العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى:ويوم يحشرهم الآية، وعيد بالحشر وخزيهم فيه وتعاونهم في التلاوم بعضهم لبعض، ويوم ظرف ونصبه يصح بفعل مضمر تقديره واذكر يوم، ويصح أن ينتصب بالفعل الذي يتضمنه قوله كأن لم يلبثوا إلّا ساعةً من النّهار، ويصح نصبه ب يتعارفون، والكاف من قوله كأن لم يلبثوا إلّا ساعةً من النّهار يصح أن تكون في معنى الصفة لليوم، ويصح أن تكون في موضع نصب للمصدر، كأنه قال ويوم نحشرهم حشرا كأن لم يلبثوا، ويصح أن يكون قوله كأن لم يلبثوا في موضع الحال من الضمير في يحشرهم وخصص النّهار بالذكر لأن ساعاته وقسمه معروفة بيّنة للجميع، فكأن هؤلاء يتحققون قلة ما لبثوا، إذ كل أمد طويل إذا انقضى فهو واليسير سواء، وأما قوله يتعارفون فيحتمل أن يكون معادلة لقوله: ويوم يحشرهم كأنه أخبر أنهم يوم الحشر يتعارفون، وهذا التعارف على جهة التلاوم والخزي من بعضهم لبعض. ويحتمل أن يكون في موضع الحال من الضمير في يحشرهم ويكون معنى التعارف كالذي قبله، ويحتمل أن يكون حالا من الضمير في يلبثوا ويكون التعارف في الدنيا، ويجيء معنى الآية ويوم نحشرهم للقيامة فتنقطع المعرفة بينهم والأسباب ويصير تعارفهم في الدنيا كساعة من النهار لا قدر لها، وبنحو هذا المعنى فسر الطبري، وقرأ السبعة وجمهور الناس «نحشرهم»، بالنون، وقرأ الأعمش فيما روي عنه، «يحشرهم» بالياء، وقوله قد خسر الّذين إلى آخرها حكم على المكذبين بالخسار وفي اللفظ إغلاظ على المحشورين من إظهار لما هم عليه من الغرر مع الله تعالى، وهذا على أن الكلام إخبار من الله تعالى وقيل: إنه من كلام المحشورين على جهة التوبيخ لأنفسهم). [المحرر الوجيز: 4/ 486-487]

تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وإمّا نرينّك الآية، إمّا شرط وجوابه فإلينا، والرؤية في قوله نرينّك رؤية بصر وقد عدي الفعل بالهمزة فلذلك تعدى إلى مفعولين أحدهما الكاف والآخر بعض، والإشارة بقوله بعض الّذي إلى عقوبة الله لهم نحو بدر وغيرها، ومعنى هذه الآية الوعيد بالرجوع إلى الله تعالى أي إن أريناك عقوبتهم أو لم نركها فهم على كل حال راجعون إلينا إلى الحساب والعذاب ثم مع ذلك فالله شهيد من أول تكليفهم على جميع أعمالهم ف ثمّ هاهنا لترتيب الإخبار لا لترتيب القصص في أنفسها، وإما هي «إن» زيدت عليها «ما» ولأجلها جاز دخول النون الثقيلة ولو كانت إن وحدها لم يجز). [المحرر الوجيز: 4/ 488]

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون (47) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعاً إلاّ ما شاء اللّه لكلّ أمّةٍ أجلٌ إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون (49)
قوله تعالى: ولكلّ أمّةٍ رسولٌ، إخبار مثل قوله تعالى: كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ قالوا بلى [الملك: 8] وقال مجاهد وغيره: المعنى فإذا جاء رسولهم يوم القيامة للشهادة عليهم صير قوم للجنة وقوم للنار فذلك «القضاء بينهم بالقسط» وقيل: المعنى فإذا جاء رسولهم في الدنيا وبعث صاروا من حتم الله بالعذاب لقوم والمغفرة لآخرين لغاياتهم، فذلك قضاء بينهم بالقسط، وقرن بعض المتأولين هذه الآية بقوله وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولًا [الإسراء: 15] وذلك يتفق إما بأن نجعل معذّبين [الإسراء: 15] في الآخرة، وإما بأن نجعل «القضاء بينهم» في الدنيا بحيث يصح اشتباه الآيتين). [المحرر الوجيز: 4/ 488]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله ويقولون متى هذا الوعد إلى يستقدمون، الضمير في يقولون يراد به الكفار، وسؤالهم عن الوعد تحرير بزعمهم في الحجة، أي هذا العذاب الذي توعدنا حدد لنا فيه وقته لنعلم الصدق في ذلك من الكذب، وقال بعض المفسرين: قولهم هذا على جهة الاستخفاف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا لا يظهر من اللفظة).
[المحرر الوجيز: 4/ 489]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمره تعالى أن يقول لهم لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعاً إلّا ما شاء اللّه، المعنى قل لهم يا محمد ردا للحجة إني لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعاً من دون الله ولا أنا إلا في قبضة سلطانه وبضمن الحاجة إلى لطفه، فإذا كنت هكذا فأحرى أن لا أعرف غيبه ولا أتعاصى شيئا من أمره، ولكن لكلّ أمّةٍ أجلٌ انفرد الله تعالى بعلم حده ووقته، فإذا جاء ذلك الأجل في موت أو هلاك أمة لم يتأخروا ساعة ولا أمكنهم التقدم عن حد الله عز وجل، وقرأ ابن سيرين «آجالهم» بالجمع). [المحرر الوجيز: 4/ 489]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:16 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعةً من النّهار يتعارفون بينهم قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين (45)}
يقول تعالى مذكّرًا للنّاس قيام السّاعة وحشرهم من أجداثهم إلى عرصات القيامة: كأنّهم يوم يوافونها لم يلبثوا في الدّنيا {إلا ساعةً من النّهار} كما قال تعالى: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيّةً أو ضحاها} [النّازعات: 46]، وقال تعالى: {يوم ينفخ في الصّور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقًا * يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرًا * نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً إن لبثتم إلا يومًا} [طه: 102 -104]، وقال تعالى: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعةٍ كذلك كانوا يؤفكون * وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون} [الرّوم: 55، 56].
وهذا كلّه دليلٌ على استقصار الحياة الدّنيا في الدّار الآخرة كما قال: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين * قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون} [المؤمنون: 112، 114].
وقوله: {يتعارفون بينهم} أي: يعرف الأبناء الآباء والقرابات بعضهم لبعض، كما كانوا في الدّنيا، ولكن كلٌّ مشغولٌ بنفسه {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]، وقال تعالى: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا * يبصّرونهم يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه وصاحبته وأخيه * وفصيلته الّتي تؤويه * ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه * كلا} [المعارج: 10، 15].
وقوله: {قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه وما كانوا مهتدين} كقوله تعالى: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} [المرسلات: 15]. لأنّهم خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين. فهذه هي الخسارة العظيمة، ولا خسارة أعظم من خسارة من فرّق بينه وبين أحبّته يوم الحسرة والنّدامة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 271-272]

تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك فإلينا مرجعهم ثمّ اللّه شهيدٌ على ما يفعلون (46) ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون (47)}
يقول تعالى مخاطبًا لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم} أي: ننتقم منهم في حياتك لتقرّ عينك منهم، {أو نتوفّينّك فإلينا مرجعهم} أي: مصيرهم ومتقلبهم، واللّه شهيدٌ على أفعالهم بعدك.
وقد قال الطّبرانيّ: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا عقبة بن مكرمٍ، حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، حدّثنا داود بن الجارود، عن أبي الطّفيل عن حذيفة بن أسيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "عرضت عليّ أمّتي البارحة لدى هذه الحجرة، أوّلها وآخرها. فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، عرض عليك من خلق، فكيف من لم يخلق؟ فقال: "صوّروا لي في الطّين، حتّى إنّي لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه".
ورواه عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عقبة بن مكرمٍ، عن يونس بن بكير، عن زياد بن المنذر، عن أبي الطّفيل، عن حذيفة بن أسيدٍ، به نحوه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 272]

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم} قال مجاهدٌ: يعني يوم القيامة.
{قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون} كما قال تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربّها ووضع الكتاب وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون} [الزّمر: 69]، فكلّ أمّةٍ تعرض على اللّه بحضرة رسولها، وكتاب أعمالها من خيرٍ وشرٍّ موضوعٌ شاهدٌ عليهم، وحفظتهم من الملائكة شهودٌ أيضًا أمّةً بعد أمّةٍ. وهذه الأمّة الشّريفة وإن كانت آخر الأمم في الخلق، إلّا أنّها أوّل الأمم يوم القيامة يفصل بينهم، ويقضى لهم، كما جاء في الصّحيحين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: "نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة، المقضيّ لهم قبل الخلائق" فأمّته إنّما حازت قصب السّبق لشرف رسولها، صلوات اللّه وسلامه عليه [دائمًا] إلى يوم الدّين).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 272-273]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا إلا ما شاء اللّه لكلّ أمّةٍ أجلٌ إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون (49) قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتًا أو نهارًا ماذا يستعجل منه المجرمون (50) أثمّ إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون (51) ثمّ قيل للّذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون (52)}
يقول تعالى مخبرًا عن كفر هؤلاء المشركين في استعجالهم العذاب وسؤالهم عن وقته قبل التّعيّن، ممّا لا فائدة فيه لهم كما قال تعالى: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ} [الشّورى: 18] أي: كائنةٌ لا محالة وواقعةٌ، وإن لم يعلموا وقتها عينًا، ولهذا أرشد رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم إلى جوابهم فقال: {قل لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا إلا ما شاء اللّه} أي: لا أقول إلّا ما علّمني، ولا أقدر على شيءٍ ممّا استأثر به إلّا أن يطلعني عليه، فأنا عبده ورسوله إليكم، وقد أخبرتكم بمجيء السّاعة وأنّها كائنةٌ، ولم يطلعني على وقتها، [ولكن] {لكلّ أمّةٍ أجلٌ} أي: لكلّ قرنٍ مدّة من العمر مقدّرة فإذا انقضى أجلهم {فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون} كما قال تعالى: {ولن يؤخّر اللّه نفسًا إذا جاء أجلها} [المنافقون: 11]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 273]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة