العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:50 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الحاقة[ من الآية (38) إلى الآية (52) ]

{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:51 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون (39) إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون}.
يقول تعالى ذكره: فلا، ما الأمر كما تقولون معشر أهل التّكذيب بكتاب اللّه ورسله، أقسم بالأشياء كلّها الّتي تبصرون منها، والّتي لا تبصرون.
بنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون}. قال: أقسم بالأشياء، حتّى أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون}. يقول: بما ترون وبما لا ترون). [جامع البيان: 23/241-242]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]، تقدّم في سورة الواقعة). [مجمع الزوائد: 7/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون} يقول: بما ترون وما لا ترون). [الدر المنثور: 14/681]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ}. يقول تعالى ذكره: إنّ هذا القرآن لقول رسولٍ كريمٍ، وهو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم يتلوه عليهم). [جامع البيان: 23/242]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون}. يقول جلّ ثناؤه: ما هذا القرآن بقول شاعرٍ لأنّ محمّدًا لا يحسن قول الشّعر، فتقولوا هو شعرٌ. {قليلاً ما تؤمنون} يقول: تصدّقون قليلاً به أنتم، وذلك خطابٌ من اللّه لمشركي قريشٍ). [جامع البيان: 23/242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون}: طهّره اللّه من ذلك وعصمه، {ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون}: طهّره اللّه من الكهانة، وعصمه منها). [جامع البيان: 23/242] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وما هو بقول شاعر} قال: طهره الله وعصمه {ولا بقول كاهن} قال: طهره من الكهانة وعصمه منها). [الدر المنثور: 14/681]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون} يقول: ولا هو بقول كاهنٍ، لأنّ محمّدًا ليس بكاهنٍ، فتقولوا: هو من سجع الكهّان. {قليلاً ما تذكّرون} يقول: تتّعظون به أنتم قليلاً، وقليلاً ما تعتبرون به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون}: طهّره اللّه من ذلك وعصمه، {ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون}: طهّره اللّه من الكهانة، وعصمه منها). [جامع البيان: 23/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وما هو بقول شاعر} قال: طهره الله وعصمه {ولا بقول كاهن} قال: طهره من الكهانة وعصمه منها). [الدر المنثور: 14/681] (م)

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين}.
يقول تعالى ذكره: ولكنّه {تنزيلٌ من ربّ العالمين} نزّل عليه). [جامع البيان: 23/242-243]

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ولو تقوّل} محمّدٌ {علينا بعض الأقاويل} الباطلة، وتكذّب علينا). [جامع البيان: 23/243]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل} [الحاقة: 44].
- عن يزيد بن عامرٍ السّوائيّ «أنّهم بينا هم يطوفون بالطّاغية إذ سمعوا متكلّمًا وهو يقول: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل - لأخذنا منه باليمين - ثمّ لقطعنا منه الوتين} [الحاقة: 44 - 46]
[مجمع الزوائد: 7/128]
ففزعنا لذلك، فقلنا: ما هذا الكلام الّذي لا نعرفه؟ فنظرنا فإذا النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - منطلقًا».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه السّائب بن يسارٍ الطّائفيّ، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن يزيد بن عامر السوائي أنهم بينما هم يطوفون بالطاغية إذا سمعوا متكلما وهو يقول: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا منه الوتين} ففزعنا لذلك وقلنا ما هذا الكلام الذي لا نعرفه فنظرنا فإذا النّبيّ صلى الله عليه وسلم منطلق). [الدر المنثور: 14/682]

تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({لأخذنا منه باليمين} يقول: لأخذنا منه بالقوّة منّا والقدرة، ثمّ لقطعنا منه نياط القلب.
وإنّما يعني بذلك أنّه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخّره بها.
وقد قيل: إنّ معنى قوله: {لأخذنا منه باليمين}. لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه؛ قالوا: وإنّما ذلك مثلٌ، ومعناه: إنّا كنّا نذلّه ونهينه، ثمّ نقطع منه بعد ذلك الوتين؛ قالوا: وإنّما ذلك كقول ذي السّلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه لبعض أعوانه، خذ بيده فأقمه، وافعل به كذا وكذا قالوا: وكذلك معنى قوله: {لأخذنا منه باليمين}: أي لأهنّاه كالّذي يفعل بالّذي وصفنا حاله). [جامع البيان: 23/243-244] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {لأخذنا منه باليمين} قال: بقدرة.
وأخرج عبد بن حميد عن الحكم في قوله: {لأخذنا منه باليمين} قال: بالحق). [الدر المنثور: 14/682]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث بن نبهان عن عطاء بن السائب عن سعيد ابن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: {ثمّ لقطعنا منه الوتين}، قال: نياط القلب). [الجامع في علوم القرآن: 1/41-42]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لقطعنا منه الوتين قال حبل القلب). [تفسير عبد الرزاق: 2/315]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {الوتين} [الحاقة: 46] : «نياط القلب»). [صحيح البخاري: 6/159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ الوتين نياط القلب بكسر النّون وتخفيف التّحتانيّة هو حبل الوريد وهذا وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ والفريابيّ والأشجعيّ والحاكم كلّهم من طريق عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ وإسناده قويٌّ لأنّه من رواية الثّوريّ عن عطاءٍ وسمعه منه قبل الاختلاط وقال أبو عبيدة مثله وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال الوتين حبل القلب). [فتح الباري: 8/664-665]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس الوتين نياط القلب
قال ابن أبي حاتم ثنا أحمد بن منصور ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان هو الثّوريّ عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله 46 الحاقة {الوتين} قال نياط القلب
تابعه الأشجعيّ في التّفسير عن سفيان
ورواه الفريابيّ عن قيس بن الرّبيع عن عطاء
ورواه الحاكم في المستدرك من حديث الثّوريّ أيضا). [تغليق التعليق: 4/347]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ الوتين: نياط القلب
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى عز وجل: {ثمّ لقطعنا منه الوتين} (الحاقة: 64) أي: (نياط القلب) بكسر النّون وتخفيف الياء آخر الحروف. وهو حبل الوريد إذا قطع مات صاحبه، وتعليق ابن عبّاس وصله ابن أبي حاتم من حديث سفيان عن عطاء بن السّائب عن سعيد عنه). [عمدة القاري: 19/259]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم ({الوتين}: نياط القلب) وهو عرق متصل به إذا انقطع مات صاحبه). [إرشاد الساري: 7/400]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله: {لقطعنا منه الوتين} قال: نياط القلب). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 98]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({لأخذنا منه باليمين} يقول: لأخذنا منه بالقوّة منّا والقدرة، ثمّ لقطعنا منه نياط القلب.
وإنّما يعني بذلك أنّه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخّره بها.
وقد قيل: إنّ معنى قوله: {لأخذنا منه باليمين}. لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه؛ قالوا: وإنّما ذلك مثلٌ، ومعناه: إنّا كنّا نذلّه ونهينه، ثمّ نقطع منه بعد ذلك الوتين؛ قالوا: وإنّما ذلك كقول ذي السّلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه لبعض أعوانه، خذ بيده فأقمه، وافعل به كذا وكذا قالوا: وكذلك معنى قوله: {لأخذنا منه باليمين}: أي لأهنّاه كالّذي يفعل بالّذي وصفنا حاله.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله الوتين قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {لقطعنا منه الوتين} قال: نياط القلب.
- حدّثني ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ بمثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ بمثله.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ {الوتين} نياط القلب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ بنحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، قال: حدّثنا سفيان، عن سعيد بن جبيرٍ بمثله.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {ثمّ لقطعنا منه الوتين}. يقول: عرق القلب.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ لقطعنا منه الوتين}. يعني: عرقًا في القلب، ويقال: هو حبلٌ في القلب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {الوتين} قال: حبل القلب الّذي في الظّهر.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ لقطعنا منه الوتين}. قال: حبل القلب.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لقطعنا منه الوتين} وتين القلب: وهو عرقٌ يكون في القلب، فإذا قطع مات الإنسان.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ثمّ لقطعنا منه الوتين} قال: الوتين: نياط القلب الّذي القلب متعلّقٌ به
وإيّاه عنى الشّمّاخ بن ضرارٍ التّغلبيّ بقوله:
إذا بلّغتني وحملت رحلي = عرابة فاشرقي بدم الوتين). [جامع البيان: 23/243-245]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {ثمّ لقطعنا منه الوتين} [الحاقة: 46] قال: «نياط القلب» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/544]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {ثمّ لقطعنا منه الوتين} [الحاقة: 46] قال: «هو حبل القلب الّذي في الظّهر» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس قال: الوتين عرق القلب.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {ثم لقطعنا منه الوتين} قال: هو حبل القلب الذي في الظهر.
[الدر المنثور: 14/682]
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ثم لقطعنا منه الوتين} قال: كنا نحدث أنه حبل القلب.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: الوتين الحبل الذي في الظهر.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: الوتين نياط القلب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن حصين بن عبد الرحمن قال: قال ابن عباس: إذا احتضر الإنسان أتاه ملك الموت فغمز وتينه فإذا انقطع الوتين خرج روحه فهناك حين يشخص بصره ويتبعه روحه.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة قال: إذا انقطع الوتين لا إن جاع عرق ولا إن شبع عرق). [الدر المنثور: 14/682]

تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({من أحدٍ عنه حاجزين} [الحاقة: 47] : «أحدٌ يكون للجمع وللواحد»). [صحيح البخاري: 6/159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من أحدٍ عنه حاجزين أحدٌ يكون للجميع والواحد هو قول الفرّاء قال أبو عبيدة في قوله من أحدٍ عنه حاجزين جمع صفته على صفة الجميع لأنّ أحدًا يقع على الواحد والاثنين والجمع من الذّكر والأنثى). [فتح الباري: 8/664]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (من أحدٍ عنه حاجزين أحدٌ يكون للجمع وللواحد
أشار به إلى قوله تعالى: {فما منكم من أجد عنه حاجزين} (الحاقة: 74) الضّمير في عنه: يرجع إلى القتل، وقيل: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحجزون عن القاتل قاله النّسفيّ في (تفسيره) وغرض البخاريّ في بيان أن لفظ: أحد، يصلح للجمع وللواحد وذلك لأنّه نكرة وقع في سياق النّفي. قوله: (للجمع) ، ويروى للجميع). [عمدة القاري: 19/259]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({من أحد عنه حاجزين}) [الحاقة: 47] قال الفراء: (أحد يكون للجمع وللواحد) ولأبي ذر للجميع والواحد ومراده أن أحدًا في سياق النفي بمعنى الجمع فلذا قال حاجزين بصيغة الجمع وضمير عنه للنبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-). [إرشاد الساري: 7/400]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين (47) وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين (48) وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين (49) وإنّه لحسرةٌ على الكافرين (50) وإنّه لحقّ اليقين (51) فسبّح باسم ربّك العظيم}.
يقول تعالى ذكره: فما منكم أيّها النّاس من أحدٍ عن محمّدٍ لو تقوّل علينا بعض الأقاويل، فأخذنا منه باليمين، ثمّ لقطعنا منه الوتين، حاجزين يحجزوننا عن عقوبته، وما نفعله به.
وقيل: حاجزين، فجمعٌ، وهو فعلٌ لأحدٍ، وأحدٌ في لفظ واحدٍ ردًّا على معناه، لأنّ معناه الجمع، والعرب تجعل أحدًا للواحد والاثنين والجمع، كما قيل {لا نفرّق بين أحدٍ من رسله} وبين: لا تقع إلاّ على اثنين فصاعدًا). [جامع البيان: 23/245]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين}. يقول تعالى ذكره: وإنّ هذا القرآن {لتذكرةٌ} يعني عظةً يتذكّر به، ويتّعظ، {للمتّقين}: وهم الّذين يتّقون عقاب اللّه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين} قال: القرآن). [جامع البيان: 23/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وإنه لتذكرة} لك {وإنه لحسرة} {وإنه لحق اليقين} قال: القرآن.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وإنه لتذكرة للمتقين} قال: يعني هذا القرآن وفي قوله: {وإنه لحسرة على الكافرين} قال: ذاكم يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/683]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين}. يقول تعالى ذكره: وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين أيّها النّاس بهذا القرآن). [جامع البيان: 23/246]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإنّه لحسرةٌ على الكافرين}. يقول جلّ ثناؤه: وإنّ التّكذيب به لحسرةٌ وندامةٌ على الكافرين بالقرآن يوم القيامة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّه لحسرةٌ على الكافرين}. ذاكم يوم القيامة). [جامع البيان: 23/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وإنه لتذكرة} لك {وإنه لحسرة} {وإنه لحق اليقين} قال: القرآن.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وإنه لتذكرة للمتقين} قال: يعني هذا القرآن وفي قوله: {وإنه لحسرة على الكافرين} قال: ذاكم يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/683] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإنّه لحقّ اليقين}. يقول: وإنّه للحقّ اليقين الّذي لا شكّ فيه أنّه من عند اللّه، لم يتقوّله محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 23/247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وإنه لتذكرة} لك {وإنه لحسرة} {وإنه لحق اليقين} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/683] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فسبّح باسم ربّك العظيم}. يقول: فسبّح بذكر ربّك وتسميته {العظيم} الّذي كلّ شيءٍ في عظمته صغيرٌ). [جامع البيان: 23/247]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:53 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي




تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّه لقول رسولٍ كريمٍ} لم يرد انه قول الرسول، وإنما أراد: أنه قول رسول عن اللّه جل وعز. وفي «الرسول» ما دل على ذلك، فأكتفي به من أن يقول: عن اللّه). [تفسير غريب القرآن: 484]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قليلا ما تؤمنون (41)}، و {قليلا ما تذكّرون (42)} "ما" مؤكدة، وهي لغو في باب الإعراب، والمعنى {قليلا ما تؤمنون} و{قليلا ما تذكّرون} ). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قليلا ما تؤمنون (41)}، و {قليلا ما تذكّرون (42)} "ما" مؤكدة، وهي لغو في باب الإعراب، والمعنى {قليلا ما تؤمنون} و{قليلا ما تذكّرون} ). [معاني القرآن: 5/218] (م)

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تنزيل من ربّ العالمين} رفعه بـ (هو) مضمرة يدل عليها قوله: {وما هو بقول شاعر} أي هو تنزيل من ربّ العالمين). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل...} يقول: لو أن محمدا صلى الله عليه تقوّل علينا ما لم يؤمر به). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل} يعني به النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {لأخذنا منه باليمين...}، بالقوة والقدرة). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لأخذنا منه باليمين} مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} قال ابن عباس: اليمين هاهنا: القوّة. وإنما أقام اليمين مقام القوّة، لأن قوة كل شيء في ميامنه.
ولأهل اللغة في هذا مذهب آخر قد جرى الناس على اعتيادِه: أن كان الله عز وجل أراده في هذا الموضع، وهو قولهم إذا أرادوا عقوبة رجل: خذ بيده وافعل به كذا وكذا.
وأكثر ما يقول السلطان والحاكم بعد وجوب الحكم: خذ بيده واسفع بيده.
ونحوه قول الله: {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} أي لنأخذنّ بها، ثم لنقيمنّه ولنذّلنّه إما في الدنيا وإما في الآخرة، كما قال تعالى: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} أي يجرّون إلى النار بنواصيهم وأرجلهم. ثم قال: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} وإنما يعني صاحبها. والناس يقولون: هو مشؤوم الناصية. لا يريدونها دون غيرها من البدن. ويقولون: قد مرّ على رأسي كذا. أي مر عليّ.
فكأنه تعالى قال: لو كذب علينا في شيء مما يلقيه إليكم عنّا، لأمرنا بالأخذ بيده، ثمّ عاقبناه بقطع الوتين.
وإلى هذا المعنى ذهب الحَسَنُ فقال في قوله تعالى: {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} أي بالميامن، ثم عاقبناه بقطع الوتين، وهو: عرق يتعلق به القلب، إذا انقطع مات صاحبه.
ولم يرد أنا نقطعه بعينه، فيما يرى أهل النظر، ولكنّه أراد: ولو كذب علينا لأمتناه أو قتلناه، فكان كمن قطع وتينه.
ومثله قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «ما زالت أَكْلَةُ خيبرَ تعادُّني، فهذا أوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي».
والأَبْهَرُ: عرق يتصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه؛ فكأنَّه قال: فهذا أوان قتلني السُّمُّ، فكنتُ كمن انقطع أَبْهَرَهُ). [تأويل مشكل القرآن: 154-156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({لأخذنا منه باليمين} أي بالقدرة والقؤة وقال الشماخ:إذا ما راية رفعت لمجد... تلقاها عرابة باليمين). [معاني القرآن: 5/218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} أي بالقوّة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الوتين} نياط القلب. قال الشماخ:
إذا بلّغتني وحملت رحلي = عرابة فاشّرقى بدم الوتين). [مجاز القرآن: 2/268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الوتين}: نياط القلب). [غريب القرآن وتفسيره: 388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{الوتين}: نياط القلب ، وهو: عرق يتعلق به القلب، إذا انقطع مات صاحبه). [تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {ثمّ لقطعنا منه الوتين (46)} الوتين نياط القلب). [معاني القرآن: 5/218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الْوَتِينَ} نِياط القلب، وهو عرق يتعلّق بالقلب إذا انقطع مات صاحبه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْوَتِينَ}: عرق متصل بالقلب). [العمدة في غريب القرآن: 313]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما منكم مّن أحدٍ عنه حاجزين...}.أحد يكون للجميع وللواحد، وذكر الأعمش في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألم تحل الغنائم لأحد سود الرءوس إلاّ لنبيكم صلى الله عليه وسلم))، فجعل: أحداً في موضع جمع. وقال الله جل وعز: {لا نفرّق بين أحدٍ منهم} فهذا جمع؛ لأنّ بين ـ لا يقع إلاّ على اثنين فما زاد). [معاني القرآن: 3/183]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من أحدٍ عنه حاجزين} خرج صفته على صفة الجميع لأن أحداً يقع على الواحد وعلى الاثنين والجمع من الذكر والأنثى). [مجاز القرآن: 2/268]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فما منكم مّن أحدٍ عنه حاجزين} وقال: {فما منكم مّن أحدٍ عنه حاجزين} على المعنى لأن معنى "أحد" معنى جماعة). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ}، وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور). [تأويل مشكل القرآن: 284-285](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فما منكم من أحد عنه حاجزين}
{حاجزين} من نعت {أحد}، و {أحد} في معنى جميع. المعنى: فما منكم قوم يحجزون عنه). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين} الهاء من " أنه " كناية القرآن وتذكرة مصدر وصفه {حسرةٌ على الكافرين}). [مجاز القرآن: 2/268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وإنه لتذكرة للمتقين}، {وإنه لحسرة على الكافرين}: يعني القرآن). [غريب القرآن وتفسيره: 388]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وإنه لتذكرة للمتقين}،{وإنه لحسرة على الكافرين}: يعني القرآن). [غريب القرآن وتفسيره: 388](م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإنّه لحقّ اليقين} المعنى أن القرآن لليقين حق اليقين). [معاني القرآن: 5/218]

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) }

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {فسبّح باسم ربّك العظيم} التسبيح معناه تنزيه اللّه من السوء وتنزيهه تعالى). [معاني القرآن: 5/218]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:56 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) }

تفسير قوله تعالى: {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: هو عندنا باليمين أي بمنزلة حسنة. ويقال قدم فلان على أيمن اليمين يعني اليمنى. وقال غيره: أيمن اليمن وقوله:
إذا ما راية رفعت لمجد = تلقاها عرابة باليمين
أي باليد اليمنى وقال غيره بالقوة والحق من قول الله تعالى: {لأخذنا منه باليمين}. غيره: اليمين من الحلف أيمن). [الغريب المصنف: 3/1001]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
تركناه يخر على يديه = يمج عليهما علق الوتين
...
و(الوتين) عِرْق في الجوف معلق بالقلب). [شرح أشعار الهذليين: 2/681-681]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (
الحرب أول ما تكون فتيةً = تسعى بزينتها لكل جهول
منهم من ينشد: الحرب أول ما تكون فتيةً يجعل أول ابتداءً ثانياً، ويجعل الحال يسد مسد الخبر وهو فتيةً فيكون هذا كقولك: الأمير أخطب ما يكون قائماً، وقد بينا نصب هذا في قول سيبويه، ودللنا على موضع الخبر في مذاهبهم وما كان الأخفش يختار، وهو الذي لا يجوز غيره. فأما تصييره فتية حالاً لأول، أول مذكر، وفتية مؤنثة، فلأن المعنى مشتمل عليها. فخرج هذا مخرج قول الله عز وجل: {ومنهم من يستمعون إليك}؛ لأن من وإن كان موحد اللفظ فإن معناه هاهنا الجمع، وكذلك: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين}، وهذا كثيرٌ جداً. ومنه قول الشاعر:

تعش فإن عاهدتني لا تخوننـي = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
أراد مثل اثنين ومثل اللذين. وقرأ القراء: (ومن تقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً). وأما أبو عمرو فقرأ: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً}، فحمل ما يلي على اللفظ، وما تباعد منها على المعنى، ونظير ذلك قوله عز وجل: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه} فهذا على لفظ من، ثم قال: {ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} على المعنى. وهذا كثيرٌ جداً). [المقتضب: 3/252-253] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ} الهاء راجعة على القرآن). [مجالس ثعلب: 310]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
عفى المنازل بعد منزلنا بها = مطر وعاصف نيرج مجفال
...
قال: وإنما أراد وعاصف ريح نيرج فأضاف إلى النعت كما قال تعالى: {وإنه لحق اليقين} فأقامه مقام الاسم قال وهذه حجة في النحو). [نقائض جرير والفرزدق: 295]

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:01 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: فلا أقسم، قال بعض النحاة «لا» زائدة والمعنى: فأقسم، وقال آخرون منهم: «لا» رد لما تقدم من أقوال الكفار، والبداءة أقسم وقرأ الحسن بن أبي الحسن: «فلأقسم»، لام القسم معها ألف أقسم، وقوله تعالى: بما تبصرون وما لا تبصرون. قال قتادة بن دعامة: أراد الله تعالى أن يعمم في هذا القسم حميع مخلوقاته. وقال غيره: أراد الأجساد والأرواح. وهذا قول حسن عام، وقال ابن عطاء: «ما تبصرون»، من آثار القدرة وما لا تبصرون من أسرار القدرة، وقال قوم: أراد بقوله: وما لا تبصرون الملائكة). [المحرر الوجيز: 8/ 396]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والرسول الكريم جبريل في تأويل جماعة من العلماء، ومحمد صلى الله عليه وسلم في قول آخرين وأضيف القول إليه من حيث تلاه وبلغه). [المحرر الوجيز: 8/ 396]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين (47) وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين (48) وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين (49) وإنّه لحسرةٌ على الكافرين (50) وإنّه لحقّ اليقين (51) فسبّح باسم ربّك العظيم (52)
نفى الله تعالى أن يكون القرآن من «قول شاعر» كما زعمت قريش، ونصب قليلًا بفعل مضمر يدل عليه تؤمنون، وما يحتمل أن تكون نافية فينتفي إيمانهم البتة، ويحتمل أن تكون مصدرية ويتصف بالقلة، إما الإيمان وإما العدد الذي يؤمنون، فعلى اتصاف إيمانهم بالقلة فهم الإيمان اللغوي لأنهم قد صدقوا بأشياء يسيرة لا تغني عنهم شيئا إذ كانوا يصدقون أن الخير والصلة والعفاف الذي كان يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حق صواب، ثم نفى تعالى أن يكون «قول كاهن» كما زعم بعضهم، وقرأ ابن كثير وابن عامر والحسن والجحدري: «قليلا ما يؤمنون وقليلا ما يذكرون» بالياء جميعا. وقرأ الباقون: بالتاء من فوق، ورجح أبو عامر قراءة التاء بقوله تعالى: فما منكم من أحدٍ وفي مصحف أبيّ بن كعب «ما تتذكرون» بتاءين). [المحرر الوجيز: 8/ 396-397]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وتنزيلٌ رفع بالابتداء، أي هو تنزيلٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 397]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أن محمدا لو تقول عليه شيئا لعاقبه بما ذكر، والتقول: أن يقول الإنسان عن آخر أنه قال شيئا لم يقله. وقرأ ذكوان وابنه محمد: «ولو يقول» بالياء وضم القاف، وهذه القراءة معرضة بما صرحت به قراءة الجمهور، ويبين التعريض قوله علينا بعض الأقاويل). [المحرر الوجيز: 8/ 397]

تفسير قوله تعالى: {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: لأخذنا منه باليمين اختلف في معناه، فقال ابن عباس: باليمين، بالقوة ومعناه: لنلنا منه عقابه بقوة منا، أو يكون المعنى: لنزعنا قوته، وقال آخرون: هي عبارة عن الهوان، كما يقال لمن يسجن أو يقام لعقوبة قد أخذ بيده وبيمينه). [المحرر الوجيز: 8/ 397]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والوتين: نياط القلب، قاله ابن عباس وهو عرق غليظ تصادفه شفرة الناحر، ومنه قول الشماخ: [الوافر]
إذا بلغتني وحملت رحلي = عرادة فاشرقي بدم الوتين
فمعنى الآية لأذهبنا حياته معجلا). [المحرر الوجيز: 8/ 397-398]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والحاجز: المانع، وجمع حاجزين على معنى أحدٍ لأنه يقع على الجميع، ونحوه قوله عليه السلام: «ولم تحل الغنائم لأحد سوى الرؤوس قبلكم»). [المحرر الوجيز: 8/ 398]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: وإنّه لتذكرةٌ عائد على القرآن، وقيل على محمد صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 8/ 398]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين وعيد). [المحرر الوجيز: 8/ 398]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وكونه لحسرةٌ على الكافرين هو من حيث كفروا ويرون من آمن به ينعم وهم يعذبون). [المحرر الوجيز: 8/ 398]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: لحقّ اليقين ذهب الكوفيون إلى أنها إضافة الشيء إلى نفسه كدار الآخرة ومسجد الجامع. وذهب البصريون والحذاق إلى أن الحق مضاف إلى الأبلغ من وجوهه، وقال المبرد: إنما هو كقولك عين اليقين ومحض اليقين). [المحرر الوجيز: 8/ 398]

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى نبيه بالتسبيح باسمه العظيم. وفي ضمن ذلك الاستمرار على رسالته والمضي لأدائها وإبلاغها، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية: «اجعلوها في ركوعكم» واستحب التزام ذلك جماعة من العلماء، وكره مالك لزوم ذلك لئلا يعد واجبا فرضا). [المحرر الوجيز: 8/ 398]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:01 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:01 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون (39) إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43)}
يقول تعالى مقسمًا لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات عنهم: إنّ القرآن كلامه ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله، الّذي اصطفاه لتبليغ الرّسالة وأداء الأمانة، فقال: {فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون * إنّه لقول رسولٍ كريمٍ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 217]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّه لقول رسولٍ كريمٍ} يعني: محمّدًا، أضافه إليه على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل؛ ولهذا أضافه في سورة التّكوير إلى الرّسول الملكيّ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ * ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ * مطاعٍ ثمّ أمينٍ} وهذا جبريل، عليه السّلام.
ثمّ قال: {وما صاحبكم بمجنونٍ} يعني: محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم {ولقد رآه بالأفق المبين} يعني: أنّ محمّدًا رأى جبريل على صورته الّتي خلقه اللّه عليها، {وما هو على الغيب بضنينٍ} أي: بمتّهمٍ {وما هو بقول شيطانٍ رجيمٍ} [التّكوير: 19 -25]، وهكذا قال هاهنا: {وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون}، فأضافه تارةً إلى قولٍ الرّسول الملكيّ، وتارةً إلى الرّسول البشريّ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه؛ ولهذا قال: {تنزيلٌ من ربّ العالمين}
قال الإمام أحمد: حدّثنا ابن المغيرة، حدّثنا صفوان، حدّثنا شريح بن عبيد اللّه قال: قال عمر بن الخطّاب: خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ * وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون * تنزيلٌ من ربّ العالمين * ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثمّ لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين}إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ.
فهذا من جملة الأسباب الّتي جعلها اللّه تعالى مؤثّرةً في هداية عمر بن الخطّاب، كما أوردنا كيفيّة إسلامه في سيرته المفردة، وللّه الحمد). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 217-218]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين (47) وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين (48) وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين (49) وإنّه لحسرةٌ على الكافرين (50) وإنّه لحقّ اليقين (51) فسبّح باسم ربّك العظيم (52)}
يقول تعالى: {ولو تقوّل علينا} أي: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم لو كان كما يزعمون مفتريًا علينا، فزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، لعاجلناه بالعقوبة. ولهذا قال {لأخذنا منه باليمين} قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين؛ لأنّها أشدّ في البطش، وقيل: لأخذنا منه بيمينه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 218]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ لقطعنا منه الوتين} قال ابن عبّاسٍ: وهو نياط القلب، وهو العرق الّذي القلب معلّقٌ فيه. وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، والحكم، وقتادة، والضّحّاك، ومسلمٌ البطين، وأبو صخرٍ حميد بن زيادٍ.
وقال محمّد بن كعبٍ: هو القلب ومراقّه وما يليه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 218]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} أي: فما يقدر أحدٌ منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئًا من ذلك. والمعنى في هذا بل هو صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 218]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين} يعني: القرآن كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 218]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال {وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين} أي: مع هذا البيان والوضوح، سيوجد منكم من يكذّب بالقرآن). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 218]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وإنّه لحسرةٌ على الكافرين} قال ابن جريرٍ: وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة وحكاه عن قتادة بمثله.
وروى ابن أبي حاتمٍ، من طريق السّدّيّ، عن أبي مالكٍ: {وإنّه لحسرةٌ على الكافرين} يقول: لندامةٌ. ويحتمل عود الضّمير على القرآن، أي: وإنّ القرآن والإيمان به لحسرةٌ في نفس الأمر على الكافرين، كما قال: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} [الشّعراء: 200، 201]، وقال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ: 54] ولهذا قال ها هنا: {وإنّه لحقّ اليقين} أي: الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 218-219]

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فسبّح باسم ربّك العظيم} أي: الّذي أنزل هذا القرآن العظيم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 219]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة