لفتينه) مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 349]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لِفِتْيَانِهِ) (خير حافظا)
[الغاية في القراءات العشر: 288]
كوفي - غير أبي بكر ).
[الغاية في القراءات العشر: 288]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لفتيانه} [62]: بألف كوفي غير أبي بكر). [المنتهى: 2/763]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (لفتيانه) بالألف والنون بعدها، وقرأ الباقون (لفتيته) بغير ألف ولا نون وبتاء بعد الياء). [التبصرة: 241]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {وقال لفتيانه} (62): بالألف والنون.
والباقون: بالتاء، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 322]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة وخلف: (وقال لفتيانه) بالألف والنّون، والباقون بالتّاء من غير ألف). [تحبير التيسير: 415]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِفِتْيَانِهِ)، و(حَافِظًا) بالألف والنون ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وأبي بكر، وافقهما ابن سلام في (حَافِظًا)، الباقون بغير ألف فيهما وبالتاء وهو الاختيار لقوله: (فَلَا كَيْلَ لَكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 576] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([62]- {لِفِتْيَانِهِ}، و{حَافِظًا} [64] بألف فيهما: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/672] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (781 - وَفِتْيَتِهِ فِتْيَانِهِ عَنْ شَذاً .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([781] وفتيته فتيانه (عـ)ن (شـ)ذًا ورد = بالإخبار في قالوا أئنك (د)غفلا
الفتيان للكثير، والفتية للقليل.
و{لفتينه}، قراه عبد الله بن مسعود والحسن ويحيى وحميد والأعمش، واختيار أبي عبيد.
فلذلك قال: (عن شذًا).
فإن قيل: القلة هاهنا أليق، لأن جعل بضاعتهم في رحالهم، لا يحتاج إلى الكثرة!
[فتح الوصيد: 2/1023]
قلت: معناه أنه خاطب بذلك الجمع الكثير، ولم يعين، فابتدر ذلك من ابتدره منهم.
ووجه القلة، أن المباشرين لذلك كانوا قليلًا، وإنما باشروا ذلك بقوله لهم). [فتح الوصيد: 2/1024]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([781] وفتيته فتيانه عن شذا ورد = بالاخبار في قالوا أئنك دغفلا
ب: (الشذا): كسر العود، (رد): من (راد يرود): إذا طلب الكلام، (الدغفل): العيش الواسع.
ح: (فتيته): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: يقرأ فتيانه، (عن شذا): حال، (دغفلا): مفعول (رُد)، أي: اطلب عيشًا واسعًا بالإخبار.
ص: قرأ حفص وحمزة والكسائي: {وقال لفتيانه اجعلوا} [62]
[كنز المعاني: 2/338]
بجمع الكثرة، يخاطب بذلك الجمع الكثير، ولم يعين، فابتدر منهم من ابتدر، والباقون: (لفتيته) بجمع القلة، لأن جعل البضاعة في الرحال لا يحتاج إلى الكثرة، وهما لغتان جمع (فتًى) كـ (صبيان) و (صبية)، ومدح القراءة بقوله: (عن شذا).
وقرأ ابن كثير: (قالوا إنك لأنت يوسف) [90] بالإخبار لجزمهم بمعرفته، لوضوح القرائن الدالة عليه، أو على حذف همزة الاستفهام، نحو: {وتلك نعمةٌ تمنها} [الشعراء: 22] أي: أو تلك نعمةٌ؟ والباقون: بالاستفهام، كأنهم لم يجزموا أهو يوسف أم لا؟ فاستفهموا ليتحقق الأمر، والاستفهام للاستغراق أو للتعظيم). [كنز المعاني: 2/339] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (781- وَفِتْيَتِهِ فِتْيَانِهِ "عَـ"ـنْ "شَـ"ـذًا وَرُدْ،.. بِالِاخْبَارِ فِي قَالُوا أَئِنَّكَ "دَ"غْفَلا
أي: يقرأ فتيانه أو التقدير: وقراءة فتيته بلفظ فتيانه لحفص وحمزة والكسائي، وهم الذين قرءوا "حافظا" فلو قال: عنهم موضع قوله: عن شذا لاستقام لفظا، ومعنى: وفتية وفتيان كلاهما جمع فتى كإخوة وإخوان الأول للقلة والثاني للكثرة، فكأن الخطاب كان لجميع الأتباع والذين باشروا الفعل قليل منهم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/270]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (781 - وفتيته فتيانه عن شذا ورد = بالاخبار في قالوا أئنّك دغفلا
قرأ حمزة والكسائي وحفص: لِفِتْيانِهِ. وقرأ غيرهم لفتيته وقد لفظ بالقراءتين فاستغنى بلفظه عن التقييد. وقرأ ابن كثير: قالوا إنّك لأنت يوسف بهمزة واحدة على الإخبار، وقرأ غيره بهمزتين على الاستفهام وكل على أصله من التحقيق والتسهيل والإدخال وتركه). [الوافي في شرح الشاطبية: 296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (لِفِتْيَتِهِ) فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ لِفِتْيَانِهِ بِأَلِفٍ بَعْدَ الْيَاءِ وَنُونٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَاءٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {لفتيانه} [62] بألف بعد الياء ونون مكسورة بعدها، والباقون بتاء مكسورة بعد الياء من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (705- .... .... .... فتيان في = فتية حفظاً حافظاً صحبٌ .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (فتيان) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص فتيان موضع فتية: أي قوله تعالى «قال لفتيانه» والباقون بتاء
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
مكسورة بعد الياء من غير ألف، ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا قرءوا «حافظا» موضع «حفظا» بفتح الحاء وكسر الفاء وألف بينهما والباقون حفظا بكسر الحاء وإسكان الفاء وحذف الألف، واتفق للمصنف رحمه الله تعالى الجمع بين فتيان وحافظا برمز واحد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 256] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ظ) لـ ويا نكتل (شفا) فتيان في = فتية (ح) فظا حافظا (صحب) وفى
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، وعلى، وخلف: أخانا يكتل [يوسف: 63] بياء الغيب على إسناده لضمير الأخ؛ طبقا لـ أرسل [الأعراف: 6]، والباقون بالنون على إسناده للإخوة طبقا للمعنى.
وقرأ [ذو] (صحب) حمزة [و] الكسائي، وخلف، وحفص: وقال لفتينه [يوسف: 62]، بألف ونون بعد الياء، [والنون على جعل القول لكل أتباعه]، والباقون بتاء مثناة فوق على جعله لبعضهم؛ ليأتي الفعل منهم على حد: إنّهم فتية [الكهف: 13]، و«فتى» يجمع في القلة على «فتية»، وفي الكثرة على «فتيان».
وقرأ [ذو] (صحب) أيضا خير حفظا [يوسف: 64] بفتح الحاء وكسر الفاء وألف بينهما على أنه اسم فاعل، أي: حافظ الله خير من حافظكم، والباقون بكسر الحاء وإسكان الفاء وحذف الألف على أنه مصدر؛ أي: حفظ الله خير من حفظكم، وطبق دعواهم، استغنى باللفظ في المحلين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/395] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِفْتِيَتِه" [الآية: 61] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بألف بعد الياء ونون مكسورة بعدها جمع كثرة لفتى، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بغير ألف وبتاء مثناة بدل النون جمع قلة له، فالتكثير بالنسبة للمأمورين والقلة بالنسبة للمتناولين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وقال لفتيته} [62] قرأ حفص والأخوان {لفتيانه} بألف بعد الياء، ونون مكسورة بعدها، والباقون بتاء مكسورة بعد الياء، من غير ألف). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)}
{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لِفِتْيَانِهِ}
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف وحماد والحسن والأعمش، وابن مسعود (لفتيانه) بألف بعد الياء ثم نون مكسورة بعد الألف. وهي اختيار أبي عبيد.
قال: هي في مصحف عبد الله كذلك.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمر وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو جعفر ويعقوب (لفتيته) بحذف الألف بعد الياء ثم بتاء وهي اختيار أبي حاتم والنحاس وغيرهما.
قال ابن مجاهد: «... واختلف عن عاصم، فروى أبو بكر عنه مثل أبي عمرو، وروى حفص عنه (لفتيانه) مثل حمزة.
وقال مكي:
«.. لفتيانه، على وزن فعلان، جعلوه جمع فتى في أكثر العدد، ويقوي ذلك قوله: في رحالهم، فأتى بجمع لأكثر العدد، فأخبر بكثرة الخدمة ليوسف وإن كان الذين تولوا جعل البضاعة في الرحال بعضهم، وقرأ الباقون (لفتيته) على وزن فعلة»، جعلوه جمع
[معجم القراءات: 4/293]
«فتى» أقل العدد؛ لأن الذين تولوا جعل البضاعة في رحالهم يكفي منهم أقل العدد».
ثم ذكر أن الاختيار (لفتيته)؛ لأن المعنى عليه؛ ولأن أكثر القراء عليه.
وعند القرطبي: «قال الثعلبي: هما لغتان جيدتان، مثل الصبيان والصبية.
وقال النحاس: لفتيانه: مخالف للسواد الأعظم، لأنه في السواد لا ألف فيه ولا نون، ولا يترك السواد المجتمع عليه لهذا الإسناد المنقطع...»، وانظر هذا في إعراب النحاس فقد قال بعد النص السابق:
«وأيضًا فإن فتية ههنا أشبه من فتيان؛ لأن فتية عند العرب لأقل العدد، والقليل بأن يجعلوا. البضاعة في الرحال أشبه...».
وفي مصحف ابن مسعود (وقال لفتيانه وهو يكايلهم) وذكر هذا ابن عطية). [معجم القراءات: 4/294]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (63) إلى الآية (66) ]

{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في النُّون وَالْيَاء من قَوْله {فَأرْسل مَعنا أخانا نكتل} 63
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {نكتل} بالنُّون
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (يكتل) بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 349 - 350]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و(يكتل) بالياء، كوفي، - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 288]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تعصرون) [49]: بالتاء 4، و(يكتل) [63]: بالياء هما، وخلف. (ما بال النسوة) [50]: بضم النون البرجمي، والشموني). [المنتهى: 2/762] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (يكتل) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 241]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {أخانا يكتل} (63): بالياء.
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 322]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: أخانا يكتل بالياء والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 415]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَكْتَلْ) بالياء كوفي غير عَاصِم، وقاسم، وابن سعدان، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (إِلَيْنَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([49]- {يَعْصِرُونَ} بالتاء، و{نَكْتَلْ} [63] بالياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/672] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (780 - وَنَكْتَلْ بِيَا شَافٍ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([780] ونكتل بيا (شـ)افٍ وحيث يشاء نو = ن (د)ارٍ وحفظًا حافظًا (شـ)اع (عـ)قلا
{نكتل} بالنون، لأنا قد منعنا إلا أن يكون معنا.
و{يكتل}، راجعٌ إلى أخانا.
ويحتمل قوله: (بياء شافٍ)، أنه أضاف الياء إليه؛ فيكون مخفوضًا بالإضافة.
ويحتمل أن يكون (شاف) مرفوعًا، خبرًا للمبتدأ). [فتح الوصيد: 2/1022]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([780] ونكتل بيا شافٍ وحيث يشاء نو = ن دارٍ وحفظًا حافظًا شاع عقلا
ح: (نكتل): مبتدأ، (بيا): متعلق به، (شافٍ): خبره، أو (بيا): خبر، شافٍ: مضاف إليه، أي: بياء عالم شافٍ، أو نعت له، (نون): مبتدأ، (دارٍ): مضاف إليه، أي: نون قارئٍ عالم، و(دارٍ): من (دريت)، (حيث يشاء): خبره، أي: في حيث، (حفظًا): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: يقرأ حافظًا، أو (حافظًا): حال، وخبره (شاع)، (عقلا): جمع عاقل تمييز، أو حال، أي: شاع ذا عقل.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {فأرسل معنا أخانا يكتل} [63] بالياء للأخ، والباقون: بالنون للإخوة.
وقرأ ابن كثير: (يتبوأ منها حيث نشاء) [56] بالنون في {يشاء}
[كنز المعاني: 2/337]
للعظمة، والباقون: بالياء ليوسف.
ولا خلاف في {نصيبُ برحمتنا من نشاء} [56] أنه بالنون، ولهذا قيد بـ (حيث).
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {فالله خيرٌ حافظًا} [64] على اسم الفاعل نصبًا على الحال أو التمييز، والباقون: (حفظًا) على المصدر نصبًا على التمييز). [كنز المعاني: 2/338] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (780- وَنَكْتَلْ بِيَا "شَـ"ـافٍ وَحَيْثُ يَشَاءُ نُو،.. نُ "دَ"ارٍ وَحِفْظًا حَافِظًا "شَـ"ـاعَ عُقلا
يريد: "فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا يَكْتَلْ" الياء للأخ والنون لجماعة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/268]
الأخوة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/269]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (780 - ونكتل بيا شاف وحيث يشاء نو = ن دار وحفظا حافظا شاع عقّلا قرأ حمزة والكسائي: فأرسل معنا أخانا يكتل بياء الغيبة. وقرأ غيرهما بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَكْتَلْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {نكتل} [63] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (705- .... ويا نكتل شفا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ظ) لّ ويا نكتل (شفا) فتيان في = فتية حفظا حافظا (صحب) وفي
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف «يكتل» بياء الغيبة على إسناده لضمير الأخ.
والباقون بالنون على إسناده لضمير الإخوة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ظ) لـ ويا نكتل (شفا) فتيان في = فتية (ح) فظا حافظا (صحب) وفى
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، وعلى، وخلف: أخانا يكتل [يوسف: 63] بياء الغيب على إسناده لضمير الأخ؛ طبقا لـ أرسل [الأعراف: 6]، والباقون بالنون على إسناده للإخوة طبقا للمعنى.
وقرأ [ذو] (صحب) حمزة [و] الكسائي، وخلف، وحفص: وقال لفتينه [يوسف: 62]، بألف ونون بعد الياء، [والنون على جعل القول لكل أتباعه]، والباقون بتاء مثناة فوق على جعله لبعضهم؛ ليأتي الفعل منهم على حد: إنّهم فتية [الكهف: 13]، و«فتى» يجمع في القلة على «فتية»، وفي الكثرة على «فتيان».
وقرأ [ذو] (صحب) أيضا خير حفظا [يوسف: 64] بفتح الحاء وكسر الفاء وألف بينهما على أنه اسم فاعل، أي: حافظ الله خير من حافظكم، والباقون بكسر الحاء وإسكان الفاء وحذف الألف على أنه مصدر؛ أي: حفظ الله خير من حفظكم، وطبق دعواهم، استغنى باللفظ في المحلين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/395] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نَكْتَل" [الآية: 63] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت، والباقون بالنون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({نكتل} [63] قرأ الأخوان بالياء التحتية، والباقون بالنون). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)}
{أَبِيهِمْ}
قراءة يعقوب (أبيهم) بضم الهاء على الأصل.
وقراءة الجماعة {أبيهم} بكسر الهاء مراعاة للجوار.
[معجم القراءات: 4/294]
{نَكْتَلْ}
قرأ ابن كثير وأبو عامر وابن عامر ونافع وعاصم من طريق حفص وأبي بكر، وأبو جعفر ويعقوب {نكتل} بالنون، وهي أعم، أي نكتل جميعًا، وهي اختيار أبي عبيد.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف وابن مسعود وأصحابه والأعمش (يكتل) بالياء، أي أخوهم.
قال النحاس: «... وزعم. أي أبو عبيد - أنه إذا قال (يكتل) بالياء كان للأخ خاصة.
قال أبو جعفر: «وهذا لا يلزم لأنه لا يخلو الكلام من إحدى جهتين أن يكون المعنى: فأرسل أخانا يكتل معنا فيكون للجميع، أو يكون التقدير على غير التقديم والتأخير فيكون في الكلام دليل على الجميع بقوله: فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي».
وتجد قريبًا من هذا في حاشية الشهاب على جعل الكيل للجميع، وإن جاءت القراءة بالياء.
وقال الفراء: «.. وكلاهما صواب لأي كلتا القراءتين، من قال: نكتل، جعله معهم في الكيل، ومن قال: يكتل يصيبه كيل لنفسه، فجعل الفعل له خاصة؛ لأنهم يزدادون به كيل بعيره» ). [معجم القراءات: 4/295]

قوله تعالى: {قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا في إِدْخَال الْألف وإسقاطها وَفتح الْحَاء وَكسرهَا من قَوْله {خير حَافِظًا} 64
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (حفظا)
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم (خير حفظا)
وَكَذَلِكَ روى مُحَمَّد بن أبان عَن عَاصِم (خير حفظا) ). [السبعة في القراءات: 350]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((خير حافظا)
[الغاية في القراءات العشر: 288]
كوفي - غير أبي بكر ). [الغاية في القراءات العشر: 289]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({حافظًا} [64]: بألف هما، وخلف، وحفص). [المنتهى: 2/763]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (حافظا) بألف بعد الحاء مثل فاعلاً، وقرأ الباقون (حفظًا) بكسر الحاء من غير ألف مثل فعلاً). [التبصرة: 241]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {خير حافظا} (64): بفتح الحاء، وألف بعدها، وكسر الفاء.
[التيسير في القراءات السبع: 322]
والباقون: بكسر الحاء، وإسكان الفاء، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 323]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (خير حافظًا) بفتح الحاء وألف بعدها، وكسر الفاء، والباقون بكسر الحاء وإسكان الفاء من غير ألف). [تحبير التيسير: 415]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِفِتْيَانِهِ)، و(حَافِظًا) بالألف والنون ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وأبي بكر، وافقهما ابن سلام في (حَافِظًا)، الباقون بغير ألف فيهما وبالتاء وهو الاختيار لقوله: (فَلَا كَيْلَ لَكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 576] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([62]- {لِفِتْيَانِهِ}، و{حَافِظًا} [64] بألف فيهما: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/672] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (780- .... .... .... .... = .... وَحِفْظاً حَافِظاً شَاعَ عُقلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([780] ونكتل بيا (شـ)افٍ وحيث يشاء نو = ن (د)ارٍ وحفظًا حافظًا (شـ)اع (عـ)قلا
...
وحافظًا شاع عقله، وهو جمع عاقل؛ أي اشتهر ذكر الذين عقلوه.
[فتح الوصيد: 2/1022]
قالوا: هذا مطابقٌ لأرحم الراحمين، ولا يطابقه {حفظًا}. وانتصابه على التمييز، مثل: هو أشجع العرب رجلًا، وأحسنهم امرأةً.
و{حفظًا} أيضًا: منصوب على التمييز.
ويجوز أن يكونا منصوبين على الحال، ولا وجه لمنعه.
وقال أبو علي: «ينبغي أن ينتصبا على التمييز دون الحال» ). [فتح الوصيد: 2/1023]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([780] ونكتل بيا شافٍ وحيث يشاء نو = ن دارٍ وحفظًا حافظًا شاع عقلا
ح: (نكتل): مبتدأ، (بيا): متعلق به، (شافٍ): خبره، أو (بيا): خبر، شافٍ: مضاف إليه، أي: بياء عالم شافٍ، أو نعت له، (نون): مبتدأ، (دارٍ): مضاف إليه، أي: نون قارئٍ عالم، و(دارٍ): من (دريت)، (حيث يشاء): خبره، أي: في حيث، (حفظًا): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: يقرأ حافظًا، أو (حافظًا): حال، وخبره (شاع)، (عقلا): جمع عاقل تمييز، أو حال، أي: شاع ذا عقل.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {فأرسل معنا أخانا يكتل} [63] بالياء للأخ، والباقون: بالنون للإخوة.
وقرأ ابن كثير: (يتبوأ منها حيث نشاء) [56] بالنون في {يشاء}
[كنز المعاني: 2/337]
للعظمة، والباقون: بالياء ليوسف.
ولا خلاف في {نصيبُ برحمتنا من نشاء} [56] أنه بالنون، ولهذا قيد بـ (حيث).
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {فالله خيرٌ حافظًا} [64] على اسم الفاعل نصبًا على الحال أو التمييز، والباقون: (حفظًا) على المصدر نصبًا على التمييز). [كنز المعاني: 2/338] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: حفظا مبتدأ وخبره مضمر؛ أي: يقرأ حافظًا أو يكون خبره شاع عقلا، وعقلا تمييز وهو جمع عاقل؛ أي: شاع ذكر الذين عقلوه وحافظا حال؛ أي: شاع على هذه الحالة في القراءة، ويجوز أن يكون عقلا حال على معنى ذا عقل، وانتصب حفظا في الآية وحافظا على التمييز، وجوز الزمخشري أن يكون حافظا حالا، ومنعه أبو علي، والتمييز في حفظا ظاهر؛ أي: حفظ لله خير من حفظكم، ووجه حافظا أن لله تعالى حفظة كما له حفظ نحو قوله تعالى: {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً}، فالتقدير: حافظه خير من حافظكم كما كان حِفظه خيرا من حِفظكم، ويجوز أن يكون التمييز من باب قولهم:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/269]
لله دره فارسًا؛ أي: در فروسيته، فيرجع المعنى إلى القراءة الأخرى، وهذا التمييز الذي هو حافظ يجوز إضافة خير إليه وقد قريء "خير حافظ"، ولا تجوز الإضافة إلى حفظ إلا على تقدير خير ذي حفظ والله أعلم.
وقدم ذكر الخلاف في "نكتل" على "حيث يشاء" ضرورة للنظم وإلا فالأمر بالعكس وقدمه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/270]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (780 - .... .... .... .... .... = .... وحفظا حافظا شاع عقّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وقرأ غيرهم حفظا ونطق الناظم بالقراءتين معا
فاستغنى بالنطق عن القيد. و(عقلا) بضم العين وفتح القاف مشددة جمع عاقل). [الوافي في شرح الشاطبية: 296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَيْرٌ حَافِظًا فَقَرَأَ حَمْزَةُ،
[النشر في القراءات العشر: 2/295]
وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ حَافِظًا بِأَلِفٍ بَعْدَ الْحَاءِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَإِسْكَانِ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {حافظًا} [64] بألف بعد الحاء وكسر الفاء، والباقون بكسر الحاء وإسكان الفاء من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (705- .... .... .... فتيان في = فتية حفظاً حافظاً صحبٌ .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (فتيان) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص فتيان موضع فتية: أي قوله تعالى «قال لفتيانه» والباقون بتاء
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
مكسورة بعد الياء من غير ألف، ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا قرءوا «حافظا» موضع «حفظا» بفتح الحاء وكسر الفاء وألف بينهما والباقون حفظا بكسر الحاء وإسكان الفاء وحذف الألف، واتفق للمصنف رحمه الله تعالى الجمع بين فتيان وحافظا برمز واحد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 256] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ظ) لـ ويا نكتل (شفا) فتيان في = فتية (ح) فظا حافظا (صحب) وفى
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، وعلى، وخلف: أخانا يكتل [يوسف: 63] بياء الغيب على إسناده لضمير الأخ؛ طبقا لـ أرسل [الأعراف: 6]، والباقون بالنون على إسناده للإخوة طبقا للمعنى.
وقرأ [ذو] (صحب) حمزة [و] الكسائي، وخلف، وحفص: وقال لفتينه [يوسف: 62]، بألف ونون بعد الياء، [والنون على جعل القول لكل أتباعه]، والباقون بتاء مثناة فوق على جعله لبعضهم؛ ليأتي الفعل منهم على حد: إنّهم فتية [الكهف: 13]، و«فتى» يجمع في القلة على «فتية»، وفي الكثرة على «فتيان».
وقرأ [ذو] (صحب) أيضا خير حفظا [يوسف: 64] بفتح الحاء وكسر الفاء وألف بينهما على أنه اسم فاعل، أي: حافظ الله خير من حافظكم، والباقون بكسر الحاء وإسكان الفاء وحذف الألف على أنه مصدر؛ أي: حفظ الله خير من حفظكم، وطبق دعواهم، استغنى باللفظ في المحلين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/395] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خير حفظا" [الآية: 64] فقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف "حافظا" بفتح الحاء وألف بعدها وكسر الفاء تمييزا، وحال وافقهم ابن محيصن بخلفه والشنبوذي، والباقون "حفظا" بكسر الحاء وسكون الفاء والنصب على التمييز فقط "وعن" المطوعي خبر حافظ بلا تنوين على الإضافة وبالألف مع الخفض). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({خير حفظا} [64] قرأ حفص والأخوان بألف بعد الحاء، وكسر الفاء، والباقون بكسر الحاء، وإسكان الفاء، من غير ألف). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
{عَلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
{أَخِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (أخيهي) بوصل الهاء بياء.
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{خَيْرٌ حَافِظًا}
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وابن محيصن بخلاف عنه والشنبوذي وحماد وخلف وابن مسعود {خير حافظًا} اسم فاعل من «حفظ»، وهو منصوب على الحال، ويجوز أن يكون منصوبة على التمييز، وجاء على «فاعل» وفيه مبالغة، والتقدير خير الحافظين فاكتفى بالواحد.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم من رواية أبي بكر ويعقوب وأبو جعفر (خير حفظًا) بدون ألف، وهو منصوب على التمييز، وهو مصدر دال على الفعل.
قال مكي:
«وهذه القراءة أحب إلي؛ لصحة معناها، أعني حافظًا لولا أن
[معجم القراءات: 4/296]
الأكثر على الأخرى أي حفظًا.
وذكر مكي في مشكلة أن بعض أهل النظرة الحالية في {حافظً}؛ لأن أفعل لابد له من بيان، ولو جاز نصبه على الحال الجاز حذفه، ولو حذف لنقص بيان الكلام، ولصار اللفظ: فالله خير، فلا يدرى معنى الخير في أي نوع هو.
ثم ذهب إلى أن نصبه على البيان أحسن كنصب (حفظ)، وهو قول الزجاج وغيره.
وقال الشهاب:
«واعترض على الحالية بأن فيه تقييد الخيرية بهذه الحال، ورد بأنها حال لازمة مؤكدة لا مبينة، ومثلها كثير مع أنه قول بالمفهوم وهو غير معتبر، ولو اعتبر ورد على التمييز، وفيه نظره».
وقرأ الأعمش والمطوعي وابن مسعود (خير حافظٍ) على الإضافة.
وقرأ أبو هريرة (خير الحافظين) على الإضافة والجمع، وذكر الفراء أنها كذلك في مصحف ابن مسعود.
قال الفراء:
«حدثنا أبو ليلى السجستاني عن أبي حريز قاضي سجستان أن ابن مسعود قرأ: {فالله خير حافظًا} وقد أعلمتك أنها مكتوبة في مصحف عبد الله (خير الحافظين) وكان هذا يعني أبا ليلى «معروف بالخير».
[معجم القراءات: 4/297]
{وَهُوَ}
تقدمت قراءتان بإسكان الهاء وضمها مرارًا، وانظر الآيتين /۲۹ و 85 من سورة البقرة.
{أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
قراءة الجماعة {أرحم الراحمين}.
وقرأ ابن مسعود {فالله خير حافظًا وهو خير الحافظين}.
قال أبو حيان: «وينبغي أن تجعل هذه الجملة تفسيرًا لقوله: فالله خير حافظًا، لا أنها قرآن».
وجاءت قراءة ابن مسعود عند ابن عطية: (فالله خير حافظٍ وهو خير الحافظين».
وجاءت قراءة ابن مسعود عند ابن خالويه والفراء (والله خير الحافظين) بالتصريح بلفظ الجلالة بدلًا من الضمير قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 4/298]

قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَا نَبْغِي)، بالتاء أبو حيوة، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: [(وَنَمِيرُ)] ). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن كسر راء "ردت" وهي لغة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على إثبات "مَا نَبْغِي" [الآية: 65] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إليهم} [65] ظاهر). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)}
{رُدَّتْ... رُدَّتْ}
قرأ الجمهور {رُدت... ردت}بضم أوله على البقاء للمفعول، وأصله: رددت، والضم هو الأصل.
[معجم القراءات: 4/298]
وقرأ علقمة بن قيس ويحيى بن وثاب والأعمش والحسن (ردت... ردت) بكسر الراء، فقد نقل حركة الدال المدغمة (رددت) إلى الراء قبلها بعد توهم خلوها من الضمة، فصارت (رددت) ثم كان الإدغام فصارت (ردت)، وهي لغة لبني ضبة.
قال العكبري: «ووجهة نقل كسرة العين إلى الفاء، كما قيل في قيل وبيع، والمضاعف يشبه المعتل».
وجاءت القراءة عند ابن قتيبة (ردت...) بإشمام الكسر مع الضم.
قال ابن جني:
«قول من ذوات الثلاثة إذا كان مضعفًا أو معتلًا عينه يجيء عنهم على ثلاثة أضرب:
لغة فاشية، والأخرى تليها، والثالثة قليلة، إلا أن المضعف مخالف للمعتل العين فيما أذكره.
أما المضعف فأكثره عنهم ضم أوله: كشد ورد، ثم يليه الإشمام، وهو شد ورد بين ضم الأول وكسره، إلا أن الكسرة هنا داخلة على الضمة؛ لأن الأفشى في اللغة الضم.
والثالث وهو أقلها: شد ورد وجل وبل بإخلاص الكسرة فهذا المضعف،...».
{إِلَيْهِمْ}
قرأ بضم الهاء يعقوب وحمزة والمطوعي (إليهم)، وهو الأصل.
وقراءة الباقين {إليهم} بكسر الهاء؛ لمجاورة الياء.
[معجم القراءات: 4/299]
{مَا نَبْغِي}
قراءة الجمهور {ما نبغي} بنون الجماعة.
وقرأ عبد الله بن مسعود وأبو حيوة، وهي رواية عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وابن يعمر والجحدري (ما تبغي) بالتاء على خطاب يعقوب، ولعلها هنا محمولة على الاستفهام، وقيل يجوز حملها على النفي.
وما: في القراءتين تحتمل الاستفهام والنفي فإن كانت نفيًا يحسن الوقوف على نبغي، وإن كانت استفهامًا لا يحسن ذلك لأن الجملة التي بعدها في موضع الحال.
وأما الياء من (نبغي) فهي ثابتة للجميع وصلًا ووقفًا.
{وَنَمِيرُ أَهْلَنَا}
قراءة الجماعة {ونميرُ...} بنون مفتوحة من «مار».
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وعائشة (ونُمير) بضم النون من «أمار» الرباعي.
وجاءت عند الصاغاني معزوة إلى نافع.
وروي عن نافع أنه قرأ (وتمير...) بالتاء على الخطاب، كذا جاءت القراءة عند ابن خالويه.
ولعل المعني على هذه القراءة: إن وافقت يا أبانا على إرسال أخينا معنا فإنك بذلك تمير أهلنا !!.
وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف في (نمير).
[معجم القراءات: 4/300]
{ذَلِكَ كَيْلٌ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الكاف في الكاف، وإظهارها). [معجم القراءات: 4/301]

قوله تعالى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "تؤتون" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/150]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حتى تؤتون} [66] قرأ المكي والبصري بإثبات ياء بعد النون، إلا أن المكي يثبتها مطلقًا، والبصري في الوصل فقط، والباقون بحذفها مطلقًا). [غيث النفع: 745]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)}
{قَالَ لَنْ}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{حَتَّى تُؤْتُونِ}
حكم الهمزة:
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (حتى توتون) بإبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بتحقيق الهمز {حتى تؤتون}.
حكم الياء:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ونافع برواية ورش وقالون، وخلف والمسيبي {تؤتون} بحذف الياء في الحالين.
وقرأ ابن كثير وسهل ويعقوب (تؤتوني) بإثبات الياء في الحالين.
وقرأ أبو عمرو ونافع في رواية ابن جماز وإسماعيل بن جعفر وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف.
[معجم القراءات: 4/301]
{لَتَأْتُنَّنِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لتاتتنني) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز.
{آَتَوْهُ}
قراءة ابن يعقوب في الوصل (آتوهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الباقين بهاء مضمومة من غير وصل {آتوه} ). [معجم القراءات: 4/302]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ الآيتين (67) ، (68) ]

{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) }

قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)}
{يَا بَنِيَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (يا بنية).
{مِنْ شَيْءٍ}
تقدمت القراءة فيه، انظر الآيتين / ۲۰ و 106 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/302]

قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "قضاها" و"آوى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)}
{مِنْ شَيْءٍ}
تقدمت القراءة فيه في الآيتين / ۲۰ و 106 في سورة البقرة.
{قَضَاهَا}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 4/302]
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
وقراءة الباقين على الفتح.
{لِمَا عَلَّمْنَاهُ}
قراءة الجماعة {لما....}.
وقرأ الأعمش (مما...).
{عَلَّمْنَاهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (علمناهو) بوصل الهاء بواو على مذهبه في أمثاله.
{النَّاسِ}
قراءة الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو ووافقه اليزيدي، وتقدم في مواضع منها الآية /8 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/303]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (69) إلى الآية (75) ]

{ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) }

قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "قضاها" و"آوى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "إني أنا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومد" الألف بعد النون وصلا من "أنا أخوك" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إني أنا أخوك} [69] قرأ الحرميان والبصري بفتح ياء {إني} والباقون بالإسكان، وقرأ نافع بإثبات ألف {أنآ} وصلاً، والباقون بحذفها، وأجمعوا على إثباتها وقفًا). [غيث النفع: 746]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)}
{آَوَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء.
{إِنِّي أَنَا}
قرأ بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي وابن محيصن (إني أنا...).
وقراءة الباقين {إني أنا} بسكون الياء.
[معجم القراءات: 4/303]
{أَنَا أَخُوكَ}
قرأ نافع وأبو جعفر في الوصل بإثبات الألف {أنا أخوك}.
وباقي السبعة ويعقوب (أن أخوك) بحذف الألف في الوصل.
وأما في الوقف على (أنا) فالجميع على إثبات الألف، وهو الموافق للرسم.
وأنا: ضمير منفصل، الاسم منه عند البصريين (أن)، والألف زائدة البيان الحركة في الوقف، وفيه لغتان: لغة تميم إثباتها وصلًا ووقفًا، وعليه تحمل قراءة المدنيين، والثانية إثباتها وقفًا فقط. كذا النص في الإتحاف.
{فَلَا تَبْتَئِسْ}
وقف عليه حمزة بالتسهيل). [معجم القراءات: 4/304]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الأزرق وأبو جعفر همز "مؤذن" واوا وبه وقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({مؤذن} [70] قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالتحقيق). [غيث النفع: 746]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)}
{بِجَهَازِهِمْ}
تقدمت قراءة الجماعة (بجهازهم) بفتح الجيم، وتقدمت قراءة الكسر في الجيم عن يحيى بن يعمر وعبد الله بن مسعود {بجهازهم} انظر الآية /59 من هذه السورة.
{جَعَلَ السِّقَايَةَ}
قراءة الجماعة {... جعل السقاية}.
وقرأ ابن مسعود (.. وجعل السقاية)، بزيادة الواو قبلها.
قال أبو حيان: «قرأ عبد الله فيما نقل الزمخشري:
وجعل السقاية في رحل أخيه أمهلهم حتى انطلقوا ثم أذن».
[معجم القراءات: 4/304]
ثم قال: «وفي نقل ابن عطية (وجعل السقاية) بزيادة واو في «جعل» دون الزيادة التي زادها الزمخشري بعد قوله (رحل أخيه).
قلت: النص في الكشاف على غير ما نقله عنه أبو حيان، قال الزمخشري:
«وقرأ ابن مسعود: (وجعل السقاية)، على حذف جواب لما، كأنه قيل فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية في رحل أخيه أمهلهم حتى انطلقوا ثم أذن مؤذن».
ويبدو أن النسخة التي بين يدي أبي حيان من الكشاف سقطت منها الزيادة المثبتة هنا في النص المطبوع، فالتبس عليه الأمر وخلط القراءة بالتفسير.
{أَخِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (أخيهيه) بوصل الهاء بياء.
{مُؤَذِّنٌ}
قرأ أبو جعفر والأزرق عن ورش (موذن) بإبدال الهمزة واوًا في الوقف والوصل.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز، وهي قراءة ورش من طريق الأصبهاني {مؤذن}.
{الْعِيرُ}
ترقيقالراء عن الأزرق وورش بخلاف.
[معجم القراءات: 4/305]
{إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}
قراءة الجماعة {... لسارقون} بلام الابتداء.
وقرأ محمد بن السميفع اليماني (... سارقون) من غير لام). [معجم القراءات: 4/306]

قوله تعالى: {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71)}
{عَلَيْهِمْ}
تقدمت القراءة فيه عن حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي بضم الهاء والباقون على الكسر. انظر الآية /7 من سورة الفاتحة.
{تَفْقِدُونَ}
قراءة الجماعة {تفقدون} بفتح التاء، من «فقد» الثلاثي.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (تفقدون) بضم التاء من «أفقدته» إذا وجدته فقيدًا، نحو: أحمدته إذا أصبته حميدًا كذا عند أبي حيان.
وضعف القراءة أبو حاتم، ووجهها ما ذكرته عن أبي حيان). [معجم القراءات: 4/306]

قوله تعالى: {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (صُوَاعَ الْمَلِكِ) بإِسكان الواو ونصب الصاد من غير ألف مجاهد، الباقون بالألف وضم الصاد، وهو الاختيار للقصة عباد بن راشد عن الحسن " صُوع الملك " بضم الصاد من غير ألف " صواغ " بالغين أبو
[الكامل في القراءات العشر: 576]
حنيفة). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)}
{نَفْقِدُ صُوَاعَ}
إدغام الدال وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{صُوَاعَ}
قرأ الجمهور {صواع} على وزن غراب، بضم الصاد بعدها واو مفتوحة، بعدها ألف، بعدها عين مهملة.
وهذه القراءة هي المتواترة، وما يجيء بعدها شاذ.
وفي البصائر: «وهي قراءة الحسن البصري وأبي رجاء وعون عن عبد الله وعبد الله بن ذكوان».
[معجم القراءات: 4/306]
وقرأ أبو حيوة والحسن البصري وسعيد بن جبير وابن قطيب (صواع) بكسر الصاد وواو بعدها مفتوحة، ثم ألف بعدها عين مهملة.
وقرأ أبو هريرة ومجاهد بخلاف عنه وأبو البرهسم وأبو جعفر (صاع) بغير واو، مثل: ناب، على وزن: فعل، والألف فيه بدل من الواو المفتوح، وأصله: صوع.
وقرأ الحسن وأبو رجاء بخلاف عنه وزيد بن علي في رواية (صوع) على وزن قوس، وهو مصدر صاع يصوع.
وقرأ أبو رجاء (صواع)، بفتح الصاد والواو، وعين مهملة بعد الألف.
وقرأ أبو رجاء أيضًا (صوع)، بفتح الصاد والواو، وبدون ألف بعدها، ثم عين مهملة، على وزن فرس.
[معجم القراءات: 4/307]
وقرأ عبد الله بن عون بن أبي أرطبان، وعون بن عبد الله وأبو رجاء وأبي بن كعب والحسن البصري وابن ذكوان (صوع) بضم الصاد، وواو ساكنة، وبلا ألف بعدها ثم عين مهملة.
وقرأ ابن جبير (صياع) بضم الصاد وياء بينها وبين الألف.
وذكرها الشوكاني قراءة لأبي بن كعب من غير ضبط للصاد بحركة.
وقرأ ابن قطيب (صواغ) بكسر الصاد وألف بعد الواو، ثم عين معجمة.
وقرأ الحسن البصري وسعيد بن جبير وقتادة (صواع)، بضم الصاد، وألف بعد الواو المفتوحة، ثم عين معجمة، وكأنه مصدر صاغ.
وقرأ يحيى بن يعمر وعبد الله بن عون وأبو حيوة وأبي بن كعب (صوع) بضم الصاد وسكون الواو، من غير ألف، ثم عين معجمة.
[معجم القراءات: 4/308]
وقرأ زيد بن علي ويحيى بن يعمر والعطاردي وأبو الأشعث عن أبي رجاء، وابن عمير (صوع) بفتح فسكون ثم عين معجمة، ومن غير ألف قبلها.
قالوا: هو مصدر صاغ بمعنى المصوغ.
وذكر الزجاج أن أبا هريرة قرأ «صاغ».
قلت: المشهور عنه القراءة بالعين المهملة «صاع» وقد تقدمت.
وفي حاشية الجمل: «وفيه قراءات كثيرة، وكلها لغات في هذا الحرف».
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف، انظر الآية /43 من سورة النساء.
{وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ}
قراءة الجماعة {ولمن جاء به} الضمير «به» مذكر، وهو عائد على الصواع.
وقرأ عبد الله بن مسعود (ولمن جاء بها) الضمير «بها» مؤنث وهو عائد على الصواع أيضًا.
والصواع: يذكر ويؤنث). [معجم القراءات: 4/309]

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "تالله" بالله بالباء الموحدة وكذا كل قسم بالتاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({جئنا} [73] إبدال همزه لسوسي وتحقيقه لغيره لا يخفى). [غيث النفع: 746]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)}
{تَاللَّهِ}
قراءة الجماعة {تالله} بالتاء.
[معجم القراءات: 4/309]
وقرأ البزي عن ابن محيصن ومعاذ بن جبل (بالله) بالباء.
وكذا كل قسم بالتاء قرأه ابن محيصن ومعاذ بن جبل بالباء.
وممن ذكر هذا ابن خالويه في مختصره، وصاحب الإتحاف خصه بابن محيصن.
{مَا جِئْنَا}
قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والسوسي («ماجينا)بإبدال الهمزة ياءً.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز). [معجم القراءات: 4/310]

قوله تعالى: {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74)}
{جَزَاؤُهُ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، ويجوز في الألف مع هذا التسهيل المد والقصر). [معجم القراءات: 4/310]

قوله تعالى: {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)}
{جَزَاؤُهُ... جَزَاؤُهُ}
حكم الهمز فيهما في الوقف عند حمزة كما تقدم في الآية السابقة.
{فَهُوَ}
تقدم ضم الهاء وسكانها مرارة، انظر الآيتين/۲۹ و ۸5 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/310]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (76) إلى الآية (79) ]

{ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79) }

قوله تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)}

قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يرفع من يشاء) بالياء فيهما، يعقوب وسهل (درجات) منون كوفي ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 289]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يرفع درجات) [76]، و(يشاء) [76]: بالياء فيهما، يعقوب، وسهل.
(درجاتٍ) [76]: منون: كوفي غير أبي عبيد). [المنتهى: 2/763]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (درجات) في الأنعام و(أفلا تعقلون) و(إنك لأنت يوسف) ). [التبصرة: 241]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {نرفع درجات من نشاء} (76) بالتنوين.
والباقون: بغير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 323]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: يعقوب (يرفع درجات من يشاء) بالياء فيهما والباقون بالنّون فيهما والله الموفق). [تحبير التيسير: 416]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (نرفع درجات) قد ذكر [تنوينه] في الأنعام). [تحبير التيسير: 416]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالنُّونِ، وَتَقَدَّمَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَنْوِينُ دَرَجَاتٍ لِلْكُوفِيِّينَ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {نرفع درجاتٍ من نشاء} [76] بالياء فيهما، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({درجاتٍ} [76] ذكر تنوينه للكوفيين في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (704- .... .... .... .... .... = .... .... وياء يرفع من يشا
705 - ظلٌّ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وياء يرفع) أراد قوله تعالى: نرفع درجات من نشاء قرأه يعقوب بياء الغيبة فيهما كما في أول البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويعصروا خاطب (شفا) حيث يشا = نون (د) نا وياء يرفع من يشا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: وفيه تعصرون [يوسف: 49] بتاء الخطاب؛ لإسناده إلى ضمير المستفتين على حد: تزرعون، وتأكلون [يوسف: 47]، والباقون بياء الغيب؛ لإسناده لضمير الناس.
وقرأ ذو دال (دنا): حيث نشاء [يوسف: 56] بالنون لإسناده إلى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/394]
المعظم مناسبة لطرفيه، والتسعة بالياء؛ لإسناده لضمير يوسف.
وقرأ ذو ظاء (ظل) [أول التالي] يعقوب: يرفع درجات من يشاء [يوسف: 76] معا بالغيب على أنه مسند لضمير الاسم الكريم، وهو: إلّا أن يشآء الله [يوسف:
76] على [غير] جهة التعظيم، والباقون لجهة التعظيم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/395] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم تنوين درجات [يوسف: 76] للكوفيين واستيئسوا [يوسف: 80]، وبابه في الهمز، ووقف رويس على يا أسفاه [يوسف: 84] بالهاء في الوقف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/395]
وأءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] في الهمزتين، وهمز لخطئين [يوسف: 91]، ورءيي [يوسف: 43] كائن في الهمز [المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "وعاء" حيث جاء بضم الواو لغة فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الثانية من "وعاء أخيه" ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاء" [الآية: 76] فيعقوب بالياء فيهما والفاعل الله، والباقون بالنون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ درجات بالتنوين عاصم وحمزة والكسائي وخلف، ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({درجات من} قرأ الكوفيون بتنوين {درجات} والباقون بغير تنوين). [غيث النفع: 746]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عليم} كاف وقيل تام، فاصلة، ومنتهى الربع، بإجماع، وكان بعض العلماء يستحسنون الإشارة في الوقف على مثل هذا، لبيان الحركة، إذ من اعتاد الوقف عليه بالسكون لا يعرف كيف يقرأ حال الوصل، هل هو بالرفع أو بالجر، إلا من له ملكة بالعربية). [غيث النفع: 746]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وعآء أخيه} [76] لا يخفى). [غيث النفع: 746]
قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):
(وتقدم {يرفع درجات من يشاء} [76] بالياء فيهما ليعقوب). [شرح الدرة المضيئة: 153]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)}
{بِأَوْعِيَتِهِمْ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
[معجم القراءات: 4/310]
وصورة القراءة: (بيوعيتهم)كذا!.
وقراءة الجماعة بالهمز في الحالين {بأوعيتهم}.
{وِعَاءِ... وِعَاءِ}
قراءة الجماعة بكسر الواو فيه {وعاء... وعاء}.
وقرأ نافع والحسن البصري (وعاء... وعاء) بضم أوله حيث جاء، قالوا: وهو لغة فيه.
قال القرطبي: «والوعاء يقال بضم الواو وكسرها، لغتان».
وقال العكبري: «الجمهور على كسر الواو، وهو الأصل لأنه من «وعى...، ويقرأ بضمها وهي لغة».
وفي التاج: «والوعاء بالكسر، وعليه اقتصر الجوهري، ويضم عن ابن سيده».
{مِنْ وِعَاءِ}
قرأ سعيد بن جبير وعيسى بن عمر وأبي بن كعب واليماني وأبان، وعبيد بن عمير (من إعاء)، بإبدال الواو المكسورة همزة.
وقالوا: إشاح وإسادة في وشاح ووسادة، وهذا مطرد في لغة هذيل، يبدلون من الواو المكسورة الواقعة أولًا همزة.
قال العكبري: «... وإنما فروا إلى الهمز لثقل الكسرة على الواو».
[معجم القراءات: 4/311]
قلت: ظاهر النصوص يدل على أن قراءة سعيد بن جبير في الموضع الثاني فقط، وأن الأول على قراءة الجماعة {وعاء}.
{قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ}
هنا همزتان مختلفتان من كلمتين، الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة، وفيهما ما يلي:
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي (قبل وعاء يخيه... من وعاء يخيه) بإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة، وبتحقيق الأولى.
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمزتين.
وإذا وقف حمزة وهشام على (وعاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
ولهما أيضًا التسهيل مع المد والقصر.
{كَذَلِكَ كِدْنَا}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الكاف في الكاف، وبالإظهار.
{لِيَأْخُذَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني بإبدال الهمزة ألفًا (لياخذ).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على تحقيق الهمز.
{يَشَاءَ}
تقدمت قراءة حمزة في الوقف وحكم الهمز، انظر الآية /213 من سورة البقرة، وكذا الآية/142، والآية 40 من سورة المائدة.
{نَرْفَعُ.... نَشَاءُ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة
[معجم القراءات: 4/312]
والكسائي وأبو جعفر وخلف (نرفع.. نشاء) بنون العظمة فيهما.
وقرأ يعقوب الحضرمي والحسن البصري وسهل وعيسى بن عمر (يرفع... يشاء) بالياء فيهما، على الغيبة، أي الله سبحانه وتعالى.
وقرأ عيسى بن عمر وهارون عن أبي عمرو ويعقوب وسهل (نرفع درجات من يشاء) الأول بالنون، والثاني بالياء.
وقال أبو حيان: «قال صاحب اللوامح: وهذه قراءة مرغوب عنها تلاوة وجملة وإن لم يمكن إنكارها».
{دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن محيصن وخلف وعيسى بن عمر والأعمش (درجات من...) بالتنوين على تقدير: نرفع من نشاء إلى درجات.
ومن: هنا هو المفعول محله النصب.
ودرجات: ظرف، أو حرف جر محذوف منها، أي إلى درجات.
وقيل: درجات، مفعول به ثان، وقيل غير هذا.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو جعفر
[معجم القراءات: 4/313]
(درجات من) على الإضافة، فدرجات: هنا محلة النصب، مفعول به، ومن: محله الجر.
وتقدم مثل هذا في الآية/83 من سورة الأنعام.
{نَشَاءُ}
تقدم حكم الهمزة في الوقف عند حمزة، انظر الآيات /142 و 213من سورة البقرة، و 40 من سورة المائدة، و87 من سورة هود.
{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}
قراءة الجماعة: {وفوق كل ذي علم عليم}.
وقرأ عبد الله بن مسعود (وفوق كل ذي عالمٍ عليم).
قال أبو حيان:
«فخرجت على زيادة (ذي)، أو على أن قوله: (عالم) بمعنى علم كالباطل، أو على أن التقدير: وفوق كل ذي شخص عالم».
وقال العكبري: «يقرأ شاذًا (ذي عالم) وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: هو مصدر كالباطل.
والثاني: (ذي) زائدة...
والثالث: أنه أضاف الاسم إلى المسمى، وهو محذوف تقديره: ذي مسمى عالم».
ومثل هذه التخريجات الثلاثة تجدها عند ابن جني في محتسبه.
وجاء في روح المعاني للألوسي: «وفي الدر أنه رضي الله عنه قرأ: (وفوق كل عالم عليم) بدون «ذي» ولعله الأثبت والله تعالى العليم».
[معجم القراءات: 4/314]
وذكر ابن خالويه قراءة ابن مسعود فقال: (وفوق كل ذي علم عالمٌ) ). [معجم القراءات: 4/315]

قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "فقد سرق" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77)}
{فَقَدْ سَرَقَ}
أدغم الدال في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام (فقد سرق).
وأظهر الدال ابن كثير وابن عامر ونافع وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
{سَرَقَ}
قراءة الجماعة {سرق} بفتح أوله وثانيه، على اتهام يوسف بالسرقة.
وقرأ الكسائي وأحمد بن جبير الأنطاكي ويعقوب وابن أبي شريح والوليد بن حسان وابن أبي عبلة وأبو رزين والحسن (سرق) بضم السين وتشديد الراء وكسرها، مبنيًا للمفعول، على معنى أنه نسب إلى السرقة ولم يكن ذلك حقيقة.
قال الشهاب: «وقد استحسنت قراءة التشديد لما فيه تنزيه بيت النبوة عن السرقة».
{فَأَسَرَّهَا}
قراءة الجماعة {فأسرها}.
قال أبو حيان: «والضمير في قوله: فأسرها، فسره سياق الكلام، أي الحزازة التي حدثت في نفسه من قولهم...، وقيل أسر المجازاة،
[معجم القراءات: 4/315]
وقيل الحجة...».
وقال الزجاج: «... فأسر يوسف في نفسه قوله: {بل أنتم شر مكانا}، المعني:- والله أعلم- أنتم شر مكانًا في السرق بالصحة؛ لأنكم سرقتم أخاكم من أبيكم».
وقرأ ابن مسعود وابن أبي عبلة (فأسره) بضمير المذكر، يريد القول أو الكلام.
{يُوسُفُ فِي}
إدغام الفاء في الفضاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{وَاللَّهُ أَعْلَمُ}
يذكر بعض المتقدمين أن أبا عمرو أدغم الميم في الباء، والصواب أنه إخفاء، وليس إدغامًا.
قال ابن الجزري:
«والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات، فتخفي إذ ذاك بغنة...، وقد عبر بعض المتقدمين عن هذا الإخفاء بالإدغام، والصواب ما ذكرته...».
وتجد مثل هذا النص في الإتحاف، وزاد على هذا بقوله: «ونبه بتسكين الميم على أن الحرف المخفي كالمدغم، يسكن، ثم يخفى لكنه يفرق بينهما بأنه في المدغم يقلب ويشدد الثاني بخلاف المخفي» ). [معجم القراءات: 4/316]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)}
{كَبِيرًا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 4/316]
{نَرَاكَ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/317]

قوله تعالى: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)}
{نَأْخُذَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ناخذ) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على الهمز في الحالين {نأخذ} ). [معجم القراءات: 4/317]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (80) إلى الآية (83) ]

{ فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - قَوْله {فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ} 80
كلهم قَرَأَ (استيئسوا) الْهمزَة بَين الْيَاء وَالسِّين
وَكَذَلِكَ قَرَأت على قنبل عَن ابْن كثير
وروى خلف والهيثم عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (فَلَمَّا استايسو) (وَلَا تايسوا من روح الله) 87 و(حَتَّى إِذا استايس الرُّسُل) 110 بِغَيْر همز
وروى مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير (استيئسوا) {وَلَا تيأسوا} مثل حَمْزَة
وَكلهمْ قَرَأَ في آخرهَا (حَتَّى إِذا استيئس الرُّسُل) إِلَّا مَا ذكرته عَن ابْن كثير). [السبعة في القراءات: 350]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (استايس) ونحوه بغير همز، أبو ربيعة عن البزي). [الغاية في القراءات العشر: 289]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (استايسوا) [80، 87، 110]، وبابه: بألف بعدها ياء بلا همز اللهبيان، وأبو ربيعة إلا الهاشمي، والعمري). [المنتهى: 2/764] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، من قراءتي على ابن خواستي الفارسي، عن النقاش، عن أبي ربيعة، عنه: {فلما استايسوا منه} (80)، : {ولا تايسوا من روح الله إنه لا يايس} (87)، : {حتى إذا استايس الرسل} (110)، وفي الرعد (31): {أفلم يايس الذين آمنوا}: بالألف، وفتح الياء، من غير همز، في الخمسة.
والباقون: بالهمز، وإسكان الياء، من غير ألف في اللفظ.
وإذا وقف حمزة ألقى حركة الهمزة على الياء، على أصله). [التيسير في القراءات السبع: 323] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (البزي من قراءتي على ابن خواستى الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه (فلمّا استيئسوا منه) (ولا تيئسوا من روح اللّه إنّه لا ييأس)، (حتّى إذا استيأس الرّسل) وفي الرّعد (أفلم ييأس الّذين آمنوا) بالألف وفتح الياء من [غير] همز في الخمسة والباقون بالهمز وإسكان الياء من غير ألف في اللّفظ وإذا وقف حمزة ألقى حركة الهمزة على الياء على أصله). [تحبير التيسير: 416] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (782 - وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْـ = ـأَسُوا اقْلِبْ عَنِ الْبَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلاَ). [الشاطبية: 62] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([782] وييأس معًا واستيئس استيأسوا وتيـ = ـأسوا اقلب عن (البزي) بخلفٍ وأبدلا
(معًا)، يعني مصطحبين؛ وهو قوله تعالى في هذه السورة: {إنه لا یايئس}، وقوله تعالى: {أفلم يايئس الذين ءامنوا}، و{استيئس الرسل}، و {استيئسوا منه}، و{ولا تايئسوا من روح الله}.
(اقلب عن البزي)، كما قالوا: جذب وجبذ، وما أطيبه وأيطبه، وصاعقة وصاقعة.
[فتح الوصيد: 2/1025]
فإذا قلبته، صار: تأیسوا مثلا، ثم تبدل الهمزة ألفا، لأنها ساكنة وقبلها فتحة.
والدليل على أن الأصل (يئس)، أن المصدر: (يأس)، و لم يقولوا: أيسًا.
فأما جذب وجبذ، فأهل اللغة يرونه قلبًا، والنحويون يجعلون كل واحد أصلا على حدة.
واستيأس بمعنى يئس؛ يقال: أيأسته من كذا، فاستيأس واتأس معنى أيس.
وفي القرآن العزيز: {يستسخرون}.
وأما خلف البزي فيه، فإن أبا عمرو الداني رحمه الله ذكر القلب والإبدال من قراءته في المواضع الخمسة على ابن خواستي الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه.
قلت: «وكذلك ذكر النقاش في كتابه».
قال: «هكذا قرأت على أبي ربيعة في رواية ابن أبي بزة».
وقرأ أبو عمرو والله أعلم على أبي الفتح وابن غلبون وغيرهما للبزي مثل الجماعة. وكتبهم تشهد بذلك، وهي في المصحف: (ولا تايئسوا)، فإنه (لا يائس)، (أفلم يایئس) ). [فتح الوصيد: 2/1026] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([782] وييأس معًا واستيأس استيأسوا وتيـ = ـأسوا اقلب عن البزي بخلفٍ وأبدلا
ح: (ييأس) مع ما عطف عليه: مفعول (اقلب)، و(معًا): حال، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(أبدلا): أمرق عطفًا على (اقلب)، والألف عوض عن نون التوكيد.
ص: قرأ البزي بخلافٍ عنه -: (لا يايس من روح الله) [87]،
[كنز المعاني: 2/339]
{أفلم يايس الذين آمنوا} [الرعد: 31]، و(اسايس الرسل) [110]، (فلما استايسوا منه خلصوا نجيًا) [80]، (ولا تايسوا من روح الله) [87] في المواضع الخمسة بقلب الياء إلى موضع الهمز، وإبدال الهمز ألفًا، وإبدال الهمز ألفًا، لأن الأصل (ييأس) من اليأس فلما قلب صار (يأيس)، وأبدل الهمز ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها، نحو: (رأسٍ) و (فأسٍ)، والقلب في الكلام كثير، نحو: (صَعقة) و(صقعة)، و(جذب) و(جبذ)، والباقون: على الأصل.
ولم يبين الناظم رحمه الله تعالى المقلوب والمبدل لوضوح الحال). [كنز المعاني: 2/340] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (782- وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْـ،.. ـأَسُوا اقْلِبْ عَنِ البَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلا
معا؛ يعني: هنا وفي الرعد: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}، {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا}، {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ}، {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}؛ فهذه خمسة مواضع استفعل فيها بمعنى: فعل كاستعجب واستسخر بمعنى عجب وسخر وكلها من اليأس من الشيء وهو عدم توقعه لا التي في الرعد قيل: إنها بمعنى علم فقراءة الجماعة في هذه المواضع على الأصل الهمز فيها بين الياء والسين، وروي عن البزي أنه قرأها بألف مكان الياء، وبياء مكان الهمزة وكذلك رسمت في المصحف وحمل ذلك على القلب والإبدال.
قال أبو علي: قلبت العين إلى موضع الفاء فصار استفعل وأصله استيأس، ثم خفف الهمزة وأبدلها ألفا؛ لسكونها وانفتاح ما قبلها، فصار مثل راس وفاس فهذا معنى قول الناظم: اقلب وأبدلا، ولم يذكر ما هو المقلوب وما هو المبدل، وأراد بالقلب التقديم والتأخير، وعرَّفنا أن مراده تقديم الهمزة على الياء قولُه: وأبدلا؛ فإن الإبدال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/272]
في الهمز ثم لم يبين أي شيء يبدل بل أحال ذلك على قياس تسهيلها؛ لأنها إذا جعلت في موضع الياء، وأعطيت حكمها بقيت ساكنة بعد فتح وبقيت الياء مفتوحة على ما كانت عليه الهمزة، ثم لما اتصفت الهمزة بالسكون جاز إبدالها ألفا، فقرأ البزي بذلك في وجه، وإن لم يكن من أصله إبدال الهمزة المنفردة كما أنه سهل همزة: "لاعْنَتَكُمْ" بين بين في وجه وإن لم يكن ذلك من أصله جمعا بين اللغات؛ القلب في هذه اللغة في الفعل الماضي يقال: "يئس" و"أيس" فيبنى المضارع على ذلك، فقراءة الجماعة من لغة "يئس" وهي الأصل عندهم، وقراءة البزي من لغة "أيس" فمضارعه ييأس، وأراد الناظم وأبدلن فأبدل النون ألفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/273] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (782 - وييأس معا واستيأس استيأسوا وتي = أسوا اقلب عن البزّي بخلف وأبدلا
قرأ البزي: إنّه لا يأيس من رّوح الله في السورة، أفلم يأيس الّذين آمنوا في الرعد، وذلك قوله (معا): حتّى إذا استأيس الرّسل، فلمّا استأيسوا منه، ولا تأيسوا من رّوح الله قرأ البزي في ذلك كله بخلف عنه بالقلب المكاني بأن تجعل الهمزة المفتوحة في موضع الياء الساكنة وتجعل الياء الساكنة في موضع الهمزة المفتوحة فتقدم الهمزة وتؤخر الياء ثم تسكن الهمزة المفتوحة؛ لأنها في مكان الياء الساكنة فأخذت صفتها وتبدل الفاء وتفتح الياء الساكنة؛ لأنها في مكان الهمز المفتوحة فأخذت صفتها
[الوافي في شرح الشاطبية: 296]
فيصير النطق في استأيس مثلا بسين ساكنة فتاء مفتوحة فألف بعدها التي هي الهمزة المبدلة فياء فسين مفتوحتين وهكذا يقال في الباقي، وقرأ الباقون بوضع كل حرف في موضعه من غير تقديم ولا تأخير ولا إبدال، وهو الوجه الثاني للبزي). [الوافي في شرح الشاطبية: 297] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخُلْفُ فِي (اسْتَايَسُوا) (وَلَا تَايَسُوا) (إِنَّهُ لَا يَايَسُ) وَ (حَتَّى إِذَا اسْتَايَسَ الرُّسُلُ) عَنِ الْبَزِّيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ فِي بَابِ الْهَمْزِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({استيئسوا} [80] ذكر وما جاء منه في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 557]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم تنوين درجات [يوسف: 76] للكوفيين واستيئسوا [يوسف: 80]، وبابه في الهمز، ووقف رويس على يا أسفاه [يوسف: 84] بالهاء في الوقف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/395]
وأءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] في الهمزتين، وهمز لخطئين [يوسف: 91]، ورءيي [يوسف: 43] كائن في الهمز [المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "اسْتَيْأَسُوا" من [الآية: 80] و"لا يَيْأَس" [الآية: 87] "إِذَا اسْتَيْأَس" [الآية: 110] وفي [الرعد الآية: 31] "أَفَلَمْ يَيْأَس" البزي من عامة طرق أبي ربيعة بتقديم الهمزة إلى موضع الياء، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم يبدل الهمزة ألفا، وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب عنه بالهمز بعد الياء بلا تأخير كالجماعة، وموافقة ابن وردان من طريق هبة الله للبزي في الإبدال التي ذكرها في الأصل انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها، ولذا أسقطها في الطيبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "يياس" وبابه بالنقل وبالإدغام على إجراء الياء الأصلية مجرى الزائدة، وحكي وجه آخر وهو القلب مع الإبدال كالبزي نقله في النشر عن الهذلي، وسكت عليه، وأما بين بين فضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على رفع "مِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُم" [الآية: 80] على نية معنى المضاف إليه أي: من قبل هذا وما مزيدة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "يأذن لي أبي" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومن "أبي أو يحكم الله" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قالوا إن يسرق}
{استيئسوا} [80] قرأ البزي بخلف عنه بقلب الهمزة إلى موضع الياء، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم تبدل الهمزة ألفًا، فيصير اللفظ بألف بعد التاء الفوقية، وبعد الألف ياء تحتية مفتوحة، والطريق الآخر له بياء ساكنة بعد التاء الفوقية، وبعد التحية همزة مفتوحة، وهو قراءة الباقين، ولورش فيه التوسط والطويل كــ {شيء} [البقرة: 20] ). [غيث النفع: 748]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لي أبي أو} قرأ نافع والبصري بفتح ياء {لي} والباقون بالإسكان، وقرأ الحرميان والبصري بفتح ياء {أبى} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 748]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)}
{اسْتَيْئَسُوا}
قرأ ابن كثير وأبو ربيعة عن البزي، وشبل (استأيسوا) من أيس، مقلوب: يئس، وذلك بتقديم الهمزة إلى موضع الياء، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة.
[معجم القراءات: 4/317]
وقرأ الحنبلي وأبو جعفر والنقاش والداني وأبو ربيعة والبزي وابن وردان وهبة الله وخلف والهيثم عن عبيد عن شبل عن ابن كثير (استایسوا) بتقديم الهمزة إلى موضع الياء وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم أبدلت الهمزة ألفًا.
وعن حمزة في الوقف وجهان:
الأول: النقل، أي نقل حركة الهمزة إلى الياء مع حذف الهمزة، فينطق بياء مفتوحة بعد الياء وبعد الياء سين مضمومة (استيسوا).
الثاني: الإدغام، وذلك بإبدال الهمزة ياء ثم إدغام الياء في الياء التي قبلها، فيصير النطق بياء واحدة مفتوحة مشددة (استيسوا).
قال ابن مجاهد:
«وروى محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير «استيئسوا... مثل حمزة».
ولم يذكر ابن مجاهد أي الوجهين قرأ، وكان على المحقق أن يفصل القول في هذا!.
وقراءة الجماعة وابن مجاهد عن قنبل عن ابن كثير وأبو ربيعة وابن الحباب عن البزي {استيئسوا} بالهمز بعد الياء.
وورشيمد بين الياء والهمزة ووسط.
{مِنْهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (منهوه) بوصل الهاء بياء.
وقراءة الباقين {منه} بهاء مضمومة من غير وصل.
{خَلَصُوا نَجِيًّا}
[معجم القراءات: 4/318]
{كَبِيرُهُمْ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف.
والجماعة على التفخيم.
{فَرَّطْتُمْ}
قال الصيمري: «وقد أدغم أبو عمرو الطاء في التاء في قوله عز وجل.. و{فرطم في يوسف} كل ذلك يبقي فيه صوتًا لئلا يخل فيه بحرف الإطباق» ومثل هذا عند ابن يعيش في شرح المفصل في {فرت} في الآية 56 من سورة الزمر.
قلت: هذا الإدغام لجميع القراء وليس لأبي عمرو وحده.
{يُوسُفَ فَلَنْ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الفاء في الفاء، والإظهار.
{يَأْذَنَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (حتى ياذن) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز.
{يَأْذَنَ لِي}
إدغام النون في اللام عن أبي عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{لِي أَبِي}
فتح الياء من «لي» نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (ليَ أبي...).
وقراءة الباقين بسكونها.
[معجم القراءات: 4/319]
{أَبِي أَوْ}
فتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (أبيَ أو...).
وقراءة الباقين بسكونها.
{وَهُوَ}
تقدم إسكان الهاء وضمها مرارًا، انظر الآية/29 من سورة البقرة.
{خَيْرُ}
تقدم ترقيق الراء فيه للأزرق وورش بخلاف، انظر الآية / 64 من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/320]

قوله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إن ابنك سرق) [81]: بضم السين وتشديد الراء نهشلي). [المنتهى: 2/764]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ) مشدد بضم السين وكسر الراء نهشلي عن علي، وسورة، والناقط، وأبو حيوة، الباقون (سَرَقَ) خفيف على الماضي، والاختيار التشديد لقوله: (وَمَا شَهِدنَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81)}
{سَرَقَ}
قراءة الجماعة {سرق}، بفتح أوله وثانيه مبنيًا للفاعل.
وقرأ ابن عباس وأبو رزين والكسائي في رواية قتيبة عنه وأبو البرهسم وابن أبي عبلة والضحاك، وابن أبي سريج عن الكسائي والوليد بن حسان عن يعقوب (سُرق) بضم أوله وكسر الراء المشددة على البناء للمفعول.
قال الشهاب: «وقد استحسنت قراءة التشديد لما فيه من تنزيه بيت النبوة عن السرقة».
وقال الفراء: «ويقرأ (سرق)، ولا أشتهيها لأنها شاذة».
وقال الزجاج: «ويجوز سرق، إلا أن سرق أكد في القراءة،
[معجم القراءات: 4/320]
و(سرق) يكون على ضريين:
سرق: علم أنه سرق، وسرق: اتهم بالسرقة».
وقال الطوسي: «واختيار الجبائي هذه القراءة، قال: لأنها أبعد من أن يكونوا أخبروا بما لم يعلموا».
وعند ابن خالويه:
(إن ابنك سُرِق) الكسائي في رواية، وأبو زر، وابن عباس.
كذا جاءت القراءة في الفعل بالتخفيف مع بنائه للمفعول، ولعله تصحيف عن قراءة التشديد السابقة، أو خطأ من المحقق.
وقرأ الضحاك (إن ابنك سارق) وهو اسم فاعل من «سرق».
{وَمَا شَهِدْنَا}
قرأ الحسن (وما شهدنا)بضم العين، وهي لغة.
وقراءة الجماعة {وما شهدنا}بكسر العين). [معجم القراءات: 4/321]

قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ونقل" همزة "وسل" إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وسئل} [82] قرأ المكي وعلي بفتح السين، ولا همز بعدها، والباقون بإسكان السين، وهمزة مفتوحة بعدها). [غيث النفع: 748]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)}
{وَاسْأَلِ}
قرأ ابن كثير والكسائي وخلف وابن محيصن (وسل) بفتح السين، ولا همزة بعدها وقفًا ووصلًا، فقد أسقطوا الهمزة بعد نقل حركتها إلى الساكن قبلها.
وكذا بالنقل والحذف قرأ حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة {واسأل}، بسين ساكنة بعدها همزة مفتوحة.
{الْعِيرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 4/321]

قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" لام "بل سولت" حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)}
{بَلْ سَوَّلَتْ}
أدغم اللام في السين حمزة والكسائي وهشام بخلاف عنه وخلف (بل سولت).
وقراءة الباقين بإظهار اللام.
وتقدم مثل هذا في الآية/8 من هذه السورة.
{عَسَى}
أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالتقليل والفتح.
والباقون على الفتح.
وتقدم هذا في مواضع، وانظر الآية /84 من سورة النساء.
{أَنْ يَأْتِيَنِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (أن ياتيني) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز.
وتقدم مثل هذا في «يأتي» في الآية /48 من هذه السورة.
{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}
قرأ ابن مسعود «ولا يعل أن يأتيني بهم جميعًا».
ومعناه: لا يشق عليه ذلك، ومثل هذه القراءة يحمل على التفسير، وذكر هذه القراءة الفراء بمناسبة حديثه عن الآية/3 من سورة النساء {ذلك أدنى ألا تعولوا}، ونقلها عنه صاحب التاج، ومن قبله ابن منظور في اللسان.
[معجم القراءات: 4/322]
{إِنَّهُ هُوَ}
إدغام الهاء في الماء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/323]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (84) إلى الآية (87) ]

{ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) }

قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنَ الْحُزْنِ) بفتحتين قَتَادَة، الباقون بضم الحاء وجزم الزاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي إِمَالَةِ يَا أَسَفَى فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَا خِلَافُ رُوَيْسٍ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يا أسفى} [84] ذكر في الإمالة والوقف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 557]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم تنوين درجات [يوسف: 76] للكوفيين واستيئسوا [يوسف: 80]، وبابه في الهمز، ووقف رويس على يا أسفاه [يوسف: 84] بالهاء في الوقف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/395]
وأءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] في الهمزتين، وهمز لخطئين [يوسف: 91]، ورءيي [يوسف: 43] كائن في الهمز [المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يا أسفي" بكسر الفاء وياء ساكنة، والجمهور بفتح الفاء وألف بعدها وهي عن ياء المتكلم "ووقف" عليها رويس بخلفه بهاء السكت.
وأمال حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلقها، وكذا حكم "تولى" غير أن الدوري يفتحه فقط على قاعدته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)}
{تَوَلَّى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل للأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{يَا أَسَفَى}
أمالالألف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش وأبو عمرو من طريق الدوري.
والباقون على الفتح.
وقرأ الحسن (يا أسفي) بكسر الفاء وبعدها ياء ساكنة.
قال الزجاج:
«والأصل: يا أسفي إلا أن «ياء» الإضافة يجوز أن تبدل ألفًا لخفة الألف والفتحة».
وقرأ رويس بخلاف عنه، في الوقف (یا أسفاه) بهاء السكت مع المد المشبع.
وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن عاصم.
وذهب صاحب النشر إلى أن الوجهين صحيحان عن رويس بالهاء، وبدونها.
وقال الأخفش: «فإذا سكت ألحقت في آخره الهاء؛ لأنها مثل ألف الندبة».
{مِنَ الْحُزْنِ}
قراءة الجمهور {من الحزن} بضم فسكون.
[معجم القراءات: 4/323]
وقرأ ابن عباس والحسن ومجاهد (من الحزن) بفتح الحاء والزاي.
وقرأ قتادة (من الحزن) بضمهما.
وفي التاج: «الحزن بالضم ويحرك تفتان كالرُّشد والرَّشد، قال الأخفش: والمثالان يتعاقبان هذا الضرب باطراد.
وقال الليث: للعرب في الحزن لفتان، إذا فتحوا ثقلوا، وإذا ضموا خففوا يقال: أصابه حزن شديد، وحزن شديد...».
{فَهُوَ}
تقدمت القراءة بضم الهاء وسكونها مرارًا، انظر الآيتين /29 و 85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/324]

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَرَضًا) بضم الحاء والراء أيوب عن الحسن، الباقون بفتحهما، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "تفتو" المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياسي، وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن ويتحد معه وجه اتباع الرسم ويجوز الروم والإشمام، فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو مع الروم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "حتى يكون" بالغيب "حرضا" بضم الحاء والراء لغة، والجمهور بفتحهما وهو الإشفاء على الموت وعنه "وحزني" بفتحتين "وفتح" ياء الإضافة منها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)}
{تَاللَّهِ}
قرأ ابن محيصن ومعاذ بن جبل (بالله) بالباء، وكذا كل قسم جاء بالتاء.
وقراءة الجماعة {تالله} بالتاء.
وتقدم هذا في الآية / 73 من هذه السورة، ويأتي مثله في الآية/58 من سورة الأنبياء.
{تَفْتَأُ}
لحمزة وهشام في الوقف الوجوه التالية:
1- إبدال الهمزة ألفًا، لانفتاح ما قبلها وذلك على القياس «تفتا».
2- وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوًا مضمومة ثم تسكن «تفتو».
3.4- ويجوز الروم والإشمام.
[معجم القراءات: 4/324]
5-والوجه الخامس: تسهيل الهمزة كالواو مع الروم.
{حَتَّى تَكُونَ}
قراءة الجماعة {حتى تكون} بالتاء على خطاب يعقوب.
وقراءة الحسن (حتى يكون) بالياء على الالتفات.
{حَرَضًا}
قراءة الجماعة {حرضًا} بفتح أوله وثانية، وهو مصدر، لا يثنى ولا يجمع.
وقرئ (حرضًا)بكسر الراء، مثل «دنف» لفظًا ومعنى، وهو صفة مشبهة.
وقرأ الحسن البصري (حرضًا) بفتح فسكون.
وكان السدي يعيب هذه القراءة.
وقرأ الحسن البصري (حُرضًا) بضمتين.
وقالوا: الحُرُض الأشنان، وذكر الشهاب أنه صفة مشبهة.
وروى أبو روق عن أنس بن مالك (حُرْضًا) بضم فسكون.
قال القرطبي: «أي مثل عود الأشنان».
وقرأ السدي (حُرَضًا) بضم ففتح، وهو للمبالغة مثل حطم.
وقرئ (حَرُضًا) بفتح الحاء وضم الراء، وهو للمبالغة مثل: رجل يِقِظ ويَقُظ). [معجم القراءات: 4/325]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "حتى يكون" بالغيب "حرضا" بضم الحاء والراء لغة، والجمهور بفتحهما وهو الإشفاء على الموت وعنه "وحزني" بفتحتين "وفتح" ياء الإضافة منها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وحزني إلي} [86] قرأ نافع وبصري وشامي بفتح ياء {حزني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 748]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}
{وَحُزْنِي}
قراءة الجماعة {وحزني} بضم فسكون.
وقرأ قتادة والحسن (وحزني) بضم الحاء والزاء.
وقرأ الحسن وعيسى بن عمر الثقفي (وحزني).
{وَحُزْنِي إِلَى}
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر واليزيدي (وحزني إلى) بفتح الياء.
وقراءة بقية القراء (وحزني إلى) بسكون الياء.
{وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الميم، وإظهارها). [معجم القراءات: 4/326]

قوله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (استايسوا) [80، 87، 110]، وبابه: بألف بعدها ياء بلا همز اللهبيان، وأبو ربيعة إلا الهاشمي، والعمري). [المنتهى: 2/764] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، من قراءتي على ابن خواستي الفارسي، عن النقاش، عن أبي ربيعة، عنه: {فلما استايسوا منه} (80)، : {ولا تايسوا من روح الله إنه لا يايس} (87)، : {حتى إذا استايس الرسل} (110)، وفي الرعد (31): {أفلم يايس الذين آمنوا}: بالألف، وفتح الياء، من غير همز، في الخمسة.
والباقون: بالهمز، وإسكان الياء، من غير ألف في اللفظ.
وإذا وقف حمزة ألقى حركة الهمزة على الياء، على أصله). [التيسير في القراءات السبع: 323] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(البزي من قراءتي على ابن خواستى الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه (فلمّا استيئسوا منه) (ولا تيئسوا من روح اللّه إنّه لا ييأس)، (حتّى إذا استيأس الرّسل) وفي الرّعد (أفلم ييأس الّذين آمنوا) بالألف وفتح الياء من [غير] همز في الخمسة والباقون بالهمز وإسكان الياء من غير ألف في اللّفظ وإذا وقف حمزة ألقى حركة الهمزة على الياء على أصله). [تحبير التيسير: 416] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ رَوْحِ اللَّهِ) بضم الراء قَتَادَة، والحسن، الباقون بفتحها، وهو الاختيار، لأنه من الراحة). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (782 - وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْـ = ـأَسُوا اقْلِبْ عَنِ الْبَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلاَ). [الشاطبية: 62] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([782] وييأس معًا واستيئس استيأسوا وتيـ = ـأسوا اقلب عن (البزي) بخلفٍ وأبدلا
(معًا)، يعني مصطحبين؛ وهو قوله تعالى في هذه السورة: {إنه لا یايئس}، وقوله تعالى: {أفلم يايئس الذين ءامنوا}، و{استيئس الرسل}، و {استيئسوا منه}، و{ولا تايئسوا من روح الله}.
(اقلب عن البزي)، كما قالوا: جذب وجبذ، وما أطيبه وأيطبه، وصاعقة وصاقعة.
[فتح الوصيد: 2/1025]
فإذا قلبته، صار: تأیسوا مثلا، ثم تبدل الهمزة ألفا، لأنها ساكنة وقبلها فتحة.
والدليل على أن الأصل (يئس)، أن المصدر: (يأس)، و لم يقولوا: أيسًا.
فأما جذب وجبذ، فأهل اللغة يرونه قلبًا، والنحويون يجعلون كل واحد أصلا على حدة.
واستيأس بمعنى يئس؛ يقال: أيأسته من كذا، فاستيأس واتأس معنى أيس.
وفي القرآن العزيز: {يستسخرون}.
وأما خلف البزي فيه، فإن أبا عمرو الداني رحمه الله ذكر القلب والإبدال من قراءته في المواضع الخمسة على ابن خواستي الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه.
قلت: «وكذلك ذكر النقاش في كتابه».
قال: «هكذا قرأت على أبي ربيعة في رواية ابن أبي بزة».
وقرأ أبو عمرو والله أعلم على أبي الفتح وابن غلبون وغيرهما للبزي مثل الجماعة. وكتبهم تشهد بذلك، وهي في المصحف: (ولا تايئسوا)، فإنه (لا يائس)، (أفلم يایئس) ). [فتح الوصيد: 2/1026] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([782] وييأس معًا واستيأس استيأسوا وتيـ = ـأسوا اقلب عن البزي بخلفٍ وأبدلا
ح: (ييأس) مع ما عطف عليه: مفعول (اقلب)، و(معًا): حال، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(أبدلا): أمرق عطفًا على (اقلب)، والألف عوض عن نون التوكيد.
ص: قرأ البزي بخلافٍ عنه -: (لا يايس من روح الله) [87]،
[كنز المعاني: 2/339]
{أفلم يايس الذين آمنوا} [الرعد: 31]، و(اسايس الرسل) [110]، (فلما استايسوا منه خلصوا نجيًا) [80]، (ولا تايسوا من روح الله) [87] في المواضع الخمسة بقلب الياء إلى موضع الهمز، وإبدال الهمز ألفًا، وإبدال الهمز ألفًا، لأن الأصل (ييأس) من اليأس فلما قلب صار (يأيس)، وأبدل الهمز ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها، نحو: (رأسٍ) و (فأسٍ)، والقلب في الكلام كثير، نحو: (صَعقة) و(صقعة)، و(جذب) و(جبذ)، والباقون: على الأصل.
ولم يبين الناظم رحمه الله تعالى المقلوب والمبدل لوضوح الحال). [كنز المعاني: 2/340] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (782- وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْـ،.. ـأَسُوا اقْلِبْ عَنِ البَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلا
معا؛ يعني: هنا وفي الرعد: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}، {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا}، {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ}، {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}؛ فهذه خمسة مواضع استفعل فيها بمعنى: فعل كاستعجب واستسخر بمعنى عجب وسخر وكلها من اليأس من الشيء وهو عدم توقعه لا التي في الرعد قيل: إنها بمعنى علم فقراءة الجماعة في هذه المواضع على الأصل الهمز فيها بين الياء والسين، وروي عن البزي أنه قرأها بألف مكان الياء، وبياء مكان الهمزة وكذلك رسمت في المصحف وحمل ذلك على القلب والإبدال.
قال أبو علي: قلبت العين إلى موضع الفاء فصار استفعل وأصله استيأس، ثم خفف الهمزة وأبدلها ألفا؛ لسكونها وانفتاح ما قبلها، فصار مثل راس وفاس فهذا معنى قول الناظم: اقلب وأبدلا، ولم يذكر ما هو المقلوب وما هو المبدل، وأراد بالقلب التقديم والتأخير، وعرَّفنا أن مراده تقديم الهمزة على الياء قولُه: وأبدلا؛ فإن الإبدال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/272]
في الهمز ثم لم يبين أي شيء يبدل بل أحال ذلك على قياس تسهيلها؛ لأنها إذا جعلت في موضع الياء، وأعطيت حكمها بقيت ساكنة بعد فتح وبقيت الياء مفتوحة على ما كانت عليه الهمزة، ثم لما اتصفت الهمزة بالسكون جاز إبدالها ألفا، فقرأ البزي بذلك في وجه، وإن لم يكن من أصله إبدال الهمزة المنفردة كما أنه سهل همزة: "لاعْنَتَكُمْ" بين بين في وجه وإن لم يكن ذلك من أصله جمعا بين اللغات؛ القلب في هذه اللغة في الفعل الماضي يقال: "يئس" و"أيس" فيبنى المضارع على ذلك، فقراءة الجماعة من لغة "يئس" وهي الأصل عندهم، وقراءة البزي من لغة "أيس" فمضارعه ييأس، وأراد الناظم وأبدلن فأبدل النون ألفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/273] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (782 - وييأس معا واستيأس استيأسوا وتي = أسوا اقلب عن البزّي بخلف وأبدلا
قرأ البزي: إنّه لا يأيس من رّوح الله في السورة، أفلم يأيس الّذين آمنوا في الرعد، وذلك قوله (معا): حتّى إذا استأيس الرّسل، فلمّا استأيسوا منه، ولا تأيسوا من رّوح الله قرأ البزي في ذلك كله بخلف عنه بالقلب المكاني بأن تجعل الهمزة المفتوحة في موضع الياء الساكنة وتجعل الياء الساكنة في موضع الهمزة المفتوحة فتقدم الهمزة وتؤخر الياء ثم تسكن الهمزة المفتوحة؛ لأنها في مكان الياء الساكنة فأخذت صفتها وتبدل الفاء وتفتح الياء الساكنة؛ لأنها في مكان الهمز المفتوحة فأخذت صفتها
[الوافي في شرح الشاطبية: 296]
فيصير النطق في استأيس مثلا بسين ساكنة فتاء مفتوحة فألف بعدها التي هي الهمزة المبدلة فياء فسين مفتوحتين وهكذا يقال في الباقي، وقرأ الباقون بوضع كل حرف في موضعه من غير تقديم ولا تأخير ولا إبدال، وهو الوجه الثاني للبزي). [الوافي في شرح الشاطبية: 297] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخُلْفُ فِي (اسْتَايَسُوا) (وَلَا تَايَسُوا) (إِنَّهُ لَا يَايَسُ) وَ (حَتَّى إِذَا اسْتَايَسَ الرُّسُلُ) عَنِ الْبَزِّيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ فِي بَابِ الْهَمْزِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "اسْتَيْأَسُوا" من [الآية: 80] و"لا يَيْأَس" [الآية: 87] "إِذَا اسْتَيْأَس" [الآية: 110] وفي [الرعد الآية: 31] "أَفَلَمْ يَيْأَس" البزي من عامة طرق أبي ربيعة بتقديم الهمزة إلى موضع الياء، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم يبدل الهمزة ألفا، وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب عنه بالهمز بعد الياء بلا تأخير كالجماعة، وموافقة ابن وردان من طريق هبة الله للبزي في الإبدال التي ذكرها في الأصل انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها، ولذا أسقطها في الطيبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "من روح الله" معا بضم الراء، والجمهور على الفتح وهو رحمته وتنفسه لغتان، وقيل معنى الأول من حيي معه روح الله فإنه يرجى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/153]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ولا تايئسوا} و{لا يايئس} [87] فيهما ما في {استيئسوا} قبله). [غيث النفع: 748]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}
{يَا بَنِيَّ}
تقدمت القراءة في الوقف بهاء السكت عن يعقوب (يا بنية) انظر الآية /67.
{فَتَحَسَّسُوا}
قراءة الجماعة {فتحسسوا} بالحاء المهملة.
[معجم القراءات: 4/326]
والتحسس، هو الطلب بالحواس، ويكون في الخير والشر.
وقرأ النخعي (فتجسسوا)بالجيم، أي تتبعوا أمر يوسف وأخيه.
والتحسيس والتجسس بالحاء والجيم معناهما واحد في هاتين القراءتين.
{وَأَخِيهِ}
قراءة أبن كثير في الوصل (وأخيهي)بوصل الهاء بياء.
{وَلَا تَيْئَسُوا}
قراءة الجمهور {ولا تيئسوا} بفتح التاء وياء ساكنة بعدها همزة، وهي الرواية عن أبي ربيعة وابن الحباب عن ابن كثير.
وقرأ مجاهد والأعرج والمطوعي (ولا تيئسوا) بكسر التاء وياء ساكنة بعدها همزة، وكسر أول المضارع لغة تميم وهذيل وقيس وأسد وبعض بني كلب وربيعة، وتقدم مثل هذا في {نستعين} في سورة الفاتحة.
وقرأ ابن كثير وأبو ربيعة عن البزي (ولا تأيسوا) بتقديم الهمزة إلى موضع الياء.
وروي خلف والهيثم عن عبيد عن شبل عن ابن كثير، وكذا البزي عنه والحنبلي عن أبي جعفر (ولا تایسوا) بتقديم الهمزة إلى موضع الياء وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم إبدال الهمزة ألفًا.
قال الكسائي: «سمعت غير قبيلة يقولون: أيس يايس».
وقراءة حمزة في الوقف على وجهين:
[معجم القراءات: 4/327]
الأول: نقل حركة الهمزة إلى الياء ثم حذف الهمزة (ولا تيسوا).
الثاني: قلب الهمزة ياء وإدغامها في الياء (ولا تيسوا).
{مِنْ رَوْحِ اللَّهِ... مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}
قراءة الجماعة {من روح الله} بفتح الراء، أي من فرج الله وتنفيسه، وأصل الروح للنفس، ثم أستعير للفرج، وهو مصدر.
وقرأ عمر بن عبد العزيز والحسن وقتادة (من روح الله) بضم الراء.
قال الزمخشري: «من روح الله، بالضم أي من رحمته التي تحيا بها العباد»
وقال العكبري: «ويقرأ بضم الراء، وهي لغة فيه، وقيل: هو اسم للمصدر مثل: الشَّرب والشُّرب».
وقرأ أبي بن كعب (من رحمة الله).
وقرأ عبد الله بن مسعود (من فضل الله).
وهاتان قراءتان تحملان على التفسير، وكذا أغلب قراءات ابن مسعود.
{لَا يَيْئَسُ}
فيه من القراءات ما في {استيئسوا} و {ولا تيئسوا} وهي: يأيس، يایس، ييس، ييس وقراءة الجماعة بالهمز بعد الياء فيها جميعها.
وقرأ ابن عباس (لا ييئس) بكسر الياء على لغة بعض بني كلب.
قال الزبيدي: «وقرأ ابن عباس... على لغة من يكسر أول المستقبل إلا ما كان بالياء، وهي لغة تميم وهذيل وقيس وأسد، كذا ذكره اللحياني في نوادره عن الكسائي.
[معجم القراءات: 4/328]
وقال سيبويه: وإنما استثنوا الياء لأن الكسر في الياء ثقيل، وحكى الفراء أن بعض بني كلب يكسرون الياء أيضًا، قال: وهي شاذة، كما في بغية الآمال لأبي جعفر اللبلي، وإنما كسروا في ييئس وييجل لتقوى إحدى الياءين بالأخرى».
{الْكَافِرُونَ}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 4/329]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (88) إلى الآية (90) ]

{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مُزْجَاة" [الآية: 88] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/153]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}
{عَلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
{جِئْنَا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي (جينا) بإبدال الهمزة ياءً.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز حيث جاء.
وتقدم هذا في الآية / 73 من هذه السورة.
{بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}
قراءة الجماعة {... مزجاة}.
وروي عن ابن كثير أنه قرأ (مزجية).
كذا جاءت عند ابن خالويه.
وقرأ حمزة والكسائي وهبة الله عن ابن عامر، وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري (مزجاه) بالإمالة.
[معجم القراءات: 4/329]
وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وذهب صاحب النشر إلى أن الوجهين: الإمالة والفتح صحيحان عن ابن ذكوان.
{فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ}
قرأ ابن مسعود (فأوقر ركابنا). وهي قراءة تحمل على التفسير). [معجم القراءات: 4/330]

قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)}

قوله تعالى: {قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - قَوْله {أئنك لأَنْت يُوسُف} 90
كلهم قَرَأَ (أءنك لأَنْت يُوسُف) بالاستفهام غير ابْن كثير فَإِنَّهُ قَرَأَ (إِنَّك لأَنْت يُوسُف) على الْخَبَر
وَاخْتلفُوا في الْهَمْز فَكَانَ حَمْزَة والكسائي وَعَاصِم وَابْن عَامر يهمزون همزتين (أءنك) وَالْبَاقُونَ يهمزون همزَة وَاحِدَة). [السبعة في القراءات: 351]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - قَوْله {إِنَّه من يتق ويصبر} 90
قَرَأَ ابْن كثير وَحده {إِنَّه من يتق ويصبر} بياء في الْوَصْل وَالْوَقْف فِيمَا قَرَأت على قنبل
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 351]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إنك لأنت) بكسر الألف، مكي، ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 289]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قالوا إنك) [90]: خبر: مكي، ويزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/764]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {إنك لأنت} (90): بهمزة مكسورة، على الخبر.
والباقون: على الاستفهام. وهم على أصولهم فيه). [التيسير في القراءات السبع: 323]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو جعفر: (إنّك لأنت يوسف) بهمزة مكسورة على الخبر والباقون على الاستفهام وهم على أصولهم فيه). [تحبير التيسير: 417]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([90]- {أَإِنَّكَ} خبر: ابن كثير). [الإقناع: 2/672]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (781- .... .... .... وَرُدْ = بِالاخْبَارِ فِي قَالُوا أَئِنَّكَ دَغْفَلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [781] وفتيته فتيانه (عـ)ن (شـ)ذًا ورد = بالإخبار في قالوا أئنك (د)غفلا
...
(ورد)، أي: اطلب، من: راد برود، إذا طلب الكلأ، رودًا وریادًا، وارتاد ارتيادا.
ومنه: ((إن الرائد لا يكذب أهله))؛ أي الذي يرسلونه يرتاد الكلأ.
ومنه الحديث: «إذا بال أحدكم فليرتد لبوله»؛ أي يطلب مكانًا يصلح لذلك.
والدغفل: العيش الواسع. وعام دغفل: مخصب.
قال العجاج:
وإذ زمان الناس دغفلي
والمعنى: أطلب هذه القراءة عيشًا واسعًا، استعارة لظهور المعنى فيها وعدم المنكر والمعترض فيه، لأنهم عرفوه فقالوا: {إنك لأنت يوسف}.
[فتح الوصيد: 2/1024]
فلا يقال لصاحب هذه القراءة ما يقال لمن استفهم، ما معنى الاستفهام؟ وليس بموضع استخبار، فيحتاج إلى أن يقول: لم يقصد الاستفهام وإن أتي بلفظه، إنما هو لفظ الاستفهام يراد به الإستغراب والاستعظام لما فاجأ، كما قال فرعون {ءامنتم به}، أو هو استفهام، وما كانوا عرفوه كل المعرفة، إنما ظنوا، ولاحت لهم أمارة غلبت الظن. والظان يستفهم ليستيقن.
ألا تراه يقول: {أنا يوسف وهذا أخي}، ليزيد بذكر أخيه في البيان عن نفسه، كما لوا قال: أنا يوسف بن يعقوب). [فتح الوصيد: 2/1025]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([781] وفتيته فتيانه عن شذا ورد = بالاخبار في قالوا أئنك دغفلا
ب: (الشذا): كسر العود، (رد): من (راد يرود): إذا طلب الكلام، (الدغفل): العيش الواسع.
ح: (فتيته): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: يقرأ فتيانه، (عن شذا): حال، (دغفلا): مفعول (رُد)، أي: اطلب عيشًا واسعًا بالإخبار.
ص: قرأ حفص وحمزة والكسائي: {وقال لفتيانه اجعلوا} [62]
[كنز المعاني: 2/338]
بجمع الكثرة، يخاطب بذلك الجمع الكثير، ولم يعين، فابتدر منهم من ابتدر، والباقون: (لفتيته) بجمع القلة، لأن جعل البضاعة في الرحال لا يحتاج إلى الكثرة، وهما لغتان جمع (فتًى) كـ (صبيان) و (صبية)، ومدح القراءة بقوله: (عن شذا).
وقرأ ابن كثير: (قالوا إنك لأنت يوسف) [90] بالإخبار لجزمهم بمعرفته، لوضوح القرائن الدالة عليه، أو على حذف همزة الاستفهام، نحو: {وتلك نعمةٌ تمنها} [الشعراء: 22] أي: أو تلك نعمةٌ؟ والباقون: بالاستفهام، كأنهم لم يجزموا أهو يوسف أم لا؟ فاستفهموا ليتحقق الأمر، والاستفهام للاستغراق أو للتعظيم). [كنز المعاني: 2/339] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: ورد؛ أي: اطلب من راد وارتاد إذا طلب الكلأ، ودغفلا مفعول به وهو العيش الواسع؛ أي: اطلب عيشا واسعا بالقراءة بالأخبار في قوله: {إِنَّكَ لأنتَ يُوسُفُ}؛ لأنها ظاهرة المعنى؛ وذلك أنهم جزموا بمعرفته لما اتضح لهم من قرائن دالة على ذلك، فهذه قراءة ابن كثير وقرأ الباقون بالاستفهام وهم على أصولهم في التحقيق والتسهيل والمد بين الهمزتين، ثم يحتمل أن يكون استفهاما على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/270]
الحقيقة ولم يكن بعد قد تحقق عندهم وتكون قراءة ابن كثير على حذف همزة الاستفهام كما قيل: ذلك في قوله {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ}.
أي: وتلك نعمة وله نظائر، ويحتمل أن يكون استفهاما على سبيل الاستغراب والاستعظام وإن كانوا قد عرفوه حق المعرفة؛ أي: إنك لهو ونحن وأنت يعامل بعضنا بعضا معاملة الغرباء ولعل بعض الإخوة قالوه خبرا وبعضهم استفهاما، فجاءت القراءتان كذلك ومن عادة الناظم أن يجعل الاستفهام ضد الإخبار، وقد تقدم تقرير ذلك في سورة الأعراف وسيأتي مثله في الرعد، واتفق لي نظم أربعة أبيات عوض الثلاثة المتقدمة تبين فيها القراءتان في حاشا وصلا ووقفا، وذكر فيها الخبر والاستفهام في أئنك مع التنبيه على أنهم على أصولهم في ذلك تجديدًا للعهد بما تقدمت معرفته وتذكيرا بذلك خوفا من الذهول عنه، ولم يستقم لي إيضاح جميع ذلك إلا بزيادة بيت فقلت:
وفي الوصل حاشا حج بالمد آخرا،.. معاد أبا حرك لحفص فتقبلا
أراد بالمد بعد الشين احترازا عن المد بعد الحاء ثم قال:
ونكتل بياء يعصرون الخطاب شذ،.. وحيث يشاء النون دار وأقبلا
استغنى برمز واحد، وهو قوله: شذ لقراءتين في نكتل ويعصرون، ثم قال:
وفي حافظا حفظا صفا حق عمهم،.. وفتيته عنهم لفتيانه انجلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/271]
والِاخبار في قالوا أئنك دغفلا،.. ويستفهم الباقي على ما تأصلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/272]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (781 - .... .... .... .... ورد = بالاخبار في قالوا أئنّك دغفلا
....
وقوله: (ورد) بضم الراء فعل أمر من راد الشيء يروده إذا طلبه. و(الدغفل) العيش الواسع). [الوافي في شرح الشاطبية: 296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أءنك لأنت يوسف} [90] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 557]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم تنوين درجات [يوسف: 76] للكوفيين واستيئسوا [يوسف: 80]، وبابه في الهمز، ووقف رويس على يا أسفاه [يوسف: 84] بالهاء في الوقف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/395]
وأءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] في الهمزتين، وهمز لخطئين [يوسف: 91]، ورءيي [يوسف: 43] كائن في الهمز [المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ" [الآية: 105] بهمزة واحدة ابن كثير وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام التقريري، وهم على أصولهم فقالون وأبو عمرو بتسهيل الثانية مع الفصل بالألف، وورش ورويس كذلك، لكن بلا فصل، وقرأ الحلواني من مشهور طرقه عن هشام، وكذا الشذائي عن الداجوني بالتحقيق مع الفصل، وقرأ الداجوني غير الشذائي عنه بالتحقيق بلا فصل، وبه قرأ الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/153]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يتقي" [الآية: 43] بإثبات الياء وصلا ووقفا قنبل من طريق ابن مجاهد من جميع طرقه، ولم يذكر في الشاطبية غيره، ووجه بأنه على لغة إثبات حرف العلة مع الجازم كقوله.
ألم يأتيك والأنباء تنمي
ومذهب سيبويه أن الجزم بحذف الحركة المقدرة وحذف حرف العلة للتفرقة بين المرفوع والمجزوم، وقيل هو مرفوع ومن موصولة وجزم يصير المعطوف عليه للتخفيف كينصركم في قراءة أبي عمرو، أو للوقف، ثم أجرى الوصل مجراه، وروى ابن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/153]
شنبوذ حذفها في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/154]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أانك} [90] قرأ المكي بهمزة واحدة مكسورة، على الخبر، والباقون بهمزتين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، على الاستفهام.
وقرأ نافع والبصري بتسهيل الثانية، والباقون بتحقيقها، وأدخل بينهما ألفًا قالون والبصري وهشام بخلف عنه، والباقون بلا إدخال). [غيث النفع: 748]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يتق} قرأ قنبل بإثبات ياء بعد القاف، وصلاً ووقفًا، والباقون بحذفها، كذلك). [غيث النفع: 748]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
{أَئِنَّكَ}
قرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وابن ذكوان وخلف وروح والداجوني عن هشام والحسن والأعمش (أإنك) بتحقيق الهمزتين، على الاستفهام التقريري.
وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وقتادة وابن محيصن وورش (إنك) بهمزة واحدة على الخبر.
[معجم القراءات: 4/330]
وذهب أبو حيان إلى أن الظاهر أن همزة الاستفهام مرادة، ويبعد حمله على الخبر المحض.
وقال الطوسي: «ومن قرأ على الخبر أراد الاستفهام، وحذف حرف الاستفهام...».
وقال القرطبي: «ويجوز أن تكون هذه القراءة استفهامًا...».
وقال ابن خالويه: «والحجة لمن أخبر ولم يستفهم إجابته لهم بقوله: {أنا يوسف}، ولو كانوا مستفهمين لأجابهم بنعم، أو لا، ولكنهم أنكروه فأجابهم محققًا».
وقرأ نافع ويعقوب والقاضي عن قالون «أنك» بفتح الهمزة من غير مد.
قال أبو زرعة:
«وإنما بين الثانية ولم يدخل بينهما ألفا» كذا !.
وقرأ أبو عمرو وقالون عن نافع وزيد عن يعقوب وسهل وهشام واليزيدي (آینك) بتسهيل الهمزة الثانية وإدخال ألف بين الهمزتين: المحققة والمسهلة.
وقرأ ورش ورويس عن يعقوب ونافع وابن كثير وابن محيصن (أينك) بتسهيل الهمزة الثانية من غير إدخال ألف بين الهمزتين: المحققة والمسهلة.
[معجم القراءات: 4/331]
وقرأ الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني وابن عامر (آإنك) بتحقيق الهمزتين مع الفصل بينهما بألف.
{أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ}
قراءة الجماعة {أإنك لأنت يوسف}.
وحكى أبو عمرو عن أبي بن كعب أنه قرأ (أإنك أو أنت يوسف).
قال ابن جني:
«ينبغي أن يكون هذا على حذف خبر «إن» حتى كأنه قال: أئنك لغير يوسف، أو أنت يوسف؟ فكأنه قال: بل أنت يوسف، فلما خرج مخرج التوقف قال: أنا يوسف...».
وقال الزمخشري:
«على معنى: أئنك يوسف أو أنت يوسف، فحذف الأول أي يوسف لدلالة الثاني عليه، وهذا كلام متعجب مستغرب لما يسمع فهو يكرر الاستثبات».
{وَهَذَا أَخِي}
وقال الضحاك في قراءة عبد الله (وهذا أخي بيني وبينه قربى)
[معجم القراءات: 4/332]
{مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}
قراءة الجمهور {من يتق..} بحذف الياء في الحالين، وهو الموافق الخط المصحف، وحذف الياء على جعل {من} للشرط، فجاءت علامة الجزم الحذف.
قرأ ابن مجاهد عن قنبل عن ابن كثير (من يتقي...) بإثبات الياء في الحالين.
وروى حذفها عن قنبلفي الحالين ابن شنبوذ، وهي رواية الزينبي وابن عبد الرزاق واليقطيني وغيرهم عنه، ووافقه فيهما ابن محيصن.
قال ابن الجزري: «والوجهان صحيحان عنه».
ومثل هذا في الإتحاف.
وأما قراءة (يتقي) بإثبات الياء فتخريجها كما يلي:
1- الياء حذفت للجزم، فصار الفعل (يتق) ثم أشبعت كسرة القاف فنشأت الياء، وصار (يتقي)، فهذه الياء الثابتة ليست ياء الفعل وإنما هي ياء الإشباع.
2- أنه قدر حركة الإعراب على الياء، ثم حذف هذه الحركة في
[معجم القراءات: 4/333]
الجزم، وجعل حرف العلة كالصحيح، على لغة من يقول: لم يرمي زيد، وقد حكوا ذلك لغة، ويجعلون من هذا الباب قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي = بما لاقت لبون بني زياد
3- جعل «من» بمعنى الذي، والفعل على هذا مرفوع، والضمة مقدرة على الياء، ولا جزم.
وأما (يصبر) ففيه وجهان:
الأول: حذف الضمة من الراء لئلا تتوالى الحركات، فهو حذف للاستخفاف، أو أنه نوى الوقف عليه، وأجرى الوصل مجرى الوقف.
الثاني: أنه مجزوم على المعنى؛ لأن «من» هنا وإن كانت بمعنى الذي، لكنها بمعنى الشرط لما فيه من العموم والإبهام، ومن هنا دخلت الفاء في خبرها.
قال مكي:
«وإثبات الياء في (يتقي) مع جزم (يصبر) ليس بالقوي على أي وجه (تأولته).
وقال الطوسي: «والأجود قول من قرأ بحذف الياء».
وذكر الزمخشري أنه قرئ (يتق) بسكون القاف، وكأنه آخر الفعل، وجعل مثله قراءة {ألم تر} بسكون الراء، قال: وفيه ضعف). [معجم القراءات: 4/334]