العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (5) ، (6) ]

{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) }

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {هُوَ الَّذِي جعل الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نورا} 5
قَرَأَ ابْن كثير وَحده (ضئآء) بهمزتين في كل الْقُرْآن الْهمزَة الأولى قبل الْألف وَالثَّانيَِة بعْدهَا كَذَلِك قَرَأت على قنبل
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِهَمْزَة وَاحِدَة في كل الْقُرْآن
وَكَانَ أَصْحَاب البزي وَابْن فليح يُنكرُونَ هَذَا ويقرأون مثل قِرَاءَة النَّاس {ضِيَاء}
وأخبرني الخزاعي عَن عبد الْوَهَّاب بن فليح عَن أَصْحَابه عَن ابْن كثير أَنهم لَا يعْرفُونَ إِلَّا همزَة وَاحِدَة بعد الْألف في {ضِيَاء} ). [السبعة في القراءات: 323]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {يفصل الْآيَات} 5
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص (يفصل الأيت) بِالْيَاءِ
وروى مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير بالنُّون
وحدثني مُضر بن مُحَمَّد عَن البزي بإسناده عَن ابْن كثير بالنُّون
وحدثني الْحسن عَن البزي بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {نفصل} بالنُّون). [السبعة في القراءات: 323]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يفصل) بالياء، مكي، بصري، وحفص، والعجلي). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يفصل) [5]: بالياء مكي، بصري غير سلام وأيوب، وحفصٌ، وأبو عبيد.
(ضئاءً) [5]: بالهمز، حيث جاء قنبل إلا الهاشمي). [المنتهى: 2/736]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قنبل (ضئاء) بهمزتين بينهما ألف حيث وقع، وقرأ الباقون بياء قبل الألف وهمزة بعدها). [التبصرة: 230]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص (يفصل) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 230]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قنبل: {ضئاء} (5)، و: {بضئاء}، هنا، وفي الأنبياء: (48)، والقصص (71): بهمزة بعد الضاد.
والباقون: بياء مفتوحة بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 307]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص: {يفصل الآيات} (5): بالياء.
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قنبل: (ضئاء وبضئاء)، هنا وفي الأنبياء والقصص بهمزة بعد الضّاد، والباقون بياء مفتوحة بعدها.
[تحبير التيسير: 396]
ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص: (يفصل الآيات) بالياء، والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 397]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُفَصِّلُ الْآيَاتِ) بالياء مكي غير أبي حاتم، ومضر عن البزي قول الدهان، وقاسم، وحفص، وبصري غير أيوب، وسلام، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو والعجلي في قول العراقي، وهو الاختيار قوله: (مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ) روى هارون عن أَبِي عَمْرٍو بالياء خفيف، الباقون بالنون). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([5]- {يُفَصِّلُ} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو وحفص). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (742 - نُفَصِّلُ يَا حَقٍّ عُلاً سَاحِرٌ ظُبًى = وَحَيْثُ ضِيَاءً وَافَقَ الْهَمْزُ قُنْبُلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([742] نفصل يا (حق) (عـ)لًا ساحرٌ (ظـ)بى = وحيث ضياءً وافق الهمز (قنبلا)
يريد ياء {يفصل}.
(یا حق علا)، لأن قبله: {ما خلق الله}.
و(نفصل) بالنون التفاتٌ ساحر، مما استغني فيه باللفظ عن القيد.
وظبة السيف والسهم والسنان: حده؛ أي ذو ظبى؛ أو جعله نفس الظبى مبالغة.
والمراد بذلك حمايته من الطعن.
[فتح الوصيد: 2/970]
(وحيث ضياءً)، أي وحيث وقع {ضياء}.
وأصل ضياء، ضواءٌ؛ فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
و(ضئاء) بالهمز، لأنه أخرت العين إلى موضع اللام، وقدمت اللام إلى موضعها، فصارت الياء طرفًا بعد ألف زائدة، فقلبت همزة كسقاء؛ أو رجعت عين الفعل حين أخرت إلى أصلها، لزوال الموجب لقلبها ياء، فقلبت الواو همزة كدعاء.
وضياءٌ، جمع ضوء، كسوطٍ وسياط؛ أو مصدر لـ: ضاء يضوء ضياءً، كقام قيامًا.
وكونه جمعًا في قراءة القلب والهمز أولى، لأن المصدر يجري على فعله في الإعتلال والصحة؛ فإذا لم يكن في الفعل هذا القلب والتغيير، لم ينبغ أن يكون في المصدر.
وكونه مصدرًا على القراءة الأخرى جيد.
ويجوز أن يكون جمعًا كـ: حوض وحياض؛ والمعنى: ذات ضياء وذا نور.
أو جعلهما نفس الضياء والنور، مبالغةً لكثرة ذلك فيهما). [فتح الوصيد: 2/971]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([742] نفصل يا حق علا ساحرٌ ظبى = وحيث ضياءً وافق الهمز قنبلا
ب: (الظبي): جمع (ظبة)، وهي حد السيف.
ح: (نفصل): مبتدأ، (يا): خبر مضاف إلى (حق)، أي: ياء حق بإضافة الموصوف إلى الصفة، (علا): صفة (حق)، (ساحرٌ ظبي): مبتدأ وخبر، أي: ذو ظبًى، أي: حجج تنصره وتعينه، (ضياءً): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود: والجملة: أضيف إليها (حيث)، و (حيث): ظرف (وافق)، (الهمز): فاعله، (قنبلا): مفعوله، لكن في الكلام قلبٌ، بمعنى: وافق قنبلٌ الهمز، أي: تابعه، نحو: (عضتُ الناقة على
[كنز المعاني: 2/296]
الحوض).
ص: يعني قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص: {يفصل الآيات} [5] بياء الغيبة مردودًا إلى الله تعالى، لما تقدم: {ما خلق الله} [5]، والباقون: بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ الكوفيون وابن كثير: (إن هذا لساحرٌ مبين) [2] على أن الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والباقون: {لسحرٌ}، أي: ذو سحرٍ، أو الإشارة إلى القرآن.
واكتفى الناظم باللفظ، لكن ... لم تُعلم القراءة الأخرى، إذ قد يكون في مقابلة (ساحر)، (سحارٌ)، وقد يكون: (سحرٌ).
وقرأ قنبل حيث جاء لفظ (ضئاء) بالهمز قبل الألف، والأصل: (ضواء)، نقلت الهمزة إلى العين، ثم قلبت الواو ياءً، ثم قلبها همزة، كما
[كنز المعاني: 2/297]
في (كساء)، والباقون: بالياء قبل الألف، والأصل: (ضواء) من الضوء، قلبت الواو ياء). [كنز المعاني: 2/296]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (742- نُفَصِّلُ يَا "حَقٍّ عُـ"ـلًا سَاحِرٌ "ظُـ"ـبًى،.. وَحَيْثُ ضِيَاءً وَافَقَ الهَمْزُ قُنْبُلا
قصر لفظ "يا" ضرورة، والخلاف في: {نُفَصِّلُ الْآياتِ} بالياء والنون ظاهر، ثم قال ساحر ظبي؛ يعني: قوله تعالى قبل يفصل: {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ}.
أي: ذو سحر قرأه مدلول ظبي ساحر فقوله: ساحر هو مما استغنى لميه باللفظ عن القيد، ولكنه لم يبين القراءة الأخرى والخلاف في مثل هذا دائر تارة بين ساحر وسحار على ما في الأعراف والذي في آخر يونس، وتارة هو دائر بين ساحر وسحر على ما مر في المائدة وما يأتي في طه، وظبى جمع ظبة وهي من السيف والسهم والسنان حدها؛ أي: هو ذو ظبى؛ أي: له حجج تحميه وتقوم بنصرته ثم قال: وحيث ضياء؛ أي: حيث أتى هذا اللفظ فضياء مرفوع بالابتداء على ما عرف فيما بعد حيث والخبر محذوف أي: وحيث ضياء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/218]
موجود ولا تنصب حكاية لما في يونس؛ فإنه قد يكون مجرورا نحو ما في القصص: {مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ}.
ثم قال: وافق الهمز قنبلا، وهو من قولك: وافقني كذا إذا صادفته من غرضك وأراد همز الياء، ولم يبين ذلك، وفي آخر الكلمة همز، فربما يتوهم السامع أنه هو المعنى، ثم لو فهم ذلك لم يكن مبينا للقراءة الأخرى؛ فإن الهمز ليس ضده إلا تركه، ولا يلزم من تركه أبداله ياء، فقد حصل نقض في بيان هاتين المسألتين؛ ساحر وضياء، فلو أنه قال: ما تبين به الحرفان لقال ساحر ظبى بسحر ضياء همزيا الكل زملا، قالوا: ووجه هذا الهمز أنه أخر الياء وقدم الهمزة، فانقلبت الياء همزة؛ لتطرفها بعد ألف زائدة كسقاء ووداء، وهذه قراءة ضعيفة فإن قياس اللغة الفرار من اجتماع همزتين إلى تخفيف إحداهما فكيف يتحيل بتقديم وتأخير إلى ما يؤدي إلى اجتماع همزتين لم يكونا في الأصل هذا خلاف حكمة اللغة، قال ابن مجاهد: ابن كثير وحده "ضياء" بهمزتين في كل القرآن؛ الهمزة الأولى قبل الألف والثانية بعدها، كذلك قرأت على قنبل وهي غلط، وكان أصحاب البزي وابن فليح ينكرون هذا، ويقرءون ضياء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/219]
مثل الناس، قال أبو علي: ضياء مصدرا وجمع ضوء كبساط). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/220]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (742 - نفصّل يا حقّ علا ساحر ظبي = وحيث ضياء وافق الهمز قنبلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص: يُفَصِّلُ الْآياتِ بالياء، فتكون قراءة غيرهم بالنون. وقرأ ابن كثير والكوفيون: قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ بسين مفتوحة
[الوافي في شرح الشاطبية: 285]
وألف بعدها وكسر الحاء، فتكون قراءة غيرهم بكسر السين وإسكان الحاء، وعلمت هذه القراءة من الشهرة. وقوله: (وحيث ضياء إلخ) معناه: حيث وجد هذا اللفظ فقنبل يقرؤه بهمزة مفتوحة بعد الضاد بدلا من الياء المفتوحة وهو في القرآن في ثلاثة مواضع: جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً هنا، وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً في الأنبياء، مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ في القصص.
وقوله: (وافق الهمز قنبلا) (الهمز) فيه فاعل، و(قنبلا): مفعول. ووافق من الأفعال التي يصح إسنادها إلى كل من معموليها كالأفعال التي تكون من اللّقي والمقابلة والمصاحبة). [الوافي في شرح الشاطبية: 286]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُفَصِّلُ الْآيَاتِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ وَحَفْصٌ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ هَمْزُ ضِيَاءً فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وحفص {يفصل الآيات} [5] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ضياءً} [5] ذكر لقنبل في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (677- .... .... .... ويا يفصّل = حقٌّ علا .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يا يفصل) يريد قوله تعالى: يفصل الآيات بالياء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص، والباقون بالنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 247]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصل = (حقّ) علا قضى سمّى أجل
في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: وعد الله حقّا أنه [4] بفتح الهمزة: والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: يفصّل الآيات [5] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب: لقضي إليهم أجلهم [11] بفتح القاف والضاد وألف، وأجلهم بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة وأجلهم بالرفع، واستغنى بـ (سمى) عن القيد، وقيد الرفع؛ لمخالفته.
وقرأ ذو زاي (زن) قنبل: ولأ دراكم به هنا [16]، ولأقسم بيوم القيامة [القيامة: 1] بحذف [ألف (لا)] في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
واختلف فيهما عن ذي هاء (هلا) البزي: فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين، وكذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة.
وروى ابن الحباب عن البزي إثبات الألف على أنها (لا) النافية، وكذلك روى المغاربة، والبصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، وبه قرأ الباقون.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وضده إثباتها، وكل على أصله في المنفصل.
وجه فتح أنه: تقدير اللام، أي: حقا لأنه.
ووجه كسرها: الاستئناف.
ووجه (ياء) يفصّل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله [تعالى:] ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ [الآية: 5] على جهة الغيبة؛ مناسبة يدبّر [الآية: 3] وما بعده.
ووجه النون: إسناده إلى المتكلم المعظم؛ مناسبة لقوله: أن أوحينا [2] على جهة الالتفات.
ووجه لقضى [11] بالفتح بناء الفعل للفاعل، وهو من باب «فعل»؛ فقلبت الياء ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها، وأسنده إلى ضمير الجلالة في قوله: ولو يعجّل الله [11]، فنصب أجلهم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول؛ للعلم بالفاعل؛ فنقل إلى [فعل]، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها، وأسند لفظا إلى أجلهم؛ فارتفع نيابة.
ووجه عدم الألف في ولأدراكم به [16]: جعل اللام للابتداء، أي: لو أراد الله ما أسمعتكم إياه، ولو شاء لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه منّ علي بالرسالة؛ فالأولى نفي، والثانية إيجاب.
ووجه الألف: جعل (لا) مؤكدة، أي: لو شاء ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لساني؛ فمنفيتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/367]
ووجه قصر لأقسم بيوم [القيامة: 1]: جعل اللام جواب [قسم] مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، وإذا كان الجواب اسمية، أكد باللام، وإن كان
خبرها مضارعا، وجاز أن يكون الجواب: لأقسم المراد به الحال.
ووجه مده: جعلها نافية لكلام مقدر: قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بـ (لا)، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس.
وقيل: نفي القسم، بمعنى: أن الأمر أعظم، أو (لا) زائدة على حد: لئلّا يعلم [الحديد: 29] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم [همز ضئاء] [5] في الهمز المفرد، وتسهيل واطمأنّوا [7] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ضياء" [الآية: 5] هنا و[الأنبياء الآية: 48] و[القصص الآية: 71] قنبل بقلب الياء همزة، وأولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه، وأخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام، فوقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة فقلبت همزة على حد رداء، والباقون بالياء قبل الألف وبعد الضاد، جمع ضوء كسوط وسياط والياء عن واو، ويجوز كونه مصدر ضاء ضياء كعاد عيادا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُفَصِّلُ الْآيات" [الآية: 5] فابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بياء الغيب جريا على اسم الله تعالى، وافقهم اليزيدي والحسن، والباقون بنون العظمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ضيآء} [5] قرأ قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد، والباقون بياء مفتوحة مكان الهمزة، ولا خلاف بينهم في إثبات الهمزة التي بعد الألف). [غيث النفع: 682]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نفصل} قرأ المكي والبصري وحفص بالتحتية، والباقون بالنون). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
{ضِيَاءً}
- قراءة الجماعة (ضياءً) بياء قبل الألف، وهو جمع ضوء مثل: سوط وسياط، فالياء منقلبة عن واو، وأصله: ضواء، ويجوزأن يكون مصدر ضاء ضياءً مثل: عاد عيادًا.
قال ابن عطية: (وقد رويت عن ابن كثير).
- وقرأ ابن كثير وقنبل عن ابن ذكوان في كل القرآن، وأبو عون وابن مجاهد في قراءته على قنبل، والمولى عن الزينبي (ضئاءً) بهمزتين، الأولى قبل الألف بدل الياء.
وأولوه على أنه مقلوب، قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه، وأخرت عينه التي هي ياء منقلبة عن واو إلى موضع اللام، فوقعت الياء طرفًا بعد ألف زائدة، فقلبت همزة على حد (رداء)، وبيان ذلك كما يلي:
الصورة الأولى: ضواء: - قلبت الواء ياءً لكسر ما قبلها فصارت ضياءً، وهي قراءة الجماعة.
الصورة الثانية: ضئاي، أو ضئاو، نقلت الهمزة إلى موضع العين، والياء المنقلبة عن واو إلى موضع اللام فصارت ضئاي، أو ضئاو،
[معجم القراءات: 3/496]
على رجوع الواو إلى أصلها بعد زوال موجب القلب وهو الكسر.
الصورة الثالثة: ضئاء: لما تطرفت الياء بعد ألف زائدة قلبت همزة كما فعل في دعاء وسقاء، فصار عندنا همزتان: الأولى قبل الألف وهي الأصلية التي كانت لام الفعل، والثانية بعد الألف وهي المنقلبة عن ياء أو واو.
ويصبح وزن قراءة ابن كثير: فلاعًا، وقد كانت من قبل على فعالًا.
قال مكي: (ولو قلت: إن الهمزة في: ضئاء انقلبت عن واو (ضئاو) لأن الياء لما تأخرت وزالت عنها الكسرة التي قبلها رجعت إلى أصلها، وهو الواو، فقلبت همزة كدعاء لجاز ذلك).
- وزعم ابن مجاهد أن قراءة ابن كثير غلط، مع اعترافه أنه قرأها كذلك على قنبل، وقد خالف الناس ابن مجاهد، فرووه عن ابن كثير بالهمز بلا خلاف.
قال ابن مجاهد:
(وكان أصحاب البزي وابن فليح يتركون هذا -أي هذه القراءة- ويقرأون مثل قراءة الناس ضياءً.
وأخبرني الخزاعي عن عبد الوهاب بن فليح عن أصحابه عن ابن كثير أنهم لا يعرفون إلا همزة واحدة بعد الألف في (ضياءً).
قلت: البزي وابن فليح من رواة قراءة ابن كثير، والخزاعي هو إسحاق بن أحمد إمام في قراءة المكيين قرأ على البزي وابن فليح.
[معجم القراءات: 3/497]
- وإذا وقف حمزة على (ضياء) سهل الهمزة مع المد والقصر.
{مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما.
{وَالْحِسَابَ}
- قراءة الجماعة (والحساب) بكسر الحاء.
- وقرأ طلحة بن مصرف (والحساب) بفتح الحاء، ورواه كذلك أبو توبة عن العرب.
{يُفَصِّلُ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة برواية العجلي واليزيدي والحسن والمفضل ويعقوب وسهل (يفصل) بالياء جريًا على اسم الله تعالى، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
- وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي، وهي رواية محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير، وهي قراءة خلف وأبي جعفر والأعرج وشيبة والحسن والأعمش (نفصل) بنون العظمة على سبيل الالتفات.
- وقرأ ابن السميفع (تفصل الآيات) الفعل بالتاء، مبنيًا للمفعول، والآيات: رفع به). [معجم القراءات: 3/498]

قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}
{وَالنَّهَارِ}
- الإمالة فيه عن أبي عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي.
- وقراءة الأزرق عن ورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم الحديث عن هذه الإمالة في الآية/164 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/499]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]

{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ وَاطْمَأَنُّوا بِهَا فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({واطمأنوا} [7] ذكر للأصبهاني في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم [همز ضئاء] [5] في الهمز المفرد، وتسهيل واطمأنّوا [7] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" همز "أطمأنوا" الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين 85، 114 من سورة البقرة.
{وَاطْمَأَنُّوا}
- قرأ الأصبهاني وورش بتسهيل الهمزة في الحالين.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل). [معجم القراءات: 3/499]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)}
{مَأْوَاهُمُ}
- تقدمت قراءة (ماواهم) بإبدال الهمزة ألفًا لأبي عمرو ويزيد والأعمش والأصبهاني وورش، وكذا حمزة في الوقف.
انظر الآية/151 من سورة آل عمران.
- كما تقدمت الإمالة في ألف (مأوى)، انظر الآية/73 من سورة التوبة). [معجم القراءات: 3/499]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "يهديهم" الثانية يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم الهاء والميم من "تحتهم الأنهار" وصلا حمزة والكسائي وخلف وكسرهما أبو عمرو ويعقوب وكسر الهاء وضم الميم الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحتهم الأنهار} [9] لا يخفى). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
{يَهْدِيهِمْ}
- قراءة الجماعة (يهديهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
- وقراءة يعقوب (يهديهم) بضم الهاء على الأصل.
{بِإِيمَانِهِمْ}
- قراءة حمزة بتسهيل الهمزة بين بين في الوقف.
{مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش بضم الهاء والميم في الوصل (من تحتهم الأنهار).
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بكسر الهاء والميم في الوصل (من تحتهم الأنهار)، وكسر الميم لالتقاء الساكنين.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن (من تحتهم الأنهار) بضم الميم وكسر الهاء، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
- وأما في الوقف فكلهم على إسكان الميم (من تحتهم)، وهم على أصولهم في حركة الهاء.
- وقرأ ورش بنقل حركة الهمزة في (الأنهار) إلى اللام سواء وقف أو وصل.. الأنهار).
- وحمزة ينقل في الوقف بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بغير نقل وصلًا ووقفًا). [معجم القراءات: 3/500]

قوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن الحمد لله) [10]: نصب: المنهال عن يعقوب). [المنتهى: 2/737]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((أَنَّ) مشدد (الْحَمْدَ) نصب أبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ والزَّعْفَرَانِيّ، وأبو حنيفة، والمنهال، والوليد، وابن عبد الخالق عن يعقوب، الباقون خفيف، وهو الاختيار؛ إذ معناه: أي الحمد للَّه). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "إن الحمد لله" بتشديد النون ونصب الحمد اسما لها،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
وهو يؤيد أنها المخففة في قراءة الجمهور، وعن الحسن كسر دال الحمد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {العالمين} تام، وفاصلة، ومنتهى الربع، بلا خلاف). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)}
{دَعْوَاهُمْ}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة أبي عمرو بالتقليل.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ}
- قراءة الجماعة (أن الحمد لله) أن: المخففة من الثقيلة، وحركت بالكسر لالتقاء الساكنين.
والمعنى: أنه الحمد لله، على أن يكون الضمير للشأن.
- وقرأ الحسن (أن الحمد لله) بكسر دال (الحمد)، وهذا من إتباع حركة الدال لحركة اللام بعدها، وهو إتباع غريب؛ لأن فيه إتباع حركة معرب لحركة غير إعراب.
ويبدو أن قراءة الحسن قد تواترت في مثل هذا الموضع، وقد أوضحت هذا في الآية الثانية في سورة الفاتحة، غير أن القراءة هناك مروية عن زيد بن علي مع الحسن.
- وقرأ عكرمة ومجاهد وقتادة وابن يعمر ويعقوب عن بلال بن أبي بردة وأبو مجلز وأبو حيوة وابن محيصن وهي رواية الغزنوي وأبي
[معجم القراءات: 3/501]
حاتم (أن الحمد لله) بالتشديد، ونصب (الحمد) اسمًا لها، وهي مصدرية، والتقدير: آخر دعواهم حمد الله.
قال ابن جني:
(هذه القراءة تدل على أن قراءة الجماعة (أن الحمد لله) على أن (أن) مخففة من (أن) بمنزلة قول الأعشى:
في فتية كسيوف الهند قد علموا = أن هالك كل من يحفى وينتعل
أي: أنه هالك.
فكأنه على هذا: وآخر دعواهم أنه الحمد لله..) ). [معجم القراءات: 3/502]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (11) إلى الآية (14) ]

{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) }

قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في ضم الْقَاف وَفتحهَا من قَوْله {لقضي إِلَيْهِم أَجلهم} 11
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {لقضي إِلَيْهِم} بِفَتْح الْقَاف {أَجلهم} نصبا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لقضي إِلَيْهِم} بِضَم الْقَاف وَكسر الضَّاد {أَجلهم} بِضَم اللَّام). [السبعة في القراءات: 323 - 324]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لقضي إليهم أجلهم) نصب، شامي، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 274]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لقضى إليهم أجلهم) [11]: نصب: دمشقي، ويعقوب). [المنتهى: 2/737]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (لقضى) بفتح القاف والضاد وبألف بعد الضاد (أجلهم) بالنصب، وقرأ الباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة بعد الضاد ورفع (أجلهم) ). [التبصرة: 230]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {لقضى إليهم} (11): بفتح القاف والضاد. {أجلهم}: بنصب اللام.
والباقون: بضم القاف، وكسر الضاد، وفتح الياء، ورفع اللام). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر ويعقوب: (لقضى إليهم)، بفتح القاف والضّاد (أجلهم) بنصب اللّام، والباقون بضم القاف وكسر الضّاد وفتح الياء ورفع اللّام). [تحبير التيسير: 397]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11]- {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} بنصبهما: ابن عامر). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (743 - وَفِي قُضِيَ الْفَتْحانِ مَعْ أَلِفٍ هُنَا = وَقُلْ أَجَلُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ كُمِّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([743] وفي قضي الفتحان مع ألفٍ هنا = وقل أجل المرفوع بالنصب (كـ)ملا
والتعليل في هذا البيت ظاهر). [فتح الوصيد: 2/971]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([743] وفي قضي الفتحان مع ألف هنا = وقل أجل المرفوع بالنصب كملا
ح: (في قضي): خبر، (الفتحان): مبتدأ، (مع ألفٍ): حال، (أجل): مبتدأ، (المرفوع): صفته (كملا): خبره، (بالنصب): متعلق به.
ص: يعني: قرأ ابن عامر: (لقضى إليهم أجلهم} [11] بالفتحتين في القاف والضاد مع ألفٍ بعدهما على بناء الفاعل ونصب (أجلهم) على أنه مفعول، والباقون: بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة بعدهما على بناء المفعول ورفع {أجلهم} على الفاعلية.
واكتفى في القراءة الثانية باللفظ، وقال: (هنا) احترازًا عما في الزمر: {قضى عليها الموت} [42] لأنه وإن وقع الخلاف فيه، لكن رجاله أكثر). [كنز المعاني: 2/298]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (743- وَفِي قُضِيَ الفَتْحانِ مَعْ أَلِفٍ هُنَا،.. وَقُلْ أَجَلُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ "كُـ"ـمِّلا
يريد: {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}، قراءة ابن عامر على البناء للفاعل، فنصب أجلهم على المفعولية، وقراءة الباقين على بناء الفعل للمفعول، وهو أجلهم، فلزم رفعه، فقول الناظم الفتحان؛ يعني: في القاف والضاد والألف بعدهما، والقراءة الأخرى علمت بما لفظ به لا من الضدية ولو بين القراءة الأخرى باللفظ، فقال: قضى موضع قوله: هنا أو موضع قوله: وقل لكان أولى وأكثر فائدة؛ لما فيه من الإيضاح ورفع وهم احتمال أن يريد زيادة ألف على الياء فيصير قضيا، وإنما قال: هنا احترازا من التي في الزمز: {قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ}؛ فإن الخلاف فيها أيضا كهذا الخلاف، وإن كان الأكثر ثَم على مثل قراءة ابن عامر هنا وكان مستغنيا عن هذا الاحتراز؛ فإن الإطلاق لا يعم غير ما في السورة التي هو في نظم خلفها على ما بيناه مرارا، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/220]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (743 - وفي قضي الفتحان مع ألف هنا = وقل أجل المرفوع بالنّصب كمّلا
قرأ ابن عامر: لقضى إليهم أجلهم بفتح القاف والضاد وألف بعدها، وأجلهم
بنصب رفع اللام، فتكون قراءة غيره بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة بعدها ورفع اللام وعلمت قراءة غيره من اللفظ). [الوافي في شرح الشاطبية: 286]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (128 - وَقُلْ لَقَضَى الشَّامِ حُمْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - وقل لقضى كالشام (حُـ)ـم يمكروا (يـ)ـدٌ = وينشركم (أ)د قطعًا اسكن (حـ)ـلا حلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بحا) حم وهو يعقوب {لقضي إليهم أجلهم} [11] بفتح القاف والضاد كابن عامر على بناء المفعولية ولم يتعرض لنصب {أجلهم} فربما يتوهم من عدم تعرضه تخصيص الترجمة بقوله {لقضي} ورفع {أجلهم} من وفاق ابن عامر ولم يقرأ به أحد ولكنه اعتمد على تشبيهه بابن عامر). [شرح الدرة المضيئة: 144]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالضَّادِ وَقَلْبِ الْيَاءِ أَلِفًا (أَجَلَهُمْ) بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِ الْيَاءِ أَجَلُهُمْ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب {لقضى} [11] بفتح القاف والضاد، {أجلهم} [11] بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء ورفع {أجلهم} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (677- .... .... .... .... .... = .... .... قضي سمّى أجل
678 - في رفعه انصب كم ظبىً .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (قضى) يريد قوله تعالى: لقضى إليهم أجلهم
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 247]
قرأه على تسمية الفاعل: أي بفتح القاف والضاد أجلهم ابن عامر ويعقوب وسيأتي بيانه، والباقون بضم القاف وكسر الضاد على ما لم يسم فاعله ورفع أجلهم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصل = (حقّ) علا قضى سمّى أجل
في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: وعد الله حقّا أنه [4] بفتح الهمزة: والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: يفصّل الآيات [5] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب: لقضي إليهم أجلهم [11] بفتح القاف والضاد وألف، وأجلهم بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة وأجلهم بالرفع، واستغنى بـ (سمى) عن القيد، وقيد الرفع؛ لمخالفته.
وقرأ ذو زاي (زن) قنبل: ولأ دراكم به هنا [16]، ولأقسم بيوم القيامة [القيامة: 1] بحذف [ألف (لا)] في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
واختلف فيهما عن ذي هاء (هلا) البزي: فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين، وكذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة.
وروى ابن الحباب عن البزي إثبات الألف على أنها (لا) النافية، وكذلك روى المغاربة، والبصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، وبه قرأ الباقون.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وضده إثباتها، وكل على أصله في المنفصل.
وجه فتح أنه: تقدير اللام، أي: حقا لأنه.
ووجه كسرها: الاستئناف.
ووجه (ياء) يفصّل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله [تعالى:] ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ [الآية: 5] على جهة الغيبة؛ مناسبة يدبّر [الآية: 3] وما بعده.
ووجه النون: إسناده إلى المتكلم المعظم؛ مناسبة لقوله: أن أوحينا [2] على جهة الالتفات.
ووجه لقضى [11] بالفتح بناء الفعل للفاعل، وهو من باب «فعل»؛ فقلبت الياء ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها، وأسنده إلى ضمير الجلالة في قوله: ولو يعجّل الله [11]، فنصب أجلهم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول؛ للعلم بالفاعل؛ فنقل إلى [فعل]، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها، وأسند لفظا إلى أجلهم؛ فارتفع نيابة.
ووجه عدم الألف في ولأدراكم به [16]: جعل اللام للابتداء، أي: لو أراد الله ما أسمعتكم إياه، ولو شاء لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه منّ علي بالرسالة؛ فالأولى نفي، والثانية إيجاب.
ووجه الألف: جعل (لا) مؤكدة، أي: لو شاء ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لساني؛ فمنفيتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/367]
ووجه قصر لأقسم بيوم [القيامة: 1]: جعل اللام جواب [قسم] مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، وإذا كان الجواب اسمية، أكد باللام، وإن كان
خبرها مضارعا، وجاز أن يكون الجواب: لأقسم المراد به الحال.
ووجه مده: جعلها نافية لكلام مقدر: قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بـ (لا)، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس.
وقيل: نفي القسم، بمعنى: أن الأمر أعظم، أو (لا) زائدة على حد: لئلّا يعلم [الحديد: 29] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُم" [الآية: 11] فابن عامر ويعقوب بفتح القاف والضاد، وقلب الياء ألفا [الآية: 16] مبنيا للفاعل أجلهم بالنصب مفعولا به، وافقهما المطوعي والباقون: بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء مبنيا للمفعول، أجلهم بالرفع على النيابة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "طغيانهم" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولو يعجل الله للناس الشر}
{لقضي إليهم أجلهم} [11] قرأ الشامي بفتح القاف والضاد، وقلب الياء ألفًا، و{أجلهم} بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد بعدها ياء مفتوحة، و{أجلهم} بالرفع، وحكم {إليهم} لا يخفى). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}
{لِلنَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو، انظر الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ}
- إدغام الراء في اللام عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
[معجم القراءات: 3/502]
{لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}
- قراءة الجماعة (لقضي إليهم أجلهم) الفعل مبني للمفعول، و(أجلهم) بالرفع حل محل الفاعل.
- وقرأ ابن عامر ويعقوب والمطوعي وعوف وعيسى بن عمر (لقضى إليهم أجلهم) الفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، وتقدم ذكره في أول الآية: (ولو يعجل الله للناس...)، و(أجلهم) بالنصب، مفعول به.
وهاتان القراءتان جيدتان عند الزجاج، قال: (ولقضي) أحسنهما؛ لأن قوله: (ولو يعجل الله للناس الشر) يتصل به (لقضي إليهم أجلهم) انتهى.
ومثل هذا عند ابن خالويه:
قلت: سياق كلام الزجاج يقتضي أن يكون عنده أحسن القراءتين قراءة ابن عامر ومن معه (لقضى...) ولعل المحقق التبس عليه الأمر فضبط النص على غير وجهه الذي ينبغي له!!.
- وقرأ الأعمش وعبد الله بن مسعود (لقضينا إليهم أجلهم) بإسناد الفعل إلى الضمير (نا)، وأجلهم: بالنصب.
[معجم القراءات: 3/503]
- وقرأ ابن محيصن والأعمش (لقفينا إليهم أجلهم) بالفاء من قفى بدلًا من قضى، بالضاد المعجمة.
{إِلَيْهِمْ}
- قراءة الجماعة بكسر الهاء لمجاورة الياء (إليهم).
- وقرأ حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
{لِقَاءَنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل بين بين.
{طُغْيَانِهِمْ}
- قراءة الجماعة (طغيانهم) بضم الطاء.
- وروي عن بعضهم (طغيانهم) بكسر الطاء.
وفي التاج: (طغى طغيًا.. وطغيانًا بالضم والكسر، الأخير عن الكسائي نقله عن بعض بني كلب).
- وقراءة الدوري عن الكسائي بإمالة الألف). [معجم القراءات: 3/504]

قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)}
{قَائِمًا}
- قراءة حمزة بالتسهيل بين بين في الوقف، أي بين الكسرة والياء.
{كَأَنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 3/504]
{زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام النون في اللام بخلاف). [معجم القراءات: 3/505]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَجْزِي) بالياء اختيار عباس، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (أَهْلَكْنَا)). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" سين "رسلهم" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلهم} [13] قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)}
{ظَلَمُوا}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
{جَاءَتْهُمْ}
- تقدم الحديث في هذا الفعل في مسألتين:
1- الإمالة عن حمزة وابن ذكوان.
2- تسهيل الهمزة بين بين في الوقف عن حمزة.
وانظر الآية/61 من سورة آل عمران.
{رُسُلُهُمْ}
- قراءة الجماعة بتحريك السين (رسلهم).
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلهم) بإسكان السين، والغاية منه التخفيف.
{لِيُؤْمِنُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وهي رواية ورش عن نافع (ليومنوا) بقلب الهمزة إلى واو.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
[معجم القراءات: 3/505]
{نَجْزِي}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (نجزي).
- وقرأت فرقة (يجزي) بالياء على الالتفات من التكلم في (أهلكنا)، أي: يجزي الله). [معجم القراءات: 3/506]

قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}
{خَلَائِفَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، أي الهمز والياء.
{خَلَائِفَ فِي}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الفاء في الفاء بخلاف عنهما.
{لِنَنْظُرَ}
- روى ابن شعيب عن يحيى بن الحارث الذماري، وهي رواية أيوب ابن تميم بن سليمان الدمشقي وعبد الحميد بن بكار عن ابن عامر (لنطر) بنون واحدة.
قال شعيب: (فقلت له -أي ليحيى-: ما سمعت أحدًا يقرأها، قال: هكذا رأيتها في الإمام، مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه).
قال أبو حيان: (يعني أنه رآها بنون واحدة؛ لأن النقط والشكل بالحركات والتشديدات إنما حدث بعد عثمان.
ولا يدل كتبه بنون واحدة على حذف النون من اللفظ، ولا على إدغامها في الظاء، لأن إدغام النون في الظاء لا يجوز، ومسوغ حذفها إنه لا أثر لها في الأنف، فينبغي أن تحمل قراءة يحيى على أنه بالغ في إخفاء الغنة، فتوهم السامع أنه إدغام، فنسب ذلك إليه) انتهى.
[معجم القراءات: 3/506]
وما ذكره أبو حيان هنا أصله عند ابن جني، قال: (ظاهر هذا أنه أدغم نون (ننظر) في الظاء، وهذا لا يعرف في اللغة، ويشبه أن يكون مخفاة فظنها القراء مدغمة على عادتهم في تحصيل كثير من الإخفاء إلى أن يظنوه مدغمًا، وذلك أن النون لا تدغم إلا في ستة أحرف، ويجمعها قولك: يرملون).
وذهب العكبري إلى أن النون الثانية قلبت ظاء، وأدغمت في الظاء.
قلت: بيان هذا أن صورتها بعد القلب لنظظر، ثم حصل الإدغام بين المتجانسين، فجاء حرفًا مشددًا: (لنظر)، ولم أجد مثل هذا عند غيره.
- وقراءة الجماعة بنونين: (لننظر).
{تَعْمَلُونَ}
- تقدمت قراءة المطوعي (تعملون) بكسر حرف المضارعة انظر سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/507]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (15) إلى الآية (17) ]

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) }

قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لقاءنا ايت) [15]: بغير همز أبو عمرو إلا ابن سعدان والقصباني، ويزيد، وورش، والأعشى غير حمادٍ وابن أبي أمية وابن الصلت). [المنتهى: 2/740]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "تلقاي" ونحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط، وبتسهيلها كالياء مع المد والقصر فهي خمسة، وإذا أبدلت ياء على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها، فتصير تسعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "لي أن" و"إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتحها" من "نفسي أن أتبع" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لقآءنا ائت} [15] إبداله للسوسي وورش، وعدم مده له لا يخفى.
{بقرءان} لا يخفى). [غيث النفع: 684]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لي أن أبدله} و{إني أخاف} فتح ياء {لي} و{إني} الحرميان وبصري، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 684]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نفسي إن} قرأ نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
{تُتْلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- قراءة الباقين بالفتح.
{عَلَيْهِمْ}
- قراءة الجماعة (عليهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
- وقراءة حمزة ويعقوب والمطوعي (عليهم) بضم الهاء. وتقدم هذا
[معجم القراءات: 3/507]
مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{لِقَاءَنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، ويجوز في الألف قبلها المد والقصر.
{لِقَاءَنَا ائْتِ}
- قرأ ورش والسوسي وأبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال همزة (ائت) حرف مد في حال وصل (لقاءنا) بها وصورتها: (لقاءنا يت).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- وإذا وقفوا على (لقاءنا) وابتدأوا بـ (ائت) فكلهم يبدأون بهمزة وصل مكسورة بعدها ياء ساكنة (لقاءنا، ايت).
وللأزرق وورش القصر والتوسط والمد بخلاف.
- وذكر مكي رواية عن الكسائي أنه أجاز للمبتدي ان يقول: (ائت بقرآن) بهمزتين.
{بِقُرْآنٍ}
- قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء قبلها في الوقف والوصل، وحذف الهمزة، ووافقه ابن محيصن (بقران).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بِقُرْآنٍ غَيْرِ}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين مع الغنة.
- وقراءة غيره بالإظهار.
[معجم القراءات: 3/508]
{قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ}
- فتح الياء من (.. لي أن) ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي.
- والباقون على سكونها (لي أن).
{تِلْقَاءِ}
- قراءة الجماعة (تلقاء) بكسر التاء، وهو مصدر، ولم يجئ مصدر بكسرها غير تلقاء وتبيان، وقد وقع في الأسماء غيرهما.
- وقرئ (تلقاء) بفتح التاء، وهو القياس في المصادر الدالة على التكرار والمبالغة كالتطواف والتجوال.
- وأما حكم الهمزة في آخره فقد رسمت على ياء (تلقائي)، وفيها لحمزة وهشام عند الوقف تسعة أوجه:
أ- خمسة على القياس، وهي:
إبدال الهمزة ألفًا مع القصر والتوسط والمد، ثم التسهيل كالياء بالروم مع المد والقصر.
ب- وأربعة على الرسم (تلقاء)، وهي:
- إبدال الهمزة ياءً خالصة مع سكونها لأجل الوقف، مع القصر والتوسط والمد بالسكون المحض، ثم القصر مع روم حركتها.
[معجم القراءات: 3/509]
{نَفْسِي إِنْ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي بفتح ياء النفس (نفسي إن..).
- والباقون على القراءة بسكونها.
{يُوحَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف عليه بهاء السكت (إليه)، وذلك لبيان حركة الموقف عليه.
- وروي عنه ترك الهاء (إلي).
{إِنِّي أَخَافُ}
- قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أخاف) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها). [معجم القراءات: 3/510]

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح الرَّاء وَكسرهَا من قَوْله {وَلَا أدراكم بِهِ} 16
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص (وَلَا أدريكم بِهِ) بِفَتْح الرَّاء وَالْألف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (وَلَا أدركم بِهِ) بِكَسْر الرَّاء). [السبعة في القراءات: 324]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولأدراكم به) أبو ربيعة عن البزي). [الغاية في القراءات العشر: 274]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولأادراكم به) [16]: قصرٌ: قنبل طريق الربعي وابن مجاهد وابن شنبوذ وابن الصباح وابن عبد الرزاق، واللهبي، وأبو ربيعة طريق الجمحي وابن المقرئ وابن زياد طريق الرزاز.
[المنتهى: 2/737]
(أدراكم) [16]، و(أدراك) [الحاقة: 3]: بالإمالة، حيث جاء أبو عمرو، وهما، وخلف، والوليدان، وعبد الرزاق، وهشام طريق الداجوني، وابن ذكوان إلا البلخي، وورش إلا الملطي والأسدي وابن سيف طريق أبي عدي، والنخاس طريق ابن هلال، وإسماعيل طريق البلخي، وأبو بكر إلا الأعشى والبرجمي.
وافق المفضل، وحمادٌ، وأبو حمدون، وشعيب في يونس، وقرأ أيضًا بإمالة الباب عن شعيب، وحمادٍ.
[المنتهى: 2/738]
بين اللفظين: ابن هلال، وأبو عدي). [المنتهى: 2/739]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قنبل (ولأدراكم به) بغير ألف قبل الهمزة، وقرأ الباقون بألف؛ وأماله ابن ذكوان وأبو بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي، وقرأه ورش بين اللفظين،
[التبصرة: 230]
وفتحه الباقون، وذلك حيث وقع). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قنبل: {ولأدراكم به} (16): بغير ألف بعد اللام.
وكذلك روى النقاش عن أبي ربيعة عن البزي.
قال أبو عمرو: وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه.
والباقون: بالألف.
ابن كثير، وقالون، وحفص، وهشام، والنقاش عن الأخفش: {أدراك} (الحاقة: 3)، و: {أدراكم}، حيث وقع: بالفتح.
وورش: بين اللفظين.
والباقون: بالإمالة). [التيسير في القراءات السبع: 308]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قنبل: (ولأدراكم به) بغير ألف بعد اللّام وكذلك روى النقاش عن أبي ربيعة عن البزي، قال أبو عمرو: وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه، والباقون بالألف.
ابن كثير وأبو جعفر وقالون ويعقوب وحفص وهشام والنقاش عن الأخفش (أدراك وأدراكم) حيث وقع بالفتح وورش بين اللّفظين والباقون بالإمالة). [تحبير التيسير: 397]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((عُمُرًا) بإسكان الميم زائدة عن الْأَعْمَش، ونعيم بن ميسرة، وعبيد والخفاف، واللؤلؤي، والقرشي، والقزاز كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، هارون عنه بالوجهين، والباقون بضمها وهو الاختيار؛ لأنه أشبع وهو حيث وقع). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([16]- {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} بحذف الألف: قنبل.
والنقاش عن أبي ربيعة عن البزي). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (740- .... .... .... .... = وَبَصْرٍ وَهُمْ أَدْرى وَبِالْخُلْفِ مُثِّلاَ). [الشاطبية: 59] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (744 - وَقَصْرُ وَلاَ هَادٍ بِخُلْفٍ زَكَا وَفي الْـ = ـقِيَامَةِ لاَ الاولى وَبِالْحَالِ أُوِّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وبصرٍ وهم)، يريد وبصر مع مختار صحبة أمالوا.
أو اختاروا إمالة (أدرى) أينما وقع، وكيفما جاء.
والخلف عن ابن ذكوان.
قال أبو عمرو: «قرأت من طريق ابن الأخرم ومن طريق عبد الله بن الحسن عن أصحابه عن الأخفش بإمالة فتحة الراء من قوله: {أدريك} و{أدريكم} حيث وقعا.
[فتح الوصيد: 2/969]
وقرأت من طريق عبد الباقي بن الحسن عن الأخفش بإمالة (ولا أدريكم به) في يونس لا غير، وبالفتح في سائر القرآن».
«وأقرأني الفارسي عن النقاش عن الأخفش بالفتح في يونس وغيرها» ). [فتح الوصيد: 2/970] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([744] وقصر ولا (هـ)اد بخلفٍ (ز)كا وفي الـ = ــقيامة لا الأولى وبالحال أولا
أبو عمرو: «وقرأ -يعني البزي-: (ولا أدريكم به)، بألف بعد اللام. وكذلك {لا أقسم بيوم القيمة}. غير أنه لا يطول تمكينها على أصله في ما كان من كلمتين. وأقرأني الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه في الموضعين بغير ألف بعد اللام، مثل قنبل سواء».
(وبالحال أول)، يعني: {لا أقسم}. قيل: معناه: لأنا أقسم، ولم يقل: أقسمن، لأن النون الثقيلة تدخل للتأكيد والاستقبال.
وقال قوم: يجوز أن يكون مستقبلًا، لكن جاز حذف النون وإبقاء اللام، كما حذفوا اللأم وأبقوا النون في قوله:
وقيل مرة أثأرن فإنه = فرغٌ وإن أخاهم لم يثأر
كذا أنشده أبو علي: (لم يثأر).والقصيد التي منها هذا البيت دالية وهو سهو من أبي علي. وإنما هو:
... وإن أخاهم لم يُقصد.
قال الشيخ: «لا يصح فيه معنى الاستقبال».
وأما (ولأدريكم)، فعلى: ولو شاء لأدراكم). [فتح الوصيد: 2/972]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([740] شفا صادقًا حم مختار صحبةٍ = وبصرٍ وهم أدرى وبالخلف مثلا
ب: (الياسر): اللاعب بقداح الميسر.
ح: (كم): مبتدأ، (صحبةً): مميزها، (يا كاف): خبر، أي: أمالوا الياء التي من كاف، (ها): مفعول (صف)، (رضًى حلوًا): حالان من فاعل (صف)، و(تحت جنًى حلا): مبتدأ وخبر، أي: الهاء في تحت حلا جنا، (صادقًا): مفعول (شفا)، و(شفا): حال من فاعل (حلا)، أي: قد شفا، (حم مختارٌ): مبتدأ وخبر، (بصرٍ وهم أدرى): مبتدأ وخبر، أي: أمالوا {أدري}، (بالخلف): متعلق (مثلا) .
ص: يعني: أمال ابن عامر وصحبة الياء التي في كاف سورة مريم، والسوسي أمالها بخلاف.
[كنز المعاني: 2/294]
وأبو بكر والكسائي وأبو عمرو أمالوا الهاء التي فيها، وأمال الهاء التي تحتها يعني سورة طه [1] ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر، والحاء من {حم} السبع: ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر، وهم وأبو عمرو البصري الراء من {أدراك} و {أدراكم}، لكن لابن ذكوان خلاف فيه). [كنز المعاني: 2/295] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([744] وقصر ولا هادٍ بخلفٍ زكا وفي الـ = ـقيامة لا الأولى وبالحال أولا
ح: (قصر): مبتدأ، (ولا): مضاف إليه، (هادٍ): خبر، (بخلفٍ): حال، (زكا): صفته، (لا): مبتدأ، (الأولى): صفته، (في القيامة): خبره، أي: قصر (لا) الأولى من سورة القيامة، ضمير (أولًا): لقصر (لا).
ص: يعني: قصر البزي بخلافٍ عنه وقنبل بلا خلاف {لا} من قوله: {ولا أدراكم} [16]، وكذلك {لا} الأولى من سورة القيامة، يعني: {لا أقسم بيوم القيامة} بخلاف الثانية من: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} [2].
ثم قال: (وبالحال أولًا) يعني: اللام من {لا أقسم} للحال، ولهذا لا يحتاج إلى النون المؤكدة، لأنها للفرق بين الحال والاستقبال، وههنا متعين للحال بواسطة اللام). [كنز المعاني: 2/299]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: وهم وأبو عمرو أمالوا لفظ "أدري" كيف أتى نحو "أدراك" وأدراكم، وعن ابن ذكوان خلاف فيه فقوله: وبصر مبتدأ، وليس عطفا على صحبة؛ لامتناع الجمع بين الرمز والتصريح والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/217] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (744- وَقَصْرُ وَلا "هَـ"ـادٍ بِخُلْفٍ "زَ"كَا وَفي الْـ،.. ـقِيَامَةِ لا الأولى وَبِالحَالِ أُوِّلا
يعني بالقصر: حذف ألف ولا من قوله: {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ}، ومن قوله: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}.
دون قوله: {وَلا أُقْسِمُ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/220]
بِالنَّفْسِ}، فهذا معنى قوله: لا الأولى؛ أي: وقصر لا الواردة في سورة القيامة أولا فالمعنى على القصر: "وشاء لأدراكم به" فتكون اللام جواب لو قال ابن مجاهد: قرأت على قنبل: {وَلا أَدْرَاكُمْ}، فقال: "ولا دراكم"، فجعلها "لا" ما دخلت على أدراكم، فراجعته غير مرة فلم يرجع ذكر ذلك في غير كتاب السبعة، ويوجد في بعض نسخها، ومعنى القصر في "لا أقسم" مؤول بأنها لام الابتداء دخلت على فعل الحال أي؛ لأنا أقسم فهذا معنى قوله: وبالحال أولا، وقراءة الباقين بالمد ظاهرة في: {وَلا أَدْرَاكُمْ}، بكون لا نافية، أما في القيامة فيكون موافقة لما بعدها، وفي معناها اختلاف للمفسرين قبل لا زائدة، وقيل: نافية ردا على الكفرة ثم استأنف: "أقسم بيوم القيامة" فيتفق معنى القراءتين على هذا، واختار الزمخشري أنه نفي للقسم على معنى أن المذكور قدره فوق ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/221]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (740 - .... .... .... .... .... = وبصر وهم أدري وبالخلف مثّلا
....
وقوله: (وبصروهم أدرى) معناه: أن البصري والمذكورين قبل، وهم: ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، أمالوا ألف (أدرى) حيث ورد وكيف نزل في القرآن نحو: وَلا أَدْراكُمْ بِهِ، وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ. وقوله: (وبالخلف مثّلا) معناه: أنه اختلف عن ابن ذكوان في إمالة أدرى، فروي عنه في ألفه وجهان: الفتح والإمالة). [الوافي في شرح الشاطبية: 285] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (744 - وقصر ولا هاد بخلف زكا وفي الـ = ـقيامة لا الأولى وبالحال أوّلا
قرأ قنبل والبزي بخلف عنه: ولأدراكم به هنا ولأقسم بيوم القيامة بحذف الألف التي بعد اللام في الموضعين، وقرأ الباقون بإثبات الألف فيهما وهو الوجه الثاني البزي واحترز بقوله: (الأولى) عن (الثانية) وهي وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ وعن موضع الْبَلَدِ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ فلا خلاف بين القراء في إثبات الألف فيهما. وقوله: (وبالحال أوّلا) معناه: أن حذف الألف في: لا أُقْسِمُ الأولى مؤول بأن اللام حينئذ تكون لام الابتداء دخلت على الفعل المضارع فعينته للحال مع صلاحيته في ذاته للحال والاستقبال). [الوافي في شرح الشاطبية: 286]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ، وَلَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَرَوَى قُنْبُلٌ مِنْ طُرُقِهِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ الَّتِي بَعْدَ اللَّامِ فَتَصِيرُ لَامَ تَوْكِيدٍ (وَاخْتُلِفَ) عَنِ الْبَزِّيِّ، فَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْهُ كَذَلِكَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ رَوَى ابْنُ الْحُبَابِ عَنِ الْبَزِّيِّ إِثْبَاتَ الْأَلِفِ فِيهِمَا عَلَى أَنَّهَا " لَا " النَّافِيَةُ، وَكَذَلِكَ، وَرَوَى الْمَغَارِبَةُ، وَالْمِصْرِيُّونَ قَاطِبَةً عَنِ الْبَزِّيِّ مِنْ طُرُقِهِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ وَأَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير بخلاف عن البزي {ولا أدراكم} [16]، و{لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: 1] بحذف الألف بعد اللام، والباقون بإثباتها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (678- .... .... .... .... واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى زن هلا
679 - خلفٌ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
يعني قوله تعالى: ولا أدراكم به ولا أقسم بيوم القيامة بحذف الألف من لا فيها قنبل، والبزي بخلاف عنه على جعل اللام هي الواقعة في جواب لو، والباقون بإثبات الألف في لا في الموضعين، واحترز بقوله الأولى عن قوله تعالى: لا أقسم بهذا البلد ولا يرد قوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم لوقوعها بعد الفاء والناظم جردها منها ولفظ بهما كذلك). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصل = (حقّ) علا قضى سمّى أجل
في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: وعد الله حقّا أنه [4] بفتح الهمزة: والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: يفصّل الآيات [5] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب: لقضي إليهم أجلهم [11] بفتح القاف والضاد وألف، وأجلهم بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة وأجلهم بالرفع، واستغنى بـ (سمى) عن القيد، وقيد الرفع؛ لمخالفته.
وقرأ ذو زاي (زن) قنبل: ولأ دراكم به هنا [16]، ولأقسم بيوم القيامة [القيامة: 1] بحذف [ألف (لا)] في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
واختلف فيهما عن ذي هاء (هلا) البزي: فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين، وكذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة.
وروى ابن الحباب عن البزي إثبات الألف على أنها (لا) النافية، وكذلك روى المغاربة، والبصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، وبه قرأ الباقون.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وضده إثباتها، وكل على أصله في المنفصل.
وجه فتح أنه: تقدير اللام، أي: حقا لأنه.
ووجه كسرها: الاستئناف.
ووجه (ياء) يفصّل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله [تعالى:] ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ [الآية: 5] على جهة الغيبة؛ مناسبة يدبّر [الآية: 3] وما بعده.
ووجه النون: إسناده إلى المتكلم المعظم؛ مناسبة لقوله: أن أوحينا [2] على جهة الالتفات.
ووجه لقضى [11] بالفتح بناء الفعل للفاعل، وهو من باب «فعل»؛ فقلبت الياء ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها، وأسنده إلى ضمير الجلالة في قوله: ولو يعجّل الله [11]، فنصب أجلهم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول؛ للعلم بالفاعل؛ فنقل إلى [فعل]، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها، وأسند لفظا إلى أجلهم؛ فارتفع نيابة.
ووجه عدم الألف في ولأدراكم به [16]: جعل اللام للابتداء، أي: لو أراد الله ما أسمعتكم إياه، ولو شاء لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه منّ علي بالرسالة؛ فالأولى نفي، والثانية إيجاب.
ووجه الألف: جعل (لا) مؤكدة، أي: لو شاء ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لساني؛ فمنفيتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/367]
ووجه قصر لأقسم بيوم [القيامة: 1]: جعل اللام جواب [قسم] مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، وإذا كان الجواب اسمية، أكد باللام، وإن كان
خبرها مضارعا، وجاز أن يكون الجواب: لأقسم المراد به الحال.
ووجه مده: جعلها نافية لكلام مقدر: قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بـ (لا)، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس.
وقيل: نفي القسم، بمعنى: أن الأمر أعظم، أو (لا) زائدة على حد: لئلّا يعلم [الحديد: 29] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا أَدْرَاكُمْ بِه" [الآية: 16] و"لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة" [الآية: 1] فابن كثير من غير طريق ابن الحباب عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام جعلها لام ابتداء فتصير لام توكيد أي: لو شاء الله ما تلوته عليكم، ولأعلمكم به على لسان غيري.
[إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
وعن الشنبوذي ولأنذرتكم به بنون ساكنة وذال معجمة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مضمومة من الإنذار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/106]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن ولا أدرأتكم بهمزة ساكنة وتاء مرفوعة على أن الهمزة مبدلة من الألف، والألف منلقبة عن ياء لانفتاح ما قبلها، على لغة من يقول: أعطأتك في أعطيتك، وقيل الهمزة أصلية من الدرء، وهو الدفع والباقون بإثبات الألف على أنها لا النافية مؤكدة، أي: ولو شاء الله ما قرأته عليكم ولا أعلمكم به على لساني، فالأول والثاني منفيان، ويأتي توجيه موضع سورة القيامة فيها إن شاء الله تعالى، وبإثبات الألف قرأ ابن الحباب عن البزي فيهما، وكذا روى المغاربة والمصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وخرج بقيد القيمة المتفق البلد، وثاني القيمة المتفق على الإثبات فيهما؛ لأنها فيهما نافية كأنه يقول إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم، وجعلها القاضي لتأكيد القسم، قال: وإدخالها على القسم شائع كقولهم لا وأبيك وأمال "أدراكم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري ومن طريق ابن الأخرم عن الأخفش، وما في الأصل هنا فيه قصور وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وكذا حكم أدرى حيث وقع إلا أنه اختلف عن أبي بكر فيما عدا هذه السورة، فأخذ العراقيون له بالفتح والمغاربة بالإمالة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/106]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "لبثت" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر، وذكر
[إتحاف فضلاء البشر: 2/106]
في الأصل هنا الخلاف عن ابن ذكوان، ولعله سبق قلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا أدراكم} [16] قرأ المكي بخلف عن البزي بحذف ألف {ولا} والباقون بإثباتها، وهو الطريق الثاني للبزي). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
{شَاءَ}
- أماله حمزة وابن ذكوان.
- وقرأه بالفتح والإمالة هشام.
[معجم القراءات: 3/510]
- والباقون على الفتح.
وتقدم الحديث في إمالته في الآية/20 من سورة البقرة.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ}
- قرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر برواية هشام والبزي والأصبهاني، وهي قراءة ابن مهران في رواية البزي عن ابن كثير (ولا أدراكم به) بإثبات الألف في (لا) على أنها نافية مؤكدة.
- وقرأ ابن كثير من رواية النقاش عن أبي ربيعة عن البزي ومن طريق ابن الحباب وعبد العزيز الفارسي والنقاش ومن طريق قنبل، وأبو عمرو الداني (ولأدراكم به) بحذف الألف من (لا) فتصير لام توكيد دخلت على فعل مثبت معطوف على منفي، والمعنى:
لأعلم به من طريق غير طريقي ولساني، أو لو شاء الله لأعلمكم به بغير واسطة.
- قال ابن مهران بعد أن ذكر رواية النقاش عن أبي ربيعة: (ولم يوافقه عليه أحد ممن لقيت على أنه منصوص في كتاب أبي ربيعة، وقرأنا على غيره في رواية البزي وغيره: ولا أدراكم بالألف مثل جميع القراء، والله أعلم بجميع ذلك).
ولا يجيز الطبري القراءة بغير ما عليه الجماعة.
[معجم القراءات: 3/511]
- وقرأ ابن عباس والحسن وابن سيرين وأبو رجاء وابن أبي عبلة وشيبة بن نصاح (ولا أدرأتكم) بهمزة ساكنة وتاء مرفوعة.
قال أبو حاتم: (سمعت الأصمعي يقول: سألت أبا عمرو بن العلاء عن قراءة الحسن ... أله وجه؟ قال: لا، قال أبو عبيد، لا وجه لقراءة الحسن ... إلا على الغلط.
قال أبو جعفر: (معنى قول أبي عبيد -إن شاء الله-: على الغلط أنه يقال: دريت أي علمت، وأدريت غيري، ويقال درأت أي دفعت، فيقع الغلط بين دريت وأدريت ودرأت...).
وقال أبو الفتح: (هذه قراءة قديمة التناكر لها، والتعجب منها، ولعمري إنها في بادئ أمرها على ذلك، غير أن لها وجهًا وإن كانت فيه صنعة وإطالة...).
وقال مكي: (وروي أن الحسن قرأ بالهمز، ولا أصل له في الهمز...).
قال أبو حيان: (وخرجت هذه القراءة على وجهين: أحدهما: أن الأصل أدريتكم بالياء فقلبها همزة على لغة من قال: لبأت بالحج، ورثات زوجي بأبيات، يريد لبيت ورثيت، وجاز هذا البدل لأن الألف والهمزة من واد واحد، ولذلك إذا حركت الألف انقلبت
[معجم القراءات: 3/512]
همزة، كما قالوا في العالم: العألم، وفي المشتاق المشتأق.
والوجه الثاني: أن الهمزة أصل، وهو من الدرء، وهو الدفع، يقال درأته دفعته، كما قال: (ويدرأ عنها العذاب). ودرأته جعلته دارئًا، والمعنى: ولأجعلنكم بتلاوته خصماء تدرؤونني بالجدال وتكذبونني. وزعم أبو الفتح أنما هي أدريتكم فقلبت الياء ألفًا لانفتاح ما قبلها، وهي لغة عقيل حكاها قطرب، يقولون في أعطيتك: أعطأتك.
وقال أبو حاتم: قلب الحسن الياء ألفًا كما في لغة بني الحارث بن كعب ... قيل ثم همز على لغة من قال في العالم: العألم) انتهى نص أبي حيان.
- وروي عن الحسن أيضًا أنه قرأ (ولاأدرأكم به) وذهب العكبري إلى أن أصل هذه القراءة أن الهمزة مبدلة من الألف والألف من ياء، ثم قال:
(وقيل هو غلط؛ لأن قارئها ظن أنه من الدرء وهو الدفع، وقيل ليس بغلط، والمعنى: ولو شاء الله لدفعكم عن الإيمان به).
وقال ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة:
(وأما قراءة الحسن البصري التي حدثني أحمد بن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد أن الحسن البصري قرأ: (ولاأدرأكم به) بالهمز فقال النحويون: غلط الحسن كما أن العرب قد تغلط في بعض ما لا يهمز فيهمزونه، يقولون: حلأت السويق، وإنما هو حليت، يشبهونه بحلأت الإبل إذا زجرتها عن الماء).
[معجم القراءات: 3/513]
وأعاد الحديث ابن خالويه في موضع آخر من كتابه إعراب ثلاثين سورة فقال: (وحدثني أحمد عن علي عن أبي عبيدة قال: قرأ الحسن...، مهموزًا، وهو غلط عند أهل النحو لأنه من دريت).
- وقرأ الحسن وابن عباس أيضًا (ولاأدراتكم) بألف، بقلب الياء ألفًا على لغة بني الحارث بن كعب.
- وذكر ابن خالويه في مختصره أن ابن كثير قرأ (ولاادراتكم) بالوصل من غير همز.
- وعن الشنبوذي أنه قرأ (ولأنذرتكم) من الإنذار، وذكرها الصفراوي قراءة الأعمش.
- وقرئ (... أدرؤكم به).
- وقرأ شهر بن حوشب والأعمش وابن عباس وابن مسعود (ولا أنذرتكم به) لا: النافية، وأنذرتكم: بالنون والذال من الإنذار.
- وقرأ (ولا أدراكم) بالإمالة أبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر وحمزة والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري ومن طريق ابن الأخزم عن الأخفش، وخلف والداجوني ويحيى والعليمي واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 3/514]
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقرأه بالفتح ابن كثير ونافع، وعاصم في رواية حفص، وأبو جعفر ويعقوب، وهي رواية النقاش عن ابن ذكوان.
{لَبِثْتُ}
- أدغم الثاء في التاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر.
- وقراءة الإظهار عن نافع وابن كثير وعاصم.
{عُمُرًا}
- قرأ الأعمش والحسن والخفاف وعبيد واللؤلؤي كلهم عن أبي عمرو، وكذا رواية عبد الوارث (عمرًا) بسكون الميم، وهو للتخفيف.
- وقراءة الجماعة على الضم (عمرًا)، وهي رواية هارون عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 3/515]

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق بخلفه لام "أظلم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}
{أَظْلَمُ}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام، بخلاف.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
- وانظر مثل هذا في الآية/20 من سورة البقرة.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم.
[معجم القراءات: 3/515]
{افْتَرَى}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَذَّبَ بِآيَاتِهِ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الياء في الباء.
{بِآيَاتِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة الياء مفتوحة). [معجم القراءات: 3/516]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) }

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {عَمَّا يشركُونَ} 18 هَهُنَا وفي أَرْبَعَة مَوَاضِع
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {عَمَّا يشركُونَ} بِالْيَاءِ هَهُنَا وحرفين في النَّحْل 1 3 وفي الرّوم 40 أَرْبَعَة أحرف بِالْيَاءِ وفي النَّمْل (خير أما تشركون) بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر الْخَمْسَة الأحرف بِالْيَاءِ
قَالَ أَبُو بكر كَذَا في كتابي عَن أَحْمد بن يُوسُف عَن ابْن ذكْوَان عَن ابْن عَامر
وَرَأَيْت في كتاب مُوسَى بن مُوسَى عَن ابْن ذكْوَان بأسناده في سُورَة النَّمْل (أما تشركون) بِالتَّاءِ
وَكَذَلِكَ حَدَّثَني أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر عَن هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر الْخَمْسَة الأحرف بِالتَّاءِ
وَلم يَخْتَلِفُوا في غير هَذِه الْخَمْسَة). [السبعة في القراءات: 324]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (عما تشركون) وفي النحل موضعين، والروم، بالتاء، كوفي، - غير عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 274]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عما تشركون) [18]، وفي النحل [1، 3]، والروم [40]: بالتاء كوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/739]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (عما تشركون) بالتاء هنا وفي النحل موضعان وفي الروم موضع، وقرأ الباقون بالياء في الأربعة، وأما قوله عز وجل (خير أما يشركون) فإن أبا عمرو وعاصمًا قرآه بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، ولم يختلف في غير هذه الخمسة). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {عما تشركون} (18)، هنا، وفي الموضعين في أول النحل (1، 3)، وفي الروم (33): بالتاء، في الأربعة.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 308]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف: (عمّا تشركون) هنا وفي الموضعين في أول النّحل. وفي الرّوم بالتّاء في الأربعة والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 397]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُشْرِكُونَ)، وفي النحل موضعان والروم والنمل، الزَّعْفَرَانِيّ، وابن مقسم كوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، وأبو عبيد عن شجاع عن أَبِي عَمْرٍو، هارون عن أبي عمرو بالتاء في النحل فيهما، أما في النمل خاصة فبالياء عَاصِم وابن عتبة، وبصري غير أيوب وعمن ذكرنا، والاختيار التاء في الكل لقوله: (أَتُنَبِّئُونَ) وقوله: (فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ)، وقوله: (مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ)، وفي النمل الاختيار التاء كقوله: (وَأَنزَلَ لَكم)، الباقون بالياء). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([18]- {عَمَّا يُشْرِكُونَ} هنا، وفي الموضعين أول [النحل: 1، 3] وفي [الروم: 40] بالتاء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (745 - وَخَاطَبَ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُناَ شَذاً = وَفي الرُّومِ وَالْحَرْفَيْنِ في النَّحْلِ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([745] وخاطب عما يشركون هنا (شـ)ذًا = وفي الروم والحرفين في النحل أولا
الخطاب، لأن قبله {أتنبئون الله}.
والغيبة، على أن الخطاب انتهى عند قوله: {ولا في الأرض}، ثم قال سبحانه وتعالى: {عما يشركون}.
وكذلك الذي في النحل والروم، لأن قبله: {هل من شركائكم}؛ فالخطاب على ذلك، والغيبة على ما تقدم.
و(أولا)، منصوبٌ على الظرف؛ والتقدير: وفي الحرفين الواقعين في النحل في الأول.
ويجوز نصبه على الحال من الحرفين). [فتح الوصيد: 2/973]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([745] وخاطب عما يشركون هنا شذا = وفي الروم والحرفين في النحل أولا
[كنز المعاني: 2/299]
ح: (شذا): فاعل (خاطب)، (عما يشركون): مفعوله، (في الروم): عطف على (هنا)، (الحرفين): عطف عليه، (أولا): ظرف الحرفين، أي: الواقعين أول سورة النحل.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (سبحانه وتعالى عما تشركون) هنا [18] بتاء الخطاب؛ لأن قبله: {قل أتنبئون الله} [18] بالخطاب، وفي الروم [40] ليطابق قوله: {الله الذي خلقكم} [40]، وفي حرفي النحل [1، 3] لقوله: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} [1]، والباقون: بالغيبة على الإخبار عنهم.
وقوله: (أولا): زيادة بيان للاحتراز). [كنز المعاني: 2/300]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (745- وَخَاطَبَ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُنا "شَـ"ـذًا،.. وَفي الرُّومِ وَالحَرْفَيْنِ في النَّحْلِ أَوَّلا
عما يشركون فاعل خاطب، وشذا حال منه، ولو قدمه على هنا لكان أولى ليتصل المعطوف وهو قوله: وفي الروم وما بعده بالمعطوف عليه وهو هنا، ولئلا يتوهم أن الذي في الروم والنحل خطابه لغير حمزة والكسائي، ولا سيما وقد قال في آخر البيت: أولا فيتوهم أنه رمز لنافع، وإنما هو ظرف للحرفين؛ أي: اللفظين الواقعين أول سورة النحل، ولم يحترز بذلك من شيء بعدهما، وإنما هو زيادة بيان، وهذا مما يقوي ذلك الوهم، ولو كان احترازا لخف أمره، والذي هنا بعده: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً}.
والذي في الروم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/221]
بعده: {ظَهَرَ الْفَسَادُ}، واللذان في النحل: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، {بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}؛ الخطاب في الجميع للمشركين والغيب إخبار عنهم والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/222]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (745 - وخاطب عمّا يشركون هنا شذا = وفي الرّوم والحرفين في النّحل أوّلا
قرأ حمزة والكسائي: سبحانه وتعالى عمّا تشركون هنا وفي الروم، سبحانه وتعالى عمّا تشركون (40) ظهر الفساد، وفي النحل في موضعين سبحانه وتعالى عمّا تشركون (1) ينزّل الملائكة، خلق السماوات والأرض بالحقّ تعالى عمّا تشركون. قرآ بتاء الخطاب في
[الوافي في شرح الشاطبية: 286]
المواضع الأربعة فتكون قراءة الباقين بياء الغيب فيها. وقوله: (أولا) ليس للاحتراز؛ إذ ليس في السورة غيرها، فلا يعدو أن يكون إيضاحا لبيان موقع الكلمتين في السورة وأنهما في أولها). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَمَّا يُشْرِكُونَ هُنَا، وَفِي مَوْضِعَيِ النَّحْلِ، وَفِي الرُّومِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَتُنَبِّئُونَ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {عما يشركون} هنا [18]، وفي موضعي النحل [1، 2]، وفي الروم [40] بالخطاب، والباقون بالغيب في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (679- .... وعماّ يشركوا كالنّحل مع = رومٍ سما نل كم .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف وعمّا يشركوا كالنّحل مع = روم (سما ن) ل (ك) م ويمكر و (ش) فع
يريد قوله تعالى: عما يشركون هنا وفي الموضعين من النحل وموضع الروم بالغيب على لفظه نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وعاصم وابن عامر، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خلف وعمّا يشركوا كالنّحل مع = روم (سما) (ن) لـ (ك) م ويمكروا (ش) فع
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير، ونون [(نل)] عاصم، وكاف (كم) ابن عامر: عمّا يشركون وما كان هنا [18، 19]، [و] عمّا يشركون ينزّل الملئكة، وعمّا يشركون خلق الإنسن، كلاهما (بالنحل) [الآيتان: 1 - 4]، [و] عمّا يشركون ظهر الفساد في (الروم) [الآيتان: 40، 41] بياء الغيب، والثلاثة بتاء الخطاب.
وقرأ ذو شين (شفع): روح يمكرون [21] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه خطاب تشركون إسناده إلى المشركين المخاطبين في قوله: أتنبّئون الله [18]، [و] فلا تستعجلوه [النحل: 1]، وهل من شركآئكم [الروم: 40] على جهة التقريع.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/368]
ووجه الغيب: إسناده إليهم على جهة الغيب، وتم خطابهم بقوله على الأرض: فلا تستعجلوه، واستؤنف التنزيه، أو وجه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.
ووجه غيب يمكرون: ما تقدمها من قوله: وإذآ أذقنا النّاس [21]، ومسّتهم [21]، ولهم [21].
ووجه خطابه: أنه مما أمر من قوله لهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/369] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "أتنبؤن الله" بحذف الهمزة وضم الباء قبلها على ما نص عليه الأهوازي وغيره، وظاهر عموم كلام أبي العز والهذلي وتقدم ما فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عما تشركون" [الآية: 18] هنا، وموضع [النحل الآية: 1، 3] وفي [الروم الآية: 40] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب جريا على ما سبق، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب في الأربعة، استأنف فنزه نفسه عن إشراكهم "ويوقف" لحمزة على "في آياتنا" بعدم السكت مع تحقيق الهمزة، وبالسكت قبل الهمز، وبالنقل وبالإدغام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشركون} قرأ الأخوان بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}
{هَؤُلَاءِ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{شُفَعَاؤُنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{أَتُنَبِّئُونَ}
- قرأ أبو جعفر (أتنبون) بحذف الهمزة وضم الباء قبلها في الوقف والوصل.
ولحمزة في الوقف ثلاثة أوجه:
1- الحذف كأبي جعفر (أتنبون).
2- التسهيل بين بين.
[معجم القراءات: 3/516]
3- إبدال الهمزة ياءً خالصة (أتنبيون).
- قرأ أبو السمال العدوي (أتنبئون) بالتخفيف من (أنبأ) الرباعي.
- وقراءة العامة (أتنبئون) بالتشديد من (نبأ).
- والقراءتان بمعنى واحد.
قال القرطبي: (جمعهما قوله تعالى: (من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير).
{تَعَالَى}
- أمال (تعالى) حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يُشْرِكُونَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحفص وأبو بكر عن عاصم والحسن والأعرج ويعقوب وابن القعقاع وشيبة وحميد وطلحة والأعمش (يشركون) بياء الغيبة على الالتفات، أو هو مبني على أول الآية وهو قوله: (ويعبدون من دون الله).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (تشركون) بتاء الخطاب، وهي اختيار أبي عبيد.
وقد جاءت القراءة هنا على نسق ما تقدم من قوله: (أتنبئون)، فلما
[معجم القراءات: 3/517]
خاطبهم بذلك وجه إليهم الخطاب بتنزيهه عما يشركون). [معجم القراءات: 3/518]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}
{لَقُضِيَ}
- قراءة الجماعة (لقضي) بضم القاف وكسر الضاد مبنيًا للمفعول.
- وقرأ عيسى بن عمر (لقضى) بفتحهما على البناء للفاعل). [معجم القراءات: 3/518]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}
{فَانْتَظِرُوا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء، وتفخيمها.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 3/518]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (21) إلى الآية (23) ]

{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) }

قوله تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما يمكرون) بالياء، سهل، وروح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 274]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما يمكرون) [21]: بالياء يعقوب غير رويسٍ وزيد، وسهل). [المنتهى: 2/739]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَمْكُرُونَ) بالياء عصمة، وأبان عن عَاصِم، ويونس، وعبيد عن أَبِي عَمْرٍو، وروح، والمنهال، وابْن قُرَّةَ والزبيري، وابن حسان كلهم عن يعقوب، وسهل، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (يُسَيِّرُكُمْ)، (ينشركم) بالنون والشين أبو جعفر، وشيبة وأبو خليد عن نافع ابن عامر غير الوليد في قول الدهان، وابن أبي عبلة، والخفاف عن أَبِي عَمْرٍو، وابن أرقم عن الحسن، وابن جبير والقرشي عن علي في قول الرَّازِيّ، الباقون بالياء
[الكامل في القراءات العشر: 566]
والعين، وهو الاختيار لقوله: (إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ)). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (128- .... .... .... يَمْكُرُوا يَدٌ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يمكروا يد أي قرأ مرموز (يا) يد وهو روح {ما يمكرون} [21] هو الذي بياء الغيب كما نطق به وعلم من انفراده بالخطاب للباقين على الالتفات). [شرح الدرة المضيئة: 144]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَا تَمْكُرُونَ، فَرَوَى رَوْحٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى روح {ما تمكرون} [21] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (679- .... .... .... .... .... = .... .... .... ويمكرو شفع). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويمكرو) يعني قوله تعالى: إن رسلنا يكتبون ما تمكرون بالغيب أيضا على ما لفظ به روح، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خلف وعمّا يشركوا كالنّحل مع = روم (سما) (ن) لـ (ك) م ويمكروا (ش) فع
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير، ونون [(نل)] عاصم، وكاف (كم) ابن عامر: عمّا يشركون وما كان هنا [18، 19]، [و] عمّا يشركون ينزّل الملئكة، وعمّا يشركون خلق الإنسن، كلاهما (بالنحل) [الآيتان: 1 - 4]، [و] عمّا يشركون ظهر الفساد في (الروم) [الآيتان: 40، 41] بياء الغيب، والثلاثة بتاء الخطاب.
وقرأ ذو شين (شفع): روح يمكرون [21] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه خطاب تشركون إسناده إلى المشركين المخاطبين في قوله: أتنبّئون الله [18]، [و] فلا تستعجلوه [النحل: 1]، وهل من شركآئكم [الروم: 40] على جهة التقريع.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/368]
ووجه الغيب: إسناده إليهم على جهة الغيب، وتم خطابهم بقوله على الأرض: فلا تستعجلوه، واستؤنف التنزيه، أو وجه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.
ووجه غيب يمكرون: ما تقدمها من قوله: وإذآ أذقنا النّاس [21]، ومسّتهم [21]، ولهم [21].
ووجه خطابه: أنه مما أمر من قوله لهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/369] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: روح (يمكرون) بالياء والباقون بالتّاء والله الموفق). [تحبير التيسير: 397]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَا تَمْكُرُون" [الآية: 21] فروح بالغيب جريا على ما مر، وافقه الحسن والباقون بالخطاب التفاتا لقوله: قل الله أي: قل لهم فناسب الخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [21] لا يخفى). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)}
{رَحْمَةً}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ}
- أدغم الدال في الضاد أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
- وروي عنهما الاختلاس.
{فِي آيَاتِنَا}
لحمزة في الوقف القراءات الآتية:
1- الوقف من غير سكت مع تحقيق الهمزة.
[معجم القراءات: 3/518]
2- وبالسكت من غير همز.
3- وبالنقل.
4- وبالإدغام.
{قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا}
- قال أيوب بن المتوكل: في مصحف أبي: (يأيها الناس إن الله أسرع مكرًا...) بدلًا من (قل الله).
- وذكر ابن خالويه في مختصره قراءة أبي بن كعب: (قل يأيها الناس الله أسرع مكرًا...) بإثبات (قل) مع (يأيها)، وحذف (إن).
{إِنَّ رُسُلَنَا}
- قراءة الجماعة (إن رسلنا) بضم السين.
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وأبو عمرو واليزيدي (إن رسلنا) بإسكان السين للتخفيف.
- وقال أيوب بن المتوكل: (في مصحف أبي: (وإن رسله لديكم).
- والقراءة عند ابن خالويه في مختصره، عن أبي (إن رسله لديكم) من غير واو قبل (إن)، وبإسكان السين، كذا جاء الضبط فيه.
قال أبو حيان في قراءة أبي: (وينبغي أن يحمل هذا على التفسير؛ لأنه مخالف لما أجمع عليه المسلمون من سواد المصحف، والمحفوظ عن أبي القراءة والإقراء بسواد المصحف).
{تَمْكُرُونَ}
- قرأ أبو رجاء وشيبة وأبو جعفر وابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وطلحة والأعمش وعاصم الجحدري وأيوب بن المتوكل وابن
[معجم القراءات: 3/519]
محيصن وشبل وأهل مكة ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم وابن كثير وابن عامر (تمكرون) بتاء الخطاب مبالغة لهم في الإعلام بحال مكرهم، والتفاتًا لقوله: قل الله، أي: قل لهم، فناسب الخطاب.
- وقرأ الحسن وقتادة ومجاهد والأعرج وزيد ورويس وروح ثلاثتهم عن يعقوب، وسهل ومجاهد ويونس، وأبو عمرو في رواية العتكي، ونافع في رواية، وأبان وأبو بكر عن عاصم (يمكرون) بياء الغيبة جريًا على ما سبق، وهو قوله تعالى: (وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم...).
قال ابن مهران الأصبهاني في المبسوط:
(وقال خارجة: رجع أبو عمرو إلى: يمكرون، بالياء، وروي عنه أنه قال: قرأها أبو عمرو زمانًا بالياء...، ثم رجع إلى التاء.
ورواية يونس عن أبي عمرو بالياء، والله أعلم) ). [معجم القراءات: 3/520]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {هُوَ الَّذِي يسيركم فِي الْبر وَالْبَحْر} 22
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده (هُوَ الذي ينشركم) بالنُّون والشين من النشر
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يسيركم} بِضَم الْيَاء وَفتح السِّين من التسيير). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ينشركم) بالنون والشين شامي، ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ينشركم) [22]: بالنون دمشق، ويزيد). [المنتهى: 2/739]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ينشركم) بنون ساكنة وفتح الياء وشين معجمة مضمومة من النشور، وقرأ الباقون بالسين مفتوحة والياء مضمومة وياء شديدة بعد السين). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ينشركم في البر والبحر} (22): بفتح الياء، وإسكان النون، وضم الشين، من (النشر).
والباقون: بضم الياء، وفتح السين، وياء مكسورة مشددة بعدها، من (التسيير) ). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر: (ينشركم في البر والبحر) بالنّون والشين من النشر، والباقون بالسّين والياء من [التسيير] ). [تحبير التيسير: 398]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([22]- {يُسَيِّرُكُمْ} بالنون: ابن عامر). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (746 - يُسَيِّرُكُمْ قُلْ فِيهِ يَنْشُرُكُمْ كفَى = .... .... .... ....). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([746] يسيركم قل فيه ينشركم (كـ)فى = متاع سوى (حفصٍ) برفع تحملا
{ينشركم}، كما قال: {بشر تنتشرون}، و{فانتشروا فی الأرض} وهي قراءة زيد.
و(يسيركم)، ظاهرٌ). [فتح الوصيد: 2/974]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([746] يسيركم قل: فيه ينشركم كفى = متاع سوى حفصٍ برفعٍ تحملا
ح: (يسيركم): مبتدأ، (فيه ينشركم): خبر ومبتدأ، منصوب المحل على مفعول (قل)، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (كفى): حال، أي: قد كفى، (متاع): مبتدأ، (سوى حفصٍ): مبتدأ ثانٍ بمعنى: (غير حفصٍ)، (تحمل برفعٍ): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني قرأ ابن عامر في موضع {يسيركم في البر والبحر} [22]: (ينشركم) من النشر، كقوله تعالى: {فانتشروا في الأرض} [الجمعة:
[كنز المعاني: 2/300]
10]، والباقون {يسيركم} من التيسير، بمعنى الحمل على السير.
وقرأ غير حفص: {إنما بغيكم على أنفسكم متاع} [23] برفع العين على خبر {بغيكم} أو خبر مبتدأ محذوف، وحفص: بنصب العين على المصدر، أو مفعول {بغيكم} ). [كنز المعاني: 2/301] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (746- يُسَيِّرُكُمْ قُلْ فِيهِ يَنْشُرُكُمْ "كـ"ـفَى،.. مَتَاعَ سِوَى حَفْص بِرَفْعٍ تَحَمَّلا
أي: جعل مكان "يسيركم" "ينشركم" من قوله تعالى: {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/222]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (746 - يسيّركم قل فيه ينشركم كفى = متاع سوى حفص برفع تحمّلا
قرأ ابن عامر ينشركم بفتح الياء وبعدها نون ساكنة وبعدها شين معجمة مضمومة وقرأ الباقون يُسَيِّرُكُمْ بضم الياء وبعدها سين مهملة مفتوحة وبعدها ياء مكسورة مشددة وقد نطق الناظم بالقراءتين). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (128- .... .... .... .... = وَيَنْشُرُكُمْ أُد .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وينشركم اد أي قرأ مرموز (ألف) اد وهو أبو جعفر {هو
[شرح الدرة المضيئة: 144]
الذي ينشركم في البر والبحر} [22] بالنون والشين المعجمة كابن عامر). [شرح الدرة المضيئة: 145]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَنُونٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا وَشِينٍ مُعْجَمَةٍ مَضْمُومَةٍ مِنَ النَّشْرِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي أَهْلِ مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ، وَغَيْرِهَا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَسِينٍ مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ مَكْسُورَةٌ مُشَدَّدَةٌ مِنَ التَّيْسِيرِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وأبو جعفر {يسيركم في البر} [22] بفتح الياء ونون ساكنة بعدها وشين معجمة مضمومة، والباقون بضم الياء وسين مهملة مفتوحة بعدها ياءٌ مكسورة مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (680 - وكم ثنا ينشر في يسيّر = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
يعني وقرأ ابن عامر وأبو جعفر «هو الذي ينشركم» في موضع يسيركم من النشور، والباقون يسير من التسيير). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُسَيِّركم" [الآية: 22] فابن عامر وأبو جعفر "يَنْشُرُكم" بفتح الياء وبنون ساكنة بعدها فشين معجمة مضمومة من النشر ضد الطي، أي: يفرقكم وافقهما الحسن والباقون بضم الياء وسين مهملة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة، أي: يحملكم على السير، ويمكنكم منه، والتضعيف للتعدية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هو الذي يسيركم} [22] قرأ الشامي بياء مفتوحة، بعدها نون ساكنة، وشين معجمة مضمومة، من (النشر) والباقون بياء مضمومة، بعدها سين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة، من (التسيير) ). [غيث النفع: 685]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}
{يُسَيِّرُكُمْ}
- قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير، وعاصم من طريق أبي بكر
[معجم القراءات: 3/520]
وحفص، وحمزة والكسائي (يسيركم) من التسيير، وهو كذلك في إمام أهل العراق، وسائر المصاحف، ما عدا مصاحف الشام.
- وقرأ زيد بن ثابت والحسن وأبو العالية وزيد بن علي وأبو جعفر وعبد الله بن جبير ويعقوب وأبو عبد الرحمن وشيبة وابن محيصن وابن عامر (ينشركم) بالشين، من النشر، وهو البث، وهو كذلك في مصاحف أهل الشام.
وفي حاشية الجمل:
(.. ورسمهما متقارب، لكن طولت السنة الثانية وهي النون في الشامي، والتي قبل الراء في غيره ليجري كل على صريح رسمه. اهـ سمين).
- وقرأ الحسن وزيد بن ثابت وأبو جعفر يزيد بن القعقاع وعبد الله ابن مسعود (ينشركم) من (أنشر) وهو الإحياء.
- وقرأ بعض الشاميين (ينشركم) بتشديد الشين، وهو للتكثير. وذكر هذا السجستاني في باب (ما غير الحجاج في مصحف عثمان): (وكانت في يونس هو الذي ينشركم، فغيره يسيركم).
[معجم القراءات: 3/521]
- وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء بخلاف عنهما في (يسيركم).
{فِي الْفُلْكِ}
- قراءة الجماعة في (الفلك)، وهو يحتمل الإفراد والجمع.
- وقرأ أبو الدرداء وأم الدرداء (في الفلكي)، بزيادة ياء النسب وكسر الكاف قبلها.
وذكر أبو الفتح أن العرب زادت ياء الإضافة فيما لا يحتاج إليها، ومن ذلك قولهم في الصفات: في الأحمر: الأحمري، وفي الأشهر: الأشهري، وفي الأسماء كما في قولهم في الصلتان: الصلتاني.
{وَجَرَيْنَ بِهِمْ}
- قراءة الجماعة (وجرين بهم) الضمير في (جرين) عائد على الفلك على معنى الجمع، إذ الفلك يكون مفردًا وجمعًا، والضمير في (بهم) عائد على من كان في الفلك، وفي هذه القراءة التفات من الخطاب إلى الغيبة، وفائدته المبالغة في تقبيح حالهم كأنهم أعرض عن خطابهم، وحكى لغيرهم سوء صنيعهم.
- وقراءة عبد الله بن مسعود (وجرين بكم) بالخطاب على سياق ما سبق في قوله: (وكنتم).
{بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{جَاءَتْهَا}
- قراءة الجماعة (جاءتها)، والضمير يعود على الفلك.
- وقرأ ابن أبي عبلة (جاءتهم) على الجمع، والضمير يعود على (كنتم)، أو الواو في (فرحوا).
[معجم القراءات: 3/522]
- وأمال (جاءتها) حمزة وابن ذكوان وخلف.
- والفتح والإمالة لهشام.
{جَاءَهُمُ}
- الإمالة فيه كالإمالة في (جاءتها) المتقدمة.
{أُحِيطَ بِهِمْ}
- قراءة الجماعة (أحيط...) بالهمز رباعيًا.
- وقرأ زيد بن علي (حيط...) من غير همز، فهو ثلاثي من (حاط).
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 3/523]

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا} 23
كلهم قَرَأَ (إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم متع الحيوة الدُّنْيَا) رفعا إِلَّا مَا رَوَاهُ حَفْص عَن عَاصِم فَإِنَّهُ روى عَنهُ (متع الحيوة الدُّنْيَا) نصبا
وحدثني عبيد الله بن علي عَن نصر بن علي عَن أَبِيه عَن هرون عَن ابْن كثير (متع) نصبا). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((متاع) نصب حفص). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (متاع) [23]: نصب: حفص). [المنتهى: 2/740]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (متاع الحياة) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {متاع الحياة الدنيا} (23): بالنصب.
[التيسير في القراءات السبع: 308]
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (متاع الحياة الدّنيا) بالنّصب والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 398]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَتَاعَ) نصب حفص عن عَاصِم، وأبان، والجعفي عن أبي بكر، وهارون عن ابْن كَثِيرٍ، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وابن أرقم عن الحسن، الباقون رفع، وهو الاختيار خبر المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {مَتَاعَ} نصب: حفص). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (746- .... .... .... .... = مَتَاعَ سِوَى حَفْص بِرَفْعٍ تَحَمَّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ورفع {متع الحيوة الدنيا} على أنه خبر مبتدإ؛ والمبتدأ: {بغيكم}، و{على أنفسكم}: صلة.
و{أنفسكم}، بمعنى: رسول من أنفسكم؛ أي إنما بغيكم علی جنسكم.{متع الحيوة الدنيا}، على الذي لا بقاء له؛ أو يكون المبتدأ محذوفًا، أي هو متاع.
وعلى القراءة الأخرى، {بغيكم}: مبتدأ، و{على أنفسكم}: الخبر.
و{متع الحيوة الدنيا}: مصدرٌ مؤكدٌ؛ أي يتمتعون متاع الحيوة الدنيا). [فتح الوصيد: 2/974]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([746] يسيركم قل: فيه ينشركم كفى = متاع سوى حفصٍ برفعٍ تحملا
ح: (يسيركم): مبتدأ، (فيه ينشركم): خبر ومبتدأ، منصوب المحل على مفعول (قل)، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (كفى): حال، أي: قد كفى، (متاع): مبتدأ، (سوى حفصٍ): مبتدأ ثانٍ بمعنى: (غير حفصٍ)، (تحمل برفعٍ): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني قرأ ابن عامر في موضع {يسيركم في البر والبحر} [22]: (ينشركم) من النشر، كقوله تعالى: {فانتشروا في الأرض} [الجمعة:
[كنز المعاني: 2/300]
10]، والباقون {يسيركم} من التيسير، بمعنى الحمل على السير.
وقرأ غير حفص: {إنما بغيكم على أنفسكم متاع} [23] برفع العين على خبر {بغيكم} أو خبر مبتدأ محذوف، وحفص: بنصب العين على المصدر، أو مفعول {بغيكم} ). [كنز المعاني: 2/301] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (و{مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، بالرفع خبر "بغيكم" أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو متاع، وخبر: بغيكم قوله: {عَلَى أَنْفُسِكُمْ}؛ أي: لا يتجاوزها، ونصب متاع على أنه مصدر؛ أي: تتمتعون متاعا، وقال أبو علي: تبغون متاع الحياة الدنيا أو يكون متعلقا بقوله: بغيكم، وخبر بغيكم محذوف لطول الكلام). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/222]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (746 - .... .... .... .... .... = متاع سوى حفص برفع تحمّلا
....
وقرأ غير حفص مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا برفع العين وقرأ حفص بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا)
[النشر في القراءات العشر: 2/282]
فِي: مَتَاعُ الْحَيَاةِ فَرَوَى حَفْصٌ بِنَصْبِ الْعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {متاع الحياة} [23] بنصب العين، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (680- .... .... .... .... = متاع لا حفصٌ .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ كل القراء غير حفص «متاع الحياة الدنيا» بالرفع وقرأ هو بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فلما أنجاهم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "أنجاكم، وأنجاه" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" [الآية: 23] فحفص بنصب العين على أنه مصدر مؤكد أي: تتمتعون متاع أو ظرف زماني نحو: مقدم الحاج:أي زمن متاع، والعامل فيه الاستقرار الذي في على أنفسكم، أو مفعول به بمقدر أي: تبغون متاع أو من أجله أي: لأجل متاع وافقه الحسن، والباقون بالرفع، على أنه خبر بغيكم وعلى أنفسكم صلته أي: بغي
[إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل ويشقى ببغيه قاله الجعبري كغيره
أو خبر محذوف أي: ذلك أو هو متاع وعلى أنفسكم خبر بغيكم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {متاع الحياة} [23] قرأ حفص بنصب العين، والباقون بالرفع، مفعول لأجله وخبر {بغيكم} ). [غيث النفع: 685]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}
{أَنْجَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{مَتَاعَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر، والكسائي وابن كثير في المشهور عنه، ونافع وأبو جعفر ويعقوب
[معجم القراءات: 3/523]
وخلف (متاع) بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، أو خبر (بغيكم).
- وقرأ حفص عن عاصم، ونصر بن علي عن أبيه عن هارون عن ابن كثير وزيد بن علي وابن أبي إسحاق والحسن والمفضل وأبان وابن عباس والسلمي وأبو رزين (متاع) بالنصيب، والنصب على وجوه:
- على أنه مصدر في موضع الحال، أي: متمتعين.
- أو هو باقٍ على المصدرية: أي يتمتعون به متاع.
- وقيل: هو نصب على الظرف نحو: مقدم الحاج، أي وقت متاع الدنيا.
- وقيل: هو مفعول به، والعامل فيه (بغيكم).
- وقيل: هو مفعول له.
- وفيه غير ما ذكرت...
- وقرأ ابن أبي إسحاق (متاعًا الحياة الدنيا)، بنصب (متاع) وتنوينه، ونصب (الحياة).
[معجم القراءات: 3/524]
- ورواية أبي حاتم أو غيره عن يعقوب، وكذا أبو المتوكل واليزيدي في اختياره وهارون العتكي والمازني والخليل كلهم عن عاصم (متاع الحياة) بالجر، نعت للأنفس، والتقدير: ذوات متاع. وذهب ابن الأنباري في البيان إلى أنه بدل من الكاف والميم في (أنفسكم) وتقديره: إنما بغيكم على متاع الحياة الدنيا.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 85، 114 من سورة البقرة.
وهي لحمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
{فَنُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (فنبئكم)، والمراد الله تعالى.
- وقرأت فرقة (فينبئكم) بياء الغيبة، والفاعل هو الله تعالى، وفيه التفات من خطاب إلى غيبة). [معجم القراءات: 3/525]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (24) ، (25) ]

{ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25) }

قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يُغنِ) بالياء قَتَادَة، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء وهو الاختيار، لأن " الأرض " متقدمة). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وازينت" بهمزة قطع وزاي ساكنة وتخفيف الياء أي: صارت ذات زينة وعن المطوعي، وتزينت بتاء مفتوحة، وفتح الزاي وتشديد الياء، والجمهور بوصل الهمزة وتشديد الزاي والياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن كأن لم يغن بالتذكير على عود الضمير إلى الحصيد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة/23.
{يَأْكُلُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم
[معجم القراءات: 3/525]
(ياكل) بقلب الهمزة الساكنة بعد الفتح ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز (يأكل).
{زُخْرُفَهَا}
- قراءة الجماعة (زخرفها) مفردًا.
- وقرئ على الجمع (زخارفها).
{وَازَّيَّنَتْ}
- قراءة الجمهور (وازينت)، وأصله: تزينت، فأدغمت التاء في الزاي؛ ولأن الحرف المدغم في مقام حرفين الأول منهما ساكن اجتلبت همزة الوصل لضرورة تسكين الزاي عند الإدغام.
وهذه القراءة هي الأجود عند الطوسي، وهي الصواب عند الطبري، وهي أجود في العربية عند الزجاج.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن علي والأعمش والمطوعي (وتزينت) بالتاء على وزن تفعلت، وهي أصل قراءة الجماعة.
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيى بن يعمر والحسن والشعبي وأبو العالية وقتادة ونصر بن عاصم وابن هرمز الأعرج، وعيسى بن عمر الثقفي وأبو رجاء بخلاف عنه
[معجم القراءات: 3/526]
ومالك بن دينار واللؤلؤي والخفاف عن أبي عمرو (وأزينت) على وزن أفعلت، مثل: أحصد الزرع، أي حضرت زينتها وحانت.
قال أبو الفتح:
(أما (أزينت) فمعناه صارت إلى الزينة بالنبت، ومثله من أفعل أي: صار إلى كذا، أجذع المهر صار إلى الإجذاع، وأحصد الزرع، وأجز النخل: أي صار إلى الحصاد والجزاز، إلا أنه أخرج العين على الصحة، وكان قياسه أزانت، مثل أشاع الحديث، وأباع الثوب: أي عرضه للبيع).
وقال الزجاج:
(ومن قرأ (وأزينت) بالتخفيف فهو على أفعلت، أي جاءت بالزينة، وازينت بالتشديد، أجود في العربية؛ لأن أزينت الأجود فيه في الكلام أزانت).
- وقرأ الأعرج (وازينت) على وزن أحمر.
- وقرأ أبو عثمان النهدي (وازينت) مثل: (افعلت)! كذا جاء ضبطه عند القرطبي.
ولعل ضبط هذه القراءة على غير هذا الذي جاء في القرطبي، فلو كانت مثل: أفعلت لكانت الهمزة همزة قطع، ولكانت كقراءة
[معجم القراءات: 3/527]
سعد بن أبي وقاص السابقة، فلعلها بتشديد النون كقراءة الأعرج السابقة!!
- وقرأ أبو عثمان النهدي وأشياخ عوف بن أبي جميلة الأعرابي (وازيانت) بنون مشددة وألف ساكنة قبلها، مثل (اسوادت)، وهذا على اجتماع ساكنين: الألف والنون، وهو يحتاج في القراءة إلى مد الألف.
- وقرأ أبو عثمان النهدي (وازيأنت) على وزن (افعألت)، ونسب ابن عطية هذه القراءة لفرقة، وذهب إلى أنها لغة.
قال أبو الفتح:
(وأما ازيأنت، فإنه أراد افعألت، وأصله: ازيانت، مثل ابياضت واسوادت، إلا أنه كره التقاء الألف والنون الأولى ساكنتين، فحرك الألف، فانقلبت همزة، كقول كثير:
وللأرض: أما سودها فتجللت = بياضًا وأما بيضها فادهأمت)
وقال الشهاب: (... بوزن احمارت بألف صريحة، فكرهوا اجتماع
[معجم القراءات: 3/528]
ساكنين، فقلبوا الألف همزة مفتوحة، كما قرئ: (الضألين)، بالهمز...).
- وفي رواية المقدمي من أشياخ عوف الأعرابي، ويحيى بن يعمر (وازاينت).
وأصله تزاينت على وزن تفاعلت، ثم أدغم التاء في الزاي، فصارت زايًا مشددة، وجيء بهمزة الوصل لأن أول المدغمين ساكن لا يبتدأ به.
- وقرئ (وأزينت) بضم الهمزة وكسر الزاي وسكون الياء.
{قَادِرُونَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- والباقون على التفخيم.
{أَتَاهَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل، بخلاف عنهما.
- وقراءة الجماعة بالفتح.
{كَأَنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتحقيق الهمز وتسهيله.
والتسهيل عن الأصبهاني وورش أيضًا.
{لَمْ تَغْنَ}
- قراءة الجماعة (لم تغن) بالتاء، والضمير يعود إلى الأرض.
- وقرأ الحسن وقتادة وأبو رجاء (لم يغن) بالياء على التذكير،
[معجم القراءات: 3/529]
قيل الضمير عائد على المضاف المحذوف الذي هو الزرع، وقامت هاء التأنيث مقامه في عليها، وأتاها، وجعلناها.
وقيل يذهب بالضمير إلى الزخرف.
ورجح أبو حيان عوده على الحصيد، أي: كأن لم يغن الحصيد.
- وكان مروان بن الحكم يقرأ على المنبر (لم تتغن) بتاءين مثل: تتفعل.
قال أبو الفتح:
(جاء هذا مجيء نظائره، كقولهم: تمتعت بكذا، وتأنقت فيه، وتلبست بالأمر، مما جاء تفعلت على هذا الحد).
- وفي مصحف أبي بن كعب، وهي رواية ابن عباس عن أبي (كأن لم تغن بالأمس وما كنا لنهلكها إلا بذنوب أهلها).
- وقيل في مصحف أبي: (وما كان ليهلكها إلا بذنوب أهلها).
- وقرأ أبي وابن عباس، وكذا مروان على المنبر (وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها) بالتصريح بلفظ الجلالة.
- ونقل أبو حيان عن التحرير (أن أبا سلمة بن عبد الرحمن يقرأ في قراءة أبي (كأن لم تغن بالأمس وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها).
قال أبو حيان: (وفي التحرير...، ولا يحسن أن يقرأ أحد بهذه القراءة؛ لأنها مخالفة لخط المصحف الذب أجمع عليه الصحابة والتابعون).
[معجم القراءات: 3/530]
{لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
- قرأ أبو الدرداء (لقوم يتذكرون) بالذال بدل الفاء.
- وقراءة الجماعة (لقوم يتفكرون) ). [معجم القراءات: 3/531]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يشاء إلى" بتسهيل الثانية كالياء، وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، ولا يصح تسهيلها كالواو لما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء إلى} [25] لا يخفى {صراط} كذلك). [غيث النفع: 685]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مستقيم} تام وقيل كاف، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الحزب الحادي والعشرين باتفاق عند المغاربة، وعلى قول عند المشارقة، والمشهور المعروف عندهم {يفترون} بعده، ودعوى الاتفاق عليه عندهم فيه قصور). [غيث النفع: 685]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}
{إِلَى دَارِ}
- أمال لفظ (دار) أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يَشَاءُ إِلَى}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن مهران عن روح قراءتين:
1- الأولى: بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
وذهب بعضهم إلى تسهيلها كالواو أيضًا، ورده صاحب النشر.
2- الثانية: بإبدال الهمزة الثانية ياءً مكسورة وصورتها: (يشاء يلى).
وعلى هاتين القراءتين تكون الهمزة الأولى محققة.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (يشاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلاها أيضًا مع المد والقصر.
- ومد حمزة في الوجهين الأخيرين أطول من مد هشام.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي والحسن والأعمش وخلف ويعقوب وروح بتحقيق الهمزتين جميعًا (يشاء إلى).
وتقدم مثل هذا في الآية/213 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/531]
{صِرَاطٍ}
- قرأ قنبل وابن مجاهد ورويس على خلاف في النقل عن قنبل، وابن محيصن والشنبوذي (سراط) بالسين.
- وقرأ بإشمام الزاي خلف عن حمزة، والمطوعي، وهي لغة قيس.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (صراط) بالصاد الخالصة، وهو الوجه الثاني عن قنبل.
وتقدم مثل هذا في سورة الفاتحة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 3/532]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (26) ، (27) ]

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}

قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((قَتَرٌ) بإسكان التاء الحسن، وقَتَادَة، وعباس عن أَبِي عَمْرٍو في قول أبي علي، الباقون بفتح التاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن والمطوعي "قتر" بسكون التاء كقدر وقدر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}
{الْحُسْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلفل.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{وَزِيَادَةٌ}
- قراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{يَرْهَقُ}
- قرئ بالتاء (ولا ترهق) بفتح التاء والهاء، والفاعل على هذا (ذلة)، والقتر في معناها.
- وقرئ (يرهق) بضم الياء وكسر الهاء.
- وقراءة الجماعة (يرهق).
{قَتَرٌ}
- قرأ الحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر والأعمش والمطوعي
[معجم القراءات: 3/532]
وعباس عن أبي عمرو وقتادة (قتر) بسكون التاء.
- وقراءة السبعة وأبي جعفر ويعقوب (قتر) بفتح التاء.
وهما لغتان: كالقدر والقدر.
{وَلَا ذِلَّةٌ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها). [معجم القراءات: 3/533]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في فتح الطَّاء وإسكانها من قَوْله {قطعا من اللَّيْل} 27
فَقَرَأَ ابْن كثير والكسائي {قطعا} سَاكِنة الطَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {قطعا} مَفْتُوحَة الطَّاء). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((قطعا) ساكنة الطاء، مكي، وعلي، ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قطعًا) [27]: ساكنة الطاء: مكي، وعلي، وسلام، ويعقوب، وسهل). [المنتهى: 2/740]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير والكسائي (قطعًا) بإسكان الطاء، وفتحها الباقون). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، والكسائي: {قطعا من الليل} (27): بإسكان الطاء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير والكسائيّ ويعقوب: (قطعا من اللّيل) بإسكان الطّاء والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 398]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((قِطَعًا) بإسكان الطاء علي وأبو خليد عن نافع، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار لقوله: (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ)، الباقون بفتح الطاء، " فزايلنا " بألف ابن أبي عبلة، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار للتكثير). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {قِطَعًا} ساكنة الطاء: ابن كثير والكسائي). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (747 - وَإِسْكَانُ قِطْعاً دُونَ رَيْبٍ وُرُودُهُ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([747] وإسكان قطعًا (د)ون (ر)يب وروده = وفي باء تبلو التاء (شـ)اع تنزلا
قال الأخفش في قوله تعالى: «{بقطع من اليل}: بسوادٍ من الليل».
قال الشاعر:
افتحي الباب فانظري في النجوم = كم علينا من قطع ليل بهيم».
وأهل اللغة يقولون: «القطع ظلمة آخر الليل».
وقال بعضهم: «طائفة من الليل».
و{مظلمًا}: صفة لـ(قطع).
وقطعًا، جمع قطعةٍ.
و{مظلما}: حالٌ من الليل، والعامل فيه ما تعلق به الجار والمجرور). [فتح الوصيد: 2/975]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([747] وإسكان قطعًا دون ريبٍ وروده = وفي باء تبلو التاء شاع تنزلا
ح: (إسكان): مبتدأ، (قطعًا): مفعوله، (وروده): مبتدأ ثانٍ، (دون ريبٍ): خبره، والجملة: خبر الأول، (التاء): مبتدأ، (شاع): خبر، (تنزلا): تمييز، (في باء): ظرف (تنزلا)، (تتلوا): مضاف إليه.
ص: يعني: أسكن ابن كثير والكسائي الطاء من {قطعًا من الليل مظلمًا} [27] على أن (القطع) السواد، أو ظلمة آخر الليل، و(مظلمًا): نعت، أو حال من {الليل}، والباقون: بفتح الطاء على أنه جمع (قطعة) لبعضٍ من الليل فيه ظلمة، و{مظلمًا}: حال، ومعنى البيت: مجيء
[كنز المعاني: 2/301]
إسكان الطاء لا شك فيه.
والتاء فشا نزوله لحمزة والكسائي في موضع الباء في: {تبلوا كل نفسٍ ما أسلفت} [30]، يعني: قرأ حمزة والكسائي: (هنالك تتلوا) بتائين من التلاوة أي: تقرأ، نحو: {اقرأ كتابك} [الإسراء: 14]، أو من التلو، أي: تتبع، والباقون: {تبلوا} بالياء بعد التاء من البلاء، وهو الاختبار). [كنز المعاني: 2/302] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (747- وَإِسْكَانُ قِطْعًا "دُ"ونَ "رَ"يْبٍ وُرُودُهُ،.. وفِي بَاءِ تَبْلُو التَّاءُ "شَـ"ـاعَ تَنَزُّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/222]
القطع بسكون الطاء: الجزء من الليل الذي فيه ظلمة، قال الله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}.
وقال الشاعر:
افتحي الباب فانظري في النجوم،.. كم علينا من قِطْع ليل بهيم
وبفتح الطاء: جمع قطعة، وكلتا القراءتين ظاهرة، وقوله: مظلما صفة قطعا على قراءة الإسكان، وعلى قراءة الفتح هو حال من الليل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/223]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (747 - وإسكان قطعا دون ريب وروده = وفي باء تبلو التّاء شاع تنزّلا
قرأ ابن كثير والكسائي: قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ بسكون الطاء، وقرأ غيرهما بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (128- .... .... .... .... .... = قِطْعًا اسْكِنْ حُلىً حَلَا). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: قطعا اسكن حلا حلا أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {قطعًا من الليل} [27] بإسكان الطاء على أن القطع هو السواد وظلمة آخر الليل و{مظلمًا} صفة أو حال وعلم من الوفاق تحريك الطاء للآخرين على أنه جمع قطعة بعض من الليل فيه ظلمة). [شرح الدرة المضيئة: 145]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قِطَعًا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ وَالْكِسَائِيُّ بِإِسْكَانِ الطَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير ويعقوب والكسائي {قطعًا} [27] بإسكان الطاء، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(680- .... .... .... .... .... = .... .... وقطعًا ظفر
681 - رم دن سكوناً .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله وقطعا: يعني قوله تعالى: قطعا من الليل بالإسكان يعقوب والكسائي وابن كثير كما يأتي أول البيت الآتي، والباقون بفتح الطاء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قطعا" [الآية: 27] فابن كثير والكسائي وبعقوب بإسكان الطاء، قيل هي ظلمة آخر، وقيل سواد الليل والباقون بفتحها جمع قطعة كدمنه ودمن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}
{قطعا} [27] قرأ المكي وعلي بإسكان الطاء، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}
{السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ}
- إدغام التاء في الجيم عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{تَرْهَقُهُمْ}
- قراءة الجماعة بالتاء (ترهقهم)؛ لأن (الذلة) مؤنث.
- وقرأ بعضهم (ويرهقهم) بالياء؛ لأن (الذلة) مؤنث مجازي، يجوز في فعله التأنيث والتذكير.
{ذِلَّةٌ}
- تقدمت الإمالة في الهاء وما قبلها في الآية السابقة.
{قِطَعًا}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحفص وأبو بكر وأبو جعفر (... قطعًا) بكسر القاف وفتح الطاء، جمع قطعة، مثل:
[معجم القراءات: 3/533]
دمنة ودمن.
- وقرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب وسهل (قطعًا) بكسر القاف وسكون الطاء، وهو مفرد، اسم للشيء المقطوع، قيل: هي ظلمة آخر الليل، وقيل: سواد الليل.
وعلى هاتين القراءتين يختلف إعراب (مظلمًا) فأما على قراءة الجماعة فإن (مظلمًا) حال من الليل فقط، ولا يجوز أن يكون صفة لقطعًا، ولا حالًا منه، ولا من الضمير في الليل؛ لأنه كان يجب أن يقال فيه (مظلمة)، فالموصوف جمع، وكذا صاحب الحال فتجب المطابقة.
- وأما على قراءة الكسائي وابن كثير فيجوز أن يكون (مظلمًا) نعتًا لـ (قطعًا)، وصف بذلك مبالغةً في وصف وجوههم بالسواد، ويجوز أن يكون حالًا من الضمير في (من الليل).
قال مكي:
(وحجة من فتح أنه جعله جمع قطعة كدمنة ودمن، ففيه معنى المبالغة في سواد وجوه الكفار، ويكون (مظلمًا) حالًا من (الليل)، ولا يكون حالًا من القطع، ولا من الضمير في الليل؛ لأن ذلك جمع، و(مظلمًا) واحد.
{كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا}
- قراءة أبي بن كعب:
[معجم القراءات: 3/534]
(كأنما تغشى وجوههم قطع من الليل مظلم) بسكون الطاء، وبالتاء.
- وعن أبي أنه قرأ (كأنما يغشى وجوههم قطع من الليل مظلم بفتح الطاء، وبالياء، وهي كذلك في مصحفه).
- وقرأ ابن أبي عبلة (كأنما تغشى وجوههم قطع من الليل مظلم) بالتاء، وفتح الطاء.
{النَّارِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/535]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (28) إلى الآية (30) ]

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30) }

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن ابن" محيصن والمطوعي "نحشرهم جميعا ثم نقول" بالياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويوم نحشرهم كأن لم} [45] قرأ حفص بالياء التحتية، والباقون بالنون، والأول وهو {ويوم نحشرهم جميعًا} [28] متفق على أنه بالنون، ومنه احترز بقوله:
.... مع ثان بيونس ... ). [غيث النفع: 689] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}
{نَحْشُرُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والحسن وشيبة (نحشرهم) بنون العظمة، وقيل جاء بالنون لأجل (فزيلنا).
- وقرأ ابن محيصن والمطوعي (يحشرهم) بياء الغيبة.
{ثُمَّ نَقُولُ}
- قرأه أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (ثم نقول) بنون العظمة.
- وقرأ ابن محيصن والمطوعي (ثم يقول) بالياء على نسق قراءتهما
[معجم القراءات: 3/535]
في الفعل (يحشرهم).
{نَقُولُ لِلَّذِينَ}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب، وروي عنهما الإظهار.
{مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ}
- قراءة الجماعة (.. أنتم وشركاؤكم) بالرفع، على جعل (أنتم) تأكيدًا للضمير المستكن في (مكانكم)، وشركاؤكم: عطف على ذلك الضمير.
قال الزمخشري:
(... مكانكم: الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم، وأنتم: أكد به الضمير في (مكانكم) لسده مسد قوله: الزموا. وشركاؤكم: عطف عليه).
- وذهب ابن عطية إلى أن (أنتم) مبتدأ، والخبر مخزيون أو مهانون، ورد هذا أبو حيان، ورآه ضعيفًا؛ لفك الكلام الظاهر اتصال بعض أجزائه ببعض، ولتقدير إضمار لا ضرورة له، واحتج أبو حيان بقراءة النصب التالية على أنه لو كان (أنتم) مبتدأ محذوف الخبر لما جاز أن يأتي بعده مفعول معه.
- وقرئ (... أنتم وشركاءكم) بالنصب على أنه مفعول معه، والعامل فيه اسم الفعل (مكانكم).
[معجم القراءات: 3/536]
{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ}
- قراءة الجماعة (فزيلنا بينهم) على وزان (فعل).
- وقرأ ابن أبي عبلة (فزايلنا) بالألف، على وزن (فاعل).
قال الفراء: (... والعرب تكاد توفق بين فاعلت وفعلت في كثير من الكلام...، كذلك يقولون: كالمت فلانًا وكلمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان ويتكلمان).
وقال الزمخشري: (كقولك صاعر خده وصعره، وكالمته وكلمته).
ونقل مكي حكاية الفراء هذه القراءة ثم قال (... من قولهم: لا أزايل فلانًا، أي لا أفارقه، وأما قولهم: لا أزاوله فمعناه: لا أخاتله، ومعنى زايلنا وزيلنا واحد) ). [معجم القراءات: 3/537]

قوله تعالى: {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}
{فَكَفَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش على الفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 3/537]

قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في الْبَاء وَالتَّاء من قَوْله {هُنَالك تبلو كل نفس مَا أسلفت} 30
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (تبلوا) بِالْبَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {تتلوا} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هنالك تتلوا) بالتاء، كوفي - غير عاصم - وروح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تتلوا) [30]: بالتاء هما، وخلفٌ). [المنتهى: 2/740]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (هنالك تتلوا) بتاءين، وقرأ الباقون بتاء وباء). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {هنالك تتلوا} (30): بتاءين، من التلاوة.
والباقون: بالتاء والباء). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (هنالك تتلو) [بالتّاء] والباقون تبلو [بالباء] ). [تحبير التيسير: 398]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَتْلُوا) بتاءين الزَّيَّات، والكسائي غير كاسم، وخلف، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وَرَوْحٌ في قول العراقي، وابن مهران، وأنكرته الجماعة (نتلوا) بالنون والتاء أَبُو حَاتِمٍ عن هارون عن عَاصِم (كُلَّ) نصب، الباقون (تَبْلُو) بالتاء والباء ورفع اللام، لأن معناه تختبر، دليله (لَتُبْلَوُنَّ)، (مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ)، وفي الأنعام عمرو عن الحسن بنصب القاف، الباقون بالجر، وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([30]- {تَبْلُو} بالتاء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (747- .... .... .... .... = وفِي بَاءِ تَبْلُو التَّاءُ شَاعَ تَنَزُّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{تبلو} بالباء، من الاختبار.
و{تتلوا}، من التلاوة؛ أو من التلو، وهو الاتباع). [فتح الوصيد: 2/975]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([747] وإسكان قطعًا دون ريبٍ وروده = وفي باء تبلو التاء شاع تنزلا
ح: (إسكان): مبتدأ، (قطعًا): مفعوله، (وروده): مبتدأ ثانٍ، (دون ريبٍ): خبره، والجملة: خبر الأول، (التاء): مبتدأ، (شاع): خبر، (تنزلا): تمييز، (في باء): ظرف (تنزلا)، (تتلوا): مضاف إليه.
ص: يعني: أسكن ابن كثير والكسائي الطاء من {قطعًا من الليل مظلمًا} [27] على أن (القطع) السواد، أو ظلمة آخر الليل، و(مظلمًا): نعت، أو حال من {الليل}، والباقون: بفتح الطاء على أنه جمع (قطعة) لبعضٍ من الليل فيه ظلمة، و{مظلمًا}: حال، ومعنى البيت: مجيء
[كنز المعاني: 2/301]
إسكان الطاء لا شك فيه.
والتاء فشا نزوله لحمزة والكسائي في موضع الباء في: {تبلوا كل نفسٍ ما أسلفت} [30]، يعني: قرأ حمزة والكسائي: (هنالك تتلوا) بتائين من التلاوة أي: تقرأ، نحو: {اقرأ كتابك} [الإسراء: 14]، أو من التلو، أي: تتبع، والباقون: {تبلوا} بالياء بعد التاء من البلاء، وهو الاختبار). [كنز المعاني: 2/302] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ}، فقرأها حمزة والكسائي بتاءين من التلاوة أو من التلو وهو: الإتباع، وقرأها الباقون بباء موحدة قبل اللام من الاختبار، وتنزلا: نصب على التمييز، ولم يقيد الناظم حرفي القراءة بما لا يحتمل التصحيف على عادته مثل شاع بالثا مثلثا، وغيرهما بالباء نقطة أسفلا، وهو مشكل؛ إذ من الجائز أن تقرأ: وفي تاء تبلوا الباء شاع، فيكون عكس مراده، فلو أنه قال في البيت الأول: متاع سوى حفص وقطعا رضى دلا:
بالِاسكان تبلو كل نفس من التلا،.. وة والباقون تبلو من البلا
لاتضح المراد ويكون الإطلاق في متاع دالا على رفعه فلا يحتاج إلى قيد على ما عرف من اصطلاحه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/223]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (747 - .... .... .... .... .... = وفي باء تبلو التّاء شاع تنزّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: هنالك تتلوا كلّ نفس بتاء مثناة فوقية في مكان الباء الموحدة التحتية في قراءة غيرهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هُنَالِكَ تَبْلُو فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِتَاءَيْنِ مِنَ التِّلَاوَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَالْيَاءِ مِنَ الْبَلْوَى). [النشر في القراءات العشر: 2/283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {هنالك تبلوا} [30] بتاءين، والباقون بالتاء والباء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (681- .... .... باء تبلو التّا شفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفهم ويا اكسر (ص) رفا
«هنالك تبلو» بالتاء موضع الباء، فيصير «تتلو»: من التلاوة، أو من التلو: وهو الإتباع حمزة والكسائي وخلف، والباقون تبلو من الاختبار). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تبلوا" [الآية: 30]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
فحمزة والكسائي وخلف بتاءين من فوق أي: تطلب وتتبع ما أسلفته من أعمالها، أو المراد تقرأ كل نفس ما عملته مسطرا في مصحف الحفظة، لقوله تعالى: اقرأ كتابك، وافقهم الأعمش، والباقون بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء أي: تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/109]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هنالك تتبلوا} [30] قرأ الأخوان بتاءين، من التلاوة، والباقون بالتاء والباء الموحدة، من الاختبار أي: تختبر عملها من حسن وقبح وقبول ورد). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
{تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وزيد بن علي وروح عن
[معجم القراءات: 3/537]
يعقوب وابن مسعود (تتلو) بتاءين، أي تتبع وتطلب ما أسلفت من أعمالها.
قال الزجاج:
(وفسرها الأخفش وغيره من النحويين تتلو من التلاوة، أي: تقرأ كل نفس...).
قلت: قال الأخفش: (وقال بعضهم: (تتلو) أي: تتبعه)، ولم أجد في معاني القرآن للأخفش ما نقله الزجاج عنه.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو بكر عن عاصم وابن عباس ومجاهد وأبو جعفر (تبلو) بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء، أي تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه.
- وروي عن عاصم أنه قرأ (نبلو كل نفسٍ) بنون العظمة، أي نختبر، و(كل نفس) بالنصب مفعول به.
{وَرُدُّوا}
- قراءة الجماعة (ردوا) بضم الراء على الأصل؛ إذ أصله قبل
[معجم القراءات: 3/538]
الإدغام رددوا، فهو فعل مبني للمفعول، وهذا شأن المضعف في مثل هذه الحالة.
- وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش (ردوا) بكسر الراء، وأصله: رددوا، فلما سكن الدال الأولى للإدغام نقل حركتها إلى حركة الراء قبلها بعد حذف حركة الراء وهي الضمة، فصارت: (ردوا).
{مَوْلَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وحلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{الْحَقِّ}
- قراءة الجماعة (الحق) بالجر، نعت لله سبحانه وتعالى، ومولاهم قبله كذلك بدل من لفظ الجلالة، أو نعت له.
- وقرئ (الحق) بالنصب، وذهب بعضهم إلى أنه نصب على المصدر، وقيل هو نصب على المديح.
قال الزجاج:
(والنصب من جهتين: إحداهما، ردوا حقًا، ثم أدخلت الألف واللام، ويجوز على تقدير: هو مولاهم الحق، أي يحق ذلك حقًا.
وفيه جهة ثالثة في النصب على المدح هي: اذكر مولاهم الحق).
وتجد مثل هذا التخريج عند القرطبي، وإن لم يصرح بنقله عن الزجاج، وهو طبع في القرطبي غير محمود!
وذكر الزجاج أنه قرئ:
[معجم القراءات: 3/539]
(والحق) بالرفع، ثم قال: (ومن قرأ (الحق) بضم القاف، فعلى: هو مولاهم الحق، لا من جعلوا معه الشركاء).
وقال القرطبي:
(ويجوز أن يرفع (الحق) ويكون المعنى: مولاهم الحق، على الابتداء والخبر، والقطع مما قبل، لا ما يشركون من دونه).
قلت: هذا النص في إعراب القرآن للنحاس أيضًا، والقرطبي كثير الأخذ عنه من غير عزو). [معجم القراءات: 3/540]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة