العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:33 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المعارج [ من الآية (19) إلى الآية (35) ]

{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:34 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى هلوعا قال جزوعا.
قال معمر وقال الحسن هو الشره). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}
- أخبرنا هنّاد بن السّريّ، عن وكيعٍ، عن الأعمش، وأخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا عبثرٌ، حدّثنا الأعمش، عن المسيّب، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: دخل علينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ونحن حلقٌ متفرّقون، فقال: «ما لي أراكم عزين؟»، اللّفظ لهنّاد). [السنن الكبرى للنسائي: 10/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا (19) إذا مسّه الشّرّ جزوعًا (20) وإذا مسّه الخير منوعًا (21) إلاّ المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الإنسان الكافر خلق هلوعًا والهلع: شدّة الجزع مع شدّة الحرص والضّجر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: هو الّذي قال اللّه {إذا مسّه الشّرّ جزوعًا (20) وإذا مسّه الخير منوعًا}. ويقال: الهلوع: هو الجزوع الحريص، وهذا في أهل الشّرك.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: شحيحًا جزوعًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عكرمة، {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: ضجورًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {إنّ الإنسان}. يعني: الكافر {خلق هلوعًا}. يقول: هو بخيلٌ منوعٌ للخير، جزوعٌ إذا نزل به البلاء، فهذا الهلوع.
- حدّثنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ، قال: حدّثنا خالد بن الحارث، قال: حدّثنا شعبة، عن حصينٍ، قال يحيى، قال خالدٌ: وسألت شعبة عن قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. فحدّثني شعبة عن حصينٍ أنّه قال: الهلوع: الحريص.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، قال: سألت حصينًا عن هذه الآية: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: حريصًا.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: الهلوع: الجزوع.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {خلق هلوعًا}. قال: جزوعًا). [جامع البيان: 23 / 265-267]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل قال سألت الحسن عن قوله عز وجل خلق هلوعا قال اقرأ ما بعدها فقرأت إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا قال هذا الهلوع هكذا خلق الإنسان). [تفسير مجاهد: 2/693-694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 19 - 44
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الهلوع فقال: هو كما قال الله: {إذا مسه الشر جزوعا (20) وإذا مسه الخير منوعا} فهو الهلوع.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {إن الإنسان خلق هلوعا} قال: ضجورا جزوعا نزلت في أبي جهل بن هشام قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي حازم وهو يقول:
لا مانعا لليتيم بخلقه = ولا مكبا بخلقه هلعا.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن أنه سئل عن قوله: {إن الإنسان خلق هلوعا} قال: اقرأ ما بعدها فقرأ {إذا مسه الشر جزوعا (20) وإذا مسه الخير منوعا} قال: هكذا خلق.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {هلوعا} قال: شحيحا جزوعا.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {هلوعا} قال: الضجر.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {هلوعا} قال: جزوعا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {هلوعا} قال: الشره.
وأخرج ابن المنذر عن حصين بن عبد الرحمن {هلوعا} قال: الحريص.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {هلوعا} قال: الذي لا يشبع من جمع المال.
وأخرج الديلمي عن علي مرفوعا يكتب أنين المريض فإن كان صابرا كان أنينه حسنات وإن كان جزوعا كتب هلوعا لا أجر له). [الدر المنثور: 14 / 693-695]

تفسير قوله تعالى: (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذا مسّه الشّر جزوعًا}. يقول: إذا قلّ ماله وناله الفقر والعدم فهو جزوعٌ من ذلك لا صبر له عليه). [جامع البيان: 23 / 267]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وإذا مسّه الخير منوعًا}. يقول: وإذا كثر ماله، ونال الغنى فهو منوعٌ لما في يده، بخيلٌ به، لا ينفقه في طاعة اللّه، ولا يؤدّي حقّ اللّه منه). [جامع البيان: 23 / 267]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا ابن لهيعة، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن أبا الخير حدثه، قال: سألنا عقبة بن عامر الجهني عن قول الله عز وجل: {الذين هم على صلاتهم دائمون} [سورة المعارج:23] أهم الذين يصلون أبدًا؟ قال: لا، ولكنه الذي إذا صلى لم يلتفت عن يمينه، ولا عن شماله، ولا خلفه). [الزهد لابن المبارك: 2/719]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يحيى بن أيّوب عن يزيد بن أبي حبيبٍ أنّ ابن عبّاسٍ كان يقول: {[الّذين هم على صلاتهم] دائمون}، قال: الصّلوات الخمس). [الجامع في علوم القرآن: 2/3]

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعته وسئل عن قول الله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}، قال: يداوم عليها ولا يدعها ويداوم على مواقيتها وحدودها). [الجامع في علوم القرآن: 2/155]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون}. يقول: إلاّ الّذين يطيعون اللّه بأداء ما افترض عليهم من الصّلاة، وهم على أداء ذلك مقيمون لا يضيّعون منها شيئًا، فإنّ أولئك غير داخلين في عداد من خلق هلوعًا، وهو مع ذلك بربّه كافرٌ لا يصلّي للّه.
وقيل: عني بقوله: {إلاّ المصلّين}: المؤمنون الّذين كانوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ وقيل عني به كلّ من صلّى الخمس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن ومؤمّلٌ، قالا: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {الّذين هم على صلاتهم دائمون}. قال: المكتوبة.
- حدّثني زريق بن السّخت، قال: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، قال: حدّثنا زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم {الّذين هم على صلاتهم دائمون}. قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا} إلى قوله: {دائمون}. ذكر لنا أنّ دانيال نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يصلّون صلاةً لو صلاّها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو عادٌ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة، فعليكم بالصّلاة فإنّها خلقٌ للمؤمنين حسنٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم {على صلاتهم دائمون}. قال: الصّلاة المكتوبة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون}. قال: هؤلاء المؤمنون الّذين مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على صلاتهم دائمون.
- قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا حيوة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير، أنّه سأل عقبة بن عامرٍ الجهنيّ عن {الّذين هم على صلاتهم دائمون}. قال: هم الّذين إذا صلّوا لم يلتفتوا خلفهم، ولا عن أيمانهم، ولا عن شمائلهم.
- حدّثني العبّاس بن الوليد، قال: أخبرنا أبي، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، قال: حدّثني يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، قال: حدّثتني عائشة، زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: خذوا من العمل ما تطيقون، فإنّ اللّه لا يملّ حتّى تملّوا. قالت: وكان أحبّ الأعمال إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما دووم عليه. قال: يقول أبو سلمة: إنّ اللّه يقول: {الّذين هم على صلاتهم دائمون}). [جامع البيان: 23 / 267-269]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} [المعارج: 23].
- عن القاسم والحسن بن سعدٍ قالا: قيل لعبد اللّه: إنّ اللّه - جلّ وعزّ - يكثر ذكر الصّلاة في القرآن، فقال: {الّذين هم على صلاتهم دائمون - والّذين هم على صلواتهم يحافظون} [المؤمنون: 9 -23] قال: ذاك لمواقيتها. قالوا: ما كنّا نراه إلّا تركها. قال: فإنّ تركها الكفر.
رواه الطّبرانيّ، والحسن بن سعدٍ والقاسم لم يسمعا من ابن مسعودٍ). [مجمع الزوائد: 7 / 129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إلا المصلين (22) الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: ذكر لنا أن دانيال نعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما أغرقوا أو عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم أو ثمود ما أخذتهم الصيحة، قال قتادة: فعليكم بالصلاة فإنها خلق من خلق المؤمنين حسن.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: الصلاة المكتوبة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن مسعود رضي الله عنه {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: على مواقيتها.
وأخرج عبد بن حميد عن مسروق رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن عمران بن حصين رضي الله عنه {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: الذي لا يلتفت في صلاته.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا.
وأخرج ابن المنذر عن أبي الخير أن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لهم: من الذين هم على صلاتهم دائمون قلنا الذين لا يزالون يصلون فقال: لا ولكن الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين ولا شمال.
وأخرج ابن حبان عن أبي سلمة رضي الله عنه قال: حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا قالت: وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قل وكان إذا صلى صلاة دام عليها، قال أبو سلمة رضي الله عنه: قال الله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}). [الدر المنثور: 14 / 695-696]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ):
(قال ابن عياش: وقال زيد بن أسلم في قول الله: {والذين في أموالهم حقٌ معلومٌ (24) للسائل والمحروم}، وليس ذلك بالزكاة، ولكن ذلك مما ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزكاة؛ قال زيد: {والقانع} الذي يسأل الناس، والمحروم الذي يصاب زرعه أو حرثه أو نسل ماشيته فيكون له حق على من لم يصبه من المسلمين؛ كما قال لأصحاب الجنة حين أهلك جنتهم فقالوا: {بل نحن محرومون}، وقال أيضا: {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون (65) إنا لمغرومون (66) بل نحن محرومون}). [الجامع في علوم القرآن: 1/61-62]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال خالد بن أبي عمران: سألت القاسم وسالم عن قول الله: {والّذين في أموالهم حقٌ معلومٌ (24) للسّائل والحقروم}، فقالا: المعلوم منسوخةٌ، وكل صدقة في القرآن منسوخةٌ نسختها هذه الآية {إنما الصدقات للفقراء والمساكين}، إلى آخر الآية؛
قالا: والمحروم محارف في الرزق والتجارة). [الجامع في علوم القرآن: 3/86]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني نافع بن يزيد عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن {المحروم}، قال: المحارف). [الجامع في علوم القرآن: 1/117-118]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني نافع بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: {المحروم}، هو المحارف في الرزق والتجارة). [الجامع في علوم القرآن: 1/120] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه قال: بلغنا أن {المحروم} المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافا، ولا يعرفون مكانه يتصدقون عليه.
قال: وقال لي مالك: {المحروم} عندي الفقير الذي يحرم الرزق). [الجامع في علوم القرآن: 2/35] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: {المحروم}، الذي يصاب في ثمره وزرعه). [الجامع في علوم القرآن: 2/160] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {للسائل والمحروم} قال: المحارف). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 63] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {المحروم} قال: المحارف). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 94] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) لّلسّائل والمحروم (25) والّذين يصدّقون بيوم الدّين (26) والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون (27) إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ}.
يقول تعالى ذكره: وإلاّ الّذين في أموالهم حقٌّ مؤقّتٌ، وهو الزّكاة للسّائل الّذي يسأله من ماله، والمحروم الّذي قد حرم الغنى، فهو فقيرٌ لا يسأل.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالحقّ المعلوم الّذي ذكره اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو الزّكاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}. قال: الحقّ المعلوم: الزّكاة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ} قال: الزّكاة المفروضة.
وقال آخرون: بل ذلك حقٌّ سوى الزّكاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}. يقول: هو سوى الصّدقة يصل بها رحمه، أو يقري بها ضيفًا، أو يحمل بها كلًّا، أو يعين بها محرومًا.
- حدّثني ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، عن شعبة، عن أبي يونس، عن رباح بن عبيدة، عن قزعة، أنّ ابن عمر، سئل عن قوله: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم} أهي الزّكاة؟ فقال: إنّ عليك حقوقًا سوى ذلك.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، قال: حدّثنا بيانٌ، عن الشّعبيّ، قال: إنّ في المال حقًّا سوى الزّكاة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: في المال حقٌّ سوى الزّكاة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهدٍ: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ}. قال: سوى الزّكاة.
وأجمعوا على أنّ السّائل هو الّذي وصفت صفته.
واختلفوا أيضًا في معنى المحروم في هذا الموضع، نحو اختلافهم فيه في الذّاريات؛ وقد ذكرنا ما قالوا فيه هنالك، ودلّلنا على الصّحيح منه عندنا، غير أن نذكر بعض ما لم نذكر من الأخبار هنالك.
ذكر من قال: هو المحارف:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا الحجّاج، عن الوليد بن العيزار، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال: المحروم: هو المحارف.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: المحروم: المحارف.
- حدّثنا سهل بن موسى الرّازيّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: السّائل والمحروم المحارف الّذي ليس له في الإسلام نصيبٌ.
- قال حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: المحروم المحارف الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ.
- حدّثنا حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية {للسّائل والمحروم}. قال: السّائل الّذي يسأل، والمحروم: المحارف.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق يحدّث عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال في هذه الآية {للسّائل والمحروم}. قال: السّائل: الّذي يسأل، والمحروم: المحارف.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قوله: {للسّائل والمحروم}. قال: السّائل: الّذي يسأل، والمحروم: المحارف الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ.
- حدّثني محمّد بن عمر بن عليٍّ المقدّميّ، قال: حدّثنا قريش بن أنسٍ، عن سليمان، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب: المحروم: المحارف.
- حدّثنا ابن بشّارٍ وابن المثنّى، قالا: حدّثنا قريشٌ، عن سليمان، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، مثله.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي بشرٍ، قال: سألت سعيد بن جبيرٍ عن المحروم، فلم يقل فيه شيئًا؛ قال: وقال عطاءٌ: هو المحدود المحارف.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: السّائل: الّذي يسأل النّاس، والمحروم: الّذي لا سهم له في الإسلام، وهو محارفٌ من النّاس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: المحروم: الّذي لا يهدى له شيءٌ وهو محارفٌ.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: المحروم: هو المحارف الّذي يطلب الدّنيا وتدبر عنه، فلا يسأل النّاس.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: في المحروم: هو المحارف الّذي ليس له أحدٌ يعطف عليه، أو يعطيه شيئًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: المحروم: الّذي لا فيء له في الإسلام، وهو محارفٌ في النّاس.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أيّوب، عن نافعٍ: المحروم: هو المحارف.
وقال آخرون: هو الّذي لا سهم له في الغنيمة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، أنّ ناسًا قدموا على عليٍّ رضي اللّه عنه الكوفة بعد وقعة الجمل، فقال: اقسموا لهم، وقال: هذا المحروم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: المحروم: المحارف الّذي ليس له في الغنيمة شيءٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، مثله.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن مسلمٍ الجدليّ، عن الحسن بن محمّد ابن الحنفيّة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث سريّةً، فغنموا، وفتح عليهم، فجاء قومٌ لم يشهدوا، فنزلت: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}. يعني: هؤلاء.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، عن الحسن بن محمّدٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث سريّةً، فغنموا، فجاء قومٌ لم يشهدوا الغنائم، فنزلت: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى بن أبي زائدة، عن سفيان، عن قيس بن مسلمٍ الجدليّ، عن الحسن بن محمّدٍ، قال: بعثت سريّةٌ فغنموا، ثمّ جاء قومٌ من بعدهم، قال: فنزلت {للسّائل والمحروم}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، عن الحسن بن محمّد أنّ قومًا في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أصابوا غنيمةً، فجاء قومٌ بعد، فنزلت: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}.
وقال آخرون: هو الّذي لا ينمي له مالٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ، قال: سألت عكرمة عن السّائل والمحروم، قال: السّائل: الّذي يسألك، والمحروم: الّذي لا ينمي له مالٌ.
وقال آخرون: هو الّذي قد اجتيح ماله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا وهب بن جريرٍ، قال: أخبرنا شعبة، عن عاصمٍ، عن أبي قلابة، قال: جاء سيلٌ باليمامة، فذهب بمال رجلٍ، فقال رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: هذا المحروم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والمحروم} قال: المحروم: المصاب ثمره وزرعه، وقرأ: {أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه} حتّى بلغ {محرومون}. وقال أصحاب الجنّة: {إنّا لضالّون بل نحن محرومون}.
- وقال الشّعبيّ ما: حدّثني به يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن ابن عونٍ، قال: قال الشّعبيّ: أعياني أن أعلم ما المحروم؟.
- وقال قتادة ما: حدّثني به ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {للسّائل والمحروم}. قال: السّائل: الّذي يسأل بكفّه، والمحروم: المتعفّف، ولكليهما عليك حقٌّ يا ابن آدم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {للسّائل والمحروم} وهو سائلٌ يسألك في كفّه، وفقيرٌ متعفّفٌ لا يسأل النّاس، ولكليهما عليك حقٌّ). [جامع البيان: 23 / 269-275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله: {والذين في أموالهم حق معلوم} قال: كانوا إذا خرجت الأعطية أعطوا منها). [الدر المنثور: 14 / 696]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والّذين يصدّقون بيوم الدّين}. يقول: وإلاّ الّذين يقرّون بالبعث يوم البعث والمجازاة). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون}. يقول: والّذين هم في الدّنيا من عذاب ربّهم وجلون أن يعذّبهم في الآخرة، فهم من خشية ذلك لا يضيّعون له فرضًا، ولا يتعدّون له حدًّا). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ}: أن ينال من عصاه وخالف أمره). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
يقول تعالى ذكره: {والّذين هم لفروجهم حافظون}. يعني: أقبالهم حافظون عن كلّ ما حرّم اللّه عليهم وضعها فيه. إلاّ أنّهم غير ملومين في ترك حفظها على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم من إمائهم.
وقيل: {لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم} ولم يتقدّم ذلك جحدٌ لدلالة قوله: {فإنّهم غير ملومين} على أنّ في الكلام معنى جحدٍ، وذلك كقول القائل: اعمل ما بدا لك إلاّ على ارتكاب المعصية، فإنّك معاقبٌ عليه، ومعناه: اعمل ما بدا لك إلاّ أنّك معاقبٌ على ارتكاب المعصية). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
يقول تعالى ذكره: {والّذين هم لفروجهم حافظون}. يعني: أقبالهم حافظون عن كلّ ما حرّم اللّه عليهم وضعها فيه. إلاّ أنّهم غير ملومين في ترك حفظها على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم من إمائهم.
وقيل: {لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم} ولم يتقدّم ذلك جحدٌ لدلالة قوله: {فإنّهم غير ملومين} على أنّ في الكلام معنى جحدٍ، وذلك كقول القائل: اعمل ما بدا لك إلاّ على ارتكاب المعصية، فإنّك معاقبٌ عليه، ومعناه: اعمل ما بدا لك إلاّ أنّك معاقبٌ على ارتكاب المعصية). [جامع البيان: 23 / 276] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}. فمن التمس لفرجه منكحًا سوى زوجته، أو ملك يمينه، ففاعلو ذلك هم العادون، الّذي عدوا ما أحلّ اللّه لهم إلى ما حرّم عليهم فهم الملومون). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (32) والّذين هم بشهاداتهم قائمون (33) والّذين هم على صلاتهم يحافظون (34) أولئك في جنّاتٍ مكرمون}.
يقول تعالى ذكره: وإلاّ الّذين هم لأمانات اللّه الّتي ائتمنهم عليها من فرائضه وأمانات عباده الّتي ائتمنوا عليها، وعهوده الّتي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم وعهود عباده الّتي أعطاهم على ما عقده لهم على نفسه {راعون} يرقبون ذلك، ويحفظونه فلا يضيعونه، ولكنّهم يؤدّونها ويتعاهدونها على ما ألزمهم اللّه وأوجب عليهم حفظها). [جامع البيان: 23 / 277]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({والّذين هم بشهاداتهم قائمون}. يقول: والّذين لا يكتمون ما استشهدوا عليه، ولكنّهم يقومون بأدائها، حيث يلزمهم أداؤها غير مغيّرةٍ ولا مبدّلةٍ). [جامع البيان: 23 / 277]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({والّذين هم على صلاتهم يحافظون}. يقول: والّذين هم على مواقيت صلاتهم الّتي فرضها اللّه عليهم وحدودها الّتي أوجبها عليهم يحافظون، ولا يضيّعون لها ميقاتًا ولا حدًّا). [جامع البيان: 23 / 277]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أولئك في جنّاتٍ مكرمون}. يقول عزّ وجلّ: هؤلاء الّذين يفعلون هذه الأفعال في بساتين مكرمون يكرمهم اللّه بكرامته). [جامع البيان: 23 / 277]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:36 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) ) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعاً...} والهلوع: الضجور وصفته كما قال الله: {إذا مسّه الشّرّ جزوعاً...} {وإذا مسّه الخير منوعاً...} فهذه صفة الهلوع، ويقال منه: هلع يهلع هلعاً مثل: جزع يجزع جزعا، ثم قال: {إلاّ المصلّين...} فاستثنى المصلين من الإنسان، لأن الإنسان في مذهب جمع، كما قال الله جل وعز: {إنّ الإنسان لفي خسرٍ، إلاّ الّذين آمنوا}). [معاني القرآن: 3/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إنّ الإنسان خلق هلوعاً} قد فسرها الله: لا يصبر " إذا مسّه الشّرّ جزوعاً وإذا مسّه الخير منوعاً " والهلاع مصدره وهو أسوأ الجزع). [مجاز القرآن: 2/270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّ الإنسان خلق هلوعاً} وقال: {إنّ الإنسان خلق هلوعاً} ثم قال: {إلاّ المصلّين} فجعل {الإنسان} جميعا ويدلك على ذلك أنه قد استثنى منه جميعا). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({هلوعا}: جزوعا، والهلاع أسوأ الجزع وهو مصدر). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
((الهلوع): الشديد الجزع. والاسم «الهلاع». ومنه يقال: ناقة هلواع، إذا كانت ذكية حديدة النفس.

ويقال: «الهلوع»: الضّجور). [تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعا} الهلوع على ما في الآية من التفسير يفزع ويجزع من الشّرّ). [معاني القرآن: 5/222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إذا مسّه الشّرّ جزوعا (20) وإذا مسّه الخير منوعا (21)} الإنسان ههنا في معنى الناس، فاستثنى اللّه - عزّ وجلّ – المؤمنين المصلين فقال: {إلّا المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون (23)} يعني به المحافظين على الصلاة المكتوبة. ويجوز أن يكون الذين لا يزيلون وجوههم عن سمت القبلة ولا يلتفتون، فيكون اشتقاقه من الدائم وهو الساكن، كما جاء النهي عن البول في الماء الدائم، والمحروم الذي هو محارف قد حرم المكاسب. وهو لا يسأل). [معاني القرآن: 5/222]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({هلوعا} أي: جبانا). [ياقوتة الصراط: 530]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({منوعا} أي: يمنع غيره، ومنيعا: يمنع نفسه). [ياقوتة الصراط: 531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الهَلوع) الشديد الجزع، وقيل: هو الضجور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَلُوعًا}: جزوعاً). [العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حقٌّ معلومٌ...}. الزكاة؛ وقال بعضهم: لا، بل سوى الزكاة). [معاني القرآن: 3/185]

تفسير قوله تعالى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المحروم}: المحارف الذي ليس له في الإسلام نصيب ولا سهم). [غريب القرآن وتفسيره: 390]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):
({الْمَحْرُومِ}: المحارف).
[العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ على أزواجهم...} يقول القائل: هل يجوز في الكلام أن تقول: مررت بالقوم إلاّ بزيد، تريد: إلاّ أني لم أمرر بزيد؟ قلت: لا يجوز هذا، والذي في كتاب الله صواب جيد؛ [معاني القرآن: 3/185]
لأن أول الكلام فيه كالنهي إذ ذكر: {والّذين هم لفروجهم حافظون...} يقول: فلا يلامون إلاّ على غير أزواجهم، فجرى الكلام على ملومين التي في آخره. ومثله أن تقول للرجل: اصنع ما شئت إلا [على] قتل النفس، فإنك معذب، أو في قتل النفس، فمعناه إلا أنك معذب في قتل النفس). [معاني القرآن: 3/186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30)} أي، على هؤلاء.
وقيل إنها في معنى "من" المعنى عند قائل هذا إلا من أزواجهم أو ما ملكت وقيل إن "على" محمول على المعنى، المعنى فإنهم لا يلامون على أزواجهم، ويدل عليه {فإنّهم غير ملومين}). [معاني القرآن: 5/222]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (31)} معناه في العدوان.وهي المبالغة في مخالفة أمر اللّه ومجاوزة القدر في الظلم.
وقيل: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} أي من طلب غير الأزواج وما ملكت الأيمان فقد اعتدى.
والعادون جمع عاد وعادون). [معاني القرآن: 5/222-223]

تفسير قوله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (32)} أي يرعون العهد والأمانة ويحافظون عليها.وكل محافظ على شيء فهو مراع له. والإمام راع لرعيته). [معاني القرآن: 5/223]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:37 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((من شر ما أعطي العبد - أو كلام هذا معناه - شح هالع وجبن خالع)). يروى هذا عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه
عن عبد العزيز بن مران عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أما قوله: ((الهالع)) فإنه المحزن، وأصله من الجزع.
قال أبو عبيدة: والاسم منه الهلاع، وهو أشد الجزع.
وقد روي عن الحسن في قوله: {إن الإنسان خلق هلوعا} قال: بخيلا بالخير.
ويروى عن عكرمة أنه قال: ضجورا.
وقد يكون البخل والضجر من الجزع). [غريب الحديث: 2/649-650]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن زعم زاعم أن قولك: نعم الرجل زيد إنما زيد بدلٌ من الرجل مرتفع بما ارتفع به، كقولك: مررت بأخيك زيدٍ، وجاءني الرجل عبد الله. قيل له: إن قولك: جاءني الرجل عبد الله، إنما تقديره إذا طرحت الرجل: جاءني عبد الله. فقل: نعم زيدٌ؛ لأنك تزعم أنه بنعم مرتفع. وهذا محال؛ لأن الرجل ليس يقصد به إلى واحد بعينه؛ كما تقول: جاءني الرجل، أي: جاءني الرجل الذي تعرف. وإنما هو واحد من الرجال على غير معهود تريد به هذا الجنس. ويؤول نعم الرجل في التقدير إلى أنك تريد معنى محموداً في الرجال، ثم تعرف المخاطب من هذا المحمود?.

و إذا قلت: بئس الرجل، فمعناه: مذموم في الرجال. ثم تفسر من هذا المذموم? بقولك: زيد.
فالرجل وما ذكرت لك مما فيه الألف واللام دالٌّ على الجنس، والمذكور بعد هو المختص بالحمد والذم. وهذا هاهنا بمنزلة قولك: فلان يفرق الأسد، إنما تريد هذا الجنس، ولست تعني أسداً معهوداً وكذلك: فلان يحب الدينار والدرهم، وأهلك الناس الدينار والدرهم، وأهلك الناس الشاة والبعير. وقال الله عز وجل: {والعصر * إن الإنسان لفي خسر} فهو واقع على الجنس؛ ألا تراه يقول: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} وقال: {إن الإنسان خلق هلوعاً}. وقال: {إلا المصلين} ). [المقتضب: 2/140-141] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: ولم يولع بإهلاعي، أي بإفزاعي وترويعي، والهلع من الجبن عند ملاقاة الأقران، يقال: نعوذ باله من الهلع، ويقال: رجل هلوع، إذا كان لا يصبر على خير ولا شر، حتى يفعل في كل واحد منهما غير الحق، قال الله عز وجل: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}. وقل الشاعر:
ولي قلب سقيم ليس يصحو = ونفس ما تفيق من الهلاع).
[الكامل: 3/1092]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويروى: ما فينا هلع والهلع الخفة والجزع: {إن الإنسان خلق هلوعًا} ). [شرح المفضليات: 393]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
حسنو الأوجه بيض سادة = ومراجيح إذا جد الفزع
كذا رواه أبو عكرمة والرواية العالية: إذا جد الهلع والهلع الجزع والخفة، يقال هلع يهلع هلعًا ويقال ناقة هلواع ومنه: {إن الإنسان خلق هلوعًا} ). [شرح المفضليات: 394]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
وأقطع الخرق يخاف الردى = فيه على أدماء هلواع
قال الضبي: الخرق المتسع من الأرض الذي تخترق فيه الرياح، وقد قيل الذي يتخرق في الفلاة. وقال الضبي: الردى: الهلاك، والأدماء البيضاء يريد ناقةً. والهلواع: الشديدة الحرص على السير، قال الأصمعي: هو فعوال من الهلع، يريد شدة الحرص في الناس يقال قد هلع هلعًا.
غيره: قال الله تعالى جل ذكره: {إن الإنسان خلق هلوعًا}. قال سليمان بن عبد الملك ليزيد بن المهلب وقد كلمه في عمر بن هبيرة وكان سليمان قد ألزمه ألف ألف من قبل غزاةٍ غزاها في البحر، فقال له: أمسك فإن عنده مال الله وهو مع ذلك خب ضب جموح منوع جزوع هلوع). [شرح المفضليات: 572]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) }

تفسير قوله تعالى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
سفى فوقهن الترب ضاف كأنه = على الفَرْج والحاذين قنو مذلل
...
الفرج: ما بين الفخذين). [شرح ديوان كعب بن زهير: 54] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومن الحروف ما يستجمع منه معانٍ: فمن ذلك مَنْ لها أربعة مواضع كما ذكرت لك.
ومن ذلك ما لها خمسة مواضع: تكون جزاءً في قولك: ما تصنع أصنع.
وتكون استفهاما لقولك: ما صنعت?
وتكون بمنزلة الذي في قولك: أرأيت ما عندنا؟: إلا أنها في هذه المواضع اسم، ووقوعها على ذات غير الآدميين نحو قولك - إذا قال ما عندك؟ فرس، أو حمار، أو مال، أو بر، وليس جواب قوله: ما عندك؟ زيد، ولا عمرو. وقد خبرتك بعمومها في قوله: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} وأما وقوعها لصفات الآدميين فكقولهم: ما زيد؟ فيقول: شريف، أو وضيع.
ولها موضعان تقع فيهما وليست باسم، إنما هي فيهما حرك: فأحدهما: النفي، نحو قولك: ما زيد في الدار، وما يقوم زيد.
والموضع الآخر هي فيه زائدة مؤكدة لا يخل طرحها بالمعنى، كقول الله عز وجل: {فبما رحمة} وكذلك {فبما نقضهم ميثاقهم} ). [المقتضب: 1/186]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فمما وقعت ما فيه على الآدميين قول الله: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}.
وقال قوم: ما وصلتها مصدر، فمعناه: أو ملك أيمانهم، وهذا أقيس في العربية. وقال الله عز وجل: {والسماء وما بناها}، فقال قوم: إنما هو: والسماء وبنائها، وقال قوم: معناه: ومن بناها على ما قيل فيما قبله.
فأما وقوع هذه الأسماء في الجزاء، وفي معنى الذي فبين واضح، نحو: من يأتني آته وما {يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} و{أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} فلذلك أخرنا شرحه حتى نذكره في موضعه إن شاء الله). [المقتضب: 4/218]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّ الإنسان عموم لاسم الجنس، لكن الإشارة هنا إلى الكفار، لأن الأمر فيهم وكيد كثير، والهلع جزع واضطراب يعتري الإنسان عند المخاوف وعند المطامع ونحوه قوله عليه السلام: «شر ما في الإنسان شح هالع»). [المحرر الوجيز: 8/ 407]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله إذا مسّه، الآية، مفسر للهلع). [المحرر الوجيز: 8/ 407]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إلّا المصلّين أي إلا المؤمنين الذين أمر الآخرة أوكد عليهم من أمر الدنيا، والمعنى أن هذا المعنى فيهم يقل لأنهم يجاهدون بالتقوى). [المحرر الوجيز: 8/ 407]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: «على صلاتهم» بالإفراد، وقرأ الحسن: «صلواتهم» بالجمع. وقوله تعالى:دائمون قال الجمهور المعنى: مواظبون قائمون لا يملون في وقت من الأوقات فيتركونها وهذا في المكتوب، وأما النافلة فالدوام عليها الإكثار منها بحسب الطاقة، وقد قال عليه السلام: «أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه». وقال ابن مسعود: الدوام صلاتها لوقتها، وتركها كفر، وقال عقبة بن عامر:دائمون يقرؤون في صلاتهم ولا يلتفتون يمينا ولا شمالا. ومنه الماء الدائم). [المحرر الوجيز: 8/ 407]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم (25) والّذين يصدّقون بيوم الدّين (26) والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون (27) إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ (28) والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (31)
قال قتادة والضحاك: «الحق المعلوم» هي الزكاة المفروضة، وقال الحسن ومجاهد وابن عباس: هذه الآية في الحقوق التي في المال سوى الزكاة وهي ما ندبت الشريعة إليه من المواساة، وقد قال ابن عمر ومجاهد والشعبي وكثير من أهل العلم: إن في المال حقا سوى الزكاة وهذا هو الأصح في هذه الآية لأن السورة مكية، وفرض الزكاة وبيانها إنما كان بالمدينة). [المحرر الوجيز: 8/ 407-408]

تفسير قوله تعالى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «السائل»: المتكفف، «والمحروم» المحارف الذي قد ثبت فقره ولم تنجح سعاياته لدنياه، قالت عائشة: هو الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه. وقال بعض أهل العلم، «المحروم»: من احترق زرعه، وقال بعضهم «المحروم»: من ماتت ماشيته، وهذه أنواع الحرمان لأن الاسم يستلزم هذا خاصة، وقال عمر بن عبد العزيز «المحروم»: الكلب أراد، والله أعلم أن يعطي مثالا من الحيوان ذي الكبد الرطبة لما فيه من الأجر حسب الحديث المأثور، وقال الشعبي: أعياني أن أعلم ما المحروم. وحكى عنه النقاش أنه قال: وهو ابن سبعين سنة سألت عنه وأنا غلام فما وجدت شفاء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: يرحم الله الشعبي فإنه في هذه المسألة محروم، ولو أخذه اسم جنس فيمن عسرت مطالبه بان له، وإنما كان يطلبه نوعا مخصوصا كالسائل). [المحرر الوجيز: 8/ 408]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويوم الدّين هو يوم القيامة، سمي بذلك لأنه يوم المجازاة، و «الدين»: الجزاء كما تقول العرب: كما تدين تدان ومنه قول الفند الزماني: [الهزج]
ولم يبق سوى العدوا = ن دنّاهم كما دانوا
). [المحرر الوجيز: 8/ 408-409]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والإشفاق من أمر يتوقع، لأن نيل عذاب الله للمؤمنين متوقع، والأكثر ناج بحمد الله، لكن عذاب الله لا يأمنه إلا من لا بصيرة له). [المحرر الوجيز: 8/ 409]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والفروج في هذه الآية: هي الفروج المعروفة، والمعنى من الزنى، وقال الحسن بن أبي الحسن أراد فروج الثياب وإلى معنى الوطء يعود. ثم استثنى تعالى الوطء الذي أباحه الشرع في الزوجة والمملوكات). [المحرر الوجيز: 8/ 409]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إلّا على أزواجهم وحسن دخول على في هذا الموضوع قوله: غير ملومين، فكأنه قال: إلا أنهم غير ملومين على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم). [المحرر الوجيز: 8/ 409]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: ابتغى معناه: طلب، وقوله: وراء ذلك معناه: سوى ما ذكر، كأنه أمر قد حد فيه حد، فمن طلب بغيته وراء الحد فهو كمستقبل حد في الأجرام وهو يتعدى، وراءه: أي خلفه، والعادون: الذين يتجاوزون حدود الأشياء التي لها حدود كان ذلك في الأجرام أو في المعنى). [المحرر الوجيز: 8/ 409-410]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (32) والّذين هم بشهاداتهم قائمون (33) والّذين هم على صلاتهم يحافظون (34) أولئك في جنّاتٍ مكرمون (35) فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين (36) عن اليمين وعن الشّمال عزين (37) أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ (38) كلاّ إنّا خلقناهم ممّا يعلمون (39)
الأمانات: جمع أمانة، وجمعها لأنها تكون متنوعة من حيث هي في الأموال وفي الأسرار فيما بين العبد وربه فيما أمره ونهاه عنه، قال الحسن: الدين كله أمانة. وقرأ ابن كثير وحده من السبعة: «لأمانتهم» بالإفراد، والعهد: كل ما تقلده الإنسان من قول أو فعل أو مودة، إذا كانت هذه الأشياء على طريق البر، فهو عهد ينبغي رعيه وحفظه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «حسن العهد من الإيمان» و: راعون جمع راع أي حافظ). [المحرر الوجيز: 8/ 410]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: والّذين هم بشهاداتهم قائمون معناه في قول جماعة من المفسرين:أنهم يحفظون ما يشهدون فيه، ويتيقنونه ويقومون بمعانيه حتى لا يكون لهم فيه تقصير، وهذا هو وصف من تمثيل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «على مثل الشمس فاشهد». وقال آخرون معناه الذين إذا كانت عندهم شهادة ورأوا حقا يدرس أو حرمة لله تنتهك قاموا بشهادهم، وقال ابن عباس: شهادتهم في هذه الآية: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له». وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها»، واختلف الناس في معنى هذا الحديث بحسب المعنيين اللذين ذكرت في الآية، إحداهما: أن يكون يحفظهما متقنة فيأتي بها ولا يحتاج أن يستفهم عن شيء منها ولا أن يعارض. والثاني: إذا رأى حقا يعمل بخلافه وعنده في إحياء الحق شهادة. وروي أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيأتي قوم يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويظهر فيهم السمن».
واختلف الناس في معنى هذا الحديث، فقال بعض العلماء: هم قوم مؤمنون يتعرضون ويحرصون على وضع أسمائهم في وثائق الناس، وينصبون لذلك الحبائل من زي وهيئة وهم غير عدول في أنفسهم فيغرون بذلك ويضرون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فهذا في ابتداء الشهادة لا في أدائها، ويجيء قوله عليه السلام: «ولا يستشهدون»، أي وهم غير أهل لذلك، وقال آخرون من العلماء: هم شهود الزور، لأنهم يؤدونها والحال لم تشهدهم ولا المشهود عليه، وقرأ حفص عن عاصم: «بشهاداتهم» على الجمع وهي قراءة عبد الرحمن، والباقون «بشهادتهم» على الإفراد الذي هو اسم الجنس). [المحرر الوجيز: 8/ 410-411]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والمحافظة على الصلاة إقامتها في أوقاتها بشروط صحتها وكمالها، وقال ابن جريج: يدخل في هذه الآية التطوع). [المحرر الوجيز: 8/ 411]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الإنسان خلق هلوعًا (19) إذا مسّه الشّرّ جزوعًا (20) وإذا مسّه الخير منوعًا (21) إلّا المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون (23) والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم (25) والّذين يصدّقون بيوم الدّين (26) والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون (27) إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ (28) والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (31) والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (32) والّذين هم بشهاداتهم قائمون (33) والّذين هم على صلاتهم يحافظون (34) أولئك في جنّاتٍ مكرمون (35)}
يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان وما هو مجبولٌ عليه من الأخلاق الدّنيئة: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا} ثمّ فسّره بقوله: {إذا مسّه الشّرّ جزوعًا} أي: إذا أصابه الضّرّ فزع وجزع وانخلع قلبه من شدّة الرّعب، وأيس أن يحصل له بعد ذلك خيرٌ.
{وإذا مسّه الخير منوعًا} أي: إذا حصلت له نعمةٌ من اللّه بخل بها على غيره، ومنع حقّ اللّه فيها.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا موسى بن عليّ بن رباح: سمعت أبي يحدّث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "شرّ ما في رجلٍ شحٌ هالعٌ، وجبنٌ خالعٌ".
ورواه أبو داود عن عبد اللّه بن الجرّاح، عن أبي عبد الرّحمن المقري، به وليس لعبد العزيز عنده سواه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 226]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {إلا المصلّين} أي: الإنسان من حيث هو متّصفٌ بصفات الذّمّ إلّا من عصمه اللّه ووفّقه، وهداه إلى الخير ويسّر له أسبابه، وهم المصلّون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 226]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذين هم على صلاتهم دائمون} قيل: معناه يحافظون على أوقاتهم وواجباتهم. قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ.
وقيل: المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. قاله عتبة بن عامرٍ. ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
وقيل: المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، كما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.
وقال قتادة في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} ذكر لنا أنّ دانيال، عليه السّلام، نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يصلّون صلاةً لو صلّاها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو قوم عادٍ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة. فعليكم بالصّلاة فإنّها خلق للمؤمنين حسنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 226-227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ * للسّائل والمحروم} أي: في أموالهم نصيبٌ مقرّرٌ لذوي الحاجات. وقد تقدّم الكلام على ذلك في "سورة الذّاريات"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين يصدّقون بيوم الدّين} أي: يوقنون بالمعاد والحساب والجزاء، فهم يعملون عمل من يرجو الثّواب ويخاف العقاب؛ ولهذا قال: {والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون} أي: خائفون وجلون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ} أي: لا يأمنه أحدٌ ممّن عقل عن اللّه أمره إلّا بأمانٍ من اللّه تبارك وتعالى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين هم لفروجهم حافظون} أي: يكفّونها عن الحرام ويمنعونها أن توضع في غير ما أذن اللّه [فيه] ولهذا قال: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} أي: من الإماء، {فإنّهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وقد تقدّم تفسير ذلك في أوّل سورة {قد أفلح المؤمنون} بما أغنى عنّي إعادته هاهنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} أي: إذا اؤتمنوا لم يخونوا، وإذا عاهدوا لم يغدروا. وهذه صفات المؤمنين، وضدّها صفات المنافقين، كما ورد في الحديث الصّحيح: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان". وفي روايةٍ: "إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين هم بشهاداتهم قائمون} أي: محافظون عليها لا يزيدون فيها، ولا ينقصون منها، ولا يكتمونها، {ومن يكتمها فإنّه آثمٌ قلبه} [البقرة: 283]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {والّذين هم على صلاتهم يحافظون} أي: على مواقيتها وأركانها وواجباتها ومستحبّاتها، فافتتح الكلام بذكر الصّلاة واختتمه بذكرها، فدلّ على الاعتناء بها والتّنويه بشرفها، كما تقدّم في أوّل سورةٍ: {قد أفلح المؤمنون} سواءٌ، لهذا قال هناك: {أولئك هم الوارثون * الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} [المؤمنون: 10، 11] وقال هاهنا: {أولئك في جنّاتٍ مكرمون} أي: مكرمون بأنواع الملاذّ والمسارّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة