العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (38) إلى الآية (40) ]

{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)}

قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) بالنصب فيهما الهمداني، وَحُمَيْد، وشِبْل في اختياره، وسيبويه عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بالرفع، وهو الاختيار على المبتدأ وهو أعم للجنس). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)}
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ}
- قراءة الجمهور (والسارق والسارقة) بالرفع على الابتداء والخبر محذوف، أي: فيما يتلى عليكم، أو فيما فرض عليكم السارق والسارقة حكمهما...
وذهب جماعة من البصريين إلى أن الخبر جملة الأمر: فاقطعوا ولا يجوز هذا عند سيبويه..
والرفع هو اختيار الكوفيين.
- وقرأ عيسى بن عمر وابن أبي عبلة وابن محيصن من طريق المعدل (والسارق والسارقة) بنصبهما على الاشتغال، والنصب هو اختيار سيبويه. وذكر أبو عبيد أن النصب هو الغالب في قراءة عيسى بن عمر.
قال مكي:
(وكان الاختيار على مذهب سيبويه النصب، لأنه أمر، وهو بالفعل أولى..، والاختيار عند الكوفيين الرفع على قراءة الجماعة؛ لأنه لم يقصد به قصد سارق بعينه..).
وقال سيبويه: (الوجه في كلام العرب النصب كما تقول: زيدًا
[معجم القراءات: 2/268]
فاضربه، ولكن أبت العامة إلا الرفع).
يعني عامة القراء وجلهم، ولما كان معظم القراء على الرفع تأوله سيبويه على وجه يصح، وهو أنه جعله مبتدأ والخبر محذوف.
- وقرأ ابن مسعود وإبراهيم النخعي (والسارقون والسارقات) على الجمع السالم.
- وفي مصحف أبي، وقراءته (والسرق والسرقة) بضم السين المشددة فيهما، وبغير ألف، كذا ضبطه أبو عمرو، قال الخفاف: (وجدته في مصحف أبي كذلك).
وذهب ابن عطية إلى أن هذا يشبه أن يكون تصحيفًا من الضابط؛ لأن قراءة الجماعة إذا كتبت (السارق) بغير ألف وافقت هذه في الخط.
قال الشهاب: (ومن الغريب أنه نقل عن أبي رضي الله عنه أنه قرأ والسرق والسرقة) بترك الألف وتشديد الراء، فقال ابن عطية -رحمه الله تعالى- إن هذه القراءة تصحيف؛ لأن السارق والسارقة كتبا بدون ألف في المصحف.
وقيل في توجيهها إنهما جمع سارق وسارقة لكن فاعلة لم ينقل فيه في جمع المؤنث فعلة، ولم يسمع فعلة في الجمع أصلًا، فلو قبل إنها صيغة مبالغة لكان أقرب، فانظره).
[معجم القراءات: 2/269]
{أَيْدِيَهُمَا}
- قراءة الجماعة (.. أيديهما) بضمير المثنى.
- وقرأ ابن مسعود وإبراهيم النخعي (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم) كذا على الجمع.
- وذكر ابن خالويه أن قراءة ابن مسعود (أيديهم).
- وعن ابن مسعود أنه قرأ (أيمانهما) بدلًا من (أيديهما) في قراءة العامة.
وتحمل قراءة ابن مسعود على التفسير لقراءة العامة.
{وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
- جاء في البحر: (سمع أعرابي قارئًا يقرأ: (... والله غفور رحيم) فأنكر هذا! فقيل له التلاوة: (والله عزيز حكيم). فقال هكذا يكون: عز فحكم.
وفي رواية قال: (ما هذا كلام فصيح..).
فلما قيل له: التلاوة: (والله عزيز حكيم)، قال: بخٍ بخٍ! عز، فحكم، فقطع).
وأنا لم أذكر لك هنا قصة هذا الأعرابي على أنها قراءة يقرأ بها، ولكن لترى العربي القح الباقي على سليقته كيف يفهم هذه اللغة، وكيف يدرك بلاغة القرآن بسليقته، فقد أنزل الله كتابه على قدر من البيان الرفيع، والربط المحكم، ترقى إليه عقول هؤلاء العرب، فتأمل يرحمك الله!! وأين نحن من هؤلاء؟!). [معجم القراءات: 2/270]

قوله تعالى: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)}
{تَابَ مِنْ}
- روى اليزيدي عن أبي عمرو إدغام الباء في الميم.
قال ابن الجزري: (.. والباء في ذلك مفتوحة، وما ذاك إلا من أجل مجاورة (بعد ظلمه) المدغمة في مذهبه، والله أعلم.
والدليل على ذلك أنه مع إدغامه حرف المائدة أظهر (ومن تاب معك) في هود/112، والله أعلم).
وعلى هذا فالعلة في هذا الإدغام إنما هي المجاورة.
{بَعْدِ ظُلْمِهِ}
- أدغم الدال في الظاء أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
{أَصْلَحَ}
- غلظ الأزرق وورش اللام.
- والباقون على الترقيق). [معجم القراءات: 3/271]

قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "يشاء" بالبدل مع ثلاثة البدل وبروم حركة الهمزة مع المد والقصر، ويندرج معه هشام بخلفه في الخمسة، غير أن مد حمزة حالة الروم أطول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مؤمنين} و{الأرض} [31 32] معًا و{الأخر} [27] و{لأقتلنك} و{يشآء} [40] والوقف على الثاني كاف، وقفها لا يخفى). [غيث النفع: 549] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قدير} تام، وفاصلة، ومنتهى ربع الحزب إجماعًا). [غيث النفع: 549]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)}
{يُعَذِّبُ مَنْ}
- تقدم الإخفاء فيه (أو الإدغام على رأي بعضهم) في الآية/18 من هذه السورة.
{يَشَاءُ}
- إذا وقف حمزة وهشام على (يشاء) فلهما خمسة أوجه:
- المد، والتوسط، والقصر، مع البدل.
- والمد، والقصر مع التسهيل والروم.
- وهشام يوافق حمزة في ثلاثة البدل، وأما الوجهان الأخيران، فحمزة يتميز على هشام في طول المد على أصله.
[معجم القراءات: 2/271]
وتقدم مثل هذا في الآية/213 من سورة البقرة.
{يَغْفِرُ}
- تقدم الخلاف في ترقيق الراء في الآية/18 من هذه السورة.
{وَيَغْفِرُ لِمَنْ}
- تقدم الإدغام في الآية/18 من هذه السورة.
{يَشَاءُ}
- تقدم حكم الوقف عليه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/272]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (41) إلى الآية (43) ]

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي يَحْزُنْكَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ يُسَارِعُونَ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يحزنك} [41] ذكر لنافع في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا يَحْزُنْك" [الآية: 41] بضم الياء وكسر الزاي نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يسارعون" [الآية: 41] الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الدنيا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو، بخلفهما وللدوري عن أبي عمرو إمالتها كبرى أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا أيها الرسول لا يحزنك}
{لا يحزنك} [41] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)}
{الرَّسُولُ لَا}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب بخلاف.
{يَحْزُنْكَ}
- قرأ نافع وابن محيصن (يحزنك) بضم الياء وكسر الزاي، من (أحزن)، وهي لغة تميم.
- وقراءة العامة (يحزنك) بفتح الياء وضم الزاي من (حزنه)، وهي لغة قريش، وهي العالية والأفصح.
[معجم القراءات: 2/272]
وتقدم بيان هاتين القراءتين مفصلًا في الآية/176 من سورة آل عمران.
{وَلَمْ تُؤْمِنْ}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا في (يؤمنون) وأمثاله، وانظر الآية/88 من سورة البقرة.
{يُسَارِعُونَ}
- قراءة الجماعة (يسارعون) بألف، من (سارع).
- وقرأ السلمي والحر النحوي (يسرعون) بغير ألفٍ، من (أسرع).
- وأمال (يسارعون) الدوري عن الكسائي.
- والباقون على الفتح.
{سَمَّاعُونَ}
- قراءة العامة (سماعون) بالواو على الرفع خبر مبتدأ محذوف أي: هم سماعون، أو هو مبتدأ خبره ما قبله وهو (ومن الذين هادوا).
- وقرأ الضحاك (سماعين) بالياء، فهو منصوب على الذم، وإلى مثل هذا ذهب ابن عطية.
{لِلْكَذِبِ}
- قرأ الحسن وعيسى بن عمر (للكذب) بكسر الكاف وسكون الذال.
- وقرأ زيد بن علي (للكذب) بضم الكاف والذال جمع كذوب، مثل: صبور وصبر.
[معجم القراءات: 2/273]
- وقراءة العامة (للكذب) بفتح الكاف وكسر الذال.
{لَمْ يَأْتُوكَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لم ياتوك) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة بالإبدال في الوقف.
{الْكَلِمَ}
- قراءة العامة (الكلم) بفتح الكاف وكسر اللام، وهي قراءة ابن محيصن.
- وقرئ (الكلم) بكسر الكاف وسكون اللام، قال ابن عطية: (وهي لغة ضعيفة في كلمه).
وقرأ إبراهيم (الكلام) بألف.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/13 من هذه السورة.
{الْكَلِمَ مِنْ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم.
{فَخُذُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فخذوهو) بوصل الهاء بواو.
{وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (وإن لم توتوه) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/274]
{الدُّنْيَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش وأبو عمرو وبالتقليل بخلاف عنهم.
- وللدوري عن أبي عمرو إمالتها إمالة كبرى أيضًا.
وتقدم هذا في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{فِي الْآَخِرَةِ}
- تقدم تفصيل القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/275]

قوله تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْحَاء وإسكانها من قَوْله {أكالون للسحت} 42 وَانْظُر 62 63
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكسائي {للسحت} مثقلة مَضْمُومَة الْحَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {للسحت} خَفِيفَة سَاكِنة الْحَاء
وروى عَبَّاس بن الْفضل عَن خَارِجَة عَن نَافِع {للسحت} بِفَتْح السِّين وَجزم الْحَاء). [السبعة في القراءات: 243]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({السحت} ثقيل
[الغاية في القراءات العشر: 233]
مكي بصري، ويزيد، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 234] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (السحت) [42، 62، 63]: خفيف: دمشقي، ونافع، وعاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/662] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (السحت) حيث وقع بضم الحاء، وقرأ الباقون بإسكان الحاء). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي: {السحت} (42، 62، 63)، في الثلاثة المواضع: بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 269] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (السّحت) في الثّلاثة المواضع بضم الحاء والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 346] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {لِلسُّحْتِ} بضم الحاء: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/634]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (617 - وَفِي كَلِمَاتِ السُّحْتِ عَمَّ نُهىً فَتًى = .... .... .... ....). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([617] وفي كلمات السحت (عم) (نـ)هى (فـ)تى = وكيف أتى أذن به (نافعٌ) تلا
أصل سحت: استأصل. ومال مسحوتٌ ومسحتٌ من ذلك.
[فتح الوصيد: 2/853]
ثم سمي الحرام سحتًا وسحتًا، لأنه يسكت الدين أو المروءة أو البركة أو آكله؛ كما قال تعالى: {فيسحتكم بعذاب}؛ وهو كالرعْب والرعُب، بالتخفيف والتثقيل.
وفي (عم)، ضمير يعود إلى الإسكان في البيت قبله.
والنهى، جمع نُهية، وهي الغاية والنهاية؛ ومعناه: أن الإسكان في السحت دل على نُهى القارئ به فعمها). [فتح الوصيد: 2/854]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [617] وفي كلمات السحت عم نهى فتًى = وكيف أتى أذنٌ به نافعٌ تلا
ب: (النهي) جمع (نهية) وهي: اللب.
ح: (نهى): مفعول (عم)، فاعله: ضمير يرجع إلى (الإسكان)، (فتًى): مضاف إليه، (في كلمات): ظرف (عم)، (كيف): ظرف فيه معنى الشرط، (أتى أذنٌ): شرطه، (به نافع تلا): جزاء، والهاء في (به): لـ (الإسكان) .
ص: أي: قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بإسكان الحاء في جميع ألفاظ: {السحت}، وقال: (كلمات السحت) لأنه تكرر في هذه السورة.
وتلا نافع بإسكان الذال من {أذنٌ} كيف أتى منكرًا أو معرفًا، موحدًا أو مثنًى، نحو: {ويقولون هو أذن} [التوبة: 61]، و{والأذن
[كنز المعاني: 2/172]
بالأذن} [45] و{في أذنيه وقرًا} [لقمان: 7]، والباقون بالضم فيهما). [كنز المعاني: 2/173] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (617- وَفِي كَلِمَاتِ السُّحْتِ "عَمَّ نُـ"ـهىً "فَـ"ـتًى،.. وَكَيْفَ أَتى أُذْنٌ بِهِ نَافِعٌ تَلا
السحت: ما لا يحل، وإنما قال كلمات السحت؛ لأنه تكرر في مواضع من هذه السورة وفي عم ضمير يعود إلى الإسكان والنهى جمع نهية
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/90]
وهي الغاية والنهاية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/91]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (617 - وفي كلمات السّحت عمّ نهى فتى = .... .... .... .... ....
....
ثم عطف على إسكان الضم فقال (وفي كلمات السحت إلخ) يعني قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بإسكان ضم الحاء في جميع كلمات السُّحْتَ* نحو: أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ، وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ*. وقرأ الباقون بضم الحاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للسحت} [42] ذكر في البقرة، وكذا {والأذن} [45] لنافع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسكن حاء "السحت" [الآية: 42] نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {للسحت} [42] قرأ نافع والشامي وعاصم وحمزة بإسكان الحاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 553]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} لا يخفى {النبيون} [44] كذلك). [غيث النفع: 553] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)}
{لِلسُّحْتِ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف والأعمش (للسحت) بضم السين وسكون الحاء مخففًا.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وسهل ويعقوب (للسحت) بضمتين مثقلًا.
- وقرأ زيد بن علي، وعباس بن الفضل عن خارجة بن مصعب عن نافع
[معجم القراءات: 2/275]
(للسحت) بفتح السين وإسكان الحاء، وهو مصدر من (سحت).
- وقرأ عبيد بن عمير (للسحت) بكسر السين وسكون الحاء.
- وقرئ بفتحتين (للسحت).
{جَاءُوكَ}
- أمال حمزة وابن ذكوان الألف.
- وورش بمد على الهمزة ويوسط ويقصر.
- وإذا وقف حمزة عليه فله أربعة أوجه:
1- المد والقصر مع التسهيل.
2- المد والقصر مع إبدالها واوًا.
وتقدمت القراءة فيه في الآية/15 في (جاءكم) والآية/32 (جاءتهم).
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/276]

قوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" الخلاف في إمالة التورية غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" حكم "التوراة" وكذا "جاءك" و"آتيكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)}
{التَّوْرَاةُ}
- أمال الألف أبو عمرو والكسائي وحمزة بخلاف عنه وابن ذكوان وخلف واليزيدي والأعمش وورش من رواية الأصبهاني.
- وورش وحمزة بين بين.
- وقالون بالفتح، وبين اللفظين.
[معجم القراءات: 2/276]
- والباقون بالفتح.
- وسبق الحديث عن هذا مفصلًا في الآيتين/4 و48 من سورة آل عمران.
{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الدال في الذال والإظهار.
{بِالْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/277]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (44) إلى الآية (45) ]

{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)}

قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {واخشون وَلَا تشتروا} 44
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة وَابْن عَامر والكسائي {واخشون} بِغَيْر يَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف
وَقَرَأَ أبو عَمْرو {واخشون} بِالْيَاءِ فِي الْوَصْل
وَاخْتلف عَن نَافِع فَقَرَأَ فِي رِوَايَة ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بِالْيَاءِ فِي الْوَصْل وَفِي رِوَايَة قالون والمسيبي وورش بِغَيْر يَاء فِي وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 243 - 244]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت ياء "وَاخْشَوْنِ وَلا" [الآية: 44] وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب
[إتحاف فضلاء البشر: 1/535]
وحذفها الباقون فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} لا يخفى {النبيون} [44] كذلك). [غيث النفع: 553] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واخشون ولا} [43] قرأ البصري بإثبات الياء، وصلاً لا وقفًا، والباقون بحذفها مطلقًا). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)}
{التَّوْرَاةَ}
- سبق الحديث عن الإمالة فيه في الآية السابقة.
{هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/2 من سورة البقرة.
{يَحْكُمُ بِهَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإخفاء الميم بغنة عند الباء.
{النَّبِيُّونَ}
- قراءة نافع (النبيئون) بالهمز، وهو مذهبه في هذه المادة وما كان منها.
{وَاخْشَوْنِ وَلَا ...}
- قرأ أبو عمرو وإسماعيل وابن جماز عن نافع وأبو جعفر واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل (واخشوني ولا ...).
[معجم القراءات: 2/277]
- وقرأ يعقوب وسهل وابن شنبوذ عن قنبل بإثباتها في الحالين.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي بحذف الياء في الحالين (واخشون ولا..)، وهي رواية قالون والمسيبي ورش عن نافع.
{بِآَيَاتِي}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{الْكَافِرُونَ}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء بخلاف). [معجم القراءات: 3/278]

قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {أَن النَّفس بِالنَّفسِ} إِلَى قَوْله {والجروح قصاص} 45
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {أَن النَّفس بِالنَّفسِ وَالْعين بِالْعينِ وَالْأنف بالأنف وَالْأُذن بالأذن وَالسّن بِالسِّنِّ} ينصبون ذَلِك ويرفعون {والجروح}
وَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع وَحَمْزَة بِنصب ذَلِك كُله
وروى الْوَاقِدِيّ عَن نَافِع {والجروح} رفعا
وَقَرَأَ الْكسَائي {أَن النَّفس بِالنَّفسِ} نصبا وَرفع مَا بعد ذَلِك كُله
وَكلهمْ ثقل {وَالْأُذن} إِلَّا نَافِعًا فَإِنَّهُ خففها فِي كل مَوضِع من الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 244]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والعَيْنُ) وما بعده، رفع الكسائي، (والجُرُوحُ) رفع فقط مكي، شامي وأبو عمرو، ويزيد (الأُذْنُ) خفيف، حيث كان نافع). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والعين) [45]، وما بعدها: رفع: علي، وأبو عبيد، ورفع مكي،
[المنتهى: 2/662]
وشامي، وأبو عمرو، ويزيد، والضرير (والجروح). مخير بالأوجه الثلاثة: أبو حاتم). [المنتهى: 2/663]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والأذن) [45] خفيف، حيث جاء: نافع). [المنتهى: 2/663]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (والعين والأنف والأذن والسن) بالرفع في الأربعة، وقرأ الباقون بالنصب فيهن، ولا اختلاف في نصب (النفس).
قرأ نافع وعاصم وحمزة (والجروح) بالنصب، ورفع الباقون، وكلهم ضموا الذات من (الأذن وأذنيه) حيث وقع إلا نافعًا فإنه أسكنها). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {والعين بالعين}، وما بعده، إلى: {والجروح} (45): بالرفع.
ورفع ابن كثير، وابن عامر، وابو عمرو: {والجروح} فقط.
والباقون: كل ذلك بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 269]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {والأذن بالأذن} (45)، و: {في أذنيه} (لقمان: 7): كل ذلك: بإسكان الذال، حيث وقع.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكسائي: (والعين بالعين) وما بعده بالرّفع، ورفع ابن كثير وابن عامر وأبو
[تحبير التيسير: 346]
عمرو أبو جعفر (والجروح) فقط. والباقون كل ذلك بالنّصب.
نافع: (والأذن بالأذن، وفي أذنيه) بإسكان الذّال حيث وقع، والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْعَين) وما بعدها بالرفع الكسائي، وابْن مِقْسَمٍ وهو الاختيار عطف على الموضع، الباقون بالنصب إلا (الجرُوحَ)، وقرأ أبو حيوة (أَنَّ النَّفْسَ) خفيف مع الرفع، الباقون مشدد ونصب السين، وهو الاختيار لموافقة الجماعة، (وَالْأُذُنَ) خفيف نافع حيث وقع غير اختيار صاحبيه، وأبو جعفر طريق الدهان، الباقون بالإشباع وهو الاختيار.
(وَالْجُرُوحَ) رفع العالية غير نافع إلا الأصمعي، والواقدي عنه، وأَبُو عَمْرٍو، والضَّرِير عن يَعْقُوب وابن حنبل، وابْن سَعْدَانَ، وطَلْحَة، والكسائي، وسهل بالأوجه الثلاثة الرفع والنصب والجر، الباقون بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([45]- {وَالْعَيْنَ} وما بعده، رفع: الكسائي.
ورفع ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {الْجُرُوحَ} فقط.
[45]- {الْأُذُنَ} خفيف كيف جاء: نافع). [الإقناع: 2/634]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (617- .... .... .... .... = وَكَيْفَ أَتى أُذُنٌ بِهِ نَافِعٌ تَلاَ
618 - وَرُحْمًا سِوَى الشَّامِي وَنُذْرًا صِحَابُهُمْ = حَمَوْهُ وَنُكْرًا شَرْعُ حَق لَهُ عُلاَ
619 - وَنُكْرٍ دَنَا وَالْعَيْنُ فَارْفَعْ وَعَطْفَهَا = رِضًى وَالْجُرُوحُ ارْفَعْ رِضى نَفَرٍمَلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والهاء في (به)، تعود على الإسكان؛ أي كيف ما أتی (أذن) منكرًا أو معرفًا أو مفردًا أو مثنى فنافع يتلوه بالإسكان.
وقيل: الإسكان هو الأصل فيه، وإنما ضم إتباعًا.
وقيل: بل الأصل التحريك، وإنما أسكن تخفيفًا كالأكل من الأكل.
وقيل: هما لغتان، كالنُكْر والنُكُر.
[618] ورحمًا سوى (الشامي) ونذرًا (صحابـ)هم = (حـ)موه ونكرًا (شـ)رع (حق) (لـ)ـه (عـ)لا
الرحم والرحم لغتان. وفي التخفيف اعتبار الموافقة في رؤوس الآي.
والتثقيل لغة أخرى معروفة؛ قال الشاعر- وأنشده أبو عمرو-:
[فتح الوصيد: 2/854]
ومن ضريبته التقوى ويعصمه = من سيء العثرات الله والرحم
و(نذرًا صحابهم حموه)، لأنهم احتجوا له بموافقة رؤوس الآي، وبالإجماع على تسكين الذي قبله، وهما لغتان. وكذلك نكْرًا ونُكُرًا.
ومعنى (شرع حقٌ)، هو ما أشرت إليه من موافقة الآي.
[619] ونكرٍ (د)نا والعين فارفع وعطفها (ر)ضًى والجروح ارفع (ر)ضى (نفرٍ)ملا
لما قرأ ابن كثير {نكرًا} المنصوب مسكنًا، قرأ المخفوض مثله، لأنها لغة واحدة؛ فهو يدنو من المنصوب.
والذين أسكنوا ذاك، وحركوا هذا، حجتهم موافقة الآي.
وقال: (رضی)، لأنها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واختارها أبو عبيد رحمه الله لذلك وقال: «إنما تتقى القراءة إذا كانت مفارقة للخط أو مستكرهة في العربية. فإذا لم يكن ذلك، فإنا لا نرى لتارك قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عذرا».
والرفع على ثلاثة أوجه:
[فتح الوصيد: 2/855]
العطف على محل النفس، لأن المعنى: وكتبنا عليهم النفس بالنفس؛ أي: وقلنا لهم: {النفس بالنفس والعين بالعين...إلى {والجروح قصاص}.
أو على الاستئناف، عطف جملة على جملة، لا على الاشتراك في العامل.
أو على ضمير النفس؛ أي أن النفس مأخوذة هي بالنفس.
(والجروح ارفع رضى نفرٍ ملا)، أي أشراف، وهم الذين اختاروا هذه القراءة.
وذلك أن الأسماء التي قبله معطوفة على لفظ النفس.
{والجروح}: مستأنف. و{قصاص}: خبره.
ومن نصب {والجروح}، عطفه على ما قبله. و{قصاص}: خبر {أن}، وهي قراءة نافع وعاصم وحمزة). [فتح الوصيد: 2/856]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [617] وفي كلمات السحت عم نهى فتًى = وكيف أتى أذنٌ به نافعٌ تلا
ب: (النهي) جمع (نهية) وهي: اللب.
ح: (نهى): مفعول (عم)، فاعله: ضمير يرجع إلى (الإسكان)، (فتًى): مضاف إليه، (في كلمات): ظرف (عم)، (كيف): ظرف فيه معنى الشرط، (أتى أذنٌ): شرطه، (به نافع تلا): جزاء، والهاء في (به): لـ (الإسكان) .
ص: أي: قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بإسكان الحاء في جميع ألفاظ: {السحت}، وقال: (كلمات السحت) لأنه تكرر في هذه السورة.
وتلا نافع بإسكان الذال من {أذنٌ} كيف أتى منكرًا أو معرفًا، موحدًا أو مثنًى، نحو: {ويقولون هو أذن} [التوبة: 61]، و{والأذن
[كنز المعاني: 2/172]
بالأذن} [45] و{في أذنيه وقرًا} [لقمان: 7]، والباقون بالضم فيهما.
[618] ورحمًا سوى الشامي ونذرًا صحابهم = حموه ونكرًا شرع حق له علا
ح: (ورحمًا): عطف على مفعول (تلا)، (سوى الشامي): فاعله بمعنى (غير)، (نذرًا): مبتدأ، (صحابهم): مبتدأ ثانٍ، والضمير: للقراء، (حموه): خبر، والهاء: لـ (نذرًا)، و (نكرًا): مبتدأ، (شرع حقٌ): خبر، (له علا): صفته.
ص: أي: قرأ غير ابن عامر بإسكان الحاء في: {وأقرب رحمًا} في الكهف [81].
وأسكن الذال من: {أو نذرًا} في المرسلات [6] حمزة والكسائي وحفص وأبو عمرو، والكاف من: {نكرًا} في موضعي الكهف [74، 87]، وفي الطلاق [8] حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وهشام وحفص.
[619] ونكرٍ دنا والعين فارفع وعطفها = رضى والجروح ارفع رضى نفرٍ ملا
ب: (الملا): الأشراف.
[كنز المعاني: 2/173]
ح: (نُكر دنا): مبتدأ، وخبر، و(العين): مفعول (ارفع)، و (عطفها): عطف عليه، أي: ما عطف على العين، (رضًى): حال، (الجروح): مفعول (ارفع)، (رضى): حال، نفرٍ: مضاف إليه، (ملا): صفته.
ص: أي: أسكن ابن كثير الكاف في قوله: {إلى شيء نكر} في القمر [6]، والباقون في الكل بالضم، والضم والإسكان في هذا النوع لغتان.
ورفع الكسائي: {والعين بالعين} [45] وما عطف عليه، وهو{والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن} [45] ونصب الباقون.
فالرفع على الاستئناف وقطع الجملة عما قبله، والنصب عطفٌ على اسم {أن}.
ورفع: {والجروح قصاصٌ} الكسائي وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، فالكسائي: على أصله من حمله على الاستئناف، ووافقه آخرون كأنهم رأوه ابتداء شريعةٍ ؛ لأنه ما كتب عليهم هذا الحكم، فكأنه قال
[كنز المعاني: 2/174]
بعدما حكى عن بني إسرائيل: قد جعلت الجروح بينكم يا أمة محمد قصاصًا). [كنز المعاني: 2/175]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والهاء في به للإسكان أيضا؛ أي: كيفما أتى لفظ أذن؛ منكرا أو معرفا مفردا أو مثنى نحو: "وَيَقُولُونَ هُوَ أُذْنٌ"، "وَالْأُذْنَ بِالْأُذْنِ"، "فِي أُذْنَيْهِ وَقْرًا".
الضم والإسكان لغتان والله أعلم.
618- وَرُحْمًا سِوَى الشَّامِي وَنُذْرًا "صِحَابُـ"ـهُمْ،.. "حَـ"ـمَوْهُ وَنُكْرًا "شَـ"ـرْعُ "حَـ"ـق "لَـ"ـهُ "عُـ"ـلا
ألحق بالألفاظ السابقة ما يشاكلها مما وقع فيه الخلاف المذكور في غير هذه السورة أراد: {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} في الكهف، {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} في المرسلات، {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} في الكهف، ولا خلاف في إسكان عذرا.
619- وَنُكْرٍ "دَ"نَا وَالعَيْنُ فَارْفَعْ وَعَطْفَهَا،.. "رِ"ضًى وَالجُرُوحُ ارْفَعْ "رِ"ضى "نَفَرٍ" مَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/91]
يريد: {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} في سورة القمر سكنها ابن كثير وحده قوله: والعين فارفع يريد: {وَالعَيْنَ بِالعَيْنِ}،
قوله: وعطفها؛ أي: ومعطوفها: يعني: ما عطف عليها وهو الأنف والأذن والسن.
وللرفع ثلاثة أوجه:
أحدها: الرفع على استئناف جملة وعطفها على الجملة السابقة كقولك: فعلت كذا وزيد فعل كذا وعمرو وبكر، قال أبو علي: الواو عاطفة جملة على جملة وليست للاشتراك في العامل كما كان كذلك في قول من نصب، ولكنها عطفت جملة على جملة كما يعطف المفرد على المفرد.
قال: والوجه الثاني: أنه حمل الكلام على المعنى؛ لأنه إذا قال: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}.
فمعنى الحديث: قلنا لهم النفس بالنفس، فحملت العين بالعين على هذا.
قلت: لأن "أنَّ" ههنا لو حذفت لاستقام معنى الكلام بحذفها استقامته بثبوتها، وتكون النفس مرفوعة فصارت "أنَّ" هنا كـ "إنَّ" المكسورة في أن حذفها لا يخل بالجملة، فجاز العطف على محل اسمها كما يجوز على محل اسم المكسورة، وقد حمل على ذلك: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/92]
وَرَسُولُهُ}.
قال الشيخ أبو عمرو: ورسولُه بالرفع معطوف على اسم "أنَّ" وإن كانت مفتوحة؛ لأنها في حكم المكسورة، وهذا موضع لم ينبه عليه النحويون، ثم وجّه ذلك وقرره بما سنذكره إن شاء الله تعالى في شرح النظم في النحو، وقال الزمخشري: والعين بالرفع للعطف على محل: {إِنَّ النَّفْسَ}؛ لأن المعنى: وكتبنا عليهم النفس بالنفس؛ إما لإجراء كتبنا مجرى قلنا، وإما لأن معنى الجملة التي هي النفس بالنفس مما يقع عليه الكتب كما تقع عليه القراءة، قال الزجاج: رفعه على وجهين: العطف على موضع النفس بالنفس وعلى الاستئناف، قال: وفيها وجه آخر: أن يكون عطفا على الضمير في "بالنفس" المعنى أن النفس مأخوذة هي بالنفس والعين معطوفة على هي.
قلت: ورفع الجروح على الابتداء، وقصاص: خبره، وعلى قراءة نصب الجروح يكون قصاص خبر أن ولا يستقيم في رفع الجروح.
الوجه الثالث وهو: أنه عطف على الضمير الذي في خبر النفس، وإن جاز فيما قبلها وسببه استقامة المعنى في قولك: مأخوذة هي بالنفس والعين مأخوذة بالعين ولا يستقيم، والجروح مأخوذة قصاص هذا معنى قول بعضهم لما خلا وله الجروح وقصاص عن الباقي الخبر خالف الأسماء التي قبلها فخولف بينها في الإعراب، وقال بعضهم: إنما رفع الجروح ولم ينصب تبعا لما قبله فرقا بين الجملة والمفسر، وقيل: خولف ذلك
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/93]
الإعراب؛ لاختلاف الجراحات وتفاوتها، فإذن الخلاف بذلك الاختلاف، قال أبو علي: فأما {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} فمن رفعه يقطعه عما قبله؛ فإنه يحتمل هذه الوجوه الثلاثة التي ذكرناها في قول من رفع: "والعينُ بالعين"، ال: ويجوز أن يستأنف: "وَالْجُرُوحُ قِصَاصٌ" ليس على أنه مما كتب عليهم في التوراة ولكن على استئناف إيجاب وابتداء شريعة في ذلك قال: ويقوي أنه من المكتوب عليهم في التوراة نصب من نصبه.
قلت: وفي هذا البيت رضى مرتين فالأول: حال من الضمير في ارفع، والثاني: حال من مفعول ارفع والملا: الأشراف؛ أي: أنه مرضى لهم والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/94]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (617 - .... .... .... .... .... = وكيف أتى أذن به نافع تلا
618 - ورحما سوى الشّامي ونذرا صحابهم = حموه ونكرا شرع حقّ له علا
619 - ونكر دنا والعين فارفع وعطفها = رضى والجروح ارفع رضى نفر ملا
....
وقرأ نافع لفظ أُذُنٌ* بإسكان ضم الذال كيف أتى سواء كان هذا اللفظ معرفا نحو: وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ. أم منكرا نحو: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ، وَتَعِيَها أُذُنٌ. أم مضافا نحو: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ. وسواء كان مفردا كهذه الأمثلة أم مثنى نحو: كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً. وقرأ غيره بضم الذال في الجميع.
وقرأ جميع السبعة إلا ابن عامر: وَأَقْرَبَ رُحْماً بالكهف بإسكان ضم الحاء وقرأ ابن عامر بضمها، وقرأ حفص وحمزة والكسائي وأبو عمرو: أَوْ نُذْراً في المرسلات بإسكان ضم الذال. وقرأ الباقون بضمها ولا خلاف بين السبعة في إسكان ذال كلمة عُذْراً التي قبل نُذْراً. وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو
[الوافي في شرح الشاطبية: 251]
وهشام وحفص بإسكان ضم الكاف في: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً بالكهف، وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً بالطلاق. وقرأ الباقون وهم نافع وشعبة وابن ذكوان بضمها. وقرأ ابن كثير بإسكان ضم الكاف في: إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ بالقمر. وقرأ غيره بضمها. وقوله (والعين فارفع إلخ) معناه أن الكسائي وحده قرأ برفع النون في كلمة وَالْعَيْنَ وبرفع ما عطف عليها من الكلمات وهي وَالْأَنْفَ، وَالْأُذُنَ وَالسِّنَّ. وقرأ برفع الحاء في كلمة وَالْجُرُوحَ الكسائي وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر. فحينئذ يقرأ الكسائي برفع الكلمات الخمس وهي وَالْعَيْنَ وَالْأَنْفَ وَالْأُذُنَ وَالسِّنَّ وَالْجُرُوحَ. ويقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر برفع وَالْجُرُوحَ فقط ونصب الكلمات الأربع قبلها. ويقرأ الباقون بنصب الكلمات الخمس. ولا خلاف بين القراء في نصب لفظ النَّفْسَ المجرد من الباء؛ لأنه اسم أن وهو ينصب اتفاقا و(ملا) بتخفيف الهمز بمعنى أشراف). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (101 - وَرَفْعَ الْجُرُوحَ اعْلَمْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- ورفع الجروح (ا)علم وبالنصب مع جزا = ء نون ومثل ارفع رسالات (حـ)ـولا
مع الأولين اضمم غيوب عيون مع = جيوب شيوخًا (فـ)ـد ويوم ارتفع لملا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) آعلم وهو أبو جعفر {والجروح} [45] وبالرفع على الاستئناف ثم قال: وبالنصب مع أي وبالنصب من تتمة الخلاف في الجروح إلا أنه متعلق بيعقوب كباقي الأمثلة الآتية أي قرأ مرموز (حا) حولا آخر البيت وهو يعقوب {والجروح} [45] بالنصب عطفًا على النفس وعلم من الوفاق لخلف كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 121]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (الْعَيْنِ وَالْأَنْفَ وَالْأُذُنَ وَالسِّنَّ وَالْجُرُوحَ) فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِالرَّفْعِ فِي الْخَمْسَةِ، وَافَقَهُ فِي " الْجُرُوحِ " خَاصَّةً ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ السُّحْتَ، (وَالْأُذْنَ) مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {والعين} [45]، {والأنف} [45]، {والأذن} [45]، {والسن} [45]، {والجروح} [45]، برفع الخمسة، وافقه في {والجروح} ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للسحت} [42] ذكر في البقرة، وكذا {والأذن} [45] لنافع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (579- .... .... .... .... .... = والعين والعطف ارفع الخمس رنا
580 - وفي الجروح ثعب حبرٍ كم ركا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (والعين) يريد قوله تعالى «والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح» قرأ الكلمات الخمس بالرفع الكسائي قوله: (والعطف): أي وما عطف على العين وهو أربع كلمات والأنف والأذن والسن والجروح
وفي الجروح (ث) عب (حبر ك) م (ر) كا = وليحكم اكسر وانصبن محرّكا
أي وفي قوله تعالى «او الجروح» الذي هو من جملة الخمس الكلمات المذكورة في البيت قبله الرفع لأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر والكسائي أيضا، وإنما أعاد ذكر الكسائي وإن كان قد علم له الرفع من البيت المتقدم دفعا لتوهم أن يكون مع الباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو راء (رنا) الكسائي في العين وما عطف عليه وهو: الأنف، وو الأذن وو السن، وو الجروج [المائدة: 45]: (خمستها بالرفع).
ووافقه في [البعض] بعض؛ فلذا قال:
ص:
وفي «الجروح (ث) عب (حبر ك) م ركا = وليحكم اكسر وانصبن ممحرّكا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفي «الجروح (ث) عب (حبر ك) م ركا = وليحكم اكسر وانصبن ممحرّكا
ش: أي: وافقه على رفع والجروح [المائدة: 45] خاصة ذو ثاء (ثعب) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وكاف (كم) ابن عامر وراء [ركا] الكسائي.
وجه رفع الخمسة: عطفها على محل أنّ النّفس [المائدة: 45] باعتبار المعنى؛ لأنها في حكم المكسورة.
أي: وقلنا لهم، أو قرأنا عليهم.
[ومن ثم قال الزجاج: لو قرئ بالكسر لجاز] أو على الاستئناف للعموم، أو عطفها عطف الجمل.
ومن ثم قال أبو علي: الواو عاطفة جملة على أخرى، لا للاشتراك في العامل.
وقال الزجاج: عطف على الضمير في الخبر.
ووجه نصبها: العطف على لفظ النفس.
ووجه رفع والجروح [المائدة: 45]: ما تقدم إلا قول الزجاج، وخصها؛ لاختلاف التقدير.
والمختار النصب؛ لأنه أدل على المعنى، وهو كتبها كلها في التوراة [وتكليفنا بها؛ لقوله]: ومن لّم يحكم [المائدة: 44، 45، 47].
تنبيه:
[يظهر فائدة] قوله: (محركا) والضد، وهو إسكان اللام والميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/286] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والعين، والأنف، والسن، والأذن، والجروح" [الآية: 45] فالكسائي بالرفع في الخمسة، فالواو عاطفة جملا اسمية على أن وما في حيزها باعتبار المعنى، فالمحل مرفوع كأنه قيل: كتبنا عليهم النفس بالنفس والعين بالعين إلخ، فإن الكتابة والقراءة يقعان على الجمل كالقول، وقال الزجاج: عطف على الضمير في الخبر يعني بالنفس وحينئذ يكون الجار والمجرور حالا مبينة للمعنى، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بالنصب فيما عدا الجروح، فإنهم يرفعونها قطعا لها عما قبلها مبتدأ وخبره قصاص وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشنبوذي، والباقون بنصب الكل عطفا على اسم أن لفظا والجار بعده خير، وقصاص وهو من عطف الجمل عطف الاسم على الاسم والخبر على الخبر نحو: إن زيدا قائم وعمرا قاعد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسكن ذال "الأذن" حيث جاء نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والعين} {والأنف} {والأذن} {والسن} {والجروح} [45] قرأ نافع وعاصم وحمزة بنصب الخمس، على العطف، وعلي برفع الخمس، على الاستئناف، والباقون بنصب الأربع، على العطف، ورفع {الجروح} على الاستئناف). [غيث النفع: 553]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأذن بالأذن} قرأ نافع بإسكان الذال، والباقون بالضم). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)}
{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا}
- في مصنف أبي بن كعب (وأنزل الله على بني إسرائيل فيها..)، وأثبتها الألوسي: (وأنزلنا على بني إسرائيل).
{عَلَيْهِمْ}
- سبقت القراءة بضم الهاء وكسرها في الآية/23 من هذه السورة.
{أَنَّ النَّفْسَ}
- روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (أن النفس) بتخفيف (أن) وكسرها لالتقاء الساكنين، ورفع ما بعدها، وما عطف عليه.
- وقراءة الجماعة (أن النفس) بشد النون ونصب ما بعدها.
[معجم القراءات: 2/278]
{وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ ... وَالْأُذُنَ ... وَالسِّنَّ ... وَالْجُرُوحَ}
- قرأ نافع وحمزة وعاصم وخلف ويعقوب والأعمش (والعين.. والأنف.. والأذن.. والسن.. والجروح..)، بالنصب في العين وما بعدها من المعاطيف على التشريك في عمل (إن) النصب، وخبر (إن) هو المجرور.
والجروح: خبره (قصاص)، وهو من عطف الجمل، عطف الاسم على الاسم، والخبر على الخبر، مثل قوله: إن زيدًا قائم وعمرًا قاعد.
- وقرأ الكسائي، وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو عبيد (والعين ... والأنف ... والأذن ... والسن ... والجروح) برفع العين وما بعدها، والواو عطفت جملًا اسمية على (أن واسمها) باعتبار المعنى، والمحل مرفوع.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي والشنبوذي، وهي رواية الواقدي عن نافع (والعين..
[معجم القراءات: 2/279]
والأنف.. والأذن.. والسن.. والجروح) بنصب الأربعة، ورفع (الجروح) بقطعها عما قبلها، فتكون مبتدأً، خبره (قصاص).
قال الأنباري: (من رفعها وقف على ما قبلها، ومن نصبها لم يقف على ما قبلها).
- وقرأ أبي بن كعب (النفس ... والعين ... والأنف ... والأذن ... والسن ... والجروح ...) برفع السن والجروح، ونصب ما عداهما.
{وَالْجُرُوحَ}
- وقرأ أبي بن كعب (وأن الجروح..) بزيادة (أن) على قراءة الجماعة، ورفع (الجروح).
{وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ}
- قراءة نافع (والأذن بالأذن) بسكون الذال فيه معرفًا ومنكرًا ومثنى حيث وقع.
- والجماعة على التثقيل (والأذن بالأذن)، قيل: هما لغتان، وقيل: الأصل الإسكان، وإنما ضم الذال إتباعًا.
وقيل: التحريك هو الأصل، وإنما سكن تخفيفًا.
[معجم القراءات: 2/280]
{فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ}
- قرأ أبي (ومن يتصدق به فإنه..)، وهو كذلك في مصحفه.
{فَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (فهو) بسكون الهاء.
والباقون (فهو) بضم الهاء.
وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ}
- قرأ أبي بن كعب (فهو كفارته له)، أي فالمتصدق كفارته التي يستحقها بالتصدق لا ينقص منها شيء، فالضمير على هذه القراءة للمتصدق لا للتصدق). [معجم القراءات: 3/281]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (46) إلى الآية (47) ]

{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}

قوله تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "آثارهم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46)}
{آَثَارِهِمْ}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، والداجوني واليزيدي.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{بِعِيسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/87 من سورة البقرة.
{بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 2/281]
{يَدَيْهِ ... يَدَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (يديهي) بوصل الهاء بياء.
{التَّوْرَاةِ ... التَّوْرَاةِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/43 من هذه السورة.
{الْإِنْجِيلِ}
- قراءة الجماعة بكسر الهمزة (الإنجيل).
- وتقدمت فيه قراءة الحسن بفتحها (الأنجيل)، انظر الآية/3 من سورة آل عمران، وانظر حديث الزجاج فيه في الآية القادمة/47.
{فِيهِ..}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي..) بوصل الهاء بياء.
{فِيهِ هُدًى}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب، بخلاف.
{هُدًى ... هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/2 من سورة البقرة.
{وَهُدًى وَمَوْعِظَةً}
- قراءة الجمهور (وهدى وموعظة) بالنصب فيهما على الحال معطوفين على (مصدقًا)، وعلامة الإعراب ظاهرة في (موعظة) ومقدرة في (هدى).
- وقرأ الضحاك (هدى وموعظة) بالرفع فيهما على تقدير: هو هدىً وموعظة..
قال العكبري: (وقد قرئ في الشاذ بالرفع، أي وفي الإنجيل هدىً وموعظة) ). [معجم القراءات: 2/282]

قوله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا فِي إسكان اللَّام وَالْمِيم وَفتح الْمِيم وَكسر اللَّام من قَوْله {وليحكم} 47
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {وليحكم} بِكَسْر اللَّام وَفتح الْمِيم
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وليحكم} بِإِسْكَان اللَّام وَجزم الْمِيم). [السبعة في القراءات: 244]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وَلِيَحْكُمَ) بكسر اللام، وفتح الميم، حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وليحكم) [47]: بكسر اللام وفتح الميم حمصي، وحمزة). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (وليحكم) بكسر اللام وفتح الميم، وقرأ الباقون بإسكان اللام والميم، وورش على أصله). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {وليحكم أهل الإنجيل} (47): بكسر اللام، ونصب الميم.
والباقون: بإسكان اللام، وجزم الميم.
[التيسير في القراءات السبع: 269]
وورش: على أصله، يحركها بحركة همزة (أهل) ). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (وليحكم أهل) بكسر اللّام ونصب الميم، والباقون بإسكان اللّام وجزم الميم، وورش على أصله يحركها بحركة همزة أهل). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلْيَحْكُمْ) بكسر اللام وفتح الميم الزَّيَّات إلا الأزرق، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وابن صبيح، وحمصي، الباقون بجزم الميم، وهو الاختيار على الأمر الغائب، وافق على كسر اللام ابْن مِقْسَمٍ، وعباس طريق الرومي، وشيبة، والاختيار في اللام السكون كالباقين). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([47]- {وَلْيَحْكُمْ} بكسر اللام وفتح الميم: حمزة). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (620 - وَحَمْزَةُ وَلْيَحْكُمْ بِكَسْرٍ وَنَصْبِهِ = يُحَرِّكُهُ .... .... ....). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([620] و(حمزة) وليحكم بكسرٍ ونصبه = يحركه يبغون خاطب (كـ)ملا
وجه قراءة حمزة، أنا لام كي؛ والمعنى: وللهدى والموعظة آتيناه الإنجيل، وللحكم.
وإن جعلنا {وهدىً وموعظة} منصوبين على الحال كـ {مصدقًا}، قدرنا: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، آتيناه الإنحيل.
ومعنى القراءة الأخرى، الأمر؛ وهو أمر سابق محكي؛ أي: وقلنا له: وليحكم أهل الإنجيل، كما قيل لنا: {وما واتاكم الرسول فخذوه} ). [فتح الوصيد: 2/856]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [620] وحمزة وليحكم بكسرٍ ونصبه = يحركه يبغون خاطب كملا
ح: (حمزة): مبتدأ (وليحكم): مبتدأ ثانٍ، (يحركه): خبره، والهاء: لـ (وليحكم)، (بكسرٍ ونصبه): متعلق بـ (يحركه)، والضمير في (نصبه): لحمزة، أو للفظ: (وليحكم)، (يبغون): مبتدأ، (خاطب): خبره، فاعله: ضمير (يبغون) ؛ لأن الخطاب حصل بسببه، (كملا): مفعوله.
ص: قرأ حمزة: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله} [47] بكسر اللام ونصب الميم على أنه متعلق بمحذوف، أي: ليحكم أهل الإنجيل بما فيه آتيناه الإنجيل، والباقون بإسكان اللام والميم على الأمر للغائب.
وقال: (يحركه) ليدل على القراءة الأخرى، لأن ضد التحريك الإسكان، وإلا لكان ضد الكسر الفتح، وضد النصب الخفض.
وقرأ ابن عامر: (أفحكم الجاهلية تبغون) [50] بالخطاب، أي:
[كنز المعاني: 2/175]
قل لهم: أفحكم الجاهلية تبغون؟ والباقون بالغيبة ؛ لأن قبله: {وإن كثيرًا من الناس لفاسقون} [49].
والمراد بالكمل: أهل الكتاب؛ لأنهم أهل فهمٍ، فحسن توبيخهم). [كنز المعاني: 2/176] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (620- وَحَمْزَةُ وَلْيَحْكُمْ بِكَسْرٍ وَنَصْبِهِ،.. يُحَرِّكُهُ يَبْغُونَ خَاطَبَ "كُـ"ـمَّلا
أي: وحمزة يحرك: "وليحكم" بكسر ونصبه، فالهاء في نصبه لحمزة، أو للفظ: "وليحكم" والهاء في يحركه لقوله: وليحكم فالكسر في اللام والنصب في الميم، وإنما زاد قوله: يحركه لتأخذ ضد التحريك للقراءة الأخرى وهو الإسكان في الحرفين، ولو لم يذكر لكان ضد الكسر الفتح وضد النصب الخفض أراد قوله تعالى: "وَلِيَحْكُمَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا"، قرأه حمزة على التعليل؛ أي: لأجل الحكم بما فيه، {آتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ}، وقرأه الباقون على الأمر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/94]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (620 - وحمزة وليحكم بكسر ونصبه = يحرّكه .... .... .... ....
قوله تعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ يحرك حمزة لام وَلْيَحْكُمْ بالكسر وميمه بالنصب فتكون قراءة الباقين بسكون اللام وجزم الميم بالسكون؛ لأن ضد التحريك السكون). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (100- .... .... .... وَقَاسِيَةً عَبَدْ = وَطَاغُوتَ وَلْيَحْكُمْ كَشُعْبَةَ فُصِّلَا). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وقاسية عبد وطاغوت وليحكم كشعبة فصلا أي قرأ جميع ذلك خلف في الكلمات الأربعة كشعبة فيصير له {قاسية} [13] بالألف وتخفيف الياء اسم فاعل {وعبد} [60] بفتح الباء على الماضي {الطاغوت} [60] بنصب التاء {وليحكم} [47] بسكون اللام والميم وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 120] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلْيَحْكُمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِكَسْرِ اللَّامِ، وَنَصْبِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَالْمِيمِ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي النَّقْلِ وَالسَّكْتِ وَالتَّحْقِيقِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة: {وليحكم أهل} [47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بإسكانهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (580- .... .... .... .... .... = وليحكم اكسر وانصبن محرّكا
581 - فق .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وليحكم) يعني قوله «وليحكم أهل الإنجيل» بكسر اللام والنصب حمزة، وإنما قيد ذلك بالتحريك لأجل قراءة الباقين فإنهم يقرءون بالإسكان في اللام والميم قوله: (محركا) أي بالكسر والنصب لولا قيد التحريك فيهما لكان الباقون يفهم لهم فتح اللام وخفض الميم، وهذا أوضح من كلام الشاطبي رحمه الله تعالى حيث قال: وحمزة وليحكم بكسر ونصبه: يحركه؛ لظهور عود الضمير في يحركه إلى النصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفي «الجروح (ث) عب (حبر ك) م ركا = وليحكم اكسر وانصبن ممحرّكا
ش: أي: وافقه على رفع والجروح [المائدة: 45] خاصة ذو ثاء (ثعب) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وكاف (كم) ابن عامر وراء [ركا] الكسائي.
وجه رفع الخمسة: عطفها على محل أنّ النّفس [المائدة: 45] باعتبار المعنى؛ لأنها في حكم المكسورة.
أي: وقلنا لهم، أو قرأنا عليهم.
[ومن ثم قال الزجاج: لو قرئ بالكسر لجاز] أو على الاستئناف للعموم، أو عطفها عطف الجمل.
ومن ثم قال أبو علي: الواو عاطفة جملة على أخرى، لا للاشتراك في العامل.
وقال الزجاج: عطف على الضمير في الخبر.
ووجه نصبها: العطف على لفظ النفس.
ووجه رفع والجروح [المائدة: 45]: ما تقدم إلا قول الزجاج، وخصها؛ لاختلاف التقدير.
والمختار النصب؛ لأنه أدل على المعنى، وهو كتبها كلها في التوراة [وتكليفنا بها؛ لقوله]: ومن لّم يحكم [المائدة: 44، 45، 47].
تنبيه:
[يظهر فائدة] قوله: (محركا) والضد، وهو إسكان اللام والميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/286] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) (ح) ز (ظ) لّا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فق) حمزة وليحكم أهل الإنجيل [المائدة: 47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بسكون اللام وجزم الميم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/286]
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر أفحكم الجاهلية تبغون [المائدة: 50] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون وحاء (حز) أبو عمرو وظاء (ظلا) يعقوب ويقول الّذين ءامنوا [المائدة: 53] بإثبات (واو) قبل يقول [المائدة: 53] والباقون بحذفها.
وجه النصب: جعلها لام «كي» فينصب الفعل بعدها بإضمار «أن»، ويتعلق بـ وءاتينه [المائدة: 46] إن انتصب وهدى وموعظة [المائدة: 46] على الحال، وبمفسر [به] إن كانا مفعولين لهما، أي: للهدى والموعظة.
ثم عطف وليحكم [المائدة: 47] عليهما؛ لأن «أن» أولته بالمصدر.
ووجه الجزم: جعلها لام الأمر، وأسكنت مع الواو، ولما يأتي في وليوفوا [الحج: 29] فينجزم [بها] محكي، أي: وقلنا لهم: ليحكم، بمعنى: مرهم أن يحكموا به؛ على حد: ومآ ءاتيكم الرّسول فخذوه [الحشر: 7].
ووجه الخطاب تبغون [المائدة: 50]: الالتفات إلى أهل الكتاب، أو: قل لهم يا محمد.
ووجه الغيب: أنه إخبار عن الغائبين مناسبة لقوله: وأن احكم بينهم ... إلى ذنوبهم [المائدة: 49].
وهو المختار؛ لرجحان التناسب على الالتفات). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/287] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلْيَحْكُم" [الآية: 47] فحمزة بكسر اللام ونصب الميم جعلها لام كي فأضمر إن بعدها، وافقه الأعمش والباقون بالسكون والجزم على أنها لام الأمر سكنت.
ككتف وأصلها الكسر وقرئ به كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وليحكم} [47] قرأ حمزة بكسر اللام، ونصب الميم، والباقون بإسكان اللام والميم، وورش على أصله من نقل حركة الهمزة إلى الميم). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}
{وَلْيَحْكُمْ}
- قراءة الجمهور (وليحكم) بلام الأمر ساكنة.
- وذكر أبو حيان أن أبا عبد الرحمن والحسن والزهري وأبا حيوة وعيسى الثقفي قرأوا بكسر لام الأمر في جميع القرآن، وهو مشهور لغة العرب.
- وقرأ حمزة والأعمش (وليحكم) بكسر اللام، ونصب الميم على أنها لام (كي)، أي: وقفينا ليؤمنوا وليحكم..
قال الزجاج: (وقرئت (وليحكم) بكسر اللام وفتح الميم على معنى: ولأن يحكم).
قال الطبري: (والذي يتراءى في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى فبأي ذلك قرأ قارئ فمصيب الصواب).
[معجم القراءات: 2/283]
وقرأ أبي بن كعب (وأن ليحكم) بزيادة (أن) قبل لام (كي)، وأن: موصول حرفي.
- وعن أبي أيضًا أنه قرأ: (وأن احكم) على وجه الأمر.
قال الطبري: (وأما ما ذكر عن أبي بن كعب من قراءته (وأن ليحكم) على وجه الأمر فذلك مما لم يصح به النقل عنه، ولو صح أيضًا لم يكن في ذلك ما يوجب أن تكون القراءة بخلافه محظورة إذ كان معناها صحيحًا، وكان المتقدمون من أئمة القراءة قد قرأوا بها).
{وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ}
- وقرأ ورش عن نافع (وليحكم اهل) بإلقاء حركة الهمزة من (أهل) على الميم، ثم حذف الهمزة، وذلك على مذهبه المعروف في أمثال هذا الموضع.
{الْإِنْجِيلِ}
- تقدمت قراءة الحسن في الآية السابقة (الأنجيل) بفتح الهمزة، ولم يذكر الزجاج في الموضع السابق شيئًا، ولكنه قال ههنا:
(الإنجيل: القراءة فيه بكسر الهمزة، ورويت عن الحسن (الأنجيل) بفتح الهمزة.
وهذه قولة ضعيفة؛ لأن (أنجيل) أفعيل، وليس في كلام العرب هذا المثال، وإنجيل إفعيل من النجل وهو الأصل..، فلا ينكر أن يجيء (أنجيل)، وإنما كرهت القراءة بها لأن إسنادها عن الحسن
[معجم القراءات: 2/284]
لا أدري هل هو من ناحية يوثق بها أم لا).
{فِيهِ}
- تقدمت قراءة ابن كثير في الآية السابقة بوصل الهاء بياء (فهي) ). [معجم القراءات: 3/285]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:09 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (48) إلى الآية (50) ]

{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}

قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمُهَيْمِنًا) بفتح الميم مجاهد، وابن مُحَيْصِن، الباقون بكسر الميم، وهو الاختيار على تسمية الفاعل دليله (مُصَدِّقًا) ). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "وَمُهَيْمِنًا" بفتح الميم الثانية وعليه في موضع رفع على النيابة إن كان حالا من الكتاب، فإن كان حالا من كاف إليك فنائب الفاعل ضمير مستتر يعود إليه -صلى الله عليه وسلم- والجمهور على كسرها اسم فاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" حكم "التوراة" وكذا "جاءك" و"آتيكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/536] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {في مآ} [48] مقطوعة على المشهور). [غيث النفع: 553]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تختلفون} اختلف في الوقف عليه، ومن قال بالوقف عليه فهو عنده كاف، وفاصله بلا خلاف، وهو يسهل الوقف عليه على القول الآخر، ومنتهى النصف على المشهور، وقيل {لفاسقون} بعده، وقيل {يوقنون} ). [غيث النفع: 553]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)}
{الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الباء في الباء والإظهار.
{يَدَيْهِ}
تقدمت في الآية/46 قراءة ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل (يديهي).
{مُهَيْمِنًا}
قراءة العامة بكسر الميم الثانية (مهيمنًا) اسم فاعل.
- وقرأ مجاهد وابن محيض (ومهيمنًا) بفتح الميم الثانية، اسم مفعول.
وروى هذا ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقال: (معناه: محمد مؤتمن على القرآن).
قال الزجاج: (وهي عربية، ولا أحب القراءة بها؛ لأن الإجماع في القراءة على كسر الميم في قوله: (المؤمن المهيمن) سورة الحشر/23.
[معجم القراءات: 2/285]
{عَلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
{أَهْوَاءَهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{جَاءَكَ}
- تقدم في الآية/42 من هذه السورة إمالة (جاء)، وحكم الهمز في الوقف عند حمزة.
{شِرْعَةً}
- قراءة الجماعة (شرعة) بكسر الشين أي شريعة.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (شرعةً) بفتح الشين، ومعناها مثل السابقة.
وقال السمين وغيره: (كأن الكسور للهيئة والمفتوح مصدر).
وفي كتاب المصاحف:
(مما غيره الحجاج في مصحف عثمان، فقد كان فيه: شريعةً ومنهاجًا، فغيرها: شرعةً ومنهاجًا).
{شَاءَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/20 من سورة البقرة.
{آَتَاكُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
{الْخَيْرَاتِ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{فَيُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والواو.
{فِيهِ}
تقدمت قراءة ابن كثير في الآية/46 (فهي) بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 2/286]

قوله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأن احكم بينهم...}
{وأن احكم} [49] قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 555]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تولوا} لا خلاف في تخفيفه، فالبزي فيه كالجماعة). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)}
{وَأَنِ احْكُمْ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والمطوعي والحسن ويعقوب (وأن احكم) بكسر النون لالتقاء الساكنين على ما هو معروف.
- وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر (وأن احكم) بضم النون إتباعًا لحركة الحرف الثالث بعده، وهو الكاف.
{أَهْوَاءَهُمْ}
- تقدمت القراءة بتسهيل الهمزة في الآية السابقة.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ}
- أدغم الضاد في الذال أبو عمرو من طريق اليزيدي.
{النَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/287]

قوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {أَفَحكم الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ} 50
كلهم قَرَأَ {أَفَحكم الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ} بِالْيَاءِ إِلَّا عبد الله بن عَامر فَإِن قَرَأَ (تبغون) بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 244]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تَبْغُونَ) بالتاء، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تبغون) [50]: بالتاء دمشقي، والخراز). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (تبغون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {تبغون} (50): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (تبغون) بالتّاء، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْغُونَ) بالتاء دمشقي، وأبان، والْخَزَّازِ، وابن حاتم عن نافع، والشافعي، وحرمي عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 534]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([50]- {يَبْغُونَ} بالتاء: ابن عامر). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (620- .... .... .... .... = .... يَبْغُونَ خَاطَبَ كُمَّلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والتاء في {تبغون}، للخطاب.
[فتح الوصيد: 2/856]
ومعنى (خاطب كملا)، أي عيرهم بأنهم أهل كتاب وعلم، وهم مع ذلك يبغون حكم الجاهلية التي لا ترجع أحكامها إلى كتاب، إنما ترجع إلى الجهل والهوى.
و(كمل)، جمع كامل.
والياء للغيبة، لأن قبله: {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} ). [فتح الوصيد: 2/857]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [620] وحمزة وليحكم بكسرٍ ونصبه = يحركه يبغون خاطب كملا
ح: (حمزة): مبتدأ (وليحكم): مبتدأ ثانٍ، (يحركه): خبره، والهاء: لـ (وليحكم)، (بكسرٍ ونصبه): متعلق بـ (يحركه)، والضمير في (نصبه): لحمزة، أو للفظ: (وليحكم)، (يبغون): مبتدأ، (خاطب): خبره، فاعله: ضمير (يبغون) ؛ لأن الخطاب حصل بسببه، (كملا): مفعوله.
ص: قرأ حمزة: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله} [47] بكسر اللام ونصب الميم على أنه متعلق بمحذوف، أي: ليحكم أهل الإنجيل بما فيه آتيناه الإنجيل، والباقون بإسكان اللام والميم على الأمر للغائب.
وقال: (يحركه) ليدل على القراءة الأخرى، لأن ضد التحريك الإسكان، وإلا لكان ضد الكسر الفتح، وضد النصب الخفض.
وقرأ ابن عامر: (أفحكم الجاهلية تبغون) [50] بالخطاب، أي:
[كنز المعاني: 2/175]
قل لهم: أفحكم الجاهلية تبغون؟ والباقون بالغيبة ؛ لأن قبله: {وإن كثيرًا من الناس لفاسقون} [49].
والمراد بالكمل: أهل الكتاب؛ لأنهم أهل فهمٍ، فحسن توبيخهم). [كنز المعاني: 2/176] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} الخطاب فيه لأهل الكتاب والغيبة: إخبار عنهم، وجعل يبغون كأنه خطاب الكمل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/94]
مجازا لما كان الخطاب فيه، وعنى بالكمل: أهل الكتاب؛ أي: إنهم أهل علم وفهم فحسن توبيخهم ولومهم لصدهم عن حكم الله تعالى وهم يعلمونه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/95]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (620 - .... .... .... .... .... = .... تبغون خاطب كمّلا
....
وقرأ ابن عامر: أفحكم الجاهليّة تبغون بتاء الخطاب وغيره بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَبْغُونَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {يبغون} [50] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (581- .... خاطبوا يبغون كم .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) ح) ز (ظ) لا
أي قرأ يبغون من قوله تعالى «أفحكم الجاهلية يبغون» بالخطاب ابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) (ح) ز (ظ) لّا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فق) حمزة وليحكم أهل الإنجيل [المائدة: 47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بسكون اللام وجزم الميم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/286]
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر أفحكم الجاهلية تبغون [المائدة: 50] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون وحاء (حز) أبو عمرو وظاء (ظلا) يعقوب ويقول الّذين ءامنوا [المائدة: 53] بإثبات (واو) قبل يقول [المائدة: 53] والباقون بحذفها.
وجه النصب: جعلها لام «كي» فينصب الفعل بعدها بإضمار «أن»، ويتعلق بـ وءاتينه [المائدة: 46] إن انتصب وهدى وموعظة [المائدة: 46] على الحال، وبمفسر [به] إن كانا مفعولين لهما، أي: للهدى والموعظة.
ثم عطف وليحكم [المائدة: 47] عليهما؛ لأن «أن» أولته بالمصدر.
ووجه الجزم: جعلها لام الأمر، وأسكنت مع الواو، ولما يأتي في وليوفوا [الحج: 29] فينجزم [بها] محكي، أي: وقلنا لهم: ليحكم، بمعنى: مرهم أن يحكموا به؛ على حد: ومآ ءاتيكم الرّسول فخذوه [الحشر: 7].
ووجه الخطاب تبغون [المائدة: 50]: الالتفات إلى أهل الكتاب، أو: قل لهم يا محمد.
ووجه الغيب: أنه إخبار عن الغائبين مناسبة لقوله: وأن احكم بينهم ... إلى ذنوبهم [المائدة: 49].
وهو المختار؛ لرجحان التناسب على الالتفات). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/287] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "أفحكم" بفتح الحاء والكاف والميم يراد به الجنس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يبغون" [الآية: 50] فابن عامر بتاء الخطاب والباقون بياء الغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسقط" الغنة من النون عند الياء في نحو: "لقوم يوقنون" خلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يبغون} [50] قرأ الشامي بالخطاب، والباقون بالغيب). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}
{أَفَحُكْمَ}
- قراءة الجمهور (أفحكم) بنصب الميم، وهو مفعول (يبغون).
- وقرأ السلمي وابن وثاب وأبو رجاء والأعرج ويحيى بن يعمر وإبراهيم النخعي (أفحكم) برفع الميم على الابتداء، وخبره (يبغون).
[معجم القراءات: 2/287]
قال ابن خالويه: (كأنهم أضمروا الهاء: أفحكم الجاهلية يبغونه).
قال ابن جني: (وهذا وإن كان فيه صنعة فإنه ليس بخطأ)، وهي عند ابن مجاهد خطأ، وذهب ابن جني إلى أنه وجه ولكن غيره أقوى منه.
- وقرأ قتادة والحسن والأعرج والأعمش والمطوعي وابن محيصن (أفحكم) بفتح الحاء والكاف والميم، وهو جنس لا يراد به واحد، كأنه قيل: أحكام الجاهلية، وهي إشارة إلى الكهان الذين كانوا يأخذون الحلوان، وهي رشا الكهان، ويحكمون لهم بحسبها وبحسب الشهوات.
- وقرأ قتادة (أبحكم) بالباء، في موضع الفاء.
{يَبْغُونَ}
- قرأ الجمهور (يبغون) بالياء، على نسق الغيبة المتقدمة.
- وقرأ ابن عامر والخزاز عن هبيرة (تبغون) بالتاء على الخطاب، وهو التفات من غيبة إلى حضور، ليكون أبلغ في زجرهم وردعهم، ومباكتته لهم.
{لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
- قرأ خلف عن حمزة بالإدغام من غير عنة، ووافقه المطوعي عن الأعمش، واختلف عن الدوري عن الكسائي، فروى عنه أبو
[معجم القراءات: 2/288]
عثمان الضرير الإدغام بغير غنه كرواية خلف عن حمزة، وروى عنه جعفر بن محمد تبقية الغنة كالباقين، وأطلق له بعضهم الوجهين. وكلاهما صحيح). [معجم القراءات: 3/289]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:10 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (51) إلى الآية (53) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة ألفي "النصارى"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}
{النَّصَارَى}
- تقدم فيه إمالتان: في الألف الثانية، وفي الأولى على الإتباع.
انظر الآية/62 من سورة البقرة.
{أَوْلِيَاءَ}
- قراءة الجماعة (أولياء).
- وقرأ أبي وابن عباس (أربابًا) مكان (أولياء) ). [معجم القراءات: 3/289]

قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فترى الذين" وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يسارعون" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تخشى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}
{فَتَرَى}
- قرأ إبراهيم وابن وثاب (فيري) بالياء من تحت، والفاعل ضمير يعود على الله تعالى، أو الرائي.
- وقراءة الجماعة (فترى) بتاء الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمن، أو الرائي.
- وأمال (فترى) السوسي، في الوصل بخلاف عنه، وعلى ذلك قال النشار: (قرأ.. بالفتح والإمالة).
- وقرأه الباقون في الوصل بالفتح.
[معجم القراءات: 2/289]
- وأما في الوقف فكل على أصله:
1- فقد أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وابن ذكوان من رواية الصوري، وخلف واليزيدي والأعمش.
2- والأزرق وورش بالتقليل.
3- والجماعة على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يُسَارِعُونَ}
- قراءة الجماعة (يسارعون) بالألف من (سارع).
- وقرأ قتادة والأعمش وأبو الحسن النحوي (يسرعون) بغير ألف من (أسرع).
- وأمال الدوري عن الكسائي الألف من (يسارعون).
{فِيهِمْ}
- ضم الهاء يعقوب، على الأصل (فيهم).
- والباقون على الكسر لمجاورة الياء (فيهم).
{يَقُولُونَ نَخْشَى}
- أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
{نَخْشَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل والفتح قرأ الأزرق وورش.
{دَائِرَةٌ}
- سهل حمزة الهمزة في الوقف.
- وأمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
[معجم القراءات: 2/290]
{فَعَسَى}
- إمالته في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{أَنْ يَأْتِيَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (أن يأتي) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{فَيُصْبِحُوا}
- قرأ ابن الزبير (فتصبح الفساق)، ولعلها مصحفه وصوابها بالياء، إذ جاءت كذلك عند ابن عطية.
- وجاء في مصحفه (فيصبح الفساق) بالياء من تحت، وقال من روى هذه القراءة عنه (لا أدري أكان ذلك قراءة أو تفسيرا).
{فِي أَنْفُسِهِمْ}
- تقدم في الآية/234 من سورة البقرة حكم الهمزة مع الياء قبلها، وحسبي ما تقدم.
{نَادِمِينَ}
- قراءة الجماعة (نادمين) بألف جمع نادم.
- وقرأ عبد الله بن الزبير (ندمين) بغير ألف جمع (ندم).
قال ابن خالويه: (النادم والفارح يكون حالًا وفيما يستقبل، والندم والفرح لا يكونان إلا حالًا لازمة) ). [معجم القراءات: 2/291]

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْوَاو وإخراجها وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {وَيَقُول الَّذين آمنُوا} 53
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) نصبا
وَقَالَ علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو إِنَّه قَرَأَ بِالرَّفْع وَالنّصب (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) رفعا {وَيَقُول} نصبا
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) رفعا
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر (يَقُول الَّذين ءامنوا) بِغَيْر وَاو في أَوله وبرفع اللَّام وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل الْمَدِينَة وَمَكَّة وَالشَّام). [السبعة في القراءات: 245]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وَيَقُولُ) رفع كوفي، نصب بصري، عباس مخير). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويقول) [53]: بالواو عراقي، وحمصي. بفتح اللام أبو عمرو، ويعقوب، وسهل، وابن بشار طريق البختري. مخيرٌ: عباس). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وابن عامر (يقول الذين) بغير واو، وقرأ الباقون (ويقول) بالواو، وكلهم رفعوا الفعل إلا أبا عمرو فإنه نصبه). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وابن عامر: {يقول الذين آمنوا} (53): بغير واو قبل الياء.
والباقون: بالواو.
وأبو عمرو: ينصب اللام.
والباقون: يرفعونها). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وابن عامر وأبو جعفر: (يقول الّذين) بغير واو قبل الياء، والباقون بالواو وأبو عمرو ويعقوب بنصب اللّام والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَقُولُ الَّذِينَ) بغير واو الزَّعْفَرَانِيّ، وعبيد عن أَبِي عَمْرٍو وأهل العالية غير حرمي عن ابن كتير، والأصمعي وخارجة عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالواو ونصب اللام.
(يَعقُوبَ) حرمي عن ابْن كَثِيرٍ وخارجة، والأصمعي عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، وابن بشار طريق البحتري، وسهل في قول الجميع إلا أن أبي الحسين ولعله وهم؛ إذ الجماعة بخلافه، وأَبُو عَمْرٍو، ومحبوب، وعباس، والجعفي، وهارون، والجهضمي،
[الكامل في القراءات العشر: 534]
وعبيد الجهضمي، وعباس وهارون مخيرون، والاختيار النصب لقوله: (أَن يَأتيَ) بالفتح، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([53]- {وَيَقُولُ} بالواو: الكوفيون.
بنصب اللام: أبو عمرو). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (621 - وَقَبْلَ يَقُولُ الْوَاوُ غصْنٌ وَرَافِعٌ = سِوَى ابْنِ الْعَلاَ .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([621] وقبل يقول الواو (غـ)صنٌ ورافعٌ = سوى (ابن العلا) من يرتدد (عم) مرسلا
[622] وحرك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفار (ر)اويه (حـ)صلا
ثبتت الواو في مصاحف أهل العراق، وعلى ذلك قراءقم، وسقطت من مصاحف أهل الحجاز والشام كما قرأوا.
وجعل الواو غصنًا، لأنها تعطف الكلام، وتصل بعضه ببعض، فهي كغصن امتد من شجرة إلى أخرى فاتصلتا.
ومن رفع وقرأ بالواو وهم الكوفيون، فعلی معنی: ويقول الذين آمنوا في ذلك الوقت، فهو كلام مستأنف.
ومن رفع بغير واو، فعلی جواب قائل قال: فماذا يقول الذين آمنوا حينئذ ؟ فقيل: {يقول الذين ءامنوا أهؤلاء الذين أقسموا}.
[فتح الوصيد: 2/857]
وقرأ أبو عمرو {ويقول} عطفًا على {أن يأتي}، على تقدير: عسى أن يأتي الله بالفتح، فهو عطفٌ على المعنى، لأن معنی: عسى الله أن يأتي، وعسى أن يأتي الله، واحد؛ فعطف على تقدير: عسى أن يأتي.
ولا يحسن العطف على اللفظ من غير هذا التقدير، كما لا يحسن عسی الله أن يقول الذين آمنوا، لأن التقدير يرجع إلى ذلك.
ويجوز إبدال أن يأتي من اسم الله تعالى، فيصير التقدير: عسى أن يأتي الله ويقول الذين آمنوا. وقد جوز أن يعطف على الفتح، لأنه بمعنى أن يفتح؛ فتقديره: عسى الله أن يفتح وأن يقول، فاحتيج إلى تقدير أن، لتكون مصدرًا مع القول، ويكون عطف اسم على اسم.
كما قال:
للبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف). [فتح الوصيد: 2/858]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [621] وقبل يقول الواو غصنٌ ورافعٌ = سوى ابن العلا من يرتدد عم مرسلا
ح: (الواو غصنٌ): مبتدأ وخبر، (قبل يقول): ظرف الخبر، (سوى ابن العلا): مبتدأ، (رافعٌ): خبره، (من يرتدد): مبتدأ، (عم): خبر، (مرسلًا): حال.
ص: قرأ الكوفيون وأبو عمرو: {ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين} [53] بإثبات الواو قبل {يقول} على العطف، وقال: (الواو غصنٌ) لأن الغصن يمتد من شجرة إلى أخرى، كما أن العاطفة تصل ما بعدها بما قبلها.
وحذف الواو الباقون، ورفع اللام من {ويقول} غير ابن العلاء.
فللكوفيين: رفع اللام مع الواو، ولأبي عمرو: النصب معها، وللباقين: الرفع بدونها.
[كنز المعاني: 2/176]
فحذف الوا على تقدير سؤال: ماذا يقول المؤمنون حينئذٍ ؟ ورفع اللام على الاستئناف، ونصبها للعطف على: {فيصبحوا} لأنه منصوب بالفاء في جواب: {عسى}، أو على {أن يأتي} في قوله: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} [52]؛ لأنه في معنى: عسى أن يأتي الله بالفتح ... ويقول الذين.
وقرأ نافع وابن عامر: {من يرتدد منكم عن دينه} [54] بدالين مكسورة وساكنة للجزم على رسم مصاحف المدينة والشام.
وأشار بقوله: (مرسلًا) -: أي: مطلقًا إلى أنه مطلق من عقال الإدغام). [كنز المعاني: 2/177] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (621- وَقَبْلَ يَقُولُ الْوَاوُ "غـ"ـصْنٌ وَرَافِعٌ،.. سِوَى ابْنِ العَلا مَنْ يَرْتَدِدْ "عَمَّ" مُرْسَلا
يعني: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ}، يثبت الواو في مصاحف أهل العراق دون غيرهم وجعل الواو غصنا؛ لأنها تصل ما بعدها بما قبلها؛ لأنها عاطفة كغصن امتد من شجرة إلى أخرى، ووجه حذف الواو أنه على تقدير سائل سأل: ماذا يقول المؤمنون حينئذ، ورفع يقول ظاهر على الاستئناف، ونصبه أبو عمرو وحده عطفا على: "فَيُصْبِحُوا"؛ لأن فيصبحوا منصوب بالفاء في جواب الترجي بعسى، وهذا وجه جيد أفاد به الشيخ أبو عمرو -رحمه الله- ولم أر أحدا ذكره، وذكروا وجوها كلها بعيدة متعسفة قيل: هو عطف على: {أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ}.
ولا يستقيم على ظاهره؛ إذ يبقى التقدير فعسى الله أن يقول الذين آمنوا، فتحيل أبو علي لصحته وجهين تبعه فيهما الناس؛ أحدهما: أنه عطف على معناه؛ لأن معنى: عسى الله أن يأتي وعسى أن يأتي الله واحد فالتقدير: عسى أن يأتي الله، وأن يقول الذين آمنوا.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/95]
والثاني: أن يكون قوله: "أن يأتي" بدلا من اسم الله تعالى فيكون المعنى كما سبق، وقيل: التقدير: ويقول الذين آمنوا به؛ أي: بالله، وأما الزمخشري فلم يقدر شيئا من ذلك بل أطلق القول بأنه عطف على "أن يأتي"، وذكر ابن الحاس وجها آخر وهو أن يكون عطفا على بالفتح؛ لأن معناه بأن يفتح فأضمر أن قبل يقول؛ ليكون عطف مصدر على مصدر كقوله:
للبس عباءة وتقر عيني
وأظن أن الذي حملهم على ارتكاب هذه الأوجه البعيدة وتركهم الوجه الواضح الذي ذكرته أولا اعتقادهم أن "فيصبحوا" ليس نصبا على جواب الترجي؛ لأن الترجي من الله تعالى إيجاب وتحقيق فلم يكن معنى الترجي حاصلا، فيكون {فَيُصْبِحُوا} عطفا على {أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}، ولا يستقيم عطف "ويقول" على ظاهر قوله: "أَنْ يَأْتِيَ"، فتأولوا هذه التأويلات، ونحن نقول: وإن كان الأمر كذلك فلا يمتنع النصب اعتبارا بلفظ الترجي وهذا متعين في تعليل قراءة عاصم: {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} بالنصب في سورة عبس فهو في جواب: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}. فكذا ههنا والله أعلم.
وقول الناظم: ورافع سوى ابن العلا: رافع خبر مقدم والمبتدأ قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/96]
سوى ابن العلا؛ أي: غير ابن العلا رافع ليقول وفي هذه العبارة نظر؛ فإن أكثر النحويين يقولون: إن سوى التي بمعنى غير لازمة للنصب على الظرفية، فلا يجوز أن يليها عامل يقتضي غير ذلك إلا أن المختار خلاف ما ذكروه، ففي أبيات الحماسة:
ولم يبقَ سوى العدوان
فإذا جاز وقوع سوى فاعلة جاز وقوعها مبتدأة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/97]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (621 - وقبل يقول الواو غصن ورافع = سوى ابن العلا يرتدد عمّ مرسلا
622 - وحرّك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفّار راويه حصّلا
قرأ أبو عمرو والكوفيون: وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بواو قبل يقول وقرأ غيرهم بغير واو. وقرأ السبعة سوى أبي عمرو برفع لام وَيَقُولُ وقرأ أبو عمرو بنصبها فيتحصل من هذا أن نافعا وابن كثير وابن عامر يقرءون بحذف الواو ورفع اللام. وأن أبا عمرو يقرأ بإثبات الواو ونصب اللام. وأن الكوفيين يقرءون بإثبات الواو ورفع اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَقُولُ الَّذِينَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ يَقُولُ بِغَيْرِ وَاوٍ كَمَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَيَقُولُ بِالْوَاوِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ مِنْهُمُ الْبَصْرِيَّانِ بِنَصْبِ اللَّامِ. وَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/254]
الْبَاقُونَ مِنَ الْقُرَّاءِ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {ويقول الذين} [53] بغير واو، والباقون {يقول} بالواو، وقرأ البصريان بنصب اللام، والباقون بالرفع. ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (581- .... .... .... .... وقبلا = يقول واوه كفى حز ظلاّ
[طيبة النشر: 71]
582 - وارفع سوى البصري .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وقبلا) يعني والواو قبلا، يقول يريد قوله تعالى «ويقول الذين آمنو» قرأ بالواو الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب والباقون بغير واو قبله.
وارفع سوى البصرى و (عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
يعني وارفع يقول لغير أبي عمرو ويعقوب والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات: إحداها بالواو ويقول ونصبه للبصريين، والثانية يقول بالواو رفعا للكوفيين، والثالثة يقول بالرفع من غير واو للباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) (ح) ز (ظ) لّا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فق) حمزة وليحكم أهل الإنجيل [المائدة: 47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بسكون اللام وجزم الميم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/286]
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر أفحكم الجاهلية تبغون [المائدة: 50] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون وحاء (حز) أبو عمرو وظاء (ظلا) يعقوب ويقول الّذين ءامنوا [المائدة: 53] بإثبات (واو) قبل يقول [المائدة: 53] والباقون بحذفها.
وجه النصب: جعلها لام «كي» فينصب الفعل بعدها بإضمار «أن»، ويتعلق بـ وءاتينه [المائدة: 46] إن انتصب وهدى وموعظة [المائدة: 46] على الحال، وبمفسر [به] إن كانا مفعولين لهما، أي: للهدى والموعظة.
ثم عطف وليحكم [المائدة: 47] عليهما؛ لأن «أن» أولته بالمصدر.
ووجه الجزم: جعلها لام الأمر، وأسكنت مع الواو، ولما يأتي في وليوفوا [الحج: 29] فينجزم [بها] محكي، أي: وقلنا لهم: ليحكم، بمعنى: مرهم أن يحكموا به؛ على حد: ومآ ءاتيكم الرّسول فخذوه [الحشر: 7].
ووجه الخطاب تبغون [المائدة: 50]: الالتفات إلى أهل الكتاب، أو: قل لهم يا محمد.
ووجه الغيب: أنه إخبار عن الغائبين مناسبة لقوله: وأن احكم بينهم ... إلى ذنوبهم [المائدة: 49].
وهو المختار؛ لرجحان التناسب على الالتفات). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/287] (م)

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وارفع سوى البصري و(عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
ش: أي: رفع القراء كلهم ويقول [المائدة: 53] إلا البصري، وهو أبو عمرو ويعقوب فنصباه؛ فصار المدنيان، وابن كثير وابن عامر [بحذف واو يقول ورفعه،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/287]
والبصريان بإثبات واوه، ونصبه، والكوفيون بإثبات واوه ورفعه].
وقرأ [ذو] عم المدنيان وابن عامر يرتدد [المائدة: 54] بفك الإدغام، والباقون بالإدغام.
وقرأ ذو راء «رم» الكسائي، و«حما» البصريان من قبلكم والكفار [المائدة: 57] بكسر الراء، عطفا على من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 57]، والباقون بفتحها عطفا على الّذين اتّخذوا [المائدة: 57].
ووجه الرفع مع الواو: الاستئناف.
ووجه حذفها معه: جواب سؤال، وهو: ماذا يقول الذي آمنوا [إذا أتى الله بالفتح] أو أمر؟ فقيل: يقول الذين آمنوا [المائدة: 53].
ووجه نصبه معها: العطف.
قال الفارسي: بتقدير تمام فعسى [المائدة: 52] أو إبدال أن يأتي [المائدة: 52] من اسم الله تعالى؛ لاتحاد معنى فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده [المائدة: 52]: و «عسى أن يأتي»، وامتناع عطفه على الخبر بلا عائد أو تقدير: «آمنوا به».
ووجه إظهار يرتدد [المائدة: 54]: أن الدال الثانية سكنت للجزم؛ فامتنع الإدغام فيها، وهي لغة الحجاز، وعليه الرسم المدني، والشامي والإمام.
ووجه الإدغام بالفتح: تخفيفا، وهو لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/288] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَقُولُ الَّذِين" [الآية: 53] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر يقول بغير واو قبل الياء، ورفع
[إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
اللام جملة مستأنفة على أنه جواب قائل يقول فماذا يقول المؤمنون، "وافقهم" ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإثبات الواو ونصب اللام عطفا على أن يأتي باعتبار المعنى فكأنه قال: عسى أن يأتي بالفتح، ويقول أو عطفا على فيصبحوا على جعله منصوبا بأن في جواب الترجي على مذهب الكوفيين، وافقهما اليزيدي بالواو والباقون بالواو والرفع وهي واضحة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقول} [53] قرأ الحرميان والشامي بترك الواو قبل الياء، ورفع اللام، والبصري بإثبات الواو، ونصب اللام، والكوفيون بإثبات الواو، ورفع اللام). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)}
{وَيَقُولُ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو جعفر وابن محيصن (يقول) بغير واو، وكأنه جواب قائل: ما يقول المؤمنون حينئذٍ. فقيل: يقول الذين آمنوا ...
وجاءت كذلك بدون واو في مصاحف أهل مكة والمدينة والشام.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف، وهي رواية نصر عن أبي عمرو، وابن أبي إسحاق، و(يقول) بالواو، والرفع، على الاستئناف، وبالواو جاء في مصاحف أهل الكوفة والبصرة وسائر العراق.
[معجم القراءات: 2/292]
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي وابن أبي إسحاق وسهل: (ويقول) بالنصب، وإثبات الواو، عطفًا على (أن يأتي) في الآية/52 المتقدمة عند أكثر.
النحويين. وبالواو جاء في مصاحف أهل الكوفة والبصرة وسائر العراق.
{أَهَؤُلَاءِ}
- تقدمت القراءة في (هؤلاء) في الآية/31 من سورة البقرة، والآية/143 من سورة النساء.
{حَبِطَتْ}
- قراءة الجماعة (حبطت) بكسر الباء.
- وقرأ أبو واقد والجراح والحسن وابن عباس وأبو السمال (حبطت) بفتح الباء، وهي لغة.
وتقدم مثل هذا في الآية/217 من سورة البقرة، والآية/22 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/293]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:11 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في إِظْهَار الدَّال وإدغامها من قَوْله {من يرْتَد مِنْكُم} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {من يرْتَد مِنْكُم} بدال وَاحِدَة نصبا
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (من يرتدد مِنْكُم عَن دينه) بدالين). [السبعة في القراءات: 245]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من يتردد) بدالين، مدني، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من يرتدد) [54]: بدالين مدني، دمشقي). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (من يرتدد) بدالين ظاهرتين: الأولى مكسورة والثانية
[التبصرة: 197]
ساكنة، وقرأ الباقون بدال مشددة مفتوحة، وكلهم أظهروا الدالين في البقرة). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {من يرتدد} (54): بدالين: الأولى مكسورة، والثانية ساكنة.
والباقون: بدال واحدة مفتوحة مشددة). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (من يرتدد) بدالين الأولى مكسورة والثّانية
[تحبير التيسير: 347]
ساكنة والباقون بواحدة مفتوحة مشدّدة). [تحبير التيسير: 348]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَن يَرْتَدَّ) بدالين مدني دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، وهو الاختيار لاتفاقهم في سورة البقرة، الباقون بدال واحدة مشددة). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {يَرْتَدَّ} بدالين: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (621- .... .... .... .... = .... .... مَنْ يَرْتَدِدْ عَمَّ مُرْسَلاَ
622 - وَحُرِّكَ بِالإِدْغَامِ للغَيرِْ دَالُهُ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{من يرتدد}، رسم في مصاحف أهل المدينة والشام بدالين وهو الأصل. ورسم في المصاحف المكية والعراقية بدال واحدة على الإدغام، لأنه اجتمع فيه مثلان، فخفف بالإدغام وحرك لالتقاء الساكنين.
وقوله: (مرسلا)، المرسل: الطلق؛ كأنه لما فكك إدغامه، أرسل الحرف وأطلق من عقال الإدغام.
أو ساكنًا، فإن الساكن مرسلٌ، كما أن المتحرك مشكول.
[فتح الوصيد: 2/858]
وقوله: (وحرك بالإدغام)، أراد به الفتح، لأنه غير مقيد). [فتح الوصيد: 2/859]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [621] وقبل يقول الواو غصنٌ ورافعٌ = سوى ابن العلا من يرتدد عم مرسلا
ح: (الواو غصنٌ): مبتدأ وخبر، (قبل يقول): ظرف الخبر، (سوى ابن العلا): مبتدأ، (رافعٌ): خبره، (من يرتدد): مبتدأ، (عم): خبر، (مرسلًا): حال.
ص: قرأ الكوفيون وأبو عمرو: {ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين} [53] بإثبات الواو قبل {يقول} على العطف، وقال: (الواو غصنٌ) لأن الغصن يمتد من شجرة إلى أخرى، كما أن العاطفة تصل ما بعدها بما قبلها.
وحذف الواو الباقون، ورفع اللام من {ويقول} غير ابن العلاء.
فللكوفيين: رفع اللام مع الواو، ولأبي عمرو: النصب معها، وللباقين: الرفع بدونها.
[كنز المعاني: 2/176]
فحذف الوا على تقدير سؤال: ماذا يقول المؤمنون حينئذٍ ؟ ورفع اللام على الاستئناف، ونصبها للعطف على: {فيصبحوا} لأنه منصوب بالفاء في جواب: {عسى}، أو على {أن يأتي} في قوله: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} [52]؛ لأنه في معنى: عسى أن يأتي الله بالفتح ... ويقول الذين.
وقرأ نافع وابن عامر: {من يرتدد منكم عن دينه} [54] بدالين مكسورة وساكنة للجزم على رسم مصاحف المدينة والشام.
وأشار بقوله: (مرسلًا) -: أي: مطلقًا إلى أنه مطلق من عقال الإدغام.
ثم بين قراءة الباقين بقوله:
[622] وحرك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفار راويه حصلا
ح: (والكفار): مبتدأ، والواو: لفظ القرآن، (بالخفض): حال، (راويه حصلا): جملة خبره.
ص: يعني: قرأ غير نافع وابن عامر: {من يرتد} [54] بتحريك الدال الثانية، أي: فتحها مع إدغام الدال الأولى، فالباء للمصاحبة، واختير
[كنز المعاني: 2/177]
فتح الثانية لأنه أخف، وكذلك في مصاحف أهل مكة والعراق.
وقرأ الكسائي وأبو عمرو: {والكفار أولياء} [57] بالجر عطفًا على المجرور في: {من الذين أوتوا الكتاب} [57] والباقون بالنصب عطفًا على المنصوب في: {لا تتخذوا الذين اتخذوا} [57] ). [كنز المعاني: 2/177]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (621- وَقَبْلَ يَقُولُ الْوَاوُ "غـ"ـصْنٌ وَرَافِعٌ،.. سِوَى ابْنِ العَلا مَنْ يَرْتَدِدْ "عَمَّ" مُرْسَلا
.....
وأما: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ}فرسم بدالين في مصاحف المدينة والشام، وبدال واحدة في المصاحف الباقية فكل من القراء وافق مصحفه وهما لغتان: الإدغام لتميم والإظهار لأهل الحجاز، وقد جاء التنزيل بالأمرين: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى}، {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ}.
والمرسل: المطلق؛ يعني: أنه أطلق من عقال الإدغام، والضمير في عم؛ لقوله: من يرتد ثم بين قراءة الباقين فقال:
622- وَحُرِّكَ بِالإِدْغَامِ لِلغَيْرِ دَالُهُ،.. وَبِالخَفْضِ وَالكُفَّار "رَ"اوِيهِ "حَـ"ـصَّلا
يعني: الدال الثانية حركت بالفتح مصاحبة لإدغام الأولى فيها، فالباء في بالإدغام باء المصاحبة مثل: دخل عليه بثياب السفر وليست باء الاستعانة بالآلة نحو: كتبت بالقلم؛ فإن الإدغام لا يصلح آلة للتحريك، فإن قلت: من أين علم أن مراده بالتحريك الفتح قلت: لأنه ذكره غير مقيد وذلك هو الفتح في اصطلاحه كما سبق في شرح الخطبة، وإنما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/97]
فتحت الدال الثانية؛ لسكون الأولى قبلها بسبب الإدغام ويجوز كسرها لغة لا قراءة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/98]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (621 - .... .... .... .... .... = .... .... يرتدد عمّ مرسلا
622 - وحرّك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفّار راويه حصّلا
....
وقرأ نافع وابن عامر مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ بفك الإدغام أي بدالين خفيفتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة كما لفظ به. وقرأ غيرهما بدال واحدة مفتوحة مشددة. وقد صرح الناظم بهذه القراءة في قوله (وحرك بالإدغام للغير داله).
[الوافي في شرح الشاطبية: 252]
المعنى: وحركت الدال الثانية بالفتح بسبب إدغام الدال الأولى فيها لغير نافع وابن عامر). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْ يَرْتَدَّ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِدَالَيْنِ الْأُولَى مَكْسُورَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَجْزُومَةٌ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِدَالٍ وَاحِدَةٍ مَفْتُوحَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى حَرْفِ الْبَقَرَةِ، وَهُوَ (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ) أَنَّهُ بِدَالَيْنِ لِإِجْمَاعِ الْمَصَاحِفِ عَلَيْهِ كَذَلِكَ، وَلِأَنَّ طُولَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ يَقْتَضِي الْإِطْنَابَ وَزِيَادَةَ الْحَرْفِ مِنْ ذَلِكَ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِي الْأَنْفَالِ كَيْفَ أُجْمِعَ عَلَى فَكِّ إِدْغَامِهِ، وَقَوْلِهِ: (وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ) فِي الْحَشْرِ كَيْفَ أُجْمِعَ عَلَى إِدْغَامِهِ، وَذَلِكَ لِتَقَارُبِ الْمَقَامَيْنِ مِنَ الْإِطْنَابِ وَالْإِيجَازِ، - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {من يرتد منكم} [54] بدالين الأولى مكسورة والثانية ساكنة، والباقون بدال واحدة مشددة مفتوحة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (582- .... .... .... وعمّ يرتدد = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وعم) أي وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر «من يرتدد منكم» يرتدد على الإظهار). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وارفع سوى البصري و(عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
ش: أي: رفع القراء كلهم ويقول [المائدة: 53] إلا البصري، وهو أبو عمرو ويعقوب فنصباه؛ فصار المدنيان، وابن كثير وابن عامر [بحذف واو يقول ورفعه،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/287]
والبصريان بإثبات واوه، ونصبه، والكوفيون بإثبات واوه ورفعه].
وقرأ [ذو] عم المدنيان وابن عامر يرتدد [المائدة: 54] بفك الإدغام، والباقون بالإدغام.
وقرأ ذو راء «رم» الكسائي، و«حما» البصريان من قبلكم والكفار [المائدة: 57] بكسر الراء، عطفا على من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 57]، والباقون بفتحها عطفا على الّذين اتّخذوا [المائدة: 57].
ووجه الرفع مع الواو: الاستئناف.
ووجه حذفها معه: جواب سؤال، وهو: ماذا يقول الذي آمنوا [إذا أتى الله بالفتح] أو أمر؟ فقيل: يقول الذين آمنوا [المائدة: 53].
ووجه نصبه معها: العطف.
قال الفارسي: بتقدير تمام فعسى [المائدة: 52] أو إبدال أن يأتي [المائدة: 52] من اسم الله تعالى؛ لاتحاد معنى فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده [المائدة: 52]: و «عسى أن يأتي»، وامتناع عطفه على الخبر بلا عائد أو تقدير: «آمنوا به».
ووجه إظهار يرتدد [المائدة: 54]: أن الدال الثانية سكنت للجزم؛ فامتنع الإدغام فيها، وهي لغة الحجاز، وعليه الرسم المدني، والشامي والإمام.
ووجه الإدغام بالفتح: تخفيفا، وهو لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/288] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَنْ يَرْتَد" [الآية: 54] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بدالين مكسورة فمجزومة بفك الإدغام على الأصل، لأجل الجزم وعليها الرسم المدني والشام والإمام، والباقون بدال واحدة مفتوحة مشددة بالإدغام لغة تميم للتخفيف، والأولى لغة الحجاز، واتفق على حرف البقرة و"مَنْ يَرْتَدِد" أنه بدالين لإجماع المصاحف عليه كذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يرتدد} [54] قرأ نافع والشامي بداليين، الأولى مكسورة والثانية مجزومة، وكذا هو في مصاحف المدينة والشام، والباقون بدال واحدة مفتوحة مشددة، وهو كذلك في مصاحفهم). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}
{يَرْتَدَّ}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر (يرتدد) بدالين، مفكوكًا،
[معجم القراءات: 2/293]
مكسورة فساكنة، وهي لغة الحجاز، وكذلك جاء في مصاحف المدينة والشام.
قال أبو عبيد: (وكذا رأيتها في الإمام بدالين).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (يرتد) بدال واحدة مشددة، وهي لغة تميم، وهو كذلك في مصاحف الكوفة والبصرة.
{يَأْتِي}
- تقدم إبدال الهمزة ألفًا في الآية/52.
{أَذِلَّةٍ}
- قراءة الجماعة (أذلةٍ) بالخفض، نعت لقوم.
- وقرأ ابن ميسرة وعبد الله بن مسعود (أذلةً) بالنصب على الحال من النكرة (بقومٍ)، لأنها قربت من المعرفة بوصفها بقوله: (يحبهم ويحبونه).
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/23 من سورة البقرة.
{أَعِزَّةٍ}
- قراءة الجماعة (أغزةٍ) بالخفض، نعت لـ(قومٍ).
- وقرأ ابن ميسرة (أعزة) بالنصب على الحال من (قومٍ) كالقراءة السابقة في (أذلة).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (غلظاء..) مكان (أعزةٍ).
وجاءت القراءة عند الماوردي (غلظٍ..) كذا!
{عَلَى الْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/19 من سورة البقرة، وانظر الآيتين/34 و89 منها والآيتين/28 و100 من سورة آل عمران.
[معجم القراءات: 2/294]
{لَائِمٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{يُؤْتِيهِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه، وأبو جعفر والأزرق وورش والأصفهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يوتيه) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (يؤتيهي) بوصل الهاء بياء.
{يَشَاءُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/213 من سورة البقرة، والآية/40 من سورة المائدة هذه). [معجم القراءات: 3/295]

قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}
{وَلِيُّكُمُ اللَّهُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود (مولاكم..)، قالوا: وهو تفسير لا قراءة.
- وعنه أنه قرأ كقراءة الجماعة (.. وليكم..).
{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}
- وقرأ ابن مسعود (... ... والذين يقيمون الصلاة)، بزيادة الواو قبل الذين، على نسق ما سبق.
{الصَّلَاةَ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{يُؤْتُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش عن نافع وأبو جعفر والأصفهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر
[معجم القراءات: 2/295]
عن عاصم (يوتون) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/296]

قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}
{وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}
- قراءة الجماعة (ومن يتول الله ورسوله) بالنصب.
- وقرئ (ومن يتول الله ورسوله) بالرفع على الفاعل، والتقدير: يتوله الله.
{حِزْبَ اللَّهِ هُمُ}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب، بخلاف). [معجم القراءات: 3/296]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (57) إلى الآية (58) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في نصب الرَّاء وخفضها من قَوْله {وَالْكفَّار أَوْلِيَاء} 57
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {وَالْكفَّار} نصبا
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو والكسائي {وَالْكفَّار} خفضا
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أبي عَمْرو {الْكفَّار} نصبا). [السبعة في القراءات: 245]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والكفار) جر، بصري، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والكفار) [57]: جر: بصري غير أيوب وسهل، وعلي، وقاسم. بالإمالة: أبو عمرو، وعلى غير أبي الحارث، ونصير طريق أبي بكر الشذائي والرستمي). [المنتهى: 2/665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي (والكفار) بالخفض، وقرأ الباقون بالنصب، وأمال أبو عمر الدوري، وفتح الباقون). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، والكسائي: {والكفار أولياء} (57): بخفض الراء.
والباقون: بنصبها). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو ويعقوب والكسائيّ و(الكفّار أولياء) بخفض الرّاء، والباقون بنصبها). [تحبير التيسير: 348]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْكُفَّارَ) بالجر ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، والجعفي، والأصمعي، ويونس، ومحبوب وعبد الوارث إلا القصبي عن أَبِي عَمْرٍو، وسهل في قول الْخُزَاعِيّ وهو غلط، لأنه لم يوافق عليه، والكسائي، وهو الاختيار لقوله: (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {الْكُفَّارَ} جر: أبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (622- .... .... .... .... = وَبِالْخَفْضِ وَالْكُفَّاَر رَاوِيهِ حَصَّلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (راويه حصلا)، لأن قراءة الخفض تساعدها الرواية؛ إذ في قراءة أبي: (ومن الكفار)، وفي قراءة ابن مسعود: (ومن الذين أشركوا)، وفيها قرب المعطوف من المعطوف عليه.
ومعناها: وصف اليهود والكفار كلهم باتخاذ ديننا هزؤًا، وبذلك شهد القرآن: {قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون}، {إنا كفينك المستهزءين}.
و{الكفار} بالنصب، عطف على {الذين اتخذوا}.
واختار أبو عبيد رحمه الله قراءة الخفض). [فتح الوصيد: 2/859]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [622] وحرك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفار راويه حصلا
ح: (والكفار): مبتدأ، والواو: لفظ القرآن، (بالخفض): حال، (راويه حصلا): جملة خبره.
ص: يعني: قرأ غير نافع وابن عامر: {من يرتد} [54] بتحريك الدال الثانية، أي: فتحها مع إدغام الدال الأولى، فالباء للمصاحبة، واختير
[كنز المعاني: 2/177]
فتح الثانية لأنه أخف، وكذلك في مصاحف أهل مكة والعراق.
وقرأ الكسائي وأبو عمرو: {والكفار أولياء} [57] بالجر عطفًا على المجرور في: {من الذين أوتوا الكتاب} [57] والباقون بالنصب عطفًا على المنصوب في: {لا تتخذوا الذين اتخذوا} [57]). [كنز المعاني: 2/178] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} بخفض الراء عطفا على قوله: {مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} وبالنصب عطفا على: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ}.
والواو في "والكفار" من التلاوة، وهي مبتدأ، والتقدير: والكفار بالخفض راويه حصله والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/98]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (622 - .... .... .... .... .... = وبالخفض والكفّار راويه حصّلا
....
وقرأ الكسائي وأبو عمرو: مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ بخفض الراء وغيرهما بنصبها. وقوله (مرسلا) حال من ضمير عم الراجع للفظ (يرتدد) يعنى أن هذا اللفظ على قراءة نافع وابن عامر بدالين أرسل وأطلق من عقال الإدغام). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالْكُفَّارَ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ بِخَفْضِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا، وَمَنْ خَفَضَ فَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْإِمَالَةِ وَالْفَتْحِ وَقْفًا وَوَصْلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان والكسائي {والكفار أولياء} [57] بخفض الراء، وهم على أصلهم في الإمالة والفتح، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (582- .... .... .... .... .... = وخفض والكفّار رم حمًا .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والكفار يريد قوله تعالى «والكفار أولياء» بخفض الراء الكسائي وأبو عمرو ويعقوب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وارفع سوى البصري و(عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
ش: أي: رفع القراء كلهم ويقول [المائدة: 53] إلا البصري، وهو أبو عمرو ويعقوب فنصباه؛ فصار المدنيان، وابن كثير وابن عامر [بحذف واو يقول ورفعه،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/287]
والبصريان بإثبات واوه، ونصبه، والكوفيون بإثبات واوه ورفعه].
وقرأ [ذو] عم المدنيان وابن عامر يرتدد [المائدة: 54] بفك الإدغام، والباقون بالإدغام.
وقرأ ذو راء «رم» الكسائي، و«حما» البصريان من قبلكم والكفار [المائدة: 57] بكسر الراء، عطفا على من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 57]، والباقون بفتحها عطفا على الّذين اتّخذوا [المائدة: 57].
ووجه الرفع مع الواو: الاستئناف.
ووجه حذفها معه: جواب سؤال، وهو: ماذا يقول الذي آمنوا [إذا أتى الله بالفتح] أو أمر؟ فقيل: يقول الذين آمنوا [المائدة: 53].
ووجه نصبه معها: العطف.
قال الفارسي: بتقدير تمام فعسى [المائدة: 52] أو إبدال أن يأتي [المائدة: 52] من اسم الله تعالى؛ لاتحاد معنى فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده [المائدة: 52]: و «عسى أن يأتي»، وامتناع عطفه على الخبر بلا عائد أو تقدير: «آمنوا به».
ووجه إظهار يرتدد [المائدة: 54]: أن الدال الثانية سكنت للجزم؛ فامتنع الإدغام فيها، وهي لغة الحجاز، وعليه الرسم المدني، والشامي والإمام.
ووجه الإدغام بالفتح: تخفيفا، وهو لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/288] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والكفار" [الآية: 57]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
فأبو عمرو والكسائي ويعقوب بخفض الراء عطفا على الموصول المجرور بمن، وأمالها أبو عمرو والدوري عن الكسائي وافقهما اليزيدي والباقون بالنصب بلا إمالة، عطفا على الموصول الأول والمفعول لتتخذوا، وعن المطوعي "تنقمون" حيث جاء بفتح القاف لغة حكاها الكسائي نقم ينقم كعلم يعلم والجمهور على الفصحى نقم ينقم كضرب يضرب، ولذا أجمعوا على الفتح في: وما نقموا منهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هزؤا} [57 58] معًا، قرأ حفص بالواو، والباقون بالهمز، وقرأ حمزة بإسكان الزاي، والباقون بالضم، ووقف حمزة فيه تقدم في موضع يصح فيه الوقف عليه). [غيث النفع: 555] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والكفار} قرأ البصري وعلي بكسر الراء، عطفًا على {من الذين} والباقون بالنصب، عطفًا على {الذين اتخذوا} ). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)}
{هُزُوًا}
- قراءة حفص عن عاصم (هزوًا) بالواو موضع الهمزة وقفًا ووصلًا، ووافقه الشنبوذي.
- وقرأ حمزة وإسماعيل وخلف والقزاز عن عبد الوارث، والمفضل بإسكان الزاي في الوقف والوصل (هزوًا).
وإذا وقف حمزة فله وجهان:
1- إبدال الهمزة واوًا كقراءة حفص (هزوًا).
2- والوجه الثاني هو حذف الهمزة، ويقف على زاي مفتوحة بعدها ألف (هزا)، مثل (هدى)، ويوقف عليه أيضًا (هزًا).
- وقراءة الباقين (هزؤًا) بضم الزاي وهمزة مفتوحة منونة في الوصل.
[معجم القراءات: 2/296]
وتقدم التفصيل فيه مستوفى في الآية/67 في سورة البقرة، فارجع إليها.
{مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ}
- قرأ أبي وابن مسعود (.. من قبلكم ومن الكفار)، وهي تعضد قراءة الجر في (الكفار)، وتأتي بعد قليل.
- وقرأ عبد الله بن مسعود: (أتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا).
- وجاءت هذه القراءة عنه عند ابن عطية: (.. من قبلك من الذين أشركوا)، كذا من غير واو قبل (من) الثانية.
{وَالْكُفَّارَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة، وحسين الجعفي عن أبي عمرو، وأبو جعفر وابن ذكوان والأزرق وورش (والكفار) نصبًا، عطفًا على (الذين) في قوله تعالى: (لا تتخذوا الذين..).
[معجم القراءات: 2/297]
وقرأ أبو عمرو والكسائي وسهل ويعقوب واليزيدي (والكفار) بالخفض عطفًا على الموصول المجرور بمن (من الذين أوتوا).
قال النحاس: (بمعنى: ومن الكفار، و(من) ههنا لبيان الجنس، والنصب أوضح وأبين).
والقراءتان عند الطبري متفقتا المعنى صحيحتا المخرج، فبأيهما قرأ القارئ فهو مصيب.
- وأمال (الكفار) أبو عمرو والدوري عن الكسائي، واليزيدي.
ولا إمالة فيه لابن ذكوان والأزرق وورش لأنهم يقرأونه بالنصب.
{أَوْلِيَاءَ}
- وقف حمزة وهشام على (أولياء) بإبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
{مُؤْمِنِينَ}
- تقدم فيه إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/298]

قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هزوا" [الآية: 58] حفص بإبدال الهمزة واوا في الحالين وأسكن الزاي حمزة وخلف وضمها الباقون "وتقدم" بالبقرة التنبيه على ما وقع في الأصل من نسبة التشديد لأبي جعفر، ووقف حمزة بوجهين النقل على القياس والإبدال واوا اتباعا للرسم، وأما بين بين تشديد الزاي فلا يقرأ به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هزؤا} [57 58] معًا، قرأ حفص بالواو، والباقون بالهمز، وقرأ حمزة بإسكان الزاي، والباقون بالضم، ووقف حمزة فيه تقدم في موضع يصح فيه الوقف عليه). [غيث النفع: 555] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58)}
{الصَّلَاةِ}
- تقدم تفخيم اللام فيه في الآية السابقة/55.
{هُزُوًا}
- تقدمت القراءة فيه مهموزًا وبغير همز في الآية السابقة/57.
[معجم القراءات: 2/298]
{لَعِبًا}
- قراءة الجماعة (لعبًا) بفتح اللام وكسر العين.
- وقرأ بعضهم (لعبًا) بكسر اللام وسكون العين، وهو أحد مصادر (لعب).
{بِأَنَّهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة، وصورتها: (بينهم) ). [معجم القراءات: 3/299]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (59) إلى الآية (63) ]

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62) لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (هَل تَنقِمُونَ) بفتح القاف الحسن، والْأَعْمَش في رواية الضبي، الباقون بكسرها، وهو الاختيار لأشهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)}
{هَلْ تَنْقِمُونَ}
- قرأ حمزة والكسائي وهشام بإدغام اللام في التاء لقرب المخرج فيهما.
- وقراءة الباقين بإظهار اللام.
{تَنْقِمُونَ}
- قراءة الجمهور (تنقمون) بكسر القاف، وهو الفصيح، والماضي (نقم) بفتح القاف، وحكاها ثعلب في فصيحه.
- وقرأ أبو حيوة والنخعي وابن أبي عبلة وأبو البرهسم ويحيى والأعمش والحسن والمطوعي (تنقمون) بفتح القاف، وهذه اللغة: نقم ينقم، حكاها الكسائي وغيره، وذهب بعضهم إلى أنها لغة قليلة.
[معجم القراءات: 2/299]
قال الزجاج: (والأجود نقمت أنقم..).
- وعن المطوعي (تنقمون) بكسر أوله وفتح القاف.
{أُنْزِلَ ... أُنْزِلَ}
- قرأهما الجمهور مبنيين للمفعول (أنزل.. أنزل).
- وقرأهما أبو نهيك مبنيين للفاعل (أنزل.. أنزل)، والفاعل هو الله تعالى.
{وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}
- قراءة الجمهور (وأن..) بفتح الهمزة، وهي تحتمل الرفع والنصب والجرب.
- وقرأ نعيم ين ميسرة (وإن أكثركم فاسقون) بكسر الهمزة على الاستئناف). [معجم القراءات: 3/300]

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْبَاء وَضمّهَا من {وَعبد} وفي كسر التَّاء ونصبها من {الطاغوت} 60
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {وَعبد الطاغوت} بِضَم الْبَاء من {عبد} وَكسر التَّاء من {الطاغوت}
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَعبد الطاغوت} مَنْصُوبًا كُله). [السبعة في القراءات: 246]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وعبد) بضم الباء (الطاغوت) جر حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وعبد الطاغوت) [60]: بضم الباء وجر التاء حمزة). [المنتهى: 2/665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (وعبد الطاغوت) بضم الباء (الطاغوت) بالخفض، وقرأ الباقون بفتح الباء ونصب الطاغوت). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {وعبد الطاغوت} (60): بضم الباء من (عبد)، وخفض التاء من (الطاغوت).
[التيسير في القراءات السبع: 270]
والباقون: بفتح الباء، ونصب التاء). [التيسير في القراءات السبع: 271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (وعبد) بضم الباء (الطاغوت) بخفض التّاء والباقون بفتح الباء وبنصب التّاء، والباقون بالتّوحيد ونصب التّاء). [تحبير التيسير: 348]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) بنصب العين والباء والدال مع التشديد (الطَّاغُوت) نصب أبو السَّمَّال، وبفتح العين والباء والدال خفيف (الطَّاغُوت) جر ابن أبي عبلة (وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ) بفتح العين والدال وضم الباء وجر التاء الزَّيَّات إلا الأزرق، والْأَعْمَش وبضم العيين وفتح الباء والدال مع التشديد وجر التاء ابْن مِقْسَمٍ وبضم العين والدال مع الألف مشدد (الطَّاغُوتِ) جر الكسائي، والقورسي عن أبي جعفر، والمسجدي عن قُتَيْبَة عنه " وعبدوا لا على الفعل والجمع (الطَّاغُوتَ) نصب اختيار شِبْل (وَعُبِدَ الطَّاغُوتُ) بضم العين وكسر الباء وفتح الدال ورفع التاء على ما لم يسم فاعله ابن حنبل، الباقون (وَعَبَدَ) على الفعل الماضي (الطَّاغُوتَ) نصب اختيار شِبْل، الباقون وعبد علي الفعل الماضي (الطَّاغُوتَ) نصب، وهو الاختيار لقوله: (مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([60]- {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بضم الباء وجر التاء: حمزة). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (623 - وَبَا عَبَدَ اضْمُمْ واَخْفِضِ التَّا بَعْدُ فُزْ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([623] وبا عبد اضمم واخفض التاء بعد (فـ)ز = رسالته اجمع واكسر التلا (كـ)ما (ا)عتلى
[624] (صـ)فا وتكون الرفع (حـ)ج (شـ)هوده = وعقدتم التخفيف (مـ)ن (صحبةٍ) ولا
[625] وفي العين فامدد (مـ)قسطًا فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرفع (ثـ)ملا
قوله: (فز)، لأن من النحويين من رده.
[فتح الوصيد: 2/859]
قال الفراء: «من قرأ عبد الطاغوت، فإن تك فيه لغة، مثل: حذِر وحذُر، وعجِل وعجُل، فهو وجه، وإلا فلا يجوز في القراءة».
وقال نصير النحوي: «هو وهم ممن قرأ به، فليتق الله من قرأ به، وليسأل عنه العلماء حتى يوقف على أنه غير جائز».
قال أبو عبيد: «إنما معنى العبد عندهم الأعبد؛ يريدون خدم الطاغوت، ولم نجد هذا يصح عن أحدٍ من فصحاء العرب أن يجمع العبد فيقال: عَبُد، وإنمل هو عبْد وأعْبد بالألف».
قال أبو علي: «ليس (عَبُد) لفظ جمع، ألا ترى أنه ليس في أبنية الجمع مثله، ولكنه واحد يراد به الكثرة، مثل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}؛ وجاء على فعل، لأن هذا البناء يراد به الكثرة والمبالغة، نحو: يقظ وندسٍ؛ فكأن هذا قد ذهب في عبادة الطاغوت والتذلل له كل مذهب».
وكلام أبي علي يد كلام أبي عبيد.
والمعنى: وجعل منهم عبد الطاغوت.
قال الزمخشري: «معناه الغلو في العبودية، كقولهم: رجل حَذُر وفَطُن، للبليغ في الحذر والفطنة؛ قال:
[فتح الوصيد: 2/860]
أبني لبيني إن أمكم = أمةٌ وإن أباكم عبدُ
والقراة الأخرى، عطف على صلة من؛ كأنه قيل: ومن عبد الطاغوت، وهو فعل ماض). [فتح الوصيد: 2/861]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [623] وبا عبد اضمم واكسر التا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التا كما اعتلا
[624] صفا وتكون الرفع حج شهوده = وعقدتم التخفيف من صحبة ولا
ح: (با): مفعول (اضمم) قصر ضرورة، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (عبد)، (رسالاته): مفعول (اجمع)، (كما اعتلى): نصب على الظرف، (تكون): مبتدأ، (الرفع): بدل اشتمال، أي: فيه، (حج شهوده): جملة فعلية خبر المبتدأ، (عقدتم): مبتدأ، (التخفيف): بدل اشتمال، أي: فيه، (من صحبةٍ): خبر، (ولا): حال، أي: متابعةً للنقل.
ص: يعني ضم حمزة الباء من: {وعبد الطاغوت} [60] وخفض تاء {الطاغوت} بعده على أنه اسم مفرد بمعنى المبالغة، نحو: (ندس)، و(حذرٍ)، أي: المبالغ في العبودية، وأضيف إلى: {الطاغوت}.
[كنز المعاني: 2/178]
والباقون فتحوا الباء ونصبوا التاء على أنه فعل ماضٍ، و{الطاغوت}: مفعوله.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو بكر: {فما بلغت رسالاته} [67] بالجمع وكسر التاء؛ لأن كل حكم رسالة، والباقون: {رسالته} بالإفراد، لأنها مصدر يصلح للقليل والكثير، ونصب التاء لكونها مفعول: {بلغت}.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: (وحسبوا ألا تكون) [71] برفع النون على أن {أن} مخففة من الثقيلة، والأصل: أن لا تكون، والباقون بالنصب على أنها ناصبة، والأمران جائزان لوقوعها بعد (حسب) بمعنى: (ظن) .
وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر: {بما عقدتم الأيمان} [89] بتخفيف القاف على أنه من (عقد) إذا قصد ونوى، لكن ابن
[كنز المعاني: 2/179]
ذكوان يزيد الألف بعد العين كما يذكر بعد، والباقون بالتشديد للتوكيد). [كنز المعاني: 2/180] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (623- وَبَا عَبَدَا اضْمُمْ واخْفِضِ التَّاء بَعْدُ "فُـ"ـزْ،.. رِسَالَتَهُ اجْمَعْ وَاكْسِرِ التَّا "كَـ"ـمَا "ا"عْتَلا
يريد: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، اضمم باء عبد، واخفض التاء من الطاغوت فيكون عبدا اسما مضافا إلى الطاغوت ويكون معطوفا على القردة، وهو المبالغ في العبودية المنتهي فيها كما يقال فطن وحذر للبليغ في الفطنة، قال طرفة:
أبني لبينى إن أمكمُ،.. أمة وإن أباكم عبدُ
وعبد في قراءة الجماعة فعل، والطاغوت مفعول والجملة عطف على صلة من). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/98]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (623 - وبا عبد اضمم واخفض التّا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التّا كما اعتلا
624 - صفا وتكون الرّفع حجّ شهوده = وعقّدتم التّخفيف من صحبة ولا
625 - وفي العين فامدد مقسطا فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرّفع ثمّلا
قرأ حمزة: وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ بضم با عَبَدَ وخفض تاء الطاغوت وهو الذى بعد عبد.
وقرأ غيره بفتح باء وَعَبَدَ ونصب تاء الطَّاغُوتَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (100- .... .... .... وَقَاسِيَةً عَبَدْ = وَطَاغُوتَ وَلْيَحْكُمْ كَشُعْبَةَ فُصِّلَا). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وقاسية عبد وطاغوت وليحكم كشعبة فصلا أي قرأ جميع ذلك خلف في الكلمات الأربعة كشعبة فيصير له {قاسية} [13] بالألف وتخفيف الياء اسم فاعل {وعبد} [60] بفتح الباء على الماضي {الطاغوت} [60] بنصب التاء {وليحكم} [47] بسكون اللام والميم وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 120] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِضَمِّ الْبَاءِ مِنْ " عَبُدَ " وَخَفْضِ " الطَّاغُوتِ "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {وعبد} [60] بضم الباء {الطاغوت} [60] بالخفض، والباقون بالفتح والنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (582- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... عبد
583 - بضمّ بائه وطاغوت اجرر = فوزًا .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وعبد) يريد قوله تعالى «عبد الطاغوت» كما سيأتي في البيت بعده.
بضمّ بائه وطاغوت اجرر = (ف) وزا رسالاته فاجمع واكسر
يعني بضم باء عبد وخفض الطاغوت حمزة، والباقون بفتح الباء ونصب الطاغوت). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
بضمّ بائه وطاغوت اجرر = (ف) وزا رسالاته فاجمع واكسر
ش: أي: قرأ ذو فاء (فوز) حمزة وعبد الطاغوت [المائدة: 60] بضم باء عبد [وجر تاء (طاغوت)] والباقون بفتحهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/288]
وقرأ مدلول «عم» [أول الآتي] المدنيان وابن عامر، وصاد «صرا» أبو بكر وظاء «ظلم» يعقوب - فما بلغت رسالاته [المائدة: 67] بالجمع، والباقون بالإفراد.
وجه ضم باء وعبد [المائدة: 60] وكسر الطاغوت [المائدة: 60] قول أبي علي: إنه اسم واحد، معناه الجمع على حد: وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها [النحل: 18، وإبراهيم: 34]؛ إذ ليس من صيغ التكسير، وجاء على «فعل» مبالغة.
ووجه الفتح والنصب جعل وعبد [المائدة: 60] فعلا ماضيا معطوفا على الصلة، أي: ومن عبد.
والرسالة جنس تحته أنواع: وهي الأحكام.
ووجه الجمع: إطلاقه على الأنواع على حد قول نوح- عليه السلام- أبلّغكم رسالات ربّي [الأعراف: 62، 68].
ووجه التوحيد: إطلاقه على الجنس على [حد] قول صالح- عليه السلام- لقد أبلغتكم رسالة ربّي [الأعراف: 79]، وهو المختار؛ لأن ماهية الرسالة واحدة. والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/289] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "مثوبة" بسكون الثاء وفتح الواو، والجمهور بضم الثاء وسكون الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عبد الطاغوت" [الآية: 60] فحمزة بضم الباء وفتح الدال وخفض "الطاغوت" على أن عبد واحد يراد به الكثرة على حد: "وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها" وليس بجمع عبد إذ ليس من صيغ التكثير، والطاغوت مجرور بإضافته إليه أي: وجعل منهم عبد الطاغوت أي: خدمه وافقه المطوعي، وعن الحسن فتح العين والدال وسكون الباء وخفض الطاغوت، وعن الشنبوذي ضم العين والباء وفتح الدال وخفض الطاغوت، جمع عبيد، والباقون بفتح العين والباء على أنه فعل ماض ونصب الطاغوت مفعولا به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وعبد الطاغوت} [60] قرأ حمزة بضم باء {عبد} وخفض تاء {الطاغوت} وقرأ الباقون بفتح الباء والتاء). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)}
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ}
- قرأ ورش (هل انبيكم) بنقل حركة الهمزة وهي الضمة إلى اللام الساكنة، وحذف الهمزة.
{أُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة الجمهور (أنبئكم) بشد الباء، من (نبأ) المضعف.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (أنبئكم) بتخفيف الباء من (أنبأ)، وهما لغتان فصيحتان.
- وذكر ابن خالويه (أنبيكم) كذا بالياء عن القسط ويحيى.
[معجم القراءات: 2/300]
والقسط: هو إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، مقرئ مكي، مولى بني ميسرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي.
- وقراءة حمزة في الوقف بوجهين:
1- تسهيل الهمزة بين بين.
2- إبدالها ياء.
{مَثُوبَةً}
- قراءة الجمهور (مثوبة) بضم الثاء وسكون الواو مثل مشورة.
- وقرأ الحسن وابن هرمز وابن بريدة والأعرج ونبيح وابن عمران (مثوبة) ساكنة الثاء مفتوحة الواو مثل مشورة، وهو عند ابن جني مما خرج عن أصله، وهو شاذ عن نظائره.
وتقدم مثل هذا في الآية/103 من سورة البقرة في قوله تعالى: {لمثوبة من عند الله}.
{لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ}
- قرأ أبي وعبد الله (من غضب الله عليهم وجعلهم قردة وخنازير).
{وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر وشيبة ويعقوب (وعبد الطاغوت) وهو ماضٍ معطوف
[معجم القراءات: 2/301]
على قوله سبحانه: (وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت)، والفاعل ضمير يعود إلى (من).
وهذه القراءة اختيار الزجاج وغيره من المتقدمين، وهي عند ابن خالويه قراءة أكثر الناس.
وهي القراءة الجيدة التي لا يجوز عند الأزهري غيرها، فهي قراءة العامة التي بها قرأ القراء المشهورون.
- وقرأ حمزة والأعمش ويحيى بن وثاب والمطوعي ويحيى بن يعمر والجحدري (وعبد الطاغوت) بضم الباء وفتح الدال، وخفض (الطاغوت)، على أن (عبد) واحد يراد به الكثرة والجنس، وهو اسم على (فعل) قال أبو الحسن: جاء به على نحو حذر وفطن.
وقال النحاس: (ينصبه على الذم، وإن شئت كان منصوبًا بمعنى: وجعل منهم، أي وصفهم بهذا.
وهذه القراءة مختلف فيها، فقد ذهب الأزهري إلى أنها قراءة مهجورة، ونسب الفراء وأبو عبيدة حمزة إلى الوهم في هذه القراءة، وطعنا فيها، وتعقبهم الشهاب فقال:
(فلا عبرة بمن طعن على هذه القراءة، ونسب قارئها إلى الوهم،
[معجم القراءات: 2/302]
كالفراء وأبي عبيدة).
وأنا أنقل لك بعض هذه النصوص لتتبين موضع الخلاف فيها:
1- جاء في البحر: (قال نصير النحوي صاحب الكسائي: وهو وهم ممن قرأ به، وليسأل عنه العلماء حتى تعلم أنه جائز).
2- وقال الفراء:
(وأما قوله: (وعبد الطاغوت. فإن تكن فيه لغة مثل حذر وفطن وعجل، فهو وجه، وإلا فإنه أراد -والله أعلم- قول الشاعر:
أبني لبيني إن أمكم = أمة وإن أباكم عبد
وهذا في الشعر يجوز لضرورة القوافي، فأما في القراءة فلا).
يريد: عبد فحرك الساكن وهو الباء للوزن. والبيت الذي ذكر الفراء وغيره هنا هو لأوس بن حجر، وقيل: لطرفة.
3- وقال أبو علي:
(ليس في أبنية الجموع مثله، ولكنه واحد يراد به الكثرة، وهو بناء مبالغة، فكأن هذا قد ذهب في عبادة الطاغوت).
4- وقال الزجاج:
(.. فإنه عند بعض أهل العربية ليس بالوجه من جهتين:
إحداهما: أن عبد على فعل، وليس هذا من أمثلة الجمع؛ لأنهم فسروه: خدم الطاغوت.
والثاني: أن يكون محمولًا على: وجعل منهم عبد الطاغوت).
5- وقال ابن عطية:
(عبد، لفظ مبالغة كيقظ وندس، فهو لفظ مفرد يراد به الجنس، وبني بناء الصفات؛ لأن عبدًا في الأصل صفة، وإن كان يستعمل استعمال الأسماء، وذلك لا يخرجه عن حكم الصفة؛ ولذلك لم يمتنع
[معجم القراءات: 2/303]
أن يبنى منه بناء مبالغة، وأنشد: أبنى لبيني.. البيت).
قال أبو حيان: (وعد ابن مالك في أبنية أسماء الجمع فعلًا، فقال: ومنها فعل كنحو: سمر وعبد).
- وذكر ابن خالويه أن يحيى بن وثاب قرأ (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة المروية عن حمزة في (عبد) إلا أنه بنصب (الطاغوت).
- وقرئ (وعبد الطاغوت) بكسر الدال وجر الطاغوت.
- وقرأ أبي وعبد الله (وعبدوا الطاغوت) معلومًا بضمير الجمع على معنى (من).
- وجاء التصريح بلفظ (من) في قراءتهما: (ومن عبدوا الطاغوت).
قال أبو حيان: (ويحتمل أن يكون: (وعبد)، بضمير الجمع على هذا السياق، وكذلك جاءت في الكشاف وعند الشهاب وأبي زرعة في حجته.
- وذكر الرازي قراءة أبي (وعبدوا..)، وقراءة ابن مسعود (ومن عبدوا).
- وقرأ الحسن في رواية، وأبو عبيدة وأبو مجلز وأبو نهيك (وعبد
[معجم القراءات: 2/304]
الطاغوت) بفتح العين وسكون الباء، وفتح الدال على وزن (كلب) وجر (الطاغوت).
قالوا: أراد: وعبدة الطاغوت، فحذف الهاء، أو هو تخفيف من عبد كما يقال في عضد عضد، ويجوز أن يكون (عبد) اسم الواحد يدل على الجنس.
- وقرأ الحسن أيضًا (وعبد الطاغوت) على التخفيف من (عبد) وخرجه ابن عطية على أنه أراد (وعبدًا) منونًا، فحذف التنوين كما حذف في قوله:
(... ... ... ... = ولا ذاكر الله إلا قليلًا)
قال أبو حيان:
(ولا وجه لهذا التخريج؛ لأن عبدًا لا يمكن أن ينصب الطاغوت إذ ليس بمصدر، و(اسم فاعل، والتخريج الصحيح أن يكون تخفيفًا من (عبد) بفتحها كقولهم: سلف في سلف).
- وقرأ الحسن وأبو الأشهب والعطاردي والنخعي (وعبد الطاغوت) بضم العين وسكون الباء وفتح الدال، والإضافة إلى الطاغوت.
[معجم القراءات: 2/305]
- وقرأ النخعي وأبو جعفر المدني وهارون عن الأعمش وأبو جعفر الرؤاسي وأبو عمران الجوني ومورق العجلي (عبد الطاغوت) بضم العين وكسر الباء مبنيًا للمفعول.
قال ابن جني: (كقولك: ضرب زيد، لم يسم فاعله).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (وعبدت الطاغوت) مبنيًا للمفعول، ومعه تاء التأنيث، مثل: ضربت المرأة، والطاغوت يذكر ويؤنث.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وحمزة (وعبد الطاغوت) بضم الباء، نحو شرف الرجل، أي صار له عبد، كأن العبادة صارت سجية له، أو أنه بمعنى صار معبودًا، كأمر أي صار أميرًا.
قال الخليل: (أي صار الطاغوت يعبد، كما تقول: فقه الرجل وشرف).
- وقرأ بعضهم (وعبدًا الطاغوت)، ورواه ابن الأنباري.
- وقرأ أبو السمال (وعبدة الطاغوت).
- وقرأ ابن عباس في رواية عكرمة عنه وأبو العالية وإبراهيم النخعي ومجاهد والأعمش والشنبوذي وحمزة ويحيى بن وثاب
[معجم القراءات: 2/306]
وأبان بن تغلب وعلي بن صالح وشيبان والضحاك وابن مسعود وأبي ابن كعب (وعبد الطاغوت) بضم العين والباء، وفتح الدال، وخفض الطاغوت، وهو جمع عبد، كرهن ورهن.
وقال ثعلب: جمع عابد كشارف وشرف.
وذكر ابن جني أيضًا أنه جمع عبيد فهو جمع الجمع، وإلى مثل هذا ذهب الأخفش والزجاج، فهو مثل رغف جمع رغيف، أو هو جمع (عباد) مثل كتاب وكتب، فهو على هذا جمع الجمع أيضًا.
- وقرأ ابن عباس وعكرمة (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة مع نصب (الطاغوت)، وهو عند أبي حيان جمع عابد كضارب وضرب، أو جمع عبيد، فهو كالقراءة السابقة في التخريج.
- وقرأ الأعمش وعكرمة عن ابن عباس، وأيوب (وعبد الطاغوت) بضم العين وفتح الباء وتشديدها، وفتح الدال، وخفض الطاغوت.
وهو جمع عابد، كضارب وضرب.
وقرئ (عبادة الطاغوت) وهو مصدر أي ذوي عبادة الطاغوت، أو
[معجم القراءات: 2/307]
جمع بمعنى عباد الطاغوت.
- وقرأ ابن عباس فيما روى عنه عكرمة، وابن مسعود في رواية علقمة (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة، وبنضب (الطاغوت).
- وروي عن ابن عباس (وعبد الطاغوت) على البناء للمفعول، ورفع (الطاغوت).
- وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء وعكرمة (وعبد الطاغوت).
- وقرأ عبد الله بن مسعود فيما رواه عبد الغفار بن علقمة عنه، والأعمش والضحاك وعمرو بن دينار (عبد الطاغوت) على وزن حطم، وزفر، وصرد، وهو بناء مبالغة.
- وقرأ أبو واقد الأعرابي في رواية العباس بن الفضل عنه (عباد الطاغوت) جمع عابد، مثل: صائم، وصوام، وجاهل وجهال.
- وقرأ أبو واقد أيضًا (وعباد الطاغوت)، مثل: ضراب.
- وقرأ ابن حذلم وعمرو بن فائد (وعباد الطاغوت).
- وقرأ محبوب بن حسن الهاشمي (وعباد الطاغوت) كقراءة أبي
[معجم القراءات: 2/308]
واقد إلا أنه بضم الدال، كذا وجدته عند ابن خالويه.
- وقرأ الحسن (وعباد الطاغوت) كرجال.
قال أبو حيان:
(قرأ بعض البصريين ... جمع عابد كقائم وقيام أو جمع عبد)، ومثل هذا عند ابن عطية، وعنه نقل أبو حيان.
جاءت القراءة عند ابن خالويه عن أبي واقد (وعباد الطاغوت) بالرفع، وهو خبر مبتدأ مقدر.
- وقرأ عون العقيلي في رواية العباس بن الفضل عنه وابن بريدة ومعاذ القارئ (وعابد الطاغوت) بالرفع، مفردًا.
قال الخليل: (كما تقول: ضارب الرجل) قلت: قد يراد به الجمع، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
- وقرأ ابن عباس في رواية عكرمة عنه: (وعابدو الطاغوت) بواو الجماعة، والإضافة.
قال الأزهري: (وذكر الليث أيضًا قراءة أخرى ما قرأ بها أحد وهي: (وعابدو الطاغوت) جماعة، قال: وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراءات، وكان نوله ألا [كذا!] يحكي القراءات
[معجم القراءات: 2/309]
الشاذة وهو لا يحفظها، والقارئ إذا قرأ بها وهو جاهل.
وهذا دليل على أن إضافته كتابه إلى الخليل بن أحمد غير صحيح؛ لأن الخليل كان أعقل من أن يسمي مثل هذه الحروف قراءات في القرآن، ولا تكون محفوظة لقارئ مشهور من قراء الأمصار، ودليل على أن الليث كان مغفلًا، ونسأل الله العصمة والتوفيق للصواب).
- وقرأ ابن أبي زائدة وبريدة الأسلمي وابن بريدة وعون العقيلي وأبو هريرة وأبو رجاء وابن السميفع (وعابد الطاغوت) بالنصب، وهو مفرد يراد به الجنس.
قال ابن جني:
(فهو في الإفراد كعبد الطاغوت، واحد في معنى جماعة).
- وقرأ ابن عباس في رواية وابن أبي عبلة وعكرمة وأصحاب عبد الله بن مسعود (وعبد الطاغوت) بفتح الثلاثة، يريد (وعبدة) جمع عابد، كفاجر وفجرة وكافر وكفرة، وحذفت التاء للإضافة، أو هو اسم جمع كخادم وخدم.
قال الخليل: (أرادوا عبدة الطاغوت مثل: فجرة وكفرة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء).
[معجم القراءات: 2/310]
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبي وابن مسعود (وعبدة الطاغوت) بالتاء، كفاجر وفجرة.
- وقرأ عبيد بن عمير (أعبد الطاغوت) جمع عبد كلفس وأفلس، وكلب وأكلب.
- وقرأ ابن عباس في رواية وأنس بن مالك (وعبيد الطاغوت) جمع عبد، نحو كلب وكليب، أو اسم جمع، ورواه ابن الأنباري عن بعضهم.
- وروى ابن الأنباري عن بعضهم (وعبد الطاغوت).
- وقرأ أبو رجاء (عبد الطاغوت).
- وقرئ (وعابدي الطاغوت) على الجمع، فهو جمع عابد.
- وقرأ النخعي والأعمش (وأعبد الطاغوت) مجهولًا، مع رفع الطاغوت.
- وقرأ سعيد بن جبير والشعبي (وعبدة الطاغوت) كذا عبدة مثل حمزة.
[معجم القراءات: 2/311]
- وقرأ أبو عبيدة وبريدة الأسلمي (وعابد الشيطان)، وقيل: إنه تفسير للطاغوت.
- وقرأ الحسن وأبو حيوة (وعباد الطواغيت)، وتقدم من قبل أن (عباد) على الجمع قراءة أبي واقد الأعرابي، غير أنه قرأ معها (الطاغوت) مفردًا فيه معنى الجمع، وقراءة الحسن هنا على الجمع الصريح.
- وقرأ قتادة وهذيل بن شرحبيل (وعبدة الطواغيت) كذا على الجمع.
قال الزجاج بعد عرض بعض هذه القراءات:
(ولا يجوز القراءة بشيء من هذه الأوجه إلا بالثلاثة التي رويت، وقرأ بها القراء، وهي:
عبد الطاغوت، وهي أجودها، ثم عبد الطاغوت، ثم وعبد الطاغوت).
قلت: وذكر المتقدمون أنها أربع وعشرون قراءة، ولكن الذي وجدته وأثبته هنا هو تسع وثلاثون قراءة). [معجم القراءات: 3/312]

قوله تعالى: {وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61)}
{جَاءُوكُمْ}
- تقدمت الإمالة، وحكم الهمز في الوقف في الآية/42 من هذه السورة.
{وَقَدْ دَخَلُوا}
- اتفق القراء على إدغام دال (قد) في الدال بعدها.
[معجم القراءات: 2/312]
{أَعْلَمُ بِمَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإخفاء الميم عند الباء، وذلك بإسكانها، وبعض المقتدمين يسمي هذا إدغامًا، وليس بالصواب، فالفرق بينهما لا يخفى). [معجم القراءات: 3/313]

قوله تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({السحت} ثقيل
[الغاية في القراءات العشر: 233]
مكي بصري، ويزيد، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 234] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (السحت) [42، 62، 63]: خفيف: دمشقي، ونافع، وعاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/662] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي: {السحت} (42، 62، 63)، في الثلاثة المواضع: بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 269] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (السّحت) في الثّلاثة المواضع بضم الحاء والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 346] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ السُّحْتَ، (وَالْأُذْنَ) مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" الهاء والميم من "قولهم الإثم، وأكلهم السحت" [الآية: 62] أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف، وكسر الهاء وضم الميم الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تسكين حاء السحت قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السحت} [62 - 63] معًا، قرأ نافع وشامي وعاصم وحمزة بإسكان الحاء، والباقون بالضم، هذا حكمه مفردًا، وأما مع {وأكلهم} فنافع وعاصم الشامي بكسر الهاء، وضم الميم، وإسكان الحاء، وحمزة مثلهم إلا أنه يضم الهاء، والبصري بكسر الهاء والميم، وضم الحاء، والمكي مثله إلا أنه يضم الميم وعلي كذلك إلا أنه يضم الهاء). [غيث النفع: 555] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62)}
{وَتَرَى}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي والأعمش.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يُسَارِعُونَ}
- أماله الدوري عن الكسائي.
وتقدم هذا في الآية/41 من هذه السورة.
{الْعُدْوَانِ}
- قراءة الجماعة بضم العين (العدوان).
- وقرأ أبو حيوة بكسرها (العدوان).
{وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن (وأكلهم السحت) بكسر الهاء والميم في الوصل.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (وأكلهم السحت) بضم الهاء والميم في الوصل.
[معجم القراءات: 2/313]
- والباقون قراءتهم بكسر الهاء وضم الميم (وأكلهم السحت).
وجميع القراء كسروا الهاء في الوقف (وأكلهم).
{السُّحْتَ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وسهل ويعقوب (السحت) بضم السين والحاء.
- وقراءة الباقين (السحت) بضم فسكون.
وتقدم بيان هذا في الآية/42 من هذه السورة مفصلًا.
وذكر ابن خالويه فيها:
1- خارجة عن نافع (السحت) بفتح فسكون.
2- وقرئ (السحت) بفتحتين.
3- وقرئ بكسر السين (السحت).
وتقدمت هذه القراءات مستوفاة على غير هذا الطرز.
{لَبِئْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأصبهاني والأزرق والسوسي (لبيس) بإبدال الهمزة وقفًا ووصلًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/314]

قوله تعالى: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({السحت} ثقيل
[الغاية في القراءات العشر: 233]
مكي بصري، ويزيد، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 234] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (السحت) [42، 62، 63]: خفيف: دمشقي، ونافع، وعاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/662] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي: {السحت} (42، 62، 63)، في الثلاثة المواضع: بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 269] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (السّحت) في الثّلاثة المواضع بضم الحاء والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 346] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ينهيهم" [الآية: 63] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه، وكذا ينهى، وتنهانا.
إرشاد من الأدب كما تقدم خفض الصوت قليلا بقوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُود" إلى قوله: "مَغْلُولَة" ثم رفعه عند قوله تعالى: "غَلَت" على سنن القراءة السابقة، ونقل عن فعل إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى "وسهل" الثانية من "البغضاء إلى" بين بين نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السحت} [62 - 63] معًا، قرأ نافع وشامي وعاصم وحمزة بإسكان الحاء، والباقون بالضم، هذا حكمه مفردًا، وأما مع {وأكلهم} فنافع وعاصم الشامي بكسر الهاء، وضم الميم، وإسكان الحاء، وحمزة مثلهم إلا أنه يضم الهاء، والبصري بكسر الهاء والميم، وضم الحاء، والمكي مثله إلا أنه يضم الميم وعلي كذلك إلا أنه يضم الهاء). [غيث النفع: 555] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)}
{يَنْهَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
[معجم القراءات: 2/314]
{الرَّبَّانِيُّونَ}
- قراءة الجماعة (الربانيون) جمع: رباني نسبة إلى الرب.
- وقرأ الجراح وأبو واقد وابن عباس (الربيون) براء مكسورة، وبدون الألف.
- وجاءت القراءة عنهما وعن ابن عباس (الربانيون) جمع: ربي؛ كذا بألف عند ابن عطية، وهو خطأ من المحققين، وإن شئت فقل: سبق قلم.
{عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن (عن قولهم الإثم) بكسر الهاء والميم.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (عن قولهم الإثم) بضم الهاء والميم.
- وقراءة الباقين بكسر الهاء وضم الميم (عن قولهم الإثم).
- وجميع القراء كسروا الهاء في الوقف (عن قولهم).
وذكر الألوسي أنه قرئ: (عن قولهم العدوان).
{وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}
- تقدم حكم الهاء والميم في الآية السابقة/62.
{السُّحْتَ}
- تقدمت القراءات مفصلة فيه في الآية/42، وموجزة في الآية/62.
{لَبِئْسَ}
- قراءة الجماعة باللام (لبئس) بلام القسم.
- وقرأ ابن عباس (بئس) بغير لام قسم.
وتقدمت قراءة (لبيس) بإبدال الهمزة ياءً في الآية/62.
{يَصْنَعُونَ}
- قراءة الجماعة (يصنعون).
- وقراءة ابن عباس (يعملون) ). [معجم القراءات: 2/315]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة