العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يوسف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:23 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يوسف [ الآيتين (67) ، (68) ]

تفسير سورة يوسف
[ الآيتين (67) ، (68) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:23 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وادخلوا من أبوب متفرقة قال كانوا قد أوتوا صورة وجمالا فخشي عليهم أنفس الناس). [تفسير عبد الرزاق: 1/325]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (67) : قوله تعالى: {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ وما أغني عنكم من الله من شيءٍ إن الحكم إلّا لله عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خلف بن خليفة، قال: نا رجلٌ، من أهل الكوفة، عن إبراهيم - في قوله عزّ وجلّ: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ... } إلى قوله: {فليتوكّل المتوكّلون} - قال: أحبّ يعقوب أن يلقى أخوة يوسف يوسف في خلوةٍ). [سنن سعيد بن منصور: 5/401]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ، وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ، وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ، إن الحكم إلاّ للّه، عليه توكّلت، وعليه فليتوكّل المتوكّلون}.
يقول تعالى ذكره: قال يعقوب لبنيه لمّا أرادوا الخروج من عنده إلى مصر ليمتاروا الطّعام: يا بنيّ لا تدخلوا مصر من طريقٍ واحدٍ، وادخلوها من أبوابٍ متفرّقةٍ.
وذكر أنّه قال ذلك لهم، لأنّهم كانوا رجالاً لهم جمالٌ وهيئةٌ، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعةً من طريقٍ واحدٍ وهم ولد رجلٍ واحدٍ، فأمرهم أن يفترقوا في الدّخول إليها، كما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا يزيد الواسطيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ، وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} قال: خاف عليهم العين
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ}. خشي نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم العين على بنيه، كانوا ذوي صورةٍ وجمالٍ
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} قال: كانوا قد أوتوا صورةً وجمالاً، فخشي عليهم أنفس النّاس
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ، وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} قال: خاف يعقوب عليه السّلام عليهم العين.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذٍ قال: أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ} خشي يعقوب على ولده العين
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن الحباب، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ} قال: خشي عليهم العين
- قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: خاف يعقوب صلّى اللّه عليه وسلّم على بنيه العين فقال: {يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ} فيقال: هؤلاء لرجلٍ واحدٍ، ولكن ادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا أجمعوا الخروج يعني ولد يعقوب، قال يعقوب: {يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ، وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} خشي عليهم أعين النّاس لهيئتهم، وأنّهم لرجلٍ واحدٍ
وقوله: {وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ} يقول: وما أقدر أن أدفع عنكم من قضاء اللّه الّذي قد قضاه عليكم من شيءٍ صغيرٍ ولا كبيرٍ، لأنّ قضاءه نافذٌ في خلقه {إن الحكم إلاّ للّه} يقول: ما القضاء والحكم إلاّ للّه دون ما سواه من الأشياء، فإنّه يحكم في خلقه بما يشاء، فينفذ فيهم حكمه، ويقضي فيهم، ولا يردّ قضاؤه
{عليه توكّلت} يقول: على اللّه توكّلت، فوثقت به فيكم، وفي حفظكم عليّ حتّى يردّكم إليّ وأنتم سالمون معافون، لا على دخولكم مصر إذا دخلتموها من أبوابٍ متفرّقةٍ {وعليه فليتوكّل المتوكّلون} يقول: وإلى اللّه فليفوّض أمورهم المفوّضون). [جامع البيان: 13/236-239]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ إن الحكم إلّا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون (67)
قوله تعالى: وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، ثنا محمّد المصفّى، ثنا معاوية بن حفصٍ، عن هشيمٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك وشريكٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ. قال: خاف عليهم العين.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قال: ورهب عليهم أن تصيبهم العين إن دخلوا مصر، فيقال هؤلاء لرجل واحد، قال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ يقول: من طريقٍ واحدٍ.
قوله تعالى: وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ.
- حدّثنا أبي يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، ثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن الحسن بن عمرٍو، عن فضيلٍ، عن إبراهيم: لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ قال: علم أنّه سيلقى إخوته في بعض الأبواب.
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرّزّاق ثنا معمرٌ، عن قتادة: وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ قال: كانوا قد أوتوا صورًا، وجمالا، فخشي عليهم أنفس النّاس.
قوله: وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ إن الحكم إلّا لله عليه توكلت.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنبأ سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ إن الحكم إلّا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكل المتوكّلون قال: خشي نبيّ اللّه أنفس النّاس، على بنيه وكانوا ذوي صورةٍ وجمالٍ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2168-2169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 67 - 68.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد} قال: رهب يعقوب عليهم العين). [الدر المنثور: 8/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال: خشي عليهم العين). [الدر المنثور: 8/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال: خشي يعقوب على ولده العين). [الدر المنثور: 8/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال: خاف عليهم العين). [الدر المنثور: 8/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لا تدخلوا من باب واحد} قال: كانوا قد أوتوا صورا وجمالا فخشي عليهم أنفس الناس). [الدر المنثور: 8/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - في قوله {وادخلوا من أبواب متفرقة} قال: أحب يعقوب أن يلقى يوسف أخاه في خلوة). [الدر المنثور: 8/287]

تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها} قال: خشي عليهم العين [الآية: 68].
سفيان [الثوري] قال: {وإنه لذو علم لما علمناه} قال: علمناه [الآية: 68]). [تفسير الثوري: 144]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال قتادة: {لذو علمٍ لما علّمناه} [يوسف: 68] : «عاملٌ بما علم»). [صحيح البخاري: 6/75]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة لذو علم لما علمناه عامل بما علم وصله بن أبي حاتم من طريق بن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة عنه بهذا). [فتح الباري: 8/359]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول قتادة فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي ثنا سفيان بن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله 68 يوسف {وإنّه لذو علم لما علمناه} قال عامل بما علم
وأما قول سعيد بن جبير فقال مسدّد في مسنده ثنا أبو عوانة عن أ بي بشر عن سعيد بن جبير به
ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن مسدّد به). [تغليق التعليق: 4/228]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة لذو علمٍ عاملٌ بما علم
أشار به إلى قوله تعالى: {وإنّه لذو علم لما علمناه} (يوسف: 68) . . الآية، وفسّر قتادة قوله: لذو علم، بقوله: عامل بما علم. ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه: حدثنا أبو معمر عن إسماعيل بن إبراهيم القطيعي حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي عروبة عن قتادة، والضّمير في: أنه، يرجع إلى يعقوب عليه السّلام، وهذا لا يتّضح إلاّ إذا وقف الشّخص على القضيّة من قوله تعالى: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد} (يوسف: 67) إلى قوله: {ولكن أكثر النّاس لا يعلمون} (يوسف: 72) ). [عمدة القاري: 18/299]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة) في قوله تعالى: {وإنه} ({لذو علم}) [يوسف: 68] وزاد أبو ذر: لما علمناه أي (عامل بما علم) وصله ابن أبي حاتم والضمير في وأنه ليعقوب كما يرشد إليه قوله: {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها}). [إرشاد الساري: 7/174]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيءٍ، إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها، وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه، ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: ولمّا دخل ولد يعقوب {من حيث أمرهم أبوهم} وذلك دخولهم مصر من أبوابٍ متفرّقةٍ {ما كان يغني} دخولهم إيّاها كذلك {عنهم } من قضاء {اللّه} الّذي قضاه فيهم فحتمه، {من شيءٍ، إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها} إلاّ أنّهم قضوا وطرًا ليعقوب بدخولهموها من طرق متفرقة فبروا صدره مما كان يخاف عليهم بدخولهم من طريقٍ واحدٍ من العين عليهم، فاطمأنّت نفسه أن يكونوا أوتوا من قبل ذلك، أو نالهم من أجله مكروهٌ، كما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها}: خيفة العين على بنيه.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: أخبرنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها} قال: خشية العين عليهم
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: قوله: {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها} قال: ما تخوّف على بنيه من أعين النّاس لهيئتهم وعدّتهم
وقوله: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} يقول تعالى ذكره: وإنّ يعقوب لذو علمٍ لتعليمنا إيّاه.
وقيل معناه: وإنّه لذو حفظٍ لما استودعنا صدره من العلم.
واختلف عن قتادة في ذلك
- فحدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه}: أي ممّا علّمناه
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن سفيان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} قال: إنّه لعاملٍ بما علم.
- قال المثنّى: قال إسحاق: قال عبد اللّه: قال سفيان: {إنّه لذو علمٍ} أى عمل بما علّمناه، وقال: من لا يعمل لا يكون عالمًا.
{ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} يقول جلّ ثناؤه: ولكنّ كثيرًا من النّاس غير يعقوب لا يعلمون ما يعلمه، لأنّا حرمناه ذلك فلم يعلمه). [جامع البيان: 13/239-241]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيءٍ إلّا حاجةً في نفس يعقوب قضاها وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (68)
قوله تعالى: ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: ف لما دخلوا على يوسف، قالوا: هذا أخونا الّذي أمرتنا أن نأتيك به، وقد جئناك به.
قوله تعالى: إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: حاجةً في نفس يعقوب قضاها أي: خيفة العين على بنيه.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قوله: إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها والحاجة الّتي كانت في نفس يعقوب ما تخوّف على بنيه من أنفس النّاس لعدّتهم ولهيئتهم.
قوله عزّ وجلّ وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنبأ سعيدٌ، ثنا قتادة قوله: وإنّه لذو علمٍ وأعلمه أنّ خير العلم ما نفع، وأنّ أفضل الهدى ما اتّبع وأنّ أغوى الضّلالة، الضّلالة بعد الهدى، وإنّما ينتفع بالعلم من علّمه، ثمّ عمل به ولا ينتفع به من علّمه ثمّ تركه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: لما علّمناه أي: ممّا علّمناه.
- حدثنا أبى، ثنا أبو معمرة إسماعيل بن إبراهيم القطيعيّ، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة قوله: وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه قال: عاملٌ لما علم). [تفسير القرآن العظيم: 7/2169-2170]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها قال خيفة العين على بنيه). [تفسير مجاهد: 318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} قال: خيفة العين على بنيه). [الدر المنثور: 8/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وإنه لذو علم لما علمناه} قال: إنه لعامل بما علم ومن لا يعمل لا يكون عالما). [الدر المنثور: 8/287]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:24 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ...}
يقول: لا تدخلوا مصر من طريق واحد. كانوا صباحا تأخذهم العين). [معاني القرآن: 2/50]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لا تدخلوا من باب واحد} فإنه حكي عن ثقة في التفسير: لا تدخلوا من سكة؛ جعلها بابا). [معاني القرآن لقطرب: 747]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ}، يريد: إذا دخلتم مصر، فادخلوا من أبواب متفرقة. يقال: خاف عليهم العين إذا دخلوا جملة). [تفسير غريب القرآن: 219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرّقة وما أغني عنكم من اللّه من شيء إن الحكم إلّا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون}
قد خاف عليهم العين، وأمر العين صحيح - واللّه أعلم - وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه عوّذ الحسن والحسين فقال في دعوته: وأعيذكما من كل عين لامّة).
[معاني القرآن: 3/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة}
قال الضحاك خاف عليهم العين
وقال غيره العين حق لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما فيقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل لامة
وقيل كره أن يلحقهم شيء فيتوهم أنه من العين فيؤثم في ذلك
والدليل على صحة هذا القول حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تقدموا عليه وجواب آخر أن يكون كره أن يدخلوا فيستراب بهم والله عز وجل أعلم). [معاني القرآن: 3/443-442]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّه لذو علمٍ لّما علّمناه...}
يقول: إنه لذو علم لتعليمنا إيّاه ويقال: إنه لذو حفظ لما علمناه). [معاني القرآن: 2/50]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيء إلّا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنّه لذو علم لما علّمناه ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}
أي إلا خوف العين، وتأويل {ما كان يغني عنهم من اللّه من شيء}
قدّر أن تصيبهم لأصابتهم وهم متفرقون كما تصيبهم مجتمعين.
وجائز أن يكون: لا يغني مع قضاء الله شيء.
{وإنّه لذو علم لما علّمناه} أي لذو علم لتعليمنا إياه، ونصب حاجة استثناء ليس من الأول، المعنى لكن حاجة في نفس يعقوب قضاها). [معاني القرآن: 3/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يعني عنهم من الله من شيء إلا حاجة}
قيل المعنى أنه لو قضي عليهم شيء لأصابهم دخلوا مجتمعين أو متفرقين
وقيل المعنى لو قضي أن تصيبهم العين لأصابتهم متفرقين كما تصيبهم مجتمعين
ثم قال جل وعز: {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} قال مجاهد يعني خوفه عليهم العين). [معاني القرآن: 3/443]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} ، قال: الحاجة: خاف عليهم العين). [ياقوتة الصراط: 276]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:25 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والياء المكسور ما قبلها لا يدخلها خفض ولا رفع لثقل ذلك، نحو ياء القاضي، ويدخلها الفتح في قولك: رأيت القاضي؛ فلذلك بنيت هذه الياء على الفتح.
وإنما جاز إسكانها في قولك: هذا غلامي، وزيد ضربني؛ لأن ما قبلها معها بمنزلة شيء واحد، فكان عوضاً مما يحذف منها، والحركات مستثقلة في حروف المد واللين؛ فلذلك أسكنت استخفافاً.
فمما حركت فيه على الأصل قول الله عز وجل: {يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه} حركت الياء على الأصل، وألحقت الهاء لبيان الحركة في الوقف.
فإن وصلت حذفتها؛ لأن حركة الياء تظهر في ماليه وسلطانيه، وما كان مثل هذا إنما هو بمنزلة قولك {فبهداهم اقتده} فإن وصلت حذفت. وكذلك يقرأ: {لكم دينكم ولي دين} على الإسكان والحركة.
فإن كان ما قبل هذه الياء ساكناً فالحركة فيها لا غير لئلا يلتقي ساكنان، وذلك قولك: هذه عشري يا فتى، وهذه رحاي فاعلم. و{يا بني لا تدخلوا من باب واحد} حذفت النون للإضافة، وأدغمت الياء التي كانت في ياء الإضافة. فحركت ياء الإضافة لئلا يلتقي ساكنان على أصلها، وكذلك قولك: {هي عصاي أتوكأ عليها} لا يكون إلا ذلك لما ذكرت لك من سكون ما قبلها.
وأما قوله: {يا بني إنها إن تك} فإنما أضاف قوله بني فاعلم، الياء ثقيلة فتصرف في الكلام؛ لأن الواو والياء إذا سكن ما قبل كل واحد منهما جريا مجرى غير المعتل. نحو: دلو، وظبي، ومغزو، ومرمي. لا يكون ذلك إلا معرباً). [المقتضب: 4/248-249] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:25 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:26 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ذو القعدة 1439هـ/24-07-2018م, 05:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وانظر أن يعقوب عليه السلام قد توثق في هذه القصة، وأشهد الله تعالى، ووصى بنيه، وأخبر بعد ذلك بتوكله، فهذا توكل مع تسبب، وهو توكل جميع المؤمنين إلا من شذ في رفض السعي، وقنع بماء وبقل البرية ونحوه، فتلك غاية التوكل، وعليها بعض الأنبياء عليهم السلام، والشارعون منهم مثبتون سنن التسبب الجائز، وما تجاوز ذلك من الإلقاء باليد مختلف في جوازه، وقد فضله بعض المجيزين له، ولا أقول بذلك، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 5/117]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون (68) ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون}
روي أنه لما ودعوا أباهم قال لهم: "بلغوا ملك مصر سلامي، وقولوا له: إن أبانا يصلي عليك، ويدعو لك ويشكر صنيعك معنا". وفي كتاب أبي منصور المهراني: أنه خاطبه بكتاب قرئ على يوسف فبكى.
وقوله: {ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} بمثابة قوله: لم يكن في ذلك دفع قدر الله، بل كان أربا ليعقوب قضاه، وطيبا لنفسه تمسك به وأمر بحبسه، فجواب "لما" في معنى قوله: {ما كان يغني عنهم من الله من شيء}،
[المحرر الوجيز: 5/117]
و إلا حاجة استثناء ليس من الأول، والحاجة هي أن يكون طيب النفس بدخولهم من أبواب متفرقة خوف العين، قال مجاهد: الحاجة: خيفة العين، وقاله ابن إسحاق، وفي عبارتهما تجوز، ونظير هذا الفعل أن النبي صلى الله عليه وسلم سد كوة في قبر بحجر وقال: "إن هذا لا يغني شيئا ولكنه تطيب لنفس الحي".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقوله -عندي-: {ما كان يغني عنهم من الله من شيء} معناه: ما يرد عنهم قدرا، لأنه لو قضي أن تصيبهم عين لأصابتهم مفترقين أو مجتمعين، وإنما طمع يعقوب أن تصادف وصيته قدر السلامة فوصى، وقضى -بذلك- حاجة نفسه في أن يتنعم برجائه أن تصادف وصيته القدر في سلامتهم.
ثم أثنى الله عز وجل على يعقوب بأنه لقن ما علمه الله من هذا المعنى، واندرج غير ذلك في العموم، وقال: إن أكثر الناس ليس كذلك، وقيل: معناه: إنه لعامل بما علمناه، قاله قتادة. وقال سفيان: من لا يعمل لا يكون عالما.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا لا يعطيه اللفظ، أما إنه صحيح في نفسه فيرجحه المعنى وما تقتضيه منزلة يعقوب عليه السلام، قال أبو حاتم: قرأ الأعمش: "لذو علم لما علمناه". ويحتمل أن يكون جواب "لما" في هذه الآية محذوفا مقدرا، ثم يخبر عن دخولهم أنه ما كان يغني الآية). [المحرر الوجيز: 5/118]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:20 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ إن الحكم إلا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون (67) ولـمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيءٍ إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (68)}
يقول تعالى، إخبارًا عن يعقوب، عليه السّلام: إنّه أمر بنيه لمّا جهّزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر، ألّا يدخلوا كلّهم من بابٍ واحدٍ، وليدخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ، فإنّه كما قال ابن عبّاسٍ، ومحمّد بن كعبٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّي: إنّه خشي عليهم العين، وذلك أنّهم كانوا ذوي جمالٍ وهيئةٍ حسنةٍ، ومنظرٍ وبهاءٍ، فخشي عليهم أن يصيبهم النّاس بعيونهم؛ فإنّ العين حقٌّ، تستنزل الفارس عن فرسه.
وروى ابن أبي حاتمٍ، عن إبراهيم النّخّعي في قوله: {وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} قال: علم أنّه سيلقى إخوته في بعض الأبواب.
وقوله: {وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ} أي: هذا الاحتراز لا يردّ قدر اللّه وقضاءه ؛ فإنّ اللّه إذا أراد شيئًا لا يخالف ولا يمانع {إن الحكم إلا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون}).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 399-400]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولـمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيءٍ إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها} قالوا: هي دفع إصابة العين لهم، {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} قال قتادة والثّوريّ: لذو عملٍ بعلمه. وقال ابن جريرٍ: لذو علمٍ لتعليمنا إيّاه، {ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 400]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة