العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 08:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (7) إلى الآية (9) ]

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" يعقوب على هن بهاء السكت بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب (7)}
{منه آيات}
- قراءة ابن كثير في الوصل "منهو آيات" بوصل الهاء بواو.
- وقراءة الكسائي في الوقف "منه" بضم النون وإسكان الهاء، ولعله على نقل حركة الماء إلى النون.
- وقراءة الجماعة في الوقف والوصل "منه" بسكون النون وضم الهاء.
[معجم القراءات: 1/444]
{هن}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت "هنه".
{وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}
- قرأ عبد الله بن مسعود: ".. وإن تأويله إلا عند الله.. "
- وذكر أنه قرأ: ".. وإن حقيقة تأويله إلا عند الله..."
- وقرأ أبي بن كعب وابن عباس فيما رواه طاووس عنه، وعائشة: "... ويقول الراسخون في العلم...".
- وفي مصحف ابن عباس: "وما يعلم تأويله، ويقول الراسخون آمنا به".
{تأويله}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني، ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "تأويله" على إبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذلك قرأ حمزة في الوقف.
وأما الوقف ففيه ثلاثة مذاهب:
1- الوقف على "إلا الله".
2- الوقف على "الراسخون في العلم".
3- جوز الأمرين كثير من الأئمة). [معجم القراءات: 1/445]

قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (8)}
{لا تزغ}
- قراءة الجماعة "لا تزغ" بضم التاء مضارع "أزاغ".
- وقرأ الصديق وأبو واقد والجراح وعمرو بن فائد والجحدري وأبو عبد الرحمن السلمي وابن يعمر "لا تزغ قلوبنا" بفتح التاء، ورفع الباء.
- وقرأ السلمي "لا يزغ قلوبنا" بالياء المفتوحة ورفع الباء، من "زاغ"، وأسنده إلى القلوب.
قال أبو حيان: "وظاهره نهي القلوب عن الزيغ إنما هو من باب: لا أرينك هنا".
- وقرأ نافع في الشواذ "لا تزغ قلوبنا" بفتح التاء وضم الزاي، والباء، من زاغ يزوغ.
قال الصاغاني: "زاغ قلبه يزوغه: لغة في أزاغه، وقرأ نافع..".
وأدغم بعضهم الغين في القاف لقرب مخرجهما.
{من لدنك}
- قراءة الجماعة "من لدنك" بفتح اللام وضم الدال وسكون النون.- وقرأ أبو حيوة "من لدنك" بضم اللام وسكون الدال وكسر النون، والإعراب لغة قيس.
[معجم القراءات: 1/446]
{رحمة}
- قرأ الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها). [معجم القراءات: 1/447]

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "جامع الناس" بالتنوين ونصب الناس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا رَيْبَ فِيه" [الآية: 9] بعد لا النافية حمزة بخلفه مدا متوسطا كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد (9)}
{جامع الناس}
- قراءة الجماعة "جامع الناس" بإضافة اسم الفاعل إلى المفعول.
- وقرأ أبو حاتم ومسلم بن جندب والحسن "جامع الناس" بالتنوين ونصب الناس.
{الناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات / 8، 94، 99 من سورة البقرة.
{لا ريب}
- قراءة حمزة بعد "لا" مدا متوسطا.
وتقدمت قراءة الحسن في الآية /2 من سورة البقرة "لا ريبا فيه".
{لا ريب فيه}
انظر إدغام الباء في الفاء في الآية/2 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/447]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 08:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (10) إلى الآية (13) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [البقرة: 284] و{يشآء} الأربعة {والمؤمنون} [البقرة: 285] {وأطعنا} و{أخطأنا} [البقرة: 286] و{السماء} و{تأويله} [7] و{الألباب} و{شيئًا} [10] و{الأبصار} وقوفها لا تخفى.
[غيث النفع: 460]
وكذلك {المآب} وهو تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الخمس باتفاق، وأما وقف ورش عليها فراجع ما تقدم). [غيث النفع: 461] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار (10)}
{لن تغني}
- قراءة الجمهور "لن تغني" بالتاء، وياء مفتوحة.
- وقرأ علي والسلمي "لن تغني" بالتاء، وسكون الياء.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي "لن يغني" بالياء على التذكير، وياء مفتوحة في آخره.
[معجم القراءات: 1/447]
- وقرأ الحسن "لن يغني" بالياء في أول الفعل، وياء ساكنة في آخره وذلك عند أبي حيان لاستثقال الحركة في حرف اللين، وإجراء المنصوب مجرى المرفوع، وبعض النحويين يخص هذا بالضرورة، وينبغي ألا يخص بها؛ إذ كثر ذلك في كلامهم.
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة.
{وقود}
- قراءة الجمهور "وقود" بفتح الواو، وهو اسم، أي ما يوقد في النار، وقيل: هو مصدر.
- وقرأ الحسن وطلحة بن مصرف ومجاهد "وقود " بضم الواو، وهو مصدر، وقدت النار وقودا.
- وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم "وقاد"، أي ما يوقد منها.
{النار}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/448]

قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كداب ءال) [11]، و(راي العين) [13]، و(الراي) [هود: 27]، وبابهما: بلا همز أبو عمرو غير ابن سعدان والقصباني، والأعشى، وورش طريق الأسدي. وافق ابن سعدان، والقضباني في (كداب)). [المنتهى: 2/622] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كدأب} [11] و{رأي} [13] أبدلهما السوسي فقط). [غيث النفع: 460] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب (11)}
{كدأب}
- قراءة الجماعة "كدأب" بسكون الدال.
- وقال أبو حاتم سمعت يعقوب يذكر "كدأب" بفتح الهمزة، أي: مداومة، وبالسكون وبالفتح لغتان في المصدر، ورد هذا النحاس.
- وقرأ أبو جعفر والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه وشجاع والأعمش والأصفهاني عن ورش والخزاز عن هبيرة ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "كداب" بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 1/449]

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {ستغلبون وتحشرون} 12 و{يرونهم مثليهم} 13
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {ستغلبون وتحشرون} بِالتَّاءِ و{يرونهم} بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة
وَقَرَأَ نَافِع {ستغلبون وتحشرون} و(ترونهم) ثلاثتهن بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (سيغلبون ويحشرون) و{يرونهم} بِالْيَاءِ ثلاثتهن
وَحكى أبان عَن عَاصِم (ترونهم) بِالتَّاءِ وَفِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 201 - 202]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({سيغلبون ويحشرون} بالياء كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 209]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({سيغلبون ويحشرون} [12]: بالياء هما، وخلف. عباس: مخير). [المنتهى: 2/620]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (سيغلبون ويحشرون) بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {سيغلبون ويحشرون} (12) بالياء فيهما.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (سيغلبون ويحشرون) بالياء فيهما والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 319]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ) بالياء مقسم، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم عباس مخير، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (قَدْ كَانَ لَكُمْ
[الكامل في القراءات العشر: 513]
آيَةٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([12]- {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ} بالياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (547 - وَفي تُغْلَبُونَ الْغَيْبُ مَعْ تُحْشَرُونَ فِي = رِضًا .... .... ....). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([547] وفي تغلبون الغيب مع تحشرون (فـ)ي = (ر)ضًا وترون الغيب (خـ)ص وخُللا
أي كائن في وجه رضی.
قال الزجاج: «والمعنى: بلغهم أهم سيغلبون ويحشرون».
ومن قرأ بالتاء فمعناه: قل لهم في خطابك لهم: ستغلبون.
وقال الفراء: «ذهب بالياء إلى الإخبار عن المشركين في مخاطبة اليهود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ظهر يوم بدر قالت اليهود: هذا هو النبي الذي لا ترد رايته. فلما ظهر المشركون يوم أُحد، رجعوا وكذبوا وأظهروا السرور، فقال الله تعالى: {قل للذين كفروا} -أي لليهود- {سيغلبون ويحشرون}، يعني المشركين».
وقال بذلك أيضًا أحمد بن يحيى.
[فتح الوصيد: 2/766]
وقال آخرون: «الياء والتاء واحد. وهذا كما تقول: قل لزيد إنه ذاهب وإنك ذاهب. وقد قال الله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا..}.
واحتج أبو عمرو بن العلاء لما اختاره، بأن بعدها: {قد كان لكم} ). [فتح الوصيد: 2/767]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [547] وفي تغلبون الغيب مع يحشرون في = رضى ويرون الغيب خص وخللا
ب: (خللا): بمعنى (خص) جمعهما للتأكيد.
ح: (الغيب في يغلبون): مبتدأ وخبر، (في رضى): حال، أو (الغيب في رضى): مبتدأ وخبر، (في يغلبون): ظرف ملغًى، (يرون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (خص): خبر.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون) [12] بالياء على الغيبة، والباقون بتاء الخطاب، وكلاهما بمعنًى، نحو: {قل للذين كفروا إن ينتهوا} [الأنفال: 38] بالياء والتاء.
[كنز المعاني: 2/95]
والمراد بـ {الذين كفروا} المخاطبين: اليهود، و(يغلبون ويحشرون): غيبة للمشركين، لأن المسلمين لما هربوا يوم أحد قالت اليهود: لا تردُّ للنبي راية وكذبوه، فأنزل الله تعالى الآية.
وقرأ غير نافع: {وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهم رأي العين} [13] بياء الغيبة على أن الرائين المشركون والمرئيين المؤمنون، ويحتمل العكس.
[كنز المعاني: 2/96]
ونافع بتاء الخطاب، والمخاطبون اليهود، لكونهم حاضري الوقعة ببدر، أي: ترون المسلمين مثلي عددهم، أو مثلي عدد المشركين، على اختلاف التفاسير). [كنز المعاني: 2/97] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (545- وَفي تُغْلَبُونَ الغَيْبُ مَعْ تُحْشَرُونَ "فِـ"ـي،.. "رِ"ضًا وَتَرَوْنَ الغَيْبُ "خُـ"ـصَّ وَخُلِّلا
في رضى: في موضع نصب على الحال من الغيب أو في موضع رفع خبرًا له؛ أي: الغيب مستقر في هذين اللفظين كائنا في وجه مرضيّ به أو الغيب فيهما كائن في رضى، والغيب والخطاب في مثل واحد كما تقول: قل لزيد يقوم، وقل لزيد: قم، وقد تقدم مثله في البقرة: {لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} بالتاء وبالياء، وقد جاء في القرآن العزيز الغيب وحده في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ}.
والخطاب وحده في قوله: سبحانه: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ}.
وقيل: ليقول لهم اليهود: والإخبار عن مشركي مكة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/7]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (547 - وفي تغلبون الغيب مع تحشرون في ... رضا وترون الغيب خصّ وخلّلا
قرأ حمزة والكسائي: قل للّذين كفروا سيغلبون ويحشرون إلى جهنّم بالياء المثناة التحتية على الغيب فتكون قراءة الباقين بالتاء المثناة الفوقية على الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَغْلِبُونَ. وَتُحْشَرُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {ستغلبون} [12]، {وتحشرون} [12] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (522 - سيغلبون يحشرون رد فتى = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لّ (أ) تى
أي قرأ «سيغلبون يحشرون» بالغيب فيهما على اللفظ الكسائي وحمزة وخلف، والباقون بالخطاب والغيب، والخطاب في مثل هذا واحد كما تقول قل لزيد قم وقل له يقوم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لـ (أ) تى
ش: أي: قرأ [ذو راء (رد)، ومدلول (فتى) الكسائي وحمزة وخلف] سيغلبون ويحشرون [آل عمران: 12] بالياء تحت، وفهم من الإطلاق، والباقون بالتاء على الخطاب.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، وظاء (ظل) يعقوب، وألف (أتى) نافع ترونهم مثليهم رأى العين [آل عمران: 13] بالتاء على الخطاب، [والباقون بالياء على الغيب].
وجه غيب الأولين: قال الزجاج: بلّغهم بأنهم سيغلبون على حد قل للمؤمنين يغضّوا [النور: 30].
ووجه خطابهما: أن معناه: قل لهم في خطابك.
وضمير «كفروا» وتاليه للمشركين، وغلبهم كان يوم بدر.
وقيل: لليهود و[يؤيده] ما روى ابن عباس أنه- عليه السلام- جمع اليهود يوم بدر بالمدينة، وقال: «يا معشر اليهود: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم».
فقالوا: «لا تغرنك نفسك؛ أنك لقيت أقواما أغمارا بالحرب، لئن قاتلتنا لتعلمن أننا نحن الناس» فنزلت.
وقال الفراء: الأول لليهود، والأخيران للمشركين.
ووجه غيب يرونهم [آل عمران: 13] توجيهه للمسلمين المقاتلين ببدر، أي:
يرى المسلمون المشركين مثلي عدد المسلمين، كان المسلمون ثلاثمائة، وبضعة عشر، والكفار نحو: ألف، فقللهم الله- تعالى- في أعينهم حتى رأوهم نحو: ستمائة؛ توطينا لأنفسهم على القتال؛ لقوله: مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال: 66].
ووجه التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: قد كان لكم [آل عمران: 13]، أو إلى المسلمين المنزل عليهم، وتقديرها: ترونهم لو رأيتموهم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/232]
أو إلى الكفار، أي: يا مشركي قريش ترون المسلمين مثلي فئتكم، ثم حذف وأضمر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ستغلبون، وتحشرون" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وخلف بالغيبة فيهما وافقهم الأعمش والضمير للذين كفروا، والجملة محكية بقول آخر لا بقل أي: قل لهم قولي سيغلبون إلخ والباقون بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل الهمزة" من "بئس" ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر "وإبدلها" من "فئتين وفئة" أبو جعفر وحده ومن يؤيد ورش من طريقيه وأبو جعفر بخلف عن ابن وردان، ووقف حمزة بالإبدال كذلك في الثلاث). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ستغلبون وتحشرون} [12] قرأ الأخوان بالتحتية فيهما، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 460]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد (12)}
ستغلبون وتحشرون
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش "سيغلبون ويحشرون" بياء الغيبة فيهما.
[معجم القراءات: 1/449]
- وقراءة الباقين "ستغلون وتحشرون" بتاء الخطاب، وهي اختيار الطبري، على معنى: قل يا محمد للذين كفروا من يهود بني إسرائيل...
{بئس}
- قرأ أبو عمرو وأبو جعفر وورش والسوسي ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم واليزيدي "بيس" بإبدال الهمزة ياء في الوقف والوصل.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 1/450]

قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {ستغلبون وتحشرون} 12 و{يرونهم مثليهم} 13
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {ستغلبون وتحشرون} بِالتَّاءِ و{يرونهم} بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة
وَقَرَأَ نَافِع {ستغلبون وتحشرون} و(ترونهم) ثلاثتهن بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (سيغلبون ويحشرون) و{يرونهم} بِالْيَاءِ ثلاثتهن
وَحكى أبان عَن عَاصِم (ترونهم) بِالتَّاءِ وَفِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 201 - 202] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ترونهم} بالتاء مدني ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 209]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ترونهم} [13]: بالتاء مدني، وبصري غير أبي عمرو، وحمصي، وابن بشار طريق البختري). [المنتهى: 2/621]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كداب ءال) [11]، و(راي العين) [13]، و(الراي) [هود: 27]، وبابهما: بلا همز أبو عمرو غير ابن سعدان والقصباني، والأعشى، وورش طريق الأسدي. وافق ابن سعدان، والقضباني في (كداب)). [المنتهى: 2/622] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ترونهم) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {ترونهم} (13) بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر ويعقوب: (ترونهم) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 319]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فِئَةٌ تُقَاتِلُ)، (وَأُخْرَى كَافِرَةٌ) نصب ابن أبي عبلة وبالجر حميد، ومجاهد، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وميمونة، والإنطاكي عن أبي جعفر، وهو الاختيار لقوله: (فَي فِئَتَين)، الباقون بالرفع.
" ترونهم " بالتاء وضمها على ما لم يسم فاعله طَلْحَة في غير رواية الفياض، الباقون على تسمية الفاعل بالتاء، وفتحها بصري غير أَبُو عَمْرٍو ومدني، ومجاهد، وَحُمَيْد، وهو الاختيار لقوله: (قَدْ كَانَ لَكُمْ)، الباقون بالياء وفتحها). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13]- {يَرَوْنَهُمْ} بالتاء: نافع). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (547- .... .... .... .... = .... وَتَرَوْنَ الْغَيْبُ خُصَّ وَخُلِّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وترون الغيب خص)، أي خص المقاتلين في سبيل الله.
(وخلل)، بمعني خص أيضًا؛ يقال: عم بدعوته وخلل، أي: عم وخص.
قال الشاعر:
أبلغ كلابًا وخلل في سراتهم
وقال آخر:
بني مالكٍ أعني بسعد بن مالك = أعم بخير صالحٍ وأخلل
ومن قرأ بالتاء، جعل الخطاب لليهود؛ أي ترونهم لو رأيتموهم مثليهم.
وكان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر، والكفار ألفًا. وقيل: تسعمائة وخمسين؛ فهم أكثر من ثلاثة أمثالهم.
ولكن الآية، أنهم يراهم الرأي، ويراهم المسلمون مثليهم، فقللهم الله في أعينهم ليشجعهم عليهم، لأنهم لا يعجز واحدٌ عن اثنين، وقد يعجز عن الثلاثة.
ويجوز أن يكون الخطاب للمسلمين الذين أنزل عليهم هذا؛ أي ترونهم لو رأيتموهم كما كانوا يرونهم مثليهم رأي العين.فهو عام، لأن المعني يراهم الرأي منكم مثليهم). [فتح الوصيد: 2/767]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [547] وفي تغلبون الغيب مع يحشرون في = رضى ويرون الغيب خص وخللا
ب: (خللا): بمعنى (خص) جمعهما للتأكيد.
ح: (الغيب في يغلبون): مبتدأ وخبر، (في رضى): حال، أو (الغيب في رضى): مبتدأ وخبر، (في يغلبون): ظرف ملغًى، (يرون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (خص): خبر.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون) [12] بالياء على الغيبة، والباقون بتاء الخطاب، وكلاهما بمعنًى، نحو: {قل للذين كفروا إن ينتهوا} [الأنفال: 38] بالياء والتاء.
[كنز المعاني: 2/95]
والمراد بـ {الذين كفروا} المخاطبين: اليهود، و(يغلبون ويحشرون): غيبة للمشركين، لأن المسلمين لما هربوا يوم أحد قالت اليهود: لا تردُّ للنبي راية وكذبوه، فأنزل الله تعالى الآية.
وقرأ غير نافع: {وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهم رأي العين} [13] بياء الغيبة على أن الرائين المشركون والمرئيين المؤمنون، ويحتمل العكس.
[كنز المعاني: 2/96]
ونافع بتاء الخطاب، والمخاطبون اليهود، لكونهم حاضري الوقعة ببدر، أي: ترون المسلمين مثلي عددهم، أو مثلي عدد المشركين، على اختلاف التفاسير). [كنز المعاني: 2/97] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/7]
ويرون الغيب، ويرون مبتدأ والغيب بدل منه بدل الاشتمال؛ أي: وغيب يرون خص، ويجوز أن يكون الغيب خص: مبتدأ وخبرا وهما خبر يرون والعائد محذوف؛ أي: الغيب فيه، وخلل بمعنى خص، وإنما جمع بينهما تأكيدا لاختلاف اللفظين كقول عنترة:
أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
يريد قوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ}؛ أي: خص الذين حضروا القتال فهم الذين رأوا الخطاب قيل لليهود وقيل لمن غاب عن الوقفة من المسلمين أو المشركين فلم يختص الرائي على قراءة الخطاب بالحاضرين، فالمعنى على قراءة الغيب: يرى المشركون المسلمين مثلي المشركين أو مثلي المسلمين أو يرون أنفسهم مثلي المسلمين أو يرى المسلمون المشركين مثلي المسلمين، وذلك أيضا تقليل؛ لأنهم كانوا أكثر من ثلاثة أمثالهم أو يرون أنفسهم مثلي المشركين، وعلى قراءة الخطاب يحتمل أن يكون الخطاب للمسلمين؛ أي: ترون المشركين ببدل مثلي المسلمين الحاضرين لها أو ترون المسلمين الحاضرين مثلي المشركين أو ترون المسلمين مثلي المسلمين تكثيرا لهم، ويحتمل أن يكون الخطاب للمشركين؛ أي: ترون المسلمين مثلي المشركين ترغيبا لهم أو ترون المشركين مثلي المسلمين حقيقة، ومع هذا نصر المسلمون عليهم، ويحتمل أن يكون الخطاب لليهود؛ أي: ترون المشركين مثلي المسلمين حقيقة أو ترون المسلمين مثلي المشركين آية من الله تعالى أو ترون المسلمين مثلي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/8]
المسلمين، وعلى الجملة فهذه الوجوه كلها ما كان منها دالا على التقليل من الطريقين فهو على وفق ما كان في سورة الأنفال من قوله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ}.
وما كان منها دالا على التكثير فوجه الجمع بين الآيتين أن التكثير وقع بعد التقليل وكان حكمة تقليل المسلمين أولا أن لا يكترث لهم الكفار ويستهينوا أمرهم فلا يكثروا الاستعداد لهم، وحكمة تقليل المشركين ظاهرة وهي أن لا يهابهم المسلمون ولا يرغبوا بسبب كثرتهم، فلما حصل الغرض من الجانبين والتقى الجمعان كثر الله تعالى المسلمين في أعين الكفار؛ ليجتنبوا عنهم فينهزموا، وليس بقوي عندي في معنى هذه الآية إلا أن المراد تقليل المسلمين وتكثير المشركين فهو موضع الآية التي ذكرها الله سبحانه بقوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا}، ويدل عليه قوله بعد ذلك: {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ}؛ أي: ليس ذلك بسبب قلة ولا كثرة فلا تغتروا بكثرتكم؛ فإن النصر من عند الله، والهاء في: ترونهم للكفار سواء قرئ بالغيب أو الخطاب، والهاء في مثليهم للمسلمين، فإن قلت: إن كان المراد هذا فهلا قيل: يرونهم ثلاثة أمثالهم وكان أبلغ في الآية وهي نصر القليل على هذا الكثير والعدة كانت كذلك أو أكثر؟ قلتُ: أخبر عن الواقع، وكان آية أخرى مضمومة إلى آية النصر، وهي تقليل الكفار في أعين المسلمين وقللوا إلى حد وعد المسلمون النصر عليهم، وهو أن الواحد من المسلمين يغلب الاثنين فلم تكن حاجة إلى التقليل أكثر من هذا، وفيه فائدة وقوع ما ضمن لهم من النصر في ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/9]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (547 - .... .... .... .... = .... وترون الغيب خصّ وخلّلا
.....
وقرأ المرموز لهم بالخاء وهم القراء السبعة سوى نافع بياء الغيب في يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ فتكون قراءة نافع وحده بتاء الخطاب. و(خلل) بمعنى خص وذكره بعد للتأكيد). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86 - يَرَوْنَ خِطَابًا حُزْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - يرون خطابًا (حُـ)ـز و(فـ)ـز يقتلوا تقيـ = ـية مع وضعت (حُـ)ـم وأن افتحًا (فـ)ـلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {ترونهم مثليهم} [13] بالخطاب والمخاطب اليهود وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 108]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالِ فِئَةٍ، وَفِئَتَيْنِ، وَيُؤَيِّدُ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَرَوْنَهُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فئةٌ} [13]، و{فئتين} [13]، و{يؤيد} [13] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب {يرونهم} [13] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (522- .... .... .... .... = يرونهم خاطب ثنا ظلٌّ أتى). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ترونهم) يعني قوله تعالى «ترونهم مثليهم» قرأه بالخطاب أبو جعفر ويعقوب ونافع والباقون بالغيب، والخطاب يحتمل أن يكون للمسلمين: أي ترون المشركين بقدر مثلى المسلمين الحاضرين لها، أو ترون المسلمين الحاضرين مثلى المشركين تكثيرا لهم، ويحتمل غير ذلك والغيب للمشركين: أي يرى المشركون المسلمين مثلى المشركين أو المسلمين، أو يرون أنفسهم مثلى المسلمين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لـ (أ) تى
ش: أي: قرأ [ذو راء (رد)، ومدلول (فتى) الكسائي وحمزة وخلف] سيغلبون ويحشرون [آل عمران: 12] بالياء تحت، وفهم من الإطلاق، والباقون بالتاء على الخطاب.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، وظاء (ظل) يعقوب، وألف (أتى) نافع ترونهم مثليهم رأى العين [آل عمران: 13] بالتاء على الخطاب، [والباقون بالياء على الغيب].
وجه غيب الأولين: قال الزجاج: بلّغهم بأنهم سيغلبون على حد قل للمؤمنين يغضّوا [النور: 30].
ووجه خطابهما: أن معناه: قل لهم في خطابك.
وضمير «كفروا» وتاليه للمشركين، وغلبهم كان يوم بدر.
وقيل: لليهود و[يؤيده] ما روى ابن عباس أنه- عليه السلام- جمع اليهود يوم بدر بالمدينة، وقال: «يا معشر اليهود: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم».
فقالوا: «لا تغرنك نفسك؛ أنك لقيت أقواما أغمارا بالحرب، لئن قاتلتنا لتعلمن أننا نحن الناس» فنزلت.
وقال الفراء: الأول لليهود، والأخيران للمشركين.
ووجه غيب يرونهم [آل عمران: 13] توجيهه للمسلمين المقاتلين ببدر، أي:
يرى المسلمون المشركين مثلي عدد المسلمين، كان المسلمون ثلاثمائة، وبضعة عشر، والكفار نحو: ألف، فقللهم الله- تعالى- في أعينهم حتى رأوهم نحو: ستمائة؛ توطينا لأنفسهم على القتال؛ لقوله: مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال: 66].
ووجه التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: قد كان لكم [آل عمران: 13]، أو إلى المسلمين المنزل عليهم، وتقديرها: ترونهم لو رأيتموهم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/232]
أو إلى الكفار، أي: يا مشركي قريش ترون المسلمين مثلي فئتكم، ثم حذف وأضمر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إبدال فية وفيتين لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ترونهم" [الآية: 13] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيبة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش والباقون بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الهمزة الثانية واوا مكسورة "من يشاء أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس ولهم تسهيلها كالياء، وأما كالواو فتقدم رده). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كدأب} [11] و{رأي} [13] أبدلهما السوسي فقط). [غيث النفع: 460] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترونهم} [13] قرأ نافع بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤيد} قرأ ورش بإبدال همزه واوًا، والباقون بالهمزة). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء إن} تسهيل الثانية وإبدالها واوًا للحرميين وبصري، وتحقيقها للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لعبرة} ترقيق راءه لورش جلي). [غيث النفع: 460]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قد كان لكم أية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن ذلك لعبرة لأولي الأبصار (13)}
{فئتين... فئة}
- قرأ أبو جعفر وابن وردان "فيتين.. فية" بإبدال الهمزة ياء.
- وقرأ بالإبدال حمزة في الوقف.
{فئة}
- قراءة الجمهور "فئة" بالرفع على القطع والتقدير: إحداهما فئة، فهو خبر مبتدأ مقدر.
- وقرأ الحسن والزهري ومجاهد وحميد "فئة" بالجر، على البدل التفصيلي من "فئتين".
[معجم القراءات: 1/450]
قال الطبري: "وهذا وإن كان جائزا في العربية فلا أستجيز القراءة به الإجماع الحجة من القراء على خلافه".
- وقرأ ابن السميفع وابن أبي عبلة "فئة" بالنصب على المدح.
قال أبو حيان: "انتصب الأول "فئة" على المدح، والثاني "أي: أخرى" على الذم كأنه قيل: أمدح فئة تقاتل في سبيل الله، وأذم أخرى كافرة، وقيل: النصب على الحال، أو على الاختصاص، أو بتقدير: "أعني".
{تقاتل}
- قراءة الجمهور "تقاتل" بالتاء، على تأنيث الفئة.
- وقرأ مجاهد ومقاتل "يقاتل" بالياء على التذكير، لأن معنى الفئة: القوم، فرد إليه، وجرى على لفظه.
{وأخرى}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- وقرأ بالفتح الباقون وابن ذكوان من طريق الأخفش.
{كافرة}
- قراءة الجماعة وأخرى كافرة بالرفع.
[معجم القراءات: 1/451]
- وقرأ الحسن ومجاهد "وأخرى كافرة" بالخفض على البدل من "فئتين"، أو بالعطف.
- وقرأ ابن أبي عبلة "وأخرى كافرة" بالنصب على الذم، أو الحال.
- ورقق الأزرق وورش الراء.
- وقراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها، وهي قراءة اليزيدي في اختياره.
{يرونهم}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن محيصن واليزيدي والأعمش وأبو بكر "يرونهم" بياء الغيب.
أي يرى الجمع من المؤمنين الجمع من الكفار مثلي جمع المؤمنين.
[معجم القراءات: 1/452]
- وقرأ أبو جعفر ونافع وأبان عن عاصم وحفص ويعقوب وسهل وابن شاهي والحسن «تَرَونهم» بالتاء، على الخطاب لجميع المؤمنين، والهاء والميم لجميع المشركين.
ورَجَّح الطبري القراءة بالياء على معنى: وأخري كافرة يراهم المسلمون مِثلَيْهِم.
- وقرأ ابن عباس وطلحة بن مُصَرِّف وأبو عبد الرحمن «ترَوْنَهم» بضم التاء مبنياً للمفعول.
قال الطبري: «.. بمعنى يٌرِيكُمُوهم الله مِثْلَيْهِم».
وقرأ أبو حيوة والسلمي وابن مُصَرِّف «يُرَوْنهم» بالياء المضمومة مبنياً للمفعول، وذكرها الطبري عن ابن عباس.
{مِثْلَيْهِم}
- قرأ سهل ويعقوب «مِثْلَيْهِم» بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة «مِثْلَيْهِم» بكسرها لمناسبة الياء قبله.ا
{رَأيَ العَيْنِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن روش ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبو بكر عن عاصم «راي» بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 1/453]
{يٌؤَيِدٌ}
- قراءة الجمهور «يٌؤَيِدٌ» بالهمز على الأصل من «أَيَّد».
- وقرأ أبو جعفر وورش وابن جماز وابن وردان بخلاف عنه «يٌؤَيِد» بالواو.
- وكذلك قراءة حمزة في الموقف.
{يَشَاءُ إِنَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي «يشاءُوِنَّ» بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية واواً مكسورة.
- ورُوي عن هؤلاء القراء تسهيل الهمزة الثانية كالياء «يشاءُيِنَّ».
- وإذا وقف حمزة وهشام على «يشاء» أبدلا الهمزة ألفاً مع المدّ، والقصر، والتوسط.
- ولهما أيضاً تسهيلها مع المدّ، والقصر.
{لَعِبْرَةَّ}
- رقق الأزرق وورش الراء.
{الأَبْصّارِ}
- أمال الألف أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري واليزيدي والأعمش وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
- وقرأ الباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/454]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (14) إلى الآية (17) ]

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}

قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "زين للناس" مبنيا للفاعل "حب" بالنصب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وللدوري عنه الكبرى أيضا من طريق ابن فرح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "المآب" بالتسهيل بين بين فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [البقرة: 284] و{يشآء} الأربعة {والمؤمنون} [البقرة: 285] {وأطعنا} و{أخطأنا} [البقرة: 286] و{السماء} و{تأويله} [7] و{الألباب} و{شيئًا} [10] و{الأبصار} وقوفها لا تخفى.
[غيث النفع: 460]
وكذلك {المآب} وهو تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الخمس باتفاق، وأما وقف ورش عليها فراجع ما تقدم). [غيث النفع: 461] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَئَابِ (14)}
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ}
- قرأ الجمهور «زُيِّنَ.. حُبُّ» مبنياً للمفعول، والفاعل محذوف: فقيل: هو الله تعالى، وقيل: المزيِّن: الشيطان
- وقرأ أبو رزين العقيلي وأبو رجاء العطاردي ومجاهد والضحاك وابن محيصن «زُيِّنَ.. حُبُّ» مبنياً للفاعل، وهو الضمير العائد إلى الله سبحانه وتعالى.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب النون في اللام.
{لِلنَّاسِ}
- تقدَّمت الإمالة فيه في الآيات /8 و94 و96 من سورة البقرة.
{وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ}
- أدغم الثاء في الذال أبو عمرو ويعقوب، واستٌضْعِفَ لصحة الساكن قبل الثاء.
{الدُّنْيَا ۖ}
- تقدَّمت الإمالة فيه في الآيتين /85 و114 من سورة البقرة.
{الْمَئَابِ}
- قرأ الأزرق وورش بتثليث مَدّ البدل.
- وقراءة الباقين بالقصر.
- وقراءة حمزة في الموقف بالتسهيل بَيْنَ بَيْنَ). [معجم القراءات: 1/455]

قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الرَّاء وَضمّهَا من قَوْله {ورضوان من الله} 15
فَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {ورضوان} بِضَم الرَّاء فِي كل الْقُرْآن إِلَّا قَوْله {من اتبع رضوانه} الْمَائِدَة 16 فَإِنَّهُ كسر فِيهِ الرَّاء
وَقَالَ شَيبَان عَن عَاصِم وَابْن أبي حَمَّاد عَن أبي بكر عَن عَاصِم والأعشى عَن أبي بكر عَن عَاصِم بِضَم الرَّاء فِي كل ذَلِك
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْمُنْذر عَن يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه ضمه كُله
وحَدثني ابْن الجهم عَن ابْن أبي أُميَّة عَن أبي بكر عَن عَاصِم {ورضوان} و{رضوانه} بِضَم الرَّاء فِي كل الْقُرْآن
وَكَذَلِكَ حَدثنِي ابْن صَدَقَة عَن أبي الأسباط عَن ابْن أبي حَمَّاد عَن أبي بكر عَن عَاصِم بِضَم الرَّاء
وَقَالَ الْأَعْشَى عَن أبي بكر مضموم كُله
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم مكسور كُله
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {رضوَان} كسرا). [السبعة في القراءات: 202]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({رضوان} بضم الراء كل القرآن أبو بكر حماد
[الغاية في القراءات العشر: 209]
ويحيى إلا في المائدة). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أونبئكم} [15]، وفي ص [8]، والقمر [25]: بالمد مدني غير ورش، وأبو زيد، واليزيدي طريق أبي عون، وابن حبش عن أبي شعيب وأبي حمدون وأوقية. وافق ابن اليزيدي إلا هنا.
وعن أبي زيد بهمزتين بينهما مدة. ومكي، وورش، وأبو عمرو، ورويس، وزيد، وسهل بهمزة بعدها ضمة.
[المنتهى: 2/621]
ويأتي هشام بين المختلفتين بمدة). [المنتهى: 2/622]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ورضوان} [15]: بضم الراء حيث وقع إلا في المائدة [2، 16]، أبو بكر، زاد علي، وابن جبير، والأعشى، والبرجمي، وشعيب طريق نفطويه، وحماد طريق الواسطي ضمها في المائدة). [المنتهى: 2/622]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (رضوان) بضم الراء حيث وقع إلا موضعًا في سورة المائدة فإنه
[التبصرة: 176]
كسره وهو قوله عز وجل (رضوانه سبل السلام)، وقرأ الباقون بالكسر حيث وقع). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ورضوان} (15) بضم الراء، حيث وقع، ما خلا الحرف الثاني من المائدة (16)، وهو قوله تعالى: {من اتبع رضوانه}.
والباقون: بكسر الراء). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر (ورضوان) بضم الرّاء حيث وقع ما خلا الحرف الثّاني من المائدة [فإنّه بكسر الرّاء] وهو قوله تعالى (من اتبع رضوانه)، والباقون
[تحبير التيسير: 319]
[بكسر] الرّاء). [تحبير التيسير: 320]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (جَنَّاتٍ) بكسر في موضع نصب القورسي عن أبي جعفر، والأصمعي، وأبو خليد، وأبو قرة، ومغيث عن نافع، الباقون بالرفع، وهو الاختيار مرتفع ربما علا من قوله: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا).
(رِضْوَانٌ) بضم الراء في جميع القرآن إلا في المائدة في قوله: (رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ) أبو بكر، وأبان، والمفضل في قول الزَّيَّات، زاد في المائدة أبو الحسين، والْأَعْمَش، والبرجمي، وشعيب طريق نفطويه وحمّاد طريق الواسطي، الباقون بكسر التاء، وهو الاختيار لأن أصله رضي والكسر لغة قريش والواو مفتوحة قبلها كسرة فقلبت ياء). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([15]- {وَرِضْوَانٌ} بضم الراء حيث وقع إلا في المائدة: أبو بكر.
وقيل عن الصريفيني عنه بضمه أيضا). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (548 - وَرِضْوَانٌ اضْمُمْ غَيْرَ ثَانِي الْعُقُودِ كَسْـ = ـرَهُ صَحَّ .... .... ....). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([548] ورضوانٌ اضمم غير ثاني العقود كسـ = ره (صـ)ح إن الدين بالفتح (ر)فلا
قوله: (اضمم...كسره صح)، أي صح الضم فيه، وأنه لغة فصيحة حكاها سيبويه وغيره.
يقال: رضي يرضى رضىً ومرضاة ورُضوانًا ورِضوانًا.
وقال بعض الناس: في قراءة الضم فرقٌ بين المصدر والاسم، إذ الاسم لا يجيء إلا مكسورًا نحو: رضوان خازن الجنة.
واستثنى {من اتبع رضونه} فكسره ليجمع بين اللغتين، ويشعر بأنهما لغتان فصيحتان.
ويقال: الضم لغة بني تميم، والكسر لغة الحجاز). [فتح الوصيد: 2/768]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [548] ورضوان اضمم غير ثاني العقود كسـ = ـره صح إن الدين بالفتح رفلا
ب: (رفلا): عظم.
ح: (رضوانٌ): مبتدأ، (اضمم ... كسره): خبر، (غير ثاني): استثناء من المفعول، (ص): خبر آخر، (إن الدين): مبتدأ، (رفل بالفتح): خبر.
ص: يعني: ضم الراء أبو بكر من: {رضوان} حيث وقع إلا الموضع الثاني في العقود سورة المائدة وهو قوله تعالى: {من اتبع رضوانه سبل السلام} [16] فإنه يقرأ بالكسر أيضًا، والباقون بالكسر في الجميع، وهما لغتان.
وإنما استثنى أبو بكر ثاني العقود اتباعًا للمنقول.
[كنز المعاني: 2/97]
وقرأ الكسائي: (أن الدين عند الله الإسلام) [19] بفتح {أن} بدلًا من قوله: {أنه لا إله إلا هو} [18] أو عطفًا عليه بحذف الواو للارتباط، أو مفعولًا به لقوله: {شهد الله}، و{أنه لا إله إلا هو}: مفعول له، أي: لأنه.
والباقون: بكسر {إن} على الاستئناف لتمام الكلام الذي قبله). [كنز المعاني: 2/98] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (546- وَرِضْوَانٌ اضْمُمْ غَيْرَ ثَانِي الْعُقُودِ كَسْـ،.. ـرَهُ "صَـ"ـحَّ إِنَّ الدِّينَ بِالفَتْحِ رُفِّلا
ضم الراء وكسرها في رضوان لغتان قيل: الضم لبني تميم والكسر لأهل الحجاز، وأجمع على كسر الثاني في سورة المائدة، وقوله تعالى: {مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}.
والأول فيه الخلاف وهو: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا}، والأولى في البيت أن يكون: ورضوانًا اضمم بالنصب فهو مثل زيدًا اضرب، وليس تصح إرادة الحكاية هنا؛ لأن لفظ رضوان المختلف فيه جاء بالحركات الثلاث فرفعه نحو ما في هذه السورة، ونصبه نحو الأول في المائدة، وجره مثل نحو: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ}، فإذا لم تستقم إرادة لفظ واحد منها على الحكاية تعين أن يسلك وجه الصواب في الإعراب وهو النصب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/10]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (548 - ورضوان اضمم غير ثاني العقود كس ... ره صحّ أنّ الدّين بالفتح رفّلا
أمر بضم كسر راء لفظ (رضوان) لشعبة حيث ورد في القرآن الكريم سواء كان مرفوعا كما في هذه السورة: وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ*. أم منصوبا نحو: يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً، وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ. أم مجرورا نحو: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ. ثم استثني لشعبة من هذا الحكم الموضع الثاني في المائدة وهو: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ. فقرأه شعبة بكسر الراء فتكون قراءة الباقين بكسر الراء في الجميع واستثناء الموضع الثاني في العقود يخرج الموضع الأول فيها وهو: يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً*. فإن شعبة يقرأ بضم الراء فيه على أصل مذهبه). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رِضْوَانٌ حَيْثُ رُفِعَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الرَّاءِ إِلَّا الْمَوْضِعَ الثَّانِيَ مِنَ الْمَائِدَةِ، وَهُوَ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ فَكَسَرَ الرَّاءَ فِيهِ مِنْ طَرِيقِ الْعُلَيْمِيِّ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْهُ، فَرَوَى أَبُو عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ ضَمَّهُ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْهُ كَسَائِرِ نَظَائِرِهِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْخَبَّازِيُّ وَالْخُزَاعِيُّ عَنِ الشَّذَائِيِّ عَنْ نَفْطَوَيْهِ عَنْ شُعَيْبٍ أَيْضًا.
(قُلْتُ): وَالرِّوَايَتَانِ صَحِيحَتَانِ عَنْ يَحْيَى، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ أَيْضًا، فَرَوَى الضَّمَّ فِيهِ كَأَخَوَاتِهِ عَنْ يَحْيَى خَلَفٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْكِسَائِيِّ وَالْأَعْشَى وَابْنِ أَبِي حَمَّادٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى الْكَسْرَ فِيهِ خَاصَّةً عَنْ يَحْيَى: الْوَكِيعِيُّ وَالرِّفَاعِيُّ وَأَبُو حَمْدُونَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعُلَيْمِيِّ وَالْبُرْجِيِّ وَابْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَعُبَيْدِ بْنِ نُعَيْمٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَهِيَ أَيْضًا رِوَايَةُ الْمُفَضَّلِ وَحَمَّادٍ عَنْ عَاصِمٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَدِ انْفَرَدَ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي حَمْدُونَ بِكَسْرِ كَرِهُوا رِضْوَانَهُ فِي الْقِتَالِ فَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/238] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَوُنَبِّئُكُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَكَذَلِكَ، أَوْجُهُ الْوَقْفِ عَلَيْهَا لِحَمْزَةَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {ورضوان} حيث وقع بضم الراء إلا الثاني من
[تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
المائدة وهو {من اتبع رضوانه} [المائدة: 16] فإنه كسره من طريق العليمي، واختلف عنه من طريق يحيى، والباقون بالكسر حيث وقع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أؤنبئكم} [15] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (523 - رضوان ضمّ الكسر صف وذو السّبل = خلفٌ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (رضوان ضم الكسر (ص) ف وذو السّبل = خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر) جل
يريد قوله تعالى «رضوان من الله» ضم الراء منه حيث وقع شعبة؛ واختلف عنه في الحرف الثاني من المائدة وهو «من اتبع رضوانه سبل السلام» وأشار إليه بقوله: وذو السبل، والباقون بالكسر قوله: (رجل) هنا منادى: أي يا رجل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
رضوان ضمّ الكسر (ص) ف وذو السّبل = خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر) جل
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر رضوان حيث وقع بضم الراء اتفاقا، إلا في المائدة يهدي به الله من اتّبع رضونه [الآية: 16] فكسر راءه من طريق العليمي.
واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه، فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه.
وكذلك روى الخبازي والخزاعي عن الشذائي عن نفطويه عن شعيب، وهما صحيحان عن يحيى وعن أبي بكر أيضا.
وروى الضم فيه كأخواته عن يحيى [ابن] خلف، وابن المنذر، وهي رواية الكسائي، والأعشى وابن أبي حماد، كلهم عن أبي بكر.
وروى الكسر فيه خاصة عن يحيى الوكيعي، والرفاعي، وأبو حمدون، وهي رواية العليمي والبرجي، وابن أبي أمية، وعبيد نعيم، كلهم عن أبي بكر.
وكسر الباقون الراء في جميع القرآن.
وقرأ ذو راء (رجل) الكسائي أن الدين عند الله الإسلام [آل عمران: 19] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها.
ويقال في: مصدر «رضى»: «رضا» «مرضاة» و«رضوانا» بالكسر لغة الحجازيين، والضم لغة تميم، وقيس: كحرمان ورجحان.
وجه الاستثناء: الجمع في صورة أو صيغة.
ووجه فتح أن الدين [آل عمران: 19]: أنه بدل كل من أنّه لا إله إلّا هو [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/233]
عمران: 18]، أو اشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد، أو عطف نسق على «أنه» بمقدر، أي: شهد الله بأنه ... وبأن الدين، والموضع نصب أو جر على خلاف الأولى.
أو بدل كل من بالقسط فينعكس الموضع، أو بإيقاع شهد [آل عمران: 18] فالأول مفعول له.
ووجه الكسر: الاستئناف، والوقف على ما قبل «أن» غير تام على الفتح مطلقا وعلى الكسر إن قصد التأكيد، وإلا فتام). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/234] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أؤنبئكم" [الآية: 15] قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الثانية مع إدخال ألف بينهما لكن اختلف في الإدخال عن قالون وأبي عمرو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف بالتحقيق بلا فصل، واختلف عن هشام فالتحقيق مع القصر عنه من طريق الداجوني ومع المد من طريق الحلواني وليس له هنا تسهيل.
وأما وقف حمزة عليها فليعلم أن فيها ثلاث همزات: الأولى بعد ساكن صحيح منفصل رسما ففيها التحقيق والسكت والنقل، والثانية متوسطة بزائد وهي مضمومة بعد فتح، ففيها التحقيق والتسهيل كالواو وإبدالها واوا على الرسم، والثالثة مضمومة بعد كسر ففيها التسهيل كالواو مذهب سيبويه وكالياء، وهو المعضل وياء محضة مذهب الأخفش، فتضرب ثلاثة الأولى في ثلاثة الثانية، ثم الحاصل في ثلاثة الثالثة تبلغ سبعة وعشرين، كذا ذكره السمين والجعبري وغيرهما، لكن ضعف في النشر سبعة عشرة؛ وذلك لأن التسعة مع تسهيل الأخيرة كالياء وهو الوجه المعضل لا تصح كما تقدم وإبدال الثانية واوا على الرسم في الستة لا يجوز، والنقل في الأولى مع تحقيق الثانية بالوجهين لا يوافق فالصحيح المقروء به عشرة فقط: أولها السكت مع تحقيق الثانية وتسهيل الثالثة كالواو.
ثانيها: مثله مع إبدال الثالثة ياء على مذهب الأخفش.
ثالثها: عدم السكت مع تحقيق الأولى والثانية وتسهيل الثالثة كالواو.
رابعها: مع إبدال الثالثة ياء.
خامسها: السكت مع تسهيل الثانية والثالثة كالواو.
سادسها: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
سابعها: عدم السكت وتسهيل الثانية والثالثة كذلك.
ثامنها: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
[إتحاف فضلاء البشر: 1/471]
تاسعها: النقل مع تسهيل الثانية والثالثة كذلك.
عاشرها: مثله مع إبدال الثالثة ياء، والحاصل أن النقل للأولى فيه وجهان فقط تسهيل الثانية فقط مع وجهي الثالثة أعني ياء، وكالواو وإن السكت فيه أربعة تسهيل الثانية وتحقيقها وكلاهما مع وجهي الثالثة، وإن عدم النقل والسكت للأولى فيه أربعة كذلك أعني تسهيل الثانية وتحقيقها مع وجهي الثالثة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "رضوان" [الآية: 15] حيث وقع فأبو بكر بضم الراء إلا من اتبع رضوانه ثاني المائدة، فكسر الراء فيه من طريق العليمي، واختلف فيه عن يحيى بن آدم والوجهان صحيحان عن يحيى، بل عن أبي بكر كما في النشر، وعن الحسن الضم في الجميع والباقون بالكسر في الكل وهما لغتان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل أؤنبئكم}
{قل أؤنبئكم} [15] قرأ الحرميان والبصري بتسهيل الهمزة الثانية، وحققها الباقون، وأدخل بها الهمزتين ألفًا قالون والبصري وهشام، بخلف عنهما، والباقون بالقصر.
فلو وقف عليه لحمزة وليس بموضع وقف، بل الوقف على {ذلكم} على خلاف فيه ففيه على ما قاله الجعبري وغيره سبعة وعشرون وجهًا، وذلك لأن فيها ثلاث همزات، الأولى مفتوحة بعد ساكن صحيح منفصل رسمًا، ففيها النقل والتحقيق، ومعه السكت وعدمه، الثانية مضمومة بعد فتحة، ففيها التحقيق لتوسطها بزائد، والتسهيل كالواو، والإبدال واوًا على الرسم، الثالثة مضمومة بعد كسر، ففيها التسهيل كالواو، وكالياء، وإبدالها ياء، فتضرب في ثلاثة الأولى ثلاثة الثانية، بتسعة، تضربها في ثلاثة الثالثة، بسبع وعشرين.
وقد نظمها العلامة علي بن أم القاسم المعروف بالمرادي فقال:
سبع وعشرون وجها قل لحمزة في = قل أؤنبئكم يا صاح إن وقفا
فالنقل والسكت في الأولى وتركهما = وأعط ثانية حكما لها ألفا
واوا وكالواو أو حقق وثالثة = كالواو أو يا وكاليا ليس فيه خفا
واضرب يبن لك ما قد قلت متضحا = وبالإشارة استغنى وقد عرفا
والصحيح منها كما ذكره المحقق وتابعوه عشرة:
الأول: السكت مع تحقيق الثانية المضمومة، مع تسهيل الثالثة بين بين.
الثاني: مثله مع إبدال الثالثة ياء مضمومة.
[غيث النفع: 464]
الثالث: عدم السكت على اللام، مع تحقيق الهمزة الأولى والثانية، وتسهيل الثالثة بين بين.
الرابع: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
الخامس: السكت على اللام، مع تسهيل الثانية والثالثة بين بين.
السادس: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
السابع: عدم السكت على اللام مع تسهيل الثانية والثالثة بين بين.
الثامن: مثله مع إبدال الثالثة ياء ساكنة.
التاسع: النقل مع تسهيل الثانية والثالثة.
العاشر: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
وباقي الأوجه لا تصح، فإن التسعة التي مع تسهيل الأخيرة كالياء، هو الوجه المعضل، وإبدال الثانية واوًا محضة على الرسم في ..... لا يجوز، والنقل في الأولى مع تحقيق الثانية بالوجهين لا يوافق، إذ من خفف الأولى يلزمه أن يخفف الثانية بطريق الأولى، لأنها متوسطة صورة، فهي أحرى بذلك من المبتدأة). [غيث النفع: 465]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ورضوان} [15] قرأ شعبة بضم الراء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 465]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم}
- قرأ ورش بنقل الفتحة وهي حركة الهمزة الأولى إلى اللام وحذف الهمزة «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم».
- وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وروح وخلف بتحقيق الهمزتين «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم».
- وقرأ ناقع وقالون وأبو عمرو أبو جعفر والسوسنجردي واليزيدي وإسماعيل، بتسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بين الهمزتين «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم».
- واختلف في الإدخال عن قالون وأبي عمرو وهشام.
- وقرأ ورش وابن كثير ورويس ونافع وأبو عمرو وابن محصين بالتسهيل في الثانية بلا فصل «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم».
- واختلف عن هشام: فله التحقيق مع القصر من طريق الداجوني، والتحقيق مع المدِّ من طريق الحلواني.
[معجم القراءات: 1/456]
وجاء في النشر واﻹتحاف بيان وقف حمزة.
قال في اﻹتحاف: «وأما وقف حمزة عليهما، فَلْيٌعْلم أنّ فيها ثلاث همزات: الأولي: بعد ساكن صحيح [ أي اللام] منفصل رسماً: ففيها التحقيق، والسكت، والنقل.
- والثانية: متوسط بزائد، وهي مضمومة بعد فتح فيها: التحقيق، والتسهيل كالواو، وإبدالها واواً على الرسم.
- والثالثة: مضمونة بعد كسر، ففيها التسهيل كالواو، وهو والثالثة: مضمومة بعد كسر، ففيها التسهيل كالواو، وهو مذهب سيبويه، وكالياء، وهو المنفصل، وياءّ محضة، مذهب الأخفش، [ قال:] فتضرب ثلاثة الثالثة، تبلغ سبعة وعشرين، كذا ذكره السمين والجعبري وغيرهما، لكن ضعّف في النشر سبعة عشر.. فالصحيح المقروء به عشرة فقط.. وبيانها كما يلي:
1 - السكت مع تحقيق الثانية المضمومة وتسهيل الثالثة كالواو.
2- السكت مع تحقيق الثانية ـ وإبدال الثالثة ياء مضمونة.
3- عدم السكت على اللام مع تحقيق الأول والثانية، وتسهيل الثالثة بَيْنَ بَيْنَ.
4- عدم السكت على اللام مع تحقيق الأول والثانية، وإبدال الثالثة ياءّ.
5- السكت على اللام مع تسهيل الثانية، والثالثة بَيْنَ بَيْنَ.
6- السكت على اللام مع تسهيل الثانية، وإبدال الثالثة ياءّ.
7- عدم السكت وتسهيل الثانية والثالثة بَيْنَ بَيْنَ.
8- عدم السكت وتسهيل الثانية، وإبدال الثالثة ياءّ.
9- النقل مع تسهيل الثانية والثالثة بين بين.
[معجم القراءات: 1/457]
10- النقل مع تسهيل الثانية، وإبدال الثالثة ياءّ.
{جَنَّاتُ}
- قراءة الجماعة «جَنَّاتٌ» بالرفع مبتدأ، وخبرة: للذين اتقوا عند ربهم..
- وقرأ أبو حاتم ويعقوب «جَنَّاتٌ» بالجر، بدلاً من «بخيرِ» ويجوز أن يكون منصوباً على ﺇضمار «أعني» أو النصب على البدل من موضع «بخير» لأنه نصب.
{وَرِضْوَانٌ}
- قرأ أبو بكر عن عاصم والأعشي والبرجمي ويحيي وحماد والحسن «رٌضوانٌ» بضم الراء، وهي لغة قيس وتميم وبكر.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم «رٌضوانٌ» بكسر الراء، وهي لغة الحجاز.
- وذكر أبو حيان أن الضم والكسر لغتان.
[معجم القراءات: 1/458]
{بَصِيٌر}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 1/459]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" الراء في اللام من "فاغفرنا" السوسي والدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار، والأسحار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وبالتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)}
{فَاغْفِرْ لَنَا}
- أدغم الراء في اللام أبو عمرو والسوسي والدوري.
- وحكاه ابن مجاهد عن أبي عمرو.
- وقال أبو حيان: «وكان أبو عمرو يروي عن العرب ﺇدغام الراء في اللام، وقد أجازه الكسائي» انتهي من المبدع.
{النَّارِ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
- وانظر الآية / 110 المتقدمة في هذه السورة). [معجم القراءات: 1/459]

قوله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار، والأسحار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وبالتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}
{بِالْأَسْحَارِ}
- قرأه باﻹمالة أبو عمرو، والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/459]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}

قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَائِمًا بِالْقِسْطِ) بغير ألف مشددة أبو حنيفة، الباقون بالألف، وهو الاختيار اتباعًا للجماعة والمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "شهد الله أنه" بكسر الهمزة على إجراء شهد مجرى القول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
{شَهِدَ اللَّهُ}
- قراءة الجماعة «شَهِدَ اللَّهُ» فعل وفاعل، وهي أصْوَب القراءات.
- وقرأ أبو الشعثاء «شَهِدَ اللَّهُ» بضم الشين مبنياً للمفعول، أي شٌهد وحدانية الله وألوهيتُه.
- وقرأ أبو المهلب بن محارب دثار السدوسي «شَهِدَ اللَّهُ» على وزن فعَلاَء، منصوباَ على الحال من الضمير في «المستغفرين».
وقيل: نصب على المدح، وهو جمع شهيد أو شاهد.
- وروي عن أبي المهلب وأبي نهيك وأبي الشعثاء، وابن مسعود وأبي ابن كعب وابن السميفع وعاصم الجحدري «شَهِدَ اللَّهُ» بالرفع، أي هم شَهِدَ اللَّهُ، فهو خبر مبدأ مقدّر.
- وقرأ أبو المهلب «شَهِدَ اللَّهُ» بضم الشين والهاء، وفتح الدال، نصباً على الحال، قال أبو حيان: «واسم الله منصوب»
- وقرئ «شَهِدَ اللَّهُ» بضم الشين والهاء والدال.
- وقرئ «شَهِدَ اللَّهُ» بضم الشين والهاء ونصب الدال، ولفظ الجلالة بالجر علي اﻹضافة فيهما.
[معجم القراءات: 1/460]
وقراء أبو المهلب وابن محصين في رواية المعدل «شهداء اللَّهِ» برفع الهمزة، ولام الجر داخلة على اسم الله تعالي، على ﺇضمار «هم»، أي: هم شهداءُ لله.
- وقرأ أبو المهلب والشيزري عن أبي بكر عن عاصم «شهداءُ للهِ» بفتح الهمزة نصباً على الحال، ولام الجر داخلة على اسم الله تعالى.
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُو}
- قرأ ابن عباس والحسن والكسائي «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ.....» بكسر الهمزة، علي جعل «شهد» بمنزلة «قال» ويؤيده ما نقله المؤرج أن «شهد» بمعني «قال» لغة قيس بن عيلان.
- وقراءة الجماعة «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ.....» بفتحها، على تقدير: شهد الله على أنه، أو بأنه.
وقرأ عبد الله بن مسعود «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُو».
قال أبو حيان: «ففي هذه القراءة يتعيَّن أن يكون المحذوف ﺇذا خفُفَتْ ضمير الشأن: لأنها ﺇذا خفُفَتْ لم تعمل في غيره ﺇلا ضرورة، وﺇذا عملت فيه لَزِمَ حذفُه»
{هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه بإدغام الواو في الواو، وهي الرواية
[معجم القراءات: 1/461]
عن يعقوب.
{قَائِمًا بِالْقِسْطِ}
- قراءة الجماعة «قائماً...» بالنصب حالاً من اسم الله تعالي، أو من «هو» أو على القطع، أو المدح.
- وقرأ عبد الله بن مسعود «القائم» بالرفع على انه خبر مبتدأ
محذوف: هو القائم.
- وذهب الزمخشري وغيره ﺇلى انه بدل من «هو» وتعقبه أبو حيان.
وهو عند الفراء والنحاس نعت للفظ الجلالة في «شهد اللهُ».
- وقرأ أبو حنيفة «قَيماً» بالنصب على ما ذكرته في قراءة الجماعة.
والقراءات المرورية عن أبي حنيفة رّدَّها ابن الجزري وبَرَّأَهٌ منها.
- وذكر السجاوندي أن ابن مسعود قرأ «قائمٌ» وهو خبر مبتدأ مٌقَدَّر، أي: هو قائم..
{بِالْقِسْطِ}
- قرأ حماد عن الشموني «بالقصط» بالصاد). [معجم القراءات: 1/462]

قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام} 19
كلهم قَرَأَ {إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام} إِلَّا الْكسَائي فَإِنَّهُ فتح الْألف (أَن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَامُ) ). [السبعة في القراءات: 202 - 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أن الدين} بفتح الألف الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أن الدين } [19]: بفتح الهمزة علي). [المنتهى: 2/623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (أن الدين عند الله) بفتح الهمزة، وكسرها الباقون). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {أن الدين عند الله الإسلام} (19) بفتح الهمزة.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (أن الدّين عند اللّه الإسلام) بفتح الهمزة والباقون بكسرها [ليحكم) ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 320]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([19]- {إِنَّ الدِّينَ} بفتح الهمزة: الكسائي). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (548- .... .... .... .... = .... .... إِنَّ الدِّينَ بِالْفَتْحِ رُفِّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(إن الدين بالفتح رفلا)، أي عُظم.
قال الشيخ رحمه الله: لأن البدل مع فتح الهمزة أظهر، وعليه يجيء حسن المعني.
قال: «وقد قيل: إنه معطوف -يعني: (وإن الدين)-، وحرف العطف محذوف. والأول أظهر. ومعنى البدل الذي أشار إليه، أن الإسلام في معنى التوحيد أولًا، فأبدل منه».
وقال المبرد: «المعني: بأنه لا إله إلا هو...أن الدين»، إلا أنه أسقط الخافض فتعدى إليه الفعل.
[فتح الوصيد: 2/768]
وقال الكسائي: «انصبهما جميعًا بمعنى: شهد الله أنه كذا وأن الدين». وقال أبو إسحاق مثله.
وقيل أيضًا: «يجوز أن يكون التقدير: لأنه لا إله إلا هو، فيكون الأول مفعولًا من أجله».
ومن كسر، فعلى الاستئناف؛ ويكون الكلام قبله تامًا). [فتح الوصيد: 2/769]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [548] ورضوان اضمم غير ثاني العقود كسـ = ـره صح إن الدين بالفتح رفلا
ب: (رفلا): عظم.
ح: (رضوانٌ): مبتدأ، (اضمم ... كسره): خبر، (غير ثاني): استثناء من المفعول، (ص): خبر آخر، (إن الدين): مبتدأ، (رفل بالفتح): خبر.
ص: يعني: ضم الراء أبو بكر من: {رضوان} حيث وقع إلا الموضع الثاني في العقود سورة المائدة وهو قوله تعالى: {من اتبع رضوانه سبل السلام} [16] فإنه يقرأ بالكسر أيضًا، والباقون بالكسر في الجميع، وهما لغتان.
وإنما استثنى أبو بكر ثاني العقود اتباعًا للمنقول.
[كنز المعاني: 2/97]
وقرأ الكسائي: (أن الدين عند الله الإسلام) [19] بفتح {أن} بدلًا من قوله: {أنه لا إله إلا هو} [18] أو عطفًا عليه بحذف الواو للارتباط، أو مفعولًا به لقوله: {شهد الله}، و{أنه لا إله إلا هو}: مفعول له، أي: لأنه.
والباقون: بكسر {إن} على الاستئناف لتمام الكلام الذي قبله). [كنز المعاني: 2/98] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ} بالفتح، رفل؛ أي: عظم. يعني فتح همزة إن، ووجهه: جعله بدلا من قوله: {أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}.
قال أبو علي: فيكون البدل من الضرب الذي الشيء فيه هو هو ألا ترى أن الدين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/10]
هو الإسلام يتضمن التوحيد والعدل، وهو هو في المعنى، قال: وإن شئت جعلته من بدل الاشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد والعدل، قال: وإن شئت جعلته بدلا من القسط؛ لأن الدين الذي هو الإسلام قسط وعدل، فيكون من البدل الذي الشيء فيه هو هو، وقيل: إن الدين مفعول شهد الله، وقيل: إن الدين معطوف على أنه، وحرف العطف محذوف والبدل أوجَه هذه الأوجُه، ووجه الكسر الاستئناف؛ لأن الكلام الذي قبله قد تم والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/11]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (548 - .... .... .... .... .... = .... أنّ الدّين بالفتح رفّلا
.....
ثم أخبر أن الكسائي قرأ: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ. بفتح همزة إن فتكون قراءة غيره بكسرها. و(رفلا) بمعنى عظّم). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنَّ الدِّينَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {إن الدين} [19] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (523- .... .... .... .... .... = .... وإنّ الدّين فافتحه رجل). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وإن الدين) أي قرأ «إن الدين عند الله الإسلام» بفتح الهمزة الكسائي على البدل من إن أو إن متعلق «بالحكيم» وهو صفة مبالغة فيكون على إضمار حرف الجر:
أي الحاكم بأن الدين عند الله الإسلام، والباقون بالكسر على الاستئناف، وقيده بالدين احترازا من قوله بعد «إن الذين يكفرون» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
رضوان ضمّ الكسر (ص) ف وذو السّبل = خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر) جل
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر رضوان حيث وقع بضم الراء اتفاقا، إلا في المائدة يهدي به الله من اتّبع رضونه [الآية: 16] فكسر راءه من طريق العليمي.
واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه، فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه.
وكذلك روى الخبازي والخزاعي عن الشذائي عن نفطويه عن شعيب، وهما صحيحان عن يحيى وعن أبي بكر أيضا.
وروى الضم فيه كأخواته عن يحيى [ابن] خلف، وابن المنذر، وهي رواية الكسائي، والأعشى وابن أبي حماد، كلهم عن أبي بكر.
وروى الكسر فيه خاصة عن يحيى الوكيعي، والرفاعي، وأبو حمدون، وهي رواية العليمي والبرجي، وابن أبي أمية، وعبيد نعيم، كلهم عن أبي بكر.
وكسر الباقون الراء في جميع القرآن.
وقرأ ذو راء (رجل) الكسائي أن الدين عند الله الإسلام [آل عمران: 19] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها.
ويقال في: مصدر «رضى»: «رضا» «مرضاة» و«رضوانا» بالكسر لغة الحجازيين، والضم لغة تميم، وقيس: كحرمان ورجحان.
وجه الاستثناء: الجمع في صورة أو صيغة.
ووجه فتح أن الدين [آل عمران: 19]: أنه بدل كل من أنّه لا إله إلّا هو [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/233]
عمران: 18]، أو اشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد، أو عطف نسق على «أنه» بمقدر، أي: شهد الله بأنه ... وبأن الدين، والموضع نصب أو جر على خلاف الأولى.
أو بدل كل من بالقسط فينعكس الموضع، أو بإيقاع شهد [آل عمران: 18] فالأول مفعول له.
ووجه الكسر: الاستئناف، والوقف على ما قبل «أن» غير تام على الفتح مطلقا وعلى الكسر إن قصد التأكيد، وإلا فتام). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/234] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنَّ الدِّين" [الآية: 19] فالكسائي بفتح الهمزة على أنه بدل كل من قوله: إنه لا إله إلا هو أو اشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد أو عطف عليه بحذف الواو وافقه الشنبوذي والباقون بالكسر على الاستئناف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن الدين} [19] قرأ علي بفتح همزة {إن} على البدل من {أنه لا إله إلا هو} [18] والباقون بالكسر، على الاستئناف). [غيث النفع: 465]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}
{إِنَّ الدِّينَ}
- قرأ الجمهور «إِنَّ الدِّينَ» بكسر الهمزة على الاستئناف.
- وقرأ ابن عباس والكسائي ومحمد بن عيسى الأصفهاني والشنبوذي وابن مسعود وأبو رزين وأبو العالية وقتادة «أنّ الدين..» بفتح الهمزة، وذهب الفارسي ﺇلى أنه بدل الشيء من الشيء، وهو هو، أي هو بدل من «أنه» في «شهد الله انه» علي قراءة من فتح الهمزة في الموضع الأول.
أو هو بدل اشتمال: لأن اﻹسلام يشتمل على التوحيد والعدل، أو هو بدل من «القسط» لأن الدين الذي هو اﻹسلام قسط وعدل، وتعقًّبه أبو حيان بأنه معتزلي، فاشتمل كلامه على كلامهم من التوحيد والعدل.
وخرجها الطبري على حذف حرف العطف، والتقدير: وأنّ الدين، وضعّفه ابن عطية في المحرر، وبيّن أبو حيان وجه ضعفه بأنه متنافر التركيب، مع ﺇضمار حرف العطف.
ويبقي التخريج على البدل، وهو ما ذكره أبو علي، هو الذي دَرَجَ عليه غالب العلماء.
[معجم القراءات: 1/463]
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}
- قراءة الجماعة «ﺇنّ الدينّ... الإِسلامُ».
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأٌبَيَ «ﺇنّ الدينّ... للإِسلامُ» بلام الابتداء.
- وقرأ عبد الله بن مسعود «ﺇنّ الدين... الحنفيةٌ».
- وروى شعبة عن عاصم عن زر عن أُبَيّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: «إن الدين عند الله الحنيفية لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية».
- قال ابن الأنباري: «ولا يخفى على ذي تمييز أن هذا كلام من النبي صلى الله عليه وسلم على جهة التفسير، أدخله بعض من ينقل الحديث في القراءات».
{جَاءَهُمُ}
قرأه باﻹمالة حمزة وخلف وابن ذكوان، وانظر الآية / 87 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/464]

قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "وجهي الله" نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر وسكنها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "من اتبعن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أسلمتم" بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون، وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلفه المتقدم في ءانذرتهم، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا إدخال ألف، والثاني للأزرق أبدلها ألفا مع المد للساكنين، والباقون ومنهم هشام في ثانيه بالتحقيق بلا ألف، ولهشام وجه ثالث وهو التحقيق مع الألف وتقدم تفصيل طرقه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وجهي لله} [20] قرأ نافع وشامي وحفص بفتح ياء {وجهي} وسكنها والباقون). [غيث النفع: 465]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن اتبعن} قرأ نافع والبصري بإثبات ياء بعد النون في الوصل خاصة، والباقون بالحذف وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 465]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءأسلمتم} قرأ هشام بخلف عنه والحرميان والبصري بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وروى عن ورش أيضًا إبدالها إلفًا، والباقون بتحقيقها، وهو الطريق الثاني لهشام، وأدخل بينهما ألفًا قالون وبصرى وهشام، والباقون بعدم الإدخال.
[غيث النفع: 465]
فإن قرأته مع {أوتوا} قبله ففيه لورش البدل والتسهيل على كل من القصر والتوسط والطويل في {أوتوا} وهكذا جميع ما ماثله.
فإن وقف عليه فلحمزة فيه وجهان، تسهيل الثانية وتحقيقها، لأنه متوسط بزائد، وزاد بعضهم إبدال الثانية ألفًا، وهو ضعيف، وكذا حذف إحدى الهمزتين على صورة اتباع الرسم). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}
{وَجْهِيَ لِلَّهِ}
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وهشام
[معجم القراءات: 1/464]
والمفضل والأعشى والبرجمي عن أبي بكر «وجهيَ لله» بفتح الياء.
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر، وحمزة الكسائي وأبن كثير وأبو عمرو وخلف ويعقوب «وجهي لله» بسكون الياء.
{اَتًبَعَن}
- اثبت الياء في الوصل وحذفها في الموقف أبو عمرو وأبو جعفر، وهي رواية إسماعيل ويعقوب ابني جعفر، وابن جماز وقالون وورش والمسيبي وإسماعيل بن أبي أويس ويعقوب بن أبي إبراهيم بن سعد عن نافع، وابن شمبوذ عن قنبل، واليزيدي.
- وأثبت الياء في الوصل والوقف يعقوب، ورويت لابن شنبوذ عن قنبل.
- وقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي ونافع في رواية أبي قرة، وخلف «اتبعنِ» بغير ياء في الوقف والوصل.
وحَذْفُها أَحْسَنُ؛ لموافقة خط المصحف.
{أَسّلَمّتُمّ}
- قرأ بتسهيل الهمزة الثانية وإدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بخلاف عنه وهشام من طريق ابن عبدان عن الحواني واليزيدي «أآسلمتم».
- وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه وابن كثير ورويس بالتسهيل وبدون ألف بينهما «اَسلمتم».
[معجم القراءات: 1/465]
- وقرأ الأزرق في ثانية وورش كذالك بإبدال الهمزة الثانية ألفاً مع المدَّ للساكنين.
- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين«أأسلمتم»، وهو الوجه الثاني لهشام من طريق الداجوني.
- وقرأ هشام في الوجه الثالث عنه بتحقيق الهمزتين مع الفصل بألف بينهما.
{بَصِيُر}
- رقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/466]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (21) إلى الآية (22) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {وَيقْتلُونَ} 21
كلهم قَرَأَ {وَيقْتلُونَ الَّذين يأمرون} غير حَمْزَة فَإِنَّهُ قَرَأَ {يقتلُون} بِأَلف). [السبعة في القراءات: 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ويقاتلون الذين} حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ويقتلون الذين} [21]: بألف حمزة، ونصير طريق الأدمي عن ابن عيسى. وابن أبي نصر بخلاف عنه). [المنتهى: 2/623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ويقاتلون الذين) بألف وضم الياء، من القتال، وقرأ الباقون (ويقتلون) بغير ألف من القتل وفتح الياء). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ويقاتلون الذين} (21) بالألف، مع ضم الياء، وكسر التاء، من القتال.
[التيسير في القراءات السبع: 249]
والباقون: بغير ألف، مع فتح الياء، وضم التاء، من القتل). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ويقاتلون الّذين يأمرون) بالألف مع ضم الياء وكسر التّاء، من القتال، والباقون [ويقتلون] بغير ألف مع فتح الياء وضم التّاء من القتل). [تحبير التيسير: 320]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و" تقاتلون " بالألف الزَّيَّات، والْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو خالد، والأصم عن قُتَيْبَة في قول أبو الحسين، والثغري والقرشي في قول الرَّازِيّ، ونصير طريق ابن أبي نصر الآدمي عن ابن عيسى، والعصار والقصار، وابن صالح القزويني عن نصير، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار لقوله: (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([21]- {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ} بألف: حمزة). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (549 - وَفي يُقْتلُونَ الثَّانِ قَالَ يُقَاتِلُو = نَ حَمْزَةُ وَهْوَ الْحَبْرُ سَادَ مُقَتِّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([549] وفي يقتلون الثان قال يقاتلوا = ن (حمزة) وهو الحبر ساد مقتلا
المقتل: المجرب للأمور المطلع عليها.
يشير إلى أن حمزة رحمه الله قد اطلع على هذا العلم وعلم أن قراءة ابن مسعود: (وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس).
روي أن بني إسرائيل قتلوا من أول النهار ثلاثة وأربعين نبيًا في ساعة واحدة، فقام قومٌ من عُبادهم ينكرون عليهم ذلك ويأمروهم بالمعروف، فقُتلوا من آخره.
فقراءة حمزة، دالة على أهم قتلوهم بعد المقاتلة. وقراءة غيره على القتل). [فتح الوصيد: 2/769]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [549] وفي يقتلون الثان قال يقاتلو = ن حمزة وهو الحبر ساد مقتلا
ب: (الحبر) بالفتح والكسر: العالم، (ساد): من السيادة، (المقتل): المجرب للأمور المطلع عليها.
ح: (في يقتلون): ظرف (قال)، (الثان): صفته، (يقاتلون): مفعوله، (حمزة): فاعله، و (هو الحبر): جملة مستأنفة، (ساد): خبر آخر، (مقتلا): حال من فاعله.
ص: يعني: قرأ حمزة: {ويقتلون} الثاني في آل عمران، وهو {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} [21]، (ويقاتلون) بدله على أنه من (قاتل)، بخلاف الأول، وهو: {ويقتلون النبيين بغير حق}
[كنز المعاني: 2/98]
[21] إذ لا خلاف فيه.
والباقون: {ويقتلون} ليناسب ما قبله: {ويقتلون النبيين}.
وأثنى على حمزة بأنه العالم النحرير الذي فاق وعلا في العلم حال كونه مجربًا للأمور، مطلعًا على تقلبات الدهور، وذلك إشارة إلى شيخوخته). [كنز المعاني: 2/99]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (547- وَفي يُقْتلُونَ الثَّانِ قَالَ يُقَاتِلُو،.. نَ حَمْزَةُ وَهْوَ الحَبْرُ سَادَ مُقَتِّلا
يعني: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ}.
واحترز بقوله: اثنان عن الأول وهو: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقّ}، فلا خلاف فيه أنه من قتل، وأما الثاني فقرأه حمزة: من قاتل، ثم أثنى على حمزة بقوله: وهو الحبر؛ أي: العالم يقال: بفتح الحاء وكسرها، والمقتل والمجرب للأمور، وهو حال من فاعل ساد العائد على حمزة يشير إلى شيخوخته وخبرته بهذا العلم، يقال: رجل مقتل إذا كان قد حصلت له التجارب فتعلم وتحنك بها، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/11]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (549 - وفي يقتلون الثّان قال يقاتلو ... ن حمزة وهو الحبر ساد مقتّلا
قرأ حمزة ويقاتلون الّذين بضم الياء وفتح القاف وألف بعدها وكسر التاء كما لفظ به، وهذا هو الموضع الثاني وقرأ غيره وَيَقْتُلُونَ بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء كما لفظ به أيضا، واحترز بقوله (الثان) عن الموضع الأول وهو وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ فقد اتفق القراء السبعة على قراءته بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء. و(الحبر) بفتح الحاء
[الوافي في شرح الشاطبية: 231]
وكسرها العالم المتمكن. و(ساد) مأخوذ من السيادة وهي العظمة. و(المقتل) المجرب للأمور، وفي هذا ثناء على الإمام حمزة بالعلم والتحقيق والتجربة للأمور حتى فاق أقرانه وساد على أترابه). [الوافي في شرح الشاطبية: 232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86- .... .... .... وَفُزْ يَقْتُلُوا .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وفز يقتلوا أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف {ويقتلون النبيين} [21] بفتح الياء وبلا ألف بعد القاف وضم التاء وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا ولا خلاف لأحد من العشرة في الأول). [شرح الدرة المضيئة: 108]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَيُقَاتِلُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَ الْقَافِ وَكَسْرِ التَّاءِ مِنَ الْقِتَالُ، وَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/238]
الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ الْقَافِ وَحَذْفِ الْأَلِفِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنَ (الْقَتْلِ) ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ويقتلون الذين يأمرون} [21] بضم الياء وألف بعد القاف وكسر التاء، والباقون بفتح الياء وإسكان القاف وحذف الألف وضم التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (524 - يقاتلون الثّان فز في يقتلو = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يقاتلون الثّان (ف) ز في يقتلو = تقيّة قل في تقاة (ظ)لل
يعني قوله تعالى «ويقاتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس» احتراز عن
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
الأول وهو قوله تعالى «ويقتلون النبيين بغير حق» فلا خلاف فيه: أي قرأ حمزة يقاتلون الذين في موضع «يقتلون الذين» من المقاتلة، والباقون يقتلون من القتل وهما متقاربان كما تقدم في نظيره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يقاتلون الثّان (ف) ز في يقتلو = تقيّة قل في تقاة (ظ) لل
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة ويقاتلون الذين يأمرون [آل عمران: 21] بفتح القاف، وكسر التاء، وألف بينهما، والباقون بسكون القاف، وضم التاء، وحذف الألف.
تتمة:
تقدم ليحكم لأبي جعفر والميت كلاهما بالبقرة.
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب أن تتقوا منهم تقية [آل عمران: 28] بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء.
واستغنى [الناظم] بلفظ القراءتين في الموضعين عن قيدهما.
وجه المد: أنه من المقاتلة، والسياق دل على القتل، ويوافق وقتلوا [البقرة: 190، 244] وبعض الرسوم.
ووجه القصر: أنه من القتل، وعليها بعض الرسوم، ويوافق قراءة الحذف والتشديد.
ووجه تقية وتقية [آل عمران: 28]: أن كلا منهما مصدر، يقال: اتقى يتقي اتقاء وتقوى و(تقاة) و(تقية)، والتاء في جميع هذه الألفاظ بدل من الواو، وأصله: وقية مصدر على فعلة من الوقاية، وتقدم إمالة تقاة [آل عمران: 28] وبين بين، وإمالة عمرن [آل عمران: 35، التحريم: 12] حيث وقع لابن ذكوان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/234] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْط" [الآية: 21] فحمزة بضم الياء وألف بعد القاف وكسر التاء من المقاتلة والباقون بفتح الياء وإسكان القاف، فغير ألف وضم التاء من القتل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيئن} [21] قرأ نافع بالهمزة، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويقتلون الذين يأمرون} قرأ حمزة بضم الياء، وألف بعد القاف، وكسر التاء، من القتال، والباقون بفتح الياء، وإسكان القاف، وحذف الألف، وضم التاء، من القتل). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
- وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ قراءة الجماعة «ويَقْتُلَون..» بالتخفيف من «قَتَل» الثلاثي.
- وقرأ الحسن «ويُقّتَّلون..» بالتشديد من «قَتَّل» المضعّف، وهو للتكثير والمبالغة.
- وقرئ «ويقاتلون..» بألف من «قاتل»، ذكره العكبري ولم يذكر قارئاً، ووجدتها عند الصفراوي لأبي حمدون والدوري وغيرهما عن نصير عن الكسائي.
{النَّبِييِّنَ}
- قراءة نافع بالهمز حيث وقع، وعلى أَيّ وجه جاء «النبيين».
- وقراءة الجمهور بالياء «النبيين».
[معجم القراءات: 1/466]
{وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ}
- قراءة الجماعة «ويَقْتُلُون..) من «قتل» الثلاثي.
- وقرأ حمزة «يقاتلون..» بألف من قاتل.
وذكر أبو حيان أنها قراءة جماعة من غير السبعة، ونقله عن أبي عطية.
قال الفراء: «وقد قرأ بها الكسائي دهراً..» ثم رجع، وأحسبه رآها في بعض مصاحف عبد الله: «وقَتَلوا» بغير الألف، فتركها، ورجع إلى قراءة العامة، إذا وافق الكتاب في معنى قراءة العامة».
وذكر الطبري أنها قراءة بعض المتأخرين من قراء الكوفة.
- وقرأ الأعمش وعبد الله بن مسعود «وقاتَلوا الذين» فعلاً ماضياً، وهي كذالك في مصحف عبد الله. وضُبِطت في «المحرر» بكسر التاء فعل أمر، وهو غير الصواب.
- وقرأ ابن مسعود «قَتَلوا»، وهي كذالك في بعض مصاحفه.
- وقرأ أبَيّ بن كعب «ويقتلون النبيين والذين يأمرون بالقسط» بإسقاط: «يقتلون» الثاني من النص.
[معجم القراءات: 1/467]
{يَأْمُرُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم «يامرون» بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{مِنَ النَّاسِ}
- تقدّمت اﻹمالة فيه.
- انظر الآيات /8 و94 و96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/468]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخرة وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (22)}
{حَبِطَتْ}
- قراءة الجماعة «حَبِطت» بكسر الباء.
- قرأ ابن عباس وأبو السمال وأبو واقد الجراح وأبو عبد الرحمن «حَبَطتْ» وهي لغة، وهي قرأءة أبي السمال في جميع القران.
- وتقدم هذا في الآية / 217 من سورة البقرة.
{الدُّنْيَا}
تقدَّمت الإمالة فيه في الآتين: 85 و114 من سورة البقره.
{وَالآخرة}
- تقدم في الآية / 4 من سورة البقرة تحقيق الهمزة، ونقبل حركتها وحذفها، والسكت على الساكن قبلها في الوقف والوصل، وترقيق الراء، وﺇمالة الهاء وما قبلها، فانظر هذا هناك مُفَصَّلاً). [معجم القراءات: 1/468]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (23) إلى الآية (25) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ وَلْيَحْكُمْ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {ليحكم} [23] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم بالبقرة لأبي جعفر ضم ياء "ليحكم" مع فتح الكاف، وكذا مد "لا ريب"، متوسطا لحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23)}
{لِيَحْكُمَ}
- قراءة الجماعة «لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ» مبنياً للفاعل.
- وقرأ الحسن وأبو جعفر وعاصم الجحدري «لِيَحْكُمَ بينهم» مبنياً للمفعول.
- وتقدَّم مثل هذا في الآية /213 من سورة البقرة.
{لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بسكون الميم وﺇخفائها عند الباء، ويسمي بعضهم مثل هذا ﺇدغاماً وليس باﻹدغام، فان فّرْقّ ما بينهما ظاهر.
{يَتَوَلَّىٰ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 1/469]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم بالبقرة لأبي جعفر ضم ياء "ليحكم" مع فتح الكاف، وكذا مد "لا ريب"، متوسطا لحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}
{لَّا رَيْبَ فِيهِ}
- قراءة خلف عن حمزة بمد «لا» بخلاف عنه مَدَّاً متوسطاّ لا يبلغ حّدَّ اﻹشباع.
- وقراءة الباقين بالقصر.
[معجم القراءات: 1/469]
وتقدّمت قراءة الحسن «لا ريباٌ فيه».
- وﺇدغام الباء في الفاء تقدّم في الآية الثانية من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/470]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:19 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (26) إلى الآية (27) ]

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}
{قُلِ اللَّهُمَّ}
- قراءة الجماعة «قُلِ اللهمَّ» بكسر اللام لالتقاء الساكنين.
- وعند ابن جني ما يُشْعِرٌ أنه قرئ «قُلِ اللهمَّ» بفتح اللام.
{تَشَاءُ} انظر القراءة في همزة في الوقف في الآية / 213 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ} انظر حكم الهمز في الايتين: 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/470]

قوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَتخرج الْحَيّ من الْمَيِّت} 27 فِي التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَتخرج الْحَيّ من الْمَيِّت} مخففا وَمَا كَانَ مثله {إِلَى بلد ميت} فاطر 9 و{أَو من كَانَ مَيتا} الْأَنْعَام 122 و{الأَرْض الْميتَة} يس 33 {وَإِن يكن ميتَة} الْأَنْعَام 139 مخففا كُله
وروى حَفْص عَن عَاصِم {الْمَيِّت} مشددا فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ} و{لبلد ميت} الْأَعْرَاف 57 و{إِلَى بلد ميت}
وَزَاد نَافِع {أَو من كَانَ مَيتا} و{الأَرْض الْميتَة} و{لحم أَخِيه مَيتا} الحجرات 12 وخفف سَائِر الْقُرْآن مِمَّا لم يمت
وخفف حَمْزَة وَالْكسَائِيّ غير هَذِه الْحُرُوف). [السبعة في القراءات: 203]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الميت} [27]، وفي الأنعام [95]، والأعراف [57]، ويونس [31]، والروم [19]، وفاطر [9]: مشدد وكوفي غير أبي بكر. وافق أبو بشر في يونس، والروم، وفاطر. زاد مدني {أومن كان ميتًا} [الأنعام: 122]، و{أخيه ميتًا} [الحجرات: 12]، و{الأرض الميتة} [يس: 33].
[المنتهى: 2/623]
وافق بصري غير أبوي عمرو في {أومن كان ميتًا}، وما ليس معه ذكر البلد. زاد يزيد {وإن يكن ميتةً} [الأنعام: 139]، و{أن يكون ميتةً} [الأنعام: 145]، و{بلدةً ميتًا} [الفرقان: 49]، ونحوه في جميع القرآن). [المنتهى: 2/624]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي بتشديد كل ما في القرآن من (الميت وميتًا) غير أن نافعًا تفرد بالتشديد في ثلاثة مواضع وهي قوله عز وجل (أو من كان ميتا) و(الأرض الميتة) و(لحم أخيه ميتا) وخففهن الباقون.
وقرأ الباقون بالتخفيف في جميع ذلك حيث وقع، ولم يختلفوا في تشديد ما لم يمت نحو (إنك ميت وإنهم ميتون) و(ما هو بميت) ونحوه، ولا في تخفيف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو (بلدة ميتا) ). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي: {الحي من الميت} و: {الميت من الحي} (27) و: {إلى بلد ميت} (فاطر: 9) وشبهه، إذا كان قد مات: مثقلاً.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وحفص وحمزة والكسائيّ وأبو جعفر [وخلف] : (الحيّ من الميّت والميّت من الحيّ (وإلى بلد ميت) وشبهه إذا كان قد مات مثقلًا، وافقهم يعقوب في الميّت، والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 320]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {الْمَيِّتِ} هنا، وفي [الأنعام: 95]، [والأعراف: 57]، [ويونس: 31]، [والروم: 19]، [وفاطر: 9] مشدد: نافع وحفص وحمزة والكسائي.
زاد نافع {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا} في [الأنعام: 122]، و{الْأَرْضُ
[الإقناع: 2/618]
الْمَيْتَةُ} في [يس: 33]، و{لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} في [الحجرات: 12]). [الإقناع: 2/619]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (550 - وَفي بَلَدٍ مَيْتٍ مَعَ المَيْتِ خَفَّفُوا = صَفَا نَفَرًاوَالمَيْتَةُ الْخِفُّ خُوِّلاَ
551 - وَمَيْتًا لَدَى الأَنْعَامِ وَالْحُجُرَاتِ خُذْ = وَمَا لَمْ يَمُتْ لِلْكلِّ جَاءَ مُثَقَّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([550] وفي بلدٍ ميتٍ مع الميت خففوا = (صـ)فا (نفر)ًا والميتة الخف (خـ)ولا
خُوِّلَ: أي حفظ؛ من خال الراعي يخول، إذا حفظ، فهو خايلٌ.
وأصل ميت عند البصريين: ميوت.
وقال الكوفيون: هذا لا نظير له في الصحيح. وإنما أصله: مویتٌ، مثل: طويل، ثم قلبت الواو ياء للإدغام في الياء. ويلزمهم مثل هذا في: طويل وعويل.
وقال البصريون: هو الأصل وإن لم يكن له في الصحيح نظير. وقد قالوا: قاض وقضاة، ولا يوجد مثله في الصحيح.
فعلى قولهم لما اجتمعت الياء والواو، وسبقت الأولى منهما بالسكون، قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء.
ومثله: سيد وهين، الأصل: سيود وهيون.
فالتثقيل هو الأصل، إلا أن بعض العرب يستثقل الضعيف في الياء، فيحذف العين فيقول: سيد وميت وهين.
وعليها جاءت قراءة التخفيف؛ ومنه قولهم: هينٌ لين، وقوله عليه السلام: «المؤمنون هينون لينون».
[فتح الوصيد: 2/770]
وقال الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميتٍ = إنما الميت ميت الأحياء
وإنما بقوا الزائد وحذفوا الأصلي وهو العين، لأنهم لو بقوا العين، لوجب قلبها ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. ولو فعلوا هذا، لكان إخلالًا بالكلمة بعد إخلال، وذلك ممتنع.
ونظير هذا الحذف قولهم: هارٍ وشاكٍ؛ أصله: هایرٌ وشايك، فحذفوا العين.
وأصل صيرورة وقيدودة: صيرورة وقيدودة، والحذف فيهما ملتزم لكثرة حروفهما.
و(الميتة)، عنى به قوله تعالى: {وءايةٌ لهم الأرض الميتة}.
فإن قيل: فهذا يشكل على المبتدئ بقوله: {الميتة والدم} !
قلت: ذلك مما لا خلاف فيه، وقد سبق لفظه في البقرة، فلا يقع -مع ذلك هاهنا - فيه إشكال، وإنما أراد ما ذكرته في يس.
وأيضًا فإنه قال: (وفي بلد ميت مع الميت)، فكأنه قال: {والأرض الميتة}، لأنها من جنس ذلك، وهي ثلاثة مواضع، انفرد نافع فيها بالتثقيل. هذا منها.
والموضعان هما في البيت بعده.
[فتح الوصيد: 2/771]
[551] وميتًا لدى الأنعام والحجرات (خُـ)ذْ = وما لم يمت للكل جاء مثقلا
قوله تعالى: {أو من كان ميتًا} و {لحم أخيه ميتًا}.
و(وما لم يمت)، كقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} و{ما هو بيمت} و{ثم إنكم بعد ذلك لميتون}.
وكذلك لا خلاف بينهم في تخفيف {الميتة والدم} و{بلدة ميتًا} ). [فتح الوصيد: 2/772]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [550] وفي بلد ميت مع الميت خففوا = صفا نفرا والميتة الخف خولا
ب: (خولا): أعطي.
ح: (في بلدٍ): مفعول (خففوا): على معنى: فعلوا التخفيف، (نفرًا): تمييز، (الميتة): مبتدأ، (الخف): مبتدأ ثانٍ، (خولا): خبره، أي: خُول الخف إياها، على حذف العائد.
ص: أي: قرأ أبو بكر وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالتخفيف في: {ميت} منكرًا مجرورًا مع: {الميت} معرفًا نحو: {لبلدٍ ميتٍ} [الأعراف: 57]، و{إلى بلدٍ ميت} [فاطر: 9]، و {ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} [يونس 31]، ونحوه،
[كنز المعاني: 2/99]
والباقون بالتشديد، وهما لغتان.
فالتشديد على الأصل، وتركه استخفاف نحو: (هيِّن) و (هيْن)، و(سيِّد) و(سيْد)، واجتماعهما في قوله:
ليس من مات فاستراح بميتٍ = إنما الميت ميتُ الأحياءز
وأما قوله تعالى: {وآيةٌ لهم الأرض الميتة} في يس [33]: فغير نافع يقرأ بالتخفيف، والمعنى: أعطي التخفيف الميتة.
ولم يلتبس بقوله: {إنما حرم عليكم الميتة والدم} [البقرة: 173]، إذ لو كان فيه خلاف لذكره في البقرة، ولما علم أنه لم يرد ما في البقرة علم أنه لم يرد حرف المائدة أيضًا؛ لأنه سواء مثله، وفي ذلك التوجيه نحو تمحل.
[551] وميتًا لدى الأنعام والحجرات خذ = وما لم يمت للكل جاء مثقلا
[كنز المعاني: 2/100]
ح: (ميتًا): مفعول (خذ)، (ما لم يمت) الموصول مع الصلة: مبتدأ، (جاء): خبره، (مثقلًا): حال من فاعل (جاء)، (للكل): متعلق بها.
ص: يعني: قرأ غير نافع: {أومن كان ميتًا فأحييناه} في الأنعام [122]، و{لحم أخيه ميتًا} في الحجرات [12] بالتخفيف، ونافعٌ وحده ثقلهما.
وما اختلفوا في: {بلدةً ميتًا}، و{الميتة} أين جاء إلا ما ذكر من حرف يس.
ثم قال: (وما لم يمت)، أي: كل ما لم يحصل فيه صفة الموت فهو مشدد لكل القراء، نحو: {وما هو بميتٍ} [إبراهيم: 17]، {إنك ميتٌ وإنهم ميتون} [الزمر: 30]، {ثم إنكم بعد ذلك لميتون} [المؤمنون: 15] ). [كنز المعاني: 2/101]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (548- وَفي بَلَدٍ مَيْتٍ مَعَ المَيْتِ خَفَّفُوا،.. "صَـ"ـفَا "نَفَرًا" وَالمَيْتَةُ الْخِفُّ خُوِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/11]
أي الخلف وقع في هذين اللفظين حيث أتيا، قال في التيسير: الحي من الميت والميت من الحي وإلى بلد ميت وشبهه إذا كان قد مات والتخفيف والتثقيل في مثل هذا لغتان، قال الشاعر فجمع بين اللغتين:
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما المَيْت مَيِّتُ الأحياء
وقوله: صفا نفرًا: نصب نفرا على التمييز، وقد استعمل هذا اللفظ بعينه في موضعين آخرين، أحدهما في أواخر هذه السورة في:
"ومتم ومتنا ..."، فقال فيه: صفا نفر: بالرفع على الفاعلية، والموضع الآخر في سورة التوبة:
"ترجئ" همزة صفا نفر ...
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/12]
بالجر على الإضافة وقصر صفا الممدود، وقوله: والميتة الخف، والخف يقع في بعض النسخ منصوبا وفي بعضها مرفوعا، فوجه النصب أن يكون مفعولا ثانيا لقوله: خولا؛ أي: ملك هذا اللفظ الخف من قولهم: خوله الله الشيء إذا ملكه إياه، ووجه الرفع أنه مبتدأ ثانٍ والعائد إلى الأول محذوف؛ أي: الخف فيه كقوله: "السمن منوان بدرهم"؛ أي: التخفيف فيه خول؛ أي: حفظ من خال الراعي يخول فهو خائل إذا حفظ، والتشديد للتكثير ويجوز أن يكون الخف صفة الميتة؛ أي: انفرد نافع بتثقيله وأشار بقوله: خولا؛ أي: حفظ إلى أن لفظ الميتة الذي وقع فيه الخلاف معروف مشهور بين القراء، وهو الذي في سورة يس: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ}.
ولا شك أن إطلاق الناظم الميتة يلبس على المبتدئ بقوله: {الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ}، في سورتي المائدة والنحل، أما الذي في البقرة فلا يلبس؛ لأنه تعداه ولم يذكره، فدل على أنه غير مختلف فيه، وقول من قال: لما لم يذكر الذي في البقرة علم أنه لا خلاف فيه ولا ما كان من نوعه غير مستقيم، فكم من ألفاظ متفقة وقع الخلاف في بعضها على ما نظم نحو: "بسطة" في البقرة بالسين اتفاقا، وفي الأعراف تقرأ بالصاد والسين، ولو كان أخر ما في يس إلى سورته لكان أولى، وليته ذكره في الأنعام كما فعل صاحب التيسير والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/13]
549- وَمَيْتًا لَدَى الأَنْعَامِ وَالحُجُرَاتِ "خُذْ"،.. وَمَا لَمْ يَمُتْ لِلْكلِّ جَاءَ مُثَقَّلا
يريد قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}، {أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} انفرد نافع أيضا بتثقيلهما كالميتة في يس ثم أخذ يذكر ما أجمعوا على تثقيله فقال: وما لم يمت؛ أي: ما لم يتحقق فيه بعد صفة الموت كقوله: {وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ}.
وكذلك أجمعوا على تخفيف الميتة في غير يس، وذلك في البقرة والمائدة والنحل و: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} في الأنعام، وفيها: {وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ} وفي ق: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا}، ونحوه، فقول صاحب التيسير في ضبط ما وقع فيه الخلاف: إذا كان قد مات يرد عليه هذا الذي أجمع على تخفيفه، والناظم أخذ مفهوم عبارة صاحب التيسير فقال:
وما لم يمت للكل جاء مثقلا
ولم يتعرض لما أجمعوا على تخفيفه وتعرض له مكي فقال: لم يختلفوا في تشديد ما لم يمت، ولا في تخفيف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو: {بَلْدَةً مَيْتًا}، فقد بان أن ما أجمع عليه منه ما ثقل ومنه ما خفف، وقلت بدل هذا البيت بيتا نبهت فيه على ذلك، وبينت ما وقع فيه الخلاف من الميتة وهو بعد قوله:
....... والميتة الخف خولا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/14]
بياسين في الأنعام ميتا خذوا وفو،.. ق ق وباقي الباب خف وثقلا
أي هذه مواضع الخلاف قد نص عليها وما عدا ذلك مجمع عليه لكن بعضه وقع الاتفاق على تحقيقه وبعضه على تشديده والله أعلم.
ووقع في كتاب السبعة لابن مجاهد تخفيف سائر القرآن مما لم يمت زاد في نسخة كقوله: وإن يكن ميتة وبلدة ميتًا ونحوه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/15]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (550 - وفي بلد ميت مع الميت خفّفوا ... صفا نفرا والميتة الخفّ خوّلا
551 - وميتا لدى الأنعام والحجرات خذ ... وما لم يمت للكلّ جاء مثقّلا
قرأ شعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بتخفيف الياء بمعني إسكانها في لفظ مَيِّتٍ* المنكر وهو في موضعين: سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ بالأعراف، فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ بفاطر. وفي لفظ الميت المصاحب للام التعريف حيث وقع نحو: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ*. وقرا الباقون وهم نافع وحفص وحمزة والكسائي بتشديد الياء وكسرها في كل ما ذكر، وقرأ السبعة إلا نافعا بتخفيف الياء في لفظ الميتة في سورة يس في قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ. وقرأ نافع بالتشديد. وكان ينبغي للناظم أن يقيد هذا الموضع بسورته حتى لا يلتبس بغيره. وقرأ السبعة إلا نافعا أيضا بتخفيف الياء في: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً بالأنعام، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً بالحجرات. وقرأ نافع بالتشديد في الموضعين. وقوله: (وما لم يمت للكل جاء مثقلا)، معناه: أن ما لم تتحقق فيه صفة الموت فهو مقروء بالتشديد لجميع القراء، نحو: وَما هُوَ بِمَيِّتٍ، إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ، أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. وكما أجمع السبعة على تشديد ما لم تتحقق فيه صفة الموت أجمعوا على التخفيف في: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ* في البقرة والنحل، حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ بالمائدة، وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً بالأنعام، لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً بالفرقان، فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً بالزخرف، وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً في سورة ق). [الوافي في شرح الشاطبية: 232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنَ الْمَيِّتِ فِيهِمَا عِنْدَ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {الميت} [27] ذكر في البقرة عند {الميتة} [173] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الميت" في الموضعين هنا وحيث جاء وهو سبعة بتشديد الياء مكسورة نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف، والباقون بالتخفيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي} [27] قرأ نافع والأخوان وحفص {الميت} معًا بتشديد الياء مكسورة، والباقون بياء مخففة ساكنة). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
{فِي النَّهَارِ} تقدّمت اﻹمالة فيه في الآية / 274 من سورة البقرة.
{الْمَيِّتِ... الْمَيِّتَ} قرأ حفص عن عاصم ونافع وحمزة والكسائي وسهل وأبو جعفر ويعقوب وخلف والأعمش «الميِّت» بتشديد الياء.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وابن محصين واليزيدي والحين «الميْت» بالتخفيف.
- ولا فرق بينهم في الاستعمال قال أبو حيان: «ومن زعم أن المخفف لما قد مات، والمشدّد لما قد مات، ولِمَا لم يَمُت، فيحتاج إلى دليل».
[معجم القراءات: 1/470]
وقال الطبري: «وأوْلَى القراءتين بالصواب قراءة من شدد الياء من الميت»
وذكر الخلاف ابن الجزري ثم قال: «واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو: «وما هو بميّت»، «وإنك ميت وإنهم ميتون»: لأنه لم يتحقق فيه صفة الموت بعدُ، بخلاف غيره»
{تَشَاءُ}
- تقدَّم حكم الوقف على أخره في الآية /213 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/471]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:22 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (28) إلى الآية (30) ]

{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}

قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا فِي إمالة الْقَاف من قَوْله {تقاة} 28
فأمال الْكسَائي الْقَاف فِي الْمَوْضِعَيْنِ جَمِيعًا
وأمال حَمْزَة {مِنْهُم تقاة} إشماما من غير مُبَالغَة
وَلم يمل حَمْزَة {حق تُقَاته} آل عمرَان 102
وَفتح الْبَاقُونَ الْقَاف فِي الْمَوْضِعَيْنِ
غير أَن نَافِعًا كَانَت قِرَاءَته بَين الْفَتْح وَالْكَسْر). [السبعة في القراءات: 204]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({منهم تقية} يعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تقيةً} [28]: بوزن «بقية» بصري غير أبوي عمرو، والمفضل. ممال خلف، وهما غير علي وابن سعدان، زاد علي، والعبسي {حق تقاته} [102]). [المنتهى: 2/625]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ) برفع الذال على النفي الأصمعي عن نافع، الباقون بكسر الذال وهو الاختيار اتباعًا للجماعة، ولأن النهي أولى.
" تقية " على وزن بقية ابن أبي عبلة، والمفضل، وعبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عَاصِم، وعمر بن ميسرة عن الكسائي، وابن صبيح، وابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ الباقون (تُقَاةً)، وهو الاختيار لقوله: (حَقَّ تُقَاتِهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86- .... .... .... .... تَقِيْـ = يَةً مَعْ وَضَعْتُ حُمْ .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: تقية مع وضعت حم أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب (تقية) كما لفظ به بفتح التاء وكسر القاف وياء مشددة وعلم من انفراده للآخرين {تقاة} [28] وقرأ أيضًا {بما وضعت} [36] بإسكان العين وضمتاء المتكلم كما نطق به على أنه قول أم مريم). [شرح الدرة المضيئة: 108] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي تُقَاةً فَقَرَأَ يَعْقُوبُ تَقِيَّةً بِفَتْحِ الْتَاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ مَفْتُوحَةً بَعْدَهَا، وَعَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ رُسِمَتْ فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَ الْقَافِ فِي اللَّفْظِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ فِي اخْتِلَافِهِمْ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ فِي إِمَالَةِ عِمْرَانَ حَيْثُ وَقَعَ). [النشر في القراءات العشر: 2/239] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {منهم تقاة} [28] بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء بعدها، والباقون بضم التاء وألف بعد القاف، وهم في إمالتها على أصلوهم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (524- .... .... .... .... .... = تقيّةً قل في تقاةً ظلل). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تقية) أي قرأ تقية بفتح التاء وكسر القاف وياء مشددة يعقوب، ليزيل الإشكال ويقرب التناول بالاختصار وكلاهما مصدران من مصادر اتقي يتقي تقى وتقوى وتقاة وتقية). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يقاتلون الثّان (ف) ز في يقتلو = تقيّة قل في تقاة (ظ) لل
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة ويقاتلون الذين يأمرون [آل عمران: 21] بفتح القاف، وكسر التاء، وألف بينهما، والباقون بسكون القاف، وضم التاء، وحذف الألف.
تتمة:
تقدم ليحكم لأبي جعفر والميت كلاهما بالبقرة.
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب أن تتقوا منهم تقية [آل عمران: 28] بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء.
واستغنى [الناظم] بلفظ القراءتين في الموضعين عن قيدهما.
وجه المد: أنه من المقاتلة، والسياق دل على القتل، ويوافق وقتلوا [البقرة: 190، 244] وبعض الرسوم.
ووجه القصر: أنه من القتل، وعليها بعض الرسوم، ويوافق قراءة الحذف والتشديد.
ووجه تقية وتقية [آل عمران: 28]: أن كلا منهما مصدر، يقال: اتقى يتقي اتقاء وتقوى و(تقاة) و(تقية)، والتاء في جميع هذه الألفاظ بدل من الواو، وأصله: وقية مصدر على فعلة من الوقاية، وتقدم إمالة تقاة [آل عمران: 28] وبين بين، وإمالة عمرن [آل عمران: 35، التحريم: 12] حيث وقع لابن ذكوان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/234] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (منهم تقية) بفتح التّاء وكسر القاف وياء مشدّدة مفتوحة بعدها،
[تحبير التيسير: 320]
والباقون بضم التّاء وفتح القاف وألف بعدها وهو على أصولهم في الإمالة وبين بين والله الموفق). [تحبير التيسير: 321]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" أبو الحارث عن الكسائي "يفعل ذلك" وأظهره الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في تقاه" [الآية: 28] فيعقوب "تقية" بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء مفتوحة على وزن مطية، وكذا رسمت في كل المصاحف وافقه الحسن والباقون تقاة كرعاة وكلاهما مصدر، يقال اتقى يتقي اتقاء، وتقوى وتقاة وتقية، وتاؤها عن واو وأصله وقاة مصدر على فعلة من الوقاية "وأماله" حمزة والكسائي وخلف؛ لأن ألفه منقلبة عن ياء كما ذكر من أن أصله وقية، وللأزرق فيه الفتح والتقليل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "ويحذركم" معابا بالإسكان وبالاختلاس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}
{لَّا يَتَّخِذِ}
- قراءة الجمهور «لا يتخذْ» بالجزم على النهي، وحٌرك بالكسر للساكنين.
- وقرأ الضبّي «لا يَتخذٌ» برفع الذال، وعلى النفي، والمراد به النهي، وأجاز الكسائي فيه الرفع.
{الْمُؤْمِنُونَ.. الْمُؤْمِنِينَ} تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واواً «المومنون» «المومنين» وانظر الآية /223 من سورة البقرة.
{الْكَافِرِينَ} قرأه باﻹمالة أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري وابن ذكوان من طريق الصوري، ورويس عن يعقوب واليزيدي.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 1/471]
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
- وانظر الآيات: 19، 34، 89، من سورة البقرة.
{وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ}
أدغم أبو الحارث عن الكسائي اللام في الذال.
قال الصميري: « تفرَّد الكسائي بإدغام اللام في الذال في هذا الحرف أين وقع في القران».
- وقراءة الجماعة باﻹظهار، وهي رواية غير أبي الحارث عن الكسائي، وانظر الآية / 231 من سورة البقرة.
{فِي شَيْءٍ}
انظر حكم الهمز في الآيتين: 20 و106 من سورة البقرة، والآية /5 من سورة آل عمران.
{تُقَاةً}
قرأ الجمهور «تقاٌه» بالتفخيم، وهي عند الطبري القراءة الصحيحة بالنقل المستفيض الذي يمنع الخطأ.
- وقرأ الكسائي وحمزة خلف باﻹمالة ورش والأزرق ونافع وحمزة، وهو ما يسمي بالتقليل.
- وقرأ الباقون بالفتح، وهي قراءة ورش والأزرق أيضاً.
[معجم القراءات: 1/472]
- وقرأ يعقوب والحسن وابن عباس ومجاهد وأبو رجاء وقتادة وأبو زيد والضحاك وأبو حيوة وسهل وحميد بن قيس وجابر بن زيد والمفضل عن عاصم «تَقِيَّة» على وزن مَطِيَّة، وكذا رٌسِمَت في المصاحف، وهو مصدر بمعني «تقاة».
{وَيُحَذِّرُكُمُ}
- قراءة الجماعة »وَيُحَذِّرُكُمُ» بضم الراء.
- وقرأ ابن محيصن »وَيُحَذِّرُكُمُ» بإسكان الراء.
- ورٌوي عنه أنه قرأ باختلاس الحركة، أي بكسر الراء، ولكنه الكسر الخفيف الذي لا تكاد الأذن تدرك صوته، ولفظ الاختلاس يعطيك قَدْرّه.
- ورَفَّق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/473]

قوله تعالى: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ) نصب نعيم بن ميسرة عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون برفع الميم، وهو
[الكامل في القراءات العشر: 514]
الاختيار على الاستئناف لأنه أولى من الصرف). [الكامل في القراءات العشر: 515]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}
{تُبْدُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل «تبدوهو» بوصل الهاء بواو.
- وقراءة الجماعة بهاء مضمومة «تبدوهٌ»
{وَيَعْلَمُ مَا}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم.
{شَيْءٍ}
- انظر الآية السابقة). [معجم القراءات: 1/473]

قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على "من سوء" لحمزة وهشام بخلفه بالنقل، وحكى الإدغام أيضا، ويجوز مع كل الإشارة بالروم فهي أربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رؤوف" [الآية: 30] بقصر الهمزة بلا واو أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب والباقون بالمد كعطوف، وتسهيل همزة عن أبي جعفر من رواية ابن وردان، انفرد به الحنبلي فلا يقرأ به كما مر بالبقرة كسائر الهمزات المضمومات بعد فتح، نحو: يطؤن وحمزة في الوقف على أصله بين بين، وحكى إبدالها واوا على الرسم ولا يصح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوء} [30] فيه إذا وقف عليه لحمزة وهشام أربعة أوجه، كــ {شيء} [29] المجرور حرفًا بحرف، ولا يصح الوقف عليه إلا عند من جعل الواو من {وما} للعطف على الأولى، و(ما) موصولة بمعنى الذي، ومن جعلها للشرط أو مبتدأ فالوقف عنده على {بعيدًا} ). [غيث النفع: 466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رءوف} قرأ البصري وشعبة والأخوان بالقصر، والباقون بإثبات واو بعد الهمزة، وورش على أصله في المد والتوسط والقصر). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}
{مِنْ خَيْرٍ} أخفى أبو جعفر النون في الخاء مع الغُنّة.
- وقراءة غيره بإظهار النون.
{مُّحْضَرًا} قرأ الجمهور «مُحْضَراً» بفتح الضاد، اسم مفعول.
- وقرأ عبيد بن عمير «مُحْضِراً» بكسر الضاد، أي محضِراً الجنَّة، أو مٌسرعاً، من قولهم: أَحْضَرَ الفرسُ: ﺇذا جَرَي وأَسْرَعَ.
{مِن سُوءٍ}
لحمزة وهشام في الوقف ما يلي:
1- نقل حركة الهمزة إلى الواو، ثم حذف الهمزة ليخف اللفظ، ولهما فيه الرَّوْم أيضاً.
2- ﺇبدال الهمزة واواً وﺇدغامها في الواو، ومع هذا اﻹدغام لهما الرَّوْم أيضاً.
{تَوَدُّ} قراءة الجماعة «تَوَدُّ» مضارع «وَدَّ».
- وقرأ ابن مسعود وابن أبي عبلة «وَدَّت».
{وَيُحَذِّرُكُمُ} - تقدَّم فيه القراءة في الآية /28 قبل قليل.
{رَءُوفٌ} - قرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف ويعقوب واليزيدي والمطوع «رَؤٌفٌ» بقصر الهمزة.
[معجم القراءات: 1/474]
- وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر والبرجمي «رَؤٌوف» بالمدِّ.
- وقرأ بتسهيل الهمزة أبو جعفر وابن وردان.
- وقرأ حمزة في الوقف على أصله بَيْنَ بَيْنَ، وحكي أنه أبدلها واواً على الرسم.
- وتقدَّمت هذه القراءات في الآية /143 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/475]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:23 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (31) إلى الآية (32) ]

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}

قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا "ويغفر لكم" وإمالة "الكافرين"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31)}
{تُحِبُّونَ اللَّهَ} قراءة الجمهور «تُحِبُّون» بضم التاء من «أَحَبَّ».
- وقرأ أبو رجاء العطاردي «تَحِبُّون» بفتح التاء من «حَبَّ» الثلاثي. والأكثر «تٌحِبون» بالضم،لأن حببت قليلة في اللغة، وزعم الكسائي أنها لغة قد ماتت فيما يحسب.
{فَاتَّبِعُونِي} قراءة الجماعة «فاتَّبِعونٌي» خفيف النون، وهي نون الوقاية.
- وقرأ الزهري «فاتَّبِعونٌي» بشد النون.
- ألحق فعل الأمر نون التوكيد، وأدغمها في نون الوقاية، ولم يحذف الواو.
- وذكر القرطبي أن أبا رجاء العطاردي قرأ «فاتّبَعُوني» بفتح الباء، فعلاً ماضياً.
{يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} قراءة الجمعة «يُحْببْكٌم» بضم الباء من «أَحَبَّ» وهي لغة قيس.
[معجم القراءات: 1/475]
- وقرأ أبو رجاء العطاردي «يُحْببْكٌم» من «أَحَبَّ» الثلاثي، والفتح: لغة تميم وأسد وقيس.
- وقرأ أبو رجاء أيضاً «يَحِبَّكم» باﻹدغام وفتح الياء.
{وَيَغْفِرْ لَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو من رواية السوسي بإدغام الراء في اللام، واختلف عنه من رواية الدوري، ووافقه ابن محصين واليزيدي.
- وهذا اﻹدغام عند الزجاج خطأ فاحش، قال: ولا أعلم أحداً قرأ به غير أبي عمرو بن العلاء، وأحسب الذين رووا عن أبي عمرو ﺇدغام الراء في اللام غالطين.
- وهو خطا في العربية، لأن اللام تدغم في الراء، والنون تدغم في الراء نحو قولك:هل رأيت، ومن رأيت، ولا تدغم الراء في اللام ﺇذا قلت: مُرْ لي بشيء؛ لأن الراء حرف مكرر، فلو أدغمت في اللام ذهب التكرير، وهذا ﺇجماع النحويين الموثوق بعلمهم».
- قال أبو حيان: «وذكر ابن عطية عن الزجاج أن ذلك خطأ وغلط
[معجم القراءات: 1/476]
- ممن رواها عن أبي عمرو، وتقدم لنا الكلام على ذلك، وذكرنا أن رؤساء الكوفة: أبا جعفر الرؤاسي والكسائي والفرّاء رّوّوا ذلك عن العرب، ورأسان من البصريين وهما أبو عمرو ويعقوب قرأا بذلك، ورَوَيَاه، فلا التفات لمن خالف ذلك».
- وقال النحاس: «وروى محبوب عن أبي عمرو بن العلاء أنه أدغم الراء من «يغفر» في اللام من «لكم».
- قال أبو جعفر: لا يُجيز الخليل وسيبويه ﺇدغام الراء في اللام لئلا يذهب التكرير، وأبو عمرو أَجَلُّ من أن يغلط في مثل هذا، ولعله كان يٌخْفي الحركة كما يفعل في أشياء كثيرة».
- وتقدّم بيان أكثر تفصيلاً ومناقشة في الآية /284 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/477]

قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا "ويغفر لكم" وإمالة "الكافرين"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}
{تَوَلَّوْا}
- قراءة الجماعة «تَوَلَّوا» بفتح التاء واللام من «تَوَلَّى» فهو فعل ماضٍ، ويحتمل أن يكون مصارعاً حذفت منه التاء وأصله تَتَوَلّوا.
- وقرأ عيس بن عمر «تٌوَلُّوا» بضم التاء واللام، وأصله: تٌوَلًّون، فهو فعل مضارع من «وَلَّى» حذفت منه النون للجزم.
{الْكَافِرِينَ }
- تقدَّمت اﻹمالة فيه في الآية /28 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/477]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة