العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة ص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:35 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة ص [ من الآية (9) إلى الآية (16) ]

تفسير سورة ص
[ من الآية (9) إلى الآية (16) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أم عندهم خزائن رحمة ربّك العزيز الوهّاب} يقول تعالى ذكره: أم عند هؤلاء المشركين المنكرين وحي اللّه إلى محمّدٍ خزائن رحمة ربّك، يعني مفاتيح رحمة ربّك يا محمّد، العزيز في سلطانه، الوهّاب لمن يشاء من خلقه، ما يشاء من ملكٍ وسلطانٍ ونبوّةٍ، فيمنعوك يا محمّد ما منّ اللّه به عليك من الكرامة، وفضّلك به من الرّسالة). [جامع البيان: 20/26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} أي في ديننا هذا ولا في زماننا هذا {إن هذا إلا اختلاق} قال: قالوا إن هذا إلا شيء يخلقه، وفي قوله {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب} قال: لا والله ما عندهم منها شيء ولكن الله يختص برحمته من يشاء {أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} قال: في السماء). [الدر المنثور: 12/509-510] (م)

تفسير قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فليرتقوا في الأسباب قال في أبواب السماء). [تفسير عبد الرزاق: 2/160]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {الأسباب} [ص: 10] : «طرق السّماء في أبوابها»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الأسباب طرق السّماء في أبوابها وصله الفريابيّ من طريق مجاهد بلفظ طرق السّماء أبوابها وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة الأسباب هي أبواب السّماء وقال أبو عبيدة العرب تقول للرّجل إذا كان ذا دينٍ ارتقى فلانٌ في الأسباب). [فتح الباري: 8/545]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الأسباب السّماء سقط هذا لغير أبي ذرٍّ وثبت للنّسفيّ بلفظ ويقال وقد وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [فتح الباري: 8/543]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد في عزة معازين الملّة الآخرة ملّة قريش الاختلاق الكذب الأسباب طرق السّماء في أبوابها جند ما هنالك مهزوم يعني قريشًا أولئك الأحزاب القرون الماضية فواق رجوع قطنا عذابنا اتخذناهم سخريا أحطنا بهم أتراب أمثال
وقال ابن عبّاس الأيد القوّة في العبادة الأبصار البصر في أثر الله حب الخير عن ذكر ربّي من ذكر طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها الأصفاد الوثاق
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 2 ص {بل الّذين كفروا في عزة} قال معازين
وفي قوله 7 ص {ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة} قال ملّة قريش {إن هذا إلّا اختلاق} 7 ص قال كذب
وفي قوله 10 ص {فليرتقوا في الأسباب} طرق السّماء أبوابها). [تغليق التعليق: 4/295-296] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير حدثني علّي ثنا عبد الله حدثني معاوية عن علّي عن ابن عبّاس قوله 10 ص {فليرتقوا في الأسباب} يقول في السّماء). [تغليق التعليق: 4/295]

- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الأسباب طرق السّماء في أبوابها
أشار به إلى قوله تعالى: {فليرتقوا في الأسباب} (ص: 10) وفسّر الأسباب بطرق السّماء في أبوابها، وكذا فسره مجاهد وقتادة، وفي التّفسير: فليرتقوا أي: فليصعدوا في الجبال إلى السّموات فليأتوا منها بالوحي إلى من يختارون ويشاؤون، وهذا أمر توبيخ وتعجيز). [عمدة القاري: 19/138]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الأسباب}) في قوله تعالى: {فليرتقوا في الأسباب} [ص: 10] هي (طرق السماء في أبوابها) قاله مجاهد وكل ما يوصلك إلى شيء من باب أو طريق فهو سببه وهذا أمر توبيخ وتعجيز أي إن ادّعوا أن عندهم خزائن رحمة ربك أو لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء فليأتوا منها بالوحي إلى من يختارون وهذا في غاية التهكّم بهم). [إرشاد الساري: 7/316]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الأسباب}) هي (السماء) قاله ابن عباس فيما وصله الطبري وثبت هنا الأسباب السماء لأبي ذر عن الكشميهني). [إرشاد الساري: 7/314]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (طرقي السماء في أبوابها) الجار والمجرور في محل الحال من طرق). [حاشية السندي على البخاري: 3/67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم لهم ملك السّموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب (10) جندٌ ما هنالك مهزومٌ من الأحزاب}.
يقول تعالى ذكره: أم لهؤلاء المشركين الّذين هم في عزّةٍ وشقاقٍ {ملك السّموات والأرض وما بينهما} فإنّه لا يعازّني ويشاقّني إلاّ من كان له ذلك، يقول: ليس ذلك لأحدٍ غيري، فكيف يعازّني ويشاقّني من كان في ملكي وسلطاني !.
وقوله: {فليرتقوا في الأسباب} يقول: وإن كان لهم ملك السّموات والأرض وما بينهما، فليصعدوا في أبواب السّماء وطرقها، فإن كان له ملك شيءٍ لم يتعذّر عليه الإشراف عليه وتفقّده وتعهّده.
واختلف أهل التّأويل في معنى الأسباب الّتي ذكرها اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: عني بها أبواب السّماء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فليرتقوا في الأسباب} قال: طرق السّماء وأبوابها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فليرتقوا في الأسباب} يقول: في أبواب السّماء.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {في الأسباب} قال: أسباب السّموات.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فليرتقوا في الأسباب} قال: طرق السّموات.
- حدّثت عن المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {أم لهم ملك السّموات والأرض} يقول: إن كان {لهم ملك السّموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} يقول: فليرتقوا إلى السّماء السّابعة.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فليرتقوا في الأسباب} يقول: في السّماء.
- وذكر عن الرّبيع بن أنسٍ في ذلك ما: حدّثت عن المسيّب بن شريكٍ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، قال: الأسباب: أدقّ من الشّعر، وأشدّ من الحديد، وهو بكلّ مكانٍ، غير أنّه لا يرى.
وأصل السّبب عند العرب: كلّ ما تسبّب به إلى الوصول إلى المطلوب من حبلٍ أو وسيلةٍ، أو رحمٍ، أو قرابةٍ أو طريقٍ، أو محجّةٍ وغير ذلك). [جامع البيان: 20/26-28]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فليرتقوا في الأسباب يعني في طرق السماء في أبوابها). [تفسير مجاهد: 547-548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} أي في ديننا هذا ولا في زماننا هذا {إن هذا إلا اختلاق} قال: قالوا إن هذا إلا شيء يخلقه، وفي قوله {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب} قال: لا والله ما عندهم منها شيء ولكن الله يختص برحمته من يشاء {أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} قال: في السماء). [الدر المنثور: 12/509-510] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فليرتقوا في الأسباب} قال: في السماء). [الدر المنثور: 12/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال {الأسباب} أدق من الشعر وأحد من الحديد وهو بكل مكان غير أنه لا يرى). [الدر المنثور: 12/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فليرتقوا في الأسباب} قال: طرق السماء أبوابها، وفي قوله {جند ما هنالك} قال: قريش {من الأحزاب} قال: القرون الماضية). [الدر المنثور: 12/510]

تفسير قوله تعالى: (جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب قال هو يوم بدر أخبرهم الله به قبل أن يكون). [تفسير عبد الرزاق: 2/161]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قوله: {جندٌ ما هنالك مهزومٌ} [ص: 11] : «يعني قريشًا»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله جندٌ ما هنالك مهزومٌ يعني قريشًا سقط لفظ قوله لغير أبي ذرٍّ وقد وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ في قوله جندٌ ما هنالك مهزومٌ قال قريشٌ وقوله جندٌ خبر مبتدأٍ محذوفٍ أي هم وما مزيدةٌ أو صفةٌ لجند وهنا لك مشارٌ به إلى مكان المراجعة ومهزومٌ صفةٌ لجندٍ أي سيهزمون بذلك المكان وهو من الإخبار بالغيب لأنّهم هزموا بعد ذلك بمكّة لكن يعكّر على هذا ما أخرجه الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة قال وعده اللّه وهو بمكّة أنّه سيهزم جند المشركين فجاء تأويلها ببدر فعلى هذا فهنا لك ظرفٌ للمراجعة فقط ومكان الهزيمة لم يذكر). [فتح الباري: 8/545]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد في عزة معازين الملّة الآخرة ملّة قريش الاختلاق الكذب الأسباب طرق السّماء في أبوابها جند ما هنالك مهزوم يعني قريشًا أولئك الأحزاب القرون الماضية فواق رجوع قطنا عذابنا اتخذناهم سخريا أحطنا بهم أتراب أمثال
وقال ابن عبّاس الأيد القوّة في العبادة الأبصار البصر في أثر الله حب الخير عن ذكر ربّي من ذكر طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها الأصفاد الوثاق
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 2 ص {بل الّذين كفروا في عزة} قال معازين
وفي قوله 7 ص {ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة} قال ملّة قريش {إن هذا إلّا اختلاق} 7 ص قال كذب
وفي قوله 10 ص {فليرتقوا في الأسباب} طرق السّماء أبوابها
وفي قوله 11 ص {جند ما هنالك مهزوم} قال قريش و{الأحزاب} القرون الماضية). [تغليق التعليق: 4/295-296]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (جندٌ ما هنالك مهزومٌ يعني قريشا
لغير أبي ذر قوله: (جند ما) إلى آخره. قوله: (يعني قريشًا) ، وهكذا قاله مجاهد. قوله: جند، خبر مبتدأ محذوف أي: هم جند، وكلمة ما متزيدة أو صفة لجند. (وهنالك) يشار به إلى مكان المراجعة، ومهزوم صفة جند، أي: سيهزمون بذلك المكان وهو من الأخبار بالغيب لأنهم هزموا بعد ذلك بمكّة. وعن قتادة وعده الله، عز وجل، بمكّة أنهم سيهزمون، يهزمهم الله، فجاء تأويلها يوم بدر). [عمدة القاري: 19/138]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({جند}) ولأبي ذر قوله: جند ({ما هنالك مهزوم}) [ص: 11] قال مجاهد أيضًا فيما وصله الفريابي (يعني قريشًا) وهنالك مشار به إلى موضع التقاول والمحاورة بالكلمات السابقة وهو مكة أي سيهزمون بمكة وهو إخبار بالغيب وصحح الإمام فخر الدين كون ذلك في فتح مكة قال لأن المعنى أنهم جند سيصيرون منهزمين في الموضع الذي ذكروا فيه هذه الكلمات اهـ وهذا معارض بما أخرجه الطبري من طريق سعيد بن قتادة قال وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم جند المشركين فجاء تأويلها ببدر وهنالك إشارة إلى بدر ومصارعهم وسقط من قوله جند إلى آخر قوله قريشًا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/316]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {جندٌ ما هنالك مهزومٌ من الأحزاب} يقول تعالى ذكره: هم {جندٌ} يعني الّذين في عزّةٍ وشقاقٍ هنالك، يعني: ببدرٍ {مهزومٌ}.
وقوله: {هنالك} من صلة {مهزومٌ}.
وقوله: {من الأحزاب} يعني من أحزاب إبليس وأتباعه الّذين مضوا قبلهم، فأهلكهم اللّه بذنوبهم.
و{من} من قوله: {من الأحزاب} من صلة قوله {جندٌ}.
ومعنى الكلام: هم جندٌ من الأحزاب مهزومٌ هنالك، و{ما في قوله: {جندٌ ما هنالك} صلةٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {جندٌ ما هنالك مهزومٌ من الأحزاب} قال: قريشٌ من الأحزاب، قال: القرون الماضية.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {جندٌ ما هنالك مهزومٌ من الأحزاب} قال: وعده اللّه وهو بمكّة يومئذٍ أنّه سيهزم جندًا من المشركين، فجاء تأويلها يوم بدرٍ.
- وكان بعض أهل العربيّة يتأوّل ذلك {جندٌ ما هنالك} مغلوبٌ عن أن يصعد إلى السّماء). [جامع البيان: 20/28-29]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب يعني قريشا). [تفسير مجاهد: 548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم له جند المشركين فجاء تأويلها يوم بدر، وفي قوله {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها، وفي قوله: {إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} قال: هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب {وما ينظر هؤلاء} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم {إلا صيحة واحدة} يعني الساعة {ما لها من فواق} يعني ما لها من رجوع ولا مثوبة ولا ارتداد {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} أي نصيبنا حظنا من العذاب {قبل يوم} القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا (فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (الأنفال 32) ). [الدر المنثور: 12/510-511]

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وفرعون ذو الأوتاد (12) وثمود وقوم لوطٍ وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب (13) إن كلٌّ إلاّ كذّب الرّسل فحقّ عقاب}.
يقول تعالى ذكره: كذبت قبل هؤلاء المشركين من قريشٍ القائلين: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا، رسلها، قوم نوحٍ وعادٌ وفرعون ذو الأوتاد.
واختلف أهل العلم في السّبب الّذي من أجله قيل لفرعون ذو الأوتاد، فقال بعضهم: قيل ذلك له لأنّه كانت له ملاعب من أوتادٍ، يلعب له عليها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن عليّ بن الهيثم، عن عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كانت ملاعب يلعب له تحتها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كان له أوتادٌ وأرسانٌ وملاعب يلعب له عليها.
وقال آخرون: بل قيل ذلك له كذلك لتعذيبه النّاس بالأوتاد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {ذو الأوتاد} قال: كان يعذّب النّاس بالأوتاد، يعذّبهم بأربعة أوتادٍ، ثمّ يرفع صخرةً تمدّ بالحبال، ثمّ تلقى عليه فتشدخه.
- حدّثت عن عليّ بن الهيثم، عن ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ، قال: كان يعذّب النّاس بالأوتاد.
وقال آخرون: معنى ذلك: ذو البنيان، قالوا: والبنيان: هو الأوتاد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {ذو الأوتاد} قال: ذو البنيان.
وأشبه الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: عني بذلك الأوتاد، إمّا لتعذيب النّاس، وإمّا للعبٍ، كان يلعب له بها، وذلك أنّ ذلك هو المعروف من معنى الأوتاد). [جامع البيان: 20/30-31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم له جند المشركين فجاء تأويلها يوم بدر، وفي قوله {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها، وفي قوله: {إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} قال: هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب {وما ينظر هؤلاء} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم {إلا صيحة واحدة} يعني الساعة {ما لها من فواق} يعني ما لها من رجوع ولا مثوبة ولا ارتداد {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} أي نصيبنا حظنا من العذاب {قبل يوم} القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا (فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (الأنفال 32) ). [الدر المنثور: 12/510-511] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) )

قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {أصحاب الأيكة} قال: أصحاب الغيضة [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 256]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {أولئك الأحزاب} [ص: 13] : «القرون الماضية»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {أولئك الأحزاب{ القرون الماضية وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ). [فتح الباري: 8/545]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أولئك الأحزاب القرون الماضية
أشار به إلى قوله تعالى: {وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب} (ص: 13) وفسرها بقوله: (القرون الماضية) وهكذا قال مجاهد وزاد غيره الّذين قهروا وأهلكوا). [عمدة القاري: 19/138]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (أولئك الأحزاب) أي (القرون الماضية) قاله مجاهد أيضًا أي كانوا أكثر منكم وأشد قوّة وأكثر أموالًا وأولادًا فما دفع ذلك عنهم من عذاب الله من شيء لما جاء أمر الله). [إرشاد الساري: 7/316]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وثمود وقوم لوطٍ} وقد ذكرنا أخبار كلّ هؤلاء فيما مضى قبل من كتابنا هذا {وأصحاب الأيكة} يعني: وأصحاب الغيضة.
- وكان أبو عمرو بن العلاء فيما: حدّثت عن معمر بن المثنّى، عن أبي عمرٍو، يقول: الأيكة: الحرجة من النّبع والسّدر وهو الملتف منه، قال الشّاعر:
أفمن بكاء حمامةٍ في أيكةٍ = يرفضّ دمعك فوق ظهر المحمل
يعني: محمل السّيف.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأصحاب الأيكة} قال: كانوا أصحاب شجرٍ، قال: وكان عامّة شجرهم الدّوم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {وأصحاب الأيكة} قال: أصحاب الغيضة.
وقوله: {أولئك الأحزاب} يقول تعالى ذكره: هؤلاء الجماعات المجتمعة، والأحزاب المتحزّبة على معاصي اللّه والكفر به، الّذين منهم يا محمّد مشركو قومك، وهم مسلوكٌ بهم سبيلهم). [جامع البيان: 20/31-32]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إن كلٌّ إلاّ كذّب الرّسل} يقول: ما كلّ هؤلاء الأمم إلاّ كذّب رسل اللّه؛ وهي في قراءة عبد اللّه كما ذكر لي: (إذ كلٌّ لمّا كذّب الرّسل). {فحقّ عقاب} يقول: فوجب عليهم عقاب اللّه إيّاهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إن كلٌّ إلاّ كذّب الرّسل فحقّ عقاب} قال: هؤلاء كلّهم قد كذّبوا الرّسل، فحقّ عليهم العذاب). [جامع البيان: 20/32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم له جند المشركين فجاء تأويلها يوم بدر، وفي قوله {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها، وفي قوله: {إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} قال: هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب {وما ينظر هؤلاء} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم {إلا صيحة واحدة} يعني الساعة {ما لها من فواق} يعني ما لها من رجوع ولا مثوبة ولا ارتداد {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} أي نصيبنا حظنا من العذاب {قبل يوم} القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا (فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (الأنفال 32) ). [الدر المنثور: 12/510-511] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فواق قال ليس لها مثنوية). [تفسير عبد الرزاق: 2/161]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {ما لها من فواق} قال: من رجعة [الآية: 15]). [تفسير الثوري: 256-257]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {فواقٍ} [ص: 15] : «رجوعٍ»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فواقٍ رجوعٍ وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ مثله وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة ليس لها مثنوية وهي بمعنى قول مجاهد وروى ابن أبي حاتمٍ من طريق السّدّيّ ما لها من فواقٍ يقول ليس لهم إفاقةٌ ولا رجوعٌ إلى الدّنيا وقال أبو عبيدة من فتحها أي الفاء قال ما لها من راحةٍ ومن ضمّها جعلها من فواقي ناقةٍ وهو ما بين الحلبتين والّذي قرأ بضمّ الفاء حمزة والكسائيّ والباقون بفتحها وقال قومٌ المعنى بالفتح وبالضّمّ واحدٌ مثل قصاص الشّعر يقال بضمّ القاف وبفتحها). [فتح الباري: 8/545]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد في عزة معازين الملّة الآخرة ملّة قريش الاختلاق الكذب الأسباب طرق السّماء في أبوابها جند ما هنالك مهزوم يعني قريشًا أولئك الأحزاب القرون الماضية فواق رجوع قطنا عذابنا اتخذناهم سخريا أحطنا بهم أتراب أمثال
وقال ابن عبّاس الأيد القوّة في العبادة الأبصار البصر في أثر الله حب الخير عن ذكر ربّي من ذكر طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها الأصفاد الوثاق
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 2 ص {بل الّذين كفروا في عزة} قال معازين
وفي قوله 7 ص {ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة} قال ملّة قريش {إن هذا إلّا اختلاق} 7 ص قال كذب
وفي قوله 10 ص {فليرتقوا في الأسباب} طرق السّماء أبوابها
وفي قوله 11 ص {جند ما هنالك مهزوم} قال قريش {والأحزاب} القرون الماضية
وفي قوله 15 ص {ما لها من فواق} قال رجوع). [تغليق التعليق: 4/295-296] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فواقٍ: رجوعٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {وما ينظر هؤلاء إلّا صيحة واحدة ما لها من فواق} (ص: 15) يقول: ليس لهم إقامة ولا رجوع إلى الدّنيا، وقال أبو عبيدة: من فتح الفاء قال: مالها من راحة، ومن ضمها جعلها من فواق النّاقة وهو ما بين الحليتين، وقرأ بضم الفاء حمزة والكسائيّ والباقون بفتحها، وقيل الضيم والفتح بمعنى واحد مثل قصاص الشّعر جاء فيه الفتح والضّم). [عمدة القاري: 19/138]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فواق}) بالرفع لأبي ذر أي (رجوع) هو من أفاق المريض إذا رجع إلى صحته وإفاقة الناقة ساعة يرجع اللبن إلى ضرعها يريد قوله تعالى: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق} [ص: 15] ولغير أبي ذر فواق رجوع بجرهما وقرأ حمزة والكسائي فواق بضم الفاء وهما لغتان بمعنى واحد وهما الزمان الذي بين حلبتي الحالب). [إرشاد الساري: 7/316]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ (15) وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب}.
يقول تعالى ذكره: {وما ينظر هؤلاء} المشركون باللّه من قريشٍ {إلاّ صيحةً واحدةً} يعني بالصيحة الواحدة: النّفخة الأولى في الصّور {ما لها من فواقٍ} يقول: ما لتلك الصيحة من فيقةٍ، يعني من فتورٍ ولا انقطاعٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً} يعني: أمّة محمّدٍ {ما لها من فواقٍ}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن إسماعيل بن رافعٍ، عن يزيد بن زيادٍ، عن رجلٍ، من الأنصار، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه لمّا فرغ من خلق السّموات والأرض خلق الصّور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فيه شاخصًا ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر قال أبو هريرة: يا رسول اللّه وما الصّور؟ قال: قرنٌ، قال: كيف هو؟ قال: قرنٌ عظيمٌ ينفخ فيه ثلاث نفخاتٍ: نفخة الفزع الأولى، والثّانية: نفخة الصّعق، والثّالثة: نفخة القيام لربّ العالمين، يأمر اللّه إسرافيل بالنّفخة الأولى، فيقول: انفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السّموات وأهل الأرض إلاّ من شاء اللّه، ويأمره اللّه فيديمها ويطوّلها، فلا يفتر وهي الّتي يقول اللّه {ما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ}.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {ما لها من فواقٍ} فقال بعضهم: يعني بذلك: ما لتلك الصيحة من ارتدادٍ ولا رجوعٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {ما لها من فواقٍ} يقول: من تردادٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ {ما لها من فواقٍ} يقول: ما لها من رجعةٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ما لها من فواقٍ} قال: من رجوعٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ما لها من فواقٍ} يعني السّاعة ما لها من رجوعٍ ولا مثنويّة ولا ارتدادٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ما لهؤلاء المشركين بعد ذلك إفاقةٌ ولا رجوعٌ إلى الدّنيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ما لها من فواقٍ} يقول: ليس لهم بعدها إفاقةٌ ولا رجوعٌ إلى الدّنيا.
وقال آخرون: الصيحة في هذا الموضع: العذاب ومعنى الكلام: ما ينتظر هؤلاء المشركون إلاّ عذابًا يهلكهم، لا إفاقة لهم منه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ما لها من فواقٍ} قال: ما ينتظرون إلاّ صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ، ما لها من صيحةٍ لا يفيقون فيها كما يفيق الّذي يغشى عليه وكما يفيق المريض تهلكهم، ليس لهم فيها إفاقةٌ.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة {من فواقٍ} بفتح الفاء وقرأته عامّة أهل الكوفة: (من فواقٍ) بضمّ الفاء.
واختلفت أهل العربيّة في معناها إذا قرئت بفتح الفاء وضمّها، فقال بعض البصريّين منهم: معناها، إذا فتحت الفاء: ما لها من راحةٍ، وإذا ضمّت جعلها من فواق ناقةٍ: ما بين الحلبتين.
وكان بعض الكوفيّين منهم يقول: معنى الفتح والضّمّ فيها واحدٌ، وإنّما هما لغتان مثل السّواف والسّواف، وجمام المكوك وجمامه، وقصاص الشّعر وقصاصه.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما لغتان، وذلك أنّا لم نجد أحدًا من المتقدّمين على اختلافهم في قراءته يفرّقون بين معنى الضّمّ فيه والفتح، ولو كان مختلف المعنى باختلاف الفتح فيه والضّمّ، لقد كانوا فرّقوا بين ذلك في المعنى فإذ كان ذلك كذلك، فبأيٍّ القراءتين قرأ القارئ فمصيبٌ؛ وأصل ذلك من قولهم: أفاقت النّاقة، فهي تفيق إفاقةً، وذلك إذا ردّت ما بين الرّضعتين ولدها إلى الرّضعة الأخرى، وذلك أن ترضع البهيمة أمّها، ثمّ تتركها حتّى ينزل شيءٌ من اللّبن، فتلك الإفاقة؛ يقال إذا اجتمع ذلك في الضّرع فيقةٌ، كما قال الأعشى:
حتّى إذا فيقةٌ في ضرعها اجتمعت = جاءت لترضع شقّ النّفس لو رضعا). [جامع البيان: 20/33-36]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ما لها من فواق قال من رجوع). [تفسير مجاهد: 548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم له جند المشركين فجاء تأويلها يوم بدر، وفي قوله {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها، وفي قوله: {إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} قال: هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب {وما ينظر هؤلاء} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم {إلا صيحة واحدة} يعني الساعة {ما لها من فواق} يعني ما لها من رجوع ولا مثوبة ولا ارتداد {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} أي نصيبنا حظنا من العذاب {قبل يوم} القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا (فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (الأنفال 32) ). [الدر المنثور: 12/510-511] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ما لها من فواق} قال: رجوع {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: عذابنا). [الدر المنثور: 12/511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لها من فواق} قال: من رجعة {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: سألوا الله أن يعجل لهم). [الدر المنثور: 12/511]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن عطاء الخراساني في قوله قطنا قال قضاءنا). [تفسير عبد الرزاق: 2/161]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال نصيبنا من العذاب). [تفسير عبد الرزاق: 2/161]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي المقدام عن سعيد بن جبير في قوله: {قالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب} قال: نصيبنا من الجنة [الآية: 16].
سفيان [الثوري] عن الأشعث عن الحسن قال: عقوبتنا). [تفسير الثوري: 257]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (القطّ: الصّحيفة هو ها هنا صحيفة الحساب "). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله القطّ الصّحيفة هو ها هنا صحيفة الحسنات في رواية الكشميهنيّ الحساب وكذا في رواية النّسفيّ وذكره بعض الشّرّاح بالعكس قال أبو عبيدة القطّ الكتاب والجمع قطوطٌ وقططةٌ كقردٍ وقرودٍ وقردةٍ وأصله من قطّ الشّيء أي قطعه والمعنى قطعةٌ ممّا وعدتنا به ويطلق على الصّحيفة قطٌّ لأنّها قطعةٌ تقطع وكذلك الصّكّ ويقال للجائزة أيضًا قطٌّ لأنّها قطعةٌ من العطيّة وأكثر استعماله في الكتاب وسيأتي له تفسيرٌ آخر قريبًا وعند عبد بن حميدٍ من طريق عطاءٍ أنّ قائل ذلك هو النّضر بن الحارث). [فتح الباري: 8/545]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (القطّ: الصّحيفة هو هاهنا صحيفة الحسنات
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب} (ص: 16) وقال: (القط الصّحيفة) مطلقًا ولكن المراد هاهنا صحيفة الحسنات، وفي رواية الكشميهني: صحيفة الحساب، وكذا في رواية النّسفيّ، وقال الكلبيّ لما نزلت في الحاقة: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} (الحاقة: 19) الآية. قالوا على وجه الاستهزاء، عجل لنا قطنا، يعنون كتابنا عجله لنا في الدّنيا قبل يوم الحساب، وعن قتادة ومجاهد والسّديّ: يعنون عقوبتنا وما كتب لنا من العذاب، وعن عطاء: قاله النّضر بن الحارث، وعن أبي عبيدة: القط الكتاب والجمع قطوط وقططة كقرد وقرود وقردة وأصله من قطّ الشّيء إذا قطعه، ويطلق على الصّحيفة لأنّها قطعة تقطع وكذلك الصّك). [عمدة القاري: 19/138]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (القط) في قوله تعالى: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} [ص: 16] هو (الصحيفة) مطلقًا لأنها قطعة من القرطاس من قطه إذا قطعه لكنه (هو ها هنا صحيفة الحسنات) قال سعيد بن جبير: يعنون حظنا ونصيبنا من الجنة التي تقول، ولأبي ذر عن الكشميهني صحيفة الحساب بالموحدة آخره بدل الفوقية وإسقاط النون وكسر المهملة أي عجل لنا كتابنا في الدنيا قبل يوم الحساب قالوه على سبيل الاستهزاء لعنهم الله وعند عبد بن حميد من طريق عطاء أن قائل ذلك هو النضر بن الحارث وفيه تفسير آخر يأتي قريبًا إن شاء الله تعالى). [إرشاد الساري: 7/315-316]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (القط الصحيفة) أي: لأنها قطعة من القرطاس من قطة إذ قطعه). [حاشية السندي على البخاري: 3/67]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {قطّنا} [ص: 16] : «عذابنا»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قطّنا عذابنا وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ أيضًا ولا منافاة بينه وبين ما تقدّم فإنّه محمولٌ على أنّ المراد بقولهم قطّنا أي نصيبنا من العذاب وقد أخرج عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله قطّنا قال نصيبنا من العذاب وهو شبيه قولهم وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك الآية وقول الآخرين ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين وقد أخرج الطّبريّ من طريق إسماعيل بن أبي خالدٍ قال قوله قطّنا أي رزقنا ومن طريق سعيد بن جبيرٍ قال نصيبنا من الجنّة ومن طريق السّدّيّ نحوه ثمّ قال وأولى الأقوال بالصّواب أنّهم سألوا تعجيل كتبهم بنصيبهم من الخير أو الشّرّ الّذي وعد اللّه عباده في الآخرة أن يعجّل لهم ذلك في الدّنيا استهزاءً منهم وعنادًا). [فتح الباري: 8/545-546]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد في عزة معازين الملّة الآخرة ملّة قريش الاختلاق الكذب الأسباب طرق السّماء في أبوابها جند ما هنالك مهزوم يعني قريشًا أولئك الأحزاب القرون الماضية فواق رجوع قطنا عذابنا اتخذناهم سخريا أحطنا بهم أتراب أمثال
وقال ابن عبّاس الأيد القوّة في العبادة الأبصار البصر في أثر الله حب الخير عن ذكر ربّي من ذكر طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها الأصفاد الوثاق
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 2 ص {بل الّذين كفروا في عزة} قال معازين
وفي قوله 7 ص {ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة} قال ملّة قريش {إن هذا إلّا اختلاق} 7 ص قال كذب
وفي قوله 10 ص {فليرتقوا في الأسباب} طرق السّماء أبوابها
وفي قوله 11 ص {جند ما هنالك مهزوم} قال قريش {والأحزاب} القرون الماضية
وفي قوله 15 ص {ما لها من فواق} قال رجوع
وفي قوله 16 ص ربنا عجل لنا قطنا قال عذابنا). [تغليق التعليق: 4/295-296] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قطّنا: عذابنا
قيل هذا مكرر وليس كذلك فإنّه فسر (قطنا) في الأول بالصحيفة، وهاهنا العذاب. أي: عجل لنا عذابنا على أنه لا يوجد في أكثر النّسخ). [عمدة القاري: 19/138]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قطنا) أي (عذابنا) قاله مجاهد وغيره). [إرشاد الساري: 7/316]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب} يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون باللّه من قريشٍ: يا ربّنا عجّل لنا كتبنا قبل يوم القيامة والقطّ في كلام العرب: الصحيفة المكتوبة؛ ومنه قول الأعشى:
ولا الملك النّعمان يوم لقيته بنعمته = يعطي القطوط ويأفق
يعني بالقطوط: جمع القط، وهي الكتب بالجوائز.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي أراد هؤلاء المشركون بمسألتهم تعجيل القطّ لهم، فقال بعضهم: إنّما سألوا ربّهم تعجيل حظّهم من العذاب الّذي أعدّ لهم في الآخرة في الدّنيا كما قال بعضهم: {إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ربّنا عجّل لنا قطّنا} يقول: العذاب.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب} قال: سألوا اللّه أن يعجّل لهم العذاب قبل يوم القيامة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {عجّل لنا قطّنا} قال: عذابنا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {عجّل لنا قطّنا} قال: عذابنا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب} أي نصيبنا وحظّنا من العذاب قبل يوم القيامة، قال: قد قال ذلك أبو جهلٍ: اللّهمّ إن كان ما يقول محمّدٌ حقًّا {فأمطر علينا حجارةً من السّماء} الآية.
وقال آخرون: بل إنّما سألوا ربّهم تعجيل أنصبائهم ومنازلهم من الجنّة حتّى يروها فيعلموا حقيقة ما يعدهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم فيؤمنوا حينئذٍ به ويصدّقوه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {عجّل لنا قطّنا} قالوا: أرنا منازلنا في الجنّة حتّى نتابعك.
وقال آخرون: مسألتهم نصيبهم من الجنّة، ولكنّهم سألوا تعجيله لهم في الدّنيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ثابت الحدّاد، قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ، يقول في قوله: {عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب} قال: نصيبنا من الجنّة.
وقال آخرون: بل سألوا ربّهم تعجيل الرّزق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمر بن عليٍّ، قال: حدّثنا أشعث السّجستانيّ، قال: حدّثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، في قوله: {عجّل لنا قطّنا} قال: رزقنا.
وقال آخرون: بل سألوا أن يعجّل لهم كتبهم الّتي قال اللّه {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه}، {وأمّا من أوتي كتابه بشماله} في الدّنيا، لينظروا بأيمانهم يعطونها بأيمانهم أم بشمائلهم؟ ولينظروا من أهل الجنّة هم أم من أهل النّار قبل يوم القيامة استهزاءً منهم بالقرآن وبوعد اللّه.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب أن يقال: إنّ القوم سألوا ربّهم تعجيل صكاكهم بحظوظهم من الخير أو الشّرّ الّذي وعد اللّه عباده أن يؤتيهموها في الآخرة قبل يوم القيامة في الدّنيا استهزاءً بوعيد اللّه.
وإنّما قلنا إنّ ذلك كذلك، لأنّ القطّ هو ما وصفت من الكتب بالجوائز والحظوظ، وقد أخبر اللّه عن هؤلاء المشركين أنّهم سألوه تعجيل ذلك لهم، ثمّ أتبع ذلك قوله لنبيّه: {اصبر على ما يقولون} فكان معلومًا بذلك أنّ مسألتهم ما سألوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لو لم تكن على وجه الاستهزاء منهم لم يكن بالّذي يتبع الأمر بالصّبر عليه، ولكن لمّا كان ذلك استهزاءً، وكان فيه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أذًى، أمره اللّه بالصّبر عليه حتّى يأتيه قضاؤه فيهم، ولمّا لم يكن في قوله: {عجّل لنا قطّنا} بيان أيّ القطوط إراد بهم، لم يكن لما توجيه ذلك إلى أنّه معنيٌّ به القطوط ببعض معاني الخير أو الشّرّ، فلذلك قلنا: إنّ مسألتم كانت بما ذكرت من حظوظهم من الخير والشّرّ). [جامع البيان: 20/36-40]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عجل لنا قطنا أي عذابنا قبل يوم الحساب). [تفسير مجاهد: 548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم له جند المشركين فجاء تأويلها يوم بدر، وفي قوله {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها، وفي قوله: {إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} قال: هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب {وما ينظر هؤلاء} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم {إلا صيحة واحدة} يعني الساعة {ما لها من فواق} يعني ما لها من رجوع ولا مثوبة ولا ارتداد {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} أي نصيبنا حظنا من العذاب {قبل يوم} القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا (فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (الأنفال 32) ). [الدر المنثور: 12/510-511] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ما لها من فواق} قال: رجوع {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: عذابنا). [الدر المنثور: 12/511] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لها من فواق} قال: من رجعة {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: سألوا الله أن يعجل لهم). [الدر المنثور: 12/511] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى {عجل لنا قطنا} قال: القط الجزاء، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
ولا الملك النعمان يوم لقيته * بنعمة يعطيني القطوط ويطلق). [الدر المنثور: 12/511-512]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله {عجل لنا قطنا} قال: عقوبتنا). [الدر المنثور: 12/512]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله {عجل لنا قطنا} قال: كتابنا). [الدر المنثور: 12/512]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {عجل لنا قطنا} قال: حظنا). [الدر المنثور: 12/512]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه في قوله {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: هو النضر بن الحرث بن علقمة بن كلدة أخو بني عبد الدار وهو الذي قال (سأل سائل بعذاب واقع) (المعارج 1) قال: سأل بعذاب هو واقع به فكان الذي سأل أن قال (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (الأنفال 32) قال عطاء رضي الله عنه: لقد نزلت فيه بضع عشرة آية من كتاب الله). [الدر المنثور: 12/512]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الزبير بن عدي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {عجل لنا قطنا} قال: نصيبنا من الجنة). [الدر المنثور: 12/512]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:06 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم عندهم خزائن رحمة ربّك العزيز الوهّاب (9)}
إن قال قائل: ما وجه اتصال {أم عندهم خزائن} بقوله:{بل هم في شكّ من ذكري}, أو بقوله{أأنزل عليه الذّكر من بيننا}.
فهذا دليل على حسدهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بما آتاه اللّه من فضل النبوة.
فأعلم اللّه: أن الملك له , والرسالة إليه, يصطفي من يشاء، ويؤتي الملك من يشاء , وينزل الغيث والرحمة على من يشاء , فقال:{أم عندهم خزائن رحمة ربّك} , أي: ليس عندهم ذلك.). [معاني القرآن: 4/322]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب}
قال أبو جعفر : هذه الآية مشكلة , لذكره هذا بعدما تقدم وفيها قولان:
أحدهما : أنها متصلة بقوله: {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم}, أي: إن الله جل وعز له خزائن السموات والأرض , وملكهما , فيرسل من يشاء .
والقول الآخر : أنه لما ذكر عنادهم , وكفرهم , وصبرهم على آلهتهم , كان المعنى : أم عندهم خزائن رحمة ربك , فيحظروها على من يريدون , أم لهم ملك السموات والأرض , وما بينهما , فقررهم بهذا.). [معاني القرآن: 6/81-82]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) }

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فليرتقوا في الأسباب...}
يريد: فليصعدوا في السّموات، وليسوا بقادرين على ذلك , أي: لم يصدّقوك , وليسو بقادرين على الصّعود إلى السّموات, فما هم! فأين يذهبون). [معاني القرآن: 2/399]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فليرتقوا في الأسباب } : تقول العرب للرجل الفاضل في الدين: قد ارتقى فلان في الأسباب، والسبب الحبل أيضاً، والسبب أيضاً ما تسببت به من رحم , أو يد , أو دين .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:((كل سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلا سببي ونسبي)), والمسلم إذا تقرب إلى رجل ليس بينهما نسب قال: إن الإسلام أقوى سببٍ , وأقرب نسب.) [مجاز القرآن: 2/177-178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فليرتقوا في الأسباب}: أي : في أبواب السماء، إن كانوا صادقين.
قال زهير:
=ولو نال أسباب السماء بسلم
وقال السدي: {في الأسباب}: (في الفضل , والدين).
قال أبو عبيدة: تقول العرب للرجل - إذا كان ذا دين فاضل -: قد ارتقي فلان في الأسباب.
وقال غيره: كما يقال: قد بلغ السماء.

وأول هذه السورة مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 376-377]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أم لهم ملك السّماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب (10)}
أي ليس من ذلك شيء.
{فليرتقوا في الأسباب} : أي إن ادّعوا شيئا من ذلك , فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء، وجائز أن يكون : فليرتقوا في هذه الأسباب التي ذكرت , وهي التي لا يملكها إلا الله). [معاني القرآن: 4/322-423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب}
أي: إن كانوا صادقين , فليرتقوا في أبواب السموات.
قال مجاهد , وقتادة :{الأسباب}: (أبواب السموات).
وقال زهير:

=ولو نال أسباب السماء بسلم
وقيل : الأسباب : الجبال , أي, فليرتقوا في السماء حتى يأتوا بآية
وحكى أهل اللغة : أنه يقال للدين الفاضل : ارتقى أسباب السموات , كما يقال : قد بلغ السماء على التمثيل.). [معاني القرآن: 6/82-83]

تفسير قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) }

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جندٌ مّا هنالك مهزومٌ مّن الأحزاب}
يقول مغلوب عن أن يصعد إلى السّماء, وما ها هنا صلةٌ, والعرب تجعل ما صلةً في المواضع التي دخولها , وخروجها فيها سواء، فهذا من ذلك.
وقوله: {عمّا قليلٍ ليصبحنّ نادمين} من ذلك.
وقوله: {فبما نقضهم ميثاقهم} من ذلك؛ لأن دخولها وخروجها لا يغيّر المعنى.
وأمّا قوله: {إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وقليلٌ ما هم} : فإنه قد يكون على هذا المعنى.
ويكون أن تجعل (ما) اسماً , وتجعل (هم) صلة لما؛ ويكون المعنى: وقليل ما تجدنّهم فتوجّه (ما), والاسم إلى المصدر؛ ألا ترى أنك تقول: قد كنت أراك أعقل ممّا أنت , فجعلت (أنت) صلةً لما؛ والمعنى: كنت أرى عقلك أكثر ممّا هو، ولو لم ترد المصدر لم تجعل (ما) للناس؛ لأنّ من هي التي تكون للناس وأشباههم. والعرب تقول: قد كنت أراك أعقل منك , ومعناهما واحد، وكذلك قولهم: قد كنت أراه غير ما هو, المعنى: كنت أراه على غير ما رأيت منه.). [معاني القرآن: 2/399-400]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم وعد اللّه نبيّه عليه السلام النصر عليهم فقال:
{جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب (11)}: (ما) لغو، المعنى : جند هنالك مهزوم من الأحزاب.). [معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب}
أي : هم جند لهؤلاء الآلهة مهزوم, أي: مقموع ذليل, أي : قد انقطعت حجتهم ؛ لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا.
ويقال : تهزمت القرية إذا انكسرت , وهزمت الجيش , كسرته .
ثم قال :{من الأحزاب } , قال مجاهد : أي من الأمم الخالية .
قال أبو جعفر : والمعنى : أنهم حزب من الأحزاب الذين تحزبوا على أنبيائهم.). [معاني القرآن: 6/83-84]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كذّبت قبلهم قوم نوحٍ }, فقوم من العرب يؤنثون القوم , وقوم منهم يذكرون، فإن احتج عليهم بهذه الاية قالوا: وقع المعنى على العشيرة , واحتجوا بهذه الاية :{كلا إنّها تذكرةٌ فمن شاء ذكره}, المضمر فيه مذكر). [مجاز القرآن: 2/178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفرعون ذو الأوتاد}: ذو البناء المحكم, والعرب تقول: هم في عز ثابت الأوتاد, وملك ثابت الأوتاد : يريدون أنه دائم شديد.
وأصل هذا: أن البيت من بيوتهم يثبت بأوتاده.
قال الأسود بن يعفر:
= في ظل ملك ثابت الأوتاد
وقال قتادة وغيره: (هي أوتاد كانت لفرعون، يعذب بها الرجل، فيمده بين أربعة منها، حتى يموت).).
[تفسير غريب القرآن: 377]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كذّبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد (12)}
جاء في التفسير : أن فرعون كانت له حبال , وأوتاد , يلعب له عليها.).
[معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد}
روى سعيد , عن قتادة في قوله تعالى: {وفرعون ذو الأوتاد} , قال : (كانت له أوتاد , وأرسان , وملاعب يلعب بها بين يديه) .
قال أبو جعفر : وقيل : كان يجعل الإنسان بين أربعة أوتاد , ثم يقتله .
وقال الضحاك :
{ذو الأوتاد}: (ذو البناء المحكم كما قال:
= في ظل ملك ثابت الأوتاد)
.).
[معاني القرآن: 6/85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ذُو الْأَوْتَادِ}: البناء المحكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 209]

تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أصحاب الأيكة }: كان أبو عمرو بن العلاء يقول: أصحاب الأيكة الحرجة من النبع , والسدر , وهو الملتف، قال رجل من عبد القيس , وهو مسند إلى عنترة:
أفمن بكاء حمامةٍ في أيكةٍ= يرفضّ دمعك فوق ظهر المحمل
يعني : يحمل السيف , وهي الحمالة , والحمائل , وجماع المحمل محامل ؛ وبعضهم يقول " ليكة " لا يقطعون الألف , ولم يعرفوا معناها.).
[مجاز القرآن: 2/178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{الأيكة}: الغيضة,
{أولئك الأحزاب}: يريد الذين تحزنوا على أنبيائهم.). [تفسير غريب القرآن: 377]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب}
قال قتادة : (كان أصحاب الأيكة, أصحاب شجر , أكثره من الدوم).).
[معاني القرآن: 6/85]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن كلٌّ إلاّ كذّب الرّسل...}
وفي قراءة عبد الله :
{إن كلّهم لمّا كذّب الرسل}.). [معاني القرآن: 2/400]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّا لها من فواقٍ...}: من راحةٍ , ولا إفاقة. وأصله من الإفاقة في الرّضاع إذا ارتضعت البهمة أمّها ثم تركتها , حتى تنزل شيئا من اللبن، فتلك الإفاقة , والفواق بغير همزٍ.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(
(العيادة قدر فواق ناقة)), وقرأها الحسن , وأهل المدينة , وعاصم بن أبي النجود (فواق) بالفتح , وهي لغة جيّدة عالية، وضمّ حمزة , ويحيى , والأعمش , والكسائيّ.).[معاني القرآن: 2/400]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ما لها من فواقٍ }, من فتحها قال: ما لها من راجة، ومن ضمها قال: فواق , وجعلها من فواق ناقة : ما بين الحلبتين، وقوم قالوا: هما واحد بمنزلة حمام المكول , وحمام المكول , وقصاص الشعر , وقصاص الشعر.).[مجاز القرآن: 2/179]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((من فراق): من راحة بمعنى إفاقة ومن قرأ {من فواق} جعله من فواق الناقة، ما بين الحلبتين وقال قوم هما واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما لها من فواقٍ} , قال قتادة: ما لها من مثنوية.
وقال أبو عبيدة: من فتحها أراد: ما لها من راحة , ولا إفاقة. كأنه يذهب بها إلى إفاقة المريض من علته , ومن ضمها جعلها: فواق ناقة، وهو: ما بين الحلبتين, يريد ما لها من انتظار.
و«والفواق» , والفواق واحد كما يقال: جمام المكوك وجمامه , وهو: أن تحلب الناقة، وتترك ساعة حتى ينزل شيء من اللبن، ثم تحلب, فما بين الحلبتين فواق, فأستعير الفواق في موضع التكمث والانتظار).
[تفسير غريب القرآن: 377-378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} أي ما لها من تَنَظُّرٍ وتَمَكُّثٍ إذا بدأت، ولذلك سمّاها ساعة لأنها تأتي بغتة في ساعة.
وأصل الفَواقِ أن تحلب الناقة ثم تترك ساعة حتى يجتمع اللبن، ثم تحلب؛ فما بين الحَلْبَتين فَوَاقٌ، فاستعير الفواق في موضع الانتظار). [تأويل مشكل القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما ينظر هؤلاء إلّا صيحة واحدة ما لها من فواق (15)}
(من فواق): وفواق بضم الفاء وفتحها، أي ما لها من رجوع، والفواق: ما بين حلبتي الناقة، وهو مشتق من الرجوع أيضا ؛ لأنه يعود اللبن إلى الضرع بين الحلبتين، وأفاق من مرضه من هذا، أي: رجع إلى الصحة, فالفواق هو من هذا أيضاً.).
[معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق}
قال مجاهد : (ما لها من فواق , أي: من رجوع).
وقال قتادة: (أي: ما لها من مثنوية) .
وأبو عبيدة يذهب إلى أن معنى :
{من فواق}, بفتح الفاء من راحة , {ومن فواق } بضم الفاء من انتظار .
وقال غيره : هما لغتان بمعنى .
وقال السدي: (مالهم بعدها إفاقة , ولا رجوع إلى الدنيا) .
قال أبو جعفر : أصل هذا من قولهم :
{فواق الناقة }: وهو ما بين الحلبتين .
المعنى : أنها لا تلبثهم حتى يموتوا , ولا يحتاج فيها إلى رجوع , وأفاق من مرضه رجع إلى الصحة والراحة , وإلى هذا ذهب أبو عبيدة في قوله: مالها من راحة.).
[معاني القرآن: 6/85-87]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فواق}: أي: سكون، ويقال: الفواق , والفواق: السكون بين الحلبتين من الناقة، ليؤوب اللبن، فأما الفؤاق: الوجع، فهو بالهمزة , والضم لا غي.).[ياقوتة الصراط: 436-437]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن فَوَاقٍ}: أي مثنوية , وقيل: ما لها من راحة, والضم , والفتح بمعنى :{ما بين الحلبتين}.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَوَاقٍ}: راحة , {فُواق}: ما بين الحلبتين.). [العمدة في غريب القرآن: 258]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عجّل لّنا قطّنا...}
القطّ: الصّحيفة المكتوبة, وإنما قالوا ذلك حين نزل:
{فأمّا من أوتي كتابه بيمينه} , فاستهزءوا بذلك، وقالوا: عجّل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, والقطّ في كلام العرب, الصكّ : وهو الخط والكتاب.). [معاني القرآن: 2/400]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عجّل لنا قطّنا }, القط: الكتاب، قال الأعشى:
ولا الملك النّعمان يوم لقيته= بإمّته يعطى القطوط ويأفق
القطوط: الكتب بالجوائز ؛ ويأفق: يفضل ويعلو , يقال: ناقة أفقة , وفرس أفق إذا فضله على غيره.).
[مجاز القرآن: 2/179]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({قطنا}: نصيبا من الآخرة). [غريب القرآن وتفسيره: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{عجّل لنا قطّنا} , والقط: الصحيفة المكتوبة، وهي: الصك.
وروي في التفسير: أنهم قالوا ذلك حين أنزل عليه:
{فأمّا من أوتي كتابه بيمينه} , و{بشماله} : يستهزئون, أي : عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, فقال اللّه: {اصبر على ما يقولون} ). [تفسير غريب القرآن: 378] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب (16)}
(القط) : النصيب، وأصله الصحيفة يكتب للإنسان فيها شيء يصل إليه.
قال الأعشى:
ولا الملك النّعمان يوم لقيته= بغبطته يعطي القطوط ويأفق
يأفق : يفضل.
وهذا تفسير قولهم:
{عجّل لنا قطّنا}, وهو كقولهم:{اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا} الآية.
وقيل : إنهم لما سمعوا أن المؤمن يؤتى كتابه بيمينه , والكافر يؤتى كتابه بشماله، فيسعد المؤمن , ويهلك الكافر، قالوا :
{ربّنا عجّل لنا قطّنا}.
واشتقاق القط : من قططت , أي: قطعت, وكذلك النصيب: إنّما هو القطعة من الشيء.).
[معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب}
قال سعيد بن جبير :
{قطنا}: (أي: نصيبنا من الجنة) .
وقال الحسن : (أي: عقوبتنا, وقال مجاهد : أي : عذابنا).
وقال قتادة: أي: (نصيبنا من العذاب) .
وقال عطاء الخراساني : أي: قضاءنا , أي: حسابنا
قال أبو جعفر : أصل هذا من قولهم : قططت الشيء , أي: قطعته .
فالمعنى : عجل لنا نصيبنا , أي: ما قطع لنا , ويجوز أن يكون المعنى : عجل لنا ما يكفينا , من قولهم قطني من هذا , أي: يكفيني .
ويروى أنهم قالوا هذا لما انزل الله جل وعز:
{وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} , استهزاء وهذا كما قال:
يعطي القطوط , ويأفق, يعني بالكتب بالجوائز , ويدل على هذا قوله تعالى:
{اصبر على ما يقولون} ). [معاني القرآن: 6/87-88]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قطنا} :-
أخبرنا أبو عمر قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: القط: الصحيفة، والقط: الكتاب، ومعناه: عجل لنا كتابنا إلى النار.).
[ياقوتة الصراط: 437-438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({القط}: الصحيفة المكتوبة .
أي: عجل لنا كتابنا الذي وعدنا أخذه بشمالنا.).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قِطَّنَا}: نصيبنا.). [العمدة في غريب القرآن: 258]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:22 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) }

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) }

تفسير قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) }

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) }

تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي موسى الأشعري أنه تذاكر هو ومعاذ قراءة القرآن فقال أبو موسى: أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح.
حدثنيه غندر عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري.
وقوله: أتفوقه يقول: لا أقرأ جزئي بمرة ولكن أقرأ منه شيئا بعد شيء في آناء الليل والنهار، فهذا التفوق إنما هو مأخوذ من فواق الناقة، وذلك أنها تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر ثم تحلب، يقال منه: قد فاقت تفوق فواقا وفيقة، وهي ما بين الحلبتين.
قال امرؤ القيس يذكر المطر وأنه يمطر ساعة بعد ساعة:
فأضحى يسح الماء من كل فيقة = يكب على الأذقان دوح الكنهبل
ومن هذا الحديث المرفوع: «أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق»، كأنه أراد أنه فعل ذلك في قدر فواق ناقة. وفيها لغتان: فُواق وفَواق، وكذلك يقرأ هذا الحرف: {ما لها من فواق} -بالفتح والضم-، ويقال في قوله: إنه قسم الغنائم يوم بدر عن فَواق: يعني التفضيل، أنه جعل بعضهم فيها أفوق من بعض على قدر غنائهم يومئذ). [غريب الحديث: 5/197-198]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وهو فَوَاق الناقة وفَواقُها وهو ما بين الحلبتين يقال لا تنتظره فَوَاقَ ناقة وفُواقَ ناقَة وقرأت القراء (مَا لَهَا مِن فَوَاق) و(فُواق) وأما الفُواق الذي يأخذ الرجل فمضموم لا غير). [إصلاح المنطق: 107]

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله: {صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ}: أي من إفاقة، أي إقلاع). [مجالس ثعلب: 161]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 09:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 09:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 09:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وقفهم احتجاجا عليهم، أعندهم رحمة الله وخزائنها التي فيها الهدى والنبوءة وكل فضل، فيكون لهم تحكم في الرسالة وغيرها من نعم الله؟ و"أم" هنا، لم تعادلها ألف، فهي المقطوعة التي معناها إضراب عن الكلام الأول واستفهام، وقدرها سيبويه بـ "بل والألف"، كقول العرب: "إنها لإبل أم شاء". والخزائن للرحمة مستعارة، كأن المعنى: موضع جمعها وحفظها، من حيث كانت ذخائر البشر تحتاج إلى ذلك خوطب في الرحمة بما ينحو إلى ذلك، وقال الطبري: يعني بالخزائن المفاتيح. والله تعالى أعلم). [المحرر الوجيز: 7/ 326-327]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب * جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب * كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد * وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب * إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب}
"أم" في هذه الآية معادلة للألف المقدرة في "أم" الأولى، وكأنه تعالى يقول في هذه الآية: أم لهم هذا الملك فتكون النبوءة والرسالة على اختيارهم ونظرهم، فليرتقوا في الأسباب إن كان الأمر كذلك، أي: إلى السماء، قاله ابن عباس رضي الله عنهما. و"الأسباب" كل ما يتوصل به إلى الأشياء، وهي هنا بمعنى الحبال والسلالم. وقال قتادة: أراد أبواب السماء).[المحرر الوجيز: 7/ 327]

تفسير قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {جند ما هنالك مهزوم}، اختلف المتأولون في الإشارة بـ"هنالك" إلى ما هي، فقالت فرقة: أشار إلى الارتقاء في الأسباب، أي: هؤلاء القوم إن راموا ذلك جند مهزوم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله
وهذا قوي.
وقالت فرقة: الإشارة بـ"هنالك" إلى حماية الأصنام وعضدها، أي: هؤلاء القوم جند مهزوم في هذه السبيل، وقال مجاهد: الإشارة بـ"هنالك" إلى يوم بدر، وكان غيبا أعلم الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن جند المشركين يهزمون، فخرج في بدر، وقالت فرقة: الإشارة إلى من حضر عام الخندق بالمدينة. وقوله: {من الأحزاب}، أي: من جملة أحزاب الأمم الذين تعصبوا في الباطل وكذبوا الرسل فأخذهم الله تعالى.
و"ما"، في قوله تعالى: {جند ما هنالك} زائدة مؤكدة، وفيها تخصيص). [المحرر الوجيز: 7/ 327-328]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف المتأولون في قوله تعالى: {ذي الأوتاد}، فقال ابن عباس، وقتادة: سمي بذلك لأنه كانت له أوتاد وخشب يلعب له بها وعليها، وقال السدي: كان يقتل الناس بالأوتاد يشدهم في الأرض بها، وقال الضحاك: أراد المباني العظام الثابتة. وهذا أظهر الأقوال، كما يقال للجبال أوتاد لثبوتها، ويحتمل أن يقال له: "ذو الأوتاد" عبارة عن كثرة أخبيته وعظم عساكره، ونحو من هذا قولهم: "أهل العمود").[المحرر الوجيز: 7/ 328]

تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت فرقة: "ليكة"، وقرأت فرقة: "الأيكة"، وقد تقدم.
ثم أخبر تعالى أن هؤلاء المذكورين هم الأحزاب، وضرب بهم المثل لقريش في أنهم كذبوا، ثم أخبر أن عقابه حق على جميعهم، أي فكذلك يحق عليكم أيها المكذبون بمحمد عليه الصلاة والسلام، وفي قراءة ابن مسعود: "إن كل لما"، وحكى أبو عمرو الداني أن فيها: "إن كلهم إلا كذب"). [المحرر الوجيز: 7/ 328]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق * وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب * اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق * والطير محشورة كل له أواب * وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}
"ينظر" بمعنى: ينتظر، وهذا إخبار من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، صدقه الوجود، فالصيحة - على هذا التأويل - عبارة عن جميع ما نابهم من قتل وأسر وغلبة، وهذا كما تقول: صاح فيهم الدهر، وقال قتادة: توعدهم بصيحة القيامة والنفخ في الصور، قال الثعلبي: روي هذا التفسير مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقالت طائفة: توعدهم تعالى بصيحة يهلكون بها في الدنيا، وعلى هذين التأويلين فمعنى الكلام أنهم بمدرج عقوبة، وتحت أمر خطير، ما ينتظرون فيه إلا الهلكة، وليس معناه التوعد بشيء معين ينتظره محمد صلى الله عليه وسلم فيه كالتأويل الأول. وقرأ الجمهور: "فواق" بفتح الفاء، وقرأ حمزة، والكسائي، وابن وثاب، والأعمش، وأبو عبد الرحمن: "فواق" بضم الفاء. قال ابن عباس، وغيره: هما بمعنى واحد، أي: ما لها من انقطاع وعودة، بل هي متصلة حتى مهلكهم، ومنه: "فواق الحلبة": المهلة التي بين الشخبتين، وجعلوه مثل قصاص الشعر وقصاصه، وغير ذلك، ومنه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من رابط فوق ناقة حرم الله جسده على النار". وقال ابن زيد، وأبو عبيدة، ومؤرج، والفراء: المعنى مختلف، الضم كما تقدم من معنى فواق، والفتح بمعنى الإفاقة، أي: ما يكون لهم بعد هذه الصيحة إفاقة ولا استراحة، ففواق مثل جواب، من أجاب). [المحرر الوجيز: 7/ 328-329]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر عز وجل عنهم أنهم قالوا: {ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب}، والقط: الحظ والنصيب، والقط أيضا: الصك والكتاب من السلطان بصلة ونحوه، ومنه قول الأعشى:
ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بغبطته يعطي القطوط ويأفقوهو من، قططت، أي: قطعت. واختلف الناس في "القط" هنا، ما أرادوا به؟ فقال سعيد بن جبير: أرادوا به: عجل لنا نصيبنا من الخير والنعيم في دنيانا، وقال أبو العالية، والكلبي: أرادوا: عجل لنا صحفنا بأيماننا، وذلك لما سمعوا في القرآن أن الصحف تعطى يوم القيامة بالأيمان والشمائل قالوا ذلك، وقال ابن عباس، وغيره: أرادوا ضد هذا من العذاب ونحوه، فهذا نظير قولهم: {فأمطر علينا حجارة من السماء}. وقال السدي: المعنى: أرنا منازلنا في الجنة حتى نتابعك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله
وعلى كل تأويل، فكلامهم خرج على جهة الاستخفاف والهزء، ويدل على ذلك ما علم من كفرهم واستمر، ولفظ الآية يعطي إقرارا بيوم الحساب). [المحرر الوجيز: 7/ 329-330]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مبيّنًا أنّه المتصرّف في ملكه الفعّال لما يشاء الّذي يعطي من يشاء ما يشاء ويعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء ويهدي من يشاء ويضلّ من يشاء وينزّل الرّوح من أمره على من يشاء من عباده ويختم على قلب من يشاء، فلا يهديه أحدٌ من بعد اللّه وإنّ العباد لا يملكون شيئًا من الأمر وليس إليهم من التّصرّف في الملك ولا مثقال ذرّةٍ وما يملكون من قطميرٍ؛ ولهذا قال تعالى منكرًا عليهم: {أم عندهم خزائن رحمة ربّك العزيز الوهّاب} أي: العزيز الّذي لا يرام جنابه الوهّاب الّذي يعطي ما يريد لمن يريد.
وهذه الآية شبيهةٌ بقوله: {أم لهم نصيبٌ من الملك فإذًا لا يؤتون النّاس نقيرًا أم يحسدون النّاس على ما آتاهم اللّه من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكًا عظيمًا فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه وكفى بجهنّم سعيرًا} [النّساء: 53: 55] وقوله {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربّي إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورًا} [الإسراء: 10] وذلك بعد الحكاية عن الكفّار أنّهم أنكروا بعثة الرّسول البشريّ وكما أخبر تعالى عن قوم صالحٍ [عليه السّلام] حين قالوا: {أؤلقي الذّكر عليه من بيننا بل هو كذّابٌ أشرٌ سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} [القمر: 25: 26]). [تفسير ابن كثير: 7/ 55]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {أم لهم ملك السّموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} أي: إن كان لهم ذلك فليصعدوا في الأسباب.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ وقتادة وغيرهم: يعني طرق السّماء.
وقال الضّحّاك: فليصعدوا إلى السّماء السّابعة). [تفسير ابن كثير: 7/ 56]

تفسير قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {جندٌ ما هنالك مهزومٌ من الأحزاب} أي: هؤلاء الجند المكذّبون الّذين هم في عزّةٍ وشقاقٍ سيهزمون ويغلبون ويكبتون كما كبت الّذين من قبلهم من الأحزاب المكذّبين وهذه كقوله: {أم يقولون نحن جميعٌ منتصرٌ سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} وكان ذلك يوم بدرٍ {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ} [القمر: 44: 46]). [تفسير ابن كثير: 7/ 56]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وفرعون ذو الأوتاد (12) وثمود وقوم لوطٍ وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب (13) إن كلٌّ إلّا كذّب الرّسل فحقّ عقاب (14) وما ينظر هؤلاء إلّا صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ (15) وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب (16) اصبر على ما يقولون}
يقول تعالى مخبرًا عن هؤلاء القرون الماضية، وما حلّ بهم من العذاب والنّكال والنّقمات في مخالفة الرّسل وتكذيب الأنبياء وقد تقدّمت قصصهم مبسوطةً في أماكن متعدّدةٍ.
وقوله: {أولئك الأحزاب} أي: كانوا أكثر منكم وأشدّ قوّةً وأكثر أموالًا وأولادًا فما دافع ذلك عنهم من عذاب اللّه من شيءٍ لـمّا جاء أمر ربّك ولهذا قال: {إن كلٌّ إلا كذّب الرّسل فحقّ عقاب} فجعل علّة هلاكهم هو تكذيبهم بالرّسل فليحذر المخاطبون من ذلك أشدّ الحذر). [تفسير ابن كثير: 7/ 56]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ} قال مالكٌ عن زيد بن أسلم: أي ليس لها مثنويّةٌ أي: ما ينظرون إلّا السّاعة أن تأتيهم بغتةً فقد جاء أشراطها أي: فقد اقتربت ودنت وأزفت وهذه الصّيحة هي نفخة الفزع الّتي يأمر اللّه إسرافيل أن يطوّلها، فلا يبقى أحدٌ من أهل السّماوات والأرض إلّا فزع إلّا من استثنى اللّه عزّ وجلّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 56]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب} هذا إنكارٌ من اللّه على المشركين في دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب، فإنّ القطّ هو الكتاب وقيل: هو الحظّ والنّصيب.
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والضّحّاك والحسن وغير واحدٍ: سألوا تعجيل العذاب -زاد قتادة كما قالوا: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32]
وقيل: سألوا تعجيل نصيبهم من الجنّة إن كانت موجودةً أن يلقوا ذاك في الدّنيا. وإنّما خرج هذا منهم مخرج الاستبعاد والتّكذيب.
وقال ابن جريرٍ: سألوا تعجيل ما يستحقّونه من الخير أو الشّرّ في الدّنيا وهذا الّذي قاله جيّدٌ، وعليه يدور كلام الضّحّاك وإسماعيل بن أبي خالدٍ واللّه أعلم).[تفسير ابن كثير: 7/ 56-57]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة