مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى
قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( [السابعَ عشرَ]: (في بيانِ مَراتبِ إحصاءِ أسمائِهِ التي مَنْ أَحصاهَا دَخَلَ الجنَّةَ، وهذا هوَ قُطْبُ السعادةِ ومَدارُ النجاةِ والفلاحِ:    الْمَرتبةُ الأُولَى: إحصاءُ ألفاظِها وعَدَدِها. 
  الْمَرتبةُ الثانيَةُ: فَهْمُ مَعانِيهَا ومَدلولِها. 
  المرتبةُ الثالثةُ: دُعاؤُهُ بها كما قالَ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: 180] وهوَ مَرتبتانِ: 
  - إحداهما: دُعاءُ ثناءٍ وعِبادةٍ. 
  - والثاني: دُعاءُ طَلَبٍ ومسألةٍ. 
  فلا   يُثْنَى عليهِ إلاَّ بأسمائِهِ الْحُسْنَى وصفاتِهِ العُلَى، وكذلكَ لا   يُسألُ إلاَّ بها، فلا يُقالُ: يا موجودُ أوْ يَا شيءُ أوْ يا ذاتُ اغْفِرْ   لي وارْحَمْنِي، بلْ يُسأَلُ في كلِّ مطلوبٍ باسمٍ يكونُ مُقْتَضِياً   لذلكَ المطلوبِ، فيكونُ السائلُ مُتَوَسِّلاً إليهِ بذلكَ الاسمِ؛ ومَنْ   تَأَمَّلَ أَدعيَةَ الرسُلِ - ولا سِيَّما خاتَمُهم وإمامُهم - وَجَدَها   مُطابِقَةً لهذا. 
  وهذه   العبارةُ أَوْلَى مِنْ عبارةِ مَنْ قالَ: يَتَخَلَّقُ بأسماءِ اللهِ؛   فإنَّها ليستْ بعبارةٍ سَديدةٍ، وهيَ مُنْتَزَعَةٌ مِنْ قولِ الفَلاسفةِ   بالتَّشَبُّهِ بالإلهِ على قَدْرِ الطاقةِ. 
  وأَحْسَنُ منها عبارةُ أبي الحكَمِ بنِ بَرهانَ وهيَ: التعَبُّدُ. 
  وأحسَنُ منها العِبارةُ المطابِقَةُ للقرآنِ وهيَ: الدُّعاءُ، المتضمِّنُ للتَّعَبُّدِ والسُّؤالِ. 
  فمَراتبُها أربعةٌ: 
  - أشَدُّها إنكاراً عبارةُ الفلاسفةِ وهيَ التَّشَبُّهُ. 
  - وأحسَنُ منها عبارةُ مَنْ قالَ: التخَلُّقُ. 
  - وأحسَنُ منها عِبارةُ مَنْ قالَ: التعَبُّدُ. 
  - وأَحْسَنُ مِن الجميعِ الدعاءُ ، وهيَ لفظُ القرآنِ)([47]) ).  [المرتبع الأسنى: ؟؟]
    
  ([47]) بَدائِعُ الفَوائِدِ (1/ 164).