العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:11 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

اختلاف القراء فيما يوقف عليه بالتاء وما يوقف عليه بالهاء من المؤنث

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (اعلم أن كل هاء دخلت للتأنيث فالوقف عليها بالهاء والتاء جائز. ألا ترى أنهم كتبوا في المصحف بعضها بالتاء وبعضها بالهاء، واختلف القراء في ذلك، فكان أكثرهم يقولون: الوقف على ما في المصحف لا يتعدى. فما كان في المصحف بالتاء وقفنا عليه بالتاء. وما كان بالهاء وقفنا عليه بالهاء. وقال آخرون: أنت مُخير في ذلك. إن شئت وقفت على كل هاء للتأنيث في كتاب الله عز وجل بالهاء، وإن شئت وقفت بالتاء. فإذا وقفت بالهاء احتججت بأنك مريد للسكت، وإذا وقفت بالتاء احتججت بأنك مريد للوصل.
قال أبو بكر: وهذا المذهب لا يعجبنا لأنه لو جاز في المصحف في الوقف جاز خلافه في الوصل. فلما اجتمع القراء على ترك كل قراءة تخالف المصحف كان كل من تعمد في المصحف في وصل أو وقف مخطئًا.
وقال الفراء: التاء هي الأصل، والهاء داخلة عليها.
أنك تقول: قامت وقعدت ، فتجد هذا هو الأصل حتى يبنى عليه ما فيه الهاء. قال: والدليل على أن التاء عند العرب هي الأصل أن طيئًا تقول في الوقف: هذه مرأت، وهذه جاريت. فيصلون بالتاء ويقفون بالتاء.
وقال أبو محمد سلمة بن عاصم: قال بعض النحويين:
فاء في المؤنث هي الأصل في الأسماء، ليفرقوا بينها وبين الأفعال، فتكون الأسماء بالهاء والأفعال بالتاء. وقال سلمة: ربما قال الفراء بهذا أيضًا).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/281-282]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وأبو عمرٍو، وابنُ كثيرٍ، والكِسائيُّ يَقِفُون بالهَاءِ كسَائِرِ الهاءاتِ الدَّاخِلَةِ على الأسماءِ. كـ: فاطمةَ، وقائمةَ، وهيَ لُغةُ قريشٍ.
والبَاقونَ يقفونَ بالتَّاءِ تغليبًا لجانِبِ الرَّسْمِ. وهي لُغةُ طيِّءٍ وحِمْيَرٍ.
واخْتَلَفُوا في التَّاءِ المَوْجُودةِ في الوَصْلِ والهاءِ المَوْجودةِ في الوقْفِ؛ أيَّتُهمَا الأصلُ للأُخْرى؟ فذهبَ سيبويه، وجماعةٌ بجريَانِ الإعرابِ عليهَا دونَ الهاءِ، وبأنَّ الوصْلَ هو الأصلُ، والوقفُ عارِضٌ.
قالوا: إنَّما أُبدِلَتْ هاءً في الوقفِ فَرْقًا بينَها وبينَ تاءِ التَّأنيثِ في عِفْرِيتٍ، ومَلَكُوتٍ.
وقال ابنُ كَيْسَانَ: بل فرقًا بينها وبيْنَ تاءِ التَّأنيثِ اللاَّحقَةِ للفعلِ. نحو: خرجْتُ، وضربْتُ.
وذهبَ آخرونَ إلى أنَّ الهاءَ هي الأصْلُ، ولهذا سُمِّيَتْ هاءَ التَّأنيثِ لا تاءَ التَّأنيثِ. وإنَّما جَعَلوها تاءً في الوَصْلِ؛ لأنَّها حينئذٍ تَتَعاقبُهَا الحركاتُ.. والهاءُ ضعيفةٌ تشبِهُ حروفَ العلَّةِ بخَفَائِهَا. فَقَلبُوها إلى حَرْفٍ يُناسِبُهَا، مع كَوْنِهِ أقْوَى منهَا، وهُوَ التَّاءُ.
تاءُ "نعمةَ" و "لعنةَ" المَبسُوطَةُ).[الدقائق المحكمة :1/41]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (ثمَّ اعلمْ أنَّ هاءَ التأنيثِ في المصحفِ الكريمِ ينقسمُ إلى مارُسِمَ بالهاءِ، وهو المُسَمَّى بالتاءِ المربوطةِِ، وإلى ما رُسِمَ بالتاءِ، وهو المُسَمَّى بالتاءِ المجرورةِ، فأمَّا مارُسِمَ بالهاءِ، فإنَّ الوقفَ عليها بالهاءِ، ممَّا اتَّفَقَ عليه القُرَّاءُ، وهو المُوَافِقُ لقاعدةِ الكتابةِ العربيَّةِ، وأمَّا ما رُسِمَ بالتاءِ فإنَّه ممَّا اخْتُلِفَ في الوقفِ عليهَ، فابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو والكِسَائِيُّ يَقِفُونَ بالهاءِ، كسائرِ الهاءاتِ الداخلةِ على الأسماءِ، من نحوِ فاطمةَ، وقائمةٍ؛ إجراءً لهاء التأنيثِ على سَنَنٍ واحدٍ، وهي لغةُ قريشٍ، ويترتَّبُ عليه أيضًا إمَالةُ الكِسَائِيِّ، وكذا جوازِ الرَّوْمِ والإشمامِ، وعَدَمِهما للكُلِّ، والباقونَ يقفونُ بالتاءِ تغليبًا لجانبِ الرسمِ، وهي لغةُ طيِّئٍ، فلابدَّ للقارئِ مِن مَعْرفةِ ما رُسِمَ بالتاءِ والهاءِ؛ لتَحَرِّي في جميعِهما بالصوابِ في الأداءِ).[المنح الفكرية:1/74]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (فهذه قاعدةٌ كُلِّيَّةٌ تحتَها أفرادٌ جزئيَّةٌ، وهي كُلُّ ما اخْتَلَفَ القُرَّاءُ في إفرادِه وجمعِه قراءةً فإنَّهُ يكونُ في رسمِ القرآنِ بالتاءِ كتابةً، والمرادُ أنَّ مفردَه أيضًا بالتاءِ، إذ لاخلافَ في أنَّ الجمعَ المؤنثَ السالمَ يكونُ بالتاءِ، سواءٌ فيه الرسومُ القرآنيَّةُ وقواعدُ كتابةِ العربيَّةِ؛ ولذا أجمعَ القُرَّاءُ في الوقفِ عليها بالتاءِ، واختلفُوا في مفردِها ومجموعِها اثنا عشرَ موضعًا، وذلكَ قولُه تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتْ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} في الأنعامِ، قَرَأَهَا بالتوحيدِ عاصمٌ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ على الذينَ فَسَقُوا} أَوَّلَ يونسَ، قَرَأَهُما بالإفرادِ غيرُ نافعٍ وابنِ عامرٍ، واخْتَلَفَت المصاحفُ في ثاني يونُسَ: {إِنَّ الَّذينَ حَقَّتْ عَلَيْهِم كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَيُؤْمِنُونَ} و {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ على الَّذينَ كَفَرُوا} في الطولِ، والقياسُ فيهما التاءُ، إذْ قرأَهما غيرُ نافعٍ وابنِ عامرٍ بالتوحيدِ، و {آياتٌ للسائِلِينَ} في سورةِ يوسفَ، قرأَها ابنُ كثيرٍ بالإفرادِ، و {أَلْقُوه في غَيَابَتِ الجُبِّ} {وأنْ يَجْعَلُوه في غَيَابَتِ} كِلاَهما في يوسفَ أيضًا، قرأَهما غيرُ نافعٍ بالتوحيدِ، و {لَوْلاَ أُنْزِلَ عليه آياتٌ مِن رَبِّهِ} في العَنْكَبوتِ، قرأَها بالإفرادِ ابنُ كثيرٍ وأبو بكرٍ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، و {هُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ} في سبأٍ، قرأَها بالتوحيدِ حمزةُ، {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مَنْهُ} في فاطرٍ، قرأَها بالإفرادِ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو وحفصٌ وحمزةُ، {ومَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِن أَكْمَامِهَا} في فُصِّلَتْ، قرأَها بالتوحيدِ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو وأبو بكرٍ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، و {جَمَالَتٌ صُفْرٌ} قرأَها بالإفرادِ أي: صورةً وإلا فهي جمعٌ حقيقةً حفصٌ وحمزةُ والكِسَائِيُّ.
ثمَّ اعلمْ أنَّهُم اختلفُوا في التاءِ الموجودةِ في الوصلِ، والهاءِ الموجودةِ في الوقفِ، أيَّتُهُمَا الأصلُ للأخرى فذهبَ سيبويه وجماعةٌ إلى أنَّ التاءَ هي الأصلُ، مُسْتَدِلِّينَ بجَرَيانِ الإعرابِ عليها دونَ الهاءِ، وبأنَّ الوصلَ هو الأصلُ، والوقفَ عارضٌ، قالُوا وإنَّما أُبْدِلَتْ هاءً في الوقفِ فرقًا بينها وبينَ التاءِ التي في (عِفْرِيتٍ) و (مَلَكُوتٍ)، قالَ ابنُ الكيسانِ: بل فرقًا بينَها وبينَ تاءِ التأنيثِ اللاحقةِ للفعلِ: نحو: خرجتْ، وضربتْ. وذهبَ آخرونَ إلى أنَّ الهاءَ هي الأصلُ، ولهذا سُمِّيَتْ هاءَ التأنيثِ لاتاءَ التأنيتِ، وإنَّما جعلُوها تاءً في الأصلِ؛ لأنَّها حينئذٍ يَتَعاقبُها الحركاتُ، والهاءُ ضعيفةٌ تُشْبِهُ حروفَ العلَّةِ؛ لخفائِها، فقلَبُوها إلى حرفٍ يُنَاسِبُها، معَ كونِه أقوى منها، وهو التاءُ).
[المنح الفكرية:1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (بابٌ في تــاءِ التأنـيـثِ ومـا يَتعلَّقُ بهــا
قد علِمْتَ أن الرسمَ سنَّةٌ متَّبعةٌ لا تَجوزُ مخالفتُه، والغرَضُ الآنَ بيانُ ما رُسمَ بالتاءِ المجرورِ ليُوقَفَ عليه بالتاءِ على خلافٍ بينَ القرَّاءِ، وما رُسمَ بالمربوطةِ ليُوقَفَ عليه بالهاءِ اتِّفاقاً وخَصَّ الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في المقدِّمةِ ما رُسمَ بالتاءِ ليُعلمَ أنَّ ما عداه بالهاءِ وهاك بيانُه قالَ المؤلِّفُ:

94 - ورحْمتُ الزخرفِ بالتَّـا زَبَـرَهْ = الأعرافِ رَوْمُ هودٍ كافِ البقرهْ

إن هاءَ التأنيثِ في المصحفِ الكريمِ تَنقسمُ إلى قسمين: ما رُسمَ بالهاءِ وما رُسمَ بالتاءِ فأما ما رُسمَ بالهاءِ فإنه متَّفقٌ بالوقْفِ عليه بالهاءِ، وأما ما رُسمَ بالتاءِ فاختلَفَ القرَّاءُ في الوقفِ عليه فابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو والكِسائيُّ يَقفون بالهاءِ إجراءً لهاءِ التأنيثِ على سَننٍ واحدٍ، وهي لغةُ قريشٍ، والباقون يَقفون بالتاءِ اتِّباعاً للرسْمِ وهي لغةُ طيئٍ، وحِمْيَرٍ، ولا بدَّ للقارئِ من معرفةِ ما رُسمَ بالتاءِ والهاءِ ليَعلمَ محَلَّ الوقفِ والخلافِ، وقد حصَرَ الناظمُ ما رُسمَ بالتاءِ ليُعلمَ أن ما عداه مرسومٌ بالهاءِ وخَصَّ ما رُسمَ بالتاءِ اختصاراً، والألفاظُ المرسومةُ بالتاءِ ثلاثةَ عشرَ لفظاً).[الفوائد التجويدية: ]

قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (
فصلٌ في بيانِ هاءِ التأنيثِ المختلَفِ فيها بين القرَّاءِ بالإفرادِ والجمْعِ:

وهذا القسمُ هو الذي أشارَ إليه الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في المقدِّمةِ الجزْرِيَّةِ في بعضِ البيتِ الأخيرِ من البابِ بقولِه:

100- ........... وكلُّ ما اختُلِفْ = جمْعاً وفرْداً فيه بالتاءِ عُرفْ

ويُؤخذُ من قولِه هذا قاعدةٌ عامَّةٌ وهي أن كلَّ ما اختلَفَ القرَّاءُ في قراءتِه بالإفرادِ والجمْعِ فمرسومٌ بالتاءِ المفتوحةِ وقد وَقعَ ذلك في سبعِ كلماتٍ في اثْنَيْ عشرَ موضعاً في القرآنِ الكريمِ، ومن بين الكلماتِ السبعِ كلمتان مضافتان إلى الاسمِ الظاهرِ والخمسُ الباقيةُ غيرُ مضافةٍ.
أما المضافتان:
فالأُولى منهما: "كَلِمَت" وقد وَقعتْ في أربعةِ مواضعَ الأُولى قولُه تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} (الأنعام: آية 115).
الثاني والثالثُ: قولُه تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (آية:33)، وقولُه سبحانَه: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (آية: 96) الموضعان بيونسَ.
الرابعُ: قولُه تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} (غافر: آية 6)، وقد اختلَفَت المصاحفُ في الموضعِ الثاني من يونسَ وكذلك موضعِ غافرٍ والقياسُ فيهما التاءُ.
والكلمةُ الثانيةُ: {غَيَابَتِ الْجُبِّ} (في الموضعين بيوسفَ آية: 15،10).
أما الكلماتُ الخمْسُ التي لم تُضفْ فهي كالآتي:
الأُولى: قولُه تعالى: {آيَات} في موضعين: -
أوَّلُهما: قولُه تعالى: {آيَاتٌ للسَّائِلِينَ} (يوسف: آية 7).
وثانيهما: قولُه تعالى: {وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} (العنكبوت: آية 50).
الثانيةُ: "الغُرُفُات" في قولِه تعالى: {وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ} (سبأ: آية 37).
الثالثةُ: "بَيِّنَت" في قولِه تعالى: {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ} (فاطر: آية 47).
الرابعةُ: "ثَمَرَات" في قولِه تعالى: {وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا} (فصِّلت: آية 40).
الخامسةُ: "جِمَالَتٌ" في قولِه تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} (المرسلات: آية 33).
وقد نَظمَ كلماتِ هذا القسمِ شيخُ مشايخنا العلاَّمةُ المتولي في كتابِه "اللؤلؤُ المنظومُ" فقالَ:

وكلُّ ما فيه الخلافُ يَجـري = جمْعـاً وفرْداً فبِتاءٍ فــادْرِ
وذا جمَلَتٌ وءايَتٌ أَتَـــى = في يوسفَ والعنكبوتِ يا فَتَى
وكلِمَتٌ وهو في الطُّولِ معَا = أنعامه ثم بيـونسَ معــا
والغرُفُاتِ في سبأٍ وبَيَّنَـتْ = في فاطرٍ وثمراتِ فُصِّلَـتْ
غياَبَتُ الجبِّ وخُلفٌ ثـاني = بيونسَ والطُّولُ فَعِ المعاني

وأما معرفةُ من يقرأُ فيها من القرَّاءِ بالجمْعِ ومن قرأَ بالإفرادِ.
فقد تَركْنا ذِكرَه مراعاةً للاختصارِ وهو في كُتبِ الخلافِ، وأما معرفةُ الوقْفِ عليها فمن قرأَ بالجمْعِ، وَقفَ عليها بالتاءِ كسائرِ الجموعِ، ولو كان مذهبُه الوقفَ بالهاءِ في الإفرادِ. ومن قرأَ بالإفرادِ وكان مذهبُه الوقفَ بالتاءِ وَقفَ بها، ومن كان مذهبُه الوقفَ بالهاءِ وَقفَ بها أيضاً، وبالنسبةِ لحفصٍ عن عاصمٍ فقد قرأَ بالجمْعِ في ثلاثِ كلماتٍ في السبعِ، ووَقفَ عليها بالتاءِ كما هو مقرَّرٌ، وهي كلمةُ "ءايت" في موضعَيْها بيوسفَ والعنكبوتِ، و "الغُرُفُات" في سبأٍ، و "ثَمَرَات" في فصِّلَتْ.
وأما الكلماتُ الأربعُ المتبقِّيَةُ فهي كلمةُ "غَيَابَت" في الموضعين بيوسفَ وكلمةُ "بَيِّنَت" بفاطرٍ، وكلِمةُ "جَمَلت" بالمرسلاتِ، ولفظُ "كَلِمَت" في كلٍّ من الأنعامِ وغافرٍ، وموضِعَي يونسَ فقرَأَهُنَّ حفصٌ عن عاصمٍ بالإفرادِ ووَقفَ عليهن بالتاءِ المفتوحةِ، كما هو مذهبُه غيرَ أنَّ لفظَ "كلمة" في موضعِ غافرٍ اختلَفَ كُتَّابُ المصاحفِ فيه فرَسَمَها بعضُهم بالتاءِ المفتوحةِ، وبعضُهم بالهاءِ المربوطةِ، وكذلك اختُلِفَ في "كَلِمَت" في الموضعِ الثاني من يونسَ فرُسِمَتْ في المصاحفِ العراقيَّةِ بالهاءِ وفي الشاميَّةِ والمدنيَّة بالتاءِ، والأَوْلى والقياسُ رسْمُ موضعِ غافرٍ والثاني من يونسَ بالتاءِ كما قال به الجمهورُ وإليه أشارَ الإمامُ الشاطبيُّ رحِمَهُ اللهُ تعالى في العَقيلةِ بعدَ ما أَوردَ الخلافَ في الموضعين بقولِه "وفيهما التاءُ أَوْلى قالَ في نهاية القولِ المفيدِ وقَطَعَ ابنُ الجَزْرِيِّ وغيرُه بأنهما بالتاءِ وعلى ذلك شرَّاحُ الجزْرِيَّةِ، وعلى هذا يتحصَّلُ لحفْصٍ عن عاصمٍ حالةُ الوقفِ عليهما وجهان صحيحان: الأوَّلُ: الوقْفُ عليهما بالتاء المفتوحةِ، وهذا هو المشهورُ عندَ الجمهورِ لما تقدَّمَ.
الثاني: الوقْفُ عليهما بالهاءِ المربوطةِ ولا بأسَ به). [الفوائد التجويدية: ؟؟ ]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:11 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {رحمت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (فكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر الرحمة فالوقف عليه بالهاء إلا سبعة أحرف، في البقرة: {أولئك يرجون رحمت الله} [218]، وفي الأعراف: {إن رحمت الله قريب من المحسنين} [56]، وفي هود: {رحمت الله وبركاته} [73]، وفي مريم: {ذكر رحمت ربك عبده} [2]، وفي الروم: {فانظر إلى آثار رحمت الله} [50]، وفي الزخرف: {أهم يقسمون رحمت ربك} [32] وفيها: {ورحمت ربك خير مما يجمعون} [32]). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/283]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ) : (فصل الوقف على: هاء التأنيث؛ والرحمة
قال أبو بكر: وكل هاء دخلت للتأنيث؛ فالوقف عليها بالهاء والتاء جائز. وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر الرحمة فالوقف عليه بالهاء إلا سبعة أحرف:
في البقرة: {يرجون رحمت الله} الآية [البقرة: 218].
وفي الأعراف: {إن رحمت الله}الآية [الأعراف: 56].
وفي هود: {رحمت الله وبركاته عليكم} الآية [هود: 73].
وفي مريم: {رحمت ربك} الآية [مريم: 2].
وفي الروم: {فانظر إلى آثار رحمت الله} الآية [الروم: 50].
وفي الزخرف: {أهم يقسمون رحمت ربك} الآية [الزخرف: 32].
وفيها: {ورحمت ربك خير مما يجمعون} الآية [الزخرف: 32]). [فنون الأفنان: 370]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ((94) و {وَرَحْمَةُ رَبِّكَ} في مَوْضِعَي "الزُّخرفِ بالتّاءِ" لا بالهاءِ "زَبْرَهْ" أي كَتْبَهُ عثمانُ – رضيَ اللهُ عنه-.
وزَبْرُ أيضًا بالتَّاءِ: {رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] في "الأعرافِ" – بالنَّقلِ والاكْتفاءِ بحركةِ اللاَّمِ عن همزةِ الوصْلِ -.
وفي "روم" أي: في "الرومِ" و "هودٍ" قولُهُ تعالى: { فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الروم: 50]، وقولُهُ في "هود": { رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: 73]، و {رَحْمَتُ رَبِّكَ} [مريم: 2] في "كاف" أي "كهيعص". و {رَحْمَتُ اللهِ} [البقرة: 218]. وما عدا هذهِ السبعةَ، تُرسَمُ بالهاءِ). [الدقائق المحكمة:1/41]

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ((96) وزَبَرَ بالتَّاءِ نَعْمَتَ في "لقمانَ ثُمَّ في فاطرٍ كالطُّورِ عمرانَ" أي: كَمَا في "الطورِ"، و "آلِ عِمْرَانَ" من قولِهِ تعالى في الأولى: { الْفُلْكَ تَجْري في الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللهِ}[لقمانُ: 31]، وفي الثانيةِ والرابعةِ {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ}[فاطر: 3، وآل عمران: 103]، وفي الثالثةِ { فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِرَبِّكَ} [الطور: 29]. وما عدا هذه الإحدى عشْرَةَ مرسومٌ بالهاءِ). [الدقائق المحكمة:1/42]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((وَرَحْمَتُ الزخرفِ بالتا زبره) برفعِ رحمت، ونصبِها، أي: رسمُ عثمَانَ رَضِيَ اللهُ عنه أو كَتَبَ أهلُ الرسمِ بالتاءِ المجرورةِ لفظَ {رَحْمَتُ} في سورةِ الزخرفِ، وكذا (في الأعرافِ رُومَ هُودَ كافَ البقرةَ) بحذفِ العاطفِ في الكُلِّ، للوزنِ، وبالنقلِ والاكتفاءِ بحركةِ اللامِ عن همزةِ الوصلِ في الأعرافِ، وضبطَ هودَ وكافَ بالفتحِ، لأنَّهما اسما سورتينِ، وأمَّا قولُ الروميِّ: وإضافةُ الأعرافِ إلى الرومِ والكافِ إلى البقرةِ لفظًا لأدنى مُلابسةٍ فمحمولٌ على عدمِ الملاحظةِ لما قدَّمْنَاه مِن حُسْنِ المقابلةِ). [المنح الفكرية:1/76]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وقد خَصَّ الناظمُ ما رُسِمَ من ذلكَ بالتاءِ لِقَلَّتِه يُعْرَفُ ما عدَاها بكثرتِه، ومجموعُ ما ذكرَه مِن {رَحْمَتَ} سبعةٌ؛ لأنَّهَا في الزخرفِ موضعانِ {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} و {رَحْمَتُ رَبِّكَ خيرٌ ممَّا يجمعُونَ}، والعمومُ يُفْهَمُ مِنْ إطلاقِ الناظمِ ومِن الإضافةِ الجنسيَّةِ، وفي الأعرافِ: {إنَّ رَحْمَتَ اللهِ قريبٌ مِن المُحْسِنِينَ}وفي الرومِ {فانظرْ إلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ}، وفي هودٍ {رَحْمَتُ اللهِ وبركاتُه} وفي مريمَ {ذِكْرُ رحمتِ رَبِّكَ} وفي البقرةِ {أولئكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ } وما عدا هذه السبعةَ بالهاءِ، نحوُ قولِه تعالى: {لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللهِ}).[المنح الفكرية:1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الأُولى: رَحْمَتُ، رُسمتْ بالتاءِ في سبعةِ مواضعَ في القرآنِ الكريمِ وهي:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ} (البقرة: آية 218).
الثاني: قولُه تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف: آية 56).
الثالثُ: قولُه تعالى: {رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} (هود:آية 73).
الرابعُ: قولُه تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} (مريم: آية 2).
الخامسُ: قولُه تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ} (الروم: آية 50).
السادسُ: قولُه تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} (الزخرف: آية 32).
السابعُ: قولُه تعالى: {وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: آية 32).
وما سِوى هذه المواضعِ فإنها بالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً بالإجماعِ نحوُ قولِه تعالى: {لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} (الزمر: آية 32)).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(أولاً: (رحمت) وهو في سبع كلمات الأول: {أولئك يرجون رحمت الله} تفف {أولئك يرجون رحمت}
الثاني: {إن رحمت الله قريب}بسورة الأعراف تقول: {إن رحمت} وحكمهما، عارض للسكون، غير ممدود، منصوب، فيهما السكون فقط.
الثالث: {رحمت الله وبركاته} بسورة هود، تقول: {رحمت}، وهو عارض للسكون غير ممدود مرفوع فيه السكون والروم والإشمام،
الرابع: {ذكر رحمت ربك} بأول مريم وهو عارض للسكون، غير ممدود مجرور، فيه السكون والروم.
خامساً: {فانظر إلى آثار رحمت الله} بسورة الروم، تقول: {فانظر إلى آثار رحمت} وهو عارض للسكون، غير ممدود مجرور، فيه السكون والروم.
سادساً: {أهم يقسمون رحمت ربك} بسورة الزخرف، تقول: {أهم يقسمون رحمت} وهو عارض للسكون غير ممدود منصوب، فيه السكون فقط.
سابعاً: {ورحمت ربك خير} بسورة الزخرف أيضاً، تقول: {ورحمت} ويوقف عليها بالسكون، والروم، والإشمام، فهي عارض للسكون غير ممدود مرفوع.
قال العلامة المتولي في كتابه اللؤلؤ المنظوم:
يرجون رحمت وذكر رحمت = ورحمت الله قريب فاثبت
ورحمت الله بهود مع إلى = آثار رحمت بزخرف كلا
وفيما عدا هذا يوقف عليه بالهاء، فيكون من قبيل هاء التأنيث غير المدودة العارضة للسكون، ولا روم فيها ولا إشمام).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:12 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على (امرأت)

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «المرأة» فالوقف عليه بالهاء إلا سبعة أحرف، في آل عمران: {إذ قالت امرأت عمران} [35] وفي يوسف: {امرأت العزيز الآن حصحص الحق} [51] وفيها: {امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه} [30] وفي القصص: {امرأت فرعون قرت عين} [9] وفي التحريم: {امرأت نوح وامرأت لوط} [10] و{امرأت فرعون} [11]). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/285]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ) : ( فصل: الوقف على المرأة
قال أبو بكر: وكل ما في القرآن من ذكر المرأة، فالوقف عليها بالهاء، إلا سبعة أحرف:
في آل عمران: {إذ قالت امرأت عمران} الآية [آل عمران: 35].
وفي يوسف: {قالت امرأت العزيز} الآية [يوسف: 51]، وفيها: {امرأت العزيز تراود} الآية [يوسف: 30].
وفي القصص: {وقالت امرأت فرعون قرت عين لي} الآية [القصص: 9].
وفي التحريم: {امرأت نوح} الآية [التحريم: 10]، و{امرأت لوط} الآية [التحريم: 10]، و{امرأت فرعون} الآية [التحريم: 11]). [فنون الأفنان : 371]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (تاءُ "امرأةٍ" "معصيةٍ" المَبْسوطَةُ وَامْرَأَتُ يُوسُفَ عِمْرَانَ الْقَصَصْ = تَحْرِيْمَ مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ يُخَصْ
(97) وزَبَرَ أيضًا بالتَّاءِ "امرأتَ" إذا أُضيفَتْ إلى زَوْجِهَا. وذلكَ في قولِهِ تعالى: {امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} بِمَوْضِعَيْ "يوسُفُ"، وفي قولِهِ: {امْرَأَةُ عِمْرَانَ}، وفي قولِهِ: {امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ}في "القَصَصِ"، وفي قولِهِ: {امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ} (97)، و {امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ}(97) في "تحريمٍ" أي: "التَّحريمِ". وما عدا هذه السبعةَ مرسومٌ بالهاءِ).[الدقائق المحكمة:1/42]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ( (وْامَرَأَتٌ يوسفَ عمرانَ القصصَ) بتنوين (امرأةٍ)، على أنَّهُ مبتدأٌ، وبنصبِ يوسُفَ وعِمْرانَ، على الظرفيَّةِ أي: الكائنةَ فيهما وكذا القصصُ وسَكَّنَ بالوقفِ والمفهومُ مِن شرحِ الشيخِ زكريَّا أنَّ (امرأةً) منصوبةٌ مضافةٌ حيثُ قَدَّرَ (وزبر) فَتَدَبَّرْ، وقالَ اليمنيُّ: مرفوعٌ بالابتداءِ وخبرُه محذوفٌ تقديرُه: ومنها امرأتٌ، أي ومِن الكلماتِ المرسومةِ بالتاءِ كلمةُ (امرأتٍ) وقولُه (يوسفُ) مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ، أي: مَحَلُّها سورةُ يوسفَ، وقولُه (عمرانَ القصصَ) مَعْطُوفانِ على (يوسفَ) وحرفُ العطفِ محذوفٌ للوزنِ، وأغربَ الروميُّ حيثُ جعلَ (امرأتَ) مضافةً على (يوسفَ) وهو مضافٌ إلى (عمرانَ) وهو إلى (القصصِ) بِناءً على أنَّ الإضافةَ لأدنى ملابسةٍ، ووجهُ الغرابةِ لايخفى على ذَوِي النُّهَى، ويستفادُ عمومُ موضعي يوسفَ ممَّا قدَّمْنَاه في رحمةِ الزخرفِ فَتَدَبَّرْ.
(تحريمَ مَعْصِيَتٌ بقدْ سَمِعَ يُخَصُّ) فتحريمٌ منصوبٌ أيضًا على الظرفيَّةِ، أو على المفعوليَّةِ، والمرادُ به سورةُ التحريمِ، ومَعْصِيَتٌ منوَّنٌ لكونِهَا مبتدأً، وجُوِّزَ جَرُّهُ حكايةً؛لأنَّها وردتْ في القرآنِ مجرورةً، ويُخَصُّ بصيغةِ المجهولِ، ويَجُوزُ تذكيرُه باعتبارِ لفظِ (قدْ سمِعَ) وتأنيثُه باعتبارِ سورتِه، والمعنى أنَّ (امرأت) مرسومةٌ بالتاءِ في سبعةِ مواضعَ {امْرَأَتُ العزيزِ تُرَاوِدُ} و {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ} كلاهما بيوسُفَ، و {إذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} في آلِ عِمْرَانَ و { قالَت امرأتُ فِرْعَوْنَ} في القصصِ و {امْرَأَتُ نُوحٍ وامْرَأَتُ لُوطٍ} و {امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ} في التحريمِ، وما سواها بالهاءِ، والقاعدةُ الكُلّيَّةُ أنَّ المرأةَ المذكورةَ معَ زوجِها مرسومةٌ بالتاءِ، وغيرَها بخلافِها، كما في قولِه تعالى: {وإنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ}).[المنح الفكرية:1/75]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الرابعةُ: "امْرَأَت" ويُشترطُ في رسْمِ هذه الكلمةِ بالتاءِ المفتوحةِ ذِكرُها مع زوجِها ووَقعتْ في التنزيلِ بهذا الشرْطِ في سبعةِ مواضعَ وهي كالتالي:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} (آل عمران: آية 35).
الثاني والثالثُ: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} (آية: 30)، {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} (آية:51)، الموضعان بيوسفَ.
الرابعُ: قولُه تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} (القصص: آية 10،9).
الخامسُ والسادسُ والسابعُ: قولُه تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} (آية:10) {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} (آية: 11) الثلاثةُ بالتحريمِ، ولم يُوجَدْ في التنزيلِ لفظُ امْرَأَت مضافاً إلى الاسمِ الظاهرِ إلا هذه المواضعُ السبعةُ.
أما لفظُ "امرأة" في الاسمِ المفرَدِ غيرِ المضافِ للظاهرِ فهو متَّفقٌ عليه بينَ جميعِ القرَّاءِ، في أنه مرسومٌ بالهاءِ المربوطةِ والوقْفُ عليه كذلك كقولِه تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً} (الأحزاب: آية 51)، وما شابَهها كما تقدَّمَ).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(النوع الثالث: من المكرر كلمة (امرأت)، وتوجد في سبع مواضع من القرآن الكريم، إليك بيانها:
الأول: {إذ قالت امرأت عمران} بسورة آل عمران.
الثاني: {قالت امرأت العزيز} وحكمهما عارض للسكون غير ممدود، مرفوع، فيه السكون والروم والإشمام تقول: امرأت.
الثالث: {امرأت العزيز تراود} بسورة يوسف ، وحكمها كالأولين.
رابعاً: {وقالت امرأت فرعون} بسورة القصص، وحكمها كما مضى.
خامساً: {وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون} بالتحريم، وهي عارض للسكون غير ممدود، منصوب، فيه السكون فقط.
سادساً، وسابعاً: {امرأت نوح وامرأت لوط} بالتحريم وحكمهما عارض للسكون غير ممدود منصوب، فيه السكون فقط، كل هذا يوقف عليه: امرأت، وضابط ذلك كل امرات أتت مع زوجها يوقف عليها بالتاء، وما سوى ذلك يوقف عليها بالهاء، فتكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة العارضة للسكون، ولا روم فيها ولا إشمام.
قال العلامة المتولي:

وامرأت مع زوجها قد ذكرت = فهاؤها بالتاء رسماً وردت).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة