العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 11:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الرحمن

توجيه القراءات في سورة الرحمن


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 11:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الرحمن

مقدمات توجيه القراءات في سورة الرحمن

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الرحمن). [معاني القراءات وعللها: 3/44]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (سورة الرحمن) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/333]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الرحمن). [الحجة للقراء السبعة: 6/244]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الرحمن). [المحتسب: 2/302]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (55 - سورة الرّحمن عز وجل). [حجة القراءات: 690]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الرحمن تعالى ذكره). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/299]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الرحمن). [الموضح: 1228]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/299]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي سبع وسبعون آية في المدني، وثمان في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/299]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها إضافة ولا محذوفة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/303]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (حذفت من هذه السورة ياء واحدة هي لام الفعل، وهي قوله {الجَوَارِي}.
وقف عليها يعقوب بالياء، ووصل بالياء أيضًا.
وقرأ الباقون بغير ياء في الحالين.
والوجه في إثبات الياء أن {الجَوَارِي} جمع جارية، فهي فواعل، فالياء لام الفعل، وإثباتها هو الأصل، وأما حذفها فإن هذه الياء قد تحذف في الواحد تخفيفًا واكتفاء بالكسرة الدالة في نحو الداع والمتعال، فلأن تحذف في الجمع الذي هو أثقل من الواحد أولى). [الموضح: 1236]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 11:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرحمن

[ من الآية (1) إلى الآية (13) ]
{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}

قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ (1)}
قوله تعالى: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)}
قوله تعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ (3)}
قوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}
قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)}
قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)}
قوله تعالى: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ أبو السمال: [وَالسَّمَاءُ رَفَعَهَا]، رفع.
قال أبو الفتح: الرفع هنا أظهر قراءة الجماعة؛ وذلك أنه صرف إلى الابتداء؛ لأنه عطفه على الجملة الكبيرة التي هي قوله تعالى : {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}، فكما أن هذه الجملة مركبة من مبتدأ وخبر، فكذلك قوله تعالى: [وَالسَّمَاءُ رَفَعَهَا] جملة من مبتدأ وخبر، معطوفة على قوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} .
وأما قراءة العامة بالنصب: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا} فإنها معطوفة على {يسجدان} وحدها، وهي جملة من فعل وفاعل، والعطف يقتضي التماثل في تركيب الجمل، فيصير تقديره: يسجدان، ورفع السماء. فلما أضمر "رفع" فسره بقوله: "رفعها"، كقولك: قام زيد، وعمرا ضربته، أي: وضربت عمرا؛ لتعطف جملة من فعل وفاعل على أخرى مثلها.
وفي نصب {السماء} على قراءة العامة رد على أبي الحسن في امتناعه أن يقول: زيد ضربته وعمر كلمته، على أن يكون تقديره: وكلمت عمرا، عطفا على ضربته، قال: لأن قولك: "ضربته" جملة ذات موضع من الإعراب؛ لكونها خبر مبتدأ، وقولك: وكلمت عمرا لا موضع لها من الإعراب؛ لأنها ليست خبرا عن زيد؛ لخلوها من ضميره، قال: فلا يعطف جملة غير ذات موضع على جملة ذات موضع؛ إذ العطف نظير التثنية، فينبغي أن يتناسب المعطوف والمعطوف عليه.
وهذا ساقط عند سيبويه؛ وذلك أن ذلك الموضع من الإعراب لما لم يخرج إلى اللفظ سقط حكمه، وجرت الجملة ذات الموضع كغيرها من الجملة غير ذات الموضع، كما أن الضمير
[المحتسب: 2/302]
في اسم الفاعل لما لم يظهر إلى اللفظ جرى مجرى ما لا ضمير فيه، فقيل: في تثنيته: قائمان، كما قيل: فرسان ورجلان، بل إذا كان اسم الفاعل قد يظهر ضميره إذا جرى على غير من هو له، ثم أجرى مع ذلك مجرى ما لا ضمير فيه لما لم يظهر في بعض المواضع -كان ما لا يظهر فيه الإعراب أصلا أحرى بأن يسقط الاعتداد به، والكلام هنا فيه طول، وهذا كتاب شرطنا فيه اختصاره؛ ليقرب على القرأة فهمه، فمنع ذلك من تقصيه وإغراق مدى القول فيه). [المحتسب: 2/303]

قوله تعالى: {أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)}
قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة بلال بن أبي بردة: [وَلا تَخْسَرُوا]، بفتح التاء والسين.
وقرأ بلال أيضا: [وَلا تَخْسِرُوا]، من خسر يخسر، بخلاف.
قال أبو الفتح: أما تخسروا -بفتح التاء والسين- فينبغي أن يكون على حذف حرف الجر، أي: تخسروا في الميزان، فلما حذف الجر أفضى إليه الفعل قبله، فنصبه؛ كقوله تعالى : {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}، أي: في كل مرصد، وعلى كل مرصد، وكقوله:
بأسرع الشد مني يوم لانية ... لما لقيتهم واهتزت اللمم
أراد بأسرع في الشد، فحذف الحرف وأوصل "أسرع"، أو فعلا دل عليه أسرع هذه. وأما [تَخْسِرُوا]، بفتح التاء، وكسر السين فعلى خسرت الميزان، وإنما المشهور أخسرته. خسر الميزان، أي: نقص، وأخسرته. ويشبه أن يكون لغة في أخسرته، كما يشترك فيه فعلت وأفعلت من المعنى الواحد، نحو أجبرت الرجل وجبرته، أهلكت الشيء هلكته). [المحتسب: 2/303]

قوله تعالى: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10)}
قوله تعالى: {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11)}
قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (والحبّ ذو العصف والرّيحان (12).
قرأ ابن عامر " والحبٌ ذا العصف والريحان " نصبا كله.
وقرأ حمزة والكسائي (والحبّ ذو العصف) بالرفع (والريحان) خفضًا.
وقرأ الباقون (والحبّ ذو العصف والرّيحان) رفعًا كله.
قال أبو منصور: من قرأ (والحبّ ذا العصف) فإنه عطفه على قوله (والأرض وضعها للأنام)، كأنه قال: وخلق الحبّ ذا العصف.
والعصف. ورق الزرع، ويقال له: التبن.
وأمّا الريحان، فهو: الحب ومنه قيل للرزق: ريحان.
وحدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا الحسين بن الحسن عن أبي كدينة عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله (والحبّ ذو العصف والريحان)، قال: العصف: الزرع. والريحان: الرزق.
ومن قرأ (والريحان) بالكسر عطفه على (العصف).
ومن قرأ (والريحان) عطفه على قوله: (والحبّ) ). [معاني القراءات وعللها: 3/44]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {والحب ذو العصف} [12].
قرأ ابن عامر وحده: {والحب ذا العصف والريحان} نصبا على تقدير: {والسماء رفعها} وخلق الحب وأثبت الحب جعله مفعولا.
وقرأ الباقون: {والحب} عطفًا على قوله: {فيها فاكهة} وفيها الحب. فيكون ابتداء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/333]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والريحان} [12].
قرأ حمزة والكسائي بالخفض أي: ذو العصف، وذو الريحان لأن الحب: الحنطة، وعصفه التبن، ويقال: ورق الزرع، والريحان الرزق. تقول العرب: خرجنا نطلب ريحان الله أي: رزقه.
وقرأ الباقون: {والريحان} عطفا على الحب وينشد:
سماء الإله ويحانه = ورحمته وسماء درر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/333]
وذكر الله تعالى عباده نعمه في هذه السورة، فقال: {الرحمن علم القرآن * خلق الإنسان} يعني: آدم، وقيل: محمد عليه السلام. وقيل: سائر الناس {علمه البيان} ثم قال: {فبأي الآء ربكما تكذبان}.
والآلاء: النعماء، ويقال: العصيفة بمعنى العصف، والحب البر، والحب: جمع حبة وهي بذور البقل، قال أبو النجم:
في حبة جرف وحمض هيكل
والحب أيضًا: القرط.
وحدثني أحمد عن على عن أ[ي عبيد، قال: حدثنا هشيم عن جويبر عن الضحاك: {فروح وريحان} قال الروح: الاستراحة والريحان: الرزق. قال: وحدثني هشيم عن عوف عن الحسن: روح وريحان في قوله: {فروح وريحان} قال الروح: الرحمة والريحان: ريحانكم هذا.
وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فروح} بالضم فمن قرأ بالفتح فشاهده: {لا تيأسوا من روح الله} وريحان: ووزنه فيعلان، والأصل: ريحان، وتلخيصه: ريوحان، فلما اجتمعت الواو والياء والسابق ساكن قلبوا من الواو ياء وأدغموا ثم كرهوا التشديد فحذفوا إحدي الياءين كما في هين ولين وميت وكينونة، ولولا أنه مخفف من مشدد لقيل: كونونة وروحان وميوت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/334]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر وحده والحب ذا العصف والريحان [12] بالنصب.
الباقون: الحب ذو العصف رفع.
قال أبو عبيدة: العصف: الذي يعصف فيؤكل من الزرع، وهو العصيفة، قال: علقمة ابن عبدة:
يسقي مذانب قد مالت عصيفتها حدورها من أتيّ الماء مطموم
طمّها الماء: ملأها، قال: والريحان: الحبّ الذي يؤكل، تقول: سبحانك وريحانك، أي: رزقك، وأنشد للنّمر بن تولب:
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
[الحجة للقراء السبعة: 6/244]
وروي عن ابن عباس: العصف: الورق، قتادة: العصف: النّبق، وقيل: العصف والعصيفة: أعالي ورق الزرع، قول ابن عامر: والحب ذا العصف حمله على أنّ قوله: والأرض وضعها للأنام [الرحمن/ 10] مثل: خلقها للأنام وخلق الحبّ ذا العصف، وخلق الريحان، وهو الرزق، ويقوّي ذلك قوله: فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى [طه/ 53] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/245]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: واختلفوا في رفع النون وخفضها من قوله: والريحان [الرحمن/ 12] فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وأبو عمرو والريحان رفع. وقرأ حمزة والكسائي: والريحان خفض.
قال أبو علي: من رفع فقال: الريحان حمل ذلك على الرفع الذي قبله: فيها فاكهة، والنخل، والحبّ، وهذا أيضا يدلّ على معنى الخلق، إلا أنه إذا تبع ما قبله كان أحسن، ليكون الكلام من وجه واحد، وفيه الدّلالة على معنى الخلق. والريحان من قول من رفع محمول على: فيها، والمعنى: فيها هذه الأشياء التي عدّت، أى: فيها فاكهة والريحان والحبّ ذو العصف.
ومن جرّ فقال: ذو العصف والريحان حمله على: ذو، كأنّه: والحبّ ذو العصف وذو الريحان، أي من الحب: الرزق، فإن قلت: العصف والعصيفة رزق أيضا، فكأنّه قال: ذو الرزق، وذو الرزق،
[الحجة للقراء السبعة: 6/245]
قيل: هذا لا يمتنع، لأن العصيفة رزق غير الذي أوقع الريحان عليه، وكأن الريحان أريد به الحبّ إذا خلص من لفائفه فأوقع عليه الرزق لعموم المنفعة، وأنه رزق للناس ولغيرهم. ويبعد أن يكون الريحان المشموم في هذا الموضع إنما هو قوت للناس والأنعام، كما قال:
فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم [طه/ 53] أي: ارعوها إياها، وقال: متاعا لكم ولأنعامكم [عبس/ 32] فكذلك: العصيفة يختصّ بأنه رزق الأنعام، والريحان يعمّ الأناسي وغيرهم، فإن قلت: كيف يكون الريحان مصدرا وهو في الأصل فيعلان والعين محذوفة، وليس في أبنية المصادر شيء على هذا الوزن، قيل: يجوز في ذلك وجهان، أحدهما: أن تجعله اسما وضع موضع المصدر كما وضع تربا وجندلا، ونحو ذلك موضع المصادر.
والآخر: أن يكون هذا مصدرا اختصّ به المعتلّ كما اختصّ بكينونة ونحوه، وليس ذلك في الصحيح. ويحتمل وجها آخر: وهو أن تجعله على فعلان، مثل: الليان، وتجعل الياء بدلا من الواو، كما جعلت الواو بدلا من الياء في أشاوى، وكذلك جعلت الياء بدلا من الواو في ريحان، فانتصب انتصاب المصادر فيما حكاه سيبويه من قولهم: سبحان الله وريحانه، كأنه قال: واسترزاقا، وليس ذلك كما لزمه الانتصاب من المصادر نحو: معاذ الله وسبحان الله، ألا ترى أنه قد جاء مرفوعا في بيت النمر، ومجرورا في قراءة من جرّ الريحان). [الحجة للقراء السبعة: 6/246]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والحب ذو العصف والريحان}
قرأ ابن عامر (والحب ذا العصف والريحان) بالنّصب حمله على قوله {والأرض وضعها للأنام} لأن {وضعها} بمعنى خلقها وخلق الحبّ ذا العصف وخلق الريحان هذا نعت للحب وحجتهما قوله {فأخرجنا به أزواجًا من نبات شتّى}
وقرأ الباقون {والحب ذو العصف} عطفا على قوله {فيها فاكهة} وفيها الحبّ ذو العصف فيكون ابتداء
قرأ حمزة والكسائيّ {والريحان} خفض وقرأ الباقون {والريحان} بالرّفع
فمن قرأ {والريحان} فإنّه عطف على {العصف} أراد والحب ذو العصف وذو الريحان والعصف ورق الزّرع وهو التّبن كذا قال الضّحّاك والريحان الرزق والعرب تقول ذهبنا نطلب ريحان
[حجة القراءات: 690]
الله أي رزق الله فقوله {ذو العصف والريحان} أي ذو الورق قال السّديّ الحبّ الحنطة والشعير والعصف الورق والريحان الرزق ومن قرأ {والريحان} بالرّفع فإنّه عطف على {الحبّ} ويكون المعنى فيها فاكهة وفيها الحبّ ذو العصف وفيها الريحان فيكون الريحان ها هنا هو الريحان الّذي يشم ويكون أيضا ها هنا هو الرزق). [حجة القراءات: 691]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {والحب ذو العصف والريحان} قرأه ابن عامر بالنصب في الثلاثة الأسماء، وقرأهن الباقون بالرفع في الثلاثة، غير أن حمزة والكسائي خفضا {الريحان} خاصة.
وحجة من نصبهن أنه عطفهن على {الأرض} «10» حملً على معنى الناصب لـ {الأرض} «10» حملًا على معنى الناصب لـ {الأرض}، في قوله: {والأرض وضعها للأنام}، فـ {وضعها} يدل على «خلقها» فكأنه قال: وخلق الأرض خلقها، وخلق الحب ذا العصف والريحان، فـ {الحب} ما يؤكل، و{العصف} الورق، وقيل: هو التين، والريحان الورق.
2- وحجة من رفع الثلاثة أنه عطف ذلك على المرفوع المبتدأ قبله، وهو قوله: {فيها فاكهة والنخل} «11» وهو أقرب إليه من المنصوب، وليس فيه حمل على المعنى، إنما هو محمول على اللفظ، فكان حمله على ما هو أقرب إليه، وما لا يتكلف فيه حملٌ على المعنى، أحسن وأقوى، وهو الاختيار، ولأن الجماعة عليه، لكن النصب فيه أدخل في معنى الخلق، والرفع فيه إنما يدل على وجوده كذلك.
3- وحجة من خفض {الريحان} أنه عطفه على {العصف}، فالتقدير: «والحب ذو العصف وذو الريحان» فالمعنى: والحب ذو الورق وذو الرزق، فالورق رزق البهائم، و{الريحان} هو الرزق لبني آدم كما قال:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/299]
{أزواجًا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم} «طه 53، 54» وكما قال: {وفاكهة وأبا} «عبس 31» فالفاكهة رزق لبني آدم، و«الأب» ما ترعاه البهائم، وأصل {الريحان} أنه اسم وضع موضع المصدر، وأصله عند النحويين «ريوحان» على وزن «فيعلان» ثم أدغمت الواو والياء، فصار «ريحان» ثم خفف كـ «رميت» كراهة التشديد في الياء، مع ثقل طول الاسم «ريحان» فألزم التخفيف لطوله، وللزوم الزواد له، فهو مثل قولك: تربًا وجندلا، بما وضع من الأسماء موضع المصدر، ويجوز أن يكون «ريحان» مصدرًا، اختص بهذا البناء، كما اختصت المعتلات بأبنية ليست في السالمة، نحو كينونة، ويكون مما حذفت عينه لطوله، كما حذفت من «كينونة» و«صيرورة» ويجوز أن يجعل {الريحان} «فعلان»، ولا تقدر فيه حذفًا على أن تكون الياء بدلًا من واو، كما جعلت الواو بدلًا من ياء في «أشاوى»، وانتصاب {الريحان} انتصاب المصادر، تقول: سبحان الله وريحانه، كأنه قال: براءة الله من السوء واسترزاقه، أو قال: تنزيهًا لله واسترزاقه، إلا أن «ريحان» يخالف «سبحان الله» و«معاذه»، لأنه ينصرف بوجوه الإعراب، وليس ذلك في «سبحان الله» و«معاذه»، لا يكون هذا إلا منصوبًا فافهمه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/300]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَالْحَبُّ ذُا الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [آية/ 12] بنصب الباء والذال والنون:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن نصب هذه الأسماء الثلاثة محمول على معنى قوله {وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ}؛ لأن المراد بوضع الأرض خلقها، كأنه قال: والأرض خلقها وخلق الحب ذا العصف وخلق الريحان، وهو الرزق.
وقرأ الباقون {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ} بالرفع فيهما.
ثم اختلفوا في {الرَّيْحَانُ} بالرفع.
والوجه في رفع قوله {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ} أنه محمول على ما قبله من الرفع، وهو قوله {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ} فعطف الحب وصفته على فاكهة
[الموضح: 1228]
والتقدير: فيها فاكهة وفيها الحب ذو العصف.
وأما {الرَّيْحَانُ} فجره بالعطف على {الْعَصْفِ} كأنه قال: الحب ذو العصف وذو الريحان، ورفعه بالعطف على {فَاكِهَةٍ} كما سبق، كأنه قال: فيها فاكهة والنخل والحب والريحان). [الموضح: 1229]

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 11:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرحمن

[ من الآية (14) إلى الآية (23) ]
{خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23)}

قوله تعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)}
قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (15)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16)}
قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18)}
قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19)}
قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ (20)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)}
قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان (22).
قرأ نافع وأبو عمرو ويعقوب (يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان (22)) بضم الياء، وفتح الراء.
وروى حسين بن الجعفي عن أبي عمرو (نخرج " بالنون، وكسر الراء، وأيضا "يخرج " بياء مضمومة، وكسر الراء، (اللّؤلؤ والمرجان) وقرأ الباقون " يخرج منهما " بفتح الياء، وضم الراء (اللّؤلؤ والمرجان) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (يخرج منهما اللّؤلؤ) فعلى ما لم يسم فاعله، وكذلك رفع (اللّؤلؤ).
ومن قرأ (نخرج) أو (يخرج) فالفعل للّه.
و (اللؤلؤ والمرجان) مفعول بهما.
ومن قرأ (يخرج) فالفعل للؤلؤ وما بعده؛ لأنهما فاعلان.
واللؤلؤ. اسم جامع للحب الذي يخرج من الصدفة صغيرا كان أو كبيرا. وإنما قال: (يخرج منهما) واللؤلؤ يخرج من الملح دون العذب، لأنه قد ذكرهما جميعًا، وإذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما). [معاني القراءات وعللها: 3/45]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} [22].
قرأ أهل الكوفة وابن كثير وابن عامر: {يخرج} بفتح الياء جعلوا الفعل للؤلؤ والمرجان.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/334]
وقرأ نافع وأبو عمرو: {يخرج} على ما لم يسم فاعله، والشاهد على هذه القراءة {وتستخرجون منه حلية} فهو مفعوله لا فاعلة. والمرجان: صغار اللؤلؤ، والواحدة: مرجانة.
فإن سأل سائل فقال: اللؤلؤ يخرج من الماء الملح لا من العذب فلم قال: منهما؟.
ففي ذلك ثلاثة أجوبة:
إحداهن: أنه أراد تعالى: يخرج منه فقال: منهما كما قال تعالى: {ألم يأتكم رسل منكم} وإنما الرسل من الإنس لا من الجن.
والجواب الثاني: أن يكون قد خرج اللؤلؤ من العذب مرة ويخرجه الله منه، وإن لم يكن معتادًا كثيرًا ككثرة الملح.
والجواب الثالث: أنه لا تتكون في الصدفة اللؤلؤة إلا بقطر السماء إذا أمطرت، ويعني بالبحرين بحر السماء، وبحر الأرض، وبينهما برزخ أي حاجز لا يبغيان أي لا يبغي الملح على العذب فيصير ملحًا. والبرزخ: على ضربين برزخ يرى، وبرزخ لا يرى، وصلى علي رضي الله عنه بالناس فنسي برزخًا، ثم عاد فانتزع الآية ورجع إلى موضعه. يعني أنه ترك ثم قرأ نحوًا من مائة آية. ثم ذكر فرجع إلى الآية فقرأها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/335]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وأبو عمرو: يخرج منهما بضمّ الياء اللؤلؤ والمرجان [الرحمن/ 22] رفع.
[الحجة للقراء السبعة: 6/246]
وروى حسين عن أبي عمرو يخرج* برفع الياء وكسر الراء، اللؤلؤ والمرجان نصبا.
وقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: يخرج منهما منصوبة الياء، واللؤلؤ والمرجان رفع.
أبو عبيدة: المرجان: صغار اللؤلؤ واحدها مرجانة، قال ذو الرّمّة:
كأنّ عرا المرجان منها تعلّقت على أمّ خشف من ظباء المشافر من قال: يخرج منهما اللؤلؤ كان قوله بيّنا، لأن ذلك إنما يخرج لا يخرج بنفسه، وكذلك من قال: يخرج* أي: يخرجه الله، فنسب الإخراج إلى الله تعالى، لأنه بقوّته وتمكينه، ومن قال: يخرج جعل الفعل للؤلؤ والمرجان، وهو اتّساع، لأنه إذا أخرج ذلك خرج.
وقال: يخرج منهما وإنما يخرج من أحدهما، على حذف المضاف، كما قال: على رجل من القريتين عظيم [الزخرف/ 31] على ذلك. وقال أبو الحسن: وعند قوم أنه يخرج من العذب أيضا). [الحجة للقراء السبعة: 6/247]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}
قرأ نافع وأبو عمرو {يخرج منهما} بضم الياء وقرأ الباقون بالنّصب من قال {يخرج} بالضّمّ كان قوله بينا لأن ذلك إنّما يخرج ولا يخرج بنفسه فهما يستخرجان وحجته قوله {وتستخرجون حلية} فهي مفعولة لا فاعلة ومن قرأ {يخرج} جعل الفعل للؤلؤ والمرجان وهو اتساع لأنّه إذا أخرج ذلك خرج). [حجة القراءات: 691]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {يخرج منهما} قرأه نافع وأبو عمرو بضم الياء، وفتح الراء، حملا الكلام على معناه؛ لأن {اللؤلؤ والمرجان} لا يخرجان منهما بأنفسهما من غير مخرج لهما، إنما يخرجهما مخرج مخرج لهما، فحمل الكلام على ما لم يسم فاعله، فارتفع {اللؤلؤ} لقيامه مقام الفاعل، و{المرجان} عطف عليه، وقرأ الباقون بفتح الياء، وضم الراء، أضافوا الفعل إلى {اللؤلؤ والمرجان} على الاتساع، لأنه إذا أخرج فقد خرج، وضم الياء أحب إلي، لصحة معناه، ولأنه لا اتساع فيه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/301]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {يَخْرُجُ مِنْهُمَا} [آية/ 22] بضم الياء وفتح الراء:-
قرأها نافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه فعل مضارع لما لم يسم فاعله، و{اللُّؤْلُؤُ} مرفوع بأنه مفعول ما لم يسم فاعله، و{الْمَرْجَانُ} معطوف عليه، وهذه القراءة أصح معنى؛ لأن اللؤلؤ لا يخرج هو بنفسه وإنما يخرج.
وروى عن أبي عمرو {يُخْرِجُ} بضم الياء وكسر الراء {اللُّؤْلُؤَ} بالنصب، وكذلك {الْمَرْجَانَ}.
والوجه أنه أسند الفعل إلى الله تعالى، كأنه قال: يخرج الله اللؤلؤ والمرجان. ونصب اللؤلؤ بأنه مفعول به، والمرجان معطوف عليه.
وقرأ الباقون {يَخْرُجُ} بفتح الياء وضم الراء {اللُّؤْلُؤُ} رفع، وكذلك {الْمَرْجَانُ}.
[الموضح: 1229]
والوجه أن الفعل قد أسند إلى اللؤلؤ على سبيل المجاز والسعة؛ لأنه إذا أخرج خرج.
وأما قوله {يَخْرُجُ مِنْهَا} فإنه على المجاز أيضًا؛ لأن تقديره: يخرج من أحدهما وهو الملح، فهو على حذف المضاف، وهو أحد، وإنما قدرنا هذا؛ لأن اللؤلؤ لا يخرج من العذب، ومثله قوله تعالى {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ} والتقدير: من إحدى القريتين على ما ذكره النحويون). [الموضح: 1230]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {اللُّؤْلُؤُ} [آية/ 22] بواو بعد اللام الأولى، وهمزة بعد اللام الأخرى:-
قرأها أبو عمرو إذا أدرج، وعاصم ياش-.
والوجه أن الهمزة الأولى خففت بأن قلبت واوًا لسكونها وانضمام ما قبلها.
وقرأها الباقون بهمزتين.
والوجه أن الكلمة فيها همزتان فحققتا جميعًا على الأصل، ولم تخفف إحداهما كما تقدم). [الموضح: 1230]

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرحمن

[ من الآية (24) إلى الآية (30) ]
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (24) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30)}


قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (24)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وله الجوار المنشئات (24).
[معاني القراءات وعللها: 3/45]
قرأ حمزة، ويحيى عن أبي بكر عن عاصم. " المنشئات " بكسر الشين ومد الألف.
وقرأ الباقون " المنشئات " بفتح الشين.
قال أبو منصور: من قرأ (المنشئات) بكسر الشين فمعناها: المبتدآت في
السير، يعنى: السفن.
ومن قرأ (المنشئات) فله معنيان:
أحدهما: المرفوعات الشّرع.
والمعنى الثاني: التي أنشئ بهن في السير، أي: ابتدئ بهن في السير). [معاني القراءات وعللها: 3/46]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وله الجوار المنشئات} [24].
قرأ حمزة: [{المنشئات} بكسر الشين-] جعل الفعل للسفن في البحر كالاعلام أي: كالجبال واحدها علم.
وقرأ الباقون: (المنشئات) بالفتح، لأن في التفسير الذي قد رفع قلعها يعني: الشراع فهي مفعولة، والواحدة منشأة والجوار: سقطت الياء في اللفظ لسكونها وسكون اللام، فأسقطت خطأ.
وقد روي عن عبد الله: {وله الجوار} بالرفع فيكون على هذا أصله الجوائر فقلب كما قال: {جرف هار} أي: هائر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/337]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي: المنشآت [الرحمن/ 24] فتحا.
[الحجة للقراء السبعة: 6/247]
وقرأ حمزة: المنشئات كسرا.
وروى يحيى عن أبي بكر عن عاصم: المنشآت والمنشئات فتحا وكسرا. وروى عنه حفص: المنشآت فتحا.
وروى حرميّ عن حماد بن سلمة عن عاصم: المنشآت فتحا.
أبو عبيدة: المنشآت: المجريات، المرفوعات.
وجه من قال: المنشآت أنها أنشئت وأجريت، ولم تفعل ذلك أنفسها، أي: فعل بها الإنشاء، وهذا بيّن لا إشكال فيه.
ومن قال: المنشئات نسب الفعل إليها على الاتّساع. كما يقال: مات زيد، ومرض عمرو، وغير ذلك مما يضاف الفعل إليه إذا وجد فيه، وهو في الحقيقة لغيره، فكان المعنى: المنشئات السير، فحذف المفعول للعلم به، وإضافة السير إليها أيضا اتّساع، لأن سيرها إنما يكون في الحقيقة لهبوب الريح، أو رفع الصواري). [الحجة للقراء السبعة: 6/248]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام} 24
قرأ حمزة وأبو بكر (وله الجوار المنشئات) بكسر الشين أي المبتدئات في السّير قال الفراء المنشئات اللّاتي أقبلن
[حجة القراءات: 691]
وأدبرن وقال بعض أهل النّحو المعنى المنشئات السّير فحذف المفعول للعمل به ونسب الفعل إليها على الاتساع كما يقال مات زيد ومرض عمرو ونحو ذلك ممّا يضاف الفعل إليه إذا وجد فيه وهو في الحقيقة بهبوب الرّيح ودفع الرّجال
وقرأ الباقون {المنشآت} بفتح الشين قال أبو عبيدة المنشآت المجريات المرفوعات الشّرع وهي مفعولة لأنّها أنشئت وأجريت ولم تفعل ذلك أنفسها أي فعل بها الإنشاء فهذا بين لا إشكال فيه). [حجة القراءات: 692]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {المنشآت} قرأه حمزة بكسر الشين، وعن أبي بكر الوجهان، وقرأ الباقون بالفتح.
وحجة من كسر أنه بناه على «أنشأت» فهي منشئة، فنسب الفعل إليها على الاتساع، والمفعول محذوف، والتقدير: المنشآت السير، فأضاف السير إليها اتساعًا.
6- وحجة من فتح الشين أنه بناه على فعل رباعي، وجعله اسم مفعول، فكأنه بناه على أنشئت، فهي «منشأة» بمعنى «أجريت» فهي «مجراه» أي: فعل بها الإنشاء، وهذا الذي يعطيه المعنى؛ لأنها لم تفعل شيئًا، إنما غيرها أنشأها، والفتح أحب إلي، لأن الجماعة عله). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/301]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {الْمُنْشَآَتُ} [آية/ 24] بكسر الشين:-
قرأها حمزة وعاصم ياش-.
[الموضح: 1230]
والوجه أن الجواري وهي السفن أنشأن السير أي ابتدأنه فهي منشئات، فالإنشاء مسند إليها على المجاز، والمعنى أنهن ينشئن السير.
وقرأ الباقون {الْمُنْشَآَتُ} بفتح الشين.
والوجه أنها أنشئت أي صنعت وعملت، فهن منشآت بالفتح، أي مصنوعات، فهي مفعول بها، وقيل: أنشئت: أجريت، ذكره أبو عبيدة). [الموضح: 1231]

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25)}
قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)}
قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28)}
قوله تعالى: {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 11:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرحمن

[ من الآية (31) إلى الآية (36) ]
{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ (31) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36)}

قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ (31)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سنفرغ لكم أيّه الثّقلان (31).
قرأ حمزة والكسائي " سيفرغ " بالياء وضم الراء.
وقرأ الباقون (سنفرغ لكم) بالنون وضم الراء.
قال أبو منصور: من قرأ (سيفرغ) أو (سنفرغ) فالفعل لله.
ومعنى سيفرغ: سيقصد، ليس أنه كان مشغولاً ففرغ، ولكنه كما شاء الله). [معاني القراءات وعللها: 3/46]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- [31]- وقوله تعالى: {سنفرغ لكم} [31].
قرأ حمزة والكسائي: {سيفرغ لكم} بالياء.
وقرأ الباقون بالنون، فمن قرأ بالياء.
وقرأ الباقون بالنون، فمن قرأ بالياء رده على قوله {يسأله من في السموات} [29] ومن قرأ بالنون فالله تعالى يخبر عن نفسه.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/335]
وفيه قراءة ثالثة: روي حسين عن أبي عمرو: {سيفرغ} بالياء وفتح الراء؛ لأن العرب تقول فرغ يفرغ، ويفرغ للحرف الحلقي، وهو الغين، ثمل نهق ينهق، وصبغ يصبغ.
وحدثنا أحمد عن على عن أبي عبيد بذلك.
وحدثنا ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: حدثني إسرائيل عن طلحة بن مطرف {سيفرغ لكم} قال الفراء: وقرأ بعضهم: {سنفرغ لكم} مثل علمت تعلم. وقد روي في شعر العجاج:
وفرغا من حنذه أن يهرجا
بكسر الماضي، فعلى هذا فعل يفعل مثل شرب يشرب.
ومعنى قوله: {سنفرغ لكم} أي: سنقصد لكم بالعذاب وما كان مشغولاً قط. قال جرير:
ألان وقد فرغت إلى نمير = فهذا حين كنت له عذابًا
أي: سأقصدكم بالهجاء والمكروه. والفراغ على ضربين: القصد، وفراغ من شغل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/336]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- قوله تعالى: {أيه الثقلان} [31].
قرأ ابن عامر وحده: {أيه الثقلان}.
والباقون: {أيه} وقد ذكرت عله ذلك في (النور) والثقلان الجن والإنس.
فإن سأل سائل فقال: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي» فما وجه تشبيههما بالثقلين؟
فالجواب في ذلك ما حدثني أبو عمر الزاهد عن ثعلب استخراج حسن أنه قال: إن الأخذ بهما ثقيل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/337]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: سنفرغ [الرحمن/ 31] بالنون، وروى حسين الجعفي عن أبي عمرو سيفرغ بفتح الياء والراء.
وقرأ حمزة والكسائي: سيفرغ بفتح الياء وضمّ الراء.
وجه الياء في سيفرغ أن الغيبة قد تقدم في قوله: وله الجواري [الرحمن/ 24] وقوله:... وجه ربك [الرحمن/ 27]
[الحجة للقراء السبعة: 6/248]
سيفرغ، ويقال: فرغ يفرغ وفرغ يفرغ، وقال أبو الحسن: بنو تميم يقولون: فرغ يفرغ مثل: علم يعلم، وروي أن في حرف أبيّ: سنفرغ إليكم، وليس الفراغ هنا فراغا من شغل، ولكن تأويله القصد، كما قال جرير:
ألان فقد فرغت إلى نمير فهذا حين صرت لهم عذابا). [الحجة للقراء السبعة: 6/249]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر: أيه الثقلان [الرحمن/ 31] بضمّ الهاء، ويقف بالهاء، قال: فمن قرأ بهذه القراءة وقف على الهاء، وكان أبو عمرو يقف أيها بألف.
قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدّثنا أبو جعفر الضرير، يعني محمدا، قال: كان الكسائي يقف: أيها بالألف.
لا وجه لقول ابن عامر أيه الثقلان وقد ذكرنا فيما قبل وجه الشّبهة فيها). [الحجة للقراء السبعة: 6/249]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عيسى الثقفي: [سَنِفْرَغُ لَكُمْ]، بكسر النون، وفتح الراء.
وقرأ: [سَنَفْرَغُ لَكُمْ]، بفتح النون والراء - قتادة ويحيى بن عمارة الزارع والأعمش -بخلاف- وابن إدريس.
وقرأ: [سَيَفْرَغُ لَكُمْ]، بنصب الياء والراء أبو عمرو والأعرج.
أبو حاتم عن الأعمش: [سَيُفْرَغُ لَكُمْ].
قال أبو الفتح: يقال: فرغ يفرغ كدفع يدفع، وفرغ يفرغ كذبغ يدبغ، وفرغ يفرغ كلثغ يلثغ.
وأما [سَيفْرَغُ]، بالياء فالفاعل فيه اسم الله تعالى.
و[سَيُفْرَغُ] واضح). [المحتسب: 2/304]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سنفرغ لكم أيها الثّقلان} 31
قرأ حمزة والكسائيّ (سيفرغ لكم) بالياء أي سيفرغ الله لكم وحجتهما أنه أتى عقيب ذكر الله بلفظ التّوحيد وهو قوله تعالى {يسأله من في السّماوات والأرض كل يوم هو في شأن} 29 فأجريا الفعل بعده على لفظ ما تقدمه إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظم واحد
وقرأ الباقون {سنفرغ} بالنّون الله يخبر عن نفسه وحجتهم أن ما جرى في القرآن من إسناد الأفعال إلى الله بلفظ الجمع وشبيه به قوله {وقدمنا إلى ما عملوا} قالوا لأن معنى {سنفرغ} سنقصد بحسابكم ومعنى {وقدمنا} وعمدنا وقصدنا متقاربان). [حجة القراءات: 692]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {سنفرغ لكم} قرأه حمزة والكسائي بالياء وفتحها، وقرأ الباقون بنون مفتوحة.
وحجة من قرأ بالياء أنه رده على لفظ الغيبة المتقدمة في قوله تعالى:{وله الجوار المنشآت} «24» وفي قوله: {وجه ربك} «27».
8- وحجة من قرأ بالنون أنه حمله على الإخبار من الله جل ذكره عن
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/301]
نفسه، وقد تقدم له نظائر كثيرة، ومستقبل «فرغ» يقال فيه: يفرغ بالضم، وبه جاء القرآن، ويقال فيه: يفرغ بالفتح من أجل حرف الحلق، وحكى الأخفش أنه بنى تميم يقولون: فرغ يفرغ، مثل: علم يعلم، ومعنى الفراغ في الآية القصد، وليس معناه الفراغ من شغل، تعالى الله عن أن يشغله شيء، ويدل على ذلك أن في حرف أبي {سنفرغ إليكم} و{قصد} يتعدى بـ «إلى» ولا يتعدى «فرغ» بـ «إلى» إذا كان من الفراغ من الشغل فهي تعديته بـ «إلى» دليل على أنه ليس من الفراغ من شغل، أو أنه بمعنى «سنقصد» والنون أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/302]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {سَيَفْرُغُ} [آية/ 31] بالياء مفتوحة:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على لفظ الغيبة، والضمير راجع إلى الرب تعالى، وقد تقدم ذكره، ويعود إليه أيضًا الضمير في قوله {وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآَتُ}.
والفراغ ههنا بمعنى القصد.
وقرأ الباقون {سَنَفْرُعُ لَكُمْ} بالنون.
والوجه أن المعنى مثل الأول؛ لأن الفاعل هو الله تعالى، لكن في هذا رجوعًا عن لفظ الإفراد إلى لفظ الجمع، والمعنى واحد، وقد سبق مثله). [الموضح: 1231]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَيُّهُ الثَّقَلانِ} [آية/ 31] بضم الهاء في الوصل:-
قرأها ابن عامر وحده.
وقرأ الباقون {أَيُّهُ الثَّقَلانِ} بفتح الهاء.
ووقف أبو عمرو والكسائي ويعقوب على {أَيُّهَا} بالألف، والباقون يقفون بغير ألف، وقد مضى ذكر ذلك ووجهه في سورتي النور والزخرف). [الموضح: 1232]

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32)}
قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)}
قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ (35).
قرأ ابن كثير وحده " شواظٌ " بكسر الشين، وقرأ الباقون (شواظٌ)
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (ونحاسٍ) خافضًا.
وقرأ الباقون (ونحاسٌ) رفعًا.
[معاني القراءات وعللها: 3/46]
قال أبو منصور: الشّواظ، والشّواظ لغتان في اللهب الذي له دخان.
ونحاس - ههنا - معناه الدخان. ومن خفضه عطفه على قوله: (من نارٍ) ومن رفعه عطفه على قوله: (شواظٌ).
وقال الجعدي:
يضيء سراجا كضوء السّليـ... ـط لم يجعل الله فيه نحاسًا). [معاني القراءات وعللها: 3/47]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {يرسل عليكما شواظ} [35].
قرأ ابن كثير وحده: {شواظ}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/337]
وقرأ الباقون بالضم، لغتان فصيحتان. والشواظ: النار الخالصة المحضة لا دخان فيها. وأنشد:
إن لهم من وقعنا أقياظا = ونار حرب تسعر الشواظا
وقال الخليل: الشواظ الخضرة التي دون النار المحضة، والمحضة: اللهب وقال آخرون: الخضرة تسمي الكلحبة: والنحاس، الدخان، وأنشد:
تضيء كضوء سراج السليـ = ط لم يجعل الله فيه نحاسا
السليط: دهن السمسم. وقال آخرون: دهن السنام المذاب قال الفراء: الاختيار أن يكون السليط: الزيت.
وحدثني من أثق به أن بعض الأطباء ذكر أن بالهند وردة عليها كتابة خلقة أن السليط ينفع لكل شيء ولا يضر. وذكر ابن قتيبة: أن شجرة بالهند تخرج ورقًا تقرأ لا إله إلا الله محمد رسول الله. ورؤي على ساق سفيان الثوري لما مات عروق مشبكة تقرأ: حسبي الله ونعم الوكيل. وحث خيثمة بن حيدره أن سفيان الثوري كان بين أصابعه رقعة مكتوب فيها يا سفيان أذكر مقام ربك غدًا لا تفارقه.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/338]
حدثنا ابن عقدة بسنده عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: على جناح كل هدهد مكتوب بالسريانية: «آل محمد خير البري».
وحدثني أحمد عن على عن أبي عبيد قال حدثني هشيم عن مغيرة عن مجاهد {ونحاس فلا تنتصران} بكسر النون.
وقرأ بعضهم: {ونحس فلا تنتصران} أي: نستأصل شأفتكم من قوله {إذ تحسونهم}.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {ونحاس} عطفًا على {من نار}.
وقرأ الباقون: {ونحاس} بالرفع عطفًا على {شواظ} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/339]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: شواظ من نار بكسر الشين [الرحمن/ 35].
وقرأ الباقون: شواظ برفع الشين.
الشّواظ والشّواظ لغتان. زعموا. قال أبو الحسن: أهل مكّة يكسرون الشواظ.
قال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: ونحاس كسرا،
[الحجة للقراء السبعة: 6/249]
[الرحمن/ 35]، وقرأ الباقون: ونحاس رفعا.
أبو عبيدة: شواظ من نار: اللهب لا دخان له، وقال رؤبة:
إنّ لهم من وقعنا أقياظا ونار حرب تسعر الشّواظا قال: والنحاس: الدخان. قال الجعدي:
يضيء كضوء سراج السلى ط لم يجعل الله فيه نحاسا قال: السليط: الحلّ. وروي عن ابن عباس أيضا: الشواظ:
لهب لا دخان فيه، وعنه أيضا: النحاس: الدخان.
قال أبو علي: إذا كان الشواظ اللهب لا دخان فيه، ضعف قراءة من قرأ: شواظ من نار ونحاس ولا يكون على تفسير أبي عبيدة إلا الرفع، ونحاس على: يرسل عليكما شواظ من نار، ويرسل نحاس، أي: يرسل هذا مرة وهذا أخرى. فإن قلت: فهل يجوز الجرّ في نحاس على تفسير ابن عباس وأبي عبيدة، فإنه يجوز من وجه وهو
[الحجة للقراء السبعة: 6/250]
على أن تقدّره: يرسل عليكما شواظ من نار وشيء من نحاس، فتحذف الموصوف وتقيم الصفة مقامه كقوله: ومن آياته يريكم البرق [الروم/ 24] ومن الذين هادوا يحرفون الكلم [النساء/ 46] وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به [النساء/ 159] ومن أهل المدينة مردوا على النفاق [التوبة/ 101]، فحذف الموصوف من ذلك كلّه، وكذلك في الآية فإن قلت: فإن هذا فاعل، والفاعل لا يحذف فقد جاء:
وما راعني إلّا يسير بشرطة وعهدي به قينا يفشّ بكير على أن هذا الحذف قد جاء في المبتدأ في الآية التي تلوتها أو بعضها، وقد قالوا: تسمع بالمعيديّ لا أن تراه.
فإذا حذف الموصوف بقي بعده قوله: من نار الذي هو صفة لشيء المحذوف، وحذف من، لأن ذكره قد تقدّم في قوله من نار فحسّن ذلك حذفه، كما حسّن حذف الجار من قوله: على من تنزل أنزل، وكما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:
أصبح من أسماء قيس كقابض على الماء لا يدري بما هو قابض أي: بما هو قابض عليه، فحذف لدلالة الجار على المتقدّم
[الحجة للقراء السبعة: 6/251]
عليه، وكما حذف الجار عند الخليل من قوله:
إن لم يجد يوما على من يتّكل يريد عنده: على من يتّكل عليه، فحذف الجارّ لجري ذكره، فكذلك سهل حذف من في الآية بعض السهولة لجري ذكره قبل، فيكون انجرار نحاس على هذا بمن المضمرة، لا بالإشراك بمن التي جرّت في قوله: من نار، وإذا انجرّت بمن هذه لم يكن الشواظ الذي هو: اللهب، قسطا من الدخان.
وحكي عن أبي عمرو أنه قال: لا يكون الشواظ إلا من نار، وشيء، يعني من شيئين. وقال أبو الحسن: قال بعضهم: لا يكون الشواظ إلا من النار والدخان جميعا، قال: وكل حسن، إلا أنّا نختار الرفع، يعني الرفع في قوله: ونحاس. قال أبو علي: فإذا كان الأمر على هذا فالجرّ متّجه، وليس بممتنع كما امتنع من تفسير أبي عبيدة، إلا من حيث ذكر). [الحجة للقراء السبعة: 6/252]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي بكرة: [ونَحُسٌّ]، بفتح النون، وضم الحاء، وتشديد السين، رفع.
قال أبو الفتح: [نَحُسٌّ]، أي: نقتل بالعذاب. يقال: حس القوم يحسهم حسا: إذا استأصلهم. قال الله تعالى : {إِذْ تَحُسُّونَهُم}، أي: تقتلونهم قتلا ذريعا). [المحتسب: 2/304]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران}
[حجة القراءات: 692]
قرأ ابن كثير {شواظ} بكسر الشين وقرأ الباقون بالرّفع وهما لغتان معناهما واحد
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {من نار ونحاس} بالخفض عطفا على قوله {من نار} كأنّه أراد من نار ومن نحاس قال يونس النّحويّ كان أبو عمرو يقول لا يكون الشواظ إلّا من النّار والنحاس جميعًا والنحاس الدّخان فعلى ما فسره أبو عمرو يكون النّحاس معطوفًا على قوله {من نار} فيكون معناه يرسل عليكما شواظ وذلك الشواظ من نار ونحاس
وقرأ الباقون {شواظ من نار ونحاس} بالرّفع عطفا على الشواظ قال أبو عبيدة شواظ من نار لهب من نار لا دخان فيه وعن ابن عبّاس قال الشواظ لا دخان فيه فكلهم يريدون الّذي لا دخان له أي يرسل عليكما نار محضة لا يشوبها دخان ويرسل عليكما دخان بعد ذلك فيكون واصفا شيئين من العذاب من نوع واحد كل واحد منهما عذاب على حدته
واعلم أنه إذا كان الشواظ اللهب الّذي لا دخان فيه ضعفت قراءة من قرأ {من نار ونحاس} ولا يكون على تفسير أبي عبيدة إلّا الرّفع في {ونحاس} عطفا على قوله {يرسل عليكما شواظ} ويرسل نحاس أي يرسل هذا مرّة وهذا أخرى). [حجة القراءات: 693]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {من نارٍ ونحاس} قرأه أبو عمرو وابن كثير {ونحاس} بالخفض، ورفعه الباقون.
وحجة من رفعه أنه عطفه على «الشواظ»، و«الشواظ» اللهب، و«النحاس» والدخان، فالمعنى: يرسل عليكما لهب من نار، ويرسل عليكم دخان، فهو المعنى الصحيح، وهو الاختيار.
10- وحجة من خفضه أنه عطفه على «نار» فجعل «الشواظ» يكون من «نار» ويكون من «دخان» وفيه بعد في المعنى؛ لأن اللهب لا يكون من الدخان، وحكي عن أبي عمرو أنه قال: لا يكون «الشواظ» إلا من نار وشيء آخر، يعني: من نار ودخان، فتصح القراءة بخفض «النحاس» على هذا التفسير، وحكى الأخفش أن بعض العلماء قال: لا يكون «الشواظ» إلا من النار والدخان، وقد قيل: إن تقدير القراءة بخفض «النحاس» يرسل عليكما {شواظ} من نار وشيء من {نحاس}، أي: من دخان، ثم حذ الموصوف وقامت الصفة مقامه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/302]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {شواظ} قرأه ابن كثير بكسر الشين، وضمها الباقون،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/302]
وهما لغتان بمعنى اللهب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/303]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {شُوَاظٌ} [آية/ 35] بكسر الشين:-
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {شُوَاظٌ} بضم الشين.
والوجه أن شواظًا وشواظًا بضم الشين وكسرها لغتان في اللهب الذي له دخان). [الموضح: 1232]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {وُنُحَاسٍ} [آية/ 35] بالجر:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ح-و-ان-.
والوجه أنه معطوف على {نَارٍ} من قوله تعالى {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ}، والتقدير: من نار ومن نحاس، والنحاس: الدخان، قال الجعدي:
[الموضح: 1232]
167- يضيء سراجًا كضوء السليط = لم يجعل الله فيه نحاسا
أي دخانًا.
وقرأ الباقون ويعقوب يس- {وَنُحَاسٌ} بالرفع.
والوجه أن رفعه بالعطف على قوله {شُوَاظٌ}، {شُوَاظٌ} مرفوع، فما عطف عليه أيضًا مرفوع، والتقدير: يرسل عليكما شواظ من نار ويرسل عليكما نحاس). [الموضح: 1233]

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 12:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرحمن

[ من الآية (37) إلى الآية (45) ]
{فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45)}


قوله تعالى: {فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38)}
قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ (39)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40)}
قوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ (41)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42)}
قوله تعالى: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43)}
قوله تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 12:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرحمن

[ من الآية (46) إلى الآية (61) ]
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61)}

قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47)}
قوله تعالى: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49)}
قوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51)}
قوله تعالى: {فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53)}
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من إستبرقٍ (54).
قرأ أبو بكر في رواية الأعشى عنه، ويعقوب "من استبرق " موصول الألف، بغير همز.
وقرأ الباقون " من إستبرق " بقطع الألف، مكسورة في الوصل والابتداء.
وقرأ الحضرمي بكسر الألف إلى النون، فكسر النون بكسر الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (من استبرق) بغير همز جعل الألف وصلاّ، ولم يجعلها ألفًا مقطوعة، ولا أصلية.
ومن قرأ (إستبرق) بقطع الألف اعتل بأنه بياء في اسم عجميّ، فكما أنه أجري لأنه أعجمي فكذلك قطعت ألفه. والعرب أخذته عن العجم فتكلمت به وأجرته حين أعربته.
والإستبرق: غلاظ الديباج، أصله إستبره). [معاني القراءات وعللها: 3/47]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن: [مِنَ اسْتَبْرَقَ]، بالوصل.
قال أبو الفتح: هذه صورة الفعل البتة، بمنزلة استخرج، وكأنه سمى بالفعل وفيه ضمير الفاعل، فحكى كأنه جملة، وهذا باب إنما طريقه في الأعلام، كتأبظ شرا، وذري حبا، وشاب قرناها. وليس الإستبراق علما يسمى بالجملة، وإنما هو قولك: بزيون. وعلى أنه إنما استبرق: إذا بلغ فدعا البصر إلى البرق وقال:
تستبرق الأفق الأقصى إذا ابتسمت ... لاح السيوف سوى أغمادها القضب
[المحتسب: 2/304]
[هذا إن شئت قلت: معناه تستبرق أبصار أهل الأفق وإن شئت قلت: تبرقه، أي: تأتي بالبرق منه] .
وأما البزيون فبعيد عن هذا، اللهم إلا أن نقول: إنه لمائه وصنعته تستبرق، أي: تبرق فيكون كفر واستقر. ولست أدفع أن تكون قراءة ابن محيصن بهذا، لأنه توهم فعلا، وإذ كان على وزنه، فتركه مفتوحا على حاله، كما توهم الآخر أن ملك الموت من معنى الملك حتى قال:
فمالك موت بالقضاء دهاني
فبني منه صورة فاعل من الملك، وهذا أسبق ما فيه إلي). [المحتسب: 2/305]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [آية/ 54] بوصل الألف، وكسر النون:-
قرأها نافع ش- ويعقوب يس-،.
واختلف الراويان، فورش يعتقد أن الألف للقطع، فيحذفها ويحرك النون بحركتها.
وأما رويس فإنه يجعل الألف للوصل فيحرك النون لالتقاء الساكنين؛ لأن الألف زائلة في حال الوصل.
ووجه قراءة ش- أن الأصل: استبرق بكسر الألف، وهذا تخفيف الهمزة إذا تحركت وسكن ما قبلها، ومثله قولهم: كم بلك؟ في: كم إبلك؟
[الموضح: 1233]
ووجه قراءة يس- أن {إِسْتَبْرَقٍ} اسم على استفعل، منقول من لفظ الفعل، والألف فيه ألف وصل، كالألف في استفعل إذا كان فعلاً؛ لأن هذا الاسم كان فعلاً في الأصل، فنقل إلى الاسمية، وأريد به هذا الجنس، ولم يكن علمًا، فهم اسم أمكن، ولم يجر على الحكاية فيكون باقيًا على بناء الفعل، وقد جاء في الأفعال: استبرق بمعنى برق، قال:-
168- يستبرق الأفق الأعلى إذا ابتسمت
أي: يبرق.
وقرأ الباقون {مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} بإسكان نون {مِنْ}، وبقطع الألف وكسرها.
والوجه أنه اسم أعجمي، فلا يلزم أن يكون بناء على وزن أبنية كلام العرب، بل يكون مأخوذًا من العجم على ما تكلموا به، فينبغي أن يكون ألفه قطعًا، كما أخذ منهم، فلا يغير.
والاستبرق: غليظ الديباج، وأصله بالفارسية: استبره). [الموضح: 1234]

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55)}
قوله تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لم يطمثهنّ إنسٌ (56، 74).
قرأ الكسائي وحده (لم يطمثهنّ) بضم الميم في الأولى، وبكسرها في الثانية.
[معاني القراءات وعللها: 3/47]
وروى أبو الحارث عنه: أنه كان لا يبالي كيف قرأهما جميعا بالضم أو بالكسر.
وقرأ الباقون " لم يطمثهنٌ " بكسر الميم فيهما.
قال أبو منصور: هما لغتان طمث الرجل الجارية البكر يطمثها ويطمثها إذا
دماها حين جامعها، أراد: أنهن أبكار، لم يجامعهن أحد قبله). [معاني القراءات وعللها: 3/48] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {لم يطمثهن} [56، 74]
قرأ الكسائي وحده: {لم يطمثهن} بالضم.
وقرأ الباقون بالكثر، وهما لغتان طمث يطمث ويطمث مثل عكف يعكف ويعكف، ومعناه: لم يمسسهن قبلهم إنس ولا جان. تقول العرب: ما طمث هذه الناقة جمل قط، وما قرأت سلا قط؛ أي: لم تضم في بطنها ولدًا قط. قيل: {لم يطمثهن} أي: لم يفتضهن إنس قبلهم ولا جان في هذه الآية دليل على أن الجن تنكح.
وقرأ الحسن: {ولا جان} بالهمز وقد ذكرت علته في {ولا الضألين}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/339]
قال ابن خالوية في قوله تعالى-: {إن أصحب الجنة اليوم في شغل فكهون} قال في استماع الألحان وافتضاض الأبكار. والعرب تقول. والعرب تقول: مس زيد المرأة، وما مسها، وسأرها، ونكحها، ودحمها، وطمثها، وفشلها، وفطأها، وجلحها، وعصدها، وعردها، وكاضها، ومتنها، وتخبها، ومخنها، ودعسها، وقمطرها، وخالطها، ودسها، وكاسمها، ومغسها، وزغبها، ورعبها أيضًا، وشطبها، وتفشها، وطفشها، وزخها، وكل ذلك إذا جامعها ويقال للمرأة المزخة وينشد:
لا خير في الشيخ إذا ما آجلخا
ودردت أسنانه وكخا
وسال غرب عينه فلخا
وانثنت الرجل فصارت فخا
وعاد وصل الغانيات أخا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/340]
وكان أكلا دائمًا وشخا
بين رواق البيت يغشي الدخا
ومال منه أيره واسترخي
فعند ذاك لا يريد زخا
والزخ في غير هذا الموضع الدفع، وجاء في الحديث: «عليكم بتلاوة القرآن والعمل بما فيه. فإن من تبع القرآن هجم به على رياض الجنة. ومن تبعه القرآن زخ في قفاه حتى يدخله النار». يقال: زخه يزخه: إذا دفعه، ودعه يدعه بمعنى واحد ودخه يدخه.
قال أبو عبد الله: قد روي عن النبي عليه السلام أنه قرأ: {متكئين على رفرف خضر، وعبقري حسان} [76] وعن عاصم الجحدري كذلك، فمن قرأ بهذه القراءة وجب أن لا يصرف؛ لأنه جمع بعد ألفه أكثر من حرف مثل مساجد ومحاريب، والذي حدثنا به ليس بذاك فلا أدري أغلط الراوي، أم أتي به على الأصل؟ وليس ذلك مثل قوله تعالى: {قوارير * قواريرا} لأن ذلك رأس آية فاعرف الفرق بينهما). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/341] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ الكسائي وحده: لم يطمثهن* بضمّ الميم في الحرف الأول [56] وبكسرها في الثاني [74]، وكذلك أخبرني الكسائيّ عن أبي الحارث عنه، وقال أبو عبيدة: كان الكسائي يرى الضمّ فيها والكسر، وربّما كسر إحداهما، وضمّ الأخرى. وأخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب، عن مسلمة عن أبي الحارث عن الكسائي: لم
[الحجة للقراء السبعة: 6/252]
يطمثهن يقرؤها بالضمّ والكسر جميعا، لا يبالي كيف قرأها.
والباقون بكسر الميم فيهما.
يطمث ويطمث لغتان، مثل: يحشر ويحشر، ويعكف ويعكف.
قال أبو عبيدة: لم يطمثهن: لم يمسسهنّ، قال يقال: ما طمث هذا البعير حبل قطّ، أي: ما مسّه حبل قط، قال رؤبة.
كالبيض لم يطمث بهنّ طامث). [الحجة للقراء السبعة: 6/253] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو بن عبيد: [وَلا جَأن]، بالهمز.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على هذا. لما حرك الألف لالتقاء الساكنين همزها، كقراءة أيوب السختياني: [وَلا الضَّألِّين] ). [المحتسب: 2/305]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فيهنّ قاصرات الطّرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} 56
قرأ الكسائي {لم يطمثهن} بضم الميم وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان طمث يطمث ويطمث مثل عكف يعكف ويعكف والمعنى لم يمسسهن ولم يفتضهن). [حجة القراءات: 694]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {لم يطمثهن} قرأه أبو عمر الدوري عن الكسائي بضم الميم في الكلمة الأولى، وكسر الباقون، وقرأ أبو الحارث بالضم في الثاني، وروي عن الكسائي أنه خير في الضم والكسر بعد أن لا يجمع بينهما، وقرأ الباقون بالكسر فيهما، وهما لغتان، يقال: طمث يطمث ويطمُث، ومعنى {لم يطمثهن} لم يدمهن، وقال أبو عبيدة: معناه لم يمسهن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/303]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لَمْ يَطْمُثْهُنَّ} [آية/ 56 و74] بضم الميم من الثانية:-
قرأها الكسائي وحده ث-.
وروى ابن مجاهد عنه بضم الأولى وكسر الثانية.
[الموضح: 1234]
وقرأ الباقون {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} بالكسر في الحرفين.
والوجه أن طمث على وزن فعل بالفتح، فيكون مضارعه على يطمث ويطمث بالضم والكسر جميعًا، كحشر يحشر ويحشر، وعكف يعكف ويعكف، والطمث هو الجماع مع التدمية، وذلك إنما يكون بافتراع الأبكار). [الموضح: 1235] (م)

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57)}
قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59)}
قوله تعالى: {هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 12:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرحمن

[ من الآية (62) إلى الآية (78) ]
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (78)}

قوله تعالى: {وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63)}
قوله تعالى: {مُدْهَامَّتَانِ (64)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65)}
قوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67)}
قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69)}
قوله تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71)}
قوله تعالى: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)}
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73)}
قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لم يطمثهنّ إنسٌ (56، 74).
قرأ الكسائي وحده (لم يطمثهنّ) بضم الميم في الأولى، وبكسرها في الثانية.
[معاني القراءات وعللها: 3/47]
وروى أبو الحارث عنه: أنه كان لا يبالي كيف قرأهما جميعا بالضم أو بالكسر.
وقرأ الباقون " لم يطمثهنٌ " بكسر الميم فيهما.
قال أبو منصور: هما لغتان طمث الرجل الجارية البكر يطمثها ويطمثها إذا
دماها حين جامعها، أراد: أنهن أبكار، لم يجامعهن أحد قبله). [معاني القراءات وعللها: 3/48] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {لم يطمثهن} [56، 74]
قرأ الكسائي وحده: {لم يطمثهن} بالضم.
وقرأ الباقون بالكثر، وهما لغتان طمث يطمث ويطمث مثل عكف يعكف ويعكف، ومعناه: لم يمسسهن قبلهم إنس ولا جان. تقول العرب: ما طمث هذه الناقة جمل قط، وما قرأت سلا قط؛ أي: لم تضم في بطنها ولدًا قط. قيل: {لم يطمثهن} أي: لم يفتضهن إنس قبلهم ولا جان في هذه الآية دليل على أن الجن تنكح.
وقرأ الحسن: {ولا جان} بالهمز وقد ذكرت علته في {ولا الضألين}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/339]
قال ابن خالوية في قوله تعالى-: {إن أصحب الجنة اليوم في شغل فكهون} قال في استماع الألحان وافتضاض الأبكار. والعرب تقول. والعرب تقول: مس زيد المرأة، وما مسها، وسأرها، ونكحها، ودحمها، وطمثها، وفشلها، وفطأها، وجلحها، وعصدها، وعردها، وكاضها، ومتنها، وتخبها، ومخنها، ودعسها، وقمطرها، وخالطها، ودسها، وكاسمها، ومغسها، وزغبها، ورعبها أيضًا، وشطبها، وتفشها، وطفشها، وزخها، وكل ذلك إذا جامعها ويقال للمرأة المزخة وينشد:
لا خير في الشيخ إذا ما آجلخا
ودردت أسنانه وكخا
وسال غرب عينه فلخا
وانثنت الرجل فصارت فخا
وعاد وصل الغانيات أخا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/340]
وكان أكلا دائمًا وشخا
بين رواق البيت يغشي الدخا
ومال منه أيره واسترخي
فعند ذاك لا يريد زخا
والزخ في غير هذا الموضع الدفع، وجاء في الحديث: «عليكم بتلاوة القرآن والعمل بما فيه. فإن من تبع القرآن هجم به على رياض الجنة. ومن تبعه القرآن زخ في قفاه حتى يدخله النار». يقال: زخه يزخه: إذا دفعه، ودعه يدعه بمعنى واحد ودخه يدخه.
قال أبو عبد الله: قد روي عن النبي عليه السلام أنه قرأ: {متكئين على رفرف خضر، وعبقري حسان} [76] وعن عاصم الجحدري كذلك، فمن قرأ بهذه القراءة وجب أن لا يصرف؛ لأنه جمع بعد ألفه أكثر من حرف مثل مساجد ومحاريب، والذي حدثنا به ليس بذاك فلا أدري أغلط الراوي، أم أتي به على الأصل؟ وليس ذلك مثل قوله تعالى: {قوارير * قواريرا} لأن ذلك رأس آية فاعرف الفرق بينهما). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/341] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ الكسائي وحده: لم يطمثهن* بضمّ الميم في الحرف الأول [56] وبكسرها في الثاني [74]، وكذلك أخبرني الكسائيّ عن أبي الحارث عنه، وقال أبو عبيدة: كان الكسائي يرى الضمّ فيها والكسر، وربّما كسر إحداهما، وضمّ الأخرى. وأخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب، عن مسلمة عن أبي الحارث عن الكسائي: لم
[الحجة للقراء السبعة: 6/252]
يطمثهن يقرؤها بالضمّ والكسر جميعا، لا يبالي كيف قرأها.
والباقون بكسر الميم فيهما.
يطمث ويطمث لغتان، مثل: يحشر ويحشر، ويعكف ويعكف.
قال أبو عبيدة: لم يطمثهن: لم يمسسهنّ، قال يقال: ما طمث هذا البعير حبل قطّ، أي: ما مسّه حبل قط، قال رؤبة.
كالبيض لم يطمث بهنّ طامث). [الحجة للقراء السبعة: 6/253] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لَمْ يَطْمُثْهُنَّ} [آية/ 56 و74] بضم الميم من الثانية:-
قرأها الكسائي وحده ث-.
وروى ابن مجاهد عنه بضم الأولى وكسر الثانية.
[الموضح: 1234]
وقرأ الباقون {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} بالكسر في الحرفين.
والوجه أن طمث على وزن فعل بالفتح، فيكون مضارعه على يطمث ويطمث بالضم والكسر جميعًا، كحشر يحشر ويحشر، وعكف يعكف ويعكف، والطمث هو الجماع مع التدمية، وذلك إنما يكون بافتراع الأبكار). [الموضح: 1235] (م)

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75)}
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان ونصر بن علي والجحدري وأبي الجلد ومالك بن دينار وأبي طعمة وابن محيصن وزهير الفرقبي: [رَفَارَفَ خُضْرٍ وَعَبْاقِريٍّ حِسَانٍ].
وقرأ: [خُضُرا]، مثقلا - الأعرج.
قال أبو الفتح: كذلك رويته عن قطرب: [عَبَاقِرِيّ]، بكسر القاف غير مصروف. ورويناه عن أبي حاتم: [عَبَاقرِيٍّ]، بفتح القاف غير مصروف أيضا.
قال أبو حاتم: ويشبه أن يكون عباقر بكسر القاف على ما يتكلم به العرب، قال: ولو قالوا: عباقري، فكسروا القاف، وصرفوا لكان أشبه بكلام العرب، كالنسب إلى مدائن
[المحتسب: 2/305]
مدائني، قال: وقال سعيد بن جبير: رفارف: رياض الجنة، قال: وعبقر: موضع
قال امرؤ القيس:
كأن صليل المرحين تشذه ... صليل زيوف ينتقدن بعبقرا
وقال زهير:
بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا
وأما ترك صرف [عَبَاقِرِيٌّ] فشاذ في القياس، ولا يستنكر شذوذه في القياس ما استمراره في الاستعمال، كما جاء عن الجماعة: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، وهو شاذ في القياس ما استمراره في الاستعمال. نعم، إذا كان قد جاء عنهم عنكبوت وعناكيب، وتخربوت وتخاربيت - كان عباقري أسهل منه؛ من حيث كان فيه حرف مشدد، يكاد يجري مجرى الحرف الواحد ومع ذلك أنه في آخر الكلمة، كياءي بخاتي وزرابي.
وليس لنا أن نتلقى قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بقبولها، والاعتراف لها.
وأما [خُضُر] بضم الضاد فقليل، وهذا من مواضع الشعر كما قال طرفة:
ورادا وشقر
بضم القاف). [المحتسب: 2/306]

قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77)}
قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (78)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام (78)
قرأ ابن عامر وحده " ذو الجلال " بالواو.
وقرأ الباقون " ذي الجلال " بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (ذي الجلال) ردّه إلى (ربّك).
ومن قرأ (ذو الجلال) رده على قوله: (اسم ربّك ذو الجلال) ). [معاني القراءات وعللها: 3/48]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} [78].
قرأ ابن عامر: {ذو الجلل} بالرفع نعتًا للاسم وكذلك في مصاحف أهل الشام.
وقرأ الباقون: {ذي الجلال} بالياء نعت للرب عز وجل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/341]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وحده: تبارك اسم ربك ذو الجلال [الرحمن/ 78] بالواو وكذلك في مصاحف أهل الحجاز والشام.
وكلّهم قرأ: ذي الجلال والإكرام بالياء، وكذلك في مصاحف أهل الحجاز والعراق.
من قال: ذي فجرّ جعله صفة لربّك، وزعموا أن في حرف ابن مسعود: ويبقى وجه ربك ذي الجلال بالياء في كلتيهما.
وقال الأصمعي: لا يقال الجلال إلا في الله عزّ وجلّ، فهذا يقوّي الجرّ، إلا أن الجلال قد جاء في غير الله سبحانه، قال:
[الحجة للقراء السبعة: 6/253]
فلا ذا جلال هبنه لجلاله ولا ذا ضياع هنّ يتركن للفقر فالجرّ الوجه في ذي، ومن رفع أجراه على الاسم). [الحجة للقراء السبعة: 6/254]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} 78
قرأ ابن عامر (تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام) بالواو جعله نعتا للاسم
وقرأ الباقون {ذي الجلال} بالياء نعتا للرب). [حجة القراءات: 694]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {اسم ربك ذي الجلال} قرأ ابن عامر «ذو الجلال» بالواو جعله صفة لاسم، وهذا مما يدل على أن الاسم هو المسمى، وهو مذهب أهل السنة، ودليله قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك} «العلق 1» فكذلك هذا معناه: تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام بالواو، وكلهم قرأ: «ويبقى وجه ربك ذو الجلال» «27» بالواو، وفي حرف ابن مسعود {ذي} بالياء، جعلوه صفة لـ «الرب»، فكذلك هي بالياء في أكثر المصاحف سوى مصحف أهل الشام، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، ولأنه وجه الكلام، إذ «الرب» تعالى هو الموصوف بذلك، ومن جعله صفة لـ «اسم» أراد به «الرب» تعالى، فالقراءتان ترجعان إلى معنى، لكن الياء الاختيار لما ذكرنا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/303]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ} [آية/ 78] بالواو:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن قوله {ذُو الجَلَالِ} على هذا رفع، على أنه صفة للاسم، كأنه قال: تبارك اسمه الجليل.
وقرأ الباقون {ذِي الجَلَالِ} بالياء.
والوجه أن قوله {ذي الجَلَالِ} صفة لقوله {رَبِّكَ}، والموصوف جر، فصفته أيضًا جر، وحكي عن الأصمعي أنه قال: لا يجوز استعمال الجلال إلا في وصف الله تعالى، فهو يقوي الجر). [الموضح: 1235]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة