العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يوسف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يوسف [ من الآية (58) إلى الآية (62) ]

تفسير سورة يوسف
[ من الآية (58) إلى الآية (62) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وهم له منكرون قال لا يعرفونه). [تفسير عبد الرزاق: 1/325]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون}.
يقول تعالى ذكره: {وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم} يوسف، {وهم} ليوسف {منكرون} لا يعرفونه.
وكان سبب مجيئهم يوسف فيما ذكر لي، كما؛
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا اطمأنّ يوسف في ملكه، وخرج من البلاء الّذي كان فيه، وخلت السّنون المخصبة الّتي كان أمرهم بالإعداد فيها للسّنين الّتي أخبرهم بها أنّها كائنةٌ، جهد النّاس في كلّ وجهٍ، وضربوا إلى مصر يلتمسون بها الميرة من كلّ بلدةٍ، وكان يوسف حين رأى ما أصاب النّاس من الجهد، قد أسى بينهم، وكان لا يحمل للرّجل إلاّ بعيرًا واحدًا، ولا يحمل للرّجل الواحد بعيرين تقسيطًا بين النّاس، وتوسيعًا عليهم، فقدم إخوته فيمن قدم عليه من النّاس، يلتمسون الميرة من مصر، فعرفهم وهم له منكرون، لمّا أراد اللّه أن يبلّغ ليوسف عليه السّلام في فيما أراد
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: أصاب النّاس الجوع حتّى أصاب بلاد يعقوب الّتي هو بها، فبعث بنيه إلى مصر، وأمسك أخا يوسف بنيامين، فلمّا دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون، فلمّا نظر إليهم قال: أخبروني ما أمركم، فإنّي أنكر شأنكم، قالوا: نحن قومٌ من أرض الشّام قال: فما جاء بكم قالوا: جئنا نمتار طعامًا، قال: كذبتم، أنتم عيونٌ كم أنتم؟ قالوا: عشرةٌ، قال: أنتم عشرة آلافٍ، كلّ رجلٍ منكم أمير ألفٍ، فأخبروني خبركم، قالوا: إنّا إخوةٌ بنو رجلٍ صدّيقٍ، وإنّا كنّا اثني عشر، وكان أبونا يحبّ أخًا لنا، وإنّه ذهب معنا البرّيّة فهلك منّا فيها، وكان أحبّنا إلى أبينا قال: فإلى من سكن أبوكم بعده؟
قالوا: إلى أخٍ لنا أصغر منه، قال: فكيف تخبروني أنّ أباكم صدّيقٌ وهو يحبّ الصّغير منكم دون الكبير؟ ائتوني بأخيكم هذا حتّى أنظر إليه {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون. قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون} قال: فضعوا بعضكم رهينةً حتّى ترجعوا، فوضعوا شمعون
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وهم له منكرون} قال: لا يعرفونه). [جامع البيان: 13/222-224]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون (58)
قوله تعالى: وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه.
- حدّثنا أحمد بن منصورٍ، ثنا يونس بن محمّدٍ، ثنا صدقة بن عبادة حدّثني أبي ثنا ابن عبّاسٍ قال: إنّ إخوة يوسف لمّا دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون قال: جاء بصواع الملك الّذي كان يشرب فيه فوضعه على يده فجعل ينقره ويطنّ وينقره ويطنّ فقال: إنّ هذا الجام ليخبرنّي عنكم خبرًا، هل كان لكم أخٌ من أبيكم يقال له يوسف؟ وكان أبوه يحبّه دونكم؟ وأنّكم انطلقتم به فألقيتموه في الجبّ، وأخبرتم أباكم أنّ الذّئب أكله كلّه، وجئتم على قميصه بدمٍ كذبٍ؟ قال: فجعل بعضهم ينظر إلى بعضٍ، ويعجبون إنّ هذا الجام ليخبر خبركم فمن أين يعلم هذا؟.
قوله تعالى: فعرفهم وهم له منكرون.
- أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقري، ثنا سفيان، عن ابن أبي الجلد قال: قال إخوة يوسف ليوسف حين قال لهم إنّ أمركم ليريبني، وهو يترقّب عليهم، كأنّكم جواسيس، قالوا أيّها العزيز: إنّ أبانا شيخٌ صدّيقٌ وإنّا قومٌ صدّيقون، وإنّ اللّه يحيي بكلام الأنبياء القلوب، كما يحيي وابل السّماء الأرض ويقول لهم وفي يده الإناء وهو يقرعه القرعة، كأنّ هذا يخبر عنكم بأنّكم جواسيس.
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ ثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة قوله: فعرفهم وهم له منكرون قال: لا يعرفونه.
- ذكر، عن المقدّميّ، ثنا أزهر، عن ابن عونٍ، قال: قلت للحسن ترى يوسف عرف إخوته؟ قال: لا واللّه ما عرفهم حتّى تعرّفوا إليه). [تفسير القرآن العظيم: 7/2162-2163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 58.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن إخوة يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون جاء بصواع الملك الذي كان يشرب فيه فوضعه على يده فجعل ينقره ويطن وينقره ويطن فقال: إن هذا الجام ليخبرني عنكم خبرا، هل كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف وكان أبوه يحبه دونكم وإنكم انطلقتم به فألقيتموه في الجب وأخبرتم أباكم أن الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب، قال: فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويعجبون إنه هذا الجام ليخبر خبرهم فمن أين يعلم هذا). [الدر المنثور: 8/282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال: قال يوسف عليه السلام لإخوته: إن أمركم ليريبني كأنكم جواسيس قالوا: يا أيها العزيز إن أبانا شيخ صديق وإنا قوم صديقون وإن الله ليحيي بكلام الأنبياء القلوب كما يحيي وابل السماء الأرض ويقول لهم - وفي يده الإناء وهو يقرعه القرعة - كأن هذا يخبر عنكم بأنكم جواسيس). [الدر المنثور: 8/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عون قال: قلت للحسن - رضي الله عنه - ترى يوسف عرف إخوته قال: لا والله ما عرفهم حتى تعرفوا إليه). [الدر المنثور: 8/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {فعرفهم وهم له منكرون} قال: لا يعرفونه). [الدر المنثور: 8/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن وهب - رضي الله عنه - قال: لما جعل يوسف عليه السلام ينقر الصاع ويخبرهم قام إليه بعض إخوته فقال: أنشدك الله أن لا تكشف لنا عورة). [الدر المنثور: 8/283]

تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا جهّزهم بجهازهم قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم، ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين}.
يقول: ولمّا حمل يوسف لإخوته أباعرهم من الطّعام، فأوقر لكلّ رجلٍ منهم بعيره قال لهم: {ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم} كيما أحمل لكم بعيرًا آخر فتزدادوا به حمل بعيرٍ آخر {ألا ترون أنّي أوفي الكيل} فلا أبخسه أحدًا {وأنا خير المنزلين}، وأنا خير من أنزل ضيفًا على نفسه من النّاس بهذه البلدة، فأنا أضيّفكم، كما؛
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأنا خير المنزلين}، يوسف يقوله: أنا خير من يضيّف بمصر
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا جهّز يوسف فيمن جهّز من النّاس حمل لكلّ رجلٍ منهم بعيرًا بعدّتهم، ثمّ قال لهم: {ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم} أجعل لكم بعيرًا آخر، أو كما قال {ألا ترون أنّي أوفي الكيل} أي لا أبخس النّاس شيئًا، {وأنا خير المنزلين}: أي خيرٌ لكم من غيري، فإنّكم إن أتيتم به أكرمت منزلتكم وأحسنت إليكم، وازددتم به بعيرًا مع عدّتكم، فإنّي لا أعطي كلّ رجلٍ منكم إلاّ بعيرًا {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون} لا تقربوا بلدي
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم} يعني بنيامين، وهو أخو يوسف لأبيه وأمّه). [جامع البيان: 13/224-225]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا جهّزهم بجهازهم قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين (59)
قوله: ولمّا جهّزهم بجهازهم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق: فلمّا جهّزهم فيمن جهّز من النّاس حمّل لكلّ واحدٍ منهم بعيرًا بعدّتهم.
قوله تعالى: قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم يعني: بنيامين، وهو أخو يوسف لأبيه وأمّه.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: فأصاب الأرض الجوع، وأصاب بلاد يعقوب الّتي كان فيها فبعث بنيه إلى مصر، وأمسك بنيامين، أخا يوسف فلمّا دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون، فلمّا نظر إليهم أخذهم فأدخلهم الدّار، وأدخل المكّوك، وقال لهم: أخبروني ما أمركم فإنّي أنكر شأنكم؟ قالوا نحن من أربض الشّام، قال:
فما جاء بكم؟ قالوا: نمتار طعامًا، قال: كذبتم، أنتم عيونٌ، كم أنتم؟ قالوا: نحن عشرةٌ قال: أنتم عشرة آلافٍ، كلّ رجلٍ منكم أمير ألفٍ فأخبروني خبركم؟ قالوا: إنّا إخوةٌ بنو رجلٍ واحدٍ، صدّيقٍ وإنّا كنّا اثنى عشر فكان يحبّ أخًا لنا، وأنه يذهب معنا إلى البريّة فهلك منّا فيها وكان أحبّنا إلى أبينا، قال: فإلى من يسكن أبوكم بعده؟
قالوا: إلى أخٍ أصغر منه قال: كيف تحدّثوني أنّ أباكم صدّيقٌ وهو يحبّ الصّغير منكم دون الكبير؟ ائتوني بأخيكم هذا حتّى أنظر إليه فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم أجعل لكم معه بعيرًا آخر، أو كما قال.
قوله: ألا ترون أنّي أوفي الكيل.
- وبه، عن ابن إسحاق: ألا ترون أنّي أوفي الكيل أي: لا أبخس النّاس شيئًا.
قوله: وأنا خير المنزلين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: وأنا خير المنزلين قال: خير من يضيف بمصر.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق وأنا خير المنزلين أي: خيرٌ لكم من غيري، فإنّكم إن أتيتم به أكرمت منزلتكم، وأحسنت إليكم، وازددتم بعيرًا مع عدّتكم، فإنّي لا أعطي كلّ رجلٍ إلا بعيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 7/2163-2164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 59 - 66.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ائتوني بأخ لكم من أبيكم} قال: يعني بنيامين وهو أخو يوسف لأبيه وأمه). [الدر المنثور: 8/283-284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وأنا خير المنزلين} قال: خير من يضيف بمصر). [الدر المنثور: 8/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وأنا خير المنزلين} قال: خير المضيفين). [الدر المنثور: 8/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - {وأنا خير المنزلين} قال يوسف عليه السلام: أنا خير من يضيف بمصر). [الدر المنثور: 8/284]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل يوسف لإخوته: {فإن لم تأتوني به} بأخيكم من أبيكم، {فلا كيل لكم عندي} يقول: فليس لكم عندي طعامٌ أكيله لكم، {ولا تقربون} يقول: ولا تقربوا بلادي.
وقوله: {ولا تقربون} في موضع جزمٍ بالنّهي، والنّون في موضع نصبٍ، وكسرت لمّا حذفت ياؤها، والكلام: ولا تقربوني). [جامع البيان: 13/226]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون (60)
قوله: فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون.
- وبه، عن ابن إسحاق: فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي فإن أنتم لم تأتوني به فلا تقربوا بلدي، فإنّه لا كيل لكم عندي ولا تقربون.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قال: فإنّي أخشى أن لا تأتوني به فضعوا بعضكم رهينةً حتّى ترجعوا فارتهن شمعون عنده). [تفسير القرآن العظيم: 7/2164]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون (61) وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون}.
يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف ليوسف إذ قال لهم: {ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم}، {قالوا سنراود عنه أباه} ونسأله أن يخلّيه معنا حتّى نجيء به إليك، {وإنّا لفاعلون} يعنون بذلك: وإنّا لفاعلون ما قلنا لك أنّا نفعله من مراودة أبينا عن أخينا منه ولنجتهدنّ، كما
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {وإنّا لفاعلون} لنجتهدنّ). [جامع البيان: 13/226]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون (61)
قوله تعالى: قالوا سنراود عنه أباه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون لنجتهدنّ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2164]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: كان أصحاب عبد اللّه يقرءونها: (وقال لفتيانه) و(الله خير حافظا) [الآية: 62، 64]). [تفسير الثوري: 143]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (62) : قوله تعالى: {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم أنّه كان يقرأ: {وقال لفتيته}.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، عن عوفٍ، وعبّاد بن راشدٍ، عن الحسن، أنّه كان يقرأ: {لفتيانه}). [سنن سعيد بن منصور: 5/399-400]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم} يقول تعالى ذكره: وقال يوسف لفتيانه، وهم غلمانه، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وقال لفتيانه} أي لغلمانه.
{اجعلوا بضاعتهم في رحالهم} يقول: اجعلوا أثمان الطّعام التى أخذتموها منهم في رحالهم.
والرّحال: جمع رحلٍ، وذلك جمع الكثير، فأمّا القليل من الجمع منه فهو أرحلٌ، وذلك جمع ما بين الثّلاثة إلى العشرة.
وبنحو الّذي قلنا في معنى البضاعة قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {اجعلوا بضاعتهم في رحالهم}: أي أوراقهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثمّ أمر ببضاعتهم الّتي أعطاهم بها ما أعطاهم من الطّعام، فجعلت في رحالهم وهم لا يعلمون
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: وقال لفتيانه وهو يكيل لهم: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون إليّ.
فإن قال قائلٌ: ولأيّة علّةٍ أمر يوسف فتيانه أن يجعلوا بضاعة إخوته في رحالهم؟
قيل: يحتمل ذلك أوجهًا
أحدها: أن يكون خشي أن لا يكون عند أبيه دراهم، إذ كانت السّنة سنة جدبٍ وقحطٍ، فيضرّ أخذ ذلك منهم به، وأحبّ أن يرجعوا إليه.
وأراد أن يتّسع بها أبوه وإخوته مع حاجتهم إليه، فردّه عليهم من حيث لا يعلمون سبب ردّه تكرّمًا وتفضّلاً.
والثّالث: وهو أن يكون أراد بذلك أن لا يخلفوه الوعد في الرّجوع، إذا وجدوا في رحالهم ثمن طعامٍ قد قبضوه وملكه عليهم غيرهم عوضًا من طعامه، ويتحرّجوا من إمساكهم ثمن طعامٍ قد قبضوه حتّى يؤدّوه على صاحبه، فيكون ذلك أدعى لهم إلى العود إليه). [جامع البيان: 13/227-228]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون (62)
قوله: وقال لفتيانه.
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: وقال لفتيانه أي: لغلمانه.
قوله: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم.
- وبه، عن قتادة قوله: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم أي: أوراقهم في رحالهم.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قال: وقال لفتيانه وهو يكيل لهم اجعلوا بضاعتهم في رحالهم.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: ثمّ أمر ببضاعتهم الّتي أعطاهم بها من الطّعام، فجعلت في رحالهم وهم لا يعلمون.
قوله تعالى: لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم.
- وبه، عن محمّد بن إسحاق في قوله: لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون قال: ثمّ خرجوا حتّى قدموا على أبيهم، وكان منزلهم فيما ذكر لي بعض أهل العلم، بالعربات، من أرض فلسطين بغور الشّام، وبعضٌ يقول:
كان بالأولاج، من ناحية الشّعب أسفل من حسمى وكان صاحب باديةٍ له بها شاءٌ وإبلٌ.
قوله: لعلّهم يرجعون.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قوله: لعلّهم يرجعون قال: لعلّهم يرجعون إليّ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم أنه كان يقرأ (وقال لفتيته) أي لغلمانه {اجعلوا بضاعتهم} أي أوراقهم). [الدر المنثور: 8/284]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:13 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {خير المنزلين} أي خير المضيفين). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولمّا جهّزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين}
وهذا - واللّه أعلم - قد كان قبله كلام جرّ إليه ما يوجب طلب أخيهم منهم، - لأنه لا يقول ائتوني بأخ لكم من أبيكم من غير أن يجري ما يوجب هذا القول.
فكأنّه - واللّه أعلم - سألهم عن أخبارهم وأمرهم وعددهم، فاجترأ لقول هذه المسألة.
{ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين} لأنه حين أنزلهم أحسن ضيافتهم). [معاني القرآن: 3/117-116]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم}
قيل في الكلام حذف والمعنى سألهم عن أمورهم فلما خبروه وجرى الكلام إلى هذا قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين
قيل لأنه أحسن ضيافتهم). [معاني القرآن: 3/439]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تقربون...}
في موضع جزم، والنون في موضع نصب حذفت ياؤها. ولو جعلتها رفعاً فنصبت النون كان صوابا على معنى قوله ولستم تقربون بعد هذه كقوله:
{فبم تبشّرون} و{الّذين كنتم تشاقّون فيهم} ). [معاني القرآن: 2/48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون}
القراءة بكسر النون، ويجوز الفتح بفتح النون لأنها نون جماعة كما قال: (فبم تبشرون) بفتح النون، وتكون (ولا تقربون) لفظه لفظ الخبر ومعناه معنى الأمر). [معاني القرآن: 3/117]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون}
(وإنّا لفاعلون) توكيد). [معاني القرآن: 3/117]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقال لفتيانه...}
و (لفتيته) قراءتان مستفيضتان.
وقوله: {لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا} قيل فيها قولان: أحدهما أن يوسف خاف ألاّ يكون عند أبيه دراهم، فجعل البضاعة في رحالهم ليرجعوا.
وقيل إنهم إن عرفوا أنّها بضاعتهم وقد اكتالوا ردّوها على يوسف ولم يستحلّوا إمساكها). [معاني القرآن: 2/48]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة ابن مسعود والحسن {وقال لفتيانه}.
أبو عمرو والأعرج {وقال لفتيته} ). [معاني القرآن لقطرب: 736]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون}
{وقال لفتيانه}.
ولفتييه، قرئتا جميعا، والفتيان والفتية المماليك في هذا الموضع.
{اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون}
وفي هذا وجهان، أي إذا رأوا بضاعتهم مردودة عليهم، علموا أن ما كيل لهم من الطعام لم يؤخذ منهم ثمنه، وأن وضع البضاعة في الرحال لم يكن إلا عن أمر يوسف،
ويجوز أن يكون {لعلهم يرجعون} يرّدون البضاعة.
لأنها ثمن ما اكتالوه. ولأنهم لا يأخذون شيئا ألا بثمنه). [معاني القرآن: 3/117]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال لفتيته}
قيل يراد بالفتية والفتيان ههنا المماليك
ثم قال: {اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون}
قال أبو جعفر في هذا قولان:
أحدهما أن المعنى إذا رأوا البضاعة في رحالهم وهي ثمن الطعام رجعوا لأنهم أنبياء لا يأخذون شيئا بغير ثمن
وقيل إذا رأوا البضاعة في الرحال علموا أن هذا لا يكون من أمر يوسف فرجعوا). [معاني القرآن: 3/440-439]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقال لفتيانه} أي: لغلمانه ومماليكه، ومن قرأ (لفتيانه) أي: لحشمه الأحرار من حوارييه،
ومنه قوله: (إنهم فتية آمنوا بربهم) لأنهم كانوا أحرارا). [ياقوتة الصراط: 276-275]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:15 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (قال أبو العباس في قوله عز وجل: {فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ} أراد: تقربوني، فحذف الياء). [مجالس ثعلب: 121]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:16 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:16 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ذو القعدة 1439هـ/24-07-2018م, 05:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون}
قال السدي وغيره: سبب مجيئهم أن المجاعة التي أنذر بها يوسف أصابت البلاد التي كان بها يعقوب، وروي أنه كان في العربات من أرض فلسطين بغور الشام، وقيل: كان بالأدلاج من ناحية الشعب، وكان صاحب بادية، له إبل وشاء، فأصابهم الجوع، وكان أهل مصر قد استعدوا وادخروا من السنين الخصيبة، فكان الناس
[المحرر الوجيز: 5/110]
يمتارون من عند يوسف وهو في رتبة العزيز المتقدم، وكان لا يعطي الوارد أكثر من حمل بعير، يسوي بين الناس، فلما ورد إخوته عرفهم يوسف عليه السلام ولم يعرفوه هم لبعد العهد وتغير سنه، ولم يقع لهم -بسبب ملكه ولسانه القبطي- ظن عليه، وروي في بعض القصص أنه لما عرفهم أراد أن يخبروه بجميع أمرهم، فباحثهم بأن قال لهم (بترجمان): أظنكم جواسيس، فاحتاجوا حينئذ إلى التعريف بأنفسهم فقالوا: نحن أبناء رجل صديق، وكنا اثني عشر، ذهب واحد منا في البرية، وبقي أصغرنا عند أبينا، وجئنا نحن للميرة، وسقنا بعير الباقي منا، وكانوا عشرة ولهم أحد عشر بعيرا، فقال لهم يوسف: ولم تخلف أخوكم؟ قالوا: لمحبة أبينا فيه، قال: فأتوني بهذا الأخ حتى أعلم حقيقة قولكم، وأرى: لم أحبه أبوكم أكثر منكم إن كنتم صادقين. وروي في القصص أنهم وردوا مصر، واستأذنوا على العزيز وانتسبوا في الاستئذان، فعرفهم وأمر بإنزالهم، وأدخلهم في ثاني يوم على هيئة عظيمة لملكه وأبهة شائقة، وروي أنه كان متلثما أبدا سترا لجماله، وأنه كان يأخذ الصواع فينقره، ويفهم من طنينه صدق ما يحدث به أو كذبه، فسئلوا عن أخبارهم، فكلما صدقوا قال لهم يوسف: صدقتم، فلما قالوا: وكان لنا أخ أكله الذئب طن يوسف الصواع وقال: كذبتم، ثم تغير لهم، وقال: أراكم جواسيس، وكلفهم سوق الأخ الباقي ليظهر صدقهم. وفي ذلك قصص طويل جاءت الإشارة إليه في القرآن وجيزة). [المحرر الوجيز: 5/111]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والجهاز: ما يحتاج إليه المسافر من زاد ومتاع، وكل ما يحمل، وكذلك جهاز العروس وجهاز الميت.
وقول يوسف عليه السلام: ألا ترون أني أوفي الكيل الآية. يرغبهم في نفسه آخرا، ويؤنسهم ويستميلهم. و"المنزلين": يعني المضيفين في قطره ووقته. والجهاز المشار إليه: الطعام الذي كان حمله لهم). [المحرر الوجيز: 5/111]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم توعدهم إن لم يجيئوا بالأخ بأنه لا كيل لهم عنده في المستأنف، وأمرهم ألا يقربوا له بلدا ولا طاعة، و"لا تقربون" نهي لفظا ومعنى، ويجوز أن يكون لفظه الخبر ومعناه النهي، وتحذف إحدى النونين، كما قرئ: فبم تبشرون بكسر النون، وهذا خبر لا غير، وخلط النحاس في هذا الموضع، وقال مالك رحمه الله: هذه الآية -وما يليها- تقتضي أن كيل الطعام على البائع، وكذلك هي الرواية في التولية والشركة أنها بمنزلة البيع، والرواية في القرض: أن الكيل على
[المحرر الوجيز: 5/111]
المستقرض، وروي أنه حبس منهم شمعون رهينة حتى يجيئوه ببنيامين، قاله السدي، وروي أنه لم يحبس منهم أحدا، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كان يوسف يلقي حصاة في إناء فضة مخوص بالذهب فيطن، فيقول لهم: إن هذا الإناء يخبرني أن لكم أبا شيخا".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
كأنها حيلة وإيهام لهم، وروي أن ذلك الإناء به كان يكيل الطعام إظهارا لعزته بحسب غلائه في تلك المدة، وروي أن يوسف عليه السلام استوفى في تلك السنين أموال الناس ثم أملاكهم، فمن هناك ليس لأحد في أرض مصر ومزارعها ملك، وظاهر كل ما فعله يوسف معهم أنه بوحي وأمر، وإلا فكان بر يعقوب يقتضي أن يبادر إليه ويستدعيه، لكن الله تبارك وتعالى أعلمه بما يصنع ليكمل أجر يعقوب ومحنته وتتفسر الرؤيا الأولى). [المحرر الوجيز: 5/112]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون}
تقدم معنى "المراودة"، أي: سنفائل أباه في أن يتركه يأتي معنا إليك، ثم شددوا هذه المقالة بأن التزموها له في قولهم: {وإنا لفاعلون}، وأراد يوسف عليه السلام المبالغة في استمالتهم بأن رد مال كل واحد منهم في رحله بين طعامه، وأمر بذلك فتيانه). [المحرر الوجيز: 5/112]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: "لفتيته"، وقرأ حمزة، والكسائي: "لفتيانه"، واختلف عن عاصم، ففتيان للكثرة على مراعاة المأمورين، وفتية للقلة على مراعاة المتناولين وهم الخدمة، ويكون هذا الوصف للحر والعبد، وفي
[المحرر الوجيز: 5/112]
مصحف ابن مسعود رضي الله عنه: "وقال لفتيانه وهو يكايلهم".
وقوله: {لعلهم يعرفونها} يريد: لعلهم يعرفون لها يدا أو تكرمة يرون حقها فيرغبون فينا فلعلهم يرجعون حينئذ، وأما ميز البضاعة فلا يقال فيه: "لعل"، وقيل: قصد يوسف برد البضاعة أن يتحرجوا من أخذ الطعام بلا ثمن فيرجعوا لدفع الثمن، وهذا ضعيف من وجوه، وسرورهم بالبضاعة وقولهم: {هذه بضاعتنا ردت إلينا} يكشف أن يوسف عليه السلام لم يقصد هذا، وإنما قصد أن يستميلهم ويصلهم فيرغبهم في نفسه كالذي كان. وخص البضاعة دون أن يعطيهم غيرها من الأموال لأنها أوقع في نفوسهم؛ إذ يعرفون حلها، وماله هو إنما كان عندهم مالا مجهول الحال، غايته أن يستجاز على نحو استجازتهم قبول الميرة، ويظهر أن ما فعل يوسف من صلتهم وجبرهم في تلك الشدة كان واجبا عليه، إذ هو ملك عدل، وهم أهل إيمان ونبوة. وقيل: علم عدم البضاعة والدراهم عند أبيه فرد البضاعة إليهم لئلا يمنعهم العدم من الانصراف إليه، وقيل: جعلها توطئة لجعل السقاية في رحل أخيه بعد ذلك ليبين أنه لم يسرق لمن يتأمل القصة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والظاهر من القصة أنه إنما أراد الاستئلاف وصلة الرحم). [المحرر الوجيز: 5/114]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:11 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون (58) ولمّا جهّزهم بجهازهم قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين (59) فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون (60) قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون (61) وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون (62)}
ذكر السّدي، ومحمّد بن إسحاق، وغيرهما من المفسّرين: أنّ السّبب الّذي أقدم إخوة يوسف بلاد مصر، أنّ يوسف، عليه السّلام، لمّا باشر الوزارة بمصر، ومضت السّبع السّنين المخصبة، ثمّ تلتها سنين الجدب، وعمّ القحط بلاد مصر بكمالها، ووصل إلى بلاد كنعان، وهي الّتي فيها يعقوب، عليه السّلام، وأولاده. وحينئذٍ احتاط يوسف، عليه السّلام، للنّاس في غلّاتهم، وجمعها أحسن جمعٍ، فحصل من ذلك مبلغٌ عظيمٌ، وأهراء متعدّدةٌ هائلةٌ، وورد عليه النّاس من سائر الأقاليم والمعاملات، يمتارون لأنفسهم وعيالهم، فكان لا يعطى الرّجل أكثر من حمل بعيرٍ في السّنة. وكان، عليه السّلام، لا يشبع نفسه ولا يأكل هو والملك وجنودهما إلّا أكلةً واحدةً في وسط النّهار، حتّى يتكفّى النّاس بما في أيديهم مدّة السّبع سنين. وكان رحمةً من اللّه على أهل مصر.
وما ذكره بعض المفسّرين من أنّه باعهم في السّنة الأولى بالأموال، وفي الثّانية بالمتاع، وفي الثّالثة بكذا، وفي الرّابعة بكذا، حتّى باعهم بأنفسهم وأولادهم بعدما تملّك عليهم جميع ما يملكون، ثمّ أعتقهم وردّ عليهم أموالهم كلّها، اللّه أعلم بصحّة ذلك، وهو من الإسرائيليّات الّتي لا تصدّق ولا تكذّب.
والغرض أنّه كان في جملة من ورد للميرة إخوة يوسف، عن أمر أبيهم لهم في ذلك، فإنّه بلغهم أنّ عزيز مصر يعطي النّاس الطّعام بثمنه، فأخذوا معهم بضاعةً يعتاضون بها طعامًا، وركبوا عشرة نفرٍ، واحتبس يعقوب، عليه السّلام، عنده بنيامين شقيق يوسف، عليهما السّلام، وكان أحبّ ولده إليه بعد يوسف. فلمّا دخلوا على يوسف، وهو جالسٌ في أبّهته ورياسته وسيادته، عرفهم حين نظر إليهم، {وهم له منكرون} أي: لا يعرفونه؛ لأنّهم فارقوه وهو صغيرٌ حدثٌ فباعوه للسّيّارة، ولم يدروا أين يذهبون به، ولا كانوا يستشعرون في أنفسهم أن يصير إلى ما صار إليه، فلهذا لم يعرفوه، وأما هو فعرفهم.
فذكر السّدّيّ وغيره: أنّه شرع يخاطبهم، فقال لهم كالمنكر عليهم: ما أقدمكم بلادي؟ قالوا: أيّها العزيز، إنّا قدمنا للميرة. قال: فلعلّكم عيونٌ؟ قالوا: معاذ اللّه. قال: فمن أين أنتم؟ قالوا: من بلاد كنعان، وأبونا يعقوب نبيّ اللّه. قال: وله أولادٌ غيركم؟ قالوا: نعم، كنّا اثنى عشر، فذهب أصغرنا، هلك في البريّة، وكان أحبّنا إلى أبيه، وبقي شقيقه فاحتبسه أبوه ليتسلّى به عنه. فأمر بإنزالهم وإكرامهم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 397-398]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ولمّا جهّزهم بجهازهم} أي: وفّاهم كيلهم، وحمّل لهم أحمالهم قال: ائتوني بأخيكم هذا الّذي ذكرتم، لأعلم صدقكم فيما ذكرتم، {ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين} يرغّبهم في الرّجوع إليه، ثمّ رهّبهم فقال: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون} أي: إن لم تقدموا به معكم في المرّة الثّانية، فليس لكم عندي ميرةٌ، {ولا تقربون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 398]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون} أي: سنحرص على مجيئه إليك بكلّ ممكنٍ ولا نبقي مجهودًا لتعلم صدقنا فيما قلناه.
وذكر السّدّيّ: أنّه أخذ منهم رهائن حتّى يقدموا به معهم. وفي هذا نظرٌ؛ لأنّه أحسن إليهم ورغّبهم كثيرًا، وهذا لحرصه على رجوعهم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 398]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({وقال لفتيانه} أي: غلمانه {اجعلوا بضاعتهم} وهي الّتي قدموا بها ليمتاروا عوضًا عنها {في رحالهم} أي: في أمتعتهم من حيث لا يشعرون، {لعلّهم يرجعون} بها.
قيل: خشي يوسف، عليه السّلام، ألّا يكون عندهم بضاعةٌ أخرى يرجعون للميرة بها. وقيل: تذمّم أن يأخذ من أبيه وإخوته عوضًا عن الطّعام. وقيل: أراد أن يردّهم إذا وجدوها في متاعهم تحرّجًا وتورّعًا لأنّه يعلم ذلك منهم واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 398]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة