العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة إبراهيم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 11:18 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة إبراهيم [من الآية ( 32) إلى الآية ( 34) ]

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي خلق السّموات والأرض وأنزل من السّماء ماءً فأخرج به من الثّمرات رزقًا لكم، وسخّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره، وسخّر لكم الأنهار}.
يقول تعالى ذكره: اللّه الّذي أنشأ السّموات والأرض من غير شيءٍ أيّها النّاس، وأنزل من السّماء غيثًا أحيا به الشّجر والزّرع، فأثمرت رزقًا لكم تأكلونه، {وسخّر لكم الفلك} وهي السّفن {لتجري في البحر بأمره} لكم تركبونها، وتحملون فيها أمتعتكم من بلدٍ إلى بلدٍ {وسخّر لكم الأنهار} ماؤها شرابٌ لكم، يقول تعالى ذكره: الّذي يستحقّ عليكم العبادة وإخلاص الطّاعة له، من هذه صفته، لا من لا يقدر على ضرٍّ ولا نفعٍ لنفسه ولا لغيره من أوثانكم أيّها المشركون وآلهتكم
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ يعني الزّعفرانيّ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وسخّر لكم الأنهار} قال: " بكلّ بلدةٍ "). [جامع البيان: 13/681]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وسخر لكم الأنهار يعني بكل بلدة). [تفسير مجاهد: 335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وسخر لكم الأنهار} قال: بكل بلدة). [الدر المنثور: 8/551-552]

تفسير قوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وسخّر لكم الشّمس والقمر دائبين وسخّر لكم اللّيل والنّهار}
يقول تعالى ذكره: {اللّه الّذي خلق السّموات والأرض} وفعل الأفعال الّتي وصف {وسخّر لكم الشّمس والقمر} يتعاقبان عليكم أيّها النّاس باللّيل والنّهار لصلاح أنفسكم ومعاشكم {دائبين} في اختلافهما عليكم.
وقيل: معناه: أنّهما دائبان في طاعة اللّه
- حدّثنا خلف بن واصلٍ، عن رجلٍ، عن مقاتل بن حيّان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وسخّر لكم الشّمس والقمر دائبين} قال: دؤوبهما في طاعة اللّه "
وقوله: {وسخّر لكم اللّيل والنّهار} يختلفان عليكم باعتقابٍ، إذا ذهب هذا جاء هذا وإذا ذهب هذا جاء هذا بمنافعكم وصلاح أسبابكم، فهذا لكم لتصرّفكم فيه لمعاشكم، وهذا لكم للسّكن تسكنون فيه، ورحمةً منه بكم). [جامع البيان: 13/681-682]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وسخر لكم الشمس والقمر دائبين} قال: دؤوبهما في طاعة الله). [الدر المنثور: 8/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها وكذلك القمر). [الدر المنثور: 8/552]

تفسير قوله تعالى: (وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وآتاكم من كل ما سألتموه قال لم تسألوه كل الذي آتاكم قال معمر وقال الحسن آتاكم من كل الذي سألتموه). [تفسير عبد الرزاق: 1/343]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {من كلّ ما سألتموه} [إبراهيم: 34] «رغبتم إليه فيه»). [صحيح البخاري: 6/79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ من كلّ ما سألتموه رغبتم إليه فيه وصله الفريابيّ في قوله وآتاكم من كلّ ما سألتموه قال رغبتم إليه فيه). [فتح الباري: 8/376]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {ويسقى من ماء صديد} قال قيح ودم وفي قوله 34 إبراهيم {وآتاكم من كل ما سألتموه} قال رغبتم إليه فيه). [تغليق التعليق: 4/232] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ من كلّ ما سألتموه رغبتم إليه فيه
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {وسخر لكم اللّيل والنّهار (33) وآتاكم من كل ما سألتموه} (إبراهيم: 33 و 34) أن معناه وأعطاكم من كل ما رغبتم إليه فيه، وقال بعض المفسّرين: معناه وآتاكم من كل ما سألتموه وما لم تسألوه، وعن الضّحّاك: أعطاكم أشياء ما طلبتموها ولا سألتموها على النّفي على قراءة: من كل، بالتّنوين، صدق الله تعالى كم من شيء أعطانا الله وما سألناه إيّاه ولا خطر لنا على بال، وعن الحسن رحمه الله: من كل الّذي سألتموه، أي: من كل ما سألتم). [عمدة القاري: 19/2-3]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: وآتاكم ({من كل ما سألتموه}) [إبراهيم: 34] أي (رغبتم إليه فيه) وفي من قولان قيل زائدة في المفعول الثاني، وهذا إنما يأتي على قول الأخفش، وقيل تبعيضية أي آتاكم بعض جميع ما سألتموه نظرًا لكم ولمصالحكم وعلى هذا فالمفعول محذوف أي وآتاكم شيئًا من كل ما سألتموه وهو رأي سيبويه). [إرشاد الساري: 7/187]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وآتاكم من كلّ ما سألتموه}.
يقول تعالى ذكره: وأعطاكم مع إنعامه عليكم بما أنعم به عليكم من تسخير هذه الأشياء الّتي سخّرها لكم والرّزق الّذي رزقكم من نبات الأرض وغروسها من كلّ شيءٍ سألتموه ورغبتم إليه شيئًا وحذف الشّيء الثّاني اكتفاءً بما الّتي أضيفت إليها " كلّ "، وإنّما جاز حذفه، لأنّ " من " تبعّض ما بعدها، فكفّت بدلالتها على التّبعيض من المفعول، فلذلك جاز حذفه، ومثله قوله تعالى: {وأوتيت من كلّ شيءٍ} يعني به: وأوتيت من كلّ شيءٍ في زمانها شيئًا.
وقد قيل: إنّ ذلك إنّما قيل على التّكثير، نحو قول القائل: فلانٌ يعلم كلّ شيءٍ، وأتاه كلّ النّاس، وهو يعني بعضهم، وكذلك قوله: {فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ}.
وقيل أيضًا: إنّه ليس شيءٌ إلاّ وقد سأله بعض النّاس، فقيل: {وآتاكم من كلّ ما سألتموه} أي قد أتى بعضكم منه شيئًا، وأتى آخر شيئًا ممّا قد سأله، وهذا قول بعض نحويّي أهل البصرة.
وكان بعض نحويّي أهل الكوفة يقول: معناه: وآتاكم من كلّ ما سألتموه لو سألتموه، كأنّه قيل: وآتاكم من كلّ سؤلكم، وقال: ألا ترى أنّك تقول للرّجل لم يسألك شيئًا: واللّه لأعطينّك سؤلك ما بلغت مسألتك وإن لم يسأل؟.
فأمّا أهل التّأويل، فإنّهم اختلفوا في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: وآتاكم من كلّ ما رغبتم إليه فيه
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من كلّ ما سألتموه} ورغبتم إليه فيه.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد، وحدّثني المثنّى قال: حدّثنا اسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد, وحدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: {وآتاكم من كلّ ما سألتموه} قال: " من كلّ الّذي سألتموه ".
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وآتاكم من كلّ الّذي سألتموه والّذي لم تسألوه
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا خلفٌ يعني ابن هشامٍ، قال: حدّثنا محبوبٌ، عن داود بن أبي هندٍ، عن ركانة بن هاشمٍ: {من كلّ ما سألتموه} وقال: ما سألتموه وما لم تسألوه ".
وقرأ ذلك آخرون: ( وآتاكم من كلٍّ ما سألتموه ) بتنوين " كلّ " وترك إضافتها إلى " ما " بمعنى: وآتاكم من كلّ شيءٍ لم تسألوه ولم تطلبوه منه، وذلك أنّ العباد لم يسألوه الشّمس والقمر، واللّيل والنّهار، وخلق ذلك لهم من غير أن يسألوه
ذكر من قال ذلك
- حدّثني أبو حصينٍ عبد اللّه بن أحمد بن يونس، قال: حدّثنا بزيعٌ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في هذه الآية: {وآتاكم من كلّ ما سألتموه}، قال: ما لم تسألوه "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيدٌ، عن الضّحّاك، أنّه كان يقرأ: {من كلّ ما سألتموه} ويفسّره: " أعطاكم أشياء ما سألتموها ولم تلتمسوها، ولكن أعطيتكم برحمتي وسعتي قال الضّحّاك: فكم من شيءٍ أعطانا اللّه ما سألنا ولا طلبناه "
- حدّثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {وآتاكم من كلّ ما سألتموه} " يقول: " أعطاكم أشياء ما طلبتموها ولا سألتموها، صدق اللّه، كم من شيءٍ أعطاناه اللّه ما سألناه إيّاه، ولا خطر لنا على بالٍ "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " وآتاكم من كلّ ما سألتموه " قال: " لم تسألوه من كلّ الّذي آتاكم ".
والصّواب من القول في ذلك عندنا، القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار، وذلك إضافة " كلّ " إلى " ما " بمعنى: وآتاكم من سؤلكم شيئًا، على ما قد بيّنّا قبل، لإجماع الحجّة من القرّاء عليها، ورفضهم القراءة الأخرى

القول في تأويل قوله تعالى: {وإن تعدّوا نعمة اللّه لا تحصوها، إنّ الإنسان لظلومٌ كفّارٌ}.
يقول تعالى ذكره: وإن تعدّوا أيّها النّاس نعمة اللّه الّتي أنعمها عليكم لا تطيقوا إحصاء عددها، والقيام بشكرها، إلاّ بعون اللّه لكم عليها {إنّ الإنسان لظلومٌ كفّارٌ} يقول: إنّ الإنسان الّذي بدّل نعمة اللّه كفرًا لظلومٌ: يقول: لشاكرٌ غير من أنعم عليه، فهو بذلك من فعله واضع الشّكر في غير موضعه، وذلك أنّ اللّه هو الّذي أنعم عليه بما أنعم، واستحقّ عليه إخلاص العبادة له، فعبد غيره، وجعل له أندادًا ليضلّ عن سبيله، وذلك هو ظلمه وقوله: {كفّارٌ} يقول: هو جحود نعمة اللّه الّتي أنعم بها عليه لصرفه العبادة إلى غير من أنعم عليه، وتركه طاعة من أنعم عليه
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: حدّثنا مسعرٌ، عن سعد بن إبراهيم، عن طلق بن حبيبٍ، قال: " إنّ حقّ اللّه أثقل من أن تقوم به العباد، وإنّ نعم اللّه أكثر من أن تحصيها العباد، ولكن أصبحوا توّابين وأمسوا توّابين "). [جامع البيان: 13/682-686]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وآتاكم من كل ما سألتموه يقول كل ما رغبتم إليه فيه). [تفسير مجاهد: 335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {وآتاكم من كل ما سألتموه} قال: من كل شيء رغبتم إليه فيه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 8/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن {وآتاكم من كل ما سألتموه} قال: من كل الذي سألتموني). [الدر المنثور: 8/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك، أنه كان يقرأ: (وأتاكم من كل ما سألتموه) تفسيره أعطاكم أشياء ما سألتموها ولم تلتمسوها). [الدر المنثور: 8/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير والبيهقي في الشعب عن طلق بن حبيب رضي الله عنه قال: إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد وإن نعم الله أكثر من أن تحصيها العباد ولكن أصبحوا توابين وأمسوا توابين). [الدر المنثور: 8/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بكر بن عبد الله رضي الله عنه قال: ما قال عبد قط الحمد لله إلا وجبت عليه نعمة بقول الحمد لله فقيل: فما جزاء تلك النعمة قال: جزاؤها أن يقول الحمد لله فجاءت نعمة أخرى فلا تنفد نعم الله). [الدر المنثور: 8/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن سليمان التميمي رضي الله عنه قال: إن الله أنعم على العباد على قدره وكلفهم الشكر على قدرهم). [الدر المنثور: 8/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بكر بن عبد الله المزني رضي الله عنه قال: يا ابن آدم إذا أردت أن تعرف قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك). [الدر المنثور: 8/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه). [الدر المنثور: 8/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال: ما أنعم الله على العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله وإن لا إله إلا الله لهم في الآخرة كالماء في الدنيا). [الدر المنثور: 8/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن لله على أهل النار منة فلو شاء أن يعذبهم بأشد من النار لعذبهم). [الدر المنثور: 8/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن صالح قال: كان بعض العلماء إذا تلا {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} قال: سبحان من لم يجعل من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من أدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها شكرا كما شكر علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله إيمانا علما منه أن العباد لا يجاوزون ذلك). [الدر المنثور: 8/554-555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي أيوب القرشي مولى بني هاشم قال: قال داود عليه السلام: رب أخبرني ما أدنى نعمتك علي، فأوحى الله: يا داود تنفس، فتنفس فقال: هذا أدنى نعمتي عليك). [الدر المنثور: 8/555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: عبد الله عابد خمسين عاما فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك، قال: يا رب وما تغفر لي، ولم أذنب، فأذن الله تعالى لعرق في عنقه فضرب عليه فلم ينم ولم يصل ثم سكن فنام تلك الليلة فشكا إليه فقال: ما لقيت من ضربان العرق، قال الملك: إن ربك يقول إن عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذلك العرق). [الدر المنثور: 8/555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: اللهم أغفر لي ظلمي وكفري، قال قائل: يا أمير المؤمنين هذا الظلم، فما بال الكفر، قال: {إن الإنسان لظلوم كفار}). [الدر المنثور: 8/555]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:03 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الفلك} واحد وجميع وهو السفينة والسفن). [مجاز القرآن: 1/341]

تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الشّمس والقمر دائبين} والشمس أنثى والقمر ذكر فإذا جمعا ذكر صفتهما لأن صفة المذكر تغلب صفة المؤنث).[مجاز القرآن: 1/342]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وسخّر لكم الشّمس والقمر دائبين وسخّر لكم اللّيل والنّهار }
معناه: دائبين في إصلاح ما يصلحانه من الناس والنبات لا يفتران). [معاني القرآن: 3/163]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله - تبارك وتعالى -: {وآتاكم مّن كلّ ما سألتموه...}
تضيف (كلّ) إلى (ما) وهي قراءة العامّة. وقد قرأ بعضهم {وآتاكم مّن كلٍّ ما سألتموه} وكأنهم ذهبوا إلى أنا لم نسأل الله عزّ وجل شمساً ولا قمراً ولا كثيراً من نعمه،
فقال: وآتاكم من كلٍّ ما لم تسألوا فيكون (ما) جحداً. والوجه الأوّل أعجب إليّ؛ لأن المعنى - والله أعلم - آتاكم من كلّ ما سألتموه لو سألتموه،
كأنك قلت: وآتاكم كل سؤلكم، ألا ترى أنك تقول للرجل لم يسأل شيئاً: والله لأعطينّك سؤلك: ما بلغته مسألتك وإن لم تسأل). [معاني القرآن: 2/78-77]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وآتاكم مّن كلّ ما سألتموه وإن تعدّوا نعمت اللّه لا تحصوها إنّ الإنسان لظلومٌ كفّارٌ}
وقال: {وآتاكم مّن كلّ ما سألتموه} أي: آتاكم من كلّ شيءٍ سألتموه شيئاً" وأضمر الشيء كما قال: {وأوتيت من كلّ شيءٍ} أي: "أوتيت من كلّ شيءٍ في زمانها شيئاً"
قال بعضهم: "إنما ذا على التكثير" نحو قولك: "هو يعلم كلّ شيء" و"أتاه كلّ الناس" وهو يعني بعضهم: وكذلك {فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ}.
وقال بعضهم: "ليس من شيءٍ إلاّ وقد سأله بعض الناس فقال: {وآتاكم مّن كلّ ما سألتموه} أي: "من كل ما سألتموه قد آتى بعضكم منه شيئا وآتى آخر شيئاً مما قد سأل".
ونون بعضهم {مّن كلٍّ} يقول {مّن كلٍّ} ثم قال "لم تسألوه إيّاه" كما تقول: "قد سألتك من كلٍّ" و"قد جاءني من كلٍّ" لأنّ "كلّ" قد تفرد وحدها). [معاني القرآن: 2/60]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع {من كل ما سألتموه} على الإضافة؛ و{من كل زوجين اثنين}.
وقراءة أخرى لم تسم لنا "من كل ما سألتموه" و{من كل زوجين اثنين} بغير إضافة كأنه قال "وآتاكم من كل سألتموه"؛ ويجوز على "من كل ما سألتموه"؛ أي من كل ما لم تسألوه، وآتاكم زوجين اثنين من كل). [معاني القرآن لقطرب: 775]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وآتاكم من كلّ ما سألتموه وإن تعدّوا نعمت اللّه لا تحصوها إنّ الإنسان لظلوم كفّار }
وتقرأ (من كلّ ما سألتموه) بتنوين (كلّ)، فموضع " ما " خفض بالإضافة والمعنى من كل الذي سألتموه.
ومن قرأ (من كلّ ما سألتموه) فموضع " ما " نصب.
والمعنى وآتاكم من كل الأشياء التي سألتموه.
فإن قال قائل: فقد أعطى العباد ما لم يسألوا؟
قيل له ذلك غير ناقض هذه الآية، إذا قال: {وآتاكم من كل الذي سألتموه} لم يوجب هذا أن يكون لم يعطهم غير ما سألوه، ويجوز أن يكون " ما " نفيا، ويكون المعنى وآتاكم من كل ما لم تسألوه،
أي آتاكم كل الشيء الذي لم تسألوه.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الإنسان لظلوم كفّار}.
هذا اسم للجنس يقصد به الكافر خاصّة، كما قال: {والعصر * إنّ الإنسان لفي خسر * إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}.
والإنسان غير المؤمن ظلوم كفار). [معاني القرآن: 3/164-163]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وآتاكم من كل ما سألتموه}
قال مجاهد أي من كل ما رغبتم إليه فيه
قال أبو جعفر وهذا قول حسن يذهب إلى أنهم قد أعطوا مما لم يسألوه وذلك معروف في اللغة أن يقال امض إلى فلان فإنه يعطيك كل ما سألت وإن كان يعطيه غير ما سأل
وفي الآية قول آخر وهو أنه لما قال جل وعز: {وآتاكم من كل ما سألتموه} لم ينف غير هذا
على أن الضحاك قد قرأ وآتاكم من كل ما سألتموه وقد رويت هذه القراءة عن الحسن أيضا
وفسره الضحاك وقتادة على النفي
وقال الحسن أي من كل الذي سألتموه
بمعنى وآتاكم من كل الأشياء التي سألتم
قال أبو جعفر وقول الحسن أولى والآخر يجوز على بعد وبعده أنه بالواو أحسن عطفا بمعنى وما سألتموه إلا أنه يجوز على بعد). [معاني القرآن: 3/534-533]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 10:45 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) }


تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 12:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 12:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 12:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار} الآية تذكير بآلاء الله، وتنبيه على قدرته التي فيها إحسان إلى البشر; لتقوم الحجة من وجهين، و"الله" مبتدأ، و"الذي" خبره. ومن أخبر بهذه الجملة وتقررت في نفسه آمن وصلى وأنفق. و"السماوات" هي الأرقعة السبعة، وقوله: {وأنزل من السماء} يريد: السحاب. وقوله: {من الثمرات} يجوز أن تكون "من" للتبعيض، فيكون المراد بعض جني الأشجار، ويسقط ما كان منها سما أو مجردا للمضرات، ويجوز أن تكون "من" لبيان الجنس كأنه قال: فأخرج به رزقا لكم من الثمرات، وقال بعض الناس: "من" زائدة، وهذا لا يجوز عند سيبويه لكونها في الجواب، ويجوز عند الأخفش. و"الفلك" جمع فلك، وقد تقدم القول فيه مرارا.
وقوله: "بأمره" مصدر من أمر يأمر، وهذا راجع إلى الكلام القائم بالذات، كقول الله تعالى للبحار والأرض وسائر الأشياء: "كن" عند الإيجاد، إنما معناه: كن بحال كذا، وعلى وتيرة كذا، وفي هذا تدريج دوران الفلك ينطوي تسخير البحر وتسخير الرياح، وأما تسخير الأنهار فتفجرها في كل بلد وانقيادها للسقي وسائر المنافع). [المحرر الوجيز: 5/251]

تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"دائبين" معناه: متماديين، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب الجمل الذي بكى
[المحرر الوجيز: 5/251]
وأجهش إليه: (إن هذا الجمل شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه) أي تديمه في الخدمة والعمل، وظاهر الآية أن معناه: دائبين في الطلوع والغروب وما بينهما من المنافع للناس التي لا تحصى كثرة، وحكى الطبري عن مقاتل بن حيان -يرفعه عن ابن عباس أنه قال: معناه: دائبين في طاعة الله، وهذا قول إن كان يراد به أن الطاعة انقياد منهما في التسخير فذلك موجود في قوله: "سخر"، وإن كان يراد أنها طاعة مقصودة كطاعة العباد من البشر فهذا بعيد، والله أعلم). [المحرر الوجيز: 5/252]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وآتاكم من كل ما سألتموه} للجنس من البشر، أي إن الإنسان بجملته قد أوتي من كل ما شأنه أن يسأل وينتفع به، ولا يطرد هذا في واحد من الناس، وإنما تفرقت هذه النعم في البشر، فيقال بحسب هذا للجميع: "أوتيتم كذا" على جهة التعديد للنعمة، وقيل المعنى: وآتاكم من كل ما سألتموه أن لو سألتموه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا قريب من الأول، و"ما" في قوله سبحانه: {ما سألتموه} يصح أن تكون مصدرية، ويكون الضمير في قوله: "سألتموه" عائدا على الله تبارك وتعالى، ويصح أن تكون "ما" بمعنى "الذي"، ويكون الضمير عائدا على "الذي"، وقرأ الضحاك بن مزاحم، وابن عباس: "من كل ما سألتموه" بتنوين "كل"، وهي قراءة الحسن، وقتادة، وسلام، ورويت عن نافع، والمعنى: وآتاكم من كل هذه المخلوقات المذكورات قبل ما شأنه أن يسأل لمعنى الانتفاع به، فـ "ما" في قوله: {ما سألتموه} مفعول ثان بـ "آتاكم". وقال بعض الناس: "ما" نافية على هذه القراءة، أي: أعطاكم من كل شيئا، ما سألتموه، والمفعول الثاني هو قولنا: "شيئا"، فعدد على هذه-
[المحرر الوجيز: 5/252]
النعمة في تفضيله بما لم يسأله البشر من النعم، وكان ما سألوه لم يعرض له.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تفسير الضحاك. وأما القراءة الأولى بإضافة "كل" إلى "ما" فلا بد من تقدير المفعول الثاني: جزءا أو شيئا أو نحو هذا.
وقوله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} أي: لكثرتها وعظمها في الحواس والقوى والإيجاد من العدم إلى الهداية إلى لإيمان وغير ذلك. وقال طلق بن حبيب: إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد، ونعمه أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أصبحوا توابين وأمسوا توابين. وقال أبو الدرداء: من لم ير نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه.
وقوله تعالى: {إن الإنسان} يريد به النوع والجنس، المعنى: توجد فيه هذه الخلال، وهي الظلم والكفر، فإن كانت هذه الخلال من جاحد فهي بصفة، وإن كانت من عاص فهي بصفة أخرى). [المحرر الوجيز: 5/253]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 08:57 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 09:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه الّذي خلق السّماوات والأرض وأنزل من السّماء ماءً فأخرج به من الثّمرات رزقًا لكم وسخّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخّر لكم الأنهار (32) وسخّر لكم الشّمس والقمر دائبين وسخّر لكم اللّيل والنّهار (33) وآتاكم من كلّ ما سألتموه وإن تعدّوا نعمة اللّه لا تحصوها إنّ الإنسان لظلومٌ كفّارٌ (34)}
يعدّد تعالى نعمه على خلقه، بأن خلق لهم السّماوات سقفًا محفوظًا والأرض فراشًا، وأنزل من السّماء ماءً فأخرج به أزواجًا من نباتٍ شتّى، ما بين ثمارٍ وزروعٍ، مختلفة الألوان والأشكال، والطّعوم والرّوائح والمنافع، وسخّر الفلك بأن جعلها طافيةً على تيّار ماء البحر، تجري عليه بأمر اللّه تعالى، وسخّر البحر يحملها ليقطع المسافرون بها من إقليمٍ إلى إقليمٍ آخر، لجلب ما هنا إلى هناك، وما هناك إلى هاهنا، وسخّر الأنهار تشقّ الأرض من قطرٍ إلى قطرٍ، رزقًا للعباد من شربٍ وسقيٍ وغير ذلك من أنواع المنافع). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 511]

تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وسخّر لكم الشّمس والقمر دائبين} أي: يسيران لا يقرّان ليلًا ولا نهارًا، {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون} [يس: 40]، {يغشي اللّيل النّهار يطلبه حثيثًا والشّمس والقمر والنّجوم مسخّراتٍ بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه ربّ العالمين} [الأعراف: 54]، فالشّمس والقمر يتعاقبان، واللّيل والنّهار عارضان فتارةً يأخذ هذا من هذا فيطول، ثمّ يأخذ الآخر من هذا فيقصر، {يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري إلى أجلٍ مسمًّى وأنّ اللّه بما تعملون خبيرٌ} [لقمان: 29]، وقال تعالى: {يكوّر اللّيل على النّهار ويكوّر النّهار على اللّيل وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مسمًّى} [الزّمر: 5]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 511]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وآتاكم من كلّ ما سألتموه} يقول: هيّأ لكم كلّ ما تحتاجون إليه في جميع أحوالكم ممّا تسألونه بحالكم وقالكم.
وقال بعض السّلف: من كلّ ما سألتموه وما لم تسألوه.
وقرأ بعضهم: "وأتاكم من كلٍّ ما سألتموه".
وقوله: {وإن تعدّوا نعمة اللّه لا تحصوها} يخبر عن عجز العباد عن تعداد النّعم فضلًا عن القيام بشكرها، كما قال طلق بن حبيبٍ، رحمه اللّه: إنّ حقّ اللّه أثقل من أن يقوم به العباد، وإنّ نعم اللّه أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أصبحوا توّابين وامسوا توابين.
وفي صحيح البخاريّ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: "اللّهمّ، لك الحمد غير مكفيّ ولا مودع، ولا مستغنًى عنه ربّنا".
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار في مسنده: حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا داود بن المحبّر، حدثنا صالحٍ المريّ عن جعفر بن زيدٍ العبدي، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين، ديوانٌ، فيه العمل الصّالح، وديوانٌ فيه ذنوبه، وديوانٌ فيه النّعم من اللّه تعالى عليه، فيقول اللّه لأصغر نعمه -أحسبه. قال: في ديوان النّعم: خذي ثمنك من عمله الصّالح، فتستوعب عمله الصّالح كلّه، ثمّ تنحّى وتقول: وعزّتك ما استوفيت. وتبقى الذّنوب والنّعم فإذا أراد اللّه أن يرحم قال: يا عبدي، قد ضاعفت لك حسناتك وتجاوزت عن سيّئاتك -أحسبه قال: ووهبت لك نعمي" غريبٌ، وسنده ضعيفٌ.
وقد روي في الأثر: أنّ داود، عليه السلام، قال: يارب، كيف أشكرك وشكري لك نعمةٌ منك عليّ؟ فقال اللّه تعالى: الآن شكرتني يا داود، أي: حين اعترفت بالتّقصير عن أداء شكر النّعم.
وقال الشّافعيّ، رحمه اللّه: الحمد للّه الّذي لا يؤدّى شكر نعمةٍ من نعمه، إلّا بنعمةٍ توجب على مؤدى ماضي نعمه بأدائها، نعمةً حادثة توجب عليه شكره بها.
وقال القائل في ذلك:
لو كلّ جارحة منّي لها لغةٌ = تثني عليك بما أوليت من حسن
لكان ما زاد شكري إذ شكرت به = إليك أبلغ في الإحسان والمنن). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 511-512]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة