العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة التوبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:28 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا آباءكم الآية، ظاهر هذه المخاطبة أنها لجميع المؤمنين كافة، وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة، وروت فرقة أن هذه الآية إنما نزلت في الحض على الهجرة ورفض بلاد الكفر، فالمخاطبة على هذا هي للمؤمنين الذين كانوا في مكة وغيرها من بلاد العرب خوطبوا بأن لا يوالوا الآباء والإخوة فيكونون لهم تبعا في سكنى بلاد الكفر، ولم يذكر الأبناء في هذه الآية إذ الأغلب من البشر أن الأبناء هم التبع للآباء و «إخوان» في هذه الآية جمع أخ النسب، وكذلك هو في قوله تعالى: أو بيوت إخوانكم [النور: 61]
وقرأ عيسى بن عمر «أن استحبوا» بفتح الألف من «أن» وقرأ الجمهور «إن» بكسر الألف على الشرط، واستحبّوا متضمنة معنى فضلوا وآثروا ولذلك تعدت ب «على»، ثم حكم الله عز وجل بأن من والاهم واتبعهم في أغراضهم فإنه ظالم أي واضع للشيء غير موضعه، وهذا ظلم المعصية لا ظلم الكفر). [المحرر الوجيز: 4/ 281-282]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من اللّه ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربّصوا حتّى يأتي اللّه بأمره واللّه لا يهدي القوم الفاسقين (24)
هذه الآية تقوي مذهب من رأى أن هذه والتي قبلها إنما مقصودها الحض على الهجرة، وفي ضمن قوله: فتربّصوا وعيد بين، وقوله: بأمره قال الحسن: الإشارة إلى عذاب أو عقوبة من الله، وقال مجاهد: الإشارة إلى فتح مكة، والمعنى فإذا جاء الله بأمره فلم تسلبوا ما يكون لكم أجرا ومكانة في الإسلام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وذكر الأبناء في الآية لما جلبت ذكرهم المحبة، والأبناء صدر في المحبة وليسوا كذلك في أن تتبع آراؤهم كما في الآية المتقدمة، وقرأ جمهور الناس «وعشيرتكم»، وقرأ عاصم وحده بخلاف عنه وأبو رجاء وأبو عبد الرحمن وعصمة «وعشيراتكم»، وحسن هذا الجمع إذ لكل أحد عشيرة تختص به، ويحسن الإفراد أن أبا الحسن الأخفش قال إنما تجمع العرب عشائر ولا تكاد تقول عشيرات، واقترفتموها معناه اكتسبتموها، وأصل الاقتراف والمقارفة مقاربة الشيء، وتجارةٌ تخشون كسادها بيّن في أنواع المال، وقال ابن المبارك: الإشارة إلى البنات اللواتي لا يتزوجن لا يوجد لهن خاطب، ومساكن جمع مسكن بفتح الكاف مفعل من السكنى، وما كان من هذا معتل الفاء فإنما يأتي على مفعل بكسر العين كموعد وموطن، والمساكن القصور والدور، وأحبّ خبر كان، وكان الحجاج بن يوسف يقرؤها «أحبّ» بالرفع وله في ذلك خبر مع يحيى بن يعمر سأله الحجاج هل تسمعني الجن قال نعم في هذا الحرف، وذكر له رفع أحب فنفاه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وذلك خارج في العربية على أن يضمر في كان الأمر والشأن ولم يقرأ بذلك، وقوله واللّه لا يهدي القوم الفاسقين عموم لفظ يراد به الخصوص فيمن يوافى على فسقه، أو عموم مطلق على أنه لا هداية من حيث الفسق). [المحرر الوجيز: 4/ 282-283]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:28 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ( 23 ) قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ( 24 ) }
أمر اللّه تعالى بمباينة الكفّار به، وإن كانوا آباءً أو أبناءً، ونهى عن موالاتهم إذا (استحبّوا) أي: اختاروا الكفر على الإيمان، وتوعّد على ذلك كما قال تعالى: {لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه ويدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} الآية [المجادلة: 22].
وروى الحافظ [أبو بكرٍ] البيهقيّ من حديث عبد اللّه بن شوذبٍ قال: جعل أبو أبي عبيدة بن الجرّاح ينعت له الآلهة يوم بدرٍ، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلمّا أكثر الجرّاح قصده ابنه أبو عبيدة فقتله، فأنزل اللّه فيه هذه الآية: {لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر} الآية [المجادلة: 22]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 123-124]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أمر تعالى رسوله أن يتوعّد من آثر أهله وقرابته وعشيرته على اللّه وعلى رسوله وجهادٍ في سبيله، فقال: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها) أي: اكتسبتموها وحصّلتموها (وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكن ترضونها) أي: تحبّونها لطيبها وحسنها، أي: إن كانت هذه الأشياء (أحبّ إليكم من اللّه ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربّصوا) أي: فانتظروا ماذا يحلّ بكم من عقابه ونكاله بكم؛ ولهذا قال: (حتّى يأتي اللّه بأمره واللّه لا يهدي القوم الفاسقين)
وقال الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا ابن لهيعة، عن زهرة بن معبدٍ، عن جدّه قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو آخذٌ بيد عمر بن الخطّاب، فقال: واللّه لأنت يا رسول اللّه أحبّ إليّ من كلّ شيءٍ إلّا من نفسي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه". فقال عمر: فأنت الآن واللّه أحبّ إليّ من نفسي. فقال رسول اللّه: "الآن يا عمر"
انفرد بإخراجه البخاريّ، فرواه عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهبٍ، عن حيوة بن شريحٍ، عن أبي عقيلٍ زهرة بن معبدٍ، أنّه سمع جدّه عبد اللّه بن هشامٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم بهذا
وقد ثبت في الصحيح عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "والّذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده والنّاس أجمعين"
وروى الإمام أحمد، وأبو داود -واللّفظ له -من حديث أبي عبد الرّحمن الخراسانيّ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر، ورضيتم بالزّرع، وتركتم الجهاد، سلّط اللّه عليكم ذلًّا لا ينزعه حتّى ترجعوا إلى دينكم"
وروى الإمام أحمد أيضًا عن يزيد بن هارون، عن أبي جنابٍ، عن شهر بن حوشبٍ أنّه سمع عبد الله ابن عمرٍو عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بنحو ذلك وهذا شاهدٌ للّذي قبله، والله أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 124]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة