العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النمل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:07 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّ ربّك لذو فضلٍ على النّاس} [النمل: 73] فبفضل اللّه خلق الكافر، وبفضله يتقلّب في الدّنيا، ويأكل، ويشرب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/561]
قال: {ولكنّ أكثرهم} [النمل: 73] أكثر النّاس.
{لا يشكرون} [النمل: 73] أكثرهم من لا يشكر، من لا يؤمن، ومنهم من يشكر وهو المؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/562]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم} [النمل: 74]، يعني: المشركين من عداوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
{وما يعلنون} [النمل: 74] من الكفر). [تفسير القرآن العظيم: 2/562]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما من غائبةٍ في السّماء والأرض إلا في كتابٍ مبينٍ} [النمل: 75] تفسير الحسن: الغائبة القيامة.
- عن أبيه، قال: وحدّثني نعيم بن يحيى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، قال: أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال: اكتب، قال: ربّ ما أكتب؟ قال: ما هو كائنٌ، فجرى القلم بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، قال: فأعمال العباد تعرض كلّ يوم اثنين وخميسٍ فيجدونه على ما في الكتاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/562]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ هذا القرءان يقصّ على بني إسرائيل} [النمل: 76] قال قتادة: يعني: اليهود والنّصارى، يعني: الّذين أدركوا النّبيّ عليه السّلام.
{أكثر الّذي هم فيه يختلفون} [النمل: 76]، يعني: ما اختلف فيه أوائلهم وما حرّفوا من كتاب اللّه، وما كتبوا بأيديهم، ثمّ قالوا هذا من عند اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/562]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الّذي هم فيه يختلفون...}: وذلك أن بني إسرائيل اختلفوا حتى لعن بعضهم بعضاً،

فقال الله: إنّ هذا القرآن ؛ ليقصّ عليهم الهدى مما اختلفوا فيه لو أخذوه ). [معاني القرآن: 2/300]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإنّه لهدًى ورحمةٌ للمؤمنين} [النمل: 77] هدًى يهتدون به إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/563]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ ربّك يقضي بينهم بحكمه} [النمل: 78] بين المؤمنين والكافرين في الآخرة، فيدخل المؤمنين الجنّة، ويدخل الكافرين النّار.
- عن أبيه، عن همّامٍ، عن القاسم بن عبد الواحد، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه، قال: بلغني حديثٌ عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لم أسمعه أنا من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرحلت إليه، فسرت إليه شهرًا حتّى قدمت الشّام، فإذا هو عبد اللّه بن أنيسٍ الأنصاريّ، فبعثت إليه أنّ جابرًا على الباب فرجع إليّ الرّسول،
فقال: جابر بن عبد اللّه؟ قلت: نعم، فرجع إليه الرّسول، فخرج إليّ، فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديثٌ بلغني أنّك سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم أسمعه منه، فخشيت أن أموت أو تموت، ولم أسمعه، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " يحشر اللّه العباد، أو قال: النّاس، وأومأ بيده إلى الشّام، عراةً غرلا بهمًا، قلت: ما بهمًا؟ قال: ليس معهم
شيءٌ، فيناديهم بصوتٍ يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، أنا الملك، أنا الدّيّان، لا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنّة أن يدخل الجنّة وواحدٌ من أهل النّار يطلبه بمظلمةٍ، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النّار أن يدخل النّار وواحدٌ من أهل الجنّة يطلبه بمظلمةٍ، حتّى اللّطمة، قال: قلنا: كيف، وإنّما نأتي اللّه عراةً غرلا بهمًا؟ قال: بالحسنات والسّيّئات.
[تفسير القرآن العظيم: 2/563]
قال: {وهو العزيز العليم} [النمل: 78] لا أعزّ منه ولا أعلم منه). [تفسير القرآن العظيم: 2/564]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فتوكّل على اللّه إنّك على الحقّ المبين} [النمل: 79] البيّنّ.
قال السّدّيّ: يعني: الإسلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/564]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّك لا تسمع الموتى} [النمل: 80]، يعني: الكفّار لأنّهم بمنزلة الأموات في سمع الأيمان، تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يعني: الّذين يلقون اللّه بكفرهم.
قال يحيى: مثلهم فيما يدعوهم إليه مثل الأموات الّذين لا يسمعون.
قال: {ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين} [النمل: 80] يعنيهم.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين يقول: إنّ الأصمّ لا يسمع الدّعاء إلا ولّى مدبرًا.
عن أبيه: سعيدٍ، عن قتادة، قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه، فالكافر لا يسمع الهدى ولا يفهمه كما لا يسمع الميّت، ولا يسمع الأصمّ الدّعاء إلا ولّى مدبرًا.
عن أبيه: قال: وحدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، قال: سألت
[تفسير القرآن العظيم: 2/564]
الحسن عن هذا الحرف فقال: ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين). [تفسير القرآن العظيم: 2/565]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أنت بهادي العمي} [النمل: 81] عن الهدى.
{عن ضلالتهم} [النمل: 81]، يعني: الّذي يموتون على كفرهم.
{إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا} [النمل: 81] من أراد اللّه أن يؤمن.
{فهم مسلمون} [النمل: 81] وهذا سمع القبول، فأمّا الكافر فتسمع أذناه ولا يقبله قلبه). [تفسير القرآن العظيم: 2/565]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم...}: لو قلت بهادٍ العمي كان صواباً، وقرأ حمزة : {وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم}، لأنها في قراءة عبد الله : (وما إن تهدي العمي)، وهما جحدان اجتمعا كما قال الشاعر - وهو دريد بن الصّمّة -:

ما إن رأيت ولا سمعت به *= كاليوم طالي أينق جرب).
[معاني القرآن: 2/300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلّا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون}
وتقرأ: {وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم}، ويجوز بهاد العمي عن ضلالتهم.
فأمّا الوجهان الأولان، فجيّدان في القراءة، وقد قرئ بهما جميعا, والوجه الثالث يجوز في العربية، فإن ثبتت به رواية وإلّا لم يقرأ به، ولا أعلم أحدا قرأ به.
وقوله عزّ وجلّ: {إن تسمع إلّا من يؤمن بآياتنا}
معناه ما تسمع إلا من يؤمن، وتأويل ما تسمع، أي: ما يسمع منك، فيعي ويعمل إلّا من يؤمن بآياتنا، فأمّا من سمع ولم يقبل فبمنزلة الأصمّ،
كما قال اللّه عزّ وجلّ: {صمّ بكم عمي}
قال الشاعر:
= أصمّ عمّا ساءه سميع). [معاني القرآن: 4/128-129]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:13 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) }

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقولها: "وصم لا يسمعن"، طريف من كلام العرب، وذلك أنه يقال لكل صحيح البصر ولا يعمل بصره: أعمى، وإنما يراد به أنه قد حل محل من لا يبصر البتة، إذا لم يعمل بصره، وكذلك يقال للسميع الذي لا يقبل: أصم، قال الله جلَّ ذكرهِ: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} كما قال جل ثناؤه: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وكذلك: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} وقوله عز وجل: {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاء} ). [الكامل: 2/684] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) }

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "يكن" من أكن، وقرأ ابن محيصن وابن السميفع من كن: "تكن"، وهما بمعنى واحد). [المحرر الوجيز: 6/ 556]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم فتوكل على الله إنك على الحق المبين إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}
التاء في "غائبة" للمبالغة، أي: ما من شيء في غائبة الغيب والخفاء إلا في كتاب عند الله في مكنون علمه).[المحرر الوجيز: 6/ 556-557]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نبه تعالى على أن هذا القرآن أخبر بني إسرائيل بأكثر الأشياء التي كان بينهم اختلاف في صفتها، فجاءت في القرآن على وجهها، ثم وصفه تعالى بأنه هدى ورحمة للمؤمنين، كما أنه عمى على الكافرين المحتوم عليهم، ومعنى ذلك أن كفرهم استتب مع قيام الحجة ووضوح الطريق، فكثر عماهم بهذه الحجة، ثم أخبر أن ذلك كله بقضاء من الله تعالى وحكم قضاه فيهم وبينهم، ثم أمرهم بالتوكل عليه، والثقة بالله، وبأنه على الحق، أي: إنك الجدير بالنصرة والظهور، ثم سلاه عنهم، وشبههم بالموتى من حيث الفائدة بالقول لهؤلاء وهؤلاء معدومة، فشبههم مرة بالموتى ومرة بالصم، قال العلماء: الميت من الأحياء هو الذي يلقى الله تعالى بكفره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
واحتجت عائشة رضي الله عنها في إنكارها أن النبي صلى الله عليه وسلم أسمع موتى بدر بهذه الآية، ونظرت هي في الأمر بقياس عقلي، ووقفت مع هذه الآية، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أنتم بأسمع منهم، فيشبه أن قصة بدر هي خرق عادة للنبي صلى الله عليه وسلم في أن رد الله تعالى إليهم إدراكا سمعوا به مقاله، ولولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ على من بقي من الكفرة، وعلى معنى شفاء صدور المسلمين منهم، وقد عورضت هذه الآية بالسلام على القبور، وبما روي في ذلك أن الأرواح تكون في شفير القبور في أوقات، قالوا: فلو لم يسمع الميت لم يسلم عليه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا كله غير معارض للآية; لأن السلام على القبور إنما هو عبادة، وعند الله الثواب عليها، وهو تذكير للنفس بحالة الموت وبحالة الموتى في حياتهم، وإن جوزنا مع هذا أن الأرواح في وقت على القبور، فإن سمع فليس الروح بميت، وإنما المراد بقوله: {إنك لا تسمع الموتى} الأشخاص الموجودة مفارقة لأرواحها، وفيها نقول: خرقت العادة لمحمد صلى الله عليه وسلم في أهل القليب، وذلك كنحو قوله عليه الصلاة والسلام في الموتى إذا دخل عليهم المكان: إنهم يسمعون خفق النعال.
وقرأ ابن كثير: "ولا يسمع" بالياء من تحت "الصم" رفعا، ومثله في الروم، وقرأ الباقون: "تسمع" بالتاء "الصم" نصبا). [المحرر الوجيز: 6/ 557-558]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: "وما أنت بهادي العمي" بالإضافة، وقرأ يحيى بن الحارث، وأبو حيوة: "بهاد العمي" بتنوين الدال ونصب "العمي"، وقرأ حمزة وحده: "وما أنت تهدي العمي" بفعل مستقبل، وهي قراءة طلحة بن وثاب، وابن يعمر، وفي مصحف عبد الله: "وما أن تهدي العمي").[المحرر الوجيز: 6/ 558]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة