العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > آداب تلاوة القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 شعبان 1433هـ/7-07-2012م, 05:51 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

تجويد القرآن

تعريف علم التجويد
...- كلام السخاوى: {... إذا أتى بالقراءة مجودة الألفاظ، بريئة من الجور في النطق بها، لم تهجنها الزيادة، ولم يشنها النقصان...}
...- كلام الزركشى: {... سبق في الحديث كان يمد مدا يعنى أنه يمكن الحروف ولا يحذفها وهو الذي يسميه القراء بالتجويد...}
النهي عن الإفراط في أحكام التجويد
...- أثر عروة بن الزبير رضي الله عنهما:{...إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرءوه كما أقرئتموه...}
...- أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه: {... القراءة سنة...}
...- أثر بن عباس رضي الله عنهما: {...فرأى ابن عباس أن السنة قد لزمت الناس في تتبع الحروف في القراءة...}
...- أثر أبو عمرو عثمان: {...لا يتمكن التجويد، ولا يتحصل التحقيق إلا بمعرفة حقيقة النطق بالمحرك...}
...- كلام السخاوى: {...وأما قراءة حمزة رضي الله عنه فهي نقل عن أئمته، ولم يقرأ حرفا إلا بأثر...}
...- كلام السخاوى: {...فذو الحذق معط للحروف حقوقها = إذا رتل القرآن أو كان ذا حدر...}
...- أثر بن مسعود: {..."والله لهكذا علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم"...}
...- كلام السخاوى: {...وإنما القراءة بالأثر المنقول.}
...- أثر أنس: {...هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم...}
...- كلام النووى: {...فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام}
...- كلام النووى: {...وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر...}
...- أثر أبى هريرة: {...أنه قرأ "إذا الشمس كورت" يحزنها شبه الرثاء...}
...
-
كلام الزركشى: {...ولتكن تلاوته بعد أخذه القرآن من أهل الإتقان...}
...- كلام السيوطى:{...فالعلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم...}
اللحن في قراءة القرآن
...- أثر الحسن: {...إن لنا إماما يلحن . قال: "أخروه"...}
...- كلام السخاوى: {...فمن اجتنب اللحن الجلي والخفي فقد جود القراءة...}
...- كلام النووى:{...فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام...}
...- كلام النووى: {وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع: أكرهها، وقال في موضع: لا أكرهها...}
...- كلام السيوطى: {...بحيث لا يخرج إلى حد التمطيط}
...- كلام السيوطى:{...قال الجمهور:...بل المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات}
ترتيل القرءان وصفة قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم
...- أثر مجاهد بن جبر رضي الله عنه: {...«ترسل فيه ترسيلا»...}
...- حديث أم سلمة رضي الله عنها: {...نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا...}
...- حديث أم سلمة رضي الله عنها: {...كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته...}
...- أثر عبد الله رضي الله عنه: {...«فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن»...}
...- أثر ابن عباس رضي الله عنه: {...«لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول»...}
...- حديث أم سلمة رضي الله عنها:{...(أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقطّع قراءته)...}
...- حديث أم سلمة رضي الله عنه: {..."قراءة مفسرة حرفا حرفا"...}
...- حديث عائشة رضي الله عنها: {...وكان يقرأ في السورة ، فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها...}
...- حديث حفصة رضي الله عنها: {...فرأيته يصلي في سبحته ، وهو قاعد يرتل السورة ، حتى تكون أطول من أطول منها"...}
...- حديث حذيفة رضي الله عنه: {...فقرأها مترسلا...}
...- عن أنس رضي الله عنه: {..."كان يمد صوته مدا"...}
...- حديث أم سلمة رضي الله عنها: {... " قراءة مفسرة حرفا حرفا"...}
...- كلام الآجرى: {...يتبيّنه تبييناً...}
...- حديث أم سلمة رضي الله عنها: {...إذا قرأ قطع آية آية‏"...}
...- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: {... ‏((هكذا فاقرأ , يا معاذ))...}
...- حديث أم سلمة رضي الله عنها: {...فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا‏...}
...- حديث أنس رضي الله عنه: {..."كان يمد صوته بالقرآن مدا"...}
...- كلام السخاوى: {...قراءة مفسرة حرفا حرفا...}
...- كلام السخاوى: {...وأما قراءتنا التي نأخذ بها فهي القراءة السهلة المرتلة العذبة الألفاظ...}
...- أثر عبد الله : {..."فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن"...}
...- حديث أم سلمة : {...قراءة مفسرة حرفا حرفا...}
...- كلام السخاوى: {...لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث...}
...- كلام السخاوى: {...واعلم بأن القرآن العزيز يُقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويُقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف...}
...- كلام السخاوى: {وجاء رجل إلى نافع فقال: خذ علي الحدر....}
...- كلام النووى: {وينبغي أن يرتل قراءته...}
...- كلام الزركشى :{... فحق على كل امرئ مسلم قرأ القرآن أن يرتله وكمال ترتيله تفخيم ألفاظه والإبانة عن حروفه...}
...- كلام الزركشى: {...والترتيل أفضل من الإسراع...}
...- كلام السيوطى: {يسن الترتيل في قراءة القرآن...}
...- حديث حذيفة: {...يقرأ مترسلا...}
أحكام التجويد
...- كلام السخاوى: {...لا تحسب التجويد مدا مفرطا = أو مد ما لا مد فيه لوان...}
إتمام الحركات وتجنب اللحن فيها
...- كلام السخاوى: {...قال أبو عمرو الداني رحمه الله: فأما المحرك من الحروف بالحركات الثلاث فحقه أن يلفظ به مشبعا...}
...- كلام السخاوى: {...واعلم أن الحرفين المتحركين تشبع حركة الأول منهما لينفصل بذلك من صاحبه...}
...- كلام السخاوى: {ومما ينبغي أن لا تشبع الكسرة في نحو {لا شية فيها}...لئلا تشبع الكسرة فتتولد منها ياء ساكنة...}
...- كلام السخاوى: {...و{الخالية} و{ماهيه} و{شية} و{دية} لا تشبع الكسرة قبل هذه الياء ولكن تخفف لئلا يتولد في اللفظ ياء ساكنة قبل الياء المفتوحة وذلك لحن...}
...- كلام السيوطى: {... المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات...}
أحكام النون الساكنة والتنوين
...- كلام السخاوى: {وفي النون الساكنة والتنوين جانب كبير من التجويد، من الإظهار، والإدغام بغنة وبغير غنة، والإخفاء، والقلب...}
باب الإظهار
...- كلام السخاوى:{...يرتفع العضو في حال الإظهار ارتفاعتين...}
...- كلام السخاوى: {...فيما يجوز إظهاره لغتان نزل بهما القرآن...}
باب الإدغام
...- كلام السخاوى: {...ومعنى الإدغام أن تصل حرفا ساكنا بحرف متحرك مماثل له يرتفع العضو عنهما ارتفاعة واحدة...}
...- كلام السخاوى: {...ومخرج كل مدغم من مخرج المدغم فيه لا من مخرجه وذلك من حيث انقلب إلى لفظه...}
...- كلام السخاوى: {... وكل ما يصح في الإدغام الكبير لأبي عمرو إدغامه...}
...- أثر نافع: {...أنه أدغم النون الساكنة والتنوين عند الغين والخاء...}
...- كلام السخاوى: {...فإن قلت: فما وجه إدغام التنوين والنون عند الغين والخاء فيما روي عن نافع، وعن أبي عمرو؟...}
باب الإخفاء
...- كلام السخاوى: {...وحقيقته في اللغة الستر...}
...- كلام السخاوى: {...وأما إخفاء النون والتنوين فحقه أن يؤتى بهما لا مظهرين ولا مدغمين...}
أحكام الميم الساكنة
...- كلام السخاوى: {قلت: وقد وقع الاختلاف بين القراء في الميم من نحو قوله تعالى:{هم فيها خالدون}...}
المتماثلان والمتقاربان والمتجانسان
...- كلام السخاوى: {فإن كانت الواو ساكنة مضموما ما قبلها ولقيت واوا نحو {آمنوا وكانوا يتقون} أشبعت الضمة قبلها...}
...- كلام السخاوى: {وأما المبين من الحروف فحقه إذا التقى بمثله وهما متحركان، أو بمقاربه وهو متحرك أو ساكن، أن يفصل بينهما من غير قطع مسرف...}
...- كلام السخاوى: {واعلم أن الحرفين المتحركين تشبع حركة الأول منهما لينفصل بذلك من صاحبه...}
...- كلام السخاوى: {...والضاد تبين عند التاء نحو {أفضتم}،{وخضتم}...}
...- أثر الأعمش: {...أنه كان يدغم كل شيء في القرآن من حرفين يلتقيان من جنس واحد...}
...- كلام السخاوى: {...وحكى الخزاعي عن أصحابه {يلهث ذلك} بالإدغام عن ابن كثير. وقال ابن مجاهد: قرأتها على قنبل بالإظهار، وكذلك روى حفص عن عاصم....}
...- كلام السخاوى: { وقال أبو طاهر في رواية أبي الحارث عن الكسائي:{ومن يفعل ذلك}بإدغام اللام في الذال، هذا لا يليق بمذهب الكسائي رحمه الله، فإنه قد أظهر هذه اللام ...}
ذكر ميم الجمع
...- كلام السخاوى:{...عمن أخذت الميمات؟...}
فصل: الروم
...- أثر أبو عمرو الدانى: {... وأما المرام حركته عند الوقف أو في حال الوصل فحقه أن يضعف الصوت لحركته...}
الإشمام
...- أثر أبو عمرو الدانى: {... وأما المشم من الحروف في حال الوصل أو الوقف فحقه أن يخلص سكون الحرف ثم يومئ بالعضو وهما الشفتان إلى حركته ليدل بذلك عليها...}
صفات الحروف
...- أثر أبو عمرو الدانى: {...وأما المهموز فحقه أن تخرج همزته مع النفس إخراجا سهلا بغير شدة...}
...- كلام السخاوى: {...وحروف الصفير المحركة والساكنة يجب تبيين صفيرها وتصفيتها وتخليصها...}
...- كلام السخاوى: {والجيم حرف مجهور...}
أحكام الترقيق والتفخيم
...- كلام السخاوى: {قال ابن مخلد:كان القراء يكرهون تغليظ اللامات في القرآن كله...}
غرائب الإمالة
...- كلام السخاوى: {...وقال في إمالة (يس): ومما يحسن ذلك أنهم قالوا: يا زيد، في النداء، فأمالوا الياء وإن كان حرفا على حرفين...}
...- كلام السخاوى: {... قال أبو عمرو: فلذلك نحا بالفتحة نحو الكسرة فمالت الألف التي بعدها نحو الياء، ولا بد في الألف الممالة من هذا...}
التسهيل والإبدال
...- كلام السخاوى: {قال أبو عمرو الداني رحمه الله: ... والهمزة إذا سهلت بين بين...}
باب: المد والقصر
...- حديث البخارى: {... هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه...}
...- كلام السخاوى: {...الغرض بمد الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة التي قبلها كسرة إذا لقي هذه الأحرف همزة أو ساكنه...}
...- كلام السخاوى: {وأما الممدود فعلى ضربين:...}
...- كلام بن حجر: {... هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه...}
حكم اللامات الساكنة
...- كلام السخاوى: {ومما تجب العناية به اللام إذا سكنت قبل النون ...}
السكت
...- كلام السخاوى: {...وكأن أبا عبد الرحمن والجماعة الذين ذكرهم عاصم لم يبلغهم الإدغام وترك هاء السكت في الوصل فأنكروا ذلك}
الوقف والابتداء
...- كلام النووى : {...ينبغي للقارئ إذا ابتدأ من وسط السورة أو وقف على غير آخرها أن يبتدئ من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض...}
...- كلام الزركشى: {...وأن يفصل كل سورة عما قبلها إما بالوقف أو التسمية...}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 شعبان 1433هـ/17-07-2012م, 09:06 PM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

.........................

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 09:59 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

تعريف علم التجويد

كلام السخاوى: {... إذا أتى بالقراءة مجودة الألفاظ، بريئة من الجور في النطق بها، لم تهجنها الزيادة، ولم يشنها النقصان...}

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
التجويد: مصدر جود الشيء.
تجويدا: إذا أتى بالقراءة مجودة الألفاظ، بريئة من الجور في النطق بها، لم تهجنها الزيادة، ولم يشنها النقصان.
والتحقيق: مصدر حقق.
تحقيقا: إذا أتى بالشيء على حقه وجانب الباطل فيه.
وقوله عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلا} أي رتبه وبينه وتأن فيه.
وقال الحسن وقتادة: اقرأه قراءة بينة. زاد قتادة: وترسل به. يقال: ثغر رتل إذا لم يركب بعضه بعضا.
وقد "نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها فذكرت قراءة مفسرة حرفا حرفا". وقالت أيضا:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية). وعنه صلى الله عليه وسلم: (أنه لم تكن قراءته بالخفية ولا بالرفيعة). وعن علي رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الصوت مادا ليس له ترجيع" وعن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرجع"
وأما قول عبد الله بن المغفل: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الفتح يرجع) فلم يرد ترجيع الغناء. كيف وقد نهى عن ذلك صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرءوا القرآن بألحان العرب، وإياكم وألحان أهل الفسق وأهل الكتابين، فإنه سيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم)). ويجوز أن يكون الراوي أراد بقوله: (يرجع) أي يكرر الآية أو بعضها. وكذلك قول أم هانئ بنت أبي طالب: (كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائمة على فراشي يرجع بالقرآن).
وجميع ما عليه القراء من القراءة تجويد وتحقيق، وإن قراءة ابن كثير مع تسهيله كقراءة حمزة، لأن المراد بالتجويد: إعطاء الحروف حقها، وإخراجها من مخارجها، واجتناب اللحن الخفي على ما سيأتي بيانه، وذلك لا يختلف بحدر ولا بتأن.
قال عبد الله بن ذكوان: يجب على قارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وترسل وتدبر وتفهم وخشوع وبكاء ودعاء وتحفظ وتثبت، وأن يزين قراءته بلسانه ويحسنها بصوته، ويعرف مخارج الحروف في مواضعها، ويستعمل إظهار التنوين عند حروف الحلق إظهارا وسطا بلا تشديد، وإخراج الهمزة إخراجا وسطا حسنا، وتشديد المضاعف تشديدا وسطا من غير إسراف ولا تعد، وتفخيم الكاف والراء والزاي والخاء والحاء والطاء بلا إفحاش ولا إسراف، وترقيق الراء، وتصفية السين، وإظهار طنين النون عند الخاء، وإظهار الهاء وإخراجها من الصدر، وإدغام ما يحسن فيه الإدغام، وإظهار ما يحسن فيه الإظهار.) [جمال القراء:2/525- 543]
كلام الزركشى: {... سبق في الحديث كان يمد مدا يعنى أنه يمكن الحروف ولا يحذفها وهو الذي يسميه القراء بالتجويد...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
... سبق في الحديث كان يمد مدا يعنى أنه يمكن الحروف ولا يحذفها وهو الذي يسميه القراء بالتجويد في القرآن،...).[البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:02 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

النهي عن الإفراط في أحكام التجويد

أثر عروة بن الزبير رضي الله عنهما
:{...إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرءوه كما أقرئتموه...}

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا ابن أبي مريم، وحجاج، عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة بن الزبير، قال: إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرءوه كما أقرئتموه. ).[فضائل القرآن: ](م)
أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه: {... القراءة سنة...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قال لي خارجة بن زيد، قال لي زيد بن ثابت: القراءة سنة.
قال أبو عبيد: فقول زيد هذا يبين لك ما قلنا؛ لأنه الذي ولي نسخ المصاحف التي أجمع عليها المهاجرون والأنصار، فرأى اتباعها سنة واجبة. ومنه قول ابن عباس أيضا.
قال أبو عبيد : حدثنا هشيم , عن عكرمة , عن ابن عباس أيضا. ).[فضائل القرآن: ](م)
أثر بن عباس رضي الله عنهما: {...فرأى ابن عباس أن السنة قد لزمت الناس في تتبع الحروف في القراءة...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كل السنة قد علمت، غير أني لا أدري: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا، ولا أدري كيف يقرأ هذا الحرف وقد بلغت من الكبر عتيا أو قال: (عسيا
قال أبو عبيد: فرأى ابن عباس أن السنة قد لزمت الناس في تتبع الحروف في القراءة، حتى ميز فيها ما بين السين والتاء من العتي والعسي، على أن المعنى فيهما واحد، فأشفق أن تكون إحدى القراءتين خارجة من السنة. فكيف يجوز لأحد أن يتسهل فيما وراء ذلك مما يخالف الخط، وإن كان ظاهر العربية على غير ذلك؟. ).[فضائل القرآن: ](م)
أثر أبو عمرو عثمان: {
...لا يتمكن التجويد، ولا يتحصل التحقيق إلا بمعرفة حقيقة النطق بالمحرك...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
(إتقان التجويد)
قال أبو عمرو عثمان رحمه الله: لا يتمكن التجويد، ولا يتحصل التحقيق إلا بمعرفة حقيقة النطق بالمحرك، والمسكن، والمختلس، والمرام، والمشم، والمهموز، والمسهل، والمحقق، والمشدد، والمخفف، والممدود، والمقصور، والمبين، والمدغم، والمخفى، والمفتوح، والممال.
قلت: ومن جملة التجويد معرفة أحكام النون الساكنة والتنوين في الإدغام، والإظهار، والقلب، والإخفاء. وقد ذكرت ذلك مشروحا في "فتح الوصيد".).[جمال القراء:2/525- 543]
كلام السخاوى: {...
وأما قراءة حمزة رضي الله عنه فهي نقل عن أئمته، ولم يقرأ حرفا إلا بأثر...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وأما قراءة حمزة رضي الله عنه فهي نقل عن أئمته، ولم يقرأ حرفا إلا بأثر.
ونسب قوم إليه قراءة لا تجوز من مد مفرط، وهيئة شنيعة في إخراج الهمز. وقد حدثني أبو البركات البغدادي، ثنا أبو الكرم بن الحسن الشهرزوري، ثنا أبو محمد الصريفيني الخطيب، ثنا أبو حفص الكتاني، ثنا أبو بكر بن مجاهد قال: كان حمزة بن حبيب بعيدا مما حكوه عنه، ينهى عن الإفراط ويأمر بالتوسط. قال أبو بكر ابن مجاهد: ولقد أنا العباس بن محمد الدوري، ثنا عبد الله بن صالح العجلي قال: قرأ أخ لي أكبر مني على حمزة، فجعل يمد، فقال له حمزة: لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق الجعودة فهو قطط، وما كان فوق البياض فهو برص، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة.
والذي نسبه هؤلاء إلى حمزة هو الذي أنكره الأئمة.
وقال أحمد رحمه الله: لا تجوز الصلاة به. وحمزة منه بريء، وما كان يرى ذلك، بل كان ينهى عنه. قال عبيد الله بن موسى: قال لي حمزة: إني أكره ما تجيئون به، يعني من التشديد. وقال له رجل: يا أبا عمارة، رأيت رجلا من أصحابك في الزياتين همز حتى انقطع زره، فقال: لم آمره بهذا كله. وأما ما كان يأمر به المتعلمين من الترتيل، فقد قال سليم: وقف سفيان الثوري رحمه الله على حمزة فقال: يا أبا عمارة، ما هذا الهمز والمد والقطع الشديد! فقال: يا أبا عبد الله، هذا رياضة للمتعلم، فقال: صدقت.
وقال خلف: سألت سليما عن التحقيق فقال: سمعت حمزة يقول: إنا جعلنا هذا التحقيق يستمر عليه المتعلم.
قلت: وليس هذا هو التجويد، إنما التجويد إعطاء الحروف حقها، وإخراجها من مخارجها، وإنما أراد حمزة رحمه الله أن يستمر المتعلم على ذلك فلا يخل به في حال الحدر والإسراع، فأما من اتخذ ذلك فرضا، ورآه واجبا فأفرط فيه مبالغا فليس رأيه ذلك بصواب.
قال الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد الخشاب رحمه الله: وقد كره بعض الأئمة ممن لا يختلف في ورعه وعلمه قراءة حمزة بن حبيب لإفراط مده.
قال: وكأنه رأى أن تكلف ذلك شاق بعض المشقة، والقرآن قد يسره منزله سبحانه. قال: ولقد أخبرت عن خالي الإمام الشهيد أبي الحسن علي بن عثمان بن محمد الدينوري، وكان رضي الله عنه الغاية في وقته في القراءة إجادة وطيبا وعلما بالتلاوة وكثرة درس، أنه لما قرأ لحمزة أعقبه إفراط مده نفث دم ومرضا في صدره.
قلت: وحمزة رحمه الله منزه عن مثل هذا، وهو لم يقرأ حرفا بغير أثر، ولا يصح أن يكون مثل هذا مأثورا، لأن الله عز وجل أنزل القرآن شفاء لأدواء القلوب والأجسام، فكيف يكون سببا للأمراض والأسقام، وقد قرأت على سيد العلماء أبي القاسم رحمه الله وعلى غيره فلم أر أحدا منهم يأمر بذلك ولا يعرفه.).[جمال القراء:2/525- 543]
كلام السخاوى: {...
فذو الحذق معط للحروف حقوقها = إذا رتل القرآن أو كان ذا حدر...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وأما ما ينسب إلى حمزة رحمه الله من قراءته وتسميتهم إياها تحقيقا فذلك تجوز ممن قاله، فإن التحقيق هو إعطاء الحرف حقه مع الإسراع أو التمكث، ألا ترى إلى قول الخاقاني:
فذو الحذق معط للحروف حقوقها = إذا رتل القرآن أو كان ذا حدر
وقال ابن مجاهد – وقد سئل عن وقف حمزة على الساكن قبل الهمزة، والإفراط في المد: كان يأخذ بذلك المتعلم، ومراده أن يصل المتعلم إلى ما نحن عليه من إعطاء الحروف حقها.
وجاء رجل إلى نافع فقال: خذ علي الحدر. فقال نافع: ما الحدر؟ ما أعرفها، أسمعنا، قال: فقرأ الرجل، فقال نافع: حدرنا ألا نسقط الإعراب، ولا نشدد مخففا، ولا نخفف مشددا، ولا نقصر ممدودا، ولا نمد مقصورا، قراءتنا قراءة أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهل جزل، لا نمضغ ولا نلوك، نسهل ولا نشدد، نقرأ على أفصح اللغات وأمضاها، ولا نلتفت إلى أقاويل الشعراء وأصحاب اللغات، أصاغر عن أكابر، ملي عن وفي، ديننا دين العجائز، وقراءتنا قراءة المشايخ، نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه الرأي. ثم قرأ نافع رحمه الله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضا ظهيرا}.).[جمال القراء:2/525- 543](م)
أثر بن مسعود: {..."والله لهكذا علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم"...}
قَالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ) :
(وحدثنا أبو البركات البغدادي، حدثنا المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي الشهرزوري، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزاز، ثنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤذن، ثنا أبو علي محمد بن أحمد ابن الحسن بن إسحق الصواف، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن سعدان الضرير، ثنا أبو عاصم الكوفي الضرير عن محمد بن عبد الله، عن عاصم، عن زر بن حبيش قال: قرأ رجل على عبد الله بن مسعود {طه} ولم يكسر، فقال عبد الله بن مسعود: {طه} وكسر الطاء والهاء، فقال الرجل: {طه} ولم يكسر، فقال عبد الله {طه} وكسر، ثم قال عبد الله: "والله لهكذا علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم".).[جمال القراء:2/498 -520](م)
كلام السخاوى: {...
وإنما القراءة بالأثر المنقول.}
قَالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ):
( ... وإنما القراءة بالأثر المنقول.).[جمال القراء:2/498 -520](م)

أثر أنس: {...
هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):
([فصل] ولا يتعلم إلا ممن تكلمت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف: هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.).[التبيان في آداب حملة القرآن:43](م)

كلام النووى: {
...فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):
(
قال العلماء رحمهم الله: فيستحب تحسين الصوت بالقراءة، ترتيبها ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط؛ فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام. ). [التبيان في آداب حملة القرآن:110- 111](م)

كلام النووى: {...
وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (
[فصل]
أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر،
قال الإمام الحافظ أبو الفضل القاضي عياض رحمه الله: (اعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما أو جحد حرفا منه أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين، وكذلك إذا جحد التوراة والإنجيل أو كتب الله المنزلة أو كفر بها أو سبها أو استخف بها فهو كافر تنبيه، وقد أجمع المسلمون على أن القرآن المتلو في الأقطار المكتوب في الصحف الذي بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول {الحمد لله رب العالمين} إلى آخر {قل أعوذ برب الناس}كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع فيه الإجماع وأجمع على أنه ليس بقرآن عامدا لكل هذا فهو كافر، قال أبو عثمان بن الحذاء: (جميع أهل التوحيد متفقون على أن الجحد بحرف من القرآن كفر). ...).). [التبيان في آداب حملة القرآن:164- 166](م)
أثر أبى هريرة: {...أنه قرأ "إذا الشمس كورت" يحزنها شبه الرثاء...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):
(قال الشافعي في مختصر المزني: (ويحسن صوته بأي وجه كان)، قال: وأحب ما يقرأ حدرا وتحزينا، قال أهل اللغة: يقال حدرت بالقراءة إذا أدرجتها ولم تمططها، ويقال فلان يقرأ بالتحزين إذا رقق صوته.
وقد روى ابن أبي داود بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه قرأ "إذا الشمس كورت" يحزنها شبه الرثاء.
وفي سنن أبي داود قيل لابن أبي مليكة: (أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت فقال يحسنه ما استطاع). ). [التبيان في آداب حملة القرآن: 112](م)

كلام الزركشى: {...
ولتكن تلاوته بعد أخذه القرآن من أهل الإتقان...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها

ولتكن تلاوته بعد أخذه القرآن من أهل الإتقان لهذا الشأن الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة وقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتمع به جبريل في رمضان فيدراسه القرآن.). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
كلام السيوطى:{
...فالعلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم...}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:

ولا يتعلم إلا ممن تأهل وظهر دينه وصيانته -فالعلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم-.). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:04 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

اللحن في قراءة القرآن

أثر الحسن: {...
إن لنا إماما يلحن . قال: "أخروه"...}
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا جرير بن عبد الحميد , عن إدريس , وكان من خيار الناس .
قال: قيل للحسن : إن لنا إماما يلحن . قال: "أخروه"). [سنن سعيد بن منصور: 173](م)
كلام السخاوى: {...فمن اجتنب اللحن الجلي والخفي فقد جود القراءة...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
... فمن اجتنب اللحن الجلي والخفي فقد جود القراءة، وقد قيل: للحن غمر كغمر اللحم.
فأما اللحن الجلي: فهو تغيير الإعراب، والخفي: هو أن لا يوفي الحرف حقه وأن يقصر في صفته التي هي له، أو يزيد على ذلك كالإفراط في التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات وفي التشديد ...
وجاء رجل إلى نافع فقال: خذ علي الحدر. فقال نافع: ما الحدر؟ ما أعرفها، أسمعنا، قال: فقرأ الرجل، فقال نافع: حدرنا ألا نسقط الإعراب، ولا نشدد مخففا، ولا نخفف مشددا، ولا نقصر ممدودا، ولا نمد مقصورا، قراءتنا قراءة أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهل جزل، لا نمضغ ولا نلوك، نسهل ولا نشدد، نقرأ على أفصح اللغات وأمضاها، ولا نلتفت إلى أقاويل الشعراء وأصحاب اللغات، أصاغر عن أكابر، ملي عن وفي، ديننا دين العجائز، وقراءتنا قراءة المشايخ، نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه الرأي. ثم قرأ نافع رحمه الله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضا ظهيرا}.).[جمال القراء:2/525- 543](م)
كلام السخاوى: {...فمن اجتنب اللحن الجلي والخفي فقد جود القراءة...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وأما قراءتنا التي نأخذ بها فهي القراءة السهلة المرتلة العذبة الألفاظ، التي لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء على وجه من وجوه القراءات السبعة، فنقرئ لكل إمام بما نقل عنه من مد أو قصر أو همز أو تخفيف همز أو تشديد أو تخفيف أو إمالة أو فتح أو إشباع أو اختلاس. وخلط بعض القراءات ببعض عندنا خطأ.
وعلى الجملة، فمن اجتنب اللحن الجلي والخفي فقد جود القراءة، وقد قيل: للحن غمر كغمر اللحم).[جمال القراء:2/525- 543](م)
كلام النووى:{...فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):
(
قال العلماء رحمهم الله: فيستحب تحسين الصوت بالقراءة، ترتيبها ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط؛ فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام. ). [التبيان في آداب حملة القرآن:110- 111](م)
كلام النووى: {وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع: أكرهها، وقال في موضع: لا أكرهها...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):
(وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع: أكرهها، وقال في موضع: لا أكرهها.
قال أصحابنا: ليست على قولين بل فيه تفصيل؛ إن أفرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه، وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه.
وقال أقضى القضاة الماوردي في كتابه "الحاوي": القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه أو قصر ممدود أو مد مقصور أو تمطيط يخفي به بعض اللفظ، ويتلبس المعنى؛ فهو حرام، يفسق به القارئ، ويأثم به المستمع؛ لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج والله تعالى يقول: {قرآنا عربيا غير ذي عوج}، قال: وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان مباحاً؛ لأنه زاد على ألحانه في تحسينه هذا كلام أقضى القضاة.
وهذا القسم الأول من القراءة بالألحان المحرمة مصيبة ابتلي بها بعض الجهلة الطغام الغشمة الذين يقرؤون على الجنائز وبعض المحافل، وهذه بدعة محرمة ظاهرة، يأثم كل مستمع لها كما قاله أقضى القضاة الماوردي، ويأثم كل قادر على إزالتها أو على النهي عنها إذا لم يفعل ذلك، وقد بذلت فيها بعض قدرتي وأرجو من فضل الله الكريم أن يوفق لإزالتها من هو أهل لذلك وأن يجعله في عافية. ). [التبيان في آداب حملة القرآن:111- 112](م)

كلام السيوطى: {...بحيث لا يخرج إلى حد التمطيط}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(النوع الخامس والثلاثون
... فإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع بحيث لا يخرج إلى حد التمطيط.). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
كلام السيوطى:{...قال الجمهور:...بل المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(النوع الخامس والثلاثون

قال الرافعي: قال الجمهور: ... بل المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات حتى يتولد من الفتحة ألف ومن الضمة واو ومن الكسرة ياء أو يدغم في غير موضع الإدغام فإن لم ينته إلى هذا الحد فلا كراهة.
قال في زوائد الروضة: والصحيح أن الإفراط على الوجه المذكور حرام يفسق به القارئ ويأثم المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم قال وهذا مراد الشافعي بالكراهة .). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:05 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

ترتيل القرءان وصفة قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم

أثر مجاهد بن جبر رضي الله عنه: {...«ترسل فيه ترسيلا»...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}, قال: «ترسل فيه ترسيلا»).[فضائل القران: ](م)
حديث أم سلمة رضي الله عنها: {...نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا أحمد بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة أنها: نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا).[فضائل القران: ](م)
حديث أم سلمة رضي الله عنها: {...كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثني يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ملك يوم الدين}. هكذا قال ابن أبي مليكة). [فضائل القران: ](م)
أثر عبد الله رضي الله عنه: {...«فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن»...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: «فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن».
قال: وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن.).[فضائل القران: ](م)
أثر ابن عباس رضي الله عنه: {...«لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول»...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي حمزة، قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث.
فقال: «لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول».
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج، عن شعبة، وحماد بن سلمة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، نحو ذلك. إلا أن في حديث حماد: «أحب إلي من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمة».).[فضائل القران: ](م)
* حديث أم سلمة رضي الله عنها:{...(أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقطّع قراءته)...}
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا قتيبة, حدّثنا اللّيث , عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة, عن يعلى بن مملكٍ: أنّه سأل أمّ سلمة زوج النّبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة النّبي صلى الله عليه وسلم, وصلاته فقالت: (ما لكم وصلاته؟, كان يصلّي ثمّ ينام قدر ما صلّى, ثمّ يصلّي قدر ما نام, ثمّ ينام قدر ما صلّى حتّى يصبح), ثمّ نعتت قراءته, فإذا هي تنعت قراءةً مفسّرةً حرفًا حرفًا.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ لا نعرفه إلاّ من حديث ليث بن سعد, عن ابن أبي مليكة, عن يعلى بن مملكٍ, عن أمّ سلمة.
وقد روى ابن جريجٍ هذا الحديث عن ابن أبي مليكة, عن أمّ سلمة: (أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقطّع قراءته).
وحديث الليثٍ أصحّ). [سنن الترمذي: 5/182-183](م)
حديث أم سلمة رضي الله عنه: {...
"قراءة مفسرة حرفا حرفا"...}
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا قتيبة بن سعيد ، ويزيد بن موهب الرملي قالا : حدثنا الليث بن سعد ، عن ابن أبي مليكة ، عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : " ما لكم وصلاته ؟ , كان يصلي ، ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى ، حتى يصبح "، ثم نعتت قراءته ، فإذا هي تنعت "قراءة مفسرة حرفا حرفا".
حدثنا عمرو بن علي ، ثنا أبو عاصم ، ثنا ابن جريج قال : حدثني أبي قال : حدثنا ابن أبي مليكة ، أن يعلى بن مملك ، أخبره ، أنه سأل أم سلمة، فذكر نحوه ، ولم يذكر فيه صفة القراءة). [فضائل القرآن:](م)
حديث عائشة رضي الله عنها: {
...وكان يقرأ في السورة ، فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها...}
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا قتيبة ، عن مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن السائب بن يزيد ، عن المطلب بن أبي وداعة السهمي ، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها قالت : "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته (1) قاعدا قط ، حتى كان قبل وفاته بعام ، فكان يصلي في سبحته قاعدا ، وكان يقرأ في السورة ، فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها" .
حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا وهيب بن خالد ، حدثنا مالك بن أنس ، عن الزهري ، بإسناده مثله سواء). [فضائل القرآن:](م)
حديث حفصة رضي الله عنها: {...
فرأيته يصلي في سبحته ، وهو قاعد يرتل السورة ، حتى تكون أطول من أطول منها"...}
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن مصفى ، حدثنا محمد بن حرب ، نا الزبيدي ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد بن أخت نمر ، أن المطلب بن أبي وداعة السهمي ، أخبره أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :"لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قاعدا في سبحته (1) ، حتى كان قبل أن يتوفى بعام واحد ، فرأيته يصلي في سبحته ، وهو قاعد يرتل السورة ، حتى تكون أطول من أطول منها" ). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن مصفى ، ثنا عثمان بن سعيد قال : حدثني شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد ، عن المطلب بن أبي وداعة ، عن حفصة أنها قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما في سبحته (1) حتى كان قبل أن يتوفى بعام واحد أو اثنين ، فرأيته يصلي قاعدا في سبحته ، ويرتل السورة ، حتى تكون أطول من أطول منها").[فضائل القرآن:](م)
حديث حذيفة رضي الله عنه: {
...فقرأها مترسلا...}
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد بن الأحنف ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة " , قال : " فمضى ، فقلت : يصلي بها ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران ، فقرأها مترسلا (2) ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها سؤال يسأل ، وإذا مر بتعويذ تعوذ ، ثم ركع قال : (( سبحان ربي العظيم)) ، فكان ركوعه نحوا من قيامه ، ثم قال : (( سمع الله لمن حمده )) ، ثم قام طويلا قريبا مما ركع ، ثم سجد ، فقال : (( سبحان ربي الأعلى)) ، فكان سجوده قريبا من قيامه ".
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن عبد الله المديني قالا : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد بن الأحنف ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..." ، فذكر نحوه). [فضائل القرآن:](م)
عن أنس رضي الله عنه: {...
"كان يمد صوته مدا"...}
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا عمرو بن علي قال: ثنا عبد الرحمن , قال: ثنا جرير بن حازم , عن قتادة قال : سألت أنسا كيف كانت قراءة رسول الله ؟ ، قال : "كان يمد صوته مدا" ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
حديث أم سلمة رضي الله عنها: {
... " قراءة مفسرة حرفا حرفا"...}
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (خبرنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا الليث بن سعد , عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة , عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله وصلاته فقالت : "ما لكم وصلاته ؟!", ثم نعتت له قراءته , فإذا هي تنعت " قراءة مفسرة حرفا حرفا" ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
كلام الآجرى: {
...يتبيّنه تبييناً...}
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (ثمّ ينبغي لمن قرأ القرآن أن يرتّل كما قال الله عزّ وجلّ «ورتّل القرآن ترتيلاً»(المزمّل 73/4)، قيل في التّفسير: يتبيّنه تبييناً.
واعلم أنّه إذا رتّله وبيّنه انتفع به من يسمعه منه، وانتفع هو بذلك، لأنّه قرأه كما أمر؛ قال الله عزّ وجلّ «وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ» (الإسراء 17/106) يقال: على تؤدةٍ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّدٍ ثنا أبو الخطّاب زياد بن يحيى ثنا مالك ابن سعيرٍ ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسمٍ عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه في هذه الآية «ورتّل القرآن ترتيلاً» (المزمّل 73/4): بيّنه تبييناً.
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ أنا أبو بكر بن زنجويه ثنا عبد الرّزاق أنا سفيان عن عبيدٍ المكتّب عن مجاهدٍ في قول الله عزّ وجلّ «وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ ونزّلناه تنزيلاً» (الإسراء 17/106)، قال: على تؤدةٍ.
قال محمّد بن الحسين: والقليل من الدّرس للقرآن مع الفكر فيه، وتدبّره أحبّ إليّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبّرٍ، ولا تفكّرٍ فيه، وظاهر القرآن يدلّ على ذلك والسّنّة، وقول أئمّة المسلمين.
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ أنا الحسين بن محمّدٍ الزّعفرانيّ ثنا إسماعيل بن عليّة عن أيّوب عن أبي جمرة الضّبعيّ قال: قلت لابن عبّاسٍ: إنّي سريع القراءة، إنّي أقرأ القرآن في ثلاثٍ، قال: لأن أقرأ البقرة في ليلةٍ، فأتدبّرها، وأرتلها أحبّ إليّ من أنّ أقرأ كما تقول.
- حدّثنا جعفرٌ أيضاً ثنا أبو بكر بن زنجويه ثنا محمّد بن يوسف ثنا سفيان عن عبيدٍ المكتّب قال: سئل مجاهدٌ عن رجلٍ قرأ البقرة وآل عمران، ورجلٍ قرأ البقرة قراءتهما واحدةٌ، وركوعهما، وسجودهما، وجلوسهما أيّهما أفضل؟ قال: الّذي قرأ البقرة، ثمّ قرأ «وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ ونزّلناه تنزيلاً» (الإسراء 17/106).
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: جميع ما قلته ينبغي لأهل القرآن أن يتخلّقوا بجميع ما حثثتهٌم عليه من جميع الأخلاق، وينزجروا عمّا كرهته لهم من دناءة الأخلاق. والله الكريم يهدينا وإيّاهم إلى سبيل الرّشاد.
تمّ الكتاب، والحمد لله ربّ العالمين). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
حديث أم سلمة رضي الله عنها: {
...إذا قرأ قطع آية آية‏"...}
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (أخبرنا ابن فناكي , نا الروياني , نا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني, نا يعقوب بن إسحاق قال‏:‏ حدثني يحيى بن سعيد الأموي‏.‏ ح‏:‏ وأخبرنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب البغدادي بمصر , وأبو الحسن محمد بن جعفر النحوي بالكوفة قالا‏:‏ حدثنا محمد بن القاسم الأنباري , نا سليمان بن يحيى الضبي , نا محمد بن سعدان -واللفظ له -, نا الأموي , عن ابن جريج , عن ابن أبي مليكة‏:‏ عن أم سلمة قالت‏:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع آية آية‏".الحديث). [فضائل القرآن وتلاوته: 61 - 62](م)
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: {...
‏((هكذا فاقرأ , يا معاذ))...}
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (وأخبرني حمزة بن يوسف, نا ابن عدي , نا محمد بن خريم , نا هشام بن عمار , نا يزيد بن سمرة أبو هزان الرهاوي , قال‏:‏ سمعت عطاء بن ميسرة , قال‏:‏ قال معاذ بن جبل‏:‏ "عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن , فقرأت قراءة سفرا , وقال‏:((هكذا فاقرأ , يا معاذ))", وبإسناده‏:‏ قال عطاء بن ميسرة‏:‏" سفرتها : هذذتها‏" ). [فضائل القرآن وتلاوته: 58 - 59 ](م)
حديث أم سلمة رضي الله عنها: {...
فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا‏...}
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (وأخبرنا أبو مسلم , نا يحيى بن محمد بن صاعد , نا الحسين بن الحسن المروزي , نا ابن المبارك, عن ليث بن سعد , عن ابن أبي مليكة , قال‏:‏ أنا يعلى بن مملك‏, ‏ عن أم سلمة‏:‏ " أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا‏"‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 63](م)
حديث أنس رضي الله عنه: {
..."كان يمد صوته بالقرآن مدا"...}
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): ( وأخبرنا ابن فناكي , نا الروياني , نا أحمد بن عبد الرحمن , نا عمي , نا جرير بن حازم‏.‏
قال الروياني‏:‏ ونا عمرو بن علي , نا عبد الرحمن بن مهدي.
قال جرير بن حازم قال‏:‏ حدثني قتادة قال‏:‏ سألت أنس بن مالك , عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ "كان يمد صوته بالقرآن مدا"‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 64](م)
كلام السخاوى: {
...قراءة مفسرة حرفا حرفا...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وقوله عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلا}أي رتبه وبينه وتأن فيه.
وقال الحسن وقتادة: اقرأه قراءة بينة. زاد قتادة: وترسل به. يقال: ثغر رتل إذا لم يركب بعضه بعضا.
وقد "نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها فذكرت: قراءة مفسرة حرفا حرفا".
وقالت أيضا:
(كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية).
... قال عبد الله بن ذكوان: يجب على قارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وترسل وتدبر وتفهم وخشوع وبكاء ودعاء وتحفظ وتثبت، وأن يزين قراءته بلسانه ويحسنها بصوته، ويعرف مخارج الحروف في مواضعها،...). [جمال القراء:2/525- 543] (م)
كلام السخاوى: {
...وأما قراءتنا التي نأخذ بها فهي القراءة السهلة المرتلة العذبة الألفاظ...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
(وأما قراءتنا التي نأخذ بها فهي القراءة السهلة المرتلة العذبة الألفاظ، التي لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء على وجه من وجوه القراءات السبعة، فنقرئ لكل إمام بما نقل عنه من مد أو قصر أو همز أو تخفيف همز أو تشديد أو تخفيف أو إمالة أو فتح أو إشباع أو اختلاس. وخلط بعض القراءات ببعض عندنا خطأ. وعلى الجملة، فمن اجتنب اللحن الجلي والخفي فقد جود القراءة، وقد قيل: للحن غمر كغمر اللحم). [جمال القراء:2/525- 543](م)
أثر عبد الله : {...
"فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن"...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقرأ علقمة على عبد الله -فكأنه عجل- فقال عبد الله: "فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن" وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن. ) [جمال القراء:1/97](م)
حديث أم سلمة : {
...قراءة مفسرة حرفا حرفا...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ونعتت أم سلمة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: قراءة مفسرة حرفا حرفا. ).[جمال القراء:1/](م)
كلام السخاوى: {
...لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال: وقال بعض أهل العلم: لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث للحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ورخص فيه بعض أهل العلم. وروي عن عثمان بن عفان رحمه الله، أنه كان يقرأ القرآن في ركعة يوتر بها.
وروي عن سعيد بن جبير رحمه الله، أنه قرأ القرآن في ركعة في الكعبة.قال: والترتيل في القراءة أحب إلى أهل العلم. ).[جمال القراء:1/108](م)
كلام السخاوى: {...
واعلم بأن القرآن العزيز يُقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويُقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
واعلم بأن القرآن العزيز يُقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويُقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف، ويُقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع، ولا يؤنب إذا أراد الإسراع.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خفف الله على داود عليه السلام القراءة فكان يأمر بدابته تسرج فيقرأ كتابه من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه)).).[جمال القراء:2/544-547](م)
كلام السخاوى: {
وجاء رجل إلى نافع فقال: خذ علي الحدر....}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وجاء رجل إلى نافع فقال: خذ علي الحدر. فقال نافع: ما الحدر؟ ما أعرفها، أسمعنا، قال: فقرأ الرجل، فقال نافع: حدرنا ألا نسقط الإعراب، ولا نشدد مخففا، ولا نخفف مشددا، ولا نقصر ممدودا، ولا نمد مقصورا، قراءتنا قراءة أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهل جزل، لا نمضغ ولا نلوك، نسهل ولا نشدد، نقرأ على أفصح اللغات وأمضاها، ولا نلتفت إلى أقاويل الشعراء وأصحاب اللغات، أصاغر عن أكابر، ملي عن وفي، ديننا دين العجائز، وقراءتنا قراءة المشايخ، نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه الرأي. ثم قرأ نافع رحمه الله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضا ظهيرا}.). [جمال القراء:2/525- 543](م)
قَالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ) : (... وعن المسيبي عن نافع: كانا لا يبلغان باللفظ ما يبلغ به حمزة، قال: لأن مذهبهما الحدر إذا قرآ). [جمال القراء:2/498 -520](م) *****مراجعة المصدر
كلام النووى: {
وينبغي أن يرتل قراءته...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):
([فصل]

وينبغي أن يرتل قراءته وقد اتفق العلماء رضي الله عنهم - على استحباب الترتيل؛ قال الله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قراءة مفسرة حرفا حرفا). رواه أبو داود والنسائي والترمذي، قال: الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن معاوية بن قرة رضي الله عنه عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح يرجع في قراءته). رواه البخاري ومسلم.
وعن مجاهد أنه (سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء، فقال: (الذي قرأ البقرة وحدها أفضل) ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله).
وقد نهي عن الإفراط في الإسراع ويسمى الهذرمة، فثبت عن عبد الله بن مسعود أن رجلا قال له إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: (هكذا هكذا الشعر إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع). رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم في إحدى رواياته.
قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبر. ولغيره: قالوا: يستحب الترتيل للعجمي الذي لا يفهم معناه لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام وأشد تأثيرا في القلب.). [التبيان في آداب حملة القرآن:87- 89](م)
كلام الزركشى :{... فحق على كل امرئ مسلم قرأ القرآن أن يرتله وكمال ترتيله تفخيم ألفاظه والإبانة عن حروفه...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
(... فحق على كل امرئ مسلم قرأ القرآن أن يرتله وكمال ترتيله تفخيم ألفاظه والإبانة عن حروفه والإفصاح لجميعه بالتدبر حتى يصل بكل ما بعده ،وأن يسكت بين النفس والنفس حتى يرجع إليه نفسه وألا يدغم حرفا في حرف لأن أقل ما في ذلك أن يسقط من حسناته بعضها وينبغي للناس أن يرغبوا في تكثير حسناتهم فهذا الذي وصفت أقل ما يجب من الترتيل.
وقيل: أقل الترتيل أن يأتي بما يبين ما يقرأ به وإن كان مستعجلا في قراءته وأكمله أن يتوقف فيها ما لم يخرجه إلى التمديد والتمطيط فمن أراد أن يقرأ القرآن بكمال الترتيل فليقرأه على منازله فإن كان يقرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد وإن كان يقرأ لفظ تعظيم لفظ به على التعظيم.).[البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
كلام الزركشى: {
...والترتيل أفضل من الإسراع...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ولا تجوز قراءته بالشواذ وقد نقل ابن عبد البر الإجماع على منعه فقد سبق في الحديث كان يمد مدا يعنى أنه يمكن الحروف ولا يحذفها وهو الذي يسميه القراء بالتجويد في القرآن والترتيل أفضل من الإسراع فقراءة حزب مرتل مثلا في مقدار من الزمان أفضل من قراءة حزبين في مثله بالإسراع ). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
كلام السيوطى: {
يسن الترتيل في قراءة القرآن...}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
يسن الترتيل في قراءة القرآن قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
وروى أبو داود وغيره عن أم سلمة أنها نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا.
وفي البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مدا ثم قرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} يمد الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم
وفي الصحيحين عن ابن مسعود: أن رجلا قال له إني قرأ المفصل في ركعة واحدة فقال هذا كهذ الشعر إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.
وأخرج الآجري في حملة القرآن عن ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .
وأخرج من حديث ابن عمر مرفوعا: ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق في الدرجات ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)).
قال في شرح المهذب واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع.
قالوا وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزأين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل.
قالوا واستحباب الترتيل للتدبر ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير وأشد تأثيرا في القلب ولهذا يستحب للأعجمي الذي لا يفهم معناه، انتهى.
وفي النشر اختلف هل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرتها وأحسن بعض أئمتنا فقال إن ثواب قراءة الترتيل أجل قدرا وثواب الكثرة أكثر عددا لأن بكل حرف عشر حسنات
وفي البرهان للزركشي كمال الترتيل تفخيم ألفاظه والإبانة عن حروفه وألا يدغم حرف في حرف وقيل هذا أقله وأكمله أن يقرأه على منازله فإن قرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد أو تعظيما لفظ به على التعظيم .).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
حديث حذيفة: {...
يقرأ مترسلا...}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
أخرج مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ثم النساء فقرأها ثم آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ. ).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:05 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

أحكام التجويد
كلام السخاوى: {...لا تحسب التجويد مدا مفرطا = أو مد ما لا مد فيه لوان...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وهذه عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة التجويد)

يا من يروم تلاوة القرآن = ويرود شأو أئمة الإتقان
لا تحسب التجويد مدا مفرطا = أو مد ما لا مد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مد همزة = أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعا = فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان فلا تك طاغيا = فيه، ولا تك مخسر الميزان
فإذا همزت فجئ متطلفا = من غير بهر وغير توان
وامدد حروف المد عند مسكن = أو همزة حسنا أخا إحسان
والمد من قبل المسكن دون ما = قد مد للهمزات باستيقان
والهاء تخفى، فاحل في إظهارها = في نحو (من هاد) وفي (بهتان)
و(جباههم) بين، (وجوههم) بلا = ثقل تزيد به على التبيان
والعين والحا مظهر، والغين قل = والخا وحيث تقارب الحرفان
كـ (العهن)، (أفرغ)، (لا تزغ)، (نحتم)، = و(لا تخشى) و(سبحه) وكـ (الإحسان)
والقاف بين جهرها وعلوها = والكاف خلصها بحسن بيان
إن لم تحقق جهر ذاك وهمس ذا = فهما لأجل القرب يختلطان
والجيم إن ضعفت أتت ممزوجة = بالشين مثل الجيم في (المرجان)
و (العجل) و(اجتنبوا) و(أخرج شطأه) = و(الرجز) مثل (الرجس) في التبيان
و (الفجر)، (لا تجهر) كذاك وكـ (اشترى) = بين تفشيه مع الإسكان
وكذا المشدد منه نحو (مبشرا) = أو غير ذاك كقوله (في شان)
واليا واختاها بغير زيادة = في المد كـ (الموفون) و(الميزان)
وبيانها إن حركت كـ (لسعيها) = وكـ (بغيكم) والياء في (العصيان)
وكمثل (أحيينا) و(يستحيي) ومثـ = ـل (الغي يتخذوه) في الفرقان
لا تشربنها الجيم إن شددتها = فتكون معدودا من اللحان
(في يوم) مع (قالوا وهم) ونظير ذا = لا تدغموا يا معشر الإخوان
والواو في (حتى عفوا) ونظيره = إدغامه حتم على الإنسان
والضاد عال مستطيل مطبق = جهر يكل لديه كل لسان
حاشا لسان بالفصاحة قيم = ذرب لأحكام الحروف معان
كم رامه قوم فما أبدوا سوى = لام مفخمة بلا عرفان
ميزه بالإيضاح عن ظاء، ففي = (أضللن) أو في (غيض) يشتبهان
وكذاك (محتضر) و(ناضرة إلى) = و(ولا يحض) وخذه ذا إذعان
وأبنه عند التاء نحو (أفضتم) = والطاء نحو (اضطر) غير جبان
والجيم نحو (اخفض جناحك) مثله = والنون نحو (يحضن) قسه وعان
والراء كـ (وليضربن) أو لام كـ (فضـ = ـل الله) بين حيث يلتقيان
وبيان (بعض ذنوبهم) و(اغضض) و(أنـ = ـقض ظهرك) اعرفه تكن ذا شان
وكذا بيان الصاد نحو (حرصتم) = والظاء في (أوعظت) للأعيان
إذ أظهروه وأدغموا (فرطت) فاتـ = ـبع في القرآن أئمة الأزمان
واللام عند الراء أدغم مشبعا = محضا إذ الحرفان يقتربان
في نحو (قل ربي) وما عن نافع = فيه وعاصم امحى القولان
وبيانه في نحو (فضلنا) على = رفق لكل مفضل يقظان
وبـ (قل تعالوا)، (قل سلام)، (قل نعم) = وبمثل (قل صدق) اعل في التبيان
والنون ساكنة مع التنوين قد = شرحا معا في غير ما ديوان
وشرحت ذلك في مكان غير ذا = فأنا بذاك عن الإعادة غان
والراء صن تشديده عن أن يرى = متكررا كالراء في (الرحمن)
والدال ساكنة كدال (حصدتم) = أدغم بغير تعسر وتوان
و(لقد لقينا) مظهر و(لقد رأى) = و(المدحضين) أبن بكل مكان
و (الودق) و(ادفع)، (يدخلون) و(قد نرى) = والتاء أدغم عند (طائفتان)
وكذا (أجيبت) و(استطعت) مبين = وكنحو (أتقن) فه بلا كتمان
والظا لدى فاء ونون مظهر = (يحفظن)، (أظفركم) بلا نسيان
والذال (إذ ظلموا)، (ظلمتم) ليس في الـ = ـقرآن غيرهما فمدغمان
وإذا يلاقي الراء بين ذا وذا = في مثل (ذر) و(نذرت للرحمن)
وبـ (مذعنين) وفي (أخذنا) و(اذكروا) = والثاء عند الخاء في الإثخان
بين، و(أعثرنا)، (لبثنا)، (تثقفن = نهم) كذاك و(أيها الثقلان)
وصفير ما فيه الصفير فراعه = كـ (القسط) و(الصلصال) و(الميزان)
والفاء مع ميم كـ (تلقف ما) أبن = والواو عند الفاء في (صفوان)
والميم عند الواو والفاء مظهر = (هم في) وعند الواو في (ولدان)
لكن مع الباء في إبانها وفي = إخفائها رأيان مختلفان
وتبين الحرف المشدد موضحا = مما يليه إذا التقى المثلان
كـ (اليم ما) و(الحق قل) ومثال (ظلـ = ـللنا) لكيما يظهر الأخوان
وإذا التقى المهموس بالمجهور أو = بالعكس، بينه فيفترقان
والهمس في عشر " فشخص حثه = سكت" وجهر سواه ذو استعلان
رتل، ولا تسرف وأتقن، واجتنب = نكرا يجيء به ذوو الألحان
وارغب إلى مولاك في تيسيره = خيرا، فمنه عون كل معان
أبرزتها حسناء، نظم عقودها در = وفصل درها بجمان
فانظر إليها وامقا متدبرا = فيها، فقد فاقت بحسن معان
واعلم بأنك جائر في ظلمها = إن قستها بقصيدة الخاقاني).
[جمال القراء:2/544-547]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:20 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

إتمام الحركات وتجنب اللحن فيها

كلام السخاوى: {...
قال أبو عمرو الداني رحمه الله: فأما المحرك من الحروف بالحركات الثلاث فحقه أن يلفظ به مشبعا...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قال أبو عمرو الداني رحمه الله: فأما المحرك من الحروف بالحركات الثلاث فحقه أن يلفظ به مشبعا، وأن يؤتى بالحركات كوامل من غير اختلاس ولا توهين يؤول إلى تضعيف الصوت بهن، ولا إشباع زائد وتمطيط بالغ يوجبان الإتيان بعدهن بواو أو ألف أو ياء غير ممكنات فضلا عن الإتيان بهن ممكنات.
وأما المسكن من الحروف فحقه أن يخلى من الحركات الثلاث ومن بعضهن من غير وقف شديد ولا قطع مسرف عليه سوى احتباس اللسان في موضعه قليلا في حال الوصل.
وأما المختلس حركته من الحروف فحقه أن يسرع اللفظ به إسراعا يظن السامع أن حركته قد ذهبت من اللفظ لشدة الإسراع، وهي كاملة في الوزن تامة في الحقيقة، إلا أنها لم تمطط، ولا ترسل بها، فخفي إشباعها ولم يتبين تحقيقها.).[جمال القراء:2/525- 543]
كلام السخاوى: {...واعلم أن الحرفين المتحركين تشبع حركة الأول منهما لينفصل بذلك من صاحبه...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
واعلم أن الحرفين المتحركين تشبع حركة الأول منهما لينفصل بذلك من صاحبه، سواء كانا مثلين نحو {عددا} و{جعل لكم}، أو غير مثلين إلا أن الحركتين متماثلتان نحو {كتب ربكم}و {وجعل بينهما}، أو مختلفي الحركة من الضرب الأول نحو {إبراهيم مصلى} و{يعلم ما}، أو من الضرب الثاني نحو {الحمد لله} و{قال موسى}، {وحاق بهم}، أو كانت حركة الأول من الحرف المتحرك بعده، نحو: {في نفس يعقوب}، {نعبد وإياك}، ونحو كسرة الصاد من {الصيام} والخاء من {الخيام} وضمة الياء من {ليواطئوا}، كل ذلك تشبع فيه الحركة وتظهر ليتخلص مما بعده.
وكذلك إن وقع بين المتحركين ساكن بينت حركتها وأظهرت الساكن بينهما نحو {مستهزئون} و{والمنخنقة}، ومن ذلك {الذي اؤتمن} يظهر كسرة الذال وضمة التاء لتبين الهمزة الساكنة بينهما.
وإن سكن الثاني من المثلين نحو: {صددناكم} و{قصصنا} و{ضللنا} وجب بيانهما.).[جمال القراء:2/525- 543](م)
كلام السخاوى: {ومما ينبغي أن لا تشبع الكسرة في نحو {لا شية فيها}...لئلا تشبع الكسرة فتتولد منها ياء ساكنة...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
ومما ينبغي أن لا تشبع الكسرة في نحو {لا شية فيها}، و{الغاشية} و{دية} ونحو ذلك من الكسرات الكائنة قبل هذه الياء المفتوحة لئلا تشبع الكسرة فتتولد منها ياء ساكنة قبل الياء المفتوحة، وذلك لحن، فإن كان الياء ساكنة أشبعت الكسرة نحو {بيتي} فيمن أسكن الياء، و{إني} و{وجهي} ومختلس لمن يفتح هذه الياءات، فعلى هذا تكون الكسرة في نحو {والعاديات} مختلسة، وفي نحو {فالمغيرات} مشبعة،
وكذلك الضمة قبل الواو المفتوحة تكون مختلسة لئلا يتولد من إشباعها واو ساكنة قبل الواو المفتوحة نحو: {هو الله} وكذلك الواو المشددة في نحو {قوة إلى قوتكم}.[جمال القراء:2/525- 543]
كلام السخاوى: {...
و{الخالية} و{ماهيه} و{شية} و{دية} لا تشبع الكسرة قبل هذه الياء ولكن تخفف لئلا يتولد في اللفظ ياء ساكنة قبل الياء المفتوحة وذلك لحن...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
... فإن كانت الواو المضموم ما قبلها مفتوحة نحو {هو الله} كانت قبل هذه الواو غير مشبعة، بل قريبة من الاختلاس، فإنها إذا أشبعت جاء بعدها واو ساكنة قبل الواو المفتوحة، وكذلك تخفف الضمة قبل الواو المشددة نحو (القوة) و(النبوة)، لأنها إذا أشبعت ضعف تشديد الواو بعدها، إنما تضم القاف من (قل). وكذلك الياء المفتوحة المكسور ما قبلها نحو {الغاشية}
و{الخالية} و{ماهيه} و{شية} و{دية} لا تشبع الكسرة قبل هذه الياء ولكن تخفف لئلا يتولد في اللفظ ياء ساكنة قبل الياء المفتوحة وذلك لحن. فإن كانت الياء ساكنة أشبعت الكسرة قبلها نحو {بيتي للطائفين} لمن يسكن الياء من {بيتي}، وكذلك {وجهي للذي} فعلى هذا يفرق بين لفظ {العاديات} و{فالموريات} وبين لفظ {المغيرات}).[جمال القراء:2/525- 543]
كلام السيوطى: {... المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات...}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
... لا يخرج إلى حد التمطيط
... قال الرافعي: قال الجمهور: ... المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات حتى يتولد من الفتحة ألف ومن الضمة واو ومن الكسرة ياء أو يدغم في غير موضع الإدغام فإن لم ينته إلى هذا الحد فلا كراهة.
قال في زوائد الروضة: والصحيح أن الإفراط على الوجه المذكور حرام يفسق به القارئ ويأثم المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم قال وهذا مراد الشافعي بالكراهة .).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:20 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

أحكام النون الساكنة والتنوين

كلام السخاوى: {
وفي النون الساكنة والتنوين جانب كبير من التجويد، من الإظهار، والإدغام بغنة وبغير غنة، والإخفاء، والقلب...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وفي النون الساكنة والتنوين جانب كبير من التجويد، من الإظهار، والإدغام بغنة وبغير غنة، والإخفاء، والقلب، وقد ذكرت ذلك في شرح القراءات مبينا. ومنهم من يخفيها عند الغين والخاء، والعمل إنما هو على الإظهار، ومن أجاز الإخفاء فلقربهما من حروف الفم التي تخفيان عندها، ومن أظهر أجرى الغين والخاء مجرى باقي حروف الحلق، ولا يصح أن تجتمعا مع الألف من أجل السكون، ولا تكون النون الساكنة في كلمة واحدة مع الراء واللام لأنها تقارب هذين الحرفين جدا في المخرج وتخالفها في الصفة وهي الغنة، فيثقل الجمع بينهما وبينها. ) [جمال القراء:2/525- 543]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:21 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

باب الإظهار

كلام السخاوى:{...
يرتفع العضو في حال الإظهار ارتفاعتين...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ) :
( فما الفرق بين حال الإدغام والإظهار؟ قلت: يرتفع العضو في حال الإظهار ارتفاعتين وفي حال الإدغام ارتفاعة واحدة.).[جمال القراء:2/485 -497](م)
كلام السخاوى: {...فيما يجوز إظهاره لغتان نزل بهما القرآن...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ) :
(والإدغام والإظهار فيما يجوز إظهاره لغتان نزل بهما القرآن.).[جمال القراء:2/485 -497](م)

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:24 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

باب الإدغام
كلام السخاوى: {...ومعنى الإدغام أن تصل حرفا ساكنا بحرف متحرك مماثل له يرتفع العضو عنهما ارتفاعة واحدة...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (يقال: أدغمت الفرس اللجام: إذا أدخلته في فيه. قال أهل العربية: ومنه أخذ إدغام الحروف، يقال: أدغمت الحرف وادغمته، والادغام افتعال من ذلك، ويقال أيضا: دغمهم الحر بفتح الغين وكسرها: أي غشيهم، والأحسن أن يكون مأخوذا من هذا، وقد قيل: إنه مأخوذ منه. ومعنى الإدغام أن تصل حرفا ساكنا بحرف متحرك مماثل له يرتفع العضو عنهما ارتفاعة واحدة، وإنما قلت "العضو" ولم أقل اللسان كما قال غيري، لأن مثل ثوب بكر لا يقال فيهما: ارتفع اللسان عنهما ارتفاعة واحدة.
فإن قيل: هل دخل الحرف الذي أسكنته في الثاني؟ قلت: ذاك محال أن يدخل حرف في حرف، فإن قيل: فإذا لم يصح دخوله فيه وهو ساكن إلى جنبه فكذلك كان قبل الإدغام فما الفرق بين حال الإدغام والإظهار؟ قلت: يرتفع العضو في حال الإظهار ارتفاعتين وفي حال الإدغام ارتفاعة واحدة. والدليل على ما قلته من كون الأول ساكنا أن كل حرف مشدد في تقطيع العروض حرفان الأول ساكن، وتقول: (بسقطللوى بيند دخول فحومل).
فإن قلت: فلم أسكنوا الأول؟ قلت: لو لم يسكنوه لفصلت الحركة بينهما فلم تحصل الدفعة الواحدة.
وقد كره إدغام أبي عمرو قوم وعابوه، وقالوا: إن ذلك تغيير لحروف القرآن ويؤدى إلى زوال معاني كلماته، وأنه لا أصل له ولا أثر يؤيده، إنما هو شيء تفرد به أبو عمرو، وكذلك عابوا من الإدغام مالم يتفرد به أبو عمرو، قال عاصم: قرأت يوما على أبي عبد الرحمن السلمي حتي تحول من مجلس القرآن إلى حلقة فيها نفر من الصحابة، وكان إذا فرغ من مجلس الإقراء يجلس إليهم وفيهم زر بن حبيش، وشقيق بن سلمة، والمسيب، وكان يجالسهم يزيد بن الحكم الثقفي، فقلت: إن أهل المجلس يدغمون حروفا كثيرة ويقولون: ذلك جائز في الكلام، فذكرت {هل ترى} وقلت: يقولون (هترى) و{لبثت} فقلت: يقولون (لبت) وأشباه ذلك فأعظموا ذلك جميعا، ثم قال أبو عبد الرحمن: قاتلهم الله، أخذوا هذا من قول الشعر، فإن الشاعر يدغم وينقص من الحروف لئلا ينكسر عليه البيت.
وقال عاصم في هذا الحديث: فقلت في {ماهيه}: (ماهي) فقال أبو عبد الرحمن: ويحك! رأس آية، فلم نقصت؟ قال: وكان في ذلك منهم كلام، وذكرت له {يتسنه} فقلت: (يتسن) فهذا معنى قول أبي عبد الرحمن: يدغم وينقص.
وقال أبو العباس بن مسروق: وسمعت أبا حمدون المقرئ رحمه الله يقول: صليت ليلة فقرأت فأدغمت حرفا، فحملتني عيني فرأيت كأن نورا قد تلبب بي وهو يقول: بيني وبينك الله. فقلت: من أنت؟ قال: أنا الحرف الذي أدغمتني. قلت لا أعود، فانتبهت فما عدت أدغم حرفا. وكأن أبا عبد الرحمن والجماعة الذين ذكرهم عاصم لم يبلغهم الإدغام وترك هاء السكت في الوصل فأنكروا ذلك.
وأما أبو حمدون فكان من الأئمة الزهاد الفضلاء، وقد تقدم أنه أخذ القراءة عن الكسائي، وقرأ أيضا على يعقوب الحضرمي، وكان يعقوب لا يدغم دال (قد) وذال (إذ) ولا تاء التأنيث، ولا لام (هل) و(بل) فيجوز أن يكون أخذ ذلك من يعقوب، وكان الحرف الذي أدغمه من هذه الحروف، وكان في نفسه شيء من إدغام الكسائي لذلك، فرأى ذلك في منامه، أو يعني بقوله: فما عدت أدغم حرفا: في الصلاة، فقد كره بعض الأئمة الإدغام في الصلاة، مع أن القراءة المنقولة عنه الإدغام، وسأذكر ذلك فيما بعد إن شاء الله، ولا يشك في دينه وصلاحه.
قال أبو العباس بن مسروق – وكان من أصحاب أبي حمدون، وممن أخذ القراءة عنه: حدثني أبو حمدون المقرئ قال: كنت ليلة قائما أصلي وصاحب لي يقال له محمد الخياط قائم يصلي بحذائي على سطح، فحملتني عيني فرأيت كأن موسى بن عمران عليه السلام قد أهوى إليه بحربة ليطعنه بها، فأوجزت الصلاة وناديته، يا محمد، يامحمد، ويحك، مالك ولموسى بن عمران، قال: قرأت فبلغت إلى قوله عزوجل: {رب أرني أنظر إليك} فقلت: ما كان أجرأه، يقول لله عزوجل: {أرني أنظر إليك} قلت فإني قد رأيته يومئ إليك بالحربة ليطعنك بها.
وكان أبو حمدون يقصد المواضع التي ليس فيها أحد يقرئ الناس، فيقرئهم حتى إذا حفظوا انتقل إلى آخرين بهذا النعت، ذكر ذلك ابن المنادي أبو الحسن.
وأما قول من قال: إن الإدغام شيء انفرد به أبو عمرو وأنه غير مأثور، فليس كذلك، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في كلام له: ((ليس لهذا بعت)) بالإدغام. قال أبو عمرو الداني: هكذا رواه أئمتنا.
قال أبو عمرو: وروى سفيان بن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ: (( لتخت عليه أجرا)) مدغما، ساقطة الذال مكسور الخاء. وسمع ابن عباس يقرأ: (كم لبت قال لبت) و(هتري) بالإدغام. وروي الإدغام عن أبي الدرداء، والحسن، وعبد الله بن كثير، والأعمش وابن محيصن، وطلحة بن مصرف، وعيسى بن عمر، ومسلمة بن محارب. روى عيسى عن الحسن (فطبع على) بالإدغام، وروى عنه سليمان بن أرقم (شهر رمضان) وروى لي أبو القاسم شيخنا رحمه الله عن ابن هذيل، عن أبي داود عن أبي عمرو، حدثنا فارس بن أحمد المقرئ، ثنا عبد الله بن الحسين، ثنا أحمد بن موسى، عن مضر بن محمد، ثنا حامد بن يحيي البلخي عن الحسن بن محمد، عن شبل، عن عبد الله بن كثير رحمه الله أنه كان يدغم في الرفع، نحو {يشفع عنده}، و{يعلم ما}، وكل شيء كان في القرآن مرفوعا.
قال أبو عمرو: حدثنا خلف بن إبراهيم بن حمدان المقرئ، وذكر إسنادا له عن الأعمش أنه كان يدغم كل شيء في القرآن إذا التقي حرفان من جنس واحد، نحو: {إنه هو} و{يعلم ما}. و{يشفع عنده} و{نسبحك كثيرا} و{لا أبرح حتى}.
قال أبو عمرو: وحدثنا على بن الحسن الشافعي، ثنا الحسن بن رشيق، ثنا أحمد بن شعيب قال: قال لي أحمد بن نصر، ثنا مت بن عبد الرحمن، عن عيسى بن عمر الكوفي، عن طلحة اليماني {إنه هو التواب} يدغم هذه عند مثلها إذا التقيا في جميع القرآن.
قال أبو عمرو: وأخبرنا أحمد بن عمر القاضي، ثنا علي بن أحمد بن محمد بن سلامة، ثنا أبو عبد الرحمن، أخبرني أحمد بن نصر، ثنا مت عن عيسى، عن طلحة أنه قرأ {ليوسف في الأرض} و{إنك كادح}.
قال أبو عمرو: وحدثنا خلف بن حمدان المالكي المقرئ: ثنا أحمد بن محمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا القاسم بن سلام، ثنا حجاج بن محمد، ثنا عيسى بن مجاهد، ثنا هارون بن موسى عن ابن محيصن أنه كان يدغم كل شيء في القرآن من حرفين يلتقيان من جنس واحد، نحو {يعلم ما } و{إنه هو} و{يشفع عنده}و{لا أبرح حتى} و{نسبحك كثيرا} وشبهه.
قال: وحدثني فارس بن أحمد، ثنا عبد الله بن الحسين، ثنا أحمد بن موسى، ثنا نصر بن محمد، ثنا حامد بن يحيى، عن الحسن بن محمد، عن شبل ابن عباد، عن ابن محيصن أنه كان يدغم في الرفع نحو: {يشفع عنده}، و{يعلم ما} وكل شيء في القرآن إذا كان أول المثلين مرفوعا.
وروى أبو عمرو عن عيسى بن عمر أنه كانت قراءته: {نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا} بالإدغام.
قال: وحدثنا طاهر بن غلبون المقرئ، ثنا أبو بكر بن مجاهد قال: كان مسلمة بن محارب من علماء العربية، وكان يقرأ بالإدغام، بقراءة أبي عمرو، ويزيد حروفا لم يدغمها أبو عمرو.
قال: وأخبرني أبو الحسن شيخنا -يعني ابن غلبون- قال: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا صالح بن زياد، عن اليزيدي، عن أبي عمرو أنه قال: الإدغام كلام العرب الذي يجري على ألسنتها ولا يحسنون غيره، وتصديق ذلك في كاتب الله عزوجل: {فهل من مدكر} و{اطيرنا} و{اثاقلتم} و{فمن اضطر}، وقبل كل شيء: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
والإدغام لا ينقص من الكلام شيئا، إلا أنك إذا أدغمت شددت الحرف فلم تنقص منه شيئا، قال: والعرب إذا أرادت التخفيف أدغمت، فإذا كان الإدغام أثقل من الإتمام أتمت. ولا يحمل هذا الكلام من أبي عمرو على أنه أراد أن العرب لا تحسن الإظهار ألبتة، وإنما أراد أنها لا تحسنه في مثل {مدكر}، ونحو الراء من {الرحمن} والراء من {الرحيم}، وإذا كان الإدغام في كلامها واجبا فكيف يعاب الإدغام إذا كان جائزا؟ والإدغام والإظهار فيما يجوز إظهاره لغتان نزل بهما القرآن.).[جمال القراء:2/485 -497](م)
كلام السخاوى: {...ومخرج كل مدغم من مخرج المدغم فيه لا من مخرجه وذلك من حيث انقلب إلى لفظه...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قال أبو عمرو: ومخرج كل مدغم من مخرج المدغم فيه لا من مخرجه وذلك من حيث انقلب إلى لفظه واعتمد اللسان عليه دونه.
قال: ومعنى الإدغام: إدخال شيء في شيء وتغييبه فيه، مأخوذ من قول العرب: أدغمت الفرس اللجام: إذا أدخلته في فيه. وقال بعض أهل اللغة: الدغم: التغطية، وقد أدغمه: إذا غطاه.).[جمال القراء:2/525- 543](م)
كلام السخاوى: {... وكل ما يصح في الإدغام الكبير لأبي عمرو إدغامه...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
... وكل ما يصح في الإدغام الكبير لأبي عمرو إدغامه، فواجب إظهاره لغيره والعناية بتبينه وإيضاحه.).[جمال القراء:2/525- 543](م)
أثر نافع: {...أنه أدغم النون الساكنة والتنوين عند الغين والخاء...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ) :
(وروى ابن سعدان عن المسيبي عن نافع أنه أدغم النون الساكنة والتنوين عند الغين والخاء، وروى أيضا – أعني ابن سعدان – عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغمها عند الخاء.).[جمال القراء:2/485 -497](م)

كلام السخاوى: {...فإن قلت: فما وجه إدغام التنوين والنون عند الغين والخاء فيما روي عن نافع، وعن أبي عمرو؟...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):

فإن قلت: فما وجه إدغام التنوين والنون عند الغين والخاء فيما روي عن نافع، وعن أبي عمرو؟
قلت: الإدغام لغة بعض العرب، والبيان أشهر وأجود وأكثر، وإنما أخفاها بعض العرب عند الغين والخاء إجراء لهما مجرى القاف لأنهما من المخرج الثالث وهو أدنى مخارج الحلق إلى اللسان).[جمال القراء:2/485 -497](م)

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:24 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

باب الإخفاء
كلام السخاوى: {...وحقيقته في اللغة الستر...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قال أبو عمرو الداني رحمه الله: ... وكذا حق المخفي حركته من الحروف سواء، قال سيبويه: المخفي بوزن المظهر. وقال غيره: هو بزنته إلا أنه أنقص صوتا منه، وحقيقته في اللغة الستر، ومن ذلك قوله عز وجل: {أكاد أخفيها} أي أسترها.
قال: والمخفي شيئان: حرف وحركة، فإخفاء الحرف نقصان صوته، وإخفاء الحركة نقصان تمطيطها.).[جمال القراء:2/525- 543]
كلام السخاوى: {...وأما إخفاء النون والتنوين فحقه أن يؤتى بهما لا مظهرين ولا مدغمين...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (
الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق

قال: وأما المخفى فعلى نوعين: إخفاء الحركات وإخفاء التنوين والنون: وأما إخفاء الحركات فحقه أن يضعف الصوت بهن ولا يتم.
وأما إخفاء النون والتنوين فحقه أن يؤتى بهما لا مظهرين ولا مدغمين، فيكون مخرجهما من الخياشيم لا غير، ويبطل عمل اللسان بهما، ويمتنع التشديد لامتناع قلبهما، وذلك إذا لقيا حروف اللسان غير الراء والياء واللام.
قال: وقال لي الحسين بن علي: قال لنا أحمد بن نصر: المخفى ما بقي معه غنة.).[جمال القراء:2/525- 543](م)

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:25 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

أحكام الميم الساكنة

كلام السخاوى: {
قلت: وقد وقع الاختلاف بين القراء في الميم
من نحو قوله تعالى:{هم فيها خالدون}...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قلت: وقد وقع الاختلاف بين القراء في الميم من نحو قوله تعالى: {هم فيها خالدون}، {ونذرهم في طغيانهم}، فمذهب ابن مجاهد والبغداديين: أبي جعفر بن فرج، وأبي علي الصواف، وابن شنبوذ، وابن المنادي، وابن مقسم، وأبي بكر النقاش، وأبي الحسين بن بويان، وعبد الواحد بن أبي هاشم – إظهارها عند الفاء، ويأخذون بذلك لسائر القراء، وعلى ذلك جميع أهل الأمصار، وهو اختيار عامة القراء.
وقال جماعة بإخفاء الميم الساكنة عند الفاء إذا كان من كلمتين، منهم أبو عبيد، واللؤلؤي، وأبو برزة عن الدوري، عن اليزيدي، وأبو زيد عن أبي عمرو، وابن جرير عن السوسي عن اليزيدي، ويظهرون غنة الميم.
وروي عن الكسائي إدغام ذلك حيث كان مع إظهار الغنة من غير استثناء شيء من ذلك، وعلى ذلك الكوفيون. والإخفاء مذهب البصريين وعليه قراءتهم، وبه أخذ ابن الجرير، والمعدل، والعدوي، ونص على سيبويه، وبه أخذ الرازيون أيضا كالفضل بن شاذان وأبوه وبنوه، والعباس بن الفضل، وأبو علي بن العباس.
فأما عند الواو نحو {عليهم ولا هم يحزنون}، {أنتم وأزواجكم} ونحو ذلك، فيجب إظهار الميم وبيانها وبيان سكونها، وكثير من الناس لا يحسن ذلك فيحرك الميم وهو خطأ يجب التحفظ منه.).[جمال القراء:2/525- 543]

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:28 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

المتماثلان والمتقاربان والمتجانسان

كلام السخاوى: {فإن كانت الواو ساكنة مضموما ما قبلها ولقيت واوا نحو {آمنوا وكانوا يتقون} أشبعت الضمة قبلها...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
فإن كانت الواو ساكنة مضموما ما قبلها ولقيت واوا نحو {آمنوا وكانوا يتقون} أشبعت الضمة قبلها ومكنت الواو بعدها وخففت الواو الثانية تخفيفا حسنا متحرزا من أن يصير مثل {عفوا وقالوا} و{آووا ونصروا} لأن هذه تدغم في التي بعدها.) [جمال القراء:2/525- 543]
كلام السخاوى: {وأما المبين من الحروف فحقه إذا التقى بمثله وهما متحركان، أو بمقاربه وهو متحرك أو ساكن، أن يفصل بينهما من غير قطع مسرف...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وأما المبين من الحروف فحقه إذا التقى بمثله وهما متحركان، أو بمقاربه وهو متحرك أو ساكن، أن يفصل بينهما من غير قطع مسرف، ولا سكت شديد، مع إخلاص سكون الساكن وإشباع حركة المتحرك.
قلت: وإذا كانت الواو ساكنة مضموما ما قبلها ولقيت واوا نحو {آمنوا وكانوا يتقون} {هاجروا وجاهدوا} ونحو: {صابروا ورابطوا واتقوا الله} أشبعت الضمة التي قبل الواو ومكنت الواو الساكنة تمكينا جيدا، وحققت الواو المفتوحة تحقيقا حسنا لئلا يصير مثل {عفوا وقالوا} فإن الواو الأولى في ذلك تدغم في الثانية ...
فإن اجتمع ياءان الأولى ساكنة مكسور ما قبلها نحو {في يوم} و{في يوسف} و{الذي يوسوس} فالكسرة قبل الياء الأولى مشبعة ممكنة والياء المفتوحة مخففة.
فإن كانت الياء الأولى مفتوحة فمن أدغم الأولى في الثانية شدد تشديدا جيدا، ومن أظهر فالواجب أن يأتي بهما مخففتين. وكذلك المجتمعتان في كلمة والأولى مكسورة نحو: {أن يحيي} و{من حيي عن بينة} فمن أظهر فالواجب أن يأتي بهما مخففتين مبينتين، لئلا يختلط إحداهما بالأخرى، وكذلك إن سكنت الثانية نحو {يستحيي} أسكنت الحاء قبل الأولى إسكانا جيدا وكسرت بعدها الياء كسرا خفيفا وأسكنت الياء الثانية.
قال أبو عمرو: وأما المدغم من الحروف فحقه إن التقى بمثله أو بمقاربه وهو ساكن أن يدخل فيه إدخالا شديدا فيرتفع اللسان بالحرفين ارتفاعة واحدة لا يفصل بينهما بوقف ولا غيره، ويعتمد على الآخر اعتمادة واحدة، فيصيرا لتداخلهما كحرف واحد، غير أن احتباسه في موضع الحرف لما زاد فيه من التضعيف أكثر من احتباسه فيه بالحرف الواحد.
والحرفان المتقاربان إذا دخل أحدهما في الآخر قلب الأول منهما إلى لفظ الثاني قلبا صحيحا وأدغم فيه إدغاما تاما، هذا ما لم يكن للأول صوت يبقى نحو صوت النون والتنوين إذا أدغما في الياء والواو، وصوت الطاء إذا أدغمت في التاء وبقي ذلك الصوت مع الإدغام، فإن الأولى تقلب قلبا صحيحا ولا تدغم إدغاما تاما، إذ لو فعل ذلك به لذهب ذلك الصوت بذهابه لعدم وجوده في غيره.
قلت: وكذلك كان يكون الحكم في قوله عز وجل: {أوعظت} إلا أن أجلاء القراء أجمعوا على إظهاره ولم يدغموه، لأن الصوت الزائد فيه دون ما في الطاء، فرأوا أنهم إذا أدغموه لم يبق من ذلك الصوت إلا شيء خفي فأظهروه لذلك، وفي إظهاره تنبيه على أن إظهار هذا الجنس وإدغامه جائز، وقد روى نصير وجماعة عن الكسائي (أوعت) بإدغام الظاء وصوتها كما تقول: أوعدت من الوعد.
قال أبو عمرو: ومخرج كل مدغم من مخرج المدغم فيه لا من مخرجه وذلك من حيث انقلب إلى لفظه واعتمد اللسان عليه دونه.).[جمال القراء:2/525- 543](م)
كلام السخاوى: {
واعلم أن الحرفين المتحركين تشبع حركة الأول منهما لينفصل بذلك من صاحبه...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (
الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
واعلم أن الحرفين المتحركين تشبع حركة الأول منهما لينفصل بذلك من صاحبه، سواء كانا مثلين نحو {عددا} و{جعل لكم}، ... وإن سكن الثاني من المثلين نحو: {صددناكم} و{قصصنا} و{ضللنا} وجب بيانهما. وأما عكس هذا فإنه يدغم الأول في الثاني، ولا ينبغي أن يبالغ في تشديد المدغم حتى يخرج عما يجب له، وذلك من الخطأ الذي يظنه الجهال تجويدا نحو {لكم ما}، {ومنهم من} {وقد دخلوا} و{إذ ذهب مغاضبا}.). [جمال القراء:2/525- 543](م)
كلام السخاوى: {...والضاد تبين عند التاء نحو {أفضتم}،{وخضتم}...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (
الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وتبين الدال عند الخاء نحو {مدخلا}،{يدخلون}، وعند النون نحو {قد نرى}،{ولقد نصركم الله}، {ثم رددناه}.
والضاد تبين عند التاء نحو {أفضتم}،{وخضتم}.
وعند الجيم نحو {واخفض جناحك} وعند الطاء نحو {فمن اضطر}.
ومن الناس من لا يحسن بيان سكونها فيقول{فمن اضطر} فيضم الضاد فيجب التحفظ من ذلك.)[جمال القراء:2/525- 543]
أثر الأعمش: {...
أنه كان يدغم كل شيء في القرآن من حرفين يلتقيان من جنس واحد...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ) :
(قال أبو عمرو: حدثنا خلف بن إبراهيم بن حمدان المقرئ، وذكر إسنادا له عن الأعمش أنه كان يدغم كل شيء في القرآن إذا التقي حرفان من جنس واحد، نحو: {إنه هو} و{يعلم ما}. و{يشفع عنده} و{نسبحك كثيرا} و{لا أبرح حتى}.
قال أبو عمرو: وحدثنا على بن الحسن الشافعي، ثنا الحسن بن رشيق، ثنا أحمد بن شعيب قال: قال لي أحمد بن نصر، ثنا مت بن عبد الرحمن، عن عيسى بن عمر الكوفي، عن طلحة اليماني {إنه هو التواب} يدغم هذه عند مثلها إذا التقيا في جميع القرآن.
قال أبو عمرو: وأخبرنا أحمد بن عمر القاضي، ثنا علي بن أحمد بن محمد بن سلامة، ثنا أبو عبد الرحمن، أخبرني أحمد بن نصر، ثنا مت عن عيسى، عن طلحة أنه قرأ {ليوسف في الأرض} و{إنك كادح}.
قال أبو عمرو: وحدثنا خلف بن حمدان المالكي المقرئ: ثنا أحمد بن محمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا القاسم بن سلام، ثنا حجاج بن محمد، ثنا عيسى بن مجاهد، ثنا هارون بن موسى عن ابن محيصن أنه كان يدغم كل شيء في القرآن من حرفين يلتقيان من جنس واحد، نحو {يعلم ما } و{إنه هو} و{يشفع عنده}و{لا أبرح حتى} و{نسبحك كثيرا} وشبهه.
قال: وحدثني فارس بن أحمد، ثنا عبد الله بن الحسين، ثنا أحمد بن موسى، ثنا نصر بن محمد، ثنا حامد بن يحيى، عن الحسن بن محمد، عن شبل ابن عباد، عن ابن محيصن أنه كان يدغم في الرفع نحو: {يشفع عنده}، و{يعلم ما} وكل شيء في القرآن إذا كان أول المثلين مرفوعا.
وروى أبو عمرو عن عيسى بن عمر أنه كانت قراءته: {نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا} بالإدغام.)[جمال القراء:2/485 -497](م)
كلام السخاوى: {...
وحكى الخزاعي عن أصحابه {يلهث ذلك} بالإدغام عن ابن كثير. وقال ابن مجاهد: قرأتها على قنبل بالإظهار، وكذلك روى حفص عن عاصم....}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ) : (روى ابن جبير عن اليزيدى {الموت تحبسونهما} و{الموت توفته رسلنا} بإظهار التاء في ذلك، وقد نسب ابن جبير في ذلك إلى الغلط عن اليزيدي.
وكان ابن مجاهد يكره إدغام الواو من نحو: {هو ومن} و{هو والملائكة}، وذلك رأى منه في ظاهر الأمر. وقد روى ابن سعدان وابن جبير عن اليزيدي إدغام ذلك عن أبي عمرو، وكذلك روى محمد بن عمرو بن رومي، عن اليزيدى، عن أبي عمرو أنه قرأ {هو والذين آمنوا معه} مدغمة.
وحكى القاسم بن عبد الوارث، عن أبي عمر، عن اليزيدى: {من أنصار * ربنا} بالإدغام، وذلك مردود.
وكان ابن مجاهد يكره أيضا إدغام {آل لوط} ولم يرو ذلك ولا عزاه إلى أحد، وقياس قول اليزيدي يقتضي الإدغام.
وكره ابن مجاهد أيضا إدغام {يحزنك كفره}، {ومن يبتغ غير الإسلام} وبابه. والذي روى أبو عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي عمرو الإدغام في {يبتغ غير الإسلام} وكذلك روى الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي.
وحكى الخزاعي عن أصحابه {يلهث ذلك} بالإدغام عن ابن كثير. وقال ابن مجاهد: قرأتها على قنبل بالإظهار، وكذلك روى حفص عن عاصم.
وروى الحلواني عن القواس {اتخذتم} بالإدغام. وعن حفص فيما رواه أبو عمرو عن أبي عمارة عنه: {غربت تقرضهم} بالإظهار، وفي رواية الأعشى عن أبي بكر إظهار {اتخذتم} و{اتخذت} و{تخذت}، وفي قوله عزوجل: {ثم أخذت الذين كفروا} في سورة فاطر، ويدغم {أخذتم} في كل القرآن. وقد روي عن الأعشى أيضا أنه أدغم {أخذت الذين كفروا}.
وعن الأعشى {حملت ظهورهما} و{بعدت ثمود} و{كذبت ثمود} و{كانت ظالمة} و{لقد ظلمك}، {ولقد ضل}، {ولقد صرفنا} يدغم جميع ذلك. وروي عنه: {ودت طائفة} بإظهار التاء.
وحكى ابن جبير عن الكسائي عن عاصم أنه يدغم {قالت طائفة} و{ودت طائفة} لا يقطع التاء قطعا شديدا.
قال: {ومن يرد ثواب} و{لقد صدقكم} يقرأ عاصم على قريب من الإدغام، وقال مثل ذلك عن عاصم في قوله عز وجل: {قد سمع الله}، {إذ ظلموا}، {حرمت ظهورها}، {كهيعص * ذكر}، {ولقد ذرأنا}، {وجاءت سكرة الموت}، {اثقلت دعوا}، {نضجت جلودهم}، {حصرت صدورهم}، {لهدمت صوامع}، {كما بعدت ثمود}، {إذ دخلوا عليه}، {ولقد زينا}، {أجيبت دعوتكما}، {خبت زدناهم}، {قد شغفها}، {فهل ترى لهم}، {هل ترى من فطور} أهل المدينة على قريب من الإدغام، وعاصم أشد إظهارا، ولا يفحش عاصم الإظهار.
وحكى ابن جبير عن الكسائي عن عاصم أيضا إدغام نحو {لقد جئناهم}، و{قد ضلوا}، وبين الذال في {اتخذتم} وهذا غريب.
وكان حمزة – رحمه الله – فيما ذكر عبد الواحد لا يدغم في الصلاة، قال: وحدثنا القطيعي، حدثنا أبو هشام، ثنا سليم عن حمزة رحمه الله أنه كان يكره الإدغام في الصلاة ويقرأ: {والصافات صفا * فالزجرات زجرا * فالتاليات ذكرا}، {والذاريات ذروا} يبين التاء ويخفض.
وروى نصير عن الكسائي في: {أوعظت} و{نخسف بهم} لا يظهر الفاء والظاء إظهارا بينا ولا يدغم إدغاما حتى لا يبقى منهما شيء، ولكن يخفيهما، ولم يرو عن أحد أنه أدغم هذا غير الكسائي – أعني الفاء في الباء.
وقال أبو طاهر في رواية أبي الحارث عن الكسائي: {ومن يفعل ذلك} بإدغام اللام في الذال، هذا لا يليق بمذهب الكسائي رحمه الله، فإنه قد أظهر هذه اللام – أعني التي سكونها غير لازم عند حرف هو أقرب إليه من الذال، وهو قوله عز وجل: {ومن يبدل نعمة الله} قال: فلو كان يرى إدغامها في الذال لكان قد أدغمها فيما هو أشبه بمخرجها من الذال، قال: وذلك أن الفراء وقطربا زعما أن اللام والنون مخرجهما واح د، ولم نره أدغم لاما أصلها الحركة في حرف يقرب منها غير ما ذكرنا عن أبي الحارث، قال. ولست أشك أنه وهم منه.
قلت: ليست القراءة بقياس، إنما ترجع إلى النقل. وقول أبي طاهر غير محقق.
وروى ابن سعدان عن المسيبي عن نافع أنه أدغم النون الساكنة والتنوين عند الغين والخاء، وروى أيضا – أعني ابن سعدان – عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغمها عند الخاء. وحكى أبو عبد الرحمن عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغم الحاء في العين في قوله عز وجل: {فمن زحزح عن النار} وحدها، وحكى أبو عمر في رواية أبي الزعراء عنه عن اليزيدي عن أبي عمرو قال: من العرب من يدغم الحاء في العين كقوله: {فمن زحزح عن النار} قال: وكان أبو عمرو لا يرى ذلك.
وحكى قاسم بن عبد الوارث عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغم: {المسيح عيسى} ،{فلا جناح عليهما}.
وحكى البرمكي عن أبي عمر عن اليزيدي أن أبا عمرو أدغم {بِوَرِقِكُم}. وحكى ابن واصل عن اليزيدي أنه أدغم {ميثاقكم} و{خلقكم}.
وقال ابن جبير: إن اليزيدي أدغم {أنظر إليك} قال: وحكي أيضا عن اليزيدي عن أبي عمرو إظهار {ونحن له} وإدغام {بعد ذلك}.
وحكى أبو عبد الرحمن عن أبيه {داود ذا الأيد}، وكذلك حكى ابن عبد الوارث، عن أبي عمر، عن اليزيدي، عن أبي عمرو، وزاد ابن عبد الوارث في روايته: {لداود سليمان} و{داود زبورا} بالإدغام.
وحكى ابن جبير عن اليزيدي: {بعد ضراء مسته} وكذلك روى الأصبهاني عن ابن سعدان، عن اليزيدي.
وحكى ابن عبد الوارث عن أبي عمر، عن اليزيدي، عن أبي عمرو أنه أدغم {ببعض ذنوبهم} و{ملء الأرض ذهبا}.
وروى العباس عن أبي عمرو إدغام الباء في الفاء في قوله عز وجل: {لا ريب فيه} في جميع القرآن.
وحكى أبو عبد الرحمن عن أبيه أنه قال: يلزم أبا عمرو أن يدغم {طلقكن}.
قال الشيخ عبد الواحد: وإلزامه ذلك أبا عمرو يؤدي بأنه لم يكن يرى إدغامه، قال: وكان أبو بكر رحمه الله لا يرى إدغامه – يعني ابن مجاهد.
قال أبو طاهر: ولم يلتق في القرآن غين مع غين إلا قوله عز وجل: {ومن يبتغ غير الإسلام} قال: وإدغامه عندنا قبيح لسقوط الياء بعد الغين، وقد روى أبو عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي عمرو إدغامه، وكذلك روى الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي. ولم يلتق في القرآن خاءان.
فإن قلت: فما وجه إدغام التنوين والنون عند الغين والخاء فيما روي عن نافع، وعن أبي عمرو؟
قلت: الإدغام لغة بعض العرب، والبيان أشهر وأجود وأكثر، وإنما أخفاها بعض العرب عند الغين والخاء إجراء لهما مجرى القاف لأنهما من المخرج الثالث وهو أدنى مخارج الحلق إلى اللسان).[جمال القراء:2/485 -497](م)

كلام السخاوى: { وقال أبو طاهر في رواية أبي الحارث عن الكسائي:{ومن يفعل ذلك}بإدغام اللام في الذال، هذا لا يليق بمذهب الكسائي رحمه الله، فإنه قد أظهر هذه اللام ...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ) : ( وقال أبو طاهر في رواية أبي الحارث عن الكسائي:{ومن يفعل ذلك}بإدغام اللام في الذال، هذا لا يليق بمذهب الكسائي رحمه الله، فإنه قد أظهر هذه اللام – أعني التي سكونها غير لازم عند حرف هو أقرب إليه من الذال، وهو قوله عز وجل: {ومن يبدل نعمة الله}قال: فلو كان يرى إدغامها في الذال لكان قد أدغمها فيما هو أشبه بمخرجها من الذال، قال: وذلك أن الفراء وقطربا زعما أن اللام والنون مخرجهما واحد، ولم نره أدغم لاما أصلها الحركة في حرف يقرب منها غير ما ذكرنا عن أبي الحارث، قال. ولست أشك أنه وهم منه.
قلت: ليست القراءة بقياس، إنما ترجع إلى النقل. وقول أبي طاهر غير محقق.
).[جمال القراء:2/485 -497](م)
مسألة:
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (ذكر القصر والمد
إن قيل: لم لم يدغم أبو عمرو بن العلاء رحمه الله في إدغامه الكبير {أنا نذير} وقد التقى النونان في اللفظ؟
فالجواب أنهم حافظوا على حركة هذه النون بأنهم وقفوا عليها بالألف أو بالهاء، لا بد من ذلك، فإذا وقعت المحافظة عليها في الوقف الذي تذهب فيه الحركة فكيف لا يحافظ عليها في الوصل الذي تثبت فيه! وأيضا فإنهم أرادوا الفرق بينها وبين "أن" الناصبة للفعل، وإنما يفرق بينهما بحركة هذه، فلو أدغمت لأشبهت ما قصد التفرقة بينه وبينه في نحو {أن نأخذ}.).[جمال القراء:2/522 - 524]
مسألة:
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (ذكر القصر والمد
إن قيل: لم أدغم حمزة في وقفه حرف المد في {خطيئته}و{قروء}، ولا يجيز أحد إدغام نحو {قالوا وأقبلوا} ولا نحو: {في يوم}؟
والجواب أن ذلك للتفرقة بين الزائد والأصلي.
فإن قيل: فلم أدغم في نحو زيدي؟
قيل: حملا على التثنيه في نحو زيدي، والشبه بينهما ظاهر. والله أعلم).[جمال القراء:2/522 - 524]

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:44 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

ذكر ميم الجمع
كلام السخاوى:{...عمن أخذت الميمات؟...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قد علم مذهب ابن كثير فيها، وما من أحد من القراء إلا وقد جاء عنه مثل ذلك إلا حمزة رحمه الله، ولهم في ذلك مذاهب متشعبة ليس الغرض ذكرها.
وقد حدثني أبو البركات البغدادي، حدثني أبو الكرم المبارك بن الحسن، أنا أبو بكر محمد بن علي الخياط المقرئ، ثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي قراءة عليه، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن بشر المروروذي، ثنا أبو بكر محمد بن سليمان الزينبي، ثنا محمد بن عبد الرحمن قنبل، ثنا وهب بن واضح، سمعت إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين يقول: قلت لعبد الله بن كثير: عمن أخذت الميمات؟ فقال: سألت مجاهدا كما سألتني فقال: سألت عبد الله بن عباس كما سألتني، فقال: سألت أبي بن كعب كما سألتني، فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: ((سألت جبريل كما سألتني، فقال: هكذا وجدته في اللوح المحفوظ عن القلم عن رب العالمين)).
قلت: ولا يصح أن يقول أبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: عمن أخذت الميمات؟ ولا أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل مثل ذلك، ومجاز هذا أن أبيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الميمات ولم يقل: عمن أخذتها؟ وكذلك سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام إن صح).[جمال القراء:2/521](م)

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:44 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

فصل: الرَّوم

أثر أبو عمرو الدانى: {
... وأما المرام حركته عند الوقف أو في حال الوصل فحقه أن يضعف الصوت لحركته...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قال أبو عمرو الداني رحمه الله:
... وأما المرام حركته عند الوقف أو في حال الوصل فحقه أن يضعف الصوت لحركته، أي حركة كانت، ولا يتم النطق بها فيذهب بذلك معظمها، ويسمع لها صوت خفي يدركه الأعمى بحاسة سمعه، وهو مع ذلك في الوزن محرك).[جمال القراء:2/525- 543]


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:45 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

الإشمام

أثر أبو عمرو الدانى: {... وأما المشم من الحروف في حال الوصل أو الوقف فحقه أن يخلص سكون الحرف ثم يومئ بالعضو وهما الشفتان إلى حركته ليدل بذلك عليها...}

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قال أبو عمرو الداني رحمه الله:
... وأما المشم من الحروف في حال الوصل أو الوقف فحقه أن يخلص سكون الحرف ثم يومئ بالعضو وهما الشفتان إلى حركته ليدل بذلك عليها من غير صوت خارج إلى الحرف، وإنما هو تهيئة العضو لا غير، يعني بالتهيئة أنه يراه المهيأ له ولا يعرف ذلك الأعمى، لأنه برؤية العين، ويختص به من الحركات الرفع والضم لا غير، لأنهما من الواو، والواو تخرج من بين الشفتين وبهما تعالج.
وأما الإشمام في نحو {قيل} على مذهب من أشم أوله الضم دلالة على الأصل، فحقه أن ينحى بكسرة فاء الفعل المنقولة من عينه نحو الضمة كما ينحى بالفتحة في قوله عز وجل: {من النار} و{من نهار} ونحوه إذا أريد الإمالة المحضة نحو الكسرة، فكذلك ينحى بالكسرة إذا أريد الإشمام نحو الضمة، لأن ذلك كالممال سواء، وهذا الذي لا يجوز غيره عند العلماء من القراء والنحويين.).[جمال القراء:2/525- 543]

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:45 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

صفات الحروف

أثر أبو عمرو الدانى: {...وأما المهموز فحقه أن تخرج همزته مع النفس إخراجا سهلا بغير شدة...}

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قال أبو عمرو الداني رحمه الله: وأما المهموز فحقه أن تخرج همزته مع النفس إخراجا سهلا بغير شدة ولا كلفة ولا عنف ولا صعوبة، وذلك لا يتحصل للقراء إلا بالرياضة الشديدة والدرس المشبع.) [جمال القراء:2/525- 543]
كلام السخاوى: {...وحروف الصفير المحركة والساكنة يجب تبيين صفيرها وتصفيتها وتخليصها...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
فإن كانت الراء مشددة فأحسن النطق بها من غير مجاوزة للحد، وفي المجاوزة ما يجعلها راءات، نحو، {مسني الضر} و{فمن اضطر} و{إلى البر}.
وحروف الصفير المحركة والساكنة يجب تبيين صفيرها وتصفيتها وتخليصها نحو {مسرورا}،{والبحر المسجور}،{ويبسط}،{أساطير} و{كباسط}،{بالقسط}،{من صلصال}،{حصحص الحق}،{فاصطادوا}،{واصطبر عليها}،{فاصدع}،{ولو حرصتم}،{والوزن}، {واستفزز}،{ما كنزتم}،{فذوقوا ما كنتم تكنزون}،{مزدجر}.).[جمال القراء:2/525- 543]
كلام السخاوى: {والجيم حرف مجهور...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
والجيم حرف مجهور، فيجب أن يبين صوتها وأن يظهر جهرها لئلا ينالها شيء من صوت الشين نحو {العجل بكفرهم}و{جعل} ونحوه.
وينعم بيان صوتها إذا كانت ساكنة عند التاء نحو: {فاجتنبوه} و{اجترحوا}و{ومن حيث خرجت}، وعند الزاي نحو {الرجز}، {يجزون}، وعند السين نحو {رجسا إلى رجسهم}، وعند الهاء نحو: {ولا تجهر} وعند الشين في {أخرج شطأه} وكل ما يصح في الإدغام الكبير لأبي عمرو إدغامه، فواجب إظهاره لغيره والعناية بتبينه وإيضاحه.). [جمال القراء:2/525- 543](م)

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:46 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

أحكام الترقيق والتفخيم

كلام السخاوى: {قال ابن مخلد:كان القراء يكرهون تغليظ اللامات في القرآن كله...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قال ابن مخلد: كان القراء يكرهون تغليظ اللامات في القرآن كله.
قلت: وقد وقع الإجماع منهم على تغليظ اللام من اسم الله عز وجل إذا لم يكن قبلها كسرة، وعلى ترقيقها مع الكسرة، نحو {لله}، وترقيقها في هذا طلبا للمشاكلة، وتفخيها في غيره من خصائص هذا الاسم الشريف تعظيما له. فأما الإمالة قبله نحو {فسيرى الله} و{حتى نرى الله} فكان بعض الشيوخ يرقق اللام من أجل الإمالة، منهم أبو الحسن عبد الباقي بن فارس، وكان بعضهم يغلظها منهم أبو العباس أحمد بن نفيس وهو الصواب، لأن الإمالة ليست كالكسرة فيرقق لها اللام.
والراء: إن كانت ساكنة وقبلها كسرة رققت لمشاكلة اللفظ، وإن لم يكن قبلها كسرة فخمت وأظهر تفخيمها وجهرها، وسواء وقع بعدها كسرة نحو {مرجعهم} أو ياء ساكنة نحو {مريم} و{قرية} أو لم يقع.
ورقق قوم الراء في نحو قوله عز وجل: {بين المرء} لمكان كسرة الهمزة، والجلة على التفخيم. وكذلك رققها آخرون في {قرية} و{مريم} و{من قريتكم}.
قال أبو عمرو الداني رحمه الله: وذلك خطأ لا شك فيه، قال: لأن الياء المفتوحة لا توجب ترقيقا ولا إمالة، بل هي كسائر الحروف. قال: ولو كان ذلك صحيحا لوجب أن يحكم به للياء الساكنة والكسرة، فيلزم ترقيق الراء في نحو {لبشرين} و{أغرينا} و{البحرين} وفي نحو {من كل كرب} و{من قرن}.
قال: ففي انعقاد الإجماع على تفخيم الراء في ذلك دليل بين على خطأ من رقق الراء لمكان الياء في نحو {مريم} و{قرية}. انتهى كلامه.).[جمال القراء:2/525- 543]

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:48 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

غرائب الإمالة
كلام السخاوى: {...وقال في إمالة (يس): ومما يحسن ذلك أنهم قالوا: يا زيد، في النداء، فأمالوا الياء وإن كان حرفا على حرفين...}
قَالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ) : (روي عن قنبل عن ابن كثير وابن ذكوان ترقيق اللام من {الم}، قال ابن ذكوان: كذلك اللام في كل القرآن. وقال أبو بكر عن قنبل: وكذلك {الر}، و{المر} و{المص}.
وقال أحمد بن جبير في مختصره عن سليم عن حمزة إنه كان يقرأ {الم} يفخم اللام ويملأ بها الفم تفخيما حسنا ولا يغلظ التفخيم. وكذلك حكي عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يغلظ التفخيم في كل القرآن.
قال أبو طاهر بن أبي هاشم: قرأت على أبي بكر وأبي عثمان بترقيق هذه اللام، وكل لام مشددة قبلها كسرة أو ياء، ولم أغلظ من اللامات المشددات إلا اللام التي في اسم الله عز وجل إذا تقدم الاسم ضم أو فتح، فإذا تقدمه كسر كانت رقيقه. قال: وكذلك أقرأني أبو بكر عن أصحابه عن اليزيدي.
قال: وكذلك قرأت على الأشناني عن أصحابه عن حفص.
قال أبو طاهر: وقال الرازي عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم: {الم} لا يغلظ اللام. وقال ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو عن الكسائي عن إسماعيل بن جعفر عن نافع، وعن المسيبي عن نافع: كانا لا يبلغان باللفظ ما يبلغ به حمزة، قال: لأن مذهبهما الحدر إذا قرآ. وقال أحمد بن صالح عن قالون: {الم} اللام غير مفخمة.
وقال أحمد بن صالح عن قالون: {ذلك} الذال بين بين، وكذلك التاء من {الكتاب} وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {الكتاب} و{الحساب} و{بالعباد} بالإمالة، وهذه الإمالة من أجل الكسرة.
وأما إمالة {الم} فمثل إمالة {طس}، قال أبو علي في علة إمالة الفواتح: لأنها أسماء لما يلفظ به من الأصوات المنقطعة في مخارج الحروف كما كان "غاق" اسما لصوت الغراب، و"طيخ" اسما لصوت الضاحك، ولم يكن كالحروف التي تمتنع فيها الإمالة نحو "ما" و"لا" ونحوها من الحروف.
وقال في الراء: فإن قلت: هلا امتنعت الإمالة في "راء" لشبه الراء بالمستعلي. قيل: كما لم تمتنع الإمالة في خاف، وطاب، وضاق، ومع المستعلي لما أريد من طلب الكسرة في خفت، وطبت.
قال: فإن قلت: فإن الأسماء لا تكون على حرفين أحدهما حرف لين.
قيل: لا تمتنع ذلك في هذه الأسماء لأن التنوين لا يلحقها، فأمن أن تبقى على حرف واحد، ألا ترى أنهم قالوا شاة، فجاء على حرفين لما أمن لحاق التنوين باتصاله بعلامة التأنيث، ومثله قولهم: باه، فأبدلوا الألف من الهمزة وأرادوا الباءة كما أبدل في:

لا هناك المرتع
ثم حذف أحدهما لالتقاء الساكنين.
وأنشد محمد بن السري، عن أبي محمد اليزيدي:

فيا شر ملك ملك قيس بن عاصم = على أن قيسا لم يطأباه محرم
قال: ومثل ذلك ما حكي عن الكسائي أنه سمع: "اسقني شربة ما" بلفظ التي للاستفهام، هذا إذا وقف فإذا مضى قال: شربة ما يا هذا، إلا أن باه أحسن من "ما" لتكثرها بعلامة التأنيث، ووجهه أنه جعل الهمزة التي قلبت على غير قياس في حكم المخففة على القياس، وحذف لالتقاء الساكنين، فلحق التنوين الباقية فحذفت كما حذفت في عصا ورحا، قال: ومن ذلك قولهم: أيش كان، أي شيء؟ فخفف وألقيت الكسرة على الياء فأسكنت للاستثقال ثم حذفت لالتقائها مع التنوين، فإذا وقفت قلت: ايش، فأسكنت. ومن قال: برجلي فأبدل من التنوين الياء قال: ايشي، وقالوا: رأيت رجلا ذا مال لاتصال المضاف إليه به، وكذلك: فازيد.
(وقال) فإن قلت: هلا استدللت بجواز الإمالة في نحو راء وباء على أن الألف منقلبة عن ياء، كما استدللت بذلك في ألف ذا. قيل: لا يجوز ذلك، لأن هذه أسماء للأصوات، والأصوات لا تشتق كما لا تشتق الحروف، فأما "ذا" فمن الأسماء المظهرة، ألا ترى أنه قد وصف ووصف به، وحقر في قولهم: مررت بذا الرجيل، ويريد ذا وذيا، فصار بمنزلة سائر الأسماء الظاهرة، وجاز الاستدلال على ألفه كغيره من الأسماء.
وقال في إمالة (يس): ومما يحسن ذلك أنهم قالوا: يا زيد، في النداء، فأمالوا الياء وإن كان حرفا على حرفين، والحروف التي على حرفين لا تمال، فإذا كانوا قد أمالوا ما لا يمال من الحروف لأجل الياء فأن يميلوا الاسم الذي هو "يا" من {يس} أجدر، ألا ترى أنها أسماء لما يلفظ به.
وقد تفرد أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران عن الكسائي بإمالة أشياء لم يوافقه عليها غيره، وكذلك تفرد نصير عنه بأمرين: أحدهما أنه أمال أشياء لم يوافقه على إمالتها غيره. والثاني: أن إمالته عنه بين بين، إلا أن أبا عمرو قد قال: إن إمالة الكسائي دون إمالة حمزة. فمما تفرد به قتيبة إمالة اسم الله عز وجل إذا دخل عليه لام الجر خاصة نحو {لله}، فإن دخل عليه غيرها لم يمل. قال أبو عمرو الداني رحمه الله: وذلك من أجل ما قد اكتنف من كسرة اللام في أوله وكسرة الهاء في آخره، وأن أصل ألفه الياء، إذ أصله "لاه" وكان "وليها"، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، وهو أحد قولي سيبويه في اسم الله عز وجل. قال: فإمالة لذلك ليكون العلاج بالصوت فيه من جهة واحدة فيخف النطق ويحسن
قال: وإنما خصه بالإمالة مع اللام دون غيرها من حروف الجر للمعنى الذي فضلتها فيه معه، وهو اختلاطها به في الخط دون حائل، ومماثلتها للام التي هي فاؤها المدغمة فيها في الخط والنطق. قال: فمن أجل هذه المناسبة التي بين اللام وبينه دون سائر حروف الجر كما ذكرته خصه بالإمالة معها دونها.
والذي ذكره أبو عمرو رحمه الله في اللام يبطل بالباء، فإن الاسم معها قد اكتنفه كسرتان، وقد اختلط الباء به خطأ دون حائل، إلا أن اللام باشرت الاسم والباء باشرت الألف وهي زائدة، على أن الاختلاط خطا ليس الموجب للإمالة. وأما مماثلتها اللام في اللفظ فليس ذلك مما يوجب الإمالة، لأن الموجب للإمالة إنما هو الكسرة لا اللام، وأجود من هذا أن يقال: إنما خص الإمالة باللام لأن دخولها عليه أكثر من دخول الباء.
وأمال {إنا لله} أعني فتحة النون من {إنا} إتباعا لإمالة اسم الله ولكسرة الهمزة قبلها، ودليل الإتباع أنه فتحها في قوله عز وجل: {وإنا إليه راجعون}.
وأمال ألف الجمع للكسرة بعدها والياء نحو {الساجدين} و{الراكعين}، {وما هم بخارجين} و {بخارج} {الغاوين} و{الغابرين}، ولم يعتبر حرف الاستعلاء لأنه قبل الألف، لأن الانحدار من الصعود مستحق. وفي قوله عز وجل: {وما هم بخارجين} ما قوى الإمالة على حرف الاستعلاء مع ما ذكرته، وهو الراء المكسورة بعد الألف، وكسرتها ككسرتين وبعدها كسرة أخرى وبعدها ياء، مع أن حرف الاستعلاء قبلها الباء مكسورة.
وكذلك أمال {القائمين}و{القاعدين}و{بخارج}و{قائما}و{القارعة}و{ذو انتقام}و{فقاتل}و{الميقات}و{من مقامك}و{الظالمين}و{ظالم} و{طائفة }و{طائفتان}و{قرطاس}و{طائف}و{الطارق}و{بطارد}و{بضارين}و{غير مضار}و{الصابرين}و{الصادقين}و{يا صالح} و{الصائمين}.
وأمال ألف {الكتاب} و{الحساب} و{بغير حساب} إذا كانت في موضع جر في جميع القرآن، وكذلك {للناس} ونحوه من أجل الكسرة بعد الألف.
ومما أماله للكسرة {بالوالدين} و{بوالديه} و{والد}.
وأمال {الجاهلون}و{لجاعلون}و{أنتم سامدون}و{فاعلين} و{خامدين}و{لاعبين}و{في المساجد}.
وقال أبو عمرو: أمال هذه الأحرف السبعة من قولنا {الجاهلون} إلى قولنا: {المساجد} بين بين.
وأمال: {آمنا} في "إبراهيم" و{في الأرحام}، {وأولو الأرحام} من أجل كسرة الميم في جميع القرآن، و{للرجال} و{للنساء} مجرورين في جميع القرآن لكسرة الراء والنون وجرة الإعراب.
وقال أبو عمرو: وفيهما بين بين.
وأمال {أو تسريح بإحسان} و{في المحراب}و{من المحرابو{لا يقطعون واديا}و{بالواد}و{في كل واد}و{على وادي النمل} وما كان من لفظه.
وأمال {منهما}و{من أطرافها}و{في الأصفاد}و{مآرب أخرى}و{من أساور}و{والباد}و{بإلحاد}و{وإن الله لهاد}و{الزانية والزاني}و{ولا مولود هو جاز}و{محاريب وتماثيل وجفان} و{من الأحزاب}و{ومن بيننا وبينك حجاب} من أجل كسرة الحاء.
و{أشداء على} بين بين من أجل كسرة الشين.
{فالجاريات يسرا}و{فنعم الماهدون} كلاهما بين بين أيضا.
وكذلك {بحسبان}و{دان}و{الأكمام}و{آن}و{عاتية}و{إما شاكرا} كل ذلك بين بين.
وأمال {فاكهين}و{فاكهة}و{الحواريون}و{بالقارعة} و{أمشاج} و{في جنة عالية}و{ليال عشر}و{رحلة الشتاء}و{من شر حاسد}.
ورويت عن شيخي أبي القاسم الشاطبي رحمه الله، عن ابن هذيل، عن أبي داود، عن أبي عمرو: ثنا فارس بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا إسماعيل بن شعيب قال: قال أحمد بن محمد بن سلمويه: سمعت أبا يعقوب إسحق بن محمد بن يحيى بن منك يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عقيل بن يحيى الطهراني يقول: سمعت قتيبة يقول: قرأت على الكسائي، وقرأ علي الكسائي، قال أبو عمرو: وكان من أصحابه جليلا شارك الكسائي في عامة رجاله، وصحبه خمسين سنة، وروى عن رجال الكسائي، وأخذ قتيبة القراءة أيضا عرضا وسماعا عن سليمان بن مسلم بن جماز المدني.
قال أبو عمرو رحمه الله: وأمال قتيبة {مهما} للدلالة على أن "ما" اسم تام وليست بحرف، قال فقوله "مه" بمعنى اكفف، وما للشرط، كأنهم قالوا لموسى عليه السلام مه، ما تأتنا به من آية، فـ (تأتنا) جزم بـ (ما) التي للشرط، وعلامة الجزم حذف الياء، وقوله: {فما نحن لك بمؤمنين} جواب الشرط،
ووصلت " مه" بـ "ما" في الخط فكتبتا "مهما" حرفا واحدا، فـ "مه" اسم للفعل، و"ما" اسم للشرط، فلذلك وصلا في الخط كما يوصل غيرهما من الأسماء في الخط، نحو ثلاثمائة، وأربعمائة، وكلهم، وكلهن، ورامهرمز، قال: وكذلك كتبوا في المصاحف {أينما يوجهه} في نظائره، وكذا ما وصلوا فيها من الحروف بالأسماء نحو {عم يتساءلون} و{مم خلق} و{فيم أنت} وشبهه. قال: وهذا هو الصحيح في هذه الكلمة.
قال: وأما قول من قال من النحويين: إن الأصل في (مهما) "ماما"، وأن ما "الأولى" للشرط، و"ما الثانية" هي التي تزاد توكيدا للشرط في نحو قوله تعالى: {وإما تعرضن} و{أينما تكونوا} ولكن أبدل من الألف الأولى الهاء ليختلف اللفظ، فليس ما قاله بمستقيم من خمسة أوجه:
أحدهما: أن اللفظ والخط بخلافه إذ الهاء بينهما لا الألف.
قلت: قول ضعيف من أبي عمرو رحمه الله، لأنهم قالوا: كان الأصل "ماما" ثم قلبوا ألف "ما" الأولى هاء، ولو كانت بينهما الألف لكان هو اللفظ الذي فروا منه.
قال أبو عمرووالثاني: أنه عدول عن النطق الذي قد أمرنا بالتمسك به وألزمنا اتباعه من غير ضرورة تدعو إلى خلافه، إذ المعنى مستقيم على ما ذكرناه فيه.
قال: ويزيده بيانا قوله تعالى: {جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم}.
قال بعض المفسرين في قوله تعالى: {فردوا أيديهم في أفواههم} إنهم قالوا لهم اسكتوا، أفلا ترى إلى قرب اسكتوا من اكفف التي هي بمعنى مه.
وقول أبي عمرو إنه عدول عن النطق الذي أمرنا به وألزمنا إياه – أضعف من قوله السابق، لأنه لم يؤمر بأن يقول: ماما، وإنما قيل له: كان الأصل ذلك، ولا يقال لمن قال: كان أصل استقام: استقوم، إن هذا عدول عن لفظ استقام.
فإن قيل: أراد أبو عمرو أن تقديره الذي قدره أولى من تقدير غيره، لأنه تقدير مع بقاء اللفظ على ما هو عليه، وتقدير غيره إخراج له عن ذلك فلا يؤاخذ بتقصير العبارة. قيل: لو صح له ما قدره كان ذلك، ولكن هذه اللفظة قد استعملتها العرب في مواضع لا يصح فيها " مه" أي اكفف، كما قال زهير:
فلا تكتمن الله ما في صدوركم = ليخفى، ومهما يكتم الله يعلم
وكقوله:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة = ولو خالها تخفى على الناس تعلم
ثم قال أبو عمرو والثالث: أنه إخلال بالمعنى، قال: لأن حمل كل واحدة من الكلمتين على فائدة مجردة قائمة بنفسها كما بيناه أولى من حمل إحداهما على الزيادة للتأكيد.
والجواب عن هذا أنا قد بينا أن حمل مهما على "مه" بمعنى اكفف، و"ما" على الشرط لا يصح كما ذكرناه في شعر زهير، ويقال له: وفي حملها على ما ذكرته إخلال بمعنى التأكيد، إذ هما كلمتان لهما فائدتان: الأولى مجردة للشرط، والثانية مجردة للتأكيد. فليس الحمل على ما ذكر لو صح الحمل عليه بأولى من الحمل على ما ذكره الخليل رحمه الله.
ثم قال والرابع: أن الكوفيين حكوا مهمن في مهما. قال: فكما أن من في: مهمن اسم وليست بحرف زائد للتأكيد، كذلك تكون "ما" في "مهما".
والجواب أن هذه الرواية إن صحت فهي دليل على قول الخليل رحمه الله، لأن ما للشرط زيدت عليها "من" الشرطية للتأكيد، ألا ترى أنك تقول: مهما تصل فاذكرني في صلاتك، ولو قلت: مهمن تصل فاذكرني في صلاتك على أن تجعل من للشرط، ومه بمعنى اكفف لم يصح ذلك، فدل على أنها زائدة للتأكيد، وكذلك في شعر زهير:
ومهما يكن عند امرئ من خليقة = ........................
أو قلت: مهمن يكن عند امرئ من خليقة، أي: اكفف، من يكن عند امرئ من خليقة، لم يجز، وهذا واضح.
ثم قال أبو عمرو والخامس: أن القراء قد أمالت (ما) هذه كما روى قتيبة عن الكسائي. قال ولا شك أنه سمع الإمالة فيها من القراء والعرب، فلذلك قرأ بها واستعملها، فعلم بذلك أنها اسم لا حرف، إذ الإمالة فيما كان من الأسماء والأفعال جائزة حسنة، كما قدمناه، فلما كانت هاهنا ليست بمشابهة لاسم ولا فعل وجازت الإمالة لألفها على قول من تقوم به الحجة، دل ذلك على أنها اسم لا محالة، وسقط قول من يخالفنا بدعوى مجردة لا دليل عليها ولا شاهد من نص أو قياس.
والجواب: أما قوله: لا شك أنه – يعني الكسائي سمع الإمالة من القراء والعرب، فلذلك قرأ بها واستعملها، فهذا إيذان منه بأن القراءة راجعة إلى الرأي والقياس وإلى ما يجوز في العربية دون الآثار المروية، وليس ذلك بصحيح. وأما قوله: إن صحة الإمالة فيها دليل على الاسمية، فليس كذلك، فقد جاءت إمالة الحرف، وقد روى نصير عن الكسائي رحمه الله إمالة (حتى)، وقرئ (بلى) بالإمالة.
وأما نصير فإنه روى عن الكسائي أنه أمال {فراشا} و{بناء} بين بين للكسرة، وهكذا إمالته بين بين في جميع ما أماله. وحكى أبو عبيد أن إمالة الكسائي كذلك وأنها دون إمالة حمزة، وكذلك أمال {الدماء} وما كان من لفظه حيث وقع. وأمال الهاء كذلك في نحو {وقثائها وفومها وعدسها وبصلها} و{في أمها} و{من تحتها} و{من فوقها} و{من أبوابها} و{في جيدها} وشبه ذلك مما قبل الهاء فيه كسرة.
وأمال {الناس} في موضع الخفض، و{تراءت الفئتان} و{تراءى الجمعان} ويقرأ {تراءى} أي إذا وقف بإمالة الألف التي رجعت في الوقف مع ما أماله في الوصل من أجلها.
وأمال النون والألف في قوله عز وجل: {إنا لله} خاصة، وفتحها في {وإنا إليه}. والإمالة من أجل كسرة الهمزة، والفتح على الأصل. و{من قطران} لكسرة الطاء والنون، و{رحلة الشتاء} كذلك من أجل الكسرة والجرة، و{إن شانئك} من أجل كسرة النون، و{الخناس} من أجل كسرة السين.
واحتج أبو عمرو لإمالة (حتى) من وجهين:
أحدهما: أن الألف وقعت رابعة وهو موضع يختص بالياء فلذلك أميلت، قال: ألا ترى أن كل ألف وقعت رابعة فصاعدا من أي جنس كانت فإنها تكتب بالياء ويجوز فيها الإمالة، قال: فلذلك أمالها على التشبيه بما قد أميلت ألفه الواقعة في هذا الموضع من الأسماء والأفعال، ومن أجل ذلك كتبت بالياء أيضا.
والثاني: أنه شبهها بألف شتى من حيث كانت آخر الكلمة ولم تكن بدلا من ياء، فلذلك أميلت وكتبت بالياء على التشبيه بألف هذا الاسم المقصور، ألا ترى أن من كلامهم أن يحملوا الشيء على حكم الشيء إذا أشبهه في بعض معانيه ووجوهه.
قلت: شتى جمع شتيت، كمريض ومرضى، قال الله عز وجل: {وقلوبهم شتى} أي متفرقة مختلفة، وقال عز وجل: {إن سعيكم لشتى} والسعي بمعنى المساعي). [جمال القراء:2/498 -520](م)
كلام السخاوى: {
... قال أبو عمرو: فلذلك نحا بالفتحة نحو الكسرة فمالت الألف التي بعدها نحو الياء، ولا بد في الألف الممالة من هذا...}
قَالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): ( ... قال أبو عمرو: فلذلك نحا بالفتحة نحو الكسرة فمالت الألف التي بعدها نحو الياء، ولا بد في الألف الممالة من هذا، وذلك أنها صوت لا معتمد لها في الفم، فلا تكون أبدا إلا تابعة للحركة التي قبلها تدبرها، فلذلك إذا أريد تقريبها من الياء بالإمالة تخفيفا وتسهيلا لزم أن تقرب الفتحة التي قبلها من الكسرة، إذ الكسرة من الياء فتقوى بذلك على إمالة الألف بعدها.
قال: والفتح على ضربين:
فتح شديد، وفتح متوسط:
فالفتح الشديد: هو نهاية فتح القارئ لفيه بلفظ الحرف الذي يأتي بعد ألف، ويسمى أيضا التفحيم، والقراء يعدلون عنه ولا يستعملونه، وأكثر ما يوجد في ألفاظ أهل خراسان ومن قرب منهم، لأن طباعهم في العجمة جرت عليه، فاستعملوه كذلك في اللغة العربية، وهو في القراءة مكروه معيب. قلت: قوله: هو نهاية فتح القارئ لفيه بلفظ الحرف الذي يأتي بعده ألف – لو أبدل لفظه القارئ بالمتكلم كان أشد.).[جمال القراء:2/498 -520](م)

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:49 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التسهيل والإبدال

كلام السخاوى: {قال أبو عمرو الداني رحمه الله: ... والهمزة إذا سهلت بين بين...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
قال أبو عمرو الداني رحمه الله: ... والهمزة إذا سهلت بين بين أشير إليها بالصدر إن كانت مفتوحة، وإن كانت مكسورة جعلت كالياء المختلسة الكسرة، وإن كانت مضمومة جعلت كالواو المختلسة الضمة من غير إشباع. وتلك الكسرة والضمة هي التي كانت مع الهمزة، إلا أنها مع الهمزة أشبع منها مع الحرف المجعول خلفا منها، ومعنى "بين بين" أي بين الهمزة المحققة وبين الحرف الساكن الذي منه حركتها. فالمفتوحة بين الهمزة والألف، والمكسورة بين الهمزة والياء الساكنة، والمضمومة بين الهمزة والواو الساكنة، فهي ضعيفة ليس لها تمكن المحققة ولا خلوص الحرف الذي منه حركتها، وهي في الوزن كالمحققة، إلا أنها بالتوهين والتضعيف تقرب من الساكن، فلذلك لا يبتدأ بها، فإن أبدلت ثبت المبدل منها دونها إما مدغما وإما مظهرا. فإن ألقي حركتها على ساكن قبلها تحرك بها وذهبت من اللفظ رأسا لسكونها وتقدير سكون الحرف المحرك بحركتها، وكانت بالحذف أولى لاستثقالها وزوال حركتها.).[جمال القراء:2/525- 543]

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:50 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

باب: المد والقصر

حديث البخارى: {...
هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه...}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا شعبة، حدّثنا معاوية بن قرّة، عن عبد اللّه بن مغفّلٍ قال: قرأ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة، سورة الفتح فرجّع فيها، قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لفعلت). [صحيح البخاري:6/135]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( قوله عن عبد اللّه بن مغفّلٍ بالمعجمة والفاء وزن محمّدٍ قوله "فرجّع فيها" أي ردّد صوته بالقراءة وقد أورده في التّوحيد من طريقٍ أخرى بلفظ كيف ترجيعه قال ءا ءا ءا ثلاث مرّاتٍ
قال القرطبيّ: هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه وقيل كان ذلك بسبب كونه راكبًا فحصل التّرجيع من تحريك النّاقة وهذا فيه نظرٌ لأنّ في رواية عليّ بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيليّ وهو يقرأ قراءةً ليّنةً فقال لولا أن يجتمع النّاس علينا لقرأت ذلك اللّحن
وكذا أخرجه أبو عبيدة في فضائل القرآن عن أبي النّضر عن شعبة وسأذكر تحرير هذه المسألة في شرح حديث ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن). [فتح الباري:8/584](م)
كلام السخاوى: {
...الغرض بمد الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة التي قبلها كسرة إذا لقي هذه الأحرف همزة أو ساكنه...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (ذكر القصر والمد
الغرض بمد الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة التي قبلها كسرة إذا لقي هذه الأحرف همزة أو ساكنه – تمكين هذه الأحرف وتبيينها وتقويتها لأنها هوائية ليس لها مخرج يحويها وتعتمد عليه اعتمادا قويا، لا سيما الألف، فإنها لا اعتماد لها ألبتة على شيء، وأما الواو فإنها تنضم بها الشفتان، والياء يرتفع بها اللسان نحو الحنك، لذلك لم يبلغا في المد مبلغ الألف. وقال الخليل رحمه الله: منتهى الصوت بحرف المد واللين عند ابتداء الهمزة. قال: ومن أجل ذلك ألحقوا بعد الواو ألفا في الكتاب في نحو آمنوا.
ولهذه الأحرف في أنفسها مد لا يتوصل إلى الإتيان بها إلا به، فإذا لقيت ساكنا أو همزا زيد على ذلك. ومدها مع الهمزة في كلمة واحدة أقوى من مدها إذا لقيتها في كلمة أخرى للزوم الهمزة حرف المد. وأما في المنفصل فلا يقع ذلك إذا وقف على الكلمة الأولى.
ولقاءها الساكن في كلمة على ثلاثة أضرب: ساكن مدغم نحو {الضالين}، وساكن غير مدغم نحو (نون) و(لام) و(ميم) وما جاء في فواتح السور، فإنها تمد في ذلك كله مدا ممكنا، فإن كان الساكن في كلمة أخرى نحو {اطيرنا بك} حذف حرف المد لانفصاله، وكذلك إن كان الساكن مظهرا نحو {أولو العلم} و{كانتا اثنتين} و{عليهما ادخلوا}.
وقال الزجاج وابن قتيبة: موجب تمكين المد بيان الهمزة لا بيان الممدود، لأن الهمزة خفية، ومع خفائها ففي إخراجها كلفة، لأنها تخرج من الصدر كالسعلة لشدتها وبعد مخرجها، فقويت بتمكين المد في حرف المد قبلها. وأما زيادة تمكين المد مع الساكن فلأجل التقاء الساكنين، فكان المد كالحركة لأنه يتميز به أحدهما من الآخر.
وقد سمى قوم من القراء المد بأسماء مختلفة باختلاف مواضعه، وجعلوه متفاوتا على حسب مواقعه، وجعلوه عشرة أنواع:
فقالوا في: {الضالين}، و{ما من دابة} مد الحجز لأنه حجز بين الساكنين.
وسموا إدخال الألف بين الهمزتين لمن يقرأ بذلك: مد العدل.
وسموا المد لأجل الهمز في كلمة مد التمكين، نحو {القائمين} و{خائفين} و{أولئك}.
فإن كان حرف المد في كلمة والهمز في أخرى سموه مد الفصل.
وسموا المد قبل الهمزة المهملة في مذهب من سهل: مد الروم، نحو {هانتم} في قراءة أبي عمرو ومن وافقه، قالوا: لأنك تروم بعد الهمزة ولا تأتي بها.
وسموا المد في {الذكرين} و{آلله أذن لكم} و{الآن} مد الفرق لأنه فرق بين الاستفهام والخبر.
وسموا المد في نحو: {إلا دعاء ونداء} مد البنية، قالوا: لأن الكلمة بنيت على المد دون القصر.
وسموا المد في {لا إله إلا الله} مد المبالغة للتعظيم.
وسموا المد في نحو {آدم}، {وآتى} مد البدل لأن المد بدل من الهمزة.
وسموا المد في {جاء} و{شاء} مد الأصل لأن المد والهمزة من أصل الكلمة، فهذه عشرة أسماء ما أرى لها كبير فائدة.).[جمال القراء:2/522 - 524]
كلام السخاوى: {
وأما الممدود فعلى ضربين:...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وأما الممدود فعلى ضربين:
طبيعي ومتكلف:
فالطبيعي حقه أن يؤتى بالألف والواو والياء التي هي حروف المد واللين ممكنات على مقدار ما فيهن من المد الذي هو صفتهن من غير زيادة ولا إشباع، وذلك إذا لم تلق واحدة منهن همزة ولا حرفا ساكنا، ويسمي القراء هذا الضرب مقصورا، لأنه قصر عن الهمزة الموجبة لزيادة الإشباع لخفائها وشدتها، أي حبس عنها ومنع منها، قال الله عز وجل: {حور مقصورات} أي محبوسات. ويقدرونه مقدار الألف إن كان ألفا، ومقدار ياء إن كان ياء، ومقدار واو إن كانت واوا.
والمتكلف حقه أن يزاد في تمكين الألف والياء والواو على ما فيهن من المد الذي لا يوصل إلى النطق بهن إلا به من غير إسراف في التمكين ولا إفراط في التمطيط، وذلك إذا لقين الهمزات والحروف السواكن لا غير. وحقيقة النطق بذلك أن تمد الأحرف الثلاثة ضعفي مدهن في الضرب الأول والقراء يقدرون ذلك مقدار ألفين إن كان حرف المد ألفا، ومقدار ياءين إن كان ياء، ومقدار واوين إن كان واوا، لما دخله من زيادة التمكين وإشباع المد دلالة على تحقيقه.).[جمال القراء:2/525- 543]
كلام بن حجر: {... هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه...}
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ):
( قوله عن عبد اللّه بن مغفّلٍ بالمعجمة والفاء وزن محمّدٍ قوله "فرجّع فيها" أي ردّد صوته بالقراءة وقد أورده في التّوحيد من طريقٍ أخرى بلفظ كيف ترجيعه قال ءا ءا ءا ثلاث مرّاتٍ

قال القرطبيّ: هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه وقيل كان ذلك بسبب كونه راكبًا فحصل التّرجيع من تحريك النّاقة وهذا فيه نظرٌ لأنّ في رواية عليّ بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيليّ وهو يقرأ قراءةً ليّنةً فقال لولا أن يجتمع النّاس علينا لقرأت ذلك اللّحن
وكذا أخرجه أبو عبيدة في فضائل القرآن عن أبي النّضر عن شعبة وسأذكر تحرير هذه المسألة في شرح حديث ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن). [فتح الباري:8/584](م)


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:50 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

حكم اللامات الساكنة

كلام السخاوى: {
ومما تجب العناية به اللام إذا سكنت قبل النون ...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
ومما تجب العناية به اللام إذا سكنت قبل النون نحو: {جعلنا}، {وأنزلنا} فإن بيان اللام إن لم يعن به صارت مدغمة في النون، فإن لم يتبين صار قولك {أسلنا} كقولك {ألنا}.
قال أبو عمرو الداني رحمه الله: قال لي الحسين بن شاكر السمسار: قال لي أحمد بن نصر: وجدت جماعة قرءوا على شيخنا- يعني ابن مجاهد – وعلى غيره من القراء لا يفرقون بين {ألنا} و{أسلنا}.
قلت: أراد أنهم لا يبينون سكون اللام في {أسلنا}، فإذا لم يفعلوا ذلك صارت على لفظة {ألنا} مدغمة.
قال أبو عمرو: والفرق بينهما أن لام الفعل في {ألنا} نون وفي {أسلنا} لام، فلما اتصلا بالضمير أدغمت النون في النون في {ألنا} ولم تدغم اللام في النون في {أسلنا} لاختلافهما وكون سكون اللام عارضا، فتشديد النون في {ألنا} وتخفيفها في {أسلنا} هو المفرق بينهما.
قلت: فإن لقيها لام نحو {أنزل لكم}، {وجعل لها} ميزتها من التي بعدها بتمكين حركتها، لا سيما إذا اتصلت باللام المغلظة من اسم الله عز وجل نحو: {قال الله}، {وأحل الله البيع}، فإن لم يلقها شيء من ذلك تحفظت فيها فأتيت بها رقيقة خفيفة، متحركة كانت أو ساكنة نحو {جعل على} و{قلتم} {وليجدوا فيكم غلظة} من غير مبالغة في الترقيق وإفحاش.) [جمال القراء:2/525- 543](م)

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:51 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

السكت

كلام السخاوى: {
...وكأن أبا عبد الرحمن والجماعة الذين ذكرهم عاصم لم يبلغهم الإدغام وترك هاء السكت في الوصل فأنكروا ذلك}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال عاصم في هذا الحديث: فقلت في {ماهيه}: (ماهي) فقال أبو عبد الرحمن: ويحك! رأس آية، فلم نقصت؟ قال: وكان في ذلك منهم كلام، وذكرت له {يتسنه} فقلت: (يتسن) فهذا معنى قول أبي عبد الرحمن: يدغم وينقص.
وقال أبو العباس بن مسروق: وسمعت أبا حمدون المقرئ رحمه الله يقول: صليت ليلة فقرأت فأدغمت حرفا، فحملتني عيني فرأيت كأن نورا قد تلبب بي وهو يقول: بيني وبينك الله. فقلت: من أنت؟ قال: أنا الحرف الذي أدغمتني. قلت لا أعود، فانتبهت فما عدت أدغم حرفا. وكأن أبا عبد الرحمن والجماعة الذين ذكرهم عاصم لم يبلغهم الإدغام وترك هاء السكت في الوصل فأنكروا ذلك.).[جمال القراء:2/485 -497](م)


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:52 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

الوقف والابتداء

كلام النووى : {...ينبغي للقارئ إذا ابتدأ من وسط السورة أو وقف على غير آخرها أن يبتدئ من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض...}

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
ينبغي للقارئ إذا ابتدأ من وسط السورة أو وقف على غير آخرها أن يبتدئ من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض وأن يقف على الكلام المرتبط ولا يتقيد بالأعشار والأجزاء فإنها قد تكون في وسط الكلام المرتبط كالجزء الذي في قوله تعالى: {وما نفسي}، وفي قوله تعالى: {فما كان جواب قومه}، وقوله تعالى: {ومن يقنت منكن لله ورسوله}، وفي قوله تعالى: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء}، وفي قوله تعالى: {إليه يرد علم الساعة}، وفي قوله تعالى: {وبدا لهم سيئات}، وفي قوله: {قال فما خطبكم أيها المرسلون}، وكذلك الأحزاب كقوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات}، وقوله تعالى: {قل هل أنبئكم بخير من ذلكم}.
فكل هذا وشبيهه ينبغي أن يبتدأ به ولا يوقف عليه فإنه متعلق بما قبله ولا يغترن بكثرة الغافلين له من القراء الذين لا يراعون هذه الآداب ولا يفكرون في هذه المعاني.
وليمتثل ما رواه الحاكم أبو عبد الله بإسناده عن السيد الجليل الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال: (لا تستوحش طرق الهدى لقلة أهلها ولا تغترن بكثرة الهالكين ولا يضرك قلة السالكين).
ولهذا المعنى قالت العلماء: قراءة سورة قصيرة بكاملها أفضل من قراءة بعض سورة طويلة بقدر القصيرة، فإنه قد يخفى الارتباط على بعض الناس في بعض الأحوال.
وقد روى ابن أبي داود بإسناده عن عبد الله بن أبي الهذيل التابعي المعروف رضي الله عنه قال: (كانوا يكرهون أن يقرؤوا بعض الآية ويتركوا بعضها). ). [التبيان في آداب حملة القرآن:114- 115](م)
كلام الزركشى: {
...وأن يفصل كل سورة عما قبلها إما بالوقف أو التسمية...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
وأن يفصل كل سورة عما قبلها إما بالوقف أو التسمية، ولا يقرأ من أخرى قبل الفراغ من الأولى ومنه الوقف على رءوس الآي وإن لم يتم المعنى قال أبو موسى المديني وفيه خلاف بينهم لوقفه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قراءة الفاتحة على كل آية وإن لم يتم الكلام قال أبو موسى ولأن الوقف على آخر السور لا شك في استحبابه وقد يتعلق بعضها ببعض كما في سورة الفيل مع قريش.
وقال البيهقي رحمه الله: وقد ذكر حديث كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقطع قراءته آية آية ومتابعة السنة أولى فيما ذهب إليه أهل العلم بالقراءات من تتبع الأغراض والمقاصد). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة