قوله تعالى: {الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((بل هو الحق من ربك) [3] حسن غير تام لأن قوله: (لتنذر) متعلق بالأول. (لعلهم يهتدون) تام.
(ثم استوى على العرش) [4] حسن.
(السمع والأبصار والأفئدة) [9].؟؟؟)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/840]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({الم} تام، وقيل: كاف.
{أم يقولون افتراه} كاف. ومثله {من ربك} ومثله {من نذير من قبلك}. {يهتدون} تام. ومثله {تتذكرون} ورؤوس الآي بعد كافية.
{على العرش} كاف. ومثله {ولا شفيع} ومثله {من روحه} ومثله {والأفئدة}. {ما تشكرون} تام. وكذا رؤوس الآي إلى آخر السورة.) [المكتفى: 456]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم {آلم- 1- ط} كاف.
{العالمين- 2- ط} لأن {أم} استفهام تقريع غير عاطفة. {افتراه- 3- ج} لعطف الجملتين المختلفتين. {العرض- 4- ط}. {شفيع- 4- ط}. {الرحيم- 6- لا} لأن {الذي} صفته. {من طين- 7- ج} لأن {ثم} لترتيب الأخبار. {مهين- 8- ج} كذلك. {والأفئدة- 9- ط}. )
[علل الوقوف: 2/809]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (الم (تام) إن جعل تنزيل مبتدأ خبره لا ريب فيه وكذا إن جعل ألم مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف أو قدرت قبله فعلاً وليس ألم وقفًا إن جعل مبتدأ خبره تنزيل وكذا إن جعل ألم قسمًا
لا ريب فيه ليس بوقف
العالمين (كاف) لأنَّ أم بمعنى همزة الاستفهام أي أيقولون افتراه
والوقف على افتراه (كاف) فصلاً بين ما حكى عنهم وما حكى عن الله تعالى
الحق من ربك ليس بوقف لأنَّ اللام التي بعده متعلقة بما قبلها وإن علقت بتنزيل لا يوقف على شيء من أوّل السورة إلى يهتدون لاتصال الكلام بعضه ببعض
يهتدون (تام)
على العرش (حسن)
ولا شفيع (كاف)
تتذكرون (أكفى) على استئناف ما بعده ووقف الأخفش على يدبر الأمر وأباه غيره
إلى الأرض (جائز)
مما تعدون (كاف)
ذلك عالم الغيب العامة على رفع عالم مبتدأ والعزيز الرحيم خبر إن أو نعتان أو العزيز مبتدأ والرحيم صفته والذي أحسن خبره أو العزيز خبر مبتدأ محذوف
والشهادة (حسن) إن رفع العزيز خبر مبتدأ محذوف وليس بوقف إن عطف على ما قبله
الرحيم (كاف) إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدأ
محذوف وليس بوقف إن جعل في موضع رفع نعتًا لما قبله أو جرّ الثلاثة بدلاً من الضمير في إليه وبها قرأ زيد بن علي رضي الله عنهما كأنَّه قال ثم يعرج الأمر المدبر إليه عالم الغيب أي إلى عالم الغيب قاله السمين
خلقه (كاف) على القراءتين أي خلقه وخلقه قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بسكون اللام والباقون بفتحها فعلاً ماضيًا وليس بوقف لمن قرأ خلقه بسكون اللام والرفع فعلى هذه القراءة يوقف على كل شيء ثم يبتدأ خلقه أي ذلك خلقه
وبدأ خلق الإنسان من طين (جائز) ومثله مهين
من روحه (كاف) ومثله والأفئدة
تشكرون (تام))[منار الهدى: 304-305]
- أقوال المفسرين