العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الفرقان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:58 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب إن إذا دخلت اللام في خبرها
اعلم أن هذه اللام تقطع ما دخلت عليه عما قبلها. وكان حدها أن تكون أول الكلام؛ كما تكون في غير هذا الموضع. وذلك قولك: قد علمت زيداً منطلقاً. فإذا أدخلت اللام قلت: علمت لزيدٌ منطلقٌ، فتقطع بها ما بعدها مما قبلها، فيصير ابتداء مستأنفاً. فكان حدها في قولك: إن زيداً لمنطلق أن تكون قبل إن؛ كما تكون في قولك: لزيدٌ خيرٌ منك. فلما كان معناها في التوكيد ووصل القسم معنى إن لم يجز الجمع بينهما؛ فجعلت اللام في الخبر، وحدها: أن تكون مقدمة؛ لأن الخبر هو الأول في الحقيقة، أو فيه ما يتصل بالأول، فيصير هو وما فيه الأول. فلذلك قلت: إن زيداً لمنطلق؛ لأن المنطلق هو زيد.
وكذلك لو قلت: إن زيداً لفي داره عمرو، أو: لعمرو يضربه؛ لأن الذي عمروٌ يضربه هو زيدٌ. فهذا عبرة هذا.
ألا ترى أنك إذا فصلت بين إن وبين اسمها بشيءٍ جاز إدخال اللام فقلت: إن في الدار لزيداً، وإن من القوم لأخاك. فهذا يبين لك ما ذكرت.
وذلك قولك: أشهد أن زيداً منطلق، وأعلم أن زيداً خيرٌ منك. فإذا أدخلت اللام قلت أشهد إن زيداً لخيرٌ منك، وأعلم أن زيداً لمنطلق. قال الله عز وجل: {والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}. فلولا اللام لم يكن إلا أن؛ كما تقول: أعلم زيداً خيراً منك. فإذا أدخلت اللام قلت: أعلم لزيدٌ خيرٌ منك. وقال: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور. وحصل ما في الصدور. إن ربهم بهم يومئذٍ لخبير}. فهذا مجاز اللام.
ولو قال قائل: أشهد بأنك منطلق لم يكن إلا الفتح، لأنها اسم مخفوض، وعبرتها أبداً ب ذاك فيكون ذاك في أنها اسم تامٌ في موضع أن وصلتها. فإذا قلت: علمت أن زيداً منطلق فهو كقولك: علمت ذاك. وإذا قلت: بلغني أن زيداً منطلق فهو في موضع: بلغني ذاك. وإذا قلت: أشهد بأنك منطلق فمعناه: أشهد بذاك.
فإن قال قائل: فكيف أقول: أشهد بأنك لمنطلق? قيل له: هذا محال كسرت أو فتحت؛ لأن حد الكلام التقديم، فلو أدخلت حرف الخفض على اللام كان محالاً؛ لأن عوامل الأسماء لا تدخل على غيرها. لو قلت هذا لقلت أشهد يذاك.
وكذلك بلغني أنك منطلق، لا يجوز أن تدخل اللام فتقول: بلغني أنك لمنطلق: لأن إن وصلتها الفاعل، واللام تقطع ما بعدها. فلو جاز هذا لقلت: بلغني لذاك. فهذا واضح بين جداً.
فأما قوله عز وجل: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام} فمعناه: إلا وهذا شأنهم. وهو والله أعلم جواب لقولهم: {ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق}.
وأما قوله عز وجل: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا}. ف أنهم وصلتها في موضع الفاعل. والتقدير والله أعلم: وما منعهم إلا كفرهم.
ونظير التفسير الأول قول الشاعر:
ما أعطياني ولا سألتهمـا = إلا وإني لحاجزي كرمي
يقول: إلا وهذه حالي. فعلى هذا وضعه سيبويه. وغيره ينشده:
ألا وإني لحاجزي كرمي
فهذه الرواية خارجة من ذلك التفسير، ومعناه: أن ألا تنبيه، وأراد: أنا حاجزي كرمي من أن أسأل، أو أقبل). [المقتضب: 2/343-345] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) }

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) }

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) }

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 02:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا}
الضمير في قوله: "قالوا" لقريش، وذلك أنهم كان لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلس مشهود، ذكره ابن إسحاق في السير، وغيره، مضمنه أن سادتهم عتبة وغيره- اجتمعوا معه، فقالوا: يا محمد، إن كنت تحب الرياسة وليناك علينا، وإن كنت تحب المال جمعنا لك من أموالنا. فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا في باب الاحتجاج عليه، فقالوا له: ما بالك -وأنت رسول من الله- تأكل الطعام، وتقف بالأسواق تريد التماس الرزق؟ أي: من كان رسول الله مستغن عن جميع ذلك، ثم قالوا له: سل ربك أن ينزل معك ملكا ينذر معك، أو يلقي إليك كنزا تنفق منه، أو يرد لك جبال مكة ذهبا، أو تزال الجبال ويكون مكانها جنات تطرد فيها المياه، وأشاعوا هذه المحاجة، فنزلت هذه الآية.
وكتبت اللام مفردة من قولهم: "مال هذا" إما لأن على المصحف قطع لفظه فاتبعه الكاتب؛ وإما لأنهم رأوا أن حروف الجر بإنهاء الاتصال، نحو من، وفي، وعن، وعلى). [المحرر الوجيز: 6/419]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر: "يأكل منها" بالياء، وقرأ حمزة، والكسائي "نأكل" بالنون، وهي قراءة ابن وثاب، وابن مصرف، وسليمان بن مهران. ثم أخبر تعالى عنهم -وهم الظالمون الذين أشير إليهم- أنهم
[المحرر الوجيز: 6/419]
قالوا -حين يئسوا من محمد صلى الله عليه وسلم-: {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا}، يجوز أن يكون من السحر وهي الرئة، فكأنهم ذهبوا إلى تحقيره، أي: رجل منكم في الخلقة، ذكره مكي وغيره). [المحرر الوجيز: 6/420]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نبهه الله تعالى مسليا عن مقالتهم فقال: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا}، أي: أخطؤوا الطريق فلا يجدون سبيلا لهداية، ولا يطيقونه لتلبسهم بضده من الضلال). [المحرر الوجيز: 6/420]

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {تبارك الذي} الآية، رجوع بأمور محمد صلى الله عليه وسلم إلى الله، أي: هذه جهتك، لا هؤلاء الضالون في أمرك، والإشارة بـ "ذلك" قال مجاهد: هي إلى ما ذكره الكفار من الكنز والجنة في الدنيا، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي إلى أكله الطعام ومشيه في الأسواق، وقال الطبري: والأول أظهر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
لأن التأويل الثاني يوهم أن الجنات والقصور التي في هذه الآية -وهذا تأويل الثعلبي وغيره- يرده قوله بعد ذلك: {بل كذبوا بالساعة}، والكل محتمل.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحفص، ونافع، وأبي عمرو، وحمزة، والكسائي: "ويجعل" بالجزم، على العطف على موضع الجواب في قوله: "جعل"؛ لأن التقدير: إن يشأ يجعل. وقرأ أبو بكر عن عاصم أيضا، وابن كثير، وابن عامر: "ويجعل" بالرفع والاستئناف، وهي قراءة مجاهد، ووجهه العطف على المعنى في قوله: "جعل"؛ لأن جواب الشرط هو موضع استئناف، ألا ترى أن الجمل من الابتداء والخبر قد تقع موقع جواب الشرط؟ وقرأ عبد الله بن موسى، وطلحة بن سليمان: "ويجعل" بالنصب،
[المحرر الوجيز: 6/420]
وهي على تقدير "أن" في صدر الكلام، قال أبو الفتح: هي على جواب الجزاء، قالوا: وهي قراءة ضعيفة، وأدغم الأعرج [جعل لك] و"يجعل لك"، وروي ذلك عن ابن محيصن.
و "القصور": البيوت المبنية بالجدران، قاله مجاهد وغيره، فكانت العرب تسمي ما كان من الشعر والصوف والقصب بيتا، وتسمي ما كان بالجدران قصرا؛ لأنه قصر عن الداخلين). [المحرر الوجيز: 6/421]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة