العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 07:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في سورة البقرة

القراءات في سورة البقرة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

مقدمات القراءات في سورة البقرة

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة الْبَقَرَة). [السبعة في القراءات: 127]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (الْقِرَاءَة فِي سُورَة الْبَقَرَة وَمَعْرِفَة اخْتلَافهمْ). [السبعة في القراءات: 128]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (البقرة). [الغاية في القراءات العشر: 143]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة البقرة).[المنتهى: 2/551]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (اختلافهم في سورة البقرة). [التبصرة: 63]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فمن ذلك: سورة البقرة). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة البقرة). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة البقرة) ). [تحبير التيسير: 282]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (سورة البقرة). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة البقرة). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة البقرة). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة البقرة). [فتح الوصيد: 2/620]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [2] سورة البقرة). [كنز المعاني: 2/5]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة البقرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/278]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (سورة البقرة). [الوافي في شرح الشاطبية: 199] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ الْبَقَرَةِ). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة البقرة). [شرح الدرة المضيئة: 86]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذِكْرُ اخْتِلَافِهِمْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة البقرة). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة البقرة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة البقرة
...
تقدم التنبيه على أن الصحيح صحة هذه الترجمة، وأن من قال: لا يقال [إلا]: السورة التي يذكر فيها البقرة- مخالف لصريح ما ورد في السنة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة البقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة البقرة). [غيث النفع: 330]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/27]

«فرش الحروف» وما ورد في معناها:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ذكر اختلافهم فيما قلّ دوره من الحروف). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (باب ذكر فرش الحروف). [التيسير في القراءات السبع: 223]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (باب ذكر فرش الحروف). [تحبير التيسير: 282]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (باب فرش الحروف). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
باب فرش الحروف
القراء يسمون ما قل دوره من الحروف فرشًا لانتشاره؛ فكأنه انفرش. إذ كانت الأصول ينسحب حكم الواحد منها على الجميع). [فتح الوصيد: 2/619]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (قال الشيخ رحمه الله: القراء يسمون ما قل دوره من الحروف: فرشًا؛ لانتشاره، فكأنه انفرش، إذ كانت الأصول ينسحب حكم الواحد منها على الجميع.
قلت: وسماه بعضهم: الفروع على مقابلة الأصول، ويأتي في الفرش مواضع مطردة حيث وقعت وهي بالأصول أشبه منها بالفرش، مثل إمالة التوراة، وفواتح السور، والكلام في "هأنتم" والاستفهامين، وتاءات البزي، والتشديد، والتخفيف في "ينزل" وبابه، ويقع في نسخ القصيدة ترجمة سورة البقرة في هذا الموضع، ولم يزد صاحب التيسير على قوله: "باب ذكر فرش الحروف"، وقدم ترجمة سورة البقرة في أول باب هاء الكناية، وقد تقدم ثَم معنى ذلك، وبيان صحة ما فعله، وبالله التوفيق). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/278]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (30 باب فرش الحروف- سورة البقرة
الفرش: مصدر فرش إذا نشر وبسط، فالفرش معناه: النشر والبسط، والحروف:
جمع حرف، والحرف: القراءة يقال: حرف نافع حرف حمزة أي قراءته، وسمى الكلام على كل حرف في موضعه من الحروف المختلف فيها بين القراء فرشا؛ لانتشار هذه الحروف في مواضعها من سور القرآن الكريم، فكأنها انفرشت في السور بخلاف الأصول فإن حكم الواحد منها ينسحب على الجميع وهذا باعتبار الغالب في الفرش والأصول؛ إذ قد يوجد في الفرش ما يطرد الحكم فيه كقوله: (وحيث أتاك القدس إسكان داله دواء) البيت. وقوله: (وها هو بعد الواو والفا ولامها) البيت. وقوله:
(وإضجاعك التوراة مارد حسنه إلخ) وقد يذكر في الأصول ما لا يطرد كالمواضع المخصوصة التي ذكرها في الهمزتين من كلمة ومن كلمتين، والكلمات المعينة في باب الإمالة، وفي باب الإدغام الصغير، وفي ياءات الإضافة، وياءات الزوائد. فالتسمية في كل من الأصول والفرش باعتبار الكثير الغالب). [الوافي في شرح الشاطبية: 199]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (16 - بَابُ فَرْشِ الْحُرُوفِ). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ولما فرغ من ذكر الأصول شرع يتكلم على الفرش فقال:
باب فرش الحروف). [شرح الدرة المضيئة: 86]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (بَابُ فَرْشِ الْحُرُوفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (باب فرش الحروف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (باب فرش الحروف). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (باب فرش الحروف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أي ما قل دوره ولم يطرد، وإنما أطلق القراء عليه فرشا لانتشاره كأنه انفرش وتفرق في السور وانتشر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (باب فرش الحروف
الفرش: مصدر فرش، أي: نشر، واصطلح أكثر القراء على تسمية المسائل المذكورة بأعيانها فرشا؛ لانتشارها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مكية في قول ابن عباس، ومدنية في قول مجاهد). [التبصرة: 63]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مدنية). [التبصرة: 153]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وهي مدنية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مدنية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مدنية إجماعًا، قيل إلا قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية، فإنها نزلت يوم النحر بمنى، وهذا بناء على غير الصحيح، وهو أن ما نزل بمكة بعد الهجرة يسمى مكيًا، والصحيح أن ما نزل قبل الهجرة مكي سواء نزل بمكة أو غيرها، وما نزل بعدها مدني سواء نزل بالمدينة أو مكة أو غيرهما من الأسفار). [غيث النفع: 330]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائتا آية وثمانون وخمس آيات في المدني، وست في الكوفي). [التبصرة: 153]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وآيها مائتان وثمانون وست كوفي، وسبع بصري، وخمس في الباقي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
آيها مائتان وثمانون وخمس: حجازي وشامي وست كوفي وسبع بصري.
اختلافها ثلاث عشرة ألم كوفي "عَذَابٌ أَلِيمٌ" شامي وترك "إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" إلا "خائفين" بصري "يَا أُولِي الْأَلْبَاب" مدني أخير وعراقي وشامي بخلف عنه "مِنْ خَلاقٍ" الثاني تركها مدني أخير "وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" غير مكي بخلف عنه "مَاذَا يُنْفِقُون" حجازي إلا إياه و"لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/370]
الأولى مدني أخير وكوفي وشامي "قَوْلًا مَعْرُوفًا" بصري "الحي القيوم" حجازي إلا الأول وبصري وعدها الكل أول آل عمران وتركها بـ"طه" "مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" مدني أول.
وفيها مشبه الفاصلة اثنا عشر:
من خلاق الأول "وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ" "هم في شقاق، والأنفس والثمرات، في بطونهم إلا النار، طعام مسكين، من الهدى والفرقان، والحرمات قصاص، عند المشعر الحرام، ماذا ينفقون" الأول "منه تنفقون، ولا شهيد" وغلط من عزاها إلى المكي.
وما يشبه الوسط اثنان: "كن فيكون، ليكتمون الحق وهم يعلمون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/371] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآيها مئتان وثمانون وسبع بصرى، وست كوفين وفي قول مكي، وخمس في الباقي، ومكي في القول الآخر، جلالها اثنان وثمانون ومئتان). [غيث النفع: 330]

ياءات الإضافة:
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{إني أعلم} [30، 33]، و{مني إلا} [249]: بالفتح مدني، وأبو عمرو،
[المنتهى: 2/614]
وافق مكي في {إني}
زاد مدني {بيتي} [125]، وزاد ورش، وأبو مروان {وليؤمنوا بي} [186].
وفتح مكي، ويونس طريق دلبة {فاذكروني} [152]، وفتح سلام، وحفص، وهشام {بيتي} [125]، وأسكن حمزة، وحفص غير البختري {عهدي}[124]، زاد حمزة، وحمصي {ربي الذي} [258]، وأسكن {نعمتي التي أنعمت عليكم} [40، 47، 122] فيهن المفضل.
(هداي) [38]: ساكنه الياء: ورش طريق ابن عيسى، بكسرة الدال علي غير الليث وابن بكار. {الداع} [186]، {و دعاني} [186]، و{اتقون} [197]:
[المنتهى: 2/615]
بياء بصري غير أيوب، ويزيد، وإسماعيل، وأبو مروان، وافق ورش إلا في {واتقون}، زاد ابن أيوب عن الأزرق عن ورش {إذا دعان}، وأبو نشيط طريق ابن بویان، والحلواني طريق أبي عوني وابن حماد في {دعان}، زاد سلام، ويعقوب، والعباس {فارهبون} [40]، و{فاتقون} [41]، {ولا تكفرون} [152].
وكلهم أثبت الياء في الوصل غير سلام ويعقوب، فإنهما أثبتا وصلًا ووقفًا، وافقهما قنبل طريق
[المنتهى: 2/616]
ابن الصلت في {الداع}، و{دعان}، و{فاتقون} ). [المنتهى: 2/617]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في فتح ياء الإضافة وإسكانها في ثمانية مواضع: من ذلك [(إني أعلم) (إنى أعلم)] قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح، ونستغني في جميع الياءات عن ذكر الباقين لأنه ليس إلا فتح أو إسكان، فإذا ذكرنا من قرأ بالإسكان فمعلوم أن الباقين قرأوا بالفتح، وكذلك إن ذكرنا من قرأ بالفتح علم أن الباقين قرأوا بالإسكان، وأكثر ياءات الإضافة تجرى على أصول، فمن ذلك أن كل ياء إضافة بعدها همزة مفتوحة فأهل الحرمين وأبو عمرو بالفتح، هذا هو الأكثر وقد
[التبصرة: 173]
يخرج عن هذا الأصل الشيء اليسير ستراه في مواضعه إن شاء الله، ومن ذلك أيضًا أن كل ياء إضافة بعدها همزة مكسورة فنافع وأبو عمرو بالفتح، وقد خرج عن هذا الأصل مواضع تقف عليها، وأعني بذلك ما وقع فيه الاختلاف من الياءات، لأن في القرآن ياءات كثيرة لم يختلف القراء في فتحها وياءات كثيرة لم يختلفوا في إسكانها، فالمراد ما وقع فيه الاختلاف من الياءات وهو ما نذكره في أواخر السور، ومن ذلك أن كل ياء إضافة بعدها همزة مضمومة فإن نافعًا وحده يفتح، ولم يخرج عن هذا الأصل شيء من الياءات؛ ومما في هذه السورة (عهدي الظالمين) قرأ حفص وحمزة بالإسكان.
(بيتي للطائفين) قرأ نافع وحفص وهشام بالفتح.
(فاذكروني أذكركم) ابن كثير بالفتح.
(وليؤمنوا بي) ورش وحده بالفتح.
(مني إلا من اغترف) نافع وأبو عمرو بالفتح.
(ربي الذي يحيي) حمزة وحده بالإسكان). [التبصرة: 174]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها ثمان:
{إني أعلم} (30) و: {إني أعلم} (33) فتحهما الحرميان، وأبو عمرو.
{عهدي الظالمين} (124) سكنها حفص، وحمزة.
[التيسير في القراءات السبع: 247]
{بيتي للطائفين} (125) فتحها نافع، وحفص، وهشام.
{فاذكروني أذكركم} (152) فتحها ابن كثير.
{بي لعلهم} (186) فتحها ورش.
{مني إلا من} (249) فتحها نافع، وأبو عمرو.
{ربي الذي يحيي} (258) سكنها حمزة.
وفيها من المحذوفات ثلاث:
{الداع إذا دعان} (186) أثبتهما في الوصل ورش وأبو عمرو.
{واتقون يا أولي الألباب} (197) أثبتها في الوصل أبو عمرو.
* قال أبو عمرو:
وكذلك أفعل في أواخر السور في الياءات، أحذف قراءة الباقين، من فتح وإسكان، وإثبات وحذف، لارتفاع الإشكال في ذلك كله، وبالله تعالى التوفيق). [التيسير في القراءات السبع: 248]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها ثمان: (إنّي أعلم وإنّي أعلم) فتحهما الحرميان وأبو عمرو وأبو جعفر.
(عهدي الظّالمين) سكنها حفص وحمزة. (بيتي للطائفين) فتحها نافع وأبو جعفر وحفص وهشام. (فاذكروني أذكركم) فتحها ابن كثير. (وليؤمنوا بي لعلّهم) فتحها ورش. (مني إلّا من) فتحها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. (ربّي الّذي يحيي ويميت) سكنها حمزة). [تحبير التيسير: 317]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها ثمان:
فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَعْلَمُ} فيهما [30، 33].
ونافع وأبو عمرو {مِنِّي إِلَّا} [249].
ونافع وحفص وهشام {بَيْتِيَ} [125]، وكذلك في [الحج: 26].
وابن كثير {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [152].
وورش {بِي لَعَلَّهُمْ} [186].
[الإقناع: 2/616]
الإسكان: سكن حمزة وحفص {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [124]، وحمزة {رَبِّيَ الَّذِي} [258]). [الإقناع: 2/617]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (545 - وَبَيْتِي وَعَهْدِي فَاذُكُرُونِي مُضَافُهَا = وَرَبِّي وَبِي مِنِّي وَإِنِّي مَعاً حُلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([545] وبيتي وعهدي فاذكروني مضافها = وربي وبي مني وإني معًا حلا
إنما ذكر ياءات الإضافة في أواخر السور، لأن السو فيها ياءات يشتبهن بهن، وهن ما لا خلاف فيه بين القراء المذكورين نحو: {نعمتي التي}، وقد وقعت في ثلاثة مواضع في هذه السورة.
ولذلك لم يحتج إلى ذكر الزوائد، لأنها مذكورة ياءً ياءً في الأصول). [فتح الوصيد: 2/763]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [545] وبيتي وعهدي فاذكروني مضافها = وربي وبي مني وإني معًا حلا
ح: (بيتي) وما بعده إلى (إني): مبتدأ، (مضافها): خبر، أو خبر الألفاظ الثلاثة الأولى، و(ربي) وما بعده: مبتدأ، (حُلا): خبره، أي: ذوات حُلا.
ص: يذكر ياءات الإضافة المختلف فيها في آخر كل سورة، لأنه لم يفصلها في بابها، بخلاف الياءات الزوائد، فإنه فصلها فلم يحتج إلى بيانها خلف كل سورة.
وياءات الإضافة المختلف فيها في هذه السورة ثمان: {بيتي للطائفين} [125]، {عهدي الظالمين} [124]، {فاذكروني أذكركم} [152]، {ربي الذي يحي} [258]، {بي لعلهم يرشدون} [186]، {فإنه مني إلا من اغترف} [249]، {إني أعلم ما لا تعلمون} [30]، {إني أعلم غيب السموات} [33]، وهذا معنى: {إني معًا} ). [كنز المعاني: 2/93]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (543- وَبَيْتِي وَعَهْدِي فَاذُكُرُونِي مُضَافُهَا،.. وَرَبِّي وَبِي مِنِّي وَإِنِّي مَعًا حُلا
أي في هذه السورة من ياءات الإضافة المختلف في فتحها وإسكانها على ما تقرر في بابها ثماني ياءات، وإنما ذكر في آخر كل سورة ما فيها من ياءات الإضافة؛ لأنه لم ينص عليها بأعيانها في بابها، وإنما ذكرها على الإجمال فبين ما في كل سورة من الياءات المختلف فيها؛ لتنفصل من المجمع عليها ويأخذ الحكم فيما يذكره من الياءات السابق في أحكامها، ولم يذكر الزوائد؛ لأنها كلها منصوص عليها بأعيانها في بابها، وصاحب التيسير لما لم ينص على الجميع بأعيانها في البابين احتاج إلى ذكر الأمرين في آخر كل سورة، وبيان حكم كل ياء منها فتحا وإسكانًا، حذفا وإثباتا وزاد بعض المصنفين في آخر كل سورة ذكر ما فيها من كلمات الإدغام الكبير مفروشة أما الياءات الثماني المنصوصة فنشرحها ونبين أحكامها؛ استذكارا لما سبق بيانه قوله تعالى:
{بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}، فتحها نافع وهشام وحفص.
{عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، سكنها حمزة وحفص.
{فَاذْكُرُونِي اذْكُرْكُمْ}، فتحها ابن كثير وحده.
{رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي}، سكنها حمزة وحده.
{بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، فتحها ورش وحده
{مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ}، فتحها نافع وأبو عمرو.
{إِنِّي اعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، {إِنِّي اعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ}، فتحها الحرميان وأبو عمرو، فهذا معنى قوله: وإني معا؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/390]
أي: تكررت مرتين وحلا؛ أي: هي حلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/391]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (545 - وبيتي وعهدي فاذكروني مضافها ... وربّي وبي منّي وإنّي معا حلا
في هذه السورة ثمان من ياءات الإضافة المختلف فيها بين القراء فتحا وإسكانا: بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ*، عَهْدِي الظَّالِمِينَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ، رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ، فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ، إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ، إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 230]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ) ثَمَانٍ. تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا إِجْمَالًا فِي بَابِهَا إِنِّي أَعْلَمُ الْمَوْضِعَانِ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو عَهْدِي الظَّالِمِينَ أَسْكَنَهَا حَمْزَةُ وَحَفْصٌ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَهِشَامٌ وَحَفْصٌ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ فَتَحَهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَلْيُؤْمِنُوا بِي فَتَحَهَا وَرْشٌ، مِنِّي إِلَّا فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو رَبِّيَ الَّذِي سَكَّنَهَا حَمْزَةُ (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الزَّوَائِدِ) سِتٌّ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا إِجْمَالًا فَارْهَبُونِ، فَاتَّقُونِ. تَكْفُرُونَ أَثْبَتَهُنَّ فِي الْحَالَتَيْنِ يَعْقُوبُ الدَّاعِ إِذَا أَثْبَتَ الْبَاءَ فِي الْوَصْلِ أَبُو عَمْرٍو وَوَرْشٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قَالُونَ كَمَا تَقَدَّمَ وَأَثْبَتَهَا يَعْقُوبُ فِي الْحَالَيْنِ دَعَانِ أَثْبَتَ الْيَاءَ فِيهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَوَرْشٌ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قَالُونَ كَمَا تَقَدَّمَ وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَتَيْنِ يَعْقُوبُ وَاتَّقُونِ يَاأُولِي أَثْبَتَ الْيَاءَ وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ. وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة ثمان:
{إني أعلم} [30، 33] معًا فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{عهدي الظالمين} [124] سكنها حمزة وحفص.
{بيتي للطائفين} [125] فتحها المدنيان وهشام وحفص.
{فاذكروني أذكركم} [152] فتحها ابن كثير.
{بي لعلهم} [186] فتحها ورش.
{مني إلا} [249] فتحها المدنيان وأبو عمرو.
{ربي الذي} [258] سكنها حمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 478]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (فيها من ياءات الإضافة ثمان ياءات: إني أعلم الموضعان [البقرة: 30، 33] فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
عهدي الظّالمين [البقرة: 124] أسكنها حمزة وحفص.
بيتي للطّآئفين [البقرة: 125] [فتحها] المدنيان وهشام وحفص.
فاذكروني أذكركم [البقرة: 152]، فتحها ابن كثير وليؤمنوا بي [البقرة: 186]، فتحها ورش.
مني إلا [البقرة: 249] فتحها المدنيان وأبو عمرو.
ربي الذي [البقرة: 258] أسكنها حمزة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/229]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة
ثمان تقدم الكلام عليها إجمالا في بابها، ثم تفصيلا في محالها وهي: "إِنِّي أَعْلَم" [الآية: 30، 33] معا "عَهْدِي الظَّالِمِين" [الآية: 123] "بَيْتِيَ لِلطَّائِفِين" [الآية: 125] "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم" [الآية: 152] "وَلْيُؤْمِنُوا بِي" [الآية: 186، 186] "مِنِّي إِلَّا" [الآية: 239] "رَبِّيَ الَّذِي" [الآية: 258] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وياءات الإضافة فيها ثمان: {إني أعلم} [30 33] معًا و{عهدي الظالمين} [124] {بيتي للطائفين} [125] {فاذكروني أذكركم} [152] {وليؤمنوا بي} [186] {مني إلا} [249[ {ربي الذي} [258] ). [غيث النفع: 455]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة ثمان:
{وإني أعلم} [30، 33] في الموضعين فتحها أبو جعفر {عهدي الظالمين} [124] فتحها كلهم {بيتي للطائفين} [125] فتحها أبو جعفر {ربي الذي يحيي} [258] فتحها كلهم {فاذكروني أذكركم} [153] سكنها كلهم {وليؤمنوا بي} [186] أيضًا و{مني إلا} [249] فتحها أبو جعفر وسكنها الآخران). [شرح الدرة المضيئة: 107]

ياءات الزوائد:
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وفي هذه السورة من ياءات الزوائد ثلاث ياءات:
{أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، أثبتها أبو عمرو وورش في الوصل وقالون على رواية.
{وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْالْبَابِ}، أثبتها أبو عمرو وحده في الوصل، وكنت قد طلب مني نظم الزوائد في أواخر السور تبعا لياءات الإضافة ففعلت ذلك في نيف وعشرين بيتا سيأتي ذكرها مفرقة في أواخر السور التي تكون فيها، وقلت في آخر سورة البقرة بيتا ابتدأته بعد ياءات الإضافة المنظومة وهو:
فتلك ثمانٍ والزوائد واتقو،.. ن من قبلها الداعي دعاني قد انجلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/391]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ست:
{فارهبون} [40]، {فاتقون} [41]، {تكفرون} [152] أثبتهن في الحالين يعقوب.
{الداع إذا دعان} [186] أثبتهما وصلًا أبو عمرو وأبو جعفر وورش، واختلف فيهما عن قالون كما تقدم، وأثبتهما يعقوب في الحالين.
{واتقون يا أولي الألباب} [197] أثبتها وصلًا أبو عمرو وأبو جعفر، وفي الحالين يعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 478]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفيها من ياءات الزوائد ست: فارهبوني [البقرة: 40]، [و] فاتقوني [البقرة: 41]، [و] تكفروني [البقرة: 152] أثبتهن في الحالين يعقوب.
الداعي إذا [البقرة: 186] أثبتها وصلا أبو عمرو، وورش وأبو جعفر، واختلف عن قالون كما تقدم، وأثبتها يعقوب في الحالين.
دعاني [البقرة: 186] أثبت الياء وصلا أبو جعفر وأبو عمرو [وورش]، واختلف عن قالون كما تقدم، [وأثبتها في الحالين] يعقوب.
واتقوني يا أولى [البقرة: 197] أثبتها وصلا أبو جعفر، وأثبتها يعقوب في الحالين، والله الموفق للصواب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/229]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الزوائد
ست تقدمت إجمالا ثم تفصيلا كذلك وهي "فارهبون" [الآية: 40] "فاتقون" [الآية: 41] "تكفرون" [الآية: 152] "الدَّاعِ إِذَا دَعَان" الآية: [186] "وَاتَّقُونِ يَا أُولِي" [الآية: 197] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومن الزوائد ثلاث: {الداع إذا} و{دعان} [186] {واتقون} [197].
ومدغمها من الكبير: أربع وثمانون، وقال الجعبري وقلده غيره ثمانون، والصواب ما ذكرناه.
ومن الصغير: تسعة عشر، والله أعلم). [غيث النفع: 455]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد ست:
{الداع إذا دعان} [186] {واتقون يا أولي} [197] أثبت الثلاثة في الوصل أبو جعفر وفي الحالين يعقوب و{فارهبون} [40] {فاتقون} [41] {ولا تكفرون} [152] أثبتهن في الحالين يعقوب والله الموفق). [شرح الدرة المضيئة: 107]

ياءات الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا
وَاخْتلفُوا فِي تَحْرِيك يَاء الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا فِي أحد عشر موضعا من هَذِه السُّورَة
فَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو {إِنِّي أعلم مَا لَا} 30 و{إِنِّي أعلم غيب السَّمَاوَات وَالْأَرْض} 33 و{عهدي الظَّالِمين} 124 و{فَإِنَّهُ مني إِلَّا} 249 و{رَبِّي الَّذِي} 258 بتحريك الْيَاء
وتابعهما ابْن كثير إِلَّا فِي قَوْله {فَإِنَّهُ مني إِلَّا} فَإِنَّهُ أسكن الْيَاء
وَانْفَرَدَ ابْن كثير فِي قَوْله {فاذكروني أذكركم} 152 بِفَتْح الْيَاء
وَكَذَلِكَ روى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع
وَانْفَرَدَ نَافِع فِي رِوَايَة ورش بِفَتْح {وليؤمنوا بِي لَعَلَّهُم} 186 وَلم يروه عَنهُ غير ورش
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ {عهدي الظَّالِمين} و{رَبِّي الَّذِي}
وَلم يُحَرك حَفْص فِي رِوَايَته عَن عَاصِم {عهدي الظَّالِمين}
وَانْفَرَدَ نَافِع بِالْفَتْح فِي قَوْله {بَيْتِي للطائفين} 125
وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم
وَلم يُحَرك حَمْزَة من هَذِه الياءات شَيْئا
وروى الْمفضل عَن عَاصِم أَنه لم يُحَرك الْيَاء فِي قَوْله {نعمتي الَّتِي} وَهِي فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع 40 47
122 - وَلم يَخْتَلِفُوا كلهم فِي تحريكها
وَلم يروها عَن عَاصِم غير الْمفضل). [السبعة في القراءات: 196 - 197]

ياءات الْإِضَافَة المحذوفة من الرَّسْم
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة المحذوفة من الرَّسْم
قَالَ أَبُو بكر فَأَما الياءات المحذوفة من الْكتاب لكسر مَا قبلهَا فَفِي هَذِه السُّورَة مِنْهُنَّ سِتّ ياءات قَوْله {فارهبون} 40 و{فاتقون}
[السبعة في القراءات: 197]
{وَلَا تكفرون} 152 و{الداع إِذا دعان} 186 {واتقون} 197
وَاخْتلف فِي ثَلَاث مِنْهُنَّ فِي {الداع} و{دعان} {واتقون}
فَقَرَأَ عَاصِم وَابْن كثير وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بِغَيْر يَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو هَذِه الثَّلَاثَة الأحرف بِالْيَاءِ فِي الْوَصْل وَبِغير يَاء فِي الْوَقْف
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأَخُوهُ يَعْقُوب بن جَعْفَر وَابْن جماز وورش وَأَبُو بكر بن أبي أويس أَنه كَانَ يثبت الْيَاء فِي قَوْله {الداع إِذا دعان} إِذا وصل ويحذفها فِي الْوَقْف
وَقَالَ أَبُو خُلَيْد عتبَة بن حَمَّاد عَنهُ {الداع} بياء فِي الْوَصْل وَلم يذكر {دعان}
وَقَالَ الْمسَيبِي {الداع إِذا دعان} جَمِيعًا بِغَيْر يَاء
هَذِه رِوَايَة ابْن سَعْدَان عَن الْمسَيبِي
وَقَالَ قالون عَنهُ إِنَّه وصل {الداع} بياء ووقف بِغَيْر يَاء وَلم يذكر {دعان} فِي وصل وَلَا وقف
وَقَالَ ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل عَن نَافِع {واتقون يَا أولي} بياء فِي الْوَصْل ووقف بِغَيْر يَاء
وَقَالَ الْمسَيبِي وقالون وَغَيرهمَا عَن نَافِع إِنَّه قَرَأَ بِغَيْر يَاء فِي وصل ووقف). [السبعة في القراءات: 198]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (وسيأتي ذكر حذف الياءات وإثباتها وفتحها وإرسالها آخر الكتاب إن شاء الله تعالى). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا فيما حذف من المصاحف في ثلاثة مواضع، وهي (الداع إذا دعان) قرأ ورش وأبو مرو فيهما بياء في الوصل دون الوقف، وحذفهما الباقون في الوصل والوقف، قرأ أبو عمرو (واتقون) بياء في الوصل دون الوقف، وقرأ الباقون بالحذف في الحالين). [التبصرة: 175]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (المحذوفات ثلاثة: {الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [186]، و{وَاتَّقُونِ} [197].
أثبتهن في الوصل أبو عمرو.
وافق ورش إلا في {وَاتَّقُونِ}، وابن بويان عن أبي نشيط كورش). [الإقناع: 2/617]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وفيها من المحذوفات ثلاث وثلاث: (الداع إذا دعان) أثبتهما في الوصل ورش وأبو جعفر وأبو عمرو وفي الحالين يعقوب، (واتقون يا أولي الألباب) أثبتها في الوصل أبو جعفر [وأبو عمرو] قلت: وفي الحالين يعقوب. (فارهبون واتقون ولا تكفرون) [أثبت الثّلاث في الحالين بعقوب]. والله الموفق. قال أبو عمرو: وكذا أفعل في أواخر السّور في الياءات وأحذف قراءة الباقين من فتح وإسكان وإثبات وحذف لارتفاع الإشكال في ذلك كله وباللّه التّوفيق). [تحبير التيسير: 318]

هاء الكناية:
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{فيه هدى} أشبع كل هاء كناية مكي، وافقه (حفص) في قوله {فيه مهاناً} ). [الغاية في القراءات العشر: 143]

الإمالات:
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
البقرة
(ومن الناس) (8) بكسر النون في جميع القرآن إذا كان خفضاً وكذلك نصير، ولا يميل (في آذانهم) و(آذاننا)، (وفي العذاب) حيث كان.
(الأرض فراشاً والسماء بناءً) (22) بكسر الراء والنوم منهما كسراً لطيفاً. (وأتوا به متشابهاً) (25) يميل الشين قليلاً. (إني جاعل) (30) يميل الجيم قليلاً.
(أول كافرٍ به) (41) يميل الكاف. (مع الراكعين) (43). (على طعام واحدٍ) (61) يميل الراء والواو في الخفض حيث كان (من الجاهلين) (67) والجاهلون، يميله في الرفع والخفض كل القرآن (وبالوالدين) (83) وبوالديه يميل الواو كل القرآن. (إحساناً) (83)
[الغاية في القراءات العشر: 459]
يميل السين قليلاً. (أسارى) (85) يميل السين قليلاً. (النصارى) يميل الصاد قليلاً.
في كل القرآن (القيامة) يميل الياء حيث كان. (ببابل) (102)، قليلاً. (من أهل الكتاب) (105) يميلها في الخفض كل القرآن. (جاعلك) (124) (بلداً آمناً) (126) يميل الألف منه في الرفع والخفض والنصب، (وإسماعيل) (127) (يميل .......) في جميع القرآن.
(بتابع قبلتهم) و(بتابع قبلة بعضٍ) (145) يميل هنا قليلاً، (أنا الله) (156) يميل النون ولا يميل (إنا إليه) (شاكر عليم) (158) يميل الشين في الرفع والنصب والخفض. (في الكتاب) (159)، و(الناس) (161) (ومن الناس) يميلهما في الخفض وقد ذكرته.
(بخارجين) (167) يميل الخاء منه كل القرآن، (والمساكين... والسائلين) (177) يميل السين منهما قليلاً. (بإحسان) (178) (للوالدين) (180) (سألك عبادي) (186) يميل الباء قليلاً. (دعوة الداع) (186) قليلاً، (إلى نسائكم) (187) (في المساجد) (187) (عشرة كاملة) (196) ولا يميل (كافرة) في الوصل، فإذا وقف أمال. والله أعلم.
(سريع الحساب) (202)، و(حساباً) في الخفض حيث كان والنصب كل القرآن (بالعباد) (287) يميل الباء في الخفض حيث كان، (فللوالدين واليتامى والمساكين) (295) يميل الواو والتاء والسين
[الغاية في القراءات العشر: 460 ]
(قتال فيه) (217) يميل التاء في الخفض حيث كان (من نسائهم) (226)، و(للرجال) (228) يميل الجيم في الحركات الثلاث حيث كان، (بإحسان) (229) (كاملين) (233) يميل الكاف (وعلى الوارث) (233) (من خطبة النساء) (235) (غير إخراج) (240)، (ولستم بآخذيه) (267) يميل الهمزة، (يحسبهم الجاهل) (273) {كاتب} (282)، و(كاتباً) (283) في الرفع والخفض والنصب (من رجالكم) (282) (وكتبه) (285) ). [الغاية في القراءات العشر: 461]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{هدى} [2 5] معًا لدى الوقف، و{بالهدى} [16] لهم.
{أبصارهم} [7 20] معًا، و{بالكافرين} و{للكافرين} لهما ودوري.
{غشاوة} [7] و{مطهرة} [25] لعلي إن وقف، إلا أن الأول لا خلاف فيه، الثاني فيه وجهان الفتح والإمالة.
{الناس} [8] المجرور لدوري.
{فزادهم} [19] و{شاء} [20] لحمزة وابن ذكوان.
{طغيانهم} [15] و{ءاذانهم} [19] لدوري علي.
[غيث النفع: 353]
فوائد:
الأولى: اقتصرنا على الإمالة في {هدى} ونحوه إذا وقف عليه، وهو الصواب، وما ذكره في قوله:
وقد فخموا التنوين وقفًا ورققوا ... إلخ، منكر، لا يوجد في كتاب من كتب القراءات، بل هو كما قال المحقق: «مذهب نحوي لا أدائي، دعا إليه القياس، لا الرواية» انتهى.
فإن قلت: قولك لا يوجد ... إلخ، ممنوع، بل هو في شراحه، لأنهم قد حكوا ثلاثة مذاهب، الفتح مطلقًا، والإمالة مطلقًا، الثالث الإمالة في المرفوع والمجرور، وفتح المنصوب.
قلت: شراحه ومن بعدهم مقلدون له، ولصاحبه الشارح الأول أبي الحسن السخاوي، فهم وإن تعددوا حكمهم حكم رجل واحد، ولم أر أحدًا منهم صرح أنه قرأ به، بل صرحوا أنهم قرءوا بالإمالة مطلقًا وهو الحق الذي لا شك فيه، ولم يذكر الداني رحمه الله تعالى في كتاب الإمالة ولا غيره سواه، وحكى غير واحد من أئمتنا الإجماع عليه.
فإن قلت: ذكره مكي في الكشف، قلت: جعله لازمًا لمن يقول إن الألف الموقوف عليها عوض من التنوين، لا الألف الأصلية، وقال بعده: «والذي قرأنا به هو الإمالة
[غيث النفع: 354]
في الوقف في ذلك كله، على حكم الوقف على الألف الأصلية، وحذف ألف التنوين».
الثانية: إن قلت: ذكرت أن {غشاوة} لا خلاف فيه، و{مطهرة} فيه خلاف فما ضابط ما لا خلاف فيه، وما فيه الخلاف.
قلت: حاصل باب إ مالة هاء التأنيث وما قبلها لعلي أن حروف الهجاء تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
قسم ممال بلا خلاف، وهو خمسة عشر حرفًا، يجمعها قولك: (فجثت زينب لذود شمس) وكذلك حروف (أكهر) إن كان قبلها ياء ساكنة، نحو {هيئة} [آل عمران: 49] و{كثيرة} [245] أو كسرة، نحو {فئة} [249] و{الملائكة} [31].
فإن فصل بين الكسرة والحرف ساكن، نحو {عبرة} [يوسف: 111] فلا يضر، إلا إذا كان حرف استعلاء وإطباق، نحو {فطرت} [30] بالروم، ففيه خلاف، سيأتي إن شاء الله تعالى عزوه، وهو وإن كان مرسومًا بالتاء، فمعلوم أن عليًا أصله أن يقف بالهاء على ما رسم بالتاء.
وقسم لا خلاف في فتحه، وهو الألف، نحو {الصلواة} [3].
وقسم اختلف فيه، وهو تسعة أحرف، يجمعها قولك (قظ خص ضغط حع).
وحروف (أكهر) إذا لم يكن قبلها ياء ولا كسرة، فذهب الجمهور إلى الفتح، وهو اختيار جماعة، كابن مجاهد والمهدوي وابن غلبون والمحقق.
[غيث النفع: 355]
وذهب بعضهم إلى الإمالة، وهو مذهب أبي بكر بن الأنباري وابن شنبوذ وابن مقسم وأبي الحسن الخراساني والخاقاني، وكان من أضبط الناس لحروف علي.
[غيث النفع: 356]
وقال الداني بعد أن ذكر هذه الحروف: «فابن مجاهد وأصحابه كانوا لا يرون إمالة الهاء وما قبلها في ذلك، والنص عن الكسائي في استثناء ذلك معدوم، وبإطلاق القياس في ذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته وكذلك حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابن الأنباري قال حدثنا إدريس عن خلف عن الكسائي» اهـ.
[غيث النفع: 357]
ومن المعلوم أنه لم يأخذ قراءة علي من الروايتين إلا عن أبي الفتح، ولهذا فهم ابن مالك أنه المختار عنده، فقال في داليته:
وبعض يقول ما سوى ألف أمل = ومن ألف التيسير ذا القول أيدا
وقال الفاسي: «وبه قال جماعة من أهل الأداء والتحقيق» وقال الجعبري: «والتعميم أثبت لقول خلف: لم يستثن الكسائي شيئًا» اهـ.
وهذا القسم كان كثير من شيوخنا يقرؤه بالفتح فقط، وبعضهم يقرؤه بالوجهين، مقدما الفتح، وهو الأولى عندي، واستقر عليه أمرنا في الإقراء، لأن وجه الإمالة صحيح ثابت كما رأيت، فالأخذ بالفتح دونه تحكم، لا سيما مع قول الحافظ أبي عمرو: «والنص عن الكسائي ...» إلخ.
[غيث النفع: 358]
الثالثة: اختلف في الممال في هذا الباب، فذهب الجمهور إلى أن الممال هو ما قبل هاء التأنيث فقط وذهب جماعة كالداني والمهدوي وابن سوار إلى أنها ممالة مع ما قبلها، وجمع المحقق بين القولين بما هو ظاهر بين، فقال: «ولا يمكن أن يكون بين القولين خلاف، فباعتبار حد الإمالة، وأنه تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، فإن هذه الهاء لا يمكن أن يكون بين القولين خلاف، فباعتبار حد الإمالة، وأنه تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، فإن هذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء، ولا فتحة فيها، فتقرب من الكسرة، وهذا مما لا يخالف فيه الداني ومن قال بقوله.
وباعتبار أن الهاء إذا أميلت فلا بد أن يصحبها في صورتها حال من الضعف خفي، يخالف حالها إذا لم يكن قبلها ممال، وإن لم يكن الحال من جنس التقريب إلى الياء، فسمي ذلك المقدار إمالة، وهذا مما لا يخالف فيه الجمهور، فعاد النزاع في ذلك لفظيًا، إذ لم يمكن أن يفرق بين القولين بلفظ» اهـ.
الرابعة: ما ذكرناه من أن إمالة {الناس} المجرور للدوري فقط، هو الذي اقتصر عليه المحقق في نشره وتقريبه وطيبته وتحبيره، ولا يعكر علينا قوله:
وخلفهم في الناس في الجر حصلا.
[غيث النفع: 359]
لأنه تبع في العزو أصله، والخلاف عنده في هذا مرتب لا مفرع، فنقول في تقرير كلامه يعني أنه اختلف عن أبي عمرو، فروى عنه الدوري الإمالة، وروى عنه السوسي الفتح، لأن هذا هو الذي كان يقرأ به، كما نقله عنه السخاوي، فيقرر به كلامه.
تنبيه:
إمالة {النتاس} المجرور للدوري كبرى، كما صرح به الداني في جامعه والجعبري ف يكنزه، ونصه: «ولم يمل أبو عمرو كبرى مع غير الراء إلا {الناس} المجرور و{ومن كان في هاذه أعمى» [الإسراء: 73] والياء والهاء من فاتحتي مريم وطه، ولم يمل صغرى مع الراء إلا {يا بشراي} [يوسف: 19]» اهـ.
وقد نظم شيخ شيوخنا عبد الرحمن بن القاضي رحمه الله الفائدة الأولى فقال:
أمال كبرى مع غير الراء = الناس بالجر وفي الإسراء
في هذه أعمى وها يا مريما = وهاء طه ابن العلاء فاعلما
وقد ذيلته بذكر الفائدة الثانية فقلت:
ولم يمل صغري مع الراء سوى = بشراي في وجه كما بعض روى
وتنوين (بعض) للتقليل، لأن رواة الفتح أكثر، وقولهم أشهر، إلا أن من روى الإمالة جرى على القياس، والتقليل هو القليل، كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 360]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{فأحياكم} [28] لورش وعلي.
{هداي} [38] لورش ودوري علي، وهو مما اتفق على فتح يائه.
{استوى} [29] و{فسواهن} و{أبى} و{فتلقى} و{هدى} [38] إن وقفت عليه، لهم.
[غيث النفع: 373]
{خليفة} [30] إن وقفت عليه لعلي.
{الكافرين} و{النار} [39] لهما ودوري.
تكميل:
كل ما يمال في الوصل فهو في الوقف كذلك، ولا خلاف في ذلك بين أهل الأداء إلا ما أميل من أجل كسرة متطرفة، نحو {النار} و{الحمار} [الجمعة: 5] و{هار} [التوبة: 109] و{الأبرار} [آل عمران] و{الناس} و{المحراب} [آل عمران: 39].
فذهب الجمهور إلى أن الوقف كالوصل، واعتبروا الأصل، ولم يعتبروا عارض السكون، ولأنه فيه إعلام بالأصل، كالإعلام بالروم والإشمام على حركة الموقوف عليه.
وذهب جماعة كالشذائي، وابن المنادي، وابن حبش، وابن أشته إلى الوقف بالفتح المحض، إذ الموجب للإمالة حال الوصل هو الكسر، وقد ذهب حال
[غيث النفع: 374]
الوقف، وخلفه السكون، وسواء عندهم كان السكون للوقف أم للإدغام، نحو {الأبرار ربنا} [آل عمران] {الفجار لفي} [المطففين: 7].
والأول مذهب المحققين واقتصر عليه غير واحد منهم وعليه العمل، وبه قرأنا، وبه نأخذ.
فإن قلت: يلزم على هذا أن تبقى الإمالة في نحو {موسى الكتاب} [87] و{النصارى المسيح} [التوبة: 30] حال الوصل، لأن حذف الألف عارض، ولا يعتد بالعارض، ولم يقرأ به أحد، فما الفرق؟
قلت: قال في الكشف: «بينهما فرق قوي، وذلك أن المحذوف في الوقف على {النار} هي الكسرة التي أوجبت الإمالة، والحرف الممال لم يحذف، والمحذوف في {موسى الكتاب} هو الحرف الممال فلم يشتبها» اهـ.
فإن قلت: هذا الحكم في الوقف بالسكون، فما الحكم إذا وقفت بالروم؟
قلت: أما على مذهب الجمهور فظاهر، لأنهم إذا وقفوا بالإمالة مع السكون فمع الروم أحرى، لأنه حركة، وعلى الثاني فقال مكي: «فإن وقفت بالروم ضعفت الإمالة قليلاً، لضعف الكسرة التي أوجبت الإمالة، والله أعلم» ). [غيث النفع: 375]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
[غيث النفع: 381]
{موسى} كله و{موسى الكتاب} [53] إن وقفت عليه {والسلوى} [57] لهم وبصرى.
{بارئكم} [54] معًا لدوري علي.
{نرى الله} [55] إن وقف على {نرى} لهم وبصرى، وإن وصل فأمال السوسي الراء بخلف عنه، ويتفرع على الإمالة في اسم الجلالة تغليظ اللام وترقيقها، لعدم وجود الكسر الخالص، فله ثلاثه أوجه: فتح الراء مع التفخيم، وإمالة الراء معه، ومع الترقيق.
وهذا بخلاف ما إذا رققت الراء لورش قبل اسم الجلالة نحو {أفغير الله أبتغي} [الأنعام: 114] {ولذكر الله أكبر} [العنكبوت: 45] و{يبشر الله} [الشورى: 23] فلا يجوز في اسم الجلالة إلا التفخيم، لوقوعها بعد ضمة أو فتحة خالصة، ولا عبرة بترقيق الراء، وقد جزم به المحقق، ونقله عن غير واحد، وهو ظاهر، وبه قرأنا على جميع شيوخنا، وبه نأخذ.
تنبيه: أجمعوا على الفتح إذا حذفت الألف أصالة، نحو {أو لم ير الذين} [الأنبياء: 30] {أو لم ير الإنسان} [يس: 77].
{خطاياكم} [58] لورش وعلي.
{استسقا} [60] لهم). [غيث النفع: 382]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{يا موسى} [61] و{موسى} [97] و[النصارى} [92] و{الموتى} [73] لهم وبصري.
{أدنى} [61] لهم.
{ساء} [70] لحمزة وابن ذكوان.
{قسوة} [74] لعلي إن وقف). [غيث النفع: 386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{معدودة} [80] لعلي إن وقف.
{بلى} [81] {واليتامى} [83] و{تهوى} [87] لهم.
{النار} [81] و{دياركم} [84] و{ديارهم} [85] و{الكافرين} لهما ودوري.
{القربى} [83 و{أسارى} [85] و{الدنيا} [85 86] معًا و{موسى الكتاب} [87] و{عيسى ابن مريم} لدى الوقف على {موسى} و{عيسى} لهم وبصري.
{للناس} [83] للدوري.
(جاء) الثلاثة لابن ذكوان وحمزة.
تنبيه: (قربى) و(دنيا) و{موسى} (فعلى) بضم الفاء، وقد تقدم أن البصري يميل (فعلى) مثلث الفاء، ويعرف وزنه بأصالة الحرف الأول، وقد جمع القيسي ما جاء في القرآن من لفظ (فعلى) بضم الفاء فقال:
أيا سائلا عن لفظ فعلى فهاكه = فأولها الدنيا ابتلاء إلى البشر
[غيث النفع: 391]
إلى آخر الأربعة عشر بيتًا، وقد نظمت ذلك في أخصر من ذلك بكثير، مع التصريح بأن (فعلى) بالضم وزيادة {موسى} فقلت:
فعلى بضم أخرى زلفى قربى = وسطى وحسنى ثم وثقى طوبى
أولى وأنثى ثم قصوى مثلي = موسى وكبرى ثم عسرى سفلى
رؤيا وعليا ثم عقبى يسرى = سوأى ورجعي ثم دنيا شورى
وأما {عيسى} فإنه (فعلى) بكسر الفاء، وجميع ما جاء منه في القرآن أشار إليه القيسي بقوله:
فهاك بفتح الفاء هاك بكسرها = فمن تلك إحدى عوا نظامي واسمعوا
ومن ذلك الشعرى وذكرى جمعتها = وتلك لمن يخشى المهيمن تنفع
وسيمي وضيزي ثم عيسى بعيده = وفي نحونا البصرى ذا القول يمنع
يقولون عيسى فيعل ثم مفعل = بموسى وللقراء فعلى له ارجعوا
وقول عن الكوفي كقول ذوي الأدا = وقول كما البصري في العلم فارتعوا
انتهى، وقد نظمت ما جاء من لفظ (فعلى) بكسر الفاء فقلت:
فعلى بكسر إحدى سيمى شعري = ضيزى وعيسى عند بعض ذكرى). [غيث النفع: 392]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
(جاء) معًا لابن ذكوان وحمزة.
{موسى} [102] {وبشرى} [97] و{اشتراه} [102] لهم وبصري.
{الناس} [94 96] معًا لدوري.
و{وهدى} [97] لدى الوقف لهم.
{للكافرين} [98 104] معًا لهما ودوري). [غيث النفع: 395]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{موسى} [108] و{نصارى} [111] و{النصارى} [113 120] الثلاثة {الدنيا} [114] لهم وبصري.
{بلى} [112] و{وسعى} [114] و{قضى} [117] و{ترضى} [120] و{هدى} و{الهدى} لهم.
{جآءك} بين). [غيث النفع: 402]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال {ابتلى} [173] و{مصلى} [175] لدى الوقف {ووصى} [132] و{اصطفى} [132] لهم.
{للناس} [124 125] معًا لدوري.
{النار} [127] لهما ودوري.
[غيث النفع: 408]
{الدنيا} [130] و{نصارى} [135] معًا، و{موسى} و{عيسى} [136] لهم وبصري.
تنبيهات:
الأول: إن قلت: ذكرت في الممال {ابتلى} وأصل فعله واوى، لأنك تقول إذا أسندت الفعل إلى المتكلم أو المخاطب (بلوت) أي امتحنت واختبرت، وما كان كذلك لا إمالة فيه.
قلت: الواوي إذا زاد على ثلاثة أحرف فإنه يصير بتلك الزيادة يائيًا، وذلك كالزيادة في الفعل بحروف المضارعة وآلة التعدية وغيره، نحو: {يتلى} [النساء: 127] و{يدعى} [الصف: 7] و{تزكى} [فاطر: 18] و{يرضى} [النساء: 108] و{تجلى} [الأعراف: 143] و{تدعى} [الجاثية] و{زكاها} [الشمس] و{نجانا} [الأعراف: 89] {فأنجاه} [العنكبوت: 24] و{اعتدى} [178] {فتعالى الله} [الأعراف: 190] و{استعلى} [طه].
ومن ذلك (أفعل) في الأسماء نحو {أدنى} [61] و{أزكى} [232] و{أعلى} لأن لفظ الماضي من ذلك كله تظهر فيه الياء إذا رديت الفعل إلى نفسك، نحو زكيت وأنجيت وابتليت.
الثاني: لا يتأتى التقليل لورش في {مصلى} إلا مع ترقيق اللام، وأما مع تفخيمه فلا يصح، إذ الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان، وهذا مما لا خلاف فيه، والتفخيم مقدم في الأداء). [غيث النفع: 409]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الناس} [142 143] معًا و{بالناس} [143] و{للناس} [150] لدوري.
{ولاهم} [142] و{هدى الله} [143] إن وقفت على {هدى} و{ترضاها} [144] لهم.
{نرى} لهم وبصري.
{جآءك} [145] لحمزة وابن ذكوان.
{حجة} [150] {ورحمة} [157] لعلي إن وقف). [غيث النفع: 412]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{والهدى} [159] و{بالهدى} [175] لهم.
[غيث النفع: 414]
{للناس} {والناس} [161] معًا لدوري.
{فأحيا} [164] لورش وعلي.
{يرى الذين} [165] لدى الوقف على {يرى} لهم وبصرى، ومع وصلها بالذين ففيها عن السوسي طريقان الفتح كالجماعة، والإمالة.
{والنهار} [164] و{النار} [167 175] معًا لدوري.
و{الصفا} [158] واوي لأنك تقول في تثنيته صفوان، فلا إمالة فيه لأحد). [غيث النفع: 415]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وءاتى} [177] معًا إن وقف عليه و{اليتامى} و{اعتدى} [178] و{هدى} [185] لدى الوقف و{الهدى} و{هداكم}.
{القربى} [177] و{القتلى} [178] لدى الوقف و{والأنثى} و{بالأنثى} لهم وبصري.
{ورحمة} لعلي إن وقف.
{خاف} [182] لحمزة.
[غيث النفع: 418]
{للناس} [185 187] معًا و{الناس} [188] لدوري). [غيث النفع: 419]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المال
{الأهلة} [189] و{التهلكة} [195] و{كاملة} [196] لعلي إن وقف، و{الأهلة} مختلف في الوقف عليه و{التهلكة} بخلف عنه.
[غيث النفع: 424]
{للناس} [189] و{الناس} [200] لدوري.
{اتقى} [189] و{اعتدى} [194] معًا و{أذى} [196] لدى الوقف، و{هداكم} [198] لهم.
{الكافرين} و{النار} لهما ودوري.
{الدنيا} [200 201] و{التقوى} [197] معًا لهم وبصري). [غيث النفع: 425]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{اتقى} [203] و{تولى} [205] و{سعى} و{فهدى الله} [213] إن وقف عليه و{متى} [214] {واليتامى} [215] {وعسى} [216] معًا لهم.
[غيث النفع: 429]
{الناس} الثلاثة لدوري.
{الدنيا} الثلاثة لهم وبصري.
{مرضات} [207] لعلي {كافة} [208] {والملائكة} [210] و{بينة} [211] و{القيامة} [212] و{واحدة} [213] لدى الوقف، له.
{جآءتكم} [209] و{جآءته} [211] و{جآءتهم} [213] لابن ذكوان وحمزة.
و{النار} [217] لهما ودوري.
فائدتان:
الأولى: ذكر الداني وغيره أن جميع ما يميله الأخوان أو انفرد به على يميله ورش إلا ثلاث كلمات {مرضات} و(مشكواة) و{كلاهما}.
[غيث النفع: 430]
قلت: ويزاد رابعة وهي {الربوا} فإن الصحيح والمعول عليه، ولم نقرأ بسواه، أن لورش فيه الفتح فقط، ووقعت هذه الكلمات في مواضع عديدة من القرآن، وقد نظمت ذلك كله فقلت:
ممال على وحده أو وحمزة = أمله لورش لا تراع مزللا
سوى أربع وهي الربا وكلاهما = ومرضاة مشكاة وذا حيث أنزلا
الثانية: لو وقف على {مرضات} [207] فعلى بالهاء، والباقون بالتاء). [غيث النفع: 431]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{للناس} [219 - 221] معًا و{الناس} [224] لدوري.
{الدنيا} [220] لهم وبصري.
{اليتامى} و{أذى} [222] لدى الوقف لهم.
{شآء} [220] لحمزة وابن ذكوان.
{أنى} [223] لهم ودوري). [غيث النفع: 435]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أزكى} [232] لهم.
{الرضاعة} [233] و{فريضة} [236] لعلي إن وقف بخلف عنه، والفتح مقدم.
{للتقوى} [237] و{الوسطى} [238] لهم وبصري). [غيث النفع: 438]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{ديارهم} [243] و{ديارنا} [246] و{الكافرين} لهما ودوري.
{أحياهم} [243] لورش وعلي.
{الناس} معًا لدوري.
{موسى} [246 248] معًا لهم وبصرى.
{أنى} [247] لهم ودوري.
{اصطفاه} [249] و{وءاتاه} [251] لهم.
{وزاده} لابن ذكوان بخلف عنه وحمزة). [غيث النفع: 440]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{عيسى ابن} [253] لدى الوقف على {عيسى} و{الوثقى} [256] و{الموتى} [260] لهم وبصرى.
{شاء} [253 255] الثلاثة و{جآءتهم} [253] لابن ذكوان وحمزة.
{النار} [257] لهما ودوري.
[غيث النفع: 442]
{ءاتاه} [258] و{بلى} [260] و{أذى} [262] لدى الوقف لهم.
{أنى} [259] لهم ودوري.
{حمارك} لهما ودوري وابن ذكوان بخلف عنه.
{للناس} لدوري.
{حبة} [261] لعلي لدي وقفه.
ولو وقفت على {يتسنه} [259] فلا إمالة فيه، ومن زعم إمالته عنه فقد أخطأ، لأنه هاء سكت، وهاء السكت لا إمالة له فيه، لأنها إنما جيء بها لبيان الفتحة قبلها، ومن ضرورة الإمالة كسر ما قبلها، فتنتفي الحكمة التي من أجلها اجتلبت هاء السكت.
ولما بلغ ابن مجاهد أن الخاقاني يميله ويجريه مجرى هاء التأنيث أنكر ذلك أشد الإنكار، والنص عن علي والسماع من العرب إنما جاء في هاء التأنيث خاصة). [غيث النفع: 443]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أذى} [263] لدى الوقف و{الأذى} [264] لهم.
[غيث النفع: 447]
{الناس} لدوري.
{الكافرين} و{أنصار } لهما ودوري.
{مرضات} [265] لعلي). [غيث النفع: 448]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{هداهم} [272] و{فانتهى} [275] و{توفى} [281] و{مسمى} [282] لدى الوقف و{أدنى} لهم.
{بسيماهم} [273] و{إحداهما} [282] معًا و{الأخرى} لهم وبصرى.
{والنهار} [274] و{النار} [275] و{كفار} [276 لهما ودوري.
[غيث النفع: 451]
و{الربوا} [275] كله للأخوين.
{جاءه} لابن ذكوان وحمزة.
و{ميسرة} [280] و{للشهادة} [282] لعلي إن وقف، إلا أن الأول فيه خلاف، الفتح عملاً بقوله: .............. = وأكهر بعد الياء يسكن ميلا
أو الكسر ....
والإمالة عملاً بقوله: وبعضهم سوى ألف عند الكسائي ميلا.
وهو صحيح مقرؤ به، إلا أن الفتح مقدم عليه حال الأداء، لشهرته بين أهل الأداء.
وهذا الربع لا مدغم فيه، والله أعلم). [غيث النفع: 452]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ربحت تجارتهم} [16] للجميع.
{الرحيم ملك} {فيه هدى} [2] {وإذا قيل لهم} [11- 13] معًا {لذهب بسمعهم} [20] {خلقكم} [21] {جعل لكم} [22].
[غيث النفع: 360]
فوائد:
الأولى: الإدغام الكبير حيث ذكرناه إنما هو للسوسي فقط، وهو المأخوذ به من طريق القصيد وأصله، في جميع الأمصار، وتبعوه في ذلك، عملاً بقول تلميذه السخاوي: «وكان أبو القاسم يقرأ بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذا قرأ» اهـ.
وإلا فالإدغام ثابت عن الدوري أيضًا، كما ذكره الداني في جامعه والطبري والصفراوي وغيرهم.
الثانية: إذا كان قبل الحرف المدغم حرف علة، ألف أو واو أو ياء، ففيه ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر، إذ المسكن للإدغام كالمسكن للوقف.
[غيث النفع: 361]
الثالثة: ورد النص عن البصري أنه كان إذا أدغم أشار إلى حركة الحرف المدغم، وسواء سكن ما قبل الحرف الأول أو تحرك، أدغم في مثله أو مقاربه، وحمله الجمهور واستقر به المحقق على الروم والإشمام جميعًا.
وقال الداني: «والإشارة عندنا تكون رومًا وإشمامًا، والروم آكد في البيان عن كيفية الحركة، لأنه يقرع السمع، غير أن الإدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه، ويصحان مع الإشمام، لأنه إعمال العضو وتهيؤه من غير صوت خارج إلى اللفظ، فلا يقرع السمع، ويمتنع في المخفوض، لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض، فإن كان الحرف الأول منصوبًا لم يشر إلى حركته لخفته» اهـ.
فتحصل من هذا أن الحرف المدغم إذا كان مرفوعًا فيجوز الإدغام مع السكون المحض، من غير روم ولا إشمام، وهذا هو الأصل المأخوذ به عند عامة أهل الأداء، ويجوز الإشمام، ويجوز الروم، إلا أنه كما قال الداني لا يصح معه الإدغام الصحيح والتشديد التام.
وإن كان مخفوضًا ففيه الإدغام المحض، وفيه الروم، وإن كان منصوبًا ففيه الإدغام المحض، وليس فيه روم ولا إشمام، وكل من قال بالإشارة استثنى الميم عند الميم، نحو {يعلم ما} [55] والميم عند الباء، نحو {نصيب برحمتنا} [يوسف: 56] والباء عند الميم،
[غيث النفع: 362]
نحو {ويعذب من} [284] وزاد غير واحد كابن سوار والقلانسي وابن الفحام الفاء عند الفاء، نحو {تعرف في} [الحج: 72] ). [غيث النفع: 363]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {قال ربك} [30] {ونحن نسبح} {لك قال} {أعلم ما لا} {وأعلم ما تبدون} [33] {حيث شئتما} [35] {ءادم من} [37] {إنه هو}.
[غيث النفع: 375]
تنبيهات:
الأول: لم يدغم باء {يضرب} في ميم {مثلاً} لتخصيصه في قوله: وفي من يشاء با يعذب ...
الثاني: يجوز في المدغم إذا جاء بعد اللين نحو {حيث شئتم} [58] و{القول لعلهم} [القصص: 51] ما يجوز فيه إذا جاء بعد حرف المد نحو {الرحيم ملك}.
وقول الجعبري: «لم أقف على نص في اللين، والمفهوم من القصيد القصر» قصور، قال المحقق: «والعارض المشدد نحو {اليل لباسا} [الفرقان: 47] {كيف فعل} [الفيل: 1] {الليل رءا} [الأنعام: 76] {بالخير لقضى} [وينس: 11] عند أبي عمرو في الإدغام الكبير هذه الثلاثة أوجه، سائغة فيه، كما تقدم آنفًا في العارض والجمهور على القصر، وممن نقل فيه المد والتوسط الأستاذ أبو عبد الله بن القصاع» اهـ.
وقوله: (تقدم) هو قوله: «أما الساكن العارض غير المشدد نحو {اليل} و{الميل} [النساء: 129] و{الميت} [آل عمران: 27] و{الحسنيين} [التوبة: 52] و{الخوف} [155] و{الموت} [19] و{الطول} [غافر: 3] حالة الوقف بالسكون، أو الإشمام، فيما
[غيث النفع: 376]
يسوغ فيه، فقد حكى فيه الشاطبي وغيره من أئمة الأداء ثلاثة مذاهب، الإشباع والتوسط والقصر» اهـ، وقوله المفهوم منه الثلاثة، من قوله:
............... = وعند سكون الوقف للكل أعملا
وعنهم سقوط المد فيه .......... البيت.
فتحصل من كلامه: أن حرف اللين إذا جاء قبل الساكن العارض للوقف، ولم يكن ذلك الساكن همزًا، ففيه لكل القراء ثلاثة أوجه، وإن كان همزًا فهو كذلك عند الكل، إلا ورشًا، فله فيها وجهان، المد والتوسط، لأن مده فيه لأجل الهمزة، لا السكون، ولا فرق بين سكون الوقف والإدغام عند الشاطبي وغيره.
فإن قلت: ما فائدة التخصيص في قوله (وعند سكون الوقف) ولعله أراد الاحتراز عن سكون الإدغام.
قلت: احترز عن الوقف بالروم، فإنه لا مد فيه، لانعدام سبب المد، وقد صرح الجعبري بذلك في شرحه، حيث قال: «واحترز بسكون الوقف عن رومه، إذ لا اجتماع فيه».
الثالث: عددنا من المدغم {إنه هو} [37] لأنه المعروف المقروء به، وكذا جميع ما ماثله، وهو خمسة وتسعون موضعًا نحو {جاوزه هو} [249] {لعبادته هل} [مريم: 249] لالتقاء المثلين خطا، ولأن الصلة عبارة عن إشباع حركة الهاء تقوية لها، فلم يكن لها استقلال، ولهذا تحذف للساكن، فلم يعتد بها، وقد صح إدغامه نصًا عن
[غيث النفع: 377]
اليزيدي عن أبي عمرو في قوله {إلاهه هواه} [الجاثية: 23] و{إنه هو التواب} [37].
وقال القيسي:
وقد أدغموا هاء الضمير بمثله = وما زيد للتكثير قيل كلا فصل
وقد ذكر الداني عن ابن مجاهد أنه كان يختار عدم الإدغام في هذا الضرب، وذكر حجته، ثم بين فسادها). [غيث النفع: 378]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{اتخذتم} [51] أظهر داله على الأصل المكي وحفص، وأدغمه الباقون في التاء، للتقارب في المخرج، والاشتراك في بعض الصفات.
[غيث النفع: 382]
{نغفر لكم} [58] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{ويستحيون نساءكم} [49] {من بعد ذلك} [52] {إنه هو} [54] {نؤمن لك} [55] {حيث شئتم} [58] {قيل لهم} [59] ). [غيث النفع: 383]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {من بعد ذالك فلولا} [64] {من بعد ذالك فهي} [74] ولا يدغم قاف {ميثاقكم} [63] في كافه عملاً بقوله: وميثاقكم أظهر). [غيث النفع: 386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{اتخذتم} [80] لنافع وبصري وشامي وشعبة والأخوين.
{يفعل ذالك} [85] لا خلاف بينهم في إظهار اللام، لأن شرط المدغم أن يكون مجزومًا، وهذا مرفوع.
(ك)
[غيث النفع: 392]
{يعلم ما} [77] {الكتاب بأيديهم} [79] {إسراءيل لا} [83] {الزكواة ثم} على أحد الوجهين فيه عملاً بقوله: ........... = وفي أحرف وجهان عنه تهللا
فمع حملوا التوراة ثم الزكاة قل = .........
والوجه الآخر الإظهار، وعليه فلا يعد.
{وإذا قيل} [91] ولا إدغام في {ميثاقكم} [84] لعدم الشرط). [غيث النفع: 393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ولقد جآءكم} [92] لبصري وهشام والأخوين.
{اتخذتم} أدغمه غير المكي وحفص,.
(ك)
{بالبينات ثم} [92] {العظيم ما} ). [غيث النفع: 395]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقد ضل} [108] لورش وبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{تبين لهم} [109] {كذلك قال} [113 - 118] معًا {يحكم بينهم} [113] {أظلم من} [114] {يقول له} [117] {هدى الله هو} [120] {من العلم ما لك} ). [غيث النفع: 402]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (تنبيهات:
الأول: جرى في كلامنا عد {يحكم بينهم} في المدغم تبعًا لهم، وليس هو إدغامًا حقيقة، إنما هو إخفاء مع غنة، كما ذكره المحقق ونصه: «والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات، فتخفى إذ ذاك بغنة».
الثاني: تركنا عد {واسع عليم} لوجود المانع وهو التنوين.
[غيث النفع: 402]
فان قلت: لم اعتبروا الفصل بالتنوين ولم يعتبروا الفصل بالصلة في نحو {إنه هو} [37]؟.
فالجواب: أن التنوين حاجز قوي جرى مجرى الأصول في النقل وغيره، فلم يجتمع معه المثلان، وفيه دلالة على أمكنية الكلمة، فحذفه مخل بها، بخلاف الصلة.
الثالث: لو وصلت البسملة بـ {ما ننسخ} أدغمت ميم {الرحيم} في {ما} لمن مذهبه الإدغام، كما يجب حذف همزة الوصل في نحو {الرحيم اعلموا} [الحديد: 17] {الرحيم القارعة} ). [غيث النفع: 403]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{وإذ جعلنا} [124] لبصري وهشام.
[غيث النفع: 409]
{قال لا} [124] {إبراهم مصلى} [125] {وإسماعيل ربنا} [127] {قال له} [131] {قال لبنيه} [133] {ونحن له} [136] الأربعة {أظلم ممن} [140].
تنبيه: لا إخفاء في ميم {إبراهم} عند باء {بنيه} [132] لعدم الشرط وهو تحريك ما قبلها، عملاً بقوله:
وتسكن عه الميم من قبل بائها = على إثر تحريك فتخفى تنزلا
ولا إدغام في {أتحاجوننا} [139] إذ لم يدغم من المثلين في كلمة إلا: {مناسككم} [200] و{سلككم} [المدثر: 42] ). [غيث النفع: 410]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لنعلم من} [143] {فلنولينك قبلة} [144] {الكتاب بكل} [145] ). [غيث النفع: 412]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ تبرأ} [166] لبصري وهشام والأخوين.
{بل نتبع} [170] لعلي.
(ك)
{قيل لهم} {والعذاب بالمغفرة} [175] {الكتاب بالحق} [176].
ولا إدغام في {جناح عليه} [158] لخروجه بقوله:
فزحزح عن النار الذي حاه مدغم). [غيث النفع: 415]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{طعام مسكين} [184] {شهر رمضان} [185] {يتبين لكم} [187] {المساجد تلك}
تنبيهان:
الأول: لا إدغام في {بعد ذالك} [178] لقوله:
ولم تدغم مفتوحة بعد ساكن = بحرف بغير التاء
ولا في {سميع عليم} [181] و{فدية طعام} [184] لقوله: إذا لم ينون.
الثاني: {شهر رمضان} [185] من باب ما قبله ساكن صحيح، وقد اضطرب فيه العلماء اضطرابًا كثيرًا، فلنصدع بالحق، ونترك التطويل بجلب الأقاويل، فنقول: الذي قرأ به الإدغام المحض، وهو الحق الذي لا مرية فيه، والصحيح الذي قامت الأدلة فيه.
وقال المحقق: «إنه الصحيح الثابت عند قدماء الأئمة من أهل الأداء، والنصوص مجمعة عليه» وقال ابن الحاجب: «أطبق عليه القراء» وقال في النزهة:
وإن صح قبل الساكن ادغام اغتفر = لعارضه كالوقف أو إن تقدرا
ومن قال إخفاء فغير محقق = إذ الحرف مقلوب وتشديده يرى
[غيث النفع: 419]
وقد انتصر له جماعة من العلماء، وعليه جرى عمل المحققين من شيوخنا وشيوخهم مشرقًا ومغربًا.
والمانعون له اختلفوا: فمنهم من قرأه بالإخفاء، وهو مذهب جماعة كثيرة من المتأخرين.
وأبعد قوم فقالوا فيه بالإظهار، وهم إن ثبت لهم بغير الإدغام المحض رواية فمسلم، وإن تركوه فرارًا من الوقوع في الجمع بين الساكنين على غير حده لأن ذلك لا يجوز في العربية، وهو المأخوذ من كلامهم، لتعليلهم به فغير صحيح، لأن هذا الأصل مختلف فيه.
فالمشهور عندهم أن حد اجتماع الساكنين أن يكون الأول حرف مد ولين والثاني مدغم فيه نحو {فيه هدى} [2] {ولا تيمموا} [267] على رواية البزي، لأن حرف المد واللين وإن كان ساكنًا في حكم المتحرك، لأن ما فيه من المد قائم مقام الحركة.
ومنهم من ج عله كون الثاني مدغمًا فيه نحو {شهر رمضان} و{هل تربصون} [التوبة: 52].
ومنهم من قال أن يكون الأول حرف مد ولين نحو {ومحياي} [الأنعام: 162] في قراءة الإسكان.
ولو سلم أن النحويين اتفقوا على الأول لم يمنعنا ذلك من القراءة بالإدغام المحض، لأن القراءة لا تتبع العربية، بل العربية تتبع القراءة، لأنها مسموعة من أفصح العرب بإجماع، وهو نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه ومن بعدهم، إلى أن فسدت الألسن بكثرة المولدين، وهم أيضًا من أفصح العرب.
وقد قال ابن الحاجب ما م عناه: (إذا اختلفت النحويون والقراء كان المصير إلى القراء الأولى، لأنه ناقلون عمن ثبتت عصمته من ال غلط، ولأن القراءة ثبتت تواترًا، وما نقله النحويون فآحاد، ثم لو سلم أن ذلك ليس بمواتر، فالقراء أعدل وأكثر، فالرجوع
[غيث النفع: 420]
إليهم أولى، وأيضًا فلا ينعقد إجماع النحويين بدونهم، لأنهم شاركوهم في نقل اللغة وكثير منهم من النحويين) اهـ.
وقال الإمام الفخر ما معناه: أنا شديد التعجب من النحويين، إذا وجد أحدهم بيتًا من الشعر ولو كان قائله مجهولاً فجعله دليلاً على صحة القراءة، فرح به، ولو جعل ورود القراءة دليلاً على صحته كان أولى.
وقال صاحب الانتصاف: «ليس القصد تصحيح القراءة بالعربية، بل تصحيح العربية بالقراءة» اهـ.
وقال العلامة السيوطي رحمه الله في كتابه الاقتراح في أصول النحو: «فكل ما ورد أنه قرئ به جاز الاحتجاج به في العربية، سواء كان متواترًا أم آحادًا أم شاذًا».
[غيث النفع: 421]
ثم قال: «وكان قوم من النحاة المتقدمين يعيبون على عاصم وحمزة وابن عامر قراءات بعيدة في العربية، وينسبونهم إلى اللح، وهم مخطئون في ذلك، فإن قراءتهم ثابتة بالأسانيد المتواترة الصحيحة، التي لا طعن فيها، وثبوت ذلك دليل على جوازه في العربية، وقد رد المتأخرون منهم ابن مالك على من عاب عليهم بأبلغ رد، واختار ما وردت به قراءتهم في العربية، وإن منعه الأكثرون» اهـ.
فالحاصل أن الحق الذي لا شك فيه، والتحقيق الذي لا تعويل إلا عليه أن الجمع بين الساكنين جائز، لورود الأدلة القاطعة به، فما من قارئ من السبعة وغيرهم إلا وقرأ به في بعض المواضع.
وورد عن العرب، وحكاه الثقات عنهم، واختاره جماعة من أئمة اللغة، منهم أبو عبيدة وناهيك به، وقال: هو لغة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه: «نعما بإسكان العين وتشديد الميم المال الصالح للرجل الصالح».
وحكى النحويون الكوفيون سماعًا من العرب (شهر رمضان) مدغمًا، وحكى سيبويه ذلك في الشعر، وإنما أطلت في هذه المسألة الكلام لأنه اللائق بالمقام). [غيث النفع: 422]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{حيث ثقفتموهم} [191] {مناسككم} [200] {يقول ربنا} [200 201] معًا.
ولا إ خفاء في ميم {الحرام} [194] لأجل باء {بالشهر} عملاً بقوله: على إثر تحريك ....
ولا إدغام في {أشد ذكرًا} [200] لتثقيل الأول). [غيث النفع: 425]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يعجبك قوله} [204] {قيل له} [206] و{زين للذين} [212] {الكتاب بالحق} [213] {ليحكم بين الناس} {وما اختلف فيه}.
ولا إدغام في {غفور رحيم} لتنوينه). [غيث النفع: 431]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{المتطهرين نساؤكم}.
ولا إدغام في {غفور رحيم} ولا {سميع عليم} للتنوين، ولا في {يحل لهن} [228] ولا {يحل لكم} [229] و{فلا تحل له} [230] للتشديد). [غيث النفع: 435]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يفعل ذلك} [231] لأبي الحارث.
{فقد ظلم} لورش وبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{ولا تتخذوا ءايات الله هزؤا النكاح حتى} [235] {يعلم ما}.
ولا تدغم حاء {جناح} في عين {عليهما} [233] ولا في عين {عليكم} [236] لقوله: فزحزح عن النار الذي حاه مدغم). [غيث النفع: 438]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقال لهم الله} [243] {وقال لهم نبيهم} [247 248] معًا {جاوزه هو} [249] {داود جالوت} [251].
ولا إدغام في {سميع عليم} لتنوينه، ولا في {يؤت سعة} [247] للجزم والفتح). [غيث النفع: 440]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لبثت} [259] كله لبصري وشامي والأخوين.
{أنبتت سبع} [261] لبصري والأخوين.
(ك)
{يأتي يوم} [254] {يشفع عنده يعلم ما} [255] {قال لبثت تبين له} [259].
ولا إدغام في {سميع عليم} لتنوينه). [غيث النفع: 443]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{الأنهار له} [266] وترك إدغام النون، و{تكون له} لا يخفى). [غيث النفع: 448]

غير مصنف:
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [تفريع: إذا جمعت] الأوجه التي يمكن وجودها بين كل سورتين حصل لكل قارئ
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/229]
عدد كثير.
وها أنا أذكرها بين سورتين من كل أربع وأحيلك على ذهنك في الباقي.
فأقول: إذا ابتدأت بقوله تعالى: أنت مولينا [البقرة: 286] ووقفت على القيّوم [آل عمران: 2]، فالواصلون مختلفون لحمزة، إمالة مولانا وفتح الكفرين [البقرة: 286] ووصل السورتين ومد لا إله [آل عمران: 2] وجه لورش [وجهان] مولانا، وتقليل الكافرين وجهان، ولأبي عمرو وجها المنفصل، ولابن ذكوان الطول مع [الفتح]، والتوسط والإمالة ثلاثة، ولهشام التوسط والقصر، فداخله في التوسط، ولخلف مثل حمزة، ولكنه توسط.
وجه العشرة في سبعة القيّوم سبعون والساكنون لورش وجها مولانا، ولأبي عمرو وجها المد، ولابن عامر الأربعة.
ولخلف أيضا السكت التسعة في ثلاثة وقف الكفرين سبعة وعشرون في سبعة القيوم مائة وتسعة وثمانون.
والمبسملون: إما وصل الطرفين فلورش وجها مولانا.
ولقالون والأصبهاني وجها المنفصل وابن كثير وأبو جعفر مندرج في قصرهما، ولأبي عمرو وجها المد، ولابن عامر الأربعة، ولعاصم زيادة المد وجه، ولأبي الحارث إمالة مولانا، وفتح الكفرين. [وجه]، وللدوري إمالتهما.
وجه الثلاثة وعشرون في سبعة القيّوم أحد وتسعون.
وأما مع فصلهما فالثلاثة عشر في ثلاثة وقف الكفرين، والرّحيم [الفاتحة: 3] تسعة وثلاثون، وفي ثلاثة الكفرين مع روم قصر الرحيم [مجموعها ثمانية وسبعون] مجموعها [في] سبعة القيّوم خمسمائة وستة وأربعون.
وإما بفصل أولها ووصل آخرها، فالثلاثة عشر في ثلاثة الكفرين في سبعة القيّوم مائتان وثلاثة وسبعون، ومجموع هذه تضرب في وجهي بسم الله؛ لأنهم صرحوا بأنها لكل القراء يحصل ألفان وثلاثمائة وثمانية وخمسون.
واعلم: أن يعقوب من رواية رويس يندرج مع أبي عمرو؛ لإمالته الكفرين، ومن رواية روح مع هشام؛ لفتحه إياها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/230]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في قول الله تعالى: {الم}

سورة البقرة

[الآية (1)]
{الم}

قوله تعالى: {الم (1)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الم} [1] مفصلات الحروف في جميع فواتح السور التي على التهجي: يزيد).[المنتهى: 2/551]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الم) مقطوع أبو جعفر غير الشيزري، وابن مطرف، واختلف عنه في (الم (1) اللَّهُ) فروى ميمونة، والقورسيان، والدَّاجُونِيّ (الم (1) اللَّهُ) مقطوع كرواية الأعشى، والبرجمي عن أبي بكر والاختيار في الوصل كالجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (62 - حُرُوْف التَّهَجِّي افْصِلْ بِسَكْتٍ كَحَا أَلِفْ = أَلاَ .... .... .... ....). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - حروف التهجي افصل بسكت كحا ألف = (أ)لا يخدعون (ا)علم (حـ)ـجًى واشممًا (طــ)ـلا
بقيل وما معه ويرجع كيف جا = إذا كان للأخرى فسم (حـ)ـلًا علا
والأمر (ا)تل واعكس أول القص وهو هي = يمل هو ثم هو اسكنًا (أ)د و(حـ)ملا
[شرح الدرة المضيئة: 86]
فحرك و(أ)ين اضمم ملائكة اسجدوا = أزل (فـ)ـشا لا خوف بالفتح (حـ)ـولا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بالألف) من ألا وهو أبو جعفر بالسكت على حروف التهجي الواردة في فواتح السور سواء كانت على حرفواحد نحو: {ص} [أول ص]، أو أكثر نحو {الم} [أول البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة] {كهيعص} (مريم: 1] ويلزممن سكتته الطبيعية إظهار المدغم منها والمخفي). [شرح الدرة المضيئة: 87]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: قرأ أبو جعفر (ألم) وسائر حروف التهجي من أوائل السّور بسكتة يسيرة يفصل بعضها من بعض، وسواء كانت على حرف واحد أو أكثر من ذلك. والباقون لا يسكتون في ذلك ولا يفصلون والله الموفق). [تحبير التيسير: 282]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي السَّكْتِ عَلَى " الم " وَسَائِرِ حُرُوفِ الْفَوَاتِحِ فِي بَابِ السَّكْتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الم} [1] ذكر لأبي جعفر في السكت). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [فائدة: إذا وصلت أول البقرة بآخر الفاتحة؛ فلقالون عشرون وجها مع صلة الميم، وهي وجه مع صلة الجميع، والوقف على الم [البقرة: 1]، وثلاثة مع الوقف على آخر الفاتحة، وستة مع الوقف عليه، ثم على البسملة؛ لأن ثلاثة الضّآلّين [الفاتحة: 7] تطابق ثلاثة الرّحيم [يعني: من البسملة] مع السكون المجرد، وتأتي بثلاثة أخرى مع روم الرحيم فالحاصل عشرة مع صلة الميم، وعشرة مع عدمها، ولورش هذه العشرة مع عدم الصلة، ووجه مع وصل الضّآلّين، بـ الم وثلاثة مع السكت على الضّآلّين.
ولابن كثير العشرة التي مع صلة ميم الجمع.
ولأبي عمرو ما لورش، وكذا لابن عامر ويعقوب.
ولحمزة وجه فقط.
ولعاصم والكسائي عشرة.
ولخلف أربعة: ثلاثة مع السكت، [و] واحد مع الوصل، وكلها تداخل أوجه نافع؛ إلا حمزة زاد له وجه بضم الهاء في عليهم [الفاتحة: 7] وينفرد أبو جعفر بعده؛ لأنه يسكت على حروف الهجاء. والله أعلم] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
"الم" بالسكت على كل حرف من حروفها الثلاثة أبو جعفر، وكذا ما تكرر من ذلك في فواتح السور نحو: "المص، كهيعص" لأنها ليست حروف المعاني بل هي مفصولة وإن اتصلت رسما، وفي كل واحد منها سر لله تعالى، أو كل حرف منها كناية عن اسم لله تعالى، فهو يجري مجرى كلام مستقل وحذف واو العطف لشدة الارتباط والعلم به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/371]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الم} مده لازم، والوقف عليه تام على الأصح، وفاصلة عند الكوفي). [غيث النفع: 330]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2)}
{ألم}
قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع بتقطيع الحروف بعضها من بعض بسكتة يسيرة على كل حرف.
قال أبو حيان: وقطع ابن القعقاع ألف، لام، ميم، حرفاً حرفاً، بوقفة وقفة، وذلك سائر حروف التهجي من الفواتح...). [معجم القراءات: 1/27]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي سورة البقرة [من الآية (2) إلى الآية (5) ]

سورة البقرة [من الآية (2) إلى الآية (5) ]
بسم الله الرحمن الرحيم
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) }
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (قال ابن الصلت عن ورش {ذلك الكتب} [2]، بإمالة الذال والتاء فيهما جميعًا في موضع الرفع، والنصب، والخفض في كل القرآن. وافق قتيبة، والشموني طريق الخطيب وابن الصلت في التاء عند الخفض .
بين اللفظين فيها حيث وقعا سالم. وافقه أبو الفضل عن قنبل في الذال.
{لا ريب} [2]، و{لا جرم} [هود: 22]، و{ولا تكونوا} [41]، و{لا خير} [النساء: 14]: بالمد قليلًا سليم طريق ابن سعدان وخلفٍ، وخلاد طريق الشذائي.
{فيه} [2]، و{إليه} [46]، و{لديه} [الكهف: 91، ق: 18]، و{عليه} [37]، ونحوه: بضم كل هاء مكسورة تكون كناية سلام. وافقه حفص في {أنسانيه} [الكهف: 63]، و{عليه الله} [الفتح: 10].
[المنتهى: 2/552]
بياء بعدها، وبواو بعد كل واحدة، كذلك مضمومة مكي. وافقه المسيبي في {وأشركه} [طه: 32]، وحفص في {فيه مهانا} [الفرقان: 69] ).[المنتهى: 2/553]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا جَرَمَ)، و(لَا رَيبَ)، و(لَا خَيرَ) بمدة مطولة خلف، وابْن سَعْدَانَ، والشَّذَائِيّ عن خَلَّاد عن سليم قال أبو الحسين: والرفاعي عن حَمْزَة، الباقون بغير مد، وهو الاختيار؛ لأنه أفصح). [الكامل في القراءات العشر: 480]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (رويس: (لذهب بسمعهم) بالإدغام كالسوسي وكذا (يكتبون الكتاب بأيديهم) وكذا (نزل الكتاب بالحقّ وإن الّذين) من هذه السّورة وكذلك (جعل لكم) جميع ما في سورة النّحل وهو ثمانية مواضع وكذلك (لا قبل لهم) في سورة النّمل وكذلك (وأنه هو) في سورة النّجم وهو أربعة مواضع على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك.
[تحبير التيسير: 283]
ولا خلاف عنه في إدغام (والصاحب بالجنب) في سورة النّساء و(نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنّك كنت) الثّلاثة في سورة طه وكذا (فلا أنساب بينهم) في سورة قد أفلح المؤمنون وتابعه روح في إدغام (والصاحب بالجنب) والباقون بالإظهار في ذلك كله والله الموفق). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ مَدِّ لَا رَيْبَ فِيهِ عَنْ حَمْزَةَ فِي بَابِ الْمَدِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ ابْنِ كَثِيرٍ فِي صِلَةِ هَاءِ فِيهِ هُدًى فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي إِدْغَامِ الْمِثْلَيْنِ، وَفِي جَوَازِ الْمَدِّ قَبْلُ وَالْقَصْرِ أَيْضًا فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَصْحَابِ الْإِمَالَةِ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمُنَوَّنِ نَحْوَ هُدًى، وَبَابُهُ آخِرُ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَصْحَابِ الْغُنَّةِ عِنْدَ اللَّامِ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "لا ريب فيه" [البقرة الآية: 2] بعد لا النافية حمزة بخلفه لكن لا يبلغ به حد
[إتحاف فضلاء البشر: 1/371]
الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط كما تقدم "وعن" الحسن "لا ريبا" فيه بالتنوين حيث وقع بفعل مقدر، أي: لا أجد ريبا والجمهور بغير تنوين مع البناء على الفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/372]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ" "فيه هدى" [البقرة الآية: 2] بوصل الهاء بالهاء بياء لفظية على الأصل ابن كثير وافقه ابن محيصن، والباقون بالاختلاس، وأدغم الهاء في الهاء أبو عمر وبخلف عنه، وكذا يعقوب من المصباح مع المد والقصر والتوسط في حروف المد، وافقهما ابن محيصن واليزيدي بخلف عنهما والحسن والمطوعي.
تنبيه:
تقدمت الإشارة إلى أن هذه الأوجه الواردة على سبيل التخيير كالأوجه التي يقرأ بها بين السور وغيرها، إنما المقصود منها معرفة جواز القراءة بكل منها، فأي وجه قرئ به جاز تستوعب الكل في موضع إلا لغرض صحيح، وكذا الوقف بالسكون والإشمام والروم وبالمد الطويل والتوسط والقصر، وكان بعض المحققين كما تقدم لا يأخذ إلا بالأقوى، ويجعل الباقي مأذونا فيه، وبعضهم يرى القراءة بواحد في موضع وبآخر في آخر، وبعضهم يرى جمعها في أول موضع أو موضع ما على وجه التعليم والإعلام وشمول الرواية، أما الأخذ بالكل في كل موضع فلا يتعمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة الخلاف، نعم ينبغي أن يجمع بين أوجه تخفيف الهمزة في وقف حمزة لتدريب المبتدئ، ولا يكلف العالم بجميعها، ومستند أهل هذا الشأن في الأوجه المذكورة أن أهل الأداء لما كانوا على الأثبات في النقل بحيث كانوا في الضبط، والمحافظة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/372]
على ألفاظ القرآن في الدرجة القصوى، حتى كانوا لا يسامحون بعضهم في حرف واحد، اتفقوا على منع القياس المطلق الذي ليس له أصل يرجع إليه، أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو أصل يعتمد فإنه يجوز عند عدم النص، وغموض وجه الأداء، بل لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي؛ لأنه في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي، كما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وإثبات البسملة وعدمها وغير ذلك، وحينئذ فيكفي في المستند النقل عن مثل هؤلاء الأئمة، المعول عليهم في هذا الفن، وأما كثرة الوجوه بحيث بلغت الألوف، فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقدمين؛ لأنهم كانوا يقرءون القراءات طريقا طريقا فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه، وأما المتأخرون فقرءوها رواية رواية، بل قراءة قراءة، بل أكثر، حتى صاروا يقرءون الختمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت معهم الطرق، وكثرت الأوجه، وحينئذ يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق، والأوجه، وإلا وقع فيما لا يجوز، وللشيخ العلامة النويري تألف مفيد نحو كراسة فيما ذكر، وقد لخصه في شرحه الطيبة شيخه رحم الله تعالى الجميع، وإذا تقرر ذلك فليعلم أن الصحيح جواز كل من الثلاثة الوقف العارض لكل قارئ، وإشمام المضوم ورومه وروم المكسور ووجهي ألم الله للاعتبار
[إتحاف فضلاء البشر: 1/373]
بالعارض وعدمه، والمد والتوسط والقصر مع إدغام نحو: "الرَّحِيمِ، مَلِكِ" إلى غير ذلك، وكل هذه الأوجه صدق عليها أنها موافقة للرسم من جهة أنها لا تخالفه؛ لأنها لم ترسم لها في المصحف صورة أصلا وموافقة للوجه العربي؛ لأن النحاة نصوا على ذلك كله وكلها أيضا نقلت عن المتأخرين.
وأمال "هدى" وقفا حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش وورش من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين ولا خلاف في فتحه وصلا وإدغام التنوين في لام "للمتقين" بغير غنة إلا ما ذهب إليه كثير من أهل الأداء من إبقاء الغنة في ذلك، وفي النون عند اللام والراء والتنوين عند الراء نحو: "من له، من ربكم، غفور رحيم" ورووه عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/374]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيه} [2] قرأ المكي بوصل الهاء بياء لفظية على الأصل، والباقون بكسر الهاء من غير صلة تخفيفًا، وهكذا كل ما شابهه، هذا إن كان الساكن قبل الهاء ياء.
فإن كان غير ياء نحو {منه} [البقرة 60] و{اجتباه} [النحل 121] {خذوه} [الدخان: 47] فالمكي يضمها ويصلها بواو، والباقون يضمونها من غير صلة، هذا هو الأصل المطرد لكلهم، ومن خرج عنه نبينه في موضعه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 330]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هدى للمتقين} إذا التقت النون الساكنة أو التنوين مع اللام والراء نحو {فإن لم تفعوا} [24] {من ربهم} [26] {ثمرة رزقا} [25] فإن النون والتنوين يدغمان في اللام والراء إدغامًا محضًا من غير غنة، هذا الذي عليه علماء جميع الأمصار في هذه الأعصار، ولم يذكر المغاربة قاطبة وكثير من سواهم سواه، وبه قرأنا، وبه نأخذ.
وسواء كان السكون أصليًا كما أصليًا كما مثلنا، أو عارضًا للإدغام نحو {نؤمن لك} [الإسراء: 90] {تأذن ربك} [الأعراف: 167] في رواية السوسي.
والإدغام مع بقاء الغنة وإن كان صحيحًا ثابتًا نصًا وأداءً عند كثير من أهل الأداء فهو من طرق النشر، لا من طرق كتابنا.
وينبغي تقييده في اللام، كما قال الداني وغيره بما إذا كانت النون موجودة رسمًا نحو {أن لا أقول} [105] بالأعراف و{أن لا يدخلنها} [القلم: 24] و{أن لم يكن ربك} [الأنعام: 131] {فإن لم يستجيبوا لكم} [14] بهود، و{ألن نجعل لكم} [48] بالكهف، فإنه إدغام بلا غنة للجميع، لما يلزم عليه من مخالفة الرسم، إذ فيه إثبات نون ليست في المصحف). [غيث النفع: 331]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذلك الكتاب}
هذه قراءة الجماعة (ذلك الكتاب)
وقرئ (ذلك الكتاب) بغير لام.
وقرأ عبد الله بن مسعود (ألم، تنزيل الكتاب لاريب فيه)
{لا ريب}
قرأ خلف وحمزة وحفص من طريق هبيرة بمد (لا) مداً متوسطاً، للمبالغة في النفي.
وأمال بعضهم (لا) لأنها تشبه (بلي) في أنها تكون حرف جواب برأسه.
وقرأ الجمهور (لا ريب) بفتح الباء من غير تنوين، والإعراب فيها بين
وقرأ أبو الشعثاء وزهير الفرقبي (لا ريب) بالرفع.
[معجم القراءات: 1/27]
وهي قراءة زيد بن على حيث وقع، وحمل (لا) في هذه القراءة على أنها تعمل عمل (ليس) ضعيف لقلة إعمال (لا) عملها؛ ولهذا كانت القراءة عند بعضهم ضعيفة.
_ وقرأ الحسن (لا ريبا) بالنصب والتنوين حيث وقع، والنصب هنا بفعل مقدر، أي: لا أجد ريباً
_ ووقف نافع وعاصم على (لا ريب)، ثم يستأنفان القراءة: (فيه هدى للمتقين)
{لا ريب فيه}
_ قرأ عباس وأبو معمر عن عبد الوراث عن أبي عمرو بإدغام الباء في الفاء والمشهور عنه الإظهار، وهو رواية اليزيدي عنه.
وقرأه أبو حيان بالوجهين: الإدغام والإظهار على أستاذه أبي جعفر الطباع في الأندلس.
{فيه}
قرأ ابن كثير (فيهي) بوصله بياء، وهي قراءة ابن محيصن كذلك
وقرأ ابن أبي إسحاق (فيهو) بضم الهاء ووصلها بواو.
واختلس نافع كسرة الهاء من (فيه)
[معجم القراءات: 1/28]
وقرأ الزهري وأبن محيصن وسلم بن حرب ومسلم بن جندب وعبيد بن عمير وسلام أبو المنذر (فيه) بضم الهاء.
وذكر الزمخشري أن الوقف على الهاء من فيه هو المشهور.
{فيه هدي}
وقرأ بإدغام الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب وأبن محيصن واليزيدي والحسن عن المطوعي.
قال الزجاج: وهو ثقيل في اللفظ جائز في القياس وقرأ الباقين بالإظهار
{هدى}
قراءة الإمالة في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف الأعمش
وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل
{هدى للمتقين}
قال الأصبهاني: يدغم أبو جعفر وابن كثير برواية الهاشمي وخلف النون والتنوين عند اللام والراء بغير غنه، وروي ذلك عن أبي عمرو مختلفاً فيه، والصحيح عنه إظهار الغنة، ويدغم حمزة والكسائي والبخاري لورش عند اللام والراء والياء
{للمتقين}
وقف يعقوب بهاء السكت بعد النون (للمتقينه)
ووقف الجماعة على النون من غير هاء للمتقين). [معجم القراءات: 1/29]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَمْرٍو فِي إِبْدَالِ هَمْزِ يُؤْمِنُونَ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ فِي تَفْخِيمِ لَامِ الصَّلَاةَ مِنْ بَابِ اللَّامَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ
[النشر في القراءات العشر: 2/206]
مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ وَابْنِ كَثِيرٍ وَقَالُونَ فِي صِلَةِ مِيمِ رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" ورش من طريق الأزرق لام "الصلاة" [البقرة الآية: 4] "). [إتحاف فضلاء البشر: 1/374]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤمنون} [3] يبدل ورش همزه واوًا لأنها فاء الفعل، وقاعدته أن يبدل كل همزة وقعت فاء من الكلمة نحو {يألمون} [النساء: 104] و{يأخذ} [الكهف: 79]
[غيث النفع: 331]
و{مؤمن} [221] و{لقآءنا ائت} [يونس: 15] و{المؤتفكات} [التوبة: 70] والسوسي مطلقًا وحمزة إن وقف). [غيث النفع: 332]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الصلاة} فخم ورش كل لام مفتوحة مخففة أو مشددة، متوسطة أو متطرفة، إذا باشرت مع تأخرها الصاد أو الطاء المهملتين أو الظاء المعجمة في كلمة، فتحت الحروف الثلاثة أو سكنت، ورقق الباقون على الأصل). [غيث النفع: 332]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينفقون} الفاء من الخمسة عشر التي تخفى عندها النون الساكنة والتنوين جمعتها أوائل كلمات هذا البيت:
تلا ثم جار در ذكا زاد سل شذا = صفا ضاع طل ظل فتى قام كملا
والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني: «وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب، ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهم من أجل البعد، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار خفيا عندهن، فصارا لا مدغمين ولا مظهرين، إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما
[غيث النفع: 332]
عنهن، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه، والفرق عند القراء والنحويين بين المخفي والمدغم أن المخفي مخفف والمدغم مشدد» اهـ.
ومخرجها معهن من الخيشوم فقط، ولا حظ معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيهما حينئذ). [غيث النفع: 333]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3)}
{يؤمنون}
_ قرأ نافع وأبن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي (يؤمنون) بالهمزة ساكنة بعد الياء، وهي فاء الكلمة.
وكان حمزة يستحب ترك الهمز في القران كله إذا أراد أن يقف، فيقرأ (يؤمنون)
وروى ورش عن نافع ترك الهمز الساكن في مثل (يؤمنون) وما أشبه ذلك.
وأما أبو عمرو فكان إذا أدرج القراءة أو قرأ في الصلاة لم يهمز همزة ساكنة مثل: (يومنون، يومن) وروى هذا عن عاصم والقراءة بدون همز (يومنون) عن أبي جعفر والسوسي والأعشي وأبي بكر عن عاصم
وقرأ رزين بتحريك الهمزة (يؤمنون)
{الصلوات}
قرأ ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام.
{رزقناهم}
قرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون بخلاف عنه بصلة الميم وصلاً (رزقناهمو)
وقراءة الباقين بالإسكان وصلاً ووقفاً (رزقناهم) ). [معجم القراءات: 1/30]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْمَدِّ الْمُنْفَصِلِ وَقَصْرِهِ وَمَرَاتِبِهِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ فِي نَقْلِ الْآخِرَةُ فِي بَابِ النَّقْلِ، وَكَذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي السَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي الْمَدِّ وَالتَّوَسُّطِ وَالْقَصْرِ بَعْدَ الْهَمْزَةِ الْمَنْقُولَةِ حَرَكَتُهَا مِنَ الْآخِرَةُ فِي بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُ أَيْضًا فِي تَرْقِيقِ الرَّاءِ مِنَ الْآخِرَةُ فِي بَابِ الرَّاءَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ هَاءِ الْآخِرَةُ مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف: يعقوب بخلاف عنه بهاء السكت على نحو: "المتقين، والعالمين، والذين، والمفلحون، وبمؤمنين" [البقرة الآية: 4] وظاهر كلام بعضهم يشمل نون الأفعال كيؤمنون لكن صوب في النشر تقييده بالأسماء عند من جوزه، وهو الذي قرأنا به "وأبدل" همزة "يؤمنون" واوا ورش من طريقيه وأبو عمر وبخلف عنه وأبو جعفر كوقف حمزة وافقهم اليزيدي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/374]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقصر المد المنفصل من نحو: "بِمَا أُنْزِل" [البقرة الآية: 5] ابن كثير وكذا أبو جعفر إلغاء لأثر الهمز لعدم لزومه باعتبار الوقف وافقهما ابن محيصن والحسن.
واختلف: فيه عن قالون من طريقيه وورش من طريق الأصبهاني وأبي عمرو من روايتيه وهشام وحفص من طريق عمرو وكذا يعقوب وافقهم اليزيدي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/374]
والباقون بالمد وهم متفاوتون فيه كالمتصل المجمع على مده لكل القراء، وأطولهم فيهما ورش من طريق الأزرق وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة، وافقهم الشنبوذي، ثم التوسط للباقين في المتصل ولأصحاب المد في المنفصل على المختار وإذا وقف لحمزة على "بِمَا أُنْزِل" ونحوه ففيه أربعة تحقيق الهمزة وتسهيلها وفيه المد والقصر والسكت مع التحقيق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/375]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "وبالآخرة" [البقرة الآية: 5] بالنقل ورش من طريقيه ومن طريق الأزرق بترقيق الراء مع المد والقصر والتوسط على الألف المنقول همزها لعدم الاعتداد بالعارض، فإن اعتد به قصر فقط.
وسكت: على لام التعريف حمزة بخلف عنه، وكذا ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم على ما تقدم.
ويوقف: لحمزة عليه ونحو من المتوسط بزائد اتصل به رسما ولفظا نحو: "الأرض، الإيمان، الأولى، الآزفة، الإسلام" بوجهين فقط: النقل والسكت، أما التحقيق من غير سكت الذي أجازة بعض شراح الحرز فقال في النشر: لا أعلمه نصا في كتاب من الكتب ولا في طريق من الطرق.
وأمال: فتحة رائها في الوقف محضة الكسائي وحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/375]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بما أنزل} [4] مده منفصل لأن شرطه في كلمة وسببه في كلمة أخرى، قصره قالون والدوري بخلاف عنهما، والمكي والسوسي من غير خلاف ومده الباقون.
وهم في قدره متفاوتون على حسب مذاهبهم تحقيقًا وترتيلاً وحدرًا، فأطولهم ورش وحمزة، وقدر بثلاث ألفات، ثم عاصم بألفين ونصف، ثم الشامي وعلي بألفين، ثم قالون والدوري بألف ونصف والمكي والسوسي في المد المتصل كذلك تقريبًا في الكل، والمحقق الزيادة، ولا يحكم ذلك ولا يتبين إلا بالمشافهة، هذا الذي ذكره
[غيث النفع: 333]
الداني في تيسيره ومكي في تبصرته وابن شريح في كافيه وابن سفيان في هاديه والمهدوي في هدايته، وأكثر المغاربة، وبعض المشارقة.
وبعضهم لم يذكر سوى مرتبتين طولي لورش وحمزة، ووسطي للباقين، ويجري ذلك في المتصل والمنفصل، وهو الذي كان الشاطبي رحمه الله تعالى يأخذ به، ولذا لم يذكر في قصيدته بين الضربين تفاوتًا، ولا نبه عليه.
وهو الذي ينبغي أن يؤخذ به للأمن معه من التخليط وعدم الضبط، وهو الذي أقرأ وأقرئ به غالبًا، ولا يخفى على سواه.
ولا يعكر علينا قول الجعبري بعد أن نقل عن السخاوي أن الشاطبي كان يروي ما قدمنا عنه ويعلل عدوله عن المراتب الأربع بأنها لا تتحقق ولا يمكن الإتيان بها كل مرة
[غيث النفع: 334]
على قدر السابقة -: «قلت: فإن حمل هذا على أنه كان يقرأ به فهو خلاف التيسير وسائر النقلة، ولعله استأثر بنقله، وقوله: إن المراتب لا تتحقق فمرتباه أيضًا كذلك» اهـ.
أما قوله: «فهو خلاف التيسير» فمسلم، لكن لا يلزم من مخالفة التيسير لما هو أقوى منه محذور، وقوله «وسائر النقلة» إلخ، عجيب منه فقد عزاه المحقق لجماعة ونصه: «وهو الذي استقر عليه رأي المحققين من أئمتنا قديمًا وحديثًا، وهو الذي اعتمد عليه الإمام أبو بكر بن مجاهد وأبو القاسم الطرسوسي وصاحبه أبو الطاهر بن خلف وبه كان يأخذ الأستاذ أبو الجود غياث بن فارس وهو اختيار الأستاذ المحقق
[غيث النفع: 335]
أبي عبد الله بن القصاع الدمشقي وقال وهو الذي ينبغي أن يؤخذ به، ولا يكاد يتحقق غيره، قلت وهو الذي أميل إليه، وآخذ به غالبًا، وأعول عليه» اهـ.
وقال قبله بورقات: «فأما ابن مجاهد والطرسوسي وأبو طاهر بن خلف وكثير من العراقيين كأبي طاهر بن سوار وأبي الحسن ابن فارس وابن خيرون وغيرهم، فلم يذكروا فيه من سوى الصر غير مرتبتين، طولي ووسطي» اهـ.
[غيث النفع: 336]
فكيف يسوغ بعد هذه النقول للجعبري أن يقول «إنه خالف سائر النقلة» إلخ.
وقوله «فمرتبتاه كذلك» غير مسلم، بل الذي نقول به إن الفرق بين المرتبتين محقق ظاهر، يدركه العالم والجاهل، والغبي والعاقل، بخلاف المراتب الأربع، فليس بينهما كبير فرق، فربما تنبهم على القارئ فضلاً عن السامع.
يشهد لهذا ما قاله المحقق: «والإشباع والتوسط يستوي في معرفة ذلك أكثر الناس، ويشترك في ضبطه غالبهم، وتحكم المشافهة حقيقته، ويبين الأداء كيفيته، ولا تكاد تخفي معرفته على أحد» انتهى.
والكلام في مراتب المد وفي أقسامه طويل لا يليق بنا ذكره هنا، وقد ذكرنا زبدته في كتابه (تنبه الغافلين وإرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين) فانظره). [غيث النفع: 337]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وبالأخرة} قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وهي لغة لبعض العرب، واختص به ورش، وسواء كان الساكن صحيحًا نحو {من ءامن} [92] أو تنوينًا نحو {بعاد إرم} [الفجر] أو لام تعريف كهذا، بشرط أن يكون آخر كلمة، وأن يكون غير حرف مد، وأن يكون الهمز أول الكلمة الثانية.
فإن كان الساكن حرف مد نحو {وفي أنفسكم} [الذاريات: 21] فلا نقل فيه، بل فيه المد نحو {بما أنزل}.
وقرأ أيضًا بالقصر والتوسط والطويل، ولا يضرنا تغير الهمزة بالنقل، كما في {الإيمان} [التوبة: 23] و{الأولى} [طه] و{من ءامن} [62] {ابني ءادم} [المائدة: 27]
[غيث النفع: 337]
و{ألفوا ءابآءهم} [الصافات: 99] و{قل إي وربي} [يونس: 35] و{قد أوتيت} [طه: 36] وشبه ذلك، لأنه عارض، والمعتبر الأصل.
وجرى عملنا على تقديم القصر لأنه أقواها، وبه قرأنا على شيخنا رحمه الله وغيره، وقرأنا على شيخنا الشبراملسي بتقديم الطويل، وقوله:
وما بعد همز ثابت أو مغير = فقصر وقد يروى لورش مطولا
ووسطه قوم ...
موف بالأمرين، أما كون تغير الهمزة لا يضر فظاهر، وأما تقديم القصر فمن تقديمه، وتقديم الشيء يفيد الاهتمام به.
وقرأ أيضًا بترقيق الراء، لأن قبله كسرة، فله فيها ثلاثة أحكام، وسكت على لام التعريف حمزة بخلاف عن خلاد، وأحكام وقفه تأتي في مواضع يصح الوقف عليها، كذا وقف على {أولائك } [5] مده متصل، ولا خلاف بينهم في قدره وقد تقدم). [غيث النفع: 338]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (4)}
{يؤمنون}
انظر قراءة (يومنون)، من غير همز في الآية السابقة.
{بما أنزل إليك وما نزل من قبلك}
_ قرأ الجمهور (أنْزل - أنزل) بالبناء للمفعول فيهما.
_ وقرأ النخعي وأبو حيوة ويزيد بن قطيب «أنزل، أنزل) مبنيين للفاعل.
_ وأجاز الكسائي حذف الهمزة من (إليك) وتكون القراءة عندئذ (وما أنزليك).
وذكر أبو حيان وجه هذه القراءة وهو أنه سكن لام «أنزل»، ثم حذف الهمزة من وإليك، ونقل كسرتها إلى لام (أنزل)، فالتقى المثلان من كلمتين، أي لام (أنزل) ولام (إليك) والإدغام جائز فأدغم وذكر ابن جني عن الكسائي أنه قرأ بما أنزليك
_ وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن والحسن وقالون والدوري والسوسي بم أنزل، وذلك بقصر المد المنفصل.
_ وقرأ الكسائي وابن عامر وأبو عمرو وحمزة وابن كثير في رواية وعاصم ونافع برواية ورش وخلف وبما أنزله بمد الألف.
[معجم القراءات: 1/31]
{وبالآخرة}
. الجمهور على تسكين لام التعريف، وإقرار الهمزة التي تكون بعدها للقطع «وبالآخرة».
_ وقرأ ورش ونافع بغير همز، وذلك بحذفها ونقل الحركة إلى اللام، وصورة هذه القراءة: (بلاخرة).
_ وقرأ حمزة وخلف خلاد يخلف عنه وابن ذكوان وحفص وإدريس بالسكت على لام التعريف وصلا (بل.. آخرة).
_ وأما في الوقف"، فيجوز لحمزة وخلاد وجهان: السكت والنقل، ولا يجوز الوقف عليهما لحمزة من الروايتين بالتحقيق من غير سكت.
_ وقرأ ورش والأزرق بترقيق" الراء مع المد والقصر والتوسط على الألف المنقول همزها
_ وأمال فتحة الراء في الوقف إمالة محضة الكسائي وحمزة.
{يوقنون}
_ قرأ الجمهور (يوقنون) بواو ساكنة، وهي مبدلة من ياء، لأنه من أيقن
[معجم القراءات: 1/32]
_ وقرأ أبو حية النميري (يوقنون) بهمزة ساكنة بدل الواو، وهي رواية الأخفش عنه، وفي الأشباه والنظائر: (قراءة أبي حيوة)). [معجم القراءات: 1/33]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الِاخْتِلَافُ فِي مَرَاتِبِ مَدِّ أُولَئِكَ وَسَائِرِ الْمُتَّصِلِ مِنْ بَابِ الْمَدِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتِ الْغُنَّةُ فِي الرَّاءِ مِنْ رَبِّهِمْ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على "أولئك" ونحوه مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بعد ألف لحمزة بتسهيل الهمزة بين بين مع المد والقصر وأما الإبدال فشاذ وكذا نحو: "شركاؤنا، وأولياؤه، وأحباؤه، وإسرائيل، وخائفين، والملائكة، وجاءنا، ودعاء، ونداء" فلا يصح فيه إلا بين بين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/375]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هدى من} الميم من الحروف الأربعة وهي حروف (ينمو) تدغم فيها النون الساكنة والتنوين بغنة.
إلا أن خلفًا يدغمها في الواو والياء إدغامًا محضًا من غير غنة، وأجمعوا على إظهار النون الساكنة عند الواو والياء إذا اجتمعا في كلمة واحدة، نحو {صنوان} [الرعد: 4] و(دنيا).
[غيث النفع: 338]
وهل الغنة الظاهرة حال إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم غنة النون المدغمة أو غنة الميم؟
ذهب الجمهور إلى الثاني، وهو الصواب لانقلابها حال الإدغام في الميم إلى لفظها، فلا فرق في اللفظ بين {ممن منع} [114] و{مثلاً ما} [26] و{وهم من كل} [الأنبياء: 96] وذهب إلى الأول ابن مجاهد وغيره). [غيث النفع: 339]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (5)}
{أولئك}
القراءة عن حمزة" بتحقيق الهمزة الأولى، وبتسهيلها بين الهمزة والواو.
ويوقف عليها أيضا بتسهيل الهمزة الثانية بين بين مع المد والقصر.
{على هدي}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش بإمالة الألف.
وورش والأزرق بالفتح، وبين اللفظين
{من ربهم}
- قراءة الجماعة من ربهم، بكسر الهاء
- وقرأ ابن هرمز من ربهم بضم الهاء، وكذلك سائر هاءات جمع المذكر والمؤنث على الأصل من غير أن يراعي فيه سبق كسر أو ياء
[معجم القراءات: 1/33]
_ وقرأ الكسائي وحمزة ويزيد وورش في رواية الهاشمي عن أبن كثير بإدغام النون والراء من غير غنه، وهي قراءة حفص.
_ وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص وعاصم ويعقوب وأبو جعفر بالإدغام بغنة.
_ وأبو عمرو عنه في ذلك روايتان: الغنة، وبغير غنه، وروي مثل هذا الخلاف عن ابن كثير). [معجم القراءات: 1/34]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي سورة البقرة [من الآية (6) إلى الآية (10) ]

سورة البقرة
[من الآية (6) إلى الآية (10) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ءأنذرتهم} [6] ونحوه: بالمد حجازي، وأبو عمرو، وزيد، وزيدٌ، ورويس، وروح طريق البخاري، وسهل. وافق حمصي في {ءأرباب} [يوسف: 39]، وعبد الرزاق، عن أيوب في {ءأسجد}[الإسراء: 61]،
[المنتهى: 2/553]
وابن عتبة في {ءأقررتم} [آل عمران: 81]، {ءأنت قلت} [المادة: 116]، و{ءأشفقتم} [المجادلة: 13]، وأبو بشر في {ءألد} [هود: 72]، و{ءأنذرتهم} في يس [10]، و{ءأنتم أضللتم} [الفرقان: 17]، و{ءأنتم أشد} [النازعات: 27].
أطولهم مدًا: سالم، وأبو نشيط طريق ابن أيوب، بين الهمزتين مدة: هشامٌ طريق ابن عبدان.
[المنتهى: 2/554]
وفي تعليقي عن أبي زيد وجهان أحدهما کاليزيدي، والآخر كابن عبدان).[المنتهى: 2/555]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ)
[الكامل في القراءات العشر: 480]
بالواو، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ وَيَعْقُوبَ فِي ضَمِّ هَاءِ عَلَيْهِمْ فِي سُورَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ. وَكَذَلِكَ مُوَافَقَةُ وَرْشٍ فِي صِلَةِ مِيمِ الْجَمْعِ عِنْدَ هَمْزِ الْقَطْعِ لِمَنْ وَصَلَ الْمِيمَ فِي نَحْوِ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ، وَكَذَلِكَ مَذَاهِبُهُمْ فِي السَّكْتِ عَلَى السَّاكِنِ فِي بَابِهِ.
وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَسْهِيلِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَأَنْذَرْتَهُمْ، وَفِي إِبْدَالِهَا وَتَحْقِيقِهَا وَإِدْخَالِ الْأَلِفِ بَيْنَهُمَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ءأنذرتهم} [6] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "ءأنذرتهم" [الآية: 6] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عيدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير، وكذا رويس بتسهيلها أيضا من غير إدخال ألف، وهو أحد الوجهين عن الأزرق، والثاني له إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين، وهما صحيحان، وقرأ ابن ذكوان وهشام من مشهور طرق الداجواني عن أصحابه عنه وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين بلا ألف بينهما، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني بتحقيقهما وإدخال ألف بينهما، فصار لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الألف والتحقيق مع الألف وعدمها، وأما الرابع وهو التسهيل بلا ألف فلا يجوز لهشام من الطريقين إلا في موضع واحد وهو "ءأذهبتم" بالأحقاف كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى.
وعن: ابن محيصن أنذرتهم بهمزة واحدة مقصورة.
وإذا وقف: على "عليهم ءأنذرتهم" لحمزة فله السكت على الميم وعدمه مع تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها فهي أربعة وأما إبدال الثانية ألفا فضعيف، وكذا حذف إحدى الهمزتين لاتباع الرسم وافقه الأعمش، وتقدم حكم صلة ميم الجمع هنا لورش وغيره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/376]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم ءأنذرتهم أم} [6] الهمزة الأولى للاستفهام الصوري، والثانية فاء الكلمة، فكلهم يحقق الأولى، وقالون والبصرى يسهلان الثانية، ويدخلان بينهما ألفًا، وورش والمكي يسهلانها ولا يدخلان ألفًا، ولورش أيضًا إبدالها ألفًا، فيلتقي مع سكون النون فمده لازم.
واختلف عن هشام فيها فله التحقيق والتسهيل مع إدخال الألف، والباقون بالتحقيق من غير إدخال، وسكت خلف بخلف عنه على الساكن إذا كان آخر كلمة وأتت الهمزة بعده، فيسكت على ميم {عليهم} و[ءأنذرتهم} استعانة على النطاق بالهمزة بعد لصعوبته، وضم هاء {عليهم} لحمزة جلي.
تنبيه: ذهب جماعة من القراء كأبي عبد الله بن شريح الإشبيلي وأبي عبد الله عبد الواحد بن أبي السداد المالقي صاحب (الدر النثير) وشارح التيسير إلى أن من له
[غيث النفع: 339]
الإدخال بين الهمزتين كقالون له المد بينهما من قبيل المتصل كـ {خائفين} [114] وحجتهم اجتماع شرط المد وهو الألف، وسببه وهو الهمز، بكلمة، والألف وإن كانت عارضة فقد اعتد بها من أبدل، ومد لسببية السكون، فعلى هذا من له التحقيق كأحد وجهي هشام فله المد فقط، ومن له التسهيل فله المد والقصر، عملاً بعموم قوله:
وإن حرف مد قبل همز مغير = يجز قصره والمد ما زال أعدلا
وذهب الجمهور إلى عدم الاعتداد بهذه الألف لعروضها، ولضعف سببية الهمز عن السكون.
قال المحقق: «وهو مذهب العراقيين كافة وجمهور المصريين والشاميين والمغاربة وعامة أهل الأداء، وحكى بعضهم الإجماع على ذلك، قال ابن مهران أما قوله تعالى {ءأنذرتهم} و{أونبئكم} [آل عمران: 51] و{أذا} [الرعد: 5] وأشباه ذلك فتدخل بينهما مدة تكون حاجزة بينهما، ومبعدة لإحداهما عن الأخرى، ومقداره ألف تامة بالإجماع» انتهى مختصرًا، وبعضه بالمعنى.
وبعدم المد قرأت على جميع شيوخي، وهو الذي يقتضيه القياس والنظر ولا أظن أحدًا يقرأ الآن بالمد إلا المقلدين لابن غازي وغيرهم والله أعلم.
[غيث النفع: 340]
تتميم: طعن الزمخشري في رواية الإبدال من جهة أنه يؤدي إلى الجمع بين الساكنين، على غير حده، ولا شاهد له، وهو مطعون في نحره بالأدلة، منها أن هذه قراءة صحيحة متواترة، فهي أقوى شاهد، وإلا لتسلسل سلمنا ذلك فقد أجاز الكوفيون الجمع بين الساكنين على غير حده الذي اختاره البصريون واستدلوا عليه، ويكفي مذهبهم في ذلك، وبقى غير هذا فلا نطيل به.
والحاصل أن الرجل لسوء سريرته وفساد طريقته كثير الطعن في القراءات المتواترات، وله جراءة عظيمة على خواص خلق الله تعالى، رزقنا الله تعالى الأدب معهم، كما يعلم ذلك من وقف على (الكشاف) لحاله ورافضيته واعتزاله، والحواشي المؤلفة للانتقاد عليه، ورحم الله الإمام أبا حيان القائل فيه ما هذا بعضه:
[غيث النفع: 341]
ولكنه فيه مجال لناقد = (وقولات) سوء قد أخذن المخانقا
فيثبت موضوع الأحاديث جاهلا = ويعزو إلى المعصوم ما ليس لائقا
ويشتم أعلام الأئمة ضلة = ولا سيما إن أولجوه المضايقا
يقول فيه الله ما ليس قائلا = وكان محبا في الخطابة (وانقا)
(ويسهب في المعنى الوجيز دلالة = بتكثير ألفاظ تسمى (الشقاشقا)
ويخطئ في تركيبه لكلامه = فليس لما قد ركبوه موافقا
وينسب إبداء المعاني لنفسه = ويوهم أغمارا وإن كان سارقا
ويخطئ في فهم القران لأنه = يجوز إعرابا أبي أن يطابقا
وكم بين من يؤتي البيان سليقة = وآخر عاناه فما هو لاحقا
ويحتال للألفاظ حتى (يردها) = لمذهب سوء فيه أصبح مارقا
إذا لم تداركه من الله رحمة = لسوف يرى للكافرين مرافقا
انتهى.
[غيث النفع: 342]
وليته زاد هذه الأبيات:
ورحمة ربي خصها في كتابه = بتابع حق لا لعبد تشاققا
فصار رئيسًا في الضلالة داعيا = إليها بأنواع الدعاء موافقا
لإبليس في الدعوى وزاد عليه إذ = تجري فلم يخضع ولم يخش خالقا
وشبه حزب الله بالحمر موكفه = لإثباتهم أمرا يقينا مطابقا
لعقل ونقل وهو رؤية ربنا = بدار الرضا طوبى لمن كان سابقا
فيا ويله يوم القيامة عندما = يدور به من كان بالحق ناطقا
ونال من الله الكرامة والهدى = بتوفيقه للاعتقاد المطابقا
وهم أولياء الله في كل أمة = ومن أثبت الرؤيا وإن كان فاسقا
يقولون يا جبار خذ منه حقنا = فقد كان يؤذينا وقد كان سالقا). [غيث النفع: 343]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تنذرهم} راؤه مرققة للجميع، وكذا حيث جاءت ساكنة بعد كسرة، نحو {أحصرتم} [196] و{استئجره} [القصص: 26] إلا أن يأتي بعدها حرف استعلاء فتفخم من أجله، نحو {قرطاس} [الأنعام: 7] ويأتي التنبيه عليه في مواضعه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 343]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6)}
{سواء}
_ قرأ عاصم بتخفيف الهمزة على لغة الحجاز، وعلى هذا فقد يكون أخلص الواو، وصورة القراءة في هذا الحالة (سواو) ويجوز أنه جعل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والواو.
_ وكان حمزة يسكت على (سواء) ويمد، ثم يشم الرفع من غير همز
_ وقرأ (سوا) مقصوراً، حكاه الأهوازي.
وروي عن الخليل (سوء) بضم السين مع واو بعدها مكان الألف، وفي هذا عدول عن معنى المساواة إلى معنى القبح والسب.
{عليهم}
وقرأ حمزة ويعقوب (عليهم) بضم الهاء وصلاً ووقفاً
وقراءة الباقين بالكسر (عليهم)
وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وورش وقالون بخلاف عنه (عليهمو)
[معجم القراءات: 1/34]
في الوصل، بضم الميم ووصلها بواو، وأما في الوقف فيسكون الميم
كالجماعة.
{أنذرتهم}
_ قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وابن ذكوان وهشام وروح وخلف والحسن وابن عباس والأعمش وابن أبي إسحاق بتحقيق الهمزتين (أأنذرتهم). وهي لغة تميم، واختارها أبو عبيد، وهي بعيدة عند الخليل وسيبويه.
_ وقرأ أبو عمرو وقالون وإسماعيل بن جعفر عن نافع وهشام والأعمش وأبو جعفر واليزيدي وابن عباس وابن إسحاق (آانذرتهم) بإدخال ألف بين الهمزتين، ثم تسهيل الثانية، واختار مثل هذه القراءة سيبويه والخليل، وهي لغة قريش والحجاز وسعد بن بكر.
[معجم القراءات: 1/35]
_ وقرأ ابن كثير ونافع ويعقوب وأبو عمرو في رواية، والأصبهاني وورش وهشام ورويس، والأزرق وفي رواية (أنذرتهم) بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، فتصبح همزة مطولة.
قال مكي: (فيمدون حينئذ غير أن مد ابن كثير أنقص قليلا)
وروي عن ورش ثلاث صور:
1- الأولى كقراءة ابن كثير آنذرتهم.
٢- الثانية كقراءة قالون آأنذرتهم
٣- والثالثة إبدال الثانية ألفا محضة أأنذرتهم وأنكر هذه القراءة الزمخشري، ورد اعتراضه أبوحيان، وصوب القراءة. وروى البغداديون عن ورش التسهيل بين بين على القياس.
- وعن ابن أبي إسحاق أنه حقق الهمزتين، وأدخل بينهما ألفا لئلا يجمع بينهما، وصورة القراءة: أاأنذرتهم..
وقال الأخفش: يجوز تخفيف الأولى من الهمزتين، وصورتها: ما أنذرتهم
[معجم القراءات: 1/36]
- وقرأ الزهري وابن محيصن «أنذرتهم».
وهمزة الاستفهام مرادة، ولكن حذفت للتخفيف، وفي الكلام ما يدل عليها.
_ وقرأ أبي بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم الساكنة قبلها عليهم ندرتهم.
{أم لم تنذرهم}
قرأ ابن محيصن من طريق الزعفراني (أأنذرتهم أو لم تنذرهم)
فوضع «أو» بدلا من «أم»
قال ابن هشام: «وهي من الشذوذ بمكان»). [معجم القراءات: 1/37]

قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {غشاوة} 7
قرءوا كلهم {غشاوة} فِي الْبَقَرَة رفعا وبالألف إِلَّا أَن الْمفضل بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ روى عَن عَاصِم (وعَلى أبصرهم غشوة) نصبا وَاخْتلفُوا فِي الجاثية أَي فِي قَوْله تَعَالَى بهَا {وَختم على سَمعه وَقَلبه وَجعل على بَصَره غشاوة} فَقَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر (غشوة) نصبا وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (غشوة) بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 138 - 139]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غشوةً} [7]: نصب: المفضل). [المنتهى: 2/555]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (غِشَاوَةٌ) نصب المفضل، وأبان بن يزيد، وأبر حيوة، وابن أبي عبلة، وابن القادسي عن حفص (غِشَوةٌ) بغير ألف أحمد والحسين، وبرواية أبي الأشهب عنه، الباقون (غِشَاوَةٌ) بالألف والرفع، وهو الاختيار للفرق بين الختم على القلب والغشاوة على البصرة). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَبْصَارِهِمْ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ خَلَفٍ عَنْ حَمْزَةَ فِي إِدْغَامِ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ بِغَيْرِ غُنَّةٍ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِي عُثْمَانَ الضَّرِيرِ عَنِ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي الْإِدْغَامِ، بِلَا غُنَّةٍ عِنْدَ الْيَاءِ فِي نَحْوِ مَنْ يَقُولُ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "أبصارهم" [الآية: 7] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وقلله الأزرق والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/376]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "عشاوة" [الآية: 7] بعين مهملة مضمومة وعنه أيضا الضم والفتح مع المعجمة، والجمهور بالغين المعجمة المكسورة، وأدغم تنوين غشاوة في واو "ولهم" بغير غنة خلف عن حمزة وافقه المطوعي، وكذا حكم من يقول ومعهما في هذا الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وكذا حكم ما شابه ذلك والباقون بالغنة فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبصارهم} [7] راؤه مرققة للجميع، وكذلك كل راء مكسورة، وسواء كانت أولاً نحو {رزق} [الصافات: 41] و{ورضوان} [آل عمران: 15] أو وسطًا نحو {فارض} [68] و{الطارق} و{القارعة} أو آخرًا نحو {إلى النور} [257] و{بالنذر}
[غيث النفع: 343]
[القمر] {فليحذر الذين} [النور: 63] {واذكر اسم ربك} [المزمل: 8] وكذلك حركة النقل عند من قرأ به، نحو {وانظر إلى} [259] ). [غيث النفع: 344]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غشاوة ولهم} و{من يقول} [8] أدغم خلف التنوين والنون الساكنة في الواو والياء من غير غنة، وأدغمها الباقون بغنة). [غيث النفع: 344] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلي أبصرهم غشوه ولهم عذاب عظيم (7) }
{سمعهم}
- قرأ عمرو بن العاص وابن أبي عبلة «أسماعهم» بالجمع، فطابق في الجمع بين القلوب والأسماع والأبصار
[معجم القراءات: 1/37]
{أبصارهم}
_ وقراءة الجماعة بالتوحيد (سمعهم)
- قرأ بالإمالة أبو عمرو والداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري، والدوري عن الكسائي، واليزيدي (أبصارهم).
- وقرأ ورش والأزرق بالتقليل
قال أبو حيان: «والإمالة في أبصارهم جائزة، وقد قرئ بها، وقد غلبت الراء المكسورة حرف الاستعلاء؛ إذ لولاها لما جازت الإمالة
- وقرأ الباقون بالفتح.
{غشاوة}
- قرأ الجمهور (غشاوة) بكسر الغين ورفع التاء.
- وقرأ الحسن باختلاف عنه وزيد بن علي (غشاوة)، بضم الغين
ورفع التاء، وضم الغين لغة عكل
- قرأ المفضل الضبي وابن نبهان عن عاصم وهي رواية أبي بكر عنه (غشاوة) بكسر الغين والنصب، على تقدير: وجعل على أبصارهم غشاوة، ورد هذا أبو حيان، ومن قبله الطبري والزجاج.
[معجم القراءات: 1/38]
- وروي عن بعضهم (غشاوة) بفح الغين والنصب.
- وقرأ الحسن وأبو حيوة (غشاوة) بفتح الغين ورفع التاء، وفتح الغين لغة ربيعة.
وقرأ طاووس (عشاوة) بالعين غير المعجمة ورفع التاء
- وقرأ بعضهم (عشاوة) بعين مهملة مكسورة وبضم التاء وهو شبه العمى في العين
- وقرأ الحسن غشاوة بعين مهملة التاء ومضمومة وبضم التاء
- وقرأ أبو حيوة وسفيان أبو رجاء والأعمش وابن مسعود غشوة بفتح الغين وسكون الشين ونصب التاء
- وقرأ عبيد بن عمير والأعمش وأبو حيوة (غشوة) بفتح الغين وسكون الشين ورفع التاء
- وقرأ بعضهم (غشوة) بالكسر، وقد رويت عن أبي عمرو وأبي
حيوة
- وعبد الله وأصحابه يقرأونها غشية بفتح الغين والياء والرفع
[معجم القراءات: 1/39]
قال ابن عطية: وأصوب هذه القراءات المقروء بها ما عليه السبعة من كسر الغين (غشاوة) على وزن عمامة)
_ إذا وقف الكسائي على (غشاوة) وقف بإمالة فتحة الواو بلا خلاف عنه (غشاوة)
{غشاوة ولهم}
أدغم تنوين (غشاوة) في واو (أولهم) بغير غنة حمزة وخلف والمطوعي والدوري عن الكسائي وأبو عثمان الضرير
وقراءة الباقين بالإدغام بغنة). [معجم القراءات: 1/40]

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الناس} [8] بكسر النون في موضع الخفض اليزيدي طريق ابنه وسبطه وأبي حمدون وابن سعدان وعلي طريق قتيبة وابن جبير، ونصير طريق الرستمي، وأبي عمر طريق الحلواني والمطوعي، والشموني إلا
النقار.
[المنتهى: 2/556]
وقال ابن الصلت عن سالم، وورش: {كل أناس} [60] يميل النون إلى الكسر، وكذلك ما أشبه هذا في جميع القرآن). [المنتهى: 2/557] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَبْصَارِهِمْ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ خَلَفٍ عَنْ حَمْزَةَ فِي إِدْغَامِ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ بِغَيْرِ غُنَّةٍ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِي عُثْمَانَ الضَّرِيرِ عَنِ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي الْإِدْغَامِ، بِلَا غُنَّةٍ عِنْدَ الْيَاءِ فِي نَحْوِ مَنْ يَقُولُ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو فِي إِمَالَةِ النَّاسِ حَالَةَ الْجَرِّ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "الناس" [الآية: 8] المجرور الدوري عن أبي عمرو بخلف عنه وافقه اليزيدي والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويقرأ: للأزرق نحو: "آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِر" [الآية: 8] بقصر الآخر مع قصر آمنا مطلقا فإن وسط آمنا أشبع فكذا الآخر إن لم يعتد بالعارض وهو النقل فإن اعتد بالعارض فبالقصر فيه فقط معهما، أعني التوسط والإشباع في آمنا، نبه عليه في النشر وتقدم آخر باب المد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غشاوة ولهم} و{من يقول} [8] أدغم خلف التنوين والنون الساكنة في الواو والياء من غير غنة، وأدغمها الباقون بغنة). [غيث النفع: 344] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءامنا بالله وباليوم الأخر}: {ءامنا} و{الأخر} من باب واحد، فتقرأ في الثاني بما قرأت به في الأول، فالقصر مع القصر، والتوسط مع التوسط، والطويل مع الطويل، وهكذا كل ما ماثله). [غيث النفع: 344]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هم بمؤمنين} إذا التقت الميم الساكنة مع الباء ففيها لكل القراء وجهان صحيحان مأخوذ بهما، الأول: الإخفاء مع الغنة، وهو مذهب المحققين كابن
[غيث النفع: 344]
مجاهد الثاني: الإظهار التام، وعليه أهل الأداء بالعراق، وحكى بعضهم إجماع القراء عليه). [غيث النفع: 345]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (و{بمؤمنين} أبدل همزه مطلقًا ورش والسوسي وحمزة إن وقف). [غيث النفع: 345]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين (8)}
{ومن الناس}
_ قراء الإمالة في الناس للدوري وأبي عمرو بخلاف عنه واليزيدي
_ والباقون على الفتح
وفي شرح اللمع (قال أبو طاهر وروي عبد الله بن داود الخريبي عن أبي عمرو بن العلاء إمالة (الناس) في جميع القرآن مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً، وهذه رواية أحمد بن يزيد الحلواني عن أبي عمر الدوري عن الكسائي، وراوية نصير بن يوسف وقتيبة بن مهران عن الكسائي.
[معجم القراءات: 1/40]
{من يقول}
- قرأ خلف عن حمزة بإدغام النون في الياء بغير غنه، ووافقه المطوعي والأعمش، وبه قرأ الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير- وقرأ الباقون بالإدغام بغنة، وهو الأفصح، وهو الوجه الثاني عن الكسائي من رواية جعفر بن محمد عنه.
{بمؤمنين}
تقدمت القراءة من غير همز (بمؤمنين) في الآية/3). [معجم القراءات: 1/41]

قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَفتحهَا وَإِدْخَال الْألف فِي قَوْله {يخادعون} ... {وَمَا يخدعون} 9
فَقَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {يخدعون} ... {وَمَا يخدعون} بِالْألف وَالْيَاء مَضْمُومَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يخدعون} . . {وَمَا يخدعون} بِفَتْح الْيَاء بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 139]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( {وما يخادعون} مكي ونافع وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 171]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وما يخدعون} [9]: بألف مكي، ونافع، وأبو عمرو، وابن مسلم).[المنتهى: 2/557]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (وما يخدعون) بفتح الياء والدال من غير ألف، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الدال وبالألف، ولا خلاف في الأول أنه بالألف وضم الياء وكسر الدال). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الحرميان وأبو عمرو: {وما يخادعون} (9): بالألف مع ضم الياء، وفتح الخاء، وكسر الدال.
والباقون: بغير ألف مع فتح الياء، وإسكان الخاء، وفتح الدال). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( [وقال أبو عمرو] : قرأ الحرميان وأبو عمرو (وما يخادعون) بالألف مع ضم الياء وفتح الخاء وكسر الدّال، والباقون بغير ألف مع فتح الياء والدّال). [تحبير التيسير: 282]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَا يَخْدَعُونَ) بالألف نافع غير اختيار ورْش مكي غير ابن مُحَيْصِن، وأَبُو عَمْرٍو، وابن مسلم، وعبيد بن نعيم عن أبي بكر، وابْن سَعْدَانَ، والْمُعَلَّى، وابن صبيح والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار؛ إذ المخادعة تجري بين اثنين وهو يخدع نفسه). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([9]- {يَخْدَعُونَ} بألف: الحرميان وأبو عمرو). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (445 - وَمَا يَخْدَعُونَ الْفَتْحَ مِنْ قَبْلِ سَاكِنٍ = وَبَعْدُ ذَكَا وَالْغَيْرُ كَالْحَرْفِ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([445] وما يخدعون الفتح من قبل ساكنٍ = وبعد (ذ)كا والغير كالحرف أولا
من قرأ {يخدعون}، جعل {يخدعون} الأول بمعنى يخدعون.
فهو مثل: عافاك الله.
ففي قراءتهم {يخدعون}، تنبيه على أن الأول بمعناه.
ولا طائل تحت قول من قال: إنه جعل المخادعة في الأول لله وللذين آمنوا، فكيف يجعلها ثانيًا لأنفسهم !؟، وقال: هي مناقضةٌ؛ لأن معناه كقولك: ظلمت زيدًا وما ظلمت إلا نفسك، لأن مخادعتهم لله عائدةٌ عليهم، فكأنهم إنما خادعوا أنفسهم.
وحجة {يُخدعون} أنه موافق للأول.
[فتح الوصيد: 2/620]
ومن قال أيضًا محتجًا لهذه القراءة: إن الإنسان لا يخدع نفسه، فجوابه أنه لم يُرد أنهم خدعوا أنفسهم، ولكن ما عاد مكرهم عليهم، صاروا خادعين لأنفسهم في المعنى.
وأصل الخديعة من الاختفاء؛ ومنه: المخدع في البيت.
ويقولون: خدع الضبُّ في جُحره، إذا دخل فيه واختفى؛ ثم استعمل في التمويه والحيل والمكر وما يخالف النصح. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المكر والخديعة في النار».
وكذلك استعمل في الفساد؛ قال الشاعر:
طيب الريق إذا الريق خدع
أي فسد.
وقوله: (الفتح من قبل ساكنٍ)، يعني فتح الياء، والساكن: الخاء.
(وبعد)، يعني فتح الدال.
(وذكا)، معناه اشتعل وأضاء.
و(أولا)، منصوب على الحال؛ والتقدير: كالحرف المنزل أولا، أو علی الظرف). [فتح الوصيد: 2/621]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [445] وما يخدعون الفتح من قبل ساكن = وبعد ذكا والغير كالحرف أولا
ب: (ذكا) من (ذكت النار): إذا اشتعلت وأضاءت.
ح: (ما يخدعون): مبتدأ، (الفتح): مبتدأ ثانٍ، (من قبل ساكنٍ): خبر، والتقدير: الفتح فيه من قبل ساكنٍ، و (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: ومن بعد ساكنٍ، عطف على (قبل)، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (ذكا): خبر آخر، (أولًا): ظرف، أي: كالحرف الواقف أولًا.
[كنز المعاني: 2/5]
ص: أي: قرأ {وما يخدعون إلا أنفسهم} [9] بإسكان الخاء بين فتحتين من (الخدع) ابن عامر والكوفيون، وغيرهم الباقون قرأوا كالحرف الأول، يعني: {يخدعون} [9] بضم الياء وفتح الخاء وألفٍ بعدها وكسر الدال من (المخادعة).
أما القراءة الأولى: فعلى أن الفعل منفرد بهم، وأما الثانية: فلمشاكلة الحرف الأول، أو من قبيل ما يختص بالواحد من باب المفاعلة، نحو: (سافر) و (طارق النعل) ). [كنز المعاني: 2/6]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (444-وَمَا يَخْدَعُونَ الفَتْحَ مِنْ قَبْلِ سَاكِنٍ،.. وَبَعْدُ "ذَ"كَا وَالغَيْرُ كَالحَرْفِ أَوَّلا
قوله: وما: تقييد للحرف المختلف فيه؛ احترازا من الأول وهو قوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ}؛ فإنه ليس قبله وما والساكن الخاء، والفتح قبله في الياء وبعده في الدال وهذا تقييد لم يكن محتاجا إليه؛ لأنه قد لفظ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/278]
بالقراءة ونبه على القراءة الأخرى بما في آخر البيت؛ لأنه لا يمكن أخذها من أضداد ما ذكر فهو زيادة بيان.
فإن قلت: احترز بذلك عن أن يضم أحد الياء.
قلت: ليس من عادته الاحتراز عن مثل هذا؛ ألا تراه يقول: سكارى معًا سكرى، ولم يقل بضم السين اكتفاء باللفظ.
فالوجه أن يقال: هو زيادة بيان لم يكن لازما له، وهو مثل قوله في سورة الحج: ويدفع حق بين فتحيه ساكن، وذكا بمعنى اشتعل وأضاء، وأولا ظرف أي وقراءة الغير كالحرف الواقع أولا، وأجاز الشيخ أن يكون حالا، وأطلق الناظم الحرف على الكلمة على ما سبق في قوله: لعل حروفهم، وقوله: وفي أحرف وجهان، وما يأتي من قوله: وفي الروم والحرفين في النحل أولا، وذلك سائغ، ومنه قول أبي القاسم الزجاجي: باب الحروف التي ترفع الاسم وتنصب الخبر يعني كان وأخواتها أي اقرءوا: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون"؛ ففي هذه القراءة رد لفظ ما ابتدأ به وأجمع عليه ومن قرأ الثانية: "يخدعون" نبه على أن الأولى بهذا المعنى، وأن فاعلت هنا بمعنى فعلت نحو طارقت النعل وسافرت وعاقبت وقيل: جعلوا خادعين لأنفسهم لما كان ضرر ذلك عائدا إليهم كقوله تعالى في موضع آخر: {إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}، وإنما أجمع على الأول وعدل فيه من فعل إلى فاعل كراهة التصريح بهذا الفعل القبيح أن يتوجه إلى الله سبحانه فأخرج مخرج المحاولة لذلك والمعاناة له والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/279]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (445 - وما يخدعون الفتح من قبل ساكن ... وبعد ذكا والغير كالحرف أوّلا
قرأ المرموز لهم بالذال وهم: الشامي والكوفيون قوله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ بفتح الحرف الذي قبل الساكن وهو الياء، والحرف الذي بعده وهو الدال والساكن هو الخاء، وقرأ غيرهم وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وما يخادعون والذي دلنا على قراءتهم قوله: (والغير) أي غير الشامي والكوفيين يقرءون وما يخادعون كالحرف الأول وهو يُخادِعُونَ اللَّهَ* فخلاف القراء إنما هو في الموضع الثاني؛ لأنه قيده بالواو و(ما) فكأنه قال لفظ: يَخْدَعُونَ المقرون بالواو وما قرأه الشامي والكوفيون بكذا وغيرهم بكذا، ولأنه قال: (والغير كالحرف أولا) فعلم أن اختلاف القراء في الموضع الثاني، وأما الأول: فلا خلاف فيه بينهم وإنما أحال قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو على الموضع الأول؛ لأن قراءتهم لا يمكن أخذها من الضد؛ لأن ضد الفتح في الياء والدال الكسر، وضد السكون في الخاء التحرك بالفتح فلو كانت قراءتهم مأخوذة من الضد لكانت
[الوافي في شرح الشاطبية: 199]
بكسر الياء والدال وفتح الخاء وذلك لا يصح لغة ولا قراءة فلم يقرأ به ولا في الشاذ، فمن أجل ذلك اضطر إلى إحالة قراءة الباقين على الموضع الأول وهو كلمة يُخادِعُونَ اللَّهَ* وإطلاق الحرف على الكلمة مجاز مرسل من إطلاق الجزء وإرادة الكل والعلاقة الجزئية. و(ذكا) معناه اشتعل وأضاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 200]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (62- .... .... .... .... .... = .... يَخْدَعُونَ اعْلَمْ حِجىً .... ....). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف فقال: يخدعون اعلم حجا أي قرأ مرموز (حا) حجا (وألف) اعلم وهما أبو جعفر ويعقوب و{وما يخدعون} [البقرة: 9] الثاني بخاء ساكنة بين المفتوحتين). [شرح الدرة المضيئة: 87]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (وَمَا يُخَادِعُونَ) فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الْيَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَ الْخَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ (وَاتَّفَقُوا) عَلَى: قِرَاءَةِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ هُنَا يُخَادِعُونَ اللَّهَ، وَفِي النِّسَاءِ كَذَلِكَ كَرَاهِيَةَ التَّصْرِيحِ بِهَذَا الْفِعْلِ الْقَبِيحِ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَأَخْرَجَ الْمُفَاعَلَةَ لِذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وما يخدعون} [9] بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدال، والباقون بفتح الياء وإسكان الخاء وفتح الدال من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (433 - وما يخادعون يخدعونا = كنزٌ ثوى .... .... ....). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وما يخادعون يخدعونا = (كنز ثوى) اضمم شدّ يكذبونا
يعني قوله تعالى: وما يخدعون إلا أنفسهم من المخادعة، يقرؤه يخدعون من الخدع الكوفيون وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، واحترز بقوله: «وما يخادعون» عن يخادعون الله» فإنه لا خلاف فيه، ولفظ بالقراءتين ولم يحتج إلى تقييد للوضوح كقول الشاطبي سكارى معا سكرى، ووجه قراءة يخادعون إجراء الثاني على لفظ الأول المجمع عليه، ووجه يخدعون التنبيه على أن المفاعلة فيه من باب ما يقع من الواحد نحو عاقبت اللص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وما يخادعون يخدعونا = (كنز ثوى) اضمم شدّ يكذبونا
ش: [أي] [قرأ مدلول (كنز) (وثوى)]: الكوفيون، وابن عامر، وأبو جعفر،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
ويعقوب وما يخدعون [البقرة: 9] بفتح الياء وإسكان الخاء وفتح الدال بلا ألف.
والباقون: الحرميان، وأبو عمرو، بضم الياء وفتح الخاء، وألف بعدها، وكسر الدال كالأول.
تنبيه:
علم أن الخلاف في الثاني من تقييده بـ (ما)، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.
واعلم أن اصطلاح الناظم أن القراءة إذا عمت الوصل والوقف يطلقها إن لم تعرض شبهة، فإن خصت أحدهما نبه على قرينة التخصيص.
واصطلاحه: أن يورد المسائل على ترتيب التلاوة، وربما ألجأه الوزن إلى خلافه.
وأصل الخدع: التمويه والخفاء، كالمنافق يظهر خلاف ما يبطن.
ومنه المخدع، وخادع [اسم] فاعل؛ لنسبة أصله إلى مشارك آخر فيجيء ضمنا، وقد يجيء كالأصل.
فوجه القصر: أنه منسوب إلى واحد، والتنبيه على أن الأول بمعناه: كسافرت، وكنى عنه تأدبّا، وهو موافق صريح الرسم.
ووجه المد: مناسبة الأول، وأيضا الشخص يخادع نفسه ولا يخدعها، وهو موافق للرسم تقديرا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "وَمَا يَخْدَعُونَ" [الآية: 9] فنافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال لمناسبة الأول، وافقهم اليزيدي.
والباقون بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الدال، والمفاعلة هنا إما بمعنى فعل فيتحدان، وإما بإبقاء المفاعلة على بابها فهم يخادعون أنفسهم أي: يمنونها الأباطيل وأنفسهم تمنيهم ذلك أيضا، ولا خلاف في الأول أنه بالضم والألف، وكذا حرف النساء لئلا يتوجه إلى الله تعالى بالتصريح بهذا الفعل القبيح، فأخرج مخرج المفاعلة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وما يخادعون} [9] قرأ الحرميان والبصري بضم الياء، وألف بعد الخاء، وكسر الدال، على وزن {يتجادلون} [الرعد: 13] والباقون بفتح الياء، وإسكان الخاء، وفتح الدال، على وزن {يفرحون} [آل عمران: 188].
تنبيه: علم أنه الثاني من تقيده بــ {وما} وأما الأول والذي بالنساء فاتفقوا على قراءته كالقراءة الأولى). [غيث النفع: 345]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9)}
يخدعون- قرأ حفص عن عاصم، وكذل نافع وابن كثير وأبو عمر ووافقهم اليزيدي (يخادعون) مضارع (خادع)
وقرأ عبد الله وأبو حيوة (يخدعون) مضارع خدع المجرد
{وما يخادعون}
_ قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو واليزيدي (وما يخادعون) ليتجانس اللفظان.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو حيوة وأبو جعفر ويعقوب وخلف وما يخدعون
[معجم القراءات: 1/41]
وقرأ الجارود بن أبي سبرة وأبو طالوت عبد السلام بن شداد (وما يخدعون) مبنياً للمفعول.
_ وقرأ أبو طالوت عن أبيه (وما يخادعون) بفتح الدال مبنياً للمفعول.
وقرأ قتادة ومورق العجلي (وما يخدعون) من (خدع) المشدد، مبنياً للفاعل، وهي المبالغة.
ويقرأ (يخدعون) بفتح الياء وسكون الخاء وتشيد الدال وكسرها.
والأصل يختدعون
وقرئ: (وما يخادعهم إلا أنفسهم)
وقرأ مورق العجلي وما يخدعون بفتح الياء والخاء وتشديد الدال المكسورة
وقرأ بعضهم وما يخدعون كالقراءة السابقة مع فتح الدال
{إلا أنفسهم}
قراءة الجماعة بالنصب إلا أنفسهم
وقرئ إلا أنفسهم بالرفع علي البدل من الواو في يخدعون). [معجم القراءات: 1/42]

قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {فَزَادَهُم الله مَرضا} 10
قَرَأَ حَمْزَة وَحده {فَزَادَهُم الله} بِكَسْر الزَّاي
وَكَذَلِكَ {شَاءَ} و{جَاءَ} و{خَابَ} و{طَابَ} و{وضاق} {وضاق} و{خَافَ} و{وحاق}
وَفتح الزَّاي من {زاغت} الْأَحْزَاب 10 وَكسر الزَّاي من {فَلَمَّا زاغوا} الصَّفّ 5 وَفتح الزَّاي من {أزاغ الله قُلُوبهم} الصَّفّ 5
وَكسر الرَّاء من {بل ران على قُلُوبهم} المطففين 14 وَفتح الْجِيم من {فأجاءها الْمَخَاض} مَرْيَم 23
وَكَانَ ابْن عَامر يكسر من ذَلِك كُله ثَلَاثَة أحرف {فَزَادَهُم} و{شَاءَ} وجآء
وَكَانَ نَافِع يشم الزَّاي من {فَزَادَهُم} الإضجاع فِي رِوَايَة خلف عَن إِسْحَق وَابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ
وَكَذَلِكَ أَخَوَات {فَزَادَهُم} لَا مَفْتُوح وَلَا مكسور
وَقَالَ ابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق كل ذَلِك بِالْفَتْح
وَقَالَ ابْن سَعْدَان وَكَانَ إِسْحَق إِذا لفظ {فَزَادَهُم} كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى الْكسر قَلِيلا فَإِذا قلت لَهُ إِنَّك تُشِير إِلَى الْكسر قَالَ لَا ويأبى إِلَّا الْفَتْح
وَقَالَ ابْن جماز كَانَ نَافِع يضجع من ذَلِك كُله قَوْله تَعَالَى {خَابَ} طه 61
أَخْبرنِي عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل عَن أبي مُوسَى الْهَرَوِيّ عَن عَبَّاس عَن خَارِجَة عَن نَافِع مَكْسُورَة يَعْنِي {خَابَ}
وَقَالَ خلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع {بل ران} الرَّاء بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن أَبِيه عَن نَافِع {بل ران} الرَّاء مَفْتُوحَة
وَكَانَ عَاصِم لَا يمِيل شَيْئا من ذَلِك إِلَّا قَوْله {بل ران على قُلُوبهم} فَإِن أَبَا بكر روى عَن عَاصِم أَنه كَانَ يكسر وَحَفْص يفتح عَنهُ
وَكَانَ الْكسَائي يَقُول فِي ذَلِك كُله مثل قَول عَاصِم ويميل {بل ران}
وروى أَبُو عبيد عَن الْكسَائي {شَاءَ} الْبَقَرَة 20 و{جَاءَ} النِّسَاء 4 وَفِي كل الْقُرْآن بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَالَ نصير بن يُوسُف وَغَيره عَنهُ أَنه فتحهما
وَكَانَ أَبُو عَمْرو وَابْن كثير يفتحان ذَلِك كُله). [السبعة في القراءات: 139 - 141]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَالتَّشْدِيد وَفتحهَا وَالتَّخْفِيف فِي قَوْله {بِمَا كَانُوا يكذبُون} 10
قَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {بِمَا كَانُوا يكذبُون} بتَشْديد الذَّال وَضم الْيَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يكذبُون} خَفِيفَة بِفَتْح الْيَاء وَتَخْفِيف الذَّال). [السبعة في القراءات: 141]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يكذبون} خفيف
[الغاية في القراءات العشر: 171]
كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 172]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يكذبون} [10] خفيف: كوفي، حمصي، وسلام).[المنتهى: 2/557]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (يكذبون) بالتخفيف وفتح الياء وقرأ الباقون بضم الياء والتشديد). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الكوفيون: {يكذبون} (10): بفتح الياء، وتسكين الكاف، وكسر الذال مخففًا.
والباقون: بضم الياء، وفتح الكاف، وتشديد الذال). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ الكوفيّون: (يكذبون) بفتح الياء مخففا والباقون بضمها مشددا). [تحبير التيسير: 282]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَكْذِبُونَ) خفيف سلام، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، والحسن، واختيار الزَّعْفَرَانِيّ، وابن صالح وحمصي، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وأبان، وابن صبيح، الباقون مشدد، وهو الاختيار لقول عائشة رضي اللَّه عنها: عوتبوا على التكذيب لا على الكذب). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {يُكَذِّبُونَ} خفيف: الكوفيون). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (446 - وخَفَّفَ كُوفٍ يَكْذِبُونَ وَيَاؤُهُ = بِفَتْحٍ وَلِلْبَاقِينَ ضُمَّ وَثُقِّلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([446] وخفف (كوف) يكذبون وياؤه = بفتح وللباقين ضم وثقلا
قال الله تعالى: {وما هم بمؤمنين}، فأخبر عن كذبهم في قولهم: {ءامنا}. ويلزم من كذبهم تكذيبهم.
فمن قرأ {بما كانوا يكذبون} بالتخفيف، فمعن القراءة: كذبُهم هذا الذي أخبر الله تعالى به؛ وذلك الكذب استهزاء بالله ورسوله، لأن الله تعالى أخبر عنهم بذلك في قوله: {إنما نحن مستهزءون}.
ومن قرأ {يكذبون}، فمعناه: التكذيب الذي به كانوا كاذبين). [فتح الوصيد: 2/622]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [446] وخفف كوفٍ يكذبون وياؤه = بفتحٍ وللباقين ضم وثقلا
ب: (التخفيف) هنا: إسكان الكاف وإذهاب ثقل الذال، و(التثقيل): فتح الكاف وتشديد الذال.
ح: (يكذبون): مفعول (خفف)، (كوفٍ): فاعله، (ياؤه بفتحٍ): جملة
[كنز المعاني: 2/6]
حالية، ضمير (ضم) و(ثقلا): للفظ (يكذبون).
ص: أي: خف عاصم وحمزة والكسائي الكوفيون قوله تعالى: {ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون} [10] بإسكان الكاف وتخفيف الذال من الكذب؛ لإخبار الله تعالى عن كذبهم؛ لإخبار الله تعالى عن كذبهم بقوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} [8] فقد أخبر عن كذبهم.
وعند الباقين: بضم الياء وفتح الكاف وتثقيل الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل، ولأنه أبلغ، إذ كل مكذب للرسول كاذب). [كنز المعاني: 2/7]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (445- وخَفَّفَ كُوفٍ يَكْذِبُونَ وَيَاؤُهُ،.. بِفَتْحٍ وَلِلبَاقِينَ ضُمَّ وَثُقِّلا
عني بالتخفيف إسكان الكاف وإذهاب ثقل الذال والباقون ثقلوا موضع تخفيف هؤلاء، فلزم تحريك الكاف، وإن لم يتعرض له؛ إذ لا يمكن تثقيل الذال إلا بفتح الكاف وضم الياء والقراءتان ظاهرتان فإن المنافقين لعنهم الله قد وصفوا في القرآن بأنهم كاذبون في مواضع كثيرة، ومع أنهم كاذبون هم يكذبون؛ لأن الله تعالى وصفهم بقوله: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}، ومن لم يكن مصدقا فهو مكذب ولا خلاف في تخفيف: {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ}.
كما أنه لا خلاف في تثقيل قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ}، ونحوه، ولا يرد على الناظم ذلك لأنه لم يقل جميعا ولا بحيث أتى ولا نحو ذلك وتلك عادته فيما يتعدى الحكم فيه سورته إلا مواضع خرجت عن هذه القاعدة سننبه عليها في مواضعها منها ما في البيت الآتي: "وَالتَّوْرَاةَ" و"كائن"، وضُمَّ فعل ماض لا أمر بل هو من جنس ما عطف عليه من قوله وثقلا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/280]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (446 - وخفّف كوف يكذبون وياؤه ... بفتح وللباقين ضمّ وثقّلا
قرأ الكوفيون بتخفيف الذال وفتح الياء في قوله تعالى: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ* ويلزم من تخفيف الذال وفتح الياء إسكان الكاف، وقرأ الباقون وهم أهل سما: وابن عامر بضم الياء وتشديد الذال، ويلزم من هذا فتح الكاف. وأخذت قراءة الباقين من النص عليها في قوله و(للباقين ضم وثقلا) وإنما نص عليها ولم يتركها؛ لتؤخذ من الضد لعدم إمكان ذلك بالنسبة لفتح الياء؛ لأن ضد الفتح الكسر، فلو تركها لتؤخذ من الضد لكانت القراءة بكسر الياء مع التشديد وهذا لا يجوز، فظهر من هذا أن تشديد الذال يؤخذ من الضد؛ لأنه ضد التخفيف.
وأما الضم فلا يؤخذ من الضد؛ لأن ضد الفتح الكسر لا الضم فلذلك احتاج إلى النص على الضم، وأمّا النص على التثقيل وهو التشديد فليس في حاجة إلى النص عليه؛ لأنه ضد التخفيف كما سبق، فلعله نص عليه زيادة في البيان. ويرد على الناظم: أن إطلاقه الحكم في يَكْذِبُونَ* يتناول لفظ يَكْذِبُونَ في سورة التوبة في قوله تعالى: بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ مع اتفاق القراء على قراءة هذا الموضع بالتخفيف، ولفظ يكذبون في الانشقاق في قوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ مع اتفاق القراء على قراءته بالتشديد فكان عليه تقييد هذا الحكم بموضع البقرة كأن يقول، هنا أو نحو ذلك ودافع عنه بعض شراح كلامه بأنّ عادة الناظم في الفرش إذا أطلق الحكم يكون مقصورا على ما في السورة ولا يكون عامّا شاملا إلا بقرينة تدل على العموم كقوله: بحيث أتي، وحيث جاء، وجميعا، ونحو ذلك اللهم إلا في النذر اليسير من الكلمات، فقد ذكر حكمها في سورتها ولم يأت بقرينة تدل على العموم، ولكن كان الحكم عامّا شاملا لجميع مواضع هذه الكلمة كقوله في آل عمران: (ولا ألف في ها هأنتم زكا جني) وقوله فيها أيضا: (ومع مد كائن كسر همزته دالا) إلخ). [الوافي في شرح الشاطبية: 200]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَاخْتَلَفُوا فِي يَكْذِبُونَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتَخْفِيفِ الذَّالِ،
[النشر في القراءات العشر: 2/207]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {يكذبون} [10] بفتح الياء وتخفيف الذال، والباقون بالضم والتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ فَزَادَهُمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (433- .... .... .... .... = .... اضمم شدّ يكذبونا
434 - كما سما .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (شد يكذبونا) أي وقرأ يكذبون يعني «بما كانوا يكذبون» بالضم: أي في الياء والتشديد: أي في الذال ابن عامر والحرميون والبصريان، والباقون وهم الكوفيون بالفتح الذي هو ضد الضم والتخفيف الذي هو ضد التشديد والقراءتان ظاهرتان، فإن المنافقين وصفوا في مواضع من القرآن بأنهم كاذبون نحو «بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون» ومع كونهم كاذبين هم يكذبون أيضا لقوله تعالى: «وما هم بمؤمنين» لأن من لم يكن مصدقا مكذب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل «يكذبونا» فقال:
ص:
(ك) ما (سما) وقيل غيض جيء شم = في كسرها الضّمّ (ر) جا (غ) نى (ل) زم
ش: أي: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر، و[مدلول] (سما) المدنيان، والبصريان،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
وابن كثير بما كانوا يكذّبون [البقرة: 10] بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال.
والباقون بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال.
تنبيه:
علم فتح الكاف للمذكورين من يكذبون المجمع عليه في غير هذا الموضع، وعلمت قراءة الباقين من لفظه.
ويمكن أن يفهم من الضد؛ لأن ضد الضم الفتح، والتشديد ضد التخفيف.
والكذب: الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه مع العلم به وقصد الحقيقة، فخرج الجهل بالأول، والمجاز بالثاني، وضده: الصدق.
والتكذيب: نسبة الغير إلى الكذب، وضده: التصديق.
والمنافقون يصدق عليهم الصفتان؛ لأنهم كذبوا في ادعائهم الإسلام وكذبوا الصادق.
ويحتمل التشديد المبالغة، مثل: صدق وصدّق، والتكثير ك «موّت المال»، فيتحدان.
فوجه التخفيف: مناسبة طرفيه، وهما [قوله] من يقول ءامنّا ... الآية [البقرة: 8]، [وقوله] وإذا لقوا الّذين ءامنوا ... الآية [البقرة: 14].
ووجه التشديد: مناسبة في قلوبهم مرض [البقرة: 10] أي: شك في النبي صلّى الله عليه وسلّم، والشاك في صدق من قامت الأدلة القاطعة على صدقه مكذب، ورسمهما واحد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/144]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
تقدم إمالة فزادهم [البقرة: 10] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "فَزَادَهُمُ اللَّهُ" [الآية: 10] هنا حمزة وابن ذكوان وهشام بخلف عنه وافقهم الأعمش وكذا حكم ما جاء من هذا الفعل وهو في خمسة عشر إلا أن ابن ذكوان اختلف عنه في غير الأول، ويوقف لحمزة على نحو: "عذاب أليم، ومن آمن، وقد أفلح" بالوجهين المتقدمين في نحو: "الآخرة" وبثالث وهو عدم النقل والسكت). [إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "يكذبون" [الآية: 10] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال من الكذب لإخبار الله تعالى عن كذبهم، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عذاب أليم} [10] إن وصلته بما بعده فالسكت فيه لخلف وحده، وله كباقيهم عدم السكت، وإن وقفت عليه فلخلف ثلاثه أوجه النقل والسكت وتركهما، ولخلاد وجهان النقل وتركه بلا سكت، فتحصل أن السكت لخلف والوجهان مشتركان، ونقل ورش لا يخفى). [غيث النفع: 345]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يكذبون} قرأ الكوفيون بفتح الياء، وسكون الكاف، وتخفيف الذال، والباقون بضم الياء، وفتح الكاف، وتشديد الذال). [غيث النفع: 346]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون (10)}
{مرض.... مرضاً}
- قراءة الجمهور بفتح الراء في الموضعين (مرض... مرضا)
وقرأ الأصمعي وأبو عمرو (مرض.... مرضاً) بالسكون فيهما
وهى رواية الجهضمي ويونس عن أبي عمرو
قال الأصمعي: قرأت علي أبي عمرو (في قلوبهم مرض) فقال: مرض يا غلام، والمرض: الشك
{فزادهم}
_ قرأه بالإمالة حمزة وابن عامر وابن ذكوان ونافع الحلواني والأعمش وهشام بخلاف عنه (فزادهم)
قال أبو حيان: وبالوجهين قرأت له (أي: لابن ذكوان، أي: بالإمالة والتفخيم، والإمالة لتميم، والتفخيم للحجاز.
ونافع يشم الزاي إلى الكسر. كذا في المحرر، وقد ذكرت من قبل الإمالة عن نافع
{ولهم عذاب أليم}
نقل ورش حركة الهمزة إلى الباء ثم حذف الهمزة (عذابن ليم) كذا صورتها
ويقف حمزة على (عذاب أليم) بوجهين:
[معجم القراءات: 1/43]
1.2. النقل والسكت
30 وله وجه ثالث وهو عدم النقل والسكت
{يكذبون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش (يكذبون) بفتح الياء وتخفيف الذال.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (يكذبون) بضم الميم وتشديد الذال). [معجم القراءات: 1/44]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (11) إلى الآية (16) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ):(8 - وَاخْتلفُوا فِي ضم أَوَائِل مثل قَوْله {وَإِذا قيل لَهُم} 11
قَرَأَ عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي {قيل} و{وغيض} هود 44 و{سيء} هود 77 وَالْعَنْكَبُوت 33 و{سيئت} الْملك 27 و{وحيل} سبأ 54 و{وسيق} الزمر 71 73 {وَجِيء} الزمر 69 وَالْفَجْر 23 يضم أول ذَلِك كُله
وَكَانَ نَافِع يضم من ذَلِك حرفين {سيء} و{سيئت} وَيكسر مَا بقى
وَكَانَ ابْن عَامر يضم أول {سيق} و{سيء} و{سيئت} و{وحيل} وَيكسر {غيض} و{وَجِيء} و{قيل} فِي كل الْقُرْآن
هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان بِكَسْر الْقَاف والغين وَالْجِيم
وَقَالَ الْحلْوانِي عَن هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَنهُ فِي كُلهنَّ مثل الْكسَائي
وَكَانَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة يكسرون أَوَائِل هَذِه الْحُرُوف كلهَا
وروى عبيد بن عقيل عَن شبْل عَن ابْن كثير {سيء} و{سيئت} بِالضَّمِّ مثل نَافِع).[السبعة في القراءات: 141 - 142]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قيل} وأخواته بالضم هشام والكسائي ورويس،{سيء}، [الغاية في القراءات العشر: 172]
{وسيئت} بالضم مدني شامي، زاد ابن ذكوان "سيق"، (وحيل) ). [الغاية في القراءات العشر: 173]

قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قيل} [11]، وأخواتها
[المنتهى: 2/557]
بضم أولها علي، وهشام، وابن مسلم، والبخاري، ورويس. وافق ابن ذكوان، وابن عتبة، إلا في {قيل}، {وجاء} [الزمر: 69، الفجر: 23]، زاد ابن ذكوان {وغيض} [هود: 44]، وزاد ابن عتبة ضم {وقيل أرض} [هود: 44] فقط.
ويضم مدني غير سالم {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33]، و{سيئت} [الملك: 27] ).[المنتهى: 2/558]

قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في إشمام الضم وتركه في (حيل) و(قيل) و(سيق) و(غيض) و(جيء) و(سيء) و(سيئت) حيث وقع، فقرأ الكسائي وهشام بالإشمام في أوائلها حيث وقعت، وقرأ ابن ذكوان بالإشمام في (حيل وسيق وسيء وسيئت) دون غيرها، وقرأ نافع بالإشمام في (سيء وسيئت) دون غيرهما، وقرأ الباقون بالكسر بغير إشمام في جميعها، والإشمام في هذا يجوز أن يكون مع الحرف
[التبصرة: 153]
وقبله على معنيين مختلفين قد بيناهما في غير هذا الباب، والإشمام في حال اللفظ بالحرف في المتصل أحسن نحو (وقيل وحيل) وشبهه، فإن كان منفصلاً حسن الإشمام قبله نحو (سيء) و(سيئت) وشبهه، وجاز معه، ومعه أحسن وأبين، وكلهم كسروا القاف من قوله عز وجل: (ومن أصدق من الله قيلا) و(قيله يا رب) و(إلا قيلا سلاما سلاما) و(أقوم قيلا) لأنها مصادر لا أصل لها في الضم
وقرأ خلف عن حمزة بالوقف على لام التعريف حيث وقعت إذا كان بعدها همزة يقف وقفة خفيفة نحو(الأرض والآخرة) وكذلك يقف على الياء من (شيء) وقفة خفيفة ثم يصل حيث وقع ذلك تفرد به عن سليم عن حمزة، وذكر أبو الطيب مد (شيء) عن حمزة في روايتيه وبه آخذ). [التبصرة: 154]

قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي، وهشام: {قيل} (11)، و:{غيض} (هود: 44) و: {جيء} (الزمر: 69): بإشمام الضم لأول ذلك، حيث وقع.
والباقون: بإخلاص كسره). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكسائي وهشام ورويس: (قيل وغيض وجيئ [وحيل وسيق وسيئ وسيئت]
[تحبير التيسير: 282]
بإشمام الضّم لأوّل ذلك حيث وقع [ووافقهم ابن ذكوان في حيل وسيق وسيئ بهم وسيئت، ووافقهم المدنيان في سيئ وسيئت] والباقون بإخلاص [الكسرة] ). [تحبير التيسير: 283]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قِيلَ)، (وَجِيءَ)، (وَغِيضَ)، (وَحِيلَ)، (وَسِيقَ)، و(سِيءَ)، و(سِيئت) أشم أوائل هذه الأفعال السبع الحسن، والْأَعْمَش، وأبو حنيفة، وعلي، وهشام، وابن مسلم ورُوَيْس، وابن حسان، والبخاري عن يَعْقُوب، وابن صالح، وافق ابْن ذَكْوَانَ، وابن عتبة وعبد الحميد بن بكار في (وَحِيلَ)، (وَسِيقَ)، زاد بن عتبة، (وَقِيلَ يَا أَرْضُ)، (وَغَيضَ) وهم وابن مُحَيْصِن، ومدني غير سالم (سِيءَ)، و(سِيئَت)، وافق طَلْحَة في (سِيءَ) و(سِيئَت)، (وَسِيقَ)، الباقون بكسر أوائلها، وهو الاختيار لموافقة الأكثر، وروى البكرواني عن هشام الكلبي بالكسر). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11، 13]- {قِيلَ}، و{غِيضَ} [هود: 44] بالإشمام: الكسائي وهشام). [الإقناع: 2/597] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (447 - وَقِيلَ وَغِيضَ ثُمَّ جِيءَ يُشِمُّهَا = لَدى كَسْرِهَا ضَمَّا رِجَالٌ لِتَكْمُلاَ 448 - وَحِيلَ بِإِشْمَامٍ وَسِيقَ كَمَا رَسَا = وَسِيءَ وَسِيئَتْ كَانَ رَاوِيهِ أَنْبَلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [447] وقيل وغيض ثم جيء يُشمها = لدى كسرها ضمًا (ر)جالٌ (لـ) تكملا
أصل {قيل}: قول؛ استثقلت الكسرة في الواو فنقلت إلى القاف؛ فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها، قلبت ياءً.
[فتح الوصيد: 2/622]
وكذلك {سيء} و{سيق} و{حيل}، أصلها: سُوي، وسوِق، وحوِل.
وأما {غيض}؛ و{جيء}، فهما من الياء؛ استثقلت الحركة فيهما على الياء، فنقلت إلى ما قبلها؛ والأصل: غيض وجيء.
وإنما كان هذا النقل بعد إزالة الضمة التي في أوائلها، لأنها لا تتحرك بالكسر، وهي متحركة بالضم؛ وذلك أهم استثقلوا الضمة وبعدها واوٌ أو ياءٌ مكسورةٌ، فأزيلت.
والعلماء يعبرون عن هذا بالإشمام والروم والضم والإمالة.
وإنما اختار من هذه الألفاظ الإشمام، لأنها عبارة عامة النحويين وجماعةٍ من القراء المتأخرين.
وفي العبارة بها، تنبيه على أن أول الفعل لا يُكسر كسرةً خالصةً.
والذين سموه رومًا قالوا: هو روم في الحقيقة .وتسميه بالإشمام، تجوّزٌ في العبارة.
والذين سموه ضمًا- وهم عامة أئمة القراء-، فإنما عبروا عنه بذلك كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبًا ومجازًا، لأن الممال فيه كسرٌ. وهذا فيه شيء من الضم.
وأما الذين عبَّروا عنه بالإمالة، فلأن الحركة ليست بضمة محضةٍ ولا كسرة خالصةٍ، كما أن الإمالة ليست بكسرٍ محضٍ ولا فتحٍ خالصٍ.
[فتح الوصيد: 2/623]
وحقيقة هذا الإشمام، أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة، فتمال كسرةُ فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلًا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها.
وإنما قيل لذلك إمالة، لأنه قد دخله من الخلط والشوب ما دخل الإمالة، كما سموا المبالغة في تفخيم {الربوا} و{الصلوة} و{الزكوة}، حتى نحوا به نحو الواو إمالةً. وعلى هذه اللغة، كتبوه بالواو تنبيهًا على الإمالة نحوها.
قال الحافظ أبو عمرو رحمه الله: وقد زعم بعض من يشار إليه بالمعرفة وهو بمعزل عنها وخالٍ منها، أن حقيقة الإشمام في هذا، أن يكون إيماءً بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع كسرة فاء الفعل كسرًا خالصًا. قال: وإن شئت أومأت بشفتيك قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته، وإن شئت بعده، وإن شئت معه.
[فتح الوصيد: 2/624]
قال أبو عمرو: وهذا كله خطأٌ باطل لا شك فيه، من قبل أن الإيماء قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته غير ممكن؛ إذ لم يحصل قبل ملفوظًا به، فكيف تومئ إلى حركته وهو معدوم في النطق أيضًا؟! هذا مع تمكن الوقوف على ما قبله، والابتداء به، فيلزم أن يكون ابتداءُ المبتدئ بذلك، إعمال العضو وتهيئته قبل النطق. ولم يسمع بهذا قط، ولا ورد في لغةٍ ولا جاء في قراءة، ولا يصح في قياسٍ ولا يتحقق في نظر.
وأما الإيماء بعد اللفظ به مكسورًا محضًا، فغير مستقيم .وكذلك الإيماء معه في تلك الحال لا يمكن؛ إذ لو كان ذلك، لوجب أن يستعمل في النطق بذلك عضو اللسان للكسرة، والشفتان للإشارة. ومحالٌ أن يجتمعا معًا على حرف واحد في حال تحريكه بحركة خالصة؛ إذ ليس في الفطرة إطاقة ذلك.
وإنما حمل القائل على هذا القول، القياس منه على كيفية الإشمام عند الوقف على أواخر الكلم؛ إذ يؤتي به هناك بعد سكون الحرف والفراغ منه.
وبين المكانين فرقان غير مشكوكٍ فيه على ما بينا.
وزعم آخرون، أن حقيقته أن يضم أوله ضما مشبعا ثم يؤتى بالياء الساكنة بعد تلك الضمة الخالصة. وهو باطل، لأن الضمة إذا أخلصت ومطط اللفظ بها، انقلبت الياء بعدها واوًا؛ إذ لا يصح ياء بعد ضمة، كما لا يصح ولو بعد كسرة.
[فتح الوصيد: 2/625]
وزعم قوم من أهل الأداء أن حقيقة الإشمام في ذلك، أن تُشم أوله ضمًا مختلسًا. وهذا أيضًا باطل؛ لأن ما يختلس من الحركات ولا يتم الصوت به كهمزة بين بين وغيرها، لا يقع أبدًا أولًا وذلك لقربه بالتضعيف والتوهين من الساكن المحض.
وإنما دخل الوهم على هؤلاء، وعلى قومٍ من جهلة النحاة من أجل العبارة عنه بالإشمام.
وقد ذكرت مراد القراء بهذه التسمية وغيرها.
والغرض هذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين: ضمةٍ وكسرة، الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل.
أما الضمة، ففي الفاء. وأما الكسرة ففي العين؛ لأن الأصل فعلٌ مبنيٌّ لما لم يسم فاعله، كما أن الحركة الممالة، بين الفتحة والكسرة.
فلما كان هذا الإشمام دالًا على الأصل، صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير. فلذلك قال: (لتكملا).
ومن أخلص الكسر، فللياء التي بعده؛ إذ لا تجد ياءً ساكنة قبلها ضمة.
ومن غاير، جمع بين اللغتين.
[448] وحيل بإشمام وسيق (كـ)ما (ر)سا = وسيئ وسيئت (كـ)ان (ر)اويه (أ) نبلا
قوله: (كما رسا)، أي كما استقر في النقل وثبت.
وقوله: (كان راويه أنبلا)، لأنه قد اتفق عليه إمام المدينة، وإمام الشام، وإمام النحو والقراءة الكسائي. ومعناه: كان راويه نبيلا؛ يعني من ذكرته). [فتح الوصيد: 2/626]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):
( [447] وقيل وغيض ثم جيء يشمها = لدى كسرها ضمًا رجالٌ لتكملا
[448] وحيل بإشمامٍ وسيق كما رسا = وسيء وسيئت كان راويه أنبلا
ب: (الأنبل): الزائد في النبل، وهو الشهرة.
ح: (قيل): مبتدأ، وما بعده: عطف، (يشم): خبر، والهاء: - للألفاظ الثلاثة- مفعول أول له، و (ضمًّا): ثاني مفعوليه، (رجالٌ): فاعله، (لتكملا): راجع إلى الثلاثة، أو الدلالة على اللغتين لقرينة الحال، (حيل .... كما رسا): مبتدأ وخبر، وكذلك: (سيء ... كان راويه أنبلا).
ص: أي: يُشم الكسائي وهشام كسر القاف من قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} [11]، {وإذا قيل لهم آمنوا} وما كان
[كنز المعاني: 2/7]
من لفظه، والغين من {وغيض الماء} [هود: 44]، والجيم من {وجيء بالنبيين} [الزمر: 69]، و{جيء يومئذٍ بجهنم} [الفجر: 23] ضمًا، والياء واوًا على لغة بني أسد، وإبقاء بعض الكسر تنبيهٌ على استحقاق هذه الأفعال الاعتدال، ولهذا قال: (لتكملا)، أي: الدلالة على الأمرين.
ووافق ابن ذكوان الكسائي وهشامًا في إشمام كسر الحاء من {وحيل بينهم} [سبأ: 54]، والسين من {وسيق الذين} موضعين في الزمر [71، 73].
ووافقهم نافع في إشمام السين من: {سيء بهم} في هود [77]، والعنكبوت [33]، و{سيئت وجوه الذين كفروا} في الملك [27].
والباقون على إخلاص الكسر؛ لأنها أفعال مبنية للمفعول، فاستثقلوا الكسرة في الواو والياء فنقلوا إلى ما قبلها وأسكنوها، فقلبوا الواو ياء لانكسار ما قبلها، فصار {قيل} [11]، و{جيء} [الزمر: 69] و{غيض} [هود: 44].
[كنز المعاني: 2/8]
ولا خلاف في كسر قوله تعالى: {قيلًا} [النساء: 122]، و{قيله} [الزخرف: 88] إذ ليسا بفعل). [كنز المعاني: 2/9]

- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (446- وَقِيلَ وَغِيضَ ثُمَّ جِيءَ يُشِمُّهَا،.. لَدى كَسْرِهَا ضَمَّا "رِ"جَالٌ "لِـ"ـتَكْمُلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/280]
447- وَحِيلَ بِإِشْمَامٍ وَسِيقَ "كَـ"ـمَا "رَ"سَا،.. وَسِيءَ وَسِيئَتْ "كَـ"ـانَ "رَ"ـاوِيهِ "أَ"نْبَلا
أراد {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا} وما جاء من لفظ قيل فهو فعل ماضٍ: {وَغِيضَ الْمَاءُ}، {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ}، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ}، {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ}، {وَسِيقَ الَّذِينَ} موضعان في آخر الزمر، "وسيء بهم" في هود والعنكبوت، و{سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}، فأطلق هذه الأفعال ولم يبين مواضع القراءة وفيها ما قد تكرر والعادة المستمدة منه فيما يطلق أن يختص بالسورة التي هو فيها كما في "يكذبون" السابقة ولكن لما أدرك مع قيل هذه الأفعال الخارجة عن هذه السورة كان ذلك قرينة واضحة في طرد الحكم حيث وقعت، قيل: وغيرها من هذه الأفعال، ورجال فاعل يشمها وضما مفعول ثانٍ والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم؛ لأن هذه الأوائل، وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة؛ لأنها أفعال ما لم يسم فاعله، فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/281]
يستحقه وهو لغة للعرب فاشية، وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما استحقته هذه الأفعال من الاعتلال، ولهذا قال: لتكملا أي لتكمل الدلالة على الأمرين، وهذا نوع آخر من الإشمام غير المذكور في الأصول وقد عبروا عنه أيضا بالضم والروم والإمالة، ومنهم من قال: حقيقته أن تضم الأوائل ضما مشبعا، وقيل مختلسا، وقيل بل هو إيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع إخلاص كسر الأوائل، ثم القارئ مخير في ذلك الإيماء إن شاء قبل اللفظ أو معه أو بعده، والأصح ما ذكرناه أولا، ومن أخلص الكسر فلأجل الياء الساكنة بعده كميزان وميقات وهو اللغة الفاشية المختارة، وقال مكي: الكسر أولى عندي كما كان الفتح أولى من الإمالة ونافع وابن ذكوان جمعا بين اللغتين، ورسا أي استقر وثبت وأنبلا أي زائد النبل وأما قيل الذي هو مصدر فلا يدخل في هذا الباب؛ إذ لا أصل له في الضم وهو في نحو: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} {إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا} {وَأَقْوَمُ قِيلًا}،
والرمز في هذين البيتين: رجال لتكملا كما رسا كان راويه أنبلا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/282]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (447 - وقيل وغيض ثمّ جيء يشمّها ... لدى كسرها ضمّا رجال لتكملا
448 - وحيل بإشمام وسيق كما رسا ... وسيء وسيئت كان راويه أنبلا
قرأ الكسائي وهشام لفظ قِيلَ* حيث وقع في القرآن الكريم، ولفظ وَغِيضَ الْماءُ في هود ولا ثاني له في القرآن، ولفظ وَجِيءَ*: وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ بإشمام كسر الحرف الأول منها ضما، وقرأ ابن عامر، والكسائي بالإشمام في:
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ في سبأ، وَسِيقَ* في الموضعين في سورة الزمر، وقرأ ابن عامر والكسائي، ونافع بالإشمام في سِيءَ بِهِمْ* في هود والعنكبوت، سِيئَتْ في الملك وكيفية الإشمام في هذه الأفعال: أن تحرك الحرف الأول منها بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ولا يضبط هذا الإشمام إلا التلقي والأخذ من أفواه الشيوخ المتقنين، وإطلاق الناظم الحكم يوهم قصره على ما
في هذه السورة ولكن لما ضم إلى ما في هذه السورة ألفاظا ليست فيها وهي:
وَغِيضَ، وَجِيءَ*، وَحِيلَ، وَسِيقَ*، سِيءَ*، سِيئَتْ كان ذلك قرينة على عموم الحكم وشموله لهذه الألفاظ حيث وقعت في القرآن الكريم ولا بدّ أن تكون أفعالا فإن كانت أسماء فلا إشمام فيها لأحد نحو: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا في النساء، وَقِيلِهِ يا رَبِّ في الزخرف، إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً في الواقعة، وَأَقْوَمُ قِيلًا في المزمل). [الوافي في شرح الشاطبية: 201]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (62- .... .... ........ .... = .... .... .... وَاشْمِمًا طِلَا
[الدرة المضية: 22]
63 - بِقِيْلَ وَمَا مَعْهُ .... ........ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال واشمما طلا بقيل وما معه أي روى رويس وهو المشار إليه(بطا) طلا بإشمام الضمة في (قيل)،
[شرح الدرة المضيئة: 87]
حيث وقع وكذا في الأفعال الستة التي ذكرت مع (قيل) في الشاطبية وهذا معنى قوله: وما معه وهو (غيض) (وجيء) (وحيل) و(سيق) و(سيء) و(سيئت) ووافق الآخران وروح أصولهم فقرأ في الخمسة الأول بكسرة خالصة والثلاثة في السادس على أصولهم فقرأ أبو جعفر بالإشمام كرويس وخلف وروح بإخلاص الكسر). [شرح الدرة المضيئة: 88]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قِيلَ، وَغِيضَ، وَجِيءَ، وَحِيلَ، وَسِيقَ، وَسِيءَ، وَسِيئَتْ، فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَهِشَامٌ وَرُوَيْسٌ بِإِشْمَامِ الضَّمِّ كَسْرَ أَوَائِلِهِنَّ. وَافَقَهُمُ ابْنُ ذَكْوَانَ فِي حِيلَ وَسِيقَ وَسِيءَ وَسِيئَتْ، وَوَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي سِيءَ وَسِيئَتْ فَقَطْ. وَالْبَاقُونَ بِإِخْلَاصِ الْكَسْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي وهشام ورويس {قيل} [11، 13]، {وغيض} [هود: 44]، {وجيء} [الزمر : 69، الفجر: 23]، {وحيل} [سبأ: 54]، {وسيق} [الزمر: 71، 73]، و{سيئت} [الملك: 27]، و{سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] بإشمام كسر أوائلهن الضم، وافقهم ابن ذكوان في {وحيل} [سبأ: 54]، ووافقهم هو والمدنيان في {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] و{سيئت} [الملك: 27]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
والباقون بإخلاص الكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (434-.... .... وقيل غيض جي أشم = في كسرها الضّمّ رجا غنىً لزم
[طيبة النشر: 61]
435 - وحيل سيق كم رسا غيثٌ وسي = سيئت مدًا رحبٍ غلالةٌ كسي). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ك) ما (سما) وقيل غيض جي أشم = في كسرها الضّمّ (ر) جا (غ) نى (ل) زم
يعني قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، وإذا قيل لهم آمنوا وما وقع منه في القرآن وذكر غيره معه يدل على الإطلاق كما نبهنا عليه
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
فيما تقدم قريبا، وغيض يعني «وغيض الماء» في هود «وجيء» في الزمر والفجر، قرأ بإشمام كسرها الضم الكسائي ورويس وهشام، والمراد بالإشمام هنا خلط الحركة بالحركة والحرف بالحرف فينحى بالكسر نحو الضمة والياء بعدها نحو الواو، لأن أوائل هذه الكلمات وإن كانت مكسورة فأصلها الضم لأنها لما لم يسم فاعله فجعل الإشمام دليلا على الأصل، وهي لغة للعرب فاشية، ومن أخلص الكسر وهم الباقون فلأجل الياء الساكنة بعد نحو ميزان وهي اللغة الفاشية قوله: (أشم) أي أشم الضم، ولما اجتمع الهمزتان مفتوحتين أسقط إحداهما على ما تقدم في قراءة أبي عمرو وغيره قوله: (في كسرها) أي هذه الأفعال الثلاثة المذكورة قوله: (الضم) مفعول أشم قوله: (لزم) من اللزوم: أي توقع غنا لا تفارقه.
وحيل سيق (ك) م (ر) سا (غ) يث وسي = ء سيئت (مدا) (ر) حب (غ) لالة (ك) سى
أي وأشم الضم في «حيل» وهو سبأ «وسيق» الموضعين من الزمر ابن عامر والكسائي ورويس، فوافق فيها ابن ذكوان من قرأ و «قيل، وغيض، وجيء» جمعا بين اللغتين ولخفّة الحاء والسين قوله: (وسيء بهم) وهو في هود والعنكبوت، و «سيئت وجوه الذين» وهو في الملك بالإشمام المدنيان والكسائي ورويس وابن عامر، فوافق المدنيان من تقدم في «حيل، وسيق» للتمكن في النطق من أجل المد وجمعا بين اللغتين قوله: (رسا) أي ثبت ووقف، والرحب: الواسع، والغلالة: الثوب يلبس كالقميص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 169]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقوله: (وقيل) أي: (أشم الكسر ضما) ذو راء (رجا) الكسائي، وغين (غنا) رويس، ولام (لزم) هشام أول (قيل)، [و (غيض)، و(جيء)] حيث حل نحو: قيل لهم [البقرة: 11]، وو قيل اليوم [الجاثية: 34]، وغيض الماء [هود: 44]، وجيء بالنبيين [الزمر: 69]، وجيء يومئذ [الفجر: 23].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/144]
ثم كمل ما يشم فقال:
ص:
وحيل سيق (ك) م (ر) سا (غ) يث = وسي سيئت (مدا) (ر) حب (غ) لالة (ك) سى
ش: أي أشم الكسر ضما أول وحيل بينهم [سبأ: 54]، وسيق الذين [الزمر: 71، 79] معا؛ ذو كاف (كم) ابن عامر، وراء (رسا) الكسائي، وغين (غيث) رويس.
وأشمها أول سيء بهم [هود: 77]، سيئت وجوه [الملك: 27] مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر، [وذو راء] (رحب) الكسائي وغين (غلالة) رويس، وكاف (كسا) ابن عامر.
والباقون بإخلاص الكسر في الجميع.
تنبيه:
علم عموم «قيل» من الضم، وهذا ثالث أنواع الإشمام.
والفرق بينه وبين المذكور في باب الوقف [قبله]: أن هذا يقع في الأول ويعم الوصل والوقف، ويسمع، وحروفه متحركة، وذلك ضده في الجميع.
واختلفوا في التعبير عنه، فعامة النحويين ومتأخروا القراء: كالناظم والشاطبي، والداني، يسمونه: إشماما، إما مجازا أو على رأى الكوفيين.
وقال أبو العز: روم.
وقال أبو العلاء: ضم، وهو مجاز.
وقال الأهوازي: رفع.
وكيفية النطق به: أن يلفظ على الفاء بحركة تامة مركبة من حركتين: جزء الضمة؛ وهو أقل، ويليه جزء الكسرة، وهو أكثر؛ ولذلك تمحضت [الياء].
وكل من هذه فعل ماض أجوف مبني للمفعول، فخرج بالأفعال نحو: قيلا ليس
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/145]
[النساء: 122، 123]، وقيلا سلما [الواقعة: 26]، وأقوم قيلا [المزمل: 6]، وو قيله [الزخرف: 88].
وبالمبني للمفعول قال، وو حال [هود: 43] وو سآء [النساء: 22].
وكل منها وزنه فعل، استثقلت الكسرة على الياء والواو، فنقلت [إلى] الفاء بعد حذف ضمتها، فسلمت الياء، وانقلبت الواو ياء؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، هذا عند قريش ومجاوريهم، وعند بني فقعس حذفت كسرة العين، فسلمت الواو وانقلبت الياء واوا؛ لسكونها وانضمام ما قبلها، وعليها قوله: [من الرجز]
ليت شبابا بوع
فاشتريت وقوله: [من الرجز]
حوكت على نيرين إذ تحاك
وعامة أسد، وقيس ينقلون ويشيرون إلى ضمة الفاء؛ تنبيها على الأصل.
وجه الكسر: أنه لغة قريش.
ووجه الإشمام: أنه لغة أسد.
ووجه التفرقة: الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول وهو في "قيل" [البقرة الآية: 11، 13] حيث وقع "وغيض الماء، وجيء بالنبيين، وجيء يومئذ، وحيل بينهم، وسيق" [هود الآية: 44] و[الزمر الآية: 69] و[الفجر الآية: 23] و[سبأ الآية: 54] و[الزمر الآية: 71، 73] معا "وسيء بهم، وسيئت وجوه" [هود الآية: 77] و[الملك الآية: 27] فنافع وكذا أبو جعفر بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها نحو واو في "سيء، وسيئت" فقط اتباعا للأثر وجمعا بين اللغتين وافقهما ابن محيصن من المفردة.
[إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
وقرأ: ابن ذكوان كذلك في "حيل، وسيق، وسيء، وسيئت" الأربعة فقط.
وقرأ: هشام والكسائي وكذا رويس بالإشمام كذلك في الأفعال السبعة، وهو لغة قيس وعقيل ومن جاورهم، وافقهم الحسن والشنبوذي، وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا، فجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ولذا تمحضت الياء والباقون بإخلاص الكسرة ولا خلاف في "قيلا" في النساء "وقيلا سلاما، وأقوم قيلا" لأنها ليست أفعالا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [11 13] معًا قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم، ويليه جزء الكسرة.
ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز، أو قال بما لا تحل القراءة به، والباقون بكسرة خالصة). [غيث النفع: 346] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11)} {قيل}
الفعل الثلاثي الذي انقلبت عينه ألفاً في الماضي إذا بني للمفعول أخلص كسر أوله وسكنت عينه ياء (قيل) كذا في لغة قريش ومجاوريهم من بني كنانة وبهذه اللغة قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة، فقد كانوا يكسرون أوائل هذه الحروف كلها.
وقرأ بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها (قيل) هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي ونافع وأبو جعفر وابن
[معجم القراءات: 1/44]
محيصن وابن عامر.
وهى لغة كثير من قيس وعقيل ومن جاورهم وعامة بني أسد.
{قيل لهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام وبالإظهار
{في الأرض}
قرأ ورش في لرض بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها فتصبح مفتوحة، ثم تسقط الهمزة ة من اللفظ لسكونها). [معجم القراءات: 1/45]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({السفهاء ألا} [13]: تليين الثانية من الهمزتين المختلفتين في كلمتين:
[المنتهى: 2/559]
حجازي غير سالم وأبي مروان، وأبو عمرو، ويعقوب غير روح والمنهال.
يترك الأولى إذا اتفقتا من كلمتين أبو عمرو، وإسماعيل طريق البلخي، وقالون طريق الكسائي وأبي عون، وأبو ربيعة طريق البلخي والهاشمي، وقنبل طريق الواسطي، وزيد، ورويس .
وافق قنبل طريق ابن الصلت والبلخي والبزي، والفليحي، وإسحاق، وقالون غير أبي مروان وسالم أبا عمرو في المفتوحتين.
[المنتهى: 2/560]
وعوض اليزيدي طريق أبي عون وإسحاق، وقالون غير سالم وأبي مروان، وإسماعيل غير البلخي، والبزي غير البلخي والهاشمي، والفليحي في الأولى من المكسورتين كسرة كالياء، وفي المضمومتين ضمة كالواو.
وافق النحاس عن أصحابه طريق ابن الصلت أبا عمرو في المكسورتين، وقال عنهم في المضمومتين يترك الثانية ولا يمد.
ببيان الأولى شبه مد في اللفظ يزيد، والبخاري، وسهلٌ، وقنبلٌ، وورش، وافق سالم في ما جاء بعدها همزة فقط).[المنتهى: 2/561]

قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11، 13]- {قِيلَ}، و{غِيضَ} [هود: 44] بالإشمام: الكسائي وهشام). [الإقناع: 2/597] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِبْدَالِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنَ السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ وَهِشَامٍ، فِي أَحَدِ وَجْهَيْهِ فِي الْوَقْفِ عَلَى السُّفَهَاءِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِيِّينَ فِي الْوَقْفِ عَلَى السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ الكسائي وهشام ورويس {قيل} [11، 13]، {وغيض} [هود: 44]، {وجيء} [الزمر : 69، الفجر: 23]، {وحيل} [سبأ: 54]، {وسيق} [الزمر: 71، 73]، و{سيئت} [الملك: 27]، و{سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] بإشمام كسر أوائلهن الضم، وافقهم ابن ذكوان في {وحيل} [سبأ: 54]، ووافقهم هو والمدنيان في {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] و{سيئت} [الملك: 27]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
والباقون بإخلاص الكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({السفهاء ألا} [13] ذكر في الهمزتين من كلمتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم اختلافهم في الهمزة الثانية من السّفهاء ألآ [البقرة: 13] [ومذهب] حمزة وهشام الوقف على السّفهاء وحمزة على ألآ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "السُّفَهَاءُ أَلا" [الآية: 13] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمر وكذا أبو جعفر ورويس، والباقون بالتحقيق ويوقف "على السفهاء" لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط، ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة، ويوقف لحمزة على "قالوا آمنا" بالتحقيق مع عدم السكت وبالسكت وبالنقل وبالإدغام وأما التسهيل بين بين فضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [11 13] معًا قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم، ويليه جزء الكسرة.
ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز، أو قال بما لا تحل القراءة به، والباقون بكسرة خالصة). [غيث النفع: 346] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السفهاء ألا} [13] اجتمع هنا همزتان، الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، فالحرميان والبصري يبدلون الثانية واوًا خالصة، ويحققون الأولى، والباقون بتحقيقهما.
وإذا وقفت على {السفهاء} وهو كاف، فكلهم إلا حمزة وهشامًا يحقق الهمزة، وهم في المد على ما تقدم.
إلا أن من له التوسط وهم الجماعة إن لم يعتد بالعارض فهو على أصله، وإن اعتد به زاد الإشباع، وهكذا كل ما شابهه نحو {يشآء} [213] و{السوء} [النساء: 17] و{تفيء} [الحجرات: 9] إن وقفت بالسكون أو الإشمام.
حيث لا يصح ولا يجوز لمن له الإشباع كورش التوسط، ولا يجوز القصر لأحد لأن في ذلك إلغاء السبب الأصلي، وهو الهمزة، واعتبار السبب العارض، وهو السكون.
وهما يبدلان الهمزة ألفًا فيجتمع حينئذ ألفان، فيجوز بقاؤهما لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، فتمد مدًا طويلاً، ويجوز أن يكون متوسطًا، كما تقدم في سكون الوقف.
[غيث النفع: 346]
وحذف إحداهما، فإن قدرتها الأولى: وجب القصر، لفقد الشرط لأن الألف تصير مبدلة من همزة ساكنة، كألف {يأمر} [الأعراف: 28] و{يأتي} [109] وما كان كذلك لا مد فيه.
وإن قدرتها الثانية: جاز المد والقصر، لأنه حرف مد قبل همزة مغير بالبدل، ويجوز أن تروم حركة الهمزة وتسهلها بين بين مع المد والقصر، عملاً بما روى سليم عن حمزة أنه كان يجعل الهمزة في هذا وأمثاله بين بين.
ولا يأتي ذلك إلا مع روم الحركة، لأن الحركة الكاملة لا يوقف عليها، لأن الهمزة الساكنة لا يأتي تسهيلها بين بين، فجملة الأوجه خمسة: المد والتوسط والقصر مع البدل، والمد والقصر مع التسهيل.
[غيث النفع: 347]
إلا أن أوجه البدل متفق عليها، ووجها التسهيل مختلف فيهما، فأجازهما الداني وأبو القاسم عبد الرحمن بن عتيق الصقلي المعروف بابن الفحام شيخ الإسكندرية صاحب التجريد والحافظ أبو العلاء وسبط الخياط والشاطبي وغيرهم، وأنكر ذلك الجمهور، ولم يجيزوا سوى الإبدال قال المحقق: «والصواب صحة وجهي التسهيل».
[غيث النفع: 348]
ويندرج حمزة مع هشام في هذه الأوجه، إلا في وجه التسهيل مع المد، لأن حمزة أطول منه مدًا). [غيث النفع: 349]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء إلا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)}
{قيل}
تقدمت القراءة في الآية السابقة
{قيل لهم}
_ وسبق بيان الإدغام أيضاً في الآية السابقة
{قالوا أنؤمن}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي بتحقيق الأولي وتليين الهمزة الثانية
{السفهاء ألا}
_ قرأ بتحقيق الهمزتين حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وروح خلف (السفهاء ألا)
[معجم القراءات: 1/45]
وقرأ بتحقيق الأولى، وتخفيف الثانية بإبدالها واواً (السفهاء ولا) ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن أبي إسحاق وأبن مهران عن روح.
وقرأ أبو عمرو وآخرون بتسهيل الأولى بجعلها بين الهمزة والواو وتحقيق الثانية، وهي رواية سيبويه
والوجه الرابع بتسهيل الأولى بجعلها بين الهمزة والواو وإبدال الثانية واواً، وروي هذا عن أبي عمرو
وروي عن أبي عمرو أنه خفف الأولي ولين الثانية، وروي سيبويه عنه عكس ذلك
قال الزجاج: وحكى أبو عبيدة أن أبا عمرو كان يبدل الثانية فتحة، وهذا خلاف ما حكاه سيبويه، والقول فيه أيضاً محال، لأن الفتحة لا تقوم بذاتها، وإنما تقوم على حرف.
وأجاز قوم وجهاً أخر، وهو جعل الأولى بين الهمزة والواو، وجعل الثانية بين الهمزة والواو، ومنع بعضهم ذلك.
[معجم القراءات: 1/46]
ووقف حمزة وهشام والأعمش وخلف على السفهاء بإبدال الهمزة ألفاً، فتصبح صورتها (السفهاا) ولك بعد ذلك الحذف والإثبات.
ووقف هشام بخلاف عنه بإبدال الألف همزة مع المد والقصر والتوسط، وبتسهيلها بالروم مع المد والقصر.
ووقف حمزة على السفهاء ألا). [معجم القراءات: 1/47]

قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {مستهزؤون}
حَمْزَة يقف على {مستهزؤون} بِغَيْر همز وَكَأَنَّهُ يُرِيد الْهَمْز
وَيُشِير إِلَى الزَّاي بِالْكَسْرِ كَمَا كَانَ يفعل فِي الْوَصْل وَلَا يضْبط إِلَّا بِاللَّفْظِ
وَكَذَلِكَ كَانَ يفعل بقوله {ليواطئوا} التَّوْبَة 53 {ويستنبئونك} يُونُس 53 و{متكئون} يس 56 و{فمالئون} الصافات 66 و{الخاطئون} الحاقة 37 {والصابئون} الْمَائِدَة 69 {وَالصَّابِئِينَ} الْبَقَرَة 62 وَالْحج 17

وَالْبَاقُونَ يصلونَ بِالْهَمْز ويقفون كَمَا يصلونَ بِالْهَمْز). [السبعة في القراءات: 142]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" لاقوا الذين " بزيادة ألف وفتح القاف، وكذلك " لاقيتهم الذين "، و" لاقوكم قالوا " كلها بالألف ابْن مِقْسَمٍ وأبو حنيفة والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن، الباقون بغير ألف فيهن، وهو الاختيار موافقةً للمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: (مستهزءون) ذكر لأبي جعفر في بابه). [تحبير التيسير: 283]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي حَذْفِ هَمْزِ مُسْتَهْزِئُونَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ، وَعَلَى يَسْتَهْزِئُ، وَعَلَى قَالُوا آمَنَّا وَنَحْوَهُ مِنْ طُرُقِ الْعِرَاقِيِّينَ، وَغَيْرِهِمْ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مستهزءون} [14] ذكر لأبي جعفر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وحذف أبو جعفر [واو] مستهزءون [البقرة: 14].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]
ووقف حمزة عليه وعلى مستهزءون [البقرة: 14]، وقالوا ءامنّا [البقرة: 14] ونحوه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ):
(واتفقوا: على أنه لا يجوز مد "خَلَوْا إِلَى" [الآية: 14] و"ابْنَيْ آدَم" لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله وضعف السبب بالانفصال). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "مستهزؤن" [الآية: 14] بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا أبو جعفر، ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل بين الهمزة والواو وهو مذهب سيبويه وبالإبدال ياء وهو مذهب الأخفش، وبالحذف مع ضم ما قبل الواو للرسم على مختار الداني، فهي ثلاثة وأما تسهيلها بين الهمزة والياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح، وكذا الوجه الخامس وهو كسر الزاي مع الحذف وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد بالعارض
[إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
أم لا، ومن روى عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمدان اعتد به، ومن روى القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع أن اعتد به، وعن ابن محيصن من المفردة في رواية البزي "يمدهم" بضم الياء وكسر الميم من أمد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خلوا إلى} [14] ما فيه من نقل ورش وسكت خلف بخلف عنه لا يخفى، ولا يكون السكت إلا إذا وصلت الساكن بما فيه الهمز، أما إذا وقف على الساكن فيما يجوز الوقف عليه فلا سكت). [غيث النفع: 349]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مستهزءون} إذا وقفت عليه ففيه لحمزة ستة أوجه، الصحيح منها ثلاثة:
أحدها: تسهيل الهمزة بينها وبين الواو، على مذهب سيبويه عملاً بقوله:
وف يغير هذا بين بين.
الثاني: إبدال الهمزة ياءً محضة، عملاً بقوله:
والأخفش بعد الكسر ذا الضم أبدلا = بياء..
الثالث: حذف الهمزة مع ضم الزاي، عملاً بقوله:
ومستهزءون الحذف فيه ونحوه = وضم ...
[غيث النفع: 349]
فإن قلت: هذا القول مخمل، أي مطروح، على ما فهم السخاوي وغيره من كلامه، حيث جعلوا ألف (أخملا) للتثنية.
قلت: ما فهموه هو عند المحقيين وهم بين وغلط ظاهر، ولو أراده لقال (قيلا وأخملا) والصواب أن ألف (أخملا) للإطلاق، وتم الكلام عند قوله (وضم) وأن هذا الوجه من أصح الوجوه، روى عن حمزة بالنص الصريح من غير إشارة ولا تلويح، روى محمد بن سعيد البزاز عن خلاد عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على {مستهزءون} بغير همز، وبضم الزاي، وممن نص على صحته الداني، وإنما الخامل حذف الهمزة مع بقاء كسرة الزاي، على مراد الهمزة، وهو لا يصح رواية ولا قياسًا، فهو الذي أشار إليه بالإخمال، ويأتي مع كل واحد من الثلاثة المد والتوسط والقصر لأجل سكون الوقف.
وأما ورش فإن وصل فإن له فيها الثلاثة، وإن وقف فمن روى المد عنه وصلاً وقف كذلك، سواء اعتد بالعارض أم لا، لأن سبب المد لم يتغير حالة الوقف، بل ازداد قوة بسبب سكون الوقف، ومن روى التوسط وصلاً وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمد إن اعتد به، ومن روى القصر وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالتوسط والإشباع إن
[غيث النفع: 350]
اعتد به، فافهم هذا وأجره على كل ما ماثله نحو {النبيئين} [61] و{المآب} [آل عمران] ولا تحوجني إلى التكرار، نجاني الله وإياك من عذاب النار.
تنبيه: وهذا ما لم يتصل {مستهزءون} بـ {ءامنا} قبله، فإن قرأتهما معًا فلك على القصر في {ءامنا} الثلاثة، وعلى التوسط التوسط والطويل، وعلى الطويل الطويل فقط، لأن الثاني أقوى فلا يكون أحط رتبة من الأول). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون (14) }
{لقوا}
قرأ ابن السميفع اليماني وأبو حنيفة (لاقوا) من (لاقي) على وزن فاعل، وهو بمعنى الفعل المجرد (لقي)
وقراءة الجماعة (لقوا) من (لقي)
{خلوا إلى}
قرأ الجمهور من القراء (خلوا إلى) بسكون الواو وتحقيق الهمزة
وقرأ ورش بإلقاء حركة الهمزة على الواو وحذف الهمزة خلولي
قال الزجاج وكذلك يقرأ أهل الحجاز وهو جيد بالغ
[معجم القراءات: 1/47]
{معكم}
- قراءة الجمهور بتحريك العين (معكم)
وقرئ في الشاذ معكم بتسكين العين، وهي لغة غنم وربيعة
{مستهزءون}
قراءة الجماعة مستهزئون بتحقيق الهمزة، وهو الأصل، وهي القراءة الجيدة عند الزجاج، وهو مذهب سيبويه
وقرأ يزيد بن القعقاع وحمزة والأخفش (مستهزيون) بقلب الهمزة ياء مضمومة لانكسار ما قبلها، وهو مذهب الأخفش
وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وضم ما قبلها من أجل الواو مستهزون، وذلك في الوصل والوقف، وهو وجه ضعيف عند الزجاج.
ويوقف لحمزة بالتسهيل بين الهمزة والواو، وهو مذهب سيبويه
قال الأنباري: كان حمزة يسكت علي (مستهزون) فيمد، يشبه الواو من غير إظهار الواو). [معجم القراءات: 1/48]

قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {فِي طغيانهم} 15 و{فِي آذانهم} 19
قَالَ أَبُو عَمْرو الدوري ونصير بن يُوسُف النَّحْوِيّ كَانَ الْكسَائي يمِيل الْألف فِي {طغيانهم} و{فِي آذانهم} الْبَقَرَة 19 وَقَالَ أَبُو الْحَارِث اللَّيْث بن خَالِد وَغَيره كَانَ الْكسَائي لَا يمِيل هَذَا وأشباهه
وَالْبَاقُونَ يفتحون). [السبعة في القراءات: 142]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَمُدُّهُمْ) بضم الياء وكسر الميم ابن مُحَيْصِن، والأعرج، وأبو حذيفة عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بفتح الياء وضم الميم، وهو الاختيار لموافقة المصحف، ولأن معناه يملى لهم ويجزيهم). [الكامل في القراءات العشر: 481]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ومذهب دوري الكسائي في إمالة طغيانهم [البقرة: 15] وآذانهم [البقرة: 19]، وإمالة بالكافرين [البقرة: 19]، وشاء [البقرة: 20] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ طُغْيَانِهِمْ، وَآذَانِهِمْ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ الْكَافِرِينَ فِيهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "طغيانهم" [الآية: 15] الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15)}{يستهزئ }
فيه خمسة أوجه لهشام وحمزة:
1.إبدال الهمزة ياء ساكنة لسكونها وقفاً بحركة ما قبلها على التخفيف القياسي يستهزي
2. إبدالها ياء مضمومة (يستهزي) على ما نقل من مذهب الأخفش، وإن وقف فهو بالسكون، وهو موافق لما قبله.
3. ويجوز مع الإبدال الروم والإشمام.
4. روم حركة الهمزة فتسهل بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه وغيره، وهي أيضاً قراءة السلمي والأهوازي.
5. وهو الوجه المعضل، وهو تسهيلها بين الهمزة والياء على الروم
{ويمدهم}
قراءة الجمهور (يمدهم) من مد الثلاثي
وقرأ ابن محيصن بخلاف عنه وشبل وابن كثير (يمدهم) بالياء المضمومة من (أمد) الرباعي.
{طغيانهم}
_ قرأ الجمهور (طغيانهم)
_ وقرأ زيد بن على طغيانهم بكسر الطاء، والضم والكسر لغتان.
[معجم القراءات: 1/49]
وتفرد الكسائي في رواية الدوري بالإمالة فيه حيث وقع طغيانهم
قال ابن خالويه: يقرأ بالإمالة والتفخيم وبينهما
وذكر الحجة لكل قراءة، ومما قال: إن من قرأ بين الفتح والإمالة عدل بين اللغتين، فأخذ بأحسن اللفظين). [معجم القراءات: 1/50]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({اشتروا} [16]، و{فتمنوا} [94، الجمعة: 6]، و{لا تنسوا}، ونحوه: باختلاس الضمة العمري).[المنتهى: 2/562]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ)، و(فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) بكسر الواو فيهما، وأمثالهما أبو السَّمَّال، وعمران عن أَبِي عَمْرٍو، وروي أبو زيد عنه بالفتح، وروى الْعُمَرِيّ عن أبي جعفر وابن حماد عن شيبة وابنا أبي أويس والأصمعي جميعًا عن نافع (اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ) باختلاس الضمة، الباقون بإشمباع الواو المضمومة، وهو الاختيار موافقة للجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بالهدى" [الآية: 16] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق ويوقف لحمزة على "فَلَمَّا أَضَاءَت" [الآية: 17] بتحقيق الأولى وبتسهيلها مع المد والقصر، وبالسكت مع التحقيق فأربعة، والكل مع تسهيل الثانية مع المد والقصر فتصح ستة لإخراج المد في الأول مع القصر في الثاني، وعكسه حال التسهيل للتصادم وتجري الأربعة في "كُلَّمَا أَضَاءَ" [الآية: 20] مع ثلاثة الإبدال في المتطرفة فتصير اثني عشر وجها وعن الحسن "ظلمات" [الآية: 17] بسكون اللام حيث وقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الضلالة} [16] هو ضاد ساقط، فلا تفخيم لورش في اللام بعده). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)}
{اشتروا}
قراءة الجمهور بضم الواو (اشترو) واختير لها الضم للفرق بين واو الجمع والواو الأصلية
وقرأ يحيي بن يعمر وابن أبي إسحاق وأبو السمال (اشترو...)
بكسر الواو هنا على أصل التقاء الساكنين، سكون الواو وسكون (أل) من لفظ الضلالة بعدها
[معجم القراءات: 1/50]
- وقرأ أبو السمَّال العدوي وأبو زيد الأنصاري (اشتروا...) بالفتح؛ وذلك للتخفيف، وقد حكاه أبو الحسن، وهو مروي عن قطرب.
قال ابن جني: (بفتح الواو، كل ذلك لالتقاء الساكنين، فمن كسر فعلى أصل حركة التقاء الساكنين، ومن ضم فلأجل واو الجمع، ومن فتح تبلغ بالفتحة لخفتها).
- وقرأ الكسائي (اشترؤا) بالهمز، فهي عنده لغة، وعند البصريين لحن، وقيل: إنه أجاز همزها لانضمامها، ورد هذا ابن كيسان وغيره.
- ومن القراء من يختلسها، فيحذفها لالتقاء الساكنين (اشتر الضلالة).
قالوا: (وهو ضعيف؛ لأن قبلها فتحة، والفتحة لا تدل عليها).
- وذكر الطوسي عن زيد بن إسماعيل أنه خفف ضمة الواو.
{بِالْهُدَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش، وهي لغة تميم.
[معجم القراءات: 1/51]
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي لغة قريش.
{رَبِحَت تجارتهم}
- اتفق القراء على إدغام التاء في التاء
{تجارتهم}
- قراءة الجماعة على الإفراد (تجارتهم).
- وقرأ ابن أبي عبلة (تجاراتهم) على الجمع). [معجم القراءات: 1/52]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 11:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (17) إلى الآية (20) ]

{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}

قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ظُلُمَاتٍ) بإسكان اللام أبو السَّمَّال، ونعيم بن ميسرة، والحسن، وإسماعيل عن أبي جعفر، الباقون بضم اللام، وهو الاختيار؛ لأنه أجمع ظلمة وهو أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يبصرون} قرأ ورش بترقيق الراء، وهكذا كل راء توسطت أو تطرفت بعد كسرة أو ياء ساكنة، إن لم تقع قبل حرف استعلاء، أو تكررت، نحو {فرارًا} الأحزاب] وسواء كانت مضمومة نحو {يغفر} {آل عمران: 129] و{سيروا} [الروم: 42] و{غيره} [الأعراف: 59] أو مفتوحة، كـــ {فراشا} [22] و{قردة} [65] و{شاكرًا} [النساء: 147] و{خبيرًا} [النساء} و{الطير} [النمل: 20] وسيأتي بيان ذلك كله في مواضعه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مثلهم مثل البني استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمت لا يبصرون (17)}
{كمثل الذي}
قرأ ابن السميفع (كمثل الذين) على الجمع.
{أضاءت}
- وقرأ ابن السميفع وابن أبي عبلة (فلما ضاعت) ثلاثيا.
- ووقف حمزة والأعمش في أحد وجهيه على (فلما أضاءت)، وذلك بتحقيق الأولى، وبتسهيلها، وبتسهيلها مع القصر والمد، وبالسكت مع التحقيق.
قال في الإتحاف: (والكل مع تسهيل الثانية مع المد والقصر، فيصير ستة).
- وقرئ (فأضاءت) من غير (لما).
[معجم القراءات: 1/52]
{حوله}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف الشطوي بروم الحركة في الوقف، وقراءة الباقين بالسكون.
{ذهب الله بنورهم}
- قرأ اليماني (أذهب الله نورهم).
{ظلمات}
- قراءة الجمهور بضم اللام {ظلمات}.
- وقرأ الحسن وأبو السمال والأعمش {ظلمات}، بسكون اللام
- وقرأ أشهب العقيلي (ظلمات) بفتح اللام، وهذا جمع ظلم الذي هو جمع ظلمة، فظلمات على هذا جمع الجمع، وهذا القول للكسائي.
- وقرأ اليماني (ظلمة) على التوحيد؛ ليطابق بين أفراد النور والظلمة.
{لا يبصرون}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 1/53]

قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (63- .... .... وَيُرْجَعُ كَيْفَ جَا = إِذَا كَانَ لِلأُخْرَى فَسَمِّ حُلًى حَلَا
64 - وَالامْرُ اتْلُ وَاعْكِسْ أَوَّلَ الْقَصِّ .... = .... ..... .... ..... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم فصل فقال ويرجع كيف جا إلخ يعني: قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بفتح حروف المضارعة وكسر الجيم على التسمية أي ببناء الفاعل حيث وقع سواء كان غيبًا أو خطابًا واحدًا أو مجموعًا وذلك إذا كان من رجوع الآخرة نحو {إليه ترجعون} [البقرة: 28] {ويوم يرجعون} [النور: 64] ونحوهما وكذلك {ترجع الأمور} [البقرة: 210 وغيرها] واحترز بقوله: إذا كان للأخرى عن نحو {فهم لا يرجعون} [البقرة: 18] أي عن الكفر إلى الإيمان {ولا إلى أهلهم يرجعون} [يس: 50] ثم قال والأمر اتل إلخ أي قرأ المشار إليه (بالألف) من اتل وهو أبو جعفر {وإليه يرجع الأمر كله} [123] بهود بالتسمية للفاعل، وعكس في أول القصص وهو
[شرح الدرة المضيئة: 88]
{وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون} [39] فقرأ بالتجهيل وهذا معنى قوله: واعكس أول القص فخالف أصله فيهما، ووافق خلف صاحبه في الجميع فسمي حيث سمى وجهل حيث جهل). [شرح الدرة المضيئة: 89]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تُرْجَعُونَ وَمَا جَاءَ مِنْهُ إِذَا كَانَ مِنْ رُجُوعِ الْآخِرَةِ نَحْوَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ سَوَاءٌ كَانَ غَيْبًا، أَوْ خِطَابًا، وَكَذَلِكَ تُرْجَعُ الْأُمُورُ، وَيُرْجَعُ الْأَمْرُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَكَسْرِ الْجِيمِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ. وَوَافَقَهُ أَبُو عَمْرٍو فِي وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ آخِرَ الْبَقَرَةِ. وَوَافَقَهُ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ
[النشر في القراءات العشر: 2/208]
فِي وَإِنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فِي الْمُؤْمِنِينَ، وَوَافَقَهُ نَافِعٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ فِي أَوَّلِ الْقَصَصِ، وَهُوَ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ، وَوَافَقَهُ فِي تُرْجَعُ الْأُمُورُ حَيْثُ وَقَعَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ. وَوَافَقَهُ فِي وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ آخِرِ هُودٍ كُلُّ الْقُرَّاءِ إِلَّا نَافِعًا وَحَفْصًا، فَإِنَّهُمَا قَرَآ بِضَمِّ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَفَتْحِ الْجِيمِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي غَيْرِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/209]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {ترجعون} وما جاء منه غيبًا وخطابًا إذا كان من رجوع الآخرة بفتح أوله وكسر الجيم في كل القرآن، وافقه أبو عمرو في {يومًا ترجعون فيه} آخر البقرة [281]، ووافقه حمزة والكسائي وخلف في {وأنكم إلينا لا ترجعون} في المؤمنون [115]، ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف على الحرف الأول من القصص {وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون} [القصص: 39]، ووافقه ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف في {ترجع الأمور} حيث وقع، ووافقه في {يرجع الأمر كله} [هود: 123] في هود كل القراء إلا نافعًا
[تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
وحفصًا فإنهما بضم الأول وبفتح الجيم، وكذا قرأ في غيره الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صم بكم} [17] هذا مما اجتمع فيه التنوين والباء، ومهما التقى التنوين والنون الساكنة مع الباء نحو {أنبئهم} [33] و{من بعد} [27] و{جدد بيض} [فاطر: 27] فإنهما يقلبان ميمًا خالصة من غير إدغام، ولا بد من إظهار الغنة مع ذلك، فيصير في الحقيقة إخفاءً للميم المقلوبة عند الباء، فلا فرق حينئذ في اللفظ بين {أن بورك} [النمل: 8] و{ومن يعتصم بالله} [آل عمران: 101]). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {صم بكم عمي فهم لا يرجعون (18)}
{صم بكم عمي}
- قرأ الجمهور (صم بكم عمي) بالرفع، وهو على إضمار مبتدأ تقديره: هم صم..، وهي أخبار متباينة في اللفظ والدلالة الوضعية لكنها في موضع خبر واحد، إذ يؤول معناها كلها إلى عدم قبول الحق.
[معجم القراءات: 1/53]
- وكان عباس بن الفضل يقف على (صم)، ثم على (بكم)، ثم على (عمي).
- وقرأ عبد الله بن مسعود وحفصة أم المؤمنين (صما بكما عميا) بالنصب.
وذكروا في نصبها وجوها منها: أن يكون مفعولا ثانيا لـــ (ترك)، ومنها أن يكون في موضع الحال.
قال الزجاج: (يجوز في الكلام...، ولكن المصحف لا يخالف بقراءة لا تروى، والرفع أيضا أقوى في المعنى وأجزل في اللفظ).
- وذهب الفراء إلى أنه نصب على الشتم). [معجم القراءات: 1/54]

قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" حذار الموت " بكسر الحاء والألف ابْن مِقْسَمٍ ورواية عن أبي السَّمَّال والاختيار (حَذَرَ الْمَوْتِ) بغير ألف لوفاق المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ طُغْيَانِهِمْ، وَآذَانِهِمْ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ الْكَافِرِينَ فِيهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ومذهب دوري الكسائي في إمالة طغيانهم [البقرة: 15] وآذانهم [البقرة: 19]، وإمالة بالكافرين [البقرة: 19]، وشاء [البقرة: 20] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: الألف الثانية من "آذانهم" [الآية: 19] الدوري عن الكسائي وعن الحسن "الصواعق" [الآية: 19] بتقديم القاف على العين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "بالكافرين" [الآية: 19] الجمع أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وكذا رويس وقلله الأزرق وخرج نحو: "أَوَّلَ كَافِرٍ بِه" وإن رواه صاحب المبهج عن الدوري عن الكسائي فإنه ليس من طرقنا، نعم أمالها اليزيدي فيما خالف فيه أبا عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصبعهم في، أذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19)}
{كصيب}
- قرئ (كصايب) وهو اسم فاعل من صاب يصوب، وصيب أبلغ من صايب.
- وقرأ بعض النحويين عن السلف (كصائب).
[معجم القراءات: 1/54]
{السماء}
- فيه عند الوقف عليه لحمزة وهشام ما في (السفهاء) من الأوجه، وقد تقدم هذا مع الآية/۱۳.
{فيه}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء (فيهي).
{ظلمات}
- تقدم في الآية/۱۷ ثلاث قراءات فيه: ظلمات، ظلمات، ظلمات.
{ورعدٌ وبرقٌ}
- روي عن حمزة حذف الغنة في الإدغام،
- والباقون على إبقائها.
{ءاذانهم}
- أمال الألف الثانية الدوري عن الكسائي. والإمالة لغة تميم وقيس وأسد،
- والباقون بالفتح، وهي لغة أهل الحجاز.
{الصواعق}
- قرأ الحسن (الصواقع)، وهي لغة تميم وبعض ربيعة.
{حذر}
- قرأ قتادة والضحاك بن مزاحم وابن أبي ليلى واللؤلؤي عن أبيه (حذار)، وهو مصدر حاذر.
[معجم القراءات: 1/55]
{بالكافرين}
- قرأ بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري،
والدوري عن الكسائي، ورويس.
- وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق). [معجم القراءات: 1/56]

قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {يخطف أَبْصَارهم} 20
اتَّفقُوا على {يخطف} أَن طاءه مَفْتُوحَة وَاخْتلفُوا فِي {فتخطفه الطير} الْحَج 31 فَقَرَأَ نَافِع {فتخطفه الطير} بِفَتْح التَّاء وَالْخَاء والطاء مُشَدّدَة
وَالْبَاقُونَ خَفِيف). [السبعة في القراءات: 146]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {على كل شَيْء قدير} 20
كَانَ حَمْزَة يسكت على الْيَاء من {شَيْء} قبل الْهمزَة سكتة خَفِيفَة ثمَّ يهمز
وَكَذَلِكَ يسكت على اللَّام من {الأَرْض} الْبَقَرَة 22 و{الْأَسْمَاء} الْبَقَرَة 31 و{الْآخِرَة} الْبَقَرَة 94 وَمَا أشبه ذَلِك
وَغَيره من هَؤُلَاءِ الْقُرَّاء يصل الْيَاء من {شَيْء} بِالْهَمْزَةِ وَاللَّام من {الأَرْض} وَأَخَوَاتهَا بِالْهَمْزَةِ بِلَا سكتة
وروى ورش عَن نَافِع أَنه كَانَ يلقِي حَرَكَة الْهمزَة على اللَّام الَّتِي قبلهَا مثل {الأَرْض} و{الْآخِرَة} و{الْأَسْمَاء} بِلَا همزَة فِي ذَلِك كُله وَيسْقط الْهمزَة
وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ السَّاكِن آخر كلمة والهمزة أول أُخْرَى ألْقى حركتها على السَّاكِن وأسقطها مثل {قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ} الْمُؤْمِنُونَ 1 و{من إِلَه} الْقَصَص 71 وَمَا أشبه ذَلِك
إِلَّا أَن يكون السَّاكِن الَّذِي قبلهَا واوا قبلهَا ضمة مثل {قَالُوا أَنْصتُوا} الْأَحْقَاف 29 أَو يَاء قبلهَا كسرة مثل {وَفِي أَنفسكُم} الْبَقَرَة 235 فَإِنَّهُ لَا يدع الْهَمْز هَهُنَا وَلم يكن يلقى عَلَيْهَا حَرَكَة الْهمزَة
فَإِذا انْفَتح مَا قبل الْوَاو وَالْيَاء وَهِي سَاكِنة ولقيتها همزَة ألْقى عَلَيْهَا حَرَكَة الْهمزَة وَأسْقط الْهمزَة مثل {خلوا إِلَى شياطينهم} الْبَقَرَة 14 و{نبأ ابْني آدم} الْمَائِدَة 27 وَمَا كَانَ مثله). [السبعة في القراءات: 146 - 147]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش يمكن الياء من {شيء} (20)، و: {شيئًا} (48)، و: {كهيئة} (آل عمران: 49)، وشبهه.
وكذلك الواو من {السوء} (التوبة: 98)، و: {سوءة} (المائدة: 31)، وشبهه، إذا انفتح ما قبلهما وكانا مع الهمزة في كلمة حاشا: {موئلا} (الكهف: 58)، و: {الموءودة} (التكوير: 8).
وحمزة يقف على الياء من: {شيء}، و: {شيئًا} في الوصل خاصة.
[التيسير في القراءات السبع: 225]
والباقون: لا يمكنون ولا يقفون). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ورش يمكن الياء من (شيء وشيئا وكهيئة) وشبهه وكذلك الواو من (السوء وسوءة) وشبهه إذا انفتح ما قبلهما وكانا مع الهمزة في كلمة واحدة حاشا (موئلا والموءودة).
وحمزة يقف على الياء من (شيء وشيئا) في الوصل خاصّة والباقون لا يمكنون ولا يقفون). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَخْطَفُ) بفتح الياء وكسر الخاء مع التشديد الحسن وربما كسر الحسن بالياء وقَتَادَة والْجَحْدَرِيّ وأبو السَّمَّال، وبفتح الخاء وكسر الطاء مشدد ابْن مِقْسَمٍ، الباقون (يَخْطَفُ) من خطف يخطف غير الأصمعي عن نافع اختلس الخاء مع تشديد الطاء، وهو الاختيار لاتفاق الجماعة ولقوله: (خَطِفَ الْخَطْفَةَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" لا ذهب بسمعهم " بالألف ابن أبي عبلة والاختيار ما عليه الجماعة (لَذَهَبَ) لأنه أفصح ولأن ما يلقى معنى الباء). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَفْخِيمِ اللَّامِ مِنْ أَظْلَمَ فِي بَابِ اللَّامَاتِ، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ شَاءَ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي مَدِّ شَيْءٍ وَتُوَسُّطِهِ فِي بَابِ الْمَدِّ، وَكَذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي السَّكْتِ عَلَيْهِ. وَمَذْهَبُ حَمْزَةَ فِيهِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لذهب بسمعهم} [20] ذكر لرويس في الإدغام الكبير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ومذهب دوري الكسائي في إمالة طغيانهم [البقرة: 15] وآذانهم [البقرة: 19]، وإمالة بالكافرين [البقرة: 19]، وشاء [البقرة: 20] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإدغام لذهب بّسمعهم [البقرة: 20] لرويس وشيء [البقرة: 20] لحمزة وورش، والسكت عليه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يخطف" [الآية: 20] بكسر الياء والخاء والطاء المشددة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي يخطف بفتح الياء والخاء وكسر الطاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي إمالة "أَضَاءَ لَهُم" [الآية: 20] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "شاء" [الآية: 20] حمزة وابن ذكوان وكذا حلف واختلف عن هشام ففتحها عن الحلواني وأمالها الداجوني، ويوقف عليها لحمزة وهشام بخلفه بالبدل مع المد والقصر والتوسط وغلظ الأزرق لام "أظلم" بخلف عنه وأدغم "لَذَهَبَ بِسَمْعِهِم" [الآية: 20] أبو عمرو بخلفه وكذا رويس، وعن يعقوب بكماله في المصباح وافقهم الأربعة ما عدا الشنبوذي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/381]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "شيء" [الآية: 20] بالمد المشبع والتوسط ورش من طريق الأزرق، وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلا بخلفه، وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم وله الإدغام معهما، فتصير أربعة، وأما المرفوع فتجري فيه الأربعة ويجوز الإشمام مع كل من النقل والإدغام، فتصير ستة، واتباع الرسم في ذلك متحد في وجه النقل مع الإسكان ونظمها المرادي فقال:
في شيء المرفوع ستة أوجه... نقل وإدغام بغير منازع
وكلاهما معه ثلاثة أوجه... والحذف مندرج فليس بسابع
وكذا الحكم في سوء المجرور المرفوع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/381]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيء} [20] قرأ ورش بالمد والتوسط، والباقون بالقصر، وسيأتي ما لحمزة فيه في الوقف في موضع يصح الوقف عليه). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء اله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيءٍ قدير (20)}.
{يخطف}
- القراءة الفصيحة" (يخط) وهي اللغة الجيدة، وبها قرأ أكثر القراء، وهي لغة قرشية.
- وقرأ مجاهد وعلي بن الحسين ويحيى بن وثاب والحسن وأبو رجاء وأنس بن مالك ويونس، وأبان بن تغلب وأبان بن يزيد كلاهما عن عاصم (يخطف) بسكون الخاء وكسر الطاء، قال ابن مجاهد:
(وأظنه خطأً...).
- الكسر في طاء الماضي لغة قريش، وهي أفصح، وبعض العرب يقول: (خطف) بفتح الطاء (يخط) بالكسر.
[معجم القراءات: 1/56]
قال ابن عطية: (ونسب المهدوي هذه القراءة إلى الحسن وأبي رجاء، وذلك وهم).
- وقرأ علي وابن مسعود (يختطف).
- وقرأ أبي (يتخطف)، وذكر عبد الوارث أنه رآها كذلك في مصحف أبي.
- وقرأ الحسن أيضًا (يخطف) بفتح الياء والخاء والطاء المشددة.
- وقرأ الحسن أيضًا والحجدري وابن أبي إسحاق (خطف) بفتح الياء والخاء وتشديد الطاء المكسورة، وأصله يختطف، نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت التاء في الطاء.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وعاصم الحجدري وقتادة ويونس، والجعفي عن أبي بكر عن عاصم (يخطف (بفتح الياء وكسر الخاء والطاء المشددة، وأصلها يختطف»، أدغمت التاء في الطاء وكسرت الخاء لالتقاء الساكنين.
[معجم القراءات: 1/57]
- وقرأ الحسن والأعمش (يخطف) بكسر الثلاثة وتشديد الطاء.
- وقرأ مجاهد (يخطف)، وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين ساكنين.
- وقرأ زید بن علي (يخطف) بضم الياء وفتح الخاء وكسر الطاء المشددة من (خطف).
- وقرأ بعض أهل المدينة (يخطف) بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء المكسورة.
وهي لغة لا تسوغ في اللفظ لصعوبتها، وروى سيبويه مثل هذا، ورده عليه أصحابه. والتحقيق أنه اختلاس لفتحة الخاء لا إسكان؛ لأنه يؤدي إلى التقاء الساكنين على غيرهما.
- وقرأ الحسن وقتادة وعاصم الجحدري وأبو رجاء (يخطف).
{أضاء}
- قرأ ابن أبي عبلة (ضاء) ثلاثيا.
- وقراءة الجماعة (أضاء).
- وقرأه بالإمالة والمد الأعمش والمطوعي.
[معجم القراءات: 1/58]
{مشوا فيه}
- في مصحف أبي بن كعب (مروا فيه).
- وفي مصحف ابن مسعود (مضوا فيه).
- وقراءة الجماعة (مشوا فيه)، وكلها بمعنى واحد.
{فيه}
- قرأ ابن كثير بإشباع كسرة الهاء ووصلها بياء (فيهي).
- وقراءة الجماعة بالإشارة إلى الكسر على الهاء (فيه).
{أظلم}
- قرأ يزيد بن قطيب والضحاك (أظلم) مبنيا للمفعول، ذكر هذا الزمخشري، وتبعه البيضاوي، وذكره ابن عطية في المحرر، وأخذه أبو حيان عن الزمخشري وابن عطية.
- وقراءة الجماعة (أظلم) مبنيا للفاعل.
- وغلظ اللام الأزرق وورش.
{شاء}
- قراءة الإمالة فيه عن ابن عامر وابن ذكوان وحمزة وخلف، واختلف عن هشام، فأمالها عنه الداجوني، وفتحها عنه الحلواني.
[معجم القراءات: 1/59]
- ويقف عليه حمزة وهشام بالبدل في الهمز مع المد، والقصر، والتوسط.
{لذهب بسمعهم وأبصارهم}
- قرأ ابن أبي عبلة (لأذهب بأسماعهم وأبصارهم)، والباء زائدة،
والتقدير: لأذهب أسماعهم.
- وقرأ بإدغام الباء في (لذهب بسمعهم) أبو عمرو ورویس والسوسي ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والمطوعي.
{أبصارهم}
- قرئ بالفتح والإمالة، وتقدم هذا في الآية 77 من هذه السورة.
{شيء}
- قرأه ورش من طريق الأزرق بالمد المشبع والتوسط، وصلًا ووقفًا.
وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلا، وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلاف عنه النقل مع الإسكان، والروم، وله الإدغام معهما.
وفي العنوان: (أن حمزة وورش قرأ بالمد في هذه الكلمة كيف تصرفت.
- وقرأ ابن مسعود (شائ) بألف.
- وقرأه الباقون مدرج على لفظه بالهمز من غير وقفة ولا سكتة.
[معجم القراءات: 1/60]
{قدير}
القراءة بترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/61]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (21) إلى الآية (22) ]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي إِدْغَامِ (وَخَلَقَكُمْ) وَشِبْهِهِ مِنَ الْمُتَقَارِبَيْنِ فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ إِدْغَامًا كَامِلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإدغام خلقكم [البقرة: 21] وتفخيم لام يوصل [البقرة: 27]، والوقف عليه للأزرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ):
(وأدغم: القاف من "خلقكم" [الآية: 21] أبو عمرو بخلف وكذا يعقوب من المصباح إدغاما كاملا تذهب معه صفة الاستعلاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21)}.
{يا}
أمالها بعضهم.
{يا أيها}
- ابن كثير وقالون بخلاف عنه وأبو شعيب وغيره عن اليزيدي يقصرون" حرف المد.
- والباقون يطولون" المد في ذلك زيادة.
- ولحمزة في الوقف تحقيق الهمزة مع الم، وتسهيلها مع الم والقصر.
{خلقكم}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب واليزيدي القاف في الكاف.
{والذين من قبلكم}
- قرأ ابن السميفع (وخلق من قبلكم) جعله من عطف الجمل.
- وقرأ زيد بن علي (والذين من قبلكم) بفتح الميم من (من) ولام (قبلكم).
قال الزمخشري: وهي قراءة مشكلة، ووجهها على إشكالها أن يقال: أقحم الموصول الثاني بين الأول وصلته تأكيداً. اهــ).
[معجم القراءات: 1/61]
قال أبو حيان: (وهذا التخريج الذي خرج الزمخشري قراءة زيد عليه هو مذهب لبعض النحويين).
- والموصول الثاني عند أبي حيان خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: والذين هم من قبلكم، و(قبلكم) صلة (من) الموصول الثاني.
(هم من قبلكم) صلة الموصول الأول (الذين).
وفي حاشية الشهاب:
(وأما قراءة (من) بفتح الميم كالموصولة، وهي قراءة زيد بن علي الشاذة فمشكلة لتوالي موصولين والصلة واحدة، ولا يصح أن يكون تأكيدا، لأن المعنوي بألفاظٍ مخصوصة، واللفظي بإعادة اللفظ بعينه، وهذا خارج عنهما، فخرجت كما قاله المصنف رحمه الله. على إقحام الموصول الثاني أي زيادته.
- وخرج على أن (من) موصولة أو موصوفة، وهي خبر مبتدأ مقدر، فما بعده صلة أو صفة، وهو مع المقدر صلة الموصول الأول، والتقدير: الذين هم من قبلكم. والمراد بالتأكيد على تقدير الزيادة، لأن الزيادة تفيد تقوية الكلام في كلامهم، فلا يرد عليه ما قيل من أنه خارج عن قسمي التأكيد.
وقد أجاز بعض النحاة زيادة الأسماء، وأجاز الكسائي أيضا زيادة
(من) الموصولة، وجعل منه قوله:
وكفى بنا فضلا على من غيرنا
[معجم القراءات: 1/62]
فلا حاجة إلى أن يقال إنه تأكيد لفظي فإنه يكون بعينه، وبمرادفه، فيرد عليه أن الموصول بدون صلته لا يفيد شيئا فكيف يؤكد). انتهى.
وانظر الآية/ 15 من سورة القصص ففيها بيان أوفى من هذا البيان
في قراءة من قرأ (فاستغاثه الذي من شيعته...)). [معجم القراءات: 1/63]

قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (قال ابن الصلت عن سالم: {فراشًا}، و{بناءً} [22] بإمالة الراء والنون، وقال عنه: {ماذا أراد الله} بإمالة الذال قليلًا.
وذكر عن ورش حروفًا كثيرة بالإمالة، قد بينتها في «المفرد» لورش).[المنتهى: 2/562]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(رويس: (لذهب بسمعهم) بالإدغام كالسوسي وكذا (يكتبون الكتاب بأيديهم) وكذا (نزل الكتاب بالحقّ وإن الّذين) من هذه السّورة وكذلك (جعل لكم) جميع ما في سورة النّحل وهو ثمانية مواضع وكذلك (لا قبل لهم) في سورة النّمل وكذلك (وأنه هو) في سورة النّجم وهو أربعة مواضع على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك.
[تحبير التيسير: 283]
ولا خلاف عنه في إدغام (والصاحب بالجنب) في سورة النّساء و(نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنّك كنت) الثّلاثة في سورة طه وكذا (فلا أنساب بينهم) في سورة قد أفلح المؤمنون وتابعه روح في إدغام (والصاحب بالجنب) والباقون بالإظهار في ذلك كله والله الموفق). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فراشا} [22] رقق ورش راءه). [غيث النفع: 352]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بناء} همزه متوسط بألف التنوين، ولا يضرنا عدم رسمه، ولهذا لم يغير هشام في وقفه، وأما حمزة فيسهله عملاً بقوله:
سوى أنه من بعد ما ألف جرى = يسهله مهما توسط ...
مع المد والقصر عملاً بقوله:
وإن حرف مد قبل همز م غير = يجز قصره والمد ما زال أعدلا
وما قيل فيه غير هذا ضعيف لا يقرأ به، وليس لورش فيها مد البدل، وكذا كل ما شابهه مما يوجد فيه بعد الهمزة الألف المبدلة من التنوين لأجل الوقف، نحو {دعاء} {وندآء} [171] و{هزوا} [67] و{ملجئًا} [التوبة: 57] لأنها ألف عارضة، فلا يعتد بها، وهذا أصل مطرد ولا خلاف فيه). [غيث النفع: 352]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذي جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناه وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقًا لكم فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون (22)}
{جعل لكم}
- قرأ أبو عمرو بإدغام اللام في اللام، وكذلك قرأ يعقوب.
{الأرض}
- قرأ ورش (لرض) بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها.
{فراشًا}
- قرأ يزيد الشامي (بساطة).
- وقرأ طلحة (مهادًا).
- وقرأ طلحة أيضا (مهدة).
- وقراءة الجماعة (فراشا).
- وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء.
{والسماء بناءً ماء}
- الممدود المنصوب المنون يقرأ عند الوقف عليه بإثبات الألف عوضا
[معجم القراءات: 1/63]
عن التنوين: بناءا ماءا، وبالمد على الأصل، وبالقصر وطرح الألف: بناء ماء.
- وعن ورش الوقف بمدة غير مشبعة.
- ولحمزة عند الوقف تسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{فأخرج به،... به}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والشطوي عن أبي جعفر بروم الحركة في الوقف.
- وقراءة الباقين في الوقف بالسكون.
{من الثمرات}
- قرأ ابن السميفع (من الثمرة) على التوحيد، وهو يريد الجمع كقراءة الجماعة، وذلك كقولهم: فلان أدركت ثمرة بستانه، يريدون ثماره.
{أندادًا}
- قرأ زيد بن علي ومحمد بن السميفع (يد) على التوحيد، وهو
مفرد في سياق النهي، فالمراد به العموم). [معجم القراءات: 1/64]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (23) إلى الآية (25) ]
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأتوا} [23] كــ {بمؤمنين} [23] ). [غيث النفع: 352]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن كنتم فی ریب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من ممثله، وادعوا شهداكم من دون الهم إن كن صادقين (23)}.
{نزلنا}
- قرأ يزيد بن قطيب (أنزلناه) بالهمزة.
- وقراءة الجماعة (تلنا).
{على عبدنا}
- قرأ بعض القراء (على عبادنا) بالجمع، قيل يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأمته.
- وقراءة الجماعة (على عبدنا بالإفراد)، يريد رسول الله.
[معجم القراءات: 1/64]
{فأتوا}
- قرأ ورش والسوسي وأبو جعفر بإبدال الهمزة الساكنة ألفا في الحالين.
- وقرأ بالإبدال حمزة في الوقف.
{شهداءكم}
- قراءة حمزة" في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر). [معجم القراءات: 1/65]

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَقُودُهَا) بضم الواو الحسن، وقَتَادَة، وطَلْحَة، والهمداني، وأبو حنيفة في أحد الووايتين، زاد طَلْحَة والهمدانى في جميع القرآن إلا (ذَاتِ الْوَقُودِ)، الباقون (وَقُودُهَا) بفتح الواو، وهو الاختيار لقوله: (وَالْحِجَارَةُ) وهو ما يوقد به والوقود المصدر). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (24)}
{فاتقوا}
- هناك من قرأ (تقوا)، وهي لغة تميم.
{وقودها}
- الجمهور على فتح الواو (وقودها)
- وقرأ الحسن باختلاف عنه ومجاهد وطلحة وقتادة وأبو حيوة وعيسى بن عمر الهمداني بضم الواو (وقودها).
- وقرأ عبيد بن عمير (وقيدها) على وزن فعيل.
فعلى قراءة الجمهور وقراءة عبيد هو الحطب، وعلى قراءة الضم هو المصدر على حذف مضاف أي: ذو وقودها، كذا جاء التقدير
عند أبي حيان وغيره.
{أعدت}
- قرأ عبد الله (أغيدت) من العتاد بمعنى العدة.
- وقرأ ابن أبي عبلة (أعدها الله للكافرين).
[معجم القراءات: 1/65]
- وقرئ (اعتدت) من الاعتداد.
- وقرئ (أعتدت) بفتح الهمزة وسكون العين وبدالين الثانية مدغمة في تاء المتكلم، وذكروا أن القارئ ابن السميفع.
{للكافرين}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/۱۹ من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/66]

قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأنهار} [25] ما فيه من النقل لورش، والسكت وعدمه لحمزة وصلاً، لا يخفى.
وأما لو وقف عليه حمزة وهو كاف ففيه ثلاثه أوجه الصحيح منها اثنان، النقل والتحقيق مع السكت، أما الثالث وهو التحقيق من غير سكت، فقال المحقق: «لا أعلم هذا الوجه في كتاب من الكتب، ولا في طريق من الطرق عن حمزة، لأن أصحاب عدم السكت على لام التعريف عن حمزة أو عن أحد من رواته حالة الوصل
[غيث النفع: 352]
مجمعون على النقل وقفًا، لا أعلم بين المتقدمين في هذا خلافًا منصوصًا يعتمد عليه، وقد رأيت بعض المتأخرين يأخذ به لخلاد اعتمادًا على بعض شروح الشاطبية، ولا يصح ذلك في طريق من طرقها».
وقد نظم هذا شيخنا في مقصورته فقال:
في وقف نحو الأرض بالنقل وبالـ = ـسكت تلا خلادهم عمن بلا
فعدم السكت امنعن إذ من قرا = به بوصل نقله في الوقف جا
وقوله (بلا) بفتح الباء أي عقل، و(عدم) بالنصب مفعول مقدم لـ (امنعن) وتليت ذلك منه وقت قرأتي لها عليه، رحمه الله، وهو ظاهر إلا أني أردت بذكر هذا إبقاء سندها). [غيث النفع: 353]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خالدون} تام في أعلى درجاته، وفاصلة، ومنتهى الربع بإجماع). [غيث النفع: 353]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهًا ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون (25) }
{وبشر الذين امنوا}
- قرأ زيد بن علي(وبشر). فعلا ماضية مبنية للمفعول.
- وقراءة الجماعة على الطلب (وبشر) خطابا للرسول.
{الأنهار}
- قراءة النقل عن ورش وقفًا ووصلًا، وفيه لخلف عن حمزة وصلًا السكت فقط، ووقفة السكت والنقل.
{وأتوا به}
- وفيه لخلاد وصلا السكت وتركه، ووقف السكت والنقل بخلف.
{وأتوا به}
- قراءة الجمهور (وأتوا) مبينًا للمفعول، وحذف الفاعل للعلم به، وهو الخدم والولدان.
- ويوضح ذلك قراءة هارون الأعور والعتكي: (وأتوا به) على الجمع مبنية للفاعل، والفاعل على هذه القراءة الولدان والخدام.
[معجم القراءات: 1/66]
- وقرأ هارون النحوي (وأوتوا) بإثبات الواو بعد الهمزة في أوله.
{مطهرة}
- قرأ زيد بن علي (مطهرات) فجمع بالألف والتاء.
- وقراءة الجماعة (مطهرة)
قال الزمخشري: (وهما لغتان فصيحتان، يقال: النساء فعلن، وهن فاعلات، والنساء فعلت، وهي فاعلة).
- وقراءة عبيد بن عمير (مطهرة)، وأصله: متطهرة، فأدغم
- وقراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف، بخلاف). [معجم القراءات: 1/67]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (26) إلى الآية (29) ]

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَسْتَحْيِي) بياء واحدة مجاهد وابن مُحَيْصِن، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون (لَا يَسْتَحْيِي) بياءين، وهو الاختيار؛ لأن استحييت أتم من استحيت وإن كان استحييت
[الكامل في القراءات العشر: 481]
لغة فيه ولكن التمام بالياءين). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَعُوضَةٌ) بالرفع الأصمعي عن نافع وابن ثعلب، وهو الاختيار؛ لأن (مَا) معنى الذي و(بَعُوضَةٌ) خبره، الباقون (بَعُوضَةً) بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَرْقِيقِ يَاءِ كَثِيرًا وَصْلًا وَوَقْفًا فِي بَابِ الرَّاءَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "يستحي" [الآية: 26] بكسر الحاء وحذف الياء "وغلظ" الأزرق لام "يوصل" في الوصل واختلف عنه الوقف فروى الترقيق عنه جمع كصاحب الكافي وروى عنه التغليظ، وذكرهما الداني كالشاطبي وهما صحيحان والتغليظ أرجح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا}
{أنه الحق} [26] إذا تقدمت هاء الضمير على الساكن، فإن تقدمها كسرة أو ياء فتكسر من غير صلة، نحو {به الله} [284] و{عليه الله} [الفتح: 10] وإن تقدمها ضم أو فتح أو ساكن غير الياء فتضم من غير صلة، نحو {نصره الله} [التوبة: 40] و{قوله الحق} [الأنعام: 73] {يعلمه الله} [197] و{تذروه الرياح} [الكهف: 45] هذا هو الأصل المطرد لكلهم، وما خرج عنه نبينه في مواضعه إن شاء الله تعالى.
{به كثيرًا} [26] لا خلاف بين القراء ان هاء الضمير إذا تقدمها متحرك أنها توصل، لكن إن كان قبلها فتح أو ضم نحو {له} [116] و{صاحبه} [الكهف: 37] توصل بواو، وإن كان كسر نحو {في ربه} [258] فتوصل بياء.
و{كثيرا} لا خلاف في ترقيق رائه من طرق القصيد لورش.
{به إلا} وهو من باب المنفصل، ولا يضرنا عدم ثبوت حرف المد رسمًا، وثبوته لفظًا كاف). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضه ما فوقها فأما الذين امنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأنهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلًا يضل به كثيرًا وما يضل به إلا الفاسقين (26)}
{لا يستحي}
- قرأ الجمهور «يستحيي» بياءين، والماضي «استحيا»، وهي لغة أهل الحجاز.
- وقرأ ابن كثير رواية شبل وابن محيصن بخلاف عنه ويعقوب ومجاهد «يستحي» بياء واحدة، وهي لغة تميم، يجرونها مجری يستبي» والماضي: استحي.
[معجم القراءات: 1/67]
{أن يضرب}
أدغم النون في الياء خلف عن حمزة بغير غنة، والباقون مع الغنة.
{أن يضرب مثلا كما بعوضة}
- قرأ عبد الله بن مسعود (أن يضرب مثلا بعوضة) بإسقاط (ما)، ويكون (بعوضة) بدلا من (مثلًا)...
{بعوضه}
قرأ الجمهور بالنصب (بعوضة).
- وقرأ الضحاك وإبراهيم عن أبي عبلة، وأبو حاتم عن أبي عبيدة عن رؤبة بن العجاج، وقطرب ومالك بن دينار، والأصمعي عن نافع وابن السماك (بعوضة) بالرفع.- وقرئ (بعوضة) بالجر على أنها بدل من أصل المثل،
و(ما) زائدة فيه، وتقديره: لا يستحي بضرب مثل بعوضة، أي بضرب بعوضة.
[معجم القراءات: 1/68]
{يضل..يهدي}.
- قرأ زيد بن علي (يضل به كثير ويهدي به كثير، وما يضل به إلا الفاسقون) على البناء للمفعول في الثلاثة.
- وقراءة الجماعة على البناء للفاعل: (يضل.. يهدي.. يضل».
وقراءة إبراهيم بن أبي عبلة (يضل. يهدي.. يضل) في الثلاثة على البناء للفاعل الظاهر.
قال عثمان بن سعيد الصيرفي (هذه القراءة قراءة القدرية).
وروي عن ابن مسعود أنه قرأ أيضا بضم الياء في الأول (وما يضل به) بفتح الياء، و(الفاسقون) بالواو، وكذا أيضًا في القراءتين السابقتين.
{به كثيرًا}
- قرأ مسلمة بن محارب (به كثيرا) باختلاس حركة الهاء.
{كثير}
- وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء وقفا ووصلا.
- وقراءة الباقين بالتفخيم). [معجم القراءات: 1/69]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُ فِي تَفْخِيمِ لَامِ يُوصَلَ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ عَلَيْهِ لَهُ فِي بَابِ اللَّامَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإدغام خلقكم [البقرة: 21] وتفخيم لام يوصل [البقرة: 27]، والوقف عليه للأزرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوصل} [27] لا خلاف في تفخيم لامه لورش حالة الوصل، وفيه حال الوقف وجهان، الترقيق والتفخيم، وهو أرجح، لأن السكون عارض، وفيه دلالة على حكم الوصل). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)}.
{من بعد ميثاقه}
قرئ (ميثاقه) بكسر الهاء من غير إشباع.
[معجم القراءات: 1/69]
- وعن الجماعة (ميثاقهي) بالإشباع.
- وقرئ (ميثاقهو) بضم الهاء والإشباع، لأن أصل الهاء الضم، وعزيت للزهري.
- وقرئ (ميثاقة) بإسكان الهاء، وذلك على إجراء الوصل مجرى الوقف
{أن يوصل}
- غلظ الأزرق وورش اللام في الوصل، واختلف عن ورش في الوقف، فروي عنه الترقيق والتغليظ، والثاني أرجح، والباقون على التفخيم في الحالين.
{الخاسرون}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 1/70]

قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {فأحياكم} 28
كَانَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَعَاصِم يفتحون الْيَاء فِي هَذَا الْبَاب كُله (فأحيكم) {وَأَحْيَا} النَّجْم 44 و{نموت ونحيا} الْمُؤْمِنُونَ 37 {وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} الْأَنْفَال 42 و{فأحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا} النَّحْل 65 {وَهُوَ الَّذِي أحياكم} الْحَج 66 وَمَا كَانَ مثله
وَكَانَ نَافِع يقْرَأ ذَلِك كُله بَين الإمالة والتفخيم
وَكَانَ أَبُو عَمْرو لَا يمِيل من ذَلِك إِلَّا مَا كَانَ فِي رُءُوس الْآي إِذا كَانَت السُّورَة أَوَاخِر آياتها على يَاء مثل {أمات وَأَحْيَا} النَّجْم 44 و{لَا يَمُوت فِيهَا وَلَا يحيى} طه 74 والأعلى 13 فَإِنَّهُ كَانَ يلفظ بِهَذِهِ الْحُرُوف فِي هَذِه الْمَوَاضِع بَين الإمالة والتفخيم وَيفتح سَائِر ذَلِك
وَكَانَ حَمْزَة لَا يمِيل من ذَلِك إِلَّا الْفِعْل الَّذِي فِي أَوله الْوَاو مثل {نموت ونحيا} و{أمات وَأَحْيَا} {وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة}
وَكَانَ يمِيل هَذِه الْحُرُوف أَشد من إمالة أبي عَمْرو وَنَافِع
وَكَانَ الْكسَائي يمِيل ذَلِك كُله كَانَ قبل الْفِعْل وَاو أَو فَاء أَو لم يكن قبله شَيْء مثل {أحياكم} ). [السبعة في القراءات: 149 - 150]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ترجعون} بفتح التاء والياء كل القرآن، يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 173]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ترجعون} [28]: بفتح التاء والياء
[المنتهى: 2/562]
حيث جاء يعقوب، وافق سلام في آل عمران [83، 109]، والأنعام [36]، ومريم [40]، والمؤمنون [115]، والنور [64]).[المنتهى: 2/563]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ):
( (تُرْجَعُونَ)، و(يُرْجَعُونَ)، وبأنه بفتح التاء والباء وكسر الجيم يَعْقُوب وابن مُحَيْصِن، والأعرج ضم ابن مُحَيْصِن والأعرج (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) بضم الياء وفتح الجيم ما كان من أمر الآخرة، فابْن مِقْسَمٍ ضم الياء وفتح الجيم (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)، وما كان من أمر الدنيا فبفتح الياء وكسر الجيم كقوله: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، وافق الحسن، وأبو حيوة وزبان غير عباس في (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) وخير عباس، وافق سلام، وعباس، وهارون الجهضمي، وعبيد، ومحبوب، والأصمعي، وعصمة، والقزاز، والقرشي عن أَبِي عَمْرٍو في النور وخير سهل في آل عمران والروم طريق الْخُزَاعِيّ، وافق الثعلبي في الأنبياء طريق ابن مجاهد ابن هاشم عنه، وافق سلام وكوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ في (قَدْ أَفْلَحَ)، وافق نافع، وسلام وكوفي غير عَاصِم في القصص، وفتح كلهم في هود غير نافع، وحفص، ويحيى بن سليم عن أبي بكر، واللؤلؤي، والجهضمي، والجعفي، والخفاف، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو وورش والْمُسَيَّبِيّ في اختيارهما كالجماعة البكراوي عن هشام في العنكبوت كيَعْقُوب فإن اتصل به ( .. تُرْجَعُ الْأُمُورُ) ضم التاء وفتح الجيم مدني وابْن كَثِيرٍ، وشِبْل، ومجاهد، وأَبُو عَمْرٍو، وعَاصِم إلا المفضل بن صدقة، وابْن سَعْدَانَ، الباقون بالفتح والاختيار ما قاله ابْن مِقْسَمٍ للفرق وبين الدارين). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَحْيَاكُمْ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (436 - وترجعوا الضّمّ افتحًا واكسر ظما = إن كان للأخرى وذو يومًا حما
437 - والقصص الأولى أتى ظلماً شفا = والمؤمنون ظلّهم شفا وفا
438 - الامور هم والشّام واعكس إذ عفا = الامر .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وترجعوا الضّمّ افتحا واكسر (ظ) ما = إن كان للأخرى وذو يوما (حما)
يعني قوله: «ثم إليه ترجعون» وما جاء منه غيبا أو خطابا إذا كان من رجوع الآخرة نحو «ويوم يرجعون إليه، وترجع الأمور» قرأه بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم على تسمية الفاعل يعقوب حيث وقع، ووافقه غيره في مواضع يذكرها هنا، ويشهد له قوله تعالى: كل إلينا راجعون وقرأ الباقون بضم حرف المضارعة وفتح الجيم مبنيا للمفعول لأن الله تعالى: أرجعهم، وقيد فتح الضم لأنه لو أطلق لكان ضده الكسر، ولم يقيد الكسر لأن ضده الفتح قوله: (إن كان للأخرى) أي
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 169]
إذا كان من رجوع الآخرة، احترز بذلك عن نحو قوله تعالى: صم بكم عمى فهم لا يرجعون قوله: (وذو يوما) أي المصاحب ليوما، يريد قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله في أواخر البقرة، اتفق أبو عمرو ويعقوب على قراءته بالترجمة المتقدمة.
والقصص الأولى (أ) تى (ظ) لما (شفا) = والمؤمنون (ظ) لّهم (شفا) وفا
يريد قوله تعالى: وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون قرأه بتسمية الفاعل نافع ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف والباقون على البناء للمفعول، واحترز بقوله:
الأولى عن قوله: «وإليه ترجعون» آخر القصص، فإن يعقوب وحده فيها على أصله بالترجمة قوله: (والمؤمنون) الخ البيت، يعني قوله تعالى: في المؤمنين وأنكم إلينا لا ترجعون فيعقوب وحمزة والكسائي وخلف بالترجمة على تسمية الفاعل، والباقون مبنيا للمفعول قوله: (وفا) الوفاء: ضد الغدر، ويحتمل أن يكون فعلا بمعنى لم ينقص، ويحتمل أن يكون من الفيء: وهو الرجوع فيناسب ذكر الظل وتكون الواو زائدة، وإنما أتى به لأجل الفصل بواوه.
الأمور هم والشّام واعكس (إ) ذ (ع) فا = الامر وسكّن هاء هو هي بعد فا
أي «ترجع الأمور» حيث وقع بتسمية الفاعل يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وابن عامر والباقون على البناء للمفعول قوله: (الأمور) الأصل الأمور فنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها واعتد بالعارض فحذف همزة الوصل كما تقدم في بابه لورش قوله: (واعكس) أي واعكس الترجمة المذكورة فضم الياء وافتح الجيم، يعني أن نافعا وحفصا قرآ قوله تعالى: «وإليه يرجع الأمر كله» في آخر هود بعكس الترجمة: أي بضم الياء وفتح الجيم عكس الترجمة المذكورة المتقدمة، والباقون بفتح الياء وكسر الجيم وهم ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر، وفعل بالأمر في النقل كما فعل بالأمور). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 170]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وترجعوا الضّمّ افتحن واكسر (ظ) ما = إن كان للأخرى وذو يوما (حما)
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب يرجعون [آل عمران: 83] وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة، نحو: إليه يرجعون [الأنعام: 36] ويرجعون إليه [النور: 64]، وسواء كان غيبا أو خطابا، وكذلك ترجع الأمور [البقرة: 210] ويرجع الأمر [هود: 123] بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن، ووافقه أبو عمرو في واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله [البقرة: 281]، وإليه أشار بـ (ذو يوما حما).
تنبيه:
خرج بـ (إن كان للأخرى) نحو: عمي فهم لا يرجعون [البقرة: 18]، أي: إلى الإسلام وو لآ إلى أهلهم يرجعون [يس: 50].
ثم أشار إلى بقية الموافقين فقال:
ص:
والقصص الأولى (أ) تى (ظ) لما (شفا) = والمؤمنون (ظ) لّهم (شفا) وفا
ش: أي: قرأ ذو ألف (أتى) نافع وظاء (ظلما) يعقوب ومدلول (شفا) حمزة، والكسائي وخلف- يرجعون الأولى من القصص، وهي وظنوا أنهم إلينا لا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
يرجعون [القصص: 39] بفتح الياء وكسر الجيم.
وقرأ ذو ظاء (ظلهم) يعقوب ومدلول (شفا) [حمزة والكسائي وخلف] ترجعون فتعالى الله [المؤمنون: 115، 116] كذلك.
ثم أشار إلى الباقين [فقال]:
ص:
لامورهم والشّام واعكس (إ) ذ (ع) فا = الأمر وسكّن هاء هو هي بعد فا
س: أي: قرأ ترجع الأمور حيث وقع بفتح التاء وكسر الجيم- مفسرهم، وهو ذو ظاء (ظلهم) و(شفا)، ووافقه الشامي، وهو ابن عامر.
والباقون بضم التاء وفتح الجيم في كل ما ذكر، وقرأ (ذو) ألف (إذ) نافع وعين (عفا) حفص وإليه يرجع الأمر كلّه آخر هود [الآية: 123] بعكس المذكورين، فضما الياء وفتحا الجيم.
وقرأ غيرهما بفتح الياء وكسر الجيم.
و «رجع» لازم، نحو: ولمّا رجع موسى [الأعراف: 150]، ومتعد، نحو: فارجع البصر [الملك: 3].
ووجه الضم: إسناده إلى الفاعل الحقيقي، ثم حذف للعلم به، وبناه للمفعول من المتعدي.
والأمور نائب [الفاعل]، ومنه إليه ترجعون [البقرة: 28] ويحشرون [الأنعام: 38].
ووجه الفتح بناؤه للفاعل وإسناده إلى الأمور مجازا، ورفعه على الفاعلية، وأحدهما مطاوع على حد تصير الأمور [الشورى: 53] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/148]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإمالة فأحياكم [البقرة: 28] للكسائي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :
(قلت: [قرأ] يعقوب: (ترجعون) وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم والباقون بفتحها وضم حرف المضارعة. والله الموفق). [تحبير التيسير: 284]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في: "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 28] وبابه، وهو كل فعل أوله ياء أو تاء المضارعة إذا كان من رجوع الآخرة نحو: "إليه ترجعون، ويرجع الأمر" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا أبو جعفر "تُرْجَعُ الْأُمُور" حيث وقع وهو في ستة مواضع في: البقرة وآل عمران والأنفال والحج وفاطر والحديد بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وافقهم اليزيدي والشنبوذي، وقرأ أبو عمرو "يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيه" آخر البقرة بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف "أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون" بالمؤمنين بفتح التاء كذلك واقفهم الحسن، وقرأ نافع وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء مبنيا للفاعل في أول القصص "أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُون" وافقهم الحسن وقرأ نافع وحفص "يُرْجَعُ الْأَمْرُ
[إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
كُلُّه" آخر هود بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وقرأ يعقوب جميع الباب بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن مبنيا للفاعل، وافقه ابن محيصن والمطوعي والباقون بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، ووجهه إسناده للفاعل الحقيقي على الأصل من المتعدي، ووجه المبني للفاعل إسناده للمجازي من اللازم، وخرج بالتقييد برجوع الآخرة نحو: "أهلكناها أنهم لا يرجعون، أنهم إلينا لا يرجعون، عمى فهم لا يرجعون، ماذا يرجعون" لكن خالف ابن محيصن أصله في "وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُون" في يس فبناه للمفعول، والجمهور بنوه للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فأحياكم" [الآية: 25] الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون (28)}
{فأحياكم}
- قرأه بالإمالة" الكسائي حيث وقع إذا كان بالفاء أو بغيره.
- وقرأ الأزرق وورش ونافع بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{إليه ترجعون}.
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر واليزيدي والشنبوذي ترجعون مبنية للمفعول من (رجع) المتعدي.
[معجم القراءات: 1/70]
- وقرأ مجاهد ويحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق وابن محيصن والفياض بن غزوان ويعقوب وسلام والمطوعي (ترجعون) مبنية للفاعل من (رجع) اللازم؛ لأن (رجع) يكون لازما ومتعديا- وقراءة الجمهور أفصح). [معجم القراءات: 1/71]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - قَوْله {وَهُوَ بِكُل شَيْء عليم} 29
اخْتلفُوا فِي الْهَاء من قَوْله {وَهُوَ} {وَهِي} إِذا كَانَ قبلهَا وَاو أَو فَاء أَو لَام أَو ثمَّ
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {وَهُوَ} {فَهُوَ} وَلَهو وَثمّ هُوَ وَهِي {فَهِيَ تملى عَلَيْهِ بكرَة وَأَصِيلا} الْفرْقَان 5 بتحريك الْهَاء فِي كل ذَلِك
وَقَرَأَ الْكسَائي بتَخْفِيف ذَلِك وَإِسْكَان الْهَاء
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يضم الْهَاء فِي قَوْله {ثمَّ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة} فِي سُورَة الْقَصَص آيَة 61 ويسكنها فِي كل الْقُرْآن
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى ابْن جماز وَأَبُو بكر بن أبي أويس وورش وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن الْفرج عَن ابْن الْمسيب عَن أَبِيه عَن نَافِع التثقيل فِي ذَلِك كُله
وروى قالون وَإِسْمَاعِيل بن ابي أويس وَخلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع التَّخْفِيف فِي كل ذَلِك
وَكَذَلِكَ روى أَبُو عبيد عَن إِسْمَاعِيل عَن نَافِع). [السبعة في القراءات: 150 - 151]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وهو}.
[الغاية في القراءات العشر: 173]
وأخواته، خفيف مدني غير ورش- وأبو عمرو والكسائي، وزاد الحلواني (أن يمل هو) وأبو حمدون (لكن هو) ). [الغاية في القراءات العشر: 174]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وهو} [29]، وأخواتها: ساكنة الهاء: مدني إلا ورشًا وإسماعيل طريق البلخي، وإسحاق طريق ابنه، وأبو عمرو، وحمصي، وعلي، وأبو عبيد.
زاد علي إلا ابن بكار وعيسى، ويزيد طريق الفضل، وإسماعيل طريق أبي الزعراء، وقالو إلا أبا نشيط {ثم هو} [القصص: 61].
[المنتهى: 2/563]
وزاد قتيبة، وأبو عون طريق الواسطي، وأبو نشيط طريق عمر، ويزيد طريق الفضل {أن يمل هو} [البقرة: 282].
بهاء بعد الواو والياء والميم في الوقف يعقوب، وسلام في حكاية بعضهم، زاد روح بعد نون مشددة. وافق قنبل طريق الواسطي عند الميم،
[المنتهى: 2/564]
وزاد {يا أسفى} [يوسف: 84]).[المنتهى: 2/565]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقرأ أبو عمرو وقالون والكسائي (هو وهي) بالتخفيف، وذلك إذا كان قبلهما واو أو فاء ولام متصلاً بهما نحو (وهو) و(فهو) و(لهو) و(لهي)، وقرأ الباقون بضم الهاء من (هو) وكسرها من (هي) فأما (ثم هو) فقالون والكسائي بالتخفيف، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 154]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قالون، وأبو عمرو، والكسائي: يسكنون الهاء من: {هو} (29)، و: {هي} (259)، إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام، حيث وقع.
وقالون، والكسائي يسكنانها مع (ثم) في قوله: {ثم هو يوم القيامة} في القصص: (61)
والباقون: يحركون الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 226] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قالون وأبو عمرو وأبو جعفر والكسائيّ يسكنون الهاء من (هو وهي) إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام حيث وقع [وقالون] وأبو جعفر والكسائيّ يسكنونها مع (ثمّ)
[تحبير التيسير: 284]
[في] قوله تعالى {ثمّ هو يوم القيامة}. قلت: وأبو جعفر يسكنها مع يمل في قوله تعالى: أن يمل هو) والله الموفق. والباقون يحركون الهاء). [تحبير التيسير: 285] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَهُوَ)، و(هُوَ)، (فَهِىَ)، (بإسكان الهاء أَبُو عَمْرٍو، وحمصي، والكسائي، وقاسم غير ابن مجاهد، وطَلْحَة، وأبو جعفر غير ميمونة، وشيبة، ونافع غير ورش في روايته، وابن قريب، وإسماعيل طريق الْبَلْخِيّ وإسحاق طريق أبيه.
قال أبو الحسين: ابن أبي حماد عن قَالُون كورش، ولم يستثن أحدًا غير السيبي بل جعله كقَالُون، أما (ثُمَّ هْوَ) بإسكان الهاء أبو جعفر طريق الفضل وشيبة طريق ابن جماز، وإسماعيل طريق أبي الزعراء، وقَالُون غير أبي نشيط، زاد أبو الحسين ابن فرح عن إسماعيل وعلي إلا ابن بكار والشيزري، زاد ابن مهران عن أبي حمدون؛ قوله: (أَنْ يُمِلَّ هُوَ) بإسكان الهاء قُتَيْبَة طريق النهاوندي وأبو عون طريق الواسطي، وأبو نشيط طريق عمر، والفضل عن أبي جعفر، وابن جماز عن شيبة قال أبو الحسين الْعُمَرِيّ: في الكل يثقل وهو الصواب لموافقة المفرد، زاد أبو الحسين: ابن قَالُون كأبي عون، قلت: ابن مجاهد عن أبي عبيد عن إسماعيل بالتثقيل قال الراوي أبر نشيط (ثُمَّ هْوَ) بالإسكان يعني: طريق عمر قد انفرد به الرَّازِيّ، زاد الرَّازِيّ أيضًا عن علي كقُتَيْبَة، الباقون بضم الياء في الكل، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع وأفخم بها بعد الواو والياء والميم نحو " وهوه " " فهيه " " بمه " و" لمه " و" عمَّه " وبابه في الوقف سلام ويَعْقُوب، زاد روح عند النون المشددة انهبه كقوله في قول الْخُزَاعِيّ وابن مهران، زاد بن مهران كل نون جمع نحو " يقتلونه "، و" يعلمونه "، و" كيفه " و" فيمه " و" أينه "، وشبه ذلك وافق ابْن مُخَلَّدٍ عن البزي في " لمه " و" عمه "، الباقون بغير هاء في الوقف، وهو الاختيار لموافقة المصحف ولأنه الأصل). [الكامل في القراءات العشر: 484]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (449 - وَهَا هُوَ بَعْدَ الْوَاوِ وَالْفَا وَلاَمِهَا = وَهَا هِيَ أَسْكِنْ رَاضِياً بَارِداً حَلاَ
[الشاطبية: 36]
450 - وَثُمَّ هْوَ رُِفْقًا بَانَ وَالضَّمُّ غَيْرُهُمُ = وَكَسْرٌ وَعَنْ كُلٍّ يُمِلُّ هُوَ انْجَلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([449] وها هو بعد الواو والفا ولامها = وها هي أسكن (ر)اضيًا (بـ)اردًا (حـ)لا
قوله: (أسكن راضيًا باردًا حلا)، أشار به إلى أن هذه الأحرف التي هي الواو والفاء واللام في نحو: {وهو} و{فهو} و{لهو}، وكذلك {هي}، قد عدّت لكونها لا تقوم بنفسها، كأنها من نفس الكلمة، فخففت الكلمة بالإسكان كما خفف (عضدٌ) و(كتفٌ) ونحوه.
فارض بهذا الإحتجاج، ودع قول من فرق بين (هو) و(هي) فأسكن في (هو) لثقل الضم، ورآه أحسن من الإسكان في (هي) لكون الكسر أخف.
[450] وثم هو (ر)فقًا (بـ)ان والضم غيرهم = وكسر وعن كل يُمل هو انجلى
قوله: (رفقًا بان)، أشار به إلى من رد الإسكان فيه، واحتج بأن (ثم) تنفصل، ويمكن الوقف عليها، بخلاف السابقة فقال: أسكنه رافقًا غير مسارع إلى رده، فإن (ثم) شبهه إلى الواو والفاء، لا أنها مشتركة في العطف.
[فتح الوصيد: 2/627]
وقد أجروا المنفصل مجرى المتصل في نحو:
...أشرب غير ....
وفي الحقيقة، أن تلك الأحرف ليست من الكلمة، كما أن (ثم) ليست منها.
وقوله: (والضم غيرهم)، لأن الضم هو الأصل، وكذلك الكسر في: {هي}.
والدليل على ذلك، أنها كذلك إذا لم يكن قبلها هذه الأحرف.
وقوله: (وعن كل يمل هو)، إنما ذكر هذا، لأنه قال: (بعد الواو والفا ولامها)، فيدخل هذا فيه، فذكر أنه محرك لا غير.
ونبه أيضًا على أن الرواية التي جاءت عن قالون من طريق الحلواني في إسكانه، لا معول عليها، فإنها مخالفة لما رواه جميع أصحاب قالون). [فتح الوصيد: 2/628]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [449] وها هو بعد الواو والفا ولامها = وها هي أسكن راضيًا باردًا حلا
ح: (ها) مضاف إلى (هو) قصرت للضرورة، وكذلك: (ها هي)، و(ها هو): مفعول (أسكن)، (راضيًا): حال من فاعل (أسكن)، (باردًا): حال من مفعول، وكذلك: (حلا)، أو (باردًا): مفعول (راضيًا)، (حلا): صفته، و(والفا ولامها): عطفان على (الواو) وضمير (لامها): للحروف، أو لـ (هو).
ص: أي: أسكن الهاء من {هو} ومن {هي} بعد الواو نحو: {وهو بكل شيء عليم} [29]، {وهي تجري بهم} [هود: 42]، وبعد الفاء نحو: {فهو وليهم اليوم} [النحل: 63]، {فهي كالحجارة} [74]، وبعد اللام نحو: {وإن الله لهو الغني} [الحج: 64]، و{لهي الحيوان} [العنكبوت: 64] الكسائي وقائلون وأبو عمرو تشبيهًا له بلفظ: (عضد) و (كتف)، كما أسكنوا الضاد والتاء من: (عضد) و (كتف).
وهذا الحكم مطرد في سائر القرآن، يعلم من ضابط:
.............. بعد الوا والفا ولامها = ..............
إذ المجموع ليس في سورة البقرة.
[كنز المعاني: 2/9]
[450] وثم هو رفقًا بان والضم غيرهم = وكسرٌ وعن كل يمل هو انجلى
ح: (ثم هو): معطوف على مفعول (أسكن)، (رفقًا): حال من فاعل (أسكن)، (بان): صفة (رفقًا)، و (الضم غيرهم): مبتدأ وخبر، أي: قراءة غيرهم، (عن كل): متعلق بـ (انجلى).
ص: أي: أسكن الهاء من: {ثم هو يوم القيامة من المحضرين} [القصص: 61] الكسائي وقالون تشبيهًا لـ {ثم} بالحروف الثلاثة، لمشاركته لها في الحرفية، وللواو والفاء في العطفية، ولم يسكن أبو عمرو إذ لم يتصل {ثم} بـ {هو}.
ومعنى (رفقًا بان)، أي: ذا رفق بين في توجيه قراءته.
ثم قال: (والضم)، أي: الضم في هاء {هو} والكسر في هاء {هي} قراءة غير المذكورين، وهم الباقون على الأصل.
وعند كل القراء انكشف {هو} بالضم في: {لا يستطيع أن يمل هو} [282]، إذ لا موجب لإسكان الهاء، لعدم مشابهته الكلم المذكورة، وإنما ذكره لأن {هو} مذكور بعد اللام لئلا
[كنز المعاني: 2/10]
يلتبس، وذكر عن قالون إسكانه). [كنز المعاني: 2/11]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (448- وَهَا هُوَ بَعْدَ الْوَاوِ وَالفَا وَلاَمِهَا،.. وَهَا هِيَ أَسْكِنْ "رَ"اضِياً "بَـ"ـارِدًا "حَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/282]
أي إذا كانت الهاء من لفظ هو والهاء من لفظ هي بعد واو أو فاء أو لام زائدة نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ} {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ}، {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ}، {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ}، {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ}، {لَهِيَ الْحَيَوَانُ}،
فأسكن الهاء في هذه المواضع الكسائي وقالون وأبو عمرو؛ لأن اتصال هذه الحروف بها صيرت الكلمة مشبهة لفظ عضد وكتف، فأسكنت الهاء كما أسكنا تخفيفا وقولنا: زائدة احتراز من نحو: {لَهْوَ الْحَدِيثِ}، {إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} فالهاء ساكنة باتفاق؛ لأنها ليست هاء هو الذي هو ضمير مرفوع منفصل، وذلك معروف ولكنه قد يخفى على المبتدئ فبيانه أولى وقصر لفظ "ها" في الموضعين ضرورة، والضمير في لامها للحروف أو للفظ هو؛ لكثرة دخولها عليها وراضيا حال وباردا مفعول به، وحلا صفة باردا كما تقول رضيت شيئا جيدًا وباردًا من قولهم غنيمة باردة أي حاصلة من غير مشقة ويمكن جعل الكل أحوالا ويكون راضيا حال من الفاعل وباردا حالا من المفعول نحو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/283]
لقيته مصعدا منحدرا وقيل باردا نعت مصدر محذوف إي إسكانا باردا حلوا، يروى عن من قرأ به كالماء البارد، وهذا الحكم المذكور في هذا البيت أيضا مطرد حيث جاءت هذه الألفاظ لا يختص بهذه السورة، ولم يصرح بذلك وكأنه اكتفى بضابط قوله بعد الواو وللفاء ولامها؛ لأن المجموع ليس في سورة البقرة والله أعلم.
449- وَثُمَّ هْوَ "رُِ"فْقًا "بَـ"ـانَ وَالضَّمُّ غَيْرُهُمُ،.. وَكَسْرٌ وَعَنْ كُلٍّ يُمِلُّ هُوَ انْجَلا
أراد: {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} لم يسكنه أبو عمرو؛ لأن ثم ليس اتصالها بهو كاتصال الواو والفاء واللام بها؛ لأن ثم كلمة مستقلة، وأسكنه الكسائي وقالون حملا لثم على هذه الحروف لمشاركتها لها في الحرفية والواو والفاء في العطفية، وقوله: رفقا بان حال أي أسكنه ذا رفق بين أي أرفق به في تقرير وجه إسكانه، والضم غيرهم في لفظ هو بعد هذه الحروف والكسر في لفظ هي بعدها، وإنما بين قراءة الباقين؛ لأنها لا تفهم من ضد الإسكان المطلق فإن ضده -على ما سبق في الخطبة- هو الفتح على أنه كان يمكنه أن لا يتكلف ببيان قراءة الباقين؛ فإنها قد علمت من تلفظه بها في قوله: وها هو وها هي فكأنه قال: أسكن ضم هذه وكسر هذه، ولو قال ذلك تصريحا لم يحتج إلى بيان قراءة الباقين فهذا المذكور في معناه، وأما قوله تعالى في آية الدين: {أَنْ يُمِلَّ هُوَ} فلم يسكن الهاء أحد؛ لأن يمل كلمة مستقلة وليست حرفا فتحمل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/284]
على أخواتها وإنما ذكره؛ لأن هو قد جاء فيها بعد لام فخشي أن تدخل في عموم قوله ولامها فقال ضمها عن كل القراء ولم يصرح بذلك، ولكن لفظه أنبأ عنه ولهذا قال: انجلا أي انكشف الأمر في ذلك وبعض المصنفين ذكر عن قالون إسكانها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/285]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (449 - وها هو بعد الواو والفا ولامها ... وها هي أسكن راضيا باردا حلا
450 - وثمّ هو رفقا بان والضّمّ غيرهم ... وكسر وعن كلّ يملّ هو انجلا
أمر بإسكان الهاء من لفظي (هو، هي) واللفظان من ضمائر الفصل للكسائي وقالون وأبي عمرو إذا كان كل منهما مقرونا بالواو نحو: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*، وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ أو بالفاء نحو: فَهُوَ وَلِيُّهُمُ، فَهِيَ كَالْحِجارَةِ، أو باللام نحو: وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، لَهِيَ الْحَيَوانُ، وأسكن الكسائي وقالون الهاء في: ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ في
[الوافي في شرح الشاطبية: 201]
القصص، وقرأ غيرهم بالضم في لفظ هو والكسر في لفظ هي وعن كل القراء السبعة ضم الهاء في أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ في البقرة). [الوافي في شرح الشاطبية: 202]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتْ مَذَاهِبُهُمْ فِي اسْتَوَى، وَفِي فَسَوَّاهُنَّ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ فِي الْوَقْفِ عَلَى فَسَوَّاهُنَّ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/209]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَاءِ هُوَ، وَهِيَ إِذَا تَوَسَّطَتْ بِمَا قَبْلَهَا فَقَرَأَهُ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَقَالُونُ بِإِسْكَانُ الْهَاءُ إِذَا كَانَ قَبْلَهَا وَاوٌ، أَوْ فَاءٌ، أَوْ لَامٌ نَحْوَ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، لَهُوَ خَيْرٌ، وَهِيَ تَجْرِي، فَهِيَ خَاوِيَةٌ، لَهِيَ الْحَيَوَانُ قَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِإِسْكَانِ هَاءِ ثُمَّ هُوَ يَوْمَ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِيهِ، وَفِي يُمِلَّ هُوَ آخِرَ السُّورَةِ، فَرَوَى عِيسَى عَنْهُ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ مِهْرَانَ. وَرَوَى الْأُشْنَانِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ إِسْكَانَ الْهَاءِ عَنْهُ فِيهِمَا. وَرَوَى ابْنُ جَمَّازٍ سِوَى الْهَاشِمِيِّ عَنْهُ، وَابْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ عَنْ عِيسَى ضَمَّ الْهَاءِ فِيهِمَا عَنْهُ. وَقَطَعَ بِالْخِلَافِ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي ثُمَّ هُوَ ابْنُ فَارِسٍ فِي جَامِعِهِ، وَكِلَا الْوَجْهَيْنِ فِيهِمَا صَحِيحٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ.
وَاخْتُلِفَ أَيْضًا عَنْ قَالُونَ فِيهِمَا، فَرَوَى الْفَرَضِيُّ عَنِ ابْنِ بُويَانَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ عَنْهُ إِسْكَانَ يُمِلَّ هُوَ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ، وَنَصَّ عَلَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنِ ابْنِ مَرْوَانَ عَنْ قَالُونَ، وَعَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ. وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْ قَالُونَ الضَّمَّ كَالْجَمَاعَةِ، وَرَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ الضَّمَّ فِي ثُمَّ هُوَ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْحُلْوَانِيِّ مِنْ أَكْثَرِ طُرُقِ الْعِرَاقِيِّينَ، وَرَوَى الطَّبَرِيُّ عَنْهُ السُّكُونَ، وَالْوَجْهَانِ فِيهِمَا صَحِيحَانِ عَنْ قَالُونَ، وَبِهِمَا قَرَأْتُ لَهُ مِنَ الطُّرُقِ الْمَذْكُورَةِ إِلَّا أَنَّ الْخُلْفَ فِيهِمَا عَزِيزٌ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ.
[النشر في القراءات العشر: 2/209]
وَتَقَدَّمَ وَقَفُ يَعْقُوبَ عَلَى: هُوَ، وَهِيَ بِالْهَاءِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/210]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون {هو}، و{هي} بإسكان الهاء إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام، نحو: {وهو بكل شيء عليمٌ} [29]، {فهو خيرٌ لكم} [271]، {لهو خيرٌ} [النحل: 126، والحج: 58]، {وهي تجري} [هود: 42]، {فهي خاويةٌ} [الحج: 45]، {لهي الحيوان} [العنكبوت: 64]، والكسائي أسكن هاء {ثم هو يوم القيامة} في القصص [61]، وافقه أبو جعفر وقالون بخلاف عنهما، واختلف عنهما أيضًا في {يمل هو} آخر البقرة [282] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (438- .... .... .... .... .... = .... وسكّن هاء هو هي بعد فا
439 - واوٍ ولامٍ رد ثنا بل حز ورم = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثم
440 - ثبتٌ بدا .... .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وسكن الخ) أي سكن الهاء من هو وهي الواقعة بعد الفاء والواو واللام كما سيأتي في البيت الآتي الكسائي وأبو جعفر وقالون وأبو عمرو نحو «وهو بكل شيء عليم، فهو خير لكم، وهي تجري بهم، فهي خاوية، لهى الحيوان» وذلك لأن اتصال هذه الحروف بها صيرت الكلمة مشبهة لفظ عضد وكتف فسكنت تخفيفا والباقون بضم الهاء من هو وكسرها من هي على الأصل،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 170]
ولم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين ضم هذه فلما لفظ بذلك لم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين بضم هو وكسر هي، لأنه تلفظ بالهاء من مضمومة ومن هي مكسورة فعلم ذلك من لفظه كأنه قال سكن ضم هذه وكسر هذه فلما لفظ به لم يحتج إلى بيان قراءة الباقين.
واو ولام (ر) د (ث) نا (ب) ل (ح) زو (ر) م = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثم
أي وواو ولام فحذف واو العطف للعلم بها وذلك شائع جائز قوله: (رد) أي اقصد، والمعنى اطلب الثناء الحسن، ثم أضرب عن ذلك فقال بل املكه لتذكر به، وفي المثل: الثنا خير من الغنا قوله: (ورم الخ) أي وسكن الكسائي الهاء من قوله تعالى: ثم هو يوم القيامة في القصص حملا لثم على هذه الأحرف لمشاركتها لهل في الحرفية وللواو والفاء في العطفية قوله: (والخلف) أي واختلف في إسكان الهاء من قوله تعالى: أن يمل هو في آخر البقرة وثم هو أيضا عن أبي جعفر وقالون كما ذكر في البيت الآتي، ووجه إسكان يمل هو إلحاقه بنظائره وتشبيه لامه بلام لهو تخفيفا قوله: (وثم) أي وثم هو، فاكتفى بما تقدم.
(ث) بت (ب) دا وكسرتا الملائكة = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
يشير إلى ثبوت ذلك وظهوره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 171]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
واو ولام (ر) د (ث) نا (ب) لـ (ح) ز و(ر) م = ثمّ هو والخلف يملّ هو وثمّ
ش: أي: أسكن ذو راء (رد) الكسائي وثاء (ثنا) أبو جعفر وباء (بل) قالون، وحاء (حز) أبو عمرو هاء (هو) ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع، والمؤنث كذلك، حيث وقع كل منهما بعد فاء العطف أو واوه أو لام الابتداء، نحو: فهو وليهم [النحل: 63]، وهو بكلّ [البقرة: 29]، وهو خير النّاصرين [آل عمران: 150]، فهي خاوية [الحج: 45]، لهي الحيوان [العنكبوت: 64]، وهي تجري [هود: 42].
وأسكن ذو راء (رم) الكسائي الهاء من ثم هو يوم القيامة [القصص: 61].
وقوله: (والخلف) أي: اختلف عن ثاء (ثبت) وباء «بدا»، أول البيت التالي - أبو جعفر وقالون في هاء (هو) من أن يملّ هو [البقرة: 282] وثمّ هو [القصص: 61].
فأما أبو جعفر فروى عنه عيسى من طريق ابن مهران، وكذلك الأشناني عن الهاشمي عن ابن جماز-[إسكان الهاء فيهما.
وروى ابن جماز ] سوى الهاشمي عنه وابن مهران وغيره عن ابن شبيب عن عيسى- ضم الهاء فيهما عنه.
وأما قالون فروى الفرضي عن [ابن] بويان من طريق أبي نشيط عنه إسكان يملّ هو [البقرة: 282]، وكذلك روى الطبري عن ابن مهران من طريق الحلواني، ونص عليه الداني في «جامعه» عن ابن مهران عن قالون وعن أبي عون عن الحلواني عنه.
وروى سائر الرواة عن قالون الضم [كسائر الجماعة].
وروى ابن شنبوذ عن أبي نشيط الضم في ثمّ هو [القصص: 61]، وكذلك روى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/149]
الحلواني من أكثر طرق العراقيين عنه.
وروى الطبري عنه السكون، والوجهان فيهما صحيحان عن قالون، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط، وضم الباقون الهاء [في «هو»، وكسروها في «هي»] في الجميع.
تنبيه:
علم عموم الخلاف في الكل من الضم، وخرج بالضمير لهو ولعب [العنكبوت: 64] ولهو الحديث [لقمان: 6]؛ إذ هو متفق على إسكانه؛ ولهذا لفظ بها الناظم.
ولما عمت عبارته اللام المنفصلة، وكانت مختصة بحكم، ذكرها.
وقراءة الباقين بالضم مفهومة من اللفظ والإجماع لا من الضد.
وجه الإسكان بعد الواو والفاء: أن هذه الحروف لعدم استقلالها؛ تنزلت منزلة الجزء مما اتصلت به؛ فصار المذكر ك «عضد»، والمؤنث ك «كتف»؛ فحملا عليهما في الإسكان، وهي لغة نجد.
ووجه الإسكان بعد (ثم) حمل [(ثم)] على الواو والفاء؛ بجامع العطف والتشريك في الإعراب والمعنى.
ووجه إسكان يميل هو [البقرة: 282]: إجراء المنفصل مجرى المتصل؛ كقوله:
فاليوم أشرب غير مستحقب = ... ... ... ...
حيث أجرى [الراء والباء] والغين مجرى «عضد»، ونقل للاستثقال وقوة الفعل.
ووجه التفريق [بين] يملّ هو [البقرة: 282] وثمّ هو [القصص: 61] وبين الواو والفاء الاستقلال في الأول والثقل فيهما.
[ووجه التحريك]: أنه الأصل؛ بدليل تعينه دونها، وهو لغة الحجازيين، والرسم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/150]
واحد.
تتمة:
تقدم وقف يعقوب على «هو» و«هي» بالهاء وإنّي أعلم [البقرة: 30] في الإضافة وهؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] في «الهمزتين من كلمتين» وفي «باب المد».
ومذهب حمزة في أنبئهم، وفي همزتي بأسمائهم [البقرة: 33] في الوقف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/151]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم [إمالة] سوى [طه: 58] وفسوّاهن [البقرة: 29]، ووقف يعقوب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/148]
على سواهن بالهاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/149]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "استوى" و"فسويهن" [الآية: 29] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا كل ما وقع منه و"فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ" "وسواك" بالكهف "وسويه" بالسجدة "وسواك" بالانفطار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد واو نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الآية: 29] و"وَهِيَ تَجْرِي" أو فاء نحو: "فهو خير لكم، فهي خاوية" أو لام ابتداء نحو: "لَهِيَ الْحَيَوَان" أو ثم نحو: "ثم هو" وفي "يمل هو"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/383]
آخر البقرة، فقالون وأبو عمرو والكسائي وكذا أبو جعفر بإسكانها فيما عد الآخرين، وافقهم الحسن واليزيدي، وقرأ الكسائي وقالون، وكذا أبو جعفر بخلاف عنهما، ثم هو بالقصص بالإسكان أيضا، وقرأ أيضا أعني قالون وأبو جعفر بإسكان الهاء في "يمل هو" آخر البقرة بخلف عنهما، والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط كما في النشر، والباقون بالضم في الجميع، ولا خلاف في إسكان "لَهْوَ الْحَدِيثِ" إذ ليس بضمير، والتحريك لغة الحجاز والتسكين لغة نجد، ووقف يعقوب على وهو وهي بها السكت، وتقدم قريبا وقف حمزة على بكل شيء وفتح ياء "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي وسكنها الباقون "وعن" الحسن "وعلم" بضم العين وكسر اللام مبنيا للمفعول و"آدم" بالرفع على النيابة عن الفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/384] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهو} [29] قرأ قالون والبصري وعلي بسكون الهاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 364]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسونهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم (29)}
{استوى}
- أهل الحجاز على الفتح، وأهل نجد على الإمالة، وقرئ في السبعة بهما.
- فقد قرأ حمزة والكسائي وخلف بالإمالة، وكذا الأعمش.
- وقرأ بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{فسواهن}
- في هذا الفعل ما في الفعل السابق (استو) من الإمالة والفتح.
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت (فسواهنة).
- وقراءة غيره بحذفها.
[معجم القراءات: 1/71]
{وهو}
- قرأ بتسكين الهاء «وهو نافع وأبو عمرو والكسائي وقالون وأبو جعفر والحسن واليزيدي، والإسكان لغة نجد.
- وقرأ الباقون بضم الهاء على الأصل (وهو)، والتحريك لغة الحجاز، وفتح الواو مشهور لغات العرب، وإسكانها (هو) لغة أسد وقيس.
- ووقف يعقوب عليه بهاء السكت (وهوه).
- وروى الأخفش عن ابن عامر (وهو) بتشديد الواو وهي لغة همدان.
{شيء}
- قرأ بالمد المشيع والمتوسط ورش من طريق الأزرق.
- وجاء التوسط في الوصل بخلاف عن حمزة.
- وإذا وقف فله مع هشام النقل مع الإسكان والروم، وله الإدغام معهما.
وانظر الآية/ ۲۰ من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/72]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة البقرة

[من الآية (30) إلى الآية (32) ]

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيسْفِكُ) بضم الفاء أبو حيوة، وابن أبي عبلة، والزَّعْفَرَانِيّ في اختياره، وبضم الياء وفتحَ السين وكسر الفاء مشدد ابْن مِقْسَمٍ وطَلْحَة في رواية الفياض، والإنطاكي عن أبي جعفر والهمداني الياء بكسر الفاء من سفك يسفك، وهو الاختيار لاتفاق الجماعة، ولأنه أشهر اللغتين، وكذلك (لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ)، وما يشبهه). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى: إِنِّي أَعْلَمُ فِي بَابِ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ مُجْمَلًا وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهَا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - آخِرَ السُّورَةِ مُفَصَّلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/210]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني جاعل} [30] هو مما أجمعوا على إسكانه، وجملة ما في القرآن منه على ما ذكروا خمسمائة وست وستون ياءً). [غيث النفع: 364]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أعلم} [30 33] معًا قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالسكون، وحيث سكنت الياء جرت مع همزة القطع مجرى المنفصل، فكلهم يجري فيه على أصله، وهذه أول ياء ذكرت في القرآن من ياءات الإضافة المختلف فيها، وجملتها مئتان واثنتا عشرة ياء.
زاد الداني اثنتين وهما {ءاتان الله} [36] بالنمل و{فبشر عباد الذين} بالزمر، وزاد غيره اثنتين أيضًا وهما {ألا تتبعن} [93] بطه و{يردن الرحمن} [23] بيس، وجعل هذه من الزوائد أيضًا، لحذفها في الرسم كجملة ياءات الزوائد.
وياءات الإضافة ثابتة، ويفرق به بينهما.
وبفرق آخر وهو أن ياءات الإضافة زائدة على الكلمة، فلا تكون لامًا أبدًا، فهي كهاء الضمير وكافه.
وياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة، فتجيء لامًا من الكلمة نحو {يسر} [الفجر} و{يوم يأت} [هود: 105] و{الداع} [186] و{المناد} [ق: 41].
وفرق آخر ياءات الإضافة الخلف جار فيها بين الفتح والإسكان، وياءات الزوائد الخلاف جار فيها بين الحذف والإثبات). [غيث النفع: 365]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال ربك للملكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، وسبح بحمدك وقد لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}
{قال ربك (30)}
- قرأ أبو عمرو بإدغام اللام في الراء بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بإظهار اللام.
{خليفة}
- قراءة الجمهور بالفاء (خليفة).
- وقرأ زيد بن علي وأبو البرهسم (خليقة) بالقاف.
- وقرأ الكسائي في الوقف بإمالة هاء التأنيث وما قبلها، وهي قراءة حمزة
بخلاف عنه.
{ويسفك}
- قرأ الجمهور (سيرك) بكسر الفاء وضم الكاف.
- وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة وابن قطيب وشعيب بن أبي حمزة وطلحة بن مصرف (يسفك) بضم الفاء.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ويسفكه) من: أسفك.
- وقرأ طلحة بن مصرف أيضا وأبو حيوة وابن مقسم (ويسفك) من سفك، شدد الفاء، والتشديد لتكثير الفعل وتكريره.
- وقرأ ابن هرمز وأسيد والأعرج (ويسفك) بنصب الكاف بواو الصرف.
[معجم القراءات: 1/73]
- وقرئ (ويسفك) بضم الياء وفتح الفاء على ما لم يسم فاعله.
{ونحن نسبح}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{لك قال}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{إني أعلم}
- فتح الياء من «إني» نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي.
- وسكنها الباقون.
{أعلم ما}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 1/74]

قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هؤلاء} وقالون وأوقية ويعقوب يمدون (ها)، دون (أولاء) زيد بهمزة ومدة، {هؤلاء إن} بهمزة واحدة، أبو عمرو، والبزي، يزيد وورش، والقواس، ويعقوب وسهل يهمزون الأولى، ونافع وابن فليح
[الغاية في القراءات العشر: 174]
الثانية، وكذلك جميع المتفقين، وإسماعيل لين (الثانية) في المفتوحتين ويهمزون الأولي إذا اختلفتا). [الغاية في القراءات العشر: 175]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({هؤلاء إن كنتم} [31] ذكر في الهمزتين من كلمتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "أنبوني" [الآية: 31] بإسقاط الهمزة وضم ما قبل الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/384]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ" "هَؤُلاءِ إِن" [الآية: 31] بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية قالون والبزي وافقهما ابن محيصن من المبهج "ولورش" ثلاثة أوجه: أحدها: طريق الأصبهاني عنه تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وهو مروي عن الأزرق أيضا، ثانيها: إبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي: ياء ساكنة من طريق
[إتحاف فضلاء البشر: 1/384]
الجمهور عن الأزرق، ثالثها: ياء مكسورة للأزرق أيضا، ولقنبل ثلاثة أوجه: أحدها: إسقاط الأولى وتحقيق الثانية من طريق ابن شنبوذ، وثانيها: تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، ثالثها: إبدال الثانية ياء ساكنة كورش من طريق الأزرق، وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة، وقرأ أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالياء، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين، وافقهم الحسن والأعمش، ولا يخفى كما تقدم أن لقالون قصرها من هؤلاء مع المد والقصر في أولاء ثم مدها مع المد في أولاء، وأما مدها مع قصر أولاء فيضعف لما تقدم أن سبب الاتصال ولو مغيرا أقوى من سبب الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل وأن تغير سببه دون العكس، وفي ها لأبي عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب القصر في ها لانفصاله، والمد والقصر في أولاء لتغيره بالإسقاط فهما وجهان، والثالث مدهما معا، ولا يجوز لهما مد الأول وقصر الثاني قولا واحدا؛ لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر متصلا أو مفصلا فإن قدر مد مع مد الأول وقصر مع قصره، وإن قدر متصلا مد مطلقا، وتجري الثلاثة فيما لو تأخر المنفصل عن المتصل المتغير كقوله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ} فإذا مددت "السَّمَاءِ إِن" فلك في المنفصل وهو "بِإِذْنِهِ إِن" المد والقصر وإذا قصرت "السَّمَاءَ أَن" "تعين القصر في المنفصل بعد لما ذكر، وهو ظاهر ولم ينبهوا عليه لظهوره، وإذا وقف حمزة على هؤلاء فله تخفيف الأولى وتسهيلها بين بين مع المد
[إتحاف فضلاء البشر: 1/385]
والقصر لكونه متوسطا بغيره، وفي الثانية لإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط والروم مع المد والقصر، فهذه خمسة عشر حاصلة من ضرب ثلاثة الأولى في خمسة الثانية، لكن يمتنع وجهان في وجه التسهيل بين بين كما نبه من عليه في النشر وهما: مد الأول وقصر الثاني وعكسه لتصادم المذهبين، وحكى في الأولى الإبدال واو للرسم مع المد والقصر فيكون الحاصل من خمسة الأولى في خمسة الثانية خمسة وعشرين ونظمها ابن أم قاسم، ولا يصح منها ما تقدم، وأما هشام فيسهل المتطرفة بخلفه فله أوجهها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وعلم ءادم} إلى {صادقين} لورش في {ءام} و{أنبئوني} الثلاثة على قاعدته). [غيث النفع: 365]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وحكم المد في {الأسماء} و{الملائكة} و{بأسماء هؤلاء} واضح، وكذا حكم ميم {عرضهم} و{كنتم} ووقف {صادقين} ). [غيث النفع: 365]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وأما همزتا {هؤلاء} و{إن} فقرأ قالون والبزي بتسهيل الأولى بين الهمزة والياء مع المد والقصر، وتحقيق الثانية، وورش وقنبل بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية،
[غيث النفع: 365]
ولهما أيضًا إبدالها ياء ساكنة، واختص ورش بزيادة وجه ثالث، وهو إبدالها ياءً مكسورة خالصة، والبري بإسقاط الأولى، مع القصر والمد، والباقون بتحقيقهما.
تنبيه:
وكل ما يذكر من تخفيف إحدى الهمزتين المجتمعتين من كلمتين إنما هو حالة الوصل، وأما إن وقفت على الأولى وابتدأت الثانية فلا تخفيف لجميع القراء، بل تحقق التي وقفت عليها والتي ابتدأت بها.
فإذا علمت هذا وأردت قراءة هذه الآية من {وعلم ءادم} إلى {صادقين} وبعض الناس يقف على {الملائكة} وليس بموضع وقف، إلا في ضرورة، فيأتي فيها واحد وثمانون وجهًا، وكلها صحيحة، ولا تركيب فيها، وأما لو عددنا الضعيف وتركيب الأوجه الآتية على رواية ورش لكان أكثر من هذا.
بيانها: أن لقالون ثمانية عشر وجهًا، بيانها أن له في (ها) التنبيه القصر مع مد (أولاء) وقصره استصحابًا للأصل، واعتدادًا بعارض التسهيل، والمد مع مد (أولاء) فقط، وقصرها مع مد (ها) التنبيه ضعيف لأن سبب المتصل ولو تغير أقوى من المنفصل، ولذا
[غيث النفع: 366]
أجمعوا عليه دونه، فهذه ثلاثة، تضرب في وجهي الصلة وعدمها، بستة، تضرب في ثلاثة {صادقين} بثمانية عشر.
ولورش سبعة وعشرون وجهًا، بيانها أنك تضرب ثلاثة باب {ءامنوا} في ثلاثة همزة {إن} تسعة، تضربها في ثلاثة {صادقين} سبعة وعشرون.
وللبزي ستة، بيانها أن له القصر في (ها) مع المد والقصر في (أولاء) اثنان، تضربهما في ثلاثة {صادقين} ستة.
ولقنبل ستة، بيانها أن له قصر (ها) ومد (أولاء) مع تسهيل همزة {إن} وإبدالها ياء ساكنة، اثنان، تضربهما في ثلاثة {صادقين} ستة.
وللبصري تسعة، بيانها أن له في (ها) القصر مع قصر (أولاء) اعتدادًا بالعارض، ومده عملاً بالأصل، والمد مع مد (أولاء) ثلاثة، تضربها في ثلاثة {صادقين} تسعة، ولا يجوز قصر (أولاء) مع مد (ها) التنبيه لأنه لا يخلو من أن يقدر متصلاً أو منفصلاً، فإن قدر منفصلاً فهو و(ها) من باب واحد، يمدان معًا، ويقصران معًا، وإن قدر متصلاً وهو مذهب سيبويه والداني فلا يجوز فيه القصر، ولو قصرت (ها) فكيف مع مده، وحينئذ لا وجه لمد (ها) المتفق على انفصاله، وقصر (أولاء) المختلف في اتصاله.
وللشامي ثلاثة {صادقين} فقط لأن قراءته في الآية لم تختلف، وعاصم مثله، وعلي كذلك، ولحمزة ستة أوجه، ثلاثة {صادقين} على السكت وعدمه.
وصفة قراءتها أن تبدأ بقالون فتسكن له الميم، وتقصر المنفصل وهو (ها) وتم (أولاء) مع تسهيل همزه، مع الطويل في وقف {صادقين} ثم تعيد {هؤلاء إن} كما قرأته أولاً، أو هو وما قبله مع التوسط والقصر في {صادقين}.
[غيث النفع: 367]
وإن شئت فاختصر واقتصر على إعادة {صادقين} ثم تأتي بقصرها مع قصر (أولاء) مع أوجه {صادقين} ثم تمدها مع أوجه {صادقين} فهذه تسعة، ولا يدخل معه أحد، لتخلف ورش وحمزة في {الأسمآء} والمكي في {عرضهم} والباقون في {هؤلاء}.
ثم تعطف البصري بقصر (ها) و(أولاء) وإسقاط همزته، مع أوجه {صادقين} ثم بقصر (ها) ومد (أولاء) مع أوجه {صادقين} ثم بمدها مع أوجه {صادقين} وإنما قدمنا لقالون المد، وللبصري القصر، لأن في قراءة قالون أثر السبب موجود، بخلاف قراءة الإسقاط، فتنبه لهذه الدقيقة، فقل من رأيته يتفطن لها.
ثم تعطف الشامي مع مد (ها) و(أولاء) وتحقيق همزته مع أوجه {صادقين} ويندرج معه عاصم وعلي لاتحاد قراءتهم، ومدهم على المرتبتين، وتفريعنا عليه، ولا يخفى عليك التفريع على أربع مراتب، فلا نطيل به.
ثم تأتي لقالون بضم ميم الجمع، ويتفرع عليه ما يتفرع على إسكانها، وينرج البزي معه، ثم تعطف قنبلاً بقصر (ها) ومد (أولاء) وتسهيل همزة {إن} مع أوجه {صادقين} ثم مع إبدال همزة {إن} ياءً ساكنة، مع أوجه {صادقين}.
ثم تأتي بورش بنقل {الأسماء} ومده طويلاً، وقصر {أنبئوني} ومد {هؤلاء} وإبدال همزة {إن} ياء ساكنة، فلاقت سكون النون فدخلت في باب المد اللازم غير المدغم، كفواتح السور، مع ثلاثة {صادقين} ثم تعطفه بتسهيل همزة (إن} مع ثلاثة {صادقين} ثم بإبدالها ياء مكسورة خالصة، مع الثلاثة.
[غيث النفع: 368]
ثم تأتي بخلف بالسكت على لام التعريف في {الأسماء} مع مده طويلاً كورش مع تحقيق الهمزتين، وثلاثة {صادقين} واندرج مع خلاد في وجه السكت، ثم تعطفه بعدم السكت مع الثلاثة، ثم بورش مع توسط {ءادم} و{أنبئوني} مع ثلاثة {إن} ومع كل واحد ثلاثة {صادقين} ثم بالطويل مع ثلاثة همزة {إن} و{صادقين} مع تقديم البدل، كما تقدم.
فإن قلت: لم قدمت البدل على التسهيل، مع أنه غير مذكور في التيسير، وعبر عنه بقيل حيث قال: وقد قيل محض المد عنها تبدلا وجرى عمل الناس على تقديم التسهيل عليه؟
قلت: مع كونه لم يذكره في التيسير، وعبر عنه بقيل، هو رواية جمهور المصريين عن الأزرق، بل نسبه بعضهم لعامتهم، وهو مذهب جمهور المغاربة الآخذين عنهم، وقطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وصاحب التجريد، وقال مكي وابن شريح إنه الأحسن.
التسهيل مذهب القليل عن الأزرق، فتبين بهذا قوته على التسهيل، فلهذا قدمته، والداني وإن لم يذكره في التيسير فقد ذكره في جامع البيان وغيره وقال: (إنه الذي رواه المصريون عن الأزرق أداء) ولعل الشاطبي إنما عبر عنه بقيل ليشير إلى أنه من
[غيث النفع: 369]
زيادته على التيسير، وأنه غير قياس، كما ذكره الداني في جامعه، وأما عمل الناس فإنهم مقلدون للشاطبي وقد علم ما فيه، والله أعلم.
وأما الخمسة وعشرون وجهًا التي في الوقف على {صادقين} لحمزة وما هو الصحيح منها والضعيف، فستأتي إن شاء الله في موضع يصح فيه الوقف عليه). [غيث النفع: 370] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31)}
{وعلم آدم}
- قرأ الحسن واليماني ويزيد البربري (وعلم آدم) مبنية للمفعول.
- وقراءة الجماعة على البناء للفاعل (وعلم آدم).
{آدم}
- قرأ ورش في الهمز من (آدم) بالمد والقصر والتوسط حيث جاء.
{الأسماء}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفا من جنس ما قبلها، ويجوز حذفها وإثباتها مع المد.
[معجم القراءات: 1/74]
{ثم عرضهم}
- قرأ أبي (ثم عرضها).
- وقرأ عبد الله بن مسعود ثم عرضهن، والضمير عائد على الأسماء.
- وقراءة الجماعة (ثم عرضهم).
{أنبئوني}
- قرأ الأعمش وأبو جعفر بحذف الهمزة وضم الباء وقفا ووصلا (أنبئوني).
وذكرها الصغاني قراءة للأعرج والزهري.
- وفيه لحمزة وقفة ثلاثة أوجه:
1- حذف الهمزة مع ضم الباء كقراءة أبي جعفر السابقة.
2- تسهيل الهمزة بين بين.
٣- إبدالها ياء خالصة.
وللأزرق فيها ثلاثة البدل.
{هؤلاء}
- إذا وقف حمزة على (هؤلاء) فهو يخفف الأولى، ويسهلها بين بين مع المد والقصر لكونه متوسطا بغيره.
- وقالون قصر الهمزة من (هؤلاء)، وله المد والقصر في (أولاء)، وله مدها مع المد في (أولاء) أيضًا.
- ولأبي عمرو ورویس القصر في (ها) لانفصاله، والمد والقصر في (أولاء).
[معجم القراءات: 1/75]
- ولهما مهما معا.
{هؤلاء إن}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين (هؤلاء إن).
- وقرأ قالون والبزي وابن محيصن بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء، وتحقيق الثانية.
- وقرأ بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين ورش والأزرق وقنبل وأبو جعفر وابن مجاهد.
- وقرأ الأزرق وورش وقنبل بتحقيق الأولى وإبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي ياء ساكنة (هؤلاء ين).
- وقرأ الأزرق بتحقيق الأولى وإبدال الثانية ياء مكسورة (هؤلاء ين).
- وقرأ قنبل وابن شنبوذ ورويس وأبو عمرو واليزيدي وابن محيصن بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية. (هؤلا إن).
- وقرأ بتحقيق الأولى وحذف الثانية أبو عمرو وقالون وأحمد بن صالح (هؤلاءن).
- وقرأ ابن كثير ونافع بسكون الأولى وتحقيق الثانية (هؤلاء إن).
- وقرأ بهمز الأولى وإخفاء الثانية نافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب والقواس). [معجم القراءات: 1/76]

قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة البقرة
[من الآية (33) إلى الآية (34) ]


{قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}

قوله تعالى: {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {أنبئهم} الْبَقَرَة 33
كلهم قَرَأَ {أنبئهم} بِالْهَمْز وَضم الْهَاء إِلَّا مَا حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر عَن هِشَام بن عمار عَن أَصْحَابه عَن ابْن عَامر (أنبيهم) بِكَسْر الْهَاء
وَيَنْبَغِي أَن تكون غير مَهْمُوزَة لِأَنَّهُ لَا يجوز كسر الْهَاء مَعَ الْهَمْز فَتكون مثل عَلَيْهِم وَعَلَيْهِم
وَزعم الْأَخْفَش الدِّمَشْقِي عَن ابْن ذكْوَان بِإِسْنَادِهِ عَن يحيى بن الْحَارِث عَن ابْن عَامر {أنبئهم} مَهْمُوزَة مَكْسُورَة الْهَاء
وَهُوَ خطأ فِي الْعَرَبيَّة إِنَّمَا يجوز الْكسر إِذا ترك الْهمزَة فَيكون مثل عَلَيْهِم وإليهم). [السبعة في القراءات: 153]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أنبئهم} [33] فيهن: بكسر الهاء قنبل طريق الهاشمي وابن الصباح، وأبو بشر، زاد الهاشمي للبزي).[المنتهى: 2/565]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "أنبئهم" [الآية: 33] فلم يبدل همزتها ورش من طريقيه ولا غيره فاتفق كل من القراء على تحقيقها إلا حمزة في الوقف على قاعدته، واختلف عنه مع إبدالها في ضم الهاء وكسرها، فالجمهور عنه على الضم، وذهب جمع إلى الكسر، ومر تفصيله وافقه الأعمش بخلفه والحسن على البدل مع كسر الهاء، إلا أنه عم الوصل والوقف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/387]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنبئهم} [33] اتفقوا على تحقيق همزه، لأن ورشًا لم تدخل في قاعدته، والسوسي من المستثنيات عنده، وأبدلها حمزة في الوقف ياء، ثم اختلف عنه في ضم الهاء وكسرها، وكلاهما صحيح، والضم أقيس بمذهبه.
{بأسمائهم} إن وقف عليه فذكر لحمزة فيه ثمانية أوجه، والصحيح منها أربعه:
الأول والثاني: تحقيق الهمزة الأولى، لأنه متوسط بزائد، وتسهيل الثانية، مع المد والقصر.
الثالث والرابع: إبدال الأولى ياء، مع تسهيل الثانية، مع المد والقصر، والوقف على الأول كاف). [غيث النفع: 370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرض} وصله لا يخفى، ووقفه كالأنهار). [غيث النفع: 370]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال الم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تبدون وما تكتمون (33)}
{أنبئهم}
- قرأ الجمهور (أنبئهم) بالهمز وضم الهاء.
- وقرأ ابن عباس وابن كثير والاخفش وابن ذكوان والبزي والوليد ابن مسلم وهشام وابن عامر (أنبئهم) بالهمز وكسر الهاء ووجهه أنه اتبع حركة الهاء لحركة الباء، ولم يعتد بالهمزة لأنها ساكنة، فهي حاجز غير حصين.
- وقرأ الحسن والأعرج وابن أبي عبلة وابن عبلة وابن عامر والأعمش (أنبئهم) بإبدال الهمزة ياء وكسر الهاء.
قال ابن عطية: (قال أبو عمرة: وقد روى مثل ذلك عن ابن كثير من طريق القواس).
وقرأ الحسن وحمزة (أنبئهم) بإبدال الهمزة ياء وضم الهاء.
[معجم القراءات: 1/77]
- وقرأ الحسن والأعرج وابن كثير من طريق القواس، والزهري أنبهم على وزن «أعطهم».
{بأسمائهم}
- جاء في التيسير: إذا كان الساكن ألفا مبدلة أو زائدة جعلت الهمزة بين بين، وإن شئت مكنت الألف قبلها، وإن شئت قصرتها، والتمكين أقيس.
- وتخفيف الهمزة في الوقف اختص به حمزة، وله أربعة أوجه.
- تحقيق الأولى.
- وإبدالها ياء خالصة.
- وعلى كل من الوجهين تسهيل الثانية مع المد والقصر.
{فلما أنبأهم}
- قرأ حمزة " الوقف بتسهيل الهمزة الثانية فقط.
{إني أعلم}
- ياء المتكلم المتحرك ما قبلها إذا لقيت همزة القطع المفتوحة جاز فيها الوجهان: التحريك والإسكان.
وقد قرأ بالفتح: نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي إني أعلم.
وقرأ بإسكانها الباقون.
[معجم القراءات: 1/78]
{والأرض}
- قرأ ورش وحمزة بالنقل في الحالين «ولرض».
{وأعلم ما}
- قراءة الإدغام عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 1/79]

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( {للملائكة اسجدوا} و{قال رب احكم} بضم التاء والباء يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 175]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({للملائكة اسجدوا} [34]: بالضم حيث وقع يزيد، وقال العمري: بكسر الهاء وإشارة إلى الضم).[المنتهى: 2/565]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا) بضم التاء في الوصل أبو جعفر، والْأَعْمَش، وأبو خالد عن قُتَيْبَة، وروى الْعُمَرِيّ الإشارة إلى الكسر واخلاس الضم، الباقون بكسر التاء، وهو الاختيار؛ لأنه أفصح اللغتين وأشهرهما و(الْمَلَائِكَةِ) مجرور فلا ينقل ضمة الألف إلى ما قبلها (مِنَ السَّمَاءِ) بخلاف قوله: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ) والجماعة اتفقت عليه وروى العراقي عن قُتَيْبَة كأبي جعفر وهو غلط). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (65- .... وَأَيْنَ اضْمُمْ مَلائِكَةِ اسْجُدُوا = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم فصل فقال: وأين اضمم ملائكة اسجدوا إلخ قرأ مرموز (ألف) أين وهو أبو جعفر بضم تاء {للملائكة اسجدوا} حيث وقع اتباعًا لضمة الجيم وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف). [شرح الدرة المضيئة: 89]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ضَمَّ تَاءِ لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا حَيْثُ جَاءَ، وَذَلِكَ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ هَذَا أَوَّلُهَا. وَالثَّانِي فِي الْأَعْرَافِ، وَالثَّالِثُ فِي سُبْحَانَ، وَالرَّابِعُ فِي الْكَهْفِ، وَالْخَامِسُ فِي طه. فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ جَمَّازٍ، وَمِنْ غَيْرِ طَرِيقِ هِبَةِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ بِضَمِّ التَّاءِ حَالَةَ الْوَصْلِ اتِّبَاعًا. وَرَوَى هِبَةُ اللَّهِ، وَغَيْرُهُ عَنْ عِيسَى عَنْهُ إِشْمَامَ كَسْرَتِهَا الضَّمَّ، وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ نَصَّ عَلَيْهِمَا غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَوَجْهُ الْإِشْمَامِ أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى الضَّمِّ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ الْمَحْذُوفَةَ الَّتِي هِيَ هَمْزَةُ الْوَصْلِ مَضْمُومَةٌ حَالَةَ الِابْتِدَاءِ. وَوَجْهُ الضَّمِّ أَنَّهُمُ اسْتَثْقَلُوا الِانْتِقَالَ مِنَ الْكَسْرَةِ إِلَى الضَّمَّةِ إِجْرَاءً لِلْكَسْرَةِ اللَّازِمَةِ مُجْرَى الْعَارِضَةِ، وَذَلِكَ لُغَةُ أَزْدِ شَنُوءَةَ عَلَّلَهَا أَبُو الْبَقَاءِ أَنَّهُ نَوَى الْوَقْفَ عَلَى التَّاءِ فَسَكَّنَهَا ثُمَّ حَرَّكَهَا بِالضَّمِّ اتِّبَاعًا لِضَمَّةِ الْجِيمِ، وَهَذَا مِنْ إِجْرَاءِ الْوَصْلِ مُجْرَى الْوَقْفِ. وَمِثْلُهُ مَا حُكِيَ عَنِ امْرَأَةٍ رَأَتْ نِسَاءً مَعَهُنَّ رَجُلٌ فَقَالَتْ: أَفِي سَوْءَةٍ أَتَيْنَهُ بِفَتْحِ التَّاءِ كَأَنَّهَا نَوَتِ الْوَقْفَ عَلَى التَّاءِ، ثُمَّ أَلْقَتْ عَلَيْهَا حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ وَقِيلَ: إِنَّ التَّاءَ تُشْبِهُ أَلِفَ الْوَصْلِ لِأَنَّ الْهَمْزَةَ تَسْقُطُ فِي الدَّرْجِ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَصْلٍ وَتَاءُ الْمَلَائِكَةِ تَسْقُطُ أَيْضًا لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَصْلٍ، وَقَدْ وَرَدَ الْمَلَائِكُ بِغَيْرِ تَاءٍ فَلَمَّا أَشْبَهَتْهَا ضُمَّتْ كَمَا تُضَمُّ هَمْزَةُ الْوَصْلِ، وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى قَوْلِ الزَّجَّاجِ، وَلَا إِلَى قَوْلِ الزَّمَخْشَرِيِّ إِنَّمَا تُسْتَهْلَكُ حَرَكَةُ الْإِعْرَابِ بِحَرَكَةِ الِاتِّبَاعِ إِلَّا فِي لُغَةٍ ضَعِيفَةٍ كَقَوْلِهِمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ: لِأَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ إِمَامٌ كَبِيرٌ أَخَذَ قِرَاءَتَهُ عَنْ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ، بَلْ قَدْ قَرَأَ بِهَا غَيْرُهُ مِنَ السَّلَفِ وَرَوَيْنَاهَا عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/210]
الْكِسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي خَالِدٍ، وَقَرَأَ بِهَا أَيْضًا الْأَعْمَشُ، وَقَرَأْنَا لَهُ بِهَا مِنْ كِتَابِ الْمُبْهِجِ، وَغَيْرِهِ، وَإِذَا ثَبَتَ مِثْلُهُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ فَكَيْفَ يُنْكَرُ؟ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِخْلَاصِ كَسْرِ التَّاءِ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {للملائكة اسجدوا} بضم التاء حيث وقع، وعن
[تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
عيسى بن وردان أيضًا إشمام الضم، والباقون بكسر التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (440- .... .... وكسر تا الملائكت = قبل اسجدوا اضمم ثق والاشمام خفت
441 - خلفًا بكلٍّ .... .... = .... .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ث) بت (ب) دا وكسرتا الملائكة = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
....
قوله: (وكسرتا الملائكة) نصب على أنه مفعول اضمم؛ والمعنى أن أبا جعفر قرأ «للملائكة اسجدوا» بضم التاء المكسورة للباقين على الإتباع استثقالا للانتقال من الكسرة إلى الضمة وإجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة. واختلف عن عيسى فيه؛ فروى جماعة عنه الضم، وروى هبة الله وغيره عنه إشمام كسرتها الضم تنبيها على أن الهمزة المحذوفة التي هي همزة الوصل مضمومة حال الابتداء وذلك حيث أتى في كل القرآن، وقصرتا الملائكة ضرورة أو على نية الوقف قوله: (ثق) بهذه القراءة ولا يعتبر قول من ضعفها، كيف وهي قراءة نقلت إلينا عن الصحابة؟.
خلفا بكلّ وأزال في أزل = (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل
خلفا تمييز، أي من خلف وقع في قراءة الضم أو مفعول له لأجل ذلك،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 171]
يشير إلى أن إشمام الضم غير متفق على قبوله قوله: (بكل) أي القرآن، يعني حيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل مسألة (ثم هو) و(يمل هو) فقال:
ص:
(ث) بت (ب) دا وكسر تا الملائكت = قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت
ش: أي: ضم التاء من للملائكة اسجدوا [البقرة: 34] حالة الوصل هنا والأعراف [11]، وسبحان [الإسراء: 61]، والكهف [50]، وطه [116]- ذو ثاء (ثق) أبو جعفر لكن من رواية ابن جماز، ومن غير طريق هبة الله وغيره عن عيسى بن وردان، وروى هبة الله وغيره عن عيسى [عنه] إشمام كسرتها ضما، وإليه أشار بقوله: [والإشمام] (خفت) خلفا.
وجه الإشمام: الإشارة إلى الضم؛ تنبيها على أن همزة الوصل المحذوفة مضمومة حالة الابتداء.
ووجه الضم: أنهم استثقلوا الانتقال من كسر إلى ضم؛ إجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة، وهذه [لغة أزد شنوءة].
وعللها أبو البقاء بأنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها [بالضم؛ اتباعا لضمة الجيم، وهذا من إجراء] الوصل مجرى الوقف.
وقيل: إن التاء تشبه ألف الوصل؛ لأن الهمزة تسقط من الدرج؛ لأنها ليست بأصل، ولا التفات إلى قول الزمخشري، والزجاج: إنها [لا] تسهل حركة الإعراب بحركة الإتباع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/151]
إلا في لغة ضعيفة كقولهم: الحمد لله؛ لأن مثل هذا قد ثبت عند العرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إدغام حيث شئتما [البقرة: 35] لأبي عمرو، وجواز الروم والإشمام، والمد، والتوسط، والقصر، فعلى هذا إذا أدغمها تأتى الثلاثة مع السكون المجرد مع الإشمام والروم مع القصر والإبدال بلا إدغام والإظهار مع الهمز، فهذه تسعة أوجه من طريق الضم، وكذا من طريق «الشاطبية» كما تقدم.
ثم أشار إلى خلف ابن وردان وعموم المسألة بقوله:
ص:
خلفا بكلّ وأزال في أزل = (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل
ش: أي: اختلف عن ابن وردان في ضم التاء من للملائكة في كل موضع كما تقدم: [البقرة: 34، الأعراف: 11، الإسراء: 61، الكهف: 50، طه: 116] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: [قرأ] أبو جعفر (للملائكة اسجدوا) حيث وقع بضم تاء التّأنيث من الملائكة، والباقون بكسرها والله الموفق). [تحبير التيسير: 285]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا" [الآية: 34] وهو في خمسة مواضع هنا و[الأعراف الآية: 11] و[الإسراء الآية: 61] و[الكهف الآية: 50] و[طه الآية: 116] فأبو جعفر من رواية ابن جماز ومن غير طريق هبة الله وغيره عن ابن وردان بضم التاء حالة الوصل في الخمسة اتباعا لضم الجيم، ولم يعتد بالساكن فاصلا وافقه الشنبوذي، وروى هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرتها الضم وصحح في النشر الوجهين عن ابن وردان والباقون بالكسرة الخالصة على الجر بالحروف.
وأمال أبي حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/387]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم قريبا حكم إمالة الكافرين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {وإذ قلنا المملكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34)}
{للملائكة}
- قرأ الجمهور للملائكة" بجر التاء.
- وقرأ أبو جعفر وابن جماز وابن وردان بخلاف عنه والشنبوذي وقتيبة عن الكسائي والأعمش سليمان بن مهران بضم التاء في حالة الوصل إتباعا لحركة الجيم «للملائكة اسجدوا".
- ونقل أنها لغة أزد شنوءة.
قال الزجاج في معانيه: «وأبو جعفر من جلة أهل المدينة وأهل الشبت في القراءة إلا أنه غلط في هذا الحرف.
[معجم القراءات: 1/79]
- وروي هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرة التاء الضم، وهي رواية العمري عن أبي جعفر.
{إلا إبليس}
- قرأ جناح بن حبيش «إلا إبليس» بالرفع، وقيل هذه قراءة الكوفيين، وتكون إلا بمعنى الواو أو لكن.
- وقراءة الجماعة بالنصب على الاستثناء «إلا إبليس» وذلك من الضمير «فسجدوا».
- ولا يجوز غيره عند البصريين لأنه موجب.
{أبى}
- قرأه بالإمالة " حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{من الكافرين}
- قرأ بإمالة فتحة الكاف أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري، ورويس عن يعقوب، والصوري عن ابن ذكوان عن ابن عامر.
- وأمال ورش بين بين من طريق الأزرق.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 1/80]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:31 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (35) إلى الآية (39) ]
{وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}

قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({شئتما} [35]، و{شئتم} [58]، وبابه: بلا همز أبو عمرو، والأعشى، وورش طريق الأسدي، ويزيد. بالوجهين ابن عيسى عن أصحابه عن ورش).[المنتهى: 2/566] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({هذه الشجرة} [35]: بكسر الهاء حيث جاء أبو زيد).[المنتهى: 2/566]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" هذي الشجرة "، و" هذي القرية " بياء بدل من الهاء لكنها تذهب في اللفظ لالتقاء الساكنين ابن مُحَيْصِن والأعرج، الباقون (هَذِهِ)، وهو الاختيار لموافقة المصحف وأيضًا فإن الهاء ليس من جنس الياء ولا قرينة منها فتبدل منها). [الكامل في القراءات العشر: 483]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الشَّجَرَةَ) بكسر الشين أبو السَّمَّال، الباقون بفتحها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر ولأن الكسرة ثقيلة). [الكامل في القراءات العشر: 484]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي إِدْغَامِ حَيْثُ شِئْتُمَا فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ وَأَنَّ الْإِدْغَامَ يَمْتَنِعُ لَهُ مَعَ الْهَمْزِ وَأَنَّهُ يَجُوزُ فِيهِ، وَفِي نَحْوِهِ الْإِشْمَامُ وَالرَوْمُ وَتَرْكُهُمَا، وَالْمَدُّ وَالْقَصْرُ فِي حَرْفِ اللِّينِ قَبْلُ وَأَنَّ الْإِظْهَارَ يُقْرَأُ مَعَ الْهَمْزِ وَالْإِبْدَالِ كُلُّ ذَلِكَ فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إدغام حيث شئتما [البقرة: 35] لأبي عمرو، وجواز الروم والإشمام، والمد، والتوسط، والقصر، فعلى هذا إذا أدغمها تأتى الثلاثة مع السكون المجرد مع الإشمام والروم مع القصر والإبدال بلا إدغام والإظهار مع الهمز، فهذه تسعة أوجه من طريق الضم، وكذا من طريق «الشاطبية» كما تقدم.
ثم أشار إلى خلف ابن وردان وعموم المسألة بقوله:
ص:
خلفا بكلّ وأزال في أزل = (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل
ش: أي: اختلف عن ابن وردان في ضم التاء من للملائكة في كل موضع كما تقدم: [البقرة: 34، الأعراف: 11، الإسراء: 61، الكهف: 50، طه: 116] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء "حيث" في شين "شئتما" مع إبدال الهمزة الساكنة أبو عمرو بخلف عنه من الروايتين، ويمتنع له الإدغام مع الهمز فالجائز حينئذ ثلاثة أوجه: الإدغام مع الإبدال والإظهار مع الهمز ومع الإبدال، وأدغم فقط يعقوب من المصباح والمفردة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "هَذِهِ الشَّجَرَةَ" [الآية: 34] وما جاء منه نحو: "هَذِهِ الْقَرْيَة" بياء من تحت ساكنة بدل الهاء تحذف للساكنين وصلا وهي لغة في هذه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({شئتما} [35] يبدل همزه السوسي مطلقًا، وحمزة لدى الوقف). [غيث النفع: 370]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (35)}
{رغدا}
- قراءة الجمهور «رغدة» بفتح الغين.
[معجم القراءات: 1/80]
- وقراءة إبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب (رغدا) بسكون الغين، وهي لغة تميم.
{حيث شئتما}
- أدغم" ثاء (حيث) في شين (شاء) مع إبدال الهمزة الساكنة ياء أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
وذكروا ثلاثة أوجه عن أبي عمرو:
1- الإدغام مع الإبدال، وهو ما ذكرته.
٢- الإظهار مع الهمز.
٣- الإظهار مع الإبدال ووافقه اليزيدي.
ونقل عن أبي عمرو الإشمام.
{شئتما}
- أبدل الهمزة وصلا ووقفة السوسي وأبو جعفر (شيما).
- والإبدال عن حمزة في الوقف (شيتما.- وقراءة الباقين بالتحقيق (شئتما).
{ولا تقربا}
- قرأ يحيى بن وثاب (ولا تقربا) بكسر التاء، وهي لغة عن الحجازيين، فهم يكسرون حرف المضارعة التاء والهمزة والنون، وأكثرهم لا يكسر الياء- وقراءة الجماعة بفتح التاء (ولا تقربا).
{هذه}
- قرأ ابن محيصن وابن كثير في بعض قراءاته (هذي بالياء، وتحذف هذه الياء الساكنة وصلا، وهي لغة في (هذه).
[معجم القراءات: 1/81]
وقراءة الجمهور (هذه) بالهاء.
- وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء الأولى كسرة لطيفة (هذي) وهي رواية أبي زيد عنه.
{الشجرة}
- قرأ هارون الأعور (الشجرة) بكسر الشين، وهي لغة بني سليم.
- وقرأ قوم (الشيرة)، بكسر الشين والياء المفتوحة بعدها. وحكى هذا أبو زيد، وكره أبو عمرو هذه القراءة، وقال:
(يقرأ بها برابر مكة وسودانها)
قال أبو حيان: (وينبغي ألا يكرهها لأنها لغة منقولة فيها).
وذكر السمين أنها تقرأ بكسر الشين والجيم، وسكون الجيم، وبإبدالها ياء مع فتح الشين وكسرها وصورها: الشجرة. الشجرة. الشيرة. الشيرة). [معجم القراءات: 1/82]

قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {فأزلهما الشَّيْطَان} 36
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (فأزالهما) بِأَلف خَفِيفَة وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فأزلهما} مُشَدّدَة بِغَيْر ألف
وروى أَبُو عبيد أَن حَمْزَة قَرَأَ (فأزالهما) بالإمالة مَعَ الْألف وَهَذَا غلط). [السبعة في القراءات: 153]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فأزالهما} حمزة ). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فأزالهما} [36]: بألف حمزة).[المنتهى: 2/566]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (فأزالهما) بألف بعد الزاي وقرأ الباقون بغير ألف وتشديد اللام). [التبصرة: 154]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {فأزالهما الشيطان} (36): بالألف مخففًا.
والباقون: بغير ألف، مشددًا اللام). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (فأزالهما) [بألف] مخففا والباقون بغير ألف مشددا). [تحبير التيسير: 285]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فأزالهما) حَمْزَة، وطَلْحَة، والهمداني، والحسن، وابن صالح، وابن الجلاء عن نصير والزَّعْفَرَانِيّ لكن طَلْحَة وابن الجلاء يكسران الزاي، الباقون (فَأَزَلَّهُمَا)، وهو الاختيار؛ لأن معناه استذلهما قال ابن الغريزي: " أزالهما لا نحاهما و" أزلهما " استذلهما والقصة تدل على الاستنزال وهو مجهول على أن آدم لم يكن نبيًا حين خرج من الجنة إذ الأنبياء معصومون (ءَادَمَ) نصب (كَلِمَاتٍ) رفع أبو حيوة، وسلام، ومكي غير شِبْل في اختياره، الباقون (ءَادَمُ) رفع (كَلِمَاتٍ) نصب وهو الاختيار كان معناه قبل الكلمات أو تلقي والقصة في ذلك مشهورة). [الكامل في القراءات العشر: 483]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([36]- {فَأَزَلَّهُمَا} بألف: حمزة). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (451 - وَفِي فَأَزَلَّ اللاَّمَ خَفِّفْ لِحَمْزَةٍ = وَزِدْ أَلِفًا مِنْ قَبْلِهِ فَتُكَمِّلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([451] وفي فأزل اللام خفف لـ (حمزة) = وزد ألفًا من قبله فتكملا
قوله: (فتكمل)، أي فتكمل الألف الكلمة، فترجع من زل إلى زال.
ووجه قراءته، أن الله أسكنهما، {فأزلهما الشيطان}؛ فالإزالة نقيض الاستقرار.
[فتح الوصيد: 2/628]
وبعده {فأخرجهما}، يقوى هذا المعنى، وليس ذلك بتكرار، لأن الأول: فأزالهما الشيطان عن الجنة؛ أي نحاهما عنها فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم.
ومن قرأ {فأزلهما}، كان بمعنى أزالهما؛ إن قدرته من: زل عن الموضع، إذا لم يثبت فيه، أو يكون معناه: فأكسبهما الزلة). [فتح الوصيد: 2/629]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [451] وفي فأزل اللام خفف لحمزةٍ = وزد ألفًا من قبله فتكملا
ح: (اللام): مفعول (خفف)، (في فأزل): ظرفه، (لحمزة): حال، ضمير (قبله): للام، (تكملا): نصب على جواب الأمر، وفاعله: ضمير الخطاب، أو ضمير الألف.
ص: أي: خفف لحمزة اللام من: {فأزلهما الشيطان} [36]، وزد ألفًا قبل اللام فيكون: {فأزالهما} من الإزالة بمعنى: التنحية، وقراءة العامة من (أزل) إذا حمله على الزلة). [كنز المعاني: 2/11]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (450- وَفِي فَأَزَلَّ اللاَّمَ خَفِّفْ لِحَمْزَةٍ،.. وَزِدْ أَلِفًا مِنْ قَبْلِهِ فَتُكَمِّلا
يريد قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ} والهاء في قبله تعود إلى اللام فيصير فأزال، ومعناهما واحد أي فنحاهما عنها، وقيل: يجوز أن يكون معنى قراءة الجماعة أوقعهما في الزلة وهي الخطيئة، والفاء في فتكملا ليست برمز؛ لأنه قد صرح بقوله: لحمزة وإنما أتى بالفاء دون اللام؛ لئلا يوهم رمزا، فإن قلت لا يكون رمز مع مصرح باسمه قلت: يظن أنها قراءة ثانية بالألف وقراءة حمزة بالتخفيف فقط فاختار الفاء؛ لئلا يحصل هذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/285]
الإيهام وأراد فتكمل الألف الكلمة أو تكمل أنت الكلمة بزيادتك للألف وهو منصوب على جواب الأمر بالفاء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/286]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (451 - وفي فأزلّ اللّام خفّف لحمزة ... وزد ألفا من قبله فتكمّلا
أمر بتخفيف اللام وزيادة ألف قبلها لحمزة فتكون قراءة غيره بتشديد اللام وحذف الألف قبلها). [الوافي في شرح الشاطبية: 202]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (65- .... .... .... .... .... = أَزَلَّ فَشَا .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف فقال: أزل فشا أي قرأ مرموز (فاء) فشا وهو خلف{فأزلهما} [36] بغير ألف مشددة اللام كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 90]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَزَلَّهُمَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ فَأَزَلَّهُمَا بِأَلِفٍ بَعْدَ الزَّايِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْحَذْفِ وَالُتَشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {فأزلهما} [36] بألف وتخفيف اللام، والباقون بتشديدها من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (441- .... .... وأزال في أزل = فوزٌ .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأزال) يعني وقرأ حمزة «فأزالهما الشيطان» من الإزالة: وهي التنحية، والباقون فأزلّ من الإزلال وهي بمعناه: أي أوقعهما في الزلة وهي الخطيئة؛ والمعنى أنه قرأ أزال في لفظ أزل فاستغنى باللفظ عن القيد لوضوحه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة فأزالهما الشيطان [البقرة: 36] بتخفيف اللام وإثبات ألف بينها وبين الزاي، كما لفظ به الناظم، والباقون بالحذف، وتخفيف الزاي [وتشديد اللام].
واستغنى بلفظ القراءتين عن القيد.
وجه المد: أنه من «أزال» معدى «زلت»، أي: تنحيت، وقد أمر بالقرار المسبب عن الطاعة في قوله تعالى: اسكن أنت وزوجك الجنّة ووكلا ولا تقربا هذه [البقرة: 35] فعصى بإغواء الشيطان فنسب إليه، وناسب الإزالة عن مكانهما فأخرجهما [من] الجنة؛ فلا تكرار، أو عن الجنة فأخرجهما من النعيم، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه القصر: أنه من «زل»: وهن، وأزله غيره، فيتحدان، أو من «زل»: أخطأ، وأزله غيره: أكسبه الزلة، فالضمير للشجرة، أي: أصدر زلتهما عن الشجرة؛ ولهذا عدي بـ «عن» نحو: وما فعلته عن أمري [الكهف: 82] وتقويه قراءة عبد الله فوسوس لهما الشيطان عنها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/152]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأزلهما" [الآية: 36] فحمزة بألف بعد الزاي مخففة اللام وافقه الأعمش أي: صرفهما أو نحاهما والباقون بغير ألف مشددا أي: أوقعهما في الزلة ويحتمل أن يكون من زل عن المكان إذا تنحى فيتحدان في المعنى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأزلهما} [36] قرأ حمزة بتخفيف اللام، وزيادة ألف قبله، والباقون بالتشديد والحذف). [غيث النفع: 370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عدو} إن وقف عليه والوقف عليه كاف، فيجوز فيه ثلاثة: الإسكان مع الإشمام، والسكون فقط، والروم، وكلها مع التشديد التام.
وأما المجرور نحو {بغير الحق} [61] ففيه السكون، والروم، وكلاهما مع التشديد، وكذا كل ما ماثلهما.
وبعض من لا علم عنده لا يقف على المشدد بالسكون، فرارًا من الجمع بين الساكنين، والجمع بينهما جائز في الوقف، وبعضهم يقف بالسكون من غير تشديد، وهو خطأ، وسيأتي ذكر المفتوح في موضعه إن شاء الله). [غيث النفع: 371]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعض لبعض عدو لكم في الأرض قوته إلى حين (36)}
{فأزلهما}
- هذه قراءة الجماعة (فأزلهما).
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وحمزة وعاصم والأعمش (فأزالهما) بالألف من (زال).
- وروي عن حمزة من طريق أبي عبيد الإمالة (فأزالهما). ورد هذا ابن مجاهد، وعده غلطة. وجعله ابن خالويه غلطة على حمزة.
- وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (فوسوس لهما الشيطان).
- قال أبو حيان: (هذه القراءة مخالفة لسواد المصحف المجمع عليه).
فينبغي أن يجعل تفسيره، وكذا ما ورد عنه وعن غيره مما خالف سواد المصحف، وأكثر قراءات عبد الله إنما نسب إلى الشيعة،
[معجم القراءات: 1/83]
وقد قال بعض علمائنا: إنه صح عندنا بالتواتر قراءة عبد الله على غير ما ينقل عنه مما وافق الشواذ، فتلك إنما هي آحاد. وذلك على تقدير صحتها. فلا تعارض ما ثبت بالتواتر.
وقرأ (فأزلهم) بلفظ الجمع، وعزيت إلى ابن قطيب.
{فأخرجهما}
- قرأ ابن قطيب (فأخرجهم) على الجمع.
{اهبطوا}
- قراءة الجمهور (أهبطوا) بكسر الباء.
- وقرأ محمد بن مصفي عن أبي حيوة (اهبطوا) بضم الباء، وقد ذكروا أنهما لغتان.
- قراءة الجماعة بفتح القاف (مستقر).
- وقرئ (مستقر) بكسر القاف اسم فاعل من استقر.
{ومتاع إلى}
- قرأ ورش بنقل الحركة من الهمزة إلى التنوين قبلها وقفا ووصلا. وصورتها: (ومتاعين لى).
- وحمزة في الوقف له النقل وعدمه). [معجم القراءات: 1/84]

قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات} 37 فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده (فتلقى ءادم من ربه كلمت) وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات} ). [السبعة في القراءات: 153]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (حمزة {فتلقى آدم... كلمات} رفع مكي). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فتلقى آدم} [37]: نصب، {كلماتٌ} رفع مكي، وسلام).[المنتهى: 2/566]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (فتلقى آدم) بالنصب (كلمات) بالرفع، وقرأ الباقون (آدم) بالرفع (كلمات) بالنصب غير أن التاء مخفوضة في اللفظ). [التبصرة: 154]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {فتلقى آدم} (37): بالنصب، {كلمات} بالرفع.
والباقون: برفع: {آدم}، وكسر التاء من {كلمات} ). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير: (فتلقى آدم من ربه) بالنّصب (كلمات) بالرّفع، والباقون برفع آدم وكسر التّاء). [تحبير التيسير: 285]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([37]- {فَتَلَقَّى آدَمُ} بالنصب {كَلِمَاتٍ} رفع: ابن كثير). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (452 - وَآدَمَ فَارْفَعْ نَاصِباً كَلِمَاتِهِ = بِكَسْرٍ وَلِلْمَكِّيِّ عَكْسٌ تَحَوَّلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([452] وآدم فارفع ناصبًا كلماته = بكسر ولـ (لمكي) عكسٌ تحولا
وجه قراءة ابن كثير، أن ما تلقيته فقد تلقاك.
فالكلمات فاعلة، و{آدم} مفعول..
و{آدم} في القراءة الأخرى فاعل .والكلمات مفعولة.
ومن الأفعال ما يستوي في المعين إضافته إلى الفاعل والمفعول، نحو:
نالني كذا، ونلت كذا؛ وأصابني كذا، وأصبت كذا، كقوله:
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا = أصبت حليمًا أو أصابك جاهل
ومثل قراءة ابن كثير: (لا ينال عهدي الظلمين)، و{بلغني الكبر}.
ولأن الكلمات، لما كانت سببًا لتوبته وإنقاذه، حسن أن يسند الفعل إليها). [فتح الوصيد: 2/629]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [452] وآدم فارفع ناصبًا كلماته = بسر وللمي عكسٌ تحولا
ح: ضمير (كلماته): لـ (آدم) أضيف إليه لملابسة المصاحبة، وضمير (تحولا): للمذكور.
ص: أي: ارفع {آدم} من قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلماتٍ}
[كنز المعاني: 2/11]
[37]، وانصب {كلماتٍ} بالكسر؛ لأن جمع المؤنث السالم نصبه بالكسر عن غير ابن كثير، على أن {آدم} فاعل، و{كلمات} مفعول به.
ولابن كثير المكي عكس تلك القراءة، أي: نصب {آدم} ورفع {كلماتٌ} على أن {آدم} مفعول، و{كلماتٌ} فاعلٌ.
والمعنى واحد، لأن كل ما تلقاك فقد تلقيته.
ومعنى (تحولا): انعكس، تأكيدٌ لقوله: (عكسٌ) ). [كنز المعاني: 2/12]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (451- وَآدَمَ فَارْفَعْ نَاصِباً كَلِمَاتِهِ،.. بِكَسْرٍ وَلِلْمَكِّيِّ عَكْسٌ تَحَوَّلاَ
أي القراءة: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}، فيكون آدم فاعلا وكلمات مفعولا وعلامة نصبه الكسرة وعكس ابن كثير، فجعل آدم مفعولا فنصبه، وكلمات فاعلا فرفعها، والمعنى واحد؛ لأن ما تلقيته فقد تلقاك وكذا ما أصبته، فقد أصابك وقوله: وللمكي عكس أي عكس ما ذكر، وحقيقة العكس لا تتحقق هنا من جهة أن نصب آدم ليس بكسر بل بفتح فهو عكس مع قطع النظر عن لفظ الكسر، ولم يمكنه أن يقول: وللمكي رفع؛ لأنه لا يعرف الخلاف في آدم حينئذ لمن هو؛ لأن رفع المكي مخصوص بكلمات وقوله: تحولا أي المذكور إليه أو عكس تحول إلى هذا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/286]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (452 - وآدم فارفع ناصبا كلماته ... بكسر وللمكّيّ عكس تحوّلا
أمر أن يقرأ لجميع القراء غير المكي قوله تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ، برفع (آدم) ونصب (كلمات) بالكسر. ثم ذكر أن المكي وهو ابن كثير يعكس هذه القراءة فيقرأ بنصب (آدم) ورفع (كلمات). وفي قوله: (تحولا) إشارة إلى انتقال النصب من (كلمات) إلى (آدم) وانتقال الرفع من (آدم) إلى (كلمات) في قراءة ابن كثير قال العلامة أبو شامة: وحقيقة العكس لا تتحقق هنا من جهة أن نصب آدم ليس بكسر بل بفتح فهو عكس مع قطع النظر عن لفظ الكسر انتهى، ولا يخفى أن العكس هنا عكس في الإعراب لا في الكلمات). [الوافي في شرح الشاطبية: 202]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِنَصْبِ آدَمَ وَرَفْعِ كَلِمَاتٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِ آدَمَ، وَنَصْبِ كَلِمَاتٍ بِكَسْرِ التَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو وَانْفِرَادُ عَبْدِ الْبَارِّي عَنْ رُوَيْسٍ فِي إِدْغَامِ آدَمُ مِنْ مِنْ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {فتلقى آدم} بالنصب {من ربه كلماتٍ} بالرفع، والباقون برفع {آدم} [37] ونصب {كلماتٍ} [37] بالكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (441- .... .... .... .... .... = .... وآدم انتصاب الرّفع دل
442 - وكلماتٌ رفع كسرٍ درهم = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (آدم من ربه) أي وقرأ ابن كثير آدم بنصب الرفع، يعني من قوله تعالى «فتلقى آدم من ربه كلمات» ولم يحتج تقييده للترتيب، والباقون بالرفع على أنه فاعل، وكلمات مفعول كما سيأتي في البيت بعده قوله: (دل) الدل: الوقار وحسن السمت والشمائل، ويجوز أن يكون فعلا من الدلالة على الطريق وغيره.
وكلمات رفع كسر (د) رهم = لا خوف نوّن رافعا لا الحضرمي
أي وقرأ كلمات، يعني قوله تعالى «من ربه كلمات» برفع، كسر التاء ابن كثير على أنه فاعل، والباقون بعكس ذلك، آدم بالرفع على الفاعلية، وكلمات بالنصب على أنه مفعول وعلامة نصبه كسر آخره والمعنى واحد لأن من تلقيته فقد تلقاك قوله: (درهم) هو بكسر الدال وفتح الهاء وكسرها لغة وهو معروف فارسي معرب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو دال (دل) ابن كثير فتلقى آدم من ربه [البقرة: 37] بالنصب.
ثم ذكر له أيضا رفع كلمات [البقرة: 37] فقال:
ص:
وكلمات رفع كسر (د) رهم = لا خوف نوّن رافعا لا الحضرمي
ش: أي: قرأ ذو دال (درهم) ابن كثير كلمات بالرفع فحاصله أنه قرأ بنصب الميم ورفع التاء.
وقرأ الباقون برفع ءادم وكسر كلمت [البقرة: 37]، وقيد النصب والرفع للضد.
واعلم أن من الأفعال ما يصدر من أحد معموليها إلى الآخر قبل [ما يصدر إليه منه] فيصبح إسناده إلى كل منهما ك «وصل» و«لقي».
فوجه التسعة: إسناد الفعل إلى «آدم» [وإيقاعه على الكلمات].
ومعنى تلقيه لها: أخذه لها بالقبول والدعاء بها.
ووجه ابن كثير: إسناد الفعل إلى «الكلمات».
قال ابن مسعود: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، لا إله إلا أنت، ظلمت نفسي، فاغفر لي، إنه لا يغفر [الذنوب] إلا أنت».
وقيل: ربّنا ظلمنا أنفسنا ... الآية، الأعراف: 23].
وقرأ التسعة فلا خوف عليهم حيث وقع برفع الفاء وتنوينها، إلا يعقوب الحضرمي فإنه قرأ بفتحها بلا تنوين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/153]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فتلقى" [الآية: 37] حمزة والكسائي وكذا خلف، وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات" [الآية: 37] فابن كثير بنصب "آدم" ورفع "كلمات" على إسناد الفعل إلى الكلمات وإيقاعه على آدم، فكأنه قال: فجاءت كلمات، ولم يؤنث الفعل لكونه غير حقيقي، وللفصل وافقه ابن محيصن والباقون برفع آدم ونصب كلمات بالكسرة إسنادا له إلى آدم وإيقاعا له
[إتحاف فضلاء البشر: 1/388]
على الكلمات، أي: أخذها بالقبول ودعا بها وأدغم الميم في الميم أبو عمرو وبخلفه، ويعقوب من المصباح وكتاب المطلوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتلقى آدم من ربه كلمات} [37] قرأ المكي بنصب {ءادم} ورفع {كلمات} والباقون برفع {ءادم} ونصب {كلمات} بالكسر، لأنه علامة للنصب في جمع المؤنث.
ويأتي فيها على ما يقتضيه الضرب على رواية ورش ستة أوجه، فتح وتقليل {فتلقى} مضروبان في ثلاثة {ءادم}.
وذكره غير واحد من شراح الحرز كالجعبري وابن القاصح ذكره عند قوله: وراء تراءى فاز ... إلخ.
وكان شيخنا العلامة علي الشبراملسي يخبر أن مشايخه يقرءون بها، وقرءوا بها على مشايخهم، وأمعن هو رحمه الله النظر فأسقط منها واحدًا، وهو القصر على التقليل، فكان يقرأ بخمسة.
[غيث النفع: 371]
والصحيح أنه لا يصح منها من طريق الشاطبية إلا أربعة، وهو القصر والطويل على الفتح، والتوسط والطويل على التقليل، ولم أقرأ على شيخنا من طريق الشاطبية إلا بها، وقرأ هو بذلك على شيخه سلطان بن أحمد والوجه الخامس إنما هو من طريق الطيبة، كما ذكره الشيخ سلطان في جواب الأسئلة.
ولا فرق في الأربعة أوجه بين أن يتقدم فيه التقليل على مد البدل، كهذه الآية، أو يتأخر كقوله {اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبا} [34] فيأتي على القصر في {ءادم} الفتح في {أبى} وعلى التوسط التقليل، وعلى الطويل الفتح والتقليل، وقس على هذا نظائره، والله أعلم.
وقد نظمت الأوجه الأربعة، فقلت:
وإن نحو موسى جاء مع باب آمنوا = فوبجها كموسى مع طويل به تجرى
ويأتي على التقليل فيه توسط = ومع فتحه قصر كذا قال من يدري). [غيث النفع: 372]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فتلقى آدم من به كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم (37)}
{فتلقى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
[معجم القراءات: 1/84]
{آدم كلمات}
- قرأ الجمهور (آدم) بالرفع (كلمات) بالنصب.
- وقرأ ابن كثير وابن محيصن (آدم) بالنصب (كلمات)9 بالرفع: (فتلقى آدم من ربه كلمات)، وذلك أن من تلقاك فقد تلقيته، فتصح نسبة الفعل إلى كل واحد.
{آدم من}
- قرأ أبو عمرو والأعمش ويعقوب والحسن واليزيدي وابن محيصن والمطوعي بإدغام الميم في الميم.- وقراءة الباقين بالإظهار).
{إنه}
- قرأ الجمهور (إنه) بكسر الهمزة.
- وقرأ نوفل بن أبي عقرب والعباس بن الفضل (أنه) بفتح الهمزة. ووجهه أنه فتح على التعليل، والتقدير: لأنه، على تقدير لام العلة.
{إنه هو}
- وأدغم الهاء في الهاء أبو عمرو وعيسى وطلحة، وحكى ذلك أبو حاتم عنهم؛ وصورة القراءة
(إنه هو) ). [معجم القراءات: 1/85]

قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فلا خوف} نصب حيث كان يعقوب] ). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فلا خوف} [37]: نصبٌ بلا تنوين حيث وقع يعقوب).[المنتهى: 2/567]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) بفتح الفاء على التبرئة الحسن، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، وأبو السَّمَّال ويَعْقُوب، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، ومجاهد، وقرأ ابن مُحَيْصِن والأعرج بضم الفاء من غير تنوين الباقون برفع الفاء مع التنوين فإن تكررت لا مثل له (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ)، و(لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ)، و(لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ) فأهل مكة والبصرة غير أيوب، وأبي السَّمَّال بالفتح من غير تنوين إلا قوله: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ) فأهل مكة غير شِبْل في اختياره، وأَبُو عَمْرٍو ويَعْقُوب، وسلام، والْجَحْدَرِيّ، والحسن، والمفضل، وأبان، وأبو جعفر، وشيبة بالرفع مع التنوين، زاد سعيد عن المفضل وابْن شَنَبُوذَ عن جبلة، وأبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، (وَلَا جِدَالَ) بالرفع والتنوين، الباقون (لَا خَوفٌ) مرفوع منون وهكذا (لَا بَيعٌ) وأخواتها (فَلَا رَفَثَ) واختارها مفتوح غير منون، والاختيار أن ما تكررت فيه لا مفتوح غير منون وما لم تكرر فيه لا مرفوع منون كاختيار سهل والزَّعْفَرَانِيّ ليجمع فيه بين اللغتين التبرئة والنفي أبو حيوة كأبي جعفر، وقرأ يونس عن أبي عمرو (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ) على التبرئة (وَلَا جِدَالَ) بالضم من غير تنوين كمجاهد ابن صبيح كأَبِي عَمْرٍو، وابن عقيل عن أَبِي عَمْرٍو مخير في قوله: (فَلَا رَفَثَ) وأختيها إن شاء بالفتح من غير تنوين وإن شاء بالرفع مع التنوين (لَا ذَلُولٌ) بالفتح من غير تنوين الشافعي
[الكامل في القراءات العشر: 483]
عن ابْن كَثِيرٍ، والشيزري عن أبي جعفر، والأصمعي عن أَبِي عَمْرٍو، ونافع الباقون مرفوع منون، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 484]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (65- .... .... .... .... .... = .... .... لاَ خَوْفَ بِالْفَتْحِ حُوِّلَا). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف فقال: لا خوف بالفتح حولا أي قرأ المشار إليه (بحاء) حولا وهو يعقوب {فلا خوف} بفتح الفاء حيث وقع من غير تنوين كما لفظ به التي لنفي الجنس وقرأ الآخران بالرفع والتنوين على أنه اسم لا بمعنى ليس علم ذلك من الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 90]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَنْوِينِ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، وَلَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ، وَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ، وَلَا بَيْعٌ، وَلَا خُلَّةٌ، وَلَا شَفَاعَةٌ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ (وَلَا بَيْعٌ، وَلَا خِلَالٌ) مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ (وَلَا لَغْوٌ، وَلَا تَأْثِيمٌ) مِنْ سُورَةِ الطُّورِ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ حَيْثُ وَقَعَتْ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَحَذْفِ التَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ فَلَا رَفَثَ، وَلَا فُسُوقَ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ كَذَلِكَ قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَلَا جِدَالَ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ الثَّلَاثَةُ بِالْفَتْحِ مِنْ غَيْرِ التَّنْوِينِ. وَكَذَا قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ (وَلَا بَيْعٌ، وَلَا خُلَّةٌ، وَلَا شَفَاعَةٌ) فِي هَذِهِ السُّورَةِ (وَلَا بَيْعٌ، وَلَا خِلَالٌ) فِي إِبْرَاهِيمَ (وَلَا لَغْوٌ، وَلَا تَأْثِيمٌ) فِي الطَّوْرِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ فِي الْكَلِمَاتِ السَّبْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ هُدَايَ وَخِلَافُ الْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ فِي إِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {فلا خوف} حيث وقع بفتح الفاء من غير تنوين، والباقون بالرفع والتنوين، وكذا ابن كثير وأبو جعفر والبصريان {فلا رفث ولا فسوق} [197]، وكذا أبو جعفر {ولا جدال} [197]، والباقون بالفتح من غير تنوين في الثلاثة، وكذا ابن كثير والبصريان {لا بيعٌ فيه ولا خلة ولا شفاعة} [254] في هذه السورة، و{لا بيع فيه ولا خلالا} في إبراهيم [31]، و{لا لغو فيها ولا تأثيم} في الطور [23]، والباقون بالرفع والتنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (442- .... .... .... .... = لا خوف نوّن رافعًا لا الحضرمي
443 - رفث لا فسوق ثق حقًّا ولا = جدال ثبتٌ بيع خلّةٌ ولا
444 - شفاعةٌ لا بيع لا خلال لا = تأثيم لا لغو مدًا كنزٌ ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لا خوف) يعني وقرأ «لا خوف عليهم» وما جاء منه نحو «لا خوف عليكم» حيث وقع بالرفع مع التنوين غير الحضرمي وهو يعقوب فإنه يقرأ بالنصب وهو الفتح من غير تنوين، ووجه قراءة الجماعة إعمال لا عمل ليس، ووجه يعقوب التبرئة، وهو أشد نفيا من ليس، لأنك إذا قلت لا رجل في الدار، فالمعنى لا فيها رجل بحال لا واحد ولا أكثر منه أيضا، فقوله «لا صريخ لهم ولا هم ينقذون» لا خلاف في نصبه وإن كان بعده معطوفا عليه موضعه رفع.
رفث لا فسوق (ث) ق (حقّا ولا = جدال (ث) بت بيع خلّة = ولا
أي وقرأ «فلا رفث ولا فسوق» بالرفع والتنوين فيهما أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب قوله: (ولا جدال) أي كذلك أبو جعفر والباقون بفتح الثلاثة، فلا تبرئة، والمبنى معها في موضع مبتدأ والخبر خبر عنه في موضع رفع، ولا عاملة في المبنى فهو في موضع نصب، ومذهب الأخفش أن لا عاملة عمل إن فالمبنى اسمها والخبر
خبرها في موضع رفع، وقراءة رفع الثالث على الابتداء والخبر في الحج، وأن لا عملت عمل ليس ومن رفع الأولين وفتح الثالث فعلى
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 172]
مذهب سيبويه يكون في الحج خبرا عن الثلاثة عطف مبتدأ على مبتدأ، وعلى مذهب الأخفش في الحج خبر عن الأولين ويكون «ولا جدال» إخبارا محضا: أي قد ارتفع المراء في زمن الحج وفي مواقفه بعد أن كان الخلاف بين العرب ووقوف بعضهم بعرفة وبمزدلفة، وشهد لذلك حديث «من حج فلم يرفث ولم يفسق» وما ذكر الجدال قوله: (ثبت) إشارة إلى قوة قراءته قوله: (بيع) أي وقرأ «لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة» في البقرة «ولا بيع ولا خلال» في إبراهيم و «لا لغو فيها ولا تأثيم» في الطور كما سيأتي في البيت الآتي نافع وأبو جعفر وابن عامر والكوفيون قوله: (في آخر البيت ولا) هو حكاية ما وقع في القرآن). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 173]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل ما وقع فيه الخلاف بين الضم والفتح فقال:
ص:
رفث لا فسوق (ث) ق (حقّا) ولا = جدال (ث) بت بيع خلّة ولا
ش: أي قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر ومدلول (حقّا) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/153]
برفع الثاء والقاف من فلا رفث ولا فسوق [البقرة: 197].
وقرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر برفع اللام من ولا جدال في الحج [البقرة: 197].
ثم كمل فقال:
ص:
شفاعة لا بيع لا خلال لا = تأثيم لا لغو (مدا) (كنز) ولا
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) المدنيان و(كنز) ابن عامر، والكوفيون لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفعة بالبقرة [الآية: 254]، ولا بيع فيه ولا خلل بإبراهيم [الآية: 31] ولا لغو فيها ولا تأثيم بالطور [الآية: 23] بالرفع والتنوين في الكلمات السبع.
والباقون بالفتح من غير تنوين.
وأجاد الناظم- رضي الله عنه- في جمع النظائر.
وضد الرفع في قوله: «رافعا»: الفتح لا النصب، وقد ضادّت هنا حركة البناء حركة الإعراب، ولم ينبه عليه الناظم، ولا إشكال [فيه؛ لأن ضد] الرفع المنون نصب بلا تنوين، وهو لفظ فتحة البناء.
واعلم أن (لا) الداخلة على اسم [تعمل] عمل إنّ بشرط أن يكون الاسم [والخبر نكرتين، وألا يفصل بينها وبين اسمها، وألا يتقدم خبرها عليه.
ثم إن كان الاسم] مفردا بنى [معها] على الفتح، وإن كان مضافا أو شبيها به نصب.
ويجب إعمالها مع الشروط إن لم تكرر، فإن كررت نحو: «لا حول ولا قوة» جاز إعمالها وإهمالها.
ويقع فيها خمس صور وهي: فتح الثاني، ورفعه، ونصبه، هذا إن فتح الأول، وإن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/154]
رفع إما على الإهمال أو على إعمالها عمل «ليس» جاز في الثاني الرفع بالعطف، والفتح بالأصل، ويمتنع النصب.
فوجه رفع الجميع أنها عاملة عمل «ليس» أو مهملة وما بعدها معطوف.
ووجه فتحهما أنها عاملة عمل «إن».
ووجه رفع الأولين وفتح «جدال» أن الأول اسم «لا» المحمولة على «ليس» تخصيصا للنفي؛ إذ قد يعجز أكثر الناس عن الكف مطلقا.
والثاني معطوف عليه، و(لا) مكررة للتأكيد، ونفي الاجتماع أو رفع بالابتداء على الإلغاء، وإنما نونا؛ لأن كلا منهما متمكن أمكن بلا لام فيستحق التنوين، وبنى الثالث على الفتح بتقدير العموم؛ ليدل تغاير الإعراب على أنه نفي محض، والجدال على رفع الثلاثة مخالطة الخطأ.
وعلى كل تقدير لابد من خبر لـ (لا)، أو للمبتدأ.
وهو رفع على تقديرين، ونصب على تقدير، وعلى فتح الثلاثة أو رفعها ف في الحجّ [البقرة: 197] خبرها، فالجملة واحدة، ويحتمل غير ذلك). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (فلا خوف عليهم) كيف وقع بفتح الفاء من غير تنوين والباقون بالرّفع والتنوين والله الموفق). [تحبير التيسير: 286]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "هداي" [الآية: 38] الدوري عن الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في التنوين "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 38] وكذا "فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال، ولا بيع، ولا خلة، ولا شفاعة" من هذه السورة "ولا بيع فيه ولا خلال" بإبراهيم و"لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيم" بالطور فيعقوب لا خوف حيث وقع بفتح الفاء وحذف التنوين مبنيا على الفتح على جعل لا للتبرئة، وافقه الحسن، وعن ابن محيصن بالرفع بلا تنوين تخفيفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (38)}
{يأتينكم}
- قراءة ورش والسوسي وأبو جعفر بالإبدال في الحالين (يأتينكم).
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بالهمز في الحالين (يأتينكم).
{هدى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش. والفتح والتقليل من الأزرق وورش.
{هداي}
- قرأ الأعرج ونافع وورش(هداي) بسكون الياء، وفيه الجمع بين ساكنين، وذلك من إجراء الوصل مجرى الوقف.
- وقراءة الجماعة «هداي» بفتح ياء النفس.
- وأماله الكسائي والدوري.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح من غير إمالة.
[معجم القراءات: 1/86]
- وقرأ عاصم الجحدري وعبد الله بن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وأبو الطفيل، وهي قراءة رسول الله (هدي) بقلب الألف ياء وإدغامها في ياء المتكلم؛ إذ لم يمكن كستر ما قبل الياء لأنه حرف لا يقبل الحركة، وهي لغة هذيل، فهم يقلبون ألف المقصور، ويدغمونها فين ياء المتكلم، يقولون في ((عصاي): عصي.
{فلا خوف}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن (فلا خوف) بالرفع والتنوين.
- وقرأ الزهري وعيسى الثقفي ويعقوب والحسن وابن أبي إسحاق وابن محيصن (فلا خوف) بالفتح من غير تنوين على النصب بــ (لا) التي للتبرئة.
- وقرأ ابن محيصن باختلاف عنه بالرفع من غير تنوين (فلا خوف).
وذهب ابن عطية إلى أن (لا) هنا تعمل عمل (ليس)، لكنه حذف التنوين لكثرة الاستعمال.
وهذا التخريج أبو حيان، وذهب إلى أن الأولى أن يكون مبتدأ.
[معجم القراءات: 1/87]
{عليهم}
- وقرأ يعقوب عليهم بضم الهاء، وبذلك تصبح صورة القراءة عنده (فلا خوف عليهم)). [معجم القراءات: 1/88]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "بآياتنا" [الآية: 39] بوجهين التحقيق والتسهيل بإبدال الهمزة ياء؛ لأنه متوسط بغيره وقس عليه نظائره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار" [الآية: 39] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن
[إتحاف فضلاء البشر: 1/389]
الكسائي وافقهم اليزيدي وبالتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والذين كفروا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خلدون (39)}
{بآياتنا}
- وقف عليه حمزة بوجهين.
أ. بالتحقيق.
ب. بالتسهيل بإبدال الهمزة ياء، ومثله نظائره، ووافقه الأعمش.
- وفيه لورش البدل أيضا بأوجهه الثلاثة.
{أصحاب النار}
- أمال (النار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، والداجوني والدوري عن الكسائي، ووافقهم اليزيدي.
- وقراءة التقليل عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/88]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (40) إلى الآية (43) ]
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إسرائيل} [40]: مقصورة الهمزة حيث وقعت ورش طريق ابن الصلت، بتليينها يزيد).[المنتهى: 2/567]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (اذْكُرُوا) مشدد يقتدي بكسر الهمزة إذا كان من الحفظ عن النسيان في جميع القرآن إلا في سورة المائدة (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ)، وفي الأحزاب (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) فإنهما مخففان ابْن مِقْسَمٍ بتشديد ذلك إلا هذين، وأما (اذْكُرُوا) في الأعراف، وفي القصص؛ لأنه ليس من الحفظ عن النسيان،
[الكامل في القراءات العشر: 484]
الباقون بتخفيف ذلك كله، وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ فِي إِثْبَاتِ يَاءِ فَارْهَبُونِ وَفَاتَّقُونِ فِي الْحَالَيْنِ مُجْمَلًا، وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِمَا آخِرَ السُّورَةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/211]
مُفَصَّلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/212] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مذهب أبي جعفر في تسهيل إسرائيل [البقرة: 47] ومده [الياء] للأزرق، ومذهب يعقوب في إثبات ياء فارهبوني [البقرة: 40]، وفاتقوني [البقرة: 41] في الحالين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر بتسهيل همزة "إسرائيل" [الآية: 40] مع المد والقصر لتغير السبب وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كما تقدم كمل له ثلاثة أوجه "و" اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق، فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي، والوجهان في الطيبة، وعن الحسن حذف الألف والياء وهي إحدى اللغات فيها ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على "بني" وبالسكت وبالنقل وبالإدغام، وأما التسهيل بين بين فضعيف وفي الثانية والتسهيل مع المد والقصر فهي ثمانية أوجه، وروى المطوعي إسرائيل بتسهيل الهمزة التي بعد الألف، وأسكن ياء نعمتي التي في الموضعين هنا، والثالث قبيل "وإذ ابتلى" ابن محيصن والحسن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "فارهبون" [الآية: 40] و"فاتقون" [الآية: 41] يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إسراءيل} [40] لا تمد في الياء لورش كـ (إيمان) لطول الكلمة، وكثرة دورها، وثقلها بالعجمة، ولم يختلف في تفخيم رائه، وكذا كل كلمة أعجمية، والذي في القرآن من ذلك هذا و{إبراهم} [124] و{عمران} [آل عمران: 33] ). [غيث النفع: 372]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نعمتي التي} مما اتفق السبعة على فتحه، لسكون لام التعريف بعده، كـــ {حسبي الله} [التوبة: 129] وهو إحدى عشرة كلمة في ثمانية عشر موضعًا). [غيث النفع: 372]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعهدي أوف} اتفقوا على إسكان الياء فيه، وثلاثة {أوف} لورش لا تخفى). [غيث النفع: 373]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فارهبون} و{فاتقون} مما اتفق السبعة على حذف الياء منه اجتزاءًا بكسر ما قبلها). [غيث النفع: 373]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوفي بعهدكم وإياي فارهبون (40)}
{إسرائيل}
- قراءة الجمهور بهمزة بعد الألف، وياء بعدها «إسرائيل»، وهي أفصح اللغات.
- وقرأ أبو جعفر والأعمش وعيسى بن عمر والحسن والزهري وابن أبي إسحاق وعيسى ونافع والأزرق والمطوعي «إسرائيل»، بياءين بعد الألف.
[معجم القراءات: 1/88]
- وقرأ ورش عن نافع «إسرائل» بهمزة بعد الألف ثم لام.
- وعن الحسن حذف الألف والياء (إسرئل)، وبهمزة مكسورة.
- وحكى شنبوذ عن ورش «إسرائيل»" بمدة مهموزة مختلسة.
- وقرئ (إسرائل) بهمزة مفتوحة.
- وقرئ (إسرائل).
- وعن الحسن (إسرأل).
- وقرئ (إسرال) بألف ممالة بعدها لام خفيفة.
- وقرأ (إسرال) بألف غیر ممالة خارجة عن نافع، وهي قراءة الحسن.
- وقرأ الحسن والزهري وابن أبي إسحاق وغيرهم (إسرائين) بنون بدل اللام.
- وقرأ سقلاب عن نافع «إسرايل» بياء واحدة، وذكر الطوسي أنها قراءة إلياس.
[معجم القراءات: 1/89]
- وقرأ قطرب (سرال).
- وقرئ (إسرايين)، و(إسرال)، و(إسرئين).
ووقف حمزة على (إسرائيل) بتحقيق الهمزة من غير سكت على (بني)، وبالسكت أيضا، وبالنقل وبالإدغام.
{اذكروا}
قرأ ابن مسعود ويحيى بن وثاب (اذكروا)، بالدال المهملة المشددة.
وقراءة الجماعة (اذكروا) أمر من الذكر.
{نعمتي}
- يجوز في الياء الإسكان، والفتح، والقراء السبعة متفقون على الفتح، وهو الأجود عند الزجاج.
- وأسكن الياء ابن محيصن والحسن، وذكر ابن خالويه ذلك للمفضل عن عاصم.
{بعهدي}
- قرأ عيسى الهمداني (بعهدي) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بإسكانها.
{أوف}
- قرأ الزهري (أوف) مشددة من (وفى).
- وقراءة الجماعة على التخفيف (أوف)، من (أوفى)
[معجم القراءات: 1/90]
{فارهبون}
- قراءة الجمهور بحذف الياء في الوقف والوصل «فارهبون»، وحذفت الياء هنا لأنها فاصلة.
- وقرأ بإثبات الياء في الوقف والوصل يعقوب (فأرهبوني)، وهي قراءة عن ابن أبي إسحاق، وهي لغة الحجازيين.
- وذكر الأنباري أن عيسى بن عمر يحذفها في الوقف ويثبتها في الوصل.
- وأثبتها في الوصل الحسن وابن كثير). [معجم القراءات: 1/91]

قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ فِي إِثْبَاتِ يَاءِ فَارْهَبُونِ وَفَاتَّقُونِ فِي الْحَالَيْنِ مُجْمَلًا، وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِمَا آخِرَ السُّورَةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/211]
مُفَصَّلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/212] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مذهب أبي جعفر في تسهيل إسرائيل [البقرة: 47] ومده [الياء] للأزرق، ومذهب يعقوب في إثبات ياء فارهبوني [البقرة: 40]، وفاتقوني [البقرة: 41] في الحالين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "فارهبون" [الآية: 40] و"فاتقون" [الآية: 41] يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كافر} لم يمله أحد، ولا عبرة بمن انفرد بإمالته لدوري علي، ويكفي عدم عدنا له في الممال، إلا أن غرضنا زيادة الإيضاح). [غيث النفع: 373]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وامنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافرا به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا (41)}
{كافر}
- قرأه بالإمالة عبيد عن أبي عمرو، وكذلك الوراق عن الكسائي في هذا الموضع فقط.
{ولا تشتروا}
- قرأ أبي (وتشتروا) بحذف (لا)، والفعل عند الفراء منصوب على الصرف، أو هو لازم على العطف.
وقراءة الباقين بإثباتها (ولا تشتروا).
[معجم القراءات: 1/91]
{فاتقون}
- فيها ما في (فارهبون) في الآية السابقة من حيث حذف الياء وإثباتها). [معجم القراءات: 1/92]

قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون (42)}
{ولا تلبسوا}
- قراءة الجماعة بفتح التاء وسكون اللام وكسر الباء (ولا تلبسوا) من الإلباس.
- وقرئ (ولا تلبسوا) بصم التاء وكسر الباء، وماضيه ألبس وهي لغة.
{وتكتموا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (وتكتمون) بإثبات النون، وخرج على أنها جملة في موضع الحال، وقدره الزمخشري (كاتمين).
- وقراءة الجماعة (وتكتموا) بحذف النون، وتخريجها ظاهر). [معجم القراءات: 1/92]

قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وغلظ الأزرق لام الصلاة [الآية: 43].
ورقق راء "لكبيرة" [الآية: 45] بلا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الراكعين} تام، وقيل كاف، فاصلة إجماعًا، ومنتهى النصف على المشهور). [غيث النفع: 373]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين (43)}
{الصلاة}
- قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام). [معجم القراءات: 1/92]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (44) إلى الآية (48) ]
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) }

قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (44)}
{أتأمرون}
- قرأ ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال الهمزة وصلا ووقفا (أتأمرون).
- وكذا قرأ حمزة في الوقف بالإبدال.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (أتأمرون) ). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وغلظ الأزرق لام الصلاة [الآية: 43].
ورقق راء "لكبيرة" [الآية: 45] بلا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أتأمرون الناس بالبر}
{لكبيرة إلا} [45] لا يخفى ما فيه من ترقيق ونقل وسكت). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45)}
{الصلاة}
تغليظ اللام عن الأزرق وورش، وتقدم قبل قليل.
{لكبيرة}
- قراءة الأزرق وورش" بترقيق الراء.
{لكبيره إلا}
- النقل عن ورش (لكبيرتين لا)، وهو مع حذف الهمزة.
- وفيه السكت، وتركه لخلف عن حمزة). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون (46)}
{يظنون}
- هذه قراءة الجماعة (يظنون).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (... يعلمون)، وهي تقوي مجيء الظن بمعنى اليقين). [معجم القراءات: 1/93]

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ إِسْرَائِيلَ حَيْثُ أَتَى مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَلِكَ خِلَافُ الْأَزْرَقِ مَدُّ الْيَاءِ بَعْدَ الْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مذهب أبي جعفر في تسهيل إسرائيل [البقرة: 47] ومده [الياء] للأزرق، ومذهب يعقوب في إثبات ياء فارهبوني [البقرة: 40]، وفاتقوني [البقرة: 41] في الحالين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/155] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يبني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين (47)}
{يا بني إسرائيل}
- تقدم الحديث في قراءات «إسرائيل» مفصلا في الآية 40 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 1/93]
وفي الحجة لابن خالويه: (كان ابن كثير يتم إسرائيل) لأجل استقبال الهمزة، فهي مد حرف لحرفي، والمد في (إسرائيل) من أصل بنية الكلمة، وسوى الباقون بين مدتيهما.
{نعمتي التي}
- فتح الياء وإسكانها تقدم مع الآية 40 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/94]

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَلَا يقبل مِنْهَا شَفَاعَة} 48
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (وَلَا تقبل) بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَنَافِع {وَلَا يقبل} بِالْيَاءِ
وروى يحيى بن آدم وَالْكسَائِيّ وَابْن أبي أُميَّة وَغَيرهم عَن أبي بكر عَن عَاصِم وَعَن حَفْص عَن عَاصِم بِالْيَاءِ
وروى حُسَيْن الْجعْفِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 154]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تقبل} بالتاء هنا مكي وبصري). [الغاية في القراءات العشر: 176]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تقبل} [48]: بالتاء مكي، بصري غير أيوب). [المنتهى: 2/567]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (ولا تقبل) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ولم يختلف في الثاني أنه بالياء). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمر: {ولا تقبل منها} (48): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (ولا تقبل منها) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش يمكن الياء من (شيء وشيئا وكهيئة) وشبهه وكذلك الواو من (السوء وسوءة) وشبهه إذا انفتح ما قبلهما وكانا مع الهمزة في كلمة واحدة حاشا (موئلا والموءودة).
وحمزة يقف على الياء من (شيء وشيئا) في الوصل خاصّة والباقون لا يمكنون ولا يقفون). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُقبَلُ) بالتاء مكي غير ابن مقسم، وأبو حيوة وبصري غير أيوب وأبي السَّمَّال والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالياء غير أن قَتَادَة فتح الياء والباء ونصب (شَفَاعَةً)، وهو الاختيار ليكون الفعل للَّه تعالى). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([48]- {وَلا يُقْبَلُ} بالتاء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (453 - وَيُقْبَلُ الأُولى أَنَّثُوا دُونَ حَاجِزٍ = وَعُدْنَا جَمِيعاً دُونَ مَا أَلِفَ حَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([453] ويقبل الأولى أنثوا (دُ)ونَ (حـ)اجز = وعدنا جميعًا دون ما ألفٍ (حـ)لا
(دون حاجز)، أي دون مانع من التأنيث، لأن الشفاعة مؤنثة.
ومن قرأ بالياء، فلأن تأنيث الشفاعة غير حقيقي.(وكل ما تأنيثه غير حقيقي)، فإلى التذكير مآله، لأن التذكير هو الأصل، والتأنيث داخل عليه.
وهاهنا لم يدخل التأنيث على تذكير. فهي إذًا بمعنى التشفع، لا سيما وقد وقع الفصل بين الفعل والفاعل، وذلك مما يجوز معه تذكير المؤنث الحقيقي، فغير الحقيقي أولى.
وعلى الجملة، فمثل هذا يجوز فيه التذكير والتأنيث كما قال تعالى: {فقد جاءكم بينة من ربكم}، و{جاءتهم البينة}، ومثله في القرآن كثير.
وقوله: (وعدنا جميعًا)، يعني هنا وفي الأعراف وطه.
[فتح الوصيد: 2/630]
وإنما قال (حلا)، لأن جماعةً من الحذاق، اختاروا هذه القراءة الموافقة اللفظ المعين، لأن المعين أن الله تعالى وعد موسى، فهو منفرد بالوعد. والمفاعلة إنما تكون بين الآدميين إذا كانت من اثنين.
ومن قرأ {وعدنا} بألف، جعله بمعني وعدنا، لأن المفاعلة قد تكون من واحد حيث يمكن أن تقع من اثنين، كقولهم: عاقبت وجازيته؛ فحيث لا يقع من اثنين أولى، وهو مثل قوله: (فحاسبنها).وقد قيل: إن ترقب موسى للميقات ومراعاته المصير إليه، قام مقام المواعدة، فيكون من اثنين.
واختار هذه القراءة الطبري وأبو طاهر ومكي .
وأشار شيخنا إلى الأولى، واختارها أبو عبيد). [فتح الوصيد: 2/631] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [453] ويقبل الأولى أنثوا دون حاجزٍ = وعدنا جميعًا دون ما ألفٍ حلا
ح: (الأولى): صفة (يقبل)، و (يقبل): مفعول (أنثوا)، (وعدنا): مبتدأ، (جميعًا): حال، (حلا): خبر المبتدأ، (دون): ظرفه، و (ما): زائدة.
ص: أي: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {ولا تقبل منهم شفاعةٌ} [48] بالتاء، دون: {ولا يقبل منها عدلٌ} [123]؛ إذ لا خلاف في تذكيره. والتأنيث ظاهر لأن الشفاعة مؤنثة.
وقرأ الباقون بالتذكير، أي: بالياء؛ لأن تأنيث الشفاعة غير
[كنز المعاني: 2/12]
حقيقي، وتذكير فعله جائز لا سيما مع الفصل.
ثم قال: {وعدنا} في جميع القرآن، أي: هنا [البقرة: 51]، وفي الأعراف [142]، وطه [80] قراءة أبي عمرو بغير ألف بعد الواو؛ لأن الله وعده، وقرأ الباقون بألف من المواعدة، بمعنى الوعد، نحو: (طارقت النعل)، أو على الحقيقة لأن اله وعد التكليم لموسى، ووعد موسى المسير إليه). [كنز المعاني: 2/13] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (452- وَيُقْبَلُ الُاولى أَنَّثُوا "دُ"ونَ "حَا"جِزٍ،.. وَعُدْنَا جَمِيعًا دُونَ مَا أَلِفَ "حَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} يقرأ بالتأنيث والتذكير أي بالتاء والياء، فوجه التأنيث ظاهر؛ لأن الشفاعة مؤنثة، ولهذا قال: دون حاجز أي مانع، ووجه التذكير أن تأنيث الشفاعة غير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/286]
حقيقي، وكل ما كان كذلك جاز تذكيره لا سيما وقد وقع بينه وبين فعله فاصل وسيأتي له نظائر كثيرة، واحترز بقوله الأولى أي الكلمة الأولى عن الأخيرة وهي: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}، فإن الفعل مذكر بلا خلاف؛ لنه مسند إلى مذكر وهو عدل وبعده: {وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ}، لم يختلف في تأنيثها؛ لأنه لم يفصل بينهما كلمة مستقلة بخلاف الأولى وقرأ أبو عمرو: {وَعَدَنَا} في البقرة والأعراف وطه بغير ألف بعد الواو؛ لأن الله تعالى وعده وقرأ غيره "واعدنا" بألف بعد الواو على معنى وعدنا كقوله: "فحاسبناها" وقيل يصح فيه معنى المفاعلة فإن قلت: من أين يعلم من النظم أن قراءة الباقين بألف بعد الواو دون أن يكون بألف قبلها فيكون أوعدنا؛ لأنه قال دون ما ألف ولم ينطق بقراءة الجماعة ولو كان لفظ بها لسهل الأمر قلت: يعلم ذلك من حيث إنه أراد أوعدنا للزمه أن يبين إسكان الواو وتحريكها، فلما لم يتعرض لذلك علم أنه غير مراد وأيضا فإن حقيقة الألف ثابتة في لفظ: {وَاعَدْنَا}، وأما أوعدنا فهي حمزة قبل الواو فإطلاق الألف عليها مجاز، والأصل الحمل على الحقيقة فيزول الإشكال على هذا مع ظهور القراءتين واشتهارهما وعدم صحة معنى الوعيد في هذه المواضع ولو قال: وفي الكل واعدنا أو وجملة واعدنا بلا ألف حلا بطل هذا الإشكال لكن في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/287]
"وعدنا" و"واعدنا" ألف بعد النون كان ينبغي الاحتراز عنها أيضا، فإن قلتَ: تلك لا يمكن حذفها، فإن قلت: وليس كل ما لا يمكن حذفه لا يحترز منه فإنه سيأتي في قوله: وقالوا: الواو الأولى سقوطها ولا يمكن إسقاط الثانية مع بقاء ضمة اللام ثم إنه أيضا يرد عليه ما في سورة القصص: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا}.
فهو بغير ألف بلا خلاف، وكذا الذي في الزخرف: {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ}.
فإن اعتذر له بأنه قال: "وعدنا" بغير هاء والذي في القصص بزيادة هاء، والذي في الزخرف بزيادة هاء وميم فلا ينفع هذا الاعتذار فإن الذي في طه بزيادة كاف وميم وهو قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ}.
وصاحب التيسير نص على أن الخلاف في "وعدنا"، و"وعدناكم"، فخرج الذي في القصص فإنه لفظ ثالث والذي في الزخرف فإنه لفظ رابع فلو قال: الناظم وعدنا وعدناكم بلا ألف حلا لخلص من هذا الإشكال ولكن خلفه إشكال آخر، وهو أنه لم يقل جميعا ولكن يكون له أسوة بما ذكر في بيتي الإشمام ويبقى عليه الإشكالان المتقدمان في موضع الألف وما في قوله دون ما ألف زائدة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/288] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (453 - ويقبل الاولى أنّثوا دون حاجز ... وعدنا جميعا دون ما ألف حلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ بتاء التأنيث فتكون قراءة الباقين بياء التذكير والتقييد بالأولى للاحتراز عن الثانية وهي وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ فلا خلاف بين القراء في قراءتها بالتذكير. وقرأ أبو عمرو واعَدْنا في جميع مواضعه بحذف
الألف بعد الواو، وهو في ثلاثة مواضع هنا: وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وفي الأعراف وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً، وفي طه وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ. وقرأ غيره بإثبات الألف بعد الواو). [الوافي في شرح الشاطبية: 202] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ تَقَبَّلْ بِالتَّأْنِيثِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّذْكِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/212]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {ولا تقبل} [48] هنا بالتأنيث، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 452]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (444- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... ولا
445 - يقبل أنّث حقّ .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (شفاعة لا بيع لا خلال لا = تأثيم لا لغو (مدا كنز) ولا
قوله: (ولا) يعني قوله تعالى «ولا تقبل» الآية في البيت الآتي، وأتى به لفصل الواو وللربط زيادة في البيان.
يقبل أنث (حقّ) واعدنا اقصرا = مع طه الاعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را
يعني «ولا تقبل منها شفاعة» وهو هذا الموضع دون الذي أثناء السورة فإنه لا خلاف فيه، ولم يحتج إلى تقييده بالأولى؛ لأن قاعدة الفرش إذا أطلق ذكر حرف وفي السورة مثله فالمراد الأول ولا يدخل الثاني إلا بدليل، فقرأ أبو عمرو وابن كثير ويعقوب «تقبل منها شفاعة» بالتأنيث، والباقون بالتذكير على التأنيث غير حقيقي ولأن وقع بينهما فاصل؛ ووجه التأنيث ظاهر، لأن الشفاعة مؤنثة، وسيأتي كثير من ذلك اختلف فيه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 173]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل يقبل [البقرة: 48] فقال:
ص:
يقبل أنّث (حقّ) واعدنا اقصرا = مع طه الأعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را
ش: أي: قرأ مدلول (حق) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولا تقبل منها شفاعة هنا [البقرة: 48] بالتاء المثناة فوق للتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/155]
والباقون بالمثناة تحت للتذكير.
وقرأ ذو حاء (حلا) أبو عمرو وظاء (ظلم) يعقوب وثاء (ثرا) أبو جعفر وإذ وعدنا موسى [البقرة: 51] هنا وو وعدنا موسى ثلاثين ليلة بالأعراف [الآية: 143]، ووعدناكم جانب الطور بطه [الآية: 80].
والباقون بألف بين الواو والعين.
تنبيه:
لم يحتج إلى تقييد تقبل بـ «الأولى»؛ لأن اصطلاحه: إذا كانت الكلمة المختلف فيها ذات نظير مجمع عليه التزم الترتيب؛ فيعلم من ذكرها موضعها، وإنما صرح بمحل الخلاف في وعدنا ليخرج أفمن وعدنه [القصص: 61]، وكذا أو نرينّك الذي وعدنهم [الزخرف: 42].
وجه التأنيث: إسناد الفعل إلى شفعة [البقرة: 48] وهي مؤنثة لفظا.
ووجه التذكير: أن تأنيثها غير حقيقي، وقد فصل بينهما.
وأيضا فهي بمعنى «شفيع»، واستصحابا للأصل، ورسمهما متحد، وعليه قوله تعالى: فقد جآءكم بيّنة [الأنعام: 157]، وو إن كان طآئفة بالأعراف [الآية: 87]، [و] لولا أن تدركه نعمة [القلم: 49].
ووجه قصر وعدنا: أن الله تعالى وحده، [و] عليها الرسم على حد ألم يعدكم ربّكم [طه: 86].
ووجه المد: أنه على حد قوله تعالى: فحاسبنها [الطلاق: 8] فيتحدان، أو أنه على جهة المفاعلة، ووعد موسى وقومه المجيء أو القبول، ويوافق الرسم تقديرا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/156]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَة" [الآية: 48] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالتأنيث لإسناده إلى شفاعة وهي مؤنثة لفظا، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالتذكير؛ لأن التأنيث غير حقيقي، وحسنه الفصل بالظرف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [48] إذا وقفت عليه لحمزة فيه وجهان، نقل حركة الهمزة إلى الياء، فتصير ياءً مفتوحة، بعدها ألف، والثاني تشديد الياء، وسكت حمزة إن وصل، ومد ورش وتوسطه مطلقًا مما لا يخفى). [غيث النفع: 379]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقبل} قرأ المكي والبصري هنا بالتأنيث، لتأنيث {شفاعة} والباقون بالتذكير، لأنه غير حقيقي التأنيث، وخرج بقيد (هنا) الثانية وهي {ولا يقبل منها عدل} [123] فإنه متفق على قراءته بالتذكير، لإسناده إلى {عدل} ). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون (48)}
{لا تجزي}
- قرأ أبو السمال العدوي (لا تجزي) بالهمز من (أجزأ) أي أغني.
- وقرئ (لا تجزئ) بالتاء المفتوحة وهمزة مضمومة، من أجزأ.
{لا تجزي نفس عن نفس}
- وقرأ أبو السمال العدوي (لا تجزئ نسمة عن نسمة).
- وقراءة الجماعة (لا تجزي) بالياء من (جري).
{ولا يقبل منها شفاعة}
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ونافع بالياء «ولا يقبل».
وروي هذا عن أبي بكر وحفص وعاصم.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي
[معجم القراءات: 1/94]
(ولا تقبل) بالتاء، وهو القياس والأكثر، وهي قراءة أهل مكة وأهل البصرة، ورويت عن أبي بكر عن عاصم.
ومن قرأ بالياء فهو أيضا جائز فصيح لمجاز التأنيث، وحسنه الفصل بين الفعل ومرفوعة.
وقرأ سفيان وقتادة «ولا يقبل" بفتح الياء، ونصب «شفاعة»، وذلك على البناء للفاعل.
وفي هذا التفات، وخروج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب، وبناؤه للمفعول أبلغ لأنه في اللفظ أعم). [معجم القراءات: 1/95]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:42 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (49) إلى الآية (53) ]
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}

قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْجَيْنَاكُمْ) بألف ابن أبي عبلة، الباقون (نَجَّيْنَاكُمْ)، وهو الاختيار لموافقة المصحف، ولأنه أبلغ (يُذَبِّحُونَ) خفيف بإسكان الذال وفتح الياء حيث وقع ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، وابن عيينة عن ابْن كَثِيرٍ، وإسماعيل عن ابْن كَثِيرٍ، وأبو حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالتشديد، وهو الاختيار لتكرر ذلك منه). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "يذبحون" [الآية: 49] هنا وإبراهيم "ويذبح" بالقصص بفتح ضم الياء وسكون فتحة الذال وفتح كسرة الموحدة وتخفيفها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/390]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نساءكم} [49] إذا وقفت عليه فيه لحمزة وجهان، تسهيل همزه مع المد والقصر، وما ذكر فيه غير هذا ضعيف لا يقرأ به). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناء كم ويستحيون نساء كم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم (49)}
{نجيناكم}
- قرأ ابن أبي عبلة (نجيناكم) بألف، وهي قراءة الجمهور من القراء كذا عند ابن خالويه !! فلعل تحريفا وقع في القراءة.
- وقرأ النخعي (أنجيناكم)، والهمزة للتعدية إلى المفعول كالتضعيف في القراءة السابقة.
[معجم القراءات: 1/95]
- وقرأ بعضهم أنجيتكم.
- وقرأ إبراهيم النخعي أيضا نجيتكم.
{يسومونكم}
- قرأ زيد بن علي (يسومونكم) بتشديد الواو، وهو في معنى قراءة الجماعة «يسومونكم».
{سوء العذاب}
- في «سوء» لحمزة وهشام في الوقف وجهان:
1- نقل فتحة الهمزة إلى الواو ثم تسكن للوقف.
۲- إبدال الهمزة واوا مع إدغام الواو التي قبلها فيها «سو...».
{يذبحون}
- قراءة الجمهور «يذبحون» بالتشديد، وهي القراءة المجمع عليها عند الزجاج، وهي عنده أبلغ من التخفيف، وهي الأرجح عند ابن عطية، والتشديد للتكثير، والذبح متكرر.
- وقرأ الزهري وابن محيصن «يذبحون» خفيفة من «ذبح» المجرد، والتخفيف عند الزجاج شاذ.
- وقرئ يذبحون، بضم الياء وكسر الباء مخففة، وماضيه أذبحت.
[معجم القراءات: 1/96]
- وقرأ عبد الله بن مسعود (يقتلون مكان يذبحون)، والذبح قتل.
{أبناءكم}
لحمزة في الوقف تسهيل الهمز مع المد والقصر.
{ويستحيون نساءكم}
- قراءة الإظهار والإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
{نساءكم}
- وقف حمزة على نساءكم مع تسهيل الهمزة، ووافقه على ذلك حمدان بن أعين وطلحة بن مصرف وجعفر بن محمد الصادق وسليمان بن مهران الأعمش في أحد وجهيه وسلام بن سليمان.
{بلاء}
لحمزة وهشام بخلاف عنه، في حالة الوقف خمسة أوجه:
1- 3- ثلاثة الإبدال.
4- 5- التسهيل بالروم مع المد والقصر.
- ويزاد لهشام التسهيل بالروم مع التوسط). [معجم القراءات: 1/97]

قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون ونتم تنظرون (50)}
{فرقنا}
- قرأ الزهري والأخفش (قنا) بالتشديد، ويفيد التكثير.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف (فرقنا) ). [معجم القراءات: 1/97]

قوله تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَإِذ واعدنا مُوسَى} 51 {وواعدنا مُوسَى} الْأَعْرَاف 142 {وواعدناكم} طه 80
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو ذَلِك كُله بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ذَلِك كُله بِالْألف). [السبعة في القراءات: 154]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {ثمَّ اتخذتم} 51 {وأخذتم} آل عمرَان 81 و{لاتخذت} الْكَهْف 77
فأظهر الذَّال فِي ذَلِك كُله ابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة حَفْص
وأدغمها الْبَاقُونَ وَأَبُو بكر عَن عَاصِم أَيْضا مَعَهم). [السبعة في القراءات: 154]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وعدنا} حيث كان بصري
[الغاية في القراءات العشر: 176]
ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 177]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وعدنا} [51]، حيث وقع: بغير ألف بصري إلا أيوب، ويزيد، وأبو عبيد. وافق المفضل في طه، والمنهال إلا فيها).[المنتهى: 2/568]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو وعمرو (وإذ وعدنا) بغير ألف هنا وفي الأعراف وطه، وقرأهن الباقون بالألف بعد الواو). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {وإذ وعدنا} (51)، {ووعدناكم} (طه: 80): بغير ألف، حيث وقع.
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب (وإذ وعدنا ووعدناكم) بغير ألف حيث وقع، والباقون بالألف). [تحبير التيسير: 286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (اتخذتم) ذكر في الإدغام] ). [تحبير التيسير: 286]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ووَعَدْنَا) بغير ألف، وفي الأعراف، وطه بصري غير أيوب، والْمُعَلَّى، وأبو جعفر وشيبة، وقاسم، وافق المفضل، وأبان، والمنهال، والهمداني في البقرة والأعراف، وهو الاختيار بغير ألف؛ لأن المواعدة تجري بين اثنين، والوعد كان من اللَّه تعالى، ولم يك من موسى وعد بل كان منه القبول، الباقون (وَاعَدْنَا) بألف). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([51]- {وَاعَدْنَا}، {وَوَاعَدْنَاكُمْ} [طه: 80] بغير ألف حيث وقع: أبو عمرو). [الإقناع: 2/597]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66 - وَعَدْنَا اتْلُ .... .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص - وعدنا (ا)تل بارئ باب يأمر أتم (حـ)ـم = أسارى (فـ)ـدًا خف الأماني أسجلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بالألف) من اتل وهو أبو جعفر {وعدنا} بغير ألف بعد الواو كما لفظ به في الثلاثة مواضع أي {وإذ واعدنا موس} [51] هنا {ووعدنا موسى} [142] بالأعراف {ووعدناكم جانب الطور} [80] بطه وعلم من الوفاق ليعقوب كذلك (14) ولخلف بالألف). [شرح الدرة المضيئة: 90]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاعَدْنَا مُوسَى هُنَا وَالْأَعْرَافِ، وَفِي طه وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِقَصْرِ الْأَلِفِ مِنَ الْوَعْدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْمَدِّ مِنَ الْمُوَاعَدَةِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: قِرَاءَةِ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ فِي الْقَصَصِ بِغَيْرِ أَلِفٍ أَنَّهُ غَيْرُ صَالِحٍ لَهُمَا وَكَذَا حَرْفُ الزُّخْرُفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْإِدْغَامُ وَالْإِظْهَارُ فِي: اتَّخَذْتُمُ كَيْفَ وَقَعَ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/212]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر والبصريان {وعدنا} هنا والأعراف، وفي طه {وواعدناكم جانب الطور} [طه : 80] بقصر الألف من الوعد، والباقون بالمد من المواعدة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (445- .... .... .... واعدنا اقصرا = مع طه الاعراف حلا ظلمٌ ثرا). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واعدنا) أي وقرأ وعدنا بالقصر وهو حذف الألف بعد الواو هنا، يعني قوله تعالى «وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة» وفي طه «ووعدناكم جانب الطور الأيمن» وفي الأعراف «ووعدنا موس ثلاثين ليلة» أبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر لأن الله تعالى هو المنفرد بالوعد لموسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وقرأ الباقون وأعدنا في الثلاثة بالألف مدا لأن المفاعلة قد تكون من الواحد نحو عاقبت اللص فالقراءتان بمعنى، أو أن قبول الوعد من موسى عليه السلام والتحري لإنجازه والوفاء به قام مقام الوعد وتلفظ
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 173]
الناظم بقراءة الباقين، وقيد قراءة المرموز لهم بالقصر ليزول ما استشكل على غيره من إبهام أن تكون الألف أوّلا أو آخرا، ونص على الثلاثة في موضعهما ليخرج «أفمن وعدناه» في القصص «أو نرينك الذي وعدناهم» في الزخرف قوله: (حلا) من الحلاوة، والظلم: الماء الجاري من الثغر، وقيل رقة الأسنان وبياضها قوله: (ثرى) أي كثر، يقال ثرى القوم يثرون إذا كثروا أو كثرت أموالهم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يقبل أنّث (حقّ) واعدنا اقصرا = مع طه الأعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را
ش: أي: قرأ مدلول (حق) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولا تقبل منها شفاعة هنا [البقرة: 48] بالتاء المثناة فوق للتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/155]
والباقون بالمثناة تحت للتذكير.
وقرأ ذو حاء (حلا) أبو عمرو وظاء (ظلم) يعقوب وثاء (ثرا) أبو جعفر وإذ وعدنا موسى [البقرة: 51] هنا وو وعدنا موسى ثلاثين ليلة بالأعراف [الآية: 143]، ووعدناكم جانب الطور بطه [الآية: 80].
والباقون بألف بين الواو والعين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/156] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وعدنا موسى" [الآية: 51] هنا و[الأعراف الآية: 142] وفي [طه الآية: 14] "وَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّور" [الآية: 80] فأبو عمرو كذا أبو جعفر ويعقوب بغير ألف بعد الواو؛ لأن الوعد من الله تعالى وحده وافقهم اليزيدي وابن محيصن والباقون بالألف من المواعدة، قال في البحر: فالله وعد موسى الوحي وعد الله المجيء "و" اتفقوا على قراءة "أَفَمَنْ وَعَدْنَاه" [بالقصص الآية: 61] بغير ألف وكذا حرف الزخرف [الآية: 42] {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُم} لعدم صحة المفاعلة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "اتخذتم" [الآية: 51] بإظهار الذال على الأصل ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه، والباقون بالإدغام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "موسى" [الآية: 51، 53] حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، ومن روايتيه "وعن" ابن محيصن من المبهج "يا قوم" [الآية: 54] بضم كسر الميم وهو في سبعة وأربعين موضعا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واعدنا} [51] قرأ البصري بحذف الألف بعد الواو، والباقون بإثباته). [غيث النفع: 379]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ واعدنا موسى أربعين ليله ثم اتخذتم العجل من بعده، وأنهم ظالمون (51)}
{واعدنا}
أكثر القراء على القراءة بألف (واعدنا)، وهي قراءة مجاهد وعاصم وحفص والأعرج وابن كثير وابن عامر ونافع والأعمش وحمزة والكسائي.
- وقرأ أبو جعفر وشيبة وأبو عمرو واليزيدي وابن محيصن ويعقوب والحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر وقتادة وابن أبي إسحاق، وعدنا بغير ألف.
- ورجح أبو عبيدة هذه القراءة، وأنكر قراءة الألف.
ووافقه على ذلك أبو حاتم، ومكي، وذهبوا إلى أن المواعدة أكثر ما تكون من المخلوقين المتكافئين كل واحد منهما يعد صاحبه.
- ويرى أبو حيان أنه لا وجه لترجيح إحدى القراءتين على الأخرى؛ لأن كلا منهما متواترة، فهما في الصحة سواء.
وقال أبو إسحاق: (اختار جماعة من أهل اللغة «وإذ وعدنا» بغير ألف).
{موسى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش، وكذلك أبو عمرو من روايتيه.
[معجم القراءات: 1/98]
{أربعين}
- قرأ علي وعيسى بن عمر بكسر الباء «أربعين»، شاذا إتباعا لحركة العين بعده.
- وقراءة الجماعة على فتحها «أربعين».
{أتخذتم}
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس والبرجمي والأعمش بإظهار الذال.
- وقرأ الجمهور بإدغام الذال في التاء وكذا ابن مسعود، وصورة القراءة (أتختم).
{من بعده}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والشطوي عن أبي جعفر في الوقف بروم الحركة، وهي الكسرة على الهاء.
- وقراءة الباقين بسكون الهاء في الوقف). [معجم القراءات: 1/99]

قوله تعالى: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون (52)}
{من بعد ذلك}
قراءة إدغام الدال في الذال عن أبي عمرو ويعقوب، بخلاف في الرواية عنهما). [معجم القراءات: 1/99]

قوله تعالى: {وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "موسى" [الآية: 51، 53] حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، ومن روايتيه "وعن" ابن محيصن من المبهج "يا قوم" [الآية: 54] بضم كسر الميم وهو في سبعة وأربعين موضعا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (53)}
{موسى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/5۱). [معجم القراءات: 1/99]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (54) إلى الآية (57) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) }

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الْهمزَة واختلاس حركتها وإشباعها فِي قَوْله {إِلَى بارئكم} 54
فَكَانَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ يكسرون الْهمزَة من غير اختلاس وَلَا تَخْفيف
وَاخْتلف عَن أبي عَمْرو فَقَالَ عَبَّاس بن الْفضل سَأَلت أَبَا عَمْرو كَيفَ تقْرَأ {إِلَى بارئكم} مَهْمُوزَة مثقلة أَو {إِلَى بارئكم} مُخَفّفَة فَقَالَ قراءتي {بارئكم} مَهْمُوزَة غير مثقلة
وروى اليزيدي وَعبد الْوَارِث عَنهُ {بارئكم} فَلَا يجْزم الْهمزَة وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ كَانَ أَبُو عَمْرو يختلس الْحَرَكَة من {بارئكم} و{يَأْمُركُمْ} الْبَقَرَة 67 وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا تتوالى فِيهِ الحركات فَيرى من سَمعه أَنه قد أسكن وَلم يكن يسكن
وَهَذَا مثل رِوَايَة عَبَّاس بن الْفضل عَنهُ الَّتِي ذكرتها أَنه كَانَ لَا يثقلها
وَهَذَا القَوْل أشبه بِمذهب أبي عَمْرو لِأَنَّهُ كَانَ يسْتَعْمل فِي قِرَاءَته التَّخْفِيف كثيرا
من ذَلِك مَا حَدثنِي بِهِ عبيد الله بن عَليّ الْهَاشِمِي عَن نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَنهُ أَنه كَانَ يقْرَأ {وَيُعلمهُم الْكتاب} الْبَقَرَة 129 و{ويلعنهم اللاعنون} الْبَقَرَة 159 يشم الْمِيم من {يعلمهُمْ} وَالنُّون من {يلعنهم} اللَّتَيْنِ قبل الْهَاء الضَّم من غير إشباع وَكَذَلِكَ {عَن أسلحتكم وأمتعتكم} النِّسَاء 102 يشم التَّاء فيهمَا شَيْئا من الْجَرّ
أَخْبرنِي بذلك أَيْضا أَبُو طَالب عبد الله بن أَحْمد بن سوَادَة قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الزهْرَانِي قَالَ حَدثنَا عبيد بن عقيل عَن أبي عَمْرو بذلك
قَالَ وَكَذَلِكَ {ويزكيكم ويعلمكم} الْبَقَرَة 151 يشمها شَيْئا من الرّفْع
قَالَ وَكَذَلِكَ {يَوْم يجمعكم} التغابن 9 يشم الْعين شَيْئا من الضَّم
وَكَذَلِكَ قَوْله {وأرنا مناسكنا} الْبَقَرَة 128 لَا يسكن الرَّاء وَلَا يكسرها روى ذَلِك عَنهُ عَليّ بن نصر وَعبد الْوَارِث واليزيدي وعباس بن الْفضل وَغَيرهم
وَكَذَلِكَ قِرَاءَته فِي {تَأْمُرهُمْ} الطّور 32 {يَأْمُرهُم} الْأَعْرَاف 157 و{ينصركم} آل عمرَان 160 وَمَا أشبه ذَلِك من الحركات المتواليات وروى عبد الْوَهَّاب بن عَطاء وهرون الْأَعْوَر عَن أبي عَمْرو وأرنا سَاكِنة الرَّاء
وَقَالَ اليزيدي فِي ذَلِك كُله إِنَّه كَانَ يسكن اللَّام من الْفِعْل فِي جَمِيعه
وَالْقَوْل مَا أَخْبَرتك بِهِ من إِنَّه كَانَ يُؤثر التَّخْفِيف فِي قِرَاءَته كلهَا
وَالدَّلِيل على إيثاره التَّخْفِيف أَنه كَانَ يدغم من الْحُرُوف مَا لَا يكَاد يدغمه غَيره ويلين السَّاكِن من الْهَمْز وَلَا يهمز همزتين وَغير ذَلِك
وَقَالَ عَليّ بن نصر عَن أبي عَمْرو {وَلَا يَأْمُركُمْ} بِرَفْع الرَّاء مشبعة). [السبعة في القراءات: 154 - 156]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بارئكم، ويأمركم، وينصركم}، مختلف أبو عمرو، وزاد عباس {أنلزمكموها} {وسنمتعهم} و{هذا نزلهم} ). [الغاية في القراءات العشر: 177] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بارئكم} [54]، و{يأمركم} [67]، و{ينصركم} [آل عمران: 160، الملك: 20]، وما في معناهن: بالاختلاس أبو عمرو، وقرأت على أكثرهم
[المنتهى: 2/568]
بالإشباع. وروى اليزيدي إسكان الهمزة والراء التي بين ضمتين وهكذا في تعليقي عن المطوعي عن الجماعة عن أبي عمرو، وقرأت عن عبد الوارث، والعباس، وشجاع طريق الصواف بالإسكان.
وزاد العباس {أنلزمكموها} [هود: 28]، و{سنمتعهم} [هود: 48]، و{هذا نزلهم} [الواقعة: 56]، و{يجمعكم} [الجاثية: 26، التغابن: 9]، و{يلعنهم} [159]، ونحوه.
[المنتهى: 2/569]
وقال أبو زيد: إذا توالت الضمتان في الكلمة الواحدة وكان جمعًا بالاختلاس).[المنتهى: 2/570] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بارئكم} [54]: بكسر الباء أبو زيد، وعلي غير أبي الحارث، ونصير طريق الشذائي، والغساني عن الدوري، عن علي، وسالمٌ، والشموني طريق ابن الصلت والجعفي.
بين اللفظين: ابن عتبة. زاد البلخي، وابن بدر، وأبو الزعراء كلهم عن علي {البارئ} [الحشر: 24].
بياء مكسورة بعد الراء إسماعيل طريق البلخي. بين اللفظين: ابن عتبة).[المنتهى: 2/570]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقرأ أبو عمرو في رواية الرقيين عنه (بارئكم ويشعركم وينصركم ويأمركم ويأمرهم وينصرهم) هذه الألفاظ حيث وقعت بإسكان الهمز في (بارئكم) والراء فيما عداها، وقرأ في رواية العراقيين عنه بالاختلاس، وكان اليزيدي يختار من نفسه إشباع الحركة، وقد خالف أبا عمرو في أربعة عشر حرفًا فاختار من نفسه خلاف ما روى، هذا أحدها، وسترى باقيها إن شاء الله، وقرأ الباقون بإشباع الحركة من غير اختلاس حيث وقع، هذا مذهب شيخنا أبي الطيب رحمه الله). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {بارئكم} (54) في الحرفين، و: {يأمركم} (67)، و: {يأمرهم} (الأعراف: 157)، و: {ينصركم} (آل عمران: 160)، و: {يشعركم} (الأنعام: 109): باختلاس الحركة في ذلك كله، من طريق
[التيسير في القراءات السبع: 226]
البغداديين، وهو اختيار سيبويه. ومن طريق الرقيين وغيرهم: بالإسكان. وهو المروي عن أبي عمرو، دون غيره. وبذلك قرأت على الفارسي، عن قراءته على أبي طاهر.
والباقون: يشبعون الحركة). [التيسير في القراءات السبع: 227] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو (بارئكم) في الحرفين و(يأمركم) (ويأمرهم) (وينصركم) (وما يشعركم) باختلاس الحركة في ذلك كله من طريق البغداديين وهو اختيار سيبويهٍ [ومن طريق الرقيين] وغيرهم بالإسكان وهو المرويّ عن أبي عمرو دون غيره وبذلك قرأت على الفارسي عن [قراءته على] أبي طاهر، والباقون يشبعون الحركة). [تحبير التيسير: 287] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَارِئِكُمْ)، و(يَأْمُرُكُمْ)، و(يَنْصُرْكُمُ)، و(يُشْعِرُكُمْ)، وكل حركتين في جمع فنعيم بن ميسرة، وعباس، وابن مُحَيْصِن يسكنون الحركة الأولى تخفيفًا، وافق زيان غير سيبويه عنه في (بَارِئِكُمْ)، و(يَأْمُرُكُمْ)، و(يَنْصُرْكُمُ) قال سيبويه: الحركة الأولى، قال أبو زيد: الاختلاس لمذهبه أولى، الباقون بإشباع الحركة، وهو الاختيار، لأنه أصل الإعراب، ولموافقة الجماعة حَمْزَة، روى العراقي عن قُتَيْبَة تحريك الهاء، وهي رواية المسجدي، واختيار ابْن مِقْسَمٍ، والحسن البصري، الباقون بإسكان الهاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {بَارِئِكُمْ} قد ذُكر). [الإقناع: 2/598]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (454 - وَإِسْكَانُ بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ لَهُ = وَيَأْمُرُهُمْ أَيْضاً وَتَأْمُرُهُمْ تَلاَ
455 - وَيَنْصُرُكُمْ أَيْضاً وَيُشْعِرُكُمْ وَكَمْ = جَلِيلٍ عَنِ الْدُّورِيِّ مُخْتَلِساً جَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([454] وإسكان بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضًا وتأمرهم تلا
اعلم أن من النحويين من أنكر الإسكان في هذه القراءة، واحتج بأنها حركة إعراب، فلا يجوز إسكانها.
قال سيبويه: «لم يكن أبو عمرو يسكن شيئًا من هذا، وإنما كان يختلس، فيظل من سمعه أنه أسكن».
وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو والاختلاس معًا.
ووجه الإسكان، أن من العرب من يجتزئ بإحدى الحركتين عن الأخرى.
وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وأسد وبعض النجديين، وذكر أنهم يخففون مثل {يأمركم} فيسكنون الراء لتوالي الحركات.
[فتح الوصيد: 2/632]
[455] وينصركم أيضًا وشعركم وكم جليل عن (الدوري) مختلسًا جلا
وأما من أخذ للدوري بالاختلاس، وهي رواية العراقيين عن أبي عمرو، فكم فيهم من جليل كابن مجاهد وغيره.
وإنما أشار إلى وجه هذه القراءة بالمدح، لأنه تخفيف لا ينقص من الوزن، ولا يغير الإعراب.
على أن سيبويه رحمه الله، لم ينكر الإسكان بالكلية، بل أجازه في الإعراب كما في البناء، واستشهد عليه بقول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب = إثمًا من ولا واغل
وعلى البناء بقول أبي نخيلة:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم = بالدو أمثال السفين العوم
ولكنه قال: القياس غير ذلك.
فإن كان الاستبعاد من أجل ذهاب حركة الإعراب، فقد أجمعوا على ذلك في الإدغام للمتماثلين والمتقاربين.
ومن قرأ بالإشباع، فهو الأصل). [فتح الوصيد: 2/633] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [454] وإسكانُ بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضًا وتأمرهم تلا
[455] وينصركم أيضًا ويشعركم كم = جليلٍ عن الدوري مختلسًا جلا
ب: (تلا): تبع، (الجليل): الرفيع القدر، (الاختلاس) من الخلس بمعنى السلب، وفي الاصطلاح: أن يؤتى بحرفٍ وثلثي حركته، بحيث يكون الذي حذفته من الحركة أقل مما أتيت به، (جلا): كشف.
ح: (وإسكانُ): مبتدأ، و (له): خبره، والضمير: لأبي عمرو، و(يأمرهم): عطف، و(تأمرهم): مبتدأ، (تلا): خبره، ومفعوله: محذوف، أي: تبع المذكور، و(ينصركم ... ويشعركم): مجرورًا المحل عطفًا على
[كنز المعاني: 2/13]
(بارئكم)، أو مرفوعان عطفًا على (تأمرهم)، (أيضًا): نصب على المصدر من (آض يئيض أيضًا): إذا عاد، و (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (جليلٍ): مميزها، (جلا): خبر، (مختلسًا): حال (عن الدوري): متعلق بـ (جلا).
ص: أي: أسكن أبو عمرو على لغة بني اسد وتميم الهمزة من {بارئكم} في قوله تعالى: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم} [54].
والراء من {يأمركم} [67]، و{يأمرهم} [الأعراف: 157]، و {تأمرهم} [الطور: 32]، و{ينصركم} [آل عمران: 160]، و{يشعركم} [الأنعام: 109] حيث وقعت كلها تخفيفًا، ولتوالي الضمان في الأربعة المتوسطة.
ثم قال: وكم من مشايخ القراء الجلة جلا عن مذهبه الاختلاس، أي: نقل عن الدوري عن أبي عمرو الاختلاس، وهو اختيار
[كنز المعاني: 2/14]
سيبويه؛ لأن هذه الحركة حركة إعراب، فلا يجوز إذهابها). [كنز المعاني: 2/15] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (453- وَإِسْكَانُ بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ لَهُ،.. وَيَأْمُرُهُمْ أَيْضًا وَتَأْمُرُهُمْ تَلا
454- وَيَنْصُرُكُمْ أَيْضًا وَيُشْعِرُكُمْ وَكَمْ،.. جَلِيلٍ عَنِ الدُّورِيِّ مُخْتَلِسًا جَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/288]
أي أسكن أبو عمرو في هذه المواضع كلها حيث وقعت حركة الإعراب تخفيفا، وقد جاء ذلك عنه من طريق الرقيين كذا ذكر الداني ومكي وغيرهما، ورواية العراقيين عن أبي عمرو الاختلاس، وهي الرواية الجيدة المختارة؛ فإن الإسكان في حركات الإعراب لغير إدغام ولا وقف ولا اعتلال منكر فإنه على مضادة حكمة مجيء الإعراب وجوزه سيبويه في ضرورة الشعر؛ لأجل ما ورد من ذلك فيه نحو:
وقد بدا هنك من الميزر،.. فاليوم أشرب غير مستحقب
ولا أعلام قد تعلل بالمناة،.. فما تعرفكم العرب
ونحوه: إذا اعوججن قلت: صاحب مقوم.
قال أبو علي في الحجة: أما حركة الإعراب فمختلف في تجويز إسكانها فمن الناس من ينكره فيقول: إن إسكانها لا يجوز من حيث كان علما للإعراب، قال: وسيبويه يجوز ذلك في الشعر، قال الزجاج: روي عن أبي عمرو ابن العلاء أنه قرأ: "بَارِئْكُمْ" بإسكان الهمزة، قال: وهذا رواه سيبويه باختلاس الكسر، قال: وأحسب الرواية
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/289]
الصحيحة ما روى سيبويه فإنه أضبط؛ لما روي عن أبي عمرو، والإعراب أشبه بالرواية عن أبي عمرو؛ لأن حذف الكسر في مثل هذا وحذف الضم إنما يأتي في اضطرار الشعر وفي كتاب أبي بكر بن مجاهد قال سيبويه كان أبو عمرو يختلس الحركة: "من بارئكم"، و{يَأْمُرُكُمْ}، وما أشبه ذلك مما تتوالى فيه الحركات فيرى من يسمعه أنه قد أسكن ولم يسكن قال أبو بكر: وهذا القول أشبه بمذهب أبي عمرو؛ لأنه كان يستعمل في قراءته التخفيف كثيرا كان يقرأ: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}، {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} يشم الميم من يعلمهم، والنون من "يلعنهم" الضم من غير إشباع وكذلك: {عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ} يشم التاء شيئا من الخفض وكذلك: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ}،
يشمها شيئا من الضم، وفي كتاب أبي علي الأهوازي عن المازني عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلا قال سمعت أعرابيا يقول: {بَارِئِكُمْ}، فاختلس الكسر حتى كدت لا أفهم الهمزة قال أبو علي الفارسي وهذا الاختلاس وإن كان الصوت فيه أضعف من التمطيط وأخفى فإن الحرف المختلس حركته بزنة المتحرك قال: وعلى هذا المذهب حمل سيبويه قول أبي عمرو: "على بارئكم"، فذهب إلى أنه اختلس الحركة ولم يشبعها فهو بزنة حرف متحرك فمن روى عن أبي عمرو الإسكان في هذا النحو فلعله سمعه يختلس فحسبه؛ لضعف الصوت به والخفاء إسكانا، وقال أبو الفتح بن جني في كتاب الخصائص
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/290]
الذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة لا حذفها البتة وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذي رووه ساكنا، قال: ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة لكن أتوا من ضعف دراية، قال الشيخ في شرحه: وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو، والاختلاس معا، ووجه الإسكان أن من العرب من يجتزى بإحدى الحركتين عن الأخرى قال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/291]
وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وبني أسد وبعض النجديين، وذكر أنهم يحققون مثل: "يأمركم" فيسكنون الراء لتوالي الحركات.
قلت: وكان الناظم -رحمه الله- مائلا إلى رواية الاختلاس، وهو الذي لا يليق بمحقق سواه، فقال: وكم جليل أي كثير من الشيوخ الجلة جلوا الاختلاس عن الدوري، وكشفوه، وقرروه، وعملوا به، ومختلسا حال من الدوري أي جلا عن مذهبه في حال اختلاسه، ونسب الناظم ذلك إلى الدوري، وهو محكي عن أبي عمرو نفسه كما نسب إبدال الهمز الساكن إلى السوسي، وهي محكي عن أبي عمرو كما سبق، وسبب ذلك أن رواية الرقيين هي رواية السوسي ومن وافقه، ورواية العراقيين هي رواية الدوري وأضرابه قال أبو علي الأهوازي ومعنى الاختلاس أن تأتي بالهمز وبثلثي حركتها فيكون الذي تحذفه من الحركة أقل مما تأتي به قال: ولا يؤخذ ذلك إلا من أفواه الرجال.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/292]
قلت: وقراءة الباقين بإشباع الكسر في: {بَارِئِكُمْ}، وإشباع الضم في البواقي.
فإن قلت: من أين يؤخذ ذلك؟
قلت: ما بعد: {بَارِئِكُمْ} قد لفظ به مضموما فهو داخل في قوله: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا،.. وقد سبق في شرح الخطبة أن قوله وإسكان: {بَارِئِكُمْ} لا يفهم منه القراءة الأخرى؛ فإنه ليس ضد السكون الكسر، ولو حصل التلفظ بالكسر لصار كالذي بعده، ولو قال: وبارئكم سكن لاستقام وقوله: له أي لأبي عمرو.
فإن قلت: لِمَ لَمْ يكن رمزًا لهشام كما قال في موضع آخر بخلف له، ولا يكون له ثوى، قلت له لفظ صريح حيث يكون له ما يرجع إليه كهذا المكان وإن لم يكن له ما يرجع إليه فهو رمز، وعلامة ذلك اقترانه في الغالب برمز آخر معه ومتى تجرد وكان له ما يرجع فحكمه حكم الصريح وقوله: تلا ليس برمز وهو مشكل؛ إذ لا مانع من جعله رمزًا، ويكون إسكان يأمرهم وما بعده للدوري عن الكسائي، وكان ينبغي أن يحترز عنه بأن بقوله: وتأمرهم حلا أو غير ذلك مما لم يوهم رمزا لغير أبي عمرو وأما جلا فظاهر أنه ليس برمز لتصريحه بالدوي والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/293] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (454 - واسكان بارئكم ويأمركم له ... ويأمرهم أيضا وتأمرهم تلا
455 - وينصركم أيضا ويشعركم وكم ... جليل عن الدّوريّ مختلسا جلا
قرأ أبو عمرو، وهو مرجع الضمير في (له) بإسكان الهمز في بارِئِكُمْ* في الموضعين هنا
[الوافي في شرح الشاطبية: 202]
وبإسكان الراء في هذه الألفاظ حيث ذكرت في القرآن الكريم: يَأْمُرُكُمْ*، يَأْمُرُهُمْ، تَأْمُرُهُمْ، يَنْصُرْكُمُ*، يُشْعِرُكُمْ. ثم ذكر أن كثيرا من حذاق النقلة روى عن الدوري اختلاس كسرة الهمزة في بارِئِكُمْ* واختلاس ضمة الراء في بقية الألفاظ.
والاختلاس: هو الإتيان بثلثي حركة الحرف بحيث يكون المنطوق به من الحركة أكثر من المحذوف منها، ويرادفه الإخفاء، فاللفظان معناهما واحد، ويقابلهما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة بحيث يكون الثابت منها أقل من المحذوف، ويؤخذ مما ذكر أن السوسي ليس له في شيء من هذه الألفاظ إلا الإسكان وأما الدوريّ فله في كل منها الإسكان والاختلاس). [الوافي في شرح الشاطبية: 203] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66- .... .... بَارِئْ بَابَ يَأْمُرْ أَتِمَّ حُمْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف وقال: بارئ باب يأمر أتم حم أي قرأ مرموز (حا) حموهو يعقوب بإتمام حركة همزة {بارئكم} [54] في الموضعين في البقرة
[شرح الدرة المضيئة: 90]
يريد بقوله: باب يأمر أنه أيضًا قرأ بإتمام حركة الراء الواقع بعدها ضمير جمع الغائب والمخاطب حيث وقع). [شرح الدرة المضيئة: 91] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: اخْتِلَاسِ كَسْرَةِ الْهَمْزَةِ وَإِسْكَانِهَا مِنْ بَابِ بَارِئِكُمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَكَذَلِكَ اخْتِلَاسُ ضَمَّةِ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِهَا مِنْ يَأْمُرُكُمْ وَتَأْمُرُهُمْ وَيَأْمُرُهُمْ وَيَنْصُرْكُمُ وَيُشْعِرُكُمْ حَيْثُ وَقَعَ ذَلِكَ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ فِي ذَلِكَ تَخْفِيفًا، وَهَكَذَا وَرَدَ النَّصُّ عَنْهُ، وَعَنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَكْثَرِ الطُّرُقِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ فِي رِوَايَةِ الدُّورِيِّ عَلَى شَيْخِهِ الْفَارِسِيِّ عَنْ قِرَاءَتِهِ بِذَلِكَ عَلَى أَبِي طَاهِرِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ، وَعَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ قِرَاءَتِهِ بِذَلِكَ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ، وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ السُّوسِيِّ عَلَى شَيْخَيْهِ أَبِي الْفَتْحِ وَأَبِي الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ لِأَبِي عَمْرٍو وَبِكَمَالِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، وَشَيْخُهُ أَبُو الْعِزِّ وَالْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ وَابْنُ سَوَّارٍ، وَأَكْثَرُ الْمُؤَلِّفِينَ شَرْقًا وَغَرْبًا. رَوَى عَنْهُ الِاخْتِلَاسَ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مِنْ رِوَايَتَيِ الدُّورِيِّ وَالسُّوسِيِّ سِوَاهُ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ أَيْضًا عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيِّ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَرَوَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ الِاخْتِلَاسَ مِنْ رِوَايَةِ الدُّورِيِّ وَالْإِسْكَانَ مِنْ رِوَايَةِ السُّوسِيِّ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ فِي كِتَابِ الْكَافِي، وَالْهِدَايَةِ، وَالتَّبْصِرَةِ، وَالتَّلْخِيصِ، وَالْهَادِي، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ. وَعَكَسَ بَعْضُهُمْ، فَرَوَى الِاخْتِلَاسَ عَنِ السُّوسِيِّ وَالْإِسْكَانَ عَنِ الدُّورِيِّ كَالْأُسْتَاذَيْنِ أَبِي طَاهِرِ بْنِ سَوَّارٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ سِبْطِ الْخَيَّاطِ فِي بَارِئِكُمْ، وَرَوَى بَعْضُهُمُ الْإِتْمَامَ عَنِ الدُّورِيِّ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعِزِّ الْقَلَانِسِيُّ مِنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/212]
طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وَكَذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ، وَنَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ عَنِ ابْنِ فَرَحٍ كِلَاهُمَا عَنِ الدُّورِيِّ إِلَّا أَنَّ أَبَا الْعَلَاءِ خَصَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ بِتَمَامِ بَارِئِكُمْ وَخَصَّ الْحَمَّامِيَّ بِإِتْمَامِ الْبَاقِي وَأَطْلَقَ أَبُو الْقَاسِمِ الصَّفْرَاوِيُّ الْخِلَافَ فِي الْإِتْمَامِ وَالْإِسْكَانِ وَالِاخْتِلَاسِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِكَمَالِهِ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يُشْعِرُكُمْ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يَنْصُرْكُمُ، وَذَكَرَ يُصَوِّرُكُمْ وَيُحَذِّرُكُمُ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ الْقِيَاسَ فِي كُلِّ رَاءٍ نَحْوَ يَحْشُرُهُمْ، وَأُنْذِرُكُمْ، وَيُسَيِّرُكُمْ، وَتُطَهِّرُهُمْ، وَجُمْهُورُ الْعِرَاقِيِّينَ لَمْ يَذْكُرُوا تَأْمُرُهُمْ، وَيَأْمُرُهُمْ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يُشْعِرُكُمْ أَيْضًا.
(قُلْتُ): الصَّوَابُ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ اخْتِصَاصُ هَذِهِ الْكَلِمِ الْمَذْكُورَةِ أَوَّلًا إِذِ النَّصُّ فِيهَا، وَهُوَ فِي غَيْرِهَا مَعْدُومٌ عَنْهُمْ، بَلْ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: إِنَّ إِطْلَاقَ الْقِيَاسِ فِي نَظَائِرِ ذَلِكَ مِمَّا تَوَالَتْ فِيهِ الضَّمَّاتُ مُمْتَنِعٌ فِي مَذْهَبِهِ، وَذَلِكَ اخْتِيَارِي، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى أَئِمَّتِي.
قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْيَزِيدِيِّ وَمَا يُشْعِرُكُمْ مَنْصُوصًا.
(قُلْتُ): قَدْ نَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ فَقَالَ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ حَرَكَةَ الرَّاءِ مِنْ يُشْعِرُكُمْ فَدَلَّ عَلَى دُخُولِهِ فِي أَخَوَاتِهِ الْمَنْصُوصَةِ حَيْثُ لَمْ يَذْكُرْ غَيْرَهُ مِنْ سَائِرِ الْبَابِ الْمَقِيسِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو: وَالْإِسْكَانُ - يَعْنِي فِي هَذَا الْكَلِمِ - أَصَحُّ فِي النَّقْلِ، وَأَكْثَرُ فِي الْأَدَاءِ، وَهُوَ الَّذِي أَخْتَارُهُ وَآخُذُ بِهِ.
(قُلْتُ): وَقَدْ طَعَنَ الْمُبَرِّدُ فِي الْإِسْكَانِ، وَمَنَعَهُ وَزَعَمَ أَنَّ قِرَاءَةَ أَبِي عَمْرٍو ذَلِكَ لَحْنٌ وَنَقَلَ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنِ الرَّاوِيَ لَمْ يَضْبِطْ عَنْ أَبِي عَمْرٍو لِأَنَّهُ اخْتَلَسَ الْحَرَكَةَ فَظَنَّ أَنَّهُ سَكَّنَ انْتَهَى.
وَذَلِكَ وَنَحْوُهُ مَرْدُودٌ عَلَى قَائِلِهِ وَوَجْهُهَا فِي الْعَرَبِيَّةِ ظَاهِرٌ غَيْرُ مُنْكَرٍ، وَهُوَ التَّخْفِيفُ وَإِجْرَاءُ الْمُنْفَصِلِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مُجْرَى الْمُتَّصِلِ مِنْ كَلِمَةٍ نَحْوَ إِبِلٍ، وَعَضُدٍ، وَعُنُقٍ. عَلَى أَنَّهُمْ نَقَلُوا أَنَّ لُغَةَ تَمِيمٍ تَسْكِينُ الْمَرْفُوعِ مِنْ (يَعْلَمُهُمْ) وَنَحْوِهِ وَعَزَاهُ الْفَرَّاءُ إِلَى تَمِيمٍ وَأَسَدٍ مَعَ أَنَّ سِيبَوَيْهِ لَمْ يُنْكِرِ الْإِسْكَانَ أَصْلًا، بَلْ أَجَازَهُ وَأَنْشَدَ عَلَيْهِ:
فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ
وَلَكِنَّهُ قَالَ: الْقِيَاسُ غَيْرُ ذَلِكَ وَإِجْمَاعُ الْأَئِمَّةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/213]
عَلَى جَوَازِ تَسْكِينِ حَرَكَةِ الْإِعْرَابِ فِي الْإِدْغَامِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِهِ هُنَا وَأَنْشَدُوا أَيْضًا:
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيْكِ مَا فِيهِمَا... وَقَدْ بَدَا هَنْكِ مِنَ الْمِئْزَرِ
وَقَالَ: جَرِيرٌ:
سِيرُوا بَنِي العَمِّ فَالْأَهْوَازُ مَوْعِدُكُمْ... أَوْ نَهْرُ تِيرِي فَمَا تَعرِفْكُمُ العَرَبُ
وَقَالَ الْحَافِظُ الدَّانِيُّ: رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَتِ الْجَمَاعَةُ عَنِ الْيَزِيدِيِّ إِنَّ أَبَا عَمْرٍو وَكَانَ يُشِمُّ الْهَاءَ مِنْ يَهْدِي وَالْخَاءَ مِنْ يَخِصِّمُونَ شَيْئًا مِنَ الْفَتْحِ. قَالَ: وَهَذَا يُبْطِلُ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْيَزِيدِيَّ أَسَاءَ السَّمْعَ إِذْ كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ الْحَرَكَةَ فِي بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُهُمْ فَتَوَهَّمَهُ الْإِسْكَانَ الصَّحِيحَ فَحَكَاهُ عَنْهُ لِأَنَّ مَا سَاءَ السَّمْعَ فِيهِ وَخَفِيَ عَنْهُ لَمْ يَضْبِطْهُ بِزَعْمِ الْقَائِلِ وَقَوْلِ الْمُتَأَوِّلِ، وَقَدْ حَكَاهُ بِعَيْنِهِ وَضَبَطَهُ بِنَفْسِهِ فِيمَا لَا يَتَبَعَّضُ مِنَ الْحَرَكَاتِ لِخِفَّتِهِ، وَهُوَ الْفَتْحُ فَمُحَالٌ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُ وَيَخْفَى عَلَيْهِ فِيمَا يَتَبَعَّضُ مِنْهُنَّ لِقُوَّتِهِ، وَهُوَ الرَّفْعُ وَالْخَفْضُ قَالَ: وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ وَيُوَضِّحُ صِحَّتَهُ أَنَّ ابْنَهُ، وَأَبَا حَمْدُونَ وَأَبَا خَلَّادٍ وَأَبَا عُمَرَ وَأَبَا شُعَيْبٍ وَابْنَ شُجَاعٍ رَوَوْا عَنْهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو إِشْمَامَ الرَّاءِ مِنْ (أَرِنَا) شَيْئًا مِنَ الْكَسْرِ قَالَ: فَلَوْ كَانَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ صَحِيحًا لَكَانَتْ رِوَايَتُهُ فِي (أَرِنَا) وَنَظَائِرِهِ كَرِوَايَتِهِ فِي: (بَارِئِكُمْ) وَبَابِهِ سَوَاءٌ، وَلَمْ يَكُنْ يُسِيءُ السَّمْعَ فِي مَوْضِعٍ، وَلَا يُسِيئُهُ فِي آخَرَ مِثْلِهِ هَذَا مِمَّا لَا يَشُكُّ فِيهِ ذُو لُبٍّ، وَلَا يَرْتَابُ فِيهِ ذُو فَهْمٍ انْتَهَى. وَهُوَ فِي غَايَةٍ مِنَ التَّحْقِيقِ. فَإِنَّ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ أَئِمَّةَ الْقِرَاءَةِ يَنْقُلُونَ حُرُوفَ الْقُرْآنِ مِنْ غَيْرِ تَحْقِيقٍ، وَلَا بَصِيرَةٍ، وَلَا تَوْقِيفٍ، فَقَدْ كَانَ ظَنَّ بِهِمْ مَا هُمْ مِنْهُ مُبَرَّءُونَ، وَعَنْهُ مُنَزَّهُونَ. وَقَدْ قَرَأَ بِإِسْكَانِ لَامِ الْفِعْلِ مِنْ كُلٍّ مِنْ هَذِهِ الْأَفْعَالِ، وَغَيْرِهَا. نَحْوَ يَعْلَمُهُمْ وَنَحْشُرُهُمْ وَأَحَدُهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ بِمَكَّةَ، وَقَرَأَ مُسْلِمُ بْنُ مُحَارِبٍ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِإِسْكَانِ التَّاءِ، وَقَرَأَ غَيْرُهُ وَرُسُلُنَا بِإِسْكَانِ اللَّامِ.
وَتَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَى هَمْزِ بَارِئِكُمْ لِأَبِي عَمْرٍو إِذَا خُفِّفَ وَأَنَّ الصَّوَابَ عَدَمُ إِبْدَالِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ أَلِفِهِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/214] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {بارئكم} [54] في الموضعين هنا بإسكان الهمزة و{يأمركم}، و{تأمرهم} [الطور: 32]، و{يأمرهم} [الأعراف: 157]، و{ينصركم}، و{يشعركم} [الأنعام: 109] حيث وقع بإسكان الراء، وروى عنه جماعة الاختلاس في الكلمات الست، وروى بعضهم إتمام الحركة عن الدوري، وبذلك قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (446 - بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
447 - سكّن أو اختلس حلاً والخلف طب = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
أي وقرأ «بارئكم» في الموضعين هنا «ويأمركم» حيث أتى، وكذا «ينصركم، ويأمرهم، وتأمرهم، ويشعركم» بالإسكان والاختلاس أبو عمرو، والاختلاس:
هو إخفاء الحركة: قال بعض أئمتنا بحيث أن يكون ما يترك من الحركة أقل مما يأتي به حتى حدّه بعضهم، فقال: هو أن تأتي بثلثي الحركة. واختلف عن الدوري عنه، فروى عنه جماعة الإتمام كما سيأتي، وبه قرأ الباقون، ووجه الإسكان التخفيف، وأجرى المنفصل مجرى المتصل نحو: إبل وعضد وعنق، ووجه الاختلاس التخفيف مع مراعاة الأمرين، وظهرت قراءة الباقين من تلفظه بها ولم يرد ما ورد على غيره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
سكن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) بـ = يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و(ظ) رب
ش: [أي]: اختلف عن ذي حاء (حلا)، أبو عمرو، في إسكان الحروف المتقدمة، وهي: الهمزة من بارئكم [البقرة: 54]، والراء من الخمسة الباقية في اختلاسهما، وفي إشباعهما.
فقرأ أبو عمرو بإسكانهما.
وهكذا ورد النص عنه، وعن أصحابه من أكثر الطرق.
وبه قرأ الداني في رواية الدوري على عليّ الفارسي عن قراءته بذلك على أبي طاهر ابن أبي هاشم، وعلى أبي الفتح فارس عن قراءته بذلك على عبد الباقي بن الحسن.
وبه قرأ أيضا في رواية السوسي على شيخيه أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما، وهو الذي نص عليه لأبي عمرو بكماله أبو العلاء وشيخه أبو العز، وسبط الخياط، وابن سوار، وأكثر المؤلفين [شرقا وغربا].
وروي عنه الاختلاس فيهما جماعة من الأئمة، وهو الذي لم يذكر صاحب «العنوان» عن أبي عمرو من روايته سواه.
وبه قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على السامري، وهو اختيار ابن مجاهد.
وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي.
وبه قرأ [الداني] على أبي الحسن وغيره.
وهو المنصوص في «الكافي» و«الهداية» و(التبصرة» و«التلخيص» و«الهادي»، وأكثر كتب المغاربة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/157]
وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة، نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء.
ومن طريق الوراق عن ابن فرح كلاهما عن الدوري.
وأطلق الصفراوي الخلاف في الإسكان والاختلاس والإشباع عن أبي عمرو بكماله؛ فصار عند [غير] الصفراوي للدوري ثلاثة [أوجه].
وللسوسي الإسكان، والاختلاس؛ فلذا قال: (والخلف طب) أي: اختلف عن الدوري فيما تقدم وفي غيره، وهو الإشباع.
تنبيه: بارئكم موضعان بالبقرة [الآية: 54]، ويأمركم، [البقرة: 67، النساء: 58] شرطه أن يقع مرفوعا على قراءته نحو إنّ الله يأمركم [البقرة: 67، النساء: 58] وو لا يأمركم [آل عمران: 80] وأ يأمركم بالكفر [آل عمران: 80] ويأمرهم بالمعروف [الأعراف: 157]، وأم تأمرهم أحلمهم [الطور: 32]، وينصركم: كذلك عامة نحو: ينصركم من بعده [آل عمران: 160]، [و] ينصركم من دون الرّحمن [الملك: 20].
وعلم شمول الحكم من الجمع وكسر همز بارئكم [البقرة: 54] وضم راء غيره لغير أبي عمرو من اللفظ.
وفهم من قوله: [سكن] أن الحكم منوط بالمتحرك؛ إذ هو الصالح للإسكان، فخرج إن ينصركم الله [آل عمران: 160] ومن مطلق لفظه بـ يأمركم [، و، وآل عمران: 80] ويأمرهم [الأعراف: 157]، وتأمرهم [الطور: 32]- قصر الخلاف على ما فيه ثلاث ضمات، فخرج لما تأمرنا [الفرقان: 60]، أو خرج بإضافة «تأمر» إلى «هم» و«كم» أو بحصر الأنواع.
[فائدة]:
لا يقال: الوزن يصح بالإسكان مع صلة الميم؛ لأنه لا قارئ به.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/158]
[تنبيه]:
قال الأهوازي: الاختلاس هنا: أن يأتي بثلثي الحركة، ويعني: بأكثرها، وإلا فهو:
تحديد ممتنع عقلا وعادة، بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها مراعاة لمحليها، ويضبط بالمشافهة.
[وجه] الإسكان: نقل الفراء أنه لغة تميم، وأسد [وبعض] نجد؛ طلبا لتخفيف اجتماع ثلاث حركات ثقال، وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف، فإسكانه وإبقاؤه أولى، ومما جاء على هذه اللغة قراءة مسلمة بن محارب وبعولتهن [البقرة: 228] بإسكان التاء ورسلنا [الزخرف: 80] بإسكان اللام.
وأنشد سيبويه:
فاليوم أشرب غر مستحقب = إثما من الله ولا واغل
وأنشد أيضا:
رحت وفي رجليك ما فيهما = وقد بدا هنك من المئزر
وقال جرير:
سيروا بنى العمّ فالأهواز منزلكم = ونهر تيرى فلم تعرفكم العرب
وجه الاختلاس: ما نقل الأصمعي عن أبي عمرو، قال: سمعت أعرابيّا يختلس كسرة بارئكم [البقرة: 54] حتى كدت لا أفهم الهمزة، أي: حركتها.
ووجه الإتمام: أنه الأصل ومحافظة على دلالة الإعراب أيضا.
تنبيه:
تلخص مما ذكر أن للدوري، والسوسي الاختلاس، والإسكان للدوري، ثالث، وهو الإشباع.
تفريع:
قوله تعالى: إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية [البقرة: 67]، أصولها المد والقصر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/159]
مع تثليث الراء مع الهمزة، والتثليث [أيضا] مع الإبدال، ولا يكون إلا مع القصر.
فالحاصل تسعة في ثلاثة الجهلين [البقرة: 67] فالحاصل سبعة وعشرون، [في اثنين: الفتح والتقليل؛ فالحاصل أربعة وخمسون].
وقوله تعالى: فتوبوا إلى بارئكم [البقرة: 54] أصولها المد، والقصر مع تثليث الهمز، والقصر مع الإبدال، يضرب في سبعة الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ تسعة وأربعين وجها، هذا مع إظهار إنّه هو [الشعراء: 220] وأما مع إدغامه ولا يكون إلا مع القصر، ففيه أربعة أوجه في بارئكم [البقرة: 54] مع الإدغام بالسكون المجرد، وبالروم، وبالإشمام، فهذه اثنا عشر وجها تضرب أيضا في سبعة: الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ أربعة وثمانين وجها.
[فالحاصل] مائة وثلاثة وثلاثون وجها، ويحتاج كله إلى تتبع الطرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/160] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بارئكم" [الآية: 54] في الموضعين الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون وكذا حكم البارئ في الحشر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في همز "بارئكم" [الآية: 54] معا وراء "يأمركم" [الآية: 67] المتصل بضمير جمع المخاطب وتأمرهم، ويأمرهم مخاطب أو غائب متصل بضمير غائب "وينصركم" مطلقا و"يشعركم" حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطرق بإسكان الهمزة والراء كما ورد عنه وعن أصحابه منصوصا، وعليه أكثر المؤلفين، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد كـ"يأمركم" أو نوعين كـ"بارئكم" وإذا جاز إسكان حرف
[إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى، والحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو: "إن ينصركم"
المجزوم وبالحركات الثقال نحو: "تأمرنا" لخفة الفتحة والصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها فخرج نحو: "يصوركم، ويحذركم، ونحشرهم، وانذركم، ويسيركم، ويطهركم" خلافا لمن ذكرها، وروى جماعة عنه من روايتيه الاختلاس فيهما، وعبر عنه بالإتيان بثلثي الحركة، قال الجعبري: معناه بأكثرها بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها وروى أكثرهم الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي وعكس بعضهم، وروى بعضهم الإتمام عن الدوري وحده، وبه قرأ الباقون فصار للدوري ثلاثة، وللسوسي الإسكان والاختلاس، ولذا قال في الطيبة بعد ذكر الألفاظ:
سكن أو اختلس حلا والخلف طب
وافقه ابن محيصن على اختلاس بارئكم بخلف وعنه الإسكان في الكلمات الخمس ونحوهن مما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو: يصوركم ويعلمكم ونطعمكم والاختلاس في ذلك كله من المفردة، وقال بعضهم: يختلس ابن محيصن الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمتان وهي ستة أحرف إذا لم يكن فيها
[إتحاف فضلاء البشر: 1/392]
تشديد أو ساكن نحو: "يأمركم، وينصركم، ويحشرهم، ويشعركم، يذرؤكم، يكلؤكم" ونحوهن ا. هـ. ولا خلاف عن أبي عمرو في عدم إبدال همزة "بارئكم" معا حال سكونها إلا ما انفرد به ابن غلبون ومن تبعه من إبدالها ياء ساكنة، قال في النشر: وهو غير مرضي؛ لأن سكون الهمزة عارض فلا يعتد به ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين، وإبدالها ياء على الرسم ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/393] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بارئكم} [54] معًا قرأ البصري بإسكان كسرة همزه، طلبًا للتخفيف، عند اجتماع ثلاث حركات، وأحرى إن تماثلت كـــ {يأمرهم} [الأعراف: 157] وهي لغة بني أسد وتميم وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام، فإسكانه وإبقاؤه أولى.
[غيث النفع: 379]
وزاد عنه الدوري اختلاسها، وهو الإتيان بأكثر الحركة، وجرى العمل بتقديمه، والباقون بالكسرة التامة، ولا يبدله السوسي.
وقوله في باب الهمز المفرد: ........... = وقال ابن غلبون بياء تبدلا
يشير به لقول أبي الحسن طاهر بن غلبون في تذكرته: «وكذا أيضًا السوسي بترك همز {بارئكم} في الموضعين» اهـ.
ولا يقرأ به لأنه ضعيف، وقد انفرد به ابن غلبون، ونقله المحقق، وقال: «إنه غير مرضي، لأن إسكان هذه الهمزة عارض تخفيفًا، فلا يعتد به، وإذا كان الساكن اللازم حالة الجزم والبناء لا يعتد به، فهذا أولى، وأيضًا فلو اعتد بسكونهما وأجريت مجرى اللازم كان إبدالها مخالفًا لأصل أبي عمرو، وذلك أنه يشتبه بأن يكون من (البرى) وهو التراب، وهو قد همز {مؤصدة} [البلد] ولم يخففها من أجل ذلك، مع أصالة السكون فيها، فكان الهمز في هذا أولى، وهو الصواب» اهـ.
ويشرحه أنا لو وقفنا على ما آخره همزة متحركة نحو {أنشأ} [الأنعام: 141] و{يستهزىء} [15] و{امرؤا} [النساء: 176] وسكنت للوقف، فهي محققة في مذهب من يبدل الهمزة الساكنة، لعروض السكون، وهذا مما لا خلاف فيه، ومن قال فيه بالإبدال خطؤوه.
[غيث النفع: 380]
فإن وقفت عليه لحمزة، ولا وقف عليهما، وقيل على الثاني كاف ففيه وجه واحد، وهو تسهيل همزه بين بين، وإبداله ياء محضة ضعيف لا يقرأ به). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيركم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54)}
{موسى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية / 51 من هذه السورة.
{يا قوم}
هذا منادى مضاف إلى ياء المتكلم «يا قومي»، وقد حذفت الياء، واجتزئ بالكسرة عنها، وهذه اللغة أكثر ما في القرآن.
وجاء إثبات الياء ساكنة «يا قومي».
وقرأ ابن محيصن «یا قوم بضم الميم، وخصه بعضهم بما بعده همزة وصل فقط وهي قراءة عن ابن كثير، وبعض الرواة عن ابن محيصن بضمها له في الوصل دون الوقف.
{ظلمتم}
قرأ ورش بتغليظ اللام.
{إلى بارئكم}
- قرأ الجمهور بظهور حركة الإعراب وهي الكسرة على الهمزة «بارئكم".
- وروى سيبويه عن أبي عمرو وهارون الاختلاس، وبه قرأ الدوري.
وقال الزجاج: «وأحسب أن الرواية الصحيحة ما روى سيبويه؛ فإنه أضبط لما روى».
[معجم القراءات: 1/100]
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي وسيبويه والسوسي وعبد الوارث والداني والفارسي وابن طاهر بالإسكان «بارئكم، وذلك إجراء للمنفصل من كلمتين مجرى المتصل من كلمة؛ فإنه يجوز تسكين مثل «إبل»، فأجرى المكسورات في بارئكم مجرى «إبل».
- وإسكان الهمزة لغة" بني أسد وتميم، وبعض نجد؛ طلبا للتخفيف، قال ابن جني: "مختلسة غير ممكن كسر الهمزة، حتى دعا ذلك من لطف عليه تحصيل اللفظ أن ادعى أن أبا عمرو كان يسكن الهمزة، والذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة إلا حذفها البتة، وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذين رووه ساكنة، ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة ولكن أتوا من ضعف دراية".
وعلق المحقق على هذا بقوله: "وهذا الذي رواه صاحب الكتاب ورواه القراء أيضا، ورووا مع هذا الإسكان، وممن روى الإسكان أبو محمد اليزيدي، وهو من هو في القراءة والبصر بالعربية، ومثل أبي محمد ما كان ليرمي بإساءة السمع.." !!
- ووقف عليه حمزة بالتسهيل بين بين.
- وقرأ الزهري ونافع والأشهب وأبو طاهر عن ابن مجاهد عن
[معجم القراءات: 1/101]
إسماعيل بالياء باريكم، وذكر مكي عن اليزيدي مثل هذا.
- وقرأه الدوري عن الكسائي بالإمالة بارئكم.
- والباقون على الفتح.
{فاقتلوا}
قرأ قتادة فيما نقل المهدوي عن ابن عطية والتبريزي وغيرهم (فاقتلوا أنفسكم).
وقال الثعلبي: «قرأ قتادة «فاقتالوا أنفسكم».
وقراءة قتادة عند ابن خالويه: «فاقيلوا أنفسكم». كذا جاء الضبط فيه.
- وقراءة الجمهور «فاقتلوا» على الطلب من «قتل».
{إنه هو التواب}
إدغام الهاء " الهاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 1/102]

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" الصَّعقَةُ " بغير ألف في جميع القرآن ابن مُحَيْصِن، قال نصر بن علي: إلا (صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ)، وافق علي ومحمد في الأول في " والذاريات "، الباقون (الصَّاعِقَةُ) بألف، وهو الاختيار لموافقة الجماعة والمصحف ولأنه أفخم). [الكامل في القراءات العشر: 485]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ السُّوسِيِّ فِي إِمَالَةِ رَاءِ نَرَى اللَّهَ آخِرَ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ ذِكْرُ
[النشر في القراءات العشر: 2/214]
الْوَجْهَيْنِ فِي تَرْقِيقِ اللَّامِ مِنَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَهَا فِي بَابِ اللَّامَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم أبو عمرو من روايتيه النون في اللام من "نُؤْمِنَ لَك" [الآية: 55] مع إبدال الهمز الساكن واوا وله الإظهار مع الهمز وعدمه، فهي ثلاثة أوجه، تقدم نظيرها في "حَيْثُ شِئْتُمَا" وافقه يعقوب في الإدغام من المصباح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/393]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "نَرَى اللَّه" [الآية: 55] وصلا ونحوه كـ"فَسَيَرَى اللَّه" وهو في ثلاثين موضعا السوسي بخلف عنه، واختلف عنه أيضا في ترقيق لام الجلالة من ذلك حال الإمالة وتفخيمها، وكلاهما جائز منقول صحيح وعن ابن محيصن "الصاعقة" [الآية: 55] حيث جاء بحذف الألف وسكون العين واختلف عنه في الذاريات "وغلظ" الأزرق لام وظللنا وما ظلمونا بخلف عنه، وأشار إلى ترجيح التغليظ في الطيبة بقوله:
[إتحاف فضلاء البشر: 1/393]
وقيل عند الطاء والظاء والأصح تفخيمها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وأنتم تنظرون (55)}
{موسى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية 51 من هذه السورة.
{لن نؤمن}
- قرأ ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلف عنه بإبدال الهمزة واوا في الحالين «لن نؤمن».
وكذا قرأ حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 1/102]
{لن نؤمن لك}
- قراءة إدغام النون في اللام عن أبي عمرو ويعقوب وصورتها(نؤملك).
وإدغام أبي عمرو يكون مع إبدال الهمزة واو ساكنة «نوملك».
- وروي عن أبي عمرو أيضا الإظهار مع الهمز، وعدمه.
{نرى}
- الإمالة فيه في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف وأبي عمرو.
والإمالة في الوصل عن السوسي.
وقرأ ورش والأزرق بالفتح والتقليل.
وذكر أبو حيان الإمالة عن أبي عمرو في سورة الرحمن، وسياق الحديث يدل على أن الإمالة في الوصل، وأن الألف تسقط لفظا، وكأن الراء هي الممالة وحدها.
{نرى الله}
. اختلف عن السوسي في ترقيق اللام حال الإمالة وتفخيمها، وكلاهما جائز منقول صحيح.
{جهرة}
- قرأ ابن عباس وسهل بن شعيب وحميد بن قيس وطلحة «جهرة» بفتح الهاء.
- وقراءة الجمهور «جهرة بإسكانها.
[معجم القراءات: 1/103]
{الصاعقة}
- قرأ عمر وعلي وعثمان وابن محيصن وابن عباس والكسائي «الصعقة»، وهذا مروي عن ابن محيصن في كل القرآن، واختلف عنه في الذاريات/آ 44.
- وقراءة الجماعة «الصاعقة» بألف). [معجم القراءات: 1/104]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}

قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَفْخِيمِ اللَّامِ مِنْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ، وَمَا ظَلَمُونَا فِي بَابِ اللَّامَاتِ أَيْضًا). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "السلوى" [الآية: 57] حمزة والكسائي وكذا خلف، وقرأ أبو عمرو كالأزرق بالتقليل والفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وظللنا} [57] غلظ ورش لامه الأولى، لأن ما قبله ظاء لا ضاد، و{ظلمونا} مثله). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (57)}
{ظللنا}
الأزرق وورش اللام بخلاف عنهما.
{السلوى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأه أبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{ظلمونا}
- غلظ الأزق وورش اللام بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/104]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (58) إلى الآية (59) ]

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) }

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {نغفر لكم خطاياكم} 57 فِي النُّون وَالْيَاء وَالتَّاء
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {نغفر لكم} بالنُّون
وَقَرَأَ نَافِع {يغْفر لكم} بِالْيَاءِ مَرْفُوعَة على مالم يسم فَاعله وَقَرَأَ ابْن عَامر (تغْفر لكم) مَضْمُومَة التَّاء
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي {خطاياكم} فِي هَذِه السُّورَة غير أَن عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي كَانَ يميلها وَحده وَالْبَاقُونَ لَا يميلون). [السبعة في القراءات: 156]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يغفر لكم} بالياء مدني بالتاء شامي). [الغاية في القراءات العشر: 177]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({شئتما} [35]، و{شئتم} [58]، وبابه: بلا همز أبو عمرو، والأعشى، وورش طريق الأسدي، ويزيد. بالوجهين ابن عيسى عن أصحابه عن ورش).[المنتهى: 2/566] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يغفر} [58]: بالياء مدني وجبلة، بالتاء دمشقي وأبو زيد عن المفضل وأبو الأزهر طريق بكر. بإدغام الراء في اللام
[المنتهى: 2/571]
أبو عمرو غير أبي زيد وأبي أيوب، وحمصي).[المنتهى: 2/572]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (يغفر لكم) بالياء، وقرأ ابن عامر بالتاء، وقرأ الباقون بنون مفتوحة. قرأ أبو عمرو في رواية الرقيين في كل راء ساكنة أتت اللام بعدها بالإدغام نحو (يغفر لكم- و(ينشر لكم- وشبهه، وقرأ الباقون بالإظهار). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يغفر لكم} (58): بالياء مضمومة، وفتح الفاء.
وابن عامر: بالتاء، وفتح الفاء.
والباقون: بالنون مفتوحة، وكسر الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 227]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر (يغفر لكم) بالياء مضمومة وفتح الفاء وابن عامر بالتّاء مضمومة وفتح الفاء والباقون بالنّون مفتوحة وكسر الفاء). [تحبير التيسير: 287]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حِطَّةٌ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون رفع، وهو الاختيار على الحكاية، وهو أولى من المصدر (يَغْفِرْ لَكُمْ) بالياء، وفتحها أبو خليد، وابن المنادي عن نافع، وقرأ باقي أهل المدينة غير اختيار ورش، والنحاس وجبلة عن المفصل (يُغْفَرْ) بالياء وضمها، وقرأ النحاس،
[الكامل في القراءات العشر: 485]
وأبو الأزهر عن بكر بن سهل، وأبو زيد عن المفضل، ودمشقي، وأبو حيوة، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ (تُغفَر) بالتاء وضمها، الباقون بالنون وفتحها، وهو الاختيار لقوله: (وَسَنَزِيدُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([58]- {نَغْفِرْ لَكُمْ} بالياء مبنيا للمفعول: نافع.
بالتاء مثله: ابن عامر.
الباقون: بالنون مبنيا للفاعل). [الإقناع: 2/598]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (456 - وَفِيهَا وَفِي الأَعْرَافِ نَغْفِرْ بِنُونِهِ = وَلاَ ضَمَّ وَاكْسِرْ فَاءه حِينَ ظَلَّلاَ
457 - وَذَكِّرْ هُنَا أَصْلاً وَلِلشَّامِ أَنَّثُوا = وَعَنْ نَافِعٍ مَعْهُ في الأعْرَافِ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([456] وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه = ولا ضم واكسر فاعه (حـ)ين (ظـ)للا
من قرأ {نغفر}، فلقوله: {وإذ قلنا}؛ كأنه قال: قلنا ادخلوا نغفر، وبعده {وسنزيد المحسنين}.
فقد شهد له ما قبله وما بعده، فأمكنت الإقامة في ظله.
[457] وذكر هنا (أ)صلا ولـ(لشام) أنثوا = وعن (نافع) معه في الأعراف وصلا
قوله: (أصلًا)، لأن تأنيث الخطايا غير حقيقي. فهو في الأصل راجع إلى معنى الخطأ.
ومن أنث، اعتبر اللفظ، لأنه مؤنث.
وعن نافع مع ابن عامر في الأعراف وصل التأنيث؛ يعني: نقل فوصل إلينا). [فتح الوصيد: 2/634]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [456] وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه = ولا ضم واكسر فاءه حين ظللا
ب: (التظليل): أن يُلقى عليك الظل.
ح: (فيها): ظرف (نغفر)، والضمير: للبقرة، والهاء في (نونه) و (فاءه): راجع إلى لفظ (نغفر)، خبر (لا ضم): محذوف، أي: في تلك النون، ضمير (ظللا): للفظ (نغفر).
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون: {نغفر لكم خطاياكم} في البقرة [58]، وفي الأعراف [161] {نغفر} بالنون بلا ضم، أي: مفتوحة، لأن ضد الضم الفتح، وبفاء مكسورة على إسناد الفعل إلى الله، ولهذا قال: (ظللا)، أي: يلقى عليهم ظل غفران الله.
[457] وذكر هنا أصلًا وللشام أنثوا = وعن نافعٍ معه في الأعراف وصلا
ح: مفعول (ذكر) و (أنثوا): محذوف، أي: (نغفر)، و (هنا): إشارة
[كنز المعاني: 2/15]
إلى البقرة، ضمير (معه): للشامي، ضمير (وصلا): للتأنيث، أي: وصل التأنيث إلينا بالنقل.
ص: أي: قرأ بالتذكير في سورة البقرة نافع، أي: {يُغفر} [58] بالياء المضمومة والفاء المفتوحة، يعلم من قوله: (ولا ضم واكسر)؛ لأن الفتح ضد الكسر.
وقرأ ابن عامر الشامي هنا بالتأنيث، أي: بالتاء المضمومة والفاء المفتوحة، وفي سورة الأعراف [161] اتفق نافع وابن عامر في تأنيث {تغفر}.
فالتأنيث فيهما على الأصل، والتذكير على أن التأنيث غير حقيقي، وفرَّق نافع بين الأعراف والبقرة لأنه يقرأ في الأعراف {خطيئاتكم} [161] على جمع التصحيح، فقوي أمر التأنيث لوجود التاء، وقرأ في البقرة {خطاياكم} [58] فلم يقو). [كنز المعاني: 2/16]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (454- وَفِيهَا وَفِي الأَعْرَافِ نَغْفِرْ بِنُونِهِ،.. وَلاَ ضَمَّ وَاكْسِرْ فَاءه [حِـ]ـينَ [ظَـ]ـلَّلاَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/293]
فيها يعني في البقرة: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}، ولا ضم يعني الفتح في النون فتأخذ للغير بالضم وفتح الفاء وضد النون الياء ووجه النون أن قبله: {وَإِذْ قُلْنَا}، فهي نون العظمة، فأشار بقوله: حين ظللا إلى أنهم في ظل غفرانه سبحانه وتعالى:
455-
وَذَكِّرْ هُنَا "أَ"صْلًا وَلِلشَّامِ أَنَّثُوا،.. وَعَنْ نَافِعٍ مَعْهُ في الأعْرَافِ وُصِّلا
ذكر في هذا البيت مذهب من بقي وهو نافع وابن عامر فقراءة نافع هنا على الضد من قراءة الجماعة بضم الياء وفتح الفاء وقراءته في الأعراف كقراءة ابن عامر في الموضعين: بضم التاء المثناة من فوق وهو معنى قوله أنثوا وقوله: وذكر أي اجعل موضع النون ياء مثناة من تحت، وقد تقدم أن التأنيث غير الحقيقي يجوز فيه التذكير، فلهذا قال: أصلا؛ لأن الخطايا راجعة إلى معنى الخطأ ونافع يقرأ في الأعراف: "خطيئتكم" على جمع السلامة ففيه تاء التأنيث لفظا، فترجح اعتبار التأنيث، فلهذا أنث فيها، وفي البقرة يقرأ: "خطايا" وهو جمع تأنيثه معنوي، فضعف أمر التأنيث فذكر، وابن عامر أنث اعتبارا للمعنى، وهو في الأعراف آكد؛ لأنه يقرأ فيها بالإفراد: "خطيئتكم".
والضمير في "وصلا" راجع إلى التأنيث المفهوم من قوله: أنثوا؛ أي وصل التأنيث إلينا بالنقل عن نافع مع ابن عامر في الأعراف، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/294]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (456 - وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه ... ولا ضمّ واكسر فاءه حين ظلّلا
457 - وذكر هنا أصلا وللشّام أنّثوا ... وعن نافع معه في الاعراف وصّلا
قرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون نَغْفِرْ لَكُمْ* هنا وفي الأعراف بنون العظمة في أوله ولا ضم فيها فتكون مفتوحة؛ لأن الفتح ضد الضم وبكسر الفاء، وبقى من القراء السبعة:
نافع والشامي وهو ابن عامر. أما نافع: فأمر الناظم أن يقرأ له بياء التذكير بدلا من النون هنا مع ضم هذه الياء ويؤخذ له ضمها من الضد؛ لأنه نفي الضم عن النون في قراءة الجماعة فيكون ثابتا في الحرف الذي في مكان النون وهو الياء في قراءة نافع والتاء في قراءة ابن عامر ويقرأ لنافع بفتح الفاء؛ لأنه ضد الكسر، وأما ابن عامر: فأمر أن يقرأ له بتاء التأنيث المضمومة بدلا من النون في الموضعين هنا وفي الأعراف بدليل قوله: (معه في الاعراف) ويقرأ لابن عامر بفتح الفاء أيضا؛ لأنه ضد الكسر كما سبق. ثم ذكر أن نافعا يشارك ابن عامر في القراءة بالتأنيث في سورة الأعراف فتلخص من كل ما سبق أن البصري والمكي والكوفيين يقرءون نَغْفِرْ* في السورتين بالنون المفتوحة وكسر الفاء وأن نافعا يقرأ في البقرة بالياء المضمومة وفتح الفاء وفي الأعراف بالتاء المضمومة وفتح الفاء وأن ابن عامر يقرأ بالتاء المضمومة وفتح الفاء في الموضعين.
ويؤخذ من هذا أنه لا قراءة في الأعراف بالياء فالخلف فيها دائر بين القراءة بالنون المفتوحة
وكسر الفاء- وهي قراءة البصري والمكي والكوفيين-
[الوافي في شرح الشاطبية: 203]
والقراءة بالتاء المضمومة وفتح الفاء وهي قراءة نافع وابن عامر، والله تعالى أعلم). [الوافي في شرح الشاطبية: 204]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نَغْفِرْ هُنَا وَالْأَعْرَافِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالتَّأْنِيثِ فِيهِمَا. وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالتَّذْكِيرِ هُنَا وَالتَّأْنِيثِ فِي الْأَعْرَافِ، وَوَافَقَهُمَا يَعْقُوبُ فِي الْأَعْرَافِ. وَاتَّفَقَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ عَلَى ضَمِ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَفَتْحِ الْفَاءِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِ الْفَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي إِدْغَامِ الرَّاءِ مِنْ نَغْفِرْ فِي اللَّامِ مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ خَطَايَا وَمَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَقْلِيلِهَا مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {نغفر لكم} هنا [58]، وفي الأعراف [161] بالتأنيث وضم التاء وفتح الفاء، وافقه المدنيان ويعقوب في الأعراف، وقرأ المدنيان هنا بالتذكير وضم الياء وفتح الفاء، والباقون بالنون وفتحها وكسر الفاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (447- .... .... .... .... .... = يغفر مدًا أنّث هنا كم وظرب
448 - عمّ بالاعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم ....). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سكّن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) ب = يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و (ظ) رب
قوله: (يغفر) يعني قوله تعالى «يغفر لكم خطاياكم» هنا، قرأه على التذكير كما لفظ به نافع وأبو جعفر واستغنى فيه باللفظ عن القيد كما قرره في الخطبة حيث قال: وأطلق رفعا وتذكيرا وغيبا حققا، وهذا أول موضع وقع له من ذلك، وقرأه بالتأنيث ابن عامر كما قيده، وكذا قرأ حرف الأعراف أي بالتأنيث يعقوب ونافع وأبو جعفر وابن عامر، وهذا معنى قوله: وظرب عم بالأعراف، والباقون بالنون كما سيأتي في البيت بعده.
(عمّ) بالأعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم وأبدلا
قوله: (ونون الغير) أي غير من ذكره في البيت السابق وهذا البيت، وهم نافع وأبو جعفر وابن عامر في البقرة ويعقوب، ونافع وأبو جعفر وابن عامر في حرف الأعراف، وقوله لا تضم: أي بفتح النون مع كسر الفاء ويصير الباقون بضم ياء التذكير وتاء التأنيث في البقرة وبضم تاء التأنيث في الأعراف مع فتح الفاء
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174]
فيهما الذي هو ضد الكسر، والنون هنا ليس لها مفهوم، إذ قد قدم التذكير والتأنيث لمن ذكر، وأضاف النون للغير والفاء للقراء للملابسة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 175]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (قوله: (يغفر مدا).
أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر [يغفر لكم] [البقرة: 58] بالياء المثناة تحت وبضمها.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر هنا بالتاء على التأنيث.
ثم كمل فقال:
ص:
(عمّ) بالأعراف ونون الغير لا = تضمّ واكسر فاءهم وأبدلا
ش: أي: وقرأ ذو ظاء (ظرب) آخر الأول [يعقوب] ومدلول (عم) [نافع وأبو جعفر وابن عامر]: تغفر لكم خطاياكم في الأعراف [الآية: 161] بالتاء المثناة فوق وضمها.
وقرأ الباقون بالنون المفتوحة وبكسر الفاء في السورتين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/160]
تنبيه:
فهمت ياء التذكير لنافع من الإطلاق، وضمها من مفهوم قوله: (ونون الغير لا تضم)؛ فصار المدنيان هنا بياء التذكير، وابن عامر بتاء التأنيث المضومتين وفي الأعراف ثلاثتهم بتاء التأنيث، ووافقهم يعقوب فيها، والباقون بالنون المفتوحة في السورتين.
[ووجه النون: بناء] الفعل للفاعل على وجه التعظيم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول: إما للعلم بالفاعل؛ إذ قد تعين عز وجل بغفران الذنوب، أو تعظيما له كما تقرر في النحو.
ووجه التذكير، والتأنيث: أن الفعل المسند إلى جمع مكسر مذكر أو مؤنث حقيقي أو مجازي يجوز تذكيره بتقدير جمع، وتأنيثه باعتبار جماعة.
ووجه تذكير «البقرة» وتأنيث «الأعراف» تغليب جانبه بالتاء، [وقوى الوجه بها لنصها ] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: اتفقوا هنا على تكسير خطاياكم [البقرة: 58]، وتقدم إمالة الكسائي والأزرق «خطايا» ومذهب أبي جعفر في إخفاء قولا غير [البقرة: 59] ومذهبه هو ونافع في والصّابئين [البقرة: 62، والحج: 17]، وإمالة: والنصارى [البقرة: 62، والمائدة: 69، والحج: 17] وإمالة العين لأبي عثمان عن الدوري). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "حَيْثُ شِئْتُمَا" [الآية: 58] إدغاما وإبدالا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يغفر" [الآية: 58] هنا و[الأعراف الآية: 161] فابن عامر بالتأنيث فيهما، وقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالتذكير هنا، والتأنيث في الأعراف وكذا يعقوب بالتأنيث في الأعراف ووجه الكل لا يخفى؛ لأن الفعل مسند إلى مجازي التأنيث واتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة، وفتح الفاء على البناء للمفعول، والباقون بنون مفتوحة وفاء مكسورة في الموضعين على البناء للفاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري "تَغْفِرُ لَكُم" [الآية: 58] بإدغام الراء في اللام، وفي النشر تفريع الخلاف على الإدغام الكبير، فإذا أخذ به أدغم هذا بلا خلاف، وإلا فالخلاف متجه في هذا، والأكثرون على الإدغام والباقون بالإظهار). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا هنا على "خطايا" [الآية: 58] كبقايا وأماله الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يغفر} [58] قرأ نافع بضم الياء، وفتح الفاء والشامي مثله، إلا أنه يجعل موضع التحتية تاء فوقية، والباقون بنون مفتوحة، مع كسر الفاء، ولا خلاف بينهم هنا أن {خطاياكم} على وزن (قضاياكم) ). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاباكم وسنزيد المحسنين (58)}
{هذه}
عن ابن محيصن هذي بياء ساكنة بدل الهاء وصلا، وتحذف هذه الياء للساكنين في حالة الوصل، و«هذي» لفة في «هذه».
[معجم القراءات: 1/104]
{حيث شئتم}
- قرأ أبو عمرو بإدغام الثاء في الشين مع إبدال الهمزة الساكنة ياء (حيث شئتم). ويمتنع له الإدغام مع الهمز.
- وروي هذا الإدغام عن يعقوب أيضا.
وتقدم مثل هذا في الآية /۳۰ «حيث شئتما».
{رغدا}
قرأ النخعي رغدا بإسكان الغين.
وتقدمت في الآية/35 عن ابن وثاب أيضا.
- وقراءة الجماعة على الفتح «رغدا».
{حطة}
- قرأ إبراهيم بن أبي عبلة والأخفش وابن السميفع وطاووس اليمني (حطة) بالنصب على المصدر.
- وقراءة الجماعة على الرفع حطة على إضمار مبتدأ، أي: أمرنا حطة.
{نغفر}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي (نغفر) بالنون.
- وقرأ أبو بكر والجعفي وعاصم والأعمش والحسن ونافع وأبان يغفر بالياء المفتوحة.
[معجم القراءات: 1/105]
وقرأ نافع وأبو جعفر وقتادة والحسن وأبو حيوة (يُغفر) بالياء المضمومة وفتح الفاء.
وقرأ ابن عامر ومجاهد والحجدري وقتادة وأبو حيوة وجبلة عن المفضل (تغفر) بالتاء المضمومة وفتح الفاء.
وقرأت طائفة (تغفر) بفتح التاء وكسر الفاء، وكأن الحطة تكون سبب الغفران.
{نغفر لكم}
وقرأ الجمهور بإظهار الراء عند اللام.
وأدغم الراء في اللام أبو عمرو والدوري واليزيدي، ومثل هذا ما ماثلة في القرآن، وهو ضعيف عند البصريين.
وذهب بعض البصريين إلي أن أبا عمرو أخفي الراء فتوهم السامع أنه أدغم.
[معجم القراءات: 1/106]
وروي عن أبي عمرو الإظهار أيضا.
{خطاياكم}
قرأ الجحدري والأعمش وقتادة والحس وعاصم (خطيئتكم) بالإفراد والرفع.
وقرأ الأعمش (خطيئتكم) بالإفراد والنصب.
وقرأ أبو حيوة والحسن (خطيئاتكم) بالجمع السالم والرفع علي أنه مفعول ما لم يسم فاعله.
وقرأ الأعمش والحسن (خطيئاتكم) بالجمع المسلم والنصب.
وقرأ الأهوازي وأبو حيوة والكسائي (خطأياكم) بهمز الألف الأولي وسكون الثانية.
ونقل عن ابن كثير والأهوازي وأبو حيوة عكس القراءة السابقة (خطايأكم)
وقراءة الجماعة (خطاياكم)
[معجم القراءات: 1/107]
{خطاياكم}
وقرأه الكسائي بالإمالة، وروي هذا عن الأزرق.
وروي عن الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وعن العلماء خلاف في موضع الإمالة، الياء أو الطاء، أو هما معا.
قال الصفراوي (بإمالة الياء حيث وقع ابن شنبوذ لورش عن نافع..) ). [معجم القراءات: 1/108]

قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قولًا غير} [59]، و{من خلاف} [المائدة: 33] بإخفاء الغنة عند الغين والخاء حيث جاء يزيد وإسحاق وأبو نشيط
[المنتهى: 2/572]
[مخير: العمري]).[المنتهى: 2/573]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رِجْزًا) بضم الراء في جميع القرآن إلا (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)، و(رِجْزَ الشَّيْطَانِ) مجاهد، والقورسي عن أبي جعفر، وابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، الباقون بكسر الراء، وهو الاختيار لموافقة السبعة ولأنه أشهر اللغتين، ولاتفاقهم على رجز الشيطان، وأما (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) فنذكره في موضعه (يَفسُقُونَ) بكسر السين حيث وقع الْأَعْمَش، الباقون بضمها، وهو الاختيار؛ لأنه أشمهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي إِخْفَاءِ التَّنْوِينِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: اتفقوا هنا على تكسير خطاياكم [البقرة: 58]، وتقدم إمالة الكسائي والأزرق «خطايا» ومذهب أبي جعفر في إخفاء قولا غير [البقرة: 59] ومذهبه هو ونافع في والصّابئين [البقرة: 62، والحج: 17]، وإمالة: والنصارى [البقرة: 62، والمائدة: 69، والحج: 17] وإمالة العين لأبي عثمان عن الدوري). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قولا غير" [الآية: 59] بإخفاء التنوين عند الغين أبو جعفر وتقدم حكم إدغام "قيل لهم" لأبي عمرو ويعقوب، وإشمام كسرة القاف لهشام والكسائي ورويس، وكذا تغليظ الأزرق "ظلموا" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "رجزا" [الآية: 59] بضم كسر الراء حيث وقع وهو لغة وعن الأعمش). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("يفسقون" [الآية: 59] بكسر ضم السين حيث جاء وهو لغة أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [59] تقدم قريبا). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا علي الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (59)}
{ظلموا}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
{قولا غير}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين مع الغنة عند الغين.
وقراءة الباقين بالإظهار.
{غير}
- قراءة الأزرق وورش الراء.
{قيل}
- قرأ هشام والكسائي ورويس بإشمام كسرة القاف الضم وانظر الآية /11 مما تقدم ففيها تفصيل أوفي.
{قيل لهم}
أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{رجزا}
قرأ ابن محيض (رجزا) بضم الراء، وهي لغة في (الرجز) نقلت
[معجم القراءات: 1/108]
عن بني الصعدات.
والكسر قراءة الجماعة (رجزا).
{يفسقون}
قرأ النخعي وابن وثاب والأعمش (يفسقون) بكسر السين، وهي لغة.
والجمهور علي القراءة بالضم (يفسقون) ). [معجم القراءات: 1/109]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:45 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة البقرة
[من الآية (60) إلى الآية (61) ]

{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) }

قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الناس} [8] بكسر النون في موضع الخفض اليزيدي طريق ابنه وسبطه وأبي حمدون وابن سعدان وعلي طريق قتيبة وابن جبير، ونصير طريق الرستمي، وأبي عمر طريق الحلواني والمطوعي، والشموني إلا النقار.
[المنتهى: 2/556]
وقال ابن الصلت عن سالم، وورش: {كل أناس} [60] يميل النون إلى الكسر، وكذلك ما أشبه هذا في جميع القرآن).[المنتهى: 2/557] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَشْرَةَ) بكسر الشين طَلْحَة، والهمداني، وأبو حيوة، ومجاهد، والأصمعي عن أبي بكر، وابن صبيح، وقرأ الْأَعْمَش بفتح الشين، الباقون بإسكان الشين، وهو الاختيار؛ لأنه أجزل ولموافقة السبعة). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "استسقى" [الآية: 60] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق، وعن المطوعي عن الأعمش "عشرة" بكسر سكون الشين وعنه أيضا الإسكان والفتح وكلها لغات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/395]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اثنتا} [60] لا إمالة فيه). [غيث النفع: 381]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مفسدين} تام وقيل كاف، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند الأكثرين). [غيث النفع: 381]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ استسقي موسي لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين (60)}.
{استسقى}
قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{موسى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/51 من هذه السورة.
{أضرب بعصاك}
قراءة القراء بإدغام في الباء.
{اثنتا عشرة}
قراءة الجمهور (عشرة) بسكون الشين، وهي لغة الحجاز وأسد.
[معجم القراءات: 1/109]
وقرأ أبو عمرو ومجاهد وطلحة وعيسي ويحيي بن وثاب وابن أبي ليلي ويزيد والمطوعي والأعمش ونعيم السعدي وأبو جعفر (عشرة) بكسر الشين، وهي لغة تميم، وربيعة.
وراوي الكسر عن أبي عمرو نعيم السعدي، والمشهور عنه الإسكان.
وقرأ ابن الفضل الأنصاري والأعمش (عشرة) بفتح الشين.
وروي عن الأعمش إسكان الشين كقراءة الجماع.
{ولا تعثوا}
قرأ الأعمش والمطوعي (ولا تعثوا) بكسر التاء، وقالوا: هي لغة تميم.
وقرأ ابن مسعود (ولا تعيثوا) بالياء بعد العين.
وقراءة الجماعة (ولا تعثوا) بفتح التاء، ومن غير ياء). [معجم القراءات: 1/110]

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {النَّبِيين} 61 و{النُّبُوَّة} آل عمرَان 79 و{الْأَنْبِيَاء} آل عمرَان 12 و{النَّبِي} آل عمرَان 68 فِي الْهَمْز وَتَركه
فَكَانَ نَافِع يهمز ذَلِك كُله فِي كل الْقُرْآن إِلَّا فِي موضِعين فِي سُورَة الْأَحْزَاب قَوْله تَعَالَى {إِن وهبت نَفسهَا للنَّبِي إِن أَرَادَ النَّبِي} وَقَوله تَعَالَى {لَا تدْخلُوا بيُوت النَّبِي إِلَّا} وَإِنَّمَا ترك همز هذَيْن لِاجْتِمَاع همزتين مكسورتين من جنس وَاحِد
هَذَا قَول الْمسَيبِي وقالون
وَكَانَ ورش يروي عَن نَافِع همز هذَيْن الحرفين إِلَّا أَنه كَانَ يروي عَن نَافِع إِنَّه كَانَ يهمز من المتفقتين والمختلفتين الأولى ويخلف الثَّانِيَة فَيَقُول (للنبئ ان اراد) مثل المتفقتين (النبيئن) و(بيُوت النبئ الا) وَكَانَ الْبَاقُونَ لَا يهمزون من ذَلِك شَيْئا). [السبعة في القراءات: 156 - 157]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وباءو} [61، 90، آل عمران: 112]: بالكسر حيث جاء ورش طريق ابن الصلت، بين اللفظين سالم.
وقال ابن الصلت وحماد الكوفي عن الشموني {عصوا وكانوا} [61]، ونحوه: لا يشدد الواو الثانية. زاد ابن الصلت تخفيفًا عن سالم).[المنتهى: 2/572] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({النبيين} [61] جنسه: بالهمز إلا {نفسها للنبي} [الأحزاب: 54] و{بيوت النبي إلا} [الأحزاب: 53] نافع. واختلف عن أبي جعفر إلا العمري في تليين الهمزة، وهو الصحيح عنه، وزاد ورش وسالم وأبو نشيط طريق ابن الصلت همزهما).[المنتهى: 2/573]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقرأ نافع (النبيئين والنبيء والأنبياء) حيث وقع بالهمزة، وسهل الباقون همزة، فشددوا الياء على أصول التسهيل المتقدم ذكرها، أعني الياء في النبي والنبيين، فأما الموضعان في الأحزاب فقرأه قالون فيهما على أصله في الهمزتين المكسورتين فشدد الياء ولا يهمز). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {عليهم الذلة} (61): بضم الهاء والميم، في الوصل.
والباقون: بكسر الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 227]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {النبيئين} (61)، و: {الأنبئاء} (91)، و: {النبوءة} (آل عمران: 79)، و: {النبيء} (الأعراف: 157)، حيث وقع: بالهمز.
وترك قالون الهمز في قوله في الأحزاب: {للنبي إن أراد} (50، 53)، و: {بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} في الموضعين في الوصل خاصة، على أصله في الهمزتين المكسورتين.
والباقون: بغير همز.
[التيسير في القراءات السبع: 227]
وإنما ترك قالون همز هذه المواضع لاجتماع همزتين مكسورتين من جنس واحد. هذا قول المسيبي وقالون.
وأما ورش فكان يهمز الأولى من المتفقتين، ويسهل الثانية في جميع القرآن). [التيسير في القراءات السبع: 228] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (عليهم الذلة) وبابه قد ذكر). [تحبير التيسير: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع: (النّبيين) (والأنبياء) (والنبوة) (والنّبيّ) حيث وقع [بالهمز] وترك قالون الهمز في قوله تعالى في الأحزاب (للنّبي إن أراد، وبيوت النّبي إلّا أن) في الموضعين في الوصل خاصّة، [وورش] على أصله في الهمزتين المكسورتين والباقون بغير همز). [تحبير التيسير: 288] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَقِثَّائِهَا) بضم القاف طَلْحَة، والهمداني، والشيزري عن أبي جعفر، والْأَعْمَش، الباقون بكسر القاف، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِصْرًا) بغير تنوين الشيزري، والقورسي عن أبي جعفر، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والحسن، الباقون منون، وهو الاختيار لموافقة المصحف (وَيَقْتُلُونَ) الحسن وابْن مِقْسَمٍ مشدد حيث وقع، الباقون مخفف، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، ولأنه أليق بجزالة اللفظ). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (458 - وَجَمْعاً وَفَرْداً فِي النَّبِيءِ وَفي النُّبُو = ءةِ الْهَمْزَ كُلٌّ غَيْرَ نَافِعٍ ابْدَلاَ
459 - وَقَالُونُ فِي اْلأَحْزَابِ فِي لِلنَّبيِّ مَعْ = بُيُوتَ النَّبيِّ الْيَاءَ شَدَّدَ مُبْدِلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([458] وجمعًا وفردًا في النبئ وفي النبو = ءة الهمز كلٌ غير (نافعٍ) ابدلا
(جمعًا وفردًا)، منصوب على الحال، والتقدير: مجموعًا ومفردًا.
والناس في قراءة من قرأ {النبي} و{النبوة} بغير همز على مذهبين:
منهم من يقول: أصله (نبيء) بالهمز. وإنما كثر استعماله، فأوجب ذلك تخفيفه، فأبدل من الهمزة حرف من جنس ما قبلها، وأدغم ما قبله فيه، فقالوا: (النبي) و(النبوة).
وهو الذي اختاره الشيخ رحمه الله، لأن فيه جمعًا بين القراءتين في معنى واحد.
ولأنهم قالوا في تصغير (نبوة): (نبيئة)، فرد إلى أصله في الهمز.
ولأن كل مهموز من فعيل، إنما يجمع في الاستعمال على (فعلاء)، مثل: (بريء) و(برءآء).
وقد قال العباس بن مرداس:
يا خاتم النبئآء إنك مرسل = بالحق كل هدى السبيل هداكا
والقول الثاني، أنه من: نبا ينبو، إذا ارتفع.
فإن قيل: فجمعه على أنبياء، يدل على أنه من ذوات الياء، لأن ما كان من ذوات الياء يجمع على أفعلاء، كغني وأغنياء؛ فقولهم: أنبياء، دليل على
[فتح الوصيد: 2/635]
ذلك؛ وقلتم: هو من النباوة التي هي الرفعة، كأن النبي نبا عن منازل الخلق؛ أي ارتفع عنها، ولهذا يسمى المكان المرتفع نبيا، ويقال: نبا ينبو، إذا ارتفع.
وقال الكسائي وقطرب: النبي: الطريق والعلم؛ والنبي صلى الله عليه وسلم علمٌ على الهدى وطريقٌ إليه !
فأقول: إنما قالوا أنبياء، للزوم البدل في نبي، فجمع جمع ما أصل لامه حرف العلة.
ألا ترى أن عيدًا لما لزم فيه البدل، جمع على أعياد، وكان أصله يقتضي أن يجمع أعوادًا، لأنه من عاد يعود، كما قالوا: ريح وأرواح؟.
فإن قيل: فقد روي أن رجلا قال: «يا نبيء الله»، فقال: «لست نبيء الله، ولكني نبي الله»!
فأقول: الحديث غير صحيح الإسناد .
وعلى تقدير قبوله، فأقول: إنما أنكر الهمز -إن صح والله أعلم -لأنه موهم؛ وذلك أن أبا زيد حكى: نبأت من أرضٍ إلى أخرى، فأنا أنبأ نبأً ونبؤًا، إذا خرجت منها.
فإذا قال يا نبيء الله على هذا، احتمل أن يريد: يا طريد الله الذي أخرجه من بلده إلى غيرها. ألا ترى أن المسلمين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم
[فتح الوصيد: 2/636]
(راعنا)، فوجد اليهود بذلك طريقًا إلى سبه صلى الله عليه وسلم فصاروا يقولون (راعنا) ويعنون بذلك الرعونة.
وقيل: إنها في لغتهم سب، فنهى الله المسلمين عنها فقال: {يأيها الذين امنوا لا تقولوا رعنا}؛ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بترك لفظ النبيء بالهمز لأنه موهم، إلى البدل المستعمل الذي لا يوهم .
والنبيء، مأخوذ من: أنبأ، إذا أخبر.
[459] و(قالون) في الأحزاب في للنبي مع = بيوت النبي الياء شدد مبدلا
إنما أبدل قالون هاهنا، لأنه يلزم على أصله في اجتماع همزتين مكسورتين، أن تجعل الهمزة في {للنبي}، و{بيوت النبي} بين الهمزة والياء الساكنة وقبلها ياء فعيل، والمسهلة كالياء الساكنة؛ ففي ذلك ما يشبه اجتماع الساكنين؛ فقلب الهمزة ياءً وأدغم كما قدمته أولًا، فرارًا من اجتماع الساكنين). [فتح الوصيد: 2/637]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [458] وجمعًا وفردًا في النبيء وفي النبو = ءة الهمز كُل غير نافعٍ ابدلا
ح: (جمعًا) و (فردًا): حالان من المجرور على الوجه
[كنز المعاني: 2/16]
المرجوح، (كل): مبتدأ، (غير نافع): استثناء، (ابدلا): خبر المبتدأ، والضمير: يرجع إلى لفظ (كل)، (الهمز): مفعول (ابدلا) .
ص: أي: أبدل القراء غير نافع الهمز بالياء في {النبي} جمعًا نحو: {النبيين} [61]، و{الأنبياء} [آل عمران: 112]، وفردًا نحو: {نبي} و{النبي} [آل عمران: 146- 68]، وبالواو في لفظ: {والنبوة} [آل عمران: 79] على قاعدة التصريف نحو: {خطيئة} [النساء: 112]، و{قروءٍ} [البقرة: 228].
وأما نافع: فهو يقرأ فيها بالهمز لأنه الأصل، لأنه من النبأ، لكن الأول هو اللغة الفاشية.
[459] وقالون في الأحزاب في للنبي مع = بيوت النبي الياء شدد مبدلا
ح: (قالون): مبتدأ، (شدد): خبر، (الياء): مفعوله، (مبدلًا): حال، (في الأحزاب): ظرفه، (للنبي مع بيوت النبي): بيان ما أبدل في الأحزاب.
ص: أي: قالون خالف أصل بترك الهمز في قوله تعالى: {إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي} و {لا تدخلوا بيوت النبي إلا} في الأحزاب [50، 53] فأبدل الهمز بالياء وشددها لأن مذهبه في اجتماع الهمزتين
[كنز المعاني: 2/17]
المكسورتين أن يسهل الأولى إلا أن يقع قبلها حرف مد فيبدل نحو: {بالسوء إلا} [يوسف: 53]، لكنه يبدلهما في حالة الوصل لا الوقف، فإنه على حاله من الهمز). [كنز المعاني: 2/18]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (456- وَجَمْعًا وَفَرْدًَا فِي النَّبِيءِ وَفي النُّبُو،.. ءَةِ الهَمْزَ كُلٌّ غَيْرَ نَافِعٍ ابْدَلا
جمعا وفردا حالان من "النبيء"، والهمز مفعول أبدل وتقدير البيت: كل القراء غير نافع أبدل الهمزة في لفظ النبيء مجموعا ومفردا فالمجموع نحو: "الأنبياء" "والنبيين" و"النبيون".
والمفرد نحو: النبيء "ونبيء" ونبيئا وفي لفظ: "النبوءة" أيضا يريد قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرائيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ}، فلهذا كانت في البيت منصوبة على الحكاية وفي تقدم حال المجرور عليه خلاف عند النحويين فإن كان جائزا فإعراب جمعًا وفردًا على ما ذكرناه، وإن لم يكن جائزا كان ذلك منصوبا بفعل مضمر؛ أي وخذ جمعا وفردا في لفظ -النبيء-أو دونك ذلك، ثم بين ما يفعل به، فقال: أبدل كل القراء الهمز فيه غير نافع؛ يعني أن أصل هذه اللفظة الهمز؛ لأنه من أنبأ إذا أخبر ثم فعل فيه بطريق تخفيف الهمز ما يفعله حمزة في نحو: "خَطِيئَةً"، "قُرُوءٍ"، و"لِئَلَّا" من البدل الإدغام في نبيء و"نبوة" ومن البدل في "أنبياء" أبدلت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/295]
الهمزة الأولى ياء والأصل الهمز كما قال العباس بن مرداس:
يا خاتم النبئاء إنك مرسل
فلما جمعه على فعلاء ظهرت الهمزتان ولما جمع على أفعلاء أبدلت الأولى ياء لانكسار ما قبلها فعلى هذا القراءتان بمعنى واحد؛ لأن الهمز وإبداله لغتان؛ لأن لغة الإبدال هي الفصيحة الفاشية حتى أن بعض النحاة -رحمهم الله- يقول: التزمت العرب الإبدال في "النبي" و"البرية"، وقال أبو علي في الحجة: قال سيبويه: بلغنا أن قوما من أهل التحقيق يخففون "نبي" و"برية"، قال: وذلك رديء، قال: وإنما استردأه؛ لأن الغالب في استعماله التخفيف على وجه البدل من الهمز، وذلك الأصل كالمرفوض.
قلت: وقيل إن قراءة الجماعة يجوز أن تكون من نبا ينبو إذا ارتفع والنباوة الرفعة فلا يكون في الكلمة همز والأول أصح لمجيء الهمز فيه فيكون "النبيء" فعيلا بمعنى مفعول بمعنى أنه مخبر من جهة لله تعالى بما لا يخبر به غيره صلوات الله على جميع الأنبياء وسلامه.
قال أبو عبيد: الجمهور الأعظم من القراء، والعوام على إسقاط الهمز من "النبي" و"الأنبياء" والنبيين في كل القرآن وكذك أكثر العرب مع حديث رويناه مرفوعًا إن كان حفظ: حدثنا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/296]
محمد بن ربيعة عن حمزة الزيات عن حمران بن أعين أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبيء الله فقال: "لست بنبيء ولكني نبي الله"، قال أبو عبيد: ومعناه أنه أنكر عليه الهمز، وقال لي أبو عبيدة: العرب تترك الهمز في ثلاثة أحرف: "النبي" و"البرية" والخابية، وأصلهن جميعا الهمز، قال أبو عبيد: وفيها حرف آخر رابع: "الذرية" وهو من قوله: {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ}،
قلت: سأذكر إن شاء الله تعالى شرح هذه الأربعة الأحرف في شرح ما نظمته في النحو، وأما هذا الحديث الذي ذكره أبو عبيد، فقد أوله شيخنا أبو الحسن -رحمه الله- في شرحه بعد أن قال: إنه غير صحيح الإسناد، وقد أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتابه المستدرك، فقال: حدثني أبو بكر أحمد بن العباس بن الإمام المقرئ حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا خلف بن هشام حدثني الكسائي حدثني حسين الجعفي عن حمزان ابن أعين عن أبي الأسود الدؤلي عن أبي ذر قال: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قلت: ولا يظهر لي في تأويله إلا ما قاله أبو عبيد: إنه أنكر عليه الهمز؛ لأن تخفيفه هو اللغة الفحيحة، وما أول الشيخ به الهمز لا ينفيه تخفيفه فإن "النبي" سواء كان من الإخبار أو غيره فتخفيف همزه جائز أو لازم والله أعلم.
457- وَقَالُونُ فِي الأَحْزَابِ فِي لِلنَّبيِّ مَعْ،.. بُيُوتَ النَّبيِّ اليَاءَ شَدَّدَ مُبْدِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/297]
يريد قوله تعالى: {إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ}، و{لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ}، خالف قالون أصله في الهمز في هذين الموضعين فقرأهما كالجماعة اعتبارا لا أصل له آخر، تقدم في باب الهمزتين من كلمتين لأجل أن كل واحد من هذين الموضعين بعده همزة مكسورة، ومذهبه في اجتماع الهمزتين المكسورتين أن يسهل الأولى إلا أن يقع قبلها حرف مد، فتبدل، فيلزمه أن يفعل ههنا ما فعل في: "بِالسُّوءِ إِلَّا"؛ أبدل ثم أدغم غير أن هذا الوجه متعين هنا لم يرو غيره، وهذا يفعله قالون في الوصل دون الوقف؛ لأن الوقف لا يجتمع فيه الهمزتان فإذا وقف وقف على همزة لا على ياء، وقد أشار صاحب التيسير إلى ذلك حين قال، وترك قالون الهمز في قوله في الأحزاب: {لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ}، و{بُيُوتَ النَّبِيِّ} إلا في الموضعين في الوصل خاصة على أصله في الهمزتين المكسورتين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/298]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (458 - وجمعا وفردا في النّبيء وفي النّبو ... ءة الهمز كلّ غير نافع ابدلا
459 - وقالون في الأحزاب في للنّبيّ مع ... بيوت النّبيّ الياء شدّد مبدلا
أبدل القراء السبعة إلا نافعا الهمزة ياء في لفظ النبيء سواء كان مفردا أم جمع مذكر سالما- أم جمع تكسير- وفي لفظ النبوءة أيضا فالمفرد النَّبِيُّ* ونَبِيٍّ* ونَبِيًّا* وجمع المذكر السالم النَّبِيُّونَ* النَّبِيِّينَ* وجمع التكسير الْأَنْبِياءَ* أَنْبِياءَ* وَالنُّبُوَّةَ* في: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ في آل عمران، وفي وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ في الجاثية. أبدل القراء السبعة إلا نافعا الهمز ياء في جميع ما تقدم مع إدغام الياء الساكنة قبلها فيها بحيث يصير النطق بياء واحدة مشددة في لفظ المفرد وجمع المذكر السالم، وبياء خفيفة في جمع التكسير، وبواو واحدة مشددة في لفظ وَالنُّبُوَّةَ* حيث وقع، وقرأ نافع بالهمز في كل ما ذكر وقد وافق قالون الجماعة فخالف مذهبه في موضعين: فقرأ فيهما بإبدال الهمزة ياء مع إدغام الياء التي قبلها وهما: إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ، لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ، كلاهما في الأحزاب، وإطلاق كلام الناظم يفيد أن قالون يقرأ بترك الهمز في الحالين: الوصل والوقف، ولكن المحققين على أنه يقرأ بترك الهمز وبالياء المشددة وصلا فقط، فإذا وقف رجع لأصله فقرأ بالهمز في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 204]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ضَمِّ الْهَاءِ وَالْمِيمِ وَكَسْرِهِمَا مِنْ نَحْوِ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ فِي سُورَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ نَافِعٍ فِي هَمْزِ الْأَنْبِيَاءَ وَالنَّبِيئِينَ وَالنَّبِيءِ وَالنُّبُوءَةَ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي حَذْفِ هَمْزِ وَالصَّابِئِينَ وَالصَّابِئُونَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {النبيين} [61]، و{أنبياء} [91]، و{النبوة} [آل عمران: 79]، و{لنبي} ذكر لنافع في باب الهمز المفرد، وكذلك {والصابئين} [62] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 454] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والأعمش "مصر" [الآية: 61] بلا تنوين غير منصرف ووقفا بغير ألف، وهو كذلك في مصحف أبي بن كعب وابن مسعود، وأما من صرف فإنه يعني مصرا من الأمصار غير معين، واستدلوا بالأمر بدخول القرية وبأنهم سكنوا الشام، وقيل أراد بقوله: "مصرا" وإن كان غير معين مصر فرعون من إطلاق النكرة مرادا بها المعين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/395]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أدنى" [الآية: 61] وكذلك "الأدنى" حيث وقعا حمزة والكسائي والأعمش وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/395]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "عَلَيْهِمُ الذِّلَّة" [الآية: 61] من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما في سورة الفاتحة وكذا مد "باؤا" للأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/395]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "النبيين" [الآية: 61] و"النبيون، والأنبياء، والنبي، والنبوة" بالهمزة نافع على الأصل؛ لأنه من النبأ وهو الخبر، والباقون بياء مشددة في المفرد وجمع السلامة،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/395]
وفي جمع التكسير بياء مخففة في المصدر بواو مشددة مفتوحة، وقرأ به قالون في موضعي الأحزاب في الوصل؛ لأنه إذا همز على أصله اجتمع همزتان مكسورتان منفصلتان ومذهبه تخفيف الأولى، فعدل عن التسهيل إلى البدل بعد الياء توصلا إلى الإدغام مبالغة في التخفيف، وإذا وقف عاد إلى أصله بالهمز). [إتحاف فضلاء البشر: 1/396]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وإذ استسقى موسى لقومه}
{مصرا} [61] لا خلاف في تفخيم رائه لحرف الاستعلاء). [غيث النفع: 384]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سألتم} إن وقف عليه لحمزة، فيه وجه واحد، وهو التسهيل، وغير هذا ضعيف). [غيث النفع: 384]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الذلة} قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما، والباقون بكسر الهاء، وضم الميم). [غيث النفع: 384]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وبآءو} اجتمع فيه لورش مد التمكين ومد البدل، فإذا قرأت في الثاني بالطويل فسو بين المدين، وإذا قرأت بالتوسط فراع التفاوت الذي بينهما، ولا تكن من الغافلين). [غيث النفع: 384]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيئن} قرأ نافع بالهمزة، والباقون يبدلون الهمزة ياء، ويدغمون الياء الساكنة قبلها فيها، فيصير اللفظ بياء مشددة، وما لورش فيه لا يخفى). [غيث النفع: 384]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عصوا وكانوا} لا خلاف بينهم في إدغام أول المثلين الساكن في الثاني، ولا يضرنا عدم اتصالهما خطا). [غيث النفع: 384]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قلتم يا موسي لن نصبر علي طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وبآءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات االله ويقتلون النبين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون(61)}
{يا موسى}
- أمال حمزة والكسائي وخلف كل ألف منقلبة عن ياء وقعت في القرآن سواء كانت في اسم أو فعل، وقد تقدمت الإمالة في(موسي) في الآية/51.
{لن نصبر}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء في الحالين، وغيرهما وقفا فقط.
- وقراءة الباقين بالتفخيم.
{على طعام واحد}
- أدغم خلف عن حمزة التنوين في الواو بلا غنة، وأدغم غيره مع الغنة.
{يخرج}
- قرأ زيد علي (يخرج) بفتح الياء، من (خرج)
وقراءة الجماعة (يخرج) بضم الياء، من (أخرج).
{تنبت}
- قرأ زيد بن علي (تنبت) بالياء المفتوحة في أوله، من (نبت).
وقراءة الجماعة (تنبت) بالتاء المضمومة من (أنبت).
[معجم القراءات: 1/111]
{قثائها}
قرأ يحيي بن وثاب وطلحة بن مصرف وابن مسعود والأشهب والأعمش وأبو رجاء وقتادة (قثائها) بضم القاف، وهي لغة تميم وبعض بني أسد.
وقراءة الجمهور (قثائها) بالكسر، وهو الأجود والأكثر عند الزجاج، والقرطبي، وهو لغة أهل الحجاز.
{وفومها}
قرأ ابن مسعود وابن عباس وأبي (وثومها) بالثاء.
وقراءة الجماعة بالفاء (وفومها). ومعناهما واحد.
{أتستبدلون}
هذه قراءة الجماعة (أتستبدلون)، من (استبدل).
وقرأ أبي (أتبدلون) كذا، واختلف الضبط بين أبي حيان والرازي.
فأبو حيان ذكرها بالتشديد (أتبدلون)، والرازي ذكرها بالتخفيف (أتبدلون). فالأولي من (بدل) المضعف، والثانية من (أبدل) الرباعي المهموز.
وليس عندي ما يرجح واحدة من هاتين الصورتين.
[معجم القراءات: 1/112]
{أدنى}
قرأ زهير الفرقبي- ويقال له زهير الكسائي- (أدنأ) بالهمز.
وقراءة الجماعة (أدني) من الدنو.
وأمال (أدني) حيث وقع حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{هو خير}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء عنه.
والباقون علي التفخيم.
{اهبطوا}
قرأ أبو حيوة وشريح والحسن وأيوب السختياني (اهبطوا) بضم الباء.
وقراءة الجماعة بكسر الباء، وهما لغتان، والأفصح الكسر.
{مصرا}
قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر وطلحة بخلاف عنه (مصرا) بالإجراء.
[معجم القراءات: 1/113]
ولا يجيز الطبري غيرها لاجتماع خطوط مصاحف المسلمين والقراء علي ذلك.
وقرأ الحسن وطلحة والأعمش وأبان بن تغلب وابن عباس وأبي بن كعب وابن مسعود (مصرا) بغير تنوين.
وكذا جاء في مصحف أبي، ومصحف عبد الله بن مسعود، وبعض مصاحف عثمان.
{والمسكنة}
أمال الهاء الكسائي في حالة الوقف، وكذا حمزة بخلاف عنه.
{سألتم}
- قرأ إبراهيم النخعي ويحيي بن وثاب (سألتم) بكسر السين وهذا من تداخل اللغات.
قال ابن جني: (يحتمل أن يكون إبدال الهمزة في سألتم ياء..
فانكسر السين قبل الياء، ثم تنبه للهمز فهمز).
وقرئ (سلتم) مثل (بعتم).
وقرأ الكسائي وحمزة بحذف الهمزة (سألتم).
[معجم القراءات: 1/114]
وفيه وجه آخر، وهو التسهيل بين بين أي بين الهمزة والألف، وهو قراءة حمزة.
{اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم}
قرأ أبي (اهبطوا فإن لكم ما سألتم واسكنوا مصر).
{عليهم}
سبقت قراءتها في سورة الفاتحة/7.
{وبآوا}
- قرأ الأزرق وورش بالمد.
ولحمزة في الوقف عليه التسهيل مع المد والقصر.
{ويقتلون}
قرأ علي والحسن (ويقتلون) بالتشديد.
وقرأ الحسن (وتقتلون) بالتاء.
وروي عن الحسن (ويقتلون) بالياء كالجماعة.
{النبيين}
قراءة الجمهور بدون همز (النبيين).
وقرأ نافع وقالون بالهمز (النبيئين) وكذا روي عن نافع في القرآن كله من لفظ النبي وما كان منه جمعا.
وترك الهمز هو الاختيار.
[معجم القراءات: 1/115]
{عصوا وكانوا}
الإدغام عن أبي عمرو.
قال السمين: (والواو من (عصوا) واجبة الإدغام في الواو بعدها لانفتاح ما قبلها فليس فيها مد يمنع من الإدغام).
وبغير تشديد ابن شنبوذ وحماد والكوفي كلاهما عن الأعشى عن عاصم وسالم عن قالون عن نافع). [معجم القراءات: 1/116]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (62) إلى الآية (64) ]

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَالصَّابِئِينَ} 62 {والصابئون} الْمَائِدَة 69 فِي الْهَمْز وَتَركه
فَقَرَأَ نَافِع (والصبين) (والصبون) فِي كل الْقُرْآن بِغَيْر همز وَلَا خلف للهمز
وهمز ذَلِك كُله الْبَاقُونَ). [السبعة في القراءات: 157]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({والصابين} [البقرة: 62، الحج: 17]، و{والصابئون} [المائدة: 69] بلا همزة مدني).[المنتهى: 2/573]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (الصابين والصابون) بغير همز، وهمزه الباقون وكسروا الباء من (الصابون) ). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {الصابين} (62)، و: {الصابون} (المائدة: 69): بغير همزٍ حيث وقعا.
والباقون: بالهمز). [التيسير في القراءات السبع: 228]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر: (الصابين) (والصابون) بغير همز حيث وقع والباقون بالهمز). [تحبير التيسير: 288]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (460 - وَفي الصَّابِئِينَ الْهَمْزَ وَالصَّابِئُونَ خُذْ = .... .... .... ..... ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([460] وفي الصابئين الهمز والصابئون (خُـ)ذْ = وهزؤًا وكفؤًا في السواكن (فـ)صلا
الهمز بالرفع على الابتداء، وبالنصب على أنه مفعول.
[فتح الوصيد: 2/637]
وأشار بقوله: (خذ)، إلى أن الهمز تختار القراءة به، لأنه الأصل.
يقال: صبأ يصبأ، إذا خرج من دين إلى آخر؛ ومنه: صبأ ناب الصغير، وصبأت النجوم صبوءًا: طلعت. وصبأ عليهم يصبأ صبأ وصبوءًا، إذا طلع؛ لأنه ترك أرضه إلى غيرها؛ لأنهم خرجوا من اليهودية إلى المجوسية؛ لأنهم صلوا إلى قبلتهم وقرأوا كتبهم، وعبدوا مع ذلك الملائكة.
وقيل: عبدوا الكواكب، فقد صبئوا إلى دين غير ذلك الدين.
ومن قرأ (الصبون)، أبدل من الهمزة ياء مضمومة في الرفع، أو واوًا مضمومة، ثم نقل الحركة لثقلها إلى ما قبلها ولتصح الواو، ثم حذف لالتقاء الساكنين.
وفي حالة النصب، أبدل من الهمزة ياءً مكسورة، فاجتمع ياءان: مكسورة وساكنة، فثقل ذلك.
فإما أن نقول: إنه نقل حركة الياء إلى الباء بعد أن أزال حركتها كما أزيلت، لما نقلت إليها الضمة، أو نقول: حذف الكسرة ولم ينقل، لأنه نقل الضمة لتصح واو الجمع، فاجتمع ياءان ساكنتان، فحذف لالتقاء الساكنين.
واعلم أن سيبويه، لا يجيز إبدال الهمزة المتحركة إلا المفتوحة المضموم ما قبلها أو المكسور، على ما سبق، وأجاز إبدالها في الشعر خاصة.
وقد أجاز إبدالها الأخفش وأبو زيد وغيرهما في غير الشعر، وهي لغة للعرب فاشية.
[فتح الوصيد: 2/638]
يقولون في (سأل): (سال). وهو في الشعر كثير، كقول الفرزدق:
...لا هناك المرتع
وقول حسان:
سالت هذيل رسول الله فاحشةً = ضلت هذيل بما سالت ولم تصب). [فتح الوصيد: 2/639]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [460] وفي الصابئين الهمز والصابئون خذ =وهزؤًا وكفؤًا في السواكن فُصلا
ح: (الهمز): مرفوع على الابتداء، خبره (في الصابئين)، أو منصوب على مفعول (خُذ)، و(هزؤًا): مبتدأ، و (كفؤً): عطف، (فصلا): خبر، والضمير المثنى: لهما، (في السواكن): ظرف (فصلا)، أي: ذكرا في السواكن مفصلين، يعني: من جملة الأسماء التي سكن وسطها كـ (قفل) و (شُكر).
ص: أي: قرأ {والصابئين} في البقرة [62] والحج [17]، و {والصابئون} في المائدة [69] غير نافع بالهمز، من (صبأ عن دينه): إذا خرج عنه، وقرأ نافع (والصابين) و (الصابون) بترك الهمزة كـ (الداعين) و(الداعون) من (صبا يصبو): إذا مال، أو من باب تخفيف الهمز.
وقرأ حمزة (هزؤًا) [67] و (كفؤًا) [الإخلاص: 4] بإسكان الزاي والفاء للتخفيف، إذ كل ما جاء على (فعل) بضمتين قد تسكن عينه
[كنز المعاني: 2/18]
تخفيفًا). [كنز المعاني: 2/19] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (458- وَفي الصَّابِئِينَ الهَمْزَ وَالصَّابِئُونَ خُذْ،.. وَهُزْؤًا وَكُفْؤًا في السَّوَاكِنِ "فُـ"ـصِّلا
أي خذ الهمز فيهما؛ لأنه الأصل، وروي الهمز رفعا على الابتداء، أي وفي "الصابئين" في البقرة والحج، وفي "الصابئون" في المائدة الهمز، ثم قال: خذ أي خذ ما ذكرت بنية واجتهاد، يقال: صبأ يصبأ إذا خرج من دين إلى آخر، وأبدل نافع الهمز فكأنه من صبا بلا همز كرمى ورعى، فقرأ "الصابون" و"الصابين" كقولك الداعون والداعين، ومثل هذا البدل لا يكون إلا سماعا؛ لأنه همز متحرك بعد متحرك فهو كما قرئ: {سَأَلَ سَائِلٌ} بالهمز وبالألف كما يأتي فاجتمع في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/298]
قراءة نافع همز "النبي" وترك همز "الصابئين" والعكس الذي هو قراءة الجماعة أفصح وأولى، وهذا نحو مما مضى في قراءة ورش ترقيق الراءات وتغليظ اللامات، وأسند أبو عبيد عن ابن عباس أنه قال: ما "الخاطون" إنما هي "الخاطئون"، ما "الصابئون" إنما هي "الصابون"، قال أبو عبيد: وإنما كرهنا ترك الهمزة ههنا؛ لأن من أسقطها لم يترك لها خلفا بخلاف "النبيين" وقرأ حمزة وحده: "هزؤا"، و"كفؤا" بإسكان الزاي والفاء تخفيفًا، والأصل الضم وهو قراءة الجماعة، وقيل: هما لغتان ليست إحداهما أصلا للأخرى. قال مكي: حكى الأخفش عن عيسى بن عمر قال: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم ففيه لغتان التخفيف والتثقيل وقوله: في السواكن فصلا أي ذكرا في السواكن مفصلين أي عدا من جملة الأسماء التي سكن وسطها نحو قفل وشكر وكفر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/299] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (460 - وفي الصّابئين الهمز والصّابئون خذ ... وهزؤا وكفؤا في السّواكن فصّلا
461 - وضمّ لباقيهم وحمزة وقفه ... بواو وحفص واقفا ثمّ موصلا
المشار إليهم بالخاء وهم القراء السبعة إلا نافعا قرءوا بهمزة مكسورة بعد الباء في لفظ وَالصَّابِئِينَ* في البقرة والحج. وبهمزة مضمومة بعد الباء في وَالصَّابِئُونَ في العقود، وقرأ نافع بترك الهمز في اللفظين مع ضم الباء في وَالصَّابِئُونَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 204]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ نَافِعٍ فِي هَمْزِ الْأَنْبِيَاءَ وَالنَّبِيئِينَ وَالنَّبِيءِ وَالنُّبُوءَةَ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي حَذْفِ هَمْزِ وَالصَّابِئِينَ وَالصَّابِئُونَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتْ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ النَّصَارَى، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ أَبِي عُثْمَانَ عَنِ الدُّورِيِّ فِي إِمَالَةِ الصَّادِ قَبْلَ الْأَلِفِ مِنْهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {النبيين} [61]، و{أنبياء} [91]، و{النبوة} [آل عمران: 79]، و{لنبي} ذكر لنافع في باب الهمز المفرد، وكذلك {والصابئين} [62] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 454] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ):
(تتمة: اتفقوا هنا على تكسير خطاياكم [البقرة: 58]، وتقدم إمالة الكسائي والأزرق «خطايا» ومذهب أبي جعفر في إخفاء قولا غير [البقرة: 59] ومذهبه هو ونافع في والصّابئين [البقرة: 62، والحج: 17]، وإمالة: والنصارى [البقرة: 62، والمائدة: 69، والحج: 17] وإمالة العين لأبي عثمان عن الدوري). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/161] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الصابئين" [الآية: 62] هنا والحج بحذف الهمزة نافع وكذا أبو جعفر، والباقون بالهمز، ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالياء، وبالحذف وإخباره الآخرون بالتخفيف الرسمي، قيل وبالأبدال ياء ذكره الهذلي وضعف وكذا حكم الوقف على "خاسيئين" و"الخاطئين"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/396]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الألف بعد الراء من "النصارى" [الآية: 62] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي، وكذا خلف وبالتقليل الأزرق وأمال الألف بعد الصاد منه الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة الألف بعد الراء، كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/396]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والصابين} [62] قرأ نافع بلا همزة على وزن (داعين) والباقون بزيادة همزة مكسورة بعد الباء). [غيث النفع: 384]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62)}
{هادوا}
قراءة الجمهور بضم الدال (هادوا).
وقرأ أبو السمال العدوي (هادوا) بفتح الدال، من المهاداة، وهي قراءة الضحاك ومجاهد وأبي زيد، قيل: أي مال بعضهم إلى بعض.
{والنصارى}
أمال الألف بعد الراء أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، وحمزة والكسائي وخلف والداجوني.
وأمال الألف بعد الصاد الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وذلك إتباعا لإمالة الألف الأخيرة، فهي إمالة لإمالة.
وقراءة الباقين علي الفتح وكذا رويت عن الدوري.
[معجم القراءات: 1/116]
{والصابئين}
قراءة الجمهور (الصابئين) مهموزا.
وقرأ نافع وأبو جعفر والزهري وشيبة (الصابين) بياء ساكنة من غير همز.
وفي حال الوقف قرأ حمزة بالتسهيل كالياء.
كما وقف بحذف الهمزة (الصابين).
ووقف أيضا بالإبدال ياء (الصابيين).
وقرأ أبو جعفر والأعرج وورش بياءين خالصتين (الصابيين).
{من آمن}
قرأ ورش ونافع (من امن)، بإلقاء حركة الهمزة علي النون الساكنة، ثم حذفها.
{لا خوف}
قرأ الجمهور (لا خوف) بالتنوين والرفع.
وقرأ الحسن ويعقوب (لا خوف) بفتح الفاء من غير تنوين.
والرفع عند النحاس أجود من النصب.
وقرأ ابن محيص (لا خوف) بالرفع بلا تنوين تخفيفا). [معجم القراءات: 1/117]

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "واذكروا" [الآية: 63] بفتح
[إتحاف فضلاء البشر: 1/396]
سكون الذال وفتح ضمة الكاف وتشديدهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/397]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (63)}
{آتيناكم}
قرأ ابن مسعود (آتيتكم) بالتاء.
وقراءة الجماعة بنون العظمة (آتيناكم).
{بقوة}
قرأ الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{واذكروا}
قرأ الجمهور (واذكروا) أمرا من الذكر.
وقرأ أبي وابن وثاب (واذكروا)، أمرا من (اذكر) وأصله اذتكر، ثم أبدل من التاء دلا، ثم أدغم الذال في الدال، إذ أكثر الإدغام يستحيل فيه الأول إلي الثاني.
وقرأ المطوعي (واذكروا) بفتح الذال والكاف وتشديدهما.
وقرأ ابن مسعود (تذكروا) بإسقاط الواو قبل الفعل علي أنه فعل مضارع انجزم علي جواب الأمر الذي هو (خذوا).
وذكر الزمخشري أنه قرئ (وتذكروا) أمرا من التذكر، قال أبو حيان: (ولا يبعد عندي أن تكون هذه القراءة هي قراءة ابن مسعود، ووهم الذي نقلناه من كتابه (تذكروا) بإسقاط الواو).
قلت: قد ذكرها القراء(وتذكروا ما فيه) بالواو قراءة لعبد الله ابن مسعود، وذلك في سياق حديثه في الآية/62 من
[معجم القراءات: 1/118]
وقد أبعد المرمى، رحمة الله!! وكثير من القراءات عنده لا تأتي بعد آياتها، ولم يقع المحققان بما ينبغي في ضبط هذه المواضع وحصرها). [معجم القراءات: 1/119]

قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين(64)}
{بعد ذلك}
- قرأ بإدغام الدال في الذال وإظهارها أبو عمروا ويعقوب). [معجم القراءات: 1/119]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (65) إلى الآية (66) ]

{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي إِخْفَاءِ التَّنْوِينِ عِنْدَ الْخَاءِ مِنْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَنَحْوَهُ فِي بَابِ النُّونِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ الأزرق بترقيق راء "قردة" [الآية: 65] وأخفى تنوينها عند خاء "خاسئين" وذكر هنا في الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة خاسئين ياء وفيه نظر، والذي سبق له في باب الهمز المفرد تبعا للنشر وغيره إنه لا يحذف من هذا الباب إلا الصائبين ومتكئين ومستهزئين والخاطئين وخاطئين فقط، وكذا في النشر وطيبته وتقريبه، غير أنه ذكر فيه أن الهذلي انفرد عن النهرواني عن ابن وردان بالحذف في خاسئين، وهو غير معمول عليه، ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين، وبحذف الهمزة على اتباع الرسم، وحكى الإبدال ياء وضعف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/397]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قردة} [65] رقق ورش راءه). [غيث النفع: 384]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({خاسئين} فيه إن وقف عليه لحمزة وجهان: تسهيل همزه بين بين، وحذفها، وهو المختار عند الآخذين باتباع الرسم، وحكى فيها وجه ثالث، وهو إبدال الهمزة ياء، وهو ضعيف، ولا يخفى ما فيه لورش وقفًا ووصلاً). [غيث النفع: 384]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين (65)}
{قردة}
قراءة الجماعة (قردة) بكسر ففتح.
وقرأ الخليل (قردة) بفتح فكسر، هكذا ذكره الصاغاني،
وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
وقرأ الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{قردة خاسئين}
قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين عند الخاء مع الغنة.
{خاسئين}
قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء (خاسئيين).
وانفرد الهذلي عن النهرواني عن ابن وردان بحذف الهمزة (خاسين).
ووقف عليه حمزة بالتسهيل بين بين.
وذكر ابن الجزري أن فيها ما في (الصابئين) في الآية/62 التي سبقت). [معجم القراءات: 1/119]

قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (67) إلى الآية (74) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {أتتخذنا هزوا} 67 فِي الْهَمْز وَتَركه وَالتَّخْفِيف والتثقيل وَكَذَلِكَ {جُزْءا} الْبَقَرَة 260 والزخرف 15 و{كفوا} الْإِخْلَاص 4
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ (هزؤا) و(كُفؤًا) بِضَم الزَّاي وَالْفَاء والهمز
وقرءوا (جزأ) بِإِسْكَان الزَّاي وبالهمز
وروى القتبي عَن عبد الْوَارِث عَن أبي عَمْرو وروى اليزيدي أَيْضا عَنهُ أَنه ثقل (هزؤا) و(كُفؤًا) و(كُفؤًا) وخفف (جزأ)
وروى عَليّ بن نصر وعباس بن الْفضل عَنهُ أَنه خفف (جزأ) و(كُفؤًا) وروى مَحْبُوب عَنهُ (كُفؤًا) مخففا
وروى أَبُو زيد وَعبد الْوَارِث فِي رِوَايَة أبي معمر أَنه خير بَين التثقيل وَالتَّخْفِيف
وروى الْأَصْمَعِي عَنهُ أَنه خفف و(هزأ)وَقَرَأَ حَمْزَة ثلاثتهن بِالْهَمْز أَيْضا غير أَنه يسكن الزَّاي من قَوْله (هزءا) وَالْفَاء من (كفوءا) وَالزَّاي من قَوْله {جُزْءا} فَإِذا وقف قَالَ {هزوا} بِلَا همز وأسكن الزَّاي و{كفوا} بِلَا همز وأسكن الْفَاء
فَأثْبت الْوَاو بعد الزَّاي وَبعد الْفَاء وَلم يهمز ووقف على قَوْله (جزأ) بِفَتْح الزَّاي من غير همز
يرجع فِي الْوَقْف إِلَى الْكتاب
حكى ذَلِك أَبُو هِشَام عَن سليم عَن حَمْزَة
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم (هزؤا) و(كُفؤًا) و(جزؤا) مثقلات مهموزات
وروى عَنهُ حَفْص أَنه لم يهمز {هزوا} و{كفوا} وثقلهما وَأثبت الْوَاو
وهمز جُزْءا وخفف
حَدثنِي وهيب الْمروزِي عَن الْحسن بن الْمُبَارك عَن عَمْرو بن الصَّباح عَن حَفْص عَن عَاصِم {هزوا} و{كفوا} يثقل وَلَا يهمز
وَيقْرَأ {جُزْءا} مَقْطُوعًا بِلَا وَاو يُخَفف ويهمز
وَكَذَلِكَ قَالَ هُبَيْرَة التمار عَن حَفْص {جُزْءا} مَهْمُوزَة خَفِيفَة
وحَدثني وهيب قَالَ حَدثنَا الْحسن ابْن الْمُبَارك قَالَ أَبُو حَفْص وحَدثني سهل عَن أبي عَمْرو عَن عَاصِم أَنه كَانَ يثقل (هزؤا) و(كُفؤًا) وَرُبمَا همز وَرُبمَا لم يهمز
قَالَ وَكَانَ أَكثر قِرَاءَته ترك الْهَمْز
وحَدثني مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ عَن أَبِيه عَن حَفْص عَن عَاصِم أَنه كَانَ لَا ينقص نَحْو {هزوا} و{كفوا} وَيَقُول أكره أَن تذْهب مني عشر حَسَنَات بِحرف أَدَعهُ إِذا همزته
وَذكر عَاصِم أَن أَبَا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ كَانَ يَقُول ذَلِك
وروى حُسَيْن الْجعْفِيّ عَن أَن أبي بكر عَن عَاصِم {هزوا} بواو و{كفوا} وَلم يذكر الْهَمْز
وروى الْمفضل عَن عَاصِم (هزءا) خَفِيفَة سَاكِنة الزَّاي مَهْمُوزَة فِي كل الْقُرْآن
وَاخْتلف عَن نَافِع فِي ذَلِك فروى ابْن جماز وورش وَخلف عَن الْمسَيبِي عَن نَافِع وَأحمد بن صَالح الْمصْرِيّ عَن قالون أَنه ثقل (هزؤا) و(كُفؤًا) وهمزهما وخفف (جزأ) وهمزهما
وَكَذَلِكَ قَالَ يَعْقُوب بن جَعْفَر عَنهُ
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأَبُو بكر بن أبي أويس عَن نَافِع (هزءا) و(كفوءا) و{جُزْءا} مخففات مهموزات
وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن الْفرج المقرئ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن أَبِيه عَن نَافِع مثله وَحدثنَا إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن قالون عَن نَافِع أَنه ثقل (هزؤا) وهمزهما وخفف {جُزْءا} و{كفوا} وهمزهما
وحَدثني ابْن أبي مهْرَان عَن أَحْمد بن يزِيد الْحلْوانِي عَن قالون إِنَّه ثقل (هزؤا) و(كُفؤًا) وهمزهما
وَحدثنَا أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور الْحَارِثِيّ الْبَصْرِيّ عَن الْأَصْمَعِي عَن نَافِع أَنه قَرَأَ (هزؤا) مثقلة مَهْمُوزَة
وروى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع (هزءا) خَفِيفَة مَهْمُوزَة
وَلم يذكر غير هَذَا الْحَرْف). [السبعة في القراءات: 157 - 160]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بارئكم، ويأمركم، وينصركم}، مختلف أبو عمرو، وزاد عباس {أنلزمكموها} {وسنمتعهم} و{هذا نزلهم} ). [الغاية في القراءات العشر: 177] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هزؤا} و{كفؤا} [الغاية في القراءات العشر: 177]
خفيف عباس وإسماعيل وحمزة ورويس (كفواً) فقط، حفص كله مثقل غير مهموز). [الغاية في القراءات العشر: 178]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بارئكم} [54]، و{يأمركم} [67]، و{ينصركم} [آل عمران: 160، الملك: 20]، وما في معناهن: بالاختلاس أبو عمرو، وقرأت على أكثرهم
[المنتهى: 2/568]
بالإشباع. وروى اليزيدي إسكان الهمزة والراء التي بين ضمتين وهكذا في تعليقي عن المطوعي عن الجماعة عن أبي عمرو، وقرأت عن عبد الوارث، والعباس، وشجاع طريق الصواف بالإسكان.
وزاد العباس {أنلزمكموها} [هود: 28]، و{سنمتعهم} [هود: 48]، و{هذا نزلهم} [الواقعة: 56]، و{يجمعكم} [الجاثية: 26، التغابن: 9]، و{يلعنهم} [159]، ونحوه.
[المنتهى: 2/569]
وقال أبو زيد: إذا توالت الضمتان في الكلمة الواحدة وكان جمعًا بالاختلاس).[المنتهى: 2/570] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({هزؤًا} [67]: خفيف مهموز: عباس وإسماعيل والمفضل وحمزة،
[المنتهى: 2/573]
وخلف. خفيف بلا همز: أبو بشر. حفص، ويزيد طريق العمري يقلبان الهمزة واوًا).[المنتهى: 2/574]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (هزؤًا وكفؤًا) بالإسكان، وقرأ الباقون بالضم، وكلهم همزوا إلا حفصًا فإنه أبدل من الهمزة واوًا، ووقف حمزة ببدل واو من الهمزة أيضًا على غير قياس اتباعًا لخط المصحف وقد ذكرناه، وأما (جزؤًا) فكل القراء أسكنوا إلا أبا بكر فإنه ضم الزاي حيث وقع ووقف حمزة بإلقاء الحركة على الزاي يقول: (جزًا) على الأصل المتقدم). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {بارئكم} (54) في الحرفين، و: {يأمركم} (67)، و: {يأمرهم} (الأعراف: 157)، و: {ينصركم} (آل عمران: 160)، و: {يشعركم} (الأنعام: 109): باختلاس الحركة في ذلك كله، من طريق
[التيسير في القراءات السبع: 226]
البغداديين، وهو اختيار سيبويه. ومن طريق الرقيين وغيرهم: بالإسكان. وهو المروي عن أبي عمرو، دون غيره. وبذلك قرأت على الفارسي، عن قراءته على أبي طاهر.
والباقون: يشبعون الحركة). [التيسير في القراءات السبع: 227] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {هزوا} (67)، و: {كفوا} (الإخلاص: 4): بضم الزاي والفاء، من غير همز.
وحمزة: بإسكان الزاي والفاء، وبالهمز في الوصل، فإذا وقف أبدل الهمزة واوًا اتباعًا للخط وتقديرًا لضمة الحرف المسكن قبلها.
والباقون: بضم الزاي والفاء، وبالهمز). [التيسير في القراءات السبع: 228] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حفص (هزوا) (وكفوا) بضم الزّاي والفاء من غير همز، وحمزة وخلف بإسكان الزّاي وهما ويعقوب بإسكان الفاء، وحمزة بالهمز في
[تحبير التيسير: 288]
الوصل، فإذا وقف أبدل الهمزة واوا أتباعا للخطّ وتقديرا لضمة الحرف المسكن قبلها والباقون بالضّمّ والهمز). [تحبير التيسير: 289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو (بارئكم) في الحرفين و(يأمركم) (ويأمرهم) (وينصركم) (وما يشعركم) باختلاس الحركة في ذلك كله من طريق البغداديين وهو اختيار سيبويهٍ [ومن طريق الرقيين] وغيرهم بالإسكان وهو المرويّ عن أبي عمرو دون غيره وبذلك قرأت على الفارسي عن [قراءته على] أبي طاهر، والباقون يشبعون الحركة). [تحبير التيسير: 287] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([67]- {هُزُوًا} خفيف مهموز: حمزة، وإذا وقف حذف ونقل، هذا هو المختار.
[الإقناع: 2/598]
بالضم وإبدال الهمزة واوا: حفص.
الباقون بالضم والهمز). [الإقناع: 2/599]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (454 - وَإِسْكَانُ بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ لَهُ = وَيَأْمُرُهُمْ أَيْضاً وَتَأْمُرُهُمْ تَلاَ
455 - وَيَنْصُرُكُمْ أَيْضاً وَيُشْعِرُكُمْ وَكَمْ = جَلِيلٍ عَنِ الْدُّورِيِّ مُخْتَلِساً جَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)

قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (460- .... .... .... ..... = وَهُزْؤاً وَكُفْؤاً في السَّوَاكِنِ فُصِّلاَ
461 - وَضُمَّ لِبَاقِيهِمْ وَحَمْزَةُ وَقْفُهُ = بِوَاوٍ وَحَفْصٌ وَاقِفاً ثُمَّ مُوصِلاَ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([454] وإسكان بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضًا وتأمرهم تلا
اعلم أن من النحويين من أنكر الإسكان في هذه القراءة، واحتج بأنها حركة إعراب، فلا يجوز إسكانها.
قال سيبويه: «لم يكن أبو عمرو يسكن شيئًا من هذا، وإنما كان يختلس، فيظل من سمعه أنه أسكن».
وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو والاختلاس معًا.
ووجه الإسكان، أن من العرب من يجتزئ بإحدى الحركتين عن الأخرى.
وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وأسد وبعض النجديين، وذكر أنهم يخففون مثل {يأمركم} فيسكنون الراء لتوالي الحركات.
[فتح الوصيد: 2/632]
[455] وينصركم أيضًا وشعركم وكم جليل عن (الدوري) مختلسًا جلا
وأما من أخذ للدوري بالاختلاس، وهي رواية العراقيين عن أبي عمرو، فكم فيهم من جليل كابن مجاهد وغيره.
وإنما أشار إلى وجه هذه القراءة بالمدح، لأنه تخفيف لا ينقص من الوزن، ولا يغير الإعراب.
على أن سيبويه رحمه الله، لم ينكر الإسكان بالكلية، بل أجازه في الإعراب كما في البناء، واستشهد عليه بقول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب = إثمًا من ولا واغل
وعلى البناء بقول أبي نخيلة:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم = بالدو أمثال السفين العوم
ولكنه قال: القياس غير ذلك.
فإن كان الاستبعاد من أجل ذهاب حركة الإعراب، فقد أجمعوا على ذلك في الإدغام للمتماثلين والمتقاربين.
ومن قرأ بالإشباع، فهو الأصل). [فتح الوصيد: 2/633] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (وهزوا وكفؤا في السواكن فصلا)، أي ذكرا في السواكن مفصلين، لأن الأصل الضم.
وإنما أسكن هذا تخفيفًا. وكذلك ما أشبهه.
وعيسى بن عمر يروي - في ما حكى الأخفش عنه - أن كل اسم على ثلاثة أحرف، أوله مضموم، ففيه لغتان: التخفيف والتثقيل .وهذا غير الأول.
وعلى هذا لا تكون إحداهما أصلا للأخرى.
ومثله الحُلْمُ والحُلُم. و(هزوًا) و(كفؤا)، مكتوبان بواو على لغة من حرك، أو على الأصل.
فمن خفف، فإما أن يكون أسكن للتخفيف، أو على لغة التخفيف.
[فتح الوصيد: 2/639]
[461] وضم لباقيهم و (حمزة) وقفه = بواوٍ و(حفصٌ) واقفًا ثم موصلا
ومن ضم، فلأنه الأصل، أو إحدى اللغتين.
ووقف حمزة بواو اتباعًا للرسم .وقد اجتمع في قراءته اللغتان.
وفي قراءة حفص، قلب الهمزة واوًا لانضمام ما قبلها، وفيها موافقة الرسم). [فتح الوصيد: 2/640]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [454] وإسكانُ بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضًا وتأمرهم تلا
[455] وينصركم أيضًا ويشعركم كم = جليلٍ عن الدوري مختلسًا جلا
ب: (تلا): تبع، (الجليل): الرفيع القدر، (الاختلاس) من الخلس بمعنى السلب، وفي الاصطلاح: أن يؤتى بحرفٍ وثلثي حركته، بحيث يكون الذي حذفته من الحركة أقل مما أتيت به، (جلا): كشف.
ح: (وإسكانُ): مبتدأ، و (له): خبره، والضمير: لأبي عمرو، و(يأمرهم): عطف، و(تأمرهم): مبتدأ، (تلا): خبره، ومفعوله: محذوف، أي: تبع المذكور، و(ينصركم ... ويشعركم): مجرورًا المحل عطفًا على
[كنز المعاني: 2/13]
(بارئكم)، أو مرفوعان عطفًا على (تأمرهم)، (أيضًا): نصب على المصدر من (آض يئيض أيضًا): إذا عاد، و (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (جليلٍ): مميزها، (جلا): خبر، (مختلسًا): حال (عن الدوري): متعلق بـ (جلا).
ص: أي: أسكن أبو عمرو على لغة بني اسد وتميم الهمزة من {بارئكم} في قوله تعالى: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم} [54].
والراء من {يأمركم} [67]، و{يأمرهم} [الأعراف: 157]، و {تأمرهم} [الطور: 32]، و{ينصركم} [آل عمران: 160]، و{يشعركم} [الأنعام: 109] حيث وقعت كلها تخفيفًا، ولتوالي الضمان في الأربعة المتوسطة.
ثم قال: وكم من مشايخ القراء الجلة جلا عن مذهبه الاختلاس، أي: نقل عن الدوري عن أبي عمرو الاختلاس، وهو اختيار
[كنز المعاني: 2/14]
سيبويه؛ لأن هذه الحركة حركة إعراب، فلا يجوز إذهابها). [كنز المعاني: 2/15] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [460] وفي الصابئين الهمز والصابئون خذ =وهزؤًا وكفؤًا في السواكن فُصلا
ح: (الهمز): مرفوع على الابتداء، خبره (في الصابئين)، أو منصوب على مفعول (خُذ)، و(هزؤًا): مبتدأ، و (كفؤً): عطف، (فصلا): خبر، والضمير المثنى: لهما، (في السواكن): ظرف (فصلا)، أي: ذكرا في السواكن مفصلين، يعني: من جملة الأسماء التي سكن وسطها كـ (قفل) و (شُكر).
ص: أي: قرأ {والصابئين} في البقرة [62] والحج [17]، و {والصابئون} في المائدة [69] غير نافع بالهمز، من (صبأ عن دينه): إذا خرج عنه، وقرأ نافع (والصابين) و (الصابون) بترك الهمزة كـ (الداعين) و(الداعون) من (صبا يصبو): إذا مال، أو من باب تخفيف الهمز.
وقرأ حمزة (هزؤًا) [67] و (كفؤًا) [الإخلاص: 4] بإسكان الزاي والفاء للتخفيف، إذ كل ما جاء على (فعل) بضمتين قد تسكن عينه
[كنز المعاني: 2/18]
تخفيفًا). [كنز المعاني: 2/19] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [461] وضم لباقيهم وحمزةُ وقفه = بواوٍ وحفصٌ واقفًا ثم موصلا
ح: (ضم): فعلٌ ماضٍ مجهول، أو أمر مخاطب، ضمير (باقيهم): للقراء، (حفصٌ): مبتدأ، خبره محذوف، أي: يقرأ بالواو، (واقفًا) و (موصلًا): حالان.
ص: أي: قرأ غير حمزة بضم الزاي والفاء من (هزؤًا) [67] و (كفؤًا) [الإخلاص: 4] على الأصل.
وأما حمزة: فإذا وقف عليهما أبدل همزها واوًا اتباعًا للرسم، لأنهما رسما بواو على أصله في تخفيف الهمزة، ولم تلق حركة الهمزة على الساكن قبلها، كما في {جزءًا} [260] لئلا يخالف الخط.
ثم قال: حفص يقرأ بالواو في حالتي الوصل والوقف على قياس تخفيفها مفتوحة وقبلها ضمة). [كنز المعاني: 2/19]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (453- وَإِسْكَانُ بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ لَهُ،.. وَيَأْمُرُهُمْ أَيْضًا وَتَأْمُرُهُمْ تَلا
454- وَيَنْصُرُكُمْ أَيْضًا وَيُشْعِرُكُمْ وَكَمْ،.. جَلِيلٍ عَنِ الدُّورِيِّ مُخْتَلِسًا جَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/288]
أي أسكن أبو عمرو في هذه المواضع كلها حيث وقعت حركة الإعراب تخفيفا، وقد جاء ذلك عنه من طريق الرقيين كذا ذكر الداني ومكي وغيرهما، ورواية العراقيين عن أبي عمرو الاختلاس، وهي الرواية الجيدة المختارة؛ فإن الإسكان في حركات الإعراب لغير إدغام ولا وقف ولا اعتلال منكر فإنه على مضادة حكمة مجيء الإعراب وجوزه سيبويه في ضرورة الشعر؛ لأجل ما ورد من ذلك فيه نحو:
وقد بدا هنك من الميزر،.. فاليوم أشرب غير مستحقب
ولا أعلام قد تعلل بالمناة،.. فما تعرفكم العرب
ونحوه: إذا اعوججن قلت: صاحب مقوم.
قال أبو علي في الحجة: أما حركة الإعراب فمختلف في تجويز إسكانها فمن الناس من ينكره فيقول: إن إسكانها لا يجوز من حيث كان علما للإعراب، قال: وسيبويه يجوز ذلك في الشعر، قال الزجاج: روي عن أبي عمرو ابن العلاء أنه قرأ: "بَارِئْكُمْ" بإسكان الهمزة، قال: وهذا رواه سيبويه باختلاس الكسر، قال: وأحسب الرواية
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/289]
الصحيحة ما روى سيبويه فإنه أضبط؛ لما روي عن أبي عمرو، والإعراب أشبه بالرواية عن أبي عمرو؛ لأن حذف الكسر في مثل هذا وحذف الضم إنما يأتي في اضطرار الشعر وفي كتاب أبي بكر بن مجاهد قال سيبويه كان أبو عمرو يختلس الحركة: "من بارئكم"، و{يَأْمُرُكُمْ}، وما أشبه ذلك مما تتوالى فيه الحركات فيرى من يسمعه أنه قد أسكن ولم يسكن قال أبو بكر: وهذا القول أشبه بمذهب أبي عمرو؛ لأنه كان يستعمل في قراءته التخفيف كثيرا كان يقرأ: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}، {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} يشم الميم من يعلمهم، والنون من "يلعنهم" الضم من غير إشباع وكذلك: {عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ} يشم التاء شيئا من الخفض وكذلك: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ}،
يشمها شيئا من الضم، وفي كتاب أبي علي الأهوازي عن المازني عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلا قال سمعت أعرابيا يقول: {بَارِئِكُمْ}، فاختلس الكسر حتى كدت لا أفهم الهمزة قال أبو علي الفارسي وهذا الاختلاس وإن كان الصوت فيه أضعف من التمطيط وأخفى فإن الحرف المختلس حركته بزنة المتحرك قال: وعلى هذا المذهب حمل سيبويه قول أبي عمرو: "على بارئكم"، فذهب إلى أنه اختلس الحركة ولم يشبعها فهو بزنة حرف متحرك فمن روى عن أبي عمرو الإسكان في هذا النحو فلعله سمعه يختلس فحسبه؛ لضعف الصوت به والخفاء إسكانا، وقال أبو الفتح بن جني في كتاب الخصائص
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/290]
الذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة لا حذفها البتة وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذي رووه ساكنا، قال: ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة لكن أتوا من ضعف دراية، قال الشيخ في شرحه: وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو، والاختلاس معا، ووجه الإسكان أن من العرب من يجتزى بإحدى الحركتين عن الأخرى قال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/291]
وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وبني أسد وبعض النجديين، وذكر أنهم يحققون مثل: "يأمركم" فيسكنون الراء لتوالي الحركات.
قلت: وكان الناظم -رحمه الله- مائلا إلى رواية الاختلاس، وهو الذي لا يليق بمحقق سواه، فقال: وكم جليل أي كثير من الشيوخ الجلة جلوا الاختلاس عن الدوري، وكشفوه، وقرروه، وعملوا به، ومختلسا حال من الدوري أي جلا عن مذهبه في حال اختلاسه، ونسب الناظم ذلك إلى الدوري، وهو محكي عن أبي عمرو نفسه كما نسب إبدال الهمز الساكن إلى السوسي، وهي محكي عن أبي عمرو كما سبق، وسبب ذلك أن رواية الرقيين هي رواية السوسي ومن وافقه، ورواية العراقيين هي رواية الدوري وأضرابه قال أبو علي الأهوازي ومعنى الاختلاس أن تأتي بالهمز وبثلثي حركتها فيكون الذي تحذفه من الحركة أقل مما تأتي به قال: ولا يؤخذ ذلك إلا من أفواه الرجال.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/292]
قلت: وقراءة الباقين بإشباع الكسر في: {بَارِئِكُمْ}، وإشباع الضم في البواقي.
فإن قلت: من أين يؤخذ ذلك؟
قلت: ما بعد: {بَارِئِكُمْ} قد لفظ به مضموما فهو داخل في قوله: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا،.. وقد سبق في شرح الخطبة أن قوله وإسكان: {بَارِئِكُمْ} لا يفهم منه القراءة الأخرى؛ فإنه ليس ضد السكون الكسر، ولو حصل التلفظ بالكسر لصار كالذي بعده، ولو قال: وبارئكم سكن لاستقام وقوله: له أي لأبي عمرو.
فإن قلت: لِمَ لَمْ يكن رمزًا لهشام كما قال في موضع آخر بخلف له، ولا يكون له ثوى، قلت له لفظ صريح حيث يكون له ما يرجع إليه كهذا المكان وإن لم يكن له ما يرجع إليه فهو رمز، وعلامة ذلك اقترانه في الغالب برمز آخر معه ومتى تجرد وكان له ما يرجع فحكمه حكم الصريح وقوله: تلا ليس برمز وهو مشكل؛ إذ لا مانع من جعله رمزًا، ويكون إسكان يأمرهم وما بعده للدوري عن الكسائي، وكان ينبغي أن يحترز عنه بأن بقوله: وتأمرهم حلا أو غير ذلك مما لم يوهم رمزا لغير أبي عمرو وأما جلا فظاهر أنه ليس برمز لتصريحه بالدوي والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/293] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (458- وَفي الصَّابِئِينَ الهَمْزَ وَالصَّابِئُونَ خُذْ،.. وَهُزْؤًا وَكُفْؤًا في السَّوَاكِنِ "فُـ"ـصِّلا
أي خذ الهمز فيهما؛ لأنه الأصل، وروي الهمز رفعا على الابتداء، أي وفي "الصابئين" في البقرة والحج، وفي "الصابئون" في المائدة الهمز، ثم قال: خذ أي خذ ما ذكرت بنية واجتهاد، يقال: صبأ يصبأ إذا خرج من دين إلى آخر، وأبدل نافع الهمز فكأنه من صبا بلا همز كرمى ورعى، فقرأ "الصابون" و"الصابين" كقولك الداعون والداعين، ومثل هذا البدل لا يكون إلا سماعا؛ لأنه همز متحرك بعد متحرك فهو كما قرئ: {سَأَلَ سَائِلٌ} بالهمز وبالألف كما يأتي فاجتمع في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/298]
قراءة نافع همز "النبي" وترك همز "الصابئين" والعكس الذي هو قراءة الجماعة أفصح وأولى، وهذا نحو مما مضى في قراءة ورش ترقيق الراءات وتغليظ اللامات، وأسند أبو عبيد عن ابن عباس أنه قال: ما "الخاطون" إنما هي "الخاطئون"، ما "الصابئون" إنما هي "الصابون"، قال أبو عبيد: وإنما كرهنا ترك الهمزة ههنا؛ لأن من أسقطها لم يترك لها خلفا بخلاف "النبيين" وقرأ حمزة وحده: "هزؤا"، و"كفؤا" بإسكان الزاي والفاء تخفيفًا، والأصل الضم وهو قراءة الجماعة، وقيل: هما لغتان ليست إحداهما أصلا للأخرى. قال مكي: حكى الأخفش عن عيسى بن عمر قال: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم ففيه لغتان التخفيف والتثقيل وقوله: في السواكن فصلا أي ذكرا في السواكن مفصلين أي عدا من جملة الأسماء التي سكن وسطها نحو قفل وشكر وكفر ثم ذكر قراءة الجماعة فقال:
459- وَضُمَّ لِبَاقِيهِمْ وَحَمْزَةُ وَقْفُهُ،.. بِوَاوٍ وَحَفْصٌ وَاقِفاً ثُمَّ مُوصِلا
يجوز في ضم.
هنا أن يكون أمرًا وأن يكون ماضيًا لم يسم فاعله، ورسمت الهمزة في هاتين الكلمتين بواو، فوقف حمزة عليهما بالواو إتباعا للرسم مع كونه يسكن الوسط فهو يقول: "هزوا" و"كفوا".
على وزن جزؤا، ولم يفعل مثل ذلك في جزأ، وإن كان يسكن زايه أيضا؛ لأن الهمزة في جزأ لم ترسم واوا فيقف على ما تمهد في باب وقفه على الهمز بنقل حركة الهمزة إلى الزاي الساكنة فيقول: "جُزًا".
على وزن هدى ومثل ذلك جارٍ في: "هزؤًا"، و"كفؤًا" قياسا وقل من ذكره هنا، قال صاحب التيسير: قراءة حمزة بإسكان الزاي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/299]
والفاء وبالهمز في الوصل، فإذا وقف أبدل الهمز واوًا؛ اتباعًا للخط وتقديرا لضمة الحرف المسكن قبلها يعني فلهذا لم ينقل حركة الهمز إلى الساكن، وقال مكي: وقف حمزة ببدل واو من الهمزة على غير قياس تباعًا لخط المصحف قال: وأما جزأ فكل القراء يسكن إلا أبا بكر؛ فإنه ضم الزاي، ووقف حمزة بإلقاء الحركة على الزاي يقول: "جُزًا" على الأصل المتقدم، وقال في الكشف: كلهم همز في: "هزوًا"، و"كفوًا" إلا حفصا؛ فإنه أبدل من الهمزة واوا مفتوحة على أصل التخفيف؛ لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة فهي تجري على البدل كقوله: "السفهاء إلا" في قراءة الحرميين، وأبو عمرو، وكذلك يفعل حمزة إذا وقف كأنه يعمل الضمة التي كانت على الزاي والفاء في الأصل قال: وكان يجب عليه على أصل التخفيف لو تابع لفظه أن يلقى حركة الهمزة على الساكن الذي قبلها كما فعل في "جزأ" في الوقف فكان يجب أن يقول: "كفا"، و"هزا"، لكنه رفض ذلك؛ لئلا يخالف الخط فأعمل الضمة الأصلية التي كات على الزاي والفاء في الهمزة، فأبدل منها واوا مفتوحة؛ ليوافق الخط ثم تأتي بالألف التي هي عوض من التنوين بعد ذلك فقوله: وحفص مبتدأ وخبره محذوف؛ أي: وحفص يقرأ بالواو في حال وقفه، وإيصال الكلمة إلى ما بعدها، يقال: وصلت الشيء بالشيء وأوصلته إليه أي بلغته إليه وألصقته به، والمستعمل في مقابلة الوقف هو الوصل لا الإيصال، ولكنه عدل عن واصلا إلى موصلا كراهة السناد في الشعر؛ فإنه عيب؛ لأن هذا البيت كان يبقى مؤسسًا بخلاف سائر أبيات القصيدة، وإنما أبدل حفص هذه الهمزة واوا لأنها همزة مفتوحة قبلها ضم أراد تخفيفها وهذا قياس تخفيفها على باب ما سبق في باب وقف حمزة وانفرد حفص بهذه القراءة؛ لأن كل من ضم الفاء لا يبدل هذه الهمزة: أما السوسي فلأنها متحركة وأما ورش فلأنها لام الفعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/300]
وأما هشام في الوقف فلأنها متوسطة، وأما حمزة فإنه وإن أبدل فإنه لم يضم الزاي والفاء، ومن شأن حفص تحقيق الهمزة أبدا، وإنما وقع له الإبدال في هاتين الكلمتين، وسهل "أعجمي" جمعا بين اللغات ومن عادته مخالفة أصله في بعض الكلم كصلته: "فِيهِ مُهَانًا"، وإمالته: "مجراها"، ولم يصرح الناظم بقراءة حفص هنا، وحذف ما هو المهم ذكره، ولو أنه قال في البيت الأول: "وهزؤا" "وكفؤا" ساكنا الضم فصلا لاستغنى عن قوله: وضم لباقيهم، ثم يقول بدل البيت الثاني:
وأبدل واوا حمزة عند وقفه،.. وحفص كذا في الوصل والوقف أبدلا
ورأيت في بعض النسخ وهو بخط بعض الشيوخ ومنقول من نسخة الشيخ أبي عبد الله القرطبي -رحمه الله- ومقروءة عليه ومسموعة من لفظه عوض هذا البيت:
وفي الوقف عنه الواو أولى وضم غيـ،.. ـره ولحفص الواو وقفا وموصلا
وكتب عليهما معا، ورأيت في حاشية نسخة أخرى مقروءة على المصنف هذا البيت يتفق مع وضم لباقيهم في المعنى ومخالفة في اللفظ وخير المصنف بينهما؛ لأن كل واحد منهما يؤدي معنى الآخر.
قلت: وهذا البيت أكثر فائدة لبيان قراءة حفص فيه، والتنبيه على أن أصل حمزة في الوقف يقتضى وجهًا آخر وهو نقل الهمز وإنما إبداله واوا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/301]
أولى من جهة النقل وإتباع الرسم على أن أبا العباس المهدوي قال في شرح الهداية: الأحسن في "هزوا" و"كفوا" أن يلقي حركة الهمزة على الزاي والفاء كما ألقيت في "جزأ" والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/302]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (454 - واسكان بارئكم ويأمركم له ... ويأمرهم أيضا وتأمرهم تلا
455 - وينصركم أيضا ويشعركم وكم ... جليل عن الدّوريّ مختلسا جلا
قرأ أبو عمرو، وهو مرجع الضمير في (له) بإسكان الهمز في بارِئِكُمْ* في الموضعين هنا
[الوافي في شرح الشاطبية: 202]
وبإسكان الراء في هذه الألفاظ حيث ذكرت في القرآن الكريم: يَأْمُرُكُمْ*، يَأْمُرُهُمْ، تَأْمُرُهُمْ، يَنْصُرْكُمُ*، يُشْعِرُكُمْ. ثم ذكر أن كثيرا من حذاق النقلة روى عن الدوري اختلاس كسرة الهمزة في بارِئِكُمْ* واختلاس ضمة الراء في بقية الألفاظ.
والاختلاس: هو الإتيان بثلثي حركة الحرف بحيث يكون المنطوق به من الحركة أكثر من المحذوف منها، ويرادفه الإخفاء، فاللفظان معناهما واحد، ويقابلهما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة بحيث يكون الثابت منها أقل من المحذوف، ويؤخذ مما ذكر أن السوسي ليس له في شيء من هذه الألفاظ إلا الإسكان وأما الدوريّ فله في كل منها الإسكان والاختلاس). [الوافي في شرح الشاطبية: 203] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (460- .... .... .... ..... = وهزؤا وكفؤا في السّواكن فصّلا
461 - وضمّ لباقيهم وحمزة وقفه ... بواو وحفص واقفا ثمّ موصلا
وقرأ حمزة بإسكان الزاي في لفظ هُزُواً* كيف وقع في القرآن وبإسكان الفاء في كُفُواً أَحَدٌ في الإخلاص. وقرأ الباقون بضم الزاي والفاء، فإذا وقف حمزة أبدل الهمزة واوا، وله نقل حركة
[الوافي في شرح الشاطبية: 204]
الهمزة إلى ما قبلها أي إلى الزاي والفاء، وإذا وصل حقق الهمزة، وحفص يبدل الهمزة واوا وقفا ووصلا، والباقون يقرءون بالهمز وصلا ووقفا). [الوافي في شرح الشاطبية: 205]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66- .... .... بَارِئْ بَابَ يَأْمُرْ أَتِمَّ حُمْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف وقال: بارئ باب يأمر أتم حم أي قرأ مرموز (حا) حموهو يعقوب بإتمام حركة همزة {بارئكم} [54] في الموضعين في البقرة
[شرح الدرة المضيئة: 90]
يريد بقوله: باب يأمر أنه أيضًا قرأ بإتمام حركة الراء الواقع بعدها ضمير جمع الغائب والمخاطب حيث وقع). [شرح الدرة المضيئة: 91] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: اخْتِلَاسِ كَسْرَةِ الْهَمْزَةِ وَإِسْكَانِهَا مِنْ بَابِ بَارِئِكُمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَكَذَلِكَ اخْتِلَاسُ ضَمَّةِ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِهَا مِنْ يَأْمُرُكُمْ وَتَأْمُرُهُمْ وَيَأْمُرُهُمْ وَيَنْصُرْكُمُ وَيُشْعِرُكُمْ حَيْثُ وَقَعَ ذَلِكَ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ فِي ذَلِكَ تَخْفِيفًا، وَهَكَذَا وَرَدَ النَّصُّ عَنْهُ، وَعَنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَكْثَرِ الطُّرُقِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ فِي رِوَايَةِ الدُّورِيِّ عَلَى شَيْخِهِ الْفَارِسِيِّ عَنْ قِرَاءَتِهِ بِذَلِكَ عَلَى أَبِي طَاهِرِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ، وَعَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ قِرَاءَتِهِ بِذَلِكَ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ، وَبِهِ قَرَأَ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ السُّوسِيِّ عَلَى شَيْخَيْهِ أَبِي الْفَتْحِ وَأَبِي الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ لِأَبِي عَمْرٍو وَبِكَمَالِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، وَشَيْخُهُ أَبُو الْعِزِّ وَالْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ وَابْنُ سَوَّارٍ، وَأَكْثَرُ الْمُؤَلِّفِينَ شَرْقًا وَغَرْبًا. رَوَى عَنْهُ الِاخْتِلَاسَ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مِنْ رِوَايَتَيِ الدُّورِيِّ وَالسُّوسِيِّ سِوَاهُ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْفَتْحِ أَيْضًا عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيِّ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَرَوَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ الِاخْتِلَاسَ مِنْ رِوَايَةِ الدُّورِيِّ وَالْإِسْكَانَ مِنْ رِوَايَةِ السُّوسِيِّ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ فِي كِتَابِ الْكَافِي، وَالْهِدَايَةِ، وَالتَّبْصِرَةِ، وَالتَّلْخِيصِ، وَالْهَادِي، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ. وَعَكَسَ بَعْضُهُمْ، فَرَوَى الِاخْتِلَاسَ عَنِ السُّوسِيِّ وَالْإِسْكَانَ عَنِ الدُّورِيِّ كَالْأُسْتَاذَيْنِ أَبِي طَاهِرِ بْنِ سَوَّارٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ سِبْطِ الْخَيَّاطِ فِي بَارِئِكُمْ، وَرَوَى بَعْضُهُمُ الْإِتْمَامَ عَنِ الدُّورِيِّ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعِزِّ الْقَلَانِسِيُّ مِنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/212]
طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وَكَذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ، وَنَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ عَنِ ابْنِ فَرَحٍ كِلَاهُمَا عَنِ الدُّورِيِّ إِلَّا أَنَّ أَبَا الْعَلَاءِ خَصَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ بِتَمَامِ بَارِئِكُمْ وَخَصَّ الْحَمَّامِيَّ بِإِتْمَامِ الْبَاقِي وَأَطْلَقَ أَبُو الْقَاسِمِ الصَّفْرَاوِيُّ الْخِلَافَ فِي الْإِتْمَامِ وَالْإِسْكَانِ وَالِاخْتِلَاسِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِكَمَالِهِ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يُشْعِرُكُمْ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يَنْصُرْكُمُ، وَذَكَرَ يُصَوِّرُكُمْ وَيُحَذِّرُكُمُ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ الْقِيَاسَ فِي كُلِّ رَاءٍ نَحْوَ يَحْشُرُهُمْ، وَأُنْذِرُكُمْ، وَيُسَيِّرُكُمْ، وَتُطَهِّرُهُمْ، وَجُمْهُورُ الْعِرَاقِيِّينَ لَمْ يَذْكُرُوا تَأْمُرُهُمْ، وَيَأْمُرُهُمْ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ يُشْعِرُكُمْ أَيْضًا.
(قُلْتُ): الصَّوَابُ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ اخْتِصَاصُ هَذِهِ الْكَلِمِ الْمَذْكُورَةِ أَوَّلًا إِذِ النَّصُّ فِيهَا، وَهُوَ فِي غَيْرِهَا مَعْدُومٌ عَنْهُمْ، بَلْ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: إِنَّ إِطْلَاقَ الْقِيَاسِ فِي نَظَائِرِ ذَلِكَ مِمَّا تَوَالَتْ فِيهِ الضَّمَّاتُ مُمْتَنِعٌ فِي مَذْهَبِهِ، وَذَلِكَ اخْتِيَارِي، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى أَئِمَّتِي.
قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْيَزِيدِيِّ وَمَا يُشْعِرُكُمْ مَنْصُوصًا.
(قُلْتُ): قَدْ نَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ فَقَالَ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ حَرَكَةَ الرَّاءِ مِنْ يُشْعِرُكُمْ فَدَلَّ عَلَى دُخُولِهِ فِي أَخَوَاتِهِ الْمَنْصُوصَةِ حَيْثُ لَمْ يَذْكُرْ غَيْرَهُ مِنْ سَائِرِ الْبَابِ الْمَقِيسِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو: وَالْإِسْكَانُ - يَعْنِي فِي هَذَا الْكَلِمِ - أَصَحُّ فِي النَّقْلِ، وَأَكْثَرُ فِي الْأَدَاءِ، وَهُوَ الَّذِي أَخْتَارُهُ وَآخُذُ بِهِ.
(قُلْتُ): وَقَدْ طَعَنَ الْمُبَرِّدُ فِي الْإِسْكَانِ، وَمَنَعَهُ وَزَعَمَ أَنَّ قِرَاءَةَ أَبِي عَمْرٍو ذَلِكَ لَحْنٌ وَنَقَلَ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنِ الرَّاوِيَ لَمْ يَضْبِطْ عَنْ أَبِي عَمْرٍو لِأَنَّهُ اخْتَلَسَ الْحَرَكَةَ فَظَنَّ أَنَّهُ سَكَّنَ انْتَهَى.
وَذَلِكَ وَنَحْوُهُ مَرْدُودٌ عَلَى قَائِلِهِ وَوَجْهُهَا فِي الْعَرَبِيَّةِ ظَاهِرٌ غَيْرُ مُنْكَرٍ، وَهُوَ التَّخْفِيفُ وَإِجْرَاءُ الْمُنْفَصِلِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مُجْرَى الْمُتَّصِلِ مِنْ كَلِمَةٍ نَحْوَ إِبِلٍ، وَعَضُدٍ، وَعُنُقٍ. عَلَى أَنَّهُمْ نَقَلُوا أَنَّ لُغَةَ تَمِيمٍ تَسْكِينُ الْمَرْفُوعِ مِنْ (يَعْلَمُهُمْ) وَنَحْوِهِ وَعَزَاهُ الْفَرَّاءُ إِلَى تَمِيمٍ وَأَسَدٍ مَعَ أَنَّ سِيبَوَيْهِ لَمْ يُنْكِرِ الْإِسْكَانَ أَصْلًا، بَلْ أَجَازَهُ وَأَنْشَدَ عَلَيْهِ:
فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ
وَلَكِنَّهُ قَالَ: الْقِيَاسُ غَيْرُ ذَلِكَ وَإِجْمَاعُ الْأَئِمَّةِ
[النشر في القراءات العشر: 2/213]
عَلَى جَوَازِ تَسْكِينِ حَرَكَةِ الْإِعْرَابِ فِي الْإِدْغَامِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِهِ هُنَا وَأَنْشَدُوا أَيْضًا:
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيْكِ مَا فِيهِمَا... وَقَدْ بَدَا هَنْكِ مِنَ الْمِئْزَرِ
وَقَالَ: جَرِيرٌ:
سِيرُوا بَنِي العَمِّ فَالْأَهْوَازُ مَوْعِدُكُمْ... أَوْ نَهْرُ تِيرِي فَمَا تَعرِفْكُمُ العَرَبُ
وَقَالَ الْحَافِظُ الدَّانِيُّ: رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَتِ الْجَمَاعَةُ عَنِ الْيَزِيدِيِّ إِنَّ أَبَا عَمْرٍو وَكَانَ يُشِمُّ الْهَاءَ مِنْ يَهْدِي وَالْخَاءَ مِنْ يَخِصِّمُونَ شَيْئًا مِنَ الْفَتْحِ. قَالَ: وَهَذَا يُبْطِلُ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْيَزِيدِيَّ أَسَاءَ السَّمْعَ إِذْ كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ الْحَرَكَةَ فِي بَارِئِكُمْ وَيَأْمُرُهُمْ فَتَوَهَّمَهُ الْإِسْكَانَ الصَّحِيحَ فَحَكَاهُ عَنْهُ لِأَنَّ مَا سَاءَ السَّمْعَ فِيهِ وَخَفِيَ عَنْهُ لَمْ يَضْبِطْهُ بِزَعْمِ الْقَائِلِ وَقَوْلِ الْمُتَأَوِّلِ، وَقَدْ حَكَاهُ بِعَيْنِهِ وَضَبَطَهُ بِنَفْسِهِ فِيمَا لَا يَتَبَعَّضُ مِنَ الْحَرَكَاتِ لِخِفَّتِهِ، وَهُوَ الْفَتْحُ فَمُحَالٌ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُ وَيَخْفَى عَلَيْهِ فِيمَا يَتَبَعَّضُ مِنْهُنَّ لِقُوَّتِهِ، وَهُوَ الرَّفْعُ وَالْخَفْضُ قَالَ: وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ وَيُوَضِّحُ صِحَّتَهُ أَنَّ ابْنَهُ، وَأَبَا حَمْدُونَ وَأَبَا خَلَّادٍ وَأَبَا عُمَرَ وَأَبَا شُعَيْبٍ وَابْنَ شُجَاعٍ رَوَوْا عَنْهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو إِشْمَامَ الرَّاءِ مِنْ (أَرِنَا) شَيْئًا مِنَ الْكَسْرِ قَالَ: فَلَوْ كَانَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ صَحِيحًا لَكَانَتْ رِوَايَتُهُ فِي (أَرِنَا) وَنَظَائِرِهِ كَرِوَايَتِهِ فِي: (بَارِئِكُمْ) وَبَابِهِ سَوَاءٌ، وَلَمْ يَكُنْ يُسِيءُ السَّمْعَ فِي مَوْضِعٍ، وَلَا يُسِيئُهُ فِي آخَرَ مِثْلِهِ هَذَا مِمَّا لَا يَشُكُّ فِيهِ ذُو لُبٍّ، وَلَا يَرْتَابُ فِيهِ ذُو فَهْمٍ انْتَهَى. وَهُوَ فِي غَايَةٍ مِنَ التَّحْقِيقِ. فَإِنَّ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ أَئِمَّةَ الْقِرَاءَةِ يَنْقُلُونَ حُرُوفَ الْقُرْآنِ مِنْ غَيْرِ تَحْقِيقٍ، وَلَا بَصِيرَةٍ، وَلَا تَوْقِيفٍ، فَقَدْ كَانَ ظَنَّ بِهِمْ مَا هُمْ مِنْهُ مُبَرَّءُونَ، وَعَنْهُ مُنَزَّهُونَ. وَقَدْ قَرَأَ بِإِسْكَانِ لَامِ الْفِعْلِ مِنْ كُلٍّ مِنْ هَذِهِ الْأَفْعَالِ، وَغَيْرِهَا. نَحْوَ يَعْلَمُهُمْ وَنَحْشُرُهُمْ وَأَحَدُهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ بِمَكَّةَ، وَقَرَأَ مُسْلِمُ بْنُ مُحَارِبٍ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِإِسْكَانِ التَّاءِ، وَقَرَأَ غَيْرُهُ وَرُسُلُنَا بِإِسْكَانِ اللَّامِ.
وَتَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَى هَمْزِ بَارِئِكُمْ لِأَبِي عَمْرٍو إِذَا خُفِّفَ وَأَنَّ الصَّوَابَ عَدَمُ إِبْدَالِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ أَلِفِهِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/214] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هُزُوًا حَيْثُ أَتَى وَكُفُّوا فِي سُورَةِ الْإِخْلَاصِ، فَرَوَى حَفْصٌ إِبْدَالَ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا وَاوًا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْهَمْزِ. وَتَقَدَّمَ حُكْمُ وَقْفِ حَمْزَةَ عَلَيْهِمَا فِي وَقْفِهِ عَلَى الْهَمْزِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِسْكَانِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا مِنْهُمَا وَمِمَّا كَانَ عَلَى وَزْنِهِمَا، أَوْ فِي حُكْمِهِمَا (كَالْقُدُسِ، وَخُطُوَاتِ، وَالْيُسْرَ، وَالْعُسْرَ، وَجُزْءًا، وَالْأُكُلِ، وَالرُّعْبَ، وَرُسُلُنَا) وَبَابِهِ (وَالسُّحْتَ، وَالْأُذُنَ، وَقُرْبَةٌ، وَجُرُفٍ، وَسُبُلَنَا، وَعُقْبًا، وَنُكْرًا، وَرُحْمًا، وَشُغُلٍ، وَنُكُرٍ، وَعُرُبًا، وَخُشُبٌ، وَسُحْقًا، وَثُلُثَيِ اللَّيْلِ، وَعُذْرًا، وَنُذْرًا)
فَأَسْكَنَ الزَّايَ مِنْ (هُزُؤًا) حَيْثُ أَتَى: حَمْزَةُ وَخَلَفٌ
[النشر في القراءات العشر: 2/215]
وَأَسْكَنَ الْفَاءَ مِنْ (كُفُؤًا) حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَيَعْقُوبُ.
وَأَسْكَنَ الدَّالَ مِنَ الْقُدُسِ حَيْثُ جَاءَ ابْنُ كَثِيرٍ.
وَأَسْكَنَ الطَّاءَ مِنْ خُطُوَاتِ أَيْنَ أَتَى: نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْبَزِّيِّ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو رَبِيعَةَ الْإِسْكَانَ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ الْحُبَابِ الضَّمَّ.
وَضَمَّ السِّينَ مِنَ الْيُسْرَ وَالْعُسْرَ أَبُو عَمْرٍو، وَكَذَا مَا جَاءَ مِنْهُ نَحْوُ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى، وَالْعُسْرَى، وَالْيُسْرَى، وَاخْتُلِفَ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْهُ فِي فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا فِي الذَّارِيَاتِ فَأَسْكَنَ السِّينَ فِيهَا النَّهْرَوَانِيُّ عَنْهُ.
وَضَمَّ الزَّايَ مِنْ (جُزُؤًا، وَجُزُءٌ) حَيْثُ وَقَعَ أَبُو بَكْرٍ.
وَأَسْكَنَ الْكَافَ مِنْ أُكُلَهَا وَأُكُلُهُ وَالْأُكُلِ وَأَكَلَ: نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَافَقَهُمَا أَبُو عَمْرٍو فِي أُكُلَهَا خَاصَّةً.
وَضَمَّ الْعَيْنَ مِنَ الرُّعْبَ وَرُعْبًا حَيْثُ أَتَى ابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ.
وَأَسْكَنَ السِّينَ مِنْ رُسُلُنَا وَرُسُلُهُمْ وَرُسُلُكُمْ مِمَّا وَقَعَ مُضَافًا إِلَى ضَمِيرٍ عَلَى حَرْفَيْنِ أَبُو عَمْرٍو.
وَأَسْكَنَ الْحَاءَ مِنَ (السُّحْتَ وَلِلسُّحْتِ) وَهُوَ فِي الْمَائِدَةِ: نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ.
وَأَسْكَنَ الذَّالَ مِنْ (الْأُذُنِ وَأُذُنٌ) كَيْفَ وَقَعَ نَحْوَ فِي أُذُنَيْهِ، وَقُلْ أُذُنُ خَيْرٍ: نَافِعٌ.
وَضَمَّ الرَّاءَ مِنْ قُرْبَةٌ، وَهُوَ فِي التَّوْبَةِ: وَرْشٌ.
وَأَسْكَنَ الرَّاءَ مِنْ جُرُفٍ، وَهُوَ فِي التَّوْبَةِ أَيْضًا: حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَابْنُ ذَكْوَانَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامٍ؛ فَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنْهُ الْإِسْكَانَ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ الضَّمَّ.
وَأَسْكَنَ الْبَاءَ مِنْ سُبُلَنَا، وَهُوَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالْعَنْكَبُوتِ: أَبُو عَمْرٍو.
وَأَسْكَنَ الْقَافَ مِنْ عُقْبًا، وَهُوَ فِي الْكَهْفِ: عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ.
وَضَمَّ الْكَافَ مِنْ نُكْرًا، وَهُوَ فِي الْكَهْفِ وَالطَّلَاقِ: الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ وَابْنُ ذَكْوَانَ وَأَبُو بَكْرٍ.
وَضَمَّ الْحَاءَ مِنْ رُحْمًا، وَهُوَ فِي الْكَهْفِ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ.
وَأَسْكَنَ الْغَيْنَ مِنْ شُغُلٍ، وَهُوَ فِي يس: نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو.
وَأَسْكَنَ الْكَافَ مِنْ نُكُرٍ، وَهُوَ فِي الْقَمَرِ ابْنُ كَثِيرٍ.
وَأَسْكَنَ الرَّاءَ مِنْ عُرُبًا، وَهُوَ فِي الْوَاقِعَةِ: حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ.
وَأَسْكَنَ الشِّينَ مِنْ خُشُبٌ، وَهِيَ فِي الْمُنَافِقِينَ: أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ؛ فَرَوَى ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْهُ الْإِسْكَانَ،
[النشر في القراءات العشر: 2/216]
وَرَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْهُ الضَّمَّ.
وَضَمَّ الْحَاءَ مِنْ فَسُحْقًا، وَهُوَ فِي الْمُلْكِ: ابْنُ جَمَّازٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْ عِيسَى عَنْهُ، وَعَنِ الْكِسَائِيِّ؛ فَرَوَى النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ عِيسَى الْإِسْكَانَ، وَرَوَى غَيْرُهُ عَنْهُ الضَّمَّ، وَأَمَّا الْكِسَائِيُّ، فَرَوَى الْمَغَارِبَةُ لَهُ قَاطِبَةً الضَّمَّ مِنْ رِوَايَتَيْهِ، وَكَذَلِكَ أَكْثَرُ الْمَشَارِقَةِ، وَنَصَّ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ عَلَى الْإِسْكَانِ لِأَبِي الْحَارِثِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَعَلَى الْوَجْهَيْنِ الدُّورِيُّ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ، وَذَكَرَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الْحَارِثِ أَيْضًا عَنْ شَيْخِهِ أَبِي عَلِيٍّ الشَّرْمَقَانِيِّ، وَذَكَرَ سِبْطُ الْخَيَّاطِ الضَّمَّ عَنِ الدُّورِيِّ وَالْإِسْكَانَ عَنْ أَبِي الْحَارِثِ، بِلَا خِلَافٍ عَنْهُمَا.
(قُلْتُ): وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنِ الْكِسَائِيِّ مِنْ رِوَايَتَيْهِ، وَقَدْ نَصَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ فَقَالَ: قَرَأَ الْكِسَائِيُّ فَسُحْقًا بِضَمِّ الْحَاءِ وَبِإِسْكَانِهَا وَبِالْوَجْهَيْنِ، وَنَصَّ عَلَيْهِمَا أَيْضًا عَنْهُ عَلَى السَّوَاءِ الْإِمَامُ الْكَبِيرُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَالْأُسْتَاذُ الْكَبِيرُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ.
وَأَسْكَنَ اللَّامَ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ فِي الْمُزَّمِّلِ: هِشَامٌ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ أَبُو الْفَتْحِ فَارِسٌ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الْبَاقِي عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِضَمِّ اللَّامِ، قَالَ الدَّانِيُّ: وَهُوَ وَهْمٌ. (قُلْتُ): وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ الطَّرِيقُ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا.
وَضَمَّ الذَّالَ مِنْ عُذْرًا فِي الْمُرْسَلَاتِ خَاصَّةً: رَوْحٌ عَنْ يَعْقُوبَ وَأَسْكَنَ الذَّالَ مِنْ نُذْرًا وَهُوَ فِيهَا: أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي إِسْكَانِ يَأْمُرُكُمْ آنِفًا عِنْدَ ذِكْرِ بَارِئِكُمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/215]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {بارئكم} [54] في الموضعين هنا بإسكان الهمزة و{يأمركم}، و{تأمرهم} [الطور: 32]، و{يأمرهم} [الأعراف: 157]، و{ينصركم}، و{يشعركم} [الأنعام: 109] حيث وقع بإسكان الراء، وروى عنه جماعة الاختلاس في الكلمات الست، وروى بعضهم إتمام الحركة عن الدوري، وبذلك قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 453] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {هزوًا} حيث وقع، و{كفوًا} في الإخلاص [4] بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمزة فيهما، وسكن العين منهما، وهي الزاي من (هزوًا)، والفاء من (كفؤًا) حمزة وخلف، وافقهما يعقوب في (كفؤًا).
وكذلك أسكن ابن كثير دال {القدس} حيث وقع.
وأسكن نافع وأبو عمرو وحمزة وخلف وأبو بكر والبزي من طريق أبي ربيعة طاء {خطوات} حيث أتى.
وأسكن سين {اليسر} [185]، و{العسر} [185] كيف وقع نحو: {ذو عسرةٍ} [280]، و{للعسرى} [الليل: 10]، و{لليسرى} [الليل: 10] كل القراء
[تقريب النشر في القراءات العشر: 454]
غير أبي جعفر، واختلف عن عيسى بن وردان في {فالجاريات يُسرًا} من الذاريات [3].
وأسكن الزاي من {جزءًا}، {جزءٌ} [الحجر: 44] حيث وقع كل القراء غير أبي بكر، وتقدم تشديدها لأبي جعفر.
وأسكن كاف {أكلها} [265]، و{أكله} [الأنعام: 141]، و{الأكل} [الرعد: 4]، و{أكل} [سبأ : 16] نافع وابن كثير، وافقهما أبو عمرو في {أكلها} فقط.
وسكن عين {الرعب}، و{رعبًا} [الكهف: 18] حيث أتى نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة وخلف.
وسكن سين: {رسلنا} [المائدة: 32]، و{رسلهم} [الأعراف: 101] و{رسلكم} [غافر: 50] مما وقع مضافًا إلى ضمير على حرفين أبو عمرو.
وسكن حاء {السحت} [المائدة: 62]، و{للسحت} في المائدة [42] نافع
[تقريب النشر في القراءات العشر: 455]
وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف.
وسكن ذال {والأذن} [المائدة: 45]، و{أذن}، و{أذنيه} [لقمان: 7] كيف جاء نافع.
وسكن راء {قربةٌ} في التوبة [99] كل القراء سوى ورش.
وأسكن راء {جرفٍ} في التوبة [109] أيضًا حمزة وخلف وأبو بكر وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
وسكن باء {سبلنا} حيث وقع أبو عمرو.
وسكن قاف {عقبًا} في الكهف [44] عاصم وحمزة وخلف.
وسكن كاف {نكرًا} في الكهف [74] والطلاق [8] ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام وحفص
وسكن حاء {رُحمًا} [الكهف: 81] نافع وابن كثير وأبو عمرو والكوفيون.
وسكن غين {شغلٍ} في يس [55] نافع وابن كثير وأبو عمرو.
وسكن كاف {نكرٍ} في القمر [6] ابن كثير.
وسكن راء {عربًا} في الواقعة [37] حمزة وخلف وأبو بكر.
وسكن شين {خشبٌ} في المنافقون [4] أبو عمرو والكسائي، وابن مجاهد عن قنبل.
وسكن حاء {فسحقًا} [الملك: 11] كل القراء سوى ابن جماز، واختلف عن الكسائي في روايتيه، وعن عيسى بن وردان من طريقيه.
وسكن لام {ثلثي} في المزمل [20] هشام.
وسكن ذال {عذرًا} في المرسلات [6] كل القراء سوى روح.
وسكن ذال {نذرًا} فيها [6] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص، وقرأ الباقون بضم عين الفعل من ذلك كله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 457]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(446 - بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
447 - سكّن أو اختلس حلاً والخلف طب = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 62] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(448- .... .... .... .... .... = .... .... .... وأبدلا
449 - عد هزؤًا مع كفؤًا هزؤًا سكن = ضمّ فتىً كفؤًا فتىً ظنّ الأذن
[طيبة النشر: 62]
450 - أذن اتل والسّحت ابل نل فتىً كسا = والقدس نكرٍ دم وثلثي لبسا
451 - عقبًا نهًى فتىً وعربًا في صفا = خطوات إذ هد خلف صف فتىً حفا
452 - ورسلنا مع هم وكم وسبلنا = حز جرفٍ لي الخلف صف فتىً منا
453 - والأكل أكلٌ إذ دنا وأكلها = شغلٌ أتى حبرٍ وخشبٌ حط رها
454 - زد خلف نذرًا حفظ صحبٍ واعكسا = رعب الرّعب رم كم ثوى رحمًا كسا
455 - ثوى وجزأً صف وعذرًا أو شرط = وكيف عسر اليسر ثق وخلف خط
456 - بالذّرو سحقًا ذق وخلفًا رم خلا = قربة جد نكراً ثوى صن إذ ملا). [طيبة النشر: 63]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
أي وقرأ «بارئكم» في الموضعين هنا «ويأمركم» حيث أتى، وكذا «ينصركم، ويأمرهم، وتأمرهم، ويشعركم» بالإسكان والاختلاس أبو عمرو، والاختلاس:
هو إخفاء الحركة: قال بعض أئمتنا بحيث أن يكون ما يترك من الحركة أقل مما يأتي به حتى حدّه بعضهم، فقال: هو أن تأتي بثلثي الحركة. واختلف عن الدوري عنه، فروى عنه جماعة الإتمام كما سيأتي، وبه قرأ الباقون، ووجه الإسكان التخفيف، وأجرى المنفصل مجرى المتصل نحو: إبل وعضد وعنق، ووجه الاختلاس التخفيف مع مراعاة الأمرين، وظهرت قراءة الباقين من تلفظه بها ولم يرد ما ورد على غيره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 174] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأبدلا) أي الواو في قوله وأبدلا فاصلة: أي وقرأ حفص «هزوا» حيث وقع، و «كفوا» في الإخلاص بإبدال الهمزة واوا لوقوعها مفتوحة بعد ضم كما علم في باب حمزة فلذلك لم يحتج إلى بيانه هنا، ووجه ذلك التخفيف.
(ع) د هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن = ضمّ (فتى) كفؤا (فتى) (ظ) نّ الأذن
قوله: (سكن) أي قرأ حمزة وخلف بإسكان ضم الزاي، وقرأ حمزة وخلف ويعقوب «كفؤا» بإسكان الفاء، ووجه ذلك التخفيف كما سيأتي في سائر باب فعل مما سيأتي
ما وقع منه، والباقون بالضم على أصله قوله: (الأذن) عطف على سكون الضم، يعني قوله تعالى «والأذن بالأذن» في المائدة، قرأه بالإسكان نافع كما سيأتي في البيت بعده.
أذن (ا) تل والسّحت (ا) تل (ن) ل (فتى) (ك) سا = والقدس نكر (د) م وثلثى (ل) بسا
أي كيف جاء يريد نحو قوله تعالى «أذن قل أذن خير، كأنّ في أذنيه وقرأ» بإسكان الذال فيه نافع قوله: (والسحت) أي وكذاك سكن الحاء من السحت وللسحت نافع وعاصم وحمزة وخلف وابن عامر قوله: (والقدس): أي سكن الدال من القدس حيث وقع والكاف من نكر، يعني قوله تعالى في القمر «إلى شيء نكر» ابن كثير، وسكن اللام من «ثلثي» في المزمل هشام قوله: (دم) من الدوام على وجه الدعاء بالبقاء قوله: (لبسا) من اللبس: وهو اختلاط الظلام، ويقال لبست عليه الأمر: إذا خلطته.
عقبا (ن) هى (فتى) وعربا (ف) ي (صفا) = خطوات (إ) ذ (هـ) د خلف (ص) ف (فتى) (ح) فا
وسكن القاف من عقبا وهو في الكهف عاصم وحمزة وخلف، وسكن الراء من «عربا» في الواقعة حمزة وشعبة وخلف، وسكن الطاء من «خطوات» حيث وقع نافع والبزي بخلاف عنه، وشعبه وحمزة وخلف وأبو عمرو قوله: (نهى)
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 175]
جمع نهية: وهو العقل قوله: (صفا) أي في عيش صاف. إشارة إلى قوله تعالى «عربا أترابا».
قوله: (حفا) أي بالغ واستقصى، والحفّى: الذي يعلم الشيء باستقصاء وتحقيق، ومنه المحافة: إذا غلب.
ورسلنا مع هم وكم وسبلنا = (ح) ز جرف (ل) ى الخلف (ص) ف (ف) تى (م) نا
يعني وسكن السين من «رسلنا، ورسلهم، ورسلكم» حيث أتى، والباء من «سبلنا» أبو عمرو، وسكن الراء من «جرف هار» في التوبة هشام بخلاف عنه، وشعبة وحمزة وخلف وابن ذكوان قوله: (منا) أي قصد.
والأكل أكل (إ) ذ (د) نا وأكلها = شغل (أ) تى (حبر) وخشب (ح) ط (ر) ها
أي وسكن الكاف من «الأكل، وأكل» حيث جاء نافع وابن كثير وسكن الكاف أيضا من «أكلها» والغين من «شغل» نافع وابن كثير وأبو عمرو، وسكن الشين من «خشب» وهو في المنافقون أبو عمرو والكسائي وقنبل بخلاف عنه كما ذكره أول البيت الآتى قوله: (رها) هو بالضم والفتح، فبالضم: حي من العرب، يقال له مذحج، وبالفتح: الأرض الواسعة، وهو مدود قصر للوقف.
(ز) د خلف نذرا (ح) فظ (صحب) واعكسا = رعب الرّعب (ر) م (ك) م (ثوى) رحما (كسا)
أي وسكن الذال من «نذرا» وهو في المرسلات أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص، وإلى هنا الكل معطوف على إسكان الضم والباقون في هذه الأحرف كلها بضم العين من ذلك، وهما لغتان فصيحتان قوله: (واعكسا) أي واجعل ضد هذه الترجمة، والعكس يستعمل بمعنى الضد، ومنه قولهم: هذا يعاكس فلانا: أي يضاده كما سيأتي كثيرا حيث يحتاج إليه كما فعل الشاطبي رحمه الله تعالى؛ والمعنى اعكس هذه الترجمة فضم الساكن من عين الفعل من المواضع الآتية وهي «رعب، والرعب» حيث جاء ضم العين منه الكسائي وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب قوله: (رحما) أي وضم الحاء من «رحما» في الكهف ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب كما سيأتي في البيت بعده.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 176]
(ثوى) وجزءا (ص) ف وعذرا أو (ش) رط = وكيف عسر اليسر (ث) ق وخلف (خ) ط
أي وضم الزاي من «جزءا، وجزء» شعبة وضم الذال من «عذرا» وهو في المرسلات روح، وقيدها بأو احترازا من «قد بلغت من لدني عذرا» في الكهف فإنه لا خلاف في إسكانه وضم السين من العسر واليسر كيف جاء نحو «ذو عسرة، والعسر، واليسر» أبو جعفر ولكن اختلف عن عيسى عنه في حرف الذاريات، يعني قوله تعالى «فالجاريات يسرا» وإلى ذلك أشار بقوله: وخلف خط بالذرو كما في أول البيت الآتي قوله: (أو شرط) يقال شرط عليه كذا وانشرط واشترط، والشرط أيضا بالتحريك: العلامة، فعلى هذا يجوز أن يكون فعلا كما تقدم من الشرط وهو الالتزام، وأن يكون اسما بمعنى العلامة قوله: (ثق) من الوثوق قوله: (خط) الخط واحد الخطوط، والخط خط الزاجر، وهو أن يخط بإصبعه في الرمل.
بالذر وسحقا (ذ) ق وخلفا (ر) م (خ) لا = قربة (ج) د نكرا (ثوى) (ص) ن (إ) ذ (م) لا
أي ضم الحاء من سحقا في الملك ابن جماز، واختلف عن الكسائي وعيسى، وضم الراء من «قربة» في التوبة ورش من طريقيه، لأنه وقع في الفرش، وهو أول ما وقع له فيه، وضم الكاف من «نكرا» وهو في الكهف والطلاق أبو جعفر ويعقوب وشعبة ونافع وابن ذكوان، والباقون في ذلك كله بالإسكان، وهو آخر ما وقع من باب فعل والملحق به، وإنما ساقه الناظم في موضع واحد رعاية للاختصار وعونا على الاستحضار، والضم والإسكان في ذلك كله لغتان كما قدمنا. قال ابن مقسم: التثقيل لغة أهل الحجاز والتخفيف لغة أهل نجد. وقال غيره من الأئمة: كل ما كان على وزن فعل وكان جمعا فالضم فيه أكثر والتخفيف فيه جائز، وما كان اسما فالتخفيف أكثر والضم فيه جائز، وربما حسن الضم في بعضه لعلة، وحسن التخفيف في بعضه لعلة قوله: (ملا) من الملى، يقال ملأ الإناء وغيره، ورجل ملآن من العلم ومملوء: أي امتلأ منه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 177]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بارئكم يأمركم ينصركم = يأمرهم تأمرهم يشعركم
سكن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) بـ = يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و(ظ) رب
ش: [أي]: اختلف عن ذي حاء (حلا)، أبو عمرو، في إسكان الحروف المتقدمة، وهي: الهمزة من بارئكم [البقرة: 54]، والراء من الخمسة الباقية في اختلاسهما، وفي إشباعهما.
فقرأ أبو عمرو بإسكانهما.
وهكذا ورد النص عنه، وعن أصحابه من أكثر الطرق.
وبه قرأ الداني في رواية الدوري على عليّ الفارسي عن قراءته بذلك على أبي طاهر ابن أبي هاشم، وعلى أبي الفتح فارس عن قراءته بذلك على عبد الباقي بن الحسن.
وبه قرأ أيضا في رواية السوسي على شيخيه أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما، وهو الذي نص عليه لأبي عمرو بكماله أبو العلاء وشيخه أبو العز، وسبط الخياط، وابن سوار، وأكثر المؤلفين [شرقا وغربا].
وروي عنه الاختلاس فيهما جماعة من الأئمة، وهو الذي لم يذكر صاحب «العنوان» عن أبي عمرو من روايته سواه.
وبه قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على السامري، وهو اختيار ابن مجاهد.
وروى أكثرهم الاختلاس من رواية الدوري، والإسكان من رواية السوسي.
وبه قرأ [الداني] على أبي الحسن وغيره.
وهو المنصوص في «الكافي» و«الهداية» و(التبصرة» و«التلخيص» و«الهادي»، وأكثر كتب المغاربة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/157]
وروى بعضهم الإشباع عن الدوري خاصة، نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء.
ومن طريق الوراق عن ابن فرح كلاهما عن الدوري.
وأطلق الصفراوي الخلاف في الإسكان والاختلاس والإشباع عن أبي عمرو بكماله؛ فصار عند [غير] الصفراوي للدوري ثلاثة [أوجه].
وللسوسي الإسكان، والاختلاس؛ فلذا قال: (والخلف طب) أي: اختلف عن الدوري فيما تقدم وفي غيره، وهو الإشباع.
تنبيه: بارئكم موضعان بالبقرة [الآية: 54]، ويأمركم، [البقرة: 67، النساء: 58] شرطه أن يقع مرفوعا على قراءته نحو إنّ الله يأمركم [البقرة: 67، النساء: 58] وو لا يأمركم [آل عمران: 80] وأ يأمركم بالكفر [آل عمران: 80] ويأمرهم بالمعروف [الأعراف: 157]، وأم تأمرهم أحلمهم [الطور: 32]، وينصركم: كذلك عامة نحو: ينصركم من بعده [آل عمران: 160]، [و] ينصركم من دون الرّحمن [الملك: 20].
وعلم شمول الحكم من الجمع وكسر همز بارئكم [البقرة: 54] وضم راء غيره لغير أبي عمرو من اللفظ.
وفهم من قوله: [سكن] أن الحكم منوط بالمتحرك؛ إذ هو الصالح للإسكان، فخرج إن ينصركم الله [آل عمران: 160] ومن مطلق لفظه بـ يأمركم [، و، وآل عمران: 80] ويأمرهم [الأعراف: 157]، وتأمرهم [الطور: 32]- قصر الخلاف على ما فيه ثلاث ضمات، فخرج لما تأمرنا [الفرقان: 60]، أو خرج بإضافة «تأمر» إلى «هم» و«كم» أو بحصر الأنواع.
[فائدة]:
لا يقال: الوزن يصح بالإسكان مع صلة الميم؛ لأنه لا قارئ به.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/158]
[تنبيه]:
قال الأهوازي: الاختلاس هنا: أن يأتي بثلثي الحركة، ويعني: بأكثرها، وإلا فهو:
تحديد ممتنع عقلا وعادة، بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها مراعاة لمحليها، ويضبط بالمشافهة.
[وجه] الإسكان: نقل الفراء أنه لغة تميم، وأسد [وبعض] نجد؛ طلبا لتخفيف اجتماع ثلاث حركات ثقال، وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف، فإسكانه وإبقاؤه أولى، ومما جاء على هذه اللغة قراءة مسلمة بن محارب وبعولتهن [البقرة: 228] بإسكان التاء ورسلنا [الزخرف: 80] بإسكان اللام.
وأنشد سيبويه:
فاليوم أشرب غر مستحقب = إثما من الله ولا واغل
وأنشد أيضا:
رحت وفي رجليك ما فيهما = وقد بدا هنك من المئزر
وقال جرير:
سيروا بنى العمّ فالأهواز منزلكم = ونهر تيرى فلم تعرفكم العرب
وجه الاختلاس: ما نقل الأصمعي عن أبي عمرو، قال: سمعت أعرابيّا يختلس كسرة بارئكم [البقرة: 54] حتى كدت لا أفهم الهمزة، أي: حركتها.
ووجه الإتمام: أنه الأصل ومحافظة على دلالة الإعراب أيضا.
تنبيه:
تلخص مما ذكر أن للدوري، والسوسي الاختلاس، والإسكان للدوري، ثالث، وهو الإشباع.
تفريع:
قوله تعالى: إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية [البقرة: 67]، أصولها المد والقصر
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/159]
مع تثليث الراء مع الهمزة، والتثليث [أيضا] مع الإبدال، ولا يكون إلا مع القصر.
فالحاصل تسعة في ثلاثة الجهلين [البقرة: 67] فالحاصل سبعة وعشرون، [في اثنين: الفتح والتقليل؛ فالحاصل أربعة وخمسون].
وقوله تعالى: فتوبوا إلى بارئكم [البقرة: 54] أصولها المد، والقصر مع تثليث الهمز، والقصر مع الإبدال، يضرب في سبعة الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ تسعة وأربعين وجها، هذا مع إظهار إنّه هو [الشعراء: 220] وأما مع إدغامه ولا يكون إلا مع القصر، ففيه أربعة أوجه في بارئكم [البقرة: 54] مع الإدغام بالسكون المجرد، وبالروم، وبالإشمام، فهذه اثنا عشر وجها تضرب أيضا في سبعة: الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ أربعة وثمانين وجها.
[فالحاصل] مائة وثلاثة وثلاثون وجها، ويحتاج كله إلى تتبع الطرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/160] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم تمم قوله: (وأبدلا) فقال:
ص:
(ع) د هزؤا مع كفؤا هزءا سكن = ضمّ (فتى) كفؤا (فتى) (ظ) نّ الأذن
ش: أي: أبدل ذو عين (عد) حفص الهمزة من [هزؤا [البقرة: 67، 231]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/161]
وكفؤا] [الصمد: 4] واوا وقرأ الباقون بالهمزة.
واختلفوا في إسكان العين، وضمها منهما، ومن كل ما كان على وزنهما ك القدس [النحل: 102] وخطوت [النور: 21]، واليسر [البقرة: 185]، والعسر [البقرة: 185، الشرح: 5، 6]، وجزءا [البقرة: 260]، والأكل [الرعد: 4]، والرّعب [الأحزاب: 26]، [وو رسلنا] [الزخرف: 80]، وبابه، والسّحت [المائدة: 62، 63]، وو الأذن [المائدة: 45]، وقربة [التوبة: 99]، وسبلنا [العنكبوت: 69]، وعقبا [الكهف: 44] ونكرا [الكهف: 74]، ورحما [الكهف: 81]، وشغل [يس: 55]، ونكر [القمر: 6] وعربا [الواقعة:
37]، وخشب [المنافقون: 4]، وفسحقا [الملك: 11]، وجرف [التوبة:
109]، وعذرا أو نذرا [المرسلات: 6]، وثلثي الّيل [المزمل: 20].
فأسكن الزاي من هزؤا [البقرة: 67، والكهف 56] مدلول (فتى) حمزة وخلف، وضمها الباقون، وأسكن كفؤا [الإخلاص: 4] مدلول (فتى) أيضا، وذو ظاء (ظن) يعقوب.
ثم عطف على (الأذن) فقال:
ص:
أذن (ا) تل والسّحت (ا) بل (ن) لـ (فتى) (ك) سا = والقدس نكر (د) م وثلثي (ل) يسا
ش: أي: أسكن الذال من الأذن [المائدة: 45، والتوبة: 61] المعرف باللام والمنكر في قوله تعالى والأذن بالأذن [المائدة: 45] وأذن خير لكم [التوبة: 61]، وكأن في أذنيه وقرا [لقمان: 7]- ذو ألف (اتل) نافع، وأسكن الحاء من السّحت [المائدة: 62] ذو ألف (ابل) نافع ونون (نل) عاصم ومدلول (فتى) حمزة وخلف وذو كاف
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/162]
(كسا) ابن عامر.
وأسكن الدال من القدس حيث وقع، والكاف من نكر خشعا [القمر: 6، 7]:
ذو دال (دم) ابن كثير.
وأسكن اللام من ثلثي الليل [المزمل: 20] ذو لام (ليسا) هشام.
ثم عطف فقال:
ص:
عقبا (ن) هي (فتى) وعربا (فى) ى (صفا) = خطوات (إ) ذ (هـ) وخلف (ص) ف (فتى) (ح) فا
ش: أي: أسكن القاف ذو نون (نهى) عاصم و[مدلول] (فتى) حمزة وخلف.
وأسكن الراء من عربا أترابا [الواقعة: 37]، ذو فاء (في) حمزة ومدلول (صفا) شعبة وخلف.
وأسكن [الطاء] من خطوات حيث وقع ذو همزة (إذ) نافع وصاد (صف) شعبة ومدلول (فتى) حمزة وخلف وذو حاء (حفا) أبو عمرو وخلف عن ذي هاء (هو) البزي، فروى عنه أبو ربيعة الإسكان، وابن الحباب الضم.
ثم عطف فقال:
ص:
ورسلنا مع هم وكم وسبلنا = (ح) ز جرف (ل) ى الخلف (ص) ف (فتى) (م) نا
ش: أي: أسكن ذو حاء (حز) أبو عمرو السين من رسلنا [المائدة: 32] ورسلكم [غافر: 50]، ورسلهم [الأعراف: 101] مما وقع مضافا [إلى ضمير] على حرفين، وكذلك: أسكنها من سبلنا بإبراهيم [الآية: 12]، والعنكبوت [الآية: 69].
وأسكن الراء من جرف بالتوبة [الآية: 109] ذو صاد (صف) أبو بكر وميم (منا) ابن ذكوان ومدلول (فتى) حمزة وخلف.
واختلف عن ذي لام (لى) هشام، فروى الحلواني عنه الإسكان، وروى الداجوني [عن أصحابه] عنه الضم.
ثم عطف فقال:
ص:
والأكل أكل (إ) ذ (د) نا وأكلها = شغل أتى (حبر) وخشب (ح) ط (ر) ها
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/163]
ش: أي: أسكن الكاف من الأكل [الرعد: 4] وأكل المجرد من الإضافة حيث وقع- ذو همزة (إذ) نافع ودال (دنا) ابن كثير.
وأسكن [الكاف] من أكلها [البقرة: 265] المضاف لضمير المؤنث الغائب والغين من شغل ذو همزة (أتى) نافع ومدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو.
وأسكن الشين من خشب مسندة [المنافقون: 4] ذو حاء (حط) أبو عمرو وراء (رها) الكسائي.
واختلف عن ذي زاي (زد) أول الثاني قنبل.
فروى ابن مجاهد عنه الإسكان وابن شنبوذ عنه الضم، وإلى هذا أشار بقوله:
ص:
زد خلف نذرا (ح) فظ (صحب) واعكسا = رعب الرّعب (ر) م (ك) م (ثوى) رحما (ك) سا
ش: أي: أسكن الذال من نذرا في المرسلات [الآية: 6] ذو حاء (حفظ) أبو عمرو ومدلول (صحب) [حمزة والكسائي وخلف وحفص].
وقرأ من لم يذكر من أول الباب إلى هنا بضم كل ما ذكر.
ثم شرع في بقية الباب، ولقلة من ضم ذكره، وترك من سكن، فقرأ ذو راء (رم) الكسائي وكاف (كم) ابن عامر ومدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب الرعب [آل عمران: 151] ورعبا [الكهف: 18] بضم العين، والباقون بالإسكان.
وقرأ ذو كاف (كسا) ابن عامر ومدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب رحما [الكهف: 81] بضم الحاء، والباقون بالإسكان.
ثم أشار إلى تتميم رحما فقال:
ص:
(ثوى) وجزأ (ص) ف وعذرا أو (ش) وط = وكيف عسر اليسر (ث) ق وخلف (خ) ط
ش: أي: وضم ذو صاد (صف) أبو بكر الزاي من جزؤا وجزء حيث وقع، وضم الذال [من عذرا أو] في المرسلات [الآية: 6] ذو شين (شوط) روح عن يعقوب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/164]
وضم ذو ثاء (ثق) أبو جعفر السين من العسر [الشرح: 5، 6] واليسر [البقرة: 185].
وما جاء منه نحو: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة [البقرة: 280] واليسرى [الليل: 10]، إلا [أنه] اختلف عن ذي خاء (خط) ابن وردان عنه في فالجاريات يسرا [الذاريات: 3] فأسكن السين فيها النهرواني [عنه]، وضمها غيره.
وإلى محل الخلاف أشار بقوله:
ص:
بالذّرو سحقا (ذ) ر وخلفا (ر) (خ) لا = قربة (ج) د نكرا (ثوى) (ص) ن (إ) ذ (م) لا
ش: أي: وضم الحاء من سحقا في الملك [الآية: 11] ذو ذال (ذي) ابن جماز [عن أبي جعفر].
واختلف عن ذي راء (رم) الكسائي وخاء (خلا) ابن وردان.
فأما هذا: [فروى النهرواني عنه] الإسكان.
وروى غيره عنه الضم.
وأما ذاك: فروى المغاربة عنه الضم من روايتيه وكذلك أكثر المشارقة.
ونص أبو العلاء على الإسكان لأبي الحارث وجها واحدا، وعلى الوجهين للدوري [عنه].
وكذلك ابن سوار ذكر الوجهين جميعا من رواية لأبي الحارث أيضا عن أبي علي الشرمقاني.
وذكر سبط الخياط الضم عن الدوري والإسكان عن أبي الحارث بلا خلاف.
ونص عليهما صاحب «الجامع» وابن مجاهد وابن سلام.
وضم الراء من قربة في التوبة [الآية: 99] ذو جيم (جد) ورش من طريق الأزرق.
وضم الكاف من نكرا في الكهف [الآية: 74] مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب وذو صاد (صن) أبو بكر وهمزة (إذ) نافع وميم (ملا) ابن ذكوان.
فوجه إسكان الباب كله: أنه لغة تميم، وأسد، وعامة قيس.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/165]
[ووجه] الضم: أنه لغة الحجازيين.
وقيل: الأصل الإسكان وأتبع، أو الضم وأسكن؛ تخفيفا ك «الرسل».
ووجه إبدال حمزة تقدم في الوقف.
ووجه إبدال حفص [أفّ] [الإسراء: 23، الأنبياء: 67] [أن] أصله غالبا: أن يجمع بين اللغتين في [كل] فصل كصلة «فيه» وك ءاعجميّ [فصلت: 44]، ومجريها [هود: 41].
وخص هذا استثقالا للهمز بعد الضمتين واتفاق القياس، والرسم.
ووجه من فصل: الجمع بين اللغتين، وإنما اشترط في «رسل» زيادة حرفين؛ [لتحقق الثقل] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/166]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في همز "بارئكم" [الآية: 54] معا وراء "يأمركم" [الآية: 67] المتصل بضمير جمع المخاطب وتأمرهم، ويأمرهم مخاطب أو غائب متصل بضمير غائب "وينصركم" مطلقا و"يشعركم" حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطرق بإسكان الهمزة والراء كما ورد عنه وعن أصحابه منصوصا، وعليه أكثر المؤلفين، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد كـ"يأمركم" أو نوعين كـ"بارئكم" وإذا جاز إسكان حرف
[إتحاف فضلاء البشر: 1/391]
الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى، والحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو: "إن ينصركم"
المجزوم وبالحركات الثقال نحو: "تأمرنا" لخفة الفتحة والصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها فخرج نحو: "يصوركم، ويحذركم، ونحشرهم، وانذركم، ويسيركم، ويطهركم" خلافا لمن ذكرها، وروى جماعة عنه من روايتيه الاختلاس فيهما، وعبر عنه بالإتيان بثلثي الحركة، قال الجعبري: معناه بأكثرها بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها وروى أكثرهم الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي وعكس بعضهم، وروى بعضهم الإتمام عن الدوري وحده، وبه قرأ الباقون فصار للدوري ثلاثة، وللسوسي الإسكان والاختلاس، ولذا قال في الطيبة بعد ذكر الألفاظ:
سكن أو اختلس حلا والخلف طب
وافقه ابن محيصن على اختلاس بارئكم بخلف وعنه الإسكان في الكلمات الخمس ونحوهن مما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو: يصوركم ويعلمكم ونطعمكم والاختلاس في ذلك كله من المفردة، وقال بعضهم: يختلس ابن محيصن الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمتان وهي ستة أحرف إذا لم يكن فيها
[إتحاف فضلاء البشر: 1/392]
تشديد أو ساكن نحو: "يأمركم، وينصركم، ويحشرهم، ويشعركم، يذرؤكم، يكلؤكم" ونحوهن ا. هـ. ولا خلاف عن أبي عمرو في عدم إبدال همزة "بارئكم" معا حال سكونها إلا ما انفرد به ابن غلبون ومن تبعه من إبدالها ياء ساكنة، قال في النشر: وهو غير مرضي؛ لأن سكون الهمزة عارض فلا يعتد به ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين، وإبدالها ياء على الرسم ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/393] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هزوا" [الآية: 67] حيث جاءوا "كفوا" في سورة الإخلاص [الآية: 4] حفص بإبدال الهمزة فيهما واوا في الحالين تخفيفا وافقه الشنبوذي وأسكن الزاي من "هزوا" حيث أتى حمزة وكذا خلف وأسكن الفاء من "كفوا" حمزة، وكذا يعقوب وخلف والباقون بضمهما وأما قوله: هنا في الأصل، وقرأ بحذف الهمزة وتشديد الزاي في هزوا أبو جعفر، فلعله سبق قلم، فإن ما كان من أقسام الهمز متحركا وقبله زاي اختص منه جزأ فقط منصوبا ومرفوعا، فقرأه أبو جعفر بحذف الهمزة وتشديد الزاي كما تقدم فليس في هزوا ما ذكر لأبي جعفر وغيره، ويوقف عليهما لحمزة بوجهين وهما: النقل على القياس والإبدال واوا اتباعا للرسم، وحكى بين بين وأيضا تشديد الزاي على الإدغام، ولا يقرأ بهما وتقدم وقف يعقوب بهاء السكت على ما هي قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/397]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يأمركم} [67] قرأ البصري بإسكان ضمة الراء، وزاد عنه الدوري اختلاسها، والباقون بالحركة الكاملة، وأبد لهمزه ألفًا ورش والسوسي). [غيث النفع: 385]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({هزؤا} قرأ حفص بالواو موضع الهمزة، والباقون بالهمزة، وحمزة بإسكان الزاي، وهي لغة تميم وأسد وقيس والباقون بالضم.
فإن وقفت عليه ففيه لحمزة وجهان، أحدهما وهو المقدم في الأداء النقل، على القياس المطرد من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وإسقاطها، الثاني إبدال الهمزة واوًا مع إسكان الزاي على اتباع الرسم، وأما تسهيل همزه بين بين، وكذا تشديد الزاي، وكذا ضم الزاي، مع إبدال الهمزة واوًا فكله ضعيف). [غيث النفع: 385]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال موسي لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين (67)}
{موسى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/51من هذه السورة
{يأمركم}
قرأ أبو عمرو (يأمركم) بالسكون علي الراء، ونقل هذا عن السوسي والدوري.
ونقل الدوري عن أبي عمرو أنه قرأ باختلاس الحركة.
وقرأ ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال الهمزة ألفا في الحالين (يأمركم).
وقرأ حمزة بالإبدال في الوقف.
{بقرة}
قرأه حمزة والكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في حالة الوقف بخلف عنهما.
{أتتخذنا}
قرأه الجمهور بالتاء (أتتخذنا) علي أن الخطاب لموسي.
وقرأ عاصم الجحدري وابن محيض (أيتخذننا) بالياء، علي أن الضمير لله تعالي، وهو استفهام علي سبيل الإنكار.
{هزوا}
قرأ بنافع وابن كثير وأبو عمروا وابن عامر والكسائي وشعبة وعاصم ويعقوب في رواية رويس (هزؤا) بضم الزاي والهمز.
[معجم القراءات: 1/120]
وقرأ حمزة وإسماعيل وخلف في اختياره ويعقوب والمطوعي والقزاز عن عبد الوارث والمفضل، ونافع برواية إسماعيل (هزءا) بإسكان الزاي، والهمز.
وقرأ عاصم في رواية حفص(هزوا) بضم الزاي والواو بدل الهمزة، وكذا قرأ الشنبوذي.
وقرأ أبو جعفر وشيبة (هزأ) بحذف الهمزة وتشديد الزاي.
قال ابن خالويه: (سألت ابن مجاهد عن ذلك فقال من العرب من يشدد عوضا من الهمز).
والوقف لحمزة علي وجهين:
1- النقل علي القياس، أي نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها (هزأ).
2- الإبدال واوا علي غير قياس اتباعاً لرسم المصحف (هزوا) ). [معجم القراءات: 1/121]

قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْوَقْفُ عَلَى (هِيَ) لِيَعْقُوبَ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى مَرْسُومِ الْخَطِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تؤمرون} أبدل همزه واوًا وصلاً ووقفًا ورش وسوسي، ووقفًا حمزة). [غيث النفع: 385]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون(68)}
{ادع}
قرأ عبد الله بن مسعود (سل).
وقراءة الجماعة (ادع) أمرا من (دعا)
{ما هي}
قرأ يعقوب في الوقف (ماهية)، أي بهاء السكت.
{بقرة}
تقدم في الآية السابقة إمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{بكر}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
قراءة الباقيين بالتفخيم.
{تؤمرون}
قرأ ورش من طريق الأصبهاني وأبو جعفر والسوسي والأزرق، وأبو خلاف عنه (تؤمرون) بالإبدال.
وكذا قرأ حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالتحقيق (تؤمرون) ). [معجم القراءات: 1/122]

قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين(69)}
{يبين لنا}
القراءة بإدغام النون في اللام، وهو إدغام بلا غنة، وهذا مذهب الجمهور، وذهب كثير من أهل الأداء إلي إبقاء الغنة مع الراء واللام، ورووا ذلك عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر
[معجم القراءات: 1/122]
وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم.
{بقرة}
تقدمت إمالة الهاء وما قبلها في الوقف في الآية67 من هذه السورة.
{تسر}
قراءة الجمهور بالتاء (تسر)، بالتاء من فوق.
وذكر أبو حيان أنه قري (يسر) بالياء، ولم يذكر لهذا قارئا). [معجم القراءات: 1/123]

قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" إن الباقر " بألف ووهيب ابن أبي عبلة، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار لموافقة المصحف والقراء). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَشَّابَهَ عَلَيْنَا) مشددة الشين على المستقبل الحسن، ومجاهد، وابن أبي عبلة، وأبو حيوة وشذ ابْن مِقْسَمٍ بالياء كذلك، وهو الاختيار؛ لأنه جنس والتذكير بالجنس أولى، الباقون (تَشَابَهَ عَلَيْنَا) على الماضي " قساوة " بألف أبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ، وابن حنبل، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار للخفة). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُمْ فِي إِمَالَةِ شَاءَ اللَّهُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "متشابه" بميم وتاء مرفوعة الهاء منونة في الوصل وتخفيف الشين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي يـ"تَشَابَهَ عَلَيْنَا" [الآية: 70] مضارعا بالياء وتشديد الشين مرفوع الهاء وأصله يتشابه فأدغم "وأمال شاء" حمزة وابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وكذا خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون (70)}
{يبين لنا}
تقدم الإدغام في الآية السابقة.
{ما هي}
تقدمت في الآية/68 قراءة يعقوب بالوقف بهاء السكت.
{إن البقر}
قرأ عكرمة ويحيي بن يعمر وابن أبي ليلي وأبي عبلة ومحمد ذو الشامة (إن الباقر).
وذهب العكبري وغيره إلي أنه اسم جمع بقر.
وقراءة الجماعة علي الجمع (إن البقر).
{تشابه}
قرأ الجمهور (تشابه) جعلوه فعلا ماضيا علي وزن تفاعل.
وقرأ الحسن ويحيي بن يعمر (تشابه) بضم الهاء جعله فعلا مضارعا محذوف التاء
وقرأ الأعرج والحسن ويحيى بن يعمر وابن مسعود وعباس عن أبي عمرو (تشابه) بتشديد الشين، جعله فعلا مضارعا، ماضيه
[معجم القراءات: 1/123]
(تشابه) وأصل المضارع، تتشابه، فأدغم.
وقرأ محمد المعيطي المعروف بذي الشامة(تشبه علينا).
وقرأ مجاهد (تشبه علينا) جعله ماضيا علي تفعل.
وقرأ ابن مسعود ومحمد ذو الشامة ويحيي بن يعمر والمطوعي (يشابه) بالياء وتشديد الشين، جعله مضارعا من تفاعل، لكنه أدغم التاء في الشين.
وحكي الداني أنه قرئ (متشبه) اسم فاعل من (تشبه).
وقرأ بعضهم (يتشابه) مضارع تشابه.
وقرأ ابن أبي إسحاق وأبي بن كعب (تشابهت) بتشديد الشين، مع كونه فعلا ماضيا، وبتاء التأنيث في آخره، وذكروا أنه كذلك في مصحف أبي.
وذكر ابن هشان عن ابن مهران في كتاب (الشواذ) أنه قرئ
[معجم القراءات: 1/124]
(إن البقر تشابهت) بتشديد التاء، وذكر أن العرب تزيد تاء علي التاء الزائدة في أول الماضي، وأنشد:
... ... ... ... = تتقطعت بي دونك الأسباب
قال ابن هشام: (ولا حقيقة لهذا البيت، ولا لهذه القاعدة، وإنما أصل القراءة: (إن البقرة) بتاء الوحدة، ثم أدغمت في تاء (تشابهت)
فهو إدغام من كلمتين) كذا قلت: وهو بعيد بعيد!!
وقرأ الأعمش والحسن وابن مسعود (متشابه) ومتشابهة).
وقرأ يحيى بن يعمر (يشابه).
وقرأ بعضهم (يتشابه) مضارع تشابه، وفيه ضمير يعود علي البقر.
{شاء}
قرأ حمزة وابن ذكوان من طريق الداجوني وخلف بالإمالة.
وإذا وقف حمزة وهشام على (شاء) أبدلا الهمزة ألفا). [معجم القراءات: 1/125]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ابن وردان (آلان) بالنّقل حيث أتى كورش) ). [تحبير التيسير: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ فِي نَقْلِ الْآنَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ الأزرق بترقيق راء "تثير" [الآية: 71] على الأصح كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "لا شية" فبالياء المثناة التحتية من غير همز باتفاق، أي: لا لون فيها يخالف جلدها، وكتبت بالهاء المربوطة، ونقل همزة الآن ورش وكذا ابن وردان بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لا شية} [71] هو بالياء، وقراءته بالهمز لحن). [غيث النفع: 385]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قالوا الآن} إذا كان قبل لام التعريف المنقول إليها حركة الهمزة حرف من حروف المد نحو {وإذا الأرض} [الانشقاق: 3] {وأولى الأمر} [النساء: 59] {وأنكحوا الأياما} [النور: 32] فلا خلاف بين أئمة القراءة في حذف حرف المد لفظًا، ولا يقال إن حرف المد إنما حذف للسكون، وهو قد زال في قراءة من قرأ بالنقل، لأنا نقول التحريك في ذلك عارض فلا يعتد به، وبعض من لا علم عنده يثبت حرف المد في مثل هذا حال النقل، وهو خطأ في القراءة، وإن كان يجوز في العربية، وكذلك إ ذا كان قبل لام التعريف ساكن، نحو {يستمع الآن} [الجن: 9] {بل الإنسان} [القيامة: 14] ولم يجز رد الساكن حال النقل لعروض الحركة). [غيث النفع: 385]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جئت} و{فادارأتم} [72] اختص بإبدالهما السوسي). [غيث النفع: 385] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون (71)}
{لا ذلول}
قراءة الجمهور (لا ذلول) بالرفع صفة لبقرة
[معجم القراءات: 1/125]
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (لا ذلول) بالفتح.
وكان أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد يقف علي (لا ذلول)، ثم يبتدئ، فيقرأ: (تثير الأرض)، وذلك علي تقدير: فهي تثير الأرض.
{تثير}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنه.
والباقون علي التفخيم
{ولا تسقي}
قراءة الجمهور بفتح التاء (ولا تسقي) من (سقي).
وقرأ بعضهم (تسقي) بضم التاء من (أسقي)، وسقي وأسقي بمعني واحد.
{لا شية}
قرأ حمزة بخلف عنه بمد (لا) أربع حركات للمبالغة في النص.
{قالوا الآن}
قرأ الجمهور بإسكان اللام، وبعدها همزة، قالو الآن).
وعن نافع قراءتان:
أ- بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام (قالو لان).
ب- بحذف الواو من قالوا، وصورة القراءة: (قال لان)، وهي قراءة ورش، وقد خفف الهمزة مع الحذف
[معجم القراءات: 1/126]
- وقرأ ورش وابن وردان وأبو جعفر بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، فتصير اللام مفتوحة (قالوا الان).
- وقرأ الأخفش «قالوا ألآن، بقطع همزة الوصل.
قال ابن جني: «فتثبت الواو من قالوا لتلومك عليها للاستذكار ثم تثبت همزة الآن، أعني همزة لام التعريف»
- وقرئ «الآن» بالمد على الاستفهام التقريري إشارة إلى استبطائه وانتظارهم له.
{جئت}
- قرأ ورش من طريق الأصبهاني وأبو جعفر وأبو عمرو والسوسي «جيت»، بإبدال الهمزة حرف مد من جنس الحركة التي سبقتها، وذلك في الحالين.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز «جئت» في الحالين.
{فذبحوها}
- كذا قرأ الجماعة «فذبحوها، من الذبح.
- وقرأ عبد الله بن مسعود «فنحروها، وأغلب قراءاته محمولة على التفسير، وإن كان لفظ الذبح لا يحتاج إلى تفسير.
{وما كادوا}
- ذكر ابن خالويه أن ابن أبي إسحاق قرأ الفعل «كادوا بالإمالة تنبيه على أن أصله «فعل» بكسر العين، ولذلك
[معجم القراءات: 1/127]
كسرت الكاف في «كدت».
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 1/128]

قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على "فادارأتم" [الآية: 72] لحمزة بإبدال الهمزة ألفا كأبي عمرو بخلفه ومن وافقه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جئت} و{فادارأتم} [72] اختص بإبدالهما السوسي). [غيث النفع: 385] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون (72)}
{فادارءتم}
- قراءة الجمهور «فاداراتم» بالإدغام.
- وقرأ أبو حيوة وابن مسعود «فتدارأتم» على وزن تفاعلتم، وهو الأصل.
- وقرأ أبو حيوة وأبو السوار الغنوي «فادرأتم» بحذف الألف بعد الدال.
- وقرأ أبو السؤارالغنوي «فدرأتم» بغير ألف.
- وعن أبي عمرو «فاداراتم» بإبدال الهمزة ألفا.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
{مخرج ما}
-كذا قراءة الجماعة بالتنوين «مخرج ما».
- وقرأ بعضهم «مخرج ما» بغير تنوين). [معجم القراءات: 1/128]

قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فقلنا اضربوه يبعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون (73)}
{اضربوه}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بواو، وصورتها: «اضربوهو».
- وقراءة الجماعة بالضم «اضربوه».
{الموتى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وقرأ الأزرق وورش وأبو عمرو بخلاف عنه بالتقليل). [معجم القراءات: 1/128]

قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} 74 فِي التَّاء وَالْيَاء
فَقَرَأَ ابْن كثير كل مَا فِي الْقُرْآن من قَوْله {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ إِلَّا ثَلَاثَة أحرف قَوْله {وَإِن مِنْهَا لما يهْبط من خشيَة الله وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} الْبَقَرَة 74 بِالْيَاءِ وَكَذَلِكَ {يردون إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغفل عَمَّا يعْملُونَ} الْبَقَرَة 85 بِالْيَاءِ
وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} الْبَقَرَة 144 بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ مَا كَانَ من قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} الْأَنْعَام 132 والنمل 93 بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع حرفين من هَذِه الثَّلَاثَة الأحرف بِالْيَاءِ قَوْله (إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغفل عَمَّا يعْملُونَ) بِالْيَاءِ وَقَوله {ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ
وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ وَقَرَأَ قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ حرفان فِي آخر سُورَة هود وَآخر سُورَة النَّمْل فَإِنَّهُمَا عِنْده بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ فِي سُورَة الْأَنْعَام {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ هَذِه وَحدهَا
وَقَرَأَ ابْن عَامر كل مَا جَاءَ فِي الْقُرْآن من قَوْله {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ فِي سُورَة الْأَنْعَام وَآخر سُورَة هود {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ فِي آخر سُورَة النَّمْل {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالْيَاءِ
كَذَا فِي كتابي عَن أَحْمد بن يُوسُف عَن ابْن ذكْوَان وَرَأَيْت فِي كتاب مُوسَى بن مُوسَى الْخُتلِي عَن ابْن ذكْوَان بِالتَّاءِ أَيْضا فِي آخر النَّمْل وَقَالَ الْحلْوانِي عَن هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر ذَلِك كُله بِالتَّاءِ {وَمَا الله بغافل} {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ}
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} فِي موضِعين بِالْيَاءِ
قَوْله {إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} وَقَوله {ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ
وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ مثل نَافِع
وكل مَا فِي الْقُرْآن من قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} فَهُوَ بِالْيَاءِ
هَذَا قَول أبي بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم فِي رَأس الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة {ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ هَذِه وَحدهَا وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ
وَقَالَ حَفْص قَرَأَ عَاصِم فِي سُورَة الْأَنْعَام {وَلكُل دَرَجَات مِمَّا عمِلُوا وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} الْأَنْعَام 132 بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ فِي آخر سُورَة هود وَآخر سُورَة النَّمْل {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ مثل نَافِع
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو فِي رَأس الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة وَالتسع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة {وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ وَسَائِر الْقُرْآن من قَوْله {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ كل مَا كَانَ من قَوْله {وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ} بِالْيَاءِ {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 160 - 162]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وما الله بغافل عما تعملون} {وما ربك بغافل عما تعملون}.
[الغاية في القراءات العشر: 178]
بالتاء كل القرآن شامي يزيد كمثل إلا في الأنعام {وما الله} بالتاء {وما ربك} بالياء حمزة والكسائي وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 179]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({عما يعملون.. أفتطمعون} بياء مكي. {يعملون.. أولئك} {يعملون...ولئن} بياء مكي ونافع وأبو بكر ويعقوب وخلف، وافق أبو عمرو وحفص في الثاني، وزاد أبو عمرو {يعملون.. ومن حيث} ). [الغاية في القراءات العشر: 179] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عما يعملون * أفتطمعون } [74- 75]: بياء مكي ).[المنتهى: 2/574]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (يعملون أفتطمعون) بالياء وقرأ الباقون بالتاء، ولا خلاف في (أفتطمعون) أنه بالتاء). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {عما يعملون} (74)، بعده: {أفتطمعون} (75): بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 228] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَإِنْ مِنْهَا) خفيف قَتَادَة، الباقون مشدد، وهو الاختيار؛ لأن إن للتخفيف). [الكامل في القراءات العشر: 486]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعمَلُونَ) بالياء ابْن كَثِيرٍ غير الشافعي، والأعرج، وابن مُحَيْصِن، وقَتَادَة، والحسن، وأبان بن يزيد، وحَمْزَة بن القاسم عن حفص رواية الْأَصْفَهَانِيّ عن جبلة عن المفضل، الباقون بالتاء، وهو الاختيار في جميع (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)، (وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) بالياء كما اختاره ابْن مِقْسَمٍ وحَمْزَة، والكسائي، والْأَعْمَش، ومذهب الدمشقي في الكل بالتاء خالفه ابن الحارث في (تعمَلُونَ)، (أُولَئِكَ)، وافقه قَتَادَة في الأنعام مذهب أبي جعفر وشيبة فيها مثل الدمشقي إلا في الأنعام ومذهب الباقين أفضله في مواضعه قرأ نافع والمفضل، وأبو بكر، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ والزَّعْفَرَانِيّ، ويَعْقُوب غبر الوليد، وأيوب، وقاسم، وخلف، والشيزري، وشريح بن يونس عن علي، وحمصي، وطَلْحَة، وابْن سَعْدَانَ، ومسعود بن صالح، والهمذاني (عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولَئِكَ) بالياء بصري غير الوليد، وَرَوْحٌ، والْجَحْدَرِيّ، والزَّعْفَرَانِيّ، وأبو السَّمَّال، والشيزري، وطَلْحَة، وقاسم، وعَاصِم، والْعَبْسِيّ، وابْن سَعْدَانَ، وحجازي غير أبي جعفر وشيبة، وأبو حيوة، وحمصي، الباقون بالتاء وقرأ (تَعْمَلُونَ وَمِنْ حَيْثُ) بالياء زبان غير ابن عقيل، والْيَزِيدِيّ من اختياره، وأبان بن يزيد، والوليد بن حسان عن يَعْقُوب، وحَمْزَة بن القاسم عن حفص و(يَعْمَلُونَ) في هود، والنمل بالتاء مدني غير ورش في اختياره، وحفص ودمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، وحكى ابن مجاهد عن الثعلبي عن ابْن ذَكْوَانَ الياء فيهما فجملة (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ) ستة، خمسة في البقرة، وواحدة في آل عمران، والمختلف فيه أربعة، وقد بيناه (وَمَا رَبُّكَ) ثلاث مواضع في الأنعام، ومن آخر هود والنمل). [الكامل في القراءات العشر: 487]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([74]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بعده {أَفَتَطْمَعُونَ} بياء: ابن كثير). [الإقناع: 2/599]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (462 - وَبِالْغَيْبِ عَمَّا تَعْمَلُونَ هُنَا دَنَا = وَغَيْبُكَ في الثَّانِي ِإلَى صَفْوَهِ دَلاَ). [الشاطبية: 37] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([462] بالغيب عما تعملون هنا (د)نا = وغيبك في الثاني (إ)لى (صـ)فوه (د)لا
(دنا)، أي قرب؛ يريد {يعملون} الذي دنا مما فرغنا منه وهو (هزؤًا) و(كفؤًا).
ووجه هذه القراءة، أن الذي بعدها على الغيبة في قوله: {أن يؤمنوا...} إلى آخر الكلام، فيكون مردودًا عليها، وهو خطاب للمؤمنين؛ كأنه لما فرغ من حديثهم قال: (وما الله بغفلٍ عما يعملون أفتطمعون أن يؤمنوا).
ووجه الخطاب، إجراء الكلام على ما قبله .
والغيب في الثاني، وهو الذي بعده: {أولئك الذين اشتروا}.
(إلى صفوه دلا)، أي أرسل دلوه؛ يقال: دلوت الدلو وأدليتها بمعنًى.
[فتح الوصيد: 2/640]
وفي (دلا) ضمير مرفوع يعود على القارئ.
وجعل هذه القراءة كماء صاف أرسلت إليه دلوًا، من أجل ظهور معناه، لأن قبله: {يردون}، وبعده: {أولئك الذين اشتروا..}، إلى قوله: {عنهم العذاب ولا هم ينصرون}.
ومن قرأ بالخطاب، حمله على قوله قبله: {فما جزاء من يفعل ذلك منكم}، وما قبله من لفظ الخطاب.
وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وأصحاب حمزة: إذا قال: {وما الله}، فـ {تعملون} بالتاء، وإذا جاء {وما ربك} فهو بالياء.
وليس هذا معتمد الفرق .وقول عبد الله محمول على أنه وقع في قراءته كذلك.
وإنما الفارق بينهما مع اتباع الأثر- ما قبل الكلام من الغيبة والخطاب). [فتح الوصيد: 2/641] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [462] وبالغيب عما يعلمون هنا دنا = وغيبك في الثاني إلى صفوه دلا
ب: (دلا دلوه): إذا أخرجها ملأى.
ح: (عما يعملون): مبتدأ، (بالغيب): حال، (دنا هنا): خبر،
[كنز المعاني: 2/19]
(غيبك): مبتدأ، (دلا إلى صفوه): خبره، وفاعل (دلا): ضمير (غيبُك)، وكذلك: الهاء في (صفوه).
ص: أي: قرأ ابن كثير قوله تعالى: {وما الله بغافل عما يعملون} هنا [74]، أي: عند قوله: (أتتخذنا هزؤًا) [67]، وهو الذي بعده: {أفتطمعون أن يؤمنوا} [75] بالغيبة، أي: بالياء في {يعملون} ومعنى (دنا): قرب من قوله: (أتتخذنا هزؤًا) [67].
وأما قوله: {عما تعملون، أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا} [85- 86]، وهو الثاني، فقرأه بالغيبة نافع وأبو بكر وابن كثير، والباقون بالخطاب؛ إذ قبلهما ما يحتمل كليهما.
وقوله: (إلى صفوه دلا): استعارة، جعل هذه القراءة كماءٍ صافٍ أرسل صاحب القراءة إليه دلوه، فخرج بنصيب وافرٍ منه). [كنز المعاني: 2/20] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (460- وَبِالغَيْبِ عَمَّا تَعْمَلُونَ هُنَا "دَ"نَا،.. وَغَيْبُكَ في الثَّانِي "إ"لَى "صَـ"ـفْوَهِ "دَ"لا
هنا أي بعد هزؤا وهو قوله تعالى: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا}. ودنا أي: دنا مما فرغنا منه يعني: {عَمَّا يَعْمَلُونَ}، {أَفَتَطْمَعُونَ}، ووجه الغيب قطعه عن الأول واستئناف أخبار عنهم ولهذا قال بعده: {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}، ووجه الخطاب رده على قوله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ}.
ويعني بالثاني: {عَمَّا تَعْمَلُونَ}، {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ}، ووجه الغيب فيه ظاهر وهو موافقة ما قبله وما بعده، ولهذا قال: إلى صفوه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/302]
دلا أي أخرج دلوه ملأى بعد أن أدلاها إلى صفوه، وقيل: دلوت الدلو، وأدليتها بمعنى، وهذه عبارة حلوة شبه هذه القراءة بماء صاف أرسل القارئ إليه آنية فاستخرجها وافية الامتلاء يشير إلى اختياره على ما هو أهل للاختيار ووجه الخطاب رده على قوله: {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ}، وفاعل قوله دنا ضمير: {عَمَّا يَعْمَلُونَ}، وفاعل دلا ضمير قوله وغيبك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/303] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (462 - وبالغيب عمّا تعملون هنا دنا ... وغيبك في الثّاني إلى صفوه دلا
قرأ ابن كثير وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ الذي بعده أَفَتَطْمَعُونَ بياء الغيب وقرأ غيره بتاء الخطاب، وعلم أن مراده هذا الموضع من قوله: (هنا) أي في المكان القريب من لفظ هُزُواً*. وقرأ نافع وشعبة وابن كثير وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ الذي بعده أُولئِكَ الَّذِينَ بياء الغيبة، وقرأ غيرهم بتاء الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 205] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَمَّا تَعْمَلُونَ أَفَتَطْمَعُونَ. فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ (عَمَّا يَعْمَلُونَ) بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي كَسْرِ هَاءِ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ عِنْدَ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/217]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {عما تعملون} [74] الذي بعده {أفتطمعون} [75] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 457]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (457 - ما يعملون دم .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 63]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ما يعملون (د) م وثان (إ) ذ (صفا) = (ظ) لّ (د) نا باب الأماني خفّقا
يريد قوله تعالى «وما الله بغافل عما تعملون، أفتطمعون» وهو الأول قرأه
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 177]
على الغيب كما لفظ به ابن كثير، وهذا أول موضع من الغيب الذي إطلاقه قيد كما تقدم في الخطبة، ووجه الغيب حمله على ما قبله نحو «فذبحوها وما كادوا يفعلون» وعلى ما بعده نحو «أن يؤمنوا لكم» ووجه الخطاب حمله على «وإذ قتلتم نفسا فادّارأتم فيها» ونحو ذلك إلى قوله «ثم قست قلوبكم» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 178]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ما يعملون (د) م وثان (إ) ذ (صفا) = (ظ) لـ (د) ما باب الأماني خفّفا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير عما يعملون أفيطمعون [البقرة: 74، 75] بالياء المثناة تحت، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو همزة (إذ) نافع و[مدلول] (صفا) أبو بكر وخلف، وظاء (ظل) يعقوب ودال (دما) ابن كثير عما يعملون أولئك الذين اشتروا [البقرة: 85، 86]: وهي الثانية بالغيب، والباقون بالخطاب.
وفهم الغيب من قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا [وغيبا»].
وجه غيب الأول: مناسبة قوله تعالى: فذبحوها وما كادوا يفعلون [البقرة: 71]، وو هم يعلمون [البقرة: 75].
ووجه الخطاب: مناسبة وإذ قتلتم نفسا فادّرءتم فيها [البقرة: 72]، وتكتمون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/166]
[البقرة: 72]، ولعلّكم تعقلون ثمّ قست قلوبكم [البقرة: 73، 74]، لا أفتطمعون [البقرة: 75]؛ لأن الخطاب للمؤمنين.
ووجه غيب الثاني مناسبة يردّون [البقرة: 85]، [و] أولئك الّذين اشتروا [البقرة: 86]، [و] ولا هم ينصرون [البقرة: 86].
ووجه الخطاب: مناسبة وإذ أخذنا ميثاقكم [البقرة: 84]، ووقع [منه] إلى يعملون [البقرة: 96]- نيف وعشرون خطابا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/167] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (عمّا تعملون) بعده (أفتطمعون) بالياء [والباقون بالتّاء] ). [تحبير التيسير: 289] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "لما يتفجر، لما يشقق، لما يهبط" [الآية: 74] بالتشديد في لما الثلاثة بخلاف في الأخيرين، قال ابن عطية: وهي قراءة غير متجهة، وعنه يهبط بضم الياء والجمهور بكسرها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في عما تعملون، أفتطعمون" [الآية: 74، 75] فابن كثير بالغيب وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب
وعن ابن محيصن "أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ" [الآية: 77]. بالخطاب واختلف عنه في "يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" [الآية: 77] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فهي} [74] قرأ قالون وبصري وعلي بإسكان الهاء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({المآء} فيه لحمزة وهشام لدى الوقف خمسة أوجه: البدل مع المد والتوسط والقصر، وروم الحركة وتسهيل الهمزة مع المد والقصر). [غيث النفع: 386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تعملون * أفتطمعون} قرأ المكي {يعملون} بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وعليه فهو تام، وعلى الأول فهو كاف، وهو فاصلة، ومنتهى الحزب الأول اتفاقًا). [غيث النفع: 386]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثم قست قلوبكم بعد ذلك فهي كالحجارۃ أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون (74)}
{قست}
- قراءة الجمهور بالتاء «قست»
- وقرئ «قسا» بالألف لأن تأنيث القلوب غير حقيقي، وعزيت إلى زید بن علي.
{من بعد ذلك}
- إدغام الدال في الذال وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
وتقدم هذا في الآية /64.
{فهي}
- قرأ الكسائي وأبو عمرو وقالون وأبو جعفر «فهي» بإسكان الهاء.
- وقراءة الباقين على كسرها فهي».
- وتقدم وقف يعقوب بهاء السكت «فهيه».
في الآية/ 68 من هذه السورة: «ماهيه».
{أو أشد}
- قراءة الجمهور على الرفع «أشد».
- وقرأ الأعمش وأبو حيوة «أشد» بنصب الدال عطفا على قوله «كالحجارة»، وهو ممنوع من الصرف، فجر بالفتحة.
{قسوة}
- قرأ أبو حيوة «قساوة»، وهو مصدر الفعل «قسا».
- وقراءة الجماعة بدون ألف «قسوة».
[معجم القراءات: 1/129]
وقرأ الكسائي بإمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف، وهي لغة أهل الكوفة، وكذا قرأ حمزة بخلف عنه.
{وإن من الحجارة لما.. وإن منها... وإن منها لما يهبط}
- قراءة الجمهور «وان» مشددة مكسورة الهمز في المواضع الثلاثة.
- وقرأ قتادة «وإن» مخففة في المواضع الثلاثة.
قال ابن مجاهد: «أحسبه أراد بقوله: «مخففة» الميم؛ لأني لا أعرف لتخفيف النون معنى».
. قال ابن جني: «هذا الذي أنكره ابن مجاهد صحيح، وذلك أن التخفيف في إن المكسورة شائع عنهم...»
{لما}
- قرأ الجمهور «لما» بميم خفيفة، وهي موصولة في المواضع الثلاثة.
- وقرأ طلحة بن مصرف والمطوعي «لما» بتشديد الميم، وهي عند ابن خالويه قراءة مالك بن دينار.
وذهب ابن عطية إلى أنها قراءة غير متجهة.
{يتفجر}
- قراءة الجمهور «يتفجر» بالياء، مضارع «تفجر».
[معجم القراءات: 1/130]
- وقرأ مالك بن دینار «ينفجر»، مضارع «انفجر».
{يتفجر منه}
قراءة الجمهور «يتفجر منه»، والضمير محمول على لفظ «ما».
- وقرأ أبي والضحاك «يتفجر منها»، حم على الحجارة.
{يشقق}
- قرأ الجمهور «شقق» بتشديد الشين، وأصله يتشقق، فأدغم التاء في الشين.
وقرأ الأعمش وابن مصرف «تشقق» بالتاء والشين المخففة على الأصل.
. وذكر ابن عطية أن ابن مصرف قرأ: «ينشقق» بالنون وقافين، والذي يقتضيه اللسان أن يكون بقاف واحدة مشددة، «ينشق» وقد يجيء الفك في شعر، فإن كان المضارع مجزوما جاز الفك فصيحا، وهو هنا مرفوع فلا يجوز الفك، إلا أنها قراءة شاذة، فيمكن أن يكون ذلك فيها.
- وقرأ الأعمش «تشقق».
{الماء}
- قرأ حمزة وهشام والأعمش بتسهيل الهمزة في الوقف، ثم تبدل ألفا من جنس ما قبلها، فيجوز حذف أحدهما للساكنين. وصورتها بعد الحذف «الما»، ولنا ما يلي:
[معجم القراءات: 1/131]
أ- إن قدر المحذوف الألف الأولى وهو القياس قرئت الكلمة بالقصر «الما» من غير مد.
ب. وإن قدر الحذف في الثانية جاز المد والقصر.
ج. ويجوز إبقاء الألفين للوقف «الماا» فيمد لذلك مدا طويلا ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط، وقد نص على ذلك أبو شامة.
- وقراءة الجماعة بالهمز وقفا ووصلا «الماء».
{يهبط}
- قرأ الجمهور بكسر الباء «يهبط».
- وقرأ الأعمش والمطوعي «يهبط» بضم الباء، وهي لغة.
{من خشية الله}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء النون عند الخاء.
{عما تعملون}
ابن كثير وابن محيصن «يعملون» بالياء.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم وحفص وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وخلف ويعقوب بالتاء «تعلمون» ). [معجم القراءات: 1/132]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة

[من الآية (75) إلى الآية (77) ]

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)}

قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {عما يعملون} (74)، بعده: {أفتطمعون} (75): بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 228] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (عمّا تعملون) بعده (أفتطمعون) بالياء [والباقون بالتّاء] ). [تحبير التيسير: 289] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في عما تعملون، أفتطعمون" [الآية: 74، 75] فابن كثير بالغيب وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب
وعن ابن محيصن "أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ" [الآية: 77]. بالخطاب واختلف عنه في "يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" [الآية: 77] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم}
{عقلوه} [75] حكم المكي فيه ظاهر). [غيث النفع: 387]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أفتطمعون آن یؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (75)}
{أفتطمعون}
- قرأ ابن كثير وابن محيصن «أفيطمعون» بالياء على الغيبة.
- وقراءة الباقين بالتاء على الخطاب «أفتطمعون».
[معجم القراءات: 1/132]
{أن يؤمنوا}
- تقدمت القراءة فيه بالإبدال «أن يومنوا».
انظر الآية/3 في أول هذه السورة.
{يسمعون كلام الله}
- قرأ الأعمش وابن محيصن والمطوعي «كليم الله جمع كلمة.
- وقراءة الجماعة «كلام الله».
وقد يراد بالكلمة الكلام فتكون القراءتان بمعنى واحد.
{عقلوه}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بواو «عقلوهو» ). [معجم القراءات: 1/133]

قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَفَلَا تَعقِلُونَ) بالياء قَتَادَة وابْن مِقْسَمٍ وفهد عن يَعْقُوب، الباقون بالتاء، وهو الاختيار، لقوله: (عِنْدَ رَبِّكُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 487]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خلا} [76] واوي لا يمال). [غيث النفع: 387]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون (76)}
{لقوا}
- قرأ ابن السميفع «لاقوا» من الفعل «لاقي»، قالوا: على التكثير، ولا يظهر هنا تكثير، إنما هو من فاعل الذي هو بمعنى الفعل المجرد، فمعنى «لاقوا» و«لقوا» واحد.
- وقراءة الجماعة «لقوا» من «لقي» الثلاثي). [معجم القراءات: 1/133]

قوله تعالى: {أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَوَلَا يَعْلَمُونَ) بالتاء ابن مُحَيْصِن طريق الزَّعْفَرَانِيّ، الباقون (يَعْلَمُونَ) بالياء، وهو الاختيار لقوله: (يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) بالتاء " وروى ابن أبي يزيد عن ابن مُحَيْصِن (تسرون وتعلنون)، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 487]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في عما تعملون، أفتطعمون" [الآية: 74، 75] فابن كثير بالغيب وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب
وعن ابن محيصن "أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ" [الآية: 77]. بالخطاب واختلف عنه في "يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" [الآية: 77] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/398] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون (77)}
{أولا يعلمون}
- كذا قراءة الجماعة بالياء على الغيبة «أولا يعلمون».
- وقرأ ابن محيصن وقتادة «أولا تعلمون» بالتاء، فيكون ذلك خطابا للمؤمنين.
[معجم القراءات: 1/133]
{يعلم ما}
- الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{يسرون}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- والباقون بالتفخيم.
{ما يسرون وما يعلنون}
- وروى الأهوازي عن ابن محيصن «ما تسرون وما تعلنون» بالتاء). [معجم القراءات: 1/134]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (78) إلى الآية (82) ]

{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أماني} خفيف حيث كان يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 179]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إلا أماني} [78]: بفتح الياء مخففة، و{تلك أمانيهم} [111]، و{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل} [النساء: 123]: ساكنة الياء، و{في أمنيته} [الحج: 52] بفتح الياء وتخفيفًا يزيد طريق ابن شبيب، وافق العمر إلا في الحج [52]،
[المنتهى: 2/574]
وزاد في الحديد [14] تخفيف {وغرتكم الأماني} ).[المنتهى: 2/575] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمَانِيَّ) مخفف، و(تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ)، وهكذا في جميع القرآن إلا في الحديد أبو جعفر وشيبة، وأبو حيوة والحسن، والْأَعْمَش في رواية جرير، وابن سلمان عن أبي عمرو، وزاد ابن شاذان في الحج وعمري في الحديد (الْأَمَانِيُّ) خفيف، الباقون مشدد،
[الكامل في القراءات العشر: 487]
وهو الاختيار لأنه أشهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66- .... .... .... .... = .... .... خِفُّ الأَمَانِيَ مُسْجَلَا
67 - أَلاَ .... .... .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف فقال: خف الأماني أسجلا أي قرأ مرموز (ألف) أسجلا وهو أبو جعفر (الأماني) وما جاء لفظه بتخفيف الياء حيث وقع وهو ستة مواضع مفتوحتان {إلاأماني} [78] هنا و{في أمنيته} [52] في الحج، ومضمومتان {تلك أمانيهم} [111] هنا {وغرتكم الأماني} [14] بالحديد، ومكسورتان {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل} [123] في النساء ولزم من التخفيف إسكان المضمومتين والمكسورتين وكسر الهاء لوقوعها بعد ياء ساكنة وتخفيف المشدد لغة وأخر الأماني عن الإسارى للنظم وكذلك البواقي). [شرح الدرة المضيئة: 91] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْأَمَانِيُّ وَبَابِهِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَّا أَمَانِيَّ، وَأَمَانِيُّهُمْ، وَلَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ، فِي أُمْنِيَّتِهِ بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ فِيهِنَّ مَعَ إِسْكَانِ الْيَاءِ الْمَرْفُوعَةِ وَال