العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النمل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 11:26 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا} [النمل: 45] كان أخاهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{أن اعبدوا اللّه} [النمل: 45]، يعني: وحّدوا اللّه، تفسير السّدّيّ.
{فإذا هم فريقان يختصمون} [النمل: 45] قال قتادة: والقوم بين مصدّقٍ ومكذّبٍ، مصدّقٌ بالحقّ ونازلٌ عنده، ومكذّبٌ بالحقّ وتاركه، في ذلك كانت خصومة القوم، في تفسير سعيدٍ عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/550]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فريقان يختصمون...}

ومعنى {يختصمون}: مختلفون: مؤمن , ومكذّب). [معاني القرآن: 2/295]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا اللّه فإذا هم فريقان يختصمون}
أي : فإذا قوم صالح فريقان: مؤمن , وكافر يختصمون , فيقول كل فريق منهم الحق معي، وطلبت الفرقة الكافرة على تصديق صالح العذاب، فقال: {قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة لولا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون } ). [معاني القرآن: 4/122-123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإذا هم فريقان يختصمون}
قال مجاهد : أي: مؤمن , وكافر , قال: والخصومة قولهم: {قالوا أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه}، فهذه الخصومة , وقيل : تقول كل فرقة نحن على الحق.).[معاني القرآن: 5/139-140]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة} [النمل: 46] والسّيّئة العذاب لقولهم: {ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين} [الأعراف: 77] والحسنة الرّحمة.
وقال مجاهدٌ: العذاب قبل العافية.
وقال السّدّيّ: {بالسّيّئة} [النمل: 46]، يعني: العذاب في الدّنيا {قبل الحسنة} [النمل: 46]، يعني: قبل العافية، وهو نحوٌ واحدٌ.
قال: {لولا} [النمل: 46] هلا.
{تستغفرون اللّه} [النمل: 46] من شرككم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/550]
{لعلّكم ترحمون {46}). [تفسير القرآن العظيم: 2/551]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة لولا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون}

أي: لم قلتم إن كان ما أتيت به حقاً, فأتنا بالعذاب.
{لولا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون}: أي : هلّا تستغفرون اللّه). [معاني القرآن: 4/123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة}
قال مجاهد : أي : بالعذاب قبل الرحمة .
قال أبو جعفر : وفي الكلام حذف, والمعنى : والله أعلم فاستعجلت الفرقة الكافرة بالعذاب , فقال لهم صالح: {لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله}:
أي : هلا تستغفرون الله.). [معاني القرآن: 5/140]

تفسير قوله تعالى:{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا اطّيّرنا بك وبمن معك} [النمل: 47] قالوا: ما أصابنا من سوءٍ فهو من قبلك ومن قبل من معك، في تفسير قتادة.
وقال الحسن: كان قد أصابهم جوعٌ، فقالوا: بشؤمك وبشؤم الّذين معك أصابنا هذا، وهي الطّيرة.
{قال طائركم عند اللّه} [النمل: 47] قال قتادة: عملكم عند اللّه.
{بل أنتم قومٌ تفتنون} [النمل: 47]، أي: تبتلون، تختبرون بطاعة اللّه ومعصيته في تفسير قتادة.
وقال الحسن: {بل أنتم قومٌ تفتنون} [النمل: 47] عن دينكم، أي: تصرفون عن دينكم الّذي أمركم اللّه به، يعني: الإسلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/551]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال طائركم عند اللّه...}

يقول: في اللوح المحفوظ عند الله، تشاءمون بي، وتطيّرون بي، وذلك كلّه من عند الله، وهو بمنزلة قوله: {قالوا طائركم معكم}أي: لازم لكم ما كان من خيرٍ أو شرٍّ، فهو في رقابكم لازم,وقد بيّنه في قوله: {وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه} ). [معاني القرآن: 2/295]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا اطّيّرنا بك وبمن مّعك قال طائركم عند اللّه بل أنتم قومٌ تفتنون}
وقال: {قالوا اطّيّرنا بك}، فادغم التاء في الطاء، لأنها من مخرجها، وإذا استأنفت قلت: "اطّيّرنا".). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (قالوا: {اطّيّرنا بك وبمن معك}: أي: تطيّرنا، وتشاءمنا بك، فأدغم التاء في الطاء، وأثبت الألف: ليسلم السكون لما بعدها.
قال: {طائركم عند اللّه}: أي : ليس ذلك مني، وإنّما هو من اللّه.
{بل أنتم قومٌ تفتنون}: أي: تبتلون.). [تفسير غريب القرآن: 325-326]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قالوا اطّيّرنا بك وبمن معك قال طائركم عند اللّه بل أنتم قوم تفتنون}
الأصل : تطيرنا، فأدغمت التاء في الطاء، واجتلبت الألف لسكون الطاء، فإذا ابتدأت، قلت: اطيرنا بك، وإذا وصلت لم تذكر الألف, وتسقط لأنها ألف وصل.
{قال طائركم عند اللّه}:أي: ما أصابكم من خير أو شرّ فمن اللّه.
{بل أنتم قوم تفتنون}:أي: تختبرون، ويجوز تفتنون من الفتنة، أي: تطيركم فتنة.). [معاني القرآن: 4/123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا اطيرنا بك وبمن معك}
قال مجاهد : اطيرنا : أي : تشاءمنا , وقوله جل وعز: {قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون}
قال الضحاك: أي : الأمر الذي أصابكم عند الله , أي : الأمر لله أصابكم به بما قدمت أيديكم .
وقيل : ما تطيرتم به : عقوبته عند الله تلحقكم .
وقيل: طائركم : ما يطير لكم , بل أنتم قوم تفتنون , أي: تختبرون.). [معاني القرآن: 5/140-141]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
وقال: {تسعة رهطٍ}, فجمع,وليس لهم واحد من لفظهم مثل "ذودٍ".). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون }: هؤلاء عتاة قوم صالح). [معاني القرآن: 4/123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
قال جعفر بن سليمان : تلا مالك بن دينار هذه الآية , فقال : كم في كل حي وقبيلة ممن يفسد !.
وقال عطاء بن أبي رباح : بلغني أنهم كانوا يقرضون الدراهم.). [معاني القرآن: 5/141]

تفسير قوله تعالى:{قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا تقاسموا باللّه} [النمل: 49] تحالفوا باللّه، تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه، يقوله بعضهم لبعضٍ.
{لنبيّتنّه وأهله} [النمل: 49] عن أبيه، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: تسعة رهطٍ من قوم صالحٍ تقاسموا باللّه لنبيّتنّ صالحًا وأهله.
قال الحسن: أهله، أمّته الّذين على دينه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/551]
قال قتادة: تواثقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه.
قال قتادة: ذكر لنا أنّهم بينما هم معاينون إلى صالحٍ ليفتكوا به، إذ بعث اللّه عليهم صخرةً فأهمدتهم.
قوله عزّ وجلّ: {ثمّ لنقولنّ لوليّه} [النمل: 49] قال قتادة: أي: لرهطه.
{ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون} [النمل: 49] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/552]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالوا تقاسموا باللّه...}

وهي في قراءة عبد الله:{تقاسموا بالله} ليس فيها {قالوا}، وقوله: {لنبيّتنّه} التاء , والنون , والياء كلّ قد قرئ به، فمن قال: {تقاسموا}، فجعل {تقاسموا} خبراً فكأنه قال: متقاسمين {لنبيّتنّه} بالنون، ثم يجوز الياء على هذا المعنى فتقول: قالوا {ليبيتنّه} بالياء، كما تقول: لنقومنّ وليقومنّ وليقومن, ومن قال: تقاسموا، فجعلها في موضع جزمٍ، فكأنه قال: تحالفوا، وأقسموا لتبيّتنه بالتاء، والنون، تجوز من هذا الوجه ؛ لأن الذي قال لهم تقاسموا معهم في الفعل داخل، وإن كان قد أمرهم؛ ألا ترى أنك تقول: قوموا نذهب إلى فلان، لأنه أمرهم، وهو معهم في الفعل، فالنون أعجب الوجوه إليّ، وإنّ الكسائيّ يقرأ بالتاء، والعوامّ على النون، وهي في قراءة عبد الله: {تقاسموا} ثم {لنقسمن ما شهدنا مهلك أهله}، وقد قال الله : {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} لأنهم دعوهم ليفعلوا جميعاً ما دعوا إليه, وقرأها أهل المدينة,وعاصم,والحسن بالنون، وأصحاب عبد الله بالتّاء.
...حدثني سفيان ابن عيينة,عن حميد الأعرج, عن مجاهد أنه قرأ {ليبيّتنّه}بالياء). [معاني القرآن: 2/296]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { قالوا تقاسموا بالله}:أي تحالفوا ,هو من القسم.). [مجاز القرآن: 2/95]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({تقاسموا باللّه} : أي تحالفوا باللّه: {لنبيّتنّه وأهله} أي: لنهلكنهم ليلا، {ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا مهلك أهله}: مهلكهم،{وإنّا لصادقون}أي: لنقولن له ذلك، وإنا لصادقون.).[تفسير غريب القرآن: 326]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({قالوا تقاسموا باللّه لنبيّتنّه وأهله ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون}
وتجوز لتبيّتنّه، ويجوز ليبيّتنّه وأهله بالياء، فيها ثلاثة أوجه:فمن قرأ بالنون قرأ {ثم لنقولنّ} لوليّه، ممن قرأ (لتبيّتنّه) بالتاء قرأ " ثمّ لتقولن " ومن قرأ " ليبيّتنّه " بالياء قرأ " ثم ليقولنّ " لوليّه.
من قرأ بالنون فكأنهم قالوا: احلفوا لنبيتنه وأهله، ومن قرأ بالتاء فكأنّهم قالوا احلفوا لتبيتنه، فكأنه أخرج نفسه في اللفظ.
والنون أجود في القراءة، ويجوز أن يكون قد أدخل نفسه في التاء لأنه إذا قال تقاسموا، فقد قال تحالفوا ولا يخرج نفسه من التحالف، ومن قرأ :قالوا تقاسموا باللّه ليبيتنّه، فالمعنى :قالوا
ليبيتنه متقاسمين، فكان هؤلاء النفر تحالفوا أن يبيتوا صالحا ويقتلوه وأهله في بياتهم، ثم ينكرون عند أولياء صالح أنهم شهدوا مهلكه ومهلك أهله، ويحلفون أنهم لصادقون, فهذا مكر عزموا عليه). [معاني القرآن: 4/123-124]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله}
قال قتادة : تحالفوا على أن يفتكوا بصالح ليلاً, فمروا يتعانقون , أي: يسرعون , فأرسل الله عليهم صخرة , فأهلكتهم .
قال مجاهد: تقاسموا على أن يأتوا صالحاً ليلاً, فأهلكوا وهلك قومهم أجمعون.). [معاني القرآن: 5/141-142]

تفسير قوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه عزّ وجلّ: {ومكروا مكرًا} [النمل: 50] قال قتادة: الّذي أرادوا بصالحٍ.
{ومكرنا مكرًا} [النمل: 50]، أي: أن رماهم بالصّخرة فأهمدتهم.
قال: {وهم لا يشعرون} [النمل: 50] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/552]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قال اللّه - عزّ وجلّ: {ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون}

فمضوا لبغيتهم , فأرسل اللّه عليهم صخرة فدمغتهم، وأرسل على باقي قومهم ما قتلهم به.). [معاني القرآن: 4/124]

تفسير قوله تعالى:{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم} [النمل: 51] بالصّخرة.
{وقومهم أجمعين} [النمل: 51] بعد ذلك بالصّيحة). [تفسير القرآن العظيم: 2/552]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم...}

تقرأ بالكسر على الاستئناف مثل قوله: {فلينظر الإنسان إلى طعامه أنّا صببنا الماء} يستأنف , وهو يفسّر به ما قبله , وإن ردّه على إعراب ما قبله , قال: (أنّا) بالفتح , فتكون (أنّا) في موضع رفع، تجعلها تابعة للعاقبة, وإن شئت جعلتها نصباً من جهتين: إحداهما أن تردّها في موضع (كيف) , والأخرى أن تكرّ (كان) كأنّك قلت: كان عاقبة مكرهم تدميرنا إيّاهم, وإن شئت جعلتها كلمةً واحدةً , فجعلت (أنّا) في موضع نصبٍ , كأنك قلت: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم , تدميرنا إياهم.). [معاني القرآن: 2/296]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم وقومهم أجمعين}
يقرأ : {إنّا دمّرناهم}- بكسر إن وبفتحها - , فمن قرأ بالكسر رفع العاقبة لا غير، المعنى: فانظر , أي شيء كان عاقبة مكرهم، ثم فسّرها فقال: إنّا دمّرناهم، فدل على أن العاقبة الدمار.
ومن قرأ : {أنّا دمّرناهم}- بالفتح - رفع العاقبة وإن شاء نصبها، والرفع أجود على معنى : فانظر كيف كان عاقبة أمرهم، وأضمر العاقبة,
{أنا دمرناهم}: فيكون (أنّا) في موضع رفع على هذا التفسير، ويجوز أن تكون أنا في موضع نصب، على معنى : فانظر كيف كان عاقبة مكرهم لأنّا دمّرناهم، ويجوز أن تكون
{أنّا دمّرناهم} خبر , كان المعنى: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم الدّمار، ويجوز أن يكون اسم كان , {أنّا دمّرناهم} و{عاقبة أمرهم} منصوبة.
المعنى : فانظر كيف كان الدمار عاقبة مكرهم، وكيف في موضع نصب في جميع هذه الأقوال - ونصبها - إذا جعلت العاقبة اسم كان. وكيف الخبر لأنها في موضع خبر كان، فإذا جعلت اسم كان , وخبرها ما بعدها , فهي منصوبة على الظرف، وعمل فيها جملة الكلام كما تقول: كيف كان زيد، وكيف كان زيد قائماً.). [معاني القرآن: 4/124-125]

تفسير قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فتلك بيوتهم} [النمل: 52]، يعني: بالحجر.
{خاويةً} [النمل: 52] ليس فيها أحدٌ.
{بما ظلموا إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يعلمون} [النمل: 52] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/552]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله:{فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إنّ في ذلك لآية لقوم يعلمون}

أكثر القراء نصب {خاوية} على الحال، المعنى : فانظر إلى بيوتهم خاوية بما ظلموا, ورفعها من أربعة أوجه قد بيّنّاها فيمن قرأ : {وهذا بعلي شيخ} ). [معاني القرآن: 4/125]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأنجينا الّذين آمنوا} [النمل: 53] صالحًا والّذين آمنوا معه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/552]
{وكانوا يتّقون} [النمل: 53]
- عن أبيه، قال: وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن عبد اللّه بن دينارٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذّبين، يعني: أصحاب الحجر، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين، فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم ".
قال يحيى: أي: لا يصيبكم مثل ما أصابهم.
- قال: وحدّثني أبو الأشهب عن أبي نضرة، قال: كان رسول اللّه عليه السّلام في غزوة تبوك، فأتى على وادي ثمود وهو على فرسٍ شقراء، فقال: «أسرعوا السّير فإنّكم في وادٍ ملعونٍ»). [تفسير القرآن العظيم: 2/553]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 11:31 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومما يدغم إذا كان الحرفان من مخرج واحد وإذا تقارب المخرجان قولهم يطوعون في يتطوعون ويذكرون في يتذكرون ويسمعون في يتسمعون والإدغام في هذا أقوى إذ كان يكون في الانفصال والبيان فيهما
عربيٌ حسن لأنهما متحركان كما حسن ذلك في يختصمون ويهتدون وتصديق الإدغام قوله تعالى: {يطيروا بموسى} و: {يذكرون}.
فإن وقع حرفٌ مع ما هو من مخرجه أو قريبٌ من مخرجه مبتدأ أدغم وألحقوا الألف الخفيفة لأنهم لا يستطيعون أن يبتدئوا بساكن وذلك قولهم في فعل من تطوع اطوع ومن تذكر إذ ذكر دعاهم إلى إدغامه أنهما في حرفٍ وقد كان يقع الإدغام فيهما في الانفصال.
ودعاهم إلى إلحاق الألف في اذكروا واطوعوا ما دعاهم إلى إسقاطها حين حركوا الخاء في خطف والقاف في قتلوا فالألف هنا يعني في اختطف لازمةٌ ما لم يعتل الحرف كما تدخل ثمة إذا اعتل الحرف.
وتصديق ذلك قوله عز وجل: {فادارأتم فيها} يريد فتدارأتم: {وازينت} إنما هي تزينت وتقول في المصدر ازيناً وادارأً ومن ذلك قوله عز وجل: {اطيرنا بك}.
وينبغي على هذا أن تقول في تترس اترس فإن بينت فحسن البيان كحسنه فيما قبله
فإن التقت التاءان في تتكلمون وتتترسون فأنت بالخيار إن شئت أثبتهما وإن شئت حذفت إحداهما وتصديق ذلك قوله عز وجل: {تتنزل عليهم الملائكة} و: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}
وإن شئت حذفت التاء الثانية وتصديق ذلك قوله تبارك وتعالى: {تنزل الملائكة والروح فيها} وقوله: {ولقد كنتم تمنون الموت} وكانت الثانية أولى بالحذف لأنها هي التي تسكن وتدغم في قوله تعالى: {فادارأتم} و: {ازينت} وهي التي يفعل بها ذلك في يذكرون فكما اعتلت هنا كذلك تحذف هناك). [الكتاب: 4/474-476] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (أعلم أن الحرفين المثلين إذا كانا ملتقيين في كلمة، وكلاهما متحرك، وقبل المتحرك الأول ساكن، طرحت حركة المتحرك الأول على ذلك الساكن، وأغمت كنحو ما ذكرت لك. اقتتلوا. فإذا التقيا وهما سواء أو متقاربان، والأول منهما أول الكلمة أدخلت ألف الوصل وأدغمت وذلك: اطير زيد إنما كانت تطير، فأسكنت التاء، فلم يجز أن تبتدئ بساكن، فأدخلت ألف الوصل، ثم أدغمت التاء في الطاء.
وكذلك اترس زيد إذا أردته تترس.
فدخول الألف هاهنا كسقوطها من اقتتلوا إذا قلت: قتلوا، فالتحريك يسقطها، كما أن الإسكان يجلبها.
ومن ذلك قوله: {وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها} وإنما كان تدارأتم فيها، فأدغمت التاء في الدال، فاحتجت إلى ألف الوصل لاستحالة الابتداء بساكن، ومثله {قالوا اطيرنا بك وبمن ومعك} ). [المقتضب: 1/377-378] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (والرَّهْط ما دون العشرة من الرجال.
والعُصْبَة من العشرة إلى الأربعين). [الغريب المصنف: 1/105] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (وقال أحمد بن عبد الله يقول: فميطي بمياط، أي: اذهبي بقلب رجل ذهاب بقلوب النساء إليك خذيه وصليه كما كنت تصلينه، وإن شئت فانعمي صباحًا، أي: سلم عليك الله ردي علينا وصلنا واسلمي، أي ذين شئت فاختاري، فلك: تقول اذهب بهذا معك، أي: اضممه إليك، خذه معك، قال ثعلب: لا يجوز مثل هذا إلا في الحكاية، فأما في غيرها، فلا مثل قوله جل وعز: {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه}: ولنبيتنه حكاية، وكل ما ورد عن العرب من هذا فإن تأويله الحكاية، وإلا فباطل لا يجوز). [شرح المفضليات: 12-13]

تفسير قوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)}

تفسير قوله تعالى: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)}

تفسير قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ذكر الظلم في مجلس ابن عباس فقال كعب: إني لا أجد في كتاب اللّه المنزّل أن الظلم يخرب الديار. فقال ابن عباس أنا أوجدكه في القرآن، قال اللّه عز وجل: {فتلك بيوتهم خاويةٌ بما ظلموا}). [عيون الأخبار: 1/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)}

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 07:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 07:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون}
هذه الآية على جهة التمثيل لقريش، و"أن" في قوله سبحانه: {أن اعبدوا الله} يحتمل أن تكون مفسرة، وأن تكون في موضع نصب، والتقدير: بأن اعبدوا الله.
و "فريقان" يريد به: من آمن بصالح ومن كفر به، و"اختصامهم" تنازعهم وحدهم، فذكر الله تبارك وتعالى ذلك في سورة الأعراف). [المحرر الوجيز: 6/ 544]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم إن صالحا عليه السلام تلطف بقومه، وترفق بهم في الخطاب، فوقفهم على خطئهم في استعجال العذاب مما يقتضي هلاكهم، ثم حضهم على ما هو أيسر من ذلك وأعود بالخير، وهو الإيمان وطلب المغفرة ورجاء الرحمة، فأجابوا -عند ذلك- بقول سفساف، معناه: تشاءمنا بك، قال المفسرون: وكانوا في قحط فجعلوه لذات صالح عليه السلام. وأصل الطيرة ما تعارفه أهل الجهل من زجر الطير، وشبهت العرب ما عن بما طار حتى حصل، سمي ما حصل للإنسان في فزعة ونحوه طائرا، ومنه قوله تعالى: {ألزمناه طائره في عنقه}، وخاطبهم صالح ببيان الحق، أي: طائركم على زعمكم وتسميتكم -وهو حظكم في الحقيقة- من تعذيب أو إعفاء هو عند الله وتعالى، وبقضائه وقدره، وإنما هو أنهم قوم تختبرون، وهذا أحد وجوه الفتنة، وقد يمكن أن يريد: بل أنتم قوم تولعون بشهواتكم، وهذا معنى قد تعارف الناس استعمال لفظ الفتنة منه، ومنه قولك: "فتن فلان بفلان"، وشاهد ذلك كثير). [المحرر الوجيز: 6/ 544-545]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين}
ذكر الله تعالى في هذه الآية تسعة رجال كانوا من أوجه القوم وأقناهم وأغناهم، وكانوا أهل كفر ومعاص جمة، جملة أمرهم أنهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون، قال عطاء بن أبي رباح: بلغني أنهم كانوا يقرضون الدنانير والدراهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا نحو الأثر المروي: قطع الدنانير والدراهم من الفساد في الأرض، و"المدينة": مجتمع ثمود وقريتهم، و"الرهط": من أسماء الجمع القليل، العشرة فما دونها، و"تسعة رهط" كما تقول: تسعة رجال، وهؤلاء المذكورون كانوا أصحاب قدار بن سالف: عاقر الناقة، وقد تقدم في غير هذا الموضع ما ذكر في أسمائهم). [المحرر الوجيز: 6/ 545]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "تقاسموا"، حكى الطبري أنه يجوز أن يكون فعلا ماضيا في موضع الحال، كأنه قال: متقاسمين، أو متحالفين بالله، وكأن قولهم: "لنبيتنه" حلف، ويؤيد هذا التأويل أن في قراءة عبد الله: "ولا يصلحون، تقاسموا" بسقوط "قالوا"، ويحتمل -وهو تأويل الجمهور- أن يكون "تقاسموا" فعل أمر، أشار بعضهم على بعض بأن يتحالفوا على هذا الفعل بصالح، فـ "تقاسموا" هو قولهم على هذا التأويل. وهذه الألفاظ الدالة على قسم أو جواب تجاب باللام وإن لم يتقدم قسم ظاهر، فاللام في "لنبيتنه" جواب ذلك. وقرأ جمهور القراء: "لنبيتنه"، "ثم لنقولن" بالنون فيهما، وقرأ الحسن، وحمزة، والكسائي بالتاء فيهما، وبضم التاء واللام على الخطاب، أي: تخاطبوا بذلك، وقرأ مجاهد، وحميد بن قيس بالياء فيهما على الخبر، فهذا ذكر الله فيه المعنى الذي أرادوه، لا بحسب لفظهم.
وروي في هذه الآية أن هؤلاء التسعة لما كان في صدر الثلاثة الأيام بعد عقر الناقة وقد أخبرهم صالح عليه السلام بمجيء العذاب، اتفق هؤلاء التسعة فتحالفوا على أن يأتوا دار صالح ليلا فيقتلوه وأهله المختصين به، قالوا: فإن كان كاذبا في وعيده أوقعنا به ما يستحق، وإن كان صادقا كنا قد أعجلناه قبلنا وشفينا نفوسنا. قال الراوي: فجاؤوا واختفوا لذلك في غار قريب من داره، فروي أنه انحدرت عليهم صخرة سدحتهم جميعا، وروي أنه طبقت عليهم الغار فهلكوا فيه حين هلك قومهم، وكل فريق لا يعلم بما جرى على الآخر، وكانوا قد بنوا على جحود الأمر من قرابة صالح الذين يمكن أن يغضبوا له، فهذا مكرهم. والمكر نحو الخديعة، وسمى الله تبارك وتعالى عقوبتهم باسم ذنبهم، وهذا مهيع، ومنه قوله تعالى: {الله يستهزئ بهم}، وغير ذلك.
وقرأ الجمهور: "مهلك" بضم الميم وفتح اللام، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بفتحهما، وروي عنه فتح الميم وكسر اللام). [المحرر الوجيز: 6/ 545-546]

تفسير قوله تعالى: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "العاقبة" حال تقتضيها البدأة وتؤدي إليها، ويعني بالأهل كل من آمن معه، قاله الحسن. وقرأ جمهور القراء: "إنا دمرناهم" بكسر الألف، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: "أنا دمرناهم"، وهي قراءة الحسن وابن أبي إسحاق، فـ "كان" -على قراءة الكسر في الألف- تامة، وإن قدرت ناقصة فخبرها محذوف، أو يكون الخبر "كيف" مقدما; لأن صدر الكلام لها، ولا يعمل -على هذا- "انظر" في "كيف"، لكن يعمل في موضع الجملة كلها، وهي على قراءة فتح الألف ناقصة، وخبرها "أنا"، ويجوز أن يكون الخبر "كيف"، ويكون "أنا" بدلا من "العاقبة"، ويجوز أن تكون "كان" تامة "وأنا" بدلا من "العاقبة"، ووقع تقدير السؤال بـ "كيف" عن جملة قوله: {كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم}، وقرأ أبي بن كعب: "أن دمرناهم"، فهذه تؤيد قراءة الفتح في "أنا"). [المحرر الوجيز: 6/ 546-547]

تفسير قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين}
أمر البيوت وخرابها مما أخبر الله تعالى، ففي كل الشرائع أنه إنما يعاقب به الظلمة، وفي التوراة: (ابن آدم، لا تظلم، يخرب بيتك)، و"خاوية" نصب على الحال التي فيها الفائدة، ومعناها: الخالية قفرا، قال الزجاج: وقرئت "خاوية" بالرفع، وذلك على الابتداء المضمر، والتقدير: هي خاوية، أو عن الخبر عن "تلك" و"بيوتهم" بدل على خبر ثان، وهذه البيوت المشار إليها هي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم عام تبوك: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ... الحديث). [المحرر الوجيز: 6/ 547]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)}

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة