العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 رمضان 1432هـ/20-08-2011م, 11:13 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي سورة النحل

الناسخ والمنسوخ في سورة النحل

عناصر الموضوع
الآيات المنسوخة في سورة النحل
مواضع النسخ في سورة النحل
...- الموضع الأول : قوله تعالى: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا (67)}
...- الموضع الثانى : قوله تعالى : {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِين (82)}
...- الموضع الثالث : قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}
...- الموضع الرابع : قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}
...- الموضع الخامس : قوله تعالى : {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}
...- الموضع السادس : قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)}
...- الموضع السابع : قال تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 07:05 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي مقدمات

عدد الآيات المنسوخة في سورة النحل
قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم ابن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ) قال: (وقال تعالى في سورة النحل: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان}.... إلى قوله تعالى: {عظيمٌ}.نسخها [قوله] : {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ}.). [الناسخ والمنسوخ للزهري: 29]
قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ) حدثنا همّام بن يحيى البصري قال:(ومن سورة النحل
وعن قوله عز وجل: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} فأما الرزق فهو ما أحل مما يأكلون وينبذون ويخللون ويعصرون وأما السكر فهو خمر الأعاجم فأنزل الله عز وجل هذه الآية والخمر يومئذ لهم حلال ثم جاء تحريم الخمر في سورة المائدة فقال: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر} قرأ إلى آخرها ).[الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/44]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة النحل: قيل أنزل منها بمكة أربعون آية من أولها، وباقيها بالمدينة وفيها خمس آيات منسوخات
أولاهن: قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا..}...
الآية الثانية: قوله تعالى: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ..}...
الآية الثالثة: قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه..}...
الآية الرابعة: قوله تعالى: {وجادلهم..}). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 43]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة النّحل
قال أبو جعفرٍ حدّثنا يموتٌ، بإسناده عن ابن عبّاسٍ، قال: " وسورة النّحل نزلت بمكّة فهي مكّيّةٌ سوى ثلاث آياتٍ من آخرها فإنّهنّ نزلن بين مكّة والمدينة في منصرف رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم من أحدٍ وذلك أنّه قتل حمزة بن عبد المطّلب ومثّل به المشركون فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «لئن أظفرني اللّه بهم لأمثّلنّ بثلاثين منهم» فقال أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: واللّه يا رسول اللّه لئن أظفرنا اللّه بهم لنمثّلنّ بهم تمثيلًا لم يمثّل به أحدٌ من العرب، فأنزل اللّه تعالى بين مكّة والمدينة ثلاث آياتٍ وهنّ قوله تعالى {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [النحل: 126]
وما نزل بين مكّة والمدينة فهو مدنيٌّ
قال أبو جعفرٍ: في هذه السّورة موضعان يصلحان في هذا الكتاب
أحدهما قوله تعالى: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا}...
والموضع الآخر قوله تعالى: {وجادلهم بالّتي هي أحسن}). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/484]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة النّحل
من أعاجيب القرآن نزلت بمكّة وقالت طائفة نزلت بالمدينة والصّحيح أنه نزل من أولها إلى رأس أربعين آية بمكّة ومن رأس الأربعين إلى أخّرها بالمدينة تحتوي من المنسوخ على أربع آيات بإجماع وخمس آيات بخلاف
الآية الأولى قوله تعالى {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتّخذون منه سكراً ورزقاً حسناً}...
الآية الثّانية قوله تعالى {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين} ...
الآية الثّالثة قوله تعالى {من كفر بالله من بعد إيمانه}...
الآية الرّابعة قوله تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}...
الآية الخامسة قوله تعالى {واصبر} نسخ الصّبر بآية السّيف). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 113-114]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر الآيات اللّواتي ادّعي عليهنّ النّسخ في سورة النّحل.). [نواسخ القرآن: 383]

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (سورة النحل (مكية)
سوى ثلاث آيات نزلن في منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من أحد....
قوله تعالى: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا}: من تأوّل أن السّكر في الآية: خمور الأعاجم، قال: هو منسوخ بتحريم الخمر في المائدة وغيرها...
قوله تعالى: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها}...
قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرًا}...
قوله تعالى: {وجادلهم بالّتي هي أحسن}). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 331-336]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر الآيات اللّواتي ادّعي عليهنّ النّسخ في سورة النّحل
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكراً ورزقاً حسناً}
...
ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين}...
ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {وجادلهم بالّتي هي أحسن}...
ذكر الآية الرّابعة: قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصّابرين}...
ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: {واصبر وما صبرك إلاّ باللّه ولا تحزن عليهم}). [نواسخ القرآن: 383-389]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة النحل
الأولى: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكراً ورزقاً حسناً}
...
الثانية: {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين}...
الثالثة: {وجادلهم بالّتي هي أحسن}...
الرابعة: {وإن عاقبتم فعاقبوا0 بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصّابرين}...
الخامسة: {واصبر وما صبرك إلّا باللّه ولا تحزن عليهم}).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 41-43]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة النحل : فيها خمس مواضع:
الأول: قوله عز وجل: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا}...
الثاني: قوله عز وجل: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين}...
الثالث: قوله عز وجل: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ}...
الرابع: قوله عز وجل: {وجادلهم بالتي هي أحسن}...
الخامس: قوله عز وجل: {واصبر وما صبرك إلا بالله}) [جمال القراء:1/327-329]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 07:36 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله عز وجل: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا (67)}

قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ) حدثنا همّام بن يحيى البصري قال: (ومن سورة النحل

وعن قوله عز وجل: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} فأما الرزق فهو ما أحل مما يأكلون وينبذون ويخللون ويعصرون وأما السكر فهو خمر الأعاجم فأنزل الله عز وجل هذه الآية والخمر يومئذ لهم حلال ثم جاء تحريم الخمر في سورة المائدة فقال: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر} قرأ إلى آخرها ).[الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/44]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (أولاهن: قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا...} الآية [67 مكية / النحل / 16] نسخت بقوله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم} [33 / الأعراف / 7]
يعني الخمر وقيل بقوله: {فهل أنتم منتهون} [91 مدنية / المائدة / 5] أي انتهوا). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 43]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (قال أبو جعفرٍ: في هذه السّورة موضعان يصلحان في هذا الكتاب ، أحدهما قوله تعالى: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} [النحل: 67]
قال أبو جعفرٍ حدّثنا أحمد بن محمّد بن نافعٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن الأسود بن قيسٍ، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عبّاسٍ، أنّه سئل عن هذه الآية، {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} [النحل: 67] قال: «السّكر ما حرّم من ثمراتها والرّزق الحسن ما حلّ من ثمراتها»
قال عبد الرّزّاق، وأخبرنا معمرٌ، عن قتادة، {تتّخذون منه سكرًا} [النحل: 67] قال: «خمور الأعاجم ونسخت في سورة المائدة» قال: «والرّزق الحسن ما ينتبذون ويخلّلون ويأكلون»
قال أبو جعفرٍ: والقول في أنّها منسوخةٌ يروى عن سعيد بن جبيرٍ ومجاهدٍ، والشّعبيّ، وإبراهيم النّخعيّ، وأبي رزينٍ
قال أبو جعفرٍ: الحقّ في هذا أنّه خبرٌ لا يجوز فيه نسخٌ ولكن يتكلّم العلماء بشيءٍ فيتأوّل عليهم ما هو غلطٌ لأنّ قول قتادة: «ونسخت يعني الخمر
أي نسخت إباحتها والدّليل على هذا
أنّ سعيدًا روى عن قتادة، قال: نزلت هذه الآية: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} [النحل: 67] والخمر يومئذٍ حلالٌ ثمّ أنزل اللّه بعد تحريمها في سورة المائدة "
قال أبو جعفرٍ: وهذا قولٌ حسنٌ صحيحٌ أخبر اللّه تعالى أنّهم يفعلون هذا ونزل قبل تحريم الخمر على أنّ جماعةً من أهل العلم والنّظر قالوا غير ما تقدّم منهم أبو عبيدة
قال السّكر الطّعم وقال غيره السّكر ما سدّ الجوع مشتقٌّ من قولهم سكرت النّهر أي سددته فتتّخذون منه سكرًا على هذا ما كان من العجوة والرّطب وهو معنى قول أبي عبيدة إذا شرح ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/485-487]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الأولى قوله تعالى {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتّخذون منه سكراً ورزقاً حسناً} أي وتعدلون عن الرزق الحسن وهذه الآية ظاهرها التعداد بالنعمة وباطنها توبيخ وتعيير ونسخت بالآية الّتي في سورة المائدة وهي قوله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا إنّما الخمر} إلى قوله {لعلّكم تفلحون} وموضع التّحريم قوله تعالى {فاجتنبوه} وقيل موضع التّحريم قوله تعالى {فهل أنتم منتهون}). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 113]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا}:
من تأوّل أن السّكر في الآية: خمور الأعاجم، قال: هو منسوخ بتحريم الخمر في المائدة وغيرها.
وقيل: إن هذا لم ينسخ لأن الله لم يأمرنا باتخاذ ذلك ولا أباحه لنا
في هذه الآية، إنما أخبرنا بما كانوا يصنعون من النخيل من السّكر الذي حرّمه الله في المائدة.
وقيل: إن هذا الخبر وشبهه جائزٌ نسخه، والأخبار على ضربين:
- ضربٌ يخبرنا الله به عن شيءٍ أنه كان أو أنه يكون، وهذا لا يجوز نسخه وكذلك إذا أخبرنا عن شيءٍ بأن يخبرنا الله أنه ما كان أو أنه لا يكون تعالى الله عن ذلك.
- والضّرب الثاني من الخبر هو الذي يجوز نسخه: وهو أن يخبرنا أن قومًا فعلوا شيئًا، أو استباحوا أمرًا، وتمتعوا به، ولم يحرّم ذلك عليهم، ثم يخبرنا الله أنه محرّمٌ علينا، فينسخ ما أخبرنا به أنه كان مباحًا لمن كان قبلنا، فهذا نسخ المسكوت عنه من فهم الخطاب لأنه قد فهم من قوله: {تتّخذون منه سكرًا} أنه كان مباحًا لهم، فسكت عن حكمنا فيه، فجاز أن يكون مباحًا لنا أيضًا، ثم نسخ جواز إباحته لنا بالتحريم في المائدة، ولو أخبرنا في موضعٍ آخر أنهم لم يتخذوا منه
سكرًا لكان هذا نسخ الخبر، وهذا لا يجوز على الله جلّ ذكره لأنه تعالى لا يخبر بالأخبار إلا على حقيقتها.
ومن قال: إن السّكر: الطعم، وهو قول أبي عبيدة، أو قال السّكر: ما سدّ الجوع، فلا يجوز فيه نسخٌ على هذا). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 331-332]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكراً ورزقاً حسناً}.
اختلف المفسّرون بالمراد بالسكر على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنّه الخمر. قاله ابن مسعودٍ، وابن عمر، وابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهم.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا أبو الفضل البقّال، قال: أبنا أبو الحسن بن بشران، قال: أبنا إسحاق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد ابن حنبلٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني حجّاجٌ عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {تتّخذون منه سكراً} قال: النّبيذ فنسختها: {إنّما الخمر والميسر} الآية.
أخبرنا ابن ناصرٍ، قال: أبنا ابن أيّوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا أبو بكر النجاد، قال: بنا أبو داود السجستاني، قال: بنا حفص بن عمر، قال:
بنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم، والشّعبيّ، وأبي رزينٍ أنهم قالوا: {تتّخذون منه سكراً} (قالوا) هذه منسوخةٌ.
أخبرنا المبارك بن عليٍّ، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريشٍ، قال: أبنا إبراهيم بن عمر، قال: أبنا محمّد بن إسماعيل بن العباس، قال: بنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا عبد اللّه بن الصّبّاح، قال: بنا أبو علي الحنفي، قال: بنا إسرائيل عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {تتّخذون منه سكراً}، قال: الخمر.
أخبرنا عبد الوهّاب الحافظ، قال: أبنا أبو طاهرٍ الباقلاويّ، قال: أبنا أبو عليّ بن شاذان، قال: أبنا عبد الرحمن بن الحسن قال: بنا إبراهيم ابن الحسين قال: بنا آدم، قال بنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهد {تتّخذون منه سكراً} قال: السّكر: الخمر قبل تحريمها، وهذا قول الحسن وابن أبي ليلى والزّجّاج، وابن قتيبة ومذهب أهل هذا القول أنّ هذه الآية
نزلت (إذ كانت) الخمر مباحةٌ ثمّ نسخت بقوله: {فاجتنبوه} ومن صرّح بأنّها منسوخةٌ سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ، والشّعبيّ، وقتادة، والنّخعيّ.
ويمكن أن يقال على هذا القول ليست بمنسوخةٍ، ويكون المعنى: أنّه خلق لكم هذه الثّمار لتنتفعوا بها على وجهٍ مباحٍ، فاتّخذتم أنتم منها ما هو محرّمٌ عليكم. ويؤكّد هذا أنّها خبرٌ والأخبار لا تنسخ وقد ذكر نحو هذا المعنى الّذي ذكرته (أبو الوفاء) ابن عقيلٍ فإنّه قال: ليس في الآية ما يقتضي إباحة السّكر، إنّما هي معاتبةٌ وتوبيخٌ.
والقول الثّاني: أنّ السّكر الخلّ بلغة الحبشة روي عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما.
وأخبرنا المبارك بن عليٍّ، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريشٍ، قال: أبنا إبراهيم بن عمر، قال: أبنا محمّد بن إسماعيل، قال: بنا أبو بكر ابن أبي داود، قال: بنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي عن الحسين بن الحسن بن عطيّة، عن أبيه عن عطيّة، قال: قال ابن عمر أنّ الحبشة يسمّون الخلّ السّكر. وقال الضّحّاك: هو الخلّ بلسان اليمن.
والثّالث: أنّ السّكر: الطّعم. يقال هذا له سكرٌ أي: طعمٌ. وأنشدوا: جعلت (عنب الأكرمين سكرًا).
قاله: أبو عبيدة، فعلى هذين القولين الآية محكمةٌ.). [نواسخ القرآن: 383-385]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الأولى: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكراً ورزقاً حسناً} في السكر أقوال أحدها الخمر فنسخت بقوله {فاجتنبوه} 0 ويمكن أن تكون محكمة ويكون المعنى إنما رزقناكم عنبا فتخذتم منه السكر والثاني أنه الخل بلغة الحبشة والثالث أنه الطعم يقال هذا سكر أي طعم فعلى هذا الآية محكمة).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 41-42]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الأول: قوله عز وجل: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} الآية [النحل: 67] قالوا: نسخت بقوله عز وجل في "المائدة": {فاجتنبوه} الآية [المائدة: 90] أو بقوله سبحانه: {فهل أنتم منتهون} الآية [المائدة: 91] وليس هذا بمنسوخ بهذا: لأن الله عز وجل أخبر عن حالهم في سورة "النحل" وعما كانوا يفعلون ولم يبح لهم بذلك الخمر ولا أمر باتخاذها.
قالوا: وهذا الخبر وشبهه جائز نسخه؛ لأن الخبر على ضربين: ضرب لا يجوز نسخه مثل أن يخبر الله عز وجل عن شيء أنه كان، أو أنه سيكون.
وضرب يجوز نسخه مثل أن يخبرنا عز وجل عن قوم أنهم فعلوا شيئا واستباحوه أو تمتعوا به ولم يحرم ذلك عليهم، ثم أخبرنا أنه محرم علينا، فنسخ ما كان أخبرنا به أنه كان مباحا لمن كان قبلنا، فهذا نسخ المسكوت عنه من فهم الخطاب؛ لأنه قد فهم من قوله: {تتخذون منه سكرا} الآية [النحل: 67] أي: كان مباحا لهم، وسكت عن حكمنا فيه، فجاز أن يكون لنا مباحا أيضا ثم نسخ جواز إباحته بالتحريم في "المائدة".
وهذا غير صحيح؛ لأنا لم نفهم من قوله عز وجل: {تتخذون منه سكرا} الآية [النحل: 67] أنه كان مباحا لهم، ولو فهمنا ذلك مثلا لم ندر ما حكمه فيه علينا، فكما يجوز أن يكون مباحاً لنا كذلك يجوز أن يكون محرما علينا.
ثم إن القرآن إنما ينسخ القرآن وليس تجويزنا أن يكون مباحا لنا بقرآن فينسخ، على أن الله عز وجل قد أومأ إلى تحريمه وعرض بذمه بقوله عز وجل بعده: {ورزقا حسنا} الآية [النحل: 67] فأشار بذلك إلى أن السكر رزق مذموم غير حسن.
وقال أبو عبيدة: السكر: الطعم، وقيل: السكر: ما سد الجوع. وفيما قدمته ما يغني عن هذين التأويلين). [جمال القراء:1/327]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 08:09 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قوله تعالى : {
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِين (82)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثانية: قوله تعالى: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ...} الآية [82 مكية / النحل / 16] نسخت بآية السيف). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 43-44]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّانية قوله تعالى {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين} نسخت بآيةالسّيف). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 113]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين}.
قال كثيرٌ من المفسّرين: إنّها منسوخةٌ بآية السّيف، وقد بيّنّا في نظائرها أنّه لا حاجة بنا إلى (ادّعاء) النّسخ في مثل هذه.). [نواسخ القرآن: 385]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الثانية: {فإن تولّوا فإنّما عليك البلاغ المبين} قالوا نسختها آية السّيف وقد بيّنّا في نظائرها أنّه لا حاجة إلى ادعاء النسخ).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 42]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الثاني: قوله عز وجل: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين} الآية [النحل: 82] قالوا: نسخ بآية السيف، وقد تقدم مثل هذا والجواب عنه، وإنما المعنى: فإنما عليك البلاغ وليس عليك هداهم). [جمال القراء:1/327-328]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 08:10 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} الآية:
أمر الله عباده في هذه الآية أن لا يحنثوا في يمين أكّدوها بالحلف، وكان هذا قبل نزول الكفّارة في المائدة في اليمين، وقبل نزول قوله: {ولا يأتل أولو الفضل منكم} الآية في حلف أبي بكر رضي الله عنه ألاّ ينيل مسطحًا شيئًا أبدًا لما نال من عائشة رضي الله عنها في أمر الإفك.
فنسخ الله ذلك ومنع نقض الأيمان بالكفّارة المذكورة في المائدة، وبما أمر به أبا بكر الصّدّيق رضي الله عنه في قوله: {ولا يأتل أولو الفضل منكم} [النور: 22]، وبقوله: {ولا تجعلوا الله عرضةً لأيمانكم أن تبرّوا} [البقرة: 224] الآية، والنّحل مكّية، والمائدة والبقرة والنور مدنيات، فحسن نسخ المدني للمكّي.
وكان أبو بكر إذا حلف أحبّ ألاّ يحنث، فحنث أبو بكرٍ وكفّر عن يمينه ورجع إلى مسطح ما كان يعطيه، وقال: لا أقطعه عنه أبدًا.
فذلك كلّه ناسخٌ لقوله: {ولا تنقضوا الأيمان}، لأن الكفارة عن اليمين هي نقض اليمين وارتكاب ما حلف عليه وأكّد، نسخ ذلك أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي هو خير منها، وليكفّر عن يمينه)) - وهو حديث صحيح قد تواترت به الأخبار بمعنى واحد وإن اختلفت الألفاظ -.
وقيل: إن الآية محكمةٌ غير منسوخة يراد بها العهود والحلف التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين العرب، وبين بعض العرب وبعض أمروا ألاّ ينقضوا عهودهم بعد أن عقدوها وأكّدوها بالحلف وعلى هذا أكثر الناس في الآية). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 332-333]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 08:18 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني قال محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ): (وقال تعالى في سورة النحل: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}.... إلى قوله تعالى: {عظيمٌ}.
نسخها [قوله] : {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ}.). [الناسخ والمنسوخ للزهري: 29]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثالثة: قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه...} الآية [106 مكية / النحل / 16] نسخت بقوله تعالى: {إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان} [106 / النحل / 16] وقيل بآية السيف). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 44]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّالثة قوله تعالى {من كفر بالله من بعد إيمانه} ثمّ استثنى {إلّا من أكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان} نسخها آخرها ويقال آية السّيف نزلت في فقراء المسلمين الّذين كانوا المشركون يعذبونهم ثمّ نسخها الله تعالى بقوله {إلّا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان} في سورة النّساء). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 113-114]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرًا} الآية:
قال ابن حبيب: هذا منسوخٌ بقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} [النحل: 110] الآية.
قال أبو محمد: وهذا لم يقله أحد غيره، وهو غلط ظاهر، لأنّ نسخ هذا بأن يجازوا بغير ما أخبرنا الله به من مجازاتهم، وذلك لا يجوز على الله جلّ ذكره. وقوله تعالى: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} [النحل: 110]: نزل في صنفٍ آخر غير الصّنف الأوّل، وهم قوم أسلموا ففتنوا عن دينهم ومنعوا من الهجرة، فأخبرنا الله أنهم إذا هاجروا وجاهدوا وصبروا، فإنّه لهم غفور رحيم. وقد قرئ: فتنوا - بالفتح - على معنى أنهم فتنوا غيرهم عن دينهم. {والله غفور رحيم} لهم إذا أسلموا وهاجروا، وجاهدوا. الآية الأولى نزلت في قوم أكرهوا على الكفر، وفي قوم شرحوا صدورهم بالكفر، وفي قوم كفروا بعد إيمانهم، وهذا كلّه في أصنافٍ مختلفةٍ يختلف الحكم فيهم وفي مجازاتهم، فلا ينسخ شيءٌ منه شيئًا.
وأيضًا فإنه خبر، والخبر لا ينسخ، لأنه يصير المنسوخ أخبر به على غير ما هو عليه - ويتعالى الله عن ذلك - وأخبار الله جلّ ذكره كلّها جاريةٌ على حقيقة ما هي به لا يجوز فيها غير ذلك.
وإذا كانت كذلك لم يجز نسخها إلا بشيءٍ على خلاف ما هو به، وهذا كلّه لا يجوز ولا يحسن من الآدميين، فكيف من علاّم الغيوب! - تعالى الله عن ذلك -). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 334-335]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الثالث: قوله عز وجل: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ} الآية [النحل: 106] قال قوم: نسخ هذا بقوله: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} الآية [النحل: 106] وقد بينت أن الاستثناء ليس بنسخ.
وقال قوم: الآية كلها منسوخة بقوله عز وجل: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا} الآية [النحل: 110] يعني أنهم فتنوا عن دينهم، فأخبر عز وجل أنهم إذا هاجروا وجاهدوا وصبروا أنه غفور رحيم، وهذا غلط ظاهر؛ لأن هذا فيمن أسلم بعد أن أكره على الكفر فكفر، وذاك فيمن شرح بالكفر صدرا ودام عليه {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين * أولئك الذين طبع الله على قلوبهم..} إلى قوله: {.. هم الخاسرون} الآية [النحل: 107-109] وقد قرئ: (فتنوا) بفتح الفاء والتاء: أي فتنوا غيرهم عن دينهم ثم أسلموا وتابوا). [جمال القراء:1/328]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 08:25 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى : {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الرابعة: قوله تعالى: {وجادلهم...} [125 / النحل / 16] وقوله:
{واصبر} [128 / النحل] نسختا كلتاهما بآية السيف مع الاختلاف فيهما). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 44]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (والموضع الآخر قوله تعالى: {وجادلهم بالّتي هي أحسن} [النحل: 125] من قال هو منسوخٌ قال نسخه الأمر بالقتال في سورة براءة ومن قال ليس بمنسوخٍ
قال المجادلة بالّتي هي أحسن هي الانتهاء إلى ما أمر اللّه تعالى به، وهذا لا ينسخ ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/487-488]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الرّابعة قوله تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} هذا محكم {وجادلهم بالتّي هي أحسن} منسوخ نسختها آية السّيف وقيل بل آية القتال). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {وجادلهم بالّتي هي أحسن}:
قيل: إن هذا منسوخ بالأمر بالقتال.
وقيل: هو محكم. والمجادلة بالتي هي أحسن: الانتهاء إلى ما أمر الله به، والكفّ عمّا نهى الله عنه. وهذا لا يجوز نسخه. فالآية محكمة). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 336]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {وجادلهم بالّتي هي أحسن}.
اختلف المفسّرون في هذه الآية على أربعة أقوال:
أحدها: أنّ المعنى جادلهم بالقرآن.
والثّاني: بلا إله إلا اللّه، والقولان عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما.
والثّالث: أعرض عن أذاهم إيّاك.
أخبرنا عبد الوهّاب الأنماطيّ قال: أبنا أبو طاهرٍ، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا عبد الرّحمن بن الحسن، قال: أبنا إبراهيم الحسين، قال: أبنا آدم، قال: بنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وجادلهم بالّتي هي أحسن} قال: يقول أعرض عن أذاهم إياك.
والرّابع: جادلهم غير فظٍّ ولا غليظٍ وألن لهم جانبك، قاله الزّجّاج.
وقد ذهب كثيرٌ من المفسّرين إلى أنّ هذه الآية منسوخةٌ بآية السّيف. وفيه بعدٌ، لأنّ المجادلة لا تنافي القتال، ولم يقل له، اقتصر على جدالهم، فيكون المعنى جادلهم فإن أبوا فالسّيف فلا يتوجّه نسخٌ.). [نواسخ القرآن: 386]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الثالثة: {وجادلهم بالّتي هي أحسن} ذهب جماعة إلى نسخها بآية السيف وفيه بعد لأن الجدال لا ينافي القتال ولم يقل اقتصر على جدالهم).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 42-43]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الرابع: قوله عز وجل: {وجادلهم بالتي هي أحسن} الآية [النحل: 125] قالوا: هو منسوخ بآية السيف، وقيل: بل هي محكمة، والتي هي أحسن: اللين، غير فظ غليظ ولا جاف.
وقيل: الانتهاء إلى ما أمر الله به ونهى عنه، وكل ذلك غير منسوخ، وما زال يدعو إلى الله عز وجل بالرفق واللين، وما قاتل قوما قط حتى دعاهم إلى الإيمان وعرضه عليهم وبينه لهم، وأما المفاجأة بالقتال من غير أن يقدم القول والدعاء إلى الإسلام فلا، وأمره صلى الله عليه وسلم وحاله كما قيل:

أناة، فإن لم تغن أردف بعدها وعيدا=فإن لم يغن أغنت صوارمه
). [جمال القراء:1/328-329]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 08:26 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)}

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الرّابعة: قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصّابرين}.
للمفسّرين في هذه الآية قولان:
أحدهما: أنّها (نزلت) قبل براءةٍ، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أن يقاتل من قاتله، ولا يبدأ بالقتال، ثمّ نسخ ذلك وأمر بالجهاد. قاله ابن عباس والضحاك.
أخبرنا عبد الوهّاب، قال: أبنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو طاهرٍ الباقلاويّ، قالا: أبنا أبو عليّ بن شاذان، قال: أبنا أحمد بن كامل، قال: حدثي محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم} فقال: أمر اللّه تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ يقاتل من قاتله، ثمّ نزلت براءةٌ، فهذا من المنسوخ، فعلى هذا القول، يكون المعنى: ولئن صبرتم عن القتال، ثمّ نسخ هذا بقوله: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.
والثّاني: أنّها محكمةٌ، وأنّها نزلت فيمن ظلم ظلامةً فلا يحلّ له أن ينال من ظالمه أكثر ممّا نال الظّلم منه. قاله الشّعبيّ، والنّخعيّ، وابن سيرين، والثّوريّ.
أخبرنا عبد الوهّاب، قال: أبنا أبو طاهرٍ، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا عبد الرّحمن بن الحسن، قال: أبنا إبراهيم بن الحسين، قال: بنا آدم قال بنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم} يقول: لا تعتدوا يعني: محمّدًا وأصحابه. وعلى هذا القول يكون المعنى: ولئن صبرتم على المثلة لا عن القتال. وهذا أصحّ من القول الأول.). [نواسخ القرآن: 387-389]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الرابعة: {وإن عاقبتم فعاقبوا0 بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصّابرين} قال جماعة أمر أن يقاتل من قاتله ولا يبدأ بالقتال ثم نسخ بآية السيف وقال آخرون هي محكمة لأنها فيمن ظلم ظلامةً فلا يحلّ له أن ينال من ظالمه أكثر مما نال ظالمه).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 43]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 08:26 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قال تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)}

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الخامسة قوله تعالى {واصبر} نسخ الصّبر بآية السّيف). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 114]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: {واصبر وما صبرك إلاّ باللّه ولا تحزن عليهم}.
هذه الآية متعلّقةٌ بالّتي قبلها فحكمها حكمها، وقد زعم بعض المفسّرين أنّ الصّبر هاهنا منسوخٌ بآية السيف). [نواسخ القرآن: 389]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الخامسة: {واصبر وما صبرك إلّا باللّه ولا تحزن عليهم} . هذه
متعلقة بالتي قبلها وحكمها حكمها وزعم بعضهم أن الصبر هنا نسخ بآية السيف).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 43]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الخامس: قوله عز وجل: {واصبر وما صبرك إلا بالله} الآية [النحل: 127] قالوا: نسخ الصبر بآية السيف، ولا يصح ما قالوه؛ لأنه قد قال عز وجل قبلها: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} الآية [النحل: 126] فما نزلت إلا بعد الأمر بالقتال، وكان المسلمون قد عزموا على المثلة بالمشركين لما فعل المشركون يوم أحد بحمزة رحمه الله وغيره من المسلمين، وقالوا: (لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب)، فقال لهم الله عز وجل: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم} الآية [النحل: 126] إما عن المثلة المماثلة لما فعل بكم، وإما عن تركها رأسا والاقتصار على القتل دونها، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر وما صبرك إلا بالله} الآية [النحل: 127]؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لما وقف على حمزة رحمه الله فنظر إلى شيء لم ينظر قط إلى شيء كان أوجع لقلبه منه، ونظر إليه وقد مثل به فقال: ((رحمة الله عليك، فإنك كنت – ما علمتك – فعولا للخيرات، وصولا للرحم، ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى. أما والله مع ذلك لأمثلن بسبعين منهم)) فنزل جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم واقف – بخواتيم سورة النحل: {وإن عاقبتم..} الآيات الثلاث، فصبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكفر عن يمينه ولم يمثل بأحد.
فقوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر} كما يقال لمن يعزي في مصيبة: اصبر واحتسب، وهذا حكم باق إلى يوم القيامة لم ينسخ، وكل من نزلت به نازلة فهو مأمور بالصبر، وهذه السورة مكية إلا الآيات الثلاث). [جمال القراء:1/329]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة