العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:37 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (87) إلى الآية (88) ]


{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {بِروح الْقُدس} 87 فِي تثقيل الدَّال وتخفيفها
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده {وأيدناه بِروح الْقُدس} مُخَفّفَة وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الْقُرْآن
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ الْقُدس مُثقلًا). [السبعة في القراءات: 163]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( {القدس} خفيف حيث كان مكي). [الغاية في القراءات العشر: 181]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( {القدس} [87، 253]: خفيف حيث جاء: مكي).[المنتهى: 2/577] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (القدس) حيث وقع بإسكان الدال، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 157]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {القدس} (87)، حيث وقع: بإسكان الدال مخففًا.
والباقون: بضم الدال مثقلاً). [التيسير في القراءات السبع: 229]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير: (القدس) حيث وقع بإسكان الدّال مخففا والباقون [مثقلًا] ). [تحبير التيسير: 291]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الرسُلُ)، و(رُسُلَه)، و(رُسُلنُا)، و(رُسُلُهُم)، و(سُبُلَنَا) بالإسكان الأصمعي عن نافع، ونعيم، والعنبري، وعبد الوارث طريق المنقري عن زبان، وافق الْيَزِيدِيّ في قول أبي الحسين طريق الحلواني في (رُسُلَهُ) وافق زبان بكماله، وابن مُحَيْصِن في المسألة إلى الجمع، وافق الشيزري مع النون إذا كان منصوبًا، الباقون بالحركة، وهو الاختيار؛ لأنه أفخم وأشيع في
[الكامل في القراءات العشر: 488]
اللفظ). [الكامل في القراءات العشر: 489]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (القُدُس) بإسكان الدال في جميع القرآن مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وشِبْل في اختياره، وهي قراءة الحسن، وابن أبي عبلة، الباقون بضم الدال، وهو الاختيار لموافقة أهل المدينة، ولأنه أفخم). [الكامل في القراءات العشر: 489]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([87]- {الْقُدُسِ} بالتخفيف حيث وقع: ابن كثير). [الإقناع: 2/600]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (467 - وَحَيْثُ أَتَاكَ الْقُدْسُ إِسُكَانُ دَالِهِ = دَوَاءٌ وَلِلْبَاقِينَ بِالضَّمِّ أُرْسِلاَ). [الشاطبية: 38]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([467] وحيث أتاك القدس إسكان داله = (د)واء وللباقين بالضم أرسلا
أهل الحجاز ينقلون {القدس}، وبنو تميم يخففون.
وأشار بقوله: (إسكان داله دواءٌ)، إلى أن الأصل الضم، ولكنه أسكن تخفيفًا. فالإسكان دواء للثقل، كما قالوا: رسل وكتبٌ، فخففوا لاجتماع ضمتين.
وقيل: «هما لغتان» ). [فتح الوصيد: 2/648]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [467] وحيث أتاك القدس إسكان داله = دواءٌ وللباقين بالضم أرسلا
ب: (أُرسلا): أطلق.
ح: (إسكان): مبتدأ، (دواءٌ): خبره، (حيث): ظرف (إسكان) عمل فيما قبله للاتساع في الظرف، فاعل (أُرسلا): ضمير (القدس)، أو الدال، (بالضم): متعلق به.
ص: أي: أسكن ابن كثير حيث أتاك لفظ {القدس} داله، وإنما كان إسكانه دواءً لأنه أخف، وأطلق للباقين بضم الدال.
وهما لغتان: الضم للحجازيين والإسكان لتميم أو لهل نجد، وإنما احتاج إلى بيان الضم، إذ ليس ضد الإسكان). [كنز المعاني: 2/24]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (465- وَحَيْثُ أَتَاكَ القُدْسُ إِسُكَانُ دَالِهِ،.. "دَ"وَاءٌ وَلِلبَاقِينَ بِالضَّمِّ أُرْسِلا
إنما كان إسكان داله دواء؛ لأنه أخف، وهما لغتان؛ الضم لأهل الحجاز والإسكان لتميم، وإنما احتاج إلى بيان قراءة الباقين؛ لأن الإسكان المطلق ضده الفتح لا الضم وأرسل أي طلق، ومرفوعه ضمير القدس أو الدال، وحيث متعلق بالإسكان وتقديمه على عامله، وهو مصدر من باب
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/307]
الاتساع في الظروف، وقد نص على جوازه غير واحد من المحققين، وكأن الناظم -رحمه الله- كان يرى ذلك فقد تكرر ذلك في نظمه، وقد سبق في قوله: وإن تزد لربك تنزيها وكان يمكنه أن يحترز هنا عن ذلك بأن يقول وإسكان دال القدس في كل موضع دواء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/308]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (467 - وحيث أتاك القدس إسكان داله ... دواء وللباقين بالضّمّ أرسلا
قرأ ابن كثير لفظ القدس حيث وقع في القرآن العظيم بإسكان الدال، وقرأ غيره بضمها، ونص على قراءة الباقين؛ لأنها لا تعلم من الضد الإسكان التحريك بالفتح). [الوافي في شرح الشاطبية: 206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {القدس} [87] ذُكر لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 459]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدمت الإمالة، وإمالة أبي عثمان عين أسارى [البقرة: 85] [وإسكان] ابن كثير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/169]
دال القدس [النحل: 102] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/170] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وإذا قرئ للأزرق "ولقد آتينا موسى" مع "وآتينا عيسى" فالقصر والتوسط والطول في الثاني على قصر الأول على الاعتداد بالعارض، وهو النقل فإن لم يعتد به وسطه معه وأشبعه كذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 1/403]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "آيدناه" كيف جاء بمد الهمزة وتخفيف الياء نحو: آمن وبابه وعنه أيضا "غلف" بضم اللام جمع غلاف والجمهور بإسكانها جمع أغلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/403] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في تسكين عين "القدس، وخطوات، واليسر، والعسر، وجزءا، والأكل، والرعب، ورسلنا، وبابه، والسحت، والأذن، وقربة، وجرف، وسبلنا، وعقبا، ونكرا، ورحما، وشغل، ونكر، وعربا، وخشب، وسحقا، وثلثي الليل، وعذرا، ونذرا" فسكن دال القدس حيث جاء طلبا للتخفيف ابن كثير وافقه ابن محيصن والباقون بالضم وروح القدس أراد به جبريل، وقيل روح عيسى ووصفها به لطهارته عن مس الشيطان أو لكرامته على الله تعالى، ولذا أضافه إلى نفسه؛ أو لأنه لم تضمه الأصلاب.
وأما: الطاء من "خطوات" [الآية: 168] أين أتى فأسكن طاءه نافع والبزي من طريق أبي ربيعة وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة وكذا خلف وهو لغة تميم، وافقهم ابن
[إتحاف فضلاء البشر: 1/403]
محيصن واليزيدي والأعمش، والباقون بالضم لغة أهل الحجاز.
وأما: السين من "اليسر والعسر" [الآية: 185] وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان عنه في "فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا" [في الذاريات الآية: 3] فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره.
وأما الزاي من "جزأ" فأسكنها كل القراء إلا شعبة فضمها، وهو ثلاثة منصوبان ومرفوع "كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا" في [البقرة الآية: 260] "مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا" [بالزخرف الآية: 15] "جُزْءٌ مَقْسُوم" [بالحجر الآية: 44].
وأما الكاف من "أكلها، وأكله، وأكل، خمط، والأكل، وأكل" المضاف إلى المضمر المؤنث والمذكر وإلى الظاهر وغير المضاف فأسكنها فيها نافع وابن كثير، وافقهما ابن محيصن، وأسكنها كذلك أبو عمرو من أكلها المضاف إلى ضمير المؤنث خاصة وضم غيره جمعا بين اللغتين، وافقه اليزيدي والحسن والباقون بالضم.
وأما: عين "الرعب، ورعبا" حيث وقعا فأسكنها كلهم إلا أبو عامر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب فبالضم.
وأما: سين "رسلنا، ورسلهم، ورسلكم" مما وقع مضافا إلى ضمير على حرفين فأسكنها أبو عمرو للتخفيف وافقه اليزيدي والحسن وزاد فيما روى عنه نحو: رسله ورسلك فعم المضاف إلى المضمر مطلقا "وعن" المطوعي إسكان ما
[إتحاف فضلاء البشر: 1/404]
تجرد عن الضمير معرفا ومنكرا نحو: رسل الله ويا أيها الرسل والباقون بالضم.
وأما: الحاء من "السحت، وللسحت" [بالمائدة الآية: 42، 62، 63] فأسكنها نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش والباقون بالضم.
وأما: ذال "الأذن، وأذن" كيف وقع نحو: في أذنيه، وقل أذن، فأسكنها نافع وضمها الباقون.
وأما: راء "قربة" وهي [بالتوبة الآية: 99] فضمها ورش وافقه المطوعي وأسكنها الباقون.
وأما: راء "جرف" [بالتوبة الآية: 109] فأسكنها ابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني وأبو بكر وحمزة، وكذا خلف وافقهم الحسن والأعمش وضمها الباقون.
وأما: باء"سبلنا" [بإبراهيم الآية: 12] و[العنكبوت الآية: 69] فأسكنها أبو عمرو ووافقه اليزيدي والحسن وضمها الباقون.
وأما: قاف "عقبا" [بالكهف الآية: 44] فأسكنها عاصم وحمزة وكذا خلف وافقهم الحسن والأعمش وضمها الباقون.
وأما: كاف "نكرا" [بالكهف الآية: 74] و[الطلاق الآية: 8] فأسكنها ابن كثير وأبو عمرو وهشام وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأربعة وضمها الباقون.
وأما حاء "رحما" [بالكهف الآية: 81] فأسكنها كل القراء إلا ابن عامر، وكذا أبو جعفر ويعقوب.
[إتحاف فضلاء البشر: 1/405]
وأما غين "شغل" [يس الآية: 55] فأسكنها نافع وابن كثير وأبو عمرو وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وضمها الباقون.
وأما كاف "نكر" [بالقمر الآية: 6] فأسكنها ابن كثير وافقه ابن محيصن، والباقون بالضم.
وأما راء "عربا" [بالواقعة الآية: 37] فأسكنها أبو عمرو وحمزة وكذا خلف وضمها الباقون.
وأما شين "خشب" [بالمنافقين الآية: 4] فأسكنها قنبل من طريق ابن مجاهد وأبو عمرو والكسائي وضمها الباقون.
وأما حاء "فسحقا" [بالملك الآية: 11] فأسكنها كلهم إلا الكسائي، وابن جماز وابن وردان بخلف عنه وعن الكسائي.
وأما لام "ثلثي" [بالمزمل الآية: 20] فأسكنها هشام، وضمها الباقون.
وأما ذال "عذرا" [بالمرسلات، الآية: 6] فأسكنها كل القراء غير روح وافقه الحسن.
وأما ذال "نذرا" [بالمرسلات الآية: 6] أيضا فأسكنها أبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم اليزيدي والأعمش وضمها الباقون وعن الحسن ضم باء خبرا في موضعي الكهف وراء "عرفا" في المرسلات "وجه" إسكان الباب كله أنه لغة تميم وأسد وعامة قيس، ووجه الضم أنه لغة الحجازيين، وقيل الأصل السكون واتبع أو الضم وأسكن تخفيفا كرسلنا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/406]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جاءكم" ابن ذكوان وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش واختلف عن هشام فأمالها الداجواني وفتحها الحلواني كالباقين وكذا "جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا" [الآية: 89] وجميع الباب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/406]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تهوى" [الآية: 87] حمزة والكسائي وكذا خلف ووافقهم الأعمش وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القدس} [87] قرأ المكي بإسكان الدال، والباقون بالضم، لغتان). [غيث النفع: 389]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولقد آتينا موسي الكتب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدنه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوي أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقاً تقتلون (87)}
{موسى}
تقدمت الإمالة في الآية/51 من هذه السورة.
{بالرسل}
قراءة الجمهور بضم السين (بالرسل)
وقرأ الحسن ويحيي بن يعمر والمطوعي (بالرسل) بإسكان السين.
وذكر أبو حيان أن تسكين لغة أهل الحجاز، والتحريك لغة تميم.
{عيسى}
قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
[معجم القراءات: 1/147]
{وأيدناه}
قراءة الجمهور (وأيدناه) على وزن (فعلناه).
وقرأ مجاهد الأعرج وحميد وابن محيصن وحسين الجعفي عن أبي عمرو (أيدناه) على وزن (أفعلناه) والأصل أيدناه.
{القدس}
قراءة الجمهور بضم القاف والدال (القدس)، وهي لغة الحجاز.
قال مكي: وبذلك قرأ الحسن ومجاهد وأبن أبي إسحاق ويحيي وطلحة والأعمش، وهو اختيار أبي حاتم وغيره.
- وقرأ مجاهد وابن كثير وابن محيصن (القدس) بسكون الدال حيث وقع، وهي لغة تميم.
- وقرأ أبو حيوة (القدوس) بالواو، وهو من أسماء الله تعالى.
{جاءكم}
الإمالة فيه عن أبي ذكوان وحمزة وخلف والأعمش، وفيه خلاف عن هشام.
قال الزجاج: والفتح لغة الحجاز، وهي العليا القدمي، والإمالة إلى الكسر لغة بني تميم وكثير من العرب.
{تهوي}
أمال (تهوي) حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
[معجم القراءات: 1/148]
والأزرق وورش بالفتح والتقليل). [معجم القراءات: 1/149]

قوله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {قُلُوبنَا غلف} 88
كلهم قَرَأَ غلف مُخَفّفَة
وروى أَحْمد بن مُوسَى اللؤْلُؤِي عَن أبي عَمْرو أَنه قَرَأَ غلف بِضَم اللَّام
وروى الباقون عَنهُ أَنه خفف
وَالْمَعْرُوف عَنهُ التَّخْفِيف). [السبعة في القراءات: 164]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (غُلْفٌ) مثقل أحمد بن موسى عن زبان، وصدقة بن عبد اللَّه ابْن كَثِيرٍ عن أبيه، وابن مُحَيْصِن، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن، الباقون بإسكان اللام، وهو الاختيار؛ لأن المعنى يوافقه وهو قول ابن عباس قال: قلوبنا أوعية للعلم فما بالها لا تعي ما نقول). [الكامل في القراءات العشر: 489]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "آيدناه" كيف جاء بمد الهمزة وتخفيف الياء نحو: آمن وبابه وعنه أيضا "غلف" بضم اللام جمع غلاف والجمهور بإسكانها جمع أغلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/403] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون (88)}
{غلف}
قراءة الجمهور بإسكان اللام (غلف).
- وقرأ أبن عباس وابن هرمز وابن محيصن واللؤلؤي عن أبي عمرو وسعيد بن جبير والحسن والبصري وعمرو بن عبيد الكلبي والفضل الرقاشي وابن أبي إسحاق والأعمش (غلف) بضم اللام وهو جمع غلاف.
- وقرأ ابن محيصن أيضا (غلف) مثل: ركع. قال الصغاني: (ولعله أراد الجمع).
{يؤمنون}
- وقرأ أبو جعفر والأزرق وورش الأصبهانى وأبو عمرو بخلاف عنه (يومنون) بإبدال الهمزة واواً
- وبقية القراء على تحقيق الهمز (يؤمنون) ). [معجم القراءات: 1/149]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (89) إلى الآية (91) ]


{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وكذا رويس وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولما جاءهم كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنه الله على الكفرين (89)}
{جاءهم}
تقدمت الإمالة فيه قبل قليل في الآية/87
[معجم القراءات: 1/149]
{مصدق}
قراءة الجماعة على الرفع (مصدق) صفة لـ (كتاب).
- وفي مصحف أبي: (مصدقا) بالنصب، وبه قرأ ابن أبي عبلة وابن مسعود
والنصب هنا على الحال من (كتاب) وإن كان نكرة، وقد أجاز سيبويه ذلك بلا شرط، وقد تخصصت بالصفة، فقريت من المعرفة.
{الكافرين}
قراءة بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان والصوري والدوري والكسائي ورويس والأزرق وورش بالتقليل.
وتقدم مثل هذا مع الآيتين: 19، 34). [معجم القراءات: 1/150]

قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {أَن ينزل الله من فَضله} 90 فِي تَشْدِيد الزَّاي من {ينزل} وتخفيفها
فَقَرَأَ نَافِع {ينزل} مُشَدّدَة الزَّاي فِي كل الْقُرْآن
إِذا كَانَ فعلا فِي أَوله يَاء أَو تَاء أَو نون
وَإِذا كَانَ فِي أول الْفِعْل مِيم لم يسْتَمر فِيهِ على وَجه وَاحِد
وَكَانَ يشدد حرفا وَاحِدًا فِي الْمَائِدَة قَوْله تَعَالَى {إِنِّي منزلهَا عَلَيْكُم} 115 ويخفف مَا سواهُ فَإِذا كَانَ مَاضِيا لَيْسَ فِي أَوله ألف وَكَانَ فعل ذكر خفف الزَّاي مثل قَوْله تَعَالَى {نزل بِهِ الرّوح الْأمين} الشُّعَرَاء 193 وَمثل قَوْله {وَمَا نزل من الْحق} الْحَدِيد 16 ويشدد سَائِر مَا فِي الْقُرْآن
وَكَانَ ابْن كثير يُخَفف الْفِعْل الَّذِي فِي أَوله يَاء أَو تَاء أَو نون فِي كل الْقُرْآن إِلَّا فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فِي الْحجر {وَمَا ننزله إِلَّا بِقدر} 21 وَفِي بني إِسْرَائِيل {وننزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء} الْإِسْرَاء 82 وفيهَا أَيْضا {حَتَّى تنزل علينا} 93
وَلَا يُخَفف {وَمَا نزل من الْحق} الْحَدِيد 16
ويخفف {منزلهَا} الْمَائِدَة 115 و{منزل} الْأَنْعَام 114 و{منزلين} آل عمرَان 124
ويخفف {نزل بِهِ الرّوح}
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {ينزل} و{ننزل} و{منزل} وَمَا أشبه ذَلِك بِالتَّخْفِيفِ فِي جَمِيع الْقُرْآن إِلَّا حرفين فِي سُورَة الْأَنْعَام {قل إِن الله قَادر على أَن ينزل آيَة} الْأَنْعَام 37 وَفِي الْحجر {وَمَا ننزله إِلَّا بِقدر} ويخفف {منزل} و{منزلين} و{منزلهَا}
ويشدد {نزل} فِي كل الْقُرْآن إِلَّا فِي قَوْله {نزل بِهِ الرّوح الْأمين} فَإِنَّهُ يخففه
وَكَانَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر يشدد {ينزل} و{تنزل} و{ننزل} فِي جَمِيع الْقُرْآن و{منزلهَا} فِي الْمَائِدَة و{وَمَا نزل من الْحق} و{نزل بِهِ الرّوح الْأمين} فِي كل الْقُرْآن
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم {نزل بِهِ الرّوح} خَفِيفَة {وَمَا نزل من الْحق} خَفِيفَة
وَقَالَ أَبُو بكر عَن عَاصِم هما مشددان
وروى حَفْص عَن عَاصِم أَنه شدد {أَنه منزل من رَبك} فِي سُورَة الْأَنْعَام 114 و{منزلهَا} فِي الْمَائِدَة 115
وَقَرَأَ ابْن عَامر بتَشْديد ذَلِك كُله وَمَا أشبهه فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {ننزل} و{ينزل} و{نزل بِهِ الرّوح الْأمين} {وَمَا نزل من الْحق} مشددا كل ذَلِك إِلَّا حرفين فِي سُورَة لُقْمَان {وَينزل الْغَيْث} لُقْمَان 34 وَفِي حم عسق {وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث} الشورى 28
ويخففان {منزلهَا} و{منزلون} و{منزلين} حَيْثُ وَقع). [السبعة في القراءات: 164 - 165]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أن ينزل الله} خفيف مكي بصري إلا في سبحان موضعين شددهما مكي وسهل. وفي الأنعام {على أن ينزل آية} مشددة البصريون، وزاد يعقوب وسهل في
[الغاية في القراءات العشر: 181]
النحل {بما ينزل} وسهل في {عسق} {ولكن ينزل بقدر} وخفف حمزة والكسائي وخلف {ينزل الغيث} في لقمان وفي عسق.
ولم يختلفوا في الحجر {وما ننزله إلا بقدر معلوم} مشدد). [الغاية في القراءات العشر: 182]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وباءو} [61، 90، آل عمران: 112]: بالكسر حيث جاء ورش طريق ابن الصلت، بين اللفظين سالم.
وقال ابن الصلت وحماد الكوفي عن الشموني {عصوا وكانوا} [61]، ونحوه: لا يشدد الواو الثانية. زاد ابن الصلت تخفيفًا عن سالم).[المنتهى: 2/572] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أن ينزل} [90]، وبابه: بالتخفيف إلا في سبحان {وننزل} [82]،
[المنتهى: 2/577]
و{حتى تنزل} [93] مكي.
كلها خفيف إلا في الأنعام {أن ينزل آيةً} [37]: بصري غير أيوب. زاد سلام ويعقوب وسهل {بما ينزل} في النحل [101]. وخفف «هما»، وخلف {وينزل الغيث} [لقمان: 34]، الشورى: 28] فيهما.
واتفق من ذكرت على تشديد {وما ننزله} في الحجر [21]).[المنتهى: 2/578] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عرو (وتنزل وننزل وينزل) إذا كن مستقبلا مضموم الأول بالتخفيف حيث وقع، وخالف ابن كثير أصله في موضعين في سبحان فشددهما: قوله عز وجل: (وننزل من القرآن) و(حتى تنزل علينا).
وخالف أبو عمرو أيضًا أصله في موضع قوله تعالى في الأنعام: (قادر على
[التبصرة: 157]
أن ينزل آية) فشدده، وقرأ الباقون بالتشديد في جميع القرآن غير أن حمزة والكسائي خففا موضعين، أحدهما في لقمان قوله عز وجل (وينزل الغيث ويعلم) والثاني في الشورى قوله تعالى: (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا)، وكلهم شددوا قوله تعالى: (وما ننزله إلا بقدر معلوم) ). [التبصرة: 158]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {ينزل} (90)، و: {تنزل} (النساء: 153)، و: {ننزل} (الحجر: 8)، إذا كان فعلاً مستقبلاً مضموم الأول: بالتخفيف، حيث وقع.
واستثنى ابن كثير: {وننزل من القرآن}، و{حتى تنزل علينا} في سبحان (الإسراء: 82، 93).
[التيسير في القراءات السبع: 229]
واستثنى أبو عمرو: {على أن ينزل آية} في الأنعام: (37).
والذي في الحجر (21): مجمعٌ عليه بالتشديد.
والباقون: بالتشديد بلا خلاف.
واستثنى حمزة، والكسائي من ذلك حرفين: في لقمان (34): {وينزل الغيث}، وفي: حم عسق (الشورى: 28): {وهو الذي ينزل الغيث} فخففاهما). [التيسير في القراءات السبع: 230]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ينزل وننزل وتنزل إذا كان [فعلا] مستقبلا مضموم الأول بالتّخفيف حيث وقع واستثنى ابن كثير (وننزل من القرآن ما هو) و(حتّى تنزل علينا) في سبحان، واستثنى أبو عمرو ويعقوب (على أن ينزل آية) في الأنعام.
[تحبير التيسير: 291]
قلت: واستثنى يعقوب (والله أعلم بما ينزل) في النّحل والله الموفق، و[التّشديد] الّذي في الحجر مجمع عليه والباقون بالتّشديد واستثنى حمزة والكسائيّ وخلف من ذلك حرفين في لقمان (وينزل الغيث) وفي عسق (الّذي ينزل الغيث) فخففوهما). [تحبير التيسير: 292]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُنَزِّل)، و(يُنَزِل)، وبابه خفيف في جميع القرآن إلا قوله: (وَمَا نُنَزِّلُهُ) في الحجر مكي وبصري غير أيوب استثنى بصري في الأنعام (عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ) فشدده استثنى يَعْقُوب وسهل وسلام في النحل (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ) فشددوا استثنى سهل ولكن في سبحان موضعين (وَنُنَزِّلُ)، (حَتَّى تُنَزِّلَ) فثقلا استثنى سهل في عسق (وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ)، الباقون مشدد غير أن حَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ والكسائي غير قاسم حففَا في لقمان وعسق مع (اَلغَيثَ)، واستثنى طَلْحَة (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ) في النحل و(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) في الشعراء (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ) في الروم فشدده، زاد الزَّعْفَرَانِيّ في الحجر (وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ) فخفف (مُنزِلِينَ) في آل عمران مشدد الوليد بن حسان، ودمشقي، وابن مقسم، والهمداني (مُنَزِّلُهَا) في المائدة مشددة مدني شامي، وعَاصِم، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن، الباقون خفيف (مُنَزَّلٌ) في الأنعام مشدد شامي، وحفص، وابْن مِقْسَمٍ، ويزيد عن إسماعيل عن نافع، وأبو ربيع عن يزيد عن أبي بكر، والحسن، والْأَعْمَش، و(إِنَّا مُنْزِلُونَ) مشدد في العنكبوت شامي غير ابن حيوة وابْن مِقْسَمٍ، وأبو الحسن، والجعفي، والْمُعَلَّى عن أبي بكر، وعبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، (وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) خفيف في الحديد نافع غير اختيار، ورش، والْمُسَيَّبِيّ، وحفص، والمفضل والزَّعْفَرَانِيّ، وضم نونها عبد الوارث، وعباس، وهارون، ويونس، ومحبوب بن الحسن عن زبان، والحسن، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، والْأَعْمَش، والباقون وفي (يُنَزِّل) مثقل، وفي (مُنزلُهَا) وأخواتها خفيف، وفي (نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) ثقيل وهذا هو الاختيار للتكثير ولأن قراءته أكثر). [الكامل في القراءات العشر: 489]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([90]- {يُنَزِّلَ} والمضارع كله، بالتخفيف: ابن كثير وأبو عمرو.
واستثنى ابن كثير {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [82] {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} [93] في سبحان. واستثنى أبو عمرو {عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ} في [الأنعام: 37].
الباقون بالتشديد.
واستثنى حمزة الكسائي {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} في [لقمان: 34]، وفي [الشورى: 28].
واتفق القراء على تشديد {وَمَا نُنَزِّلُهُ} في [الحجر: 21]). [الإقناع: 2/600]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (468 - وَيُنْزِلُ خَفِّفْهُ وَتُنْزِلُ مِثْلُهُ = وَتُنْزِلُ حَقٌّوَهْوَ في الْحِجْرِ ثُقِّلاَ
469 - وَخُفِّفَ لِلْبَصْرِي بِسُبْحَانَ وَالَّذِي = في اْلأَنْعَامِ لِلْمَكِّي عَلَى أَنْ يُنَزِّلاَ
470 - وَمُنْزِلُهَا التَّخْفِيفُ حَقٌّ شِفَاؤُهُ = وَخُفِّفَ عَنْهُمْ يُنْزِلُ الْغَيْثَ مُسْجَلاَ). [الشاطبية: 38]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([468] وينزل خففه وتنزل مثله = وتنزل (حقٌ) وهو في الحجر ثقلا
نزَّل وأنزل: قد يكونان بمعنى واحد، وهو التعدية؛ نحو: نزَّلت القوم منازلهم، وكذلك أنزلتهم، وأخبرتك بكذا وخبرتك؛ وقد يكون نزَّل للتكرير والتكثير. ولذلك أجمعوا على تشديد {وما ننزله إلا بقدرٍ معلوم} في الحجر، لظهور معنى التكرير والتكثير فيه.
وإنما قال (حق)؛ لأن أنزل في القرآن أكثر من نزَّل.
وبذلك احتج أبو عمرو بن العلاء.
فهذه القراءة محمولة على الأكثر المجتمع عليه نحو: {الذي أنزل على عبده الكتب}، {وأنزلنا من السماء}، {وبالحق أنزلنه}، و{بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}.
[فتح الوصيد: 2/649]
[469] وخفف لـ (لبصري) بسبحان والذي = في الأنعام لـ (لمكي) على أن يُنزلا
في سبحان موضعان: {وننزل من القرآن}، و(حتى تنزل علينا كتبًا نقرؤه).
وإنما قال: (وخفف البصري)، ولم يقل وثقل للمكي، لأن المكي هو الذي خالف أصله.
ولأنه لو قال ذلك، لظن أنه لم يثقل سوى المكي.
وطلب بذلك الإيجاز أيضًا، ليبني عليه مذهب ابن كثير في الأنعام، فيأتي بجميع ذلك في بيت واحد.
فأبو عمرو منفرد بتخفيف الذي بسبحان، جاريًا في ذلك على أصله.
وإنما شدد ابن كثير في سبحان وكان من أصله أن يخفف، ليجمع بين اللغتين؛ ولأن (ولو نزلنا عليك كتبًا في قرطاس) مشدد، وهو جواب (حتى تنزل علينا كتبا نقرؤه)؛ ولأن {وننزل من القرءان}، قراءة دالة على الحالة التي نزل عليها من التكرير والتنجيم شيئًا بعد شيء.
وإنما ثقل أبو عمرو {قل إن الله قادر على أن ينزل اية}، لأنه جاء في جواب: {وقالوا لولا نزل عليه}، فقرأه على لفظه.
هذا مع ثبوت جميع ذلك نقلًا. وليس للأئمة فيه إلا الاختيار.
[فتح الوصيد: 2/650]
[470] ومنزلها التخفيف (حق) (شـ)فاؤه = وخفف عنهم ينزل الغيث مسجلا
قوله: (حق شفاؤه)، ثناء على قراءة التخفيف، لأن قبله: {ربنا أنزل}.
فأما {وينزل الغيث} في لقمان، وقوله في الشورى: {ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}، فإن حمزة والكسائي خالفا أصلهما في تخفيفه، وجرى فيه ابن كثير وأبو عمرو على أصلهما.
وإنما خففه حمزة والكسائي، لقوله: {أنزل من السماء ماء}، فلما جاء أنزل في المطر، كان المستقبل فيه مثله). [فتح الوصيد: 2/651]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [468] وينزل خففه وتنزل مثله = وننزل حق وهو في الحجر ثُقلا
ح: (وينزل) و (تنزل) و (وننزل): مبتدءات، ما بعدها: أخبارها، و(هو): راجع إلى (ننزل)، وكذلك: ضمير (ثقلا.
ص: أي: خفف ابن كثير وأبو عمرو {ينزل} [90] في جميع القرآن إذا كان في أوله ياء أو تاء أو نون، من الإنزال، والباقون على التثقيل من التنزيل، وهما لغتان.
وقيل: التثقيل يدل على التكرير، ويرده قوله تعالى: {لولا نُزل عليه القرآن جملة واحدةً} [البقرة: 32].
و(هو في الحجر): أي: الذي في الحجر، وهو: {وما ننزله إلا بقدرٍ معلومٍ} [21] شدد لكل القراء، بخلاف: {ما ننزل الملائكة} [الحجر: 8] إذ تثقيله لحمزة والكسائي وحفص.
والعلة: أن ما تكرر وقوعه شيئًا بعد شيء يجيء مثقلًا غالبًا، ولما كان هذا الموضع بعد قوله تعالى: {وإن من شيءٍ إلا عندنا خزائنه} [الحجر:
[كنز المعاني: 2/25]
[21]، وكان ينزل ذلك شيئًا فشيئًا حسن التثقيل.
[469] وخفف للبصري بسبحان والذي = في الأنعام للمكي على أن ينزلا
ح: فاعل: (خفف): ضمير (ينزل): (بسبحان): ظرفه، و(الذي في الأنعام): الموصول مع الصلة: مبتدأ، (للمكي): خبر، (على أن ينزلا): عطف بيان.
ص: أي: خفف أبو عمرو البصري فقط موضعي سبحان، وهما: {وننزل من القرآن ما}، {حتى تنزل علينا} [الإسراء: 82، 93]، فخالف ابن كثير أصله فشددهما.
وخفف المكي ابن كثير فقط: {إن الله قادرٌ على أن ينزل آية} في الأنعام [37]، فخالف أبو عمرو أصله، فشدد جمعًا بين اللغتين.
[470] ومنزلها التخفيف حق شفاؤه = وخفف عنهم ينزل الغيث مسجلا
ح: (منزلها): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (شفاؤه): ثالث، (حق): خبره، والجملة: خبر الثاني، والمجموع: خبر الأول، و(ينزل): فاعل (خفف)، (عنهم): متعلق به، (مسجلا): نعت مصدر محذوف، أي: تخفيفًا مطلقًا.
ص: أي: وافق حمزة والكسائي أبا عمرو وابن كثير في تخفيف {قال الله إني منزلها} [المائدة: 115]، ليطابق ما قبله: {ربنا آتنا علينا}
[كنز المعاني: 2/26]
[المائدة: 114]، وكذلك في تخفيف: {وينزل الغيث} في لقمان [34] والشورى [28] ليطابق: {وأنزل من السماء} [البقرة: 22]، {وأنزلنا من السماء ماءً} [المؤمنون: 18] في غير موضع). [كنز المعاني: 2/27]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (466- وَيُنْزِلُ خَفِّفْهُ وَتُنْزِلُ مِثْلُهُ،.. وَتُنْزِلُ "حَقٌّ" وَهْوَ في الحِجْرِ ثُقِّلا
التخفيف في هذا والتشديد لغتان، وقيل في التشديد دلالة على التكثير والتكرير، وبناء فعل يكون كذلك غالبا وأنزل ونزل واحد في التعدية، وأنزل أكثر استعمالا في القرآن، ويدل على أن نزل المشدد في معنى أنزل إجماعهم على قوله تعالى: {لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً}، وإنما كرر الناظم هذه الألفاظ الثلاثة؛ لأن مواضع الخلاف في القراءتين لا يخرج عنها من جهة أن أوائل الأفعال لا تخلو من ياء أو تاء أو نون، وقوله وهو عائد على آخر الألفاظ الثلاثة المذكورة وهو ننزل؛ لأن الذي في الحجر موضعان أحدهما لحمزة والكسائي وحفص:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/308]
{مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ}، والآخر لجميع القراء وهو قوله: {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}.
وفي هذا البيت نقص في موضعين: أحدهما أن الألفاظ التي ذكرها لا تحصر مواضع الخلاف من جهة أن مواضع الخلاف منقسمة إلى فعل مسند للفاعل كالأمثلة التي ذكرها وإلى أمثلة مسندة للمفعول ولم يذكر منها شيئا نحو: {أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} {مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}؛ فضابط مواضع الخلاف أن يقال كل مضارع من هذا اللفظ ضم أوله سواء كان مبنيا للفاعل أو للمفعول وقوله ضم أوله احترازا من مثل قوله: {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا}، وبذلك ضبطه صاحب التيسير فقال: إذا كان مستقبلا مضموم الأول وكذا قال مكي وغيره: الموضع الثاني الذي في الحجر لم يبين من ثقله، وليس في لفظه ما يدل على أن تثقيله لجميع القراء؛ إذ من الجائز أن يكون المراد به مثقل لحق دون غيرهما خالفا أصلهما فيه كما خالف كل واحد منهما أصله فيما يأتي في للبيت الآتي، وصوابه لو قال:
وينزل حق خفه كيفما أتى،.. ولكنه في الحجر للكل ثقلا
وهذا اللفظ يشمل الموضعين في الحجر؛ لأن الأول وإن اختلفت القراءات فيه مشدد للجميع، على ما يأتي بيانه في سورته أو يقول:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/309]
ننزله في الحجر للكل ثقلا فينص على ما يوهم أنه مختلف فيه ولا حاجة إلى التنبيه على الموضع الآخر؛ لأن ذلك سيفهم من ذكره في سورته، وقلت أيضا في نظم بدل هذا البيت وما بعده في هذه المسألة ثلاثة أبيات ستأتي إن شاء الله.
467- وَخُفِّفَ لِلْبَصْرِي بِسُبْحَانَ وَالَّذِي،.. في الَانْعَامِ لِلْمَكِّي عَلَى أَنْ يُنَزِّلا
خالف أبو عمرو أصله في الأنعام فثقل لأنه جواب قوله: {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ}،
وخالف ابن كثير أصله بسبحان وفيها موضعان وهما: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ}، {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا}.
فثقل فيهما جمعا بين اللغتين وبين الذي في الأنعام بقوله: على أن ينزل فهو عطف بيان، ولو عكس فقال: وثقل للمكي بسبحان والذي في الأنعام للبصري لأوهم انفراد كل واحد منهما بذلك وليس الأمر كذلك.
468- وَمُنْزِلُهَا التَّخْفِيفُ "حَقٌّ" شِفَاؤُهُ،.. وَخُفِّفَ عَنْهُمْ يُنْزِلُ الغَيْثَ مُسْجَلا
وافق حمزة والكسائي على تخفيف: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} في المائدة، كقوله تعالى قبله: {رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً}، وعلى تخفيف {يُنَزِّلُ الْغَيْثَ} في لقمان والشورى؛ لقوله في غير موضع: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/310]
ومسجلا: أي مطلقا، وهو نعت مصدر محذوف أي تخفيفا مطلقا ليعم الموضعين، وقلت أنا ثلاثة أبيات بدل هذه الثلاثة:
وينزل مضموم المضارع خفه،.. لحق على أي الحروف تنقلا
وخفف للبصري بسبحان والذي،.. في الَانعام للمكي وفي الحجر ثقلا
لكل وحق شاء منزلها وينـ،.. ـزل الغيث تخفيفا بحرفين أسجلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/311]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (468 - وينزل خفّفه وتنزل مثله ... وننزل حقّ وهو في الحجر ثقّلا
469 - وخفّف للبصري بسبحان والذي ... في الانعام للمكّي على أن ينزّلا
470 - ومنزلها التّخفيف حقّ شفاؤه ... وخفّف عنهم ينزل الغيث مسجلا
قرأ المكي والبصري كل فعل مضارع من لفظ يُنَزِّلَ* مضموم الأول بتخفيف الزاي ويلزمه سكون النون سواء كان مبدوءا بياء الغيب مثل: أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، أم بتاء الخطاب نحو: يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ. أم بنون العظمة نحو إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً. وسواء كان مبنيّا للمعلوم كهذه الأمثلة، أو مبنيّا للمجهول نحو: أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ، ونحو: مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ. وقولنا: مضموم الأول؛ خرج به، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها*، فلا خلاف بين القراء في تخفيف زائه. وقرأ الباقون بتشديد الزاي منه فتح النون وقوله: (وهو في الحجر ثقلا) معناه: أن كل ما في الحجر ثقّل لجميع القراء كما يفيده الإطلاق.
[الوافي في شرح الشاطبية: 206]
وفي الحجر موضعان: أولهما ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ، والثاني:
وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ، ولا خلاف بين القراء السبعة في تشديدهما، وخفف أبو عمرو ما* في سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى وإطلاقه يتناول موضعيها وهما وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ، حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً. وشددهما ابن كثير مع باقي القراء فخالف فيهما مذهبه، وخفف ابن كثير موضع الأنعام عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وشدده البصري مع الباقين فخالف فيه مذهبه، وخفف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي الزاي في هذه المواضع: إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ في المائدة، وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا في الشورى، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ في لقمان.
وشدد الباقون في هذه المواضع). [الوافي في شرح الشاطبية: 207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُنَزِّلَ وَبَابِهِ إِذَا كَانَ فِعْلًا مُضَارِعًا، أَوَّلُهُ تَاءٌ، أَوْ يَاءٌ، أَوْ نُونٌ مَضْمُومَةٌ فَقَرَأَهُ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالتَّخْفِيفِ حَيْثُ وَقَعَ إِلَّا قَوْلَهُ فِي الْحِجْرِ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ فَلَا خِلَافَ فِي تَشْدِيدِهِ لِأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّةِ، وَافَقَهُمْ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ عَلَى يُنَزِّلُ الْغَيْثَ فِي لُقْمَانَ وَالشُّورَى، وَخَالَفَ الْبَصْرِيَّانِ أَصْلَهُمَا فِي الْأَنْعَامِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً فَشَدَّدَاهُ، وَلَمْ يُخَفِّفْهُ سِوَى ابْنِ كَثِيرٍ، وَخَالَفَ ابْنُ كَثِيرٍ أَصْلَهُ فِي مَوْضِعَيِ الْإِسْرَاءِ، وَهُمَا وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ، وَحَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ.
[النشر في القراءات العشر: 2/218]
فَشَدَّدَهُمَا، وَلَمْ يُخَفِّفِ الزَّايَ فِيهِمَا سِوَى الْبَصْرِيِّينَ، وَخَالَفَ يَعْقُوبُ أَصْلَهُ فِي الْمَوْضِعِ الْأَخِيرِ مِنَ النَّحْلِ، وَهُوَ قَوْلُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ فَشَدَّدَهُ، وَلَمْ يُخَفِّفْهُ سِوَى ابْنِ كَثِيرٍ وَأَبِي عَمْرٍو، وَأَمَّا الْأَوَّلُ، وَهُوَ قَوْلُهُ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ فَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ. وَالْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ حَيْثُ وَقَعَ). [النشر في القراءات العشر: 2/219]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {ينزل}، و{تنزل} و{ننزل} كيف جاء مضارعًا أوله غير همزة بالتخفيف، إلا قوله في الحجر {وما ننزله إلا بقدرٍ معلومٍ} [الحجر: 21]، وافقهم حمزة والكسائي وخلف في {وينزل الغيث} في لقمان [34] والشورى [28]، وخفف ابن كثير وحده {أن ينزل آية} في الأنعام [37]، وخفف البصريان وحدهما {وننزل من القرآن} [الإسراء: 82]، و{حتى تنزل علينا} في سبحان [93] وخفف ابن كثير وأبو عمرو وحدهما {والله أعلم بما ينزل} في النحل [101]، والباقون بالتشديد حيث وقع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 459]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (461- .... .... ينزل كلاًّ خفّ حق = لا الحجر والأنعام أن ينزل دق
462 - لاسرى حمًا والنّحل الاخرى حز دفا = والغيث مع منزلها حقٌّ شفا). [طيبة النشر: 63]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ن) ال (مدا) ينزل كلّا خفّ (حق) = لا الحجر والإنعام أن ينزل (د) ق
أي كل ما ورد من لفظ ينزل الذي هو على هذه الصورة، وهو أن يكون أوله ياء أو تاء أو نونا مضمومة نحو «أن ينزّل الله، وأن تنزّل عليهم، وننزّل من القرآن» قرأه بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب إلا مواضع يذكرها، والتخفيف والتشديد في ذلك كله لغتان، وقيل في التشديد دلالة على التكثير والتكرير، فإن بناء فعل يكون غالبا كذلك قوله: (لا الحجر) أي غير الحرف الذي في الحجر يريد قوله تعالى «وما ننزله إلا بقدر معلوم» فإنه لا خلاف في تشديده، لأن الآية تدل على تنزيل شيء بعد شيء من قوله «وإن مّن شيء» وهو حرف تبعيض، وقوله «إلا عندنا خزائنه» دليل على التكثير، وقوله تعالى «إلا بقدر
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 179]
معلوم» وهو أيضا يدل على نزول الشيء بعد الشيء قوله: (والأنعام) أي والحرف الذي في الأنعام وهو قوله تعالى (أن ينزل آية» خففه ابن كثير وحده، وإنما خالف أبو عمرو ويعقوب أصلهما فيه لأنه جواب قوله «لولا نزّل عليه آية من ربه»، قوله: (في آخر البيت دق) أي لطف، لأنه جاء مناسبا لما قبله.
الاسرى (حما) والنّحل الاخرى (ح) ز (د) فا = والغيث مع منزلها (حقّ) (شفا)
يعني والحرفين اللذين في الإسراء وهما «وننزل من القرآن، وحتى تنزل علينا كتابا» خففهما أبو عمرو ويعقوب، وخالف ابن كثير أصله فيهما لقوله «ونزّلناه تنزيلا»، قوله: (والنحل الأخرى) يعني الذي وقع آخرا في النحل وهو «والله أعلم بما ينزل» خففه ابن كثير وأبو عمرو، وإنما خالف يعقوب أصله لمجاورة قوله تعالى «قل نزّله روح القدس» قوله: (والغيث مع منزلها) أي وخفف ينزل الذي بعده الغيث، يريد قوله تعالى «وينزل الغيث» في لقمان والشورى، و «منزلها» في آخر المائدة ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وإنما خالف حمزة والكسائي وخلف فيه أصلهم لقوله تعالى في غير موضع «أنزل من السماء، وأنزلنا من السماء»
ولقوله في منزلها «ربنا أنزلنا علينا مائدة» قوله:
(دفا) هو من السخونة: أي تلفف، كنى به عن الفطنة: وهي الذكاء والفهم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 180]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
نال (مدا) ينزل كلّا خفّ (حقّ) = لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق
ش: أي: خفف [مدلول] (حق) ابن كثير وأبو عمرو، ويعقوب زاي ننزل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/170]
بعد إسكان النون، المضارع بغير الهمزة المضموم الأول المبني للفاعل، أو للمفعول حيث حل [إلا] ما خص مفصلا، نحو: أن ينزل الله [البقرة: 90] أو أن تنزل عليهم سورة [التوبة: 64]، وننزل عليهم من السماء آية [الشعراء: 4].
فخرج بالمضارع الماضي نحو: مّا نزّل [الأعراف: 71]، وبغير الهمزة نحو:
[سأنزل] [الأنعام: 93] واندرجت الثلاثة وبالمضموم الأول، نحو: وما ينزل من السّمآء [سبأ: 2، والحديد: 4].
وأجمعوا على التشديد في قوله تعالى: وما ننزّله إلّا بقدر مّعلوم في الحجر [21]، وانفرد ذو دال (دق) ابن كثير بتخفيف الزاي من قل إن الله قادر على أن ينزل آية [الأنعام: 37]، وخالف البصريان أصلهما فيه.
ثم كمل المخصص فقال:
ص:
لأسرى (حما) والنّحل الأخرى (ح) ز (د) فا = والغيث مع منزلها (حقّ) (شفا)
ش: أي: وانفرد البصريان بتخفيف وننزل من القرآن وحتى تنزل علينا كتابا كلاهما بالإسراء [الآيتان: 82، 93].
وخالف ابن كثير أصله فشددهما.
وانفرد ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف والله أعلم بما ينزل وهو آخر النحل [الآية: 101].
وأما الأول، وهو: ينزّل الملئكة [النحل: 2] فهم فيه على أصولهم.
واتفق مدلول (حق) البصريان، وابن كثير، و[مدلول] «كفا» الكوفيون على تخفيف وهو الذي ينزل الغيث في الشورى [الآية: 28]، ومنزلها عليكم بالمائدة [الآية: 115].
تنبيه:
علم المعلوم من قوله: «كلا»، وعلم إسكان النون من لفظه، وفتحها مع التشديد من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/171]
المجمع عليه.
وأطلق الآراء ليفهم موضعيها، وقيد الأنعام بـ «أن» فخرج ما لم ينزّل به عليكم [الأنعام: 81].
وشمل قوله: «كلا» المجهول، وخرج المفتوح الأول لعدم شموله.
تنبيه: نزّل به الرّوح [الشعراء: 193]، وو ما نزل من الحقّ [الحديد: 16]، ومنزلين [يس: 28]، ومنزّل من [الأنعام: 114]، ومنزلون [العنكبوت: 34] تأتي [في] مواضعها.
وجه التخفيف: أنه مضارع المعدى بالهمزة.
ووجه التشديد: أنه مضارع [نزل] المعدى بالتضعيف، وليس التضعيف هنا للتكثير؛ بدليل: وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرءان جملة وحدة [الفرقان: 32]، والقراءتان على حد نزّل عليك الكتب [آل عمران: 3]، وو أنزل التّورية [آل عمران: 3].
ووجه مخالفة البصريين أصلهما في الأنعام المناسبة؛ لأنه جواب قوله تعالى: ويقولون لولا أنزل عليه ءاية من رّبّه [يونس: 20].
وجه مخالفة ابن كثير أصله في (الإسراء): أن تشديد الأول دال على الحالة التي نزل عليها القرآن، وهو التفخيم تخيلا، وتشديد الثاني مناسبة جوابه في قوله تعالى: ولو نزّلنا عليك كتبا في قرطاس [الأنعام: 7].
ووجه تخفيف منزلها [المائدة: 115] استمرار الأصل على أصله [في إلحاق الفرع بالأصل].
ومناسبة الموافقة ربّنآ أنزل [المائدة: 114]، وحمل وينزل الغيث [لقمان: 34] على معناه نحو: أنزل من السّمآء مآء [الرعد: 17].
[ووجه] اتفاقهم على وما ننزّله [الحجر: 21]: الجمع، وصورة التكرير؛ لظهور معنى التكثير فيه.
ووجه تشديد ما ننزّل الملائكة [الحجر: 8] عند المخفف: عدم شرطه، وهو ضم أوله، وعند المثقل: طردا لأصله. [والله أعلم] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/172]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همزة "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا" [الآية: 90] ياء ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة عليه وهي موصولة بلا خلاف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "ينزل" [الآية: 90] وبابه إذا كان فعلا مضارعا بغير همزة مضموم الأول مبنيا للفاعل أو المفعول حيث أتى، فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بسكون النون وتخفيف الزاي من أنزل إلا ما وقع الإجماع على تشديده، وهو {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ} [بالحجر الآية: 21] وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتخفيف كذلك في: ينزل الغيت بلقمان والشورى كابن كثير ومن معه، وافقهم الأعمش، وقد خالف أبو عمرو وكذا يعقوب أصلهما في قوله تعالى: "عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَة" [بالأنعام الآية: 37] ولم يخففه سوى ابن كثير وافقه ابن محيصن وخالف ابن كثير أصله في موضعي الإسراء وهما: "وننزل من القرآن، وحتى تنزل علينا" [الآية: 82، 93] فشددهما ولم يخففهما إلا أبو عمرو ويعقوب وافقهما اليزيدي وخالف يعقوب أصله في الموضع الأخير من النحل وهو: "والله أعلم بما ينزل" فشدده ولم يخففه سوى ابن كثير وأبي عمرو وافقهما ابن محيصن واليزيدي، والباقون بتشديد الزاي مع فتح النون مضارع نزل المتعدي بالتضعيف، وخرج بقيد المضارع الماضي نحو: "وما أنزل الله" وبغير همزة "سأنزل"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
وبالمضموم الأول "وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء" وأما "منزلها" بالمائدة فيأتي في محله، وكذا "ينزل الملائكة" بأول النحل إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إسقاط غنة النون عند الياء من نحو: "أن ينزل الله" و"من يشاء"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما الخلف في "ينزل" فسبق قريبا وكذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في "مِنْ خَلاق" [الآية: 102] و"من خير" وترقيق الأزرق راء: "خير لو" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {بئسما} [90] هذه متصلة، وأبدل الهمزة ياء ورش والسوسي، والباقون بالهمزة، ولم يبدل ورش همزة وقعت عينًا إلا في {بئس} [هود: 99] و(البئر) و{الذئب} [يوسف: 13] وحقق ما سوى ذلك). [غيث النفع: 390]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينزل} [90] قرأ المكي والبصري بتخفيف الزاي وإسكان النون، والباقون بالتشديد وفتح النون). [غيث النفع: 390]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بمآ أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباء وبغضب علي غضب وللكفرين عذاب مهين (90)}
{بئسما}
قراءة نافع وورش وأبو عمرو وأبو جعفر والسوسي بإبدال الهمزة ياء (بيسما)
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (بئسما).
[معجم القراءات: 1/150]
{أن يُنَزِلَ الله}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وابن محيصن ويعقوب واليزيدي "أن يُنَزِلَ الله" مخفَّفاً من "أنزل".
- وقراءة الباقين بالتشديد "أن يُنَزِّل." من الماضي: "نزَّلَ".
{وللكافرين}
انظر الإمالة فيه في الآية السابقة). [معجم القراءات: 1/151]

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {النبيئين} (61)، و: {الأنبئاء} (91)، و: {النبوءة} (آل عمران: 79)، و: {النبيء} (الأعراف: 157)، حيث وقع: بالهمز.
وترك قالون الهمز في قوله في الأحزاب: {للنبي إن أراد} (50، 53)، و: {بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} في الموضعين في الوصل خاصة، على أصله في الهمزتين المكسورتين.
والباقون: بغير همز.
[التيسير في القراءات السبع: 227]
وإنما ترك قالون همز هذه المواضع لاجتماع همزتين مكسورتين من جنس واحد. هذا قول المسيبي وقالون.
وأما ورش فكان يهمز الأولى من المتفقتين، ويسهل الثانية في جميع القرآن). [التيسير في القراءات السبع: 228] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (النّبيين) (والأنبياء) (والنبوة) (والنّبيّ) حيث وقع [بالهمز] وترك قالون الهمز في قوله تعالى في الأحزاب (للنّبي إن أراد، وبيوت النّبي إلّا أن) في الموضعين في الوصل خاصّة، [وورش] على أصله في الهمزتين المكسورتين والباقون بغير همز). [تحبير التيسير: 288] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إشمام "قيل" لهشام وللكسائي وكذا رويس قريبا.
وكذا إدغام لامها في لام "لهم" لأبي عمرو بخلفه كذا يعقوب من المصباح.
وكذا: وقف البزي وكذا يعقوب بزيادة هاء السكت على "فلم" بخلف عنهما وكذا همز "أنبياء" لنافع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [91] قرأ هشام وعلي بالإشمام، والباقون بالكسر.
{وهو} لا يخفى.
{فلم} إن وقف عليه وليس بمحل وقف فالبزي بخلف عنه يزيد هاء سكت بعد الميم، والباقون يقفون على الميم اتباعًا للرسم.
{أنبئآء} قرأ نافع بالهمز قبل الألف، والباقون بالياء بدلاً من الهمزة، ولا إدغام فيه، إذ ليس قبله ياء ساكنة، وهذا بخلاف المفرد وهو {النبيء} [آل عمران: 68] منكرًا ومعرفًا، وجمع السلامة نحو {النبيئن} [61] فلا بد من الإدغام بعد الإبدال كما تقدم، وهم على أصولهم في المد.
{مؤمنين} إبداله لا يخفى، تام وقيل كاف، فاصلة ومنتهى الربع بلا خلاف). [غيث النفع: 390]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم امنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلما تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين (91)}
{قِيلَ}
- تقدّم الإشمام فيه لهشام والكسائي ورويس.
وانظر الآية / 59 من هذه السورة.
{قيل لهم}
- تقدّم إدغام اللام في اللام لأبي عمرو ويعقوب في الآية / 59 من هذه السورة.
{بما أنزل علينا}
- كذا قراءة الجماعة على البناء للمفعول "أُنْزِلَ".
- وقرأ العباس بن الفضل عن أبي عمرو من طريق الأهوازي "بما أَنْزَلَ.." بفتح الألف، والفاعل معروف.
- وفي مصحف أُبَيّ وأنس بن مالك "بما أَنْزَلَ الله علينا"، الفعل مبني للمعلوم، والفاعل مذكور.
- وفي مختصر ابن خالويه "فما أَنْزَلَ" قراءة عن الحسن وقتادة بفتح أوله.
قلتُ: لعلها قراءة العباس السابقة وقوله "فما" تحريف!!.
[معجم القراءات: 1/151]
{وهو}
- تقدّم ضم الهاء وإسكانها في الآية /29 من هذه السورة.
- وكذا قراءة يعقوب بهاء السكت في الوقف.
{فَلِمَ}
- قراءة يعقوب البزي بهاء والسكت في الوقف "فَلِمَهْ".
- وقراءة الباقين بالميم السَّاكنة "فَلِمْ".
{تَقْتُلُونَ}
- قراءة الجماعة بالتخفيف "تَقْتُلون" من "قَتّل" الثلاثي.
- وقرأ الحسن "تقتلون" بضم التاء وفتح القاف وكسر التاء مشددة، من "قَتّل" المضعّف.
{أنبياء}
- قراءة نافع بالهمزة في موضع الياء "أنباء"، وهو المشهور عن نافع في أمثاله.
- والجماعة على الياء "أنبياء" وتقدم الحديث مفصلاً في الآية /61 في "النبيين".
{مؤمنينَ}
- قرأ أبو جعفر وورش والأزرق والأصبهاني والسوسي، وكذا أبو عمرو إذا كان في الصلاة أو أدرج القراءة، "مومنين" بدون همز.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون بالهمز "مؤمنين".
وتقدم مثل هذا في الآيتين: 3 و8). [معجم القراءات: 1/152]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة

[من الآية (92) إلى الآية (96) ]

{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" الدال من "وَلَقَدْ جَاءَكُمْ" [الآية: 92] نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب "وأمال" جاءكم ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وكذا خلف وأمال "موسى" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بإظهار الذال عند التاء "ثم اتخذتم" [الآية: 92] ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون (92)}
{لقد جاءكم}
- قرأ نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال مع الجيم.
- وقرأ بالإدغام أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
{جاءكم}
- تقدمت الإمالة في الآية/87.
{موسى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 51، 61، 87 من هذه السورة.
{بالبينات ثم}
- إدغام التاء في الثناء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{ثم اتخذتم}
- تقدمت فيه قراءتان:
- إظهار الذال عند التاء.
- الإدغام "اتختم".
وانظر هذا في الآيتين: 51، 80 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/153]

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أن ينزل} [90]، وبابه: بالتخفيف إلا في سبحان {وننزل} [82]،
[المنتهى: 2/577]
و{حتى تنزل} [93] مكي.
كلها خفيف إلا في الأنعام {أن ينزل آيةً} [37]: بصري غير أيوب. زاد سلام ويعقوب وسهل {بما ينزل} في النحل [101]. وخفف «هما»، وخلف {وينزل الغيث} [لقمان: 34]، الشورى: 28] فيهما.
واتفق من ذكرت على تشديد {وما ننزله} في الحجر [21]).[المنتهى: 2/578] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وذكر" آنفا إبدال "بئسما" "كيأمركم" والخلاف في تسكين رائه، واختلاس حركتها لأبي عمرو وزيادة إتمامها للدوري "وكذا" إمالة "الناس" له بخلفه "ورقق" الأزرق راء "بصير" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({ولقد جاءكم موسى بالبينات}
{في قلوبهم العجل} [93] قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما والباقون بكسر الهاء وضم الميم.
{بئسما} تقدم، إلا أن هذا مفصول رسمًا على أحد الوجهين.
{يأمركم} قرأ ورش والسوسي بالبدل والباقون بالهمزة، والبصري بإسكان الراء، وزاد الدوري عنه اختلاسًا، والباقون بالضم.
{مؤمنين} لا يخفى). [غيث النفع: 394]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ أخذنا ميثاــقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين (93)}
{قلوبهم العجل}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن "قلوبهم العجل" بكسر الهاء وضم الميم، وهي لغة بني أسد، وأهل الحرمين.
[معجم القراءات: 1/153]
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن ويعقوب بكسر الهاء والميم "قلوبهم العجل".
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش "قلوبهم العجل" بضم الهام والميم.
{بئسما}
- تقدم في الآية/90 أنه قرئ بالياء "بيسما".
والجماعة على تحقيق الهمز.
{يأمركـــــم}
- قرأ "يامركم" بإبدال الهمزة ألفاً ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلف عنه.
وكذا قرأ حمزة في الوقف.
- وتقدم مثل هذا في الآية/67 من هذه السورة.
- وتقدم في الآية/67 من هذه السورة إسكان الراء عن أبي عمرو بخلاف عن الدوري، وكذا اختلاس الحركة.
وللدُّوري وجه ثالث، وهو الضمة الكاملة كبقية القراء.
{به إيمانكم}
- قرأ الحسن ومسلم بن جندب "بهو إيمانكم" بضم الهاء ووصلها بواو، وهي لغة.
- وقراءة الجماعة بهاء مكسورة "به إيمانكم".
{مؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بالواو من غير همز "مومنين" في الآيتين: 88، 91.
- وقراءة الجماعة على تحقيق الهمز "مؤمنين"). [معجم القراءات: 1/154]

قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وذكر" آنفا إبدال "بئسما" "كيأمركم" والخلاف في تسكين رائه، واختلاس حركتها لأبي عمرو وزيادة إتمامها للدوري "وكذا" إمالة "الناس" له بخلفه "ورقق" الأزرق راء "بصير" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين (94)}
{الآخرة}
- انظر الآية/4 من هذه السورة.
{خالصة}
- قرأ الكسائي وحمزة بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{الناس}
- تقدمت الإمالة فيه عن أبي عمرو والدوري واليزيدي في الآية/8 من هذه السورة.
{فتمنوا الموت}
- قرأ الجمهور "فتمنو الموت" بضم الواو، وهي اللغة المشهورة.
وتحذف الألف الفارقة في مثل هذه الحالة.
- وقرأ ابن أبي إسحاق "فتمنو الموت" بكسر الواو لالتقاء ساكنين.
- وحكى أبو علي الحسن بن إبراهيم بن يزداد، وكذلك الأهوازي عن أبي عمرو أنه قرأ "فتمنو الموت" بفتح الواو، وحركها بالفتح طلباً للتخفيف؛ لأن الضمة والكسرة في الواو يثقلان.
- وحُكي عن أبي عمرو اختلاس ضمة الواو، كما حكي الاختلاس عن غيره أيضاً). [معجم القراءات: 1/155]

قوله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين (95)}
{أيديهم}
- قراءة يعقوب "أيديهم" بضم الهاء وقفاً ووصولاً.
- وقراءة الباقين بكسرها "أيديهم"). [معجم القراءات: 1/156]

قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بصير بما تعلمون} بالتاء يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 182]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بما تعملون} [96]: بالتاء يعقوب غير الضرير).[المنتهى: 2/578]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُعَلِمُونَ) بالتاء الحسن، وقَتَادَة، وسلام، ويَعْقُوب غير الوليد، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ)، (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ) كل ذلك على المعاينة كذلك بصري (بِمَا
[الكامل في القراءات العشر: 489]
يَعْمَلُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 490]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (67- ... .... .... يَعْمَلُونَ قُلْ = حَوَى قَبْلَهُ أَصْلٌ وَبِالْغَيْبِ فُقْ حَلَا). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يعلمون قل حوى قبله أصل وبالغيب فق حلا أي قرأ مرموز (حا) حوى وهو يعقوب {بصير بما يعملون * قل من كان عدوًا} [96- 97] بالخطاب المفهوم من ذكره في ذيل خاطب فشا وعلم من انفراده الغيب للآخرين.
ويريد بقوله: قبله أصل أنه قرأ مرموز (ألف) أصل وهو أبو جعفر {عما تعملون * أولئك الذين اشتروا} [85 86] بالخطاب وهو قبل {يعملون} الذي بعده {قل من كان} ويريد بقوله: بالغيب فق حلا أنه قرأ مرموز (فا) فق و(حا) حلا وهما خلف ويعقوب في هذه الكلمة بالغيب فكل خالف أصله ووجه مخالفته الأصل في الكلمتين أن ما قبلهما يحتمل كليهما). [شرح الدرة المضيئة: 92] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ قُلْ مَنْ كَانَ فَقَرَأَهُ يَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَالْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/219]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {بما يعملون * قل من} [96 97] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 459]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (463 - ويعملون قل خطابٌ ظهرا = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 63] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويعملون قل خطاب (ظ) هرا = جبريل فتح الجيم (د) م وهي ورا
يعني وقرأ «يعملون» الذي بعده «قل من كان عدوا» بالتاء على الخطاب يعقوب، وتقييده بقل احترازا من قوله بعده «إن الله بما تعملون بصير، وقالوا لن يدخل الجنة» فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب وتنبيها على وجه الخطاب وزيادة بيان، وإلا فالترتيب كاف ومانع أن يدخل غيره على القاعدة، ووجه الخطاب مناسبة قوله تعالى «قل إن كانت لكم الدار الآخرة، قل من كان عدوا لجبريل» فكأنه قال قل لهم يا محمد، ووجه الغيب حمله على قوله تعالى «ولتجدنهم أحرص الناس على حياة» قوله: (ظهرا) أي وجهه وإن كان مما انفرد به يعقوب، لأنه محمول على قل كما بيناه والله أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 180]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويعملون قل خطاب (ظ) هرا = جبريل فتح الجيم (د) م وهي ورا
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب والله بصير بما تعملون [البقرة: 96]، بالخطاب؛ لمناسبة ولتجدنّهم [البقرة: 96] والباقون بالغيب؛ لمناسبة ومن الّذين أشركوا [البقرة: 96]، [وما قبله] وما بعده إلى يعملون [البقرة: 96] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/173]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (بصير بما يعملون قل) بالتّاء والباقون بالياء والله الموفق). [تحبير التيسير: 292]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون" [الآية: 96] فيعقوب بالخطاب على الالتفات والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وذكر" آنفا إبدال "بئسما" "كيأمركم" والخلاف في تسكين رائه، واختلاس حركتها لأبي عمرو وزيادة إتمامها للدوري "وكذا" إمالة "الناس" له بخلفه "ورقق" الأزرق راء "بصير" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون (96)}
{الناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 8 و98 من هذه السورة.
{على حياة}
- قراءة الجماعة على التنكير من غير أل "على حياة".
- وقرأ أُبَيّ "على الحياة" بالألف واللام.
قال الزمخشري: "قراءة التنكير أبلغ".
{سنة}
- قراءة الإمالة للهاء في الوقف عن الكسائي وحمزة بخلف عنه.
{بمزحزحه}
- عن ابن مسعود أنه قرأ "بمنزحه" وهو من نزح، وأنزحته إذا أبعدته.
{بصير}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
{يعملون}
- قرأ الجمهور "يعملون" بالياء على نسق الكلام السابق.
- وقرأ الحسن وقتادة والأعرج وسلاّم ويعقوب "تعملون" بالتاء على سبيل الالتفات، والخروج من الغيبة إلى الخطاب). [معجم القراءات: 1/156]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (97) إلى الآية (100) ]


{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)}

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {جبريل} (97)، هنا، وفي التحريم: بفتح الجيم، وكسر الراء، من غير همز.
وأبو بكر: بفتح الجيم، والراء، وهمزة مكسورة، من غير ياء: {جبرئل}.
وحمزة، والكسائي: مثله، غلا أنهما يجعلان ياءً بعدَ الهمزة: {جبرئيل}.
والباقون: بكسر الجيم والراء، من غير همز). [التيسير في القراءات السبع: 230]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير (جبريل) هنا وفي التّحريم بفتح الجيم وكسر الرّاء من غير همز، وأبو بكر بفتح الجيم والرّاء وهمزة مكسورة من غير ياء، وحمزة والكسائيّ وخلف مثله إلّا أنهم يجعلون ياء بعد الهمزة، والباقون بكسر الجيم والرّاء من غير همز). [تحبير التيسير: 292]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([97]- {لِجِبْرِيلَ} بوزن "فَعْلِيل": ابن كثير.
مثل: سلسبيل: حمزة والكسائي، بوزن "فَعْللِل": أبو بكر وقد قيل عن خلاد، كذلك.
[الإقناع: 2/600]
الباقون بوزن "فِعْلِيل" مثل بِرْطِيل). [الإقناع: 2/601]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (471 - وَجِبْرِيلَ فَتْحُ الْجِيمِ وَالرَّا وَبَعْدَهَا = وَعى هَمْزَةً مَكْسُورَةً صُحْبَةٌوِلاَ
472 - بِحَيْثُ أَتَى وَالْيَاءَ يَحْذِفُ شُعْبَةٌ = وَمَكِيُّهُمْ في الْجِيمِ بالْفَتْحِ وُكِّلاَ). [الشاطبية: 38]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([471] وجبريل فتح الجيم والرا وبعدها = وعى همزةً مكسورة (صحبةٌ) ولا
(جبريل): اسم أعجمي. وللعرب في الأعجمية مذهبان:
منها ما تتكلم به مردودة إلى أبنية العربية، ومنها ما تكلمت به على غير البناء العربي، لتعلم أنه في الأصل ليس من العربية، ولا له اشتقاق في كلامها.
[فتح الوصيد: 2/651]
وقد تكلمت العرب بهذا الاسم على أوجه فقالوا: (جبريل)، و(جبرئل) بحذف الياء، و(جبريل) بحذف الهمزة وفتح الجيم، و(جبريل) بكسر الجيم.
وهذه اللغات هي التي قرأ بها الأئمة السبعة.
وجاء فيها (جَبْرال)، و(جَبْرال)، و(جبرائيل)، و(جبريل) بكسر الهمزة وتشديد اللام، و(جبراييل) بياءين بعد الألف، و(جبرين) و(جبرين).
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر صاحب الصور: «جبرائيل عن يمينه». فهذه حجة لقراءة حمزة والكسائي.
وقال كعب بن مالك:
نصرنا ما تلقى لنا من كتيبة = يد الدهر إلا جبرئيل أمامها
[فتح الوصيد: 2/652]
وقال آخر:
عبدوا الصليب وكذبوا بمحمدٍ = وبجبرئيل وكذبوا ميكالا
فـ(جبرئيل): فعلليل كقفشليل وسلسبيل وغلفقيق وعنشليل.
و(ولا) بالكسر. وقد سبق تفسيره ثم قال:
[472] بحيث أتى والياء يحذف (شعبةٌ) = و(مكيهم) في الجيم بالفتح وكلا
يقول: هكذا قرئ أينما وقع؛ يريد هاهنا وفي التحريم.
وحذف الياء أبو بكر عن عاصم، وهي لغة فيه ثابتة صحيحة، وكذلك قراءة ابن كثير بفتح الجيم وبالياء من غير همز.
وقد اعترض ذلك قوم وقالوا: «ليس في الكلام فعليل».
وقد ذكرت أن الأعجمي قد يتكلم به العرب على وجه لا نظير له في لغتها، كما قالوا: آجر وإبريسم، فلا وجه للاعتراض .
[فتح الوصيد: 2/653]
وروي عن ابن كثير أنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو يقرأ (جبريل) و (ميكائيل)، قال: «فلا أقرأها أنا إلا هكذا».
ومن قرأ جبريل فهو: فعليل، ومثاله: قنديل، ومنديل.
وقال ورقة بن نوفل:
إن يك حقًا يا خديجة فاعلمي = حديثك إيانا فأحمد مرسل
وجبريل يأتيه و ميكال معهما = من الله وحيٌ يشرح الصدر منزل
وقال عمران بن حطان:
والروح جبريل فيهم لا كفاء له = وكان جبريل عند الله مأمونا
وقال حسان بن ثابت:
وجبريل رسول الله فينا = وروح القدس ليس له كفاء). [فتح الوصيد: 2/654]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [471] وجبريل فتح الجيم والرا وبعدها = وعى همزةً مكسورةً صحبةٌ ولا
[472] بحيث أتى والياء يحذف شعبةٌ = ومكيهم في الجيم بالفتح وكلا
ح: (جبريل): مبتدأ، (فتح الجيم): مبتدأ ثانٍ، خبره: محذوف، أي: فيه، والجملة: خبر (جبريل)، (همزةً): مفعول (وعى)، (صحبةٌ): فاعله، (ولا): تمييز، (حيث): ظرف، و (الياء): مفعول (يحذف)، (شعبةٌ): فاعله، (وكلا): خبر (مكيهم)، (بالفتح): متعلق به، (في الجيم): ظرفه.
ص: أي: فتح الجيم والراء، وبعد الراء حفظ همزة مكسورة في: (جبرءيل) حمزة والكسائي وأبو بكر حيث وقع، غير أن شعبة يحذف الياء فيقرأ (جبرئل)، والباقون، بكسر الجيم والراء، وترك الهمز يعلم من الضد، إلا ابن كثير المكي، فإنه يفتح الجيم.
فتحصل أربع قراءات: {جبرءيل}، و{جبرئل} و{جَبريل} و{جِبريل}، والكل لغات). [كنز المعاني: 2/27]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (469- وَجِبْرِيلَ فَتْحُ الجِيمِ وَالرَّا وَبَعْدَهَا،.. وَعى هَمْزَةً مَكْسُورَةً "صُحْبَةٌ" وِلا
470- بِحَيْثُ أَتَى وَاليَاءَ يَحْذِفُ شُعْبَةٌ،.. وَمَكِيُّهُمْ في الجِيمِ بالْفَتْحِ وُكِّلا
وعى: أي حفظ وهمزة مفعوله، وصحبة فاعله أي همزوا بعد فتحهم الجيم والراء وحذف أبو بكر الياء بعد الهمزة فقرأ: "جبرئل"، ولباقون أثبتوا الياء فقرأ حمزة والكسائي: "جبرءيل"، وابن كثير لم يفتح إلا الجيم وليس من أصحاب الهمز فقرأ: "جَبْرِيل"، والباقون بكسر الجيم والراء: "جِبْرِيل". وكل هذه لغات في هذا الاسم وفيه غير ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/311]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (471 - وجبريل فتح الجيم والرّا وبعدها ... وعى همزة مكسورة صحبة ولا
472 - بحيث أتى والياء يحذف شعبة ... ومكّيّهم في الجيم بالفتح وكّلا
قرأ حمزة والكسائي وشعبة لفظ وَجِبْرِيلَ* حيث وقع في القرآن الكريم بفتح الجيم والراء وزيادة همزة مكسورة بعد الراء، ويزيد شعبة على حمزة والكسائي حذف الياء التي بعد الهمزة فيشاركهما في فتح الجيم والراء وزيادة الهمزة المكسورة ويخالفهما في حذف الياء بعدها؛ لأنهما يثبتان الياء بعد الهمزة، وقرأ المكي بفتح الجيم
وقرأ الباقون بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَاخْتَلَفُوا فِي جِبْرِيلَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَفِي التَّحْرِيمِ فَقَرَأَهُ ابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ، وَقَرَأَهُ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالرَّاءِ، وَهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فَرَوَاهُ الْعُلَيْمِيُّ عَنْهُ مِثْلَ حَمْزَةَ، وَمَنْ مَعَهُ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْهُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ حَذَفَ الْيَاءَ بَعْدَ الْهَمْزَةِ، وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ فِي التَّحْرِيمِ كَالْعُلَيْمِيِّ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْهُ كَذَلِكَ هُنَا أَيْضًا، وَقَرَأَهُ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالرَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/219]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف، والعليمي عن أبي بكر {لجبريل } هنا [97]، وفي التحريم [4] بفتح الجيم والراء مكسورة بعدها ياء، وأبو بكر من طريق
[تقريب النشر في القراءات العشر: 459]
يحيى بن آدم كذلك، إلا أنه يحذف الياء، وابن كثير بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز، والباقون كذلك إلا أنهم بكسر الجيم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 460]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (463- .... .... .... .... .... = جبريل فتح الجيم دم وهي ورا
464 - فافتح وزد همزًا بكسرٍ صحبه = كلاًّ وحذف الياء خلف شعبه). [طيبة النشر: 63]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (جبريل الخ) أي قرأ ابن كثير جبريل بفتح الجيم هذه في الموضعين وفي التحريم، وبفتح الجيم والراء مع زيادة
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 180]
همزة مكسورة أي قبل الياء الساكنة حمزة والكسائي وخلف وشعبة إلا أن شعبة حذف الياء بخلاف عنه كما في البيت الآتي، والباقون بكسر الجيم والراء من غير همز كما لفظ به أولا مع أنه يخرج من الأضداد فيصير أربع قراءات وكلها لغات للعرب، وقد سمع فيه أكثر من ذلك، وللعرب تصرف في الأسماء العجمية بحسب لغاتها.
فافتح وزد همزا بكسر (صحبه) = كلّا وحذف الياء خلف شعبه
أي فافتح الجيم والراء وزد بعد الراء همزة مكسورة فتكون قبل الراء فيصير جبرءيل قوله: (كلا) أي في كل القرآن ووقع في ثلاثة مواضع كما ذكرنا قوله:
(خلف شعبه) أي واختلف عن شعبة في حذف الياء أنه قرأ بالهمزة فيصير جبرئيل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 181]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (جبريل) فقال:
ص:
فافتح وزد همزا بكسر (صحبه) = كلّا وحذف الياء خلف شعبه
ش: أي: قرأ ذو دال «دم» ابن كثير قل من كان عدوا لجبريل [البقرة: 97، 98]، ورسله وجبريل هنا [البقرة: 98]، ومولاه وجبريل بالتحريم [الآية: 4] بغير همز ولا ياء كما لفظ به، وفتح الجيم.
وقرأ مدلول (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر وخلف بفتح الجيم والراء وزيادة (همز) بعد الراء وياء ساكنة.
واختلف عن (شعبة) في (حذف الياء):
فروى العليمي عنه إثباتها.
وروى يحيى بن آدم عنه حذفها.
هذا هو المشهور من هذه الطرق.
[وقرأ] الباقون بكسر الجيم والراء بلا همزة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/173]
توجيه: «جبرئيل»: اسم أعجمي مركب من «جبرا» اسم عبد، [ومن] «إيل» اسم الله تعالى، كعبد الله.
وللعرب في استعمال الأعجمي وجهان: إبقاؤه بلا تغيير، وتعريبه، أي: إجراؤه مجرى العربي في الوزن، والإعلال.
فوجه التحقيق: ما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره».
وقال أبو عبيد: هما ممدودان في الحديث، وهو لغة قيس وتميم.
ووجه حذف الياء التخفيف.
ووجه فتح الجيم: أنه لغة.
وروي عن ابن كثير أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام يقرأ جبريل وميكائل [البقرة: 98].
كذلك، قال: فلا أزال أقرؤهما كذلك. [ووجه الكسر: أنه لغة الحجازيين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/174] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "جبريل" [الآية: 97، 98] هنا وفي [التحريم الآية: 4] فنافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الجيم والراء وحذف الهمزة وإثبات الياء وهي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
وقرأ ابن كثير بفتح الجيم وكسر الراء وياء ساكنة من غير همز وافقه ابن محيصن وقرأ حمزة والكسائي، وكذا خلف بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة وياء ساكنة، وافقهم الأعمش واختلف عن أبي بكر فالعليمي عنه كحمزة ومن معه ويحيى بن آدم عنه كذلك، إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة وعن الحسن "جبرائل" بألف قبل الهمزة وحذف الياء وعن ابن محيصن من المبهج كراوية يحيى بن آدم عن أبي بكر إلا أن اللام مشددة وكلها لغات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/409] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بشرى" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/409]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لجبريل} [97] {وجبريل} [98] قرأ نافع والبصري والشامي وحفص بكسر الجيم والراء بلا همز كـــ (قنديل) وهي لغة أهل الحجاز، والمكي مثلهم إلا أنه يفتح الجيم، وشبعة بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة، والأخوان مثله إلا أنهما يزيدان ياء تحتية بعد الهمز). [غيث النفع: 394] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين (97)}
{لجبريل}
- قرأ ابن عباس ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب واليزيدي "جبريل" كقنديل، وهي لغة أهل الحجاز.
- وقرأ الحسن وابن كثير وابن محيصن "جبريل" بفتح الجيم.
قال الفراء: "لا أحبها؛ لأنه ليس في الكلام فعليل".
- وقال أبو حيان: "وما قاله ليس بشيء..".
- وقال الطبري: "وهي قراءة غير جائزة القراءة بها..".
وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي وخلف وحماد بن أبي زياد عن أبي بكر عن عاصم "جبرئيل" مثل: عنتريس بفتح الجيم وهمزة بعدها ياء، وهي لغة تميم، وقيس، وكثير من أهل نجد، واختارها الزجاج، وهي عنده أجود اللغات، واختارها أبو عبيد أيضاً.
- قرأ يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم ويحيى بن يعمر "جبرئل" كالقراءة السابقة بفتح الجيم غير أنه بدون ياء بعد الهمزة.
[معجم القراءات: 1/157]
- وقرأ أبان عن عاصم، ويحيى بن يعمر وابن محيصن والعمري عن أبي جعفر "جبرئل" باللام المشددة، وبدون ياء بعد الهمزة.
- وقرأ ابن عباس وعكرمة والأعمش ويحيى بن وثاب وعلقمة وأبان عن عاصم "جبرائيل" بألف بعد الراء.
- وقرأ ابن عباس وعكرمة والأعمش ويحيى بن يعمر وقتيبة عن الكسائي "جبراييل" بيائين من غير همز.
- وقرأ عكرمة والحسن وفياض بن غزوان ويحيى بن يعمر ويحيى ابن آدم "جبرائل".
- وقرأ طلحة والأعمش "جبرال" و"جبرايل" بالقصر، وبالياء.
وذكر الزبيدي أن قراءة طلحة "جبريل".
- وقرأ بعض العرب "جَبْرين" و"جِبْرين" وهي لغة بني أسد، وكذا "جبرائين".
وقال الزجاج: "ولا يجوز في القرآن، أعني إثبات النون لأنه خلاف المصحف".
وقال ابن حجر: "بنو أسد بكسر الجيم وآخره نون" "جِبْرين".
[معجم القراءات: 1/158]
- وقرئت جبرايين.
- وقرأ يحيى بن يعمر "جِبِرالَّ".
- وقرأ الأعمش ويحيى بن يعمر "جَبرَييل".
- وقرئ باختلاس الهمزة "جَبْرَيْل".
- ووقف حمزة عليه بالتسهيل بين بين.
{وهدى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/2 من هذه السورة.
{وبشرى}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو، وابن ذكوان من طريق الصوري، وحمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/159]

قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {وَجِبْرِيل وميكال} 98 فِي كسر الْجِيم وَفتحهَا والهمز وَتَركه والهمز فِي (ميكئيل) وَالْيَاء بعد الْهَمْز من جبرئيل وميكئيل
فَقَرَأَ ابْن كثير {جِبْرِيل} بِفَتْح الْجِيم وَكسر الرَّاء من غير همز و(مِيكَائِيل) بِهَمْزَة بعد الْألف وياء بعد الْهَمْز فِي وزن (ميكاعيل)
وحَدثني حُسَيْن بن بشر الصُّوفِي عَن روح بن عبد الْمُؤمن عَن مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَهُوَ يقْرَأ (وَجِبْرِيل وميكئيل) بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء فَلَا أقرءها أَنا إِلَّا هَكَذَا
وروى مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير جِبْرِيل غير مَهْمُوزَة وميكئل مَهْمُوزَة مَقْصُورَة
وَكَذَلِكَ روى ابْن سَعْدَان عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير مثل نَافِع (ميكئل) مثل ميكاعل
وَقَرَأَ نَافِع {جِبْرِيل} بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء من غير همز مثل أبي عَمْرو و(ميكائل) بِهَمْزَة بعد الْألف وَقبل اللَّام لَيْسَ بعْدهَا يَاء فِي وزن ميكاعل
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {جِبْرِيل} مثل نَافِع و(ميكل) بِغَيْر همز
وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ ابْن عَامر {جِبْرِيل} مثل أبي عَمْرو و(ميكئيل) بِهَمْزَة بَين الْألف وَالْيَاء ممدودة
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة يحيى بن آدم عَن أبي بكر وَحَمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم (جبرئل) بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وهمزة بَين اللَّام وَالرَّاء غير ممدودة فِي وزن جبرعل خَفِيفَة اللَّام
و(ميكئيل) فِي رِوَايَة يحيى بِهَمْزَة بعْدهَا يَاء
وَقَالَ الْكسَائي عَن أبي بكر وحسين الْجعْفِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم (جبرئيل) و(ميكئيل) مثل حَمْزَة
وَكَذَلِكَ روى أبان الْعَطَّار عَن عَاصِم وحسين الْجعْفِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم
وروى ابْن سَعْدَان عَن مُحَمَّد بن الْمُنْذر عَن يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم (جبرئيل) و(ميكئيل) مثل حَمْزَة
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (جبرئيل) و(ميكئيل) ممدودين بِهَمْزَة بعْدهَا يَاء فِي الحرفين جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 165 - 167]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({جبريل} بفتح الجيم غير
[الغاية في القراءات العشر: 182]
مهموز مكي، مهموز كوفي غير حفص- يحيى مختلس (ميكائل) مختلس مدني، بغير همز بصري وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 183]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({جبريل} [البقرة: 97، 98، التحريم: 4]: بوزن فعليل مكي. بزنة سلسبيل كوفي غير حفص.
[المنتهى: 2/578]
الاحتياطي ويحيي غير الرفاعي، وخلاد طريق الشذائي: مختلس.
(وميكائل): مقصورة مدني إلا العمري، وقنبل طريق ابن الصلت وابن الصباح، وأيوب. بوزن مفعال بصري غير أيوب وسلام، وحفص. بوزن ميفعل العمري).[المنتهى: 2/579] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (جبريل) بفتح الجيم وكسر الراء من غير همزة، ومثله أبو بكر غير أنه همز موضع الياء همزة مكسورة وفتح الراء، وقرأ حمزة والكسائي مثل أبي بكر غير أنهما زادا ياء بعد الهمزة، وقرأ الباقون بكسر الجيم والراء من غير همز، وكذلك الاختلاف في التحريم). [التبصرة: 158]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وحفص (ميكال) مثل مفعال ومثلهما نافع غير أنه زاد همزة مكسورة بعد الألف، وقرأ الباقون مثل نافع غير أنهم زادوا ياء بعد الهمزة). [التبصرة: 158]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وابو عمرو: {وميكال} (98): بغير همز ولا ياء.
ونافع: بهمزة مكسورة، من غير ياء.
الباقون: بياء بعد الهمزة). [التيسير في القراءات السبع: 230]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وأبو
[تحبير التيسير: 292]
عمرو ويعقوب (وميكال) بغير همز ولا ياء. ونافع وأبو جعفر بهمزة من غير ياء والباقون بياء بعد الهمزة). [تحبير التيسير: 293]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([98]- {ميكال} بوزن "مِفْعَال": أبو عمرو وحفص.
بهمزة من غير ياء: نافع.
الباقون بهمزة وياء بعدها). [الإقناع: 2/601]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (473 - وَدَعْ يَاءَ مِيكَأَئِيلَ وَالْهَمْزَ قَبْلَهُ = عَلىً حُجَّةٍ وَالْيَاءُ يُحْذَفُ أَجْمَلاَ). [الشاطبية: 38]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([473] ودع ياء ميكائيل والهمز قبله = (عـ)لى (حُـ)جةٍ والياء يُحذف (أ)جملا
(ميكائيل)، كـ(جبرءيل): اسم أعجمي تكلمت به العرب على وجوه.
فمن قرأ (ميكل)، أتى به على البناء العربي، لأنه كـ:حملاق وقنطار وشنعاف. وهي لغة أهل الحجاز، حذفوا همزته ليدخل في أبنية كلام العرب، وليشبهوه بها.
قال القرشي يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
ويوم بدر لقيناكم لنا مدد = فيه مع النصر جبريلٌ وميكال
فهذا معنى قوله: (على حجة).
وحجة نافع في (ميكئل)، أنها لغة للعرب، وقراءة ثابتة قرأ بها على أئمته.
[فتح الوصيد: 2/655]
وأيد ذلك أنها في الرسم (ميكئل): بعد الكاف ياء ولام، ورأى الألف تحذف من مثل هذا نحو: (إبرهيم) و(إسمعيل)، فكذلك الألف من (ميكئل) التي بعد الكاف حذفت.
قال أبو عبيد: «رأيتها في الذي يقال له الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه (ميكل)».
فإثبات الياء صورة الهمزة. وأتي بالألف في اللفظ وإن سقطت في الخط، كما يؤتى بما في إبرهيم وإسمعيل، ولم يمد بعد الهمزة لذلك.
ومن قرأ (ميكئيل)، فحجته الحديث السابق.
قال أبو عبيد: «هكذا هما في الحديث ممدودان مهموزان»؛ يعني جبرائيل وميكائيل.
وعن ابن عباس: «إنما هو جبر إيل وميكا إيل، كقولك: عبد الله وعبد الرحمن؛ لأن جبر هو العبد، وإيل: الربوبية. وكذلك ميكا».
وجاء في هذا الاسم أيضًا: (ميكيل) و (ميكاييل).
وقوله: (أجملا)، منصوبٌ على الحال). [فتح الوصيد: 2/656]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [473] ودع ياء ميكائيل والهمز قبله = على حجةٍ والياء يحذف أجملا
ح: (ياء): مفعول (دع)، و(الهمز): عطف، ضمير (قبله): للياء، (على حجةٍ): حال، أي: حاصلًا على حجةٍ، (أجملا): صفة: مصدر محذوف، أي: حذفًا جميلًا.
ص: أي: اترك الياء الثاني من (ميكائيل) [98] والهمز الذي قبله عند حفص وأبي عمرو، فيبقى {وميكال}، والياء الثاني يحذف عند نافع، فيبقى (ميكائل)، وعند الباقي: (ميكائيل) بالهمز والياء بعدها، وهن لغات). [كنز المعاني: 2/28]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (471- وَدَعْ يَاءَ مِيكَاَئِيلَ وَالهَمْزَ قَبْلَهُ،.. "عَـ"ـلى "حُـ"ـجَّةٍ وَاليَاءُ يُحْذَفُ "أَ"جْمَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/311]
أي حذف أبو عمرو وحفص الهمز فبقي: {مِيكَالَ} على وزن ميثاق وحذف نافع الياء وحدها فقرأ: "ميكائل"، والباقون أثبتوهما، وكل ذلك لغات فيه أيضا، وأجملا حال أو نعت مصدر محذوف أي حذفا جميلا، وفي ميكائيل ياءان الأولى بعد الميم والثانية بعد الهمزة، ودلنا على أنه أراد الثانية قوله: والهمز قبله فلما عرف ذلك أعاد ذكرها بحرف العهد فقال: والياء يحذف أجملا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/312]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (473 - ودع ياء ميكائيل والهمز قبله ... على حجّة والياء يحذف أجملا
قرأ حفص وأبو عمرو وَمِيكالَ حيث نزل بحذف الياء والهمز الذي قبله ويفهم من ضد هذه القراءة أن غيرهما يقرأ بإثبات الياء والهمز الذي قبله ما عدا نافعا؛ فإنه يثبت الهمز ويحذف الياء. وقول الناظم قبله، نص في أن محل اختلاف القراء هو الياء الثانية و(أجملا) نعت لمصدر محذوف أي حذفا أجملا؛ أي جميلا). [الوافي في شرح الشاطبية: 207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِيكَائِيلَ فَقَرَأَهُ الْبَصْرِيَّانِ وَحَفَصٌ مِيكَالَ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَلَا يَاءٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَهُ الْمَدَنِيَّانِ بِهَمْزَةٍ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ بَعْدَهَا. وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ فَرَوَاهُ ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْهُ كَذَلِكَ، وَرَوَاهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْهُ بِهَمْزَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ كَالْبَاقِينَ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ وَرْشٍ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ كَأَنَّهُمْ وَكَأَنَّكَ وَكَأَنَّهُ وَكَأَنْ لَمْ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/219]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وحفص {وميكال} [98] بغير همز ولا ياء بعدها، ونافع وأبو جعفر وقنبل من طريق ابن شنبوذ بهمزة من يغر ياء بعدها، والباقون بهمزة بعدها ياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 460]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (465 - ميكال عن حمًا وميكائيل لا = يا بعد همزٍ زن بخلفٍ ثق ألا). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ميكال (ع) ن (حما) وميكائيل لا = يا بعد همز (ز) ن بخلف (ث) ق (أ) لا
يعني وقرأ ميكال كما لفظ به حفص وأبو عمرو ويعقوب والباقون ميكائيل بألف وهمزة بعدها وياء كما لفظ به إلا أن نافعا وأبا جعفر وقنبلا بخلاف عنه حذفوا الياء التي بعد الهمزة، وهذا معنى قوله: لا يا بعد همزة الخ، فيصير فيها ثلاث قراءات وهي لغات للعرب. وسئل أبو بكر بن مهران لم لم يختلف في إسرائيل واختلف في ميكائيل. فقال ميكائيل كتب بغير ياء وإسرائيل كتب بالياء، وهذا جواب في غاية العجب فإن الياء من ميكائيل بعد الكاف ثابتة كما حذفت الألف منها، ولو قال لأن ألفه محذوفة بخلاف إسرائل فإنه يكتب بالألف، يعني أنه في أكثر المصاحف فاحتملت القراءات الثلاث لكان محتملا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 181]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (جبريل) فقال:
ص:
فافتح وزد همزا بكسر (صحبه) = كلّا وحذف الياء خلف شعبه
ش: أي: قرأ ذو دال «دم» ابن كثير قل من كان عدوا لجبريل [البقرة: 97، 98]، ورسله وجبريل هنا [البقرة: 98]، ومولاه وجبريل بالتحريم [الآية: 4] بغير همز ولا ياء كما لفظ به، وفتح الجيم.
وقرأ مدلول (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر وخلف بفتح الجيم والراء وزيادة (همز) بعد الراء وياء ساكنة.
واختلف عن (شعبة) في (حذف الياء):
فروى العليمي عنه إثباتها.
وروى يحيى بن آدم عنه حذفها.
هذا هو المشهور من هذه الطرق.
[وقرأ] الباقون بكسر الجيم والراء بلا همزة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/173]
توجيه: «جبرئيل»: اسم أعجمي مركب من «جبرا» اسم عبد، [ومن] «إيل» اسم الله تعالى، كعبد الله.
وللعرب في استعمال الأعجمي وجهان: إبقاؤه بلا تغيير، وتعريبه، أي: إجراؤه مجرى العربي في الوزن، والإعلال.
فوجه التحقيق: ما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره».
وقال أبو عبيد: هما ممدودان في الحديث، وهو لغة قيس وتميم.
ووجه حذف الياء التخفيف.
ووجه فتح الجيم: أنه لغة.
وروي عن ابن كثير أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام يقرأ جبريل وميكائل [البقرة: 98].
كذلك، قال: فلا أزال أقرؤهما كذلك. [ووجه الكسر: أنه لغة الحجازيين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/174] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ميكال (ع) ن (حما) وميكائيل لا = يا بعد همز (ز) ن بخلف (ث) ق (أ) لا
ش: أي: قرأ ذو عين (عن) حفص [ومدلول (حما) البصريان وو ميكئل [البقرة: 98] بحذف الهمزة] والياء التي بعدها، [و] وافقهما ذو ثاء (ثق) أبو جعفر وألف (ألا) نافع على حذف الياء [وأثبتا الهمزة].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/174]
واختلف عن زاي (زن) قنبل، فروى عنه ابن شنبوذ كذلك.
وروى ابن مجاهد عنه بهمزة بعدها ياء كالباقين؛ فصار نافع وأبو جعفر يقرآن وجبريل [البقرة: 98] بكسر الجيم وو ميكائل [البقرة: 98] بالهمز بلا ياء، وقنبل كذلك من رواية ابن شنبوذ، لكن [مع] فتح الجيم، ومن رواية ابن مجاهد بالياء.
وكذلك البزي، وحفص، والبصريان بكسر وجبريل وو ميكئل بلا همز ولا ياء، وأبو بكر من رواية العليمي بهمز [جبرئل بلا ياء وميكائيل بالهمز مع الياء.
وكذلك من رواية يحيى، لكن مع ثبوت ياء جبرئيل وهي قراءة حمزة وعلى وخلف،] ولابن عامر وجبريل كأبي عمرو وميكائيل لحمزة، فالحاصل فيهما ست قراءات.
تنبيه:
فهمت القراءة الأولى من لفظه، والثانية [من] قوله: (لا ياء بعد همز)؛ لأن النفي داخل على الياء الخاصة، والثالثة من مفهوم الثانية، وقيد الياء بـ (بعد الهمز)؛ لأن الأولى متفق عليها، والكلام فيه كجبريل.
[ووجه الحذفين]: لغة الحجاز.
ووجه حذف الياء: قول الفراء: هي لغة بعض العرب. وأوفق للرسم؛ لأنه بياء واحدة بعد الكاف.
ووجه إثباتهما الأصل، [و] هو لغة قيس، [ويوافق الحديث المتقدم] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/175]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "جبريل" [الآية: 97، 98] هنا وفي [التحريم الآية: 4] فنافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الجيم والراء وحذف الهمزة وإثبات الياء وهي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
وقرأ ابن كثير بفتح الجيم وكسر الراء وياء ساكنة من غير همز وافقه ابن محيصن وقرأ حمزة والكسائي، وكذا خلف بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة وياء ساكنة، وافقهم الأعمش واختلف عن أبي بكر فالعليمي عنه كحمزة ومن معه ويحيى بن آدم عنه كذلك، إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة وعن الحسن "جبرائل" بألف قبل الهمزة وحذف الياء وعن ابن محيصن من المبهج كراوية يحيى بن آدم عن أبي بكر إلا أن اللام مشددة وكلها لغات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/409] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ميكال" [الآية: 98] فنافع وقنبل من طريق ابن شنبوذ وكذا أبو جعفر بهمزة بعد الألف من غير ياء وهي لغة لبعض العرب، وقرأ أبو عمرو، وحفص وكذا يعقوب بحذف الهمزة والياء بعدها كمثقال، وهي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي والحسن وعن ابن محيصن بالهمز من غير ياء مع تخفيف اللام من المفردة وتشديدها من المبهج، وقرأ الباقون وهم: البزي وقنبل من طريق ابن مجاهد وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف بزيادة الهمزة والياء بعد الألف، وافقهم الأعمش.
ووقف حمزة على جبريل بالتسهيل بين بين فقط وكذا ميكال مع المد والقصر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/409]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لجبريل} [97] {وجبريل} [98] قرأ نافع والبصري والشامي وحفص بكسر الجيم والراء بلا همز كـــ (قنديل) وهي لغة أهل الحجاز، والمكي مثلهم إلا أنه يفتح الجيم، وشبعة بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة، والأخوان مثله إلا أنهما يزيدان ياء تحتية بعد الهمز). [غيث النفع: 394] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وميكائل} قرأ نافع بهمزة مكسورة بعد الألف، من غير ياء، وحفص والبصري من غير همز ولا ياء، كـــ (ميزان) والباقون بالهمزة والياء). [غيث النفع: 394]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين (98)}
{ورسله}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن "ورسله" بالإسكان للتخفيف.
- وقراءة الجماعة على التحريك "ورسله".
{وجبريل}
- تقدم في الآية السابقة/97.
{وميكال}
قرأ أبو عمرو وحفص وعاصم، وهي رواية عن ابن كثير، ويعقوب واليزيدي والحسن "وميكال" مثل مِفْعَال، وهي لغة أهل الحجاز.
[معجم القراءات: 1/159]
- وقرأ نافع وابن شنبوذ وقنبل، وابن كثير في بعض ما روي عنه وابن الصباح "ميكائل" بهمزة بعد الألف.
- وكذلك قرأ "ميكائل" لكن مع اختلاس الهمزة، نافع وابن كثير.
- وقرأ حمزة وابن كثير والكسائي وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وقنبل والبزي وابن مجاهد وخلف والأعمش وابن محيصن "ميكائيل" بهمزة بعد الألف ثم ياء، وهي لغة تميم وقيس وكثير من أهل نجد.
- وقرأ ابن محيصن "ميكييل".
- وقرأ ابن محيصن "مِكَيْل".
- وقرأ نافع وابن محيصن وابن هرمز الأعرج "ميكَئِل"، بهمزة دون ألف.
- وقرأ نافع والأعمش "ميكاييل" بياءين بعد الألف أولاهما مكسورة.
- وقرأ نافع "ميكايل".
[معجم القراءات: 1/160]
- وروي عن عاصم أنه قرأ "مِكُلَّ" بتشديد اللام وضم الكاف.
- وقرأ ابن محيصن وابن يعمر والأشهب والعقيلي، "مِيْكَلَّ" بفتح الكاف وتشديد اللام.
- وقرأ ابن محيصن أيضاً وابن هرمز "ميكئيل".
- ووقف حمزة عليه بتسهيل الهمزة بين بين مع المد والقصر.
- وقرئ "ميكاءل" بهمزة مفتوحة بعد الألف.
{للكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/34 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/161]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)}

قوله تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَوَكُلَّمَا) بإسكان الواو (عَاهَدُوا) بكسر الهاء من غير ألف، الباقون بفتح الواو والهاء مع الألف، وهو الاختيار لموافقة أكثر القراء ولأن الواو فتحها مع الاستفهام أولى في اللغة وأيضًا (عَاهَدُوا) من العهد أولى من عهد والذين معناه وجدوا). [الكامل في القراءات العشر: 490]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "عوهدوا" ببنائه للمفعول وهي مخالفة للرسم وعنه أيضا "الشياطون" وتعقبه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون (100)}
{أوكلما}
- قراءة الجمهور بفتح الواو "أوكلما".
- وقرأ ابن مجاهد وروح وأبو السمال العدوي بسكون الواو "أوكلما".
{عاهدوا}
- قرأ الحسن وأبو رجاء "عوهدوا" على البناء للمفعول، وهي قراءة تخالف رسم المصحف.
[معجم القراءات: 1/161]
- وقرأ أبو السمال "عهدوا"، وقد رواه ابن مجاهد عن روح عنه.
- وجاءت عند الكعبري بفتح العين والهاء.
{نبذه}
- قراءة الجمهور "نبذه".
- وقرأ عبد الله بن مسعود "نقضه..".
وهي قراءة تخالف سواد المصحف، والأَوْلَى حملها على التفسير.
{لا يؤمنون}
- تقدم في الآية/88 القراءة بغير همز ".. يومنون"). [معجم القراءات: 1/162]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (101) إلى الآية (103) ]

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) }

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: ورش من طريق الأصبهاني بتسهيل همزة "كأنهم وكأنك، وكأن لم" في جميع القرآن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون (101)}
{جاءهم}
- تقدمت الإمالة فيه لابن ذكوان وحمزة وخلف والأعمش وهشام.
وانظر الآية/87 من هذه السورة "جاءكم".
{مصدق}
- قراءة الجماعة بالرفع "مصدق"، وهو نعت لرسول".
- وقرأ ابن أبي عبلة "مُصَدِّقاً" بالنصب على الحال من لفظ "رسول"، وحسّن مجيء الحال من النكرة كونها قد وصفت بقوله تعالى: "من عند الله".
{نبذ فريق}
- في مصحف عبد الله بن مسعود "نقضه فريق".
{كأنهم}
- مذهب الأصبهاني عن ورش تسهيل الهمزة فيه في جميع القرآن، ومثله: كأنك، كأنه، كأن لم..، سواء كانت مشددة أو مخففة). [معجم القراءات: 1/162]

قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَلَكِن الشَّيَاطِين} 102 مُخَفّفَة النُّون فِي {لَكِن} ومشددة
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَنَافِع {وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا} مُشَدّدَة وَكَذَلِكَ {وَلَكِن الله قَتلهمْ} {وَلَكِن الله رمى} الْأَنْفَال 17 {وَلَكِن النَّاس أنفسهم يظْلمُونَ} يُونُس 44 مشددات كُلهنَّ
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {وَلَكِن الْبر من آمن} الْبَقَرَة 177 {وَلَكِن الْبر من اتَّقى} الْبَقَرَة 189 خففا النُّون ورفعا {الْبر}
وشدد النُّون فِي هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {وَلَكِن الله قَتلهمْ} {وَلَكِن الله رمى} {وَلَكِن النَّاس أنفسهم يظْلمُونَ} {وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا} خفيفات النُّون
قَرَأَ ابْن عَامر {وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا} مُخَفّفَة {وَلَكِن الله قَتلهمْ} {وَلَكِن الله رمى} وشدد النُّون فِي {وَلَكِن النَّاس أنفسهم يظْلمُونَ}
وَلم يَخْتَلِفُوا إِلَّا فِي هَذِه السِّتَّة الأحرف). [السبعة في القراءات: 167 - 168]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {لمن اشْتَرَاهُ} 102
روى هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم (لمن اشتريه) ممالة
وروى غَيره عَن حَفْص التفخيم
وَالْمَعْرُوف عَن عَاصِم التفخيم). [السبعة في القراءات: 168]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولكن} خفيفة {الشياطين} رفع، وكذلك {ولكن الله قتلهم} {ولكن الله رمى} شامي كوفي غير عاصم- وزادوا غير ابن عامر- {ولكن الناس} {ولكن البر} مثله شامي ونافع). [الغاية في القراءات العشر: 183]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولكن} [102] خفيف، {الشياطين } [102]: رفع دمشقي، وهما، وخلف، ومثله {ولكن الله قتلهم} [الأنفال: 17]، و{رمى} [الأنفال: 17]،
[المنتهى: 2/579]
وزاد {ولكن الناس} [يونس: 44] «هما»، وخلف، زاد الرستمي بخلاف عنه (ولكن الله سلم) [الأنفال: 43]).[المنتهى: 2/580]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (ولكن الشياطين كفروا) بكسر النون من (لكن) والتخفيف ورفع (الشياطين)، وقرأ الباقون بتشديد النون وفتحها ونصب (الشياطين)، ومثله الاختلاف في قوله (ولكن الله قتلهم) (ولكن الله رمى) في الأنفال، فأما قوله عز وجل في يونس (ولكن الناس) فالاختلاف فيه هكذا غير أن ابن عامر يكون مع أهل التشديد وحمزة والكسائي على التخفيف). [التبصرة: 158]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة، والكسائي: {ولكن الشياطين} (102)، وفي
[التيسير في القراءات السبع: 230]
الأنفال (17): {ولكن الله قتلهم ... ولكن الله رمى}، في الثلاثة: بكسر النون مخففة، ورفع ما بعدها.
والباقون: بفتح النون مشددة، ونصب ما بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 231]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وحمزة والكسائيّ وخلف (ولكن الشّياطين) وفي الأنفال (ولكن اللّه قتلهم ولكن اللّه رمى) في الثّلاثة بكسر النّون مخفّفة ورفع ما بعدها والباقون بفتح النّون مشدّدة ونصب ما بعدها). [تحبير التيسير: 293]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَتْلُو الشَّيَاطِينُ) خليد بن عالج عن الحسن (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ)، (وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ)، و(رَمَى)، (وَلَكِنَّ النَّاسَ) خفاف مع الرفع ما بعدها حَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والْأَعْمَش، والكسائي غير قاسم ومسعود بن صالح وافق ابن عامر إلا في يونس وافقه طَلْحَة في الأنفال فيهما، زاد ابن رستم عن نصير (وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ)، الباقون بتشديد (لَكِنَّ) ونصب مَا بعدها، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، ولأن (لَكِنَّ) أكثرها في القرآن المشدد بالاتفاق كقوله: (وَلَكِنَّ اَلَذِينَ كَفَرُوا يَفتَرُونَ)، (وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ) وشبه ذلك (يُعَلِّمَانِ) بإسكان العين طَلْحَة، الباقون مثقل، وهو الاختيار لموافقة الجماعة ولقوله: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا)، (الْمَلِكَيْنِ) بكسر اللام الحسن، وقُتَيْبَة طريق النهاوندي في قول العراقي، والرَّازِيّ، والْحَمَّامِيّ، وهكذا روى قُتَيْبَة بإسناده عن أبي جعفر، وابن حكيم عن مكي، وابن بكار عن دمشقي، الباقون بفتح اللام، وهو الاختيار لموافقة الجماعة والقصة (هَارُوتَ وَمَارُوتَ) رفع الشيزري عن أبي جعفر، الباقون بفتحهما في موضع جرٍّ، وهو الاختيار لموافقة الجماعة والترجمة على الملكين (الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) بكسر الميم الحسن، وقَتَادَة، وبغير همز مشدد الكسائي عن أبي جعفر، الباقون مهموز خفيف بفتح الميم، وهو الاختيار لموافقة الأكثر وأشهر اللغات). [الكامل في القراءات العشر: 490]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([102]- {وَلَكِنَّ} خفيف، {الشَّيَاطِينَ} رفع: ابن عامر وحمزة والكسائي.
ومثله {وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}، و{وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17].
زاد حمزة والكسائي {وَلَكِنَّ النَّاسَ} في [يونس: 44]). [الإقناع: 2/601]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (474 - وَلكِنْ خَفَيفٌ وَالشَّيَاطِينُ رَفْعُهُ = كَمَا شَرَطُوا وَالْعَكْسُ نَحْوٌ سَمَاالْعُلاَ). [الشاطبية: 38]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([474] ولكن خفيفٌ والشياطين رفعه = (كـ)ما (شـ)رطوا والعكس (نـ)حوٌ (سما)العلا
يعني كما شرط أهل العربية أنك إذا خففت (لكن)، أبطلت عملها ورفعت ما بعدها؛ فهي كـ(إن) في الشديد والتخفيف .ويفترقان في أن
[فتح الوصيد: 2/656]
(إن) تعمل مع التخفيف دون (لكن)، والأصل أن لا عمل مع التخفيف لـ: (إن) أيضًا، لأن اللفظ الذي به شاهت الفعل قد زال، ولذلك دخلت على الأفعال في حال التخفيف. ودخولها دليلٌ على إبطال العمل، لأن العامل لا يدخل على العامل.
وقد زعم الفراء وغيره، أن تشديد (لكن) مع الواو، أوجه من تخفيفها وأفصح.
وإلى ذلك أشار بقوله: (والعكس نحوٌ سما العلا)، أي نحوٌ رفيعٌ طال العُلى.
ومعنى قول الفراء هذا، أما إذا كان معها الواو فخففتها، جمعت بين حرفي نسقٍ، لأنها إذا خففت حرف نسق؛ فالتشديد مع الواو أولى.
قال الفراء: وهي مع التخفيف مشبهة لـ: (بل)، فيكون ما بعدها كما بعد (بل).فإذا جاءوا بالواو خرجت عن شبه (بل) من حيث إن الواو لا تدخل عليها، فآثروا الشديد والنصب). [فتح الوصيد: 2/657]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [474] ولكن خفيفٌ والشياطين رفعه = كما شرطوا والعكس نحوٌ سما العلا
ب: المراد بـ (النحو): علم النحو، (سما العلا): طال علاه.
ح: (لكن خفيفٌ): مبتدأ وخبر، و(الشياطين): مبتدأ، (رفعه): مبتدأ ثانٍ، (كما شرطوا): خبره، والجملة: خبر (الشياطين)، و (العكس نحوٌ): مبتدأ وخبر، (سما العلا): صفة (نحوٌ) .
ص: أي: {ولكن الشياطين كفروا} [102] خفف ابن عامر
[كنز المعاني: 2/28]
وحمزة والكسائي، {لكن}، ورفعوا {الشياطين} على الابتداء وإبطال عمل {لكن}، وهو معنى قوله: (كما شرطوا)، أي: شرط النحاة، وعكس ما ذكر وهو تشديد {لكن} وفتح النون ونصب {الشياطين} قراءة عاصم ونافع وأبي عمرو وابن كثير على إعمال {لكن}.
وأشار إلى قوة تلك القراءة بقوله: (نحو سما العلا)، إذ لا يدخل حرف العطف على ما يشبه حروف العطف، وهو {لكن} على هذا التقدير). [كنز المعاني: 2/29]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (472- وَلكِنْ خَفَيفٌ وَالشَّيَاطِينُ رَفْعُهُ،.. "كَـ"ـمَا "شَـ"ـرَطُوا وَالعَكْسُ "نَـ"ـحْوٌ "سَمَا" العُلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/312]
أي كما شرط أهل العربية أن لكن إذا خففت بطل عملها فارتفع ما بعدها أي خفف ابن عامر وحمزة والكسائي [لكن] فلزم كسر النون لالتقاء الساكنين فقرءوا: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}، ولم ينبه على حركة النون ولو نبه عليها وترك ذكر قراءة الباقين؛ لأنها تعلم من الضد كان أولى فيقول والنون بالكسر وكّلا أو وصّلا، فتكون قراءة الباقين تشديد النون وفتحها، ونصب الشياطين، وهذه أضداد ما تقدم ذكره وقوله: والعكس، نحو: يعني تشديد لكن ونصب الشياطين على أنه اسم لكن أي هذا أيضا وجه من وجوه علم النحو سما العلا أي طال العلا يعني أنه نحو رفيع أي ذلك وجه قوي أيضا وهو اختيار الفراء قال: تشديد لكن بعد الواو أوجه من تخفيفها وأفصح؛ لأنها إذا خففت صارت حرف عطف والواو حرف عطف، فلزم أن لا تعمل كسائر حروف العطف ونحو سما العلا رمز قراءة الباقين ولم يكن محتاجا إليه؛ فإنه لو قال: والعكس غيرهم تلا لحصل المراد واستعمل العكس بمعنى الضد الذي اصطلح عليه، وهذا كما قال في سورة الإسراء وفي مريم بالعكس: حق شفاؤه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/313]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (474 - ولكن خفيف والشّياطين رفعه ... كما شرطوا والعكس نحو سما العلا
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا بتخفيف النون في ولكن
[الوافي في شرح الشاطبية: 207]
مع كسرها في الوصل للتخلص من التقاء الساكنين وسكونها في الوقف ورفع نون الشياطين. وقرأ الباقون بعكس هذه القراءة فتكون قراءتهم بتشديد النون في ولكن مع فتحها ونصب النون في الشياطين. الباقون هم عاصم ونافع وابن كثير وأبو عمرو. ولم يقيد نون ولكن في قراءة الباقين بالفتح اعتمادا على الشهرة). [الوافي في شرح الشاطبية: 208]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا، وَفِي الْأَوَّلِينَ مِنَ الْأَنْفَالِ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِتَخْفِيفِ النُّونِ مِنْ وَلَكِنْ وَرَفْعِ الِاسْمِ بَعْدَهَا. وَكَذَلِكَ قَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ مِنْ سُورَةِ يُونُسَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ وَالنَّصْبِ فِي السِّتَّةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/219]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف {ولكن الشياطين} هنا [102]، وفي الأنفال {ولكن الله قتلهم}، و{ولكن الله رمى} [17] بتخفيف {ولكن} ورفع ما بعدها، وكذا قرأ نافع وابن عامر {ولكن البر من آمن} [177]، {ولكن البر من اتقى} [189] من هذه السورة، وكذا حمزة والكسائي وخلف {ولكن الناس أنفسهم يظلمون} في يونس [44]، والباقون بالتشديد والنصب في الستة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 460]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (466 - ولكن الخفّ وبعد ارفعه مع = أوّلي الأنفال كم فتىً رتع
467 - ولكن النّاس شفا والبرّ من = كم أمّ .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ولكن الخفّ وبعد ارفعه مع = أوّلي الأنفال (ك) م (فتى) (ر) تع
يعني قوله تعالى «ولكن الشياطين كفروا» خفف النون من «ولكن ورفع «الشياطين» بعده، وكذلك الحرفان الأولان من الأنفال وهما «ولكنّ الله قتلهم، ولكنّ الله رمى» ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب الأسماء الثلاثة بعدها قوله: (أولى الأنفال) أي وتخفيف «لكن» ورفع الاسم بعدها من اللذين هما أولى الأنفال، واحترز بذلك عن قوله «ولكن الله سلم، ولكن الله ألف بينهم» فإنه لا خلاف في تشديدهما ونصب الاسم بعدهما.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 181]
ولكن النّاس (شفا) والبرّ من = (ك) م (أ) مّ ننسخ ضمّ واكسر (م) ن (ل) سن
معطوف على التخفيف والرفع: أي وخفف «ولكن الناس» ورفع الاسم وهو في يونس «ولكن الناس أنفسهم يظلمون» حمزة والكسائي وخلف قوله: (والبر من) أي وكذلك قوله تعالى «ولكن البرّ من آمن، ولكن البرّ من اتقى» وكلاهما في سورة البقرة خفف النون من ولكن، ورفع البر ابن عامر ونافع والباقون بالتشديد والنصب، والتخفيف مع الإلغاء شائع سائغ ولكن الإعمال مع الواو أشهر كقوله «ولكن المنافقين، ولكنهم، ولكنا» وذلك بخلاف ما إذا لم ينسق نحو قوله تعالى «لكن الراسخون في العلم، لكن الله يشهد» لأنها إذا خففت حرف عطف والواو حرف عطف، وإنما أثبت حمزة والكسائي وخلف تخفيف هذه المواضع الأربعة لأنهم يجعلون لكن بمعنى بل اعتبارا بما وقع من نظائره من القرآن نحو «وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون» ونحو ذلك «ولكن كانوا هم الظالمين» أي بل كانوا، ووجه مخالفة ابن عامر لهم في «ولكن الناس» أنه راعى تشديد «إن الله لا يظلم الناس شيئا» وأما تخصيص «ولكن البر» بالتخفيف والرفع فلمجاورة «ليس البر» والله تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 182]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ولكن الخفّ وبعد ارفعه مع = أوّلى الأنفال (ك) م (فتى) (ر) تع
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر ومدلول (فتى) حمزة وخلف وراء (رتع) الكسائي ولكن الشياطين كفروا [البقرة: 102]، ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى كلاهما في الأنفال [الآية: 17] أولا بتخفيف نون (لكن) ورفع ما بعدها، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/175]
بتشديد النون ونصب الاسم بعدها.
تنبيه:
احترز بأول الأنفال من آخرها ولكنّ الله ألّف بينهم [الأنفال: 63].
وعلم سكون النون من اللفظ وكسرها وصلا للمخفف وفتحها للمشدد من الإجماع [نحو]: ولكن اختلفوا [البقرة: 253]، [و] ولكنّ الله يفعل [البقرة: 253].
ولا روم، ولا إشمام فيهما، و(لكن) حرف استدراك مطلقا، فالمشددة مختصة بالاسمية فتنصب الأول اسما وترفع الثاني خبرا، ومن شرطها وقوعها بين جملتين [متغايرتين، والمخففة فرعها ملغاة.
ووجه المشددة محصورها بين الجملتين] نظير مّآ ألّفت بين قلوبهم ولكنّ الله ألّف بينهم [الأنفال: 63].
ووجه التخفيف: أنها لغة [فيها؛] لا أنها العاطفة؛ لأن شرطها عطف مفرد على منفي.
ثم كمل النظائر فقال:
ص:
ولكن النّاس (شفا) والبرّ من = (ك) م (أ) مّ ننسخ ضمّ واكسر (م) ن (ل) سن
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف ولكن الناس أنفسهم يظلمون في يونس [الآية: 44] بتخفيف النون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وهمزة (أم) نافع بتخفيف ولكن البرّ من آمن، ولكن البرّ من اتقى كلاهما [في البقرة] [الآيتان: 177، 189] بتشديد النون فيهما، وتقدم الخلاف في أن ينزّل [الأنعام: 37] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/176]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "عوهدوا" ببنائه للمفعول وهي مخالفة للرسم وعنه أيضا "الشياطون" وتعقبه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ" [الآية: 102] وفي الأولين في [الأنفال الآية: 17] "ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى" فابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف النون من "ولكن" كما هو لغة وكسرها وصلا ورفع ما بعدها على الابتداء، وافقهم الأعمش عليها والحسن في ثاني الأنفال والباقون بالتشديد ونصب ما بعدها بها، وأما "وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَن، ولكن البر من اتقى" وحرف يونس فيأتي في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على: "المرء" بالنقل مع إسكان الراء للوقف على القياس، ويجوز الروم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي إمالة: "بضارين" [الآية: 102]). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "اشتريه" أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري وكذا خلف وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما الخلف في "ينزل" فسبق قريبا وكذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في"مِنْ خَلاق" [الآية: 102] و"من خير" وترقيق الأزرق راء: "خير لو" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما الخلف في "ينزل" فسبق قريبا وكذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في "مِنْ خَلاق" [الآية: 102] و"من خير" وترقيق الأزرق راء: "خير لو" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {ولكن الشياطين} [102] قرأ الشامي والأخوان {ولكن} بتخفيف النون وإسكانها، وكسرها وصلاً للساكنين، و{الشياطين} بالرفع مبتدأ، والباقون بتشديد {ولكن} وفتحها، ونصب {الشياطين} بها). [غيث النفع: 394]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واتبعوا ما تتلوا الشيـاطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلــق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}
{تـتـلوا}
هذه قراءة الجماعة "تتلو" من "تلا" الثلاثي.
- وذكر عطاء أن بعضهم قرأ "تتلى" من "تَلَّى" المضعَّف.
وذكرها ابن منظور، ووجدتها مثبتة عند الزبيدي في التاج، وهي في معنى قراءة الجماعة، أي تتلو كتاب الله، وتقرأه، وتتكلم به، ولم أجد هذه القراءة عند المفسرين، ولا في مراجع القراءات.
{تتلوا الشياطين}
- كذا قرأ الجماعة "الشياطين" جمع تكسير.
- وقرأ الحسن والضّحاك ".. الشياطون" بالرفع بالواو، وهو شاذ، قاسه على قول العرب: "بستان فلان حوله بَسّاتون"، رواه الأصمعي، قالوا: والصحيح أن هذا لحن فاحش.
قال أبو البقاء: "شبَّه فيه الياء قبل النون بياء جمع الصحيح، وهو قريب من الغلط".
[معجم القراءات: 1/163]
وطعن الزجاج بقراءة الحسن، وهي عنده ممتنعة في العربية.
{ولكن الشياطين}
- قرأ نافع وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب "لكنَّ" بالتشديد، ويجب على هذا إعمالها فيما بعدها.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف والأعمش "لكنْ" بتخفيف النون، ورفع ما بعدها بالابتداء والخبر، وصورة القراءة: "ولكنَّ الشياطين كفروا".
- وقرأ الحسن والضّحاك "ولكن الشياطون" بتخفيف "لكن"، والشياطون، كذا بالواو كالقراءة السابقة أول الآية.
{على الملكين}
- قراءة الجمهور بفتح اللام "على الملكين".
- وقرأ ابن عباس والحسن بن علي وأبو الأسود الدؤلي والضّحاك وابن أبزى وسعيد بن جبير والزهري وقتيبة عن الكسائي "على الملِكَيْن" بكسر اللام، يعني به رجلين من بني آدم، وردّ هذه القراءة الطبري وخطّأها.
[معجم القراءات: 1/164]
{هاروت وماروت}
- قرأ الجمهور "هاروت وماروت" بفتح التاء، وهما بدلان من "الملكين"، وتكون الفتحة علامةً للجرِّ؛ لأنهما لا ينصرفان.
- وقرأ الحسن والزهري "هاروت وماروت" بالرفع على تقدير: هما هاروت وماروت.
{وما يعلِّمانِ}
- قراءة الجمهور بتشديد اللام "يُعَلّمان"، من "عَلَّم" المضعّف، وهي على بابها من التعليم.
- وقرأ طلحة بن مصرف "يُعْلِمان" من "أعْلَمَ".
- وقرأ أبَيّ بن كعب "وما يعلم الملكان" بإظهار الفاعل.
{بينَ المَرْءِ}
- قرأ الجمهور "المرء" بفتح الميم وسكون الراء، وهمزة بعدها، قال الأنباري: "أجمع أكثر القراء على فتح الميم".
- وقرأ الحسن والزهري وقتادة "المر" بغير همز مخفَّفاً.
- وجاءت عند السمين عن الزهري وقتادة بكسر الميم وكسر الراء خفيفة "المِرِ" كذا!
- وقرأ ابن أبي إسحاق "المرءُ" بضم الميم والهمز، وهي لغة هذيل.
- وقرأ الحسن والأشهب العقيلي "المرْءِ" بكسر الميم والهمز.
[معجم القراءات: 1/165]
- وقرأ الزهري وقتادة "المرِّ" بفتح الميم وإسقاط الهمز وتشديد الراء.
- ووقف حمزة وهشام على "المرء" بالنقل، مع إسكان الراء للوقف، وهي مفخمة، وحذف الهمزة "المر"، ويجوز الرَّوْم مع ترقيق الراء.
- وروي ترقيق الراء عن ورش وغيره.
{بضارِّينَ}
- قراءة الجمهور بإثبات النون "بضارِّين".
- وقراءة الأعمش بحذف النون "بضاري"، وهي قراءة الأهوازي عن السعيدي عن أبي عمرو.
- وقرأ المطوعي والأعمش بالإمالة وإثبات النون "بضارين".
- وذكر ابن خالويه ان ابن مسعود قرأ "بضائر" كذا بالإمالة ولعل القراءة "بضائرين" وأصلها تحريف.
- وقرئ بضارين على التثنية يشير إلى الملكين.
[معجم القراءات: 1/166]
{اشتراه}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري، وكذا قرأ خلف.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{مِنْ خَلَاق}
- قرأ بإخفاء النون عند الخاء مع الغنة أبو جعفر.
{لَبِئسَ}
- قرأ أبو جعفر والسوسي وورش والأزرق والأصبهاني وأبو عمرو بخلاف عنه "لبيس" بإبدال الهمزة ياء.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
- وقرأ الجمهور بتحقيق الهمزة في الحالين "لبئس"). [معجم القراءات: 1/167]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَمَثْوَبَة) نصب أبو السَّمَّال (لَمَثُوبَةٌ) على وزن مشهورة قَتَادَة، الباقون (لَمَثُوبَةٌ) بإسكان الواو ورفع الثاء، وهو الاختيار، لأنه خبر إن). [الكامل في القراءات العشر: 490]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما الخلف في "ينزل" فسبق قريبا وكذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في "مِنْ خَلاق" [الآية: 102] و"من خير" وترقيق الأزرق راء: "خير لو" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ولو أنهم ءامنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون (103)}
{لمثوبة}
- قراءة الجمهور "لمثوبة" مثل مشورة، بضم الثاء.
- وقرأ قتادة وأبو السمال وعبد الله بن بريدة ويحيى بن يعمر وزيد ابن علي "لمثْوَبة" بسكون الثاء وفتح الواو، وهو مصدر مثل "مشورة".
{خَيْرٌ لَوْ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 1/167]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (104) إلى الآية (105) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رَاعِنًا) بالتنوين ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والحسن، والْأَعْمَش، وأبو حيوة، وروى جرير عن الْأَعْمَش، وأبان بن يزيد " راعونا " بالواو، والباقون (رَاعِنَا) بغير تنوين ولا واو، وهو الاختيار لموافقة الأكثر ولدليل القصة أنها سبٌّ في لغة اليهود). [الكامل في القراءات العشر: 490]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن والحسن "راعنا" [الآية: 104] هنا والنساء بالتنوين على أنه صفة لمصدر محذوف أي: قولا راعنا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/411]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم (104)}
{راعِنا}
- قراءة الجمهور "راعنا" فعل أمر من المراعاة.
- وفي مصحف عبد الله ابن مسعود وقراءته "راعونا"، وهي قراءة أُبيّ بن كعب وزرّ بن حبيش والأعمش، ووجهها أنهم كانوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم كما تخاطب الجماعة.
- وذكر في مصحف عبد الله أيضا "ارعونا".
- وقرأ الحسن وابن أبي ليلى وأبو حيوة وابن محيصن والأعمش "راعناً" بالتنوين، وهي صفة لمصدر محذوف أي: قولاً راعناً، وهذه من معنى الجهل.
[معجم القراءات: 1/168]
{انظرنا}
- قراءة الجمهور "انظرنا" موصول الهمزة مضموم الظاء من النظرة، وهي التأخير، أي: انتظرنا وتأن علينا.
- وقرأ أبيّ والأعمش "أَنْظِرنا" بقطع الهمزة وكسر الظاء من الإنظار، ومعناه: أخِّرنا، وأمهلنا.
{للكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 19، 34، 98 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/169]

قوله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ قَرِيبًا). [النشر في القراءات العشر: 2/219]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما الخلف في "ينزل" فسبق قريبا وكذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في "مِنْ خَلاق" [الآية: 102] و"من خير" وترقيق الأزرق راء: "خير لو" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({أن ينزل} [105] قرأ المكي والبصري بإسكان النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي.
[غيث النفع: 394]
{يشآء} يوقف عليه لحمزة وهشام بإبدال الهمزة ألفًا، مع المد والتوسط والقصر، وتسهيلها بين بين بروم حركتها، مع المد والقصر.
{العظيم} تام وفاصلة ومنتهى النصف اتفاقًا). [غيث النفع: 395]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشـــاء والله ذو الفضل العظيم (105)}
{أليم _ مَّـا} 104_105
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بالإدغام في حال الوصل.
{ما يَوَدُّ}
- قرئ "ما وَدَّ" على لفظ الماضي.
{ولا المشركين}
- قرأ الأعمش عن طريق الأهوازي "ولا المشركون" بالرفع عطفاً على "الذين كفروا"، وقراءة الجماعة "ولا المشركين" بالياء.
{أن يُنزَّلَ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي "أن ينزل" بسكون النون وتخفيف الزاي، مبنياً للمفعول.
- وقراءة الجماعة "أن ينزل" بفتح النون وتشديد الزاء، مبنياً للمفعول.
[معجم القراءات: 1/169]
{من خير}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء النون بغنة عند الخاء.
{يشاء}
- قرأ حمزة وهشام في الوقف بتسهيل الهمزة، ثم إبدالها ألفاً من جنس ما قبلها، فيجتمع ألفان "يشاا"، فتحذف إحداهما للسكون، وإن شئت زدت في المد والتمكين لتفصل ما بينهما، ولا تحذف). [معجم القراءات: 1/170]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (106) إلى الآية (110) ]
{مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) }

قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (39 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {مَا ننسخ من آيَة} 106 فِي فتح النُّون الأولى وَضمّهَا وَفتح السِّين وَكسرهَا
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {مَا ننسخ} بِضَم النُّون الأولى وَكسر السِّين
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مَا ننسخ} بِفَتْح النُّون الأولى وَالسِّين مَفْتُوحَة). [السبعة في القراءات: 168]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {ننسها} 106 فِي ضم النُّون الأولى وَترك الْهمزَة وَفتح النُّون مَعَ الْهمزَة
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (ننسأها) بِفَتْح النُّون مَعَ الْهمزَة وَالْبَاقُونَ {ننسها} ). [السبعة في القراءات: 168]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ما ننسخ} بضم النون ابن ذكوان {أو ننسأها} بفتح النون مهموز مكي وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 183]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ما ننسخ} [106]: بضم النون دمشقي غير هشام طريق الداجوني.
(أو ننسئها) [106]: بالهمز وفتح النون مكي، وأبو عمرو).[المنتهى: 2/580]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ما ننسخ) بضم النون الأولى وكسر السين، وفتحهما والباقون.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (أو ننساها) بفتح النون الأولى والسين وهمزة ساكنة بعد السين، وقرأ الباقون بضم النون وكسر السين من غير همز). [التبصرة: 159]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ما ننسخ من آية} (106): بضم النون، وكسر السين.
والباقون: بفتحهما.
ابن كثير، وابو عمرو: {أو ننسأها}: بالهمزة، مع فتح النون والسين.
والباقون: بغير همز، مع ضم النون، وكسر السين). [التيسير في القراءات السبع: 231]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (ما ننسخ من آية) بضم النّون وكسر السّين والباقون بفتحهما. ابن كثير وأبو عمرو (أو ننسأها) بالهمز مع فتح النّون والسّين والباقون بغير همز مع ضم النّون وكسر السّين). [تحبير التيسير: 293]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَا نَنْسَخْ) بضم النون وكسر السين ابن أبي عبلة، ودمشقي غير الدَّاجُونِيّ عن هشام، وابن الحارث، الباقون بفتح النون والسين، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين فلأنه يقال نسخت الكتاب). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([106]- {مَا نَنْسَخْ} بضم النون: ابن عامر.
[106]- {أَوْ نُنْسِهَا} بالهمز وفتح النون والسين: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/601]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (475 - وَنَنْسَخْ بِهِ ضَمٌّ وَكَسْرٌ كَفَى وَنُنْـ = ـسِهَا مِثْلُهُ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ ذَكَتْ إِلَى). [الشاطبية: 38]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([475] وننسخ به ضمٌ وكسرٌ (كـ)فى وننـ = سها مثله من غير همزٍ (ذ)كت (إ)لى
النسخ يكون على ثلاثة معان:
إذهاب الشيء وإقامة آخر مقامه؛ ومنه قول العرب: نسخت الشمس الظل. فالظل قد ذهب، ونور الشمس قد حل موضعه.
والنقل؛ ومنه قولهم: نسخت الكتاب.
والإبطال لا إلى بدل؛ ومنه: نسخت الريح الأثر.
[فتح الوصيد: 2/657]
وقد اختلفوا في تأويل قراءة ابن عامر، فقال أحمد بن يحيى وأبو عبيد وغيرهما: «عنى {ما ننسخ}، أي ما ننسخك من آية؛ فيكون من نسخت الكتاب وأنسخته غيري».
واعترض أبو علي هذا وتابعه أبو محمد.
ومعنى ما اعترض به، أنه يؤدي إلى أن كل آية نزلت، أتي بآية خير منها؛ لأن الإنساخ إنزال في المعنى.
والجواب عنه أن يقال: إنما المعني: ما ننسخك يا محمد من آية أو ننسها؛ أي نتركها، نأت بخير كائن أو صادر منها إن أنسخناك إياها، أو بمثلها في الخير إن تركنا إنساخك إياها في ذلك الوقت.
وقيل: معنى {ما ننسخ من ءاية}، أي ما نسخك من آية؛ أي نجعلك ذا نسخ لها؛ أي كتابة؛ يقال: أنسخته، أي جعلته ذا نسخ، كما يقال: أقبرته، أي جعلته ذا قبر؛ قال الله تعالى: {ثم أماته فأقبره}، وهو في معنى الأول. وقد سبق الاعتراض عليه والجواب عنه.
واختار أبو علي ومن تابعه {ما ننسخ}، أي ما نجد منسوخًا، كما يقال: أحمدته، إذا وجدته حميدًا، وأكرمته وأبخلته.
قال: وإنما يجدها سبحانه كذلك لنسخه تعالى لها، فيتحد المعنى على هذا في قراءة الضم والفتح، ويكون من: نسخت الريح الأثر.
[فتح الوصيد: 2/658]
والهاء في (به)، تعود إلى اللفظ.
و{ننسها}، مثله من غير همز؛ يقال: نسيت الشيء: تركته. وأنسيته أيضًا.
وقيل: أنسيته، أي أمرت بتر كه؛ وأنشد ابن الأعرابي:
إن علي عقبةً أقضيها = لست بناسيها ولا منسيها
أي لست بتاركها ولا آمرا بتركها.
ومعنى (ذكت إلى)، أي ذكت هذه القراءة نعمة.
فـ(إلى)، منصوب على التمييز، وهو واحد الآلاء، وهي النعم.
وقراءة الهمز وفتح النون، بمعنى التأخير.
والنسأ: التأخير؛ يقال: نسأ الله في أجلك، أي أخر.
ومعنى ذلك، تأخير إنزالها إلى وقت هو أولى بما وأصلح لهم، فيكون بمعنى الترك في القراءة الأولى على ما سبق.
وقد طال خبط الناس في هذا وتشعب القول فيه، حتى قالوا: ننسها من النسيان المضاد للذكر.
واستدلوا بما لا يستقيم، وأنكروا أنسى، بمعنى ترك.
وقد ذكرت الاحتجاج وأوضحت المنهاج، والله المستعان). [فتح الوصيد: 2/659]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [475] وننسخ به ضمٌ وكسرٌ كفى وننـ = ـسها مثله من غير همزٍ ذكت ألا
ب: (ألا): واحد (الآلاء) بمعنى النعمة.
ح: (ننسخ): مبتدأ، (به ضمٌ وكسرٌ): جملة خبره، والباء: بمعنى (في)، (ننسها مثله): مبتدأ وخبر، والهاء في (مثله): لـ (ننسخ)، ضمير (ذكت): للقراءة، (ألا): نصب على التمييز.
ص: يعني: (ننسخ) في: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها} [106] بضم نونه الأولى وكسر السين قراءة ابن عامر، من (أنسخ) إذا حمل على النسخ، والباقون: بفتح النون والسين من (نسخ)، يعلم هذا من الضد؛ لأن
[كنز المعاني: 2/29]
ضد الضم والكسر معًا الفتح.
ومعنى (كفى): كفى ذلك في الدلالة على الضدين.
و{ننسها} مثل {ننسخ} في ضم الأول وكسر الثالث بلا همز قراءة ابن عامر والكوفيين ونافعٌ من (أنسيت الشيء) إذا أمرت بتركه، أي: نأمر بترك حكمها، والباقون: بفتحهما مع الإتيان بالهمز بعدها من النساء وهو: التأخير، أي: نؤخرها إلى وقتٍ هو أولى). [كنز المعاني: 2/30]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (473- وَنَنْسَخْ بِهِ ضَمٌّ وَكَسْرٌ "كَـ"ـفَى وَنُنْ،.. سِهَا مِثْلُهُ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ "ذَ"كَتْ "إِ"لَى
يعني ضم أوله وكسر ثالثه من أنسخ أي أمر بالنسخ، والنسخ: الإزالة، وقوله: كفى أي كفى ذلك في الدلالة على القراءتين لفظا وضدا فإن ضد الضم والكسر معا الفتح، ثم قال: وننسها مثله أي بضم أوله
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/313]
وكسر ثالثه أيضا وقد اتفق في الكلمتين أن المضموم فيهما حرف النون والمكسور حرف السين، وزاد في ننسها أن قال: من غير همز؛ لتأخذ الهمز في القراءة الأخرى، ومطلق الهمز لا يقتضي حركته فيقتصر على أقل ما يصدق عليه اسم الهمز وهو الإتيان بهمزة ساكنة فهو بلا همز من النسيان أي تذهب بحفظها من القلوب وقيل: هو من نسيت الشيء إذا تركته وأنسيته أمرت بتركه أي نأمر بترك حكمها أو تلاوتها، فكل من هذه المعاني قد وقع فيما أنزل من القرآن، وقراءة الهمز من الإنساء الذي هو التأخير أي نؤخرها إلى وقت هو أولى بها وأصلح للناس أي نؤخر إنزالها، والضمير في ذكت للقراء وإلى واحد الآلاء وهو النعم، يقال المفرد بفتح الهمزة وكسرها وهو في موضع نصب على التمييز أو الحال أي ذات نعمة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/314]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (475 - وننسخ به ضمّ وكسر كفى ونن ... سها مثله من غير همز ذكت إلى
قرأ مرموز (كفي) وهو ابن عامر ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ بضم النون الأولى وكسر السين فتكون قراءة غيره بفتح النون والسين؛ لأن ضد الضم الفتح وضد الكسر الفتح، وقرأ مرموز الذال والألف وهما ابن عامر والكوفيون ونل فع أَوْ نُنْسِها بضم النون الأولى وكسر السين كقراءة ابن عامر في ننسخ من غير همزة بعد السين فتكون قراءة الباقين وهما ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون والسين وزيادة همز ساكن بعدها. والناظم رضي الله عنه لم يقيد الهمز بكونه ساكنا أو متحركا فمن أين علم سكونه؟
قال العلامة أبو شامة: ومطلق الهمز لا يقتضي حركته فيقتصر على أقل ما يصدق عليه اسم الهمز وهو الإتيان بهمزة ساكنة ويظهر لي- والله أعلم- أن سكون الهمز علم من قواعد العربية. ذلك أن قوله أَوْ نُنْسِها معطوف على فعل الشرط فيكون مجزوما مثله فحينئذ يتعين سكون الهمز. فالناظم لم يقيد الهمز بالسكون اعتمادا على هذه القواعد). [الوافي في شرح الشاطبية: 208]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (68 - وَقُلْ حَسَنًا مَعْهُ تُفَادُو وَنُنْسِهَا = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص وقل حسنًا مع تفادوا وننسها = وتسأل (حـ)ـوى والضم والرفع (أ)صلا
ش - أي قرأ مرموز (حا) حوى وهو يعقوب {حسنًا} [83] بثلاث فتحات كخلف، ويريد بقوله: معه تفادوا يعني قرأ المشار إليه (بحا) حوى وهو يعقوب {تفادوهم} [85] بالضم والمد واستغنى باللفظ عن القيد وقرأ أيضًا يعقوب {أو ننسها} [106] بالضم والكسر وترك الهمز كما لفظ
[شرح الدرة المضيئة: 92]
به من أنسيت الشيء إذا أمرت بتركه أو بترك حكمه وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا وكذا قرأ {ولا تسأل} [119] ). [شرح الدرة المضيئة: 93] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ بِضَمِّ النُّونِ الْأُولَى وَكَسْرِ السِّينِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ
[النشر في القراءات العشر: 2/219]
النُّونِ وَالسِّينِ، وَكَذَا رَوَاهُ الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/220]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَنْسَأْهَا فَقَرَأَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ النُّونِ وَالسِّينِ، وَهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَيْنَ السِّينِ وَالْهَاءِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ نُنْسِهَا بِضَمِّ النُّونِ وَكَسْرِ السِّينِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/220]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر سوى الداجوني عن هشام {ما ننسخ} [106] بضم النون الأولى وكسر السين، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 460]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {أو ننسها} [106] بفتح النون والسين وهمزة ساكنة بعدها، والباقون بضم النون وكسر السين من غير همز). [تقريب النشر في القراءات العشر: 460]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(467- .... .... .... .... .... = .... ننسخ ضمّ واكسر من لسن
468 - خلفٍ كننسها بلا همزٍ كفى = عمّ ظبىً .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ننسخ) يعني قوله تعالى «ما ننسخ من آية» قرأه بضم النون وكسر السين ابن عامر بخلاف عن هشام كما أشار إليه بقوله من لسن خلف وننسخ من النسخ، والنسخ: الإزالة، والباقون بفتح النون وفتح السين كما يخرج من الضدين قوله: (لسن) هو الفصاحة.
خلف كننسها بلا همز (كفى) = (عمّ) (ظ) بى بعد عليم احذفا
أي كضم النون وكسرها في «ننسها» من غير همز، قرأه الكوفيون ونافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب، والباقون ننسأها بفتح النون والسين وبالهمز وهم ابن كثير وأبو عمرو من النسأ: وهو التأخير: أي نؤخرها إلى وقت هو أولى وأصلح للناس). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 182]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ميم (من) ابن ذكوان ما ننسخ بضم النون وكسر السين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/176]
واختلف عن ذي لام [(لسن)] هشام:
فروى عنه كذلك غير الداجوني، [وروى الداجوني] عن أصحابه عنه بفتح النون والسين كالباقين.
وجه «لكن» تقدم.
ثم أشار إلى خلاف هشام فقال:
ص:
خلف كننسها بلا همز (كف) ى = (عمّ) (ظ) بى بعد عليم احذفا
ش: أي: قرأ مدلول (كفى) الكوفيون و(عم) المدنيان وابن عامر وذو ظاء (ظبا) يعقوب أو ننسها [البقرة: 106] بضم النون الأولى وكسر السين وحذف الهمزة، والباقون بفتح النون والسين وهمز بعدها.
تنبيه:
استغنى [الناظم] بالتشبيه عن التقييد بالضم فالكسر، ويفهم منه أيضا عدم الهمز، ولكن تظهر فائدة التقييد به قراءة المسكوت عنهم؛ لأن الإثبات ضد الحذف، ولم يطرد للناظم قاعدة في الهمز، فتارة يطلقها وتكون مرفوعة كقوله: «واهمز يضاهون»، وتارة منصوبة كقوله: «البرية اتل»، وتارة بحسب الإعراب: كقوله: «باب النبيء» وتارة ساكنة كهذا؛ فلا يفهم هنا إلا من جهة العربية.
تفريع: صار ابن كثير وأبو عمرو بفتح الكلمتين، وابن عامر في أحد وجهي هشام بضمهما.
والباقون بفتح الأولى وضم الثانية.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/177]
و «ننسخ» بالفتح مضارع «نسخ»، وبالضم مضارع «أنسخ» فهمزته للتعدية أو المضارعة.
والنسخ لغة: الإزالة بخلف، وغيره، نحو: «نسخت الشمس الظل، والريح الأثر.
والتحويل؛ كالكتابة.
و «ننسها» مضارع نسى: ترك، ولم يذكر، وننسئها مضارع أنسأه: أمره بالترك، أو توصل إلى عدم ذكره.
ووجه الشامية أن «ننسخ» من معدى الإزالة لا الإنزال، والتقدير: ما ننسخك.
و (ننسها) من معدى الترك، أو ضد الذكر، وتقديره: أو ننسكها، معناه: يا محمد، ما نأمرك برفع حكم آية وتبقى لفظها، أو نأمرك بترك تلاوتها، أو ننسكها، فلا تذكرها مع بقاء معناها أو رفعه إلى بدل - ننزل خيرا منها للمكلف في الدنيا إن كان أخف، أو في الآخرة إن كان [أثقل]، أو مثلها في الثواب.
ووجه نافع ومن معه: أنه من «نسخ»: أزال، وننسها [البقرة: 106] كالأول:
معناه: ما نرفع من حكم ونبقى لفظه أو نرفعه من صدور الحفاظ [كذلك] إلى بدل- ننزل [غيره ... ] إلى آخر السابق.
ووجه المكية- وهم الباقون: أن ننسخ من أزال، وننسأها من التأخير، أي: ما نرفع من حكم ونبقى تلاوته أو نؤخر تلاوتها عن الخلط). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/178]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ننسخ" [الآية: 106] فابن عامر من غير طريق الداجواني عن هشام بضم نون المضارعة وكسر السين مضارع انسخ والباقون بفتحهما مضارع نسخ، وبه قرأ الداجوني عن أصحابه عن هشام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/411]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ننسها" [الآية: 106] فابن كثير وأبو عمرو بفتح النون والسين وهمزة ساكنة تليها من: النسأ وهو التأخير أي: نؤخر نسخها أي: نزولها أو نمحها لفظا وحكما، وافقهما ابن محيصن واليزيدي.
والباقون بضم النون وكسر السين بلا همز من الترك أي: نترك إنزالها، قال الضحاك: وعن الحسن بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/411]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "شَيْءٍ قَدِير" [الآية: 106] بالمد المشبع والتوسط الأزرق عن ورش وجاء التوسط فيه عن حمزة بخلف، وإذا وقف عليه فله النقل مع الإسكان والروم وله الإدغام معهما فهي أربعة، وهي لهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/411]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" ذكر "شيء" قريبا وكذا تغليظ لام "الصلوة" للأزرق وكذا "من خير" لأبي جعفر وترقيق راء "بصير" للأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({ما ننسخ من ءاية أو ننسها}
{ما ننسخ} [106] قرأ الشامي بضم النون الأولى، وكسر السين، والباقون بفتحهما.
{ننسها} قرأ المكي وبصري بفتح النون والسين، وهمزة ساكنة بين السين والهاء، ولا يبدلهما السوسي إذ قد أجمع من روى البدل عن السوسي على استثناء خمس عشرة كلمة في خمسة وثلاثين موضعًا أولها {أنبئهم} [33] وهذه الثانية، ويأتي بقيتها في مواضعها إن شاء الله تعالى، والباقون بضم النون وكسر السين من غير همزة.
{ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} لخلف في مثل {ألم تعلم أن} وجهان: السكت وعدمه، وفي {شيء} ونحو {الأرض} السكت فقط، ولخلاد في الأول عدم السكت فقط، وفي الثاني وجهان، فمحل الاتفاق عند كل واحد منهما محل الخلاف عند الآخر، وقد نظم ذلك بعضهم فقال:
وشيء وأل بالسكت عن خلف بلا = خلاف وفي المفصول خلف تقبلا
وخلادهم بالخلف في أل وشيئه = ولا سكت في المفصول عنه فحصلا
وحكم ورش جلي وراء {قدير} مرقق وقفًا للجميع). [غيث النفع: 396]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ما ننسخ من آية أو ننسهــا نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير (106)}
{العظيــم _ مـا}
105_106
- إدغام الميم في الميم قراءة أبي عمرو ويعقوب.
{ننســخ}
- قراءة الجمهور "ننسخ" من "نسخ" بمعنى أزال.
- قرأ ابن عامر وهشام "نُنْسِخ" بضم النون وكسر السين من "أنسخ"، وذهب أبو حاتم إلى أنه غلط.
- وقرأ الأعمش وابن مسعود "ما نُنْسِك من آية أو ننسخها بمثلها"، وهذه ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود، وجاءت عند السمين بزيادة "نجيء بمثلها".
[معجم القراءات: 1/170]
{ننســها}
- قرأ عمر وابن عباس والنخعي وعطاء ومجاهد وعبيد بن عمير وأبيّ بن كعب وابن محيصن واليزيدي وابن كثير وأبو عمرو "ننسأها" بفتح نون المضارعة وسكون الهمزة.
- وقرأ طائفة "ننساها" بغير همز.
وذكر الأصبهاني أنها قراءة أبي عمرو، وذكر أبو عبيد البكري في كتاب "اللآلئ" ذلك عن سعد بن أبي وقاص قال ابن عطية: وأراه وهم".
قال أبو حيان: "قال ابن عطية: قرأ سعد بن أبي وقاص "تنساها" بالتاء المفتوحة وسكون النون وفتح السين من غير همز، وهي قراءة الحسن وابن يعمر" كذا في البحر.
- وذكر ابن جني هذه القراءة في المحتسب، وصورتها عنه بحذف الألف "تنسها"، ومثل هذا عند ابن خالويه في مختصره، وعند أبي زرعة في حجته، والذي وجدته في المحرر "تُنْسَها" كذا ضبطها المحققون.
[معجم القراءات: 1/171]
- وفي المحرر أيضا القراءة "تُنْسَها" بضم التاء وبدون ألف، ونسبها إلى سعيد بن المسيب، وذكرها ابن الجوزي له وللضحاك.
- وقرأت فرقة كذلك إلا أنهم همزوا "تنسأها".
- وقرأ أبو حيوة كذلك إلا أنه ضم التاء "تُنْسأها".
- وقرأ سعيد بن المسيب والضحاك بتاء مضمومة وألف من غير همز "تُنْساها".
- وقرأت فرقة "نُنْسِئها" بضم النون والهمز بعد السين.
- وقرأ الضحاك وأبو رجاء العطاردي "نُنَسِّها" بضم النون الأولى وبفتح الثانية وتشديد السين بلا همز.
وقرأ أُبيّ "أو ننْسِك" بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين من غير همز وبكاف الخطاب بدل ضمير الغيبة.
وفي مصحف سالم مولى أبي حذيفة كذلك، إلا أنه جمع بين الضميرين "ننسكها"، وهي قراءة أبي حذيفة.
- وقرأ الأعمش "أو ننسخها"، وهكذا أثبتت في مصحف عبد الله.
[معجم القراءات: 1/172]
- وقرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وابن المسيب وأبو عبد الرحمن وقتادة والأعرج وأبو جعفر يزيد وشيبة والضحاك وابن أبي إسحاق وعيسى والأعمش "أو ننسها" وهي قراءة عامة الناس، وهي قراءة الأكثر، واختارها أبو عبيد.
{نأت بخير منها}
- قرأ عبد الله بن مسعود والأعمش "نجئ".
- وقراءة الجماعة "نأت".
{نأت بخير منها أو مثلها}
- قرأ عبد الله بن مسعود والأعمش "نجيء بمثلها أو خير منها" على التقديم والتأخير.
- وفي مصحف ابن مسعود: "ما نمسك من آية أو ننسخها نجيء بخير منها أو مثلها".
- وقراءة الجماعة "نأت بخير منها أو مثلها".
{شيءٍ}
- قراءة المد المشبع عن الأزرق وورش.
- وقرأ بالتوسط أيضاً الأزرق وورش وحمزة.
- وإذا وقف حمزة عليه فله النقل والإسكان والرَّوم، وله الإدغام معها، فهي أربعة أوجه، وهي كذلك لهشام والأعمش.
وتقدم مثل هذا في الآية/20 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/173]

قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرض} فيه لحمزة في الوقف وجهان: التحقيق مع السكت، والثاني النقل، وتقدم أن التحقيق من غير سكت ضعيف). [غيث النفع: 396]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير (107)}
{ألم تعلم أن}
- قراءة ورش بالنقل "ألم تعلم أن الله" بفتح الميم من إلقاء حركة الهمزة عليها.
{والأرض}
- وقرأ ورش "ولَرْض" بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة، ثم حذفها.
- وتقدم لحمزة في الوقف عليها وجهان: السكت والنقل، ولا تحقيق له عند الوقف أصلاً). [معجم القراءات: 1/174]

قوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ((كما سئل ) [108]: مثل فُعل، بلا همز العمري
[المنتهى: 2/580]
مهموز بلا إشباع أبو بشر وابن عبد الرزاق).[المنتهى: 2/581]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وإذا" وقف على "سئل" فبالتسهيل بين بين كالياء على مذهب سيبويه، وهو قول الجمهور، وبإبدال الهمزة واوا مكسورة على مذهب الأخفش، ونص عليه
[إتحاف فضلاء البشر: 1/411]
الهذلي والقلانسي كما في النشر ونظيره سئلت وسئلوا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: بإظهار دال فقد عند الضاد من "ضل" قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل (108)}
{أن تسألوا}
- قراءة الجماعة بتحقيق الهمز "أن تسألوا".
- ولحمزة فيه وقفاً وجه واحد وهو نقل حركة الهمزة إلى السين، وحذف الهمزة، فينطق بسين مفتوحة وبعدها اللام ".. أن تسلوا".
{سئل}
- قراءة الجمهور "سئل" بتحقيق الهمز.
- وقرأ الحسن وأبو السمال "سيل" بكسر السين وياء بعدها، وهي لغة، يقال: سِلْت أسال، وقد يكون من باب إبدال الهمزة ياءً على غير قياس ثم كسر السين.
[معجم القراءات: 1/174]
- وقرأ أبو جعفر وشيبة والزهري والزعفراني والأخفش كلاهما عن هشام عن ابن عامر بإشمام السين الضم وياء بعدها "سُيلَ".
وقرأ بعض القراء بتسهيل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والياء، وضم السين، وذكر صاحب الإتحاف أنها قراءة حمزة في الوقف.
- وقرأ ابن عامر باختلاس الضمة من غير همز.
- وقرأ حمزة بإبدال الهمزة واواً مكسورة "سُوِل" على مذهب الأخفش.
جاء في النشر: "وذهب جمهور أئمة القراء إلى إلغاء مذهب الأخفش في النوعين في الوقف لحمزة، وأخذوا بمذهب سيبويه في ذلك، وهو التسهيل بين الهمزة وحركتها".
وقرأ ابن عباس "كما سِئِل" بكسر السين.
- وقرئ "كما سئل موسى" على أن موسى هو الفاعل.
{موسى}
تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 1، 87، 91.
{فقد ضل}
- قرأ بإظهار دال "فقد" عند الضاد من "ضلَّ" قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وورش والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، ويعقوب وهشام بخلاف عنه بالإدغام). [معجم القراءات: 1/175]

قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأمره} [109] في همزه لحمزة لدى الوقف: التحقيق، وإبداله ياء، ولا خلاف في جواز الوقف عليه بالسكون لأنه الأصل.
وأما الروم فيجري على الخلاف في جواز الإشارة في الضمير وحاصله أنهم اختلفوا في جواز الإشارة بالروم في الضمير المكسور، كهذا، وبالروم والإشمام في المضموم، نحو {سفه نفسه} [130].
فذهب كثير كصاحب الإرشاد إلى الجواز مطلقًا، واختاره ابن مجاهد، وذهب آخرون إلى المنع مطلقًا، قال الحافظ أبو مرو: «والوجهان جيدان».
وذهب جماعة من المحققين إلى التفصيل:
فمنعوا الإشارة في الضمير إذا كان قبله ضم، نحو {أمره} [يس: 82] أو واو ساكنة، نحو {خذوه} [الدخان: 47] أو كسر، نحو {به} [173] و{بربه} [الجن: 13] أو ياء ساكنة، نحو {فيه} [2] و{عليه} [37].
[غيث النفع: 397]
وأجازوا الإشارة فيه إذا لم يكن قبله ذلك، نحو {منه} [74] و{اجتباه} [النحل: 121] و{أرحئه} [الأعراف: 111] على قراءة من سكن الهمزة، و{لن تخلفه} [طه: 97] وبهذا قطع مكي وابن شريح والهمداني والحصري وغيرهم.
قال المحقق: «وهو أعدل المذاهب عندي».
تنبيه: ولا بد من حذف الصلة مع الروم، كما تحذف مع السكون، وكذلك الياء الزائدة في نحو {يسرى} [الفجر: 4] و{الداعي} [186] عند من يثبتها في الوصل فقط، فإنها تحذف مع الروم، كما تحذف مع السكون، والله أعلم). [غيث النفع: 398]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير (109)}
{تبيَّن لهم الحق}
- قرئ "تبين" على ما يسم فاعله.
- وروي عن أبي السمال أنه قرأ "بُيِّن" بغير تاء.
{بأمرِهِ}
- فيه لحمزة عند الوقف عليه وجهان: تحقيق الهمزة، وإبدالها ياء خالصة، وإذا وقفت بالروم على هاء الضمير تعيَّن حذف الصلة.
وفي النشر: "إن كان المتحرك قبلها- أي قبل الهاء- كسراً فالأصل أن توصل بياء عند الجميع "بأمرهي" كذا.
{شَيْءٍ}
تقدّمت القراءة فيه في الآية/106 قبل قليل، والآية/20 في أول هذه السورة). [معجم القراءات: 1/176]

قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" ذكر "شيء" قريبا وكذا تغليظ لام "الصلوة" للأزرق وكذا "من خير" لأبي جعفر وترقيق راء "بصير" للأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير (110)}
{الصلاة}
- القراءة بتغليظ اللام عن الأزرق وورش.
- والباقون على الترقيق.
{من خير}
- إخفاء النون عند الخاء قراءة أبي جعفر.
[معجم القراءات: 1/176]
{تجدوه}
- قراءة ابن كثير بوصل الهاء بواو "تجدوهو".
{خيرٍ، بصيرٌ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 1/177]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (111) إلى الآية (113) ]

{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) }

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إلا أماني} [78]: بفتح الياء مخففة، و{تلك أمانيهم} [111]، و{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل} [النساء: 123]: ساكنة الياء، و{في أمنيته} [الحج: 52] بفتح الياء وتخفيفًا يزيد طريق ابن شبيب، وافق العمر إلا في الحج [52]،
[المنتهى: 2/574]
وزاد في الحديد [14] تخفيف {وغرتكم الأماني} ). [المنتهى: 2/575] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66- .... .... .... .... = .... .... خِفُّ الأَمَانِيَ مُسْجَلَا
67 - أَلاَ .... .... .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف فقال: خف الأماني أسجلا أي قرأ مرموز (ألف) أسجلا وهو أبو جعفر (الأماني) وما جاء لفظه بتخفيف الياء حيث وقع وهو ستة مواضع مفتوحتان {إلاأماني} [78] هنا و{في أمنيته} [52] في الحج، ومضمومتان {تلك أمانيهم} [111] هنا {وغرتكم الأماني} [14] بالحديد، ومكسورتان {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل} [123] في النساء ولزم من التخفيف إسكان المضمومتين والمكسورتين وكسر الهاء لوقوعها بعد ياء ساكنة وتخفيف المشدد لغة وأخر الأماني عن الإسارى للنظم وكذلك البواقي). [شرح الدرة المضيئة: 91] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ قِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/220]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {إلا أماني} [87] وما جاء منه نحو: {أمانيهم} [111]، و{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} [النساء: 123]، و{في أمنيته} [الحج: 52] بتخفيف الياء فيهن وإسكان المرفوعة والمخفوضة من ذلك، وبكسر الهاء من {أمانيهم} [111]، والباقون بتشديد الياء فيهن وإظهار إعرابه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 458] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (457- .... .... .... .... .... = .... .... باب الأماني خفّفا
458 - أمنيّةٌ والرّفع والجرّ اسكنا = ثبتٌ .... .... .... ....). [طيبة النشر: 63] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (باب الأماني) أي كل ما جاء منه، يعني «إلا أمانيّ، وأمانيهم، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، وفي أمنيته» قرأ بتخفيف الياء أبو جعفر حيث وقع، والباقون بالتشديد وهما لغتان.
أمنيّته والرّفع والجرّ اسكنا = (ث) بت خطيئاته جمع (إ) ذ (ث) نا
يعني إذا وقعت من ذلك مرفوعة أو مجرورة فإنها تسكن لا أنه يصير منقوصا فلا يظهر فيه علامة رفع ولا جر ووصل همزة أسكنا للضرورة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 178] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (باب الأماني) فقال:
ص:
أمنيّة والرّفع والجرّ اسكنا = (ث) بت خطيئاته جمع (إ) ذ (ث) نا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر باب [«الأماني» وهو] إلا أماني [البقرة: 72]، [و] تلك أمانيهم [البقرة: 111]، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب [النساء: 123] [و] في أمنيته [الحج: 52]- بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة [من ذلك]، وبقاء المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف، وهو على كسر الهاء من أمانيهم [البقرة: 111] لوقوعها بعد ياء ساكنة.
وقرأ الباقون بتشديد الياء فيهن، وإظهار الإعراب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/167] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم أمانيهم [البقرة: 111] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/178]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وإمالة الألف بعد الصاد من "نصارى" للدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وإمالة ألف التأنيث بعدها لأبي عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وتقليله للأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أمانيهم" [الآية: 111] بسكون الياء وكسر الهاء أبو جعفر وافقه الحسن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيُّهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (111)}
{لن يدخل الجنة}
- قرأ عبيد بن عمير "لن يدخل" على ما لم يُسَمّ فاعله.
{هوداً أو نصارى}
قرأ أُبَيّ وابن مسعود "..يهوديا أو نصرانياً".
{نصارى}
- فيها إمالتان:
1- إمالة ألف التأنيث.
2- إمالة الألف الأولى تبعاً لما بعدها، وقد فصَّلت هذا في الآية/62.
{تلك أمانيُّهم}
- قرأ أبو جعفر والحسن "أمانيهم" بسكون الياء وكسر الهاء.
- والباقون "أمانيُّهم" بضم الياء مشددة وضم الهاء). [معجم القراءات: 1/177]

قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه، وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححهما عنه في النشر من روايتيه لكن قصر الخلاف على الدوري في طيبته، وبهما قرأ الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "وَلا خَوْف" ليعقوب وابن محيصن وكذا "عليهم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {فله أجره} [112] هو من باب المنفصل، وحرف المد وإن لم يوجد خطًا فهو موجود لفظًا). [غيث النفع: 398]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (112)}
{بلى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة التقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
[معجم القراءات: 1/177]
- وتقدم الحديث في هذا في الآية/81.
{وهو}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر "وهو" بسكون الهاء.
- وقراءة الباقين "وهو" بضم الهاء.
- وقراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت "وهوه".
{لا خوفٌ}
- قرأ ابن محيصن "لا خوف" برفع الفاء من غير تنوين.
- وقرأ الزهري وعيسى الثقفي ويعقوب وغيرهم "لا خوفَ" بالفتح.
- وقراءة بقية القرَّاء بالرفع والتنوين "لا خوفٌ".
{عَلَيْهِمْ}
- قرأ حمزة ويعقوب "عليهم" بضم الهاء وصلاً ووقفاً.
- وقراءة الباقين بكسرها "عليهِم"). [معجم القراءات: 1/178]

قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو عمرو بسكون الميم وإخفائها عند الباء بغنة من "يَحْكُمَ بَيْنَهُم" [الآية: 113] بخلفه وسبق تغليظ اللام "من أظلم" للأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيء} [113] الأول جوز بعضهم الوقف عليه، والوقف على {الكتاب} أكفى وأحسن، وفيه حينئذ لحمزة وهشام أربعة أوجه:
[غيث النفع: 398]
الأول: نقل حركة الهمزة إلى الياء، ثم تسكن للوقف، فيكون السكون الموجود في الوقف غير الموجود في الوصل، والفرق بينهما أن الذي كان في الوصل هو الذي بنيت الكلمة عليه، والذي كان في الوقف هو الذي عدل من الحركة إليه، ولذلك يجوز أن يشم أو يرام فيما يصح فيه ذلك.
الثاني: روم تلك الكسرة المنقولة إلى الياء، لأن الحركة المنقولة من حرف حذف من نفس الكلمة، كحركة الإعراب والبناء التي في آخر الكلمة، فيجوز فيها من الروم والإشمام ما يجوز فيها، بخلاف الحركة المنقولة من كلمة أخرى نحو {قل أوحى} [الجن: 1] وحركة التقاء الساكنين نحو {وقالت اخرج} [يوسف: 31] {ولقد استهزئ} [الأنعام: 10] و{عليهم القتال} [النساء: 77] فلا يجوز فيه وقفًا سوى السكون عملاً بالأصل.
فائدة: لا بد من حذف التنوين من المنون حال الروم، كحال السكون، وهي فائدة مهمة قل من تعرض لها من أئمتنا، فعليك بها.
ويجوز إبدال الهمزة ياءً إجراءًا للأصلي مجرى الزائد، ثم تدغم الياء في الياء مع السكون، وهو الوجه الثالث، أو مع الروم وهو الوجه الرابع.
فإن كان لفظ {شيء} مرفوعًا جاز مع كل من النقل والإدغام الإشمام، وذلك أنك تكرر الوجه مرتين، ولكن المرة الثانية مصحوبة بإطباق الشفتين بعد الإسكان، ففيه ستة أوجه.
والمنصوب فيه وجهان كما تقدم، وقد نظم جميع ذلك العلامة ابن أم القاسم المعروف بالمرادي في شرح باب وقف حمزة وهشام على الهمز من الحرز فقال:
[غيث النفع: 399]
في شيء المرفوع ستة أوجه = نقل وإدغام بغير منازع
وكلاهما معه ثلاثة أوجه = والحذف مندرج فليس بسابع
ويجوز في مجروره هذا سوى = إشمامه فامنع لأمر مانع
والنقل والإدغام في منصوبه = لا غير فافهم ذاك غير مدافع
وقوله (والحذف مندرج) أي وجه سكون الياء على تقديرين، إما أن نقول نقلت الحركة إلى ياء ثم سكنت للوقف، أو حذفت الهمزة على التخفيف الرسمي فبقيت الياء ساكنة، فاللفظ متحد، وإن كان السكون فيه على القياس غيره على الرسمي، إذ هو على القياس عارض للوقف، وعلى الرسمي أصلي، ولذلك لا يتأتى فيه روم ولا إشمام.
ووجه الإدغام مع السكون فيه صعوبة على اللسان، لاجتماع ساكنين في الوقف غير منفصلين، لأنه حرف واحد، فلا بد من إظهار التشديد في اللفظ وتمكين ذلك حتى يظهر في السمع التشديد، نحو الوقف على {ولي} [257] و{خفي} [الشورى: 45].
وما لورش فيه من المد والتوسط مطلقًا، وما لغيره من القصر وصلاً والثلاثة وقفًا لا يخفى). [غيث النفع: 400]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (113)}
{النصارى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/111.
{شيءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين: 20، 106.
{كذلك قال}
- أدغم أبو عمرو الكاف في القاف بخلاف عنه.
{يحكم بينهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الباء بخلاف عنهما.
وذهب بعضهم إلى أنه قرأ بسكون الميم وإخفائها عند الباء بغنّة). [معجم القراءات: 1/178]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #34  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (114) إلى الآية (119) ]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "سعى" [الآية: 114] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على: "خائفين" [الآية: 114] بالتسهيل كالياء مع المد والقصر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "الدنيا" [الآية: 114] حمزة والكسائي وخلف والدوري عن أبي عمرو من طريق ابن فرح، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خآئفين} [114] فيه لحمزة لدى الوقف تسهيل الهمزة مع المد والقصر، إلغاءًا للعارض واعتدادًا به). [غيث النفع: 400]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة} راجع ما تقدم في {فتلقى ءادم} [37] ). [غيث النفع: 400]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم (114)}
{أظلم}
- سبق تغليظ اللام للأزرق وورش في الآية/20.
{أظلم ممن}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم بخلاف عنهما.
{سعى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{أن يدخلوها}
- يقرأ على ما لم يسم فاعله.
{إلا خائفين}
- وقف حمزة على "خائفين" بالتسهيل كالياء "إلا خايفين"، مع المد والقصر.
- وقرأ أُبَيّ وعبد الله "إلا خُيَّفاً"، وهو جمع خائف، كنائم ونُوَّم.
- وذكر ابن خالويه عن الفراء أن ابن مسعود قرأ ".. أن يدخلوها إلا حًنَفَاء".
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز "إلا خائفين".
[معجم القراءات: 1/179]
{الدنيا}
- إمالة حمزة والكسائي وخلف والدوري عن أبي عمرو.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش وأبو عمرو.
وتقدمت في الآية/85). [معجم القراءات: 1/180]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عليم * قالوا} [115- 116]: بلا واو شامي).[المنتهى: 2/581]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَيْنَمَا تَوَلَّوا) على الفعل الماضي الحسن، الباقون (تُوَلُّوا) على المستقبل، وهو الاختيار لموافقة السبعة ولتحقق الشرط، ولأن ثم يقتضي المستقبل دون الماضي كقوله: (ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا) ). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (476 - عَلِيمٌ وَقَالُوا الْوَاوُ اْلأُولَى سُقُوطُهَا = .... ..... ..... .... ). [الشاطبية: 38]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([476] عليمٌ وقالوا الواو الأولى سقطوها = وكن فيكون النصب في الرفع (كـ)فلا
إنما قال (عليم)، ليزول اللبس؛ لأن {وقالوا} قد جاء بعد قوله: {إن الله بما تعملون بصير وقالوا لن يدخل الجنة}. فلو قال: (وقالوا) ولم يقيده بما قبله، لألبس هذا، فاحتاج إلى تقيده بما قبله وهو قوله: (إن الله وسعٌ عليم).
حجة ابن عامر، أنه بغير واو في مصحف الشام.
والمعنى واحدٌ في إثباتها وحذفها؛ لأن الواو تعطف جملة على جملة، ويستغنى عنها إذا التبست الجملة الثانية بالأولى. وإن أتي بها فحسن.
ويحتمل قراءة ابن عامر الاستئناف). [فتح الوصيد: 2/660]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [476] عليمٌ وقالوا الواو الأولى سقوطها = وكن فيكون النصب في الرفع كُفلا
[477] وفي آل عمران في الأولى ومريم = وفي الطول عنه وهو باللفظ أعملا
ح: (عليمٌ وقالوا): مبتدأ، (الواو الأولى): بدل البعض منه، (سقوطها): بدل الاشتمال من (الواو)، و (كن فيكون): مبتدأ عطف على المبتدأ الأول، و(النصب في الرفع): مبتدأ ثانٍ، أي: النصب فيه في موضع الرفع، (كفلا): خبر المبتدأ، والضمير المثنى: لهما، كقولك: (زيدٌ ثوبه وعمروٌ قميصه مسلوبان)، أو (كفلا): خبر (كن فيكون)، والألف: للإطلاق، وأسقط خبر (سقوطها) لاكتفائه به عنه، و(في آل): عطف على محذوف، أي: هنا وفي آل عمران، (في الأولى): بدل من (في آل) بإعادة الجار، و (مريم): عطف على (آل)، وصرف ضرورةً، وضمير (عنه): لابن
[كنز المعاني: 2/30]
عامر، و(عنه): في موضع الحال، وهو: راجع إلى (النصب)، يعني: النصب باللفظ أعمل، أي: اعتبر فيه لفظ الأمر لا حقيقته، فاستعمل في (فيكون).
ص: أي: يسقط الواو الأول من قوله تعالى: {إن الله واسعٌ عليم، قالوا اتخذ الله} [115- 116] ابن عامر اتباعًا لمصحف أهل الشام، لأن الواو لم تثبت فيها، والباقون بالواو لأنها مثبتة في سائر المصاحف، فترك الواو على الاستئناف، وإثباتها على العطف على ما قبله.
واحترز بقوله: (عليم) عن قوله: {وقالوا لن يدخل الجنة} [111] إذ ليس ما قبله {عليمٌ}، وبقوله: (الأولى) عن الواو بعد اللام.
ثم قال: (وكن فيكون ...)، أي: نصب ابن عامر {فيكون} في موضع الرفع في المواضع الأربعة: ههنا: {وإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، وقال الذين لا يعلمون} [117- 118]، وفي الأول من آل عمران: {إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، ونعلمه الكتاب} [47 48]، وفي مريم: {سبحانه إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، وإن الله} [35- 36]، وفي الطول سور المؤمن {فإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، ألم تر} [68- 69].
[كنز المعاني: 2/31]
ووجه النصب: أنه جعله جوابًا لقوله: {كن} بالفاء؛ لأنه لما جاء اللفظ على صورة الأمر، وإن لم يكن أمرًا حقيقة، أجري في نصب الجواب مجرى الأمر، وإن لم يكن جوابًا حقيقة، لأن المعنى إذا أراد الله شيئًا وجد، وليس كقولك: (قم فأكرمك) من أن تقديره: (إن تقم أكرمك)، فقال الناظم نصرةً لابن عامر.
.............. = .............. وهو باللفظ أُعملا
أي: النصب استعمل على لفظ الأمر، لا على حقيقته). [كنز المعاني: 2/32] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (474- عَلِيمٌ وَقَالُوا الوَاوُ الُاولَى سُقُوطُهَا،.. وَكُنْ فَيَكُونُ النَّصْبُ في الرَّفْعِ "كُـ"ـفِّلا
يعني أسقط ابن عامر الواو الأولى من "وقالوا" الذي قبله "عليم"،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/314]
يعني قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا"، احترز بتقييده عما قبله من قوله: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ}.
وهذه الواو التي أسقطها ابن عامر اتبع فيها مصاحف أهل الشام؛ فإنها لم ترسم فيها فالقراءة بحذفها على الاستئناف، ولأن واو العطف قد تحذف إذا عرف موضعها، وربما كان حذفها في أثناء الجمل أحسن، ولا سيما إذا سيقت للثناء والتعظيم ألا ترى إلى حسنه في قوله تعالى في أول سورة الرعد: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ}، وفي قوله: {الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.
وقول الناظم: عليم، وقالوا هذا المجموع مبتدأ وقوله الواو الأولى بدل من المبتدأ بدل البعض وسقوطها بدل من الواو بدل الاشتمال ويجوز أن يكون الواو الأولى مبتدأ ثانيا أي الواو الأولى من هذا اللفظ وسقوطها مبتدأ ثالثا، واحترز بقوله الأولى من الواو التي بعد اللام). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/315]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (476 - عليم وقالوا الواو الاولى سقوطها ... وكن فيكون النّصب في الرّفع كفّلا
477 - وفي آل عمران في الاولى ومريم ... وفي الطّول عنه وهو باللّفظ أعملا
478 - وفي النّحل مع يس بالعطف نصبه ... كفى راويا وانقاد معناه يعملا
قرأ ابن عامر إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً بحذف الواو الأولى من وَقالُوا والتقييد بالأولى للاحتراز عن الثانية فلا خلاف بين القراء في إثباتها). [الوافي في شرح الشاطبية: 208]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا" بفتح التاء واللام، ووقف رويس بخلف عنه
[إتحاف فضلاء البشر: 1/412]
بإثبات هاء السكت في فثم من "فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/413]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "عليم، وقالوا اتخذ" [الآية: 115، 116] فابن عامر "عليم قالوا" بغير واو على الاستئناف والباقون بالواو عطف جملة على مثلها، واتفق المصاحف والقراء على حذف الواو من موضع يونس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/413]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأينما تولوا} [115] هذا مما كتب موصلاً، وفائدة معرفته للقارئ تظهر في الوقف، فالمفصول يجوز الوقف على الكلمة الأولى والثانية، والموصول لا يجوز إلا على الثانية.
ولما كان هذا وما ماثله لا يصح الوقف عليه إلا لضرورة، والأصل عدمها لم نتعرض له كله.
[غيث النفع: 400]
وأما قولهم: (يجوز الوقف على مثل هذا اختبارًا) فعندي في هذا نظر، إذ يقال: كيف يتعمد الوقف على ما لا يجوز الوقف عليه لأجل الاختبار، وهو ممكن من غير وقف، بأن يقال للمختبر بفتح الباء كيف تقف على كذا، فإن وافق وإلا علم). [غيث النفع: 401]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسعٌ عليم (115)}
{توَلَّوا}
- قراءة الجمهور بضم التاء وفتح الواو، واللام مشددة مضمومة "تُوَلُّوا" وهو خطاب، و"أينما" شرط، والفعل جزم به.
- وقرأ الحسن "توَلَّوا" بفتح التاء واللام المشددة، وهو للغائب.
{فثمَّ وجه الله}
- قرأ رويس "فَثَمَّهْ" في الوقف بهاء السكت). [معجم القراءات: 1/180]

قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (41 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَقَالُوا اتخذ الله ولدا} 116 بِغَيْر وَاو
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {قَالُوا اتخذ الله ولدا} بِغَيْر وَاو وَكَذَلِكَ فِي مصاحف أهل الشَّام
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاو وَكَذَلِكَ فِي مصاحف أهل الْمَدِينَة وَمَكَّة والكوفة وَالْبَصْرَة). [السبعة في القراءات: 168]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قالوا اتخذ الله} بغير واو شامي). [الغاية في القراءات العشر: 184]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (قالوا اتخذ الله) بغير واو قبل القاف، وقرأ الباقون (وقالوا) بالواو). [التبصرة: 159]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {قالوا اتخذ الله} (116): بغير واو.
والباقون: {وقالوا} بالواو). [التيسير في القراءات السبع: 231]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (قالوا اتخذ اللّه ولدا) بغير واو والباقون (وقالوا) بالواو). [تحبير التيسير: 293]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ) بلا واو شامي، الباقون بالواو، وهو الاختيار لموافقة المصاحف الحجاز). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([116]- {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} بغير واو: ابن عامر). [الإقناع: 2/601]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَلِيمٌ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ عَلِيمٌ قَالُوا: بِغَيْرِ وَاوٍ بَعْدَ عَلِيمٍ، وَكَذَا هُوَ فِي الْمُصْحَفِ الشَّامِيِّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَقَالُوا بِالْوَاوِ كَمَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: حَذْفِ الْوَاوِ مِنْ مَوْضِعِ يُونُسَ بِإِجْمَاعِ الْقُرَّاءِ وَاتِّفَاقِ الْمَصَاحِفِ لِأَنَّهُ لَيْسَ قَبْلَهُ مَا يُنَسَّقُ عَلَيْهِ فَهُوَ ابْتِدَاءُ كَلَامٍ وَاسْتِئْنَافٌ خَرَجَ مَخْرَجَ التَّعَجُّبِ مِنْ عِظَمِ جَرَاءَتِهِمْ وَقَبِيحِ افْتِرَائِهِمْ بِخِلَافِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَإِنَّ قَبْلَهُ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى فَعُطِفَ عَلَى مَا قَبْلَهُ وَنُسِّقَ عَلَيْهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/220]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {عليمٌ * قالوا} [115- 116] بغير واو بعد {عليمٌ} [115]، والباقون بالواو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 461]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (468- .... .... .... .... .... = .... .... بعد عليمٌ احذفا
469 - واوًا كسا .... .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله: بعد عليم الخ، يعني قوله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا قرأ ابن عامر بحذف واو العطف من «وقالوا، وقيله» بقوله «عليم» احتراز من قوله قبل ذلك «إن الله بما تعملون بصير، وقالوا لن يدخل الجنة» وهو كذلك في المصحف الشامي والباقون كذلك بالإثبات، وهو كذلك في سائر المصاحف على النسق على قوله «وقالوا لن يدخل الجنة» إلى قوله «وقالت اليهود» ووجه الحذف
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 182]
الاستئناف تعجبا من عظيم قولهم وافترائهم ويشهد له قوله في يونس «قالوا اتخذ الله ولدا» بالإجماع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 183]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل قوله: (بعد عليم) فقال:
ص:
واوا (ك) سا كن فيكون فانصبا = رفعا سوى الحقّ وقوله (ك) سا
ش: أي: حذف ذو كاف (كسا) ابن عامر الواو من وقالوا اتّخذ الله ولدا [البقرة: 116].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/178]
وأثبتها الباقون). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/179]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليم * وقالوا} قرأ الشامي بحذف الواو قبل القاف، على الاستئناف، والباقون بإثباتها، على العطف، وهي محذوفة في مصحف أهل الشام، موجودة فيما عداه من المصاحف). [غيث النفع: 401]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقالوا اتخذ الله ولداّ سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون (116)}
{وقالوا}
- قراءة الجمهور بالواو قبل الفعل "وقالوا"، وهو آكد في الربط، فيكون عطف جملة خبرية على مثلها، وهو كذلك في مصاحفهم.
- وقرأ ابن عباس وابن عامر وغيرهما "قالوا" بغير واو قبل الفعل، ويكون على استئناف الكلام، أو ملحوظاً فيه معنى العطف.
وجاءت بغير واو في مصاحف أهل الشام، وبالواو في بقية المصاحف.
[معجم القراءات: 1/180]
- قال مكي: "وإثبات الواو هو الاختيار لثباتها في أكثر المصاحف، ولأن الكلام عليه، كله قصة واحدة، ولإجماع القرّاء عليه سوى ابن عامر"). [معجم القراءات: 1/181]

قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (42 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {كن فَيكون} 117 فِي نصب النُّون وَضمّهَا فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {كن فَيكون} بِنصب النُّون
قَالَ أَبُو بكر:
وَهُوَ غلط. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فَيكون} رفعا). [السبعة في القراءات: 168 - 169]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({كن فيكون} نصب إلا في آل عمران والأنعام
[الغاية في القراءات العشر: 184]
{فيكون الحق} {فيكون قوله الحق} شامي وافق الكسائي في النحل ويس). [الغاية في القراءات العشر: 185]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({كن فيكون} [117]، حيث جاء:
نصب إلا في آل عمران [59- 60]، والأنعام [73]: {كن فيكون * الحق}، و{فيكون قوله الحق}: دمشقي. وافق علي في النحل [40]، ويس [82]).[المنتهى: 2/581]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقرأ ابن عامر (فيكون) بالنصب هنا وفي آل عمران (كن فيكون، ونعلمه) وفي النحل (فيكون والذين هاجروا) وفي مريم (فيكون وإن الله) وفي يس (فيكون فسبحان) وفي المؤمن (فيكون ألم تر) ووافقه الكسائي على النصب في النحل ويس، وقرأ الباقون بالرفع في الستة). [التبصرة: 159]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {فيكون} (117)، هنا، وفي آل عمران (47): {فيكون ونعلمه}، وفي النحل (40)، ومريم (35)، ويس (82)، وغافر (68)، في الستة: بنصب النون.
وتابعه الكسائي في: النحل، ويس.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 231]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (فيكون) هنا وفي آل عمران (فيكون ونعلمه) وفي النّحل ومريم ويس وغافر في السّتّة بنصب النّون، وتابعه الكسائي في النّحل ويس فقط، والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 294]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كُنْ فَيَكُونُ) نصب ها هنا والأول في آل عمران، والنمل، ويس، والمؤمن دمشقي غير الصاغاني عن هشام، وابن الحارث في اختياره، زاد عبد الحميد بن بكار الآخر من آل عمران والذي في الأنعام وافق علي، ومحمد، وابْن مِقْسَمٍ، وابن مُحَيْصِن، وحميد في النحل ويس، وهو الاختيار لكونهما معطوفين على قوله: (أَنْ يَقُولَ لَهُ)، الباقون بالرفع فيهن واختار الرفع في البقرة، وآل عمران، والمؤمن، والأنعام على أن جواب الأمر في القاف يرتفع يكون الاستئناف أو على أن المستقبل المراد به الماضي فيكون معناه كن أو كن فهو يكون لا على جواب الأمر والمسألة مشكلة على ابن عامر). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([117]- {فَيَكُونُ} هنا، وفي آل عمران {فَيَكُونُ، وَيُعَلِّمُهُ} [47، 48] وفي [النحل: 40]، [ومريم: 35]، [ويس: 82]، [وغافر: 68] بنصب النون في الستة: ابن عامر.
وافقه الكسائي في النحل ويس.
ولا خلاف في {فَيَكُونُ، الْحَقُّ} في [آل عمران: 59، 60]، و{فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} في [الأنعام: 73] أنهما بالرفع). [الإقناع: 2/602]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (476- .... ..... ..... ..... = وَكُنْ فَيَكُونُ النَّصْبُ في الرَّفْعِ كُفِّلاَ
477 - وَفي آلِ عِمْرَانٍ في الاُولَى وَمَرْيَمٍ = وَفِي الطَّوْلِ عَنْهُ وَهْوَ بِاللَّفْظِ أُعْمِلاَ
[الشاطبية: 38]
478 - وَفي النَّحْلِ مَعْ يس بِالْعَطْفِ نَصْبُهُ = كَفَى رَاوِياً وَانْقَادَ مَعْنَاهُ يَعْمُلاَ). [الشاطبية: 39]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (وكن فيكون النصب في الرفع كفلا)، أي حمل النصب في موضع الرفع.
يشير بذلك إلى طعن من طعن في قراءة النصب.
[فتح الوصيد: 2/660]
ويعتذر لهذه القراءة، بأنها محتملة للفظ؛ لأنه لما جاء اللفظ على صورة الأمر، أجري النصب مجرى جواب الأمر، وإن لم يكن جوابًا في الحقيقة.
وكذلك قيل في قوله تعالى: {قل لعبادي الذين ءامنوا يقيموا الصلوة}: إنه جزم على الجواب على اللفظ، وإن لم يكن جوابًا في الحقيقة.
واعلم أن جماعة من النحاة والقراء قد طعنوا في هذه القراءة وضعفوها، وغلطوا في ذلك وقالوا: هذا وإن كان على لفظ الأمر، فليس بأمر في الحقيقة. كأن التقدير يكون فيكون. وإذا لم يكن أمرًا، لم يجز أن ينصب الفعل بعد الفاء على الجواب، كما لم يجز ذلك في الإيجاب في نحو: آتيك فأحدثك، إلا في الشعر نحو:
ويأوي إليها المستجير فيعصما
قالوا: ومما يدل على امتناع النصب، أن الجواب بالفاء نظير الجزاء، لأن: اذهب فأعطيك، نظير: إن تذهب أعطيتك.
ولو جاز: اذهب فتذهب، لجاز: إن تذهب ذهبت. ولا فائدة في هذا، وإنما الفائدة إذا اختلف الفاعلان، وضعفوا ذلك جدًا.
هذا تلخيص ما ذكره صاحب الحجة ومن تابعه عليه كمكي وغيره.
[فتح الوصيد: 2/661]
واعلم أن هذه القراءة ثابتة عن إمام من أئمة المسلمين، وما اتبع فيها إلا الأثر.
ودليل ذلك، أنه قرأ {ثم قال له كن فيكون} بالرفع في آل عمران، {ويوم يقول كن يكون} في الأنعام.
فهذا التغليط لا وجه له؛ مع أن ما أنكروه من كونه أمرًا من قبل أنه لا بد من مأمور، والمأمور هنا إن كان موجودًا، فلا معنى لأمره بالكون، وإن كان معدومًا فلا يؤمر؛ قد أجيبوا عنه بأنه مخصوص في موجود نحو قوله: (كونوا قردة خسئين).
وقد حمل على إحياء أموات، وإماتة أحياء.
وإن حمل على العموم، فهو تغليب للموجودات على المعدومات، للاشتراك الذي بينها، كما غلب من يعقل.
أو يكون الأمر في حالة الإيجاد، غير متقدم عليها.
وأيضًا فالعرب تشير إلى المتوقع كالإشارة إلى الواقع، تقريبًا لأمره.
[فتح الوصيد: 2/662]
وأيضًا، فإن المعدوم معلوم لله عز وجل، موجودٌ في علمه وإن لم يكن موجودًا عندنا. وقد خاطبوا من لا يعقل الخطاب خطاب من يعقله .فالمعدوم إذا كان معلوم الوجود أولی.
ثم على تسليم أنه خبرٌ لا أمر، فالنصب في الواجب قد جاء عن العرب.
وأنشد سيبويه:
تمت لا تجزونني عند ذاكم = ولكن سيجزيني المليك فيعقبا
وأنشد:
سأترك منزل لبني تميمٍ = وألحق بالحجاز فأستريحا
وأنشد لطرفة:
لنا هضبةٌ لا ينزل الذل وسطها = ويأوى إليها المستجير فيعصما
واعلم أن هذا كلامٌ غير شاف في الجواب، لأن الخصم يتنزل على ذلك ويقول: لا يوجد مثل هذا في هذه القراءة من أجل اتفاق الفعلين.
فالمأمور بـ(كن)، هو المضمر في: (فيكون).
وأنا أقول: أما قولهم: إن هذا ليس بأمر على الحقيقة، فغير صحيح. والقائل بذلك معتزلي، أو تابعٌ للمعتزلة غير عالم بغرضهم.
[فتح الوصيد: 2/663]
وذلك أنا استدللنا في مسألة القرآن على أنه قديم بقوله تعالى: {فإنما يقول له كن فيكون}.
وقلنا: لو كان القول مخلوقًا، لافتقر إلى قول آخر، إلى ما لا يتناهی، فيؤدي إلى القول بأقوال غير متناهية، وذلك محال.
أو إلى القول بقول مخلوق لم يقل له كن، وذلك باطل، لأنه خلاف القرآن.
أو إلى القول بأن له قولًا قديمًا.
فلما ألزمناهم ذلك قالوا: هذا القول على جهة المجاز والتوسع، كما قال الشاعر:
امتلأ الحوض وقال قطني = مهلًا رويدًا قد ملأت بطني
وقال الآخر:
قد قالت الأنساع للبطن الحق
وقال الشاعر أيضًا:
وقالت له العينان سمعًا وطاعةً = وأخذرتا كالدر لما ينظم
وأجبنا عن ذلك بأن قلنا: إن الشاعر أضاف القول في ما ذكر إلى ما لا يصح منه القول، فعلم أنه على جهة المجاز والتوسع.
والله سبحانه وتعالى قائل، فوجب حمله على الحقيقة دون المجاز .
[فتح الوصيد: 2/664]
فإن قالوا: الدليل على أنه محمول على المجاز أنه ليس هناك مقولٌ له(كن)؛ قلنا: بل هناك مخاطبٌ، وذلك أن الله سبحانه إذا ألف أجزاء المخلوق مثلًا قال لتلك الأجزاء هذا القول، فكانت بشرًا أو حيوانًا أو شجرًا أو غير ذلك.وهذا واضح.
فإن قيل: فكيف يقدره تقدير الجزاء ؟
فالجواب أن الخلاف وقع في ستة مواضع:
هنا: {وإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون}، وفي آل عمران: {كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرًا، فإنما يقول له كن فیكون}، وفي النحل: (إنما قولنا لشيء إذا أردنه أن نقول له كن فيكون)، وفي مريم: (سبحنه إذا قضی أمرًا فإنما يقول له كن فيكون)، وفي يس: {إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون}، وفي الطول: {فإذا قضی أمرًا فإئما يقول له كن فيكون}.
فالقول في النحل ويس بالعطف، وسيأتي إن شاء الله.
وأما الذي في البقرة، فإنه جاء بعد قوله: (وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحنه)؛ يعني النصارى، فقال سبحانه تعجبًا من مقالتهم وقولهم: إن عيسى ابن الله، لكونه ولد من غير أب، ثم رد عليهم إلى أن قال: {بديع السموت والأرض}.
[فتح الوصيد: 2/665]
والبديع: الذي يوجد ما لم يسبق إليه؛ أي وكذلك أبدع عیسی كما أبدع السماوات والأرض .
ثم قال: {وإذا قضی أمرًا فإنما يقول له..}، أي لسببه: كن، فيكون المسبب على حذف مضاف.
فالأمر هاهنا للذي به يكون المكون.
مثال ذلك: أنه سبحانه قضى النفخ في مريم الذي يخلق به عیسی في وقت كذا، فلما جاء الوقت، بعث إليها الملك عليه السلام، وأمره بالنفخ ثم قال للنفخ: كن على ما أردنا، فيكون عيسی مخلوقًا من غير أب.
أو تكون الهاء في (له) عائدة إلى المكون، بمعنى: لأجله؛ أي يقول لأجل إيجاده للسبب: كن، فيكون المقضي أو المسبب.
والذي في آل عمران ومریم مثله.
وفي الطول: {هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرًا} من إحياء أو إماتة {فإنما يقول} لسببه {كن فيكون} حيًا أو ميتًا، أو يقول لأجله على ما سبق.
وأما قراءة الجماعة {فيكون} بالرفع، فعلی: فهو يكون.
وقال الفراء والكسائي: هو معطوف على يقول، كما قال تعالى: {يوم يأتيهم العذاب فيقول}.
وهذا من قولهما حيث وقع (يقول) مرفوعًا.
[فتح الوصيد: 2/666]
[477] وفي آل عمران في الأولى ومريم = وفي الطول عنه وهو باللفظ أعملا
يعني أن هذه المواضع، اعتبر فيها لفظ الأمر وإن لم يكن أمرًا، ورتب عليه الجواب وإن لم يكن جوابًا في الحقيقة.
وإنما قال بقول غيره فيه، أنه ليس بأمر.وإنما جاء على لفظ الأمر.
ولذلك قالوا: هو من باب النصب بالفاء في الواجب.
[478] وفي النحل مع ياسيين بالعطف نصبة = (كـ) في (ر)اويًا وانقاد معناه يعملا
يعني: كفى راويه إطالة القول لظهوره.
(وانقاد معناه)، مشبهًا (يعملا).
واليعمل، جمع يعملة، وهو مشتق من العمل؛ وذلك أنه منصوب بالعطف على أن (نقول)، لا على الجواب.
وقد جعله الزجاج منصوبًا على الجواب، فغلط فيه حين قال: «هو منصوب بـ (كن)».وإنما نصب بالعطف). [فتح الوصيد: 2/667]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [476] عليمٌ وقالوا الواو الأولى سقوطها = وكن فيكون النصب في الرفع كُفلا
[477] وفي آل عمران في الأولى ومريم = وفي الطول عنه وهو باللفظ أعملا
ح: (عليمٌ وقالوا): مبتدأ، (الواو الأولى): بدل البعض منه، (سقوطها): بدل الاشتمال من (الواو)، و (كن فيكون): مبتدأ عطف على المبتدأ الأول، و(النصب في الرفع): مبتدأ ثانٍ، أي: النصب فيه في موضع الرفع، (كفلا): خبر المبتدأ، والضمير المثنى: لهما، كقولك: (زيدٌ ثوبه وعمروٌ قميصه مسلوبان)، أو (كفلا): خبر (كن فيكون)، والألف: للإطلاق، وأسقط خبر (سقوطها) لاكتفائه به عنه، و(في آل): عطف على محذوف، أي: هنا وفي آل عمران، (في الأولى): بدل من (في آل) بإعادة الجار، و (مريم): عطف على (آل)، وصرف ضرورةً، وضمير (عنه): لابن
[كنز المعاني: 2/30]
عامر، و(عنه): في موضع الحال، وهو: راجع إلى (النصب)، يعني: النصب باللفظ أعمل، أي: اعتبر فيه لفظ الأمر لا حقيقته، فاستعمل في (فيكون).
ص: أي: يسقط الواو الأول من قوله تعالى: {إن الله واسعٌ عليم، قالوا اتخذ الله} [115- 116] ابن عامر اتباعًا لمصحف أهل الشام، لأن الواو لم تثبت فيها، والباقون بالواو لأنها مثبتة في سائر المصاحف، فترك الواو على الاستئناف، وإثباتها على العطف على ما قبله.
واحترز بقوله: (عليم) عن قوله: {وقالوا لن يدخل الجنة} [111] إذ ليس ما قبله {عليمٌ}، وبقوله: (الأولى) عن الواو بعد اللام.
ثم قال: (وكن فيكون ...)، أي: نصب ابن عامر {فيكون} في موضع الرفع في المواضع الأربعة: ههنا: {وإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، وقال الذين لا يعلمون} [117- 118]، وفي الأول من آل عمران: {إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، ونعلمه الكتاب} [47 48]، وفي مريم: {سبحانه إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، وإن الله} [35- 36]، وفي الطول سور المؤمن {فإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، ألم تر} [68- 69].
[كنز المعاني: 2/31]
ووجه النصب: أنه جعله جوابًا لقوله: {كن} بالفاء؛ لأنه لما جاء اللفظ على صورة الأمر، وإن لم يكن أمرًا حقيقة، أجري في نصب الجواب مجرى الأمر، وإن لم يكن جوابًا حقيقة، لأن المعنى إذا أراد الله شيئًا وجد، وليس كقولك: (قم فأكرمك) من أن تقديره: (إن تقم أكرمك)، فقال الناظم نصرةً لابن عامر.
.............. = .............. وهو باللفظ أُعملا
أي: النصب استعمل على لفظ الأمر، لا على حقيقته). [كنز المعاني: 2/32] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [478] وفي النحل مع يس بالعطف نصبه = كفى راويًا وانقاد معناه يعملا
ب: (الانقياد): المطاوعة، (اليعمل): جمع (يعملة)، وهي الناقة النجيبة المطبوعة على العمل.
ح: (نصبه): مبتدأ، (بالعطف): متعلق به، (في النحل): ظرفه، (كفى): خبر المبتدأ، (راويًا): مفعول (كفى،) (معناه): فاعل (انقاد)، يعملا: حال، أي: مشبهًا يعملًا.
ص: أي: نصب ابن عامر والكسائي: {فيكون} في النحل: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [40]، وفي يس: {أن يقول له كن فيكون} [82] عطفًا على {نقول}، والباقون
[كنز المعاني: 2/32]
بالرفع في المواضع الستة على: (فهو يكون).
ومعنى (كفى راويًا): كفى راويه روايةً في توجيه القراءة، وطاوع معنى تلك القراءة مشبهًا يعملا في الانقياد والإطاعة). [كنز المعاني: 2/33]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وكن فيكون أيضا مبتدأ معطوف على المبتدأ الأول والنصب في الرفع مبتدأ ثانٍ لهذا المبتدأ أي النصب فيه في مواضع الرفع، وفي كفلا ضمير تثنية يرجع لى المبتدأين فهو خبر عنهما أي سقوط الواو الأولى من عليم، وقالوا: والنصب في الرفع من كن فيكون كفلا أي حملا فهو كما تقول زيد ثوبه وعمرو قميصه مسلوبان كأنك قلت قميص زيد وقميص عمرو مسلوبان ويجوز أن يكون خبر سقوطها محذوفا دل عليه قوله: كفلا الذي هو خبر النصب في الرفع فالألف في كفلا على هذا للإطلاق لا ضمير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/315]
تثنية وجعلها ضمير تثنية أولى لترتبط المسألتان لقارئ واحد على ما هو غرض الناظم فإن هذا موضع ملبس؛ إذ لا مانع من أن تكون المسألة الأولى للرمز السابق في البيت الذي قبل هذا البيت فإنه لم يأت بينهما بواو فاصلة، وقد أتى بين هاتين المسألتين بواو فاصلة وهي قوله: وكن فيكون فيظهر كل الظهور التحاق المسألة الأولى بما تقدم وإذ كان قد ألحق قراءة: "فتثبتوا".
بالرمز السابق في إشمام أصدق على ما سيأتي مع وجود الواو الفاصلة بينهما فإلحاق هذا يكون أولى وكذا قوله في الأنفال: "والنعاس" ارفعوا ولا هو لحق المرموز لقراءة: "يغشاكم".
فإن قلت قد جمع الناظم بين ثلاث مسائل لرمز واحد في قوله في آل عمران: "سنكتب" ياء ضم البيت فلا بعد في جمع مسألتين لرمز واحد.
قلتُ: ذلك البيت ليس فيه الإلباس المذكور فإنه ما ابتدأ به إلا بعد واو فاصلة قبله فلم يبق ما يوهم التحاقه بما قبله، وتعين أن يكون رمزه بعده، ولم يأت رمز إلا في آخر البيت فكان لجميع ما هو مذكور في البيت.
فإن قلت: ففيه واو في قوله: وقتل ارفعوا.
قلتُ: هو من نفس التلاوة في قوله تعالى: {وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ}، ولو لم تكن من التلاوة لما أوهمت الفصل؛ إذ ما قبلها لا رمز له، فيكون لعطف مسألة على مسألة أي قراءة هذا وهذا فلان، وما أحسنه لو قال: عليم، وقالوا: الشام لا واو عنده ولا حاجة إلى الاحتراز عن الواو التي بعد اللام لبعد وهم ذلك، وكان البيت قد خلص من هذا البحث الطويل ففي النظر في وجه قراءة النصب في فيكون شغل شاغل.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/316]
قال الزجاج: {كن فيكون} رفع لا غير من جهتين إن شئت على العطف على يقول وإن شئت على الاستئناف المعنى فهو يكون، وقال ابن مجاهد: قرأ ابن عامر: "كُنْ فَيَكُونَ" نصبا قال: وهذا غير جائز في العربية؛ لأنه لا يكون الجواب للأمر ههنا بالفاء إلا في: يس والنحل فإنه صواب، وذلك نسق في ذينك الموضعين لا جواب، وقال في سورة آل عمران قرأ ابن عامر وحده: "كُنْ فَيَكُونَ" بالنصب، قال: وهو وهم، وقال هشام: كان أيوب بن تميم يقرأ فيكون نصبا، ثم رجع فقرأ: "فَيَكُونُ" رفعا.
واعلم أن قراءة ابن عامر بالنصب مشكلة؛ لأن النصب بالفاء في جواب الأمر حقه أن ينزل منزلة الشرط والجزاء فإن صحَّ صحَّ، فتقول: قم فأكرمك أي: إن تقم أكرمتك، ولو قدرت هذا فيما نحن فيه فقلت: إن يكن يكن لم يكن مستقيما كيف وإنه قد قيل: إن هذا ليس بأمر على الحقيقة وإنما معناه أن لله إذا أراد شيئا أوجد مع إرادته له فعبر بهذه العبارة عنه فليس هذا مثل قم فتقوم، فقيل: جاز النصب لوجود لفظ الأمر ولا اعتبار بالمراد به، فلا يضر أن يكون المراد به غير ذلك، والله أعلم.
قال أبو علي الفارسي: أمَّا "كن"، فإنه وإن كان على لفظ الأمر فليس بأمر ولكن المراد به الخبر أي يكون فيكون: أي يوجد بإحدائه فهو مثل أكرم بزيد أي إنه أمر بمعنى الخبر قال: ومنه: {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا}، والتقدير: مده الرحمن وبنى أبو علي رحمه الله على هذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/317]
أن جعل فيكون بالرفع عطفا على كن من حيث المعنى وضعف عطفه على يقول لأن من المواضع ما ليس فيه يقول كالموضع الثاني في آل عمران وهو: {ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، ولم ير عطفه على قال من حيث أنه مضارع فلا يعطف على ماض فأورد على نفسه عطف الماضي على المضارع في: ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت فقال: أمرُّ بمعنى: مررت فهو مضارع بمعنى الماضي، فعطف الماضي عليه.
قلت: و"يكون" في هذه الآية بمعنى "كان" فليجز عطفه على قال: ثم قال أبو علي: وقد يمكن أن يقول في قراءة ابن عامر لما كان على لفظ لأمر وإن لم يكن المعنى عليه حمل صورة اللفظ قال: وقد حمل أبو الحسن نحو قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ}،
على أنه أجرى مجرى جواب لأمر وإن لم يكن جوابا له في الحقيقة فكذلك قول ابن عامر: يكون قوله فيكون بمنزلة جواب الأمر نحو ائتني فأحدثك لما كان على لفظه.
475- وَفي آلِ عِمْرَانٍ في الُاولَى وَمَرْيَمٍ،.. وَفِي الطَّوْلِ عَنْهُ وَهْوَ بِاللَّفْظِ أُعْمِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/318]
أي في الآية الأولى وهي التي بعد يكون فيها: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ}؛ احترازا من الثانية، وهي التي بعدها: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}.
والتي في مريم بعدها: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ}. والطول سورة غافر والتي فيها بعدها: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ}.
والضمير في عنه: لابن عامر، وقوله: وهو يعني النصب باللفظ أعملا أي اعتبر فيه لفظ الأمر، لا حقيقته، فاستعمل "في" فيكون في هذه المواضع الأربعة، وإن لم يكن جوابا على الحقيقة، وقد اعتبرت المراعاة اللفظية في قوله: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا}، {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا}، {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
وقال جرير:
فقولا لحجاج يدع مدح كودن
وقال عمر بن أبي ربيعة:
فقلت لجناد خذ السيف واشتمل،.. عليه برفق وارقب الشمس تغربِ
وأسرج لي الرجناء واعجل بممطري،.. ولا يعلمن خلق من الناس مذهبي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/319]
فجعل تغرب جوابا لقوله ارقب، وهو غير متوقف عليه، ولكنها معاملة لفظية.
476-
وَفي النَّحْلِ مَعْ يس بِالعَطْفِ نَصْبُهُ،.. "كَـ"ـفَى "رَ"اوِيًا وَانْقَادَ مَعْنَاهُ يَعْمُلا
هذان موضعان آخران إلا أن يقول: الذي قبله منصوب فيهما وهو: {أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، فالنصب في "فيكون" عطفا على "أن يقول"، فهذا معنى قوله: بالعطف نصبه، ثم قال: كفى راويا أي كفى راويه النصب في توجيهه، وانقاد معناه مشبها يعمل وهو الجمل القوي يعمل في السير، ولهذا تابع الكسائي ابن عامر في نصبهما وقد ذكر هذا التوجيه غير واحد من أئمة العربية والقراءة، ويؤيده أن قراءة الرفع في غير هذين الموضعين قد ذكر الزجاج وغيره أنها معطوفة على يقول المرفوع، فإن قلتَ: هذا مكل من جهة أخرى، وهي أنه يلزم منه أن يكون "فيكون" خبرا للمبتدأ الذي هو "قولنا" في النحل، "وأمره" في يس؛ لأن قوله: "أن يقول" خبر عنهما، فما عطف عليه يكون خبرا أيضا كما تقول: المطلوب من زيد أن يخرج فيقاتل، فيكون المطلوب منه أمرين هما الخروج والقتال وهذا المعنى لا يستقيم ههنا؛ لأن التقدير يصير إنما قولنا لشيء قول كن فيكون، فيؤول المعنى إلى إنما قولنا كون فهو كما ترى مشكل، وليس مثل قول علقمة:
فإن المندّى رِحلةٌ فركوبُ
لأن كل واحد منهما يصح أن يكون خبرا عن المندى على الجهة التي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/320]
قصدها من التجويز، قلت: القول في الآية ليس المراد منه حقيقته كما سبق ذكره، وإنما عبر به عن سرعة وقوع المراد فهو لقوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}، فكأنه سبحانه قال: إذا أردنا شيئا وقع، ولم يتخلف عن الإرادة، فعبر عن ذلك بقول: "كن فيكون" فالعطف غير منافٍ لهذا المعنى فصح فهذه ستة مواضع وقع فيها قراءة النصب منها الموضعان الآخران نصبهما بالعطف والأربعة السابقة منصوبة على لفظ جواب الأمر، وبقي موضعان لم يختلف في رفعهما وهما الثاني في آل عمران وفي الأنعام: {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ}، وعلل ذلك بعضهم بأنه معطوف على ماضٍ لفظا في آل عمران وتقديرا في الأنعام والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/321]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (476- .... ..... ..... ..... = وكن فيكون النّصب في الرّفع كفّلا
477 - وفي آل عمران في الاولى ومريم ... وفي الطّول عنه وهو باللّفظ أعملا
478 - وفي النّحل مع يس بالعطف نصبه ... كفى راويا وانقاد معناه يعملا
...
وقرأ كُنْ فَيَكُونُ بالنصب في مكان الرفع يعني بنصب النون بدلا من رفعها في هذه السورة وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وفي آل عمران في الكلمة الأولى فيها وهي كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ، واحترز بالأولى عن الثانية وهي التي بعدها
[الوافي في شرح الشاطبية: 208]
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، فقد اتفق القراء على الرفع فيها، وفي مريم في كُنْ فَيَكُونُ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي، وفي الطول وهي غافر في كُنْ فَيَكُونُ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ. وقوله: (وهو باللفظ أعملا) توجيه لقراءة ابن عامر بالنصب، فوجهه أنه منصوب بعد فاء السببية في جواب الأمر وهو كُنْ* وهذا الفعل وهو كُنْ* ليس أمرا حقيقة؛ لأن المعنى أن الله تعالى إذا أراد شيئا ما تحقق، ولا يحول دون تحققه حائل ولكن لما كان على صورة الأمر ولفظه لفظ الأمر أجري مجرى الأمر الحقيقي، فنصب المضارع في جوابه، وقرأ ابن عامر والكسائي كُنْ فَيَكُونُ (40) وَالَّذِينَ هاجَرُوا في سورة النحل. كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحانَ الَّذِي في سورة يس، بنصب النون في فَيَكُونُ أيضا عطفا على الفعل المنصوب قبله، وهو نَقُولَ وهذا معنى قوله (بالعطف نصبه). ومعنى (انقاد) معناه: يعملا سهل النصب وظهر وجهه في هذين الموضعين لعطفه على قبله حال كونه في سهولته مشبها يعملا، وهو الجمل القوى في السير المطبوع على العمل). [الوافي في شرح الشاطبية: 209]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كُنْ فَيَكُونُ حَيْثُ وَقَعَ إِلَّا قَوْلُهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فِي آلِ عِمْرَانَ وَكُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ فِي الْأَنْعَامِ. وَالْمُخْتَلَفُ فِيهِ سِتَّةُ مَوَاضِعَ، الْأَوَّلُ هُنَا كُنْ فَيَكُونُ وَقَالَ وَالثَّانِي فِي آلِ عِمْرَانَ كُنْ فَيَكُونُ وَيُعَلِّمُهُ وَالثَّالِثُ فِي النَّحْلِ كُنْ فَيَكُونُ وَالَّذِينَ وَالرَّابِعُ فِي مَرْيَمَ كُنْ فَيَكُونُ وَإِنَّ اللَّهَ وَالْخَامِسُ فِي يس كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ وَالسَّادِسُ فِي الْمُؤْمِنِ كُنْ فَيَكُونُ أَلَمْ تَرَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِنَصْبِ النُّونِ فِي السِّتَّةِ، وَوَافَقَهُ الْكِسَائِيُّ فِي النَّحْلِ وَيس، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ فِيهِمَا كَغَيْرِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: الرَّفْعِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ فِي آلِ عِمْرَانَ وَكُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ فِي الْأَنْعَامِ كَمَا تَقَدَّمَ.
فَأَمَّا حَرْفُ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّ مَعْنَاهُ كُنْ فَكَانَ، وَأَمَّا حَرْفُ الْأَنْعَامِ فَمَعْنَاهُ الْإِخْبَارُ عَنِ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ مَا يَرِدُ فِي الْقُرْآنِ مِنْ ذِكْرِ الْقِيَامَةِ كَثِيرًا يُذْكَرُ، بِلَفْظٍ مَاضٍ نَحْوَ: فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ وَنَحْوَ: وَجَاءَ رَبُّكَ وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَشَابَهَ ذَلِكَ فَرُفِعَ; وَلَا شَكَّ أَنَّهُ إِذَا اخْتَلَفَتِ الْمَعَانِي اخْتَلَفَتِ الْأَلْفَاظُ ; قَالَ الْأَخْفَشُ الدِّمَشْقِيُّ: إِنَّمَا
[النشر في القراءات العشر: 2/220]
رَفَعَ ابْنُ عَامِرٍ فِي الْأَنْعَامِ عَلَى مَعْنَى سِينِ الْخَبَرِ أَيْ فَسَيَكُونُ). [النشر في القراءات العشر: 2/221]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {كن فيكون} [117] بنصب النون حيث وقع إلا قوله {فيكون * الحق} في آل عمران {فيكون * ويعلمه} [47- 48]، وفي النحل [40- 41] {فيكون * والذي}، وفي مريم [35- 36] {فيكون * وإن الله}، وفي يس [82- 83] {فيكون * فسبحان}، وفي المؤمن [68- 69] {فيكون * ألم تر}، وافقه الكسائي في النحل [40] ويس [82]، والباقون بالرفع في الستة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 461]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (469- .... .... كن فيكون فانصبا = رفعًا سوى الحقّ وقوله كبا
470 - والنّحل مع يس رد كم .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واوا (ك) ساكن فيكون فانصبا = رفعا سوى الحقّ وقوله (ك) با
أي ابن عامر، قرأ فيكون بالنصب حيث أتى إلا «كن فيكون، الحق من ربك» في آل عمران، و «فيكون قوله الحق» في الأنعام وإلى ذلك أشار بسوى الحق، وقوله، والمختلف فيه ستة مواضع هنا «كن فيكون وقال» وفي آل عمران «كن فيكون ويعلمه» وفي النحل «كن فيكونّ والذين» وفي مريم «كن فيكون وإن الله ربي، وفي يس «كن فيكونّ فسبحان» وفي غافر «كن فيكونّ ألم» وافقه الكسائي في موضع النحل ويس كما يأتي في البيت بعده، وانفرد ابن عامر بنصب الأربعة على جواب الأمر تشبيها للأمر المجازي بالأمر الحقيقي، إذ الأمر الحقيقي ينتظم منه شرط جزاء، فإن صح صح فتقول قم أقم مثل إن أكرمتني أكرمتك فلا بد من التغاير، ولو قدرت في هذه المواضع إن يكن يكن لم يصح، فاعتمد في هذه المواضع لفظ الأمر وإن لم يكن أمر في الحقيقة ورتب عليه الجواب وإن لم يكن جوابا في الحقيقة، ومن أنكر هذه القراءات الصحيحة فقد أخطأ الخطأ الفاحش وسلك السبيل القبيحة والباقون بالرفع فيها على تقدير فهو يكون قوله: (كبا) من كبا الزند: إذا لم يخرج ناره، يشير إلى غموض وجه الاستثناء في هذين الحرفين وإشكال وجه قراءة النصب في غيرهما.
والنّحل مع يس (ر) د (ك) م تسئل = للضّمّ فافتح واجز من (إ) ذ (ظ) لّلوا
أي ونصب الذي في النحل، يريد قوله تعالى «أن يقول له كن فيكون والذين هاجروا» مع موضع يس وهو «كن فيكون فسبحان الذي بيده» ووجه نصبهما العطف على يقول). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 183]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ونصب أيضا ذو كاف «كبا» ابن عامر (كن فيكون [البقرة: 117]) حيث وقع إلا كن فيكون الحقّ [آل عمران: 59، 60]، قوله الحقّ [الأنعام: 73] فلا خلاف في رفع نونهما.
والمختلف فيه ستة: هنا وآل عمران [الآية: 59] والنحل [الآية: 40]، ومريم [الآية: 35]، ويس [الآية: 83]، وغافر [الآية: 68].
وإلى إخراج الموضعين أشار بقوله: (سوى الحق) وقيد النص بالرفع لتتعين قراءة الباقين؛ لأن ضده الكسر.
ووجه حذف الواو: أن شدة تناسب الجملتين تغنى عن العاطف أو تدل عليه، واستؤنفت مبالغة وهي على رسم الشامي.
ووجه الإثبات: أنه الأصل في العطف، والمعنى عليه؛ لأن الكل إخبار عن النصارى، وتصلح للاستئناف وهي على بقية المرسوم.
وقوله: (كن فيكون) مثال معناه: أن كل موجود لا يتوقف إلا على مجرد إرادة الحق: كقوله: وما أمرنا إلّا وحدة [القمر: 50].
ووجه النصب: أنه اعتبرت صيغة الأمر المجرد حملا عليه، فنصب المضارع بإضمار أن بعد الفاء؛ قياسا على جوابه.
ووجه الرفع: الاستئناف، أي: فهو يكون، أو عطف على معنى (كن).
واتفق على رفع فيكون الحقّ [آل عمران: 59، 60] لأن معناه: فكان، ورفع فيكون قوله الحقّ [الأنعام: 73]؛ لأن معناه: الإخبار عن القيامة، وهو كائن لا محالة؛ ولكنه لما كان ما يرد في القرآن من ذكر القيامة كثيرا يذكر بلفظ الماضي نحو: فيومئذ وقعت الواقعة وانشقّت [الحاقة: 15، 16]، [و] وجآء ربّك [الفجر: 22] ونحو ذلك؛ فشابه ذلك فرفع، ولا شك أنه إذا اختلفت المعاني اختلفت الألفاظ.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/179]
تنبيه:
اتفقوا على حذف الواو في يونس من قوله: قالوا اتّخذ الله ولدا سبحانه هو الغنيّ [الآية: 68]؛ لعدم شيء يعطف [عليه] قبله، فهو استئناف خرج مخرج التعجب من عظم جرأتهم وقبيح افترائهم، وهنا قبله: وقالوا لن يدخل الجنّة [البقرة: 111]، وقالت اليهود ليست النّصارى [البقرة: 113].
ثم كمل فقال:
ص:
والنّحل مع يس (ر) د (ك) م تسأل = للضّمّ فافتح واجزمن (إ) ذ (ظ) لّلوا
ش: أي: اتفق ذو راء (رد) الكسائي وكاف (كم) ابن عامر على نصب فيكون في النحل [الآية: 40]، ويس [الآية: 82] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/180]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "قضى" حمزة والكسائي وخلف والأعمش، وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/413]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "كُنْ فَيَكُون" [الآية: 117] "وقال" هنا و[بآل عمران الآية: 59، 60] " فيكون ونعلمه" وفي [النحل الآية: 40] "فيكون والذين" و[بمريم الآية: 35] "فيكون وإن الله" وفي [يس الآية: 82] "فيكون فسبحان" وفي [غافر الآية: 68] "فيكون ألم تر" فابن عامر بنصب فيكون في الستة، وقرأ الكسائي كذلك في النحل ويس، وقد وجهوا النصب بأنه بإضمار أن بعد الفاء حملا للفظ الأمر، وهو كن على الأمر الحقيقي وافقهما ابن محيصن في يس، والباقون بالرفع في الكل على الاستئناف، واتفقوا على الرفع في قوله تعالى: "فيكون الحق" بآل عمران و"كن فيكون قوله الحق" بالأنعام لكن عن الحسن نصبه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/413]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كن فيكون} قرأ الشامي بنصب نون {فيكون} والباقون بالرفع وما أحسن ما قاله بعضهم: «ينبغي على قراءة الرفع في هذا وشبهه أن يوقف بالروم ليظهر اختلاف القراءتين في اللفظ وصلاً ووقفًا» ). [غيث النفع: 401]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون (117)}
{بديع}
- قراءة الجمهور بالرفع "بديع" وهو ظاهر، وهو عند الخليل أَوْلَى بالصواب.
- وقرأ المنصور "بديع" بالنصب على المدح.
- وقرئ "بديع" بالرفع والتنوين. الأرض بالنصب مفعول "بديع".
- وقرأ صالح بن أحمد "بديع" بالجر على أنه بدل من الضمير في "له" في الآية السابقة.
{قضى}
- قراءة الإمالة عم حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والصغرى.
{يقول له}
- الإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
{كن فيكون}
- قراءة الجمهور "فيكون" بالرفع، ووجهه أنه على الاستئناف، أي فهو يكون، وعُزي هذا الرأي إلى سيبويه.
[معجم القراءات: 1/181]
- وقرأ ابن عامر "فيكون" بالنصب.
قال المبرد: "النصب ههنا محال؛ لأنه لم يجعل "فيكون" جواباً".
- وحكى ابن عطية عن أحمد بن موسى أن قراءة ابن عامر لحن.
- وذهب أبو حيان إلى أن هذا قول خطأ؛ لأن القراءة في السبعة، فهي متواترة، ثم هي قراءة ابن عامر، وهو رجل عربي لم يكن ليلحن.
ويؤيد ذلك قراءة الكسائي في بعض المواضع مثل سورتي النحل آية/40 ويس آية/82، وهو إمام الكوفيين في علم العربية، فالقول إنها لحن من أقبح الخطأ المؤثم الذي يجر قائله إلى الكفر، إذ هو طعن على ما علم نقله بالتواتر من كتاب الله). [معجم القراءات: 1/182]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينَّا الآيات لقوم يوقنون (118)}
{كذلك}
- الإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
{أو تأتينا آية}
- قراءة أبي جعفر والأزرق وورش وأبو عمرو بخلاف عنه "أو تاتينا" بالألف.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 1/182]
- وقراءة الجماعة على التحقيق في الهمز.
{تشابهت}
- قرأ ابن أبي إسحاق وأبو حيوة "تشَّابهت" بتشديد الشين.
قال أبو عمرو الداني: "وذلك غير جائز؛ لأنه فعل ماضٍ" يعني أن اجتماع التاءين المزيدتين لا يكون في الماضي إنما يكون في المضارع نحو: تتشابه، وحينئذ يجوز الإدغام فيه.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف "تشابهت"). [معجم القراءات: 1/183]

قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَلَا تسْأَل عَن أَصْحَاب الْجَحِيم} 119 فِي ضم التَّاء مَعَ رفع اللَّام وَفتحهَا مَعَ جزم اللَّام
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {وَلَا تسْأَل} مَفْتُوحَة التَّاء مجزومة اللَّام
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَلَا تسْأَل} مَضْمُومَة التَّاء مَرْفُوعَة اللَّام
وَقَالَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد {كَمَا سُئِلَ مُوسَى} الْبَقَرَة 108 {سُئِلَ} بِضَم السِّين مَهْمُوزَة مَكْسُورَة فِي قراءتهم جَمِيعًا
وَقَالَ هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر {سُئِلَ} مَهْمُوزَة بِغَيْر اشباع). [السبعة في القراءات: 169]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا تسئل} نصب جزم نافع ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 184]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تسئل} [119]: جزم نافع، ويعقوب). [المنتهى: 2/581]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ولا تسئل) بالجزم وفتح التاء، وقرأ الباقون بضم التاء والرفع). [التبصرة: 160]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {ولا تسأل} (119): بفتح التاء، وجزم اللام.
[التيسير في القراءات السبع: 231]
والباقون: بضم التاء، ورفع اللام). [التيسير في القراءات السبع: 232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع ويعقوب: (ولا تسأل) بفتح التّاء وجزم اللّام والباقون بضم التّاء ورفع اللّام). [تحبير التيسير: 294]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَسْأَلْ) على النهي نافع، وشيبة، وابْن سَعْدَانَ، ويَعْقُوب، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون (وَلَا تُسْأَلُ) على الخبر، وهو الاختيار لموافقة أكثر القراء، ولأن معناه وغير مسئول فيكون على الحال كقوله: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) على قراءة بعض أهل مكة وقد ذكر). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([119]- {وَلا تُسْأَلُ} نهى: نافع231). [الإقناع: 2/602]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (479 - وَتُسْأَلُ ضَمُّوا التَّاءَ وَالَّلامَ حَرَّكُوا = بِرَفْعٍ خُلُوداً وَهْوَ مِنْ بَعْدِ نَفْيِ لاَ). [الشاطبية: 39]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([479] وتسأل ضموا التاء واللام حركوا = برفعٍ (خـ)لودًا وهو من بعد نفي لا
تحتمل قراءة الرفع وجهين:
أحدهما، أن يكون {ولا تسئل} في موضع الحال؛ أي: أرسلناك غير مسئول عن أصحاب الجحيم.
ويحتمل أن يكون في موضع رفع على الاستئناف؛ والتقدير: ولست تسأل. فلذلك قال: (خلودًا)؛ أشار به إلى دوام هذا المعنى.
(خلودًا)، منصوب على المصدر.
وتحتمل قراءة نافع وجهين:
أحدهما، أن يكون فيه معنويًا، وذلك على ما روي أنه قال صلى الله عليه وسلم: «ليت شعري ما فعل أبواي»؛ فأنزل ذلك.
والثاني، أن يكون لفظه النهي .ومعناه: تفخيم الأمر وتعظيمه كما يقول القائل: لا تسأل عن زيدٍ؛ يعني أنه قد صار إلى أعظم مما تظن من خيٍر أو شر). [فتح الوصيد: 2/668]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [479] وتسأل ضموا التاء واللام حركوا = برفع خلودًا وهو من بعد نفي لا
ب: (الخلود): الدوام.
ح: (تسأل): مبتدأ، (ضموا التاء واللام حركوا برفع): خبره، اي: التاء واللام فيه، (خلودًا): مصدر، أي: خلد خلودًا، و(هو): راجع إلى (تُسأل) بعد (لا) النافية.
ص: أي: قرأ غير نافع: {تسئل} [119]فضموا تاءه وحركوا لامه بالرفع على أنه بعد (لا) النافية، والجملة: في موضع الاستئناف، أو نصب على الحال.
وقرأ نافع {ولا تسئل} بفتح التاء وسكون اللام على النهي، يعلم الفتح من الضم، والإسكان من التحريك). [كنز المعاني: 2/33]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (477- وَتُسْأَلُ ضَمُّوا التَّاءَ وَالَّلامَ حَرَّكُوا،.. بِرَفْعٍ "خُـ"ـلُودًا وَهْوَ مِنْ بَعْدِ نَفْيِ لا
يعني قوله تعالى: {وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}، فقرأه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/321]
الجماعة بعد لا النافية، فهذا معنى قوله: وهو من بعد نفي لا، والمعنى أنت غير مسئول عنهم، وقراءة نافع بجزم الفعل على النهي أي لا تسأل عنهم أي احتقرهم ولا تعدهم، وخلودا مصدر أي خلد ذلك خلودا وثبت واستقر، أو التقدير تحريكا ذا خلود والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/322]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (479 - وتسأل ضمّوا التّاء واللّام حرّكوا ... برفع خلودا وهو من بعد نفي لا
قرأ السبعة إلا نافعا وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ بضم التاء وتحريك اللام بالرفع وعلى هذه القراءة تكون لا التي قبل تسأل نافية، فتكون قراءة نافع بفتح التاء؛ لأنه ضد الضم، وبسكون اللام؛ لأنه ضد التحريك، وعلى هذه القراءة تكون لا ناهية؛ لأن النهى ضد النفي). [الوافي في شرح الشاطبية: 209]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (68- .... .... .... .... .... = وَتَسْأَلْ حَوَى وَالضَّمُّ وَالرَّفْعُ أُصِّلَا). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):( {ولا تسأل} [119] بفتح التاء وجزماللام على النهى واستغنى باللفظ عن القيد فجمع يعقوب هذه الأربعة في المخالفة وإليه أشار بقوله: حوی، وقوله: والضم والرفع أصلًا أي قرأ المشار إليه (بألف) أصلًا وهو أبو جعفر بالضم والرفع أي ضم التاء ورفع اللام على النفي وعلم من الوفاق لخلف كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 93]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَجَزْمِ اللَّامِ عَلَى النَّهْيِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَالرَّفْعِ عَلَى الْخَبَرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/221]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع ويعقوب {ولا تسئل} [119] بفتح التاء وجزم اللام، والباقون بضم التاء والرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 461]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (470- .... .... .... .... تسئل = للضّمّ فافتح واجزمن إذ ظلّلوا). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تسأل الخ) يعني قوله «ولا تسأل عن» قرأه بالتاء وبالجزم نافع ويعقوب على النهى: أي لا تسأل عن الكفار ما لهم لا يؤمنون، لأن ذلك إلى الله تعالى، ويحتمل أن يكون المعنى احتقرهم ولا تعدهم، ويحتمل
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 183]
أن يكون لفظه لفظ النهي ومعناه معنى الأمر كما يقال لا تسأل عن فلان، يعني أنه قد صار إلى أعظم مما تظن من خير أو شر، والباقون بالضم والرفع، وتقدم في الخطبة أن ضد الجزم الرفع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 184]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو همزة (إذ) نافع وظاء (ظللوا) يعقوب ولا تسأل [البقرة: 116] بفتح التاء وجزم اللام.
والباقون بضم التاء ورفع اللام.
وجه الجماعة: أنه مبني للمفعول بعد «لا» النافية، وفيه مناسبة للأخبار المكتنفة.
ومحل الجملة نصب حال أو خبر ليس، أي: لست تسأل.
[ووجه الجزم:] أنه مبني للفاعل، وجزم بـ «لا» الناهية إما حقيقة فيكون جوابا كقوله عليه السلام: «ليت شعري ما فعل بأبوي؟!» أو مجازا لتفخيم القصة، كقولك لمن قال:
كيف [حال] فلان؟ لا تسل عما جرى [له، أي: حل به أمر عظيم غير محصور؛ فيتضمن الجواب] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/180]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلفوا: في ترقيق راء "بشيرا، ونذيرا" [الآية: 119] ونحوه للأزرق ففخمها في ذلك، ونحوه جماعة من أهل الأداء، ورققها له الجمهور، ثم اختلف هؤلاء الجمهور فرققها
[إتحاف فضلاء البشر: 1/413]
بعض منهم في الحالين كالداني والشاطبي وابن بليمة، وفخمها الآخرون منهم وصلا فقط لأجل التنوين لا وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/414]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "ولا تسئل" [الآية: 119] فنافع وكذا يعقوب بفتح التاء وجزم اللام بلا الناهية بالبناء للفاعل، والنهي هنا جاء على سبيل المجاز لتفخيم ما وقع فيه أهل الكفر من العذاب، كقولك لمن قال لك: كيف حال فلان أي: لا تسأل عما وقع له أي: حل به أمر عظيم غير محصور، وأما جعله على حقيقته جوابا لقوله -صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أبواي فغير مرضي"، واستبعده في المنتخب؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- عالم بما آل إليه أمرهما من الإيمان الصحيح، قال العلامة ابن حجر الهيثمي في شرح المشكاة: وحديث إحيائهما له -صلى الله عليه وسلم- حق آمنا به ثم توفيا حديث صحيح، وممن صححه القرطبي والحافظ ابن ناصر الدين حافظ الشام والطعن فيه ليس في محله إذ الكرامات والخصوصيات من شأنهما أن تخرق القواعد والعوائد، كنفع الإيمان هنا بعد الموت لمزيد كما لهما وأطال في ذلك، وأما الحديث المذكور وهو "ما فعل أبواي" ففي الدر المنثور للسيوطي أنه حديث مرسل ضعيف الإسناد، وقد ألف كتابا في صحة إحيائهما له فليراجع، والباقون بضم التاء ورفع اللام على البناء للمفعول بعد لا النافية والجملة مستأنفة، قال أبو حيان: وهو الأظهر أي: لا تسئل عن الكفار ما لهم لم يؤمنوا؛ لأن
[إتحاف فضلاء البشر: 1/414]
ذلك ليس إليك إن عليك إلا البلاغ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/415]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا تسئل} [119] قرأ نافع بفتح التاء وإسكان اللام). [غيث النفع: 401]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم (119)}
{بشيراً ونذيراً}
- هنا خلاف في ترقيق الراء في هذين اللفظين عن الأزرق، فقد فخمها جماعة من أهل الأداء، ورققها له الجمهور.
ثم اختلف الجمهور في ذلك، فرققها بعضهم في الحالين: الوقف والوصل، وفخمها الآخرون في الوصل فقط لأجل التنوين.
{ولا تُسْألُ}
- قراءة الجمهور بضم التاء واللام على الخبر "ولا تسألُ".
- وقرأ أُبَيّ وابن مسعود "وما تسْأَلُ".
- وقرأ ابن مسعود "ولن تسأل".
[معجم القراءات: 1/183]
وهذه القراءات كلها على الخبر.
- وقرئ "ولا تُسال" بضم اللام وإبدال الهمزة ألفاً وماضيه ساله، وهما يتساولان. ونسبت هذه القراءة إلى أبي بحرية وابن مناكر.
- وقرئ "ولا تُسَلْ" على ما لم يُسَمّ فاعله وإلقاء حركة الهمزة على السين.
- وقرأ نافع ويعقوب وأبو جعفر الباقر في رواية وابن عباس وأبو القاسم البلخي "ولا تسأل" على النهي.
- وذكر مكّي أن أبي بن كعب قرأ "وإن تسأل".
- وفي المحرر: "وقرأ قوم "ولا تسأل" بفتح التاء وضم اللام"، على معنى أنه لا يسأل عنهم فهو غير سائل، وعلى قراءة الجماعة غير مسؤول). [معجم القراءات: 1/184]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (120) إلى الآية (123) ]


{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)}

قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولئن} [120، 145]: ملينة الهمزة حيث وقعت: الشموني طريق ابن الصلت، والعمري). [المنتهى: 2/585] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَنْ تَرْضَى) و(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ) وما أشبهه ما لم يكن له تأنيث حقيقي بالياء ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء وهو الاختيار إذا لم يكن بين الفعل والاسم حائل وإن كان بينهما حائل فبالياء كابْن مِقْسَمٍ). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ترضى" [الآية: 120] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا "ابتلى" [الآية: 124] هنا وابتلاه موضعي الفجر وكذا "الهدى" [الآية: 120] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/415] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة ألفي "النصارى" [الآية: 120] وخلاف الأزرق في ترقيق الراء من الخاسرون، وكذا مده إسرائيل وتسهيل همزه لأبي جعفر والوقف عليه لحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/415] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتَّبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير (120)}
{ترضى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{النَّصارى}
- تقدم حكم الإمالة فيها في الآية/62، وفيها إمالتان في الألف الأولى والثانية.
{هدى الله، الهدى}
تقدم حكم الإمالة في الآيتين: 2، 5.
{هدى الله هو}
إدغام الهاء في الهاء عن أبي عمرو ويعقوب.
{جآءك}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 87، 92 "جاءكم"، 101 "جاءهم".
{من العلم ما}
- الإدغام عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 1/185]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة ألفي "النصارى" [الآية: 120] وخلاف الأزرق في ترقيق الراء من الخاسرون، وكذا مده إسرائيل وتسهيل همزه لأبي جعفر والوقف عليه لحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/415] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون (121)}
{يؤمنون به}
- قراءة أبي جعفر وأبي عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني "يومنون"، بالواو من غير همز.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمز "يؤمنون".
{الخاسرون}
- بالترقيق في الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/185]

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة ألفي "النصارى" [الآية: 120] وخلاف الأزرق في ترقيق الراء من الخاسرون، وكذا مده إسرائيل وتسهيل همزه لأبي جعفر والوقف عليه لحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/415] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين (122)}
{إسرائيل}
سبقت القراءات مفصلة فيه في الآية/40.
{نعمتي التي}
- قرأ بسكون الياء ابن محيصن والحسن، قال النحاس: "بإسكان الياء ثم حذفها في الوصل لالتقاء الساكنين".
- والباقون على الفتح.
- وتقدم مثل هذا أيضا مع الآية/40 مما سبق فارجع إليه). [معجم القراءات: 1/186]

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)}
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (453 - وَيُقْبَلُ الأُولى أَنَّثُوا دُونَ حَاجِزٍ = وَعُدْنَا جَمِيعاً دُونَ مَا أَلِفَ حَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([453] ويقبل الأولى أنثوا (دُ)ونَ (حـ)اجز = وعدنا جميعًا دون ما ألفٍ (حـ)لا
(دون حاجز)، أي دون مانع من التأنيث، لأن الشفاعة مؤنثة.
ومن قرأ بالياء، فلأن تأنيث الشفاعة غير حقيقي.(وكل ما تأنيثه غير حقيقي)، فإلى التذكير مآله، لأن التذكير هو الأصل، والتأنيث داخل عليه.
وهاهنا لم يدخل التأنيث على تذكير. فهي إذًا بمعنى التشفع، لا سيما وقد وقع الفصل بين الفعل والفاعل، وذلك مما يجوز معه تذكير المؤنث الحقيقي، فغير الحقيقي أولى.
وعلى الجملة، فمثل هذا يجوز فيه التذكير والتأنيث كما قال تعالى: {فقد جاءكم بينة من ربكم}، و{جاءتهم البينة}، ومثله في القرآن كثير.
وقوله: (وعدنا جميعًا)، يعني هنا وفي الأعراف وطه.
[فتح الوصيد: 2/630]
وإنما قال (حلا)، لأن جماعةً من الحذاق، اختاروا هذه القراءة الموافقة اللفظ المعين، لأن المعين أن الله تعالى وعد موسى، فهو منفرد بالوعد. والمفاعلة إنما تكون بين الآدميين إذا كانت من اثنين.
ومن قرأ {وعدنا} بألف، جعله بمعني وعدنا، لأن المفاعلة قد تكون من واحد حيث يمكن أن تقع من اثنين، كقولهم: عاقبت وجازيته؛ فحيث لا يقع من اثنين أولى، وهو مثل قوله: (فحاسبنها).وقد قيل: إن ترقب موسى للميقات ومراعاته المصير إليه، قام مقام المواعدة، فيكون من اثنين.
واختار هذه القراءة الطبري وأبو طاهر ومكي .
وأشار شيخنا إلى الأولى، واختارها أبو عبيد). [فتح الوصيد: 2/631] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [453] ويقبل الأولى أنثوا دون حاجزٍ = وعدنا جميعًا دون ما ألفٍ حلا
ح: (الأولى): صفة (يقبل)، و (يقبل): مفعول (أنثوا)، (وعدنا): مبتدأ، (جميعًا): حال، (حلا): خبر المبتدأ، (دون): ظرفه، و (ما): زائدة.
ص: أي: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {ولا تقبل منهم شفاعةٌ} [48] بالتاء، دون: {ولا يقبل منها عدلٌ} [123]؛ إذ لا خلاف في تذكيره. والتأنيث ظاهر لأن الشفاعة مؤنثة.
وقرأ الباقون بالتذكير، أي: بالياء؛ لأن تأنيث الشفاعة غير
[كنز المعاني: 2/12]
حقيقي، وتذكير فعله جائز لا سيما مع الفصل.
ثم قال: {وعدنا} في جميع القرآن، أي: هنا [البقرة: 51]، وفي الأعراف [142]، وطه [80] قراءة أبي عمرو بغير ألف بعد الواو؛ لأن الله وعده، وقرأ الباقون بألف من المواعدة، بمعنى الوعد، نحو: (طارقت النعل)، أو على الحقيقة لأن اله وعد التكليم لموسى، ووعد موسى المسير إليه). [كنز المعاني: 2/13] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (452- وَيُقْبَلُ الُاولى أَنَّثُوا "دُ"ونَ "حَا"جِزٍ،.. وَعُدْنَا جَمِيعًا دُونَ مَا أَلِفَ "حَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} يقرأ بالتأنيث والتذكير أي بالتاء والياء، فوجه التأنيث ظاهر؛ لأن الشفاعة مؤنثة، ولهذا قال: دون حاجز أي مانع، ووجه التذكير أن تأنيث الشفاعة غير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/286]
حقيقي، وكل ما كان كذلك جاز تذكيره لا سيما وقد وقع بينه وبين فعله فاصل وسيأتي له نظائر كثيرة، واحترز بقوله الأولى أي الكلمة الأولى عن الأخيرة وهي: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}، فإن الفعل مذكر بلا خلاف؛ لنه مسند إلى مذكر وهو عدل وبعده: {وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ}، لم يختلف في تأنيثها؛ لأنه لم يفصل بينهما كلمة مستقلة بخلاف الأولى وقرأ أبو عمرو: {وَعَدَنَا} في البقرة والأعراف وطه بغير ألف بعد الواو؛ لأن الله تعالى وعده وقرأ غيره "واعدنا" بألف بعد الواو على معنى وعدنا كقوله: "فحاسبناها" وقيل يصح فيه معنى المفاعلة فإن قلت: من أين يعلم من النظم أن قراءة الباقين بألف بعد الواو دون أن يكون بألف قبلها فيكون أوعدنا؛ لأنه قال دون ما ألف ولم ينطق بقراءة الجماعة ولو كان لفظ بها لسهل الأمر قلت: يعلم ذلك من حيث إنه أراد أوعدنا للزمه أن يبين إسكان الواو وتحريكها، فلما لم يتعرض لذلك علم أنه غير مراد وأيضا فإن حقيقة الألف ثابتة في لفظ: {وَاعَدْنَا}، وأما أوعدنا فهي حمزة قبل الواو فإطلاق الألف عليها مجاز، والأصل الحمل على الحقيقة فيزول الإشكال على هذا مع ظهور القراءتين واشتهارهما وعدم صحة معنى الوعيد في هذه المواضع ولو قال: وفي الكل واعدنا أو وجملة واعدنا بلا ألف حلا بطل هذا الإشكال لكن في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/287]
"وعدنا" و"واعدنا" ألف بعد النون كان ينبغي الاحتراز عنها أيضا، فإن قلتَ: تلك لا يمكن حذفها، فإن قلت: وليس كل ما لا يمكن حذفه لا يحترز منه فإنه سيأتي في قوله: وقالوا: الواو الأولى سقوطها ولا يمكن إسقاط الثانية مع بقاء ضمة اللام ثم إنه أيضا يرد عليه ما في سورة القصص: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا}.
فهو بغير ألف بلا خلاف، وكذا الذي في الزخرف: {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ}.
فإن اعتذر له بأنه قال: "وعدنا" بغير هاء والذي في القصص بزيادة هاء، والذي في الزخرف بزيادة هاء وميم فلا ينفع هذا الاعتذار فإن الذي في طه بزيادة كاف وميم وهو قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ}.
وصاحب التيسير نص على أن الخلاف في "وعدنا"، و"وعدناكم"، فخرج الذي في القصص فإنه لفظ ثالث والذي في الزخرف فإنه لفظ رابع فلو قال: الناظم وعدنا وعدناكم بلا ألف حلا لخلص من هذا الإشكال ولكن خلفه إشكال آخر، وهو أنه لم يقل جميعا ولكن يكون له أسوة بما ذكر في بيتي الإشمام ويبقى عليه الإشكالان المتقدمان في موضع الألف وما في قوله دون ما ألف زائدة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/288] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (453 - ويقبل الاولى أنّثوا دون حاجز ... وعدنا جميعا دون ما ألف حلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ بتاء التأنيث فتكون قراءة الباقين بياء التذكير والتقييد بالأولى للاحتراز عن الثانية وهي وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ فلا خلاف بين القراء في قراءتها بالتذكير. وقرأ أبو عمرو واعَدْنا في جميع مواضعه بحذف
الألف بعد الواو، وهو في ثلاثة مواضع هنا: وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وفي الأعراف وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً، وفي طه وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ. وقرأ غيره بإثبات الألف بعد الواو). [الوافي في شرح الشاطبية: 202] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأجمعوا على الياء التحتية في "وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْل" [الآية: 123] هنا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/415]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينصرون} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الربع بإجماع). [غيث النفع: 401]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون (123)}
{شيئا}
- فيه لورش والأزرق التوسط والمد مطلقاً.
- وفيه لحمزة النقل والإدغام وقفاً، أي "شيّاً".
- ولحمزة وخلف وخلاد السكت على الياء). [معجم القراءات: 1/186]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #36  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (124) إلى الآية (126) ]
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)}

قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (44 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {إِبْرَاهِيم} 124 فِي الْألف وَالْيَاء
فَقَرَأَ ابْن عَامر (إبرهم) فِي جَمِيع سُورَة الْبَقَرَة بِغَيْر يَاء وَطلب الْألف
وَقَرَأَ الْقُرَّاء جَمِيعًا بياء {إِبْرَهِيمُ} وَقَالَ الْأَخْفَش الدِّمَشْقِي عَن ابْن ذكْوَان عَن ابْن عَامر (إبرهام) بِأَلف بعد الْهَاء). [السبعة في القراءات: 169]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إبراهام) إلا قوله {فقد آتينا آل إبراهيم} وفي الأنعام {ملة إبراهيم} وفي الممتحنة {إلا قول إبراهيم} وفي إبراهيم {وإذ قال إبراهيم} وفي النحل ومريم وعسق وإبراهام وفي
[الغاية في القراءات العشر: 185]
العنكبوت {ولما جاءت رسلنا إبراهام} وفي المفصل كلها {إبراهام} إلا في الأعلى والمودة {قول إبراهيم} شامي و{صحف إبراهيم} وفي النجم {وإبراهيم} وهشام مختلف). [الغاية في القراءات العشر: 186]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (ذكر {إبراهيم} عليه السلام.
{إبراهيم}: بألف في البقرة: [124، 125]، والنساء [125، 163] إلا {فقد آتينا آل إبراهيم} [54]، وفي الأنعام {ملة إبراهيم} [161]، وفي جميع براءة [114] إلا {وقوم إبراهيم} [70]، وفي إبراهيم {وإذ قال إبراهيم} [35]، وفي النحل [120، 123]، ومريم [41، 46، 58]، والعنكبوت {ولما جاءت رسلنا إبراهيم} [31] خاصة، وفي عسق [13]، وجميع المفصل إلا قوله في المودة: {إلا قول إبراهيم} [4]،
[المنتهى: 2/582]
وفي الأعلى {صحف إبراهيم} [19]: هشام وابن ذكوان إلا الأخفش طريق أبي الفضل وابن الأخرم. في البقرة: بألف فقط ابن حبيب).[المنتهى: 2/583]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في اللفظ (يإبراهيم) عليه السلام في ثلاثة وثلاثين موضعًا: في البقرة خمسة عشر موضعًا، وهو جميع ما فيها من اسم (إبراهيم) وفي بقية النصف تسعة مواضع: في النساء ثلاثة مواضع وهي الأخيرة (إبراهيم حنيفًا) و(إبراهيم خليلا) و(أوحينا إلى إبراهيم)، وفي الأنعام موضع وهو الأخير منها قوله تعالى (ملة إبراهيم حنيفا) وفي التوبة موضعان وهما الأخيران منها (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه) و(إن إبراهيم لأواه حليم) وفي إبراهيم موضع قوله (وإذا قال إبراهيم) وفي النحل موضعان وهما (إن إبراهيم كان أمة قانتا) و(ملة إبراهيم) وفي النصف الثاني تسعة مواضع: أولها في مريم ثلاثة مواضع وهن كل ما فيها، وفي العنكبوت موضع وهو الأخير قوله: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم) وفي الشورى موضع وهو (وما وصينا به إبراهيم) وفي الذاريات: (ضيف إبراهيم) وفي النجم (وإبراهيم الذي وفى) وفي الحديد (نوحا وإبراهيم) وفي الممتحنة حرف وهو الأول، قوله تعالى (أسوة حسنة في إبراهيم)، فقرأ هشام جميع ما ذكرنا بألف بعد الهاء في موضع الياء، واختلف عنه في النجم والمشهور عنه أنه قرأ بألف، وقرأ الباقون بالياء في جميع ذلك.
وقد روي عن ابن ذكوان أنه قرأ بألف في سورة البقرة دون غيرها، وروي عنه
[التبصرة: 160]
أنه قرأ بالياء، وقد قرأت له بالوجهين في سورة البقرة خاصة، أعني لابن ذكوان، وقد ذكر عنه أنه مثل هشام يقرأ، والذي عليه العمل ما ذكرت لك أولاً). [التبصرة: 161]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ) برفع الميم ونصب الباء أبو حنيفة يعني: اختبره هل يستجيب له دعاءه ويتخذه خليلا أم لا، الباقون بنصب الميم ورفع الباء وهو الاختيار لموافقة الجماعة والقصة ابتلاه بعشر خلال دليله (فَأَتَمَّهُنَّ) ). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ذكر إبراهيم -عليه السلام:
روى هشام "إِبْراهام" بالألف جميع ما في البقرة، وفي النساء ثلاثة أحرف، وهي الأخيرة: [125، 163] وفي الأنعام الحرف الأخير [161] وفي التوبة الحرفان الأخيران [114] وفي إبراهيم حرف [35] وفي النحل حرفان [120، 123]، وفي مريم ثلاثة أحرف [41، 46، 58] وفي العنكبوت الحرف الأخير [31] وفي عسق حرف [13] وفي الذاريات
[الإقناع: 2/602]
حرف [24] وفي النجم حرف [37] وفي الحديد حرف [26] وفي الممتحنة الحرف الأول [4] فذلك ثلاثة وثلاثون حرفا.
وروى الحسن بن حبيب عن ابن ذكوان بألف في البقرة فقط.
وروى عنه الأخفش بالياء في جميعها كالباقين.
وخير عنه ابن الأخرم من طريق ابن غلبون في البقرة.
وقال البلخي عن الأخفش، وابن أشتة عن النقاش عن الأخفش، بالألف في جميعها كهشام، وهي رواية الصوري وغيره عن ابن ذكوان.
وقال الأهوازي: قرأت على السلمي عن أبيه عن الأخفش عن ابن ذكوان "إبراهام" بألف موضعين لا غير، في [إبراهيم: 35، والأعلى: 19] فقط، وسائر القرآن بالياء.
قال: وحدثني أبو بكر السلمي بدمشق قال: قال لي أبو الحسن بن الأخرم: كان الأخفش يقرأ مواضع "إبراهام" بألف، ومواضع بالياء، ثم ترك القراءة بالألف.
قال: وقال لي السلمي: قال لي أبي: كان أهل الشام يقرءون:
[الإقناع: 2/603]
"إبراهام" بألف في مواضع دون مواضع، ثم تركوا القراءة بالألف، وقرءوا جميع ما في القرآن بالياء.
وحكى أبو عمرو أن الحلواني قرأ في "مجرده" عن هشام في "النجم" {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [37] بالياء. وقال في "جامعه" عنه بألف.
قال: وهو الصحيح.
وجملة ما في القرآن من ذكره -عليه السلام- تسعة وستون موضعا، واختلف منها في ثلاثة وثلاثين موضعا؛ وستة وثلاثون لا خلاف فيها إلا ما ذكر السلمي في [الأعلى: 19]). [الإقناع: 2/604]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِبْرَاهِيمَ فِي ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ مَوْضِعًا: مِنْ ذَلِكَ خَمْسَةَ عَشَرَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ، وَفِي النِّسَاءِ ثَلَاثَةُ مَوَاضِعَ، وَهِيَ الْأَخِيرَةُ. مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْأَنْعَامِ مَوْضِعٌ، وَهُوَ الْأَخِيرُ. مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَفِي التَّوْبَةِ مَوْضِعَانِ، وَهُمَا الْأَخِيرَانِ. وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ، وَفِي إِبْرَاهِيمَ مَوْضِعٌ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ، وَفِي النَّحْلِ مَوْضِعَانِ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً، وَمِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَفِي مَرْيَمَ ثَلَاثُ مَوَاضِعَ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ، وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ مَوْضِعٌ، وَهُوَ الْأَخِيرُ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الشُّورَى مَوْضِعٌ. وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الذَّارِيَاتِ مَوْضِعٌ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي النَّجْمِ مَوْضِعٌ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى، وَفِي الْحَدِيدِ مَوْضِعٌ نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْمُمْتَحَنَةِ مَوْضِعٌ، وَهُوَ الْأَوَّلُ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ.
فَرَوَى هِشَامٌ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِبْرَاهَامَ بِأَلِفٍ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَةِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، فَرَوَى النَّقَّاشُ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْهُ بِالْيَاءِ كَالْجَمَاعَةِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْقَاسِمِ الْفَارِسِيِّ عَنْهُ فَعَنْهُ، وَعَلَى أَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ فِي جَمِيعِ الطُّرُقِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْمُطَّوِّعِيُّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنْهُ، وَرَوَى الرَّمْلِيُّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ بِالْأَلِفِ فِيهَا كَهِشَامٍ. وَكَذَلِكَ رَوَى أَكْثَرُ الْعِرَاقِيِّينَ عَنْ غَيْرِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ. وَفَصَّلَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ، فَرَوَى الْأَلِفَ فِي الْبَقَرَةِ خَاصَّةً وَالْيَاءَ فِي غَيْرِهَا، وَهِيَ رِوَايَةُ الْمَغَارِبَةِ قَاطِبَةً وَبَعْضِ الْمَشَارِقَةِ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي الْحَسَنِ فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيُّ فِي هِدَايَتِهِ غَيْرَهُ.
وَوَجْهُ خُصُوصِيَّةِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ أَنَّهَا كُتِبَتْ فِي الْمَصَاحِفِ الشَّامِيَّةِ بِحَذْفِ الْيَاءِ مِنْهَا خَاصَّةً، وَكَذَلِكَ رَأَيْتُهَا
[النشر في القراءات العشر: 2/221]
فِي الْمُصْحَفِ الْمَدَنِيِّ وَكُتِبَتْ فِي بَعْضِهَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ خَاصَّةً، وَهُوَ لُغَةٌ فَاشِيَةٌ لِلْعَرَبِ، وَفِيهِ لُغَاتٌ أُخْرَى قُرِئَ بِبَعْضِهَا، وَبِهَا قَرَأَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ، وَغَيْرُهُ، وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ الْأَلِفَ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ، وَانْفَرَدَ ابْنُ مِهْرَانَ فَزَادَ عَلَى هَذِهِ الثَّلَاثَةِ وَالثَّلَاثِينَ مَوْضِعًا مَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ الْأَعْلَى فَوَهِمَ فِي ذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/222]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش {إبراهيم} بالألف في ثلاثة وثلاثين موضعًا: خمسة عشر في هذه السورة، وفي النساء ثلاثة وهي الأخيرة: {ملة إبراهيم حنيفًا} [125]، {واتخذ الله إبراهيم خليلًا} [125]، {وأوحينا إلى إبراهيم} [163]، وفي الأنعام موضع وهو الأخير {ملة إبراهيم} [161]، وفي التوبة موضعان وهما الأخيران: {وما كان استغفار إبراهيم} [114]، و{إن إبراهيم لأواهٌ حليم} [114]، وفي إبراهيم [35]، {وإذ قال إبراهيم}، وفي النحل موضعان: {إن إبراهيم كان أمةً} [120]، و{ملة إبراهيم} [123]، وفي مريم ثلاثة: {في الكتاب إبراهيم} [41]، و{عن آلهتي يا إبراهيم} [46]، {ومن ذرية إبراهيم} [58]، وفي العنكبوت موضع وهو الأخير {ولما جاءت رسلنا إبراهيم} [31]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 461]
وفي الشورى [13] {وما وصينا به إبراهيم}، وفي الذاريات [24] {حديث ضيف إبراهيم}، وفي النجم [37] {وإبراهيم الذي وفى} وفي الحديد [26] {نوحًا وإبراهيم}، وفي الممتحنة موضع وهو الأول {أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم} [4]. وروى جماعة المغاربة عن ابن الأخرم عن الأخفش عن ابن ذكوان بالألف في البقرة خاصة، وبه قرأ الداني على أبي الحسن في أحد وجهيه، وروى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بالياء في الجميع، وكذلك الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 462]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(471 - ويقرا إبراهيم ذي مع سورته = مع مريم النّحل أخيرا توبته
472 - آخر الانعام وعنكبوت مع = أواخر النّسا ثلاثةٌ تبع
473 - والذّرو والشّورى امتحانٍ أوّلا = والنّجم والحديد ماز الخلف لا). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويقرأ إبراهيم ذي مع سورته = مع مريم النّحل أخيرا توبته
يعني يقرأ ابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان إبراهام بالألف في ثلاثة وثلاثين موضعا: خمسة عشر في هذه السورة، وثلاثة في النسا، وموضع إبراهيم، واثنان في النحل، وثلاثة في مريم، والآخر في الأنعام والعنكبوت، وموضع الشورى والذاريات والنجم والحديد، والأول من الممتحنة كما ذكرناها فيما يأتي، والباقون بالياء أخواتها، ولذلك لم يحتج إلى بيانه لظهوره وكلاهما لغتان، وفيه لغات أخرى، والألف في هذه المواضع ثابتة في المصحف الشامي وغيره قوله: (إبراهيم ذي) مضاف إليه: أي إبراهيم هذه السورة، يعني كلما وقع فيها وهو خمسة عشر موضعا «وإذ ابتلى إبراهيم، من مقام إبراهيم، وعهدنا إلى إبراهيم، وإذ قال إبراهيم، وإذ يرفع إبراهيم، ومن يرغب عن ملة إبراهيم، وأوصى بها إبراهيم، وإله آبائك إبراهيم، قل بل ملة إبراهيم، وما أنزل إلى إبراهيم، أم يقولون إن إبراهيم، ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم، إذ قال إبراهيم، قال إبراهيم، وإذ قال إبراهيم» قوله: (مع سورته) أي مع الذي في سورة إبراهيم وهو «وإذ قال إبراهيم» وفي قول الناظم: مع سورته استخدام لطيف قوله: (مع مريم) يعني مع الذي في مريم، وهو ثلاثة: «وإذكر في الكتاب إبراهيم، عن آلهتي يا إبراهيم، ومن ذرية إبراهيم» قوله: (النحل) أي قوله تعالى: في النحل إن إبراهيم كان أمة، أن اتبع ملة إبراهيم قوله: (أخيرا توبته) أي الموضعان الأخيران من التوبة وحذفت النون للإضافة، وهما قوله تعالى: وما كان استغفار إبراهيم، إن إبراهيم لأواه واحترز بذلك عن الأول وهو «وقوم إبراهيم» فإنه لا خلاف فيه قوله: (توبته) أي توبة القرآن يعني سورة براءة، ويقال لها أيضا سورة التوبة.
آخر الانعام وعنكبوت مع = أواخر النّسا ثلاثة تبع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 184]
يعني قوله تعالى: ملة إبراهيم الذي في آخرها، واحترز بذلك عما وقع فيها قبل ذلك، وهو ثلاثة «وإذ قال إبراهيم لأبيه، ونرى إبراهيم، وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم» فإنه لا خلاف فيها قوله: (وعنكبوت) معطوف على الأنعام، والآخر من العنكبوت هو قوله تعالى «ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى» واحترز بذلك عن قوله تعالى: «وإبراهيم إذ قال لقومه» فإنه لا خلاف فيه قوله: (مع أواخر النسا) يعني الثلاثة الأواخر من النساء، وهو «ملة إبراهيم حنيفا، واتخذ الله إبراهيم خليلا، وأوحينا إلى إبراهيم» واحترز عن قوله فيها «فقد آتينا آل إبراهيم» فإنه لا خلاف فيه قوله: (تبع) أي يتلو بعضها بعضا.
والذّرو والشّورى امتحان أوّلا = والنّجم والحديد (م) از الخلف (ل) ا
يعني الذي في الذاريات وهو «ضيف إبراهيم» قوله: (والشورى) يريد قوله تعالى: فيها وما وصينا به إبراهيم قوله: (امتحان أولا) أي الأول من الامتحان وهو «أسوة حسنة في إبراهيم» واحترز عن الذي بعده وهو «إلا قول إبراهيم لأبيه» فإنه لا خلاف فيه قوله: (والنجم) أي والذي في النجم «وإبراهيم الذي وفى» قوله: (والحديد) أي والذي في الحديد «نوحا وإبراهيم وجعلنا» قوله: (ماز) أي فرق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 185]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويقرأ إبراهام ذي مع سورته = مع مريم النّحل أخيرا توبته
آخر الأنعام وعنكبوت مع = أواخر النّسا ثلاثة تبع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/180]
ص:
والذّرو والشّورى امتحان أوّلا = والنّجم والحديد (م) از الخلف (لا)
ش: أي: قرأ ذو ميم (ماز) ابن ذكوان بخلف عنه ولام (لا) هشام باتفاق:
إبراهام من قوله: وإذ ابتلى إبراهيم [124] بألف بعد الهاء مع بقية ما في البقرة، وهو [أربعة عشر] موضعا [من مقام إبراهيم] [125] وعهدنآ إلى إبراهيم [125] وإذ قال إبراهيم [126] وإذ يرفع إبراهيم [127] ومن يرغب عن ملّة إبراهيم [130] ووصّى بهآ إبراهيم بنيه [132] وإله ءابآئك إبراهيم [133] بل ملّة إبراهيم [135] ومآ أنزل إلى إبراهيم [البقرة: 136] أم تقولون إنّ إبراهيم [140] الذي حآجّ إبراهيم [258] إذ قال إبراهيم [258] قال إبراهيم [258] وإذ قال إبراهيم [260] وأضاف إليها تكملة ثلاثة وثلاثين.
وهي: ثلاثة بمريم واذكر في الكتب إبراهيم [41] يا إبراهيم لئن لّم [46] ومن ذرّيّة إبراهيم [58].
وموضعان بالنحل إنّ إبراهيم [120] أن اتّبع ملّة إبراهيم [123] بالتوبة موضعان، وهم الأخيران وما كان استغفار إبراهيم [114] إنّ إبراهيم [114].
وبآخر الأنعام موضع مّلّة إبراهيم حنيفا [161].
وبآخر العنكبوت موضع رسلنا إبراهيم [31].
وبآخر النساء ثلاثة: واتّبع ملّة إبراهيم حنيفا واتّخذ الله إبراهيم خليلا [125] وأوحينا إلى إبراهيم [163]، وبالذاريات موضع هل أتيك حديث ضيف إبراهيم [24] وبالشورى موضع وما وصّينا به إبراهيم [13] وبأول الممتحنة موضع أسوة حسنة في إبراهيم [4] وبالنجم موضع في صحف موسى وإبراهيم [36، 37] وبالحديد [موضع] ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم [26].
تنبيه:
علمت قراءة ابن عامر من اللفظ؛ لدورانه بين [الألف] والياء، وقد علم من اصطلاحه المتقدم: أن المختلف إذا كان له نظير متفق [عليه]، ذكر الوجه المخالف، وهو الألف [هنا،] ويحيل الآخر على محل الإجماع وهو الياء.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/181]
وقيد «النساء»، و«الأنعام»، و«التوبة» و[«العنكبوت»] و«الامتحان» [أي: الممتحنة]؛ ليخرج فقد ءاتينآ ءال إبراهيم [النساء: 54] ثم وإذ قال إبراهيم لأبيه [الأنعام: 74] وو تلك حجّتنآ ءاتينهآ إبراهيم [الأنعام: 83] ثم وثمود وقوم إبراهيم [التوبة: 70] ثم وإبراهيم إذ قال لقومه [العنكبوت: 16] [و] إلّا قول إبراهيم [الممتحنة: 4].
وإبراهيم: [عبراني] لا ينصرف للعلمية، والعجمة.
وأما خلف ابن ذكوان؛ فروى النقاش عن الأخفش عنه بالياء.
وبه قرأ الداني على الفارسي، وعلى فارس عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش.
وكذلك روى المطوعي عن الصوري عنه.
وروى الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بالألف فيها كهشام.
وكذلك أكثر العراقيين عن غير النقاش عن الأخفش.
[وروى بعضهم عنه الألف في البقرة والياء في غيرها، وهي رواية المغاربة قاطبة، وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش]، وبذلك قرأ الداني على ابن الحسن أحد الوجهين عن ابن الأخرم، وروى عياش وغيره عن ابن عامر الألف في جميع القرآن.
وفي «إبراهيم» ست لغات: الألف وهي الأصلية، والياء والواو المديات، وحذف الثلاثة، ويتفرع على الألف إمالتها فقط وإمالة الألفين.
قال الأهوازي: وهو في المصحف الشامي بألف بعد الهاء في الثلاثة والثلاثين فقط، وفي الستة والثلاثين الباقية بالياء.
قال المصنف: وكذلك رأيتها في المدني.
وقيل: الكل على ذلك.
وقال ابن مهران: في غيره بالياء إلا في «البقرة» فإنه بغير ياء.
وجه الألف أنه الأصل.
ووجه الخلف، والتخصيص: الجمع باعتبار الأمرين، وقوة الاحتمال.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/182]
ووجه المبالغة: التعريب ك «إسماعيل»، وهي أخف من الواو). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/183]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ترضى" [الآية: 120] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا "ابتلى" [الآية: 124] هنا وابتلاه موضعي الفجر وكذا "الهدى" [الآية: 120] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/415] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "إبراهيم" [الآية: 124] في ثلاثة وثلاثين موضعا، وهو كل ما في هذه السورة وهو خمسة عشر، والثلاثة الأخيرة في النساء وهي "واتبع ملة إبراهيم، واتخذ الله إبراهيم، وأوحينا إلى إبراهيم" [النساء الآية: 125، 163] والأخير من الأنعام "قيما ملة إبراهيم" [الأنعام الآية: 161] والأخيران من التوبة "استغفار إبراهيم، وإن إبراهيم" [التوبة الآية: 114] وموضع في سورته "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم" [الآية: 35] وموضعان في النحل "إبراهيم، وملة إبراهيم" [النحل الآية: 120، 123] وثلاثة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/415]
بمريم "في الكتاب إبراهيم، عن آلهتي يا إبراهيم، ذرية إبراهيم" [بمريم الآية: 31، 46، 58] والموضع الأخير من العنكبوت "رسلنا إبراهيم" [العنكبوت الآية: 31] وفي الشورى "به إبراهيم" [الشورى الآية: 13] وفي الذاريات "ضيف إبراهيم" [الذاريات الآية: 24] وفي النجم "وإبراهيم الذي وفى" [النجم الآية: 37] والحديد "ونوحا وإبراهيم" والحديث [الآية: 26] والأول من الممتحنة "أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيم" [الممتحنة الآية: 4] فابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بألف بدل الياء والباقون بالياء وبه قرأ النقاش عن الأخفش، وكذا المطوعي عن الصوري وفصل بعضهم فروى الألف في البقرة خاصة، وهي رواية كثير عن ابن الأخرم عن الأخفش، وهما لغتان ووجه خصوصية هذه المواضع أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة، وأما زيادة موضع آل عمران والأعلى على ما ذكر فهو وهم، كما نبه عليه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/416]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" ياء "عَهْدِي الظَّالِمِين" [الآية: 124] حمزة وحفص). [إتحاف فضلاء البشر: 1/416]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "للناس" عن الدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/416]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "ذريتي" حيث جاء بكسر الذال لغة فيها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/416]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وإذ ابتلى إبراهم ربه}
{إبراهم} قرأ هشام جميع ما في هذه السورة بألف بعد الهاء، واختلف عن ابن ذكوان، فقرأ بألف كهشام، وقرأ بالياء، وهي قراءة الباقين.
{فأتمهن} [124] ما فيه من التحقيق والتسهيل لحمزة إذا وقف لا يخفى.
{عهدي الظالمين} قرأ حفص وحمزة بإسكان الياء، وتحذف لفظًا لالتقاء الساكنين، وفتحها الباقون). [غيث النفع: 404]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (124)}
{ابتلى}
- قراءة بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقراءة ورش والأزرق بالفتح والتقليل.
{إبراهيم}
قراءة الجمهور "إبراهيم" بالألف والياء.
[معجم القراءات: 1/186]
- وقرأ ابن عامر وابن ذكوان والأخفش وابن الأخرم وكثير وابن الزبير وهشام والداني "إبراهام" بألفين، وروي عن ابن عامر قراءة جميع ما في القرآن كذلك.
قال الأصبهاني في المبسوط:
"وروي لنا عن عباس ابن الوليد البيروتي عن أهل الشام "إبراهام" في جميع القرآن، وروي عنه هذا في سورة البقرة، رواه لي شيخ بعلبك، والصحيح ما قدمت ذكره، وعليه مصاحفهم، والله أعلم".
- وقرأ أبو بكرة "إبراهم" بألف، وحذف الياء وكسر الهاء.
جاء في النشر: "وفيه لغات أخرى قُرئ ببعضها، وبها قرأ عاصم الجحدري وغيره".
ولم يذكر صاحب النشر هذه اللغات، وساقها أبو حيان في البحر، قال: وفيه لغي سِت: إبراهيم، وهي الشهيرة المتداولة، وإبراهام، وإبراهم، بكسر الهاء، وإبراهَم، وإبراهُم، وإبرَهَم".
{إبراهيم ربَّه}
- قراءة الجمهور "إبراهيم ربه" بنصب "إبراهيم"، ورفع "ربه".
- وقرأ ابن عباس وأبو الشعثاء وأبو حنيفة وجابر بن زيد وأبو حيوة "إبراهيم ربه" برفع الأول ونصب الثاني.
قال ابن الجوزي: "على معنى: اختبر ربه هل يستجيب دعاءه، ويتخذه خليلاً أم لا".
[معجم القراءات: 1/187]
{فأتمَّهن}
- الوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل في الهمز.
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت "فأتمهنّه"، وذلك لبيان حركة الحرف الموقوف عليه.
{للناس}
- سبقت الإمالة فيه، وانظر الآيات: 8، 94، 96.
{ذريَّتي}
- قرأ زيد بن ثابت والمطوعي "ذِرّيتي" بكسر الذال، وهي قراءة المطوعي حيث جاءت، وهي لغة.
- وقرأ أبو جعفر وزيد بن ثابت "ذريتي" بفتح الذال.
- وقراءة الجمهور "ذريتي" بضم الذال.
وذهب أبو حيان إلى أن هذه القراءات لغات في هذا اللفظ.
- وقرئ "ذريتي" على فُعْلَة.
- وقرئ "ذرئتي" بالهمز.
{قال لا}
- الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{عهدي}
- أسكن الياء حمزة وحفص وعاصم وابن محيصن والحسن والمطوعي "عهدي".
- وفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي "عهدي".
[معجم القراءات: 1/188]
{الظالمين}
- قرأ أبو رجاء وقتادة والأعمش وابن مسعود وطلحة بن مصرف "الظالمون" بالرفع؛ لأن العهد لا يُنال، أي عهدي لا يصل إلى الظالمين أو لا يصل إليه الظالمون.
قال الزجاج: "قراءة جيدة بالغة إلا أني لا أقرأ بها، ولا ينبغي أن يُقرأ بها لأنها خلاف المصحف".
- وقرأ الجماعة بالنصب "الظالمين"). [معجم القراءات: 1/189]

قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى} 125 فِي فتح الْخَاء وَكسرهَا
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {وَاتَّخذُوا} مَكْسُورَة الْخَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {وَاتَّخذُوا} مَفْتُوحَة الْحَاء على الْخَبَر). [السبعة في القراءات: 169]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({واتخذوا} بالفتح شامي ونافع في البقرة، والنساء). [الغاية في القراءات العشر: 185]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({واتخذوا} [125]: بالفتح دمشقي، ونافع، والبخاري).[المنتهى: 2/583]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (واتخذوا) بفتح الخاء، وكسر الباقون). [التبصرة: 161]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {واتخذوا} (125): بفتح الخاء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر: (واتّخذوا) بفتح الخاء والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 294]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" مثابات " بالألف على الجمع، مع كسر التاء الْأَعْمَش، الباقون بغير ألف ونصب التاء، وهو الاختيار لقوله: (وَأَمْنًا) ولموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 491]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَاتَّخَذُوا) بفتح الخاء الحسن، وقَتَادَة، ونافع، وشيبة، ودمشقي، والبخاري عن يَعْقُوب وميمونة عن أبيها، الباقون بكسر الخاء، وهو الاختيار لحديث عمر رضي اللَّه عنه ولموافقة الأكثر قرأ عَاصِم الْجَحْدَرِيّ (إِبْرَاهِيمَ) بغير يائين الهاء والميم وبنصب الهاء في البقرة، وروى عبد اللَّه بن عبد الحكم، وعباس بن الوليد البيروتي، والْأَخْفَش عن أبي عامر جميع ما في القرآن بالألف، وهي تسعة وستون موضعًا قال ابن حبيب عن الْأَخْفَش بل جميع ما في البقرة بالألف وما سواه بالياء والأصل الممهد عن ابْن ذَكْوَانَ، وهشام غير أبي الفضل، وابن الأخرم عن الْأَخْفَش أن ثلاثًا وثلاثين موضعًا بالألف في البقرة خمسة وعشر موضعًا وجميع ما في النساء إلا قوله (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ)، وهي ثلاثة [بَعْدِ]، وفي الأنعام (ملة إبراهام)، وفي التوبة (وما كان استغفار إبراهام) (إن إبراهام لأواه حليم "، وفي سورة إبراهيم، وفي النحل موضعان، وفي مريم ثلاثة، وفي العنكبوت (رسلنا إبراهام)، وفي عسق " ما وصينا به إبراهام "، وجميع ما في المفصل، وهي أربع مواضع (إلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ)، و(صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ) قال أبو الحسين الحلواني عن هشام الكل بالياء، وقال أيضًا الدَّاجُونِيّ عن صاحبيه في الأحزاب بالألف وقال ابن مهران والعراقي " وإبراهام الذي " " ورسلنا إبراهام " في العنكبوت هشام وحده بالألف، الباقون (إِبْرَاهِيم) بالياء في كل القرآن وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين ولأنهم أجمعوا على أن ما خلاف الثلاث والثلاثين بالياء إلا من شذ منهم في غير المتلو). [الكامل في القراءات العشر: 492]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([125]- {وَاتَّخَذُوا} بالفتح: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/602]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (480 - وَفيهاَ وَفي نَصِّ النِّساَءِ ثَلاَثَةٌ = أَوَاخِرُ إَبْرَاهَامَ لَلاحَ وَجَمَّلاَ
481 - وَمَعْ آخِرِ الأَنْعَامِ حَرْفَا بَرَاءَةٍ = أَخِيراً وَتَحْتَ الرَّعْدِ حَرْفٌ تَنَزَّلاَ
482 - وَفي مَرْيَمٍ وَالنَّحْلِ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ = وَآخِرُ مَا فِي الْعَنْكَبُوتِ مُنَزَّلاَ
483 - وَفي النَّجْمَ وَالشُّورى وَفي الذَّارِيَاتِ وَالْـ = ـحَدِيدِ وَيُرْوِي في امْتِحَانِهِ الأَوَّلاَ
484 - وَوَجْهَانِ فِيهِ لاِبْنِ ذَكْوَانَ ههُنَا = وَوَاتَّخِذُوا بِالْفَتْحِ عَمَّ وَأَوْغَلاَ). [الشاطبية: 39]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([480] وفيها وفي نص النساء ثلاثةٌ = أواخر إبراهام (لـ)اح وجملا
(أواخر): صفة لثلاثة.و(إبراهام): عطف بيان.
وقوله: (وفيها)، يعني في البقرة.
و{إبرهيم} في البقرة في خمسة عشر موضعًا:
(وفي نص النساء ثلاثة أواخر)، وذلك قوله تعالى: {واتبع ملة إبرهيم حنيفة}، وبعده: {واتخذ الله إبرهيم خليلًا}، وبعده: {وأوحينا إلى إبرهيم}.
[فتح الوصيد: 2/669]
[481] ومع آخر الأنعام حرفا براءةٍ = أخيرًا وتحت الرعد حرفٌ تنزلا
الحرف المؤخر في الأنعام: {دينًا قيمًا ملة إبرهيم}، والأخيران في براءة، قوله تعالى: {وما كان استغفار إبرهيم}، وبعده: {إن إبرهيم لأواهٌ}.
(وتحت الرعد)، يعني في سورة إبراهيم قوله: {وإذ قال إبرهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا}.
[482] وفي مريم والنحل خمسةُ أحرفٍ = وآخر ما في العنكبوت منزلا
في النحل: موضعان من الخمسة، وهما: قوله تعالى: {إن إبرهيم كان أمة}، وبعده: {أن اتبع ملة إبرهيم}.
وفي مريم ثلاثة: {واذكر في الكتب إبرهيم}، و{أراغب أنت عن آلهتي ياإبرهيم}، و{ممن حلمنا مع نوح ومن ذرية إبرهيم}.
وآخر ما في العنكبوت قوله تعالى: {ولما جائت رسلنا إبرهيم}.
[فتح الوصيد: 2/670]
[483] وفي النجم والشورى وفي الذاريات والـ = ــحديد ويروى في امتحانه الاولا
وفي الشوری: {وما وصينا به إبرهيم}، وفي والذاريات: {حديث ضيف إبرهيم}، وفي والنجم: {وإبرهيم الذي وفى}، وفي الحديد: {ولقد أرسلنا نوح وإبرهيم}، والأول في الامتحان: {أسوةٌ حسنة في إبرهيم}.
والهاء في قوله: (في امتحانه)، تعود إلى لفظ إبراهيم، لأنه مذكور فيها، أو إلى القرآن، لأنه معروف. فهو كالمذكور وإن لم يجز اللفظ بذكره.
فهذه ثلاثة وثلاثون موضعًا.
[484] ووجهان فيه لـ(ابن ذكوان) هاهنا = وواتخذوا بالفتح (عم) وأوغلا
(هاهنا)، يعني في البقرة.
قال الحافظ أبو عمرو: «قرأت لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين».
[فتح الوصيد: 2/671]
قال أبو الحسن بن غلبون: «قرأت على أبي لابن ذكوان في سورة البقرة بالألف والياء جميعًا، وفي ما بقي من القرآن بالياء. وأنا آخذ بهما جميعًا».
واعلم أن ابن عامر إنما اتبع في هذه القراءة الأثر.
ألا تراه قرأ بذلك في مواضع مخصوصة، حتى قرأ في السورة الواحدة بالياء في موضع، وبالألف في موضع؟
وإبراهيم: لفظ أعجمي؛ وأصله بالعبرانية: إبراهام.فين العرب من تركه على حاله ولم يعربه، ومنهم من قال: إبراهيم، لأنه ليس في العربية إفعلال.
وأما قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبرهيم مصلی}، فمعنى قراءة الفتح، أن الناس المذكورين اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، فهي عامة فينا وفي من قبلنا.
فلذلك قال: (عم وأوغلا)؛ يقال: أوغل في الشيء، إذا أمعن فيه؛ ومنه: الإيغال في السير.
ومعين (واتخذوا)، الأمر.
روي أن عمر قال يا رسول الله «أفلا نتخذه مصلی»، فأنزل الله تعالى: {واتخذوا من مقام إبرهيم مصلی}، فكان ذلك سبب النزول.
[فتح الوصيد: 2/672]
والذي رواه مالك، يمنع أن يكون هذا سبب النزول، لأنه روى عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتی مقام إبراهيم فسبقه إليه عمر، فقال يا رسول الله: هذا مقام أبيك إبراهيم الذي قال الله: {واتخذوا من مقام إبرهيم مصلی}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «نعم هذا مقام أبينا إبراهيم الذي قال الله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلی}».
فهذا يدل على أن الآية نزلت قبل ذلك، إلا أن مالكا قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {واتخذوا} بكسر الخاء؛ فهو حجة لقراءة الكسر.
والقراءتان ثابتتان). [فتح الوصيد: 2/673]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [480] وفيها وفي نص النساء ثلاثةٌ = أواخرُ إبراهام لام وجملا
[481] ومع آخر الأنعام حرفا براءة = أخيرًا وتحت الرعد حرفٌ تنزلا
[كنز المعاني: 2/33]
[482] وفي مريم والنحل خمسةُ أحرفٍ = وآخر ما في العنكبوت منزلا
[483] وفي النجم والشورى وفي الذاريات والـ = ـــحديد ويروي في امتحانه الأولا
ح: الهاء في (فيها): راجع إلى البقرة، (إبراهام): مبتدأ، (لاح): خبره، (فيها): متعلق ب، و(في نص): عطف على (فيها)، أي: ما نص على ذكره في النساء، أي: المنصوص عليه في النساء، وأدخل النص ليستقيم الوزن، (أواخر): صفة (ثلاثةٌ)، (حرفا): مبتدأ، (مع آخر الأنعام): خبره، (حرفٌ تنزلا): عطف على المبتدأ، وكذلك (خمسةُ أحرفٍ وآخرُ ما في العنكبوت)، (منزلا): حال من (ما)، (في النجم): ظرف محذوف، أي: إبراهام فيها، و(إبراهام): عطف على المبتدأ، وفاعل (يروي): هشام، (الأولا): مفعوله، ضمير (امتحانه): للقرآن، وإن لم يذكر للعلم به، أو لإبراهيم لملابسة المصاحبة.
ص: في المواضع المذكور الثلاثة والثلاثين أبدل هشام الياء من {إبراهيم} بألف، وهما لغتان، وخصص تلك المواضع لما أثبتوها في مصاحب الشام بالألف دون غيرها.
وتلك المواضع: في البقرة خمسة عشر، وهي جميع ما فيها، وفي النساء ثلاثة أواخر: {واتبع ملة إبراهيم} [125]، {واتخذ الله إبراهيم} [125]، {وأوحينا إلى إبراهيم} [163] بخلاف الذي في الأول،
[كنز المعاني: 2/34]
وهو: {آتينا إلى إبراهيم}، إذ لا خلاف فيه.
وفي آخر الأنعام: {دينًا قيمًا ملة إبراهيم} [161]، وحرفان في براءة: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه} [114]، و{إن إبراهيم لأواه} [114]، وقال: (أخيرًا)، أي وقعا أخيرًا، بخلاف الأول منها.
وفي تحت الرعد سورة إبراهيم: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل} [35]، وخمسة أحرف في سورتي مريم والنحل: اثنان من النحل: {إن إبراهيم كان أمة} [120]، {أن اتبع ملة إبراهيم} [123]، وفي مريم ثلاثة: {واذكر في الكتاب إبراهيم} [41]، {أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم} [46]، {ومن ذرية إبراهيم} [58]، وآخر ما في العنكبوت: {ولما جاءت رسلنا إبراهيم} [31] فيخرج ما قبله، وهو: {وإبراهيم إذ قال لقومه} [16].
وفي النجم: {وإبراهيم الذي وفى} [37]، وفي الشورى: {وما وصينا به إبراهيم} [13]، وفي الذاريات: {حديث ضيف إبراهيم} [24]، وفي الحديد: {ولقد أرسلنا نوحًا وإبراهيم} [26]، وفي أول الامتحان: أي: سورة الممتحنة: {أسوٌ حسنةٌ في إبراهيم} [4] فيخرج ما بعده: {إلا قول إبراهيم} [4].
[484] ووجهان فيه لابن ذكوان ههنا = وواتخذوا بالفتح عم وأوغلا
[كنز المعاني: 2/35]
ب: (الإيغال): السير السريع والإمعان.
ح: (وجهان): مبتدأ، (فيه): صفته، والضمير: لـ (إبراهيم)، (لابن ذكوان): متعلق الخبر، أي: حصلا، (ههنا): ظرف الحصول، والمشار إليه سورة البقرة، و (واتخذوا): مبتدأ، والواو الأولى: لعطف الجملة، والثانية: لفظ القرآن، (بالفتح): حال، (عم): خبر، و (أوغلا): عطف.
ص: أي: نُقل عن ابن ذكوان في {إبراهيم} في سورة البقرة خاصة الوجهان، أعني: الياء والألف، وتخصيصه بها لأن أبا عبيد تتبع رسم
[كنز المعاني: 2/36]
المصاحف فوجده في البقرة مكتوبًا بغير ياء، فأوهم أن الألف محذوفة، إذ هي المعتادة.
ثم قال: (واتخذوا بالفتح عم)، أي: قرأ نافع وابن عامر: {واتخذوا من مقام إبراهيم} [125] بفتح الخاء على الإخبار، فيكون إسناد الفعل إلى الأمم قبلنا، فصار إلينا بطريق الاتباع، ولهذا قال: (عم).
والباقون بكسر الخاء على الأمر، فيختص بالمأمورين). [كنز المعاني: 2/37]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (478- وَفيهاَ وَفي نَصِّ النِّساَءِ ثَلاَثَةٌ،.. أَوَاخِرُ إَبْرَاهَامَ "لَ"احَ وَجَمَّلا
وفيها يعني في سورة البقرة، وفي نص النساء أي وفيها نص الله سبحانه عليه في سورة النساء كما تقول في نص الشافعي كذا أي في منصوصه الذي نص عليه، ثم نضيف النص إلى محله فنقول في نص الأم كذا أي فيهما نص عليه الشافعي في كتاب الأم كذا، ولو قال: وفي آي النساء لكان أحسن وأظهر، وقوله: أواخر صفة لثلاثة وإبراهام مبتدأ وفيها متعلق بالخبر أي إبراهام لاح في سورة البقرة في جميع ما فيها من لفظ إبراهيم يقرؤه هشام إبراهام بالألف، وفي النساء ثلاثة مواضع كذا وهي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/322]
أواخر ما فيها يعني: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}، {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ}؛ احترازا من الأول وهو: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ}؛ فقرأه هشام بالياء، وجعل بعضهم إبراهام بدلا من ثلاثة أواخر على حذف مضاف أي كلمات إبراهام، وجعل قوله وفيها خبر المبتدأ الذي هو قوله: ثلاثة أواخر إبراهام، وفي نص النساء عطف على الخبر، ويلزم من هذا الإعراب أن تكون الثلاثة الأواخر في البقرة وهو خطأ، والصواب في الإعراب ما قدمته والله أعلم.
ولا يفهم من القصيدة قراءة الجماعة؛ لأنه ليس في اصطلاحه أن ضد الألف الياء وإنما القراءة المشهورة أظهر من ذلك، وكان طريقه المعلومة من عادته في مثل ذلك أن يلفظ بالقراءتين معا، كقوله: وحمزة أسرى في أسارى سكارى معًا سكرى، وعالم قل علام، وليس ذلك من باب استغنائه باللفظ عن القيد؛ لأن الوزن يستقيم له على القراءتين ولو قال:
وفي ياء إبراهيم جا ألف وفي،.. ثلاث النساء آخرا لاح وانجلا
لحصل الغرض.
479- وَمَعْ آخِرِ الأَنْعَامِ حَرْفَا بَرَاءَةٍ،.. أَخِيرًا وَتَحْتَ الرَّعْدِ حَرْفٌ تَنَزَّلا
وفي الأنعام لفظ إبراهيم في مواضع وقع الخلاف في آخرها، وهو قوله تعالى: {دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ}.
وفي براءة أيضا مواضع الخلاف منها في حرفين من آخرها وهما: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/323]
إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ} و{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ}.
وتحت الرعد: يعني سورة إبراهيم فيها: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ}.
وأخيرا ظرف أي وقفا أخيرا والله أعلم.
480- وَفي مَرْيَمٍ وَالنَّحْلِ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ،.. وَآخِرُ مَا فِي العَنْكَبُوتِ مُنَزَّلا
أي في مجموعهما خمسة؛ اثنان في النحل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}، {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ}، وفي مريم ثلاثة: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ}، {أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ}، {وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ}. وآخر ما في العنكبوت هو قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ}؛ احترازا مما قبله وهو: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}.
ومنزلا حال من ما وهي بمعنى الذي.
481- وَفي النَّجْمَ وَالشُّورى وَفي الذَّارِيَاتِ وَالـ،.. ـحَدِيدِ وَيُرْوِي في امْتِحَانِهِ الأَوَّلا
يريد: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}، {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ}، {حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} وفاعل يروي هو: هشام، والهاء في امتحانه تعود إلى القرآن للعلم به أو إلى لفظ إبراهيم؛ لأنه مذكور فيها، والأول مفعول يروي أي يروي الأول في سورة الممتحنة كذلك بالألف يعني: {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ}؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/324]
احترازا من قوله بعده: {إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ}، فجملة ما وقع فيه الخلاف ثلاثة وثلاثون موضعا منها خمسة عشر في البقرة، وإبراهيم لفظ أعجمي هو بالعبرانية بالألف، وتصرفت العرب فيه، فقالته بالياء، وجاء في أشعارهم إبراهيم ليس بين الهاء والميم حرف، وجاء أيضا إبراهيم بحذف الألف التي بين الراء والهاء، وحكى أبو علي الأهوازي عن الفراء فيه ست لغات: بالياء والألف والواو إبراهيم إبراهام إبراهوم، وبحذف كل واحد من هذه الحروف الثلاثة وإبقاء الحركة التي قبلها: "إبراهِم" "إبراهَم" "إبراهُم".
قال: وجملة ما في القرآن من لفظ إبراهيم تسعة وستون موضعا رواها كلها إبراهام بألف من غير استثناء شيء منها العباس بن الوليد عن عبد الحميد ابن بكار عن ابن عامر، وقرأتها كلها كذلك عن النوفل عن عبد الحميد عنه، ولم أقرأ عن العباس بن الوليد عنه كل ذلك إلا بالياء ثم ذكر في بعض الطرق الألف في الأحزاب والزخرف والأعلى قال: والمشهور عن أصحاب ابن عامر إثبات الألف في ثلاثة وثلاثين موضعا يعني ما تقدم نظمه، قال: وهو مكتوب في مصاحف الشام في ثلاثة وثلاثين موضعا بألف، وهو الذي قدمنا ذكره، وفي ستة وثلاثين موضعا بالياء، قال: ورأيت من يقول: بل مصاحف الأمصار الخمسة على ذلك، قال: وحدثني أبو بكر محمد ابن أحمد السلمي قال: قال لي أبو الحسن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/325]
محمد بن النضر بن الأخرم: كان الأخفش يقرأ مواضع إبراهام بالألف، ومواضع إبراهيم بالياء، ثم ترك القراءة بالألف، وقال لي أبو بكر السلمي أيضا: قال لي أبو الحسن السلمي: كان أهل الشام يقرءون إبراهام بألف في مواضع دون مواضع، ثم تركوا القراءة بالألف وقرءوا جميع القرآن بالياء، قال أبو علي: وهي لغة أهل الشام قديما، كان قائلهم إذا لفظ إبراهيم في القرآن وغيره قال: أبراهام بألف، وقال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي: دخلت بعض قرى الشام، فرأيت بعضهم يقول لبعض: يا إبراهام فاعتبرت ذلك فوجدتهم ما يعرفون غيره، قال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا محمد بن أسامة الحلبي -وكان كيسا حافظا- قال: حدثنا ضمرة عن علي عن أبي جميل عن يحيى بن راشد قال: صليت خلف ابن الزبير صلاة الفجر فقرأ: "صحف إبراهام وموسى"، قال أبو زرعة: وسمعت عبد الله بن ذكوان بحضرة المشايخ وتلك الطبقة العالية قال: سمعت أبا خليد القارئ يقول: في القرآن ستة وثلاثون موضعا إبراهام، قال أبو خليد: فذكرت ذلك لمالك بن أنس فقال: عندنا مصحف قديم فنظر فيه ثم أعلمني أنه وجدها فيه كذلك، وقال أبو بكر بن مهران: روي عن مالك بن أنس أنه قيل له: إن أهل دمشق يقرءون إبراهام، فقال: أهل دمشق تأكل البطيخ أبصر منهم بالقراءة، فقيل: إنهم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/326]
يدعون قراءة عثمان -رضي الله عنه- فقال مالك ها مصحف عثمان عندي، ثم دعا به فإذا فيه كما قرأ أهل دمشق، قال أبو بكر: وكذلك رأيت أنا في مصاحفهم وكذلك هو إلى وقتنا هذا قال: وفي سائر المصاحف: {إِبْرَاهِيمَ} مكتوب بالياء في جميع القرآن إلا في البقرة فإن فيها بغير ياء، وقال مكي الألف لغة شامية قليلة، قال أبو الحسن محمد بن الفيض: سمعت أبي يقول: صلى بنا عبد الله ابن كثير القارئ الطويل فقرأ: "وإذ قال إبراهام لأبيه"، فبعث إليه نصر بن حمزة -وكان الوالي بدمشق إذ ذاك- فخفقه بالدرة خفقات ونحاه عن الصلاة، قال الأهوازي: لعله جعل ذلك سببا لشيء كان في نفسه عليه والله أعلم وأحكم.
قلت: ويحتمل أنه فعل به ذلك؛ لكون هذا الموضع ليس من المواضع المذكورة المعدودة ثلاثة وثلاثون أو لأنه لما ترك أهل الشام ذلك استغرب منه ما قرأ وخاف من تجرؤ الناس على قراءة ما ليس بمشهور في الصلاة، فأدبه على ذلك والله أعلم.
482- وَوَجْهَانِ فِيهِ لاِبْنِ ذَكْوَانَ ههُنَا،.. وَوَاتَّخِذُوا بِالفَتْحِ عَمَّ وَأَوْغَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/327]
ههنا يعني في سورة البقرة ووجه تخصيصها بذلك اتباع الخط قال أبو عمرو الداني قال أبو عبد الله محمد بن عيسى عن نصير في سورة البقرة إلى آخرها في بعض المصاحف "إبراهم" بغير ياء وفي بعضها بالياء قال أبو عمرو: ولم أجد ذلك كذلك في مصاحف العراق إلا في البقرة خاصة قال: وكذلك رسم في مصاحف أهل الشام، وقال أبو عبيد: تتبعت رسمه في المصاحف فوجدته كتب في البقرة خاصة بغير ياء، قلت لم يكتب في شيء من المصاحف الألف على وفق قراءة هشام، وإنما لما كتب بغير ياء أوهم أن الألف محذوفة؛ لأنها هي المعتاد حذفها كالألف التي بعد الراء في هذا الاسم، وفي "إسحاق" وفي "إسماعيل" وغير ذلك، ومن قرأ بالياء قال: كتابتها في أكثر المواضع بالياء دليل على أنها المحذوفة، وفي ذلك موافقة للغة الفاشية الصحيحة فهذا وجه الخلاف.
وقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} يقرأ بكسر الخاء وفتحها، فهو بالكسر أمر وبالفتح خبر، وإنما جعل الفتح أعم؛ لأن الضمير يرجع إلى عموم الناس فيكون الفعل موجها إلى الأمم قبلنا نصا،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/328]
وإلينا بطريق الاتباع لهم؛ لأن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ وأما قراءة الكسر فتختص بالمأمورين، ويجوز أن يكون التقدير: وقلنا لهم: "اتخِذوا"، فيتحد العموم في القراءتين وهذا الوجه أولى وقوله: وأوغلا أي أمعن من الإيغال وهو السير السريع والإمعان فيه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/329]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (480 - وفيها وفي نصّ النّساء ثلاثة ... أواخر إبراهام لاح وجمّلا
481 - ومع آخر الأنعام حرفا براءة ... أخيرا وتحت الرّعد حرف تنزّلا
482 - وفي مريم والنّحل خمسة أحرف ... وآخر ما في العنكبوت منزّلا
483 - وفي النّجم والشّورى وفي الذّاريات وال ... حديد ويروي في امتحانه الاوّلا
484 - ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا ... وو اتّخذوا بالفتح عمّ وأوغلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 209]
ضمير فيها يعود على السورة التي يتحدث عن اختلاف القراء في مواضع الاختلاف فيها، وهي سورة البقرة، يعني أن المرموز له باللام وهو هشام قرأ لفظ إِبْراهِيمَ* بفتح الهاء وألف بعدها في جميع المواضع في سورة البقرة كما يدل على ذلك إطلاق كلامه وكذلك قرأ بفتح الهاء وألف بعدها في المواضع الثلاثة الأخيرة في سورة النساء
وهي: وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً، وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا، وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ واحترز بالمواضع الأخيرة عن الموضع الأول منها وهو: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ فإن هشاما يقرؤه كالجماعة. وقرأ أيضا بفتح الهاء وألف بعدها في الموضع الأخير من سورة الأنعام وهو مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً، والتقييد بالآخر احتراز عن جميع ما فيها من لفظ إبراهيم فإن هشاما يقرؤه كالجماعة وأيضا حرفا براءة أخيرا وهما:
وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ، إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ واحترز بآخر السورة عن كل ما فيها وكذا قوله تعالى وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ في سورة إبراهيم، وقوله إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً، أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ، والموضعان في النحل وقوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ، أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ، وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ والثلاثة في مريم. وقوله تعالى: وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ في العنكبوت، وهو آخر ما فيها. واحترز بالآخر عن قوله تعالى فيها وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ، وقوله تعالى: وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى في النجم، وقوله: وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ في الشورى، وقوله سبحانه: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ في الذاريات، وقوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ في الحديد، وقوله تعالى:
قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ في سورة الممتحنة وهي الامتحان، وهو الموضع الأول فيها واحترز به عن الموضع الثاني وهو: إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ. فهذه ثلاثة وثلاثون موضعا قرأها هشام بفتح الهاء وألف بعدها، وقرأ غيرها بكسر الهاء وياء ساكنة بعدها كالجماعة. وقوله (ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا) معناه أن ابن ذكوان قرأ جميع ما في البقرة من لفظ إبراهيم بوجهين: الأول كهشام، والثاني كالجماعة، ويفهم من هذا أن ابن ذكوان يقرأ غير ما في البقرة من سائر المواضع كالجماعة، وعلمت قراءة هشام بفتح الهاء والألف من تلفظه بها، وأما قراءة الجماعة فتعلم من جهة أن هشاما لما قرأ بالفتح وبالألف وضد الفتح الكسر ويلزم من الكسر قبل الألف قبلها ياء علم أن
[الوافي في شرح الشاطبية: 210]
قراءة الجماعة بكسر الهاء وياء بعدها، هكذا قرر بعض الشراح. وقال العلامة الجعبري: قد علم من اصطلاحه الذي قررناه سابقا أن اللفظ المختلف فيه إذا كان له نظير متفق عليه ذكر الوجه المخالف كالألف هنا ثم يحيل الآخر على محل الإجماع وهو الياء .. انتهى. ثم ذكر أن المشار إليهما بكلمة (عمّ) وهما نافع والشامي قرآ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ بفتح الخاء فتكون قراءة غيرهما بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 211]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (69 - وَكَسْرَ اتَّخِذْ أُْد سَكِّنَ اَرْنَا وَأَرْنِ حُزْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص وكسر اتخذ (أ)د سكن ارنا وأرن (حـ)ـز = خطاب يقولوا (طـ)ـب وقبل ومن (حـ)ـلا
وقبل (يـ)ـعي (ا)دغب (فـ)ـتًى ويرى (ا)تل خا = طبًا (حـ)ـز وأن اكسر معًا (حـ)ـائز (ا)لعلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر {واتخذوا من مقام إبراهيم} [125] بكسر الخاء على الأمر وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا.
ثم استأنف وقال: سكن ارنا وأرن حز أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب بإسكان الراء في {أرنا} و{أرني} حيث وقعا فذكر هذا باعتبار مخالفة يعقوب لإحدى روايتي الأصل). [شرح الدرة المضيئة: 93] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاتَّخِذُوا فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْخَاءِ عَلَى الْخَبَرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا عَلَى الْأَمْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/222]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن عامر {واتخذوا} [125] بفتح الخاء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 462]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (474 - واتّخذوا بالفتح كم أصلٍ .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واتّخذوا بالفتح (ك) م (أ) صل وخف = أمتعه (ك) م أرنا أرني اختلف
يعني قوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم قرأه بفتح الخاء ابن عامر ونافع على الخبر حملا على ما قبله، والباقون بالكسر على الأمر كما ثبت في الحديث قوله: (كم أصل) أي لهذه القراءة أصول كثيرة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 185]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واتّخذوا بالفتح (ك) م (أ) صل وخف = أمتعه (ك) م أرنا أرني اختلف
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وألف (أصل) نافع واتخذوا من مقام إبراهيم [البقرة: 125] بفتح الخاء، والباقون بكسرها.
وخفف ذو كاف (كم) ابن عامر التاء من فأمتعه قليلا [البقرة: 126] وشددها الباقون.
وعلم سكون ميم «أمتعه» لابن عامر من لفظه، وفتحه للباقين من إجماع يمتّعكم مّتعا حسنا [هود: 3].
وجه فتح الخاء: جعله فعلا ماضيا مناسبة لطرفيه، تقديره: واذكر يا محمد إذ جعلنا البيت مثابة [للناس وأمنا]، وإذ اتخذوا، وإذ عهدنا.
ووجه الكسر: أنه أمر لنا، [أو من كلمات الابتلاء،] [أي: إنّي جاعلك] [البقرة: 124] واتخذوا.
وروى مالك عن جابر أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أتى مقام إبراهيم فسبقه عمر فقال: يا رسول الله، هذا مقام إبراهيم أبيك الذي قال الله تعالى: واتّخذوا من مّقام إبراهيم مصلّى [البقرة: 125] فقال: «نعم»، وقرأ بالكسر.
ووجه تخفيف «أمتعه»: أنه مضارع «أمتع» المعدى بالهمزة.
ووجه التشديد: أنه مضارع «متع» المعدى بالتضعيف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/183] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "مثابات" بالجمع وكسر التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: أبو عمرو وهشام بإدغام ذال "إذ" في جيم "جعلنا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "واتخذوا" [الآية: 125] فنافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر عطفا على ما قبله إما على مجموع إذ جعلنا فتضمر إذ، وإما على نفس جعلنا فلا إضمار، وافقهم الحسن والباقون بكسرها على الأمر والمأمور بذلك، قيل إبراهيم وذريته وقيل نبينا صلى الله عليهما، وأمته وعليهما فيكون معمولا لقول محذوف أي: وقال الله لإبراهيم على الأول، وقلنا اتخذوا على الثاني). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق لام "مصلى" وصلا فإن وقف غلظها مع الفتح ورققها فقط مع التقليل، وأمالها حمزة والكسائي وخلف والأعمش وقفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ورقق الأزرق راء "طهرا بيتي" بخلف عنه، ومن فخمها عنه راعى ألف التثنية وهما في جامع البيان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" بيتي "للطائفين" نافع وهشام وحفص وكذا أبو جعفر "وعن" ابن محيصن ضم باء "رب" المنادى المضاف إلى ياء المتكلم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واتخذوا} قرأ نافع والشامي بفتح الخاء، فعلاً ماضيًا، والباقون بكسر الخاء، على الأمر). [غيث النفع: 404]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {طهرا} [125] ورش فيه على أصله من ترقيق الراء لأجل الكسر، وبعض أهل الأداء يفخمه من أجل ألف التثنية، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون، والمأخوذ به عند من قرأ بما في التيسير ونظمه الأول، ومثله {سحران} [القصص: 48] و{تنتصران} [الرحمن} ). [غيث النفع: 404]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيتي} قرأ نافع وهشام وحفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 404]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({السجود} تام وقيل كاف، وتجوز فيه الثلاثة مع السكون، والروم مع القصر. والدال من حروف القلقلة، وهي على مذهب الجمهور خمسة أحرف جمعها قولك (قطب جد) وقال مكي: «إنما سميت بذلك لظهور صوت يشبه النبرة عند الوقف».
وقال أبو عبد الله الفاسي: «وإنما وصفت بذلك لأنها إذا وقف عليها تقلقل اللسان بها حتى يسمع له نبرة قوية».
وقال المحقق: «وإنما سميت بذلك لأنها إذا سكنت ضعفت، فاشتبهت بغيرها، فيحتاج إلى ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونها في الوقف وغيره».
وقال شيخ شيخنا في الأجوبة: «وسميت حروف القلقلة بذلك لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها، ما لم يخرج إلى شبه التحريك، لشدة أمرها، من قولهم: قلقله إذا حركه، وإنما حصل لها ذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة، والجهر يمنع النفس أن يخرج معها، والشدة تمنع أن يجري معها صوتها، فلما اجتمع هذان الوصفان امتناع النفس معها وامتناع جرى صوتها احتاجت إلى التكلف في بيانها، ولذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة، حتى يكاد يخرج إلى شبه تحريكها لقصد بيانها، إذ لولا ذلك لم تتبين، لأنه إذا امتنع النفس والصوت تعذر بيانها، ما لم تتكلف بإظهار أمرها على الوجه المذكور» انتهى.
[غيث النفع: 405]
فإذًا هي صوت حادث عند خروج حروفها، ساكنة لشدة لزومها لمواضعها وضغطها فيها، ولا يستطاع إ ظهارها بدون ذلك الصوت، والقاف أبينها صوتًا.
والقلقلة في المسكن في الوقف أقوى من الساكن في الوسط نحو {خلقنا} [الأعراف: 181] و{أطوارًا} [نوح] و{أبوابًا} و{النجدين} [البلد] و{مددناها} [الحجر: 19].
ويقع الخطأ فيها كثيرًا إما بتحريكها، أو الإتيان بها في حروفها، أو على غير وجهها، وما ذكرناه لك هو الحق، وهو الذي قرأنا به على شيوخنا المحققين، وهم على شيوخهم، وهلم جرا، فأمسك يدك عليه، وانبذ ما سواه من الأقوال الفاسدة التي هي محض تفقه لا مستند لها، كما رأينا ذلك من بعض الواردين علينا، والله يتولى حفظنا بفضله آمين). [غيث النفع: 406]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود (125)}
{إذ جعلنا}
- أدغم أبو عمرو وهشام الذال في الجيم.
- وقراءة الباقين بالإظهار.
{مثابةً}
- قرأ الأعمش وطلحة والمطوعي "مثاباتٍ" على الجمع وكسر التاء.
- وقراءة الجماعة على الإفراد "مثابة".
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96.
{واتخذوا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وابن محيصن ويعقوب وشبل والأعرج وطلحة والأعمش والجحدري وابن وثاب
[معجم القراءات: 1/189]
وأصحاب ابن مسعود "واتخذوا" بكسر الخاء على الأمر.
- وقرأ نافع وابن عامر والحسن "واتخذوا" بفتح الخاء، جعلوه فعلاً ماضياً.
{إبراهيم}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/124.
{إبراهيم مصلى}
- إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{مصلى}
غلظ الأزرق وورش اللام في الوصل.
- وفي الوقف عنهما التغليظ مع الفتح، والترقيق مع التقليل، والأول أرجح.
- وقراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش وقفاً.
- - وقراءة ورش والأزرق بالفتح وبين اللفظين.
- وفي الوقف أمال ورقق اللام، وإذا وقف بالفتح غلّظها.
{طَهِّرا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
- والباقون على التفخيم.
[معجم القراءات: 1/190]
{بيتي للطائفين}
- قرأ الحسن وابن أبي إسحاق وأهل المدينة والشام وعاصم برواية حفص ونافع وهشام "بيتي للطائفين" بفتح الياء.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي "بيتي للطائفين" بسكون الياء). [معجم القراءات: 1/191]

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (46 - وَاخْتلفُوا فِي تسكين الْمِيم وَكسر التَّاء وتحريك الْمِيم وَتَشْديد التَّاء فِي قَوْله تَعَالَى {فأمتعه قَلِيلا} 126
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {فأمتعه} خَفِيفَة من أمتعت
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فأمتعه} مُشَدّدَة التَّاء من متعت). [السبعة في القراءات: 170]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فأمتعه} خفيف شامي). [الغاية في القراءات العشر: 186]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فأمتعه} [126]: خفيف: دمشقي). [المنتهى: 2/583]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (فأمتعه) بالتخفيف، وشدد الباقون). [التبصرة: 161]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {فأمتعه} (126): مخففًا.
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 232]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (فأمتعه) مخففا والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 294]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([126]- {فَأُمَتِّعُهُ} خفيف: ابن عامر). [الإقناع: 2/602]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (486 - ... .... وَخِفُّ ابْنِ عَامِرٍ = فَأُمَتِّعُهُ أَوْصَى بِوَصّى كَمَا اعْتَلاَ). [الشاطبية: 39] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (طلقٌ وخفُّ ابن عامرٍ).
[فتح الوصيد: 2/674]
(فأمتعه)، أي في {فأمتعه}. وأمتع ومتع بمعنى واحد، وهما لغتان جيدتان.
وليس لأحد أن يقول هذا أولى من هذا.
وقد أخذ قوم في ترجيح {فأمتعه}، لأن التشديد كثير في القرآن، كقوله: {فمتعنهم إلى حين}، وقالوا: هو أولى لما فيه من التكرير.
وما أدري ما وجه هذا الترجيح في كتاب الله المنزل.
وأيضًا فما ذكروه لا يستقيم، لأنه يجوز أن يقع أفعل وفعل بمعنًى واحد، كأكرم وكرم؛ وهو الظاهر هاهنا في قراءة التشديد، أما معنى التخفيف، لأنه لم يقصد المبالغة، وإنما قصد تقليل المدة وتحقيرها لقوله: {قليلًا}.
وكذلك القول في: (أوصى) و(وصی).
والدليل على ذلك قوله: {فلا يستطيعون توصية}، أي إيصاء، و{أم كنتم شهداء إذ وصيكم الله بهذا}.
[فتح الوصيد: 2/675]
وعلى قراءة نافع وابن عامر، رسم في مصاحف المدينة والشام بألف، وسقطت الألف في باقي المصاحف.
ومعنى قوله (كما اعتلا)، أي أقرأه كما اعتلا.واعتلاؤه بالرسم، الشاهد له). [فتح الوصيد: 2/676] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [486] وأخفاهما طلقٌ وخف ابن عامر = فأمتعه أوصى بوصى كما اعتلى
ب: (الإخفاء): الاختلاس، (الطلق): السمح.
ح: (طلق): فاعل (أخفى)، (هما): مفعوله راجع إلى {أرنا} و {أرني}، و(خف ابن عامر): مبتدأ، (فأمتعه): خبر، أي: مخفف ابن عامر فأمتعه، (أوصى): مبتدأ، (بوصى): خبر، أي: في موضع (وصى)، (كما اعتلى): ظرف، أي: كما تقدم، وهو قوله: (امتعه)، أي: شابه (أوصى) (فأمتعه) في التخفيف.
ص: أي: اختلس الحركة من {أرنا} [128]، و{أرني} [260] الدوري.
[كنز المعاني: 2/38]
ثم قال: وخفف ابن عامر: {فأمتعه قليلًا} [126]، وثقل الباقون، من الإمتاع أو التمتع، وكلاهما لغتان.
وقرأ ابن عامر ونافع: {وأوصى بها إبراهيم} [132] والباقون: {ووصى} من الإيصاء أو التوصية، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/39] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وخف ابن عامر مبتدأ، والخبر فأمتعه، أي المخفف لابن عامر قوله تعالى: "فَأُمْتِعُهُ"، وقوله: أوصى بوصي أي يقرأ في موضع: "وصى" "أوصى".
ومتع وأوصى ووصى: لغات كأنزل ونزل، وحسن تخفيف فأمتعه قوله بعده قليلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/330] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (486 - ... .... وخفّ ابن عامر ... فأمتعه أوصى بوصّى كما اعتلا
...
وقرأ ابن عامر فَأُمَتِّعُهُ بتخفيف التاء ويلزم منه سكون الميم وقرأ غيره بفتح الميم وتشديد التاء؛ لأنه ضد التخفيف ويلزمه فتح الميم وقرأ ابن عامر ونافع وأوصى بها، بزيادة ألف بين الواوين مع سكون الواو الثانية وتخفيف الصاد. وقرأ الباقون بحذف الألف مع فتح الواو الثانية وتشديد الصاد وقد لفظ الناظم بالقراءتين معا). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِتَخْفِيفِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/222]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {فأمتعه} [126] بتخفيف التاء، والباقون بتشديدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 462]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(474- .... .... .... .... وخف = أمتعه كم .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله خف: أي قرأ «فأمتعه» بتخفيف التاء ابن عامر والباقون بالتشديد وهما لغتان كأنزل ونزل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 185]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واتّخذوا بالفتح (ك) م (أ) صل وخف = أمتعه (ك) م أرنا أرني اختلف
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وألف (أصل) نافع واتخذوا من مقام إبراهيم [البقرة: 125] بفتح الخاء، والباقون بكسرها.
وخفف ذو كاف (كم) ابن عامر التاء من فأمتعه قليلا [البقرة: 126] وشددها الباقون.
وعلم سكون ميم «أمتعه» لابن عامر من لفظه، وفتحه للباقين من إجماع يمتّعكم مّتعا حسنا [هود: 3].
وجه فتح الخاء: جعله فعلا ماضيا مناسبة لطرفيه، تقديره: واذكر يا محمد إذ جعلنا البيت مثابة [للناس وأمنا]، وإذ اتخذوا، وإذ عهدنا.
ووجه الكسر: أنه أمر لنا، [أو من كلمات الابتلاء،] [أي: إنّي جاعلك] [البقرة: 124] واتخذوا.
وروى مالك عن جابر أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أتى مقام إبراهيم فسبقه عمر فقال: يا رسول الله، هذا مقام إبراهيم أبيك الذي قال الله تعالى: واتّخذوا من مّقام إبراهيم مصلّى [البقرة: 125] فقال: «نعم»، وقرأ بالكسر.
ووجه تخفيف «أمتعه»: أنه مضارع «أمتع» المعدى بالهمزة.
ووجه التشديد: أنه مضارع «متع» المعدى بالتضعيف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/183] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا" [الآية: 126] فابن عامر بإسكان الميم، وتخفيف التاء مضارع: أمتع المتعدي بالهمزة وافقه المطوعي، والباقون بالفتح والتشديد مضارع متع المعدى بالتضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "ثُمَّ أَضْطَرُّه" بوصل الهمزة وفتح الراء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن إدغام ضاد اضطر في طائه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إبدال همزة بئس لورش ومن معه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {الآخر} [126] أما ما لحمزة فيه إذا وقف فقد تقدم، وأما ورش فما له فيه حالة وصله بما قبله فظاهر، وأما حالة الابتداء به فسيأتي في موضع يصح الابتداء به، وأما هذا فيجري فيه ما في {ءامنا} قبله لأنهما من باب واحد). [غيث النفع: 406]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأمتعه} قرأ الشامي بإسكان الميم، وتخفيف التاء، والباقون بفتح الميم، وتشديد التاء). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير (126)}
{إبراهيم}
تقدمت القراءة فيه قبل قليل في الآية/124.
{ربِّ}
- قرأ ابن محيصن وأبو جعفر بخلاف عنه "رب" بضم الباء في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، وكأنه صرف النظر عنها، فأنزله منزلة المجرد منها.
- وقراءة الجماعة بالكسر "رب" على مراعاة ياء المتكلم المحذوفة.
{فأمتعه}
- قرأ الجمهور من السبعة "فأمتعه" مشدداً على الخبر، وهي قراءة السلمي والأعرج وأبي جعفر يزيد، وشيبة وأبي والحسن ومجاهد وأبي رجاء والجحدري وعيسى بن عمر، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
- وقرأ ابن عامر والمطوعي "فأمتعه" مخففاً على الخبر.
[معجم القراءات: 1/191]
- وقرأ ابن عباس ومجاهد وقتادة والحارث بن أبي ربيعة "فأمتعه" على الأمر، وهو من تمام الحكاية عن إبراهيم.
- وقرأ أبي بن كعب "فنمتعه" بنون العظمة.
- وقرأ يحيى بن وثاب "فإمتعه" بكسر الهمزة وضم العين على الخبر.
{ثم أضطره}
- قرأ الجمهور "ثم أضطره" بالرفع على الخبر.
- وقرأ يحيى بن وثاب "ثم اضطره" بكسر الهمزة، وهو خبر.
وذكرها ابن عطية لابن عامر أيضاً، وقال: "هي على لغة قريش في قولهم: لا إخال" وقد رد هذا أبو حيان.
- وقرأ ابن محيصن "ثم أطره" بإدغام الضاد في الطاء على الخبر، وذهب الزمخشري وغيره إلى أنها لغة مرذوله، ورد هذا عليه أبو حيان.
- وقرأ يزيد بن حبيب "ثم أضطره" بضم الطاء وهو خبر.
[معجم القراءات: 1/192]
- وقرأ أبي بن كعب "ثم نضطره" بالنون.
- وقرأ ابن عباس ومجاهد وقتادة والمطوعي "ثم اضطره" بوصل الهمزة وفتح الراء على صيغة الأمر، وهي عند الزجاج على الدعاء.
- وقرأ الأعمش وجماعة "ثم اضطره" فعل ماضً.
{النار}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/39.
{وبئس}
- تقدمت القراءة فيه "بيس" في "بئسما" في الآية/90، وكذا الآية/93). [معجم القراءات: 1/193]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (127) إلى الآية (129) ]

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)}

قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم (127)}
{وإسماعيل ربنا}
- الإظهار والإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
{ربنا تقبل}
- قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود "ويقولان: ربنا تقبل" بزيادة الفعل "ويقولان" على قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 1/193]

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (47 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {وأرنا مناسكنا} 128 فِي كسر الرَّاء وإسكانها وإشمامها الْكسر
فَقَرَأَ ابْن كثير {وأرنا} و{رب أَرِنِي} الْأَعْرَاف 143 و{أرنا الَّذين أضلانا} فصلت 29 سَاكِنة الرَّاء
وَقَالَ خلف عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير {وأرنا} بَين الْكسر والإسكان
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {أرنا} بِكَسْر الرَّاء فِي ذَلِك كُله
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر {وأرنا} و{رب أَرِنِي} و{أرنا الله جهرة} النِّسَاء 153 بِكَسْر الرَّاء
وقرآ {رَبنَا أرنا الَّذين} سَاكِنة الرَّاء فِي هَذِه وَحدهَا هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان وَقَالَ هِشَام هَذَا خطأ إِنَّمَا هُوَ {أرنا} مثقل
وروى حَفْص عَن عَاصِم {أرنا الَّذين} مَكْسُورَة الرَّاء فِي كل الْقُرْآن
وَاخْتلف عَن أبي عَمْرو فِي ذَلِك فَقَالَ عَبَّاس بن الْفضل سَأَلت أَبَا عَمْرو فَقَرَأَ
{وأرنا} مدغمة كَذَلِك قَالَ وَسَأَلته عَن {أرنا} مثقلة فَقَالَ لَا فَقلت {أَرِنِي} فَقَالَ لَا كل شَيْء فِي الْقُرْآن بَينهمَا
لَيست {أرنا} وَلَا {أرنا}
وَقَالَ عبد الْوَارِث واليزيدي وهرون الْأَعْوَر وَعبيد بن عقيل وَعلي بن نصر {أرنا} و{أَرِنِي} بَين الْكسر والإسكان
وَقَالَ الْخفاف وَأَبُو زيد عَن أبي عَمْرو {وأرنا} بِإِسْكَان الرَّاء). [السبعة في القراءات: 170]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وأرنا} ساكنة الراء مكي ورويس
[الغاية في القراءات العشر: 186]
وفي حم مثله شامي وأبو بكر، مختلس أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 187]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أرنا} [128]، و{أرني} [260، الأعراف: 143]: ساكنة الراء: مكي، وسلام ويعقوب غير البخاري، والعباس والتنوري واليزيدي طريق ابن سعدان، وشجاع طريق الصواف والدقاق.
وافق دمشقي غير هشام طريق الداجوني، وأبو بكر إلا طريق علي في {حم} [فصلت: 29] مختلس: أبو عمرو طريق من بقي إلا المخرمي).[المنتهى: 2/584] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ومن هذا قوله عز وجل: (أرني وأرنا) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو في رواية الرقيين بإسكان الراء، وقرأ أبو عمرو في رواية العراقيين بالاختلاس، وقرأ الباقون بكسر الراء من غير اختلاس غير أن أبا بكر وابن عامر قرأ بإسكان الراء في السجدة دون غيرها وهو قوله تعالى (أرنا اللذين) وكان أبو أيوب الخياط يختار بإشباع الحركة، وجميع ما اختار من نفسه سبعة أحرف ستراها إن شاء الله). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو شعيب: {وأرنا} (128)، و: {أرني} (260): بإسكان الراء، حيثُ وقعا.
وأبو عمر عن اليزيدي: باختلاس كسرتها.
والباقون: بإشباعها). [التيسير في القراءات السبع: 232] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو شعيب ويعقوب (وأرنا وأرني) بإسكان الرّاء حيث وقعا وأبو عمر [عن اليزيدي] باختلاس كسرتها والباقون بإشباعها). [تحبير التيسير: 295] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَرِنَا) في جميع القرآن بإسكان الراء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وسلام، ويَعْقُوب غير البخاري وقعنب وعباس، والتنوري، والْيَزِيدِيّ طريق ابْن سَعْدَانَ، وشجاع طريق الصراف، والذقاق، ونعيم بن ميسرة، وابن عقيل، والْخُرَيْبِيّ، والسُّوسِيّ، وسجادة، وزيد عن ابن فرح طريق الرَّازِيّ ومدني، وجعفر، ونوح كلهم عن أَبِي عَمْرٍو وافق بن عامر غير هشام طريق الدَّاجُونِيّ، والمفضل، وأبو بكر طريق أبي الحسن في حم السجدة مختلس أَبُو عَمْرٍو، وطريق من بقي إلا سيبويه والمخرمي، ويونس النحوي، الباقون بكسر الراء، وهو الاختيار لموافقة أهل س المدينة، ولأنه أشبع ويَعْقُوب نصب الضَّرِير عن يَعْقُوب روى الزَّعْفَرَانِيّ، الباقون رفع وهو الاختيار لموافقة الجماعة ولقول يَعْقُوب لبنيه (مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي) ). [الكامل في القراءات العشر: 492]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (485 - وَأَرْنَا وَأَرْنِي سَاكِنَا الْكَسْرِ دُمْ يَداً = وَفي فُصِّلَتْ يُرْوِي صَفاً دَُرِّهِ كُلاَ
486 - وَأَخْفَاهُمَا طَلْقٌ ... ... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 39] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([485] وأرنا وأرني ساكنًا الكسر (د)م (يـ)دًا = وفي فصلت (يـ)روي (صـ)فا (د)ره (كـ)لا
أصل أرنا: أرءنا، فنقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت الهمزة. فالإسكان لتوالي الحركات، وليست بحركة إعراب.
فإسكانه حسنٌ على تشبيه المنفصل بالمتصل، كما قالوا: فخذ.
والاختلاس أيضًا حسنٌ.
وأنكر بعض الناس الإسكان من أجل أن الكسرة تدل على ما حذف، واستقبح حذفها.
[فتح الوصيد: 2/673]
قال أبو علي: «وليس هذا بشيء .ألا ترى أن الناس أدغموا {لكنا هو الله ربي}. فذهاب الحركة في {أرنا}، ليس بدون ذهابها في الإدغام».
يقول: إن الأصل: لكن أنا، فطرحت حركة الهمزة على النون، فحركت النون بالفتح، فاجتمع نونان، فأدغمت الأولى في الثانية.
وقوله: (دم يدًا)، منصوب على التمييز.
واليد بمعنى النعمة، وهو دعاء لمن يخاطبه، أتی به بعد الإخبار بالقراءة كما يقوله: خرج زيد أكرمك الله.
والكلا: جمع كلية.
وإنما قال ذلك في الذي في فصلت، لقوة الحجة بانضياف ابن عامر وأبي
بكر إلى من تقدم.
[486] وأخفاهما (ط)لقٌ وخف (ابن عامرٍ) = فأمتعه أوصى بوصى (كـ)ما (ا)اعتلى
الطلق: السمح. والإخفاء يريد به الاختلاس.
وليس فيه مقال لأحد. فوجهه في العربية سهل مشهور؛ فلذلك قال: (طلقٌ وخفُّ ابن عامرٍ) ). [فتح الوصيد: 2/674] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [485] وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا = وفي فصلت يروي صفا دره كُلا
ب: (اليد): النعمة، (الدر): غزارة اللبن، (الكلا): جمع (الكلية).
ح: (أرنا): مبتدأ، (أرني): عطف، (ساكنا الكسر): صفتهما، (دم): جملة خبر المبتدأ، (يدًا): نصب على التمييز، والعائد إلى المبتدأ محذوف، أي: دامت نعمتك فيه، (صفا): فاعل (يروي)، (كلا): مفعوله، وقصرت (صفا) ضرورة.
ص: أي: أسكن الراء من {أرنا} و {أرني} حيث وقعا ابن كثير والوسسي
[كنز المعاني: 2/37]
تشبيهًا بـ (فخذٍ) و (كتفٍ)، ولئلا تتوالى الحركات، إذ الكسر في الراء بمنزلة الكسرتين.
وأما في سورة فصلت: فأسكن الراء من {أرنا الذين أضلانا} [29] السوسي وأبو بكر وابن كثير وابن عامر.
وأشار بقوله: (صفا دره) إلى قوة تلك القراءة، إذ ليس الإسكان فيه كإسكان {يأمركم} [67]، لأن حركته غير إعرابية، بخلاف: {يأمركم} [67] ). [كنز المعاني: 2/38] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [486] وأخفاهما طلقٌ وخف ابن عامر = فأمتعه أوصى بوصى كما اعتلى
ب: (الإخفاء): الاختلاس، (الطلق): السمح.
ح: (طلق): فاعل (أخفى)، (هما): مفعوله راجع إلى {أرنا} و {أرني}، و(خف ابن عامر): مبتدأ، (فأمتعه): خبر، أي: مخفف ابن عامر فأمتعه، (أوصى): مبتدأ، (بوصى): خبر، أي: في موضع (وصى)، (كما اعتلى): ظرف، أي: كما تقدم، وهو قوله: (امتعه)، أي: شابه (أوصى) (فأمتعه) في التخفيف.
ص: أي: اختلس الحركة من {أرنا} [128]، و{أرني} [260] الدوري.
[كنز المعاني: 2/38]
ثم قال: وخفف ابن عامر: {فأمتعه قليلًا} [126]، وثقل الباقون، من الإمتاع أو التمتع، وكلاهما لغتان.
وقرأ ابن عامر ونافع: {وأوصى بها إبراهيم} [132] والباقون: {ووصى} من الإيصاء أو التوصية، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/39] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (483- وَأَرْنَا وَأَرْنِي سَاكِنَا الكَسْرِ "دُ"مْ "يَـ"ـدًا،.. وَفي فُصِّلَتْ "يُـ"ـرْوِي "صَـ"ـفًا "دَُ"رِّهِ "كُـ"ـلا
اليد النعمة وهو في موضع نصب على التمييز أي دامت نعمتك أو يكون حالا أي دم ذا نعمة والسكون في هذين اللفظين حيث وقعا للتخفيف كقولهم في: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}، {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}، {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}، {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}.
والذي في فصلت: {أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا}، وافق على إسكانه أبو بكر وابن عامر والكُلا جمع كلية، والصفا ممدود وقصره ضرورة يشير إلى قوة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/329]
القراءة؛ لأن الإسكان هنا في حركة البناء بخلافه في يأمركم ونحوه والله أعلم.
484- وَأَخْفَاهُمَا "طَـ"ـلْقٌ وَخِفُّ ابْنِ عَامِرٍ،.. فَأُمْتِعُهُ أَوْصَى بِوَصّى "كَـ"ـمَا "ا"عْتَلا
الطلق: السمح يريد بالإخفاء الاختلاس الذي تقدم ذكره في: {بَارِئِكُمْ} و{يَأْمُرُكُمْ}، وهو اللائق بقراءة أبي عمرو والضمير في أخفاهما لقوله: {وَأَرِنَا} و{أَرِنِي} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/330] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (485 - وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا ... وفي فصّلت يروى صفا درّه كلا
486 - وأخفاهما طلق وخفّ ابن عامر ... فأمتعه أوصى بوصّى كما اعتلا
قرأ ابن كثير والسوسي: وَأَرِنا مَناسِكَنا، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى، أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ بسكون الراء. وقرأ السوسي وشعبة وابن كثير وابن عامر أَرِنَا الَّذَيْنِ في فصلت بسكون الراء. وقرأ الدوري عن أبي عمرو بإخفاء الحركة أي اختلاسها في كل ما ذكر. وقرأ الباقون بإشباع كسر الراء في الجميع والقراءتان سكون الراء وكسرها مأخوذتان من قول الناظم (ساكنا الكسر) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (69 - وَكَسْرَ اتَّخِذْ أُْد سَكِّنَ اَرْنَا وَأَرْنِ حُزْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص وكسر اتخذ (أ)د سكن ارنا وأرن (حـ)ـز = خطاب يقولوا (طـ)ـب وقبل ومن (حـ)ـلا
وقبل (يـ)ـعي (ا)دغب (فـ)ـتًى ويرى (ا)تل خا = طبًا (حـ)ـز وأن اكسر معًا (حـ)ـائز (ا)لعلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر {واتخذوا من مقام إبراهيم} [125] بكسر الخاء على الأمر وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا.
ثم استأنف وقال: سكن ارنا وأرن حز أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب بإسكان الراء في {أرنا} و{أرني} حيث وقعا فذكر هذا باعتبار مخالفة يعقوب لإحدى روايتي الأصل). [شرح الدرة المضيئة: 93] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الرَّاءِ مِنْ: وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا. وَأَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي، وَأَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، وَأَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ. وَأَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا فِي فُصِّلَتْ فَأَسْكَنَ الرَّاءَ فِيهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، وَوَافَقَهُمَا فِي فُصِّلَتْ فَقَطِ ابْنُ ذَكْوَانَ وَأَبُو بَكْرٍ. وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو فِي الْخَمْسَةِ، وَعَنْ هِشَامٍ فِي فُصِّلَتْ، فَرَوَى الِاخْتِلَاسَ فِي الْخَمْسَةِ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ وَفَارِسٍ وَالْحَمَّامِيِّ وَالنَّهْرَوَانِيِّ عَنْ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ فَرَحٍ كِلَاهُمَا عَنِ الدُّورِيِّ، وَكَذَلِكَ رَوَى الطَّرَسُوسِيُّ عَنِ السَّامَرِّيِّ وَأَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ عَنِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ عَنِ ابْنِ حَبَشٍ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ وَالشَنَبُوذِيِّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ كِلَاهُمَا عَنِ السُّوسِيِّ، وَرَوَى الْإِسْكَانَ فِيهَا ابْنُ الْعَلَّافِ وَالْحَسَنُ بْنُ الْفَحَّامِ وَالْمَصَاحِفِيُّ كُلُّهُمْ عَنْ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ فَرَحٍ عَنِ الدُّورِيِّ وَفَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ وَابْنِ نَفِيسٍ كِلَاهُمَا عَنِ السَّامَرِّيِّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ الْخَيَّاطُ وَالْمُسَيَّبِيُّ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ وَالشَّذَائِيِّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ كِلَاهُمَا عَنِ السُّوسِيِّ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ مِنْ رِوَايَةِ الدُّورِيِّ عَلَى جَمِيعِ مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ وَبِالْإِسْكَانِ قَرَأَ مِنْ رِوَايَةِ السُّوسِيِّ، وَعَلَى ذَلِكَ سَائِرُ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ، وَكِلَاهُمَا ثَابِتٌ عَنْ كُلٍّ مِنَ الرِّوَايَتَيْنِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ كَسْرَ الرَّاءِ فِي فُصِّلَتْ، وَرَوَى سَائِرُ أَصْحَابِهِ الْإِسْكَانَ كَابْنِ ذَكْوَانَ، وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي الْخَمْسَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/222]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير ويعقوب {وأرنا}، و{أرني} حيث وقع بإسكان الراء، وافقهما في فصلت ابن ذكوان وأبو بكر، والحلواني عن هشام، واختلف عن أبي عمرو، فروى كثير من العراقيين عنه من الروايتين كذلك، وروى الآخرون عنه الاختلاس
[تقريب النشر في القراءات العشر: 462]
وروى الداني ومن وافقه من المغاربة الإسكان للسوسي والاختلاس للدوري، والباقون بالإتمام، وكذا روى الداجوني عن هشام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (474- .... .... .... .... .... = .... .... أرنا أرني اختلف
475 - مختلسًا حز وسكون الكسر حق = وفصّلت لي الخلف من حقٍّ صدق). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أرنا الخ البيت الآتي) يعني قوله تعالى: وأرنا مناسكنا هنا «أرني كيف» هنا أيضا «وأرنا الله جهرة» في النساء «وأرني أنظر إليك» في الأعراف «وأرنا اللذين أضلانا» في فصلت، فقرأه أبو عمرو بخلاف عنه باختلاس كسرة الراء في الخمسة وقرأ بإسكانها فيها ابن كثير ويعقوب وأبو عمرو، وفي الوجه الآخر، وافقهم على
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 185]
الإسكان في فصلت هشام بخلاف عنه، وابن ذكوان وشعبة والباقون بإخلاص كسرة الراء فيها على الأصل، ووجه الإسكان التخفيف كفخذ ونحوه؛ ووجه الاختلاس رعاية التخفيف مع دلالة بقاء الحركة قوله: (اختلف) أي اختلف عن أبي عمرو في اختلاف حركة الراء كما سيأتي في البيت الآتي:
مختلسا (ح) ز وسكون الكسر (حق) = وفصّلت (ل) ي الخلف (م) ن (حقّ) (ص) دق
مختلسا حال من ابن عمرو الدال عليه رمزه أو من ضمير أنت المقدر قوله: (حق) إشارة إلى الرد على من أنكر قراءة الإسكان من أجل أن حركة الراء فيه حركة نقل، لأن أصله أرإنا وأرإني، وخطأ أبو علي الفارسي منكر ذلك بالإجماع على إدغام «لكنا هو الله» قوله: (صدق) من الصدق، يشير إلى صحة ذلك وثبوت قراءة إسكانه خالصة، لأن معناه أعطنا بخلاف غيره. قال الأخفش الدمشقي: إنما جزم ابن عامر في حم على معنى أعطنا، والدليل على ذلك قول الشاعر:
أرنا إداوة عبد الله نملأها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 186]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/183]
ص:
مختلسا (ح) ز وسكون الكسر (حقّ) = وفصّلت (ل) ى الخلف (م) ن (حقّ) (ص) دق
ش: أي: اختلف عن ذي حاء (حز) أبو عمرو في الراء من وأرنا مناسكنا [البقرة: 128] وأرني كيف تحيي [البقرة: 260] وأرنا الله [النساء: 153]، وأرني أنظر إليك [الأعراف: 143] وأرنا اللذين أضلانا بفصلت [الآية: 29].
فروى اختلاس الخمسة ابن مجاهد عن أبي الزعراء وفارس والحمامي والنهراوي عن زيد عن ابن فرح، كلاهما عن الدوري.
ورواه الطرسوسي عن السامري والخياط عن ابن المظفر عن ابن حبش كلاهما عن ابن جرير، والشنبوذي عن ابن جمهور، كلاهما عن السوسي.
وروى إسكانها ابن العلاف، وابن الفحام، والمصاحفي، ثلاثتهم عن زيد عن ابن فرح عن الدوري، وفارس وابن نفيس، كلاهما عن السامري، والفارسي، وأبو الحسن الخياط [كلاهما] عن ابن المظفر، [كلاهما] عن ابن جرير والشذائي عن ابن جمهور، كلاهما عن السوسي.
وأسكنها في الخمسة مدلول (حق) ابن كثير، وأبو عمرو في ثاني وجهيه، ويعقوب.
وأسكنها في «فصلت» ذو ميم (من) ابن ذكوان وصاد (صدق) أبو بكر ومدلول [(حق)].
واختلف [فيها] عن ذي لام (لي) هشام:
فروى الداجوني عن أصحابه عنه: الكسر.
وروى سائر أصحابه غيره الإسكان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/184]
والباقون بإشباع كسر الراء في الخمسة.
وحاصله: أن ابن كثير ويعقوب أسكناها في الخمسة.
ولأبي عمرو فيها وجهان.
ووافقهم على إسكان «فصلت» فقط أبو بكر وابن ذكوان، واختلف فيها عن هشام.
تنبيه:
قيد السكون، لئلا يختل المفهوم، وعلم العموم من قرينة التخصيص، والاختلاس هنا: إخفاء الحركة لا الحرف.
وجه الإسكان: التخفيف، لثقل الحركة على الحرف المتوهم [تعدده على] لغة، نحو: كتف؛ إجراء لعارض الاتصال مجرى لازمه.
ووجه الاختلاس: الجمع بين التخفيف، والدلالة.
ووجه الإتمام: أنها حركة الهمزة نقلت إليها فأقرت.
ووجه الموافقة في البعض: الجمع بين اللغتين. والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/185]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "مُسْلِمَيْنِ لَك" على الجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في راء "أرنا" [الآية: 128] وأرني حيث وقعا فابن كثير وأبو عمرو بخلف عنه، وكذا يعقوب بإسكانها للتخفيف وافقهم ابن محيصن، والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه هو الاختلاس جمعا بين التخفيف والدلالة قال في النشر: وكلاهما ثابت من كل من الروايتين، وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي كالشاطبي، وقرأ ابن ذكوان وهشام من غير طريق الداجوني، وأبو بكر بإسكانها في فصلت وبالكسر الكامل في غيرها، وبه قرأ الباقون في الكل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأرنا} [128] قرأ المكي والسوسي بإسكان الراء، والدوري بإخفائه، أي اختلاس كسرته، والباقون بكسرة كاملة على الأصل). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128)}
{مسلمين}
- قرأ ابن عباس وعوف الأعرابي والحسن والسوسي "مسلمين" على الجمع، دعاءً لهما وللموجود من أهلهما كهاجر، وهذا أولى من جعل الجمع مرادا به التثنية، وقد قيل به هنا.
- وقراءة الجماعة "مسلمين" على التثنية، والمراد به إبراهيم وإسماعيل.
{ذريتنا}
- قرأ زيد بن ثابت والمطوعي "ذريتنا" بكسر الذال.
- وقراءة الجماعة على الضم.
وتقدم بيان القراءات في مثل هذا اللفظ في الآية/124 من هذه السورة في "ذريتي".
{وأرنا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن وعمر بن عبد العزيز وبكر عن ابن فرح عن اليزيدي وشجاع وقتادة والسدي وروح ورويس والسوسي أبو شعيب "أرنا" بإسكان الراء.
- وذهب بعضهم إلى إشمام الراء الكسرة.
- وقراءة الجماعة على كسر الراء "أرنا"، وهو الأصل، ولا يجوز
[معجم القراءات: 1/194]
عند الخليل القراءة بغير الكسر.
- وروي عن أبي عمرو واليزيدي والدوري اختلاس كسرة الراء.
قال أبو حيان: "الإشباع هو الأصل، والاختلاس حسن مشهور".
- وقرأ عبد الله بن مسعود "وأرهم".
{مناسكنا}
كذا قرأ ابن مسعود بضمير الجماعة الغائبين "مناسكهم"، وبذلك يكون مناسباً للقراءة السابقة.
- وقراءة الجماعة بضمير المتكلمين "مناسكنا".
{وتب علينا}
كذا قرأ الجماعة: ".. علينا".
- وقرأ ابن مسعود "..عليهم".
وبذلك تكون قراءة ابن مسعود "وأرهم مناسكهم وتب عليهم".
قال ابن عطية: "كأنه يريد الذرية"). [معجم القراءات: 1/195]

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" ضم هاء "فيهم" و"يزكيهم" ليعقوب و"عليهم" لحمزة وكذا أمالة "الدنيا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم (129)}
{وابعث فيهم}
- قرأ أُبَيّ "وابعث في آخرهم".
{فيهم}
- قراءة يعقوب "فيهم" بضم الهاء في الحالين.
- وقراءة الباقين على كسرها "فيهم".
[معجم القراءات: 1/195]
{يتلوا}
- قراءة الجماعة "يتلو" بالياء.
- وقرئ "نتلو" بالنون.
{يتلوا عليهم}
- قراءة حمزة ويعقوب ".. عليهم" بضم الهاء.
وقد مضى بيان هذا في سورة الفاتحة الآية/7.
{ويعلمهم}
- قرأ أبو عمرو وابن محيصن والسوسي "ويعلمهم" بإسكان الميم الأولى.
وذهب ابن جني إلى أن العلة في الإسكان توالي الحركات مع الضمات، فيثقل ذلك عليهم، فيخففون بإسكان حركة الاعراب، وهي لغة تميم.
- وقراءة الجماعة بالرفع "ويعلمهم"، والتثقيل لغة الحجاز.
- وقرأ باختلاس الحركة أبو عمرو والسوسي.
{ويزكيهم}
- قراءة يعقوب وحمزة بضم الهاء "يزكيهم".
- وقراءة الجماعة على كسرها). [معجم القراءات: 1/196]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #38  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (130) إلى الآية (134) ]

{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)}

قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" ضم هاء "فيهم" و"يزكيهم" ليعقوب و"عليهم" لحمزة وكذا أمالة "الدنيا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين (130)}
{إبراهيم}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/124.
{الدنيا}
تقدمت القراءة فيه في الآيتين: 85، 114). [معجم القراءات: 1/196]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (131)}
{قال له}
- الإظهار والإدغام عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 1/197]

قوله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (48 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {ووصى بهَا} 132 فِي زِيَادَة الْألف ونقصانها
فَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (وَأوصى بهآ)
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {ووصى} ). [السبعة في القراءات: 171]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وأوصى} مدني شامي). [الغاية في القراءات العشر: 187]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (الضرير {ويعقوب} بالنصب). [الغاية في القراءات العشر: 187]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وأوصى} [132]: بألف مدني، وشامي). [المنتهى: 2/584]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ((بنيه ويعقوب ) [132]: نصب: الضریر).[المنتهى: 2/585]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (وأوصى) بألف بين الواوين والتخفيف، وشدد الباقون من غير ألف). [التبصرة: 161]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (هشام: {إبراهام}: بالألف، جميع ما في هذه السورة.
وفي النساء: ثلاثة أحرف، وهي الأخيرة (161).
وفي الأنعام: الحرف الأخير (161).
وفي التوبة: الحرفان الأخيران.
وفي إبراهيم: حرف (35).
وفي النحل: حرفان (120، 123).
[التيسير في القراءات السبع: 232]
وفي مريم: ثلاثة أحرف (41، 46، 58).
وفي العنكبوت: الحرف الأخير (31).
وفي حم عسق: حرف (13).
وفي الذاريات: حرف (24).
وفي النجم: حرف (37).
وفي الحديد: حرف (26).
وفي الممتحنة: الحرف الأوّل (4).
فذلك ثلاثة وثلاثون حرفًا.
وقرأتُ لابن ذكوان في البقرة خاصةً: بالوجهين.
والباقون: بالياء، في جميع القرآن). [التيسير في القراءات السبع: 233]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {وأوصى} (132): بالألف، مخففًا.
والباقون: بغير ألف، مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 233]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(هشام: (إبراهام) بالألف جميع ما في هذه السّورة وفي النّساء ثلاثة أحرف وهي الأخيرة وفي الأنعام الحرف الأخير وفي التّوبة الحرفان الأخيران وفي إبراهيم حرف وفي النّحل حرفان وفي مريم ثلاثة أحرف وفي العنكبوت الحرف الأخير وفي عسق حرف وفي الذاريات حرف وفي والنجم حرف وفي الحديد حرف وفي الممتحنة الحرف الأول فذلك ثلاثة وثلاثون حرفا وقرأت لابن ذكوان في البقرة خاصّة بالوجهين والباقون بالياء في الجميع). [تحبير التيسير: 295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر (وأوصى) بالألف مخففا والباقون [ووصى] بغير ألف مشددا). [تحبير التيسير: 295]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([132]- {وَوَصَّى} بالألف: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/604]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (486 - ... .... وَخِفُّ ابْنِ عَامِرٍ = فَأُمَتِّعُهُ أَوْصَى بِوَصّى كَمَا اعْتَلاَ). [الشاطبية: 39] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (طلقٌ وخفُّ ابن عامرٍ).
[فتح الوصيد: 2/674]
(فأمتعه)، أي في {فأمتعه}. وأمتع ومتع بمعنى واحد، وهما لغتان جيدتان.
وليس لأحد أن يقول هذا أولى من هذا.
وقد أخذ قوم في ترجيح {فأمتعه}، لأن التشديد كثير في القرآن، كقوله: {فمتعنهم إلى حين}، وقالوا: هو أولى لما فيه من التكرير.
وما أدري ما وجه هذا الترجيح في كتاب الله المنزل.
وأيضًا فما ذكروه لا يستقيم، لأنه يجوز أن يقع أفعل وفعل بمعنًى واحد، كأكرم وكرم؛ وهو الظاهر هاهنا في قراءة التشديد، أما معنى التخفيف، لأنه لم يقصد المبالغة، وإنما قصد تقليل المدة وتحقيرها لقوله: {قليلًا}.
وكذلك القول في: (أوصى) و(وصی).
والدليل على ذلك قوله: {فلا يستطيعون توصية}، أي إيصاء، و{أم كنتم شهداء إذ وصيكم الله بهذا}.
[فتح الوصيد: 2/675]
وعلى قراءة نافع وابن عامر، رسم في مصاحف المدينة والشام بألف، وسقطت الألف في باقي المصاحف.
ومعنى قوله (كما اعتلا)، أي أقرأه كما اعتلا.واعتلاؤه بالرسم، الشاهد له). [فتح الوصيد: 2/676] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [486] وأخفاهما طلقٌ وخف ابن عامر = فأمتعه أوصى بوصى كما اعتلى
ب: (الإخفاء): الاختلاس، (الطلق): السمح.
ح: (طلق): فاعل (أخفى)، (هما): مفعوله راجع إلى {أرنا} و {أرني}، و(خف ابن عامر): مبتدأ، (فأمتعه): خبر، أي: مخفف ابن عامر فأمتعه، (أوصى): مبتدأ، (بوصى): خبر، أي: في موضع (وصى)، (كما اعتلى): ظرف، أي: كما تقدم، وهو قوله: (امتعه)، أي: شابه (أوصى) (فأمتعه) في التخفيف.
ص: أي: اختلس الحركة من {أرنا} [128]، و{أرني} [260] الدوري.
[كنز المعاني: 2/38]
ثم قال: وخفف ابن عامر: {فأمتعه قليلًا} [126]، وثقل الباقون، من الإمتاع أو التمتع، وكلاهما لغتان.
وقرأ ابن عامر ونافع: {وأوصى بها إبراهيم} [132] والباقون: {ووصى} من الإيصاء أو التوصية، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/39] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وخف ابن عامر مبتدأ، والخبر فأمتعه، أي المخفف لابن عامر قوله تعالى: "فَأُمْتِعُهُ"، وقوله: أوصى بوصي أي يقرأ في موضع: "وصى" "أوصى".
ومتع وأوصى ووصى: لغات كأنزل ونزل، وحسن تخفيف فأمتعه قوله بعده قليلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/330] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (486 - ... .... وخفّ ابن عامر ... فأمتعه أوصى بوصّى كما اعتلا
...
وقرأ ابن عامر فَأُمَتِّعُهُ بتخفيف التاء ويلزم منه سكون الميم وقرأ غيره بفتح الميم وتشديد التاء؛ لأنه ضد التخفيف ويلزمه فتح الميم وقرأ ابن عامر ونافع وأوصى بها، بزيادة ألف بين الواوين مع سكون الواو الثانية وتخفيف الصاد. وقرأ الباقون بحذف الألف مع فتح الواو الثانية وتشديد الصاد وقد لفظ الناظم بالقراءتين معا). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَأَوْصَى بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ صَوَّرْتُهَا أَلِفًا بَيْنَ الْوَاوَيْنِ مَعَ
[النشر في القراءات العشر: 2/222]
تَخْفِيفِ الصَّادِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهِلِ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ الصَّادِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ بَيْنَ الْوَاوَيْنِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/223]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {ووصى} [132] بهمزة مفتوحة بين الواوين مع تخفيف الصاد، والباقون بتشديد الصاد من غير همز). [تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (476 - أوصى بوصّى عمّ .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وأوصى بوصّى (عمّ) أم يقول (ح) ف = (ص) ف (حزم) (ش) م و (صحبة) (حما) رؤف
يعني قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر «ووصى بها إبراهيم» وأوصى بهمزة مفتوحة بعد الواو وبعدها واو ساكنة كما لفظ به، وكذا في المصاحف المدنية والشامية، والباقون ووصى بواوين مع تشديد الضاد، وهما في الإمالة بين بين على أصولهم، وأوصى ووصى لغتان كأمتع ومتع وأنزل ونزل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 186]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أوصى بوصّى (عمّ) أم يقول (ح) ف = (ص) ف (حرم) (ش) م و(صحبة) (حما) رؤف
ش: أي: قرأ مدلول (عم) نافع وابن عامر وأبو جعفر [وأوصى بها إبراهيم] [البقرة: 132] بهمزة مفتوحة بين الواوين، وإسكان الثانية وتخفيف الصاد.
والباقون بحذف الهمزة، وفتح الواو، وتشديد الصاد.
واستغنى عن التقييد بلفظ القراءتين، وكل من المخفف، والمثقل على أصله في الإمالة.
وقرأ ذو حاء (حف) أبو عمرو وصاد (صف) أبو بكر ومدلول (حرم) نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وذو شين (شم) روح عن يعقوب- أم يقولون إن إبراهيم [البقرة: 140] بياء الغيب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/185]
والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ مدلول (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر، وخلف، و[مدلول] (حما) البصريان- رؤف بلا واو بعد الهمزة حيث جاء، نحو إن الله بالناس لرؤف رحيم [البقرة: 143، والحج: 65] [و] بالمؤمنين رؤف رحيم [التوبة: 128] والباقون بإثبات الواو.
تنبيه:
معنى القصر هنا: حذف حرف المد.
واستغنى المصنف بوجهي (وصى) عن القيد.
وفهم غيب «يقولون» من الإطلاق.
وجه (أوصى): أنه معدى بالهمز ك يوصيكم الله [النساء: 11] وعليه الرسم المدني والشامي.
ووجه (وصى) أنه معدى بالتضعيف ك وصّيكم به [الأنعام: 151، 152، 153]، وعليه باقي الرسوم.
ووجه الخطاب: مناسبة ربّنا وربّكم ولنآ أعملنا ولكم أعملكم [البقرة: 139] [و] ء أنتم أعلم [البقرة: 140] [و] عمّا تعملون [البقرة: 140].
ووجه الغيب: مناسبة فإن ءامنوا بمثل مآ ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولّوا فإنّما هم في شقاق فسيكفيكهم [البقرة: 137].
ووجه قصر رؤف أنه صفة مشبهة على فعل، ففيها معنى الثبوت.
ووجه المد: أنه اسم فاعل للتكثير، ويوافق الرسم تقديرا، وعليه قوله:
نطيع نبيّنا ونطيع ربّا = هو الرّحمن كان بنا رءوفا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/186] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَوَصَّى بِهَا" [الآية: 132] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بهمزة مفتوحة بين الواوين وإسكان الثانية وتخفيف الصاد وهو موافق لرسم المصحف المدني والشامي والباقون بالتشديد من غير همز معدى بالتضعيف موافقة لمصاحفهم، وأمالها حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والصغرى الأزرق، وكذا حكم "اصطفى" وهو سبعة مواضع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأوصى} [132] قرأ نافع والشامي بهمزة مفتوحة صورتها ألف بين الواوين مع تخفيف الصاد، وكذلك هو في مصحف المدينة والشام، والباقون بتشديد الصاد من غير همز بين الواوين، وكذلك هو في مصاحفهم). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (132)}
{ووصى}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر "وأوصى" بالألف، وهو كذلك في مصاحف أهل المدينة والشام.
- وقرأ الباقون "ووصى" بالتضعيف، وبه قرأ الحسن وأبو رجاء وقتادة وشبل، وهو كذلك في مصاحف أهل العراق.
- وقرأ بإمالة "وصى" حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والصغرى.
- وقرأ ابن مسعود "فوصى" بالفاء مكان الواو.
{ويعقوب}
- قراءة الجمهور "ويعقوب" بالرفع عطفاً على "إبراهيم".
- وقرأ إسماعيل بن عبد الله المكي وطلحة والضرير عن يعقوب
[معجم القراءات: 1/197]
وعمرو بن فائد الإسواري "ويعقوب" بالنصب، وهو معطوف على "بنيه"، ويكون داخلاً في جملة من وقعت وصية إبراهيم عليه.
{يا بني}
قراءة أبي وعبد الله والضحاك "أن يا بني".
{اصطفى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والصغرى). [معجم القراءات: 1/198]

قوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَضَرَ
[الكامل في القراءات العشر: 492]
يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) بكسر الضاد أبو السَّمَّال، الباقون بفتح الضاد، وهو الاختيار؛ لأنها أشهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "شهداء إذ" [الآية: 133] بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وافقهم اليزيدي وابن محيصن، والباقون بتخفيفها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "وإله أبيك" بالإفراد فيكون إبراهيم بدلا منه، وعلى قراءة الجمهور إبراهيم وما بعده بدل من آبائك بدلا تفصيليا، وأجيز أن يكون منصوبا بإضمار أعني). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شهدآء إذ} [133] قرأ الحرميان وبصري بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهل الثانية بينها وبين الياء، والباقون بتحقيقهما). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلــهك وإله آبآئك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون (133)}
{شهداء إذ}
- قرأ بتليين الهمزة الثانية بين بين نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس واليزيدي وابن محيصن.
- ومن القراء من يخلص الهمزة ياءً لانكسارها.
- وقرأ الجمهور بتحقيق الهمزتين على الأصل.
{حضر}
- قراءة الجماعة على فتح الضاد "حضر"
- وقرأ أبو السمال "حضر" بكسر الضاد.
وذكر أبو حيان أنها لغة، والمضارع منها بضم الضاد "يحضر" شاذ، استغنوا به عن المضارع المفتوح العين "يحضر"، وهو المألوف
[معجم القراءات: 1/198]
في مثل هذه الحالة.
{حضر يعقوب الموت}
- قراءة الجمهور "حضر يعقوب الموت"، بنصب "يعقوب"، ورفع "الموت".
- وقرأ بعض القرّاء "حضر يعقوب الموت"، برفع الأول ونصب الثاني.
{قال لبنيه}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{وإله آبآئك إبراهيم}
- هذه قراءة الجمهور "وإله آبائك إبراهيم".
- وقرأ أُبَيّ "وإله إبراهيم" بإسقاط "آبائك".
- وقرأ ابن عباس والحسن وابن يعمر والجحدري وأبو رجاء "وإله أبيك إبراهيم" على الإفراد.
{ونحن له مسلمون}
- إدغام النون في اللام عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{مسلمون}
- قرئ "ونحن له مسلمون" بفتح السين وتشديد اللام وبكسرها، أي مسلمون إلى الله ما تعبّدنا باعتقاده). [معجم القراءات: 1/199]

قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #39  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (135) إلى الآية (138) ]

{وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)}

قوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ) رفع ابن أبي عبلة، وهو الاختيار معناه: هذه ملة إبراهيم، الباقون بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة ألفي "نصارى" وكذا "موسى" و"عيسى" وهمزة "النبيئون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "إبراهام" لهشام وابن ذكوان بخلفه وكذا إمالة ألفي "نصارى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين (135)}
{نصارى}
- فيه إمالتان: في الألف الثانية أصلاً، وأمليت الأولى تبعاً لإمالة الثانية، وقد مضى بيان هذا مفصلاً في الآية/62 من هذه السورة.
{ملة إبراهيم}
قرأ الجمهور "ملَّة" بالنصب على إضمار فعل، أي: بل نتبع ملة إبراهيم، أو اتبعوا ملة إبراهيم. قال الطبري: "وقد يجوز أن يكون منصوباً على وجه الإغراء باتباع ملة إبراهيم".
- وقرأ ابن هرمز الأعرج وابن أبي عبلة وابن جندب "بل ملة.." بالرفع، وهو خبر مبتدأ محذوف، أي بل الهدي ملة، أو أمرنا ملة). [معجم القراءات: 1/200]

قوله تعالى: {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة ألفي "نصارى" وكذا "موسى" و"عيسى" وهمزة "النبيئون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم في باب الإمالة تفصيل طرق الأزرق حيث اجتمع له مد البدل والألف المنقلبة عن الياء نحو: "أوتي موسى وعيسى" ذلك الفتح في موسى وعيسى على القصر في أوتي وما بعده، وكل من الفتح والتقليل على كل من التوسط والإشباع في أوتي وما بعده فهي خمسة أوجه، بها قرأنا من طرق الكتاب كالنشر، ومنع بعض مشايخنا من طرق الشاطبية الفتح مع التوسط، فتصير أربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "إبراهام" لهشام وابن ذكوان بخلفه وكذا إمالة ألفي "نصارى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيئون من ربهم} [136] حكم {النبيئون} جلي، وكيفية قراءتها لورش أن تأتي بالقصر في {أوتي} معًا و{النبيون} مع الفتح في {موسى} {وعيسى} ثم بالتسوط مع التقليل، ثم بالطويل مع الفتح، مع التقليل). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (136)}
{موسى}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين: 51، 87.
{وعيسى}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/87.
{النبيون}
- تقدمت القراءة بالهمز "النبيئون" في الآية/61.
{من ربهم}
- مذهب الجمهور من أهل الأداء إدغام النون في الراء من غير غنّة، مذهب كثير من أهل الأداء إلى الإدغام مع إبقاء الغنة، ورووا ذلك عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم.
[معجم القراءات: 1/200]
قال ابن الجزري: "وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل من القراء، وصحت من طريق كتابنا نصًا وأداءً عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص، وقرأت بها من رواية قالون وابن كثير وهشام وعيسى بن وردان وروح وغيرهم".
{ونحن له مسلمون}
- قرأ أبو عمرو بإدغام النون في اللام بخلاف عنه، وله فيه الروم والإشمام- وروي الإدغام عن يعقوب.
ويأتي تفصيل أوفي في الآية/138 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/201]

قوله تعالى: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [137] معًا مما لا يخفى). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فإن آمنوا ماء امنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (137)}
{بمثل مآ آمنتم به}
- هذه قراءة الجمهور "بمثل ما...."
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس وابن مجاهد وأبو صالح، وهو كذلك في مصحف أنس {بما أمنتم به}. قال ابن عباس: "لا تقولوا: بمثل ما آمنتم به؛ فإن الله ليس له مثل..."
- وقرأ أبي وابن عباس {بالذي آمنتم به}
ورأى الطبري هاتين القراءتين عن ابن عباس على خلاف مصاحف المسلمين
[معجم القراءات: 1/201]
{وهو السميع}
قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون "وهو" بسكون الهاء.
- وقرأ يعقوب "وهوه" بهاء السكت في الوقف.
وانظر فيما تقدم الآيتين: 29 و85 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/202]

قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (صِبْغَةَ اللَّهِ) رفع ابن أبي عبلة، وهو الاختيار على معنى هذه صبغة اللَّه أو ملتنا صبغة اللَّه، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عبدون (138)}
{صبغة الله}
قرأ الجمهور {صبغة الله} بالنصب
وقد انتصب بفعل محذوف، أي اتبعوا دين الله، وقال ابن خالويه: "معناه الزموا دين الله"
- وقرأ ابن هرمز الأعرج وابن أبي عبلة "صبغة الله" بالرفع على إضمار "هي"
{صبغة}
- وقرأ حمزة الكسائي بإمالة ما قبل الهاء، والفتح في حالة الوقف ولا يجوز الوقف على الأولى؛ لأنه لا يوقف على المضاف دون المضاف إليه.
{ونحن له}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وغيرهم بإدغام بغنة
- وذكر الجحدري أنه نقل عن أبي عمرو القراءة بغير غنة في المتحرك والساكن). [معجم القراءات: 1/202]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #40  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (139) إلى الآية (141) ]

{قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)}

قوله تعالى: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَتُحَاجُّونَنَا) بنون مدغم ابن محيضن، " والْأَعْمَش في رواية عصمة، الباقون بإظهار التنوين وهو الاختيار لموافقة الجماعة والمصاحف). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن من المفردة إدغام "أتحاجوننا" وعن المطوعي إدغامه أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إدغام نون "نحن" في لام "له" لأبي عمرو بخلفه وإن فيه طريقتين وكذا ما أشبهه نحو: "شهر رمضان، العفو وأمر، زادته هذه، المهد صبيا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قل آتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعملنا ولكم أعملكم ونحن له مخلصون (139)}
{أتحآجوننا}
- قرأ الجمهور "أتحاجوننا" بنونين، إحداهما نون الرفع، والأخرى نون الضمير.
- وقرأ زيد بن ثابت والحسن والأعمش وابن محيصن والمطوعي "أتحاجونا" بإدعام النون الأولى في الثانية، وهو وجه جيد.
- وروي عن المطوعي إظهار النون كالجمهور
{وهو ربنا}
- قرأ قالون وأبو عمر والكسائي وأبو جعفر "وهو" بسكون الهاء،
- وقراءة الباقين بالضم.
- ويقف يعقوب بهاء السكت "وهوه".
وتقدم هذا في الآيتين: 29 و85
{نحن له}
- تقدم الإدغام والإظهار في الآيتين/ 136، 138). [معجم القراءات: 1/203]

قوله تعالى: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (49 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {أم تَقولُونَ} 140
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَأَبُو عَمْرو بِالْيَاءِ فِي {يَقُولُونَ}
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَحَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 171]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أم تقولون} بالتاء شامي كوفي غير أبي بكر-). [الغاية في القراءات العشر: 187]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أم تقولون} [140]: بالتاء دمشقي، وكوفي غير أبي بكر، ورويس).[المنتهى: 2/585]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي (أم تقولون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 161]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {أم تقولون} (140): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 233]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وابن عامر وحمزة والكسائيّ وخلف ورويس: (أم تقولون) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 296]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمْ تَقُولُونَ) بالتاء رُوَيْس، وفهد بن الصقر، وأبو الفتح النحوي، وابْن قُرَّةَ كلهم عن يَعْقُوب، وقَتَادَة، ودمشقي، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل وأبان، وابْن سَعْدَانَا، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار لقوله: (أَتُحَاجُّونَنَا) وقوله: (وَرَبُّكُمْ)، (وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ) قال: (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ)، الباقون بالياء وابْن مِقْسَمٍ مخير). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْمَلُونَ) بالياء بعده (تِلْكَ) قَتَادَة، ومجاهد، والحسن، والجعفي عن أبي عمرو، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([140]- {أَمْ تَقُولُونَ} بالتاء: ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/604]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (487 - وَفي أَمْ يَقُولُونَ الْخِطَابُ كَمَا عَلاَ = شَفَا وَرَءُوفٌ قَصْرُ صُحْبَتِهِ حَلاَ). [الشاطبية: 39] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([487] وفي أم يقولون الخطاب (كـ)ما (عـ)لا = (شـ)فا ورءوفٌ قصرُ (صحبته) (حـ)لا
قوله: (الخطاب كما علا شفا)، لأنه جاء على لفظ ما قبله من قوله تعالى: {قل أتحاجوننا}، وعلى لفظ ما بعده وهو قوله تعالى: {ءأنتم أعلم أم الله}.
ومن قرأ بالياء، فلأن العرب تخرج كثيرًا من الخطاب إلى لفظ الغيبة، ومن الغيبة إلى الخطاب، كما قال تعالى: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم}.
على أن قبله أيضًا ما يلائم الغيب، وهو قوله تعالى: {فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله}.
[فتح الوصيد: 2/676]
وأما قول من احتج للقراءة بالياء، بأنه إخبارٌ عن اليهود والنصارى وهم غيب، فإنما يتجه على قطعه عما أمر الرسول بمخاطبتهم به، ورجوعه إلى السابق من كلام الله فيهم.
(ورءوفٌ قصر صحبته حلا)، لخفته بحذف الواو منه.
ورءوفٌ، أشبه بالصفات، كغفور وشكور، وهما لغتان مستعملتان؛ قال الشاعر:
ترى للمسلمين عليك حقًا = كفعل الوالد الرؤف الرحيم
وقال آخر:
نطيع نبيئنا ونطيع ربًا = هو الرحمن كان بنا رؤوفا
وقال أمية:
نبيٌ هدى طيبٌ صادقٌ = رؤفٌ رحيم بوصل الرحم). [فتح الوصيد: 2/677] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [487] وفي أم يقولون الخطاب كما علا = شفا ورؤوفٌ قصر صحبته حلا
ح: (الخطاب): مبتدأ، (في أم يقولون): ظرف، (كما علا): خبر، (شفا): خبر آخر، (رؤوف): مبتدأ (قصر صحبته): مبتدأ ثانٍ، (حلا): خبره.
ص: أي: قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي: {أم تقولون إن إبراهيم} [140] بالتاء على الخطاب ليناسب: {قل أتحاجوننا} [139] قبله، و{قل ءأنتم أعلم} [140] بعده.
والباقون بالياء على الغيب؛ لأنه إخبار عن اليهود والنصارى، وهم غيب.
[كنز المعاني: 2/39]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وأبو عمرو: {رؤف} حيث وقع بالقصر على وزن: (عضد)، والباقون بالمد على وزن: (عطوف)، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/40] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (485- وَفي أَمْ يَقُولُونَ الخِطَابُ "كَـ"ـمَا "عَـ"ـلا،.. "شَـ"ـفَا وَرَءُوفٌ قَصْرُ "صُحْبَتِهِ حَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: "أم يقولون إن إبراهيم" وجه الخطاب أن قبله: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا}، وبعده: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ}، ووجه الغيبة أن قبله: {فَإِنْ آمَنُوا} أو يكون على الالتفات، ورؤف ورءوف لغتان، ولا يختص لخلاف في رءوف بما فيه هذه السورة فكان حقه أن يقول جميعا أو نحو ذلك وكان الأولى لو قال:
صحاب كفى خاطب تقولون بعد أم ... وكل رءوف قصر صحبته حلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/331] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (487 - وفي أم يقولون الخطاب كما علا ... شفا ورءوف قصر صحبته حلا
قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ بتاء الخطاب فتكون قراءة الباقين بياء الغيبة، وقرأ (صحبة) أي شعبة وحمزة والكسائي وكذا أبو عمرو لفظ رَؤُفٌ* حيث نزل بالقصر؛ أي حذف حرف المد بعد الهمزة. وقرأ الباقون بالمد- لأنه ضد القصر- والمراد به إثبات حرف المد بعد الهمزة). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (69- .... .... .... .... .... = خِطَابَ يَقُولُو طِبْ .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف وقال: خطاب يقولوا طب أي روى مرموز (طا) طب
[شرح الدرة المضيئة: 93]
وهو رويس {أم تقولون إن إبراهيم} [140] بتاء الخطاب كخلف لقوله {قل أتحاجوننا} وعلم من الوفاق أن أبا جعفر وروحا بياء الغيبة على الإخبار عن اليهود والنصارى وهم غيب). [شرح الدرة المضيئة: 94]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (أَمْ يَقُولُونَ) فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ وَرُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/223]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (عَمَّا يَعْمَلُونَ وَلَئِنِ) فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَرَوْحٌ بِالْخِطَابِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْخِطَابِ فِي (عَمَّا تَعْمَلُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ) الْمُتَقَدِّمِ عَلَى هَذَا وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي (أَمْ يَقُولُونَ)، أَوَّلَهُ لِأَنَّهُ جَاءَ بَعْدَ (أَمْ تَقُولُونَ) مَا قَطَعَ حُكْمَ الْغَيْبَةِ، وَهُوَ قَوْلُهُ (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ) - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/223] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وحفص ورويس {أم تقولون} [140] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (476- .... .... .... أم يقول حف = صف حرم شم .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أم يقول) يريد قوله تعالى: أم يقولون إن إبراهيم قرأه بالغيبة على اللفظ أبو عمرو وشعبة والحرمين وروح حملا على ما قبله من قوله تعالى: فإن آمنوا والباقون بالخطاب حملا على «أتحتاجوننا» قوله: (حف) على ما لم يسم فاعله، من حف حوله: إذا طاف أو أمر من ذلك، قال تعالى حافين من حول العرش). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 186]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أوصى بوصّى (عمّ) أم يقول (ح) ف = (ص) ف (حرم) (ش) م و(صحبة) (حما) رؤف
ش: أي: قرأ مدلول (عم) نافع وابن عامر وأبو جعفر [وأوصى بها إبراهيم] [البقرة: 132] بهمزة مفتوحة بين الواوين، وإسكان الثانية وتخفيف الصاد.
والباقون بحذف الهمزة، وفتح الواو، وتشديد الصاد.
واستغنى عن التقييد بلفظ القراءتين، وكل من المخفف، والمثقل على أصله في الإمالة.
وقرأ ذو حاء (حف) أبو عمرو وصاد (صف) أبو بكر ومدلول (حرم) نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وذو شين (شم) روح عن يعقوب- أم يقولون إن إبراهيم [البقرة: 140] بياء الغيب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/185]
والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ مدلول (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر، وخلف، و[مدلول] (حما) البصريان- رؤف بلا واو بعد الهمزة حيث جاء، نحو إن الله بالناس لرؤف رحيم [البقرة: 143، والحج: 65] [و] بالمؤمنين رؤف رحيم [التوبة: 128] والباقون بإثبات الواو.
تنبيه:
معنى القصر هنا: حذف حرف المد.
واستغنى المصنف بوجهي (وصى) عن القيد.
وفهم غيب «يقولون» من الإطلاق.
وجه (أوصى): أنه معدى بالهمز ك يوصيكم الله [النساء: 11] وعليه الرسم المدني والشامي.
ووجه (وصى) أنه معدى بالتضعيف ك وصّيكم به [الأنعام: 151، 152، 153]، وعليه باقي الرسوم.
ووجه الخطاب: مناسبة ربّنا وربّكم ولنآ أعملنا ولكم أعملكم [البقرة: 139] [و] ء أنتم أعلم [البقرة: 140] [و] عمّا تعملون [البقرة: 140].
ووجه الغيب: مناسبة فإن ءامنوا بمثل مآ ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولّوا فإنّما هم في شقاق فسيكفيكهم [البقرة: 137].
ووجه قصر رؤف أنه صفة مشبهة على فعل، ففيها معنى الثبوت.
ووجه المد: أنه اسم فاعل للتكثير، ويوافق الرسم تقديرا، وعليه قوله:
نطيع نبيّنا ونطيع ربّا = هو الرّحمن كان بنا رءوفا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/186] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَمْ تَقُولُون" [الآية: 140] فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي كذا رويس وخلف بالخطاب، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قل ءأنتم" [الآية: 140] هنا والفرقان بتسهيل الثانية بين بين مع إدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني، وكذا أبو جعفر، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير ورويس بالتسهيل من غير ألف بينهما، وبه قرأ الأزرق وله أيضا إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين والباقون ومنهم هشام من مشهور طرق الداجوني بالتحقيق بلا ألف، وقرأ الجمال عن هشام بالتحقيق مع إدخال الألف فتحصل لهشام ثلاثة أوجه وهي: التحقيق مع الإدخال وعدمه والتسهيل مع الإدخال، وتقدم نقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها لورش "وإذا" وقف عليه لحمزة فبالسكت على اللام مع تحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية مع تحقيقها، وبعدم السكت مع الوجهين المذكورين، وبنقل حركة الهمزة الأولى إلى اللام مع تسهيل الثانية، ولا يجوز مع التحقيق، فهذه خمسة ولا يصح غيرهما كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة ألفي "نصارى" وكذا "موسى" و"عيسى" وهمزة "النبيئون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/419] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تغليظ لام "أظلم" للأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على الخطاب في عما تعملون تلك أمة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {أم يقولون} [140] قرأ الشامي وحفص والأخوان بالتاء الفوقية، على الخطاب، والباقون بالياء التحتية، على الغيب). [غيث النفع: 407]

قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل ءانتم} قرأ قالون والبصري بتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما، وورش ومكي بالتسهيل من غير إدخال، ولورش أيضًا إبدالها ألفًا، فيجتمع مع سكون النون
[غيث النفع: 407]
فيمد طويلاً، وهشام بالتحقيق والتسهيل، كلاهما مع الإدخال، والباقون بالتحقيق من غير ألف.
فلو وقف عليه وليس بموضع وقف، بل الوقف على {أم الله} - جاز فيه لحمزة خمسة أوجه، الأول: عدم السكت على اللام مع تسهيل الهمزة الثانية، والثاني: كذلك مع تحقيقها، والثالث: السكت مع تسهيل الهمزة، والرابع: كذلك مع التحقيق، والخامس: النقل مع التسهيل، ولا يجوز مع التحقيق لأن من خفف الأولى فالثانية أحرى، لأنها متوسطة صورة، وقد نظم ذلك شيخنا وتلقيته منه حال قراءتي عليه لكتاب النشر فقال:
في قل أأنتم إن وقفت لحمزة = خمس محررة تنص لنشرهم
فالنقل بالتحقيق ليس موافقا = ومنافيًا فالمنع منه بنصهم
والحاصل أن فيها ستة أوجه، حاصلة من ضرب ثلاثة النقل والسكت وعدمهما في وجهي التحقيق والتسهيل، لأنه من باب المتوسط بزائد، لدخول همزة الاستفهام على همزة (أنتم) يمنع منها وجه واحد والخمسة جائزة، فنبه الشيخ على الممنوع خوفًا من الوقوع في الخطأ، ولم يذكر الجائز لظهوره، وفهم من قوله (محررة) أن ثم غيرها، وهو كذلك، إذ قيل فيها بإبدال الثانية ألفًا مع الثلاثة، وحذف إحدى الهمزتين على صورة اتباع الرسم مع الثلاثة أيضًا، ولا يصح سوى الخمسة). [غيث النفع: 408]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصري قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغفل عما تعلمون (140)}
{تقولون}: - قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم براوية حفص وخلف
[معجم القراءات: 1/203]
ورويس والأعمش "تقولون" بالتاء على الخطاب.
وهي اختيار الطبري.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم برواية أبي بكر ويعقوب والحسن وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو رجاء وقتادة وأبو جعفر وشيبة "يقولون" بالياء، وهو اختيار أبي حاتم.
{نصارى}
- تقدمت الإمالة في الألفين في الآية/62 من هذه السورة.
{قل أأنتم}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها "قل أأنتم"..
- وقرأ قالون وأبو عمرو وهشام وابن عبدان والحلواني وأبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية بين بين مع إدخال ألف بينهما، وصورتها "آانتم".
- وقرأ ورش والأصبهاني وابن كثير ورويس والأزرق وابن محبصن بالتسهيل من غير ألف بينهما "آانتم"
- وقرأ الأزرق وورش بإبدال الهمزة الثانية ألفًا خالصة مع المد للساكنين وهما الألف والنون "أانتم".
- وقرأ بتحقيق الهمزتين مع إدخال ألف بينهما هشام والجمال "أاأنتم"
- ووقف حمزة بالسكت على اللام من "قل" مع تحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية، وكذلك وقف مع تحقيقها.
[معجم القراءات: 1/204]
{ومن أظلم}
- قرأ ورش ونافع بنقل حركة الهمزة إلى النون الساكنة "ومن اظلم"
{أظلم}
- تقدم تغليظ للأزرق في الآية/20 مما سبق.
{أظلم ممن}
- إدغام الميم في الميم لأبي عمرو ويعقوب بخلف عنهما). [معجم القراءات: 1/205]

قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كانوا يعملون} تام وفاصلة ومنتهى الحزب الثاني بلا خلاف). [غيث النفع: 408]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #41  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (142) إلى الآية (144) ]

{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)}

قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "ما ولاهم" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يشاء إلى" بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وهذا مذهب أكثر المتقدمين وأكثر المأخرين على تسهيلها كالياء، وحكي تسهيلها كالواو، وقد يفهم جوازه من الحرز، وأقره عليه الجعبري وغيره، لكن تعقبه في النشر بأنه لا يصح نقلا ولا يمكن لفظا؛ لأنه لا يتمكن منه إلا بعد تحريك كسر الهمزة أو تكلف إشمامها الضم وكلاهما لا يجوز ولا يصح، والباقون وبالتحقيق.
ويوقف لحمزة على يشاء إلى الثالثة المذكورة، وهي التحقيق والتسهيل كالياء والواو المحضة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/421]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة "الناس" للدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلاف في ضم الهاء مع الميم وكذا الميم فقط في "قبلتهم التي" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/420]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" ذكر عدم غنة نون "من" عند ياء "يشاء" وكذا سين "صراط" لقنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وإشمام خلف عن حمزة "وكذا" إمالة "الناس" للدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/421]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({سيقول السفهاء}
{قبلتهم التي} [142] قراءاتها الثلاث لا تخفى.
{صراط مستقيم} قرأ الحرميان والبصري بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بينها وبين الياء، وعنهم أيضًا إبدالها واوًا محضة مكسورة، والباقون بتحقيقها.
{صراط} قرأ قنبل بالسين، وخلف بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد الخالصة). [غيث النفع: 411]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (142)}
{من الناس}
- تقدمت الإمالة في الآيات: 8،/94، 96.
{ولاهم}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
{عن قبلتهم التي}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بكسر الهاء والميم وصلًا "عن قبلتهم التي".
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الهاء والميم وصلًا "عن قبلتهم التي"
- وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم "عن قبلتهم التي"
- وأما في حالة الوقف فجميع القراء يكسرون الهاء ويسكنون الميم.
{من يشاء}
- قرأ خلف وحمزة بإدغام النون في الياء بلا غنة، ووافقهما المطوعي والأعمش.
- واختلف عن الدوري والكسائي، فروي عنهما الإدغام بغنة، كما نقل عنهما الإدغام بغير غنة.
[معجم القراءات: 1/205]
{يشاء إلى}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس "يشاء ولي" بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الهمزة الثانية واوًا خالصة مكسورة، وهذا مذهب أكثر المتقدمين.
- وأكثر المتأخرين على تسهيلها كالياء.
- وحكي تسهيلها كالواو.
- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين.
- وأما في الوقف على "يشاء" فلحمزة ثلاثة أوجه:
1- التحقيق
2- التسهيل كالياء
3- التسهيل كالواو المحضة
{صراطٍ}
- تقدمت القراءة فيه بالسين، وبإشمام الصاد الزاء، في سورة الفاتحة الآية/5). [معجم القراءات: 1/206]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (50 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {لرؤوف رَحِيم} 143 فِي أَن تكون الْهمزَة قبل الْوَاو وَأَن تكون هِيَ الْوَاو
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَحَفْص عَن عَاصِم {لرؤوف} على وزن لرعوف فِي كل الْقُرْآن وَكَذَلِكَ ابْن عَامر
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {لرؤوف} فِي وزن لرعف
وروى الْكسَائي عَن أبي بكر عَن عَاصِم {لرؤوف} مثقلة). [السبعة في القراءات: 171]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لرؤوف} مشبع حجازي شامي وحفص والبرجمي، يزيد يلين الهمزة). [الغاية في القراءات العشر: 188]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لرءوفٌ} [143]، حيث وقع: بوزن فعول حجازي، شامي، وأيوب، وحفص، والبرجمي، ويعقوب طريق المنهال، ملينة يزيد).[المنتهى: 2/585]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بسطةً} [247]، و{وسطًا لتكونوا} [143]، و{لئن بسطت} [28]، و{بباسط} [المائدة: 28، الرعد: 14]، حيث جاء إلا {باسط ذراعيه} [الكهف: 28]، و{بالقسطاس} [الإسراء: 35، الشعراء: 182] فيهما، و{يسطون} [الحج: 72]، و{أوسط} [المائدة: 89]، و{تبسطها} [الإسراء: 29]، و{كل البسط} [الإسراء: 29]، و{مبسوطتان} [المائدة: 64]، و{المقسطين} [المائدة: 42]، و{بالقسط} [النساء: 127]، و{القاسطون} [الجن: 14، 15]، و{تقسطوا} [النساء: 2، الممتحنة: 8]، و{مسطورًا} [الإسراء: 58، الأحزاب: 6]، و{فما اسطاعوا} [الكهف: 97].
[المنتهى: 2/600]
وكذلك كلما التقت السين والطاء في كلمة لا حائل بينهما فهو بالصاد إلا {تسطع عليه} في الكهف [82]، و{سطحت} في الغاشية [20]، و{فوسطن} في والعاديات [5]: الشموني غير النقار وابن أبي أمية، فإذا كان بينهما حائل فإنه بالسين إلا {مبسوطتان} لا غير، وافقه قنبل طريق ابن أيوب، واليزيدي طريق أبي عون، والعبسي طريق الأبزاري في {بسطة} [247] هاهنا، زاد الأبزاري عن العبسي في {بالقسطاس} [الإسراء: 35، الشعراء: 182]، فيهما، وقال النقار: {فما اسطاعوا} بالصاد).[المنتهى: 2/601] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وحفص وابن عارم (رءوف) بواو بعد الهمزة، وقرأ الباقون بغير واو وبعد الهمزة، وذلك حيث وقع). [التبصرة: 161]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وابن عامرن وحفص: {لرءوف} (143): بالمد، حيث وقع.
[التيسير في القراءات السبع: 233]
والباقون: بالقصر). [التيسير في القراءات السبع: 234]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (الحرميان وابن عامر وحفص وأبو جعفر: (لرءوف) بالمدّ حيث وقع والباقون بالقصر) ). [تحبير التيسير: 296]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَكَبِيرَةٌ) بالرفع القورسي، وميمونة عن أبي جعفر، والْيَزِيدِيّ في اختياره، والباقون بالنصب وهو الاختيار على أنه خبر كان ومعناه: وإن كانت الصلاة لكبيرة). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) ابن أبي عبلة بكسر الياء مشدد، والباقون بإسكان الياء خفيفة، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، ولأنه من أضاع لا من ضيع الحق). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {لَرَؤُوفٌ} بالمد: الحرميان وابن عامر وحفص). [الإقناع: 2/604]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (487 - وَفي أَمْ يَقُولُونَ الْخِطَابُ كَمَا عَلاَ = شَفَا وَرَءُوفٌ قَصْرُ صُحْبَتِهِ حَلاَ). [الشاطبية: 39] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([487] وفي أم يقولون الخطاب (كـ)ما (عـ)لا = (شـ)فا ورءوفٌ قصرُ (صحبته) (حـ)لا
قوله: (الخطاب كما علا شفا)، لأنه جاء على لفظ ما قبله من قوله تعالى: {قل أتحاجوننا}، وعلى لفظ ما بعده وهو قوله تعالى: {ءأنتم أعلم أم الله}.
ومن قرأ بالياء، فلأن العرب تخرج كثيرًا من الخطاب إلى لفظ الغيبة، ومن الغيبة إلى الخطاب، كما قال تعالى: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم}.
على أن قبله أيضًا ما يلائم الغيب، وهو قوله تعالى: {فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله}.
[فتح الوصيد: 2/676]
وأما قول من احتج للقراءة بالياء، بأنه إخبارٌ عن اليهود والنصارى وهم غيب، فإنما يتجه على قطعه عما أمر الرسول بمخاطبتهم به، ورجوعه إلى السابق من كلام الله فيهم.
(ورءوفٌ قصر صحبته حلا)، لخفته بحذف الواو منه.
ورءوفٌ، أشبه بالصفات، كغفور وشكور، وهما لغتان مستعملتان؛ قال الشاعر:
ترى للمسلمين عليك حقًا = كفعل الوالد الرؤف الرحيم
وقال آخر:
نطيع نبيئنا ونطيع ربًا = هو الرحمن كان بنا رؤوفا
وقال أمية:
نبيٌ هدى طيبٌ صادقٌ = رؤفٌ رحيم بوصل الرحم). [فتح الوصيد: 2/677] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [487] وفي أم يقولون الخطاب كما علا = شفا ورؤوفٌ قصر صحبته حلا
ح: (الخطاب): مبتدأ، (في أم يقولون): ظرف، (كما علا): خبر، (شفا): خبر آخر، (رؤوف): مبتدأ (قصر صحبته): مبتدأ ثانٍ، (حلا): خبره.
ص: أي: قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي: {أم تقولون إن إبراهيم} [140] بالتاء على الخطاب ليناسب: {قل أتحاجوننا} [139] قبله، و{قل ءأنتم أعلم} [140] بعده.
والباقون بالياء على الغيب؛ لأنه إخبار عن اليهود والنصارى، وهم غيب.
[كنز المعاني: 2/39]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وأبو عمرو: {رؤف} حيث وقع بالقصر على وزن: (عضد)، والباقون بالمد على وزن: (عطوف)، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/40] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (485- وَفي أَمْ يَقُولُونَ الخِطَابُ "كَـ"ـمَا "عَـ"ـلا،.. "شَـ"ـفَا وَرَءُوفٌ قَصْرُ "صُحْبَتِهِ حَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: "أم يقولون إن إبراهيم" وجه الخطاب أن قبله: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا}، وبعده: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ}، ووجه الغيبة أن قبله: {فَإِنْ آمَنُوا} أو يكون على الالتفات، ورؤف ورءوف لغتان، ولا يختص لخلاف في رءوف بما فيه هذه السورة فكان حقه أن يقول جميعا أو نحو ذلك وكان الأولى لو قال:
صحاب كفى خاطب تقولون بعد أم ... وكل رءوف قصر صحبته حلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/331] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (487 - وفي أم يقولون الخطاب كما علا ... شفا ورءوف قصر صحبته حلا
قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ بتاء الخطاب فتكون قراءة الباقين بياء الغيبة، وقرأ (صحبة) أي شعبة وحمزة والكسائي وكذا أبو عمرو لفظ رَؤُفٌ* حيث نزل بالقصر؛ أي حذف حرف المد بعد الهمزة. وقرأ الباقون بالمد- لأنه ضد القصر- والمراد به إثبات حرف المد بعد الهمزة). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (رَءُوفٌ) حَيْثُ وَقَعَ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَالْكُوفِيُّونَ سِوَى حَفْصٍ بِقَصْرِ الْهَمْزَةِ مِنْ غَيْرِ وَاوٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَاوٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/223] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان والكوفيون سوى حفص {لرءوفٌ} كيف وقع، بقصر الهمزة من غير واو، والباقون بعد الهمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (476- .... .... .... .... .... = .... .... .... وصحبةٌ حمًا رؤف
477 - فاقصر وعمّا .... .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وصحبة حما إلى الآخر) أي وقرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبو عمرو ويعقوب رءوف حيث وقع بالقصر وهو حذف الواو التي بعد الهمزة والباقون بالمد وهو إثباتها وكلاهما لغتان مشهورتان وفي البناءين مبالغة.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 186]
فاقصر جميعا يعمّلون (إ) ذ (ص) فا = (حبر) (غ) دا (ع) ونا وثانيه (ح) فا
أي فاقصر الهمزة، ولم يكتف باللفظ المتقدم ليفهم العموم حيث يلحق بالأصول كما فعل الشاطبي رحمه الله مع أنه أوضح في العموم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 187]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أوصى بوصّى (عمّ) أم يقول (ح) ف = (ص) ف (حرم) (ش) م و(صحبة) (حما) رؤف
ش: أي: قرأ مدلول (عم) نافع وابن عامر وأبو جعفر [وأوصى بها إبراهيم] [البقرة: 132] بهمزة مفتوحة بين الواوين، وإسكان الثانية وتخفيف الصاد.
والباقون بحذف الهمزة، وفتح الواو، وتشديد الصاد.
واستغنى عن التقييد بلفظ القراءتين، وكل من المخفف، والمثقل على أصله في الإمالة.
وقرأ ذو حاء (حف) أبو عمرو وصاد (صف) أبو بكر ومدلول (حرم) نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وذو شين (شم) روح عن يعقوب- أم يقولون إن إبراهيم [البقرة: 140] بياء الغيب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/185]
والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ مدلول (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر، وخلف، و[مدلول] (حما) البصريان- رؤف بلا واو بعد الهمزة حيث جاء، نحو إن الله بالناس لرؤف رحيم [البقرة: 143، والحج: 65] [و] بالمؤمنين رؤف رحيم [التوبة: 128] والباقون بإثبات الواو.
تنبيه:
معنى القصر هنا: حذف حرف المد.
واستغنى المصنف بوجهي (وصى) عن القيد.
وفهم غيب «يقولون» من الإطلاق.
وجه (أوصى): أنه معدى بالهمز ك يوصيكم الله [النساء: 11] وعليه الرسم المدني والشامي.
ووجه (وصى) أنه معدى بالتضعيف ك وصّيكم به [الأنعام: 151، 152، 153]، وعليه باقي الرسوم.
ووجه الخطاب: مناسبة ربّنا وربّكم ولنآ أعملنا ولكم أعملكم [البقرة: 139] [و] ء أنتم أعلم [البقرة: 140] [و] عمّا تعملون [البقرة: 140].
ووجه الغيب: مناسبة فإن ءامنوا بمثل مآ ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولّوا فإنّما هم في شقاق فسيكفيكهم [البقرة: 137].
ووجه قصر رؤف أنه صفة مشبهة على فعل، ففيها معنى الثبوت.
ووجه المد: أنه اسم فاعل للتكثير، ويوافق الرسم تقديرا، وعليه قوله:
نطيع نبيّنا ونطيع ربّا = هو الرّحمن كان بنا رءوفا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/186] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (رءوف) فقال:
ص:
فاقصر وعمّا يعملون (إ) ذ (صفا) = (حبر) (غ) دا (ع) ونا وثانيه (ح) فا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/186]
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع ومدلول (صفا) أبو بكر وخلف و(حبر) ابن كثير وأبو عمرو وغين (غدا) رويس وعين (عونا) حفص عمّا يعملون ولئن أتيت [البقرة: 144، 145] بياء الغيب والباقون بتاء الخطاب.
وانفرد ذو حاء (حفا) أبو عمرو بالغيب في يعملون ومن حيث ... [البقرة: 149، 150].
تنبيه:
عمّا يعملون [البقرة: 144]، هو الواقع بعد لرءوف [البقرة: 143] وفهم من الترتيب، [والغيب] من الإطلاق.
وجه الخطاب توجيهه للمؤمنين؛ مناسبة لقوله [تعالى:] وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم [البقرة: 150]، في الأولى.
وفي الثانية: مناسبة لطرفيه وهو: فولّ وجهك شطر المسجد الحرام [البقرة:
149]، والمراد هو وأمته، وقد صرح [به] في: وحيث ما كنتم الآية [البقرة: 150].
ووجه الغيب: توجيهه لأهل الكتاب؛ مناسبة لقوله تعالى: وإنّ الّذين أوتوا الكتب الآية [البقرة: 144].
وفي الثاني: مناسبة الّذين ءاتينهم الكتب يعرفونه الآية [البقرة: 146]، وقدم يعملون [البقرة: 144] الثاني للضرورة على قوله). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/187] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن اليزيدي "لكبيرة" بالرفع فخالف أبا عمرو وخرجت على إن كان زائدة أو على أن كبيرة خبر لمحذوف أي: هي كبيرة والجملة محلها نصيب خبر لكان قال السمين: وهو توجيه ضعيف ولكن لا توجه الشاذة بأكثر من ذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 1/421]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "رؤوف" حيث وقع فأبو بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذا خلف ويعقوب بقصر الهمزة من غير واو على وزن "ندس" وافقهم اليزيدي والمطوعي، والباقون بالمد كعطوف وتسهيل همزة عن أبي جعفر، ومن رواية ابن وردان انفرد به الحنبلي فلا يقرأ به، ولذا أسقطه من الطيبة على عادته في الانفرادات،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/421]
وقول الأصل هنا وسهل همزة أبو جعفر كسائر الهمزات المضمومة بعد فتح نحو: يطؤن لا يصح ولعله سبق قلم، فإن قاعدة أبي جعفر في المضمومة بعد الفتح الحذف لا التسهيل بين بين، على أن الواقع منه يطؤن لم تطؤها وإن تطؤهم فقط، كما في النشر وغيره، فالتسهيل في رؤف إنما هي انفرادة للحنبلي في هذا اللفظ فقط، كما تقرر وحمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين، وحكي إبدالها واوا على الرسم، ولا يصح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/422]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لرءوف} [143] قرأ الأخوان والبصري وشعبة بحذف الواو بعد الهمزة، والباقون بإثباتها، وثلاثة ورش فيه لا تخفى). [غيث النفع: 411]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وكذلك جعلنكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذي هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم (143)}
{وسطا}
- قرأ حماد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "وصطًا" بالصاد.
- وقراءة الجماعة بالسين.
[معجم القراءات: 1/206]
{لتكونوا شهداء على الناس}
- قرأ أبي كعب {لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة}
- وروي عن النبي في بعض الطرق أنه قرأ {ليكونوا شهداء على الناس}.
{الناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96
{لنعلم}
- قراءة الجماعة بنون العظمة "لنعلم".
- وقرأ الزهري "ليعلم" على بناء الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله، و"من" في موضع رفع.
{لنعلم من}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بالإدغام بخلاف عنهما.
{على عقبيه}
- قرأ ابن أبي إسحاق "عقبيه" بسكون القاف..
وتسكين عين "فعل" اسما كان أو فعلًا لغة تميمية.
- وقراءة الجماعة على كسر القاف "عقيبه".
{لكبيرة}
- قراءة الجمهور "لكبيرة" بالنصب على أنها خبر "كانت".
- وقرأ اليزيدي عن أبي عمر "لكبيرة" بالرفع.
قال أبو حيان: "والذي ينبغي أن تحمل عليه قراءة الرفع أن يكون "لكبيرة" خبر مبتدأ محذوف تقديره: لهي كبيرة، وخرجه الزمخشري على زيادة "كانت"، وهو ضعيف".
[معجم القراءات: 1/207]
{هدى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
{ليضيع}
قرأ الضحاك وعيسى الثقفي "ليضيع" بفتح الضاد وتشديد الياء من "ضيع".
- وقراءة الجماعة "ليضيع" بالتخفيف من "أضاع".
{بالناس}
- تقدمت الإمالة فيه قبل قليل.
{لرءوف}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص وعاصم برواية البرجمي "لرؤوف" مهموزًا على وزن فعول حيث وقع.
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف ويعقوب واليزيدي والمطوعي "لرؤف" بقصر الهمزة من غير واو، على وزن ندس.
- وقرأ أبو جعفر بن القعقاع والزهري "لرووف" بغير همز، وهي لغة لبني أسد.
قال ابن عطية: "وقرأ أبو جعفر... وكذلك سهل كل همزة في كتاب الله تعالى ساكنة كانت أو متحركة".
[معجم القراءات: 1/208]
- وعن الزهري والحسن البصري "لروف" بإسكان الواو.
- ووقف حمزة بالتسهيل بين بين.
- وذكر العكبري أنه يقرأ "لرئف" بغير واو على وزن يقظ وفطن، ومثل هذا عند الطبري، وهي لغة لبني أسد، وهي عند الطبري لغة غطفان.
وقراءة الأزرق بتثليث مد البدل). [معجم القراءات: 1/209]

قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({عما يعملون.. أفتطمعون} بياء مكي. {يعملون.. أولئك} {يعملون...ولئن} بياء مكي ونافع وأبو بكر ويعقوب وخلف، وافق أبو عمرو وحفص في الثاني، وزاد أبو عمرو {يعملون.. ومن حيث} ). [الغاية في القراءات العشر: 179] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عما تعملون * ولئن} [144 145]: بالتاء دمشق، ويزيد، وهما غير عبسي، وروح).[المنتهى: 2/585]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (تعملون * ولئن أتيت) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 162]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة، والكسائي: {عما تعملون} (144)، بعده: {ولئن أتيت} (145): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 234] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وحمزة والكسائيّ وأبو جعفر وروح (عمّا يعملون) بعده (ولئن أتيت) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 296]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([144، 145]- {عَمَّا يَعْمَلُونَ، وَلَئِنْ أَتَيْتَ} بالتاء: ابن عامر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/604] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (488 - وَخَاطَبَ عَمَّا يَعْمَلُونَ كَمَا شَفَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 39]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([488] وخاطب عما يعملون (كـ)ما (شـ)فا = ولام موليها على الفتح (كـ)ملا
من قرأ بالخطاب، فلقوله: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}.
ومن قرأ بالغيب، فلأن قبله: {من ربهم} ). [فتح الوصيد: 2/678]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [488] وخاطب عما تعملون كما شفا = ولام مولاها على الفتح كملا
ح: فاعل (خاطب): مدلول (كما شفا)، و(لام): مبتدأ، (كملا): خبره.
ص: أي: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: {وما الله بغافل عما تعملون، ولئن أتيت} [144- 145] بالخطاب، لأن قبله: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم} [144]، والباقون: بالغيبة، لأن قبله: {وإن الذين أوتوا الكتب ليعلمون} [144].
ولا خلاف في خطاب: {عما تعملون، تلك أمة} [140- 141]، وكأن الناظم - رحمه الله إنما لم يقيده لذكره بعد: {رءوف} [143]،
[كنز المعاني: 2/40]
لأن المتفق عليها قبل {رءوف}، والعادة: أن يذكر القراءات على الولاء.
ثم قال: فتح ابن عامر اللام من قوله: {وجهةٌ هو موليها} [148] قلبت الياء ألفًا على اسم المفعول، فلم يحتج إلى إضمار مفعول، ولهذا قال: (كملا)، والباقون يكسرون اللام مع الياء على اسم الفاعل، فيحتاج إلى إضمار مفعول، أي: الله موليها وإياهم، على أن الضمير المنفصل لله، أو موليها نفسه على أنه للفريق). [كنز المعاني: 2/41] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (486- وَخَاطَبَ عَمَّا يَعْمَلُونَ "كَـ"ـمَا "شَـ"ـفَا،.. وَلاَمُ مُوَلِّيهَا عَلَى الفَتْحِ "كُـ"ـمِّلاَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/331]
يريد الذي بعده: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ}، وهو ملتبس بالذي في آخر الآية التي أولها: {أَمْ تَقُولُونَ}،
ولا خلاف في الخطاب فيها وإن اختلفوا في: {أَمْ تَقُولُونَ}، وسببه أنه جاء بعد: {أَمْ تَقُولُونَ} ما قطع حكم الغيبة، وهو: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ}، ويزيل هذا الالتباس كونه ذكره بعد رءوف، وذلك في آخر الآية التي بعد آية رءوف، فالخطاب للمؤمنين، والغيبة لأهل الكتاب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/332]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (488 - وخاطب عمّا يعملون كما شفا ... ولام مولّيها على الفتح كمّلا
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي عَمَّا يَعْمَلُونَ الذي بعده وَلَئِنْ أَتَيْتَ بتاء الخطاب؛ فتعين
[الوافي في شرح الشاطبية: 211]
لغيرهم القراءة بياء الغيبة، ودلنا على هذا الموضع: وقوعه بعد ترجمة رَؤُفٌ* ). [الوافي في شرح الشاطبية: 212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (70 - وَقَبْلُ يَعِي إِذْ غِبْ فَتىً .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم عطف على الخطاب أيضًا وقال: وقبل يعي اد غب فتى أي قرأ مرموز (ألف) أد وری (يا) يعي وهما أبو جعفر وروح {عما يعملون} [144] الذي بعده و{لئن أتيت} بتاء الخطاب وإليه أشار بقوله: وقبل يعي فخرج ويعملون تلك أمة [140، 141] فإنه مجمع عليه بالغيب ويريد بقوله: غب فتى أي قرأ مرموز (فا) فتى وهو خلف هذه الكلمة بالغيب وعلم من الوفاق لرويس وكذلك). [شرح الدرة المضيئة: 94]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (عَمَّا يَعْمَلُونَ وَلَئِنِ) فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَرَوْحٌ بِالْخِطَابِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْخِطَابِ فِي (عَمَّا تَعْمَلُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ) الْمُتَقَدِّمِ عَلَى هَذَا وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي (أَمْ يَقُولُونَ)، أَوَّلَهُ لِأَنَّهُ جَاءَ بَعْدَ (أَمْ تَقُولُونَ) مَا قَطَعَ حُكْمَ الْغَيْبَةِ، وَهُوَ قَوْلُهُ (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ) - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/223] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح {عما يعملون} [144] بعدها {ولئن} [145] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (477- .... .... يعملون إذ صفا = حبرٌ غدا عونًا وثانيه حفا). [طيبة النشر: 64]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله: يعملون، يعني «عما يعملون ولئن» قرأه بالغيب نافع وشعبة وخلف وابن كثير وأبو عمرو ورويسي وحفص والباقون بالخطاب، ولا يلتبس هذا بقوله «عما يعملون تلك أمة» لأنه ذكره بعد رءوف، فالترتيب يزيل الالتباس، ووجه الغيب حمله على قوله تعالى وإن الذين أوتوا الكتاب ووجه الخطاب حمله على «وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم» قوله: (وثانيه) أي وثاني «عما يعملون» المتقدم فيه الخلاف، يريد «عما يعملون» الذي بعده «ومن حيث» قرأه بالغيب أبو عمرو حملا على «الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه» والباقون بالخطاب حملا على قوله تعالى: فول وجهك إذ المراد هو وأصحابه قوله: (حفا) أي علمه علم استقصاء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 187]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (رءوف) فقال:
ص:
فاقصر وعمّا يعملون (إ) ذ (صفا) = (حبر) (غ) دا (ع) ونا وثانيه (ح) فا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/186]
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع ومدلول (صفا) أبو بكر وخلف و(حبر) ابن كثير وأبو عمرو وغين (غدا) رويس وعين (عونا) حفص عمّا يعملون ولئن أتيت [البقرة: 144، 145] بياء الغيب والباقون بتاء الخطاب.
وانفرد ذو حاء (حفا) أبو عمرو بالغيب في يعملون ومن حيث ... [البقرة: 149، 150].
تنبيه:
عمّا يعملون [البقرة: 144]، هو الواقع بعد لرءوف [البقرة: 143] وفهم من الترتيب، [والغيب] من الإطلاق.
وجه الخطاب توجيهه للمؤمنين؛ مناسبة لقوله [تعالى:] وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم [البقرة: 150]، في الأولى.
وفي الثانية: مناسبة لطرفيه وهو: فولّ وجهك شطر المسجد الحرام [البقرة:
149]، والمراد هو وأمته، وقد صرح [به] في: وحيث ما كنتم الآية [البقرة: 150].
ووجه الغيب: توجيهه لأهل الكتاب؛ مناسبة لقوله تعالى: وإنّ الّذين أوتوا الكتب الآية [البقرة: 144].
وفي الثاني: مناسبة الّذين ءاتينهم الكتب يعرفونه الآية [البقرة: 146]، وقدم يعملون [البقرة: 144] الثاني للضرورة على قوله). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/187] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "نرى" في أربعة عشر موضعا أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/422]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "ترضيها" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/422]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون، ولئن" [الآية: 144، 145] فابن عامر وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وروح بالخطاب، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/422]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عما يعملون ولئن} قرأ الأخوان والشامي بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة، واتفقوا على الخطاب في {عما تعملون تلك أمة} ). [غيث النفع: 411]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قد ترى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلموا أنه الحق من ربهم وما الله بغفل عما يعملون (144)}
{نرى}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان والصوري واليزيدي والأعمش
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش
- والباقون على الفتح وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان
{فلنولينك قبلة}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الكاف في القاف وبالإظهار.
{ترضاها}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
[معجم القراءات: 1/209]
{شطر المسجد}
- قرأ عبد الله وأبي "تلقاء المسجد".
{شطره}
- وقرأ عبد الله "قبله".
- وقرأ ابن أبي عبلة "تلقاءه".
- وقرأ أبو عمرو حمزة والكسائي وخلف والشطوي عن أبي جعفر في الوقت بروم الحركة.
- وقراءة الباقين في الوقف بالسكون.
{ليعلمون أنه الحق}
قرئ ".... إنه الحق" بكسر الهمزة.
{يعلمون}
- قرأ ابن عامر والكسائي وحمزة وروح وأبو جعفر والأعمش "تعلمون" بتاء الخطاب.
- والباقون "يعملون" بالياء على الغيب). [معجم القراءات: 1/210]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #42  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (145) إلى الآية (148) ]

{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولئن} [120، 145]: ملينة الهمزة حيث وقعت: الشموني طريق ابن الصلت، والعمري). [المنتهى: 2/585] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة، والكسائي: {عما تعملون} (144)، بعده: {ولئن أتيت} (145): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 234] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([144، 145]- {عَمَّا يَعْمَلُونَ، وَلَئِنْ أَتَيْتَ} بالتاء: ابن عامر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/604] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جآءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين (145)}
{ولئن}:
- إذا وقف حمزة على "لئن" فله التسهيل والتحقيق
{الكتاب بكل}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء.
[معجم القراءات: 1/210]
{بتابع قبلتهم}
- قراءة الجماعة "بتابع قبلتهم" على تنوين اسم الفاعل، وإعماله فيما بعده.
- وقرأ عيسى بن عمر "بتابع قبلتهم" على الإضافة.
قال أبو حيان: "وكلاهما فصيح"، أعني إعمال اسم الفاعل هنا وإضافته".
{أهواءهم}
- فيه لحمزة تسهيل الهمزة المتوسطة مع المد والقصر.
{جاءك}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/87). [معجم القراءات: 1/211]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبنآءهم} [146] تسهيل همزه مع المد والقصر لحمزة إن وقف لا يخفى). [غيث النفع: 411]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين آتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقًا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون (146)}.
{أبناءهم}
- قرأ حمزة في "أبناءهم" وما ماثله بتسهيل الهمزة بين بين في الوقف، أي بين الهمزة وحركتها بأية حركت تحركت). [معجم القراءات: 1/211]

قوله تعالى: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْحَقَّ مِنْ رَبِّكَ) بالنصب نصر بن علي عن ابن مُحَيْصِن، والحسن والشيزري عن أبي جعفر، الباقون رفع، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين ولأنه رفع بالمبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (147)}
{الحق}
- قرأ الجمهور "الحق" بالرفع على أنه مبتدأ والخبر "من ربك".
- وقرأ علي بن أبي طالب "الحق" بالنصب.
وأعرب بدلا من الحق في الآية السابقة "ليكتمون الحق"، وذهب بعضهم إلى تقدير: الزم، أو أنه مفعول للفعل "يعملون" في الآية السابقة/146). [معجم القراءات: 1/211]

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (51 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {هُوَ موليها} 148 فِي فتح اللَّام وَكسرهَا
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده (هُوَ مولها)
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {موليها} بِكَسْر اللَّام). [السبعة في القراءات: 171]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هو مولاها} شامي). [الغاية في القراءات العشر: 188]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({مولاها} [148] بألف دمشقي).[المنتهى: 2/586]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن امر (مولاها) بألف بعد اللام، وقرأ الباقون بياء بعد اللام وكسر اللام). [التبصرة: 162]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {مولاها} (148): بالألف، وفتح اللام.
والباقون: بالياء، وكسر اللام). [التيسير في القراءات السبع: 234]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (مولاها) [بالألف] والباقون [بالياء] ). [تحبير التيسير: 296]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُوَلَّاهَا) بالألف الوليد بن حسان، وابْن قُرَّةَ عن يَعْقُوب، ودمشقي غير ابن الحارث، الباقون بالياء، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، ولقوله: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([148]- {مُوَلِّيهَا} بألف: ابن عامر). [الإقناع: 2/605]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (488 - .... .... .... .... = وَلاَمُ مُوَلِّيهَا عَلَى الْفَتْحِ كُمِّلاَ). [الشاطبية: 39]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وإنما قال: (ولام موليها على الفتح كملا)، فالتكميل من قبل أنه لا حذف في هذه القراءة، لأنه جاء على ترك تسمية الفاعل .وهو يعود إلى (كل). وولى، يتعدى إلى مفعولين، أقيم الأول مقام الفاعل، وهو الضمير المستتر في مولی .والمفعول الثاني، هو الضمير البارز بعده، وهو: (ها)، وهو عائد على الوجهة؛ أي: الله يوليه إياها.
والمفعول الثاني في القراءة الأخرى محذوف، لأنه بني الفعل للفاعل، وهو الله تعالى. والتقدير: ولكل فرقةٍ وجهةٌ الله موليهم إياها؛ هذا قول الزجاج .
فالقراءتان على هذا ترجعان إلى معنى واحد.
وقيل: التقدير: ولكل وجهةٌ هو موليها نفسه أو وجهه؛ أي:هو مستقبلها. والذي أضيف إليه (كل) محذوف؛ أي: ولكل فريقٍ وجهةٌ هو
[فتح الوصيد: 2/678]
موليها نفسه، أو مولي نفسه إياها، ولم يقل: هم مولوا أنفسهم أو وجوههم إياها، لأنه وحَّدَ الضمير على لفظ كل.
والتقدير الأول أولى). [فتح الوصيد: 2/679]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [488] وخاطب عما تعملون كما شفا = ولام مولاها على الفتح كملا
ح: فاعل (خاطب): مدلول (كما شفا)، و(لام): مبتدأ، (كملا): خبره.
ص: أي: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: {وما الله بغافل عما تعملون، ولئن أتيت} [144- 145] بالخطاب، لأن قبله: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم} [144]، والباقون: بالغيبة، لأن قبله: {وإن الذين أوتوا الكتب ليعلمون} [144].
ولا خلاف في خطاب: {عما تعملون، تلك أمة} [140- 141]، وكأن الناظم - رحمه الله إنما لم يقيده لذكره بعد: {رءوف} [143]،
[كنز المعاني: 2/40]
لأن المتفق عليها قبل {رءوف}، والعادة: أن يذكر القراءات على الولاء.
ثم قال: فتح ابن عامر اللام من قوله: {وجهةٌ هو موليها} [148] قلبت الياء ألفًا على اسم المفعول، فلم يحتج إلى إضمار مفعول، ولهذا قال: (كملا)، والباقون يكسرون اللام مع الياء على اسم الفاعل، فيحتاج إلى إضمار مفعول، أي: الله موليها وإياهم، على أن الضمير المنفصل لله، أو موليها نفسه على أنه للفريق). [كنز المعاني: 2/41] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وفتح ابن عامر اللام من قوله: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}، فانقلبت الياء ألفا، وإنما قال: كملا؛ لأن قراءة ابن عامر لا تحتاج إلى حذف مفعول أي لكل فريق وجهة هو موليها مبني لما لم يسم فاعله؛ لأن مولى بفتح اللام اسم مفعول وبكسرها اسم فاعل، فعلى قراءة الجماعة يحتاج مولى إلى مفعولين حذف أحدهما، والفاعل هو الله تعالى أو الفريق أي الله موليها إياهم أو الفريق موليها نفسه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/332]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (488 - .... .... .... .... = ولام مولّيها على الفتح كمّلا
...
وقرأ ابن عامر هُوَ مُوَلِّيها بفتح اللام، وحينئذ تنقلب الياء ألفا. وقرأ غيره بكسر اللام وياء ساكنة مدية بعدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُوَلِّيهَا فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ مَوْلَاهَا بِفَتْحِ اللَّامِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا أَيْ مَصْرُوفًا إِلَيْهَا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ وَيَاءٍ بَعْدَهَا عَلَى مَعْنَى مُسْتَقْبِلِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/223]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {مولها} [148] بفتح اللام وألف بعدها، والباقون بكسر اللام وياء بعدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (478 - وفي مولّيها مولاّها كنا = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وفي مولّيها مولّاها (ك) نا = تطوّع التّا يا وشدّد مسكنا
يعني في موضع «موليها» الذي هو بكسر اللام ويا بعدها على أنه اسم فاعل محتاج إلى مفعولين حذف أحدهما والفاعل هو الله تعالى: أي الطريق الذي هو موليها إياهم والطريق موليها إياهم، أو الفريق موليها نفسه؛ فقرأ ابن عامر مولاها بفتح اللام وألف بعدها على أنه اسم مفعول فلا يحتاج إلى حذف مفعول: أي لكل فريق وجهة مولاها؛ ولهذا قال: كنا، لأن فيه ضميرا مستترا يعود على ما هو قام مقام الفاعل والمنصوب هو البارز قوله: (كنا) أي أضمر وروى فناسب ذلك قراءته). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 187]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفي مولّيها مولّاها (ك) نا = تطوّع التّا يا وشدّد مسكنا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كنا) (ابن عامر) هو مولّاها [البقرة: 148] بمفتوحة وألف بعدها، والباقون بكسر اللام وياء بعدها، وأغناه لفظ القراءتين عن تقييدهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/187]
ووجه مولّاها: أنه اسم مفعول، وفعله [متعد إلى مفعولين،] فقام أول مفعوليه مقام الفاعل المحذوف فاستتر، وهو عائد على ضمير مضاف «كل»، وأضيف إلى مفعوله تخفيفا، أصله: مولى إياها.
والتقدير: ولكل فريق وجهة، أو الفريق مولى الجهة، ووحد على لفظ «الفريق».
ووجه الكسر: أنه اسم فاعل، وهو ضمير [اسم] الله تعالى أو الفريق: والمفعول الأول محذوف، تقديره: موليه إياها، ومعناه: الله تعالى مولى الفريق الجهة، أو الفريق مولى وجهه الجهة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/188]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "موليها" [الآية: 148] فابن عامر بفتح اللام وألف بعدها اسم مفعول وفعله يتعدى إلى مفعولين: فالأول هو الضمير المستتر المرفوع على النيابة عن الفاعل والثاني هو الضمير البارز المتصل به عائد على وجهة، والباقون بكسر اللام وياء بعدها على أنه اسم فاعل جملة مبتدأ وخبر في محل رفع صفة لوجهة، ولفظة هو تعود على لفظ كل لا على معناها، ولذا أفرد والمفعول الثاني محذوف أي: موليها وجهه أو نفسه، أو هو يعود على الله تعالى مولي القبلة ذلك الفريق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/422]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" ترقيق راء "الخيرات" للأزرق ومده وكذا توسطه لحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/422]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {موليها} [148] قرأ الشامي بفتح اللام وألف بعدها، والباقون بكسر اللام وياء ساكنة بعدها). [غيث النفع: 411]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعًا إن الله على كل شيء قدير (148)}
{ولكل وجهة}
- قرأ الجمهور "لكل وجهة" بتنوين الأول ورفع الثاني على الابتداء والخبر.
- وقرأ ابن عامر وابن عباس. "ولكل وجهة" على الإضافة، وهي شاذة، وخطأها الطبري.
- وقرأ أبي: "ولكل قبلة" ذكرها أبو حيان والزمخشري من غير ضبط، ويغلب على ظني أنها على التنوين فيهما:
"ولكل قبلة"، ولم أجد في المراجع الأخرى ما يؤيد هذا الضبط أو يبطله
- وقرأ عبد الله "ولكل جعلنا قبلة".
{ولكل وجهة هو موليها}
- في كتاب المصاحف: حدثنا عبد الله حدثنا يوسف قال: سمعت جريرًا يقول: سألت منصورًا عن قوله تعالى {ولكل وجهة هو موليها} فقال: نحن نقرأ: ولكل جعلنا قبلة يرضونها".
[معجم القراءات: 1/212]
{هو موليها}
- قرأ الجمهور "هو موليها" بكسر اللام اسم فاعل.
- وقرأ ابن عامر وابن عباس وأبو بكر وعاصم وأبو جعفر ومحمد ابن علي الباقر، والوليد عن يعقوب "هو مولاها" بفتح اللام اسم مفعول، بمعنى أنه موجه نحوها.
- وقرأ منصور وغيره "يرضونها" مكان "هو موليها"، وقد ذكرت النص قبل قليل.
{الخيرات}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
- والباقون على التفخيم.
- وقرأ حمزة بالمد والتوسط على الخلاف في ذلك.
{يأت}
- قرأ أبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه "يات" بإبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 1/213]
وهي قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 1/214]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #43  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (149) إلى الآية (152) ]

{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)}

قوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({عما يعملون.. أفتطمعون} بياء مكي. {يعملون.. أولئك} {يعملون...ولئن} بياء مكي ونافع وأبو بكر ويعقوب وخلف، وافق أبو عمرو وحفص في الثاني، وزاد أبو عمرو {يعملون.. ومن حيث} ). [الغاية في القراءات العشر: 179] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يعملون * ومن حيث} [149- 150]: بالياء أبو عمرو).[المنتهى: 2/586]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (يعملون * ومن حيث خرجت) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 162]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {عما يعملون} (149)، بعده: {ومن حيث} (150): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 234] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو: (عمّا يعملون) بعده (ومن حيث خرجت) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 296] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([149]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ وَمِنْ حَيْثُ} بالياء: أبو عمرو). [الإقناع: 2/605]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (489 - وَفي يَعْمَلُونَ الْغَيْبَ حَلَّ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 39]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (490 - وَفي التَّاءِ يَاءٌ شَاعَ .... .... = .... .... .... .....). [الشاطبية: 39]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([489] وفي يعملون الغيب (حـ)ل وساكنٌ = بحرفيه يطوع وفي الطاء ثقلا
من قرأ بالياء، فوجهه أن قبله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقًا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}.
ووجه القراءة بالتاء، أن قبله: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك} ). [فتح الوصيد: 2/679]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([490] وفي التاء ياءٌ (شـ)اع والريح وحدا = وفي الكهف معها والشريعة وصلا
قوله: (وفي التاء)، أي وفي موضع التاء ياء.
وقوله: (شاع)، أي انتشر واشتهر؛ يعني ما ذكرته من كون المستقبل في الشرط والجزاء أولى). [فتح الوصيد: 2/680]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [489] وفي يعملون الغيب حل وساكنٌ = بحرفيه يطوع وفي الطاء ثقلا
[490] وفي التاء ياءٌ شاع والريح وحدا = وفي الكهف معها والشريعة وصلا
ح: (الغيب): مبتدأ، (حل): خبره، (في يعملون): ظرفه، و(يطوع): مبتدأ و(ساكن): خبره، (بحرفيه): ظرف، أي: في موضعيه، والهاء: لـ (يطوع)، (في الطاء): ظرف (ثقلا)، والمعنى: نقل التثقيل في الطاء نحو:
.............. = .............. يجرح في عراقيبها نصلي
و(في التاء ياءٌ): خبر ومبتدأ، و(شاع): خبر آخر لـ (يطوع)، و (الريح): مفعول (وحدا)، وضمير التثنية: لحمزة والكسائي، (في الكهف): عطف على محذوف، أي: ههنا وفي الكهف، وضمير (معها): للبقرة، و(معها): حال،
[كنز المعاني: 2/41]
و(الشريعة): عطف على (الكهف)، (وصلا): جملة مستأنفة، وضمير التثنية: لحمزة والكسائي.
ص: أي: قرأ أبو عمرو: {عما يعملون، ومن حيث خرجت} [149 -150] على ياء الغيبة، لقوله: {ولكل وجهةٌ} [148]، والباقون: على تاء الخطاب لقوله: {فاستبقوا الخيرات} [148].
ثم قال: (يطوع) في الموضعين: (ومن يطوع خيرًا فإن الله شاكرٌ) [158]، (فمن يطوع خيرًا فهو خيرٌ له) [184] قرأ حمزة والكسائي بإسكان العين وتشديد الطاء وإبدال التاء بالياء المثناة تحت على أنه (يتطوع) أدغم التاء في الطاء وجزم العين بالشرط، والباقون {تطوع} [158، 184] الماض من التطوع بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين.
ثم قال: (والريح وحدا)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (وتصريف الريح) ههنا [البقرة: 164] (الريح) بالتوحيد، وكذلك في الكهف: (تذروه الريح) [45]، وفي الجاثية سورة الشريعة -: (وتصريف الريح) [5]
[كنز المعاني: 2/42]
قرءا بالتوحيد، وهو بمعنى الجمع؛ لأن المراد الجنس.
والباقون على الجمع في المواضع الثلاثة). [كنز المعاني: 2/43] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (487- وَفي يَعْمَلُونَ الغَيْبَ "حَـ"ـلَّ وَسَاكِنٌ،.. بِحَرْفَيْهِ يَطَّوَّعْ وَفي الطَّاءِ ثُقِّلا
يعني الذي بعده: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ}، الخطاب للمؤمنين، والغيبة لأهل الكتاب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/332]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم ذكر تمام القراءة وهو أن أولها يا موضع التاء فقال:
488-وَفي التَّاءِ يَاءٌ "شَـ"ـاعَ وَالرِّيحَ وَحَّدَا،.. وَفي الكَهْفِ مَعْهَا وَالشَّرِيعَةِ وَصَّلا
كان ينبغي أن يبين بالتقييد لفظ التاء من لفظ الياء؛ فإنهما متفقان في الخط، وعادته بيان ذلك كقوله: بالثا مثلثا وكثيرا نقطة تحت نفلا فلو قال:
وفي التاء يا نقطها تحت وحد الر،.. ياح مع الكهف الشريعة شمللا
لاستغنى بالرمز آخر البيت للمسألتين كما تقدم في كفلا أي قرأ هاتين القراءتين من شملل أي أسرع وأراد: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/333]
وَالسَّحَابِ}، وفي الكهف: {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ}. وفي الجاثية: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}، قرأ حمزة والكسائي هذه المواضع الثلاثة بالتوحيد أي بلفظ الإفراد وهو: الريح، وهو بمعنى الجمع؛ لأن المراد الجنس وأجمعوا على توحيد ما جاء منكرا نحو: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا}، وعلى توحيد بعض المعرف نحو: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}، والهاء في معها تعود إلى السورة التي نحن فيها وهي سورة البقرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/334] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (489 - وفي يعملون الغيب حلّ وساكن ... بحرفيه يطّوّع وفي الطّاء ثقّلا
490 - وفي التّاء ياء شاع والرّيح وحّدا ... وفي الكهف معها والشّريعة وصّلا
491 - وفي النّمل والأعراف والرّوم ثانيا ... وفاطر دم شكرا وفي الحجر فصّلا
492 - وفي سورة الشّورى ومن تحت رعده ... خصوص وفي الفرقان زاكيه هلّلا
قرأ أبو عمرو عَمَّا تَعْمَلُونَ الذي بعده وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ بياء الغيب، وغيره بتاء الخطاب، والذي دلنا على موضعه: وقوعه بعد ترجمة مولاها). [الوافي في شرح الشاطبية: 212]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (489 - .... .... .... وساكن = بحرفيه يطّوّع وفي الطّاء ثقّلا
490 - وفي التّاء ياء شاع .... .... = .... .... .... .... ....
.....
وقرأ حمزة والكسائي وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً، فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً بسكون العين وتثقيل الطاء وبالياء في مكان التاء، وفي الكلام تقديم وتأخير.
والمعنى: أنهما قرآ بالياء المعجمة المفتوحة في أول الفعل وبعدها طاء مفتوحة مشددة وبعدها عين ساكنة). [الوافي في شرح الشاطبية: 212] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (69- .... .... .... .... .... = .... .... وَقَبْلَ وَمِنْ حَلاَ). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم عطف على الخطاب وقال: وقبل ومن حلا أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {عما تعملون} [149] الواقع بعده {ومن حيث} [البقرة: 150] بتاء الخطاب التالي لقوله {فاستبقوا الخيرات} ). [شرح الدرة المضيئة: 94]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَمَّا يَعْمَلُونَ، وَمِنْ حَيْثُ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي إِبْدَالِ هَمْزَةِ لِئَلَّا فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/223]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {عما تعملون} [149] بعدها {ومن حيث} [150] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عما تعملون، ومن حيث خرجت" [الآية: 149، 150] فأبو عمرو بالغيب وافقه اليزيدي والباقون بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عما تعملون * ومن حيث خرجت} قرأ البصري بالياء، على الغيبة، والباقون بالتاء الفوقية، على الخطاب). [غيث النفع: 411]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق مكن ربك وما الله بغفل عما تعلمون (149)}
{ومن حيث}
- هذه قراءة الجماعة بالضم "ومن حيث".
- وقرأ عبد الله بن عمير "ومن حيث" بالفتح للتخفيف
{تعلمون}
- قرأ الجمهور "تعلمون" بالتاء على الخطاب.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي "يعلمون" بالياء على الغيبة، وهو التفات). [معجم القراءات: 1/214]

قوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (52 - وَاخْتلفُوا فِي همز {لِئَلَّا يكون} 150
روى ورش عَن نَافِع أَنه لم يهمزها أَخْبرنِي بذلك الْحسن بن عَليّ ابْن مَالك عَن أَحْمد بن صَالح عَن ورش عَن نَافِع بذلك. وَرَأَيْت أَصْحَاب ورش لَا يعْرفُونَ ترك الْهَمْز فِي {لِئَلَّا}
وروى يُونُس بن عبد الْأَعْلَى عَن ورش وسقلاب عَن ورش عَن نَافِع أَنه كَانَ لَا يهمز {لِئَلَّا}
وروى غَيره عَن نَافِع الْهَمْز
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْهَمْز). [السبعة في القراءات: 171 - 172]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لئلا} [150]: بلا همز فيهن ورش إلا الأسدي عن رجاله، والعمري، وأبو دحية، وسقلاب). [المنتهى: 2/586]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ورش (لئلا) حيث وقع بغير همز ومثله حمزة إذا وقف، وعنه فيه اختلاف، وقرأ الباقون بالهمز). [التبصرة: 162]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {عما يعملون} (149)، بعده: {ومن حيث} (150): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 234] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش: {ليلا} (150): بياء مفتوحة بعد اللام، حيث وقع.
والباقون: بالهمز). [التيسير في القراءات السبع: 234]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو: (عمّا يعملون) بعده (ومن حيث خرجت) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 296] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ) بالتاء اختيار الزَّعْفَرَانِيّ الباقون بالياء، وهو الاختيار لموافقة الجماعة ولأنه ليس بتأنيث حقيقي إذ معناه الاحتجاج). [الكامل في القراءات العشر: 493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همزة "لئلا" ياء الأزرق عن ورش، وافقه الأعمش وبذلك وقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" اتفاقهم على إثبات الياء في "واخشوني ولأتم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {لئلا} [150] قرأ ورش بياء خالصة مفتوحة بعد اللام الأولى، والباقون بهمزة مفتوحة بعدها.
{واخشوني} ياؤه ثابتة وصلاً ووقفًا للجميع). [غيث النفع: 411]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون (150)}
{شطره}:
- تقدم في الآية/ 144 فيه قراءتان:
1- القراءة بروم الحركة في الوقف.
2- قراءة "تلقاءه".
[معجم القراءات: 1/214]
{لئلا}
- قرأ نافع والأزرق وورش "ليلا" بإبدال الهمزة ياء مفتوحة للتخفيف، وكذلك كتبت في المصحف.
وعن حمزة وجهان في الوقف:
1- كقراءة ورش.
2- الثاني تحقيق الهمزة "لئلا"
- وقراءة الجمهور "لئلا" بتحقيق الهمز.
{يكون}
- القراءة بالياء "يكون"، لأن "الحجة" تأنيثها غي حقيقي، وقد حسن ذلك الفصل بين الفاعل ومرفوعه بمجرورين، فسهل التذكير
- ولم أجد قراءة بالتاء "تكون" على التأنيث، ولو جاءت لكانت على السياق لتأنيث "حجة"
{للناس}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/8/94، 96
{حجة}
- قرأ الكسائي بإمالة ما قبل الهاء في الوقف، وروي مثل هذا عن حمزة.
{إلا الذين}
- قراءة الجمهور "إلا..." جعلوها أداة استثناء.
- قرأ ابن عامر وزيد بن علي وابن زيد ويعقوب وابن عباس:
[معجم القراءات: 1/215]
" ألا" بفتح الهمزة واللام مخففة، فجعلوها أداة تنبيه واستفتاح.
- ونقل السجاوندي عن أبي بكر بن مجاهد "إلى الذين"، جعلها حرف جر، وتأولها بمعنى "مع".
- ونقل السجاوندي أيضًا أن قطريًا قرأ "إلا على الذين ظلموا"، بزيادة "على"
{ظلموا}
- القراءة بتغليظ اللام على الأزرق وورش.
{ولأتم}
- في الهمزة لحمزة عند الوقف ثلاثة أوجه:
1- التحقيق كالجماعة "لأتم"
2- التسهيل بين بين، أي بين الهمزة والواو
3- إبدال الهمزة ياء خالصة). [معجم القراءات: 1/216]

قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كما أرسلنا فيكم رسولًا منكم يتلوا عليكم آيتنا ويزكيكم ويعلموكم الكتب والحكمة ويعلموكم ما لم تكونوا تعلمون (151)}
{ويعلمكم}
- قرئ "ويعلمكم" بإسكان الميم، وعزيت إلى أبي زيد
- وقرأ ابن محيصن "ويعلمكم" بإسكان الميم.
{والحكمة}
قراءة الإمالة فيه عن الكسائي، وكذا عن حمزة بخلاف عنه). [معجم القراءات: 1/216]

قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ابن كثير ياء "فاذكروني أذكركم" وافقه ابن محيصن والباقون بالإسكان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء في "تكفرون" يعقوب في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاذكروني - أذكركم} [152] قرأ المكي بفتح الياء والباقون بالإسكان.
{لي} مما اتفق على إسكانه.
[غيث النفع: 411]
{ولا تكفرون} مما اتفق السبعة على حذف يائه وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 412]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون (152)}
{فاذكروني}
- قرأ ابن كثير وابن محيصن ومجاهد "فاذكروني" بفتح الياء.
- قراءة الباقين بسكونها.
{ولا تكفرون}
- قرأ يعقوب "ولا تكفروني" بإثبات الياء في الحالتين:
- وقرأ الحسن بإثبات الياء في الوصل خاصة.
- وقراءة الجماعة على حذفها في الحالتين، وهي قراءة الحسن في الوقف). [معجم القراءات: 1/217]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #44  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (153) إلى الآية (158) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" للأزرق تفخيم لام "الصلاة" وكذا "صلوات" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423] (م)


قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)}

قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين (155)}
{ولنبلونكم}
- قراءة الجمهور بالنون الثقيلة "لنبلونكم".
- وقرأ ابن أبي إسحاق "ولنبلونكم" بسكون النون.
{بشيء}
- قراءة الجمهور "بشيء" على الإفراد.
- وقراءة الضحاك "بأشياء" على الجمع). [معجم القراءات: 1/217]

قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156}}
{إنا لله}
- قرأ قتيبة عن الكسائي، ونصير والفراء بإمالة النون من
[معجم القراءات: 1/217]
"إنا" والألف من "لله"، وهي إمالة للإمالة في لفظ الجلالة.
قال الزجاج: الأكثرون على تفخيم الألف ولزوم الفتح، وقد قيل وهو كثير في لسان العرب "إنا لله، بإمالة الألف إلى الكسر.
{وإنا إليه}
- قراءة الإمالة في "إنا" كالسابقة عن نصير والكسائي، وجعل ابن جني الإمالة في سر الصناعة في "إليه"). [معجم القراءات: 1/218]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" للأزرق تفخيم لام "الصلاة" وكذا "صلوات" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {المهتدون} تام في أنهى درجاته، فاصلة اتفاقًا، ومنتهى الربع لأكثرهم). [غيث النفع: 412]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157)}
{صلوات}
- قرأ بتفخيم اللام الأزرق وورش
{ورحمة}
- قراءة الإمالة في الهاء وما قبلها في الوقف عن الكسائي، وهي رواية عن حمزة). [معجم القراءات: 1/218]

قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (53 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَجزم الْعين وَالتَّاء وَنصب الْعين من قَوْله {وَمن تطوع خيرا} 158
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {تطوع} بِالتَّاءِ وَنصب الْعين فِي الحرفين وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (وَمن يطوع) بِالْيَاءِ وَجزم الْعين
وَكَذَلِكَ الَّتِي بعْدهَا). [السبعة في القراءات: 172]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فمن يطوع} وما بعده بالياء والجزم كوفي غير عاصم-، وافق زيد ورويس في الأول). [الغاية في القراءات العشر: 188] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ومن يطوع) [158، 184]، فيهما بالياء هما، وخلف. وافق يعقوب هاهنا).[المنتهى: 2/587] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فمن يطوع) بالياء وإسكان العين والتشديد للطاء في الموضعين، وقرأهما الباقون بالتاء وفتح العين وتخفيف الطاء). [التبصرة: 162]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ومن يطوع} (158، 184) في الموضعين: بالياء، وتشديد الطاء، وجزم العين.
والباقون: بالتاء، وتخفيف الطاء، وفتح العين). [التيسير في القراءات السبع: 234] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ومن يطوع) في الموضعين بالياء وتشديد الطّاء وجزم العين، قلت: وافقهم يعقوب في الأول والله الموفق. والباقون بالتّاء وتخفيف الطّاء وفتح العين). [تحبير التيسير: 297] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) خفيف بإسكان الواو الاختيار الزَّعْفَرَانِيّ كقراءة الليثي وغيره، الباقون (يَطَّوَّفَ) مشدد نصب الواو، وهو الاختيار لموافقة الجماعة، ولقوله: (تَطَوَّعَ) على التكثير وفي (وَمَن تَطَوَّعَ) فيهما بالياء الْأَعْمَش ومسعود بن صالح، وحَمْزَة غير ابن سعدان والكسائي غير قاسم وافق يَعْقُوب ها هنا قال ابن جمهران زيد ورُوَيْس في
[الكامل في القراءات العشر: 493]
الأول والاختيار كالكسائي لتحقيق الشرط، الباقون بالتاء وَرَوْحٌ وابْن قُرَّةَ عن يَعْقُوب فيهما بالياء). [الكامل في القراءات العشر: 494]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([158]- {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} بالياء والجزم فيهما [158، 184]: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/605]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (489- .... .... .... وَسَاكِنٌ = بِحَرْفَيْهِ يَطَّوَّعْ وَفي الطَّاءِ ثُقِّلاَ). [الشاطبية: 39] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (بحرفيه يطوع)، يعني قوله تعالى: {أن يطوف بهما ومن تطوع}، وقوله سبحانه بعد ذلك: {فمن تطوع خيرًا فهو خيرٌ له}.
ومن قرأ {يطوع}، قلب التاء طاء، وأدغمها في الطاء.والأصل: يتطوع، وجعله فعلًا مستقبلًا.
واختاره قوم، لأن الكلام شرطٌ وجزاء. فالمستقبل فيه هو الأصل.
ومن قرأ {تطوع}، جعله فعلًا ماضيًا.
[فتح الوصيد: 2/679]
فإما أن يكون ماضيًا في المعنى، وتكون (من) بمعنى الذي؛ والتقدير: والذي تطوع في ما مضى خيرًا، فهو خير له. وكذلك والذي تطوع في ما مضى خيرًا، فإن الله شاكر علیم؛ أو يكون معناه الإستقبال، وتكون (من) شرطية. واختار هذا قوم، لأنه أخف في اللفظ.
والقراءتان ثابتتان). [فتح الوصيد: 2/680] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [489] وفي يعملون الغيب حل وساكنٌ = بحرفيه يطوع وفي الطاء ثقلا
[490] وفي التاء ياءٌ شاع والريح وحدا = وفي الكهف معها والشريعة وصلا
ح: (الغيب): مبتدأ، (حل): خبره، (في يعملون): ظرفه، و(يطوع): مبتدأ و(ساكن): خبره، (بحرفيه): ظرف، أي: في موضعيه، والهاء: لـ (يطوع)، (في الطاء): ظرف (ثقلا)، والمعنى: نقل التثقيل في الطاء نحو:
.............. = .............. يجرح في عراقيبها نصلي
و(في التاء ياءٌ): خبر ومبتدأ، و(شاع): خبر آخر لـ (يطوع)، و (الريح): مفعول (وحدا)، وضمير التثنية: لحمزة والكسائي، (في الكهف): عطف على محذوف، أي: ههنا وفي الكهف، وضمير (معها): للبقرة، و(معها): حال،
[كنز المعاني: 2/41]
و(الشريعة): عطف على (الكهف)، (وصلا): جملة مستأنفة، وضمير التثنية: لحمزة والكسائي.
ص: أي: قرأ أبو عمرو: {عما يعملون، ومن حيث خرجت} [149 -150] على ياء الغيبة، لقوله: {ولكل وجهةٌ} [148]، والباقون: على تاء الخطاب لقوله: {فاستبقوا الخيرات} [148].
ثم قال: (يطوع) في الموضعين: (ومن يطوع خيرًا فإن الله شاكرٌ) [158]، (فمن يطوع خيرًا فهو خيرٌ له) [184] قرأ حمزة والكسائي بإسكان العين وتشديد الطاء وإبدال التاء بالياء المثناة تحت على أنه (يتطوع) أدغم التاء في الطاء وجزم العين بالشرط، والباقون {تطوع} [158، 184] الماض من التطوع بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين.
ثم قال: (والريح وحدا)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (وتصريف الريح) ههنا [البقرة: 164] (الريح) بالتوحيد، وكذلك في الكهف: (تذروه الريح) [45]، وفي الجاثية سورة الشريعة -: (وتصريف الريح) [5]
[كنز المعاني: 2/42]
قرءا بالتوحيد، وهو بمعنى الجمع؛ لأن المراد الجنس.
والباقون على الجمع في المواضع الثلاثة). [كنز المعاني: 2/43] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والهاء في «بحرفيه» عائدة إلى يطوع أي وتطوع ساكن في موضعيه وهما: {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}، {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا}، وقوله: {فَمَنْ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/332]
تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}، ويعني بالساكن العين؛ لأنه فعل مستقبل، فانجزم بالشرط، وعلامة الجزم هنا السكون، وإنما عدل عن لفظ الجزم إلى لفظ السكون، وكان لفظ الجزم أولى من حيث أن يطوع فعل مضارع معرب؛ لأن الجزم في اصطلاحه ضده الرفع، وضد السكون الحركة المطلقة، وهي في اصطلاحه الفتح، وهو المراد هنا في قراءة الباقين لا الرفع، فاستعمل اللفظ الموافق لغرضه مع أن الضد وهو الفتح حركة بناء، فلم يكن له بد من تسمح، وهذا كما يأتي في قوله: تضارر، وضم الراء حق، ونحوه وقراءة الجماعة على أن تطوع فعل ماضٍ وتثقيل الطاء من أجل أن أصله على قراءتهم بتطوع، فأدغمت التاء في الظاء كما في قوله: {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/333] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (489 - .... .... .... وساكن = بحرفيه يطّوّع وفي الطّاء ثقّلا
490 - وفي التّاء ياء شاع .... .... = .... .... .... .... ....
.....
وقرأ حمزة والكسائي وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً، فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً بسكون العين وتثقيل الطاء وبالياء في مكان التاء، وفي الكلام تقديم وتأخير.
والمعنى: أنهما قرآ بالياء المعجمة المفتوحة في أول الفعل وبعدها طاء مفتوحة مشددة وبعدها عين ساكنة). [الوافي في شرح الشاطبية: 212] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (71 - وَأَوَّلُ يَطَّوَّع حَلاَ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- وأول يطوع (حـ)ـلا الميتة اشددا = وميتة وميتًا (أ)د والانعام (حـ)ـللا
وفي حجرات (طـ)ـل وفي الميت (حُـ)ـز وأو = ول الساكنين اضمم (فـ)ـتى وبقل (حـ)ـلا
بكسر وطاء اضطر فاكسره (آ)منًا = ورفعك ليس البر (فـ)ـوزٌ وثقلا
ولكن وبعد انصب(أ)لا اشدد لتكملوا = كموصٍ (حـ)ـما والعسر واليسر أثقلا
والاذن وسحقًا الأكل (إ)ذ أكلها الرعب = وخطوات سحت شغل رحمًا (حـ)ـوى (ا)لعلا
ونذرًا ونكرًا رسلنا خشب سبلنا = (حـ)ـمًا عذرًا او (يـ)ـا قربة سكن (ا)لملا
(ش) يعني قرأ المشار إليه (بحا) حلا وهو يعقوب {ومن يطوع خيرًا فإن الله} [158] وهو المراد بالأول بياء الغيبة وتشديد الطاء وإسكان العين على المضارع والجزم كما نطق به وعلم من الوفاق لخلف كذلك فاتفقا هنا ولأبي جعفر {تطوع} ماضيًا من التطوع وهم على أصولهم في وهو {فمن يطوع خيرًا فهو خير له} [184] ). [شرح الدرة المضيئة: 95] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَطَوَّعَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، يَطَّوَّعْ بِالْغَيْبِ وَتَشْدِيدِ الطَّاءِ، وَإِسْكَانِ الْعَيْنِ عَلَى الِاسْتِقْبَالِ، وَافَقَهُمْ يَعْقُوبُ فِي الْأَوَّلِ، وَالْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَتَخْفِيفِ الطَّاءِ فِيهِمَا وَفَتْحِ الْعَيْنِ عَلَى الْمُضِيِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/223] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {تطوع خيرًا} [158، 184] بالغيب وتشديد الطاء وإسكان العين في الموضعين، وافقهم يعقوب في الأول، والباقون بالتاء
[تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
والتخفيف وفتح العين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 464] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (478- .... .... .... .... = تطوّع التّا يا وشدّد مسكنا
479 - ظبىً شفا الثّاني شفا .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 64] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (تطوع) أي اجعل التاء التي في تطوّع ياء وشدد الطاء في حال كونك مسكنا العين ليعقوب وحمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في أول البيت بعده، يريد قوله تعالى: ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم فهو فيها فعل مستقبل أصله يتطوع فأدغمت التاء في الطاء لأن المعنى على الاستقبال، والباقون تطوع كما لفظ به وتطوع عندهم ماض، وحرف الشرط يغني عن الاستقبال مع حفظ اللفظ.
(ظ) بى (شفا) الثّاني (شفا) والرّيح هم = كالكهف مع جاثية توحيدهم
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 187]
يعني الحرف الثاني وهو قوله: «فمن تطّوع خيرا فهو خير له» قرأه بتلك الترجمة يطوع حمزة والكسائي وخلف والباقون تطوع كما تقدم، ووجه قراءة يعقوب الأول دون الثاني مناسبة اللفظ فإن قبله «أن يّطوف بهما» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 188] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (تطوع) فقال:
ص:
(ظ) بى (شفا) الثاني (شفا) والرّيح هم = كالكهف مع جاثية توحيدهم
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب ومدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف أن يطوف بهما ومن يطّوع خيرا [البقرة: 158] وهو الأول بياء مثناة تحت وتشديد الطاء وسكون العين.
وكذلك قرأ مدلول (شفا) في (الثاني) وهو فدية طعام مسكين فمن يطّوع [البقرة: 184].
وقرأ الباقون بالتاء المثناة فوق وتخفيف الطاء والعين.
وقال «مسكنا» لا «جازما»؛ لئلا يحتمل الضد.
وقيد التاء؛ لخروج الضد عن المصطلح.
وجه السكون: أنه مضارع «تطوع» أدغمت التاء في الطاء لما تقدم، مجزوم بأداة الشرط، وهو أحد صيغتي الاستقبال وطابق الشرط.
ووجه ضده: أنه ماض [اكتفى] بقرينة أداة الشرط؛ لأنها تنقل معناه إلى الاستقبال، وموضعه جزم، ويحتمل «من» الموصولة، فلا موضع له منفردا، والفاء بمعنى العموم، والتاء فيها تاء التفعل، وهو على حد «توسد»، واختياري الماضي؛ للخفة والعموم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/188] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأجمعوا على عدم إمالة "الصفا" لكونه واويا ثلاثيا مرسوما بالألف كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يطوع خيرا" [الآية: 158] في الموضعين فحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب وتشديد الطاء وإسكان العين مضارعا مجزوما عن الشرطية، وأصله يتطوع كقراءة عبد الله فأدغم، وقرأ يعقوب كذلك في الموضع الأول فقط، ووافق أصله في الثاني وهو {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} وافقهم الأعمش في الموضعين والباقون بالتاء المثناة فوق وتخفيف الطاء وفتح العين فعلا ماضيا موضعه جزم، ويحتمل أن تكون من موصولة فلا موضع له، ودخلت الفاء لما فيه من العموم، وخيرا مفعول بعد إسقاط حرف الجر أي: بخير، وقيل: نعت لمصدر محذوف أي: تطوعا خيرا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" ترقيق الراء من نحو: "شاكر" للأزرق بخلفه وإمالة "للناس" للدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إن الصفا والمروة}
{ومن تطوع} [158] قرأ الأخوان بالياء التحتية، وتشديد الطاء، وجزم العين بــ (من) الشرطية، والباقون بالتاء، وتخفيف الطاء، وفتح العين، فعل ماضي). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو أعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم (158)}
{والمروة}
- قرئ "والمروة" بالرفع على أنه مبتدأ، و"من شعائر الله" خبره، وخبر إن محذوف.
{شعائر الله}
- قرأ ابن كثير في بعض الروايات "شعاير...". بغير همز.
- والجماعة على تحقيق الهمز.
[معجم القراءات: 1/218]
- وعن حمزة في الوقف التسهيل بين بين، وإبدالها ياءً محضة.
{فلا جناح أن يطوف}
- وقف بعض القراء على "فلا جناح"، ثم ابتدأ "عليه أن يطوف"، وبهذا يكون خبر "لا" محذوفًا.
- وروي عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الحاء في العين "فلا جناح عليه"، وروي عنهما الإظهار.
- قراءة الجمهور "أن يطوف" بتشديد الطاء والواو، وأصله يتطوف سكنت التاء وأدغمت في الطاء
{أن يطوف بهما}
- وقرأ أنس بن مالك وابن عباس وعلي بن محمد بن سيرين وشهر ابن حوشب وسعيد بن جبير وميمون بن مهران وعطاء ومجاهد "أن لا يطوف" وهي كذلك في مصحف أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، ومصحف ابن عباس، وخرجت هذه القراءة على زيادة "لا".
[معجم القراءات: 1/219]
- وقرأ ابن عباس أيضًا..: "..... ألا يطوف فيهما"، بدلًا من "بهما".
- وقرأ حمزة وعيسى بن عمرو وأبو السمال "أن يطوف"، من طاف يطوف، وهي قراءة ظاهرة.
- وقرئ "أن تطوف" بتاء بعدها طاء مفتوحة خفيفة والواو مشددة على أنه فعل ماض مثل "تطوق".
- وقرأ ابن عباس وأبو السمال "أن يطاف بهما"، وأصله: يطتوف على وزن "يفتعل"، وماضيه اطتوف، فقد تحركت الواو وانفتح ما قبلها، فانقلبت ألفًا، فجاءت يطتاف، ثم أدغمت التاء بعد الإسكان في الطاء.
- وقرأ بعضهم "أن يطوف" على التكثير من "طوف".
{تطوع}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وابن عامر "تطوع" فعلًا ماضيًا.
- وقرأ حمزة وعاصم والكسائي وخلف ويعقوب والأعمش وزيد.
[معجم القراءات: 1/220]
ورويس "يطوع" مضارعًا مجزومًا بـ "من" الشرطية، وأصله يتطوع.
- وقرأ ابن مسعود "يتطوع" وهي مقوية لقراءة حمزة ومن معه على الإدغام.
{خيرًا}
- قرأ ابن مسعود "بخير"
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والباقون على التفخيم.
{شاكر}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 1/221]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #45  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (159) إلى الآية (162) ]

{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "يلعنهم" معا بسكون النون بخلفه "). [إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159)}
{الهدى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 2، 5.
{ما بيناه}
- قراءة الجمهور بنون العظمة "بيناه" مطابقًا لقوله: "أنزلنا" قبله.
- وقرأ طلحة بن مصرف "بينه" جعله ضمير مفرد غائب.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96.
- وروي عنه اختلاس الضمة.
[معجم القراءات: 1/221]
{يلعنهم}
- قراءة ابن محيصن "يلعنهم" بسكون النون على التخفيف، وهي لغة تميم- وروي عنه اختلاس الضمة.
- وقراءة الجماعة بالضم "يلعنهم"، وهي لغة الحجاز). [معجم القراءات: 1/222]

قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وذكر" تغليط اللام للأزرق في "وأصلحوا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (160)}
{وأصلحوا}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
{عليهم}
- قرأ حمزة ويعقوب "عليهم" بضم الهاء في الحالتين.
- والباقون بالكسر
وسبق هذا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/222]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) بالرفع الحسن وابن أبي عبلة، الباقون بالجر، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 494]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعون" بالرفع في الثلاث
[إتحاف فضلاء البشر: 1/423]
على إضمار فعل أي: وتلعنهم الملائكة أو عطفا على لعنة على حذف مضاف أي: ولعنة الملائكة فلما حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعرابه، ومبتدأ حذف خبره أي: والملائكة إلخ يلعنونهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (161)}
- قرأ الجمهور "... والملائكة والناس أجمعين" بالجر عطفا على اسم "لله".
- وقرأ الحسن ".... والملائكة والناس أجمعون" بالرفع.
- وخرجوا هذه القراءة على أنه اسم معطوف على موضع اسم الله
[معجم القراءات: 1/222]
لأنه عندهم في موضع رفع بالمصدر، قدروه: لعنهم الله، أو أن يلعنهم الله. ورد هذا التخريج أبو حيان.
قال الزجاج: وهو جيد في العربية- أي هذه القراءة- إلا أني أكرهه لمخالفته المصحف، والقراءة إنما ينبغي أن يلزم فيها السنة، وهي عند الطبري غير جائزة، لأنها خلاف مصاحف المسلمين.
{والناس}
- تقدمت الإمالة في الآيات: 8، 94، 96). [معجم القراءات: 1/223]

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #46  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 06:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (163) إلى الآية (164) ]

{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}

قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)}

قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (54 - وَاخْتلفُوا فِي التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {وتصريف الرِّيَاح} 164
فَقَرَأَ ابْن كثير {الرّيح} على الْجمع فِي خَمْسَة مَوَاضِع فِي الْبَقَرَة هَهُنَا وَفِي الْحجر (وَأَرْسَلْنَا الرّيح لوقح) 22 وَفِي الْكَهْف (تَذْرُوهُ الرّيح) 45 وَفِي الرّوم اثْنَتَانِ الْحَرْف الأول (أَن يُرْسل الرّيح مُبَشِّرَات) 46 وَفِي الجاثية (وتصريف الرّيح) 5 وَالْبَاقِي {الرّيح}
وَقَرَأَ نَافِع {الرّيح} فِي اثني عشر موضعا هَهُنَا وَفِي الْأَعْرَاف (يُرْسل الرّيح) 57 وَفِي إِبْرَاهِيم {كرماد اشتدت بِهِ الرّيح} 18 وَفِي الْحجر (الرّيح لوقح) وَفِي الْكَهْف (تَذْرُوهُ الرّيح) وَفِي الْفرْقَان (أرسل الرّيح) 48 وَفِي النَّمْل (يُرْسل الرّيح) 63 وَفِي الرّوم اثْنَتَانِ (أَن يُرْسل الرّيح مُبَشِّرَات) و(يُرْسل الرّيح فتثير) 48 وَفِي فاطر (أرسل الرّيح) 9 وَفِي حم عسق {إِن يَشَأْ يسكن الرّيح} 33 وَفِي الجاثية (وتصريف الرّيح)
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو من هَذِه الاثني عشر حرفا حرفين الرّيح فِي إِبْرَاهِيم {اشتدت بِهِ الرّيح} وَفِي حم عسق {يسكن الرّيح}
وَالْبَاقِي {الرّيح} على الْجمع مثل نَافِع
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر مثل قِرَاءَة أبي عَمْرو
وَقَرَأَ حَمْزَة الرّيح على الْجمع فِي موضِعين فِي الْفرْقَان (أرسل الرّيح) وَفِي الرّوم الْحَرْف الأول (الرّيح مُبَشِّرَات) وسائرهن الرّيح على التَّوْحِيد
وَقَرَأَ الْكسَائي كَقِرَاءَة حَمْزَة وَزَاد عَلَيْهِ فِي الْحجر (الرّيح لوقح)
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي تَوْحِيد مَا لَيست فِيهِ ألف وَلَام). [السبعة في القراءات: 172 - 173]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الرياح) كل القرآن، إلا في {والذاريات}، يزيد وافقه نافع، إلا في ريح سليمان، والحج، وسبحان ههنا، وفي الحجر والكهف، وأول الروم، والجاثية. [الغاية في القراءات العشر: 188]
{الرياح} مكي في الفرقان، وأول الروم كوفي غير عاصم- وزاد الكسائي في الحجر الآخرون مثل نافع إلا في إبراهيم، وعسق). [الغاية في القراءات العشر: 189]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الرياح} [164]: ألف في كل القرآن، إلا في الحج [31]، والذاريات [41] يزيد. هنا وفي الأعراف [57]، وإبراهيم [18]، والحجر [22]، والكهف [45]، والفرقان [48]، والنمل [63]، والحرف الثاني من الروم [48]، وفاطر [9]، وعسق [33]، والجاثية [5]، بغير ألف فيه إلا في الفرقان هما، وخلف. زاد
[المنتهى: 2/587]
علي في الحجر. وافق مكي في الأعراف، والنمل، والروم، وفاطر، وزاد في الفرقان.
الباقون بألف إلا في إبراهيم، وعسق. زاد جمعهما نافع. وافق أبو بشر في إبراهيم، وزاد في سبحان [69]).[المنتهى: 2/588]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في توحيد الريح وجمعها في أحد عشر موضعًا، فقرأ حمزة والكسائي بالتوحيد هنا وفي الكهف والجاثية، وقرأ الباقون بالجمع، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالتوحيد في الأعراف والنمل والروم الثاني منها وفاطر وقرأ الباقون بالجمع، وقرأ نافع في إبراهيم والشورى بالجمع وقرأ الباقون بالتوحيد فيهما، وقرأ حمزة بالتوحيد في الحجر وقرأ الباقون بالجمع، وقرأ ابن كثير بالتوحيد في الفرقان وقرأ الباقون بالجمع، فهذه أحد عشر موضعًا). [التبصرة: 162]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {وتصريف الريح} (164)، هنا، وفي الكهف (45)، والجاثية (5): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع.
[التيسير في القراءات السبع: 234]
وابن كثير، وحمزة، والكسائي: في الأعراف (57)، والنمل (63)، والثاني من الروم (48)، وفاطر (9): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع.
وحمزة: في الحجر (22): بالتوحيد.
وابن كثير: في الفرقان (48): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع.
ونافع: في إبراهيم (18)، والشورى (33): بالجمع.
والباقون: بالتوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 235]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (وتصريف الرّياح) هنا وفي الكهف والجاثية بالتّوحيد، وابن كثير وحمزة والكسائيّ وخلف في الأعراف والنمل والثّاني من الرّوم وفاطر بالتّوحيد، والباقون بالجمع وحمزة وخلف في الحجر بالتّوحيد، وابن كثير في الفرقان بالتّوحيد، والباقون بالجمع ونافع وأبو جعفر في إبراهيم
[تحبير التيسير: 297]
والشورى بالجمع.
قلت: وأبو جعفر في الإسراء والأنبياء وسبأ وص بالجمع والله الموفق. والباقون بالتّوحيد). [تحبير التيسير: 298]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وتصريف الريح) وفي الكهف. " تذروه الريح "، وفي الجاثية " وتصريف الريح " [كوفي] غير عَاصِم وقاسم، وابْن سَعْدَانَ، ولا خلاف في (الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ) أنها جمع إلا ما حكي عن طَلْحَة أنه مفرد وليس بصحيح، وفي الأعراف، والروم " يرسل الريح "، وفي فاطر، والنمل " يرسل الريح " مكي وكوفي غير عَاصِم وقاسم، وابْن سَعْدَانَ، وابْن مِقْسَمٍ، وفي الفرقان " أرسل الريح " مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وفي الحج " أو تهوي به الرياح " ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ والهاشمي عن أبي جعفر واتفقوا على توحيد (الرِّيحَ الْعَقِيمَ)، وفي الحجر " الريح لواقح، الْأَعْمَش وأبو حنيفة، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وفي سبحان (اَلريَح)، وفي الأنبياء، وسبأ وصاد بألف أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وافق أبو بشر في سبحان، وفي إبراهيم كنافع، وفي إبراهيم، وعسق (الرياح) بالألف مدني، وابْن مِقْسَمٍ، والزعفراني.
قال أبو الحسين: خلف في الحجر كالكسائي وهو غلط إذ المفرد والجماعة بخلاف قال العراقي " ولئن أرسلنا رياحًا " وهكذا كل نكرة أبو جعفر بالألف في قول العراقي وهو خطأ؛ لأن المفرد والجماعة بخلاقه، وهو اختيار ابْن مِقْسَمٍ إلا في (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ)، وافق الحسن، والْجَحْدَرِيّ وقَتَادَة، وأحمد في رياح الرحمة دون التسخير والعذاب، وهو الاختيار لاتفاق أكثر الناس عليه ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحا). [الكامل في القراءات العشر: 494]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([164]- {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} هنا وفي [الكهف: 45]، [والجاثية: 5] بالتوحيد: حمزة والكسائي.
وفي [الأعراف: 57]، [والنمل: 63]، والثاني من [الروم: 48]، [وفاطر: 9] بالتوحيد: ابن كثير وحمزة والكسائي.
وفي [الحجر: 22] بالتوحيد: حمزة.
وفي [الفرقان: 48] بالتوحيد: ابن كثير، الباقون بالجمع.
في [إبراهيم 18]، [والشورى: 33] بالجمع: نافع، الباقون بالتوحيد). [الإقناع: 2/605]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (490- .... .... وَالرِّيحَ وَحَّدَا = وَفي الكَهْفِ مَعْهَا وَالشَّرِيعَةِ وَصَّلاَ
[الشاطبية: 39]
491 - وَفي النَّمْلِ وَاْلأَعْرَافِ وَالرُّومِ ثَانِياً = وَفَاطِرِ دُمْ شُكْراً وَفي الْحِجْرِ فُصِّلاَ
492 - وَفي سُورَةِ الشُّورى وَمِنْ تَحْتِ رَعْدِهِ = خُصُوصٌ وَفي الْفُرْقَانِ زَاكِيهِ هَلَّلاَ). [الشاطبية: 40]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما {الريح}: فمن وحد، فيحتمل أن يراد به الجنس، فيرجع إلى معنى الجمع. فالريح يقوم مقام الرياح.
[فتح الوصيد: 2/680]
قال بعضهم: «ولذلك أنثت، لأن معناها الجماعة».
ومن قرأ {الريح} بالجمع، فلأنه جمع ريح .والمراد الرياح المختلفة المجاري في مهابها مشرقًا ومغربًا وغير ذلك.
واتفقوا على توحيد المنكر من ذلك، كقوله {ولئن أرسلنا ريحًا}.
وأما ما فيه الألف واللام، فالخلاف منه في أحد عشر موضعًا.
وستأتي مبينة في الأبيات.
وقوله: (وفي الكهف معها)، أي مع البقرة، وهو قوله تعالى: {تذروه الريح}.
وفي الشريعة: {وتصريف الريح}.
(وصلا)، يعني حمزة والكسائي. فهذه ثلاثة.
[491] وفي النمل والأعراف والروم ثانيًا = وفاطر (د)م (شـ)كرًا وفي الحجر (فـ)صلا
وفي النمل: {ومن يرسل الريح}، وفي الأعراف: {وهو الذي يرسل الريح نشرًا}، والثاني في سورة الروم: {الذي يرسل الريح فتثير سحابًا}.
ولم يختلفوا في الأول أنه على الجمع لقوله: {مبشرتً}.
[فتح الوصيد: 2/681]
وفي فاطر: {والله الذي أرسل الريح}، وفي الحجر: {وأرسلنا الريح}.
فهذه خمسة.
[492] وفي سورة الشورى ومن تحت رعده = (خـ)صوص وفي الفرقان (ز)اكيه (هـ)للا
وفي الشوری: {إن يشأ يسكن الريح}.
(ومن تحت رعده)، يعني في إبراهيم: {اشتدت به الريح}.
وفي الفرقان: {أرسل الريح نشرًا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورًا}.
وهذه ثلاثة، قرأ نافع جميعها بالجمع؛ تفرد من ذلك بسورة إبراهيم والشوری.
وقرأ ابن كثير خمسة مواضع منها بالتوحيد؛ تفرد من ذلك بسورة الفرقان.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم بالتوحيد في ما تفرد به نافع فجمعه.
وقرأ حمزة جميع ذلك بالتوحيد، إلا الذي في الفرقان؛ وتفرد مما قرأه بالتوحيد في سورة الحجر.
وقرأ الكسائي بالتوحيد إلا في الحجر، حيث تفرد بالتوحيد حمزة، وإلا في الفرقان حيث تفرد به ابن كثير.
وقوله: (خصوص)، لأن القراء اختصوا به دون نافع.
[فتح الوصيد: 2/682]
وقوله: (زاكيه هللا): الهاء في (زاكيه) تعود على الموضع.
وهلل، إذا قال: لا إله إلا الله.
والزكي و الزاكي واحد؛ يشير إلى ذكر الله عند النعمة التي تحصل بالغيث.
وكذلك قوله: (دم شكرًا).
والمواضع التي جاء ذكر الريح فيها لغير المطر، لم يشر فيها كما فعل في غيرها، كالذي في البقرة، والكهف، والجائية.
واعلم أن الذي في الأعراف والفرقان والنمل والروم وفاطر، تقوى فيه الحجة لقراءة التوحيد عندي، ويظهر معناها ظهورًا واضحًا.
وذلك أن هذه السور، ذكر فيها الريح التي تتقدم المطر، وهي واحدة، لأن العرب تقول: الجنوب تجمع السحاب، والشمال تعصره وتأتي بالمطر.
ففي الأعراف: {وهو الذي يرسل الريح نشرًا بين يدى رحمته} يعني ريح الجنوب، لتقدمها قبل المطر وجمعها للسحاب.
وكذلك في الفرقان والنمل.
وقد ظهر هذا المعنى في سورة الروم، حيث قال سبحانه: {يرسل الريح فتثير سحابًا}، وكذلك في فاطر.
ومعن القراءة بالجمع في هذه المواضع، أنها لما كانت تجيء متكررة أبدًا، كانت جمعًا). [فتح الوصيد: 2/683]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [489] وفي يعملون الغيب حل وساكنٌ = بحرفيه يطوع وفي الطاء ثقلا
[490] وفي التاء ياءٌ شاع والريح وحدا = وفي الكهف معها والشريعة وصلا
ح: (الغيب): مبتدأ، (حل): خبره، (في يعملون): ظرفه، و(يطوع): مبتدأ و(ساكن): خبره، (بحرفيه): ظرف، أي: في موضعيه، والهاء: لـ (يطوع)، (في الطاء): ظرف (ثقلا)، والمعنى: نقل التثقيل في الطاء نحو:
.............. = .............. يجرح في عراقيبها نصلي
و(في التاء ياءٌ): خبر ومبتدأ، و(شاع): خبر آخر لـ (يطوع)، و (الريح): مفعول (وحدا)، وضمير التثنية: لحمزة والكسائي، (في الكهف): عطف على محذوف، أي: ههنا وفي الكهف، وضمير (معها): للبقرة، و(معها): حال،
[كنز المعاني: 2/41]
و(الشريعة): عطف على (الكهف)، (وصلا): جملة مستأنفة، وضمير التثنية: لحمزة والكسائي.
ص: أي: قرأ أبو عمرو: {عما يعملون، ومن حيث خرجت} [149 -150] على ياء الغيبة، لقوله: {ولكل وجهةٌ} [148]، والباقون: على تاء الخطاب لقوله: {فاستبقوا الخيرات} [148].
ثم قال: (يطوع) في الموضعين: (ومن يطوع خيرًا فإن الله شاكرٌ) [158]، (فمن يطوع خيرًا فهو خيرٌ له) [184] قرأ حمزة والكسائي بإسكان العين وتشديد الطاء وإبدال التاء بالياء المثناة تحت على أنه (يتطوع) أدغم التاء في الطاء وجزم العين بالشرط، والباقون {تطوع} [158، 184] الماض من التطوع بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين.
ثم قال: (والريح وحدا)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (وتصريف الريح) ههنا [البقرة: 164] (الريح) بالتوحيد، وكذلك في الكهف: (تذروه الريح) [45]، وفي الجاثية سورة الشريعة -: (وتصريف الريح) [5]
[كنز المعاني: 2/42]
قرءا بالتوحيد، وهو بمعنى الجمع؛ لأن المراد الجنس.
والباقون على الجمع في المواضع الثلاثة). [كنز المعاني: 2/43] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [491] وفي النمل والأعراف والروم ثانيًا = وفاطر دم شكرًا وفي الحجر فُصلا
ح: (ثانيًا): حال، إذ المعنى: الذي في الروم، (شكرا): تمييز، (دم): أمر بمعنى الدعاء، أي: دام شكرك.
ص: أي: قرأ ابن كثير مع حمزة والكسائي على التوحيد في سورة النمل: (ومن يرسل الريح نشرًا) [63]، وفي الأعراف: (وهو الذي يرسل الريح) [57]، والثاني من سورة الروم: (الله الذي يرسل الريح فتثير) [48] بخلاف الأول، وهو: {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} [46]، إذ لا خلاف في جمعه.
وكذلك وحدوا في فاطر: {والله الذي أرسل الريح} [9].
وتفرد حمزة بتوحيد: {وأرسلنا الريح لواقح} في الحجر [22]، وخالف غيره لأجل قلوه: {لواقح}، كما جمعوا في الروم لقوله:
[كنز المعاني: 2/43]
{مبشراتٍ}.
وحجة حمزة: أن المراد بالريح الجمع.
[492] وفي سورة الشورى ومن تحت رعده = خصوص وفي القرآن زاكيه هللا
ح: (خصوص): مبتدأ، ما قبله: خبره، والهاء في (رعده): للقرآن، وكذلك في (زاكيه): وهو: مبتدأ، (هللا): خبره، (في الفرقان): ظرف الخبر.
ص: أي: وحد القراء غير نافع في سورة الشورى: {إن يشأ يسكن الريح} [33]، وفيما تحت الرعد سورة إبراهيم -: {كرمادٍ اشتدت به الريح} [18].
وتفرد ابن كثير بتوحيد: (وهو الذي أرسل الريح نشرًا) في الفرقان [48] ويفهم التوحيد من قوله: (هللا) إذا وحد الله بأن قال: لا إله إلا الله). [كنز المعاني: 2/44]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (488- وَفي التَّاءِ يَاءٌ "شَـ"ـاعَ وَالرِّيحَ وَحَّدَا،.. وَفي الكَهْفِ مَعْهَا وَالشَّرِيعَةِ وَصَّلا
كان ينبغي أن يبين بالتقييد لفظ التاء من لفظ الياء؛ فإنهما متفقان في الخط، وعادته بيان ذلك كقوله: بالثا مثلثا وكثيرا نقطة تحت نفلا فلو قال:
وفي التاء يا نقطها تحت وحد الر،.. ياح مع الكهف الشريعة شمللا
لاستغنى بالرمز آخر البيت للمسألتين كما تقدم في كفلا أي قرأ هاتين القراءتين من شملل أي أسرع وأراد: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/333]
وَالسَّحَابِ}، وفي الكهف: {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ}. وفي الجاثية: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}، قرأ حمزة والكسائي هذه المواضع الثلاثة بالتوحيد أي بلفظ الإفراد وهو: الريح، وهو بمعنى الجمع؛ لأن المراد الجنس وأجمعوا على توحيد ما جاء منكرا نحو: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا}، وعلى توحيد بعض المعرف نحو: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}، والهاء في معها تعود إلى السورة التي نحن فيها وهي سورة البقرة.
489- وَفي النَّمْلِ وَالأَعْرَافِ وَالرُّومِ ثَانِيًا،.. وَفَاطِرِ "دُ"مْ "شُـ"ـكْرًا وَفي الحِجْرِ "فُـ"ـصِّلا
أي وافقهما ابن كثير على التوحيد في هذه السورة، وإعراب قوله: دم شكرا كما تقدم في دم يدا أي ذا شكر أو دام شكرك فهو أمر بمعنى الدعاء والذي في النمل: {وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا}.
وفي الأعراف: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ}.
والثاني الذي في الروم: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا}.
وأما الأول فيها فمجموع بالإجماع وهو: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ}، وثانيا: حال؛ لأن المعنى وفي الذي في الروم ثانيا، واختص حمزة بتوحيد الذي في الحجر وهو قوله: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}، وخالفه غيره؛ لأجل قوله: لواقح كما جمعوا الذي في الروم؛ لأجل قوله تعالى: "مبشرات"،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/334]
وحجة حمزة أن ذلك غير مانع؛ لأن المراد بالمفرد الجمع فلواقح مثل "نشرا" بضم النون؛ لأنه جمع نشور في قراءة ابن كثير، وأما الكسائي فلا يلزمه ذلك؛ لأنه يقرأ بفتح النون.
490- وَفي سُورَةِ الشُّورى وَمِنْ تَحْتِ رَعْدِهِ،.. "خُـ"ـصُوصٌ وَفي الفُرْقَانِ "زَ"اكِيهِ "هَـ"ـلَّلا
يعني قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ}، وفي سورة إبراهيم: {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ}، وفي الفرقان: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا}.
انفرد نافع بجمع الذي في الشورى وإبراهيم، وانفرد ابن كثير بتوحيد الذي في الفرقان، وقوله: خصوص مبتدأ خبره ما قبله أي خصوص لبعض القراء دون بعض، والهاء في رعده كما تقدم في امتحانه فإن الريح وإن كانت مؤنثة يعود الضمير إليها مذكرا باعتبار أنها حرف القراءة وموضعها، والهاء في زاكيه للموضع أيضا أو للتوحيد المفهوم من قوله: واحدا وهلل إذا قال: لا إله إلا الله، وهذا آخر الكلام في مسألة الرياح والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/335]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (490 - .... .... .... والرّيح وحّدا ... وفي الكهف معها والشّريعة وصّلا
491 - وفي النّمل والأعراف والرّوم ثانيا ... وفاطر دم شكرا وفي الحجر فصّلا
492 - وفي سورة الشّورى ومن تحت رعده ... خصوص وفي الفرقان زاكيه هلّلا
...
وقرأ حمزة والكسائي أيضا بتوحيد لفظ الرِّياحِ* أي بحذف الألف فتسكن الياء في هذه السورة وتصريف الرّيح، وفي الكهف تذروه الرّيح، وفي سورة الشريعة وهي الجاثية وتصريف الرّيح. وانضم إليهم ابن كثير في توحيد لفظ الرِّياحِ* في السور الآتية: النمل ومن يرسل الرّيح بشرا، والأعراف وهو الّذى يرسل الرّيح بشرا. وفي الموضع الثاني من الروم الله الّذى يرسل الرّيح واحترز به عن الموضع الأول وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ. فلا خلاف في قراءته بالجمع، وفي فاطر وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ. وانفرد حمزة بقراءة هذا اللفظ بالإفراد في الحجر وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ وقرأ السبعة إلا نافعا بالتوحيد في سورة الشورى إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ وفي السورة التي تحت الرعد وهي إبراهيم كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فتكون قراءة نافع بالجمع في السورتين. وقرأ البزي وقنبل عن ابن كثير بالتوحيد في سورة الفرقان وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً وقرأ غيرهما بالجمع). [الوافي في شرح الشاطبية: 212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الرِّيَاحِ هُنَا، وَفِي الْأَعْرَافِ وَإِبْرَاهِيمَ، وَالْحِجْرِ وَسُبْحَانَ، وَالْكَهْفِ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَالْفَرْقَانِ، وَالنَّمْلِ، وَالثَّانِي مِنَ الرُّومِ، وَسَبَأٍ، وَفَاطِرٍ، وَص، وَالشُّورَى، وَالْجَاثِيَةِ، فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى الْجَمْعِ فِي الْخَمْسَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا، وَوَافَقَهُ نَافِعٌ إِلَّا فِي سُبْحَانَ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَسَبَأٍ، وَص، وَوَافَقَهُ ابْنُ كَثِيرٍ هُنَا، وَالْحِجْرِ، وَالْكَهْفِ، وَالْجَاثِيَةِ، وَوَافَقَهُ هُنَا وَالْأَعْرَافِ، وَالْحِجْرِ وَالْكَهْفِ، وَالْفَرْقَانِ، وَالنَّمْلِ، وَثَانِي الرُّومِ، وَفَاطِرٍ، وَالْجَاثِيَةِ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ، وَاخْتَصَّ حَمْزَةُ، وَخَلَفٌ بِإِفْرَادِهَا سِوَى الْفُرْقَانِ وَافَقَهُمَا الْكِسَائِيُّ إِلَّا فِي الْحِجْرِ وَاخْتَصَّ ابْنُ كَثِيرٍ بِالْإِفْرَادِ فِي الْفُرْقَانِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْجَمْعِ فِي أَوَّلِ الرُّومِ، وَهُوَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ،
[النشر في القراءات العشر: 2/223]
وَعَلَى الْإِفْرَادِ فِي الذَّارِيَاتِ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ فِي مُبَشِّرَاتٍ وَالْإِفْرَادِ فِي الْعَقِيمَ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي الْحَجِّ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ، فَرَوَى ابْنُ مِهْرَانَ، وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَبِيبٍ عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ.
وَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ وَالْمَغَازِلِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ كِلَاهُمَا عَنْهُ بِالْجَمْعِ فِيهِ، وَالْبَاقُونَ بِالْإِفْرَادِ). [النشر في القراءات العشر: 2/224]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {الرياح} بالتوحيد هنا [164]، وفي الأعراف [57]، والكهف [45]، والنمل [63]، وثاني الروم [48]، وفاطر [9]، والجاثية [5]، وافقهم ابن كثير في الأعراف [57]، والنمل [63]، والروم [48]، وفاطر [9]، واختص وحده بموضع الفرقان [48]، واختص حمزة وخلف بالحجر [22]، والباقون بالجمع، واختص أبو جعفر بالجمع في إبراهيم [18]، وسبحان [69]، والأنبياء [81]، وسبأ [12]، وص [36]، والشورى [33]، واختلف عنه في الحج [31]، ووافقه نافع في إبراهيم والشورى). [تقريب النشر في القراءات العشر: 464]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (479- .... .... .... .... والّريح هم = كالكهف مع جاثيةٍ توحيدهم
[طيبة النشر: 64]
480 - حجرٍ فتىً الاعراف ثاني الرّوم مع = فاطر نملٍ دم شفا الفرقان دع
481 - واجمع بإبراهيم شورى إذ ثنا = وصاد الاسرى الأنبيا سبا ثنا
482 - والحجّ خلفه .... .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (والريح) يريد قوله تعالى: وتصريف الرياح والسحاب قوله: (هم) أي حمزة والكسائي وخلف يقرءونه الريح قوله: (كالكهف) أي وقرأ حمزة والكسائي وخلف الذين دل عليهم شفا الريح هنا وفي الكهف والجاثية بالتوحيد، والباقون الرياح بالجمع في الثلاثة مع جاثية: أي مع الذي في الجاثية وهو قوله تعالى: وتصريف الرياح آيات يقرءونه كذلك قوله: (قوله توحيدهم) أي توحيدهم في ذلك ثابت صحيح.
حجر (فتى) الأعراف ثاني الرّوم مع = فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع
أي الذي في الحجر، وهو قوله تعالى: وأرسلنا الرياح لواقح قرأه بالتوحيد حمزة وخلف والباقون بالجمع قوله: (الأعراف) يريد قوله تعالى: الله الذي يرسل الرياح نشرا قوله: (ثاني الروم) يعني قوله تعالى: ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات فإنه لا خلاف في جمعه لأجل مبشرات قوله: (مع فاطر) يعني قوله تعالى: والله الذي أرسل الرياح قوله: (نمل) يعني قوله تعالى: ومن يرسل الرياح قوله: (دم شفا) أي قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف المواضع الأربعة بالتوحيد، والباقون بالجمع قوله: (فرقان) يعني قوله تعالى: وهو الذي أرسل الرياح قرأه ابن كثير بالتوحيد.
واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ث) نا = وصاد الاسرا الأنبيا سبا (ث) نا
أي وقرأ بالجمع في إبراهيم، يعني قوله تعالى: اشتدت به الرياح وفي شورى وهو قوله تعالى: إن يشأ يسكن الريح لنافع وأبي جعفر قوله: (ثنا) أي عطف فهو فعل ماض قوله: (وصاد الخ البيت) يعني وقرأ بالجمع في ص وهو قوله تعالى: فسخرنا له الريح وفي الإسراء «قاصفا من الريح» وفي الأنبيا «ولسليمان الريح عاصفة» وفي سبأ «ولسليمان الريح غدوها شهر» أبو جعفر في
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 188]
الأربعة والباقون بالتوحيد قوله: (ثنا آخر البيت) ممدود قصر للوقف، وهو اسم ومعناه الارتياح.
والحجّ خلفه ترى الخطاب (ظ) ل = (إ) ذ (ك) م (خ) لا خلف يرون الضّمّ (ك) ل
يعني واختلف عن أبي جعفر في حرف الحج، وهو قوله تعالى: أو تهوى به الريح ووجه جمع أبي جعفر هذه المواضع أنه أجزل وأعم وأكثر دلالة على عجيب الصنع؛ ولأن الريح لها انتشار وتفرق أجزاء، ووجه الإفراد أن المراد الجنس، ألا ترى إلى قول الشاعر:
ولو أن ما بى بالحصا فلق الحصا = وبالريح لم يسمع لهن هبوب
فوحد الرياح وأراد به الجنس بدليل قوله لهن، ومن فرق بين المواضع لاحظ المعنيين، والله سبحانه وتعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 189]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل الريح فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/188]
ص:
حجر (فتى) الاعراف ثاني الرّوم مع = فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع
واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ث) نا = وصاد الاسرا الأنبيا سبا (ث) نا
ش: أي: اختلف في الريح هنا وفي الأعراف، وإبراهيم، والحجر، وسبحان، [والكهف]: والأنبياء، والفرقان، والنمل، وثاني الروم، وسبأ، وفاطر، وص، والشورى، والجاثية، فقرأ مدلول (شفا) حمزة وعلى وخلف المعبر عنهم بـ «هم» بالتوحيد في البقرة وتصريف الريح [164]، وفي الكهف تذروه الريح [45] وبالجاثية تصريف الريح [5]، ووحد مدلول (فتى) حمزة وخلف، وأرسلنا الريح لواقح في الحجر [22].
ووحد ذو دال (دم) ابن كثير ومدلول (شفا) وهو الذي يرسل الريح بالأعراف [:
57] والله الذي يرسل الريح فتثير سحابا ثاني [الروم: 46]، والله الذي أرسل الريح فتثير سحابا [بفاطر: 9]، ومن يرسل الريح بالنمل [الآية: 63].
ووحد ذو دال (دع) ابن كثير وهو الذي أرسل الريح في الفرقان [الآية: 48]:
والباقون بالجمع في كل ما ذكر.
وقرأ ذو همزة (إذ) نافع وثاء (ثنا) أبو جعفر اشتدت به الرياح في إبراهيم [الآية:
18]، وإن يشأ يسكن الرياح بالشورى [الآية: 33] بالجمع فيهما.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر [بالجمع] أيضا في فسخرنا له الرياح بص [الآية:
36]، ولسليمان الرياح بالأنبياء [الآية: 81]، وقاصفا من الرياح بالإسراء [الآية:
69] ولسليمان الرياح غدوها بسبأ [الآية: 12].
واختلف عنه في قوله تعالى في الحج أو تهوى به الرّيح [الآية: 31]:
فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع.
وكذلك روى الجوهري والمغازلي [من طريق الهاشمي] عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع فيه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/189]
والباقون بالإفراد فيما ذكر من قوله: (واجمع بإبراهيم ... ) [الأبيات].
تنبيه:
واتفقوا على جمع أن يرسل الرّياح مبشّرات أولى الروم [الآية: 46] وتوحيد الرّيح العقيم بالذاريات [الآية: 41].
والريح: الهواء المتحرك، وهي مؤنثة، وأصلها الواو؛ لقولهم: رويحة قلبت في الواحد؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، وفي الجمع؛ لانكسار ما قبلها. وهذه منها ما المراد منه الجمع، وهي: البقرة [164]، والشريعة [الجاثية: 5] وإبراهيم [18]، والإسراء [69]، والحجر [25]، والكهف [45]، والأنبياء [81]، وسبأ [12] وص [36]، والشورى [33].
ومنها ما المراد منه الواحد وهو: الأعراف [57]، والفرقان [48]، والنمل [63]، والروم [46]، وفاطر [9]؛ لأنها التي تتقدم المطر وهي الجنوب؛ إذ هي التي تجمعه، والشمال تقصره فهي مقاربة.
[فوجه] التوحيد في مواضع التوحيد: الحقيقة، وفي مواضع الجمع: أنه جنس، فمعناه الجمع: كقولهم: جاءت الريح من كل مكان.
ووجه الجمع في مواضع الجمع: الحقيقة، ومواضع التوحيد: اعتبار التكرر والصفات: من كونها حارة وباردة، [وعاصفة] ولينة، ورحمة وعذابا.
ووجه التخصيص: التنبيه على جواز الأمرين.
ووجه الإجماع: على جمع أولى «الروم» وتوحيد «الذاريات»: أن المبشرات ثلاث: الجنوب، والشمال، والصبا، تنفس عن المكروب، والمهلكة واحدة:
الدبور؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور»، وهذا معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم عند هبوب الريح: «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/190]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النهار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وبالتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" الكسائي وحده "فأحيا به" وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في الريح" [الآية: 164] إفرادا وجمعا هنا و[الأعراف الآية: 57] و[إبراهيم الآية: 18] و[الحجر الآية: 22] و[الإسراء الآية: 69] و[الكهف الآية: 45] و[الأنبياء الآية: 81] و[الفرقان الآية: 48] و[النمل الآية: 63] وثاني [الروم الآية: 48] و[سبأ الآية: 12] و[فاطر الآية: 9] و[ص الآية: 36] و[الشورى الآية: 33] و[الحاثية الآية: 5] فنافع بالجمع فيما عدا الإسراء والأنبياء وسبأ وص، وقرأ ابن كثير كذلك في: البقرة والحجر والكهف والجاثية، وافقه ابن محيصن بخلفه، وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وكذا يعقوب بالجمع، كذلك في البقرة والأعراف والحجر والكهف والفرقان والنمل وثاني الروم وفاطر والجاثية، وقرأ حمزة وكذا خلف بالجمع في الفرقان فقط، وافقهما الأعمش، وقرأ الكسائي بالجمع في الفرقان أيضا وفي الحجر، وقرأ أبو جعفر بالجمع في الخمسة عشر موضعا لاختلاف أنواعها جنوبا ودبورا وصبا وغير ذلك،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
واختص ابن كثير بالإفراد في الفرقان وافقه بان محيصن واختلف عن أبي جعفر في الحج، واتفقوا على الجمع في أول الروم "يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَات" [الآية: 46] وعلى الإفراد في الذاريات "الرِّيحَ الْعَقِيم" [الآية: 41] لأجل الجمع في "مبشرات" والإفراد في "العقيم" وعن الحسن الجمع في غير إبراهيم والإسراء وص والشورى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/425]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الرياح} [164] قرأ الأخوان بحذف الألف بعد الياء، على الإفراد، والباقون بالألف، على الجمع). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن في خلق السموات والأرض واختلف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون (164)}
{والنهار}:
- قرأه بالإمالة أـبو عمرو وابن ذكوان والصوري والدوري والكسائي واليزيدي.
- وقرأه الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح فيه، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{والفلك}
- قراءة الجماعة بسكون اللام "الفلك".
- وقرئ "والفلك" بفتح الفاء وإسكان اللام، وعريت إلى السلمي وابن هرمز.
[معجم القراءات: 1/223]
- وقرأ عيسى بن عمر "الفلك" بضمها، وهي لغة في "الفلك"
{فأحيا}
- قراءة الكسائي وحده بالإمالة.
- وبالفتح والصغرى قرأ الأزرق وورش
- والباقون بالفتح.
{به الأرض}:
- قرأ بضم الهاء في الوصل عن ابن محيصن "به الأرض".
{دآبة}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة ما قبل التاء.
{وتصريف الرياح}:
- قرأ حمزة الكسائي وخلف والأعمش وابن محيصن بخلاف عنه ".... الريح" بالإفراد، والمراد به الجنس، فهو كالجمع.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب. "الرياح".
ولم يختلف القراء في توحيد ما ليس فيه ألف ولام.
- وفي مصحف حفصة: ".... الأرواح".
[معجم القراءات: 1/224]
{بين السماء والأرض}
- قرئ "بين السما..." بالقصر، وهو من قصر الممدود، قال العكبري: "ويجوز أن يكون أجرى الوصل مجرى الوقف، ولم يضبط عن القارئ ذلك"). [معجم القراءات: 1/225]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #47  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 06:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (165) إلى الآية (167) ]

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (55 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَو يرى الَّذين ظلمُوا} 165
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {وَلَو يرى الَّذين ظلمُوا} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {وَلَو ترى} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 173]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (56 - قَوْله {إِذْ يرَوْنَ الْعَذَاب} 165
كلهم قَرَأَ {إِذْ يرَوْنَ الْعَذَاب} بِفَتْح الْيَاء غير ابْن عَامر قَرَأَ {إِذْ يرَوْنَ الْعَذَاب} بِضَم الْيَاء). [السبعة في القراءات: 173]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولو ترى} بالتاء شامي ونافع ويعقوب وسهل {إذ يرون} بضم الياء شامي {إن القوة وإن الله} بكسر الألف يزيد ويعقوب
[الغاية في القراءات العشر: 189]
وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 190] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولو يرى} [165]: بالياء مكي، وكوفي، وحمصي، وأبو عمرو.
[المنتهى: 2/588]
{إذ يرون} [165] بضم الياء دمشقي.
{إن ... وإن} [165]: جر: يزيد، وبصري غير أبوي عمرو).[المنتهى: 2/589]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (ولو ترى) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 163]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (إذ يرون)، بضم الياء، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 163]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {ولو ترى الذين ظلموا} (165): بالتاء.
والباقون: بالياء.
ابن عامر: {إذ يرون العذاب}: بضم الياء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 235]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر ويعقوب: (ولو ترى الّذين) بالتّاء والباقون بالياء.

ابن عامر (إذ يرون) بضم الياء والباقون بفتحها.
قلت: أبو جعفر ويعقوب (إن القوّة وإن اللّه) بكسر الهمزة فيهما والباقون [بفتحهما] والله الموفق). [تحبير التيسير: 298]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ) بالياء أبو بحرية، وأَبُو عَمْرٍو غير عبد الوارث، وبشير بن أَبِي عَمْرٍو، ومكي والأصمعي عن نافع، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وابن صبيح، وإسحاق عن أبي بكر، وأبو جعفر في قول العراقي، وابن مهران، وهو سهو؛ لأن المفرد والجماعة بخلافه، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لموافقة أهل المدينة، ولأن معناه: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا إذ يرون
[الكامل في القراءات العشر: 494]
العذاب لرأيت أمرًا عظيمًا (إِذْ يَرَوْنَ) بضم الياء أبو حيوة، ودمشقي غير ابن الحارث، الباقون بفتحها، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، ولأن الذين ظلموا هم الذين يرون العذاب فيكون في الاختيار أبلغ وأقوى.
قرأ أبو حيوة (أَنَّ الْقُوَّةَ) خفيف وقد تقدم كسر الهمزة). [الكامل في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([165]- {وَلَوْ يَرَى} بالتاء: نافع وابن عامر.
[165]- {إذ يرون} بضم الياء: ابن عامر). [الإقناع: 2/605]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (493 - وَأَيُّ خِطَابٍ بَعْدُ عَمَّ وَلَوْ تَرى = وَفي إِذْ يَرَوْنَ الْيَاءُ بِالضَّمِّ كُلِّلاَ). [الشاطبية: 40]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([493] وأي خطابٍ بعد (عم) ولو ترى = وفي إذ يرون الياء بالضم (كـ)للا
قوله: (بعد)، أي بعد ذكر الريح .
وأشار بقوله: (وأي خطاب)، إلى تعظيم الأمر الحاصل في القراءة بالتاء.
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والتنبيه لغيره كما قال: {ألم تعلم أن الله علی كل شيء قدير}.
وجواب (لو) محذوف، والتقدير: رأيت أمرًا فظيعًا، كما يقول القائل: لو رأيت فلانًا والسيوف قد أحاطت به!
أو يكون الخطاب للظالم؛ والتقدير: ولو ترى أيها الظالم الذين ظلموا - ويشهد لذلك قراءة الياء- لرأيت أمرًا عظيمًا أو فظيعًا، لأن القوة لله.
أو تجعل جواب (لو): لرأيت أن القوة لله.
والرؤية هاهنا بمعنى الإبصار.
ومن قرأ بالياء، فـ{الذين ظلموا}، فاعل {يری}؛ وهو من رؤية البصر أيضًا.
قال أبو علي وغيره: «{أن القوة لله}: مفعول؛ والتقدير: ولو يرى الذين ظلموا أن القوة الله».
ولا يصح هذا، لأهم قد رأوا أن القوة الله جميعًا إذ رأوا العذاب؛ فما معنی لو؟!
[فتح الوصيد: 2/684]
وقال أبو إسحاق: «ولو رأي المشركون عذاب الآخرة، لعلموا حين يرونه أن القوة لله جميعًا».
وكذلك قال أبو عبيد.
قال: «هي في التفسير: لو رأى الذين كانوا يشركون عذاب الآخرة، العلموا حين يرونه أن القوة لله جميعًا وأن الله شديد العذاب».
ومعناه: لو رأوا عذاب الآخرة في الدنيا، لعلموا حين يرونه أن القوة لله جميعًا.
وهو جيد لولا قوله: «كانوا يشركون».
ولذلك قال المبرد: «هذا التفسير الذي جاء به أبو عبيد بعيد، وعبارته فيه غير جيدة، لأنه يقدر: ولو يرى الذين ظلموا العذاب؛ فكأنه جعله مشكوكًا فيه، وقد أوجبه الله عز وجل».
ولو أسقط أبو عبيد (كانوا) من عبارته وجعل التقدير: ولو رأوا في الدنيا، لتخلص الكلام، ولم يرد عليه اعتراض المبرد.
قال الأخفش والمبرد: «إنما التقدير: ولو يرى الذين ظلموا أن القوة الله. و{يرى}، بمعنى يعلم؛ أي لو يعلمون حقيقة قوة الله. فـ(یری)، واقع علی (أن). وجواب (لو) محذوف؛ أي لعلموا ضرر اتخاذ الآلهة».
والحذف أشد في الوعيد لذهاب وهم المخاطب إلى كل عقاب.
[فتح الوصيد: 2/685]
وإذا كانت الرؤية رؤية القلب، فـ(أن) سدت مسد المفعولين.ولكن يبقى في هذا القول: إذ يرون العذاب بماذا يتعلق؟
فإن تعلق بـ(یری)، صار التقدير: ولو علم الذين ظلموا إذ رأوا العذاب أن القوة الله جميعًا، فيرد عليه ما أورد على أبي عبيد، لأهم إذا رأوا العذاب، علموا ذلك يقينًا. فلا معنى لقوله: (لو).
وأقرب مما قدروه عندي، أن تجعل {الذين} في قراءة من قرأ بالغيب مفعولًا أيضًا، والفاعل مستر في (يری)، راجعٌ إلى (من) في قوله: {من يتخذ من دون الله}، وجواب (لو) محذوف، وتقديره: لعلم؛ أو لرأى أن القوة لله، وأن اتخاذه الأنداد من دونه طلبًا لدفعها أو نفعها- والقوة في الدفع والنفع الغيرها من الضلال والخسار.
ومعنى قراءة ابن عامر {إذ يرون}، أي يريهم الله، فبني لما لم يسم فاعله، وأقيم الضمير في (يرون) مقام الفاعل.
وقوله: (الياء بالضم كللا)، جعل الياء مكللة بالضم؛ وأراد به أن صورة الضمة عليها قد كللتها، كما قالوا: روضة مكللة، أي محفوفة بالنور.والإكليل أيضًا: عصابة من الجوهر يلبسها الملوك؛ فكأن الضمة على الياء في رأسها، كالإكليل في رأس الملك). [فتح الوصيد: 2/686]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [493] وأي خطابٍ بعد عم ولو ترى = وفي إذ يرون الياء بالضم كللا
ب: (كللا): صير مكللًا من الإكليل، وهو: تاج الملك.
ح: (ولو ترى): مبتدأ، (أي خطاب): خبره، (بعد): ظرف مقطوع عن الإضافة، أي: بعد بحث الريح، والاستفهام بمعنى التعظيم، يعني: ولو ترى أي خطاب عظيم يتعلق به أمرٌ فظيع، و(عم): خبر آخر، أو حال، (الياء): مبتدأ، (في إذ يرون): ظرفه، (كللا) بالضم -: جملة خبر المبتدأ.
[كنز المعاني: 2/44]
ص: أي: قرأ نافع وابن عامر: (ولو ترى الذين ظلموا إذ) [165] بتاء الخطاب، والخطاب لكل أحدٍ، أي: لو ترى أيها الإنسان القوم الظالمين حين يرون العذاب لرأيت أمرًا فظيعًا، وأشار إلى العموم بقوله: (عم)، أو الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وتتبعه الأمة.
والباقون بالغيبة على أن {الذين ظلموا}: فاعل، و{إذ يرون} مفعول، وجواب {لو} محذوف على القراءتين، و{أن القوة}: مفتوح على أنه معمول الجواب، نحو: لعلموا أن القوة، وفيه وجوه آخر لا نطيل الكلام بذكرها.
ثم قال كلل الياء بالضم في {يرون}، أي: جعل الضم فيه كالإكليل، والمعنى: قرأ ابن عامر: {إذ يرون العذاب} [165] بضم الياء على البناء
[كنز المعاني: 2/45]
للمجهول من الإراءة، أي: الله يريهم، والباقون: بفتح الياء على البناء للفاعل، أي: يريهم الله فيرونه). [كنز المعاني: 2/46]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (491- وَأَيُّ خِطَابٍ بَعْدُ "عَمَّ" وَلَوْ تَرى،.. وَفي إِذْ يَرَوْنَ اليَاءُ بِالضَّمِّ "كُـ"ـلِّلا
بعد يعني: بعد ذكر الريح: {وَلَوْ تَرَى} مبتدأ خبره ما قبله، كقولك:؛ أي: رجل زيدا على سبيل التعظيم والتفخيم لشأنه لا على محض
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/335]
الاستفهام؛ أي: هو خطاب عظيم يتعلق به أمر فظيع من شدة عذاب الله يوم القيامة لمتخذي الأنداد من دون الله، وقيل: وأي خطاب مبتدأ، وعم خبره، وأشار بقوله: عم إلى أنه خطاب عام لكل إنسان؛ أي: ولو ترى أيها الإنسان القوم الظالمين حين يرون العذاب يوم القيامة لرأيت أمرا فظيعا وشدة شديدة لا يماثلها شدة، وإن كان الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- فهو من باب مخاطبة رئيس القوم بما هو مطلوب منه ومن جميع قومه، وهو مثل قوله تعالى: {الَمْ تَعْلَمْ انَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، {يَا ايُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ}، فأشار بقوله: عم إلى أنه وإن كان على لفظ الخطاب للمفرد فالمراد به تعميم كل مخاطب فالذين ظلموا "مفعول" ترى على قراءة الخطاب، و"إذ يرون" ظرف للرؤية، وهي في الموضعين من رؤية البصر، ويجوز أن يكون "إذ يرون" بدلا من "الذين ظلموا" بدل الاشتمال كما قيل ذلك في نحو: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ}، أي ولو ترى زمان رؤية الظالمين العذاب وقد صرح بهذا المعنى في آيات كثيرة نحو: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ}، {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ}، {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ}، {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ}، {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ}، {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ}.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/336]
وعلى قراءة الغيبة يكون "الذين ظلموا" فاعل "يرى"، و"إذ يرون" مفعوله على سياق هذه الآيات المذكورة، وجواب "لو" محذوف على القراءتين، و"أن القوة" وما بعده معمول الجواب المحذوف؛ أي: لرأيت أو لرأوا أو لعلموا أن القوة لله؛ أي: لشاهدوا من قدرته سبحانه ما تيقنوا معه أنه قوي عزيز، وأن الأمر ليس ما كانوا عليه من جحورهم لذلك وشكهم فيه وقيل: الجواب بجملته محذوف مثل: {وَلَوْ انَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ}، وإنما أبهم تفخيما للأمر كما يقول القائل: لو رأيت فلانا والسياط تأخذه ولو رأيته والسيوف تغشاه من كل جانب؛ أي: لرأيت أمرا شاقا لا صبر على رؤيته فكيف صبر من حل به أو تقديره لعلموا مضرة اتخاذهم للأنداد وأن القوة على تقدير؛ لأن القوة فهو تعليل للجواب وقيل: {أَنَّ الْقُوَّةَ} على قراءة الغيبة مفعول يرى، وعند هذا يجوز أن يكون يرى من رؤية القلب، وسدت "أن" مسد المفعولين، وقيل: إن القوة على قراءة الخطاب بدل من العذاب وقيل على قراءة الغيبة: التقدير "ولو يرى الذين ظلموا" في الدنيا حالهم حين يرون"، لأقلعوا عن اتخاذ الأنداد، وقيل: "الذين ظلموا" مفعول كما في قراءة الخطاب، والفاعل ضمير عائد على لفظ من في قوله: من يتخذ، وقيل التقدير: ولو يرى راء أو إنسان في الدنيا حال الظالمين إذ يرون العذاب لعلم أن القوة لله كما قيل في قوله تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}، أي: ولا يحسبن حاسب، وقيل: التقدير: ولو يرى أحد حالهم في ذلك الوقت، فرأى أمرا هائلا، وقيل: المعنى: ولو تيقن الذين ظلموا زمان رؤية العذاب فيكون المراد به الإيمان بالبعث على أن يرى بمعنى عرف وهذا من المواضع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/337]
المشكلة، وما قدمته أحسن الوجوه في تفسيره، وإذ فيه لمجرد الزمان من غير تعرض لمضي كما تستعمل إذا كذلك من غير تعرض للاستقبال نحو: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}،
وقال أبو علي: إنما جاء على لفظ المضى لما أريد فيها من التحقيق والتقريب وعلى هذا جاء: {وَنَادَى اصْحَابُ الْجَنَّةِ اصْحَابَ النَّارِ}، ومنه: قد قامت الصلاة والخلاف في يرون بفتح الياء وضمها ظاهر فإن الله تعالى يريهم ذلك فيرونه، وما أحسن ما عبر عن الضمة على الياء بأن الياء كللت بها، شبه الضمة بالإكليل وهو تاج الملك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/338]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (493 - وأيّ خطاب بعد عمّ ولو ترى ... وفي إذ يرون الياء بالضّمّ كلّلا
قرأ المشار إليهما بكلمة (عم) وهما: نافع عامر بتاء الخطاب في قوله تعالى: وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا. ويشير بقوله (وأي خطاب) إلى تفخيم شأن هذا الخطاب وتهويل أمره؛ لما فيه من الدلالة على تفظيع العذاب الذي ادخره الله عزّ وجلّ لمتخذي الأصنام أندادا، وفي قوله (عم) إشارة إلى أن قوله تعالى: وَلَوْ تَرى * على هذه القراءة- الخطاب فيه عام لكل من تتأتى منه الرؤية، وقرأ غيرهما بياء الغيب. وقرأ ابن عامر إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ بضم الياء فتكون قراءة غيره بفتحها. ومعنى قوله (كلّلا) أن الياء كللت بالضمة شبه الضمة بالإكليل وهو التاج الذي يوضع فوق رأس الملوك). [الوافي في شرح الشاطبية: 213]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (70- .... .... .... وَيَرَى اتْلُ خَا = طِبًا حُزْ وَأَنَّ اكْسِرْ مَعًا حَائِزَ الْعُلَا). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم فصل فقال: ويرى اتل خاطبًا أي قرأ المشار إليه (بألف) اتل وهو أبو جعفر و{ولو يرى الذين} [165] بياء الغيب كما نطق به فذكره باعتبار مخالفته أصله يوجب أن يكون اللفظ بالغيبة وقوله: خاطبًا حز أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب بناء الخطاب فيهما أن لكل فرد وجواب لو على القراءتين محذوف أي لرأوا أو لرأيت أمرًا فظيعًا.
ثم استأنف فقال: وإن اكسر معًا حائز العلا أي قرأ مرموز (حا) حائز و(ألف) العلا يعقوب وأبو جعفر بكسر همزة {أن} في الموضعين وهما{أن القوة لله جميعًا وأن الله شديد العذاب} [165] على تقدير لقالوا أنالاستئناف الأول وعطف الثاني عليه وعلم من انفرادهما أنه قرأ خلفبالفتح على تقدير لعلموا أو لعلمت). [شرح الدرة المضيئة: 94]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، فَرَوَى ابْنُ شَبِيبٍ عَنِ الْفَضْلِ مِنْ طَرِيقِ النَّهْرَوَانِيِّ عَنْهُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/224]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَرَوْنَ الْعَذَابَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الْيَاءِ قَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/224]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا، وَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا عَلَى تَقْدِيرِ " لَقَالُوا " فِي قِرَاءَةِ الْغَيْبِ، أَوْ " لَقُلْتُ " فِي قِرَاءَةِ الْخِطَابِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ عَلَى أَنَّ جَوَابَ " لَوْ " مَحْذُوفٌ أَيْ لَرَأَيْتَ، أَوْ لَرَأَوْا أَمْرًا عَظِيمًا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا عَلَى تَقْدِيرِ لَعَلِمُوا، أَوْ لَعَلِمْتَ "، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي ضَمِّ طَاءِ خُطُوَاتِ عِنْدَ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي يَأْمُرُكُمْ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ بَلْ نَتَّبِعُ فِي فَصْلِ لَامِ بَلْ وَهَلْ). [النشر في القراءات العشر: 2/224]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن عامر ويعقوب وعيسى بن وردان بخلاف عنه {ولو يرى} [165] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 464]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {إذ يرون} [165] بضم الياء، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 464]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر ويعقوب {أن القوة} [165]، {وأن الله} [165] بكسر الهمزة فيهما، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 464]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (482- .... .... ترى الخطاب ظل = إذ كم خلا خلفٌ .... ....). [طيبة النشر: 65]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (482- .... .... .... .... .... = .... .... .... يرون الضّمّ كل). [طيبة النشر: 65]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (483 - أنّ وأنّ اكسر ثوى .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (ترى الخطاب) يريد قوله تعالى: ولو ترى الذين ظلموا قرأ بالخطاب يعقوب ونافع وابن عامر وعيسى بخلاف عنه حملا على الخطاب في نظائره نحو «ولو ترى إذ وقفوا على النار، ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت، ولو ترى إذ الظالمون» فالخطاب له صلى الله عليه وسلم، والمراد تنبيه غيره، فالذين ظلموا مفعول ترى، والباقون بالغيب على أن الذين ظلموا فاعل «وإذ يرون» مفعول على سياق هذه الكلمات قوله: (ظل) أي دام وبقي قوله: (خلا) أي مضى قوله: (يرون) أي «إذ يرون العذاب» بضم الياء ابن عامر: أي يريهم الله العذاب كقوله تعالى: كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم والباقون بالفتح حملا على قوله: «ورأوا العذاب» قوله: (كل) الكل: الثقل، أشار بذلك إلى الضم، لأنه أثقل الحركات.
أنّ وأنّ اكسر (ثوى) وميّته = والميتة اشدد (ث) ب والأرض الميّتة
يريد قوله تعالى: أن القوة لله جميعا وأن الله كسر الهمزة منهما أبو جعفر ويعقوب على الاستئناف، والباقون بالفتح فيهما: أي لأن). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 189]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإلى خلاف أبي جعفر أشار بقوله:
ص:
والحجّ خلفه ترى الخطاب (ظ) لـ = (إ) ذ (ك) م (خ) لا يرون الضّمّ (ك) لّ
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب وهمزة (إذ) نافع وكاف (كم) ابن عامر ولو ترى الذين ظلموا [البقرة: 165]- بتاء (الخطاب).
واختلف عن ذي حاء (حلا) ابن وردان:
فروى ابن شبيب من طريق النهرواني عنه بالخطاب، وروى غيره بالغيب كالباقين.
وقرأ ذو كاف (كل) ابن عامر يرون العذاب [البقرة: 165] بضم الياء، والباقون بفتحها.
وجه (الخطاب ترى): توجيهه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، وبشرى إلى أمته على حد ولو ترى إذ وقفوا على ربّهم [الأنعام: 30].
أو إلى الإنسان؛ ليرتدع العاصي ويقوى الطائع.
أو الظالم؛ تخويفا له.
ووجه الغيب: [إسناد] الفعل إلى الظالم؛ لأنه المقصود بالوعيد والتهديد، أو إلى متخذي الأنداد.
ووجه ضم الياء: بناؤه للمفعول من «أراه» على حد يريهم الله [البقرة: 167].
ووجه فتحها: بناؤه للفاعل على حد وإذا رءا الّذين ظلموا [النحل: 85] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/191]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أنّ وأنّ اكسر (ثوى) وميته = والميتة اشدد (ث) بـ والارض الميّته
ش: أي قرأ مدلول (ثوى) يعقوب وأبو جعفر إن القوة لله جميعا وإن الله [البقرة: 165] بكسر همزة «إن» [فيهما على تقدير «لقالوا» في قراءة الغيب، أو «لقلت»
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/191]
في قراءة الخطاب.
ويحتمل أن يكون للاستئناف على أن جواب «لو» محذوف، أي: لرأيت- أو لرأوا- أمرا عظيما].
وقرأ الباقون بفتحهما [على تقدير: لعلموا أو لعلمت] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/192]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولو ترى الذين" [الآية: 165] فنافع وابن عامر وكذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل بن شاذان عنه، ويعقوب بالمثناة من فوق خطابا له، ويرى إلى أمته والذين نصب به و"إذ" ظرف ترى أو بدل اشتمال من الذين على حد قوله تعالى: "إذ انتبذت" وجواب لو محذوف على القراءتين أي: لرأيت أمرا فظيعا، وافقهم الحسن، والباقون بمثناة من تحت على إسناد الفعل إلى الظالم؛ لأنه المقصود بالوعيد، والذين رفع به وإذ مفعوله "وأمال" يرى الذين وصلا السوسي بخلف عنه ووقفا أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وبالصغري الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/425]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَرَوْنَ الْعَذَابَ" [الآية: 165] فابن عامر بضم الياء على البناء للمفعول على حد "يريهم الله" والباقون بفتحها على البناء للفاعل على حد "وَإِذَا رَأى الَّذِين"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/425]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [الآية: 165] فأبو جعفر ويعقوب بكسر الهمزة فيها على تقدير إن جواب لو لقلت أن القوة لله في قراءة الخطاب، ولقالون في قراءة الغيب ويحتمل أن تكون على الاستئناف، والباقون بفتحهما والتقدير: لعلمت أن القوة لله أو لعلموا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/425]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تفخيم لام "ظلموا" للأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({ولو ترى} [165] قرأ نافع والشامي بالتاء الفوقية، على الخطاب، والباقون بالياء). [غيث النفع: 413]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إذ يرون} قرأ الشامي بضم الياء، والباقون بفتحها، على البناء للمفعول والفاعل). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذا يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن شديد العذاب (165)}
{الناس}
- تقدمت الإمالة في الآيات: 8، 94، 96
{يحبونهم}
- قراءة الجماعة "يحبونهم" بضم الياء في أوله من "أحب" الرباعي.
- وقرأ أبو رجاء العطاردي "يحبونهم" بفتح الياء، وهي لغة.
{كحب الله ... حبا لله}
- روى عن أبي المتوكل وجماعة أنهم قرأوا بتخفيف الباء "كحب الله... حبا لله".
{ولو يرى}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو عمر وابن ذكوان والصوري "يرى" بالإمالة في الوقف.
- وقرأه السوسي بالإمالة في حالة الوصل بخلاف عنه.
- وقرأ الأزرق وورش بالصغرى.
وذكر الإمالة ابن خالويه عن يحيى بن يعمر، ولم يبين أ في الوقف هي أو في الوصل.
[معجم القراءات: 1/225]
- وقرأ نافع وابن عمر وابن عامر وابن وردان والنهراوي وابن شادان ويعقوب والحسن وقتادة وسيبة وأبو جعفر وإسماعيل: "ولو ترى" بالتاء من فوق، وهو عند الزجاج خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وحميد والأعمش. "ولو يرى" بالياء من أسفل، وهي اختيار أبي عبيد.
{إذ يرون}
- قرأ ابن عامر "إذ يرون" بضم الياء.
- وقرأ نافع وابن عامر "إذ ترون" بالتاء المفتوحة.
- وقراءة الباقين "إذا يرون" بالياء المفتوحة.
{أن القوة... وأن الله}
- الذين قرأوا "لو ترى" بالتاء قرأوا "إن القوة.. وإن الله" بكسر الهمزة فيهما، وهي قراءة أبي جعفر ويعقوب والحسن وقتادة وشيبة.
[معجم القراءات: 1/226]
- والذين قرأوا "ولو يرى" بالياء من أسفل قرأوا "أن القوة.. وأن الله" بفتح الهمزة فيهما.
- وقرأت طائفة وكذا أبو جعفر يزيد بن القعقاع:
"ولو يرى" بالياء من أسفل، "إن القوة... وإن الله" بكسر الهمزة فيهما.
{ظلموا}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش في هذا الفعل في الآية/95). [معجم القراءات: 1/227]

قوله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم الذال في التاء من "إذ تبرأ" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالإظهار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ولا خلاف في "الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا" أن الأول مبني للمفعول والثاني مبني للفاعل إلا ما روي شاذا عن مجاهد بالعكس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم الهاء والميم من "بهم الأسباب" و"يريهم الله" وإمالة النار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({بهم الأسباب} و{يريهم الله} [197] جلي). [غيث النفع: 413] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب (166)}.
{إذ تبرأ}:
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وهشام وحمزة الكسائي وخلف وخلاد وابن محيصن.
- وقرأ بالإظهار نافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر عن عاصم.
{تبرأ}
قرأ حمزة وهشام في الوقف بالتسهيل. والبدل، وصورته "تبرأ"
- والباقون على تحقيق الهمزة "تبرأ"
{اتُبعوا... اتَبعوا}: - قرأ الجمهور الفعل الأول مبنيًا للمفعول، والفعل الثاني مبنيًا للفاعل "اتبعوا.... اتبعوا".
[معجم القراءات: 1/227]
- وقرأ مجاهد عكس هذه القراءة.
"اتبعوا... اتبعوا" الأول مبني للمعلوم، والثاني مبني للمفعول.
{وتقطعت}:
- هذه قراءة الجماعة على البناء للفاعل "تفطعت".
- وقرئ " وتقطعت" بالبناء للمفعول.
{بهم الأسباب}:
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن "بهم الأسباب" بضم الميم وكسر الهاء، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن "بهم الأسباب" بكسر الهاء والميم.
- وضم الهاء والميم حمزة والكسائي وخلف والأخفش "بهم الأسباب"). [معجم القراءات: 1/228]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بخارجين} [167، المائدة: 37]: ممال فيهما: العبسي طريق الأبزاري وعباس، وأبو زيد، وقتيبة). [المنتهى: 2/589]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم الهاء والميم من "بهم الأسباب" و"يريهم الله" وإمالة النار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({بهم الأسباب} و{يريهم الله} [197] جلي). [غيث النفع: 413] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تبرءوا} ما فيه لورش من القصر والتوسط والمد كذلك). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعملهم حسرتٍ عليهم وما هم بخرجين من النار (167)}
{فنتبرأ}
- قراءة حمزة وهشام في الوقف بالإبدال "فنتبرأ".
- والجماعة على التحقيق.
{كما تبرءوا منا}
- قرأ ورش والأزرق بثلاثة أوجه في تبرؤوا: المد- والقصر، والتوسط.
- وفيه لحمزة وهشام عند الوقف وجهان:
[معجم القراءات: 1/228]
1- التسهيل
2- الحذف، فيصير النطق بواو ساكنة بعد الراء "تبروا".
{يريهم الله}
- قراءة أبي عمرو بكسر الهاء والميم وصلًا "يريهم الله".
- وقرأ الكسائي ويعقوب وخلف. "يريهم الله" بضم الهاء والميم وصلًا.
- والباقون بكسر الهاء وضم الميم "يريهم الله".
- وأما في الوقف فكل القراء يكسرون الهاء، ويسكنون الميم، إلا يعقوب فقرأ في الوقف "يريهم" بضم الهاء وسكون الميم.
{عليهم}
- قرأه يعقوب وحمزة بضم الهاء "عليهم".
{بخارجين}
- قرأ محبوب بن الحسن وعباس والأصمعي عن أبي عمرو "بخارجين" بالإمالة.
قال ابن مجاهد: "ولم يروها غيرهم، وهذا خلاف ما عليه العامة من أصحاب أبي عمرو".
{من النار}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/39 من هذه السورة فارجع إليها). [معجم القراءات: 1/229]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #48  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 06:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (168) إلى الآية (173) ]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (57 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {خطوَات} 168 فِي ضم الطَّاء وإسكانها
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ وَحَفْص عَن عَاصِم {خطوَات} مثقلة
وروى ابْن فليح عَن أَصْحَابه عَن ابْن كثير {خطوَات} خَفِيفَة
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَمْزَة {خطوَات} سَاكِنة خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 173 - 174]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({خطوات} بتخفيف مكي إلا الخزاعي وأبو عمرو غير عباس- ونافع وأبو بكر- غير البرجمي- وحمزة وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 190]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({خطوات} [168، 208]، حيث جاء: خفيف: نافع، وأبو عمرو غير عباس، وأيوب، وحمصي وحمزة، وخلف، وأبو بكر إلا البرجمي، وقنبل طريق الهاشمي والربعي،
[المنتهى: 2/589]
والبزي طريق أبي ربيعة إلا ابن زياد. بالهمز سلام).[المنتهى: 2/590]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قنبل وحفص والكسائي وابن عامر (خطوات) بضم الطاء، وقرأ الباقون بالإسكان وذلك حيث وقع). [التبصرة: 163]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قُنبل، وحفص، وابن عامر، والكسائي: {خطوات} (168): بضم الطاء، حيث وقع.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 235]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قنبل وحفص وابن عامر والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب (خطوات) بضم الطّاء
[تحبير التيسير: 298]
حيث وقع والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 299]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خُطُوَاتِ) خفيف نافع، وحمصي، وحَمْزَة غير العنبسي، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني وأبو حنيفة، وأحمد، والحسن في رواية عباد بن راشد، والْمُعَلَّى، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، وأيوب وأَبُو عَمْرٍو غير عبد الوارث، وعباس، وبشير، ومسعود بن عبد اللَّه، وأبو بكر غير البرجمي، وقُنْبُل طريق الهاشمي، والربعي، والبزي طريق أبي ربيعة غير ابن زياد، وابن مُحَيْصِن رواية ابن علي، الباقون مثقل وهو الاختيار؛ لأنه في العربية أكثر والأثر معه موجود، وحَمْزَة، وسلام روى أبو السَّمَّال (خُطَوَاتِ) بضم الخاء وفتح الطاء والواو). [الكامل في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([168]- {خُطُوَاتِ} بضم الطاء حيث وقع: قنبل وحفص وابن عامر والكسائي.
[الإقناع: 2/605]
واختُلف عن أبي ربيعة عن البزي). [الإقناع: 2/606]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (494 - وَحَيْثُ أَتي خُطُوَاتٌ الطَّاءُ سَاكِنٌ = وَقُلْ ضَمُّهُ عَنْ زَاهِدً كَيْفَ رَتَّلاَ). [الشاطبية: 40]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([494] وحيث أتى خطواتٌ الطاء ساكنٌ = وقل ضمه (عـ)ن (ز)اهدٍ (كـ)يف (ر)تلا
الخطوة بفتح الحاء، مصدر: خطا خطوةً.
والخطوة بضمها الاسم، وهو لما بين القدمين؛ أي لا تتبعوا طريقه ولا تسلكوا مسالكه.
وجمع خطوة: خطواتٌ بضم الطاء، كـ: غرفة وغرفات.
والتخفيف لغة تميم وطائفة من قيس: يسكنون تخفيفًا.
فإن قلت: فهلا قلتم: إن هذا الإسكان، الذي في الواحد؛ فيكون قد جمع على الأصل؟
قلت: بل هو للتخفيف بعد تقديم الضم فيه.
وأما في المفتوح الفاء، فهو الإسكان الأصلي، ولا يكون إلا في الضرورة كقوله:
أبت ذكر عودن أحشاء قلبه = خفوقًا ورفضات الهوى في المفلصل
وذلك أن التحريك التزم في الأسماء دون الصفات للفرق، وكانت الأسماء أولى بذلك لخفتها وثقل الصفات، فحرك في المفتوح الفاء بالفتح كـ: جمرات، لأن الفتح أخف من غيره وأسكن في الصفة كـ: سهلات وصعبات. ولم يسكن ذلك في الأسماء إلا في ضرورة الشعر، لأن الفتح خفيفٌ،
[فتح الوصيد: 2/687]
فلا يكون إسكائه للتخفيف، فحرك في المكسور الفاء بالكسر على الإتباع، وأسكن طلبًا للخفة.
وفتح أيضًا لذلك، وذلك نحو: سدرات، وأسكن في الصفة لا غير للفرق نحو: رخوات.
وكذلك في المضموم: ضم للإتباع كـ: حجرات وظلمات.
وأسكن إتباعًا، وفرارًا من الثقل.
وفتح أيضًا، لأن الفتح أخف، وأسكن في الصفة لا غير، نحو: خلوات.
فالإسكان في المفتوح الفاء، للضرورة. وفي الضربين بعده على السعة في لغة بني تميم وبعض قيس.
وقوله: (كيف رتلا)، أي كيف رتل القراءة، فإنه يضم.
وقال: (عن زاهد)، إشارة إلى عدالة نقلته؛ لأن مكيا وغيره اختار الإسكان وقال: «لخفته، ولأن عليه أكثر القراء» ). [فتح الوصيد: 2/688]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [494] وحيث أتى خطواتٌ الطاء ساكنٌ = وقل: ضمه عن زاهدٍ كيف رتلا
ح: (الطاء ساكنٌ): مبتدأ وخبر، (حيث): ظرف (ساكنٌ)، (خطواتٌ): فاعل (أتى)، ضمير (ضمه): للطاء، و (ضمه): مبتدأ، (عن زاهد): خبر، (كيف رتلا): ظرف الضم، أي: يضم (خطوات) كيف رتل القراءة.
ص: أي: طاء: {خطوات} حيث أتى في جميع القرآن ساكن لغير المذكورين بعد موافقة للفظ المفرد، لأنه جمع (الخطوة) اسمًا لما بين القدمين من (خطا يخطو).
وأما حفص وقنبل وابن عامر والكسائي فإنهم يضمون الطاء إتباعًا للخاء، وهما لغتان، ومدح الرواة بقوله: (عن زاهد) ). [كنز المعاني: 2/46]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (492- وَحَيْثُ اتي خُطُوَاتٌ الطَّاءُ سَاكِنٌ،.. وَقُلْ ضَمُّهُ "عَـ"ـنْ "زَ"اهِدً "كَـ"ـيْفَ "رَ"تَّلا
أي كيفما رتل القرآن فإنه يضم الطاء وضمها وإسكانها لغتان: فالإسكان موافق للفظ المفرد؛ لأنه جمع خطوة وهو اسم ما بين القدمين: من خطا يخطو والمصدر بفتح الخاء فمعنى قوله تعالى: {ولا تَتَّبِعُوا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/338]
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}؛ أي: لا تسلكوا مسالكه ولا تفعلوا فعله، وضم الطاء في الجمع؛ للاتباع، ويجوز الفتح في اللغة أيضا، وقوله: عن زاهد؛ أي: الضم محكي مروي عن قارئ زاهد إشارة إلى عدالة نقلته والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/339]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (494 - وحيث أتى خطوات الطّاء ساكن ... وقل ضمّه عن زاهد كيف رتّلا
المعنى: أن لفظ خطوات حيث وقع في القرآن الطاء فيه ساكن للجميع ما عدا حفصا وقنبلا وابن عامر والكسائي؛ فإنهم يضمونها، وذكر الناظم القراءتين؛ لأن إحداهما لا تؤخذ من الضد إذ ضد السكون الفتح، وضد الضم الفتح). [الوافي في شرح الشاطبية: 213]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (75- .... .... .... أُكْلُهَا الرُّعُبْ = وَخُطْوَاتِ سُحْتٍ شُغْلِ رُحْمًا حَوَى الْعُلَا
76 - وَنُذْرًا وَنُكْرًا رُسْلُنَا خُشْبُ سُبْلَنَا = حِمًا عُذْرًا اَوْ يَا قُرْبَةٌ سَكَّنَ الْمَلَا). [الدرة المضية: 24] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف وقال: أكلها الرعب وخطوات إلخ أي قرأ مرموز (حا) حوی و(ألف) العلا وهما يعقوب وأبو جعفر في الألفاظ الستة بضم العين وأطلق فاندرج فيه نظيره وأطلق (الرعب) أي كيف وقع وكذلك (خطوات) حيث وقع وكذلك سحت وهو معرف وعلم من الوفاق
[شرح الدرة المضيئة: 98]
لخلف الإسكان في الأربع كلمات وهي «الرعب وخطوات والسحت ورحما» وتعين له الضم في «أكلها والأكل وأكله وأكل» و{في شغلٍ} [55] في سورة يس.
ثم فصل فقال: ونذرًا ونكرًا رسلنا إلخ أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب بضم العين في الألفاظ الخمسة واحترز بنذر المنصوب المنون عن المرفوع نحو {فما تغن النذر} [القمر: 5] فإنه متفق عليه بالتحريك واحترز بنكرا المنصوب وهو موضعان بالكهف[74، 87] وموضع بالطلاق[8] عن المجرور وهو {إلى شيء نكر} [6] في القمر فإنه على أصله فيه بالتحريك واندرج في رسلنا رسلهم ورسلكم حيث وقع ثم قال عذرًا أو أي قرأ مرموز (الباء) من قوله أو با وهو روح عذرًا بالتحريك وقوله أو قيد من قوله با في ذال (عذرًا).
ثم قال: قربة سكن الملا أي قرأ المرموز إليه (بألف) الملا وهو أبو جعفر {قربة لهم} [99] في التوبة بإسكان الراء فذكر باعتبار مخالفته). [شرح الدرة المضيئة: 99] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم خطوت [البقرة: 168] ويأمركم [البقرة: 169] وبل نتّبع [البقرة: 170] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/192] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "خطوات" [الآية: 168] بإسكان الطاء حيث جاء نافع والبزي من طريق أبي ربيعة وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بالضم وعن الحسن فتح الخاء وسكون الطاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({خطوات} [168] قرأ نافع والبزي وبصري وشعبة وحمزة بإسكان الطاء، والباقون بضمها، لغتان، الأولى تميمية والثانية حجازية). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حللا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (168)}
{خطوات}
- قرأ ابن عامر والكسائي وقنبل وحفص وعاصم وابن كثير وأبو عمرو والبرجمي وأبو بكر وأبو جعفر والنبال والبزي وطلحة اليامي وشيبان أبو معاوية وطلحة الرازي، والمفضل والحسن
[معجم القراءات: 1/229]
البصري وقتادة ويعقوب وعمرو بن ميمون بن مهران "خطوات" بضم الخاء والطاء.
- وقرأ نافع وأبو عمر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والبزي وأبو ربيعة وخلف والحسن وابن فليح وابن كثير أيضًا والأعمش وعيسى الهمداني وابن إدريس وأبو مجلز ومبشر بن عبيد وشيبة "خطوات" بضم فسكون.
قال الأصبهاني: "واختلف عن ابن كثير، والذي أعتمد مما قرأته "خطوات" ساكنة الطاء في رواية القواس والبزي جميعًا.
وقرأت في رواية ابن فليح والخزاعي عن البزي "خطوات" بضم الطاء
- وقرأ أبو السمال: "خطوات" بضم الخاء وفتح الطاء وبالواو.
- قال أبو حيان: "هذه لغى ثلاث في جمع خطوة".
- ونقل ابن عطية والسجاوندي أن أبا السمال قرأ "خطوات" بفتح الخاء والطاء والواو، وهي قراءة عبيد بن عمير وأبي حرام الأعرابي.
[معجم القراءات: 1/230]
- وقرأ علي وقتادة والأعمش وسلام والأعرج وعمرو بن ميمون وعمرو بن عبيد وعيسى بن عمرو وأبو عمران الجوني. "خطوات" بضم الخاء والطاء والهمز، وقالوا فيها: ضعيفة، ومرفوضة، وغلط.
وقالوا: هي جمع خطيئة.
قلت: كيف ترد مع هذا العدد من القرأة؟!
- وقرأ الحسن البصري وأبو الجوزاء "خطوات" بفتح الخاء وسكون الطاء). [معجم القراءات: 1/231]

قوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم خطوت [البقرة: 168] ويأمركم [البقرة: 169] وبل نتّبع [البقرة: 170] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/192] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يأمركم" [الآية: 169] بإسكان الراء أبو عمرو من أكثر طرقه وله الاختلاس وروى الإشمام للدوري عنه كما تقدم، وسبق إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه وورش وأبي جعفر، وكذا إشمام "قيل" وإدغامها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يأمركم} [169] لا يخفى {قيل} [170] كذلك). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (169)}
{يأمركم}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش وأبو جعفر والأصبهاني "يامركم" بإبدال الهمزة ألفًا.
وتقدم مثل هذا في الآية/67 من هذا السورة.
- وقرأ أبو عمرو "يأمركم" بإسكان الراء.
- وروي عنه أنه قرأ باختلاس الحركة في الراء، وكذا ابن محيصن.
[معجم القراءات: 1/231]
- وقرأ بالإشمام أبو عمرو والدوري.
- وقراءة الجماعة بضم الراء "يأمركم"، وروي هذا الوجه عن الدوري أيضًا.
{بالسوء}
- فيه لحمزة وهشام بخلاف عنه وقفًا أربعة أوجه هي:
النقل مع السكون، والروم، والإدغام مع السكون المحض، والروم). [معجم القراءات: 1/232]

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم خطوت [البقرة: 168] ويأمركم [البقرة: 169] وبل نتّبع [البقرة: 170] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/192] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بل نتبع" [الآية: 170] بإدغام اللام في النون الكسائي وحده والباقون بالإظهار، وما وقع في الأصل هنا من ذكر الخلاف فيها لهشام وتصويب الإدغام عنه لعله سبق قلم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق مد "شيئا" للأزرق، وكذا حمزة وصلا، وأما وقفا فبالنقل وبالإدغام ويوقف له على دعاء ونداء ونحوهما، مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بالتنوين
[إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
بعد ألف بالتسهيل بين بين مع المد والقصر، هذا ما عليه الجمهور واقتصر عليه في الطيبة، وحكي آخران: أحدهما إسقاط الهمزة انفرد به صاحب المبهج، والثاني إبدالها ألفا ثم تحذف إجراء للمنصوب مجرى المرفوع، والمجرور وليس من هذه الطرق، وإن أطال في النشر الكلام عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/427]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءابآءنا} [170] {وندآء} تسهيل همزهما مع المد والقصر لحمزة إن وقف كذلك). [غيث النفع: 413] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءابآؤهم لا يعقلون شيئًا} [170] هذا مما اجتمع فيه باب {ءامنوا} مع باب {شيء} والمتساهلون يقرءونه بستة أوجه، من ضرب ثلاثة في اثنين، أو
[غيث النفع: 413]
عكسه، والصحيح منها أربعة، فعلى القصر في {ءابآؤهم} التوسط في {شيئا} وعلى الطويل فيه التوسط والطويل في {شيئا} وهكذا كل ما ماثله.
وكذا عكسه وهو إذا تقدم ذو اللين على باب {ءامنوا} نحو {لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة} [آل عمران: 176] فالتوسط في حرف اللين عليه الثلاثة في باب {ءامنوا} والطويل عليه الطويل فقط، وقد نظمت ذلك فقلت:
إذا جا كشيء مع كآت فأربع = توسط شيء مع ثلاث به أجز
وتطويل شيء مع طويل به فقط = كذا عكسه فاعمل بتحريرهم تفز). [غيث النفع: 414]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنول الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون (170)}
{قيل لهم}
- إدغام اللام في اللام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{بل نتبع}
- قرأ الكسائي بإدغام اللام في النون، ووافقه ابن محيصن وهشام.
ولابد من الغنة في حال الإدغام.
- وقرأ الباقون بالإظهار.
{نتبع}
- ويقرأ بسكون التاء وفتح الباء من غير تشديد "نتبع".
{آبآءنا}
- قراءة حمزة بإبدال الهمزة ألفًا ثم حذفها.
{شيئًا}
- تقدم في الآية/123 من هذه السورة المد للأزرق وورش، والنقل والإدغام لحمزة، وكذا السكت). [معجم القراءات: 1/232]

قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءابآءنا} [170] {وندآء} تسهيل همزهما مع المد والقصر لحمزة إن وقف كذلك). [غيث النفع: 413] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون (171)}
{ينعق}
- قراءة الجماعة "ينعق" بكسر العين.
- وقرأ بعضهم: "ينعق" بضم العين.
- وعن زيد بن علي "ينعق" بفتح العين مثل قرأ يقرأ.
- وقرأ الخليل "ينعق" من أنعق، وهو لغة في "نعق".
{دعاء ونداء}
- قرأ حمزة بإبدال الهمزة ألفًا "دعاا ونداا"، ثم حذفت الألف
- وقرأ بعضهم بإسقاط الهمزة "دعًا وندًا"، ووضع التنوين على الألف قبل الهمزة.
- وقرأ حمزة بالتسهيل بين بين مع اللمد والقصر في حال الوقف
- وقف الجماعة بالمد والهمز.
قال الأنباري: "قرأ علي بن محصين وإبراهيم السمسار وغيرهما عن أبي حفص عن أبي عمر حفص بن سليمان عن عاصم "دعا وندا" بترك الهمز في اللفظ في الوقف مع الإشارة إليه، مثل الذي روينا عن حمزة، والاختيار عندنا الوقف عليه بالهمز...."). [معجم القراءات: 1/233]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (58 - وَاخْتلفُوا فِي ضم النُّون فِي قَوْله {فَمن اضْطر} 173 وَأَخَوَاتهَا
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ {فَمن اضْطر} و{أَن اقْتُلُوا} (أَو اخْرُجُوا) النِّسَاء 66 {وَلَقَد استهزئ} الْأَنْعَام 10 والرعد 32 والأنبياء 41 {وَقَالَت اخْرُج} يُوسُف 31 وَ(قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن) الْإِسْرَاء 110 وَمَا كَانَ مثله بِضَم ذَلِك كُله غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ خالفهم فِي التَّنْوِين فِي أحرف فَقَرَأَ {فتيلا انْظُر} النِّسَاء 49 50 و{مُبين اقْتُلُوا} يُوسُف 8 9 و{مسحورا انْظُر} الْفرْقَان 8 9 و{مَحْظُورًا انْظُر} الْإِسْرَاء 20 21 بِكَسْر التَّنْوِين من رِوَايَة ابْن ذكْوَان وَكَانَ يضم {كشجرة خبيثة اجتثت} إِبْرَاهِيم 26 بِضَم التَّنْوِين وَكَذَلِكَ {برحمة ادخُلُوا الْجنَّة} الْأَعْرَاف 49
بِكَسْر النُّون للساكن الَّذِي لقيها فِي تِلْكَ الأحرف الَّتِي ذكرتها
وبضم مَا سميت أَنه يضمه
وَكَانَ عَاصِم وَحَمْزَة يكسران ذَلِك كُله لالتقاء الساكنين
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو بِضَم الْوَاو من قَوْله {أَو اخْرُجُوا} وَاللَّام وَالْوَاو من قَوْله {قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن} وَالْوَاو من قَوْله {أَو انقص} المزمل 3 وَاللَّام من {قل انْظُرُوا} يُونُس 101
وَاخْتلف عَنهُ فِي التَّاء من {وَقَالَت اخْرُج} فروى نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَن هرون عَن أبي عَمْرو بِالضَّمِّ
وَكَذَلِكَ النُّون من {فَمن اضْطر} حَدثنَا عبيد الله بن عَليّ عَن نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَن هرون عَن أبي عَمْرو {فَمن اضْطر} بِضَم النُّون وروى اليزيدي وَغَيره بِالْكَسْرِ
وَيكسر مَا عدا ذَلِك
وَكلهمْ ضم الطَّاء من {اضْطر} لَا خلاف بَينهم فِي ذَلِك). [السبعة في القراءات: 174 - 175]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({الميتة} مشدد كل القرآن يزيد، {الحي من الميت} و{بلد ميت} مشدد مدني كوفي غير أبي بكر- زاد نافع {أو من كان ميتا}.
[الغاية في القراءات العشر: 190]
{ولحم أخيه ميتاً}، {والميتة أحييناها} وشدد يعقوب وسهل {الحي من الميت} {أو من كان ميتاً} ). [الغاية في القراءات العشر: 191]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فمن اضطر} وأشباهه بالكسر عاصم وحمزة وسهل، أبو عمرو كمثل إلا اللام والواو، وعباس ويعقوب إلا الواو، وعباس ويعقوب إلا الواو، وابن ذكوان في التنوين، ويزيد بكسر الطاء). [الغاية في القراءات العشر: 191]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الميتة} [173]: بالتشديد حيث وقع يزيد. وافق أبو بشر في النحل [115].
{فمن اضطر} [173]، وأشباهه
[المنتهى: 2/590]
بكسر الطاء يزيد. بكسر النون، والدال، والتاء، واللام، والواو حمص، وعاصم، وحمزة، وسهل، وافق أبو عمرو، ويعقوب، إلا عند الواو، وزاد أبو عمرو غير عباس عند اللام. بكسر النون فقط سلام).[المنتهى: 2/591]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وأبو عمرو، وحمزة: يكسرون النون من: {فمن
[التيسير في القراءات السبع: 235]
اضطر} (173)، و: {أن اعبدوا الله} (النحل: 36)، و: {أن احكم} (المائدة: 49)، و: {لكن انظر} (الأعراف: 143)، و: {أن اغدوا}، (القلم: 22)، وشبهه.
والدال من: {ولقد استهزئ} (الأنعام: 10).
والتاء من قوله: {وقالت اخرج} (يوسف: 31).
والتنوين في نحو قوله: {فتيلاً انظر} (النساء: 49-50)، و: {مبين اقتلوا} (يوسف: 8-9)، وشبهه، إذا كان بعد الساكن الثاني ضمة لازمة، وابتدأت الألف بالضم.
وعاصم، وحمزة: يكسران اللام من: {قل}، والواو من: {أو}، في نحو قوله: {قل ادعوا الله} (الإسراء: 110)، و: {أو انقص} (المزمل: 3)، وشبهه.
والباقون: يضمون ذلك كله.
واستثنى ابن ذكوان من ذلك التنوين خاصة، فكسره، حاشا حرفين: {برحمة ادخلوا} (الأعراف: 49)، و: {خبيثة اجتثت} (إبراهيم: 26): هذه رواية محمد بن الأخرم، عن الأخفش، عنه. وروى عنه النقاش، ,غيره: بكسر ذلك حيث وقع). [التيسير في القراءات السبع: 236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (الميتة) بالتّشديد حيث وقع والباقون بالتّخفيف والله الموفق). [تحبير التيسير: 299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وأبو عمرو وحمزة ويعقوب يكسرون النّون من (فمن اضطر وأن اعبدوا وأن احكم ولكن انظر وأن اغدوا) وشبهه، والدّال من (ولقد استهزئ)، والتّاء من قوله (وقالت اخرج) والتنوين في نحو قوله (فتيلا انظر ومبين اقتلوا) وشبهه إذ كان بعد السّاكن الثّاني ضمة لازمة وابتدئت الألف بالضّمّ، وعاصم وحمزة يكسران اللّام من: (قل) والواو من (أو) في نحو قوله تعالى (قل ادعوا اللّه، أو انقص) وشبهه.
قلت: وافقهما يعقوب في (قل) والله الموفق، والباقون يضمون ذلك
[تحبير التيسير: 299]
كله واستثنى ابن ذكوان من ذلك التّنوين خاصّة [فكسره حاشي] حرفين: (برحمة ادخلوا، وخبيثة اجتثت) [هذه] رواية محمّد بن الأخرم عن الأخفش عنه وروى عنه النقاش وغيره بكسر ذلك حيث وقع.
قلت: أبو جعفر: (اضطر) حيث ورد بكسر الطّاء والباقون بضمها والله الموفق). [تحبير التيسير: 300]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) روى عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، والأصمعي عن نافع رفع التاء مع فتح الحاء.
وروى محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) على ما لم يسم فاعله (الْمَيِّتَةَ) مثقل أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، وافق أبو بشر في النحل، الباقون خفيف، وهو الاختيار لموافقة الأكثر، وقوله: (الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) في آل عمران، والأنعام، ويونس، والروم، والأعراف وفاطر مشدد مدني، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل في قول الرَّازِيّ، وأبان، وافق أبو بشر في يونس، والروم، وفاطر، زاد مدني (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ)، و(لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا)، (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا)، وافق بصري غير أبي عمرو، وأيوب، وقَتَادَة، والْمُعَلَّى في (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا) وفيما ليس معه بلد، زاد أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً)، زاد مدني، وابْن مِقْسَمٍ " الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ " (أَخِيهِ مَيْتًا)، الباقون بالتخفيف، وهو الاختيار لموافقة أَبُو عَمْرٍو ومن تباعه ولأنه أخف وأدرج في اللفظ، وقرأ ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد " إنك مأيت وإنهم مأيتون " " وما هو بمأيت " " وما نحن بمأيتين "، وروى عن البزي إنك مأيت " وحده.
[الكامل في القراءات العشر: 495]
قال ابن حباب: ثم رجع عنه، قال أبو الحسين (لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا) يَعْقُوب كمدني، وهو غلط؛ لأن الجماعة والمفرد بخلافه). [الكامل في القراءات العشر: 496]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمَنِ اضْطُرَّ)، (وَقَالَتِ اخْرُجْ)، (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ)، و(قُلِ ادْعُوا)، (أَوِ ادْعُوا)، (أَوِ انْقُصْ) الخمسة كسرهن في الوصل حمصي، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وعَاصِم، وسهل، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن صبيح، وافق أَبُو عَمْرٍو، وغير عباس إلا في اللام والواو، وافق عباس ويَعْقُوب والحسن وقَتَادَة إلا في الواو والنون سلام في النون وحدها مغيث عن خارجة عن أَبِي عَمْرٍو كنافع.
أما التنوين نحو: (فَتِيلًا انْظُرْ)، و(خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ)، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وعَاصِم، وبصري وحمصي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ، وابن صبيح يكسرون التنوين وافق الدَّاجُونِيّ عن ابْن ذَكْوَانَ في (مُبِينٍ اقْتُلُوا)، (مَحْظُورًا انْظُرْ)، (وَعَذَابٍ ارْكُضْ)، و(مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا)، وافق ابن عتبة في (مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا)، و(مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا)، (وَعَذَابٍ ارْكُضْ)، وضم الْأَخْفَش طريق ابن الجليل (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ) وكسر ابْن شَنَبُوذَ عن قُنْبُل في المكسور نحو: (مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا) ضم الْبَلْخِيّ، وابن الأخزم في قول أبي الحسين (بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا)، وقال المخرمي عن ابن موسى كابْن شَنَبُوذَ عن قُنْبُل الوليد عن يَعْقُوب كأَبِي عَمْرٍو في اللام والواو.
قال الرَّازِيّ: هو كنافع في جميع الباب وهو غلط؛ لأن المفرد بخلافه، الباقون بالضم وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين إلا من شذ منهم ولإشباع الضمة الضمة، كسر أبو جعفر الطاء في وقوله: (فَمَنِ اضْطُرَّ)، زاد الْعُمَرِيّ (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ)، الباقون بالضم، وهو الاختيار لاتباع الضمة الضمة أدغم بن مُحَيْصِن الضاد في الطاء وكذلك (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، الباقون بالإظهار وهو الاختيار؛ لأنهما مختلف المخرج). [الكامل في القراءات العشر: 496]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([173]- {فَمَنِ اضْطُرَّ}، و{فَتِيلًا، انْظُرْ} [النساء: 49، 50]، و{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} [الأنعام: 10]، و{وَقَالَتِ اخْرُجْ} [يوسف: 31]، و{قُلِ ادْعُوا} [الإسراء: 110]، و{أَوِ انْقُصْ} [المزمل: 23] بكسر النون والتنوين والدال والتاء واللام والواو حيث وقع، يجمع ذلك هجاء "لو دنت": عاصم وحمزة.
تابعهما أبو عمرو على كسر هجاء "دنت".
تابع ابن ذكوان على التنوين حاشا حرفين {بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا} [الأعراف: 49]، و{خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} [إبراهيم: 26] هذه رواية ابن الأخرم وابن شنبوذ وجماعة عن الأخفش.
واستثنى آخرون عن الأخفش {خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} فقط. وقال النقاش وغيره عنه بالكسر من غير استثناء شيء.
الباقون بالضم في الباب كله). [الإقناع: 2/606]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (71- .... .... .... الْمَيْتَةَ اشْدُدَن = وَمَيْتَهْ وَمَيْتًا أُْد وَالانْعَامُ حُلِّلَا
72 - وَفِي حُجُرَاتٍ طُلْ وَفِي الْمَيْتِ حُزْ ... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (72- .... .... .... ..... وَأَوْ = وَلَ السَّاكِنَيْنِ اضْمُمْ فَتىً وَبِقُلْ حَلَا
[الدرة المضية: 23]
73 - بِكَسْرٍ وَطَاءَ اضْطُرَّ فَاكْسِرْهُ آمِنًا = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 24] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف وقال: الميته اشددن إلخ أي قرأ مرموز (ألف) إد وهو أبو جعفر {الميتة} حيث وقع بتشديد الياء أطلقه فاندرج فيه المواضع الأربع من تلك اللفظة وهو هنا[173] وفي المائدة[3] والنحل[115] ويس [33] فوافقأصله في يس وخالفه في غيرها وكذا شدد ميتة وميتًا حيث وقع وذلك في الأنعام [122، 139، 145] والفرقان[49] والزخرف[11] والحجرات[12] وق[11] ووافقه يعقوب في {ميتًا} في الأنعام [122] وهو المعنى بقوله: والأنعامحللا ولا يتوهم التخصيص لأنه داخل في عموم أبي جعفر إلا أن قوله: والأنعام حللا مطلق فيندرج فيه ميتة الأنعام أيضًا فينبغي أن يؤخذ التخصيص من العطف على القريب وهو ميتًا، وقوله: وفي حجرات طل أي وافقهما رويس دون روح في {ميتًا} بالحجرات ويريد بقوله: وفي الميت حز أنه قرأ يعقوب في لفظ (الميت) بالتشديد المفهوم من السياق وأطلقه فاندرج فيه {الحي من الميت} و{الميت من الحي} حيث وقعا فوافق المذكورتين في التشديد وخالف أصله وأما (ميت) العاري من اللام فهو على أصولهم.
توضيح:
تلخص من ذلك أنهم اختلفوا في {الميتة} هنا وفي المائدة والنحل ويس فقرأ أبو جعفر فيها بالتشديد والآخران بالتخفيف علم من الوفاق واختلفوا في {ميتًا} في الأنعام والفرقان والزخرف وق أما في الأنعام فشدد أبو جعفر ويعقوب وعلم من الوفاق أنه خفف خلف، وأما في
[شرح الدرة المضيئة: 96]
الحجرات فشدد أبو جعفر ورويس وخفف روح وخلف، وأما في ق فشدد أبو جعفر وخفف الآخران، واختلفوا في (الميت) حيث وقع وكذلك في {ميت} نحو {بلد ميت} فشدد في الجميع أبو جعفر وخلف ووافقهما يعقوب في المعرف فخالف أصله وخفف في المنكر على أصله واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو {وما هو بميت} [إبراهيم: 17] و{إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر: 30] لأنه متحقق فيه صفة الموت). [شرح الدرة المضيئة: 97]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم فصل فقال: وأول الساكنين اضمم فتى إلخ لم يذكر الناظم المسألة اعتمادًا على الشهرة وتحقيقه أنه قرأ مرموز (فا) فتى وهو خلف بضم الحرف الساكن أول الساكنين إذا كان بعد الساكن ضمة لازمة وابتداء الكلمة التي فيها الساكن الثاني بهمزة وصل مضمومة سواء كان الساكن الأول تنوينًا أو أحد حروف أوائل السور وقوله: وبقل حلا بكسر أي قرأ المشار إليه (بحا) حلا وهو يعقوب بكسر الجميع سوى (أو) فإنه قرأ بالضم والآخران بضم الجميع.
ثم فصل فقال: وطا اضطر فاكسره آمنا أي قرأ مرموز (ألف) آمنًاوهو أبو جعفر {فمن اضطر} بكسر الطا حيث وقع). [شرح الدرة المضيئة: 97] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْمَيْتَةَ هُنَا وَالْمَائِدَةِ وَالنَّحْلِ وَيس وَمَيْتَةً فِي مَوْضِعَيِ الْأَنْعَامِ وَمَيْتًا فِي الْأَنْعَامِ، وَالْفَرْقَانِ، وَالزُّخْرُفِ، وَالْحُجُرَاتِ، وَق وَلِبَلَدٍ مَيِّتٍ، وَإِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ، لِبَلَدٍ مَيِّتٍ، وَالْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ، وَوَافَقَهُ نَافِعٌ فِي يس الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ، وَفِي الْأَنْعَامِ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا، وَفِي الْحُجُرَاتِ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا وَبَلَدٍ مَيِّتٍ وَالْمَيِّتِ وَافَقَهُمَا يَعْقُوبُ فِي الْأَنْعَامِ، وَوَافَقَهُمَا رُوَيْسٌ فِي الْحُجُرَاتِ إِلَّا أَنَّ الْكَارَزِينِيَّ انْفَرَدَ بِتَخْفِيفِهِ عَنِ النَّخَّاسِ وَطَاهِرِ بْنِ غَلْبُونَ مِنْ طَرِيقِ الْجَوْهَرِيِّ كِلَاهُمَا عَنِ التَّمَّارِ عَنْهُ فَخَالَفَا سَائِرَ الرُّوَاةِ عَنِ التَّمَّارِ، وَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ عَنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/224]
رُوَيْسٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَوَافَقَهُمَا أَيْضًا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ فِي مَيِّتٍ وَالْمَيِّتِ، وَوَافَقَهُمْ يَعْقُوبُ فِي (الْمَيِّتِ) ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَشْدِيدِ مَا لَمْ يَمُتْ نَحْوَ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ، وَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَحَقَّقْ فِيهِ صِفَةُ الْمَوْتِ بَعْدُ بِخِلَافِ غَيْرِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/225]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَسْرِ النُّونِ وَضَمِّهَا مِنْ (فَمَنِ اضْطُرَّ، وَأَنِ احْكُمْ، وَأَنِ اشْكُرْ) وَنَحْوَهُ الدَّالُ مِنْ (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ) وَالتَّاءُ مِنْ (وَقَالَتِ اخْرُجْ) وَالتَّنْوِينُ مِنْ (فَتِيلًا انْظُرْ، وَمُتَشَابِهٍ انْظُرُوا، وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا) وَشِبْهِهُ وَاللَّامُ مِنْ نَحْوِ (قُلِ ادْعُوا، قُلِ انْظُرُوا) وَالْوَاوُ مِنْ (أَوِ اخْرُجُوا، أَوِ ادْعُوا، أَوِ انْقُصْ) مِمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ سَاكِنَانِ يُبْتَدَأُ ثَانِيهُمَا بِهَمْزَةٍ مَضْمُومَةٍ فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِكَسْرِ السَّاكِنِ الْأَوَّلِ وَافَقَهُمَا يَعْقُوبُ فِي غَيْرِ الْوَاوِ، وَوَافَقَهُ أَبُو عَمْرٍو فِي غَيْرِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَقُنْبُلٍ فِي التَّنْوِينِ، فَرَوَى النَّقَّاشُ عَنِ الْأَخْفَشِ كَسْرَهُ مُطْلَقًا حَيْثُ أَتَى، وَكَذَلِكَ نَصَّ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْعِرَاقِيُّونَ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ عَنِ الْأَخْفَشِ وَاسْتَثْنَى كَثِيرٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ (بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) فِي الْأَعْرَافِ (وَخَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ) فِي إِبْرَاهِيمَ فَضَمَّ التَّنْوِينَ فِيهِمَا، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو مِنْ طَرِيقِهِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ الْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ شُرَيْحٍ غَيْرَهُ، وَرَوَى الصُّورِيُّ مِنْ طَرِيقَيْهِ الضَّمَّ مُطْلَقًا، وَلَمْ يَسْتَثْنِ شَيْئًا " قُلْتُ "، وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ مِنْ طَرِيقَيْهِ رَوَاهُمَا عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَرَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ كَسْرَ التَّنْوِينِ إِذَا كَانَ عَنْ جَرٍّ نَحْوَ (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ، مُنِيبٌ ادْخُلُوهَا) وَضَمُّهُ فِي غَيْرِهِ. هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الدَّانِيُّ وَسِبْطُ الْخَيَّاطِ فِي الْمُبْهِجِ، وَابْنُ سَوَّارٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ رِوَايَةُ الْخُزَاعِيِّ وَابْنِ فُلَيْحٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ فَارِسٍ فِي الْجَامِعِ. لَا السِّبْطُ فِي كِفَايَتِهِ السِّتِّ وَالصَّوَابُ ذِكْرُهُ.
وَضَمَّ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ قُنْبُلٍ جَمْعَ التَّنْوِينِ. وَلَمْ يَسْتَثْنِ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ صَاحَبُ الْجَامِعِ وَالْكِفَايَةِ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ). [النشر في القراءات العشر: 2/225]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي:
[النشر في القراءات العشر: 2/225]
(اضْطُرَّ) فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِكَسْرِ الطَّاءِ حَيْثُ وَقَعَ، وَكَذَلِكَ كَسَرَهَا النَّهْرَوَانِيُّ، وَغَيْرُهُ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ عِيسَى مِنْ (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {الميتة} هنا [173]، وفي المائدة [3]، والنحل [115]، ويس [33]، و{ميتةً} في موضعي الأنعام [139، 145]، و{ميتًا} في الأنعام [122]، والفرقان [49]، والزخرف [11]، والحجرات [12]، وق [11]، و{لبلدٍ
[تقريب النشر في القراءات العشر: 464]
ميتٍ} [الأعراف: 57]، و{إلى بلدٍ ميتٍ} [فاطر: 9]، و{الحي من الميت} [آل عمران: 27]، و{الميت من الحي} [آل عمران: 27] بتشديد الياء في ذلك كله، وافقه نافع في {الميتة} في يس [33]، و{ميتًا} في الأنعام [122]، والحجرات [12]، و{بلدٍ ميتٍ} [فاطر: 9]، و{الميت} [آل عمران: 27]، وافقهما يعقوب في الأنعام [122] ووافقهما رويس في الحجرات [12]، وانفرد الكارزيني عنه بتخفيفه، ووافقهما أيضًا حمزة والكسائي وخلف وحفص في {بلدٍ ميتٍ} [فاطر: 9]، و{الميت} [آل عمران: 27]، ووافقهم يعقوب في {الميت} [آل عمران: 27]، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 465]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم وحمزة {فمن اضطر} [173]، {وأن احكم} [المائدة: 49]، و{أن اشكر} [لقمان: 12]، ونحوه بكسر النون، وكذلك الدال من {ولقد استهزئ} [الأنعام: 10]، والتاء من {وقالت اخرج} [يوسف: 31]، والتنوين من {فتيلًا * انظر} [النساء: 49- 50]، و{عيون * ادخلوها} [الحجر: 45- 46] ونحوه، واللام من {قل ادعوا} [الإسراء: 110] ونحوه، والواو من نحو {أو ادعوا} [الإسراء: 110] مما اجتمع فيه ساكنان، يبدأ الفعل الذي يليه بالضم ويكون الثالث أيضًا
[تقريب النشر في القراءات العشر: 465]
مضمومًا، وافقهما يعقوب في غير الواو، ووافقهما أبو عمرو في غير الواو، {وقل}، واختلف عن ابن ذكوان في التنوين، فكسره الأخفش وضمه الصوري، واستثنى بعضهم عن ابن الأخرم {برحمةٍ ادخلوا} في الأعراف [49]، و{خبيثةٍ اجتثت} في إبراهيم [26]، واختلف أيضًا عن قنبل في التنوين المكسور نحو {منيبٍ * ادخلوها} [ق: 33 34] فكسره ابن شنبوذ عنه، وضمه ابن مجاهد، وبذلك قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 466]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {اضطر} حيث وقع بكسر الطاء، واختلف عن عيسى بن وردان في {اضطررتم} [الأنعام: 119]، والباقون بالضم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 466]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (483- .... .... .... .... وميّتة = والميتة اشدد ثب والارض الميّتة
484 - مدًا وميتًا ثق والانعام ثوى = إذ حجراتٍ غث مدًا وثب أوى
485 - صحبٍ بميت بلدٍ والميت هم = والحضرمي .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (485- .... .... .... .... .... = .... والسّاكن الأوّل ضم
486 - لضمّ همز الوصل واكسره نما = فز غير قل حلا وغير أو حما
487 - والخلف في التّنوين مز وإن يجر = زن خلفه .... .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (487- .... .... .... .... .... = .... .... واضطرّ ثق ضمًّا كسر
488 - وما اضطرر خلفٌ خلا .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: وميتة الخ: أي وقرأ أبو جعفر ميتة في موضعي الأنعام والميتة هنا والمائدة والنحل بتشديد الياء والباقون بتخفيفها وهما لغتان وسنذكر وجههما قوله: (والأرض الميتة) أي التي في يس؛ ولذلك قيدها بالأرض وذلك وارد على الشاطبي، شددها نافع وأبو جعفر كما ذكرهما في أول البيت قوله: (ثب) من الوثب: أي انهض.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 189]
(مدا) وميتا (ث) ق والأنعام (ثوى) = (إ) ذ حجرات (غ) ث (مدا) و (ث) ب (أ) وى
أي وشدد «ميّتا» وهو في الفرقان والزخرف وق أبو جعفر قوله: (والأنعام) يعني قوله تعالى: فيها أو من كان ميّتا شدده أبو جعفر ويعقوب ونافع قوله: (حجرات) يعني يريد قوله تعالى: لحم أخيه ميتا شدده رويس ونافع وأبو جعفر قوله: (وثب) أي وشدد «إلى بلد ميّت، ولبلد ميّت» أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص كما سيأتي في أول البيت بعده قوله: (أوى) الأوى مصدر: أوى إلى منزله كأنه يقول: ارجع إلى مأوى أصحاب.
(صحب) بميت بلد والميت هم = والحضرمي والسّاكن الأوّل ضم
قوله تعالى: لبلد ميت في الأعراف و «إلى بلد ميت» في فاطر ووجه من شدد الميتة والميت في الباب كله مجيئه على الأصل؛ وقد اختلف في أصله، فعند سيبويه الأصل ميوتة وميوت انقلبت الواو ياء مثل هين ولين، ووجه من خفف إرادة التخفيف على وزن فيعلة وفيعل سبقت الياء بالسكون فقلبت. وقال غيره ميوتة ومويت فصارت ياء مشددة التخفيف أو الفرق بين ما مات وما لم يمت، ووجه من شدد بعضا وخفف بعضا ملاحظة الحالين بحسب المعنى فألحق بعضها ببعض وفرق بحسب المعنى والله أعلم قوله: (بميت بلد) احترازا من نحو «إنك ميّت» فإنه لا خلاف في تشديدها قوله: (والميت) أي وشدد الميت حيث وقع نحو يخرج الحي من الميّت ويخرج الميّت من الحي هؤلاء المذكورون قوله: (والحضرمي) أي ويعقوب معهم على تشديد الميت قوله: (والساكن) يعني إذا اجتمع ساكنان والثاني منهما في فعل ثالثه مضموم مما يبتدأ بالضم نحو «فمن اضطر، وأن احكم، ولقد استهزئ، وقالت اخرج، وفتيلا انظر، وقل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن» فإن أول الساكنين مضموم لأجل ثالث الفعل بعده، ويكسر من ذكره في البيت الآتي قوله: (ضم) هو فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله، فيكون قوله: والساكن الأول مرفوعا على الابتداء، ويحتمل أن يكون فعل أمر، فيكون قوله: والساكن الأول منصوبا.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 190]
لضمّ همز الوصل واكسره (ن) ما = (فز) غير قل (ح) لا وغير أو (حما)
أي لأجل ضم ثالث الفعل، وفيه إشارة إلى وجه الضم لأن الخروج من الكسر إلى الضم ثقيل، وقيل في وجهه إرادة التنبيه على أن الهمزة المحذوفة من الكلمة الثانية مضمومة قوله: (واكسره) أي وقرأ بالكسر حيث وقع عاصم وحمزة على ما هو الأصل في التقاء الساكنين، ووافقهما أبو عمرو ويعقوب في غير أو نحو «أو ادعوا، أو انقص» فضماه مع من ضم وأبو عمرو في غير قل نحو «قل ادعوا، قل انظروا» قوله: (غير قل) أي ويكسر أول الساكنين في غير قل أبو عمرو من أجل ضم القاف فاستثقل الانتقال منه إلى كسر ثم إلى ضم قوله: (وغير أو) يعني وفي غير أو أبو عمرو ويعقوب من أجل الواو، لأن الضم فيها أخف ولأن أصلها الضم قوله: (نما) أي زاد وكثر وربا قوله: (حلا) من الحلاوة أو الحلية.
والخلف في التّنوين (م) ز وإن يجر = (ز) ن خلفه واضطرّ (ث) ق ضمّا كسر
أي واختلف عن ابن ذكوان في ضم التنوين وكسره نحو «فتيلا انظر، وخبيثة اجتثت» وكأنه نظر إلى أن التنوين زائد ففرق بينه وبين الأصل، وأيضا ليس له استقرار غيره من الحروف فإنه يحذف ويبدل قوله: (وإن يجر) يعني وإن كان التنوين مجرورا نحو «عيون ادخلوها، ومتشابه انظروا» فعن قنبل فيه خلاف طلبا للخفة لئلا ينتقل من كسر إلى ضم قوله: (واضطر) أي وكسر الضم من اضطر وهو الطاء، يريد قوله تعالى: فمن اضطر حيث وقع أبو جعفر، وفهم من العموم ذكر اضطر معه والباقون بالضم على الأصل لأن الأصل اضطرر على وزن افتعل، وأبو جعفر نقل الكسرة التي في الراء إلى الطاء ليبقى منها أثرا كما قرئ ولورود كسر الراء قوله: (مز) أي كن واثقا بهذه القراءة وإن كانت غريبة فإنها صحيحة.
وما اضطرر خلف (خ) لا والبرّ أن = بنصب رفع (ف) ي (ع) لا موص (ظ) عن
يعني وكسر ضم الطاء من «اضطررتم» عيسى بخلاف عنه وهو قوله
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 191]
تعالى: إلا ما اضطررتم إليه في الأنعام، ووجهه الإتباع واستثقال الانتقال من الضم إلى الكسر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 192]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر (ميتة)، و(الميتة) حيث وقع بالتشديد، فوقع الميّتة هنا [البقرة: 173]، والنحل [الآية: 115]، والمائدة [الآية: 3]، ويس [الآية: 33].
ووقع ميتة المؤنث في موضعي الأنعام [الآية: 139]، ووافقه بعض على تشديد بعض فشرع فيه [فقال]:
ص:
(مدا) وميتا (ث) ق والانعام (ثوى) = (إ) ذ حجرات (غ) ث (مدا) و(ث) بـ (أ) وى
ش: أي: اتفق مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر على تشديد وآية لهم الأرض الميّتة بيس [الآية: 33] وشدد ذو ثاء (ثق) أبو جعفر ميّتا المنكر المنصوب حيث وقع، وهو في الأنعام [الآية: 122]، والفرقان [الآية: 49]، والزخرف [الآية: 11]، والحجرات [الآية: 49]، وق [الآية: 11].
وشدد مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب وذو ألف (إذ) نافع ميّتا بالأنعام [الآية: 122] خاصة، وشدد ذو غين (غث) رويس ومدلول (مدا) المدنيان ميّتا في الحجرات [الآية: 12] والباقون بالتخفيف في كل ما ذكر.
ثم كمل فقال:
ص:
(صحب) بميت بلد والميت هم = والحضرمي والسّاكن الأوّل ضم
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر وألف «إذ» نافع و[مدلول] (صحب) حمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/192]
والكسائي وحفص وخلف (ميّت) المنكر المجرور، وهو سقنه لبلد مّيّت بالأعراف [الآية: 57] وإلى بلد مّيّت [الآية: 9] بفاطر بالتشديد، [وعمهما] بإضافته لبلد.
وقرأ هؤلاء ويعقوب الحضرمي الميت المحلى باللام المنصوب، وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة وتخرج الحيّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ بآل عمران [الآية: 27]، والنّوى يخرج الحيّ من الميّت ومخرج الميّت من الحيّ بالأنعام [الآية: 95] وو من يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ بيونس [الآية: 31]، وو حين تظهرون يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ بالروم [الآية: 18، 19]- بتشديد الياء، والباقون بإسكان الياء، في الجميع [وكسرها].
واتفقوا على تشديد ما لم يمت وهو وما هو بميّت [إبراهيم: 17]، [و] بعد ذلك لميّتون [المؤمنون: 15]، [و] أفما نحن بميّتين [الصافات: 58]، وإنّك ميّت وإنّهم ميّتون [الزمر: 30].
تنبيه:
قيد (الميت) بـ (بلد) العاري من الهاء، فخرج المتصل بها نحو: بلدة مّيتا [الفرقان: 49].
وقيد الميتة بالأرض؛ ليخرج الميتة بالنحل [الآية: 115]، والمائدة [الآية: 3].
والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، و(الميتة): المؤنثة حقيقة ويوصف [به ما لا] تحله حياة من الجماد مجازا.
وقال البصريون: أصله «ميوت» ك «سيود» بوزن «فيعل»، وقلبت الواو ياء؛ لاجتماعهما وسبق أحدهما بالسكون، [وأدغمت [في] الأولى] للتماثل، وهو بالسكون، وتخفيف المشدد لغة فصيحة لا سيما في القليل المكسور، وعليها قوله صلّى الله عليه وسلّم: «المؤمنون هينون لينون»، وجمعهما قول الشاعر:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/193]
ليس من مات فاستراح بميت = إنّما الميت ميّت الأحياء
وقال المبرد: لغة التخفيف شاملة من مات ومن لم يمت، وعليه دل البيت.
وقال أبو عمرو: ما مات خفيف، وعكسه عكسه.
وقال الفراء: الميت مخفف ومثقل إذا كان ميتا والغالب على المحرمة والبقاع التخفيف.
وجه تخفيف المختلف كله، وتشديده لغتاهما.
ووجه تخفيف بعض الحقيقي، والمجازي، وتشديد بعضهما: التنبيه على [جواز] كل فيهما.
ووجه اتفاق تشديد ما لم يمت: بشبهة منع تخفيفه، وليجمع [معهم] تخفيف المختلفة، ويتبع معهم تشديده.
ثم كمل الساكن الأول فقال:
ص:
لضمّ همز الوصل واكسره (ن) ما = (ف) ز غير قل (ح) لا وغير أو (حما)
والخلف في التّنوين (م) ز وإن يجرّ = (ز) ن خلفه واضطرّ (ث) ق ضمّا كسر
ش: أي: ضم الحرف الساكن الأول من [أول] الساكنين المنفصلين إن كان صحيحا [أو] لينا وهو من أحد حروف «لتنود».
وسواء كان الثاني مظهرا أو مخفيا إن تلاه مضموم ضمة لازمة متصل؛ المكون عنهم على تخصيص يأتي عن بعضهم، وكسره ذو نون (نما) عاصم وفاء (فز) حمزة، ومدلول (حما) أبو عمرو ويعقوب، إلا أنه استثنى [(قل).
واستثنى هو ويعقوب (أو).
وكسر أبو عمرو] سوى (أو) وضمه ذو ميم (من) ابن ذكوان إن كان أحد الخمسة، واختلف عنه في التنوين:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/194]
فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا حيث [أتى].
وكذلك ذكره أبو العلاء عن الرملي عن الصوري.
ورواه العراقيون عن ابن الأخرم عن الأخفش، واستثنى كثير عن ابن الأخرم برحمة ادخلوا الجنة في الأعراف [الآية: 49] وخبيثة اجتثت في إبراهيم [الآية: 26] فضم التنوين فيهما.
وكذلك قرأ الداني من طريقه، ولم يذكر المهدوي وابن شريح غيره.
وروى الصوري من طريقيه الضم مطلقا لم يستثن شيئا، وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه، رواهما غير واحد، وضمه أيضا ذو زاي (زن) قنبل في الخمسة.
واختلف عنه في التنوين إذا كان عن جر نحو: خبيثة اجتثّت [إبراهيم: 26].
فروى ابن شنبوذ عنه الكسر فيه وضمه في غيره.
هذا هو الصحيح من طريق ابن شنبوذ كما نص عليه الداني وسبط الخياط في «المبهج» وابن سوار وغيرهم، وضم ابن مجاهد عن قنبل جميع التنوين.
فاللام قل انظروا [بيونس [الآية: 101] وقل ادعوا الله بسبحان [الإسراء: 110].
والتاء قالت اخرج [يوسف: 31].
والنون فمن اضطر [البقرة: 173، المائدة: 3]، ولكن انظر إلى الجبل [الأعراف: 143] وأن اغدوا على حرثكم [القلم: 22].
والواو أو اخرجوا من دياركم [النساء: 66]، وأو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110]، وأو انقص منه [المزمل: 3] فقط في الثلاث.
والدال نحو: ولقد استهزئ بالأنعام [الآية: 10]، والأنبياء [الآية: 41].
والتنوين اثنا عشر: فتيلا انظر [النساء: 49، 50]، وو غير متشابه انظروا [الأنعام: 99]، وبرحمة ادخلوا الجنة [الأعراف: 49]، ومبين اقتلوا يوسف [يوسف: 8، 9] وكشجرة خبيثة اجتثت [إبراهيم: 26]، وو عيون ادخلوها [الحجر: 45، 46]، وكان محظورا انظر [الإسراء: 20، 21]، ورجلا مسحورا انظر [الفرقان: 8، 9]، وعذاب اركض [ص: 41، 42]، ومنيب ادخلوها [ق: 33، 34].
وفي الضابط قيود: فالمنفصلان خرج به المتصلان من كلمة. وبالصحيح واللين خرج به
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/195]
المدى نحو: ءامنوا انظرونا [الحديد: 13] للواصل؛ فإن حكمه الحذف، ولا يرد هذا على الناظم؛ لأن الكلام في حكم أول الساكنين الباقيين؛ لأن وجود الحركة فرع وجود الحرف.
ومن حروف «لتنود» بيان للواقع، وإلا فالحكم عام، وأيضا هو معلوم منها.
ومظهرا كان الثاني أو مخفيا تنويع.
وبأن تلاه حرف مضموم- عبر عنه الناظم بضم همز الوصل- خرج نحو: ولمن انتصر [الشورى: 41] وأن اضرب بعصاك [الأعراف: 160] بضمة لازمة.
والمراد بها: ما استحقه الحرف باعتبار ذاته وصيغته أو مثلها ليست إعرابا.
ولا تابعة، خرج به العارضة نحو: أن امشوا [ص: 6] فالضمة منقولة إليها.
أو مجتلبة بغلم اسمه [مريم: 7] وعزيز ابن [التوبة: 30] للمنون؛ لأنها حركة إعراب [و] إن امرؤا [النساء: 176]؛ لأنها تابعة لحركة الإعراب.
ومنه: أن اتّقوا [النساء: 131]؛ لأن أصله «اتقيوا».
وإنما قلنا باعتبار صيغته؛ لئلا يرد ذهاب ضمة اخرج في الماضي و«استهزأ» في بنائه للفاعل.
لأن مفهوم اللزوم [ما لا ينفك والمراد لا ينفك] عن هذه الصيغة لا الكلمة.
وقلنا: أو مثلها، أي: يستحق مثل الضمة الحاصلة عليه؛ لئلا يرد أن اغدوا [القلم: 22] على أحد المذهبين؛ لأن أصله «اغدووا»، ولا حاجة إليه على المذهب الآخر.
وخرج بمتصل وهو أن يكون الثالث من كلمة الساكن الثاني قل الرّوح [الإسراء: 85]، وغلبت الرّوم [الروم: 2]، وإن الحكم [يوسف: 40].
توجيه: إذا اجتمع ساكنان على غير حدهما، فلا بد من تحريك أو حذف، وأصل الحركة الكسرة، والأصل تغيير الأول؛ لأنه غالبا في محل التغيير، وهو الطرف، وقد يلتزم الأصل، ويترك، ويتساوى، ويرجح عليه.
وجه الكسر: الأصل، وفارقت الهمزة بالاتصال.
ووجه الضم: إما اتباع لضمة العين؛ استثقالا لصورة فعل عند ضعف الحاجز
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/196]
بالسكون، وهو الأكثر، وإما لوقوعها موقع المضموم.
ووجه اشتراط اللزوم والاتصال: تقوية السبب على نسخ الأصل.
ووجه تخصيص الضم بالواو واللام: زيادة ثقل فعل الذي هو وزن: قل ادعوا [الإسراء: 110]، وقوة سبب الإتباع، وزيادة [ثقل] كسر الواو على ضمها.
[ووجه] تخصيص الواو: زيادة ثقل كسرتها على ضمتها.
ووجه تخصيص التنوين بالكسر: عدم قراره على حالة؛ فقوى بلزوم الأصل.
ووجه خلف البزي في المجرور: الجرى على أصله، والتنبيه على الجواز.
وقوله: (واضطر ثق).
أي: (كسر) ذو ثاء (ثق) أبو جعفر طاء فمن اضطر حيث وقع.
واختلف عنه في إلّا ما اضطررتم إليه [الأنعام: 119].
فروى النهرواني وغيره عن الفضل عن عيسى كسره.
وروى غيره [عنه] الضم كالباقين.
ووجه الكسر بعد الضم: قصد الخفة؛ لأنه أخف من توالى ضمتين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/197]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في الميتة" هنا [الآية: 173] و[في المائدة الآية: 3] و[النحل الآية: 115] و[يس الآية: 33] و"ميتة" موضعي [الأنعام الآية: 139، 145] و"ميتا" فيها [الآية: 122] و[الفرقان الآية: 49] و[الزخرف الآية: 11] و[الحجرات الآية: 12] و[ق الآية: 11] و"إِلَى بَلَدٍ مَيِّت" [بفاطر الآية: 9] و"لِبَلَدٍ مَيِّت" [بالأعراف الآية: 57] و"الميت" المحلى بأل المنصوب وهو ثلاثة والمجرور وهو خمسة فنافع بتشديد الياء مكسورة في الميتة [بيس الآية: 33] وميتا [بالأنعام الآية: 122] و[الحجرات الآية: 12] ولبلد ميت وإلى بلد ميت، والميت المنصوب والمجرور وقرأ حفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالتشديد كذلك في: لبلد ميت وإلى بلد ميت المنكر والميت المعرف حيث وقع وافقهم الأعمش، وقرأ كذلك يعقوب ميتا بالأنعام والميت المعرف وافقه الحسن في الأنعام، وقرأ رويس بالتشديد في الحجرات، وافقه ابن محيصن وقرأ أبو جعفر بالتشديد في جميع ذلك والباقون بالسكون مخففا في ذلك كله، وعلى القراءتين قوله:
ليس من مات فاستراح بميت... إنما الميت ميت الأحياء.
واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو: "وما هو بميت، إنك ميت وإنهم ميتون" [الآية: 30] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/428]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَمَنِ اضْطُر" [الآية: 173] وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة، ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم، وأول الساكنين أحد حروف "لتنود" والتنوين فاللام نحو: "قل أدعوا" والتاء نحو: "قالت أخرج" والنون نحو: فمن اضطر أن أغدوا والواو "أو ادعوا" والدال "ولقد استهزئ" والتنوين "فتيلا انظر" فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء للساكنين لا في واو أو أخرجوا أو ادعوا أو انقص ولام قل نحو: "قل أدعوا قل انظروا" فبالضم فيهما الثقل الكسرة على الواو لضم القاف، وافقه اليزيدي في الواو واللام، وقرأ عاصم وحمزة بالكسر في الستة على الأصل وافقهما المطوعي والحسن، وقرأ يعقوب بالكسر أيضا فيها كلها إلا في الواو فقط، فضم وقرأ الباقون بالضم في الستة اتباعا لضم الثالث، إلا أنه اختلف عن قنبل في التنوين إذا كان عن جر نحو: "خبيثة اجتثت، عيون أدخلوها" فكسره ابن شنبوذ وضمه ابن مجاهد كباقي أقسام التنوين، واختلف أيضا عن ابن ذكوان في التنوين فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا، وكذا نص أبو العلاء عن الرملي عن الصوري، وكذا روى عن ابن الأخرم عن الأخفش، واستثنى كثير عن ابن الأخرم "برحمة ادخلوا الجنة" بالأعراف "وخبيثة اجتثت" بإبراهيم، وروى الصوري من طريقيه الضم مطلقا والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه، كما في النشر، وخرج بقيد الكلمتين ما فصل بينهما بأخرى نحو:
[إتحاف فضلاء البشر: 1/428]
إن الحكم، قل الروح، غلبت الروم، فإنه وإن صدق عليه أن الثالث مضموم ضما لازما لكن ال المعرفة فصلت بينهما، وبقيد الضمة اللازمة نحو: أن امشوا إذ أصله امشيوا، وإن امرؤ؛ لأن الضمة منقولة أي: تابعة لحركة الإعراب، ومن أن اتقوا إذ أصله اتقيوا وغلام اسمه؛ لأنها حركة إعراب.
وقرأ أبو جعفر "اضطر" بكسر طائها حيث وقعت؛ لأن الأصل اضطررا بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بعد سلبها حركتها واختلف عن ابن وردان في إلا ما اضطررتم إليه والباقون بضمها على الأصل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/429]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الميتة} [173] اتفق السبعة على قراءته هنا بإسكان الياء). [غيث النفع: 414]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فمن اضطر} قرأ عاصم والبصري وحمزة بكسر النون، على أصل التقاء الساكنين، والباقون بضمها، طلبًا للخفة، لأن الانتقال من كسر إلى ضم ثقيل، والحائل بينهما غير معتد به لضعفه بالسكون، وهذا حكمه في الوصل، فإن ابتدئ فلا خلاف بينهم في ضم همزة الوصل، قاله الداني وغيره). [غيث النفع: 414]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم (173)}
{إنما}
- وجدت هذا النص عند الطبري.
قال: "ولو كانت "إنما" حرفين [أي: إن، ما] وكانت منفصلة من "إن" لكانت الميتة مرفوعة وما بعدها، وكان تأويل الكلام حينئذ؛ إن الذي حرم الله عليكم من المطاعم الميتة والدم ولحم الخنزير لا غير، وقد ذكرت عن بعض القراء أنه قرأ ذلك كذلك على هذا التأويل، ولست للقراءة به مستجيزًا- وإن كان له في التأويل وجه مفهوم؛ لاتفاق الحجة من القراء على خلافه، فغير جائز لأحد الاعتراض عليهم فيما نقلوه مجمعين عليه"
النص واضح لا يحتاج إلى تعليق، وصورة القراءة: "إن ما حرو.."، وسيأتي أنها قراءة ابن أبي عبلة وغيره.
{حرم}
- قراءة الجمهور "حرم" مسندًا إلى اسم الله تعالى، وما بعده على النصب.
- وقرأ أبو جعفر وابن أبي الزناد والسلمي ومحبوب عن أبي عمرو "حرم" مشددًا مبنيًا للمفعول.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي "حرم" بفتح الحاء وضم الراء مخففة، فهو فعل لازم، والميتة وما بعدها على الرفع.
[معجم القراءات: 1/334]
{الميتة والدم ولحم الخنزير}
- قراءة بالنصب "الميتة..." في الكلمات الثلاث، على أن الأولى مفعول به للفعل حرم، وما بعدها عطف عليها.
- وقرأ ابن أبي عبلة وأبو جعفر وأبو عبد الرحمن السلمي وابن أبي الزناد وأبو رجاء العطاردي "الميتة...." بالرفع، وكذلك مع ما بعده، وتخريج هذه القراءة كما يلي:
1- الرفع على أنه فاعل على قراءة أبي عبد الرحمن السلمي "حرم"
2- الرفع على أنه نائب عن الفاعل على قراءة أبي جعفر ومن معه "حرم"
3- الرفع على أنه خبر "إن" مفصولة من "ما"، وذلك على ما ذكره الطبري من أمر هذه القراءة.
{الميتة}
- وقرأ أبو جعفر وخلاد عن عاصم "الميتة" بتشديد الياء وهو في جميع المواضع لأبي جعفر.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف "الميتة"، والتضعيف أصل للتخفيف، وهما لغتان جيدتان.
{وما أهل به لغير الله}
- وجدت نصًا في المذكر والمؤنث، وفي معاني الفراء. وهو:
[معجم القراءات: 1/235]
"وما أهل للطواغي" قال: في إحدى القراءتين يريد جمع الطاغوت.
وهي قراءة -إن ثبتت- فهي محمولة على التفسير، هذا ما يغلب على ظني.
{فمن اضطر}
- قرأ عاصم وحمزة وأبو عمرو والمطوعي والحسن ويعقوب والزهري وطلحة اليامي وابن أبي ليلى القاضي وأبو عثمان عمرو، وعمرو بن ميمون بن مهران، وطلحة بن سليمان الرازي وسلام: "فمن اضطر" بكسر النون، وذلك لالتقاء الساكنين.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير والكسائي وعبد الرحمن الأعرج وأبو جعفر وشيبة ويحيى بن وثاب والأعمش وخلف بن هشام وعيسى بن عمر الثقفي وأيوب بن المتوكل وابن محيصن السهمي: "فمن اضطر" بضم النون.
قال أبو حيان: "وتوجيه الضم أنه إتباع [أي إتباع حركة النون لحركة الطاء] ولم يعتدوا بالساكن لأنه حاجز غير حصين، أو ليدلوا على أن حركة الهمزة المحذوفة كانت ضمة".
[معجم القراءات: 1/236]
{اضطر}
- وقرأ أبو جعفر وأبو السمال "اضطر" بكسر الطاء، وأصله اضطرر، فلما أدغم الراء في الراء نقل حركة الراء الأولى إلى الطاء، وهي لغة ربيعة حكاها أبو عمرو عنهم.
- وقرأ ابن محيصن "فمن أطر" بإدغام الضاد في الطاء حيث وقع.
{فلا إثم عليه}
- قرأ سالم وأبو جعفر المنصور بالوصل "فلثم عليه"، بطرح الهمزة وإلقاء حركتها على اللام). [معجم القراءات: 1/237]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #49  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 06:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (174) إلى الآية (176) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتب ويشترون به ثمنا قليلًا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (174)}
{يأكلون}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني "ياكلون" بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة بتحقيق الهمزة "يأكلون".
{القيمة}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة ما قبل الهاء.
{ولا يزكيهم}
- قراءة يعقوب "ولا يزكيهم" بضم الهاء.
والباقون قرأوا بكسرها). [معجم القراءات: 1/237]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ذكر خلاف رويس في إدغام و"الْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَة" [الآية: 175] و"الْكِتَابَ بِالْحَق" وكذا أبو عمرو بل ويعقوب بكماله). [إتحاف فضلاء البشر: 1/429]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({الضلالة} [175] لامه مرقق للجميع لأن قبله ضادًا). [غيث النفع: 414]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار (175)}
{اشتروا الضلالة}
- حركة الواو والقراءات في "اشتروا" تقدمت في الآية/16 من هذه السورة.
{بالهدى}
- تقدمت الإمالة فيه الآية: 16
{والعذاب بالمغفرة}
إدغام الباء في الباء عن أبي عمرو ويعقوب، ونقل عن رويس الإدغام والإظهار.
{بالمغفرة}
- وعن الأزرق وورش ترقيق الراء.
- والباقون على التفخيم.
{فما أصبرهم}
- قرئ بإسكان الراء "فما أصبرهم".
{على النار}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية: 39). [معجم القراءات: 1/238]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({بعيد} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الربع، إجماعًا). [غيث النفع: 414]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذلك بأن الله نزل الكتب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتب لفي شقاق بعيد (176)}
{الكتاب الحق}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء بخلف عنهما، وكذا رويس بخلف عنه). [معجم القراءات: 1/238]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #50  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 06:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[ الآية (177) ]

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}

تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (59 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا} 177 فِي رفع الرَّاء ونصبها
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا}
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا} وروى حَفْص عَن عَاصِم {لَيْسَ الْبر} مثل حَمْزَة
وروى هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم الْوَجْهَيْنِ بِالرَّفْع وَالنّصب). [السبعة في القراءات: 175]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ليس البر} نصب حمزة وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 192]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ليس البر} [177]: نصب حمزة، وحفص).[المنتهى: 2/591]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولكن} [177، 189]: خفيف، {البر}: رفع دمشقي، ونافع).[المنتهى: 2/591] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (ولكن البر) في الموضعين بالتخفيف ورفع (البر)، وقرأ الباقون بالتشديد ونصب (البر)، ولم يختلف في غير هذه الستة من هذا الفن). [التبصرة: 159]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة (ليس البر) الأول بالنصب ورفعه الباقون، ولا اختلاف في رفع الثاني من أجل الباء التي في (بأن) ). [التبصرة: 163]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (ولكن البر) في الموضعين هنا بالتخفيف والكسر من (لكن) والرفع من (البر)، والباقون بالفتح والتشديد ونصب (البر) ). [التبصرة: 164]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة: {ليس البر} (177): بالنصب.
والباقون: بالرفع.
ولا خلاف في الثاني (189): أنه بالرفع.
نافع، وابن عامر: {ولكن البر} (177، 189) في الموضعين: بكسر النون، ورفع الراء.
[التيسير في القراءات السبع: 236]
والباقون: بفتح النون وتشديدها، ونصب الراء). [التيسير في القراءات السبع: 237] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(رويس: (لذهب بسمعهم) بالإدغام كالسوسي وكذا (يكتبون الكتاب بأيديهم) وكذا (نزل الكتاب بالحقّ وإن الّذين) من هذه السّورة وكذلك (جعل لكم) جميع ما في سورة النّحل وهو ثمانية مواضع وكذلك (لا قبل لهم) في سورة النّمل وكذلك (وأنه هو) في سورة النّجم وهو أربعة مواضع على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك.
[تحبير التيسير: 283]
ولا خلاف عنه في إدغام (والصاحب بالجنب) في سورة النّساء و(نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنّك كنت) الثّلاثة في سورة طه وكذا (فلا أنساب بينهم) في سورة قد أفلح المؤمنون وتابعه روح في إدغام (والصاحب بالجنب) والباقون بالإظهار في ذلك كله والله الموفق). [تحبير التيسير: 284] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حفص وحمزة: (ليس البر أن) بالنّصب والباقون بالرّفع ولا خلاف في الثّاني أنه بالرّفع.
نافع وابن عامر: (ولكن البر) في الموضعين بكسر النّون مخفّفة ورفع الرّاء،
[تحبير التيسير: 300]
والباقون [بفتح] النّون وتشديدها ونصب الرّاء). [تحبير التيسير: 301] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَيْسَ الْبِرَّ) نصب حفص، والْأَعْمَش رواية زائدة، والزَّيَّات والشيزري والثغري عن علي في قول الرَّازِيّ، الباقون بالرفع، وهو الاختيار؛ لأن (الْبِرَّ) اسم ليس و(أَنْ تُوَلُّوا) خبرها دليله ما روي في قراءة عبد اللَّه بأن (تُوَلُّوا) وهكذا قوله: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ) لم يختلف فيه فهو شاهد لهذا الأول (وَلَيْسَ الْبِرُّ)، (لَكنِ) خفيف (الْبِرُّ) رفع غير اختيار ورش ودمشقي غير ابن الحارث والثغري عن علي في قول الرَّازِيّ، الباقون
[الكامل في القراءات العشر: 496]
(لَكنَّ) مشدد نصب، وهو الاختيار لموافقه أكثر القراء ولأن (لَكنَّ) أكثرها في القراءة مشدد وتشديدها يدل على التحقيق (وَالصَّابِرِينَ) بالرفع الحسن، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، والْمُعَلَّى، وابن حسان عن يَعْقُوب بن محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون نصب، وهو الاختيار لموافقة المصحف، وأكثر القراء، وافق للمدح). [الكامل في القراءات العشر: 497]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([177]- {لَيْسَ الْبِرَّ} بالنصب: حمزة وحفص.
والثاني مجمع على رفعه، والنصب فيه جائز على بعد.
[الإقناع: 2/606]
[177]- {وَلَكِنَّ} خفيف {الْبِرَّ} رفع في الموضعين: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/607]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (498- .... .... .... .... = وَرَفْعُكَ لَيْسَ الْبِرُّ يُنْصَبُ فِي عُلاَ). [الشاطبية: 40]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (499 - وَلكِنْ خَفِيفٌ وَارْفَعِ اْلبِرَّ عَمَّ فِيـ = ـهِماَ .... .... .... ). [الشاطبية: 40]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ورفعك ليس البر ينصب في علا): يشير إلى ما ذكره العلماء من ترجیح قراءة النصب، من قبل أن ما كان أقوى في التعريف، أولى بأن يكون اسمًا.
قالوا: «و{أن تولوا} أقوى في التعريف من البر، لأن ما فيه الألف واللام قد يتنكر. و{أن تولوا} لا يكون إلا معرفة، لأن التقدير ليس توليكم البر، لا سيما وتوليتكم مضاف إلى مضمر. وما أضيف إلى مضمر، فهو أقوى في التعريف من المعرَّف باللام.
وأيضًا، فإن {أن} وصلتها، مشبهةٌ بالمضمرات من قبل أنهما لا يوصفان، والمضمر أولى بأن يكون اسم (ليس) من الظاهر».
فهذا معنى قوله (في علا)، أي في حجج معتلية.
ولا معنى لهذا الترجيح، فإن القراءتين ثابتتان قويتان.
ومن حجة الرفع، أن ما ولي {ليس} من هذين، أولى بأن يكون اسمها، لأنها مع اسمها بمنزلة الفعل والفاعل.
[فتح الوصيد: 2/694]
وقد دل قوله تعالى {وليس البر بأن تأتوا}، على أنه الاسم، لأن الباء لا تكون إلا في الخبر.
ويروى أنها في مصحف ابن مسعود وأبي: (ليس البر بأن تولوا).
وهذا لا يلبس بقوله عز وجل: {وليس البر}، لأنه بالواو، وقد قال: (ورفقك ليس البر) ). [فتح الوصيد: 2/695]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([499] ولكن خفيفٌ وارفع البر (عم) فيــ = هما وموص ثقله (صـ)ح (شُـ)لشلا
(فيهما): يعني هذا، وقوله تعالى: {ولكن البر من اتقى}.
ومعنى (عم)، أنه عم الموضعين.
وقد تقدم أن {لكن} إذا خففت، بطل عملها وصار العمل للإبتداء.
والتقدير: ولكن البر بر من آمن بالله.
ويجوز أن يقدر: ولكن ذو البر من آمن بالله كما في:
فإنما هي إقبال وإدبارٌ.
ويجوز أن يكون البر بمعنى البار كما قال:
[فتح الوصيد: 2/695]
شتان هذا والعناق والنوم = والمشرب البارد والظل الدوم). [فتح الوصيد: 2/696]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [497] سوى أو وقل لابن العلا وبكسره = لتنوينه قال ابن ذكوان مقولا
[498] بخلفٍ له في رحمةٍ وخبيثةٍ = ورفعك ليس البر يُنصب في عُلا
ب: (أقول): بمعنى (قول): إذا نسب القول بذلك.
ح: (سوى): نصب على الظرف استثناءً من مدلول قوله: (في ندٍ حلا)، (بكسره): متعلق بـ (قال)، (لتنوينه): مفعول (كسره) والهاءان: راجعان إلى ابن العلاء، نحو: (عجبتُ من إكرامه لأبيه)، (مقولا): حال من ابن ذكوان، (بخلفٍ): حال أخرى، (له): صفته، (في رحمة): متعلق بـ (خلف)، وضمير (له): لابن ذكوان، و(رفعك): مبتدأ، (ليس البر): مفعوله، (ينصب): خبره، (في علا): ظرفه.
ص: يعني: خالف أبو عمرو بن العلاء أصله في {أو} و {قل} فضمها نحو: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} [الإسراء: 110]، وذلك: لأن علة الضم فيهما أقوى، وهو أن الضم في الواو أخف من الكسر، وضم لام {قل} لمناسبة ضم القاف، أو لاتباع النقل، أو للجمع بين اللغتين.
[كنز المعاني: 2/49]
ثم قال: وكسر ابن ذكوان من الحروف الستة التنوين فقط، نحو: {محظورًا، انظر} [الإسراء: 20- 21]، {مبينٌ، اقتلوا} [يوسف: 8 9]، إذ لا استقرار للتنوين، فإنه يُحذف ويبدل، فلم يضم لأجل الإتباع، أو للجمع بين اللغتين.
ونقل الخلاف عن ابن ذكوان في لفظي: {برحمةٍ ادخلوا الجنة} في الأعراف [49]، و{كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثت} في إبراهيم [26]: روي النقاش عن الأخفش عنه الكسر، وغيره الضم.
ثم قال: (ورفعك ....)، أي: ينصب حمزة وحفص {البر} من
[كنز المعاني: 2/50]
قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم} [177]، على أنه خبر (ليس)، والاسم: {أن تولوا}، أي: توليتكم، والباقون يرفعونه على أنه اسم {ليس}، والخير: {أن تولوا}.
ويعضد ذلك الوجه: ما بعده، وهو: {وليس البر بأن تأتوا} [189] بالباء، إذ الباء لا تدخل إلا على الخبر). [كنز المعاني: 2/51] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [499] ولن خفيفٌ وارفع البر عم فيـ = ـــهما وموص ثقله صح شلشلا
ب: (الشلشل): الخفيف.
ح: (لكن): مبتدأ، (خفيفٌ): خبر، فاعل (عم): الرفع المدلول عليه بـ (ارفع)، (فيهما): متعلق به، والضمير المثنى: لـ {لكن البر} لأنه في موضعين، (موص): مبتدأ، (ثقله): مبتدأ ثانٍ، (صح) خبره، (شلشلا): حال من فاعل صح.
ص: يعني: خفيف نافع وابن عامر: {لكن} من {ولكن البر من اتقى} [189]، و{ولكن البر من آمن} [177]، ورفعا {البر}، والباقون
[كنز المعاني: 2/51]
على التشديد والنصب في الموضعين على أن {لكن} من الحروف المشبهة.
وشدد صاد {موص} بفتح الواو في: {فمن خاف من موصٍ} [182] على أنه من (وصى): أبو بكر وحمزة والكسائي، والباقون على تخفيفه مع إسكان الواو من (أوصى).
وإنما قال: (صح ثقله خفيفًا) لكثرة مجيئه في القرآن مشددًا، نحو: {ووصينا الإنسان} [العنكبوت: 8]، {ذلكم وصاكم} [الأنعام: 151]، {وما وصينا به} [الشورى: 13] ). [كنز المعاني: 2/52] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما {لَيْسَ الْبِرَّ انْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}، فقرأ حمزة وحفص
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/345]
بنصب "البر" على أنه خبر ليس، ورفع الباقون على أنه اسمها، و"أن تولوا" هو الاسم على قراءة النصب وهو الخبر على قراءة الرفع، وإنما جاز كونه اسما؛ لأنه مقدر بالمصدر معناه: توليتكم وجوهكم، قال الفارسي: كلا الوجهين حسن، وقوله: في علا؛ أي: في علا ورفعة، أو في حجج معتلية؛ لأن علا بالضم والقصر يحتمل الإفراد والجمع، ولا خلاف في رفع: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا}؛ لأن "بأن تأتوا" قد تعين؛ لأن يكون خبرًا بدخول الباء عليه، ولا يرد على الناظم؛ لأنه قال: "ليس البر" بلا واو، وهذا الذي لا خلاف في رفعه هو بالواو، وقد تعين النصب في القرآن في مواضع الحصر بإلا وإنما نحو: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا}، {مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا}، {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا}، {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا}، وجاء الخلاف في الأنعام في: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا}.
لكن الأكثر على النصب حملا على نظائره، ووجه الرفع أنه جائز على ما ذكرناه وفي: {لَيْسَ الْبِرّ} بالعكس؛ الأكثر على الرفع؛ لأنه ليس للحصر، وفي: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ اسَاءُوا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا} اختلف أيضا على ما يأتي في موضعه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/346]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ):