العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنعام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ربيع الثاني 1434هـ/26-02-2013م, 10:25 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الأنعام [ من الآية (148) إلى الآية (150) ]

{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:08 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا}.
يقول جلّ ثناؤه: {سيقول الّذين أشركوا} وهم العادلون باللّه الأوثان والأصنام من مشركي قريشٍ: {لو شاء اللّه ما أشركنا} يقول: قالوا احتجازًا من الإذعان للحقّ بالباطل من الحجّة لمّا تبيّن لهم الحقّ، وعلموا باطل ما كانوا عليه مقيمين من شركهم وتحريمهم ما كانوا يحرّمون من الحروث والأنعام، على ما قد بيّن تعالى ذكره في الآيات الماضية قبل ذلك: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا} وما بعد ذلك: لو أراد اللّه منّا الإيمان به وإفراده بالعبادة دون الأوثان والآلهة وتحليل ما حرّم من البحائر والسّوائب وغير ذلك من أموالنا، ما جعلنا للّه شريكًا، ولا جعل ذلك له آباؤنا من قبلنا، ولا حرّمنا ما نحرّمه من هذه الأشياء الّتي نحن على تحريمها مقيمون، لأنّه قادرٌ على أن يحول بيننا وبين ذلك، حتّى لا يكون لنا إلى فعل شيءٍ من ذلك سبيلٌ، إمّا بأن يضطرّنا إلى الإيمان وترك الشّرك به وإلى القول بتحليل ما حرّمنا، وإمّا بأن يلطف بنا بتوفيقه فنصير إلى الإقرار بوحدانيّته وترك عبادة ما دونه من الأنداد والأصنام، وإلى تحليل ما حرّمنا، ولكنّه رضي منّا ما نحن عليه من عبادة الأوثان والأصنام، واتّخاذ الشّريك له في العبادة والأنداد، وأراد ما نحرّم من الحروث والأنعام، فلم يحل بيننا وبين ما نحن عليه من ذلك.
قال اللّه مكذّبًا لهم في قيلهم: إنّ اللّه رضي منّا ما نحن عليه من الشّرك وتحريم ما نحرّم، ورّادًا عليهم باطل ما احتجّوا به من حجّتهم في ذلك: {كذلك كذّب الّذين من قبلهم} يقول: كما كذّب هؤلاء المشركون يا محمّد ما جئتهم به من الحقّ والبيان، كذّب من قبلهم من فسقة الأمم الّذين طغوا على ربّهم ما جاءتهم به أنبياؤهم من آيات اللّه وواضح حججه، وردّوا عليهم نصائحهم. {حتّى ذاقوا بأسنا} يقول: حتّى أسخطونا فغضبنا عليهم، فأحللنا بهم بأسنا فذاقوه، فعطبوا بذوقهم إيّاه، فخابوا وخسروا الدّنيا والآخرة، يقول: وهؤلاء الآخرون مسلوكٌ بهم سبيلهم إن هم لم ينيبوا فيؤمنوا ويصدّقوا بما جئتهم به من عند ربّهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا}، وقال: {كذلك كذّب الّذين من قبلهم}، ثمّ قال: {ولو شاء اللّه ما أشركوا}، فإنّهم قالوا: عبادتنا الآلهة تقرّبنا إلى اللّه زلفى، فأخبرهم اللّه أنّها لا تقرّبهم، وقوله: {ولو شاء اللّه ما أشركوا} يقول اللّه سبحانه: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولا حرّمنا من شيءٍ} قال: قول قريشٍ، يعني: أنّ اللّه حرّم هذه البحيرة والسّائبة.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولا حرّمنا من شيءٍ} قول قريشٍ بغير يقينٍ: إنّ اللّه حرّم هذه البحيرة والسّائبة.
فإن قال قائلٌ: وما برهانك على أنّ اللّه تعالى إنّما كذّب من قيل هؤلاء المشركين قولهم: رضي اللّه منّا عبادة الأوثان، وأراد منّا تحريم ما حرّمنا من الحروث والأنعام، دون أن يكون تكذيبه إيّاهم كان على قولهم: {لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ}، وعلى وصفهم إيّاه بأنّه قد شاء شركهم وشرك آبائهم، وتحريمهم ما كانوا يحرّمون؟
قيل له: الدّلالة على ذلك. قوله: {كذلك كذّب الّذين من قبلهم}، فأخبر جلّ ثناؤه عنهم أنّهم سلكوا في تكذيبهم نبيّهم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فيما آتاهم به من عند اللّه من النّهي عن عبادة شيءٍ غير اللّه تعالى، وتحريم غير ما حرّم اللّه في كتابه وعلى لسان رسوله، مسلك أسلافهم من الأمم الخالية المكذّبة اللّه ورسوله. والتّكذيب منهم إنّما كان لمكذّبٌ، ولو كان ذلك خبرًا من اللّه عن كذبهم في قيلهم: {لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا} لقال: (كذلك كذب الّذين من قبلهم) بتخفيف الذّال، وكان ينسبهم في قيلهم ذلك إلى الكذب على اللّه لا إلى التّكذيب، مع عللٍ كثيرةٍ يطول بذكرها الكتاب، وفيما ذكرنا كفايةٌ لمن وفّق لفهمه). [جامع البيان: 9/ 649-651]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا إن تتّبعون إلاّ الظّنّ وإن أنتم إلاّ تخرصون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء العادلين بربّهم الأوثان والأصنام المحرّمين ما هم له محرّمون من الحروث والأنعام، القائلين: {لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ}، ولكن رضي منّا ما نحن عليه من الشّرك وتحريم ما نحرّم: هل عندكم بدعواكم ما تدّعون على اللّه من رضاه بإشراككم في عبادته ما تشركون وتحريمكم من أموالكم ما تحرّمون، علمٌ يقينٌ من خبر من يقطع خبره العذر، أو حجّةٍ توجب لنا اليقين من العلم، فتخرجوه لنا؟ يقول: فتظهروا ذلك لنا وتبيّنوه، كما بيّنّا لكم مواضع خطأ قولكم وفعلكم، وتناقض ذلك واستحالته في المعقول والمسموع. {إن تتّبعون إلاّ الظّنّ} يقول له: قل لهم: إن تقولون ما تقولون أيّها المشركون، وتعبدون من الأوثان والأصنام ما تعبدون، وتحرّمون من الحروث والأنعام ما تحرّمون إلاّ ظنًّا وحسبانًا أنّه حقٌّ، وأنّكم على حقٍّ وهو باطلٌ، وأنتم على باطلٍ. {وإن أنتم إلاّ تخرصون} يقول: وإن أنتم: وما أنتم في ذلك كلّه إلاّ تخرصون، يقول: إلاّ تتقوّلون الباطل على اللّه ظنًّا بغير يقينٍ علمٍ ولا برهانٍ واضحٍ). [جامع البيان: 9/ 652]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا إن تتّبعون إلّا الظّنّ وإن أنتم إلّا تخرصون (148)}
قوله تعالى: {سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا}
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: لو شاء اللّه ما أشركنا يقول اللّه تبارك وتعالى: لو شئت لجمعتكم على الهدى أجمعين.
قوله: {ولا حرّمنا من شيءٍ}
- حدّثنا حجّاجٌ ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: قوله: ولا حرّمنا من شيءٍ- قول قريشٍ: إنّ اللّه حرّم هذا: البحيرة والسّائبة.
قوله: {كذلك كذّب الّذين من قبلهم} إلى آخر الآية.
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ أنا عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن ابن طاوسٍ عن أبيه أنّ رجلاً قال لابن عبّاسٍ: إنّ ناسًا يقولون: ليس الشّرّ بقدرٍ. فقال ابن عبّاسٍ: فبيننا وبين أهل القدر هذه الآية: سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ، كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا، قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا؟ إن تتّبعون إلا الظّنّ وإن أنتم إلا تخرصون.
إلى قوله: فلو شاء لهداكم أجمعين). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1412-1413]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أي نجيح عن مجاهد سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء قال هذا قول قريش لقولهم إن الله حرم هذا يعنون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام).[تفسير مجاهد: 227]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّه سمع رجلًا يقول: الشّرّ ليس بقدرٍ. فقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: " بيننا وبين أهل القدر {سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا، ولا آباؤنا}حتّى بلغ {فلو شاء لهداكم أجمعين} ، قال ابن عبّاسٍ: والعجز والكيس من القدر «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/ 347]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله} الآية، قال: هذا قول قريش: إن الله حرم هذا يعنون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام.
- وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس، أنه قيل له: إن ناسا يقولون: إن الشر ليس بقدر، فقال ابن عباس: بيننا وبين أهل القدر هذه الآية {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا} إلى قوله: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} قال ابن عباس: والعجز والكيس من القدر). [الدر المنثور: 6/ 249]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء العادلين بربّهم الأوثان والأصنام، القائلين على ربّهم الكذب في تحريمهم ما حرّموا من الحروث والأنعام، إن عجزوا عن إقامة الحجّة عند قيلك لهم: هل عندكم من علمٍ بما تدّعون على ربّكم فتخرجوه لنا، وعن إخراج علم ذلك لك وإظهاره، وهم لا شكّ عن ذلك عجزةٌ، وعن إظهاره مقصّرون، لأنّه باطلٌ لا حقيقة له. {فللّه} الّذي حرّم عليكم أن تشركوا به شيئًا، وأن تتّبعوا خطوات الشّيطان في أموالكم من الحروث والأنعام {الحجّة البالغة} دونكم أيّها المشركون. ويعني بالبالغة: أنّها تبلغ مراده في ثبوتها على من احتجّ بها عليه من خلقه، وقطع عذره إذا انتهت إليه فيما جعلت حجّةً فيه.
{فلو شاء لهداكم أجمعين} يقول: فلو شاء ربّكم لوفّقكم أجمعين للإجماع على إفراده بالعبادة والبراءة من الأنداد والآلهة والدّينونة، بتحريم ما حرّم اللّه وتحليل ما حلّله اللّه، وترك اتّباع خطوات الشّيطان، وغير ذلك من طاعاته. ولكنّه لم يشأ ذلك، فخالف بين خلقه فيما شاء منهم، فمنهم كافرٌ ومنهم مؤمنٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ من أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ، قال: لا حجّة لأحدٍ عصى اللّه، ولكن للّه الحجّة البالغة على عباده. وقال: {فلو شاء لهداكم أجمعين} قال: {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون}). [جامع البيان: 9/ 652-653]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (149)}
قوله: {قل فللّه الحجّة البالغة}
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرّحمن ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه عن الرّبيع قال: لا حجّة لأحدٍ عصى اللّه، ولكن للّه الحجّة البالغة على عباده.
قوله: {فلو شاء لهداكم أجمعين}.
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: قول اللّه تبارك وتعالى: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1413]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّه سمع رجلًا يقول: الشّرّ ليس بقدرٍ. فقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: " بيننا وبين أهل القدر {سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا} حتّى بلغ {فلو شاء لهداكم أجمعين} قال ابن عبّاسٍ: والعجز والكيس من القدر «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/ 347] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس، أنه قيل له: إن ناسا يقولون: إن الشر ليس بقدر، فقال ابن عباس: بيننا وبين أهل القدر هذه الآية: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا} إلى قوله: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}، قال ابن عباس: والعجز والكيس من القدر
- وأخرج أبو الشيخ عن علي بن زيد قال: انقطعت حجة القدرية عند هذه الآية: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}.
- وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة {قل فلله الحجة البالغة} قال: السلطان). [الدر المنثور: 6/ 249-250]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {هلمّ شهداءكم}" لغة أهل الحجاز: هلمّ للواحد والاثنين والجميع "). [صحيح البخاري: 6/ 58]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله قل هلمّ شهداءكم)
لغة أهل الحجاز هلمّ للواحد والاثنين والجمع هو كلام أبي عبيدة بزيادةٍ والذّكر والأنثى سواءٌ وأهل نجدٍ يقولون للواحد هلمّ وللمرأة هلمّي وللاثنين هلمّا وللقوم هلمّوا وللنّساء هلممن يجعلونها من هلممت وعلى الأوّل فهو اسم فعلٍ معناه طلب الإحضار وشهداءكم مفعولٌ به والميم في هلمّ مبنيّةٌ على الفتح في اللّغة الأولى واختلف هل هي بسيطةٌ أو مركّبةٌ ولبسط ذلك موضعٌ غير هذا). [فتح الباري: 8/ 297]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (10 - (بابٌ: {هلم شهداءكم} لغة أهل الحجاز هلمّ للواحد والاثنين والجميع)
أشار به إلى قوله تعالى: {قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أن الله حرم هذا} الآية. أي: قل يا محمّد: أحضروا شهداءكم الّذين يشهدون أن الله حرم هذا أي: هذا الّذي حرمتموه وكذبتم واقتربتم على الله فيه قوله هلمّ، في محل الرّفع على الابتداء بتقدير لفظ هلمّ وقوله لغة أهل الحجاز، خبره قوله: (هلمّ للواحد) ، يعني لفظ هلمّ يصلح للواحد وللاثنين وللجماعة، هذا عند أهل الحجاز، وأهل نجد يقولون للواحد: هلمّ، وللمرأة هلمّي، وللاثنين: هلما وللجماعة الذّكور: هلموا، وللنساء هلممن. وعلى اللّغة الأولى يكون أسما للفعل وبني لوقوعه موقع الأمر المبنيّ، وعلى اللّغة الثّانية يكون فعلا). [عمدة القاري: 18/ 229]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (9 - باب قوله: {هلمّ شهداءكم} لغة أهل الحجاز هلمّ للواحد والاثنين والجميع
(باب قوله) تعالى ({هلم شهداءكم}) (لغة أهل الحجاز هلم للواحد والاثنين والجمع) وأهل نجد يقولون للاثنين هلما، وللجمع هلموا، وللمرأة هلمي، وللنساء هلممن، والمعنى هاتوا شهداءكم وأحضروهم وسقط قوله: باب قوله لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/ 122-123]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المفترين على ربّهم من عبدة الأوثان، الزّاعمين أنّ اللّه حرّم عليهم ما هم محرّموه من حروثهم وأنعامهم: {هلمّ شهداءكم} يقول: هاتوا شهداءكم الّذين يشهدون على اللّه أنّه حرّم عليكم ما تزعمون أنّه حرّمه عليكم.
وأهل العالية من تهامة توحّد (هلمّ) في الواحد والاثنين والجمع، وتذكّر في المؤنّث والمذكّر، فتقول للواحد: هلمّ يا فلان، وللاثنين والجمع كذلك، وللأنثى مثله، ومنه قول الأعشى:
وكان دعا قومه دعوةً ....... هلمّ إلى أمركم قد صرم
ينشد (هلمّ) و(هلمّوا). وأمّا أهل السّافلة من نجدٍ فإنّهم يوحّدون للواحد ويثنّون للاثنين ويجمعون للجميع، فيقال للواحد من الرّجال: هلمّ، وللواحدة من النّساء: هلمّي، وللاثنين: هلمّا، وللجماعة من الرّجال: هلمّوا، وللنّساء: هلممن.
قال اللّه لنبيّه: {فإن شهدوا} يقول: يا محمّد، فإن جاءوك بشهداء يشهدون أنّ اللّه حرّم ما يزعمون أنّ اللّه حرّمه عليهم. {فلا تشهد معهم}، فإنّهم كذبةٌ وشهود زورٍ في شهادتهم بما شهدوا به من ذلك على اللّه. وخاطب بذلك جلّ ثناؤه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، والمراد به أصحابه والمؤمنون به. {ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا} يقول: ولا تتابعهم على ما هم عليه من التّكذيب بوحي اللّه وتنزيله في تحريم ما حرّم وتحليل ما أحلّ لهم، ولكن اتّبع ما أوحي إليك من كتاب ربّك الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. {والّذين لا يؤمنون بالآخرة} يقول: ولا تتّبع أهواء الّذين لا يؤمنون بالآخرة، فتكذّب بما هم به مكذّبون من إحياء اللّه خلقه بعد مماتهم، ونشره إيّاهم بعد فنائهم. {وهم بربّهم يعدلون} يقول: وهم مع تكذيبهم بالبعث بعد الممات، وجحودهم قيام السّاعة باللّه، يعدلون الأوثان والأصنام، فيجعلونها له عدلاً، ويتّخذونها له ندًّا يعبدونها من دونه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ من أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا} يقول: قل أروني الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا ممّا حرّمت العرب، وقالوا: أمرنا اللّه به. قال اللّه لرسوله: {فإن شهدوا فلا تشهد معهم}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا} قال: البحائر والسّيّب). [جامع البيان: 9/ 654-655]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون (150) }
قوله: {قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن المفضّل ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ: {قل هلمّ شهداءكم}، قال: أروني شهداءكم.
قوله: {الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا}.
- حدّثنا الحسين بن الحسن ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ أنا حجّاج بن محمّدٍ عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ
: الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا: البحائر والسّيب.
- أخبرنا أحمد بن عثمان الأوديّ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ: قوله: الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فيما حرّمت العرب، وقالوا: أمرنا اللّه به.
قوله: {فإن شهدوا فلا تشهد معهم}.
- وبه عن السّدّيّ قال: حرّمت العرب، وقالوا: أمرنا اللّه به. قال اللّه لرسوله: فإن شهدوا فلا تشهّد معهم.
قوله: {ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا ... الآية}.
قد تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1413-1414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {قل هلم شهداءكم} قال: أروني شهداءكم.
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {الذين يشهدون أن الله حرم هذا} قال: البحائر والسوائب). [الدر المنثور: 6/ 250]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 05:11 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}


تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيء كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتّبعون إلّا الظّنّ وإن أنتم إلّا تخرصون}
زعم سيبويه أن العطف بالظاهر على المضمر المرفوع قبيح، يستقبح قمت وزيد، وقام وزيد، فإن جاءت "لا" حسن الكلام فقلت: لا قمت ولا زيد، كما أنه إذا أكد فقال قمت أنت وزيد حسن، وهو جائز في الشعر.
فأما معنى الآية فإن اللّه جل ثناؤه أخبر عنهم بما سيقولونه، وقولهم: {لو شاء اللّه ما أشركنا} جعلوا هذا القول حجة في إقامتهم على شركهم فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنّ {كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا}.
والحجّة عليهم في هذا أنهم إذا اعتقدوا أن كل من كان على شيء.
والأشياء تجري بمشيئة الله تعالى - فهو على صواب فلا معنى إذن – على قولهم - للرسالة والأنبياء، فيقال لهم: فالذين على دين يخالفكم، أليس هو على ما شاء اللّه، فينبغي ألا تقولوا إنهم ضالّون، وهو عزّ وجلّ يفعل ما يشاء، وهو قادر على أن يهدي الخلق أجمعين، وليس للعباد على الله أن يفعل بهم كل ما يقدر عليه، فقال عزّ وجلّ: {قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}). [معاني القرآن: 2/ 302-303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء}
قال مجاهد: يعني كفار قريش أي لو شاء الله ما حرمنا البحيرة ولا السائبة.
وقال غيره: فأنكر الله جل وعز عليهم هذا القول وقال {كذلك كذب الذين من قبلهم} لأنه ليس لهم أن يحتجوا بأنه من كان على معصية قد شاء الله أن تكون فهو له عذر لأنه لو كان هكذا لكان لمن خالفهم في دينهم عذر لأن الله لو شاء أن يهديه هداه). [معاني القرآن: 2/ 513-514]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}
فحجته البالغة تبيينه أنّه الواحد وإرساله الأنبياء بالحجج التي يعجز عنها المخلوقون). [معاني القرآن: 2/ 303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {قل فلله الحجة البالغة} أي بإرساله الرسل وإظهاره البينات). [معاني القرآن: 2/ 514]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قل هلمّ شهداءكم}
"هلّم" في لغة أهل العالية للواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء.
قال الأعشى:
وكان دعا قومه بعدها ....... هلمّ إلى أمركم قد صرم
وأهل نجد يقولون للواحد هلمّ، وللمرأة هلمّى، وللاثنين هلمّا، وللقوم: هلمّوا، وللنساء هلمن، يجعلونها من هلممت.
وأهل الحجاز لا يجعلون لها فعلاً). [مجاز القرآن: 1/ 208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون}
وقال: {هلمّ شهداءكم} لأن "هلمّ" قد تكون للواحد والاثنين والجماعة). [معاني القرآن: 1/ 253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((هلمَّ): بمعنى تعالى، وأهل الحجاز لا يثنّونها ولا يجمعونها. وأهل نجد يجعلونها من هلممت، فيثنّون ويجمعون ويؤنّثون. وتوصل باللام فيقال: هلمّ لك، وهلمّ لكما.
قال الخليل: أصلها (لمّ) زيدت الهاء في أوّلها.
وخالفه الفراء فقال: أصلها (هل) ضمّ إليها (أمّ) والرّفعة التي في اللام من همزة (أمّ) لمّا تركت انتقلت إلى ما قبلها.
وكذلك (اللهم) نرى أصلها: (يا الله أمّنا بخير) فكثرت في الكلام فاختلطت، وتركت الهمزة). [تأويل مشكل القرآن: 557]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون}
زعم سيبويه أنها " ها، ضمت إليها "لمّ" وجعلتا كالكلمة الواحدة.
فأكثر اللغات أن يقال هلمّ للواحد والاثنين والجماعة.
بذلك جاء القرآن نحو قولهم: (هلمّ إلينا).
ومعنى {هلمّ شهداءكم} أي فهاتوا شهداءكم، وقربوا شهداءكم، ومن العرب من يثني ويجمع ويؤنث، فيقول للذكر هلمّ، وللاثنين هلمّا وللجماعة هلمّوا، وللمرأة هلمّي وللاثنتين هلمّا، وللنسوة هلممن.
وفتحت الميم، لأنها مدغمة كما فتحت ردّ في الأمر لالتقاء السّاكنين.
ولا يجوز هلم إلينا للواحد بالضم. كما يجوز في رد الفتح؛ والضم والكسر، لأنها لا تتصرف). [معاني القرآن: 2/ 303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا}
والأصل عند الخليل "ها" ضمت إليها "لم" ثم حذفت الألف لكثرة الاستعمال.
وقال غيره الأصل "هل" زيدت عليها "لم".
وقيل هي على لفظها تدل على معنى هات وأهل الحجاز يقولون للواحد والاثنين والجماعة هلم وأهل نجد يأتون بالعلامة كما تكون في سائر الأفعال). [معاني القرآن: 2/ 514-515]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهم بربهم يعدلون}
أي يجعلون له عدلا فيعبدون غيره جل وعز). [معاني القرآن: 2/ 515]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 11:21 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قولك: رويدك زيدا فإن الكاف زائدة، وإنما زيدت للمخاطبة، وليست باسم، وإنما هي بمنزلة قولك: النجاءك يا فتى، وأريتك زيدا ما فعل?، وكقولك: أبصرك زيدا. إنما الكاف زائدة للمخاطبة، ولولا ذلك كان النجاءك محالاً؛ لأنك لا تضيف الاسم وفيه الألف واللام، وقوله عز وجل: {أرأيتك هذا الذي كرمت علي} قد أوضح لك أن الكاف زائدة. ولو كانت في رويدك علامةً للفاعلين لكان خطأ إذا قلت: رويدكم؛ لأن علامة الفاعلين الواو؛ كقولك: أرودوا.
واعلم أن هذه الأسماء ما كان منها مصدراً، أو موضوعاً موضع المصدر فإن فيه الفاعل مضمراً؛ لأنه كالفعل المأمور به. تقول: رويدك أنت وعبد الله زيدا، وعليك أنت وعبد الله أخاك. فإن حذفت التوكيد قبح، وإعرابه الرفع على كل حال؛ ألا ترى أنك لو قلت: قم وعبد الله كان جائزاً على قبح حتى تقول: قم أنت وعبد الله، و{فاذهب أنت وربك فقاتلا} و{اسكن أنت وزوجك الجنة}. فإن طال الكلام حسن حذف التوكيد؛ كما قال الله عز وجل: {لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا} وقد مضى هذا مفسراً في موضعه. وكذلك ما نعته بالنفس في المرفوع. إنما يجري على توكيد فإن لم تؤكد جاز على قبح. وهو قولك: قم أنت نفسك. فإن قلت: قم نفسك جاز. وذلك قولك: رويدك أنت نفسك زيدا، وعليك أنت نفسك زيدا، والحذف جائز قبيح إذا قلت: رويدك نفسك زيدا.
واعلم أنك إذا قلت: عليك زيدا ففي عليك اسمان: أحدهما: المرفوع الفاعل. والآخر: هذه الكاف المخفوضة. تقول: عليكم أنفسكم أجمعون زيدا، فتجعل قولك أجمعون للفاعل: وتجعل قولك: أنفسكم للكاف. وإن شئت أجريتهما جميعاً على الكاف فخفضته، وإن شئت أكدت، ورفعتهما لما ذكرت لك من قبح مجرى النفس في المرفوع إلا بتوكيد، وإن شئت رفعت بغير توكيد على قبح. وإن قلت: رويد نفسك، أو رويدك. جعلت النفس مفعولة بمنزلة زيد؛ كما قال الله عز وجل: {عليكم أنفسكم} ). [المقتضب: 3/ 209-211] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
فإني وقيارًا بها لغريب
أراد: فإني لغريب بها وقيارًا، ولو رفع لكان جيداٌ، تقول: إن زيداٌ منطلقٌ وعمراٌ وعمرو، فمن قال: "عمراٌ" فإنما رده على زيد، ومن قال: "عمرو" فله وجهان من الإعراب: أحدهما جيد، والآخر جائز، فأما الجيد فأن تحمل عمراٌ على الموضع، لأنك إذا قلت: إن زيداٌ منطلق فمعناه زيد منطلق فرددته على الموضع، ومثل هذا لست بقائم ولا قاعدًا، والباء زائدةٌ، لأن المعنى لست قائماٌ ولا قاعداٌ، ويقرأ على وجهين: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (وَرَسُولَهُ) والوجه الآخر لأن يكون معطوفًا على المضمر في الخبر، فإن قلت إن زيداٌ منطلق هو وعمرو حسن العطف لأن المضمر المرفوع إنما يحسن العطف عليه إذا أكدته، كما قال الله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا} و{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} إنما قبح العطف عليه بغير تأكيد لأنه لا يخلو من أن يكون مستكنا في الفعل بغير علامة، أو في الاسم الذي يجري مجرى الفعل، نحو إن زيدًا ذهب وإن زيداٌ ذاهب فلا علامة له، أو تكون له علامة يتغير لها الفعل عما كان نحو ضربت، سكنت الباء التي هي لام الفعل من أجل الضمير لأن الفعل والفاعل لا ينفك أحدهما عن صاحبه فهما كالشيء الواحد، ولكن المنصوب يجوز العطف عليه، ويحسن بلا تأكيد، لأنه لا يغير الفعل إذ كان الفعل قد يقع ولا مفعول فيه، نحو ضربتك وزيدًا، فأما قول الله عز وجل: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا} فإنما يحسن بغير توكيد لأن" لا" صارت عوضًا، والشاعر إذا احتاج أجراه بلا توكيد لاحتمال الشعر ما لا يحسن في الكلام. وقال عمر بن أبي ربيعة:
قلت إذا أقبلت وزهرٌ تهادى ....... كنعاج الملا تعفسن رملا
وقال جرير:
ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه ....... ما لم يكن وأبٌ له لينالا
فهذا كثير. فأما النعت إذا قلت إن زيدًا يقوم العاقل فأنت مخير إن شئت قلت العاقل فجعلته نعتًا لزيد، أو نصبته على المدح وهو بإضمار أعني، وإن شئت رفعت على أن تبدله من المضمر في الفعل، وإن شئت كان على قطع وابتداءٍ، كأنك قلت إن زيدًا قام، فقيل من هو فقلت: العاقل، كما قال الله عز وجل: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ}، أي هو النار والآية تقرأ على وجهين على ما فسرنا: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} و{عَلَّامَ الْغُيُوبِ} ).[الكامل: 1/ 416-418] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومن التشبيه المحمود قول الشاعر:
طليق الله لم يمنن عليه ....... أبو داود وابن أبي كثير
ولا الحجاج عيني بنت ماء
....... تقلب طرفها حذر الصقور
وهذا غاية في صفة الجبان.
ونصب عيني بنت ماء على الذم، وتأويله: إنه إذا قال: جاءني عبد الله الفاسق الخبيث فليس يقوله إلا وقد عرفه بالفسق والخبث فنصبه أعني وما أشبهه من الأفعال، نحو أذكر، وهذا أبلغ في الذم، أن يقيم الصفة مقام الاسم، وكذلك المدح. وقول الله تبارك وتعالى: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ} بعد قوله: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}. إنما هو على هذا. ومن زعم أنه أراد: "ومن المقيمين الصلاة" فمخطئ في قول البصريين، لأنهم لا يعطفون الظاهر على المضمر المخفوض، ومن أجازه من غيرهم فعلى قبح، كالضرورة. والقرآن إنما يحمل على أشرف المذاهب. وقرأ حمزة: (الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ)، وهذا مما لا يجوز عندنا إلا أن يضطر إليه شاعر، كما قال:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ....... فاذهب فما بك والأيام من عجب
وقرأ عيسى بن عمر: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}. أراد: وامرأته في جيدها حبل من مسد، فنصب حمالة على الذم. ومن قال إن امرأته مرتفعة بقوله: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}: فهو يجوز. وليس بالوجه أن يعطف المظهر المرفوع على المضمر حتى يؤكد، نحو: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا} [المائدة: 24] و {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}، فأما قوله: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا}. فإنه لما طال الكلام وزيدت فيه لا احتمل الحذف وهذا على قبحه جائز في الكلام، أعني: ذهبت وزيد، وأذهب وعمرو، قال جرير:
ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه ....... ما لم يكن وأب له لينالا
وقال ابن أبي ربيعة:
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى ....... كنعاج الملا تعسفن رملا
ومما ينصب على الذم قول النابغة الذبياني:
لعمري وما عمري علي بهين ....... لقد نطقت بطلا علي الأقارع
أقارع عوف لا أحاول غيرها
....... وجوه قرود تبتغي من تجادع
وقال عروة بن الورد العبسي:
سقوني الخمر ثم تكنفوني ....... عداة الله من كذب وزور
والعرب تنشد قول حاتم الطائي رفعًا ونصبًا:
إن كنت كارهة معيشتنا ....... هاتا فحلي في بني بدر
الضربين، لدى أعنتهم
....... والطاعنين وخيلهم تجري
وإنما خفضوهما على النعت، وربما رفعوهما على القطع والابتداء.
وكذلك قول الخرنق بنت هفان القيسي، من بني قيس بن ثعلب:
لا يبعدن قومي الذين هم ....... سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك
....... والطيبين معاقد الأزر
وكل ما كان من هذا فعلى هذا الوجه.
وإن لم يرد مدحًا ولا ذمًا قد استقر له فوجهه النعت. وقرأ بعض القراء: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}.
وأكثر ما تنشد العرب بيت ذي الرمة نصبًا، لأنه لما ذكر ما يحن إليه ويصبو إلى قربه أشاد بذكر ما قد كان يبغي، فقال:
ديار مية إذ مي تساعفنا ....... ولا يرى مثلها عجم ولا عرب
وفي هذه القصيدة من التشبيه المصيب قوله:
بيضاء في دعج، صفراء في نعج ....... كأنها فضة قد مسها ذهب
وفيها من التشبيه المصيب قوله:
تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ....... أن المريض إلى عاده الوصب). [الكامل: 2/ 930-934] (م)

تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) }


تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150) }

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول هلم يا رجل وكذلك للاثنين والجميع والمؤنث موحد قال الله جل وعز: {قل هلم شهداءكم} وقال: {والقائلين لإخوانهم هلم إلينا} ولغة أخرى يقال للاثنين هلما وللجميع هلموا وللمرأة هلمي وللاثنتين هلما وللجميع هلممن والأولى أفصح وإذا قال لك هلم إلى كذا وكذا قلت إلام أهلم وإذا قال هلم كذا وكذا قلت لا أهلمه لك مفتوحة الألف والهاء أي لا أعطيكه). [إصلاح المنطق: 290]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 06:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 06:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 06:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 06:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأخبر الله عز وجل نبيه عليه السلام: أن المشركين سيحتجون لصواب ما هم عليه من شركهم وتدينهم بتحريم تلك الأشياء بإمهال الله تعالى وتقريره حالهم وأنه لو شاء غير ذلك لما تركهم على تلك الحال.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وبين أن المشركين لا حجة لهم فيما ذكروه لأنّا نحن نقول: إن الله عز وجل لو شاء ما أشركوا ولكنه عز وجل شاء إشراكهم وأقدرهم على اكتساب الإشراك والمعاصي ومحبته والاشتغال به ثم علق العقاب والثواب على تلك الأشياء والاكتسابات، وهو الذي يقتضيه ظواهر القرآن في قوله: {جزاءً بما كانوا يكسبون} [التوبة: 82- 95] ونحو ذلك، ويلزمهم على احتجاجهم أن تكون كل طريقة وكل نحلة صوابا، إذ كلها لو شاء الله لم تكن.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وقال بعض المفسرين: إنما هذه المقالة من المشركين على جهة الاستهزاء، وهذا ضعيف، وتعلقت المعتزلة بهذه الآية فقالت: إن الله قد ذم لهم هذه المقالة وإنما ذمها لأن كفرهم ليس بمشيئة الله تعالى بل هو خلق لهم.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وليس الأمر على ما قالوا، وإنما ذم الله تعالى ظن المشركين أن ما شاء الله لا يقع عليه عقاب وأما أنه ذم قولهم: لولا المشيئة لم نكفر فلا، ثم قال كذلك كذّب الّذين من قبلهم وفي الكلام حذف يدل عليه تناسق الكلام، كأنه قال: سيقول المشركون كذا وكذا وليس في ذلك حجة لهم، ولا شيء يقتضي تكذيبك ولكن كذلك كذّب الّذين من قبلهم بنحو هذه الشبهة من ظنهم أن ترك الله لهم دليل على رضاه بحالهم، وفي قوله حتّى ذاقوا بأسنا وعيد بيّن، وليس في الآية رد منصوص على قولهم: لو شاء الله ما أشركنا، وإنما ترك الرد عليهم مقدرا في الكلام لوضوحه وبيانه، وقوله ولا آباؤنا معطوف على الضمير المرفوع في أشركنا والعطف على الضمير المرفوع لا يرده قياس، بخلاف المظنون، لكن سيبويه قد قبح العطف على الضمير المرفوع، ووجه قبحه أنه لما بني الفعل صار كحرف من الفعل فقبح العطف عليه لشبهه بالحرف، وكذلك كقولك: قمت وزيد، لأن تأكيده فيه يبين معنى الاسمية، ويذهب عنه شبه الحرف، وحسن عند سيبويه العطف في قوله ما أشركنا ولا آباؤنا لما طال الكلام، ب لا، فكان معنى الاسمية اتضح واقتضت- لا ما يعطف بعدها وقوله تعالى: {قل هل عندكم من علمٍ} الآية: المعنى قل يا محمد للكفرة: هل عندكم من علم من قبل الله تعالى فتبينوه حتى تقوم به الحجة، ومن في قوله من علمٍ زائدة مؤكدة وجاءت زيادتها لأن الاستفهام داخل في غير الواجب، إن تتّبعون إلّا الظّنّ أي لا شيء عندكم إلا الظن وهو أكذب الحديث.
وقرأ جمهور الناس: «تتبعون» على المخاطبة، وقرأ النخعي وإبراهيم وابن وثاب: «إن يتبعوا» بالياء حكاية عنهم.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذه قراءة شاذة يضعفها قوله وإن أنتم وتخرصون معناه: تقدرون وتظنون وترجمون). [المحرر الوجيز: 3/ 486-488]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (149) قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون (150)}
ثم أعقب تعالى أمره نبيه صلى الله عليه وسلم بتوقيف المشركين على موضع عجزهم بأمره إياه بأن يقول مبينا مفصحا فللّه الحجّة البالغة يريد البالغة غاية المقصد في الأمر الذي يحتج فيه، ثم أعلم بأنه لو شاء لهدى العالم بأسره.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذه الآية ترد على المعتزلة في قولهم إن الهداية والإيمان إنما هي من العبد لا من الله، فإن قالوا معنى لهداكم لاضطركم إلى الهدى فسد ذلك بمعتقدهم أن الإيمان الذي يريد الله من عباده ويثيب عليه ليس الذي يضطر إليه العبد، وإنما هو عندهم الذي يقع من العبد وحده). [المحرر الوجيز: 3/ 488]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وهلمّ معناها هات، وهي حينئذ متعدية، وقد تكون بمعنى أقبل، فهي حينئذ لا تتعدى، وبعض العرب يجعلها اسما للفعل كرويدك، فيخاطب بها الواحد والجميع والمذكر والمؤنث على حد واحد، وبعض العرب يجعلها فعلا فيركب عليها الضمائر فيقول هلم يا زيد وهلموا أيها الناس وهلمي يا هند ونحو هذا، وذكر اللغتين أبو علي في الإغفال، وقال أبو عبيدة اللغة الأولى لأهل العالية واللغة الثانية لأهل نجد، وقال سيبويه والخليل: أصلها هالم، وقال بعضهم: أصلها هالمم، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين فجاء هلمم فحذف من قال أصلها هالم وأدغم من قال أصلها هالمم على غير قياس، ومعنى هذه الآية قل هاتوا شهداءكم على تحريم الله ما زعمتم أنه حرمه، ثم قال الله تعالى لنبيه عليه السلام فإن شهدوا أي فإن افترى لهم أحدا وزور شهادة أو خبرا عن نبوة ونحو ذلك فتجنب أنت ذلك ولا تشهد معهم.
وفي قوله: {فلا تشهد معهم}، قوة وصف شهادتهم بنهاية الزور، ولا تتّبع أهواء يريد لا تنحط في شهوات الكفرة وتوافقهم على محابهم والّذين لا يؤمنون عطف نعت على نعت، كما تقول جاءني زيد الكريم والعاقل، هذا مذهب عظم الناس، وقال النقاش: نزلت في الدهرية من الزنادقة. وهم بربّهم يعدلون أندادا يسوونهم به، وإن كانت في الزنادقة فعدلهم غير هذا). [المحرر الوجيز: 3/ 488-489]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 06:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 06:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا إن تتّبعون إلا الظّنّ وإن أنتم إلا تخرصون (148) قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (149) قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون (150)}
هذه مناظرةٌ ذكرها اللّه تعالى وشبهةٌ تشبّثت بها المشركون في شركهم وتحريم ما حرموا؛ فإن الله مطّلعٌ على ما هم فيه من الشّرك والتّحريم لما حرّموه، وهو قادرٌ على تغييره بأن يلهمنا الإيمان، أو يحول بيننا وبين الكفر، فلم يغيّره، فدلّ على أنّه بمشيئته وإرادته ورضاه منّا ذلك؛ ولهذا قال: {لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ} كما في قوله [تعالى]: {وقالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علمٍ}[الزّخرف: 20]، وكذلك الّتي في "النّحل" مثل هذه سواءٌ قال اللّه تعالى: {كذلك كذّب الّذين من قبلهم} أي: بهذه الشّبهة ضلّ من ضلّ قبل هؤلاء. وهي حجّةٌ داحضةٌ باطلةٌ؛ لأنّها لو كانت صحيحةً لما أذاقهم اللّه بأسه، ودمّر عليهم، وأدال عليهم رسله الكرام، وأذاق المشركين من أليم الانتقام.
{قل هل عندكم من علمٍ} أي: بأنّ اللّه [تعالى] راضٍ عنكم فيما أنتم فيه {فتخرجوه لنا} أي: فتظهروه لنا وتبيّنوه وتبرزوه، {إن تتّبعون إلا الظّنّ} أي: الوهم والخيال. والمراد بالظّنّ هاهنا: الاعتقاد الفاسد. {وإن أنتم إلا تخرصون} أي: تكذبون على اللّه فيما ادّعيتموه.
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ [رضي اللّه عنهما]: {لو شاء اللّه ما أشركنا} وقال: {كذلك كذّب الّذين من قبلهم}، ثمّ قال: {ولو شاء اللّه ما أشركوا} [الأنعام: 107]، فإنّهم قالوا: عبادتنا الآلهة تقرّبنا إلى اللّه زلفى فأخبرهم اللّه أنّها لا تقرّبهم، وقوله: {ولو شاء اللّه ما أشركوا}، يقول تعالى: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 357-358]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} يقول [تعالى] لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} لهم -يا محمّد: {فللّه الحجّة البالغة} أي: له الحكمة التّامّة، والحجّة البالغة في هداية من هدى، وإضلال من أضلّ، {فلو شاء لهداكم أجمعين} وكلّ ذلك بقدرته ومشيئته واختياره، وهو مع ذلك يرضى عن المؤمنين ويبغض الكافرين، كما قال تعالى: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى} [الأنعام: 35]، وقال تعالى: {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا} [يونس: 99]، وقوله: {ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّةً واحدةً ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربّك ولذلك خلقهم وتمّت كلمة ربّك لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين} [هودٍ: 118، 119].
قال الضّحّاك: لا حجّة لأحدٍ عصى اللّه، ولكن للّه الحجّة البالغة على عباده). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 358]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {قل هلمّ شهداءكم} أي: أحضروا شهداءكم {الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا} أي: هذا الّذي حرّمتموه وكذبتم وافتريتم على اللّه فيه، {فإن شهدوا فلا تشهد معهم} أي: لأنّهم إنّما يشهدون والحالة هذه كذبًا وزورًا، {ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون} أي: يشركون به، ويجعلون له عديلًا). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 358-359]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة