العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 10:24 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومثل الرفع: {طوبى لهم وحسن مآبٍ} يدلّك على رفعها رفع حسن مآبٍ.
وأمّا قوله تعالى جدّه: {ويل يومئذ للمكذبين} و{ويلٌ للمطففين} فإنّه لا ينبغي أن تقول إنّه دعاءٌ ههنا لأنّ الكلام بذلك قبيح واللفظ به قبيحٌ ولكنّ العباد إنّما كلموا بكلامهم وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون فكأنّه والله أعلم قيل لهم ويلٌ للمطففين وويل يومئذٍ للمكذبين أي هؤلاء ممن وجب هذا القول لهم لأنّ هذا الكلام إنّما يقال لصاحب الشّر والهلكة فقيل هؤلاء ممن دخل في الشرّ والهلكة ووجب لهم هذا.
ومثل ذلك قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}. فالعلم قد أتى من وراء ما يكون ولكن اذهبا أنتما في رجائكما وطمعكما ومبلغكما من اعلم وليسلهما أكثر من ذا ما لم يعلما
ومثله: {قاتلهم الله} فإنما أجرى هذا على كلام العباد وبه أنزل القرآن.
وتقول ويلٌ له ويلٌ طويلٌ فإن شئت جعلته بدلاً من المبتدأ الأوّل وإن شئت جعلته صفةً له وإن شئت قلت ويلٌ لك ويلاً طويلا تجعل الويل الآخر غير مبدول ولا موصوف به ولكنّك تجعله دائماً أي ثبت لك الويل دائما). [الكتاب: 1/ 331-332] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السبة أن يكون الرجل فاحشا بذيا جبانا».
يروى عن موسى بن علي عن أبيه عن النبي [صلى الله عليه وسلم].
فالطف: هو أن يقرب الإناء من الامتلاء من غير أن يمتلئ، يقال: هو طف المكيال وطفافه: إذا كرب أن يملأه.
ومنه التطفيف في الكيل إنما هو نقصانه؛ أي أنه لم يملأ إلى شفته إنما هو إلى دون ذاك.
وقال الكسائي يقال منه: إناء طفان - إذا فعل ذلك به في الكيل). [غريب الحديث: 2/ 503-505]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث ابن عمر حين ذكر أن النبي [صلى الله عليه وسلم] سبق الخيل فقال ابن عمر: كنت فارسا يومئذ فسبقت الناس فطفف بي الفرس مسجد بني زريق.
حدثناه ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر.
قوله: طفف بي مسجد بني زريق يعني أن الفرس وثب به حتى كاد يساوي المسجد. ومنه قيل: إناء طفان، وهو الذي قد قرب أن يمتلئ ويساوي أعلى المكيال، ولهذا سمي التطفيف في الكيل، قوله تعالى: {ويل للمطففين} ويروى عن سلمان أنه قال: الصلاة مكيال فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله عز وجل في المطففين). [غريب الحديث: 5/ 298-299]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قوله عز وجل: {ويلٌ للمطففين} وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذبين}. فإنه لا يكون فيه إلا الرفع؛ إذ كان لا يقال: دعاءٌ عليهم، ولكنه إخبارٌ بأن هذا قد ثبت لهم. فإن أضفت فقلت: ويله، وويحه، لم يكن إلا نصباً؛ لأن وجه الرفع قد بطل بأنه لا خبر له، فكذا هذه التي في معنى المصادر). [المقتضب: 3/ 221]


تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومما يستحسن لفظه ويستغرب معناه، ويحمد اختصاره قول أعرابي من بني كلاب:
فمن يك لم يغرض فإني ونلقتي ....... بحجرٍ إلى أهل الحمى غرضان

تحن فتبدي ما بها من صبابة ....... وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
يريد: لقضى علي، فأخرجه لفصاحة وعلمه بجوهر الكلام أحسن مخرج، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} والمعنى إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، ألا ترى" أن" أول الآية {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} فهؤلاء أخذوا منهم ثم أعطوهم، وقال الله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} أي من قومه، وقال الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ....... فقد تركت ذا مال وذا نشب
أي أمرتك بالخير، ومن ذلك قول الفرزدق:
ومنا الذي اختير الرجال سماحةً ....... وجودًا إذا هب الرياح الزعازع
أي من الرجال. فهذا الكلام الفصيح.
وتقول العرب: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، أي ما أذوق فيهن، وقال الشاعر:
ويومًا شهدناه سليمًا وعامرًا ....... قليلاً سوى الطعن النهال نوافله
قال أبو الحسن: قوله: "لم يغرض"، أي لم يشتق، يقال: غرضت إلى لقائك، وحننت إلى لقائك، وعطشت إلى لقائك، وجعت إلى لقائك أي اشتقت، أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي، وأنشدنا عنه:
من ذا رسولٌ ناصحٌ فمبلغٌ ....... عني علية غير قول الكاذب
أني غرضت إلى تناصف وجهها ....... غرض المحب إلى الحبيب الغائب
التناصف: الحسن.
وأما قوله: "لقضاني" فإنما يريد: لقضى علي الموت، كما قال الله عز وجل: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ}، فالموت في النية، وهو معلوم بمنزلة ما نطقت به، فلهذا ناسب قوله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ}، وكذلك قوله: {كَالُوهُمْ} فالشيء المكيل معلوم، فهو بمنزلة ما ذكر في اللفظ، ولا يجوز: مررت زيدًا وأنت تريد: مررت بزيد، لأنه لا يتعدى إلا بحرف جر، وذلك أن فعل الفاعل في نفسه، وليس فيه د ليل على المفعول نفسه، وليس هذا بمنزلة ما يتعدى إلى مفعولين، فيتعدى إلى أحدهما بحرف جر، وإلى الآخر بنفسه، لأن قولك: اخترت الرجال زيدًا، قد علم بذكرك "زيدًا" أن حرف الجر محذوف من الأول. فأما قول الشاعر وهو جرير وإنشاد أهل الكوفة له، وهو قوله:
تمرون الديار ولم تعوجوا ....... كلامكم علي إذًا حرام
ورواية بعضهم له: "أتمضون الديار" فليس بشيء لما ذكرت لك، والسماع الصحيح والقياس المطرد لا تعترض عليه الرواية الشاذة. أخبرنا أبو العباس محمد بن يزيد قال: قرأت على عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
مررتم بالديار ولم تعوجوا
فهذا يدلك على أن الرواية مغيرةٌ
فأما قولهم: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، وقول الراجز:
قد صبحت صبحها السلام ....... بكبد خالطها سنام
في ساعة يحبها الطعام ....... ...

يريد في ساعة يحب فيها الطعام، وكذلك الأول، معناه: ما أذوق فيهن، فليس هذا عندي من.باب قوله جل وعلا: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} إلا في الحذف فقط، وذلك أن ضمير الظرف تجعله العرب مفعولاً على السعه، كقولهم: يوم الجمعة سرته، ومكانكم قمته، وشهر رمضان صمته، فهذا يشبه في السعة في السعة بقوله: زيد ضربته وما أشبه، فهذا بينٌ). [الكامل: 1/ 46-50]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: ولوا أو أغاروا إذا طلبوا أو هربوا. وقوله: يصيدك أي يصيد لك، يقال: صدتك ظبيًا، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}. أي كالوا لهم، أو وزنوا لهم، يقال: كلتك ووزنتك، لأنه قد قال تعالى أولاً: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} ). [الكامل: 2/ 971] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}: يزيدون ما على الناس، ومن الناس). [مجالس ثعلب: 8]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومما يستحسن لفظه ويستغرب معناه، ويحمد اختصاره قول أعرابي من بني كلاب:
فمن يك لم يغرض فإني ونلقتي ....... بحجرٍ إلى أهل الحمى غرضان

تحن فتبدي ما بها من صبابة ....... وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
يريد: لقضى علي، فأخرجه لفصاحة وعلمه بجوهر الكلام أحسن مخرج، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} والمعنى إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، ألا ترى" أن" أول الآية {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} فهؤلاء أخذوا منهم ثم أعطوهم، وقال الله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} أي من قومه، وقال الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ....... فقد تركت ذا مال وذا نشب
أي أمرتك بالخير، ومن ذلك قول الفرزدق:
ومنا الذي اختير الرجال سماحةً ....... وجودًا إذا هب الرياح الزعازع
أي من الرجال. فهذا الكلام الفصيح.
وتقول العرب: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، أي ما أذوق فيهن، وقال الشاعر:
ويومًا شهدناه سليمًا وعامرًا ....... قليلاً سوى الطعن النهال نوافله
قال أبو الحسن: قوله: "لم يغرض"، أي لم يشتق، يقال: غرضت إلى لقائك، وحننت إلى لقائك، وعطشت إلى لقائك، وجعت إلى لقائك أي اشتقت، أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي، وأنشدنا عنه:
من ذا رسولٌ ناصحٌ فمبلغٌ ....... عني علية غير قول الكاذب

أني غرضت إلى تناصف وجهها ....... غرض المحب إلى الحبيب الغائب
التناصف: الحسن.
وأما قوله: "لقضاني" فإنما يريد: لقضى علي الموت، كما قال الله عز وجل: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ}، فالموت في النية، وهو معلوم بمنزلة ما نطقت به، فلهذا ناسب قوله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ}، وكذلك قوله: {كَالُوهُمْ} فالشيء المكيل معلوم، فهو بمنزلة ما ذكر في اللفظ، ولا يجوز: مررت زيدًا وأنت تريد: مررت بزيد، لأنه لا يتعدى إلا بحرف جر، وذلك أن فعل الفاعل في نفسه، وليس فيه د ليل على المفعول نفسه، وليس هذا بمنزلة ما يتعدى إلى مفعولين، فيتعدى إلى أحدهما بحرف جر، وإلى الآخر بنفسه، لأن قولك: اخترت الرجال زيدًا، قد علم بذكرك "زيدًا" أن حرف الجر محذوف من الأول. فأما قول الشاعر وهو جرير وإنشاد أهل الكوفة له، وهو قوله:
تمرون الديار ولم تعوجوا ....... كلامكم علي إذًا حرام
ورواية بعضهم له: "أتمضون الديار" فليس بشيء لما ذكرت لك، والسماع الصحيح والقياس المطرد لا تعترض عليه الرواية الشاذة. أخبرنا أبو العباس محمد بن يزيد قال: قرأت على عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
مررتم بالديار ولم تعوجوا
فهذا يدلك على أن الرواية مغيرةٌ
فأما قولهم: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، وقول الراجز:
قد صبحت صبحها السلام ....... بكبد خالطها سنام
في ساعة يحبها الطعام ....... ...
يريد في ساعة يحب فيها الطعام، وكذلك الأول، معناه: ما أذوق فيهن، فليس هذا عندي من.باب قوله جل وعلا: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} إلا في الحذف فقط، وذلك أن ضمير الظرف تجعله العرب مفعولاً على السعه، كقولهم: يوم الجمعة سرته، ومكانكم قمته، وشهر رمضان صمته، فهذا يشبه في السعة في السعة بقوله: زيد ضربته وما أشبه، فهذا بينٌ). [الكامل: 1/ 46-50] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (تأويل قوله: "نآني" يكون على ضربين، يكون أبعدني، وأحسن [من] ذلك أن يقول: "أنآني". وقد رويت هذه اللغة الأخرى، وليست بالحسنة، وإنما جاءت في حروف: يقال غاض الماء وغضته، ونزحت البئر ونزحته، وهبط الشيء وهبطنه، وبنو تميم يقولون: أهبطته، وأحرف سوى هذه يسيرة. والوجه في "فعل أفعلته"، نحو دخل وأدخلته، مات وأماته الله، فهذا الباب المطرد.ويكون "نآني" في موضع" نأى عني"، كما قال عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} أي كالوا لهم أو وزنوا لهم). [الكامل: 1/ 482-483]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: ولوا أو أغاروا إذا طلبوا أو هربوا. وقوله: يصيدك أي يصيد لك، يقال: صدتك ظبيًا، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}. أي كالوا لهم، أو وزنوا لهم، يقال: كلتك ووزنتك، لأنه قد قال تعالى أولاً: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} ). [الكامل: 2/ 971]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقولها:
فلا والله لا تسلاك نفسي
تريد:لا تسلو عنك, كقوله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}, أي كالوا لهم أو وزنوا لهم). [الكامل: 3/ 1418-1419]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)}

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {ويلٌ لّلمطفّفين * الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون * وإذا كالوهم أو وّزنوهم يخسرون * ألا يظنّ أولئك أنّهم مّبعوثون * ليومٍ عظيمٍ * يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}.
قوله تعالى: {ويلٌ}؛ معناه: الثّبور والحزن والشّقاء الأدوم.
وقد روي عن ابن مسعودٍ وغيره أن وادياً في جهنّم يسمّى ويلاً.
ورفع {ويلٌ} على الابتداء، ورفعه على معنى: ثبت لهم واستقرّ. وما كان في حيّز الدعاء والترقّب فهو منصوبٌ، نحو قولهم: رعياً وسقياً.
و(المطفّف) الذي ينقص الناس حقوقهم. والتطفيف: النّقصان، أصله من الشيء الطّفيف، وهو النّزر. والمطفّف إنما يأخذ بالميزان شيئاً طفيفاً.
وقال سلمان: الصلاة مكيالٌ، فمن أوفى أوفي له، ومن طفّف فقد علمتم ما قال اللّه تعالى في المطفّفين.
وقال بعض العلماء: يدخل التطفيف في كلّ عملٍ وقولٍ. ومنه قول عمر رضي اللّه عنه: طفّفت معناه: نقصت الأجر أو العمل.
ولذلك قال مالكٌ رحمه اللّه: يقال لكلّ شيءٍ: وفاءٌ وتطفيفٌ. فجاء بالنّقيضين، وقد ذهب بعض الناس إلى أنّ التطفيف هو تجاوز الحدّ في وفاءٍ أو نقصانٍ، والمعنى والقرائن -بحسب قولٍ قولٍ- تبيّن المراد. وهذا عندي حدٌّ صحيحٌ، وقد بيّن اللّه تعالى أن التطفيف ههنا إنما أراد به أمر الوزن والكيل). [المحرر الوجيز: 8/ 556-557]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{اكتالوا على النّاس}؛ معناه: قبضوا منهم). [المحرر الوجيز: 8/ 557]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{كالوهم}؛ معناه: أقبضوهم، يقال: كلت منك واكتلت عليك. ويقال: كلتك وكلت لك. فلمّا حذفت اللام تعدّى الفعل. قاله الفرّاء والأخفش، وأنشد أبو زيدٍ:
ولقد جنيتك أكمؤاً وعساقلاً ....... ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
وعلى هذا المعنى هي قراءة الجمهور، وكان عيسى بن عمر يجعلها حرفين ويقف على (كالوا)، (أو وزنوا) ويبتدئ: (هم يخسرون) أي: إذا كالوا أو وزنوا.
ورويت عن حمزة، فقوله تعالى (هم) تأكيدٌ للضمير.
وظاهر هذه الآية يقتضي أنّ الكيل والوزن على البائع، وليس ذلك بالجليّ، وصدر الآية هو في المشترين، قدّمهم بأنهم يستوفون ويشاحّون في ذلك؛ إذ لا تمكنهم الزيادة على الاستيفاء؛ لأنّ البائع يحفظ نفسه، فهذا مبلغ قدرتهم في ترك الفضيلة والسماحة والمندوب إليه.
ثمّ ذكر تعالى أنهم إذا باعوا أمكنهم من الظّلم والتطفيف أن يخسروا؛ لأنهم يتولّون الكيل للمشتري منهم، وكذلك هم بحالة من يخسر البائع إن قدر.
و{يخسرون} تعدّى بالهمزة، يقال: خسر الرجل وأخسر غيره، والمفعول بـ (كالوا) محذوفٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 557-558]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ وقفهم تعالى على أمر القيامة وذكّرهم بها، وهذا يؤيّد أنها نزلت بالمدينة في قومٍ مؤمنين، وأريد بها مع ذلك من غير هذه الأمة. و{يظنّ} هنا بمعنى يتحقّق ويعلم). [المحرر الوجيز: 8/ 558]

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(اليوم العظيم) يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 8/ 558]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{يوم} ظرفٌ عمل فيه فعلٌ مقدّرٌ؛ (تبعثون) ونحوه،. وقال الفرّاء: هو بدلٌ من (يومٍ عظيمٍ) لكنّه مبنيٌّ، ويأبى ذلك البصريّون؛ لأنه مضافٌ إلى معربٍ.
و(قيام الناس فيه لربّ العالمين) يختلف الناس فيه بحسب منازلهم؛ فروي عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] أنه يقام فيه خمسين ألف سنةٍ. وهذا بتقدير شدّته.
وقيل: ثلاثمائة سنةٍ. قاله النبيّ [عليه الصلاة والسلام]. وقال ابن عمر: مائة سنةٍ. وقيل: ثمانون سنةً. وقال ابن مسعودٍ: أربعون سنةً رافعي رءوسهم إلى السماء، لا يؤمرون ولا يكلّمون. وقيل غير هذا.
وفي هذا كلّه آثارٌ مرويّةٌ؛ ومعناها: أنّ كلّ مدّةٍ لقومٍ ما تقتضي حالهم وشدّة أمرهم ذلك، وروي أنّ القيام فيه على المؤمن هو على ما بين الظهر والعصر. وروي أنه على بعض الناس على قدر صلاةٍ مكتوبةٍ، وفي هذا القيام إلجام العرق للناس، وهو أيضاً مختلفٌ؛ فيروى عن النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] من طريق عقبة بن عامرٍ:
«أنه يلجم الكافر إلجاماً». ويروى أن بعض الناس يكون فيه إلى أنصاف ساقيه، وبعضهم إلى فوق، وبعضهم إلى أسفل). [المحرر الوجيز: 8/ 558-559]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(بسم اللّه الرّحمـن الرّحيم
{ويلٌ لّلمطفّفين * الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظنّ أولئك أنّهم مّبعوثون * ليومٍ عظيمٍ * يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}.
قال النّسائيّ وابن ماجه: أخبرنا محمّد بن عقيلٍ، زاد ابن ماجه وعبد الرّحمن بن بشرٍ قالا: حدّثنا عليّ بن الحسين بن واقدٍ، حدّثني أبي، عن يزيد، هو ابن أبي سعيدٍ النّحويّ مولى قريشٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا قدم نبيّ اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] المدينة كانوا من أخبث النّاس كيلاً؛ فأنزل اللّه: {ويلٌ للمطفّفين}؛ فحسّنوا الكيل بعد ذلك.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا جعفر بن النّضر بن حمّادٍ، حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن هلال بن طلقٍ، قال: بينا أنا أسير مع ابن عمر فقلت: من أحسن هيئةً وأوفاه كيلاً، أهل مكّة والمدينة؟ قال: حقّ لهم. أما سمعت اللّه يقول: {ويلٌ للمطفّفين}.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو السّائب، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن ضرارٍ، عن عبد اللّه المكتب، عن رجلٍ، عن عبد اللّه قال: قال له رجلٌ: يا أبا عبد الرّحمن، إنّ أهل المدينة ليوفون الكيل.
قال: وما يمنعهم أن يوفوا الكيل وقد قال اللّه: {ويلٌ للمطفّفين}، حتّى بلغ: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}.
فالمراد بالتّطفيف ههنا البخس في المكيال والميزان؛ إمّا بالازدياد إن اقتضى من النّاس، وإمّا بالنّقصان إن قضاهم، ولهذا فسّر تعالى المطفّفين الّذين وعدهم بالخسار والهلاك وهو الويل بقوله: {الّذين إذا اكتالوا على النّاس}؛ أي: من النّاس، {يستوفون}؛ أي: يأخذون حقّهم بالوافي والزّائد). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 346]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}؛ أي: ينقصون.
والأحسن أن يجعل (كالوا) و(وزنوا) متعدّياً، ويكون (هم) في محلّ نصبٍ، ومنهم من يجعلها ضميراً مؤكّداً للمستتر في قوله: (كالوا) و(وزنوا)، ويحذف المفعول لدلالة الكلام عليه، وكلاهما متقاربٌ،
وقد أمر اللّه تعالى بالوفاء في الكيل والميزان، فقال: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً}.
وقال: {وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلّف نفساً إلاّ وسعها}.
وقال: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}؛ وأهلك اللّه قوم شعيبٍ وذمّهم على ما كانوا يبخسون النّاس في المكيال والميزان). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 346-347]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال اللّه متوعّداً لهم: {ألا يظنّ أولئك أنّهم مبعوثون * ليومٍ عظيمٍ}؛ أي: أما يخاف أولئك من البعث والقيام بين يدي من يعلم السّرائر والضّمائر في يومٍ عظيم الهول كثير الفزع جليل الخطب من خسر فيه أدخل ناراً حاميةً؟! ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 347]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}؛ أي: يوم يقومون حفاةً عراةً غرلاً في موقفٍ صعبٍ حرجٍ ضيّقٍ ضنكٍ على المجرم، ويغشاهم من أمر اللّه ما تعجز القوى والحواسّ عنه.
قال الإمام مالكٌ عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«{يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}؛ حتّى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه». رواه البخاريّ من حديث مالكٍ وعبد اللّه بن عونٍ، كلاهما عن نافعٍ به، ورواه مسلمٌ من الطّريقين أيضاً، وكذلك رواه أيّوب وصالح بن كيسان وعبد اللّه وعبيد اللّه ابنا عمر ومحمّد بن إسحاق، عن نافعٍ، عن ابن عمر به.
ولفظ الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، أخبرنا ابن إسحاق، عن نافعٍ، عن ابن عمر سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:
«{يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}: لعظمة الرّحمن عزّ وجلّ يوم القيامة حتّى إنّ العرق ليلجم الرّجال إلى أنصاف آذانهم».
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، حدّثني سليم بن عامرٍ، حدّثني المقداد، يعني ابن الأسود الكنديّ، قال: سمعت رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] يقول:
«إذا كان يوم القيامة أدنيت الشّمس من العباد حتّى تكون قدر ميلٍ أو ميلين».
قال:
«فتصهرهم الشّمس فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، ومنهم من يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاماً».
رواه مسلمٌ عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، والتّرمذيّ عن سويدٍ، عن ابن المبارك، كلاهما عن ابن جابرٍ به.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا الحسن بن سوّارٍ، حدّثنا اللّيث بن سعدٍ، عن معاوية بن صالحٍ، أنّ أبا عبد الرّحمن حدّثه، عن أبي أمامة، أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«تدنو الشّمس يوم القيامة على قدر ميلٍ ويزداد في حرّها كذا وكذا، تغلي منها الهوامّ كما تغلي منها القدور، يعرقون فيها على قدر خطاياهم، منهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق».
انفرد به أحمد.
حديثٌ آخر قال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو عشانة حيّ بن يؤمن، أنّه سمع عقبة بن عامرٍ يقول: سمعت رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] يقول:
«تدنو الشّمس من الأرض فيعرق النّاس، فمن النّاس من يبلغ عرقه عقبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف السّاق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبه، ومنهم من يبلغ وسط فيه». وأشار بيده فألجمها فاه - رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يشير بيده هكذا- «ومنهم من يغطّه عرقه». وضرب بيده إشارةً، انفرد به أحمد.
وفي حديثٍ: أنّهم يقومون سبعين سنةً لا يتكلّمون، وقيل: يقومون ثلاثمائة سنةٍ. وقيل: يقومون أربعين ألف سنةٍ، ويقضى بينهم في مقدار عشرة آلاف سنةٍ، كما في صحيح مسلمٍ عن أبي هريرة مرفوعاً:
«في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ».
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو عونٍ الزّياديّ، أخبرنا عبد السّلام بن عجلان، سمعت أبا يزيد المدنيّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] لبشيرٍ الغفاريّ:
«كيف أنت صانعٌ في يومٍ يقوم النّاس فيه ثلاثمائة سنةٍ لربّ العالمين من أيّام الدّنيا، لا يأتيهم فيه خبرٌ من السّماء ولا يؤمر فيهم بأمرٍ؟». قال بشيرٌ: المستعان اللّه. قال: «فإذا أويت إلى فراشك فتعوّذ باللّه من كرب يوم القيامة وسوء الحساب».
ورواه ابن جريرٍ من طريق عبد السّلام به.
وفي سنن أبي داود أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] كان يتعوّذ باللّه من ضيق المقام يوم القيامة.
وعن ابن مسعودٍ، يقومون أربعين سنةً رافعي رؤوسهم إلى السّماء، لا يكلّمهم أحدٌ، قد ألجم العرق برّهم وفاجرهم. وعن ابن عمر: يقومون مائة سنةٍ. رواهما ابن جريرٍ.
وفي سنن أبي داود والنّسائيّ وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالحٍ، عن أزهر بن سعيدٍ الحرازيّ، عن عاصم بن حميدٍ، عن عائشة أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] كان يفتتح قيام اللّيل؛ يكبّر عشراً، ويحمد عشراً، ويسبّح عشراً، ويستغفر عشراً، ويقول:
«اللّهمّ اغفر لي واهدني وارزقني وعافني». ويتعوّذ من ضيق المقام يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 347-349]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة