العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والعاديات ضبحًا * فالموريات قدحًا * فالمغيرات صبحًا * فأثرن به نقعًا * فوسطن به جمعًا * إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ * وإنّه على ذلك لشهيدٌ * وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ * أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصّل ما في الصّدور * إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لّخبيرٌ}.
اختلف الناس في المراد بـ(العاديات)؛ فقال ابن عبّاسٍ، وقتادة، ومجاهدٌ، وعكرمة: أراد الخيل؛ لأنها تعدو بالفرسان وتضبح بأصواتها.
قال بعضهم: وسببها أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث خيلًا إلى بني كنانة سريّةً، فأبطأ أمرها عليه حتى أرجف بعض المنافقين، فنزلت الآية معلمةً أنّ خيله عليه الصلاة والسلام قد فعلت جميع ما في الآيات.
وقال آخرون: القسم هو بالخيل جملةً؛ لأنها تعدو ضابحةً قديمًا وحديثًا، وهي حاصرة البلاد وهادمة الممالك، وفي نواصيها الخير إلى يوم القيامة. وقال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، وابن مسعودٍ، وإبراهيم، وعبيد بن عميرٍ:
«(العاديات) في هذه الآية الإبل؛ لأنها تضبح في عدوها». وقال عليٌّ:«والقسم بالإبل العاديات من عرفة ومن المزدلفة إذا دفع الحاجّ، وبإبل غزوة بدرٍ؛ فإنه لم يكن في الغزوة غير فرسين؛ فرس المقداد وفرس الزّبير».
و(الضّبح) تصويتٌ جهيرٌ عند العدو الشديد، ليس بصهيلٍ ولا رغاءٍ ولا نباحٍ، بل هو غير المعتاد من صوت الحيوان الذي يضبح.
وحكى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنه ليس يضبح من الحيوان غير الخيل والكلاب. وهذا عندي لا يصحّ عن ابن عبّاسٍ؛ وذلك أنّ الإبل تضبح، والأسود من الحيّات، والبوم، والصّدى، والأرنب، والثعلب، والفرس، هذه كلّها قد استعملت العرب لها الضّبح، أنشد أبو حنيفة في صفة قوسٍ:
حنّانةٌ من نشمٍ أو تألب ....... تضبح في الكفّ ضباح الثّعلب
والظاهر في الآية أن القسم بالخيل أو الإبل أو بهما). [المحرر الوجيز: 8/ 672-673]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فالموريات قدحًا} قال عليّ بن أبي طالبٍ، وابن مسعودٍ رضي اللّه عنهما:
«هي الإبل؛ وذلك أنها في عدوها ترجم الحصى بالحصى فتتطاير منه النار، فذلك القدح».
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما:
«هي الخيل، وذلك بحوافرها في الحجارة، وذلك معروفٌ».
وقال عكرمة:
«الموريات قدحًا هي الألسن. فهذا على الاستعارة، أي: إنها تقدح الحجج وتظهرها».
وقال مجاهدٌ:
«الموريات قدحًا يراد به مكر الرجال».
وقال قتادة:
«الموريات: الخيل تشعل الحرب. فهي أيضًا على الاستعارة البيّنة».
وقال ابن عبّاسٍ أيضًا وجماعةٌ من العلماء:
«الكلام عامٌّ، يدخل في القسم كلّ من يظهر بقدحه نارًا، وذلك شائعٌ في الأمم طوال الدهر، وهو نفعٌ عظيمٌ من اللّه تعالى في عباده، وقد وقف عليه في قوله سبحانه: {أفرأيتم النّار الّتي تورون}. ومعناه: تظهرون بالقدح»، قال عديّ بن زيدٍ:
فقدحنا زنادنا وورينا ....... فوق جرثومةٍ من الأرض نارًا
). [المحرر الوجيز: 8/ 673]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فالمغيرات صبحًا} قال عليّ بن أبي طالبٍ وابن مسعودٍ رضي اللّه عنهما:
«هي الإبل من مزدلفة إلى منًى، أو في بدرٍ، والعرب تقول: (أغار) إذا عدا حربًا ونحوه».
وقال ابن عبّاسٍ وجماعةٌ كثيرةٌ:
«هي الخيل، واللفظة من الغارة في سبيل اللّه، وغير ذلك من سير الأمم. وعرف الغارات أنها مع الصباح؛ لأنها تسري ليلة الغارة»). [المحرر الوجيز: 8/ 674]

تفسير قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(النّقع): الغبار الساطع المثار.
وقرأ أبو حيوة: (فأثّرن) بشدّ الثاء.
والضمير في {به} ظاهره أنه للصبح المذكور، ويحتمل أن يكون للمكان والموضع الذي يقتضيه المعنى، وإن كان لم يجر له ذكرٌ، ولهذا أمثلةٌ كثيرةٌ، ومشهور (إثارة النقع) هو للخيل، ومنه قول الشاعر:
يخرجن من فرجات النّقع داميةً ....... كأنّ آذانها أطراف أقلام
وقال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه: هو هنا للإبل تثير النّقع بأخفافها). [المحرر الوجيز: 8/ 674]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فوسطن به جمعًا} قال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، وابن مسعودٍ رضي اللّه عنه:
«هي الإبل، و(جمعٌ) هي المزدلفة».
وقال ابن عبّاسٍ وجماعةٌ:
«هي الخيل، والمراد جمعٌ من الناس هم المغزوّون». وقرأ عليٌّ، وابن مسعودٍ، وقتادة: (فوسّطن) بشدّ السّين.
وقال بشر بن أبي خازمٍ:
فوسّطن جمعهم وأفلت حاجبٌ ....... تحت العجاجة في الغبار الأقتم
وذكر الطبريّ عن زيد بن أسلم، أنه كان يكره تفسير هذه الألفاظ ويقول: هو قسمٌ أقسم اللّه تعالى به. وجمهور العلماء والأمة مفسّرون لها كما ذكرنا). [المحرر الوجيز: 8/ 674-675]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والقسم واقعٌ على قوله تعالى: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}. وروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال:
«أتدرون ما الكنود؟». قالوا: لا يا رسول اللّه. قال: «الكنود الّذي يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده».
وقد يكون في المؤمنين الكفور بالنعمة، فتقدير الآية: إن الإنسان لنعمة ربّه لكنودٌ.
و(أرضٌ كنودٌ) لا تنبت شيئًا، وقال الحسن بن أبي الحسن: الكنود: اللائم لربّه سبحانه، يعدّ السيّئات وينسى الحسنات. والكنود: العاصي بلغة كندة، ويقال للبخيل: كنودٌ. قال أبو زبيدٍ:
إن تفتني فلم أطب عنك نفسًا غير أنّي أمنى بدهرٍ كنود
وقال الفضيل: «الكنود: هو الذي تنسيه سيّئةٌ واحدةٌ حسناتٍ كثيرةً، ويعامل اللّه على عقد عوضٍ»). [المحرر الوجيز: 8/ 675]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ} يحتمل الضمير أن يعود على اللّه تعالى. وقاله قتادة، أي: وربّه شاهدٌ عليه، ونفس هذا الخبر يقتضي الشهادة بذلك، ويحتمل أن يعود على الإنسان، أي: أفعاله وأقواله وحاله المعلومة من هذه الأخلاق تشهد عليه، فهو شاهدٌ على نفسه بذلك. وهذا قول الحسن ومجاهدٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 675]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ} عائدٌ على الإنسان لا غير، والمعنى: من أجل حبّ الخير الشديد، أي: بخيلٌ بالمال ضابطٌ له، ومنه قول الشاعر:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي ....... عقيلة مال الفاحش المتشدّد
والخير: المال على عرف ذلك في كتاب اللّه تعالى.
قال عكرمة:
«الخير حيث وقع في القرآن فهو المال، ويحتمل أن يريد هنا الخير الدنيويّ من مالٍ وصحةٍ وجاهٍ عند الملوك ونحوه؛ لأنّ الكفار والجهّال لا يعرفون غير ذلك، فأمّا المحبّ في خير الآخرة فممدوحٌ مرجوٌّ له الفوز»). [المحرر الوجيز: 8/ 675-676]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أفلا يعلم} توقيفٌ على المآل والمصير: أي: أفلا يعلم مآله ومصيره فيستعدّ له؟
و(بعثرة ما في القبور): نقضه ممّا يستره والبحث عنه، وهي عبارةٌ عن البعث. وفي مصحف ابن مسعودٍ: (بحث ما في القبور)، وفي حرف أبيٍّ: (وبحثرت القبور) ). [المحرر الوجيز: 8/ 676]

تفسير قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(تحصيل ما في الصدور) تمييزه وكشفه ليقع الجزاء عليه؛ من إيمانٍ، وكفرٍ، ونيّةٍ، ويفسّره قوله عليه الصلاة والسلام:
«فيبعثون على نيّاتهم».
وقرأ يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصمٍ بفتح الحاء والصاد). [المحرر الوجيز: 8/ 676]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ استؤنف الخبر الصادق الجزم بأنّ اللّه تعالى خبيرٌ بهم يومئذٍ، وهو تعالى خبيرٌ دائمًا، لكن خصّص يومئذٍ لأنه يوم المجازاة، فإليه طمحت النفوس. وفي هذا وعيدٌ مصرّحٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 676]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
{والعاديات ضبحًا * فالموريات قدحًا * فالمغيرات صبحًا * فأثرن به نقعًا * فوسطن به جمعًا * إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ * وإنّه على ذلك لشهيدٌ * وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ * أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصّل ما في الصّدور * إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لّخبيرٌ}.
يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت، وهو الصّوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو.
{فالموريات قدحاً}. يعني اصطكاك نعلها بالصّخر، فتقدح منه النّار.
{فالمغيرات صبحاً}. يعني الإغارة وقت الصّباح، كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يغير صباحاً ويتسمّع الأذان، فإن سمع أذاناً وإلاّ أغار.
{فأثرن به نقعاً}. يعني: غباراً في مكان معترك الخيول.
{فوسطن به جمعاً}
. أي: توسّطن ذلك المكان كلّهنّ جمع.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا عبدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد اللّه: {والعاديات ضبحاً}. قال:
«الإبل».
وقال عليٌّ:
«هي الإبل». وقال ابن عبّاسٍ: «هي الخيل». فبلغ عليًّا قول ابن عبّاسٍ؛ فقال: «ما كانت لنا خيلٌ يوم بدرٍ». قال ابن عبّاسٍ: «إنّما كان ذلك في سريّةٍ بعثت».
قال ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ: حدّثنا يونس، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني أبو صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ حدّثه، قال:
«بينما أنا في الحجر جالساً،، جاءني رجلٌ فسألني عن: {العاديات ضبحاً}. فقلت له: «الخيل حين تغير في سبيل اللّه ثمّ تأوي إلى اللّيل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم».
فانفتل عنّي فذهب إلى عليٍّ رضي اللّه عنه وهو عند سقاية زمزم، فسأله عن: {العاديات ضبحاً}. فقال:
«سألت عنها أحداً قبلي؟» قال: «نعم، سألت ابن عبّاسٍ»، فقال: «الخيل حين تغير في سبيل اللّه». قال: «اذهب فادعه لي».
فلمّا وقف على رأسه قال:
«أتفتي الناس بما لا علم لك، واللّه لئن كان أوّل غزوةٍ في الإسلام بدرٌ، وما كان معنا إلاّ فرسان: فرسٌ للزّبير، وفرسٌ للمقداد، فكيف تكون العاديات ضبحاً، إنّما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منًى».
قال ابن عبّاسٍ:
«فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال عليٌّ -رضي اللّه عنه- ».
وبهذا الإسناد عن ابن عبّاسٍ قال:
«قال عليٌّ: «إنّما {العاديات ضبحاً}: من عرفة إلى المزدلفة، فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النّيران». وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ: «هي الخيل».
وقد قال بقول عليٍّ: إنّها الإبل. جماعةٌ، منهم إبراهيم وعبيد بن عميرٍ. وبقول ابن عبّاسٍ آخرون،، منهم مجاهدٌ وعكرمة وعطاءٌ وقتادة والضّحّاك، واختاره ابن جريرٍ.
قال ابن عبّاسٍ وعطاءٌ:
«ما ضبحت دابّةٌ قطّ إلاّ فرسٌ أو كلبٌ». وقال ابن جريجٍ: عن عطاءٍ، سمعت ابن عبّاسٍ يصف الضّبح: أح أح.
قال أكثر هؤلاء في قوله: {فالموريات قدحاً}: يعني: بحوافرها.
وقيل: أسعرن الحرب بين ركبانهنّ. قاله قتادة.
وعن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ: {فالموريات قدحاً}. يعني: مكر الرّجال.
وقيل: هو إيقاد النّار إذا رجعوا إلى منازلهم من اللّيل.
وقيل: المراد بذلك نيران القبائل. وقال من فسّرها بالخيل: هو إيقاد النّار بالمزدلفة.
قال ابن جريرٍ:
«والصّواب الأوّل: أنّها الخيل حين تقدح بحوافرها».
وقوله: {فالمغيرات صبحاً}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة:
«يعني: إغارة الخيل صبحاً في سبيل اللّه». وقال من فسّرها بالإبل: هو الدّفع صبحاً من المزدلفة إلى منًى.
وقالوا كلّهم في قوله: {فأثرن به نقعاً}: هو المكان الذي حلّت فيه، أثارت به الغبار ؛؛ إمّا في حجٍّ أو غزوٍ.
وقوله: {فوسطن به جمعاً}. قال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ،، وعطاءٌ وعكرمة وقتادة والضّحّاك:
«يعني جمع الكفّار من العدوّ».
ويحتمل أن يكون: فوسطن بذلك المكان جميعهنّ، ويكون {جمعاً} منصوباً على الحال المؤكّدة، وقد روى أبو بكرٍ البزّار ههنا حديثاً:
فقال: حدّثنا أحمد بن عبدة، حدّثنا حفص بن جميعٍ، حدّثنا سماكٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال:
«بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلاً، فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبرٌ؛ فنزلت: {والعاديات ضبحاً}: ضبحت بأرجلها».
{فالموريات قدحاً}
: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً.
{فالمغيرات صبحاً}: صبّحت القوم بغارةٍ.
{فأثرن به نقعاً}. أثارت بحوافرها التّراب.
{فوسطن به جمعاً}
.
«قال: صبّحت القوم جميعاً»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 465-467]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}. هذا هو المقسم عليه، بمعنى أنّه بنعم ربّه لجحودٌ كفورٌ.
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وإبراهيم النّخعيّ وأبو الجوزاء وأبو العالية وأبو الضّحى وسعيد بن جبيرٍ ومحمّد بن قيسٍ والضّحّاك والحسن وقتادة والرّبيع بن أنسٍ وابن زيدٍ: {الكنود}:
«الكفور». قال الحسن: «هو الذي يعدّ المصائب وينسى نعم ربّه».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«{إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}». قال: «الكنود: الّذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده».
رواه ابن أبي حاتمٍ من طريق جعفر بن الزّبير، وهو متروكٌ، فهذا إسنادٌ ضعيفٌ.
وقد رواه ابن جريرٍ أيضاً من حديث حريز بن عثمان، عن حمزة بن هانئٍ، عن أبي أمامة موقوفاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ}. قال قتادة وسفيان الثّوريّ:
«وإنّ اللّه على ذلك لشهيدٌ».
ويحتمل أن يعود الضّمير على الإنسان، قاله محمد بن كعبٍ القرظيّ، فيكون تقديره: وإنّ الإنسان على كونه كنوداً لشهيدٌ، أي: بلسان حاله. أي: ظاهرٌ ذلك عليه في أقواله وأفعاله، كما قال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ}. أي: وإنّه لحبّ الخير -وهو المال- لشديدٌ، وفيه مذهبان:
أحدهما: أنّ المعنى: وإنّه لشديد المحبّة للمال.
والثاني: وإنّه لحريصٌ بخيلٌ،، من محبّة المال. وكلاهما صحيحٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مزهّداً في الدّنيا ومرغّباً في الآخرة ومنبّهاً على ما هو كائنٌ بعد هذه الحال وما يستقبله الإنسان من الأهوال: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور}. أي: أخرج ما فيها من الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وحصّل ما في الصّدور}. قال ابن عبّاسٍ وغيره: يعني:
«أبرز وأظهر ما كانوا يسرّون في نفوسهم»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لخبيرٌ}. أي: لعالمٌ بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون، ومجازيهم عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة