العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 04:46 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (11) إلى الآية (16) ]

{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}


قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11)}
قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)}
قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13)}
قوله تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)}
قوله تعالى: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)}
قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 04:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (17) إلى الآية (20) ]

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20)}


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فبشّر عبادي)
[معاني القراءات وعللها: 2/336]
روى عبيد عن شبل عن ابن كثير (عبادي الذين)، نصبًا، وكذلك روى ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو، وعبّاس عن أبي عمرو بنصب الياء وروى عبيد عن أبي عمرو: وإن كانت رأس آية وقفت " عباد)، وإن لم تكن رأس آية قلت: (عبادي الذين).
قال: وقراءته القطع، وهي آية في عدد أهل الكوفة، وأهل البصرة، وأهل المدينة الأخير.
وقرأ الباقون (عباد الذين) محذوفة الياء.
وقد مرّ القول في أمثال هذه الياء). [معاني القراءات وعللها: 2/337]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو وحده: فبشر عبادي. الذين [الزمر/ 17، 18] بنصب الياء في رواية أبي عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه، وقال عباس سألت أبا عمرو فقرأ: فبشر عبادي. الذين بنصب الياء، وقال عبيد عن أبي عمرو إن كانت رأس آية وقفت، وإن لم تكن رأس آية قلت: عبادي. الذين*، فقراءته القطع.
القطعي عن عبيد عن شبل عن ابن كثير وأهل مكّة: فبشر عبادي. الذين بنصب الياء.
وقرأت على قنبل عن النّبال عن أصحابه عن ابن كثير: عباد. الذين بكسر الدال من غير ياء.
وقرأ الباقون: عباد. الذين بغير ياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/93]
التسكين في الياء حسن، والتحريك فيها أيضا حسن). [الحجة للقراء السبعة: 6/94]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ الحسن: [اجْتَنِبُوا الطَّواغِيتَ].
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على حديث الطاغوت وأنه مقلوب، ووزنه فلعوت من طغيت، وقالوا أيضا: طغوت. وقولهم: طغيان دليل على أن اللام ياء، فأصله إذا طغيوت، مصدر كالرغبوت والرهبوت والملكوت، ثم قدمت اللام على العين، فصارت طيغوت، ثم قلبت الياء-لتحركها وانفتاح ما قبلها ألفا، فصارت طاغوت، وكان قياسه إذا كسر أن يقال: طياغيت، إلا أنه ينبغي أن يكون الطواغيت جاء على لغة من قال: طغوت.
ومثال طواغيت -على ما ترى- فلاعيت، وتبني مثلها من ضرب فتقول: ضاربتن ومن قتل قلاتيت، ومن وأيت ويائيت.
ومثلها سواء الحانوت، وهي في الأصل حنووت، فعلوت من حنوت؛ لأن الحانوت يحنو على ما فيه، ثم قدمت اللام على العين، فصار حونوت، ثم انقلبت الواو كما انقلبت في طوغوت، فصار حانوت، ووزنها فلعوت، وعليه قالوا في تكسيرها: حوانيت، وهي فلاعيت.
والحانة محذوفة اللام، كالبالة من باليت، وعليه قال عمارة:
وكيف لنا بالشرب فيها وما لنا ... دنانير عند الحانوي ولا نقد؟
فهذا على النسبة، إلى ناجية ناجوى.
ويجوز في الطواغيت وجه آخر، وهو أن يكون من طغيت، إلا أنه لما قدم اللام وقبلها،
[المحتسب: 2/236]
فصارت إلى طاغوت - أشبهت فاعوا، فكسرها بالواو، كعاقول وعواقيل، وساجور وسواجير، لا سيما وقد كثر عنهم التخليط في هذا المثال. ألا تراهم قالوا: شيراز، ثم كسروا فقالوا: شواريز، فيما حكاه أبو الحسن. وقياسه شياريز، أو شراريز. والوجه الأول أقرب مأخذا، وهذا الثاني أيضا مقبول على ما ترى). [المحتسب: 2/237]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)}
قوله تعالى: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)}
قوله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 04:56 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (21) إلى الآية (23) ]

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21) أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21)}
قوله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22)}
قوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 04:58 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (24) إلى الآية (26) ]

{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26)}


قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24)}
قوله تعالى: {كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (25)}
قوله تعالى: {فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (27) إلى الآية (29) ]

{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)}
قوله تعالى: {قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)}
قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ورجلاً سالمًا لرجلٍ (29)
[معاني القراءات وعللها: 2/337]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (سالمًا) بألف مكسورة اللام.
وقرأ الباقون (سلمًا لرجل).
قال أبو منصور: من قرأ (سالمًا) فمعناه: الخالص، وقد سلم يسلم فهو سالمٌ ومن قرأ (سلمًا) فهو مصدر، كأنه قال: ورجلاً ذا سلم لرجل، والمصدر يقوم مقام الفاعل.
وتفسير الآية مشبع في كتاب (تقريب التفسير) ). [معاني القراءات وعللها: 2/338]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو: ورجلا سالما لرجل [الزمر/ 29] بألف.
وقرأ الباقون: سلما، وروى أبان عن عاصم: سالما مثل أبي عمرو.
قال أبو علي: حدثت عن الحسيني: قال: حدّثنا أحمد بن المفضل، قال: حدّثنا أسباط عن السّدي في قوله: ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون [الزمر/ 29] قال: هذا مثل لأوثانهم.
وقال قتادة: ضرب الله مثلا ورجلا فيه شركاء متشاكسون، قال: هذا المشرك تنازعته الشياطين فقرنه بعضهم ببعض، ورجلا سلما لرجل، قال: هو المؤمن، أخلص الدعوة لله والعبادة، وقال أبو عبيدة: متشاكسون: مجازها من الرجل الشكس، وسالما وسلما لرجل أي: صلح.
وزعموا أن أبا عمرو فسّر سالما: خالصا له، وأنشد غير أبي عبيدة:
أكوي الأسرّين وأحسم النّسا خلقت شكسا للأعادي مشكسا من شاء من حرّ الجحيم استقبسا
[الحجة للقراء السبعة: 6/94]
قوله: رجلا فيه شركاء، تقديره: في أتباعه أو في شيعته، ويقوي قراءة من قرأ: سالما لرجل قوله: فيه شركاء متشاكسون، فكما أنّ الشريك عبارة عن العين، وليس باسم حدث، كذلك الذي بإزائه ينبغي أن يكون فاعلا، ولا يكون اسم حدث، ومن قال: سلما لرجل أو سلما* فهما مصدران وليسا بوصفين: كحسن، وبطل ونقض، ونضو، ولكنه مصدر لسلم سلما، وسلما، ونظيره في أنه على فعل وفعل: الشّبه والشبه، وقالوا: ربح ربحا وربحا، وكذلك سلم سلما وسلما وسلامة، حكى السلامة أحمد بن يحيى، والمعنى فيمن قال سلما ذا سلم، فيكون التقدير: ضرب الله مثلا رجلا له شركاء ورجلا ذا سلم، قال أبو الحسن: سلم من الاستسلام، وقال غيره: السّلم خلاف المحارب.
قال أبو علي: ويدلّ على أنّ سلم وسلم مصدران قول الشاعر:
أنائل إنّني سلم لأهلك فاقبلي سلمي فهذا يدلّ على أنّه حدث مثل: اقبلي عذري، واقبلي قولي، ونحو ذلك ممّا يكون عبارة عن حدث). [الحجة للقراء السبعة: 6/95]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (ورجلا سالما) بالألف وكسر اللّام أي خالصا للرجل كذا جاء في التّفسير وهو اسم الفاعل على سلم فهو سالم وحجتهما قوله {فيه شركاء متشاكسون} فكما أن
[حجة القراءات: 621]
الشّريك عبارة عن العين وليس باسم حدث كذلك الّذي بإزائه ينبغي أن يكون فاعلا ولا يكون اسم حدث وكذلك اختارها أبو عبيد وقال إن الخالص هو ضد المشترك وأما السّلم فإنّما ضد المحارب ولا موضع للحرب ها هنا
وقرأ الباقون {سلما} بغير ألف ومع اللّام وهو مصدر سلم سلما وحجتهم قوله {متشاكسون} لأن معناه متنازعون يدعيه كل واحد منهم ثمّ وصف من هو ضد هذه الحال ممّن لا تنازع فيه ولا اختصام فقال رجلا سلما لرجل وكان معلوما أن السّلم ضد التّنازع فكان تأويله ورجلا سلم لرجل فلم ينازع فيه ومنه قيل للسلف سلم لأنّه سلم إلى من استسلفه). [حجة القراءات: 622]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {ورجلًا سلمًا لرجل} قرأه أبو عمرو وابن كثير بألف وكسر اللام، على وزن «فاعل» وقرأ الباقون بغير ألف على وزن «فعل».
وحجة من أثبت الألف أنه قصد به العين والشخص، دليله قوله: {فيه شركاء مشاكسون} فأتى الخبر للشخص، فالمعنى: ورجلًا خالصًا لرجل، ويقوي ذلك نعت لرجل، والأسماء تُنعت بالأسماء، و{سلمًا} مصدر، والنعت بالمصدر قليل، فحمله على الأكثر أولى.
7- وحجة من قرأ بغير ألف وفتح اللام أنه حمله على معنى ما تقدمه، وذلك أنه تعالى قال: {ضرب الله مثلًا رجلًا فيه شركاء متشاكسون}، أي: متنازعون، أي: يدعيه كل واحد منهم، ثم وصف من هو ضده ممن لا يتنازع فيه، فقال: {ورجلًا سلمًا لرجل} أي: مسلمًا؛ لأنه لا يتنازع فيه، فالسلم ضد التنازع، فهو أليق به من «سالمًا» الذي معناه خالصًا، وأيضًا فإن نعت الرجل بالمصدر جائز، كما قالوا: رجل صوم ورجل إقبال وإدبار، ودرهم ضرب الأمير، والقراءة بغير ألف ألف أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/238]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وَرَجُلًا سَلَمًا} [آية/ 29] بالألف:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.
[الموضح: 1112]
والوجه أن المراد: ورجلاً خالصًا، وهو اسم الفاعل من سلم يسلم، أي خلص يخلص.
وقرأ الباقون {سَلَمًا} بغير ألف.
والوجه أن السلم بفتح السين واللام والسلم بكسر السين وإسكان اللام مصدران لسلم، كما يُقال ربح ربحًا وربحًا، والمعنى ورجلاً، ذا سلمٍ أي ذا سلامةٍ.
وقال بعضهم: سلم من الاستسلام، والمعنى ذا استسلام، وقال آخرون: سلم ههنا خلاف المحارب). [الموضح: 1113]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (30) إلى الآية (35) ]

{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}


قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)}
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)}
قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي صالح الكوفي ومحمد بن جحادة وعكرمة بن سليمان: [وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَقَ بِهِ]، خفيفة.
قال أبو الفتح: قوله: [وصَدَقَ به]، خفيفة - ضرب في الثناء على المؤمن، فهو كقولك: الذي يأمر بالمعروف، ويتبع سبيل الخير فيه - مثاب عند الله، فكذلك قوله: [وَصَدَقَ بِه]، أي: استحق اسم الصدق في مجيئه به، فمن أمره كذا). [المحتسب: 2/237]

قوله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34)}
قوله تعالى: {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (36) إلى الآية (38) ]

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}


قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أليس اللّه بكافٍ عبده (36)
قرأ حمزة والكسائي (بكافٍ عباده) بألف قبل الدال.
وقرأ سائر القراء (بكافٍ عبده).
قال أبو منصور: من قرأ (عباده) فهو جمع: عبدٍ، ومن قرأ (بكافٍ عبده) فكأنه أراد: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والدليل عليه قوله: (ويخوّفونك بالّذين من دونه) وذلك أن قريشًا قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - أما تخاف أن تخبّلك آلهتنا بسبّك إياها؟.
فأنزل الله: أليس الله بكاف عبده محمدًا صلى اللّه عليه؟
ومن قرأ (عباده) دخل فيهم كل من عبد اللّه.
[معاني القراءات وعللها: 2/338]
وقال الفراء: من قرأ (عباده) قالوا قد همت أمم الأنبياء بهم وأوعدوهم مثل هذا، فقالوا لشعيب النبي صلى الله عليه: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) فقال الله: (أليس اللّه بكافٍ عباده) أي: محمد والأنبياء قبله. وكلٌّ صواب). [معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: بكاف عباده [الزمر/ 36] جماعا.
وقرأ الباقون بكاف عبده واحد.
[الحجة للقراء السبعة: 6/95]
حجّة من قال عبده فأفرد قوله: ويخوفونك بالذين من دونه [الزمر/ 36]، فكأنّ المعنى: أليس الله بكافيك وهم يخوّفونك، ويقوّي الإفراد قوله: إنا كفيناك المستهزئين [الحجر/ 95]. ومن قال:
بكاف عباده فالمعنى: أليس بكاف عباده الأنبياء قبل، كما كفى إبراهيم النّار، ونوحا الغرق، ويونس ما دفع إليه، وهو سبحانه كافيك كما كفى هؤلاء الرسل قبلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/96]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه}
قرأ حمزة والكسائيّ (أليس الله بكاف عباده) بالألف وقرأ الباقون {عبده} ذهبوا إلى الخطاب للنّبي صلى الله عليه وحجتهم قوله {ويخوفونك بالذين من دونه} أي ويخوفونك يا محمّد فكأن المعنى أليس الله بكافيك وهم يخوفونك من دونه يعني الأصنام وذلك أن قريشًا قالوا للنّبي صلى الله عليه أما تخاف أن يخبلك آلهتنا لعيبك إيّاها فأنزل الله {أليس الله بكاف عبده} فأخبر ثمّ خاطبه والمخبر والمخاطب واحد والعرب تخبر ثمّ ترجع إلى الخطاب
[حجة القراءات: 622]
ومن قرأ {عباده} فالمعنى أليس الله بكاف عباده الأنبياء قبل كما كفى إبراهيم النّار ونوحا الغرق ويونس ما دفع إليه فهو سبحانه كافيك كما كفى هؤلاء الرّسل قبلك قال الفراء قد همت أمم الأنبياء بهم ووعدوهم مثل هذا فقالوا لهود {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} فقال الله (أليس الله بكاف عباده) أي محمّدًا والأنبياء قبله). [حجة القراءات: 623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {بكافٍ عبده} قرأ حمزة والكسائي بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد.
وحجة من وحّد أنه حمله على أن المراد به النبي وحده صلى الله عليه وسلم ودل على ذلك قوله بعده: {ويخوفونك}، فالتقدير: أليس الله بكافيك يا محمد وهم يخوفونك، وهو الاختيار، لأن المعنى عليه والأكثر عليه ويقوي ذلك قوله: {إنا كفيناك المستهزئين} «الحجر 95».
9- وحجة من جمع أنه حمله على أن المراد به الأنبياء عليهم السلام، ثم رجع إلى مخاطبة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو داخل في الكفاية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {بِكَافٍ عَبْدَهُ} [آية/ 36] بالألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن المعنى على الجمع؛ لأنه أراد: أليس الله بكاف عباده الأنبياء قبلك، كما كفى نوحًا الغرق وإبراهيم النار ويونس ما ابتلى به؟ فهو تعالى كافيك أيضًا، كما كفى الأنبياء قبلك.
وقرأ الباقون {بِكَافٍ عَبْدَهُ} بغير ألف على الإفراد.
والوجه أن معناه على الوحدة؛ لأنه أراد: أليس الله بكافيك؟ يدل على ذلك قوله {وَيُخَوِّفُونَكَ}.
ويجوز أن يكون واحدًا يراد به الجمع، فيكون المعنى كمعنى القراءة الأولى). [الموضح: 1113]

قوله تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}
قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هل هنّ كاشفاتٌ ضرّه (38)
قرأ يعقوب وأبو عمرو والكسائي عن أبي بكر عن عاصم (كاشفاتٌ ضرّه)
و (ممسكاتٌ رحمته) بالتنوين والنصب وقرأ الباقون (كاشفات ضرّه) بالخفض.
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين، فمن نصب (ضرّه) نصبه بالكشف، ومن كسره فللإضافة إليه). [معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو وحده: كاشفات ضرة [الزمر/ 38] وممسكات رحمته [الزمر/ 38] منوّنا. وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم مثل أبي عمرو.
والباقون: كاشفات ضره وممسكات رحمته مضاف وجه النصب أنّه ممّا لم يقع، وما لم يقع من أسماء الفاعلين أو كان في الحال، فالوجه فيه النصب قال:
يا عين بكي حنيفا رأس حيّهم الكاسرين القنا في عورة الدّبر ووجه الجرّ أنّه لما حذف التنوين، وإن كان المعنى على إثباته عاقبت الإضافة التنوين، والمعنى على التنوين، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: غير محلي الصيد [المائدة/ 1] وقوله: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم [الأحقاف/ 24] وقوله: عارض ممطرنا [الأحقاف/ 24] فأمّا قوله: وكلبهم باسط ذراعيه [الكهف/ 18]
[الحجة للقراء السبعة: 6/96]
فأعمل ونصب به وإن كان ذلك فيما مضى، وأنت لا تقول: هذا ضارب زيدا أمس، فلأن المعنى على حكاية الحال الماضية، كما أنّ قوله: وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة [النحل/ 124] على تقرير حكاية الحال الآتية). [الحجة للقراء السبعة: 6/97]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته} 38
قرأ أبو عمر {هل هن كاشفات} بالتّنوين {ضره} بالنّصب وكذلك {ممسكات رحمته} وقرأ الباقون بالإضافة
حجّة أبي عمرو أن الفعل منتظر وأنه ممّا لم يقع وما لم يقع من أسماء الفاعلين إذا كان في الحال فالوجه فيه النصب المعنى هل هن يكشفن ضره أو يمسكن رحمته وحجّة الإضافة أن الإضافة قد استعملتها العرب في الماضي والمنتظر وأن التّنوين لم يستعمل إلّا في المنتظر خاصّة فلمّا كانا مستعملين وقد نزل بهما القرآن فقال جلّ وعز {كل نفس ذائقة الموت} أخذ بأكثر الوجهين أصلا وحجّة أخرى وهو أنه يراد فيهما التّنوين ثمّ يحذف التّنوين للتّخفيف كما قال سبحانه {إلّا آتي الرّحمن عبدا} هذا لم يقع وتقديره آتٍ الرّحمن). [حجة القراءات: 623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {كاشفات ضره} و {ممسكات رحمته} قرأ أبو عمرو بتنوين «كاشفات وممسكات» ونصب «الرحمة والضر» بما قبل كل واحد على الأصل، لأنه أمر منتظر، فالتنوين أصله، وإذا نونت نصبت بما بعده به؛ لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الاستقبال والحال يعمل عمل الفعل، وقرأ الباقون بترك التنوين والإضافة استخفافًا، وهي اللغة الفاشية المستعملة والتنوين منوي مراد، ولذلك لا يتعرف اسم الفاعل وإن أضيف إلى معرفة، ويُراد به الحال أو الاستقبال؛ لأن التنوين والانفصال منوي فيه مقدر، وقد تقدم ذكر «يضل، ومكانتكم، وتقطنوا» فأغنى ذلك عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {كَاشِفَاتُ} بالتنوين، {ضُرِّهِ} بالنصب [آية/ 38]، وكذلك {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} [آية/ 38 أيضًا]:-
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن كل واحدة من الكلمتين أعني {كَاشِفَاتُ} و{مُمْسِكَاتُ} اسم فاعل عمل عمل الفعل، ويراد به الزمان المستقبل.
فالوجه فيه التنوين، ونصب ما بعده بأنه مفعول به، فلذلك انتصب {ضُرِّهِ} و{رَحْمَتِهِ} فإنهما مفعول بهما، والعامل: {كَاشِفَاتُ} و{مُمْسِكَاتُ}.
وقرأ الباقون {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} بالإضافة من غير تنوين، وكذلك {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}.
والوجه أنه أضيف اسم الفاعل إلى المفعول به، فسقطت التنوين للإضافة، والإضافة ههنا مجازية فهي على نية التنوين، فإن التنوين أسقطت لفظًا وهي مرادة، وفائدة هذه الإضافة تخفيف اللفظ بحذف التنوين، واسم الفاعل في القراءتين عامل عمل الفعل، والتقدير: يكشفن ضره ويمسكن رحمته). [الموضح: 1114]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (39) إلى الآية (41) ]

{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40) إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)}


قوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39)}
قوله تعالى: {مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40)}
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (42) إلى الآية (46) ]

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)}


قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قضى عليها الموت (42)
قرأ حمزة والكسائي (قضي عليها الموت) بضم القاف، والياء مفتوحة، و(الموت) مرفوع.
وقرأ الباقون (قضى عليها الموت).
[معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو منصور: من رفع (الموت) فلأنه مفعول ما لم يسم فاعله.
ومن نصب أوقع عليه (قضى). ومعنى (قضى): أمضى). [معاني القراءات وعللها: 2/340]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: قضي عليها الموت [الزمر/ 42] بضم القاف والياء مفتوحة والموت رفع.
وقرأ الباقون: قضى بفتح القاف، الموت نصبا حجّة بناء الفعل للفاعل قوله: ويرسل الأخرى [الزمر/ 42] فكما أنّ هذا الفعل مبني للفاعل، كذلك حكم الذي عطف عليه، ومن بنى الفعل للمفعول به فهو في المعنى مثل بقاء الفعل للفاعل، والأول أبين). [الحجة للقراء السبعة: 6/97]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الله يتوفى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى}
قرأ حمزة والكسائيّ {قضى عليها الموت} على ما لم يسم فاعله وحجتهما أن الكلام أتى عقيب ذلك بترك تسمية الفاعل وهو قوله {إلى أجل مسمّى}
وقرأ الباقون {قضى عليها الموت} بنصب القاف والتّاء وحجتهم أن الكلام أتى عقيب إخبار الله عن نفسه في قوله {الله يتوفى الأنفس} {فيمسك} {ويرسل} فجرى الفعل بعد ذلك بلفظ ما تقدمه من ذكر الفاعل إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد). [حجة القراءات: 624]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قضى عليها الموت} قرأ حمزة والكسائي بضم القاف وكسر الضاد، وفتح الياء، جعلاه فعلًا لم يسم فاعله، ورفعا «الموت» به، لقيامه مقام الفاعل، وقرأ الباقون بفتح القاف والضاد، وبألف بعد الضاد، ولم يمله أحد، جعلوا الفعل لما يسمى فاعله، وهو الله جل ذكره، وهو مضمر في {قضى}
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
لتقدم ذكره في قوله: {الله يتوفى الأنفس} فأخبر عن نفسه بـ «توفي الأنفس، وبالإمساك للأنفس، وبالإرسال لها» كذلك أخبر عن نفسه بالقضاء بالموت عليها، فذلك أحسن للمجانسة والمطابقة، وهو الاختيار، ونصبوا الموت بوقوع الفعل عليه، وهو القضاء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/240]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {قَضَى عَلَيْهَا} [آية/ 42] بضم القاف وفتح الياء، {الْمَوْتَ} بالرفع:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الفعل بني للمفعول به، فرفع {الْمَوْتَ}؛ لأنه مفعول قد أقيم مقام الفاعل، وأسند إليه الفعل، ومعلوم أن الذي قضى الموت هو الله تعالى.
[الموضح: 1114]
وقرأ الباقون {قَضَى} مفتوحة القاف والضاد و{الْمَوْتَ} منصوبًا.
والوجه أن الفعل بني للفاعل؛ لأن الذي يقضي الموت هو الله تعالى، ويقوي هذه القراءة قوله تعالى {وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} بإسناد الفعل إليه تعالى). [الموضح: 1115]

قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43)}
قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)}
قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)}
قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة