العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:26 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) }

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والعهن: الصوف الملون في قول أكثر أهل اللغة. وأما الأصمعي فقال: كل صوف عهن). [الكامل: 2/995] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وقال بعض الناس: الحميم من الأضداد. يقال: الحميم للحار، والحميم للبارد، ولم يذكر لذلك شاهدا، والأشهر في الحميم الحار، قال الله عز وجل: {حميما وغساقا}، فالحميم الحار، والغساق البارد، يحرق كما يحرق الحار. ويقال: الغساق: البارد المنتن بلسان الترك، ويقال: الغساق البارد الذي لا يقدرون على شربه من برده، كما لا يقدرون على شرب الحميم من حرارته.
ويقال: الغساق: ما يغسق من صديد أهل النار، أي ما يسيل، قال عمران بن حطان:
إذا ما تذكرت الحياة وطيبها = إلي جرى دمع من العين غاسق
أي سائل. وقال عمارة بن عقيل:
ترى الضيف بالصلعاء تغسق عينه = من الجوع حتى تحسب الضيف أرمدا
وقال الآخر في الحميم:
فحشت بها النار نار الحميم = وصب الحميم على هامها
والحميم: القريب في النسب، قال الله عز وجل: {ولا يسأل حميم حميما}، وقال الشاعر:
لعمرك ما سميته بمناصح = شفيق، ولا أسميته بحميم).
[كتاب الأضداد: 138-139] (م)

تفسير قوله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "على حين ألهى الناس" إن شئت خفضت"حين" وإن شئت نصبت، أما الخفض فلأنه مخفوض فلأنه مخفوض، وهو اسم منصرف، وأما الفتح فلإضافتك إياه إلى شيء معرب، فبنيته على الفتح، لأن المضاف والمضاف إليه اسم واحد فبنيته من أجل ذلك، ولو كان الذي أضفته إليه معربًا لم يكن إلا مخفوضًا، وما كان سوى ذلك فهو لحن، تقول" جئتك على حين زيد" و" جئتك في حين إمرة عبد الملك"، وكذا قول النابغة:

على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت: ألما أصح والشيب وازع!
إن شئت فتحت، وإن شئت خفضت، لأنه مضاف إلى فعل غير متمكن.
وكذلك قولهم: "يومئذ"، تقول: عجبت من يوم عبد الله، لا يكون غيره، فإذا أضفته إلى" إذ"، فإن شئت فتحت على ما ذكرت لك في "حين"، وإن شئت خفضت، لما كان يستحقه اليوم من التمكن قبل الإضافة. تقرأ إن شئت: {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ}، وإن شئت: (مِنْ عَذَابِ يَوْمَئِذٍ) على ما وصفت لك، ومن خفض بالإضافة قال: سير بزيدٍ يومئذ، فأعربته في موضع الرفع، كما فعلت به في الخفض، ومن قال: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} فبناه قال: سير بزيدٍ يومئذٍ، يكون على حالة واحدة لأنه مبني، كما تقول: دفع إلى زيد خمسة عشر درهمًا، وكما قال عز وجل: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} ). [الكامل: 1/240-241]

تفسير قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) }

تفسير قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} قال: أدنى الآباء إليه). [مجالس ثعلب: 133]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (قال يعقوب: الحوبة: الأم.
والفصيلة: رهط الرجل
الأدنون.
وقال ابن الكلبي: الشعب أكثر من القبيلة، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ.
وأسرة الرجل: رهطه الأدنون، وكذلك فصيلته). [الأمالي: 1/20-21]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) }

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يجوز فيه الرفع مما ينتصب في المعرفة
وذلك قولك هذا عبد الله منطلق حدثنا بذلك يونس وأبو الخطاب عمن يوثق به من العرب.
وزعم الخليل رحمه الله أن رفعه يكون على وجهين:
فوجه أنك حين قلت هذا عبد الله أضمرت هذا أو هم كأنك قلت هذا منطلق أو هو منطلق. والوجه الآخر أن تجعلهما جميعا خبرا لهذا كقولك هذا حلو حامض لا تريد أن تنقض الحلاوة ولكنك تزعم أنه جمع الطعمين. وقال الله عز وجل: {كلا إنها لظى (15) نزاعة للشوى}. وزعموا أنها في قراءة أبي عبد الله. (هذا بعلي شيخٌ) ). [الكتاب: 2/83]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ولظى يكتب بالياء مقصور. والحثى حشافة التمر ودقاق التبن أيضا وأشباهه يكتب بالياء وربما كتب بالألف). [المقصور والممدود: 67]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«سَقَر» و«لَظى»: اسمان لجهنم، مؤنثان). [المذكور والمؤنث: 83] (م)

تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يجوز فيه الرفع مما ينتصب في المعرفة
وذلك قولك هذا عبد الله منطلق حدثنا بذلك يونس وأبو الخطاب عمن يوثق به من العرب.
وزعم الخليل رحمه الله أن رفعه يكون على وجهين:
فوجه أنك حين قلت هذا عبد الله أضمرت هذا أو هم كأنك قلت هذا منطلق أو هو منطلق. والوجه الآخر أن تجعلهما جميعا خبرا لهذا كقولك هذا حلو حامض لا تريد أن تنقض الحلاوة ولكنك تزعم أنه جمع الطعمين. وقال الله عز وجل: {كلا إنها لظى (15) نزاعة للشوى}. وزعموا أنها في قراءة أبي عبد الله. (هذا بعلي شيخٌ) ). [الكتاب: 2/83] (م)
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والشوى شوى الإنسان وجهه، وشوى الدابة والبعير قوائمه). [المقصور والممدود: 54]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (والشوى القوائم). [نقائض جرير والفرزدق: 178]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث مجاهد: «ما أصاب الصائم شوى إلا الغيبة والكذب».
حدثنيه يحيى بن سعيد عن الأعمش عن مجاهد.
قال يحيى: الشوى هو الشيء الهين اليسير.
وهذا وجهه، وإياه أراد مجاهد، ولكن لهذا أصل، وأصل ذلك أن الشوى نفسه من الإنسان والبهيمة إنما هو الأطراف قال الله تبارك وتعالى: {كلا إنها لظى * نزاعة للشوى} إنما أراد بهذا أن
الشوى ليس بالمقتل لأنه الأطراف. فالذي أراد مجاهد أن كل شيء أصابه الصائم فهو شوى ليس يبطل صومه فيكون كالقتل له، إلا الغيبة والكذب فإنهما يبطلان الصوم مثل الذي أصاب المقتل فقتل). [غريب الحديث: 5/467-468]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

لقد سكنت بيني وبينك حقبة = بأطلائها العين الملمعة الشوى
...
والشوى: القوائم). [شرح ديوان كعب بن زهير: 128-129]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال الشاعر:
أسود شرى لاقت أسود خفية = تساقوا على حرد ماء الأساود
...
والشوى بالواو، يوافق معنى الشرى في الباب الذي يكون فيه ذما، يقال: هذا شرى من المال، أي رذال، قال الشاعر:

إنك ما سليت نفسا شحيحة = عن المال في الدنيا بمثل المجاوع
أكلنا الشوى حتى إذا لم ندع شوى = أشرنا إلى خيراتها بالأصابع
ويكون (شوى) بمعنى هين، فيقال: كل ذلك شوى ما سلم لك دينك، أي هين حقير، قال الشاعر:
وكنت إذا الأيام أحدثن نكبة = أقول شوى ما لم يصبن صميمي
والشوى جلدة الرأس، قال الشاعر:

إذا هي قامت تقشعر شواتها = ويشرق بين الليت منها إلى الصقل
وأنشدنا أبو العباس للأعشى:

قالت قتيلة ما له = قد جللت شيبا شواته
أم لا أراه كما عهد = ت صحا وأقصر عاذلاته
والشوى: الأطراف، نحو اليدين والرجلين، قال الله عز وجل: {نزاعة للشوى}، ويقال: هذا فرس غليظ الشوى، أي غليظ القوائم، قال امرؤ القيس:
سليم الشظا عبل الشوى شنج النسا = له حجبات مشرفات على الفال).
[كتاب الأضداد: 229-230]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والشوى: الأطراف: اليدان والرجلان، ومنه قيل: رماه فأشواه إذا أخطأه، كأن السهم مرّ بين شواه، ويكون أشواه أيضًا: أصاب شواه وهو غير مقتل). [الأمالي: 2/247]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والشوى: القوائم). [الأمالي: 2/248]

تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: حتى إذا ما وعيتها يقول: جمعتها في سمعي، يقال: وعيت العلم، وأوعيت المتاع في الوعاء، قال الله عز وجل: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى}، وقال الشاعر:
الخير يبقى وإن طال الزمان به = والشر أخبث ما أوعيت من زاد).
[الكامل: 1/143]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: يوم تكون نصب بإضمار فعل أو على البدل من الضمير المنصوب. و «المهل»: عكر الزيت قاله ابن عباس وغيره، فهي لسوادها وانكدار أنوارها تشبه ذلك. والمهل أيضا: ماء أذيب من فضة ونحوها قاله ابن مسعود وغيره: فيجيء له ألوان وتميع مختلط، والسماء أيضا- للأهوال التي تدركها- تصير مثل ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 403]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«العهن»: الصوف دون تقييد. وقد قال بعض اللغويين: هو الصوف المصبوغ ألوانا، وقيل المصبوغ أي لون كان، وقال الحسن: هو الأحمر، واستدل من قال إنه المصبوغ ألوانا بقول زهير: [الطويل]
كأن فتات العهن في كل منزل = نزلن به حب الفنا لم يحطم
وحب الفنا هو عنب الثعلب، وكذلك هو عند طيبه، وقبل تحطمه ألوان بعضه أخضر، وبعضه أصفر، وبعضه أحمر، لاختلافه في النضج، وتشبه «الجبال» به على هذا القول لأنها جدد بيض وحمر وسود فيجيء التشبيه من وجهين في الألوان والثاني في الانتفاش. ومن قال إن العهن: الصوف دون تقييد، وجعل التشبيه في الانتفاش وتخلخل الأجزاء فقط. قال الحسن: والجبال يوم القيامة تسير بالرياح ثم يشتد الأمر فتنهد ثم يشتد الأمر بها فتصير هباء منبثا). [المحرر الوجيز: 8/ 403-404]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ السبعة والحسن والمدنيون وطلحة والناس: «ولا يسأل» على بناء الفعل للفاعل، والحميم في هذا الموضع: القريب والوالي، والمعنى لا يسأله نصرة ولا منفعة لعلمه أنه لا يجدها عنده، قال قتادة: المعنى لا يسأله عن حاله لأنها ظاهرة قد بصر كل أحد حالة الجميع، وشغل بنفسه. وقرأ ابن كثير من طريق البزي وأبو جعفر وشيبة بخلاف عنهما وأبو حيوة «لا يسأل» على بناء الفعل للمفعول. فالمعنى: ولا يسأل إحضاره لأن كل مجرم له سيما يعرف بها، وكذلك كل مؤمن له سيما خير.
وقيل المعنى: لا يسأل عن ذنبه وأعماله ليؤخذ بها وليزر وزره.
ويبصّرونهم على هذه القراءة قيل معناه في النار. وقال ابن عباس في المحشر يبصر بالحميم حميمه ثم يفر عنه لشغله بنفسه. وتقول: بصر فلان بالشيء، وبصرته به أريته إياه ومنه قول الشاعر: [الوافر]
إذا بصّرتك البيداء فاسري = وأما الآن فاقتصدي وقيلي
وقرأ قتادة بسكون الباء وكسر الصاد خفيفة، فقال مجاهد: يبصّرونهم معناه يبصر المؤمنون الكفار في النار، وقال ابن زيد: يبصر الكفار من أضلهم في النار عبرة وانتقاما عليهم وخزيا لهم). [المحرر الوجيز: 8/ 404]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعاً ثمّ ينجيه (14) كلاّ إنّها لظى (15) نزّاعةً للشّوى (16) تدعوا من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى (18) إنّ الإنسان خلق هلوعاً (19) إذا مسّه الشّرّ جزوعاً (20) وإذا مسّه الخير منوعاً (21) إلاّ المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون (23)
المجرم في هذه الآية الكافر بدليل شدة الوعد وذكر لظى وقد يدخل مجرم المعاصي فيما ذكر من الافتداء، وقرأ جمهور الناس: «يومئذ» بكسر الميم، وقرأ الأعرج بفتحها، ومن حيث أضيف إلى غير متمكن جاز فيه الوجهان. وقرأ أبو حيوة «من عذاب» منونا «يومئذ» مفتوح الميم). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والصاحبة: هنا الزوجة). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والفصيلة في هذه الآية قرابة الرجل الأدنون، مثال ذلك بنو هاشم مع النبي صلى الله عليه وسلم، والفصيلة في كلام العرب: أيضا الزوجة، ولكن ذكر الصاحبة في هذه الآية لم يبق في معنى الفصيلة إلا الوجه الذي ذكرناه). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله ثمّ ينجيه الفاعل هو الفداء الذي تضمنه قوله لو يفتدي فهو المتقدم الذكر. وقرأ الزهري «تؤويه» و «تنجيه» برفع الهاءين). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: كلّا إنّها لظى رد لقولهم وما ودوه أي ليس الأمر كذلك، ثم ابتدأ الإخبار عن لظى وهي طبقة من طبقات جهنم، وفي هذا اللفظ تعظيم لأمرها وهولها). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ السبعة والحسن وأبو جعفر والناس: «نزاعة» بالرفع، وقرأ حفص عن عاصم: «نزاعة» بالنصب، فالرفع على أن تكون لظى بدلا من الضمير المنصوب، «ونزاعة» خبر «إن» أو على إضمار مبتدأ، أي هي نزاعة أو على أن يكون الضمير في إنّها للقصة، ولظى ابتداء و «نزاعة» خبره، أو على أن تكون لظى خبر و «نزاعة» بدل من لظى، أو على أن تكون لظى خبرا و «نزاعة» خبرا بعد خبر. وقال الزجاج: «نزاعة»، رفع بمعنى المدح.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا هو القول بأنها خبر ابتداء تقديره هي نزاعة، لأنه إذا تضمن الكلام معنى المدح أو الذم جاز لك القطع رفعا بإضمار مبتدأ أو نصبا بإضمار فعل. ومن قرأ بالنصب فذلك إما على مدح لظى كما قلنا، وإما على الحال من لظى لما فيها من معنى التلظي، كأنه قال: كلا إنها النار التي تتلظى نزاعة، قال الزجاج: فهي حال مؤكدة و: «الشوى» جلد الإنسان، وقيل جلد الرأس والهامة، قاله الحسن. ومنه قول الأعشى: [مجزوء الكامل]
قالت قتيلة ماله = قد جللت شيبا شواته
ورواه أبو عمرو بن العلاء سراته فلا شاهد في البيت على هذه الرواية. قال أبو عبيدة: سمعت أعرابيا يقول اقشعرت شواتي، و «الشوى» أيضا: قوائم الحيوان، ومنه عبل الشوى، و «الشوى» أيضا: كل عضو ليس بمقتل، ومنه رمى فأشوى إذا لم يصب المقتل، وقال ابن جرير: «الشوى» العصب والعقب، فنار لظى تذهب هذا من ابن آدم وتنزعه). [المحرر الوجيز: 8/ 405-406]

تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: تدعوا من أدبر وتولّى يريد الكفار، واختلف الناس في دعائها، فقال ابن عباس وغيره: هو حقيقة تدعوهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، وقال الخليل بن أحمد هي عبارة عن حرصها عليهم واستدنائها لهم، وما توقعه من عذابها، وقال ثعلب: تدعوا، معناه: تهلك، تقول العرب: دعاك الله أي أهلكك، وحكاه الخليل عن العرب). [المحرر الوجيز: 8/ 406]

تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «أوعى» معناه: جعلها في الأوعية تقول: وعيت العلم وأوعيت المال والمتاع، ومنه قول الشاعر [عبيد بن الأبرص]: [البسيط]
الخير يبقى وإن طال الزمان به = والشر أخبث ما أوعيت من زاد
وهذه إشارة إلى كفار أغنياء جعلوا جمع المال أوكد أمرهم، ومعنى حياتهم فجمعوه من غير حل ومنعوه من حقوق الله، وكان عبد الله بن عليكم لا يربط كيسه، ويقول: سمعت الله تعالى يقول: وجمع فأوعى). [المحرر الوجيز: 8/ 406-407]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9) ولا يسأل حميمٌ حميمًا (10) يبصّرونهم يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه (14) كلّا إنّها لظى (15) نزّاعةً للشّوى (16) تدعوا من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى (18)}
يقول تعالى: العذاب واقعٌ بالكافرين {يوم تكون السّماء كالمهل} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعطاءٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، والسّدّيّ، وغير واحدٍ: كدرديّ الزّيت). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وتكون الجبال كالعهن} أي: كالصّوف المنفوش، قاله مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ. وهذه الآية كقوله تعالى: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا * يبصّرونهم} أي: لا يسأل القريب عن حاله، وهو يراه في أسوأ الأحوال، فتشغله نفسه عن غيره.
قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: يعرف بعضهم بعضًا، ويتعارفون بينهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍبعد ذلك، يقول: {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}
وهذه الآية الكريمة كقوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم واخشوا يومًا لا يجزي والدٌ عن ولده ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئًا إنّ وعد اللّه حقٌّ} [لقمان: 33]. وكقوله: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} [فاطر: 18]. وكقوله: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]. وكقوله: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه} [عبس: 34 -37].
وقوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته الّتي تؤويه * ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه * كلا} أي: لا يقبل منه فداءً ولو جاء بأهل الأرض، وبأعزّ ما يجده من المال، ولو بملء الأرض ذهبًا، أو من ولده الّذي كان في الدّنيا حشاشة كبده، يودّ يوم القيامة إذا رأى الأهوال أن يفتدي من عذاب اللّه به، ولا يقبل منه. قال مجاهدٌ والسّدّيّ: {فصيلته} قبيلته وعشيرته. وقال عكرمة: فخذه الّذي هو منهم. وقال أشهب، عن مالكٍ: {فصيلته} أمّه.
وقوله: {إنّها لظى} يصف النّار وشدّة حرّها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224-225]

تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({نزاعةً للشّوى} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ: جلدة الرّأس. وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {نزاعةً للشّوى} الجلود والهام. وقال مجاهدٌ: ما دون العظم من اللّحم. وقال سعيد بن جبيرٍ: العصب. والعقب. وقال أبو صالحٍ: {نزاعةً للشّوى} يعني: أطراف اليدين والرّجلين. وقال أيضًا: نزّاعةً لحم السّاقين. وقال الحسن البصريّ، وثابتٌ البنانيّ: {نزاعةً للشّوى} أي: مكارم وجهه. وقال الحسن أيضًا: تحرق كلّ شيءٍ فيه، ويبقى فؤاده يصيح. وقال قتادة: {نزاعةً للشّوى} أي: نزّاعةً لهامته ومكارم وجهه وخلقه وأطرافه. وقال الضّحّاك: تبري اللّحم والجلد عن العظم، حتّى لا تترك منه شيئًا. وقال ابن زيدٍ: الشّوى: الآراب العظام. فقوله: نزّاعةً، قال: تقطع عظامهم، ثمّ يجدد خلقهم وتبدّل جلودهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 225]

تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تدعوا من أدبر وتولّى * وجمع فأوعى} أي: تدعو النّار إليها أبناءها الّذين خلقهم اللّه لها، وقدّر لهم أنّهم في الدّار الدّنيا يعملون عملها، فتدعوهم يوم القيامة بلسانٍ طلق ذلق، ثمّ تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطّير الحبّ. وذلك أنّهم -كما قال اللّه، عزّ وجلّ- كانوا ممّن {أدبر وتولّى} أي: كذّب بقلبه، وترك العمل بجوارحه {وجمع فأوعى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 225]

تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجمع فأوعى} أي: جمع المال بعضه على بعضٍ فأوعاه، أي: أوكاه ومنع حقّ اللّه منه من الواجب عليه في النّفقات ومن إخراج الزّكاة. وقد ورد في الحديث: "ولا توعي فيوعي اللّه عليك" وكان عبد اللّه بن عكيم لا يربط له كيسًا ويقول: سمعت اللّه يقول: {وجمع فأوعى}
وقال الحسن البصريّ: يا ابن آدم، سمعت وعيد اللّه ثمّ أوعيت الدّنيا.
وقال قتادة في قوله: {وجمع فأوعى} قال: كان جموعًا قمومًا للخبيث). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 225]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة