العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:39 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:39 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: كلّا بل تحبّون العاجلة رجوع إلى مخاطبة قريش، فرد عليهم وعلى أقوالهم في رد الشريعة بقوله: كلّا ليس ذلك كما تقولون. وإنما أنتم قوم قد غلبتكم الدنيا بشهواتها، فأنتم تحبونها حبا تتركون معه الآخرة والنظر في أمرها. وقرأ الجمهور «تحبون» بالتاء على المخاطبة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والحسن ومجاهد والجحدري وقتادة «يحبون» بالياء على ذكر الغائب وكذلك «يذرون»). [المحرر الوجيز: 8/ 477-478]

تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولما ذكر الآخرة أخبر بشيء من حال أهلها بقوله: وجوهٌ رفع بالابتداء وابتداء بالنكرة لأنها تخصصت بقوله يومئذٍ وناضرةٌ خبر وجوهٌ.
وقوله تعالى: إلى ربّها ناظرةٌ جملة هي في موضع خبر بعد خبر، وقال بعض النحويين: ناضرةٌ نعت ل وجوهٌ، وإلى ربّها ناظرةٌ خبر عن وجوهٌ، فعلى هذا كثر تخصص الوجوه فحسن الابتداء بها. وناضرةٌ معناه ناعمة، والنضرة النعمة وجمال البشرة، قال الحسن: وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق، وقوله تعالى: إلى ربّها ناظرةٌ حمل هذه الآية أهل السنة على أنها متضمنة رؤية المؤمنين لله تعالى، وهي رؤية دون محاذاة ولا تكييف ولا تحديد كما هو معلوم، موجود لا يشبه الموجودات كذلك هو لا يشبه المرئيات في شيء، فإنه ليس كمثله شيء لا إله إلا هو، وروى عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حدثتكم عن الدجال أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته»، وقال الحسن: تنظرون إلى الله تعالى بلا إحاطة، وأما المعتزلة الذين ينفون رؤية الله تعالى، فذهبوا في هذه الآية إلى أن المعنى إلى رحمة ربها ناظرة أو إلى ثوابه أو ملكه، فقدروا مضافا محذوفا، وهذا وجه سائغ في العربية كما تقول، فلان ناظر إليك في كذا، أي إلى صنعك في كذا. والرواية إنما تثبتها بأدلة قاطعة غير هذه الآية، فإذا ثبتت حسن تأويل أهل السنة في هذه الآية وقوي، وذهب بعض المعتزلة في هذه الآية إلى أن قوله إلى ليست بحرف الجر وإنما هي إلى واحد الآلاء فكأنه قال نعمة ربها منتظرة، أو ناظرةٌ من النظر بالعين، ويقال نظرتك بمعنى انتظرتك، ومنه قول الحطيئة: [البسيط]
وقد نظرتكم أبناء عائشة = للخمس طال بها حبسي وتبساسي
والتبساس أن يقال للناقة بس بس لتدر على الحالب، وفسر أبو عبيدة في غريبه هذا البيت على رواية أخرى وهي: طال بها حوزي وتنساسي بالنون وهو السير الشديد فتأمله). [المحرر الوجيز: 8/ 478-480]

تفسير قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «الباسرة» العابسة المغمومة النفوس. والبسور أشد العبوس، وإنما ذكر تعالى الوجوه لأنه فيها يظهر ما في النفس من سرور أو غم، والمراد أصحاب الوجوه). [المحرر الوجيز: 8/ 480]

تفسير قوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: تظنّ أن يفعل إن جعلناه بمعنى توقن فهو لم يقع بعد على ما بيناه وإن جعلنا الظن هنا على غلبته، فذلك محتمل، و «الفاقرة»: المصيبة التي تكسر فقار الإنسان، قال ابن المسيب: هي قاصمة الظهر، وقال أبو عبيدة: هي من فقرت البعير إذا وسمت أنفه بالنار). [المحرر الوجيز: 8/ 480]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: كلّا إذا بلغت زجر آخر لقريش وتذكير لهم بموطن من مواطن الهول وأمر الله تعالى الذي لا محيد لبشر عنه وهي حالة الموت والمنازعة التي كتبها الله على كل حيوان، وبلغت يريد النفس، والتّراقي ترقوة وهي عظام أعلى الصدر، ولكل أحد ترقوتان، لكن من حيث هذا الأمر في كثير من جمع، إذ النفس المرادة اسم جنس، والتّراقي هي موازية للحلاقيم، فالأمر كله كناية عن حال الحشرجة ونزاع الموت، يسره الله علينا بمنه). [المحرر الوجيز: 8/ 480]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في معنى قوله تعالى: من راقٍ فقال ابن عباس والضحاك وقتادة وأبو قلابة: معناه من يرقى ويطب ويشفى ونحو هذا مما يتمناه أهل المريض، وقال ابن عباس أيضا وسليمان التيمي ومقاتل وابن سليمان: هذا القول للملائكة: والمعنى من يرقى بروحه، أي يصعد إلى السماء أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟ وقرأ حفص عن عاصم بالوقف على من ويبتدئ راقٍ. وأدغم الجمهور، قال أبو علي: لا أعرف وجه قراءة عاصم، وكذلك قرأ «بل ران»). [المحرر الوجيز: 8/ 480]

تفسير قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وظنّ أنّه الفراق يريد وتيقن المريض أنه فراق الأحبة والأهل والمال والحياة، وهذا يقين فيما لم يقع بعد ولذلك استعملت فيه لفظة الظن، وقرأ ابن عباس «أيقن أنه الفراق»، وقال في تفسيره ذهب الظن). [المحرر الوجيز: 8/ 480-481]

تفسير قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف في معنى قوله والتفّت السّاق بالسّاق، فقال ابن عباس والحسن والربيع بن أنس وإسماعيل بن أبي خالد هذه استعارة لشدة كرب الدنيا في آخر يوم منها وشدة كرب الآخرة في أول يوم منها لأنه بين الحالين قد اختلطا له، وهذا كما تقول شمرت الحرب عن ساق، وعلى بعض التأويلات في قوله تعالى: يوم يكشف عن ساقٍ [القلم: 42] وقال ابن المسيب والحسن: هي حقيقة، والمراد ساق الميت عند تكفينه أي لفهما الكفن. وقال الشعبي وأبو مالك وقتادة: هو التفافهما بشدة المرض لأنه يقبض ويبسط ويركب هذا على هذا، وقال الضحاك: المراد أسوق حاضريه من الإنس والملائكة لأن هؤلاء يجهزون روحه إلى السماء وهولاء بدنه إلى قبره). [المحرر الوجيز: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إلى ربّك معناه إلى حكم ربك وعدله، فإما إلى جنة وإما إلى نار، والمساق مصدر من السوق). [المحرر الوجيز: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب وتولّى (32) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33) أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى (35) أيحسب الإنسان أن يترك سدىً (36) ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى (37) ثمّ كان علقةً فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39) أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى (40)
قال جمهور المتأولين: هذه الآية كلها إنما نزلت في أبي جهل بن هشام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ثم كادت هذه الآية أن تصرح له في قوله تعالى: يتمطّى فإنها كانت مشية بني مخزوم، وكان أبو جهل يكثر منها، وقوله تعالى: فلا صدّق ولا صلّى تقديره فلم يصدق ولم يصل، وهذا نحو قول الشاعر [طرفة بن العبد]: [الطويل]
فأي خميس فإنا لا نهابه = وأسيافنا يقطرن من كبشه دما
وقول الآخر [أبي خيراش الهذلي]: [الرجز]
إن تغفر اللهم تغفر جمّا = وأي عبد لك لا ألمّا
فلا في الآية عاطفة، وصدّق معناه برسالة الله ودينه، وذهب قوم إلى أنه من الصدقة، والأول أصوب). [المحرر الوجيز: 8/ 481-482]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويتمطّى معناه يمشي المطيطى وهي مشية بتبختر قال زيد بن أسلم: كانت مشية بني مخزوم، وهي مأخوذة من المطا وهو الظهر لأنه يتثنى فيها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مشت أمتي المطيطى وخدمتهم الروم وفارس سلط بعضهم على بعض». وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في أبي جهل). [المحرر الوجيز: 8/ 482]

تفسير قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: أولى لك وعيد ثان ثم كرر ذلك تأكيدا، والمعنى أولى لك الازدجار والانتهاء وهو مأخوذ من ولى، والعرب تستعمل هذه الكلمة زجرا، ومنه قوله تعالى: فأولى لهم طاعةٌ [محمد: 20]، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبب أبا جهل يوما في البطحاء وقال له: «إن الله يقول لك أولى لك فأولى»، فنزل القرآن على نحوها. وفي شعر الخنساء: [المتقارب]
سئمت بنفسي كل الهموم = فأولى لنفسي أولى لها). [المحرر الوجيز: 8/ 482-483]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: أيحسب توقيف وتوبيخ، وسدىً معناه مهملا لا يؤمر ولا ينهى). [المحرر الوجيز: 8/ 483]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قرر تعالى على أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تؤملت لم ينكر معها جواز البعث من القبور عاقل، وقرأ الجمهور: «ألم يك» بالياء من تحت، وقرأ الحسن: «ألم تك» بالتاء من فوق، و «النطفة»: القطعة من الماء. يقال ذلك للقليل والكثير، و «المني» معروف، وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وأبو عمرو بخلاف وابن محيصن والجحدري وسلام ويعقوب: «يمنى» بالياء، يراد بذلك المني، ويحتمل أن يكون يمنى من قولك أمنى الرجل، ويحتمل أن يكون من قولك منى الله الخلق، فكأنه قال: من مني تخلق، وقرأ جمهور السبعة والناس. «تمنى» بالتاء، يراد بذلك النطفة، و «تمنى» يحتمل الوجهين اللذين ذكرت). [المحرر الوجيز: 8/ 483]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «العلقة»: القطعة من الدم، لأن الدم هو العلق، وقوله تعالى: فخلق فسوّى معناه فخلق الله منه بشرا مركبا من أشياء مختلفة فسواه شخصا مستقلا، وفي مصحف ابن مسعود «يخلق» بالياء فعلا مستقبلا). [المحرر الوجيز: 8/ 483]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والزّوجين: النوعين، ويحتمل أن يريد المزدوجين من البشر). [المحرر الوجيز: 8/ 483]

تفسير قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقف تعالى توقيف التوبيخ وإقامة الحجة بقوله: أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى وقرأ الجمهور بفتح الياء الأخيرة من «يحيي»، وقرأ طلحة بن مصرف وسليمان والفياض بن غزوان بسكونها، وهي تنحذف من اللفظ لسكون اللام من الموتى، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وبلى»، ويروى أنه كان يقول: «بلى» فقط). [المحرر الوجيز: 8/ 484]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلا بل تحبّون العاجلة * وتذرون الآخرة} أي: إنّما يحملهم على التّكذيب بيوم القيامة ومخالفة ما أنزله اللّه عزّ وجلّ على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من الوحي الحقّ والقرآن العظيم: إنّهم إنّما همّتهم إلى الدّار الدّنيا العاجلة، وهم لاهون متشاغلون عن الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 279]

تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} من النّضارة، أي حسنةٌ بهيّة مشرقةٌ مسرورةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 279]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلى ربّها ناظرةٌ} أي: تراه عيانًا، كما رواه البخاريّ، رحمه اللّه، في صحيحه: "إنّكم سترون ربّكم عيانا". وقد ثبتت رؤية المؤمنين للّه عزّ وجلّ في الدّار الآخرة في الأحاديث الصّحاح، من طرقٍ متواترةٍ عند أئمّة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها؛ لحديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم ترون ربّكم كذلك". وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا" وفي الصّحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "جنّتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من فضّة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى اللّه إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدنٍ". وفي أفراد مسلمٍ، عن صهيبٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا دخل أهل الجنّة الجنّة" قال: "يقول اللّه تعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجنا من النّار؟ " قال: "فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحبّ إليهم من النّظر إلى ربّهم، وهي الزّيادة". ثمّ تلا هذه الآية: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} [يونس: 26].
وفي أفراد مسلمٍ، عن جابرٍ في حديثه: "إنّ اللّه يتجلّى للمؤمنين يضحك" -يعني في عرصات القيامة- ففي هذه الأحاديث أنّ المؤمنين ينظرون إلى ربّهم عزّ وجلّ في العرصات، وفي روضات الجنّات.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الملك بن أبجر، حدّثنا ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لينظر في ملكه ألفي سنةٍ، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه. وإنّ أفضلهم منزلةً لينظر إلى وجه اللّه كلّ يومٍ مرّتين".
ورواه التّرمذيّ عن عبد بن حميدٍ، عن شبابة، عن إسرائيل، عن ثوير قال: "سمعت ابن عمر..". فذكره، قال: "ورواه عبد الملك بن أبجر، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قوله". وكذلك رواه الثّوريّ، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، لم يرفعه ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصّحاح والحسان والمسانيد والسّنن، ولكن ذكرنا ذلك مفرّقًا في مواضع من هذا التّفسير، وباللّه التّوفيق. وهذا بحمد اللّه مجمعٌ عليه بين الصّحابة والتّابعين وسلف هذه الأمّة، كما هو متّفقٌ عليه بين أئمّة الإسلام. وهداة الأنام.
ومن تأوّل ذلك بأنّ المراد بـ {إلى} مفرد الآلاء، وهي النّعم، كما قال الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {إلى ربّها ناظرةٌ} فقال تنتظر الثّواب من ربّها. رواه ابن جريرٍ من غير وجهٍ عن مجاهدٍ. وكذا قال أبو صالحٍ أيضًا -فقد أبعد هذا القائل النّجعة، وأبطل فيما ذهب إليه. وأين هو من قوله تعالى: {كلا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}؟ [المطفّفين: 15]، قال الشّافعيّ، رحمه اللّه: ما حجب الفجّار إلّا وقد علم أنّ الأبرار يرونه عزّ وجلّ. ثمّ قد تواترت الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما دلّ عليه سياق الآية الكريمة، وهي قوله: {إلى ربّها ناظرةٌ} قال ابن جرير:
حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، حدّثنا آدم، حدّثنا المبارك عن الحسن: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} قال: حسنةٌ، {إلى ربّها ناظرةٌ} قال تنظر إلى الخالق، وحقّ لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 279-281]

تفسير قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ} هذه وجوه الفجّار تكون يوم القيامة باسرةٌ. قال قتادة: كالحةٌ. وقال السّدّيّ: تغيّر ألوانها. وقال ابن زيدٍ {باسرةٌ} أي: عابسةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 281]

تفسير قوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تظنّ} أي: تستيقن، {أن يفعل بها فاقرةٌ} قال مجاهدٌ: داهيةٌ. وقال قتادة: شرٌّ. وقال السّدّيّ: تستيقن أنّها هالكةٌ. وقال ابن زيدٍ: تظنّ أن ستدخل النّار.
وهذا المقام كقوله: {يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوهٌ} [آل عمران: 106] وكقوله {وجوهٌ يومئذٍ مسفرةٌ * ضاحكةٌ مستبشرةٌ * ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ * ترهقها قترةٌ * أولئك هم الكفرة الفجرة} [عبس: 38 -42] وكقوله {وجوهٌ يومئذٍ خاشعةٌ * عاملةٌ ناصبةٌ * تصلى نارًا حاميةً} إلى قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناعمةٌ لسعيها راضيةٌ في جنّةٍ عاليةٍ} [الغاشية: 2 -10] في أشباه ذلك من الآيات والسّياقات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 281]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلا إذا بلغت التّراقي (26) وقيل من راقٍ (27) وظنّ أنّه الفراق (28) والتفّت السّاق بالسّاق (29) إلى ربّك يومئذٍ المساق (30) فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب وتولّى (32) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33) أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى (35) أيحسب الإنسان أن يترك سدًى (36) ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى (37) ثمّ كان علقةً فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39) أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى (40)}
يخبر تعالى عن حالة الاحتضار وما عنده من الأهوال -ثبّتنا اللّه هنالك بالقول الثّابت- فقال تعالى: {كلا إذا بلغت التّراقي} إن جعلنا {كلا} رداعة فمعناها: لست يا ابن آدم تكذّب هناك بما أخبرت به، بل صار ذلك عندك عيانًا. وإن جعلناها بمعنى (حقًّا) فظاهرٌ، أي: حقًّا إذا بلغت التّراقي، أي: انتزعت روحك من جسدك وبلغت تراقيك، والتّراقي: جمع ترقوةٍ، وهي العظام الّتي بين ثغرة النّحر والعاتق، كقوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذٍ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين} [الواقعة: 83 -87]. وهكذا قال هاهنا: {كلا إذا بلغت التّراقي} ويذكر هاهنا حديث بسر بن جحاش الّذي تقدّم في سورة "يس". والتّراقي: جمع ترقوةٍ، وهي قريبةٌ من الحلقوم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 281]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقيل من راقٍ} قال: عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: أي من راقٍ يرقي؟ وكذا قال أبو قلابة: {وقيل من راقٍ} أي: من طبيبٌ شافٍ. وكذا قال قتادة، والضّحّاك، وابن زيدٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا روح بن المسيّب أبو رجاءٍ الكلبيّ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ: {وقيل من راقٍ} قال: قيل: من يرقى بروحه: ملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب؟ فعلى هذا يكون من كلام الملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا روح بن المسيّب أبو رجاءٍ الكلبيّ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ: {وقيل من راقٍ} قال: قيل: من يرقى بروحه: ملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب؟ فعلى هذا يكون من كلام الملائكة.
وبهذا الإسناد، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق} قال: التفّت عليه الدّنيا والآخرة. وكذا قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {والتفّت السّاق بالسّاق} يقول: آخر يومٍ في الدّنيا، وأوّل يومٍ من أيّام الآخرة، فتلتقي الشّدّة بالشّدّة إلّا من رحم اللّه.
وقال عكرمة: {والتفّت السّاق بالسّاق} الأمر العظيم بالأمر العظيم. وقال مجاهدٌ: بلاءٌ ببلاءٍ. وقال الحسن البصريّ في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق} همّا ساقاك إذا التفّتا. وفي روايةٍ عنه: ماتت رجلاه فلم تحملاه، وقد كان عليها جوّالًا. وكذا قال السّدّيّ، عن أبي مالكٍ.
وفي روايةٍ عن الحسن: هو لفّهما في الكفن.
وقال الضّحّاك: {والتفّت السّاق بالسّاق} اجتمع عليه أمران: النّاس يجهّزون جسده، والملائكة يجهّزون روحه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إلى ربّك يومئذٍ المساق} أي: المرجع والمآب، وذلك أنّ الرّوح ترفع إلى السّماوات، فيقول اللّه عزّ وجلّ: ردّوا عبدي إلى الأرض، فإنّي منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى. كما ورد في حديث البراء الطّويل. وقد قال اللّه تعالى: {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً حتّى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرّطون ثمّ ردّوا إلى اللّه مولاهم الحقّ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} [الأنعام: 61، 62]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلا صدّق ولا صلّى * ولكن كذّب وتولّى} هذا إخبارٌ عن الكافر الّذي كان في الدّار الدّنيا مكذّبًا للحقّ بقلبه، متولّيًا عن العمل بقالبه، فلا خير فيه باطنًا ولا ظاهرًا، ولهذا قال: {فلا صدّق ولا صلّى * ولكن كذّب وتولّى * ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى} أي: جذلا. أشرًا بطرا كسلانًا، لا همّة له ولا عمل، كما قال: {وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين} [المطفّفين:34]. وقال {إنّه كان في أهله مسرورًا * إنّه ظنّ أن لن يحور} أي: يرجع {بلى إنّ ربّه كان به بصيرًا} [الانشقاق:13 -15].
وقال الضّحّاك: عن ابن عبّاسٍ: {ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى} [أي]. يختال. وقال قتادة، وزيد بن أسلم: يتبختر). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282]

تفسير قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {أولى لك فأولى * ثمّ أولى لك فأولى} وهذا تهديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ منه تعالى للكافر به المتبختر في مشيته، أي: يحقّ لك أن تمشي هكذا وقد كفرت بخالقك وبارئك، كما يقال في مثل هذا على سبيل التّهكّم والتّهديد كقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم} [الدّخان:49]. وكقوله: {كلوا وتمتّعوا قليلا إنّكم مجرمون} [المرسلات:46]، وكقوله {فاعبدوا ما شئتم من دونه} [الزّمر:15]، وكقوله {اعملوا ما شئتم} [فصّلت:40]. إلى غير ذلك.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، حدّثنا عبد الرّحمن -يعني ابن مهديٍّ-عن إسرائيل، عن موسى بن أبي عائشة قال: سألت سعيد بن جبيرٍ قلت: {أولى لك فأولى * ثمّ أولى لك فأولى}؟ قال: قاله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي جهلٍ، ثمّ نزل به القرآن.
وقال أبو عبد الرّحمن النّسائيّ: حدّثنا إبراهيم بن يعقوب. حدّثنا أبو النّعمان، حدّثنا أبو عوانة - (ح) وحدّثنا أبو داود: حدّثنا محمّد بن سليمان. حدّثنا أبو عوانة- عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت لابن عبّاسٍ: {أولى لك فأولى * ثمّ أولى لك فأولى}؟ قال: قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ أنزله اللّه عزّ وجلّ.
قال ابن أبي حاتمٍ: وحدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن خالدٍ، حدّثنا شعيبٌ عن إسحاق، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أولى لك فأولى * ثمّ أولى لك فأولى} وعيدٌ على أثر وعيدٍ، كما تسمعون، وزعموا أنّ عدوّ اللّه أبا جهلٍ أخذ نبيّ اللّه بمجامع ثيابه، ثمّ قال: "أولى لك فأولى ثمّ أولى لك فأولى". فقال عدوّ اللّه أبو جهلٍ: أتوعدني يا محمّد؟ واللّه لا تستطيع أنت ولا ربّك شيئًا، وإنّي لأعزّ من مشى بين جبليها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 282-283]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أيحسب الإنسان أن يترك سدًى} قال السّدّيّ: يعني: لا يبعث.
وقال مجاهدٌ، والشّافعيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: يعني لا يؤمر ولا ينهى.
والظّاهر أنّ الآية تعمّ الحالين، أي: ليس يترك في هذه الدّنيا مهملًا لا يؤمر ولا ينهى، ولا يترك في قبره سدًى لا يبعث، بل هو مأمورٌ منهيٌّ في الدّنيا، محشورٌ إلى اللّه في الدّار الآخرة. والمقصود هنا إثبات المعاد، والرّدّ على من أنكره من أهل الزّيغ والجهل والعناد). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 283]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (
والمقصود هنا إثبات المعاد، والرّدّ على من أنكره من أهل الزّيغ والجهل والعناد، ولهذا قال مستدلًّا على الإعادة بالبداءة فقال: {ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى}؟ أي: أما كان الإنسان نطفةً ضعيفةً من ماءٍ مهينٍ، يمنى يراق من الأصلاب في الأرحام). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 283]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ كان علقةً فخلق فسوّى} أي: فصار علقةً، ثمّ مضغةً، ثمّ شكّل ونفخ فيه الرّوح، فصار خلقًا آخر سويًا سليم الأعضاء، ذكرًا أو أنثى بإذن اللّه وتقديره؛ ولهذا قال: {فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 283]

تفسير قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} أي: أما هذا الّذي أنشأ هذا الخلق السّويّ من هذه النّطفة الضّعيفة بقادرٍ على أن يعيده كما بدأه؟ وتناول القدرة للإعادة إمّا بطريق الأولى بالنّسبة إلى البداءة، وإمّا مساويةٌ على القولين في قوله: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} [الروم:27].
والأوّل أشهر كما تقدّم في سورة "الرّوم" بيانه وتقريره، واللّه أعلم.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّباح، حدّثنا شبابة، عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن آخر: أنّه كان فوق سطحٍ يقرأ ويرفع صوته بالقرآن، فإذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟ قال: سبحانك اللّهمّ فبلى. فسئل عن ذلك فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول ذلك. وقال أبو داود، رحمه اللّه: حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجلٌ يصلّي فوق بيته، فكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟ قال سبحانك، فبلى، فسألوه عن ذلك فقال: سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
تفرّد به أبو داود ولم يسمّ هذا الصّحابيّ، ولا يضرّ ذلك.
وقال أبو داود أيضًا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ الزّهريّ، حدّثنا سفيان، حدّثني إسماعيل بن أميّة: سمعت أعرابيًّا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من قرأ منكم بالتّين والزّيتون فانتهى إلى آخرها: {أليس اللّه بأحكم الحاكمين}؟ فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشّاهدين. ومن قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟ فليقل: بلى. ومن قرأ: {والمرسلات} فبلغ {فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون}؟ فليقل: آمنّا باللّه".
ورواه أحمد، عن سفيان بن عيينة. ورواه التّرمذيّ عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة. وقد رواه شعبة، عن إسماعيل بن أميّة قال: قلت له: من حدّثك؟ قال رجل صدقٍ، عن أبي هريرة
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا يزيد، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} ذكر لنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كان إذا قرأها قال: "سبحانك وبلى".
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ أنّه مرّ بهذه الآية: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟، قال: سبحانك؛ فبلى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 283-284]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة