العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النور

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 رجب 1434هـ/1-06-2013م, 05:32 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) }

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والسنا على وجهين: سنا البرق مقصور يكتب بالألف ويثنى بالواو، فيقال سنوان، وسناء المجد والشرف ممدود يكتب بالألف). [المقصور والممدود: 18]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (ويقال: هو سنا البرق وهو ضوء البرق تراه من غير أن ترى البرق أو ترى مخرجه في موضعه. وإنما يكون السنا بالليل دون النهار وربما كان ذلك في غيم وربما كان ذلك بغير سحاب والسماء مصحية، وضوء البرق مثل سناه). [كتاب المطر: 12]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (والركام الذي قد تراكم بعضه على بعض مثل النضد). [كتاب المطر: 14]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: اليعلول واحدها يعلول، ..... غيره: الودق المطر). [الغريب المصنف: 2/501]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

يضيء سناه راتق متكشف = أغر كمصباح اليهود دلوج
...
(سناه) ضوء البرق). [شرح أشعار الهذليين: 1/129-130]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
غداة بنو سعد كأن عديهم = عثانين سيل في ذراه القوانس
...
وروى أبو عمرو: (في سناه) سنا السيل يعني السحاب، و(سناه) برقه). [شرح أشعار الهذليين: 2/643]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ومنها وأصحابي بريعان موهنا = بلألؤ برق في سنا متألق
...
و(السنا) الضوء). [شرح أشعار الهذليين: 2/655]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
كأنهم تحت صيفي له نحم = مصرح طحرت أسناؤه القردا
...
و(الأسناء) جمع سنا، وهو الضوء). [شرح أشعار الهذليين: 2/675]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
لا زالت الريح تزجي كل ذي لجب = غيثا إذا ما ونته ديمة دفقا
...
وتزجي: تسوق). [شرح ديوان كعب بن زهير: 234] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى = بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل
ويروى: «بطن حقف ذي ركام».
...
و(ركام): بعضه فوق بعض. يقال: رمل ركام). [شرح ديوان امرئ القيس: 208-210]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

يضيء سناه أو مصابيح راهب = أمال السليط بالذبال المفتل
...
سناه: ضوءه، يقال: سنا البرق يسنو: إذا أضاء، يريد: كأن مصابيح راهب في سناه). [شرح ديوان امرئ القيس: 278]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ويهدأ تارات سناه وتارة = ينوء كتعتاب الكسير المهيض
...
سناه: ضوءه.
وقال أبو زيد: السنا: ضوء البرق تراه من غير أن ترى البرق، أو ترى مخرجه من موضعه، وإنما يكون السنا بالليل دون النهار، وربما كان ذلك في غيم، وربما كان بغير سحاب والسماء مصحية). [شرح ديوان امرئ القيس: 458-459]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقولها: سنا الصبح، السنا: من الضوء، مقصور كقول الله جل وعز: {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار}. والسناء: من الشرف، ممدود). [التعازي والمراثي: 106]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
"وقد كربت أعناقها أن تقطعا"
يقول: سقيت هذا السجل وقد دنت أعناقها من أن تقطع عطشًا، وكرب في معنى المقاربة، يقال: كاد يفعل ذلك، وجعل يفعل ذلك، وكرب يفعل ذلك، أي دنا من ذلك. ويقال: جاء زيد والخيل كاربته، أي قد دنت منه وقربت. فأما أخذ يفعل، وجعل يفعل، فمعناهما أنه قد صار يفعل، ولا تقع بعد واحدة منهما: "أن" إلا أن يضطر شاعرٌ، قال الله عز وجل: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} أي لم يقرب من رؤيتها، وإيضاحه: لم يرها ولم يكد، وكذلك: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}، وكذلك: {كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} بغير "أن". ومن أمثال العرب: كاد النعام يطير، وكاد العروس يكون أميرًا، وكاد المنتعل يكون راكبًا وقد اضطر الشاعر فأدخل "أن" بعد "كاد"، كما أدخلها هذا بعد "كرب" فقال:
"وقد كربت أعناقها أن تقطعها"
وقال رؤبة:
"قد كاد من طول البلى أن يمصحا"
فكاد بمنزلة كرب في الإعمال والمعنى، قال الشاعر:

أغثني غياثًا يا سليمان إنني = سبقت إليك الموت، والموت كاربي
خشية جورٍ من أميرٍ مسلطٍ = ورهطي، وما عاداك مثل الأقارب).
[الكامل: 1/252-253] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (السنا: ضوء النار، وهو مقصور، قال الله عز وجل: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} والسناء من الشرف، ممدود، قال حسان بن ثابت:
وإنك خير عثمان بن عمرٍو = وأسناها إذا ذكر السناء).
[الكامل: 1/286]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: في أفانين ودقه يريد ضروبًا من ودقه. والودق: المطر. قال الله تبارك وتعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ}.
وقال عامر بن جوين الطائي:
فلا مزنة ودقت ودقها = ولا أرض أبقل إبقالها).
[الكامل: 2/993-994]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: سنا برق غاد والسنا: من الضياء مقصور. قال الله جل وعز: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}. والسناء: من المجد ممدود. وقال الشاعر:
وهم قوم كرام الحي طرًا = لهم خول إذا ذكر السناء).
[الكامل: 2/1043]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
فيه روائع من إنس ومن جان
الواحدة رائعة، يقال: راعني يروعني روعًا، أي أفزعني، قال الله تعالى ذكره: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ}. ويكون الرائع الجميل، يقال: جمال رائع، يكون ذلك في الرجل والفرس وغيرهما، وأحسب الأصل فيهما واحدًا؛ أنه يفرط حتى يروع، كما قال الله جل ثناؤه: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}، للإفراط في ضيائه. والرائع؛ مهموز، وكذلك كل فعل من الثلاثة مما عينه واو أو ياء، إذا كانت معتلة ساكنة، تقول: قال يقول: وباع يبيع، وخاف يخاف، وهاب يهاب، يعتل اسم الفاعل فيهمز موضع العين، نحو قائل، وبائع، وخائف، وصائب، فإن صحت العين في الفعل، صحت في اسم الفاعل، نحو: عور الرجل فهو عاور، وصيد فهو صائد، والصيد: داء يأخذ في الرأس والعينين والشؤون. وإنما صحت في عور وحول وصيد لأنه منقول من أحوال وأعور. وقد أحكمنا تفسير هذا الكتاب المقتضب). [الكامل: 3/1089-1090] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: وقد طار السنا في ربابه، السنا: الضوء، وهو مقصور، قال جل وعز: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} والسناء، من الحسب ممدود. والرباب: سحاب دون السحاب كالمتعلق بما فوق). [الكامل: 3/1441]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (قال: وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {يكاد سنا برقه} معناه يقارب. يقال سنا البرق يسنو، إذا أضاء. وهو مقصور؛ والسناء من المجد ممدود). [مجالس ثعلب: 141]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
أقول وقد طار السنا في ربابه = وجون يسح الماء حتى تريعا
السنا: ضوء البرق. والرباب: السحاب يرى دون السحاب، قال: فأنشدني للمازني:
كأن الرباب دوين السحاب = نعام تعلق بالأرجل
وقال عياض بن كثير:
كأن الرباب الجون في حجراته = بأرجائه القصوى نعام معلق
الجون ههنا سحاب أسود وقد يكون الجون الأبيض وهو من الأضداد ويسح يصب وتريع جاء وذهب. غيره: المزن: السحاب الأبيض ويروى: ومزن يسح. قال: والتريع التردد ويقال للسحاب هو يتريع إذا كثر فصار متحيرًا مترددًا. وسنا: يكتب بالألف وكذلك سنا النار وهو ضوءها والسنا نبت). [شرح المفضليات: 535]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والوادق: الذي يكون فيه الودق، وهو المطر العظيم القطر، ويكون الداني من الأرض، يقال: ودق يدق إذا دنا، والوديقة من هذا، وهي شدة الحر، لأن حرارة الشمس تدنو من الأرض). [الأمالي: 1/172]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (السنا: الضوء). [الأمالي: 2/35]

تفسير قوله تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44) }

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وإنما قلنا: إن إن أصل الجزاء؛ لأنك تجازي بها في كل ضرب منه. تقول: إن تأتني آتك، وإن تركب حماراً أركبه، ثم تصرفها منه في كل شيء. وليس هكذا سائرها. وسنذكر ذلك أجمع.
تقول في من: من يأتني آته، فلا يكون ذلك إلا لما يعقل. فإن أردت بها غير ذلك لم يكن.
فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل: {والله خلق كل دابةٍ من ماءٍ فمنهم من يمشي على بطنه} فهذا لغير الآدميين، وكذلك {ومنهم من يمشي على أربع}.
قيل: إنما جاز هذا؛ لأنه قد خلط مع الآدميين غيرهم بقوله: {والله خلق كل دابةٍ من ماءٍ}، وإذا اختلط المذكوران جرى على أحدهما ما هو للآخر إذا كان في مثل معناه، لأن المتكلم يبين به ما في الآخر وإن كان لفظه مخالفاً. فمن ذلك قول الشاعر:
شراب ألبانٍ وتمرٍ وإقط). [المقتضب: 2/49-50]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ويكون: "تبكي عليك نجوم الليل والقمر"، على أن تكون الواو في معنى مع، وإذا كانت كذلك فكان قبل الاسم الذي يليه أو بعده فعلٌ انتصب لأنه في المعنى مفعول وصل الفعل إليه فنصبه. ونظيرُ ذلك: استوى الماء والخشبة لأنك لم ترد استوى الماء واستوت الخشبة؛ ولو أردت ذلك يم يكن إلا الرفع، ولكن التقدير: ساوى الماءُ الخشبة، وكذلك "ما زلت أسير والنيلَ" يا فتى؛ لأنك لست تخبر عن النيل بسير، وإنما تريدُ أن سيرك بحذائه ومعه، فوصل الفعلُ. وهذا بابٌ يطولُ شرحه. فإن قلتَ: "عبد الله وزيدٌ أخواك" وأنت تريد بالواو معنى مع، لم يكن إلا الرفعُ، لن قبلها اسمًا مبتدأ، فهي على موضعِهِ.
وأجود التفسير عندنا في قوله الله جلَّ وعزَّ: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} أن تكون الواو في معنى مع، لأنك تقولُ: أجمعت رأيي وأمري، وجمعتُ القومَ، فهذا هو الوجهُ. وقومٌ ينصبونه على دخوله بالشركة مع اللام في معنى الأول، والمعنى الاستعدادُ بهما، فيجعلونه كقولِ القائلِ:
يا ليت زوجكِ قد غدا = متقلدًا سيفًا ورمحا
والرمح لا يتقلد، ولكن أدخل مع ما يتقلد، فتقديره: "متقلدًا سيفًا وحاملاً رمحًا"، ويكون تقدير الآية: فأجمعوا أمركم وأعدوا شركاءكم. والمعنى يؤول إلى أمر واحدٍ. ومن ذلك قوله:
شراب ألبانٍ وتمرٍ وأقطْ
فأما ما جاء من القرآن على هذا خاصة؛ فقوله جل وعز: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} فأدخل من ههنا، لأن الناس مع هذه الأشياء، فجرت على لفظٍ واحدٍ، ولا تكون من إلا لمن يعقل إذا أفردتها). [الكامل: 2/835-837] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46) }

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 12:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 12:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 12:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير}
"ألم تر" تنبيه، و"الرؤية" رؤية الفكر، قال سيبويه: كأنه قال: انتبه، الله يسبح له من في السماوات، و"التسبيح" هنا التعظيم والتنزيه، فهو من العقلاء بالنطق وبالصلاة من كل ذي دين، واختلف في تسبيح الطير وغير ذلك مما قد ورد الكتاب بتسبيحه، فالجمهور على أنه تسبيح حقيقي، وقال الحسن وغيره: هو لفظ تجوز، وإنما تسبيحه بظهور الحكمة فيه، فهو -لذلك- يدعو إلى التسبيح.
وقال المفسرون: قوله تعالى: {من في السماوات والأرض} عامة لكل شيء، من له عقل وسائر الجمادات، لكنه لما اجتمع ذلك عبر عنه بـ "من" تغليبا لحكم من
[المحرر الوجيز: 6/396]
يعقل. و"صافات" معناه: مصطفة في الهواء، وقرأ الأعرج: "والطير" بنصب الراء، وقرأ الحسن: "والطير صافات" مرفوعتان.
وقوله تعالى: {كل قد علم صلاته وتسبيحه}، قال الحسن: المعنى: كل قد علم صلاة نفسه وتسبيح نفسه، فهو يثابر عليهما ويؤديهما، قال مجاهد: الصلاة للبشر والتسبيح لما عداهم، وقالت فرقة: المعنى: كل قد علم صلاة الله وتسبيح الله اللذين أمر بهما وهدى إليهما، فهذه إضافة خلق إلى خالق، وقال الزجاج وغيره: المعنى: كل قد علم الله صلاته وتسبيحه، فالضميران للكل. وقرأت فرقة: "علم صلاته وتسبيحه" بالرفع وبناء الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله، ذكرها أبو حاتم، وقرأ الجمهور: "يفعلون" بالياء، على معنى المبالغة في وصف قدرة الله وعلمه بخلقه، وقرأ عيسى، والحسن: "تفعلون" بالتاء من فوق، ففيه المعنى المذكور وزيادة الوعيد والتخويف من الله تعالى، وإعلام بعد بكون الملك على الإطلاق له، وتذكيره بأمر المصير إليه والحشر يقوي أمر التخويف من الله تبارك وتعالى. وفي مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه، وابن مسعود رضي الله عنه: "والله بصير بما تفعلون"). [المحرر الوجيز: 6/397]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)}

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار}
"الرؤية" في هذه الآية رؤية عين، والتقدير: أن أمر الله وقدرته. و"يزجي" معناه: يسوق، والإزجاء إنما يستعمل في سوق كل ثقيل ومدافعته كالسحاب والإبل المزاحف، كما قال الفرزدق:
... ... ... ... على مزاحف تزجيها محاسير
[المحرر الوجيز: 6/397]
والبضاعة المزجاة: التي تحتاج من الشفاعة والتحسين إلى ما هو كسوق الثقيل، ومنه قول حبيب في الشيب: "ونحن نزجيه" وسيبويه أبدا يقول في كلامه: "فأنت تزجيه إلى كذا"، أي تسوقه ثقيلا متباطئا.
وقوله تعالى: {ثم يؤلف بينه} أي بين مفترق السحاب نفسه؛ لأن مفهوم السحاب يقتضي أن بينه فروجا، وهذا كما تقول: جلست بين الدور، ولو أضيفت "بين" إلى مفرد لم يصح إلا أن تريد آخر، لا تقول: "جلست بين الدار" إلا أن تريد: "وبين كذا".
وورش عن نافع لا يهمز "يؤلف"، وقالون عن نافع، والباقون يهمزون "يؤلف"، وهو الأصل.
و "الركام": الذي يركب بعضه بعضا ويتكاثف، والعرب تقول: إن الله تعالى إذا جعل السحاب ركاما بالريح عصر بعضه بعضا فخرج الودق منه، ومن ذلك قوله تعالى: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا}، ومن ذلك قول حسان بن ثابت:
كلتاهما حلب العصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصل
[المحرر الوجيز: 6/398]
ويروى "للمفصل" بكسر الميم وبفتح الصاد، فالمفصل: واحد المفاصل، والمفصل: اللسان، ويروى بالقاف، أراد حسان الخمر والماء الذي مزجت به، أي: هذه من عصر العنب وهذه من عصر السحاب، فسر هذا التفسير قاضي البصرة عبد الله بن الحسن للقوم الذين حلف صاحبهم بالطلاق أن يسأل القاضي عن تفسير بيت حسان.
و "الودق": المطر، ومنه قول الشاعر:
فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها
وقرأ جمهور الناس: "من خلاله" وهو جمع خلل، كجبل وجبال، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما، والضحاك: "من خلله". وقرأ عاصم، والأعرج: "وينزل" على المبالغة، والجمهور على التخفيف.
وقوله تعالى: {من جبال فيها من برد} قيل: تلك حقيقة، وقد جعل الله تعالى في السماء جبالا من برد، وقالت فرقة: ذلك مجاز، وإنما أراد وصف كثرته، وهذا كما تقول: عند فلان جبال من المال، وجبال من العلم، أي في الكثرة مثل الجبال، وحكي عن الأخفش تقديره زيادة "من" في قوله تعالى: "من برد"، وهو قول ضعيف، و"من" في قوله تعالى: "من السماء" هي لابتداء الغاية، وفي قوله: "من جبال" هي للتبعيض، وفي قوله: "من برد" هي لبيان الجنس.
[المحرر الوجيز: 6/399]
و "السنا" (مقصور): الضوء، و"السناء" (ممدودا): المجد والارتفاع في المنزلة، وقرأ الجمهور: "سنا" بالقصر، وقرأ طلحة بن مصرف: "سناء" بالمد والهمز، وقرأ طلحة أيضا: "برقه" بضم الباء وفتح الراء، وهي جمع برقة -بضم الباء وسكون الراء- فعلة، وهي القدر من البرق، كلقمة ولقم وغرفة وغرف، وقرأ الجمهور: "يذهب" بفتح الياء، وقرأ أبو جعفر: "يذهب" بضمها، من أذهب، كأن التقدير: يذهب النفوس بالأبصار، نحو قوله: {تنبت بالدهن}، ويحتمل أن يكون كقوله: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} [الحج: 25] فالباء زائدة دالة على فعل يناسبها). [المحرر الوجيز: 6/400]

تفسير قوله تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم اقتضت ألفاظ الآية الإخبار عن تقليب الليل والنهار، والإتيان بهذا بعد هذا دون توطئة، وهذا هو الذي تعجز عنه الفصحاء حتى يقع منهم التخليق في الألفاظ والتوطئة بالكلام، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 6/400]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون}
هذه آية اعتبار، وقرأ حمزة، والكسائي: "والله خالق كل" على الإضافة، وقرأ الجمهور: "والله خلق كل"، و"الدابة": كل من يدب من الحيوان، أي يتحرك منتقلا أمامه قدما، ويدخل فيه الطير إذ قد يدب، ومنه قول الشاعر:
... ... ... ... ... .... دبيب قطا البطحاء في كل منهل
[المحرر الوجيز: 6/400]
ويدخل فيه الحوت، وفي الحديث دابة من البحر مثل الظرب، وقوله: "من ماء" قال النقاش: أراد أمنية الذكور، وقال جمهور النظرة: أراد أن خلقة كل حيوان أن فيها ماء كما خلق آدم من الماء والطين، وعلى هذا يتخرج قول النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ الذي سأل في غزاة بدر: ممن أنتما؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن من ماء، الحديث.
والمشي على البطن للحيات والحوت ونحوه من الدود وغيره، وعلى الرجلين للإنسان والطير إذا مشى، والأربع لسائر الحيوان، وفي مصحف أبي بن كعب: "ومنهم من يمشي على أكثر"، فعم بهذه الزيادة جميع الحيوان، ولكنه قرآن لم يثبته الإجماع، لكن قال النقاش: إنما اكتفى القول بذكر ما يمشي على أربع عن ذكر ما يمشي على أكثر لأن جميع الحيوان إنما اعتماده على أربع، وهي قوام مشيه، وكثرة الأرجل في بعضه زيادة في الخلقة لا يحتاج ذلك الحيوان في مشيه إلى جميعها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والظاهر أن تلك الأرجل الكثيرة ليست باطلا، بل هي محتاج إليها في تنقل الحيوان، وفي كلها تتحرك في تصرفه). [المحرر الوجيز: 6/401]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {آيات مبينات} يعم كل ما نصب الله تعالى من آية وصنعه للعبرة، وكل ما نص في كتابه من آية تنبيه وتذكير، وأخبر تعالى أنه أنزل الآيات ثم قيد الهداية إليها لأنه من قبله لبعض دون بعض). [المحرر الوجيز: 6/401]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة