العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النساء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ربيع الثاني 1434هـ/22-02-2013م, 01:10 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة النساء [ من الآية (167) إلى الآية (170) ]

تفسير سورة النساء
[ من الآية (167) إلى الآية (170) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (169) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 07:52 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه قد ضلّوا ضلالاً بعيدًا}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: إنّ الّذين جحدوا يا محمّد نبوّتك بعد علمهم بها من أهل الكتاب الّذين اقتصصت عليك قصّتهم، وأنكروا أن يكون اللّه جلّ ثناؤه أوحى إليك كتابه {وصدّوا عن سبيل اللّه} يعني عن الدّين الّذي بعثك اللّه به إلى خلقه وهو الإسلام. وكان صدّهم عنه: قيلهم للنّاس الّذين يسألونهم عن محمّدٍ من أهل الشّرك: ما نجد صفة محمّدٍ في كتابنا، وادّعاءهم أنّهم عهد إليهم أنّ النّبوّة لا تكون إلاّ في ولد هارون ومن ذرّيّة داود، وما أشبه ذلك من الأمور الّتي كانوا يثبّطون النّاس بها عن اتّباع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والتّصديق به وبما جاء به من عند اللّه.
وقوله: {قد ضلّوا ضلالاً بعيدًا} يعني: قد جاروا عن قصد السبيل جورًا شديدًا، وزالوا عن المحجّة، وإنّما يعني جلّ ثناؤه بجورهم عن المحجّة، وضلالهم عنها: إخطاءهم دين اللّه الّذي ارتضاه لعباده وابتعث به رسله، يقول: من جحد رسالة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وصدّ عمّا بعث به من الملّة من قبل منه، فقد ضلّ فذهب عن الدّين الّذي هو دين اللّه الّذي ابتعث به أنبياءه ضلالاً بعيدًا). [جامع البيان: 7/695]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه قد ضلّوا ضلالًا بعيدًا (167)
قوله تعالى: إنّ الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه قد ضلوا ضلالاً بعيداً
- حدّثنا الحجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: عن سبيل اللّه عن الحقّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/1121]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا وظلموا لم يكن اللّه ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقًا (168) إلاّ طريق جهنّم خالدين فيها أبدًا وكان ذلك على اللّه يسيرًا}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: إنّ الّذين جحدوا رسالة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم،فكذبوه وكفروا باللّه بجحود ذلك وظلموا بمقامهم على الكفر، على علمٍ منهم بظلمهم عباد اللّه، وحسدًا للعرب، وبغيًا على رسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، {لم يكن اللّه ليغفر لهم} يعني: لم يكن اللّه لهم ليعفو عن ذنوبهم بتركه عقوبتهم عليها، ولكنّه يفضحهم بها بعقوبته إيّاهم عليها. {ولا ليهديهم طريقًا} يقول: ولم يكن اللّه تعالى ذكره ليهدي هؤلاء الّذين كفروا وظلموا، الّذين وصفنا صفتهم، فيوفّقهم لطريقٍ من الطّرق الّتي ينالون بها ثواب اللّه، ويصلون بلزومهم إيّاها إلى الجنّة، ولكنّه يخذلهم عن ذلك، حتّى يسلكوا طريق جهنّم، وإنّما كنّى بذكر الطّريق عن الدّين؛ وإنّما معنى الكلام: لم يكن اللّه ليوفّقهم للإسلام، ولكنّه يخذلهم عنه إلى طريق جهنّم، وهو الكفر، يعني: حتّى يكفروا باللّه ورسله فيدخلوا جهنّم خالدين فيها أبدًا يقول: مقيمين فيها أبدًا {وكان ذلك على اللّه يسيرًا} يقول: وكان تخليد هؤلاء الّذين وصفت لكم صفتهم في جهنّم على اللّه يسيرًا، لأنّه لا يقدر من أراد ذلك به على الامتناع منه، ولا له أحدٌ يمنعه منه، ولا يستصعب عليه ما أراد فعله به من ذلك، وكان ذلك على اللّه يسيرًا، لأنّ الخلق خلقه، والأمر أمره). [جامع البيان: 7/696]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ الّذين كفروا وظلموا لم يكن اللّه ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقًا (168)
قوله تعالى: إنّ الّذين كفروا وظلموا.
- حدّثنا أبي، ثنا مقاتل بن محمّدٍ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ عن إبراهيم قوله: وظلموا قال: الظّلم: الفاحشة). [تفسير القرآن العظيم: 4/1121]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إلّا طريق جهنّم خالدين فيها أبدًا وكان ذلك على اللّه يسيرًا (169)
قوله تعالى: ولا ليهديهم (168) طريقًا إلا طريق جهنّم.
- حدّثنا أبي، ثنا الحكم بن موسى، ثنا مروان بن معاوية، أنبأ جويبرٌ عن الضّحّاك أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يقول: صعود جهنّم صخرةٌ ملساء.
قوله تعالى: خالدين فيها.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى، ثنا ابن لهيعة، حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه تعالى: خالدين فيها يعني: لا يموتون.
قوله تعالى: أبدًا وكان ذلك على اللّه يسيرًا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة قال: قال: محمّد بن إسحاق: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ عن عكرمة، أو سعيد جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: خالدين فيها أبدًا قال: لا انقطاع له). [تفسير القرآن العظيم: 4/1121]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّاس قد جاءكم الرّسول بالحقّ من ربّكم فآمنوا خيرًا لكم وإن تكفروا فإنّ للّه ما في السّموات والأرض وكان اللّه عليمًا حكيمًا}
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {يا أيّها النّاس} مشركي العرب، وسائر أصناف الكفر {قد جاءكم الرّسول} يعني: محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، قد جاءكم {بالحقّ من ربّكم} يقول: بالإسلام الّذي ارتضاه اللّه لعباده دينًا، يقول: من ربّكم: يعني من عند ربّكم. {فآمنوا خيرًا لكم} يقول: فصدّقوه وصدّقوا بما جاءكم به من عند ربّكم من الدّين، فإنّ الإيمان بذلك خيرٌ لكم من الكفر به. {وإن تكفروا} يقول: وإن تجحدوا رسالته، وتكذّبوا به وبما جاءكم به من عند ربّكم فإنّ جحودكم ذلك وتكذيبكم به لن يضرّ غيركم، وإنّما مكروه ذلك، عائد عليكم دون الّذي اللّه أمركم بالّذي بعث به إليكم رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، وذلك أنّ {للّه ما في السّموات والأرض} ملكًا وخلقًا لا ينقص كفركم بما كفرتم به من أمره، وعصيانكم إيّاه فيما عصيتموه فيه من ملكه وسلطانه شيئًا. {وكان اللّه عليمًا حكيما} يقول: وكان اللّه عليمًا بما أنتم صائرون إليه من طاعته فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه ومعصيته في ذلك، وعلى علمٍ منه بذلك منكم أمركم ونهاكم، {حكيمًا} يعني: حكيمًا في أمره إيّاكم بما أمركم به وفي نهيه إيّاكم عمّا نهاكم عنه، وفي غير ذلك من تدبيره فيكم وفي غيركم من خلقه.
واختلف أهل العربيّة في المعنى الّذي من أجله نصب قوله: {خيرًا لكم} فقال بعض نحويّي الكوفة: نصب خيرًا على الخروج ممّا قبله من الكلام، لأنّ ما قبله من الكلام قد تمّ، وذلك قوله: {فآمنوا} وقال: قد سمعت العرب تفعل ذلك في كلّ خبرٍ كان تامًّا ثمّ اتّصل به كلامٌ بعد تمامه على نحو اتّصال خيرٌ بما قبله، فتقول: لتقومنّ خيرًا لك، ولو فعلت ذلك خيرًا لك، واتّق اللّه خيرًا لك. قال: وأمّا إذا كان الكلام ناقصًا، فلا يكون إلاّ بالرّفع كقولك: إن تتّق اللّه خيرٌ لك، و{وأن تصبروا خيرٌ لكم}.
وقال آخر منهم: جاء النّصب في خيرٍ، لأنّ أصل الكلام: فآمنوا هو خيرٌ لكم، فلمّا سقط هو الّذي هو مصدرٌ اتّصل الكلام بما قبله، والّذي قبله معرفةٌ وخيرٌ نكرةٌ، فانتصب لاتّصاله بالمعرفة، لأنّ الإضمار من الفعل: قم فالقيام خيرٌ لك، ولا تقم فترك القيام خيرٌ لك؛ فلمّا سقط اتّصل بالأوّل. وقال: ألا ترى أنّك ترى الكناية عن الأمر تصلح قبل الخبر، فتقول للرّجل: اتّق اللّه هو خيرٌ لك، أي الاتّقاء خيرٌ لك. وقال: ليس نصبه على إضمار يكن، لأنّ ذلك يأتي بقياسٍ يبطل هذا، ألا ترى أنّك تقول: اتّق اللّه تكن محسنًا، ولا يجوز أن تقول: اتّق اللّه محسنًا، وأنت تضمر كان، ولا يصلح أن تقول: انصرنا أخانا، وأنت تريد: تكن أخانا. وزعم قائل هذا القول أنّه لا يجيز ذلك إلاّ في أفعل خاصّةً، فتقول: افعل هذا خيرًا لك، ولا تفعل هذا خيرًا لك وأفضل لك؛ ولا تقول: صلاحًا لك. وزعم أنّه إنّما قيل مع أفعل، لأنّ أفعل يدلّ على أنّ هذا أصلح من ذلك.
وقال بعض نحويّي البصرة: نصب خيرًا لأنّه حين قال لهم: آمنوا، أمرهم بما هو خيرٌ لهم، فكأنّه قال: اعملوا خيرًا لكم، وكذلك: انتهوا خيرًا لكم، قال: وهذا إنّما يكون في الأمر والنّهي خاصّةً، ولا يكون في الخبر، لا تقول: أن أنتهي خيرًا لي، ولكن يرفع على كلامين لأنّ الأمر والنّهي يضمر فيهما، فكأنّك أخرجته من شيءٍ إلى شيءٍ، لأنّك حين قلت له انته، كأنّك قلت له: اخرج من ذا، وادخل في آخر؛ واستشهد بقول الشّاعر عمر بن أبي ربيعة:
فواعديه سرحتي مالكٍ = أو الرّبا بينهما أسهلا
كما تقول: واعديه خيرًا لك. قال: وقد سمعت نصب هذا في الخبر، تقول العرب: آتي البيت خيرًا لي وأتركه خيرًا لي، وهو على ما فسّرت لك في الأمر والنّهي.
وقال آخر منهم: نصب خيرًا بفعلٍ مضمرٍ، واكتفى من ذلك المضمر بقوله: لا تفعل هذا وافعل الخير، وأجازه في غير أفعل، فقال: لا تفعل ذاك صلاحًا لك.
وقال آخر منهم: نصب خيرًا على ضمير جوابٍ: يكن خيرًا لكم، وقال: كذلك كلّ أمرٍ ونهي). [جامع البيان: 7/697-700]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها النّاس قد جاءكم الرّسول بالحقّ من ربّكم فآمنوا خيرًا لكم وإن تكفروا فإنّ للّه ما في السّماوات والأرض وكان اللّه عليمًا حكيمًا (170)
قوله تعالى: يا أيها النّاس قد جاءكم الرّسول بالحقّ من ربّكم
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد ابن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: يا أيّها النّاس أي الفرقين جميعًا من الكافرين والمنافقين). [تفسير القرآن العظيم: 4/1122]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 10:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) )

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) )

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) )

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فآمنوا خيراً لّكم...}
(خير) منصوب باتصاله بالأمر؛ لأنه من صفة الأمر؛ وقد يستدلّ على ذلك؛ ألم تر الكناية عن الأمر تصلح قبل الخير، فتقول للرجل: اتق الله هو خير لك؛ أي الاتقاء خير لك، فإذا سقطت (هو) اتصل بما قبله وهو معرفة فنصب، وليس نصبه على إضمار (يكن)؛ لأن ذلك يأتي بقياس يبطل هذا؛ ألا ترى أنك تقول: اتق الله تكن محسنا، ولا يجوز أن تقول: اتق الله محسنا وأنت تضمر (تكن) ولا يصلح أن تقول: انصرنا أخانا (وأنت تريد تكن أخانا) ). [معاني القرآن: 1/295-296]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فآمنوا خيراً لكم) (169): نصبٌ على ضمير جواب (يكن خيراً لكم)، وكذلك كل أمر ونهى، وإذا كانت آية قبلها وأن تفعلوا، ألف (أن) مفتوحة فما بعدها رفع لأنه خبر (أن)، (وأن تصدّقوا خيرٌ لكم) (2/280).
وما مرّ بك من أسماء الأنبياء لم تحسن فيه الألف واللام فإنه لا ينصرف، وما كان في آخره (ى) فإنه لا ينون نحو عيسى وموسى). [مجاز القرآن: 1/143]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يا أيّها النّاس قد جاءكم الرّسول بالحقّ من رّبّكم فآمنوا خيراً لّكم وإن تكفروا فإنّ للّه ما في السّماوات والأرض وكان اللّه عليماً حكيماً}
[و] قال: {فآمنوا خيراً لّكم} فنصب {خيراً لكم} لأنه حين قال لهم {آمنوا} أمرهم بما هو خير لهم فكأنه قال: "اعملوا خيراً لكم" وكذلك {انتهوا خيراً لّكم} فهذا إنما يكون في الأمر والنهي خاصة ولا يكون في الخبر، لأنّ الأمر والنهي لا يضمر فيهما وكأنك أخرجته من شيء إلى شيء. وقال الشاعر:
ففواعديه سرحتي مالكٍ = أو الرّبا بينهما أسهلا
كما تقول: "واعديه خيراً لك" وقد سمعت نصب هذا في الخبر تقول العرب: "آتى البيت خيراً لي" و"أتركه خيراً لي" وهو على ما فسرت في الأمر والنهي). [معاني القرآن: 1/214]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (يا أيّها النّاس قد جاءكم الرّسول بالحقّ من ربّكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإنّ للّه ما في السّماوات والأرض وكان اللّه عليما حكيما (170)
(فآمنوا خيرا لكم).
اختلف أهل العربية في تفسير نصب " خير "، فقال الكسائي: انتصب لخروجه من الكلام، قال: وهذا تقوله العرب في الكلام التام نحو قولك لتقومنّ خيرا لك، فإذا كان الكلام ناقصا رفعوا فقالوا: إن تنته خير لك. وقال الفراء: انتصب هذا وقوله (خيرا لكم) لأنه متصل بالأمر وهو من صفته، ألا ترى أنك تقول انته هو خير لك فلما سقطت هو اتصل بما قبله، وهو معرفة فانتصب، ولم يقل هو ولا الكسائي من أي المنصوبات هو، ولا شرحوه بأكثر من هذا.
وقال الخليل وجميع البصريين: إنّ هذا محمول على معنا؛ لأنك إذا قلت: انته خيرا فأنت تدفعه عن أمر وتدخله في غيره، كأنك قلت: انته وائت خير لك وادخل فيما هو خير لك.
وأنشد الخليل وسيبويه قول عمر بن أبي ربيعة:
فواعديه سرحتي مالك=أو الرّبى بينهما أسهلا
كأنه قال إيتي مكانا أسهلا). [معاني القرآن: 2/135]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 04:23 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قوله تعالى: {فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ} قال: الكسائي يقول فيها: فآمنوا يكن خيرًا لكم. والفراء قال: فآمنوا إيمانًا خيرًا لكم. والخليل يقول: أضمر افعلوا خيرًا لكم). [مجالس ثعلب: 307]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن الكافرين الذين يصدون الناس عن سبيل الله أنهم قد بعدوا عن الحق وضلّوا ضلالًا بعيداً لا يقرب رجوعهم عنه ولا تخلصهم معه، وقرأ عكرمة وابن هرمز «وصدوا» بضم الصاد). [المحرر الوجيز: 3/70-71]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن الكافرين الظالمين في أن وضعوا الشيء في غير موضعه، وهو الكفر بالله، والله تعالى يستوجب منهم غير ذلك لنعمه الظاهرة والباطنة أنهم بحيث لم يكن ليغفر لهم، وهذه العبارة أقوى من الإخبار المجرد أنه لا يغفر، ومثال ذلك أنك إذا قلت: أنا لا أبيع هذا الشيء فهم منك الاغتباط به، فإذا قلت: أنا ما كنت لأبيع هذا الشيء، فالاغتباط منك أكثر، هذا هو المفهوم من هذه العبارة). [المحرر الوجيز: 3/71]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: ولا ليهديهم طريقاً إلّا طريق جهنّم هذه هداية الطرق وليست بالإرشاد على الإطلاق. وباقي الآية بيّن يتضمن تحقير أمر الكفار، وأنهم لا يباليهم الله بالة كما ورد في الحديث، يذهب الصالحون الأول فالأول، حتى تبقى حثالة كحثالة التمر لا يباليهم الله بالة، المعنى: إذ هم كفار في آخر الزمان وعليهم تقوم الساعة). [المحرر الوجيز: 3/71]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: يا أيّها النّاس قد جاءكم الرّسول بالحقّ من ربّكم فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإنّ للّه ما في السّماوات والأرض وكان اللّه عليماً حكيماً (170) يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على اللّه إلاّ الحقّ إنّما المسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه فآمنوا باللّه ورسله ولا تقولوا ثلاثةٌ انتهوا خيراً لكم
المخاطبة بقوله يا أيّها النّاس مخاطبة لجميع الناس، والسورة مدنية، فهذا مما خوطب به جميع
الناس بعد الهجرة، لأن الآية دعاء إلى الشرع، ولو كانت في أمر من أوامر الأحكام ونحوها لكانت «يا أيها الذين آمنوا» والرّسول في هذه الآية محمد صلى الله عليه وسلم، وبالحقّ في شرعه، وقوله تعالى:
خيراً لكم منصوب بفعل مضمر تقديره، إيتوا خيرا لكم، أو حوزوا خيرا لكم، وقوله فآمنوا وقوله انتهوا بعد ذلك، أمر بترك الشيء والدخول في غيره، فلذلك حسنت صفة التفضيل التي هي خير، هذا مذهب سيبويه في نصب خير، ونظيره من الشعر قول عمر بن أبي ربيعة:
فواعديه سرحتي مالك = أو الربى بينهما أسهلا
أي يأت أسهل، وقال أبو عبيدة التقدير يكن الإيمان خيرا والانتهاء خيرا، فنصبه على خبر كان، وقال الفراء: التقدير فآمنوا إيمانا خيرا لكم، فنصبه على النعت لمصدر محذوف ثم قال تعالى وإن تكفروا فإنّ للّه ما في السّماوات والأرض وهذا خبر بالاستغناء، وأن ضرر الكفر إنما هو نازل بهم، ولله تعالى العلم والحكمة.
ثم خاطب تعالى أهل الكتاب من النصارى بأن يدعوا «الغلو»، وهو تجاوز الحد، ومنه غلاء السعر، ومنه غلوة السهم، وقوله تعالى: في دينكم إنما معناه، في الدين الذي أنتم مطلوبون به، فكأنه اسم جنس، وأضافه إليهم بيانا أنهم مأخوذون به، وليست الإشارة إلى دينهم المضلل، ولا أمروا بالثبوت عليه دون غلو، وإنما أمروا بترك الغلو في دين الله على الإطلاق، وأن يوحدوا ولا «يقولوا على الله إلا الحق»، وإذا سلكوا ما أمروا به، فذلك سائقهم إلى الإسلام، ثم بين تعالى أمر المسيح وأنه رسول اللّه وكلمته، أي مكون عن كلمته التي هي «كن» وقوله ألقاها عبارة عن إيجاد هذا الحادث في مريم، وقال الطبري وكلمته ألقاها يريد جملة مخلوقاته، ف «من» لابتداء الغاية إذا حقق النظر فيها، وقال البشارة التي بعث الملك بها إليها، وقوله تعالى: وروحٌ منه أي من الله وقال الطبري وروحٌ منه أي نفخة منه، إذ هي من جبريل بأمره، وأنشد قول ذي الرمة:
فقلت له اضممها إليك وأحيها = بروحك واقتته لها قيتة قدرا
يصف سقط النار، وقال أبيّ بن كعب: روح عيسى من أرواح الله التي خلقها واستنطقها بقوله ألست بربّكم قالوا بلى [الأعراف: 172] فبعثه الله إلى مريم فدخل فيها، ثم أمرهم بالإيمان بالله ورسله، أي الذين من جملتهم عيسى ومحمد عليهما السلام، وقوله تعالى: ولا تقولوا ثلاثةٌ المعنى:
الله ثالث ثلاثة، فحذف الابتداء والمضاف، كذا قدر أبو علي، ويحتمل أن يكون المقدر: المعبود ثلاثة، أو الإله ثلاثة، أو الآلهة ثلاثة، أو الأقانيم ثلاثة، وكيف ما تشعب اختلاف عبارات النصارى فإنه يختلف بحسب ذلك التقدير، وقد تقدم القول في معنى انتهوا خيراً لكم). [المحرر الوجيز: 3/72-73]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 03:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه قد ضلّوا ضلالا بعيدًا} أي: كفّروا في أنفسهم فلم يتّبعوا الحقّ، وسعوا في صدّ النّاس عن اتّباعه والاقتداء به، قد خرجوا عن الحقّ وضلّوا عنه، وبعدوا منه بعدًا عظيمًا شاسعًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/476]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عن حكمه في الكافرين بآياته وكتابه ورسوله، الظّالمين لأنفسهم بذلك، وبالصّدّ عن سبيله وارتكاب مآثمه وانتهاك محارمه، بأنّه لا يغفر لهم {ولا ليهديهم طريقًا} أي: سبيلًا إلى الخير). [تفسير القرآن العظيم: 2/476]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {إلا طريق جهنّم} وهذا استثناءٌ منقطعٌ {خالدين فيها أبدًا [وكان ذلك على اللّه يسيرًا]} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/476]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {يا أيّها النّاس قد جاءكم الرّسول بالحقّ من ربّكم فآمنوا خيرًا لكم} أي: قد جاءكم محمّدٌ -صلوات اللّه وسلامه عليه-بالهدى ودين الحقّ، والبيان الشّافي من اللّه، عزّ وجلّ، فآمنوا بما جاءكم به واتّبعوه يكن خيرًا لكم.
ثمّ قال: {وإن تكفروا فإنّ للّه ما في السّماوات والأرض} أي: فهو غنيٌّ عنكم وعن إيمانكم، ولا يتضرّر بكفرانكم، كما قال تعالى: {وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعًا فإنّ اللّه لغنيٌّ حميدٌ} [إبراهيم: 8] وقال هاهنا: {وكان اللّه عليمًا حكيمًا} أي: بمن يستحقّ منكم الهداية فيهديه، وبمن يستحقّ الغواية فيغويه {حكيمًا} أي: في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره). [تفسير القرآن العظيم: 2/476]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة