العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يوسف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 03:34 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يوسف [ من الآية (25) إلى الآية (29) ]

تفسير سورة يوسف
[ من الآية (25) إلى الآية (29) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 03:34 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واستبقا الباب قال استبق هو والمرأة وقدت قميصه من دبر). [تفسير عبد الرزاق: 1/322]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {وألفيا سيدها لدى الباب} فقال: وجد سيّدها لدى الباب [الآية: 25]). [تفسير الثوري: 141]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثني أحمد بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمر، حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: {هيت لك} [يوسف: 23]. قال: «وإنّما نقرؤها كما علّمناها» {مثواه} [يوسف: 21] : «مقامه» . {وألفيا} [يوسف: 25] : «وجدا» ، {ألفوا آباءهم} [الصافات: 69] : «ألفينا» وعن ابن مسعودٍ: (بل عجبت ويسخرون) ). [صحيح البخاري: 6/77] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وألفيا وجدا ألفوا آباءهم وألفى قال أبو عبيدة في قوله تعالى وألفيا سيّدها لدى الباب أي وجداه وفي قوله إنّهم ألفوا آباءهم أي وجدوا وفي قوله ألفى أي وجد). [فتح الباري: 8/364] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وألفيا وجد ألفوا باءهم ألفينا
أشار به إلى قوله تعالى: {واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيّدها لدى الباب} (يوسف: 25) ومعنى: ألفيا وجدا، وكذا معنى ألفوا وألفينا. قوله: (واستبقا الباب) يعني: يوسف وزليخا، يعني: تبادرا إلى الباب، أما يوسف ففارا من ركوب الفاحشة، وأما زليخا فطالبة ليوسف ليقضي حاجتها، فأدركته فتعلقت بقميصه من خلفه فقدت، أي: خرقت وشقت من دبر يعني: من خلف لا من قدّام، فلمّا خرجا (ألفيا سيّدها) أي: وجداز وجها قطفير عند الباب جالسا مع ابن عم له، وبقيّة القصّة مشهورة). [عمدة القاري: 18/305] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وألفيا}) أي (وجدا ألفوا آباءهم ألفينا. وعن ابن مسعود) عبد الله مما وصله الحاكم في مستدركه من طريق جرير عن الأعمش في قوله تعالى في سورة الصافات ({بل عجبت ويسخرون}) [الصافات: 12] بضم التاء كما يقرأ هيت بالضم. وعند ابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه قرأ بل عجبت بالرفع وعن سعيد بن جبير بل عجبت الله عجب، وإذا ثبت الرفع فليس لإنكاره معنى بل يحمل على ما يليق به تعالى). [إرشاد الساري: 7/179-180] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ}.
يقول جلّ ثناؤه: واستبق يوسف وامرأة العزيز باب البيت. أما يوسف ففرارًا من ركوب الفاحشة لمّا رأى برهان ربّه فزجره عنها. وأمّا المرأة فطلبها يوسف لتقضي حاجتها منه الّتي راودته عليها، فأدركته فتعلّقت بقميصه، فجذبته إليها مانعةً له من الخروج من الباب، فقدّته من دبرٍ، يعني: شقّته من خلفٍ لا من قدّامٍ، لأنّ يوسف كان هو الهارب وكانت هي الطّالبة كما؛
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {واستبقا الباب} قال: استبق هو والمرأة الباب، {وقدّت قميصه من دبرٍ}
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا رأى برهان ربّه، انكشف عنها هاربًا، واتّبعته، فأخذت قميصه من دبرٍ فشقّته عليه.
وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب} يقول جلّ ثناؤه: وصادفا سيّدها وهو زوج المرأة لدى الباب، يعني: عند الباب
- كالّذي حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا الثّوريّ، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، {وألفيا سيّدها} قال: سيّدها: زوجها، {لدى الباب} قال: عند الباب
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن أشعث، عن الحسن، عن زيد بن ثابتٍ، قال: السّيّد: الزّوج
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب} أي عند الباب
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، {وألفيا سيّدها لدى الباب} قال: جالسًا عند الباب، وابن عمّها معه, فلمّا رأته {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} إنّه راودني عن نفسي، فدفعته عن نفسي، فشققت قميصه قال يوسف: بل هي راودتني عن نفسي، وفررت منها فأدركتني، فشقّت قميصي فقال ابن عمّها: تبيان هذا في القميص، فإن كان القميص، قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين. فأتي بالقميص، فوجده قدّ من دبرٍ {قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين}
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، {وألفيا سيّدها لدى الباب} إطفير قائمًا على باب البيت. {فقالت} وهابته: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ} ولطّخته مكانها بالسّيّئة فرقًا من أن يتّهمها صاحبها على القبيح فقال هو، وصدقه الحديث: {هي راودتني عن نفسي}
وقوله: {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} يقول تعالى ذكره: قالت امرأة العزيز لزوجها لمّا ألفياه عند الباب، فخافت أن يتّهمها بالفجور: ما ثواب رجلٍ أراد بامرأتك الزّنا إلاّ أن يسجن في السّجن أو إلاّ عذابٌ أليمٌ؟ يقول: موجعٌ.
وإنّما قال: {إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ} لأنّ قوله: {إلاّ أن يسجن} بمعنى إلاّ السّجن، فعطف العذاب عليه؛ وذلك أنّ أن وما عملت فيه بمنزلة الاسم). [جامع البيان: 13/101-103]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلّا أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ (25)
قوله تعالى: واستبقا الباب
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمّدٍ، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: فلم يتّعظ بالنّداء، حتّى صكّه جبريل في صدره فطارت كلّ شهوةٍ في رأسه، فخرجت من أنامله، فوثب إلى الباب، فوجده مغلقًا، فرفع يوسف رجله، فضرب بها الباب الأدنى، فانفرج له، فانفرجت له الأبواب الّتي دونه، واتّبعته فأدركته عند آخر بابٍ منها.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة واستبقا الباب قال: واستبق هو والمرأة الباب.
قوله تعالى: وقدّت قميصه من دبرٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا زهيرٌ، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ في قوله: وقدّت قميصه من دبرٍ قال: فوضعت يداها في قميصه، فشقّته حتّى بلغت عظمة ساقيه، وسقط عنه، وتبعته ف ألفيا سيّدها لدى الباب.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن زكريّا أحسبه، عن سماك ابن حربٍ، عن الشّعبيّ قال: كان في قميص يوسف ثلاث آياتٍ: حيث سعى نحو الباب، فأدركته. فشقّ قميصه من خلفه، فعرف الملك أنّه لو كان هو الّذي راودها لكان الشّقّ من بين يديه.
قوله تعالى: وألفيا
- حدّثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان، قال: قال يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة: وفي قراءة عبد اللّه ووجدا سيّدها يعني وألفيا
قوله: سيّدها.
حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ (ح) وحدّثنا أبو زرعة، ثنا قبيصة، عن سفيان، عن عيسى، عن مجاهدٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قال: سيّدها: زوجها.
قوله تعالى: لدى الباب
- وبهما، عن مجاهدٍ قوله: لدى الباب قال: عند الباب، وروي عن عكرمة مثل ذلك.
قوله تعالى: قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يسجن
- حدّثنا أبي، ثنا أبو كريبٍ، ثنا معاوية بن هشامٍ، عن شيبان بن عبد الرّحمن، عن أبي إسحاق، عن نوفٍ قال: ما كان يوسف يريد أن يذكره حتّى قالت امرأة العزيز: ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا فغضب يوسف وقال: هي راودتني، عن نفسي.
قوله: أو عذابٌ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ أو عذابٌ يقول: نكال.
قوله تعالى: أليمٌ
- حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ النّبيل، حدّثني أبي: عمرو بن الضّحّاك، ثنا أبي، أنا شبيب بن بشرٍ، أنا بشرٌ، أنا عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: عذابٌ أليمٌ قال: كلّ شيءٍ موجعٍ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2126-2128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 25
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {واستبقا الباب} قال: استبق هو والمرأة الباب). [الدر المنثور: 8/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة رضي الله عنه قال: في قراءة عبد الله [ووجدا سيدها] ). [الدر المنثور: 8/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: السيد الزوج). [الدر المنثور: 8/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وألفيا سيدها} قال: زوجها، {لدى الباب} قال: عند الباب). [الدر المنثور: 8/230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف الشامي رضي الله عنه قال: ما كان يوسف عليه السلام يريد أن يذكره حتى {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا} فغضب يوسف عليه السلام وقال {هي راودتني عن نفسي}). [الدر المنثور: 8/230-231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إلا أن يسجن أو عذاب أليم} قال: القيد). [الدر المنثور: 8/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات: حين هم بها فسجن وحين قال: اذكرني عند ربك فلبث في السجن بضع سنين فأنساه الشيطان ذكر ربه وحين قال: إنكم لسارقون، قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل). [الدر المنثور: 8/231]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وشهد شاهد من أهلها قال رجل حكيم من أهلها). [تفسير عبد الرزاق: 1/322]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس وشهد شاهد من أهلها قال ذو لحية). [تفسير عبد الرزاق: 1/322]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان رجلا [الآية: 26].
سفيان [الثوري] عن جابر عن ابن أبي مليكة عن ابن عبّاسٍ {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان خاصة للملك). [تفسير الثوري: 141]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين (26) وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين (27) فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: قال يوسف لمّا قذفته امرأة العزيز بما قذفته من إرادته الفاحشة منها مكذّبًا لها فيما قذفته به، ودفعًا لما نسب إليه: ما أنا راودتها عن نفسها، بل هي راودتني عن نفسي.
وقد قيل: إنّ يوسف لم يرد ذكر ذلك لو لم تقذفه عند سيّدها بما قذفته به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا شيبان، عن أبي إسحاق، عن نوفٍ الشّاميّ، قال: ما كان يوسف يريد أن يذكره حتّى {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا}. الآية، قال: فغضب فقال: هي راودتني عن نفسي
وأمّا قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} فإنّ أهل العلم اختلفوا في صفة الشّاهد، فقال بعضهم: كان صبيًّا في المهد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا العلاء بن عبد الجبّار، عن حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: تكلّم أربعةٌ في المهد وهم صغارٌ: ابن ماشطة بنت فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريجٍ، وعيسى ابن مريم عليه السّلام
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة، قال: عيسى، وصاحب يوسف، وصاحب جريجٍ. يعني تكلّموا في المهد
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زائدة، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: صبيّ
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان في المهد صبيًّا
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا أيوب بن جابرٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: صبيّ.
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، بمثله
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيع؛ وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: كان صبيًّا في مهده
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ، عن هلال بن يسافٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال. صبيّ في المهد
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أبي روّقٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: صبيّ أنطقه اللّه. ويقال: ذو رأي برأيه
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: أخبرنا عفّان، قال: حدّثنا حمّادٌ، قال: أخبرني عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: تكلّم أربعةٌ وهم صغارٌ فذكر فيهم شاهد يوسف
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} يزعمون أنّه كان صبيًّا في الدّار
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: حدّثنا عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان صبيًّا في المهد.
وقال آخرون: كان رجلاً ذا لحيةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان ذا لحيةٍ
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن جابرٍ، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان من خاصّة الملك
- وبه قال: حدّثنا أبي، عن عمران بن حديرٍ، سمع عكرمة، يقول: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: ما كان بصبيٍّ، ولكن كان رجلاً حكيمًا
- حدّثنا سوّار بن عبد اللّه، قال: حدّثنا عبد الملك بن الصّبّاح، قال: حدّثنا عمران بن حديرٍ، عن عكرمة، وذكره عنده: {وشهد شاهدٌ من أهلها} فقالوا: كان صبيًّا، فقال: إنّه ليس بصبيٍّ ولكنّه رجلٌ حكيمٌ
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان رجلاً
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: ذو لحيةٍ
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: ابن عمّها كان الشّاهد من أهلها
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: ذو لحيةٍ
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو غسّان، قال: حدّثنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان ذا لحيةٍ
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا قيسٌ، عن جابرٍ، عن ابن أبي مليكة، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان من خاصّة الملك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ حكيمٌ كان من أهلها
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ حكيمٌ من أهلها
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان رجلاً
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن بعض أصحابه، عن الحسن، في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: رجلٌ له رأي أشار برأيه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: يقال: إنّما كان الشّاهد مشيرًا رجلاً من أهل إطفير، وكان يستعين برأيه. إلاّ أنّه قال: أشهد إن كان قميصه قدّ من قبلٍ لقد صدقت وهو من الكاذبين.
وقيل: معنى قوله: {وشهد شاهدٌ}: حكم حاكمٌ حدّثت بذلك، عن الفرّاء، عن معلّى بن هلالٍ، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ.
وقال آخرون: إنّما عني بالشّاهد القميص المقدود.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: قميصه مشقوقٌ من دبرٍ، فتلك الشّهادة
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قميصه مشقوقٌ من دبرٍ، فتلك الشّهادة
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {وشهد شاهدٌ من أهلها} لم يكن من الإنس
- قال: حدّثنا حفصٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان من أمر اللّه، ولم يكن إنسيًّا.
والصّواب من القول في ذلك، قول من قال: كان صبيًّا في المهد؛ للخبر الّذي ذكرناه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه ذكر من تكلّم في المهد، فذكر أنّ أحدهم صاحب يوسف. فأمّا ما قاله مجاهدٌ من أنّه القميص المقدود، فما لا معنى له؛ لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر عن الشّاهد الّذي شهد بذلك أنّه من أهل المرأة فقال: {وشهد شاهدٌ من أهلها} ولا يقال للقميص هو من أهل الرّجل ولا المرأة). [جامع البيان: 13/104-111]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين (26)
قوله تعالى: قال هي راودتني، عن نفسي
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: واشتدّ نحو الباب وألفيا سيّدها جالسًا عند الباب هو وابن عمّ المرأة فلمّا رأته قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ إنّه راودني، عن نفسي، فدفعته عنّي، فشققت قميصه فقال يوسف: لا بل هي راودتني، عن نفسي فأبيت وفررت منها فأدركتني فأخذت بقميصي فشقّته عليّ.
قوله تعالى: وشهد شاهدٌ من أهلها
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبدة بن سليمان، عن أبي سعدٍ البقّال، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ وشهد شاهدٌ من أهلها قال: صبيّ في المهد- وروي، عن الحسن وسعيد بن جبيرٍ والضّحّاك نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق ، أنا إسرائيل، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ذو لحيةٍ
- وروي، عن مجاهدٍ أنّه كان رجلا.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا المحاربيّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ليس من الإنس.
- حدّثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا حفص بن غياثٍ، عن ليث، عن مجاهدٍ وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ليس بإنسيٍّ ولا جانٍّ، هو: خلقٌ من خلق اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ذكر لنا أنّه رجلٌ حكيمٌ من أهلها- وروي عن عكرمة مثل ذلك.
- حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبّاد البغداديّ، ثنا عفّان، ثنا عبد الوارث، عن يونس، عن الحسن وشهد شاهدٌ من أهلها قال: رجلٌ له فهمٌ وعلمٌ.
قوله تعالى: من أهلها
- حدّثنا محمّد بن الوزير، ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان ، عن جابرٍ، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ، وشهد شاهدٌ من أهلها قال: كان من خاصّة الملك.
- وحدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن المثنّى، ثنا إبراهيم بن سليمان، ثنا محمّد بن أبان قال: سألت زيد بن أسلم، عن قوله: وشهد شاهدٌ من أهلها قال: ابن عمٍّ كان لها حكيمًا.
قوله تعالى: إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا يعلى، ثنا زكريّا، عن سماك بن حربٍ، عن عامرٍ قال: كان في قميص يوسف ثلاث آياتٍ: حين قدّ قميصه من دبرٍ، وحين ألقي على وجه أبيه فارتدّ بصيرًا، وحين جاؤ على قميصه بدمٍ كذبٍ، عرف أنّ الذّئب لو أكله خرق قميصه.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: وشهد شاهدٌ من أهلها: رجلٌ حكيمٌ كان من أهلها، فقال: القميص يقضي بينكما، إن كان قميصه قدّ من قبلٍ، فصدقت وهو من الكاذبين.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق: يقال: إنّ الشّاهد مشيوا، رجلٌ من أهل أطيفير، كان يستعين برأيه ويسمع منه إلا أنّه قال: أشهد إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين، وذلك أنّ الرّجل إنّما يريد المرأة مقبلا، وذلك أنّ الرّجل لا يأتي المرأة مدبرًا، وقال: إنّه لا ينبغي أن يكون في الحقّ إلا ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 7/2128-2130]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وشهد شاهد من أهلها قال يعني قميصه أي القميص هو الشاهد والشاهد إن كان مشقوقا من دبره فتلك الشهادة). [تفسير مجاهد: 314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 26 - 28.
أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وشهد شاهد} قال: حكم حاكم). [الدر المنثور: 8/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: صبي في المهد). [الدر المنثور: 8/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {وشهد شاهد من أهلها} قال: صبي أنطقه الله كان في الدار). [الدر المنثور: 8/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكلم أربعة وهم صغار: ابن ماشطة فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم). [الدر المنثور: 8/231-232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عيسى وصاحب يوسف وصاحب جريج تكلموا في المهد). [الدر المنثور: 8/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جريج، وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان صبيا في المهد). [الدر المنثور: 8/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان رجلا ذا لحية). [الدر المنثور: 8/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان من خاصة الملك). [الدر المنثور: 8/232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: رجل له عقل وفهم). [الدر المنثور: 8/232-233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: ابن عم لها كان حكيما). [الدر المنثور: 8/233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: ذكر لنا أنه رجل حكيم من أهلها، قال: القميص يقضي بينهما إن كان قميصه قد إلى آخره.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 8/233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: ليس بإنسي ولا جان هو خلق من خلق الله، وفي لفظ قال: قميصه مشقوق من دبر فتلك الشهادة). [الدر المنثور: 8/233]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين} لأنّ المطلوب إذا كان هاربًا فإنّما يؤتى من قبل دبره، فكان معلومًا أنّ الشّقّ لو كان من قبلٍ لم يكن هاربًا مطلوبًا، ولكن كان يكون طالبًا ممنوعا مدفوعًا، وكان يكون ذلك شهادةٌ على كذبه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال: أشهد إن كان قميصه قدّ من قبلٍ لقد صدقت وهو من الكاذبين، وذلك أنّ الرّجل إنّما يريد المرأة مقبلاً. {وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} وذلك أنّ الرّجل لا يأتي المرأة من دبرٍ. وقال: إنّه لا ينبغي أن يكون في الحقّ إلاّ ذاك. فلمّا رأى إطفير قميصه قدّ من دبرٍ عرف أنّه من كيدها، فقال: {إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ}
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال: يعني الشّاهد من أهلها: القميص يقضي بينهما {إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ}.
وإنّما حذفت أن الّتي تتلقّى بها الشّهادة، لأنّه ذهب بالشّهادة إلى معنى القول، كأنّه قال: وقال قائلٌ من أهلها: إن كان قميصه، كما قيل: {يوصيكم اللّه في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين} لأنّه ذهب بالوصيّة إلى القول). [جامع البيان: 13/111-112]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين (27)
قوله تعالى: وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصادقين
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، فقال ابن عمّها: في القميص تبيان الأمر انظروا إن كان قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين فلمّا أتى بالقميص وجد قد قدّ من دبرٍ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه قال: كان في قميص يوسف عليه السلام ثلاث آيات: حين قد قميصه من دبر وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيرا وحين جاؤوا على قميصه بدم كذب عرف أن الذئب لو أكله خرق قميصه). [الدر المنثور: 8/233]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ} خبرٌ عن زوج المرأة، وهو القائل لها: إنّ هذا الفعل من كيدكنّ: أي صنيعكنّ، يعني من صنيع النّساء، إنّ كيدكنّ عظيمٌ. وقيل: إنّه خبرٌ عن الشّاهد أنّه القائل ذلك). [جامع البيان: 13/113]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ (28)
قوله تعالى: فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكن إن كيدكن عظيم
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال: فلمّا رأى أطيفير قميصه قدّ من دبرٍ عرف أنّه من كيدها قال: إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه قال: كان في قميص يوسف عليه السلام ثلاث آيات: حين قد قميصه من دبر وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيرا وحين جاؤوا على قميصه بدم كذب عرف أن الذئب لو أكله خرق قميصه). [الدر المنثور: 8/233] (م)

تفسير قوله تعالى: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين}.
وهذا فيما ذكر عن ابن عبّاسٍ، خبرٌ من اللّه تعالى ذكره عن قيل الشّاهد أنّه قال للمرأة وليوسف.
يعني بقوله: {يوسف} يا يوسف {أعرض عن هذا} يقول: أعرض عن ذكر ما كان منها إليك، فيما راودتك عليه فلا تذكره لأحدٍ كما؛
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {يوسف أعرض عن هذا} قال: لا تذكره.
{واستغفري} أنت زوجك، يقول: سليه أن لا يعاقبك على ذنبك الّذي أذنبت، وأن يصفح عنه فيستره عليك {إنّك كنت من الخاطئين} يقول: إنّك كنت من المذنبين في مراودة يوسف عن نفسه، يقال منه: خطئ في الخطيئة يخطأ خطأً وخطئًا، كما قال جلّ ثناؤه: إنّه {كان خطئًا كبيرًا} والخطأ في الأمر.
وحكي في الصّواب أيضًا الصّوب، والصّوب كما قال الشّاعر:
لعمرك إنّما خطئي وصوبي = عليّ وإنّ ما أهلكت مال
وينشد بيت أميّة:
عبادك يخطئون وأنت ربٌّ = بكفّيك المنايا والحتوم
من خطئ الرّجل.
وقيل: {إنّك كنت من الخاطئين} ولم يقل: من الخاطئات، لأنّه لم يقصد بذلك قصد الخبر عن النّساء، وإنّما قصد به الخبر عمّن يفعل ذلك فيخطئ). [جامع البيان: 13/113-114]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين (29)
قوله تعالى: يوسف أعرض عن هذا
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: يوسف أعرض عن هذا: الأمر والحديث.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنا أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: يوسف أعرض عن هذا قال: لا تذكره.
قوله تعالى: واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ، حدّثني أبي عن قرّة، عن الحسن في قوله: واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين قال: حلمًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: واستغفري لذنبك أيّتها المرأة إنّك كنت من الخاطئين.
- حدّثنا عبد اللّه ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ عن السّدّيّ واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين يقول: لا تعودنّ لذنبك). [تفسير القرآن العظيم: 7/2130-2131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 29.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يوسف أعرض عن هذا} قال: عن هذا الأمر والحديث {واستغفري لذنبك} أيتها المرأة). [الدر المنثور: 8/234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {يوسف أعرض عن هذا} قال: لا تذكره). [الدر المنثور: 8/234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله {واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين} قال: حلما). [الدر المنثور: 8/234]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 03:35 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألفيا سيّدها لدى الباب} أي وجدا،
قال:
فألقيته غير مستعتب= ولا ذاكر الله إلاّ قليلا
أي وجدته). [مجاز القرآن: 1/307]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ}
وقال: {إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ} يقول "إلاّ السجن أو عذابٌ أليمٌ "لأن" "أن" الخفيفة وما عملت فيه اسم بمنزلة "السّجن"). [معاني القرآن: 2/51]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وألفيا سيدها} فالمصدر: السودد والسود والسياد). [معاني القرآن لقطرب: 741]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {ألفيا}: وجدا). [غريب القرآن وتفسيره: 182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وألفيا سيّدها}: وجداه لدى عند الباب). [تفسير غريب القرآن: 215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {لدن}: بمعنى عند، قال تعالى: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} أي بلغت من عندي.
وقال: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} أي من عندنا.
وقد تحذف منها النون، كما تحذف من (لم يكن) قال الشاعر:
مِن لَدُ لَحْيَيْهِ إِلَى مَنْحُورِهِ
أي من عند لحييه.
وفيها لغة أخرى أيضا: لدى، قال الله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} أي عند الباب). [تأويل مشكل القرآن: 563]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبر وألفيا سيّدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلّا أن يسجن أو عذاب أليم}
أي استبقا إلى الباب، يعني به يوسف وامرأة العزيز.
{وقدّت قميصه من دبر} والقدّ القطع، أي خرقته خرقا انقدّ منه.
{وألفيا سيّدها لدا الباب} أي صادفا سيدها لدى الباب فحصرها في ذلك الوقت كيد لمّا فاجأت سيّدها.
{قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلّا أن يسجن} أي ما جزاؤه إلا السّجن.
(أو عذاب أليم) أي عذاب موجع). [معاني القرآن: 3/102]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {واستبقا الباب}
قال قتادة يعني يوسف وامرأة العزيز
وقوله جل وعز: {وألفيا سيدها لدى الباب} أي صادفاه فحضرها عند ذلك كيد فقالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم). [معاني القرآن: 3/416]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَلْفَيَا}: وجدا). [العمدة في غريب القرآن: 160]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {وشهد شاهدٌ مّن أهلها...}...
- وحدثني قيس بن الربيع عن أبي حصين عن سعيد بن جبير في قوله: {وشهد شاهدٌ مّن أهلها} قال: صبيّ.
قال: وحدثني قيس عن رجل عن مجاهد أنه رجل.
قال: وحدثني معلّي بن هلال عن أبي يحيى عن مجاهد في قوله: {وشهد شاهد من أهلها} قال: حكم حاكم من أهلها.
ولو كان في الكلام: (أن إن كان قميصه) لصلح؛ لأن الشهادة تستقبل (أن) ولا يكتفي بالجزاء فإذا اكتفت فإنما ذهب بالشهادة إلى معنى القول كأنه قال: وقال قائل من أهلها، كما قال: {يوصيكم الله في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين} فذهب بالوصية إلى القول، وأنشدني الكسائيّ:
وخبّرتما أن إنّما بين بيشةٍ =ونجران أحوى والمحلّ قرٍيب
(والجناب خصيب) فأدخل (أن) على (إنما) وهي بمنزلتها قال: وسمعت الفراء قال: زعم القاسم بن معن أن بئشة وزئنة أرضان مهموزتان). [معاني القرآن: 2/42-41]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو والأعرج {من قبل} و{من دبر}.
ابن أبي إسحاق "من قبل" و"من دبر" يضم مثل "من قبل" و"من بعد"؛ وفسرنا ذلك كله في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 733] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قال يوسف: {هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين} أي هي التي أرادت السّوء.
{وشهد شاهد من أهلها} قيل إنه رجل حكيم، وقيل إنّه طفل.
{إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصّادقين }. [معاني القرآن: 3/103-102]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصّادقين }
أي إن كان هو المقبل عليها وهي الدافعة له عن نفسها فيجب أن تكون خرقت قميصه من قبل، وإن كان هو المتباعد منها، وهي التابعة له في استباقهما فيجب أن يكون قدّ القميص من دبر.
والقراءة من قبل ومن دبر، ومن قبل ومن دبر.
ويجوز من قبل بغير تنوين، ومن دبر، على الغاية، أي من قبله.
أما الفتح فبعيد في قوله: من قبل ومن دبر. لأن الذي يفتح يجعله مبنيا على الفتح فيشبهه بما لا ينصرف فيجعله.
ممتنعا من الصرف لأنه معرفة ومزال عن بابه، وهذا الوجه يجيزه البصريون.
فأمّا قبل وقبل فالتسكين في الباء جائز، وقد روي عن ابن أبي إسحاق الفتح والضم جميعا، والفتح أكثر في الرواية عنه، ولا أعلم أحدا من البصريين ذكر الفتح غيره). [معاني القرآن: 3/103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وشهد شاهد من أهلها}
قال أبو هريرة تكلم ثلاثة في المهد صاحب يوسف وعيسى وصاحب جريج
وروى شريك عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال كان صبيا في البيت أو قال في المهد شك شريك
وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال هو صبي في البيت
وقال هلال بن إساف تكلم ثلاثة في المهد أحدهم صاحب يوسف
وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رجلا ذا لحية
وقال سفيان عن جابر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه قال كان من خاصة الملك
وقال عكرمة لم يكن بصبي ولكن كان رجلا حكيما
وروى سفيان عن منصور عن مجاهد قال كان رجلا
وروى أبو عاصم عن المثنى عن القاسم وشهد شاهد من أهلها قال قميصه
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وشهد شاهد من أهلها} قال قد القميص الشاهد
والقد في اللغة القطع). [معاني القرآن: 3/418-416]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو والأعرج {من قبل} و{من دبر}.
ابن أبي إسحاق "من قبل" و"من دبر" يضم مثل "من قبل" و"من بعد"؛ وفسرنا ذلك كله في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 733] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصّادقين}
أي إن كان هو المقبل عليها وهي الدافعة له عن نفسها فيجب أن تكون خرقت قميصه من قبل، وإن كان هو المتباعد منها، وهي التابعة له في استباقهما فيجب أن يكون قدّ القميص من دبر.
والقراءة من قبل ومن دبر، ومن قبل ومن دبر.
ويجوز من قبل بغير تنوين، ومن دبر، على الغاية، أي من قبله.
أما الفتح فبعيد في قوله: من قبل ومن دبر. لأن الذي يفتح يجعله مبنيا على الفتح فيشبهه بما لا ينصرف فيجعله.
ممتنعا من الصرف لأنه معرفة ومزال عن بابه، وهذا الوجه يجيزه البصريون.
فأمّا قبل وقبل فالتسكين في الباء جائز، وقد روي عن ابن أبي إسحاق الفتح والضم جميعا، والفتح أكثر في الرواية عنه، ولا أعلم أحدا من البصريين ذكر الفتح غيره).
[معاني القرآن: 3/103] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {فلمّا رأى قميصه قدّ من دبر قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيم}
أي إن قولك: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءا}... من كيدكنّ.
فأمّا دخول " كان مع " إن " الجزاء، وكون الفعل بعدها لما مضى ففيه قولان:
قال محمد بن يزيد: " كان " لقوتها وأنها عبارة عن الأفعال لم تغيرها إن الجزاء الخفيفة.
والقول الثاني أن " كان " عبارة عن الأفعال - وأن كان في معنى الاستقبال ههنا - عبّرت عن فعل ماض، المعنى إن يكن قميصه قد، أي إن يعلم قميصه قدّ من قبل فالعلم ما وقع بعد، فكذلك الكون لا يكون لأنه مؤدّ عن العلم). [معاني القرآن: 3/104-103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {قال أنه من كيدكن}
المعنى إن قولك ما جزاء من أراد بأهلك سوءا من كيدكن
ثم قال يوسف أعرض عن هذا أي لا تفشه). [معاني القرآن: 3/418]

تفسير قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {يوسف أعرض عن هذا} قالوا: هذا يوسف ويونس؛ ويؤسف ويؤنس بالهمز؛ وحكي لنا أيضًا: يونس مفتوحة النون؛ ولم نسمع ذلك في يوسف.
[معاني القرآن لقطرب: 741]
وأما {يوسف} فإنه ناداه بغير ياء، يريد: يا يوسف؛ وهو يقولون في النداء: يا زيد، وأي زيد، وآي زيد؛ فيجمعون بين ساكنين؛ ووازيد، بواو وألف، وأازيد، على تقدير: وعا زيد؛ وهي مقولة؛ وأزيد بألف واحدة؛ وها زيد وهيا زيد وهإي زيد.
وقال الأعشى فتركه بغير علم مثل يوسف:
وحتى يبيت القوم كالضيف ليلة = يقولون أصبح ليل والليل عاتم
يريد: يا ليل.
وقال العجاج:
جاري لا تستنكري عذيري = ..............
يريد: يا جارية.
وأما قوله {كنت من الخاطئين} فالفعل منه: خطئ الرجل، خطئأ وخطئًا؛ و{إن قتلهم كان خطئا كبيرا} من ذلك؛ الخطأ في الأمر بتحرك الطاء، والصوب في الصواب.
وقال الشاعر:
لعمرك إنما خطئي وصوبي = علي وأن ما أهلكت مال
يريد صوابي.
وقال أمية:
عبادك يخطئون وأنت رب = بكفيك المنايا والحتوم
يخطئون: من خطئ.
قال عبيد:
[معاني القرآن لقطرب: 742]
والناس يلحون الأمير إذا هم = خطئوا الصواب ولا يلام المرشد
كأن المعنى هاهنا من أخطؤوا). [معاني القرآن لقطرب: 743]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّك كنت من الخاطئين} قال الأصمعي: يقال: خطئ الرجل يخطأ خطأ -: إذا تعمد الذنب. فهو خاطئ. والخطيئة [منه] وأخطأ يخطئ -: إذا غلط ولم يتعمّد. والاسم منه الخطأ). [تفسير غريب القرآن: 215]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين}
معناه يا يوسف اكتم هذا الأمر ولا تذكره.
{واستغفري لذنبك}.
ويروى أنه كان قليل الغيرة.
وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه}.
(بدا) فعل استغنى عن فاعل.
العرب تقول: قد بدا لي بداء أي تغير رأي عما كان عليه.
وأكثر العرب تقول: قد بدا لي، ولم يذكر بداء، لكثرته لأنه في الكلام دليلا على تغير رأيه، فترك الفاعل وهو مراد.
ثم بين ما البداء فقال ليسجننه حتى حين، كأنّهم قالوا: ليسجننه، والرأي الذي كاد لهم قبل: قيل إن العزيز أمره بالإعراض فقط ثم تغير رأيه عن ذلك). [معاني القرآن: 3/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال تعالى: {واستغفري لذنبك}
ويروى أنه كان قليل الغيرة). [معاني القرآن: 3/418]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من الخاطئين} يقال: خطئ يخطأ خطأ: إذا تعمد الذنب، وهو خاطئ. وأخطأ يخطئ: إذا غلط ولم يتعمد، والاسم منه الخطأ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 113]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 03:36 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) }

تفسير قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 03:37 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 03:37 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ذو القعدة 1439هـ/24-07-2018م, 03:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {واستبقا الباب} الآية. "واستبقا" معناه: سابق كل واحد منهما صاحبه إلى الباب؛ هي لترده إلى نفسها، وهو ليهرب عنها، فقبضت في أعلى قميصه من خلفه، فتخرق القميص عند طوقه، ونزل التخريق إلى أسفل القميص و"القد": القطع، وأكثر ما يستعمل فيما كان طولا، والقط يستعمل فيما كان عرضا، وكذلك هي اللفظة في قول النابغة:
تقد السلوقي ... ... ..... [ ... ... ... ... ....
فإن قوله: "توقد بالصفاح" يقتضي أن القطع بالطول.
و”ألفيا": وجدا، والسيد: الزوج، قاله زيد بن ثابت، ومجاهد. فيروى أنهما وجدا العزيز ورجلا من قرابة زليخا عند الباب الذي استبقا إليه، قاله السدي، فلما رأت الفضيحة فزعت إلى مطالبة يوسف والبغي عليه، فأرت العزيز أن يوسف أرادها، وقالت: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم وتكلمت في الجزاء، أي أن الذنب ثابت متقرر.
[المحرر الوجيز: 5/71]
وهذه الآية تقتضي تعظيم موقع السجن من النفوس لا سيما بذوي الأقدار؛ إذ قد قرن بأليم العذاب). [المحرر الوجيز: 5/72]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين}
قال نوف الشامي: كان يوسف عليه السلام لم يبن على كشف القصة، فلما بغت عليه غضب فقال الحق، فأخبره أنها هي راودته عن نفسه، فروي أن الشاهد كان الرجل ابن عمها، قال: انظر إلى القميص، فإن كان قده من دبر فكذبت، أو من قبل فصدقت، قاله السدي، وقال ابن عباس: كان رجلا من خاصة الملك، قاله مجاهد وغيره. وقيل: إن الشاهد كان طفلا في المهد فتكلم بهذا، قاله أيضا ابن عباس، وأبو هريرة، وابن جبير، وهلال بن يساف والضحاك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومما يضعف هذا أن في صحيح البخاري، ومسلم: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جريج، وابن السوداء الذي تمنت له أن يكون كالفاجر الجبار"، فقال: "لم يتكلم"، وأسقط صاحب يوسف منها، ومنها أن الصبي لو تكلم لكان الدليل نفس كلامه دون أن يحتاج إلى الاستدلال بالقميص، وأسند الطبري إلى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تكلم في المهد أربعة" فذكر الثلاثة وزاد صاحب يوسف، وذكر الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ابن ماشطة فرعون تكلم في المهد فهم -على هذا- خمسة، وقال مجاهد أيضا: الشاهد القميص.
[المحرر الوجيز: 5/72]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف لأنه لا يوصف بأنه من الأهل.
وقرأ جمهور الناس: "من قبل" و"من دبر" بضم الباءين وبالتنوين، وقرأ ابن يعمر، والجارود بن أبي سبرة، ونوح، وابن أبي إسحاق: "من قبل" و"من دبر" بثلاث ضمات من غير تنوين، قال أبو الفتح: هما غايتان بنيتا كقوله تعالى: {من قبل ومن بعد} قال أبو حاتم: وهذا رديء في العربية جدا، وإنما يقع هذا البناء في الظروف، وقرأ الحسن "من قبل" و"من دبر" بإسكان الباءين والتنوين، ورويت عن أبي عمرو، وروي عن نوح القاري أنه أسكن الباءين وضم الأواخر ولم ينون، ورواها عن ابن أبي إسحاق عن يحيى بن يعمر.
وسمي المتكلم بهذا الكلام شاهدا من حيث دل على الشاهد، ونفس الشاهد هو تخريق القميص). [المحرر الوجيز: 5/73]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت فرقة: "فلما رأى قميصه قط من دبر". والضمير في "رأى" هو للعزيز، وهو القائل: إنه من كيدكن، قاله الطبري، وقيل: بل الشاهد قال ذلك، والضمير في "إنه" يريد مقالها المتقدم في الشكوى بيوسف.
ونزع لهذه الآية من يرى الحكم بالأمارة من العلماء؛ فإنها معتمدهم). [المحرر الوجيز: 5/73]

تفسير قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و" يوسف " في قوله: {يوسف أعرض عن هذا} منادى -قاله ابن عباس - ناداه الشاهد، وهو الرجل الذي كان مع العزيز وأعرض عن هذا معناه: عن الكلام به، أي اكتمه ولا تتحدث به، ثم رجع إليها فقال: واستغفري لذنبك أي: استغفري زوجك وسيدك، وقال: من الخاطئين ولم يقل: "من الخاطئات" لأن الخاطئين أعم، وهو من: خطئ يخطأ خطأ وخطأ، ومنه قول الشاعر:
لعمرك إنما خطئي وصوبي ... علي، وإنما أتلفت مالي
وينشد بيت أمية بن أبي الصلت:
عبادك يخطئون وأنت رب ... بكفيك المنايا والحتوم). [المحرر الوجيز: 5/74]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 02:49 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 02:56 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ (25) قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين (26) وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين (27) فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ (28) يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين (29)}
يخبر تعالى عن حالهما حين خرجا يستبقان إلى الباب، يوسف هاربٌ، والمرأة تطلبه ليرجع إلى البيت، فلحقته في أثناء ذلك، فأمسكت بقميصه [من ورائه] فقدّته قدًّا فظيعًا، يقال: إنّه سقط عنه، واستمرّ يوسف هاربًا ذاهبًا، وهي في إثره، فألفيا سيّدها -وهو زوجها -عند الباب، فعند ذلك خرجت ممّا هي فيه بمكرها وكيدها، وقالت لزوجها متنصّلةً وقاذفةً يوسف بدائها: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} أي: فاحشةً، {إلا أن يسجن} أي: يحبس، {أو عذابٌ أليمٌ} أي: يضرب ضربًا شديدًا موجعًا.
فعند ذلك انتصر يوسف، عليه السّلام، بالحقّ، وتبرّأ ممّا رمته به من الخيانة، وقال بارًّا صادقًا {هي راودتني عن نفسي} وذكر أنّها اتّبعته تجذبه إليها حتّى قدّت قميصه، {وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبلٍ} أي: من قدّامه، {فصدقت} أي: في قولها إنّه أرادها على نفسها، لأنّه يكون لمّا دعاها وأبت عليه دفعته في صدره، فقدّت قميصه، فيصحّ ما قالت). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 382-383]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} وذلك يكون كما وقع لمّا هرب منها، وتطلّبته أمسكت بقميصه من ورائه لتردّه إليها، فقدّت قميصه من ورائه.
وقد اختلفوا في هذا الشّاهد: هل هو صغيرٌ أو كبيرٌ، على قولين لعلماء السّلف، فقال عبد الرّزّاق:
أخبرنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: ذو لحيةٍ.
وقال الثّوريّ، عن جابرٍ، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ: كان من خاصّة الملك. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والسّدّي، ومحمّد بن إسحاق: إنّه كان رجلًا.
وقال زيد بن أسلم، والسّدّيّ: كان ابن عمّها.
وقال ابن عبّاسٍ: كان من خاصّة الملك.
وقد ذكر ابن إسحاق أنّ زليخا كانت بنت أخت الملك الرّيّان بن الوليد.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وشهد شاهدٌ من أهلها} قال: كان صبيًّا في المهد. وكذا روي عن أبي هريرة، وهلال بن يساف، والحسن، وسعيد بن جبيرٍ والضّحّاك بن مزاحم: أنّه كان صبيًّا في الدّار. واختاره ابن جريرٍ.
وقد ورد فيه حديثٌ مرفوعٌ فقال ابن جريرٍ: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ -هو ابن سلمة -أخبرني عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "تكلّم أربعةٌ وهم صغارٌ"، فذكر فيهم شاهد يوسف.
ورواه غيره عن حمّاد بن سلمة، عن عطاءٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ؛ أنّه قال: تكلّم أربعةٌ وهم صغارٌ: ابن ماشطة بنت فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم.
وقال ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ: كان من أمر اللّه، ولم يكن إنسيًّا. وهذا قولٌ غريبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 383-384]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلمّا رأى قميصه قدّ من دبرٍ} أي: فلمّا تحقّق زوجها صدق يوسف وكذبها فيما قذفته ورمته به، {قال إنّه من كيدكنّ} أي: إنّ هذا البهت واللّطخ الّذي لطّخت عرض هذا الشّابّ به من جملة كيدكنّ، {إنّ كيدكنّ عظيمٌ}.
ثمّ قال آمرًا ليوسف، عليه السّلام، بكتمان ما وقع: يا {يوسف أعرض عن هذا} أي: اضرب عن هذا [الأمر] صفحًا، فلا تذكره لأحدٍ، {واستغفري لذنبك} يقول لامرأته وقد كان ليّن العريكة سهلًا أو أنّه عذرها؛ لأنّها رأت ما لا صبر لها عنه، فقال لها: {واستغفري لذنبك} أي: الّذي وقع منك من إرادة السّوء بهذا الشّابّ، ثمّ قذفه بما هو بريءٌ منه، استغفري من هذا الّذي وقع منك، {إنّك كنت من الخاطئين} ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 384]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة