قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {وَمن آيَاته الْجوَار فِي الْبَحْر كالأعلام} 32
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (وَمن ءايته الْجوَار في الْبَحْر) بياء في الْوَصْل وَيقف ابْن كثير بِالْيَاءِ وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو بِغَيْر يَاء
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {الْجوَار} بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 581]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): ({الجوار} (32): في الإمالة، قد ذكر). [التيسير في القراءات السبع: 450]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْجَوَارِ فِي الْإِمَالَةِ وَالزَّوَائِدِ، وَسَيَأْتِي أَيْضًا فِي الْمَحْذُوفَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/367]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ينزّل الغيث [الشورى: 28] والرّيح [الشورى: 33] في البقرة [146] والجوار [الشورى: 32] في الإمالة والزوائد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/547]
ثم ذكر القارئ فقال:
ص:
بالرّفع (عمّ) وكبائر معا = كبير (ر) م (فتى) ويرسل ارفعا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/548] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت الياء في "الجوار" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب، وأمالها الدوري عن الكسائي وكذا الجوار بالرحمن والتكوير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/450]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الجوار} [32] قرأ نافع والبصري بزيادة ياء بعد الراء في الوصل دون الوقف، والمكي بزيادتها في الحالين، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 1102]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32)}
{وَمِنْ آيَاتِهِ}
- تقدم وقف حمزة في الآية/37 من فصلت.
{الْجَوَارِ}
- قرأ بحذف الياء في الوصل والوقف ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف (الجوار).
- وقرأ بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو جعفر وأبو عمرو (الجواري).
وقرأ ابن كثير ويعقوب وابن محيصن (الجواري) بإثبات الياء في الوقف والوصل.
قال أبو حاتم: (نحن نثبتها في كل حال).
[معجم القراءات: 8/331]
- وقرأ ابن مسعود (الجوار) بضم الراء.
قال أبو حيان: (وسمع من العرب الإعراب في الراء) أي بظهور حركات الإعراب على الراء على تقدير أنه آخر الكلمة.
وانظر الآية/24 من سورة الرحمن مما يأتي.
- وقرأه بالإمالة أبو عمر والدوري عن الكسائي وقتيبة). [معجم القراءات: 8/332]
قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (حم) و(نؤته) و(تبشر) و(ينزل الغيث) و(الريح) فيما تقدم). [التبصرة: 329] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يسكن الرياح} (33): بالجمع.
والباقون: بالتوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 450]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (الرّيح) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 546]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الرِّيحَ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/367]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الريح} [33] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 677]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ينزّل الغيث [الشورى: 28] والرّيح [الشورى: 33] في البقرة [146] والجوار [الشورى: 32] في الإمالة والزوائد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/547]
ثم ذكر القارئ فقال:
ص:
بالرّفع (عمّ) وكبائر معا = كبير (ر) م (فتى) ويرسل ارفعا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/548] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الريح" [الآية: 23] بالجمع نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/450]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن يشأ} [33] تحقيق همزه للسوسي كباقي السبعة لا يخفى). [غيث النفع: 1102]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرياح} قرأ نافع بعد الياء، على الجمع، والباقون بغير ألف، على التوحيد). [غيث النفع: 1102]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)}
{إِنْ يَشَأْ}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه وورش عن نافع والأزرق والأصبهاني وهشام بخلف عنه (إن يشا) بإبدال الهمزة ألفًا.
وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (يشأ).
{الرِّيحَ}
- قرأ الجمهور (الريح) مفردًا.
- ونافع وأبو جعفر والحسن (الرياح) جمعًا.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/164 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 8/332]
{فَيَظْلَلْنَ}
- قرأ الجمهور (فيظللن) بفتح اللام.
- وقرأ قتادة (فيطللن) بكسرها، ويه لغة قليلة.
قال أبو حيان: (والقياس الفتح؛ لأن الماضي بكسر العين، فالكسر في المضارع شاذ).
وذهب الزمخشري إلى أنه من ظل يظل ويظل نحو ضل يضل ويضل، وتعقبه أبو حيان.
{لِكُلِّ صَبَّارٍ}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان برواية الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- وقرأه السوسي بالإمالة في الوقف، وله فيه الفتح والتقليل.
- وقراءة الجماعة الفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان برواية الأخفش، والوجه الثالث للسوسي). [معجم القراءات: 8/333]
قوله تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)}
{يُوبِقْهُنَّ}
- تقدم مرارًا وقف يعقوب بهاء السكت (يوبقهنه).
{وَيَعْفُ}
- قراءة الجمهور (ويعف) مجزومًا معطوفًا على (يوبقهن).
- وقرأ الأعمش (ويعفو) بالواو، وهو إخبار من الله سبحانه
[معجم القراءات: 8/333]
وتعالى، فهو مستأنف.
- وقرأ أهل المدينة (يعفو) بالنصب على إضمار أن بعد الواو). [معجم القراءات: 8/334]
قوله تعالى: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في رفع الْمِيم ونصبها من قَوْله تَعَالَى {وَيعلم الَّذين يجادلون فِي آيَاتنَا} 35
فَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {وَيعلم الَّذين} بِرَفْع الْمِيم
وَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {وَيعلم} نصبا). [السبعة في القراءات: 581]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بِمَا كَسَبَتْ... وَيَعْلَمُ) رفع مدني، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 387] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (و(ويعلم) [35]: رفع: مدني ودمشقي). [المنتهى: 2/952]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (ويعلم الذين) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 330]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {ويعلم الذين} (35): برفع الميم.
والباقون: بنصبها). [التيسير في القراءات السبع: 450]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وابن عامر: (ويعلم الّذين) برفع الميم والباقون بنصبها). [تحبير التيسير: 546]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ) مرفوع مدني دمشقي، الباقون بالنصب، وهو الاختيار على الصرف). [الكامل في القراءات العشر: 633] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([30]- {فَبِمَا كَسَبَتْ} بغير فاء، و{يَعْلَمَ} [35] رفع: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/758] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1018- .... .... .... .... .... = .... .... يَعْلَمَ ارْفَعْ كَماَ اعْتَلاَ). [الشاطبية: 82]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1018] ويوحى بفتح الحاء (د)ان ويفعلو = ن غير (صحاب) يعلم ارفع (كـ)ـما (ا)عتلا
...
وقوله: (ارفع كما اعتلا)، لأن الرفع أجود عند سيبويه: يقطعه من الأول، ويجعله جملة معطوفة على جملة؛ تقديره: والذين يجادلون في آياتنا يعلمون مالهم من محيص.
أو هو خبر مبتدإٍ محذوف، تقديره: وهو يعلم الذين.
وأما النصب، فزعم الزجاج أنه على الصرف، وهو صرف العطف من لفظ الشرط إلى معناه. وذلك لما لم يحسن عطف (ويعلم) مجزومًا على ما قبله، إذ يكون المعنى إن يشأ يعلم، فلما امتنع العطف على اللفظ، عدل إلى العطف
[فتح الوصيد: 2/1228]
على مصدر الفعل الذي قبله. ولا يمكن عطف الفعل على المصدر، فأضمر (أن) لتكون مع الفعل بتأويل المصدر، فيكون عاطفًا اسمًا على اسم.
قال: «وهو مثل قولك: ما تصنع أصنع مثله وأكرمك»؛ أي وأن أكرمك؛ أي أصنع صنعًا وإكرامك.
قال: «وإن شئت رفعت فقلت: وأكرمك»؛ أي وأنا أكرمك.
قلت: وهذا فيه مثل الذي هرب منه، لأن التقدير يرجع: إن يشأ يسكن الريح إسكانًا، وعلمه الذين.
قال بعض الأئمة على قول الزجاج هذا: «قال سيبويه في كتابه: واعلم أن النصب بالفاء والواو في قوله: إن تأتني آتك وأعطيك، ضعيفٌ؛ وهو نحو من قوله:
وألحق بالحجاز فأستريحا
فهذا يجوز، وليس بحد الكلام ولا بوجهه، إلا أنه في الجزاء صار أقوى قليلًا، لأنه ليس بواجب أنه يفعل، إلا أن يكون من الأول فعل، فلما ضارع الذي لا يوجبه كالاستفهام ونحوه، أجازوا فيه هذا على ضعفه».
قال: «ولا يجوز أن تحمل القراءة المستفيضة على وجه ضعيف ليس بحد الكلام ولا بوجهه. ولو كانت من هذا الباب، لما أخلى سيبويه منها كتابه، وقد ذكر نظائرها من الآيات المشكلة».
[فتح الوصيد: 2/1229]
واختار أن يكون النصب على العطف على تعليل محذوف؛ أي: لينتقم منهم ويعلم. ومثله: {هو علي هين ولنجعله}، {وخلق الله السموت والأرض بالحق ولتجزی}؛ فيكون ذلك بمعنى قراءة الرفع.
وللجزم في (ويعلم) وجه صحيح؛ أي: إن يشأ يجمع بين الإيباق والعفو، وعلم المجادلين ما لهم من محيص؛ فالإيباق لقوم، والعفو عن قوم بأن ينجيهم، والعلم للمجادلين ليحذروا). [فتح الوصيد: 2/1230]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1018] ويوحى بفتح الحاء دان ويفعلو = ن غير صحاب يعلم ارفع كما اعتلا
ح: (يوحى): مبتدأ، (دان): خبر، (بفتح الحاء): حال، (يفعلون): مبتدأ، (غير صحابٍ): خبر، أي: قراءة غير صحاب، (يعلم): مفعول (ارفع)، (كما اعتلى): نصب المحل على الحال.
ص: قرأ ابن كثير: {كذلك يوحى إليك} [3] بفتح الحاء على بناء المجهول، و{الله}: رفعٌ حينئذٍ: {العزيز الحكيم} [3]، أو هما نعتان والخبر: {له ما في السماوات}، والباقون: بكسر الحاء على بناء الفاعل، و{الله}: فاعل.
وقرأ غير حمزة والكسائي وحفص: {ويعلم ما يفعلون} [25] بالغيبة،
[كنز المعاني: 2/596]
لأن قبله: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} [25]، والباقون: بالخطاب للعباد.
وقرأ ابن عامر ونافع: {ويعلم الذين يجادلون} [35] بالرفع على الاستئناف، والباقون: بالنصب بإضمار (أن) على صرف الكلام عن العطف على المجزوم، لما قصد مصاحبة الأمرين، وتلك لا تحصل من العطف المجرد لاحتمال التقدم والتأخر، بل من النصب على المفعول معه، ومثله: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: 142]، أو بالعطف على محذوف، نحو (لينتقم)، ومثله: {نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} [الأنعام: 75] ). [كنز المعاني: 2/597] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما يعلم المختلف في رفع ميمه ونصبه فهو: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ}، ولا خلاف في رفع: {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}؛ لأنه عطف على: {يَقْبَلُ التَّوبَةَ} ويعفو ويعلم، أما المختلف فيه فرفعه على الاستئناف والذي بعده فاعل أو مفعول فهذه قراءة ظاهرة فلهذا قال: فيها كما اعتلا وقراءة النصب مشكلة أجود ما تحمل علي ما قاله أبو عبيد قال: وكذلك نقرؤها بالنصب على الصرف كالتي في آل عمران: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.
قلت: معنى الصرف أن المعنى كان على جهة فصرف إلى غيرها فتغير الإعراب لأجل الصرف وتقديره أن يقال: كان العطف يقتضي جزم "ويعلم" في الآيتين لو قصد مجرد العطف، وقد قرئ به فيهما شاذًّا لكن قصد معنى آخر فتعين له النصب وهو معنى الاجتماع؛ أي: يعلم المجاهدين والصابرين معا؛ أي: يقع الأمران مقترنا أحدهما بالآخر ومجرد العطف لا يتعين له هذا المعنى بل يحتمله ويحتمل الافتراق في الوجود كقولك جاء زيد وعمرو يحتمل أنهما جاءا معا ويحتمل تقدم كل منهما على الآخر، وإذا ذكر بلفظ المفعول معه كان وقوع الفعل منهما معا في حالة واحدة فكذا النصب في قوله: ويعلم أفاد الاجتماع فلهذا أجمع على النصب في آية آل عمران.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/150]
قال الزمخشري فيها: {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} نصب بإضمار أن والواو بمعنى الجمع كقولك: لا تأكل السمك وتشرب اللبن.
قلت: والعبارة عن هذا بالصرف هو تعبير الكوفيين ومثله لا يسعني شيء ويضيق عنك؛ أي: لا يجتمع الأمران ولو رفعت الواو للعطف تغير المعنى فهذا الجمع معنى مقصود وضع النصب دليلا عليه فكذا النصب في: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا}؛ أي: يقع إهلاكهم والعلم معا مقترنين، واعتراض النحاس على أبي عبيد في تسويته بين الآيتين وقال: {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} جواب لما فيه النفي فالأولى به النصب وهذا وهم ليس هو بجواب للنفي بل المعنى على ما ذكرناه ولو كان جوابًا لما ساغت قراءة الحسن بالجزم.
وقال الزجاج: النصب على إضمار أن؛ لأن قبلها جزاء تقول: ما تصنع أصنع مثله: وأكرمك على معنى وأن أكرمك وإن شئت وأكرمك بالرفع على معنى: وأنا أكرمك ويجوز وأكرمك جزما.
قلت: النصب في هذا المثال على ما قررناه من معنى الجمعية؛ أي: أصنعه مكرما لك فالنصب يفيد هذا المعنى نصا والرفع يحتمله على أن تكون الواو للحال ويحتمل الاستئناف.
وقال الزمخشري: ما قاله الزجاج فيه نظر؛ لما أورده سيبويه في كتابه قال: واعلم أن النصب بالفاء والواو في قوله: إن تأتني آتك وأعطيك ضعيف وهو نحو من قوله:
وألحق بالحجاز فأستريحا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/151]
فهذا يجوز وليس بحد للكلام ولا وجهه إلا أنه في الجزاء صار أقوى قليلا؛ لأنه ليس بواجب أن يفعل إلا أن يكون من الأول فعل فلما ضارع الذي لا يوجبه كالاستفهام ونحوه أجازوا فيه هذا على ضعفه، قال: ولا يجوز أن تحمل القراءة المستفيضة على وجه ضعيف ليس بحد الكلام ولا وجهه ولو كانت من هذا الباب لما أخلى سيبويه منها كتابه، وقد ذكر نظائرها من الآيات المشكلة.
قلت: النصب بالواو في هذا المعنى ليس بضعيف بل هو قوي بدليل الإجماع على نصب ما في آل عمران، أما بالفاء ضعيف؛ لأن الفاء لا تفيد ما تفيده الواو من معنى الجمعية فلهذا كانت قراءة من قرأ في آخر البقرة يحاسبكم به الله فيغفر بالنصب شاذة وقد أنشد الأعشى في بيتين نصب ما عطف بالواو لهذا المعنى:
ومن يغترب عن أهله لا يزل يرى ... وتدفن منه الصالحات
مع أنه لا ضرورة إلى النصب فالرفع كان ممكنا له فما عدل إلى النصب إلا لإرادة هذا المعنى، وهذا النصب بالواو لهذا المعنى كما يقع في العطف على جواب الشرط يقع أيضا في العطف على فعل الشرط نحو: إن تأتني وتعطيني أكرمك، قال أبو علي: فينصب تعطيني، وتقديره: إن يكن إتيان منك وإعطاء أكرمك.
قلتُ: مراده أن يجتمعا مقترنين ولو أراد مجرد وقوع الأمرين معرضًا عن صفة الجمعية لكان الجزم يفيد هذا المعنى، فقد اتضحت -ولله الحمد- قراءة النصب على هذا المعنى من العطف: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ}، فتقف السفن أو إن يشأ يعصف الريح فيغرقها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/152]
وينج قوما بطريق العفو عنهم ويحذر آخرين بعلمهم ما لهم من محيد، فإن قلت كيف يوقف العفو على الشرط، وهذا الكلام خارج مخرج الامتنان، ولهذا قيده بقوله: عن كثير، ولو كان معلقا على المشيئة لأطلق العفو عن الكل نحو: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى}،
قلتُ: إنما علقه على الشرط؛ ليتبين أنه إنما يفعل ذلك بمشيئته وإرادته لا بالاستحقاق عليه، أما: ويعلم فإن جعلنا الذين بعده فاعلا سهل دخوله في حيز الشرط، وإن جعلناه مفعولا فالمعنى يعلمه واقعا نحو: {إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ}؛ أي: نبقيهم على الكفر ولا يسهل لهم الإيمان، "حتى يؤتوا"، ولهذا للإشكال قال ابن القشيري -رحمهما الله- في تفسيره: "ويعف" معطوف على المجزوم من حيث اللفظ لا من حيث المعنى قال: وقرئ: "ويعفو" بالرفع.
قلتُ: فيكون مستأنفًا ويعلم عطف عليه إن كان مرفوعا ونظيره في هذه السور: {فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ}، ثم استأنف فقال: "يمحو الله الباطل ويحق الحق"، وبعضهم جعل يمح مجزوما عطفا على يختم، واستدل بأنه كتب في المصحف بغير واو فيكون الاستئناف بقوله: ويحق كقوله في براءة: {وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ}، ويجوز أن تكون قراءة القراء: "ويعف" بغير واو لمعنى الأخبار المستأنف وحذف الواو ليس للجزم بل للتخفيف كما تحذف الألف والياء لذلك فالجميع حرف علة والواو أثقلها فالحذف لها أقيس
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/153]
وأولى، قال الفراء: كل ياء أو واو تسكنان وما قبل الياء مكسور وما قبل الواو مضموم فإن العرب تحذفها وتجتزئ بالضمة من الواو وبالكسرة من الياء، قال أبو علي: حذفت الألف كما حذفت الياء وإن كان حذفهم لها أقل منه في الياء؛ لاستحقاقهم لها وذلك في نحو قولهم: أصاب الناس جهد ولوتر ما أهل مكة عليه، وقولهم: حاش لله، ورهط ابن المعلى فحذفها في الوقف للقافية كما حذفت الياء وقد حذفوا من "لم يك"، و"لا أدر". قلت: وفي القرآن: "يَوْمَ يَأْتِي"، و"ما كنا نبغي"، وإذا كان الأمر كذلك فحذف الواو من يعفو أولى؛ لأنها أثقل، وليشاكل ما قبله من المجزوم فهو كما قالوا في صرف "سلاسلا وقواريرا" كما يأتي، وكما رووا: "ارجعن مأزورات غير مأجورات"، ولما لم يمكن صورة الجزم في ميم "ويعلم" حركت بالحركات الثلاث، وذكر الزمخشري لقراءة النصب وجها آخر فقال: هو عطف على تعليل محذوف تقديره لينتقم منهم ويعلم الذين يجادلون، ونحوه في العطف على التعليل المحذوف غير عزيز في القرآن منه قوله تعالى: {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ} وقوله: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}، قلت: ومثله: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ}، {وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى}، ولكن كل هذه المواضع ذكر فيها حرف التعليل بعد الواو ولم يذكر في: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ}.
وقال ابن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/154]
القشيري في تفسيره: في بعض المصاحف "وليعلم" باللام فهذا يقوي قراءة النصب ويؤيد الوجه الذي ذهب إليه الزمخشري). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/155]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1018 .... .... .... .... .... = .... .... يعلم ارفع كما اعتلا
....
وقرأ ابن عامر ونافع: وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ برفع الميم، وقرأ غيرهما بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 356]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَعْلَمَ الَّذِينَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْمَدَنِيَّانِ بِرَفْعِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/367]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {ويعلم الذين} [35] برفع الميم، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 677]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو (عم)] المدنيان وابن عامر في التالي: بما كسبت [الشورى: 30] بلا فاء على جعل ومآ أصابكم [الشورى: 30] موصولا مبتدأ، وبما كسبت خبره، أي: بالذي [كسبته أو بكسب] أيديكم، ولم تدخل الفاء على أحد الجائزين فيعم.
وقرءوا أيضا: ويعلم الذين [الشورى: 35] بالرفع على أنها فعلية، والفاعل الموصول، أو ضمير اسم الله تعالى، [أي: وهو يعلم].
والباقون فيما بالفاء على أنها شرطية، أي: فهي بما كسبت؛ فيجب، أو اسمية؛ فيجوز تنبيها على السببية، وعليه بقية الرسوم. وو يعلم [الشورى: 35] بالنصب عطفا على تعليل مقدر، أي: لينتقم منهم، وليعلم الذين؛ قاله الزمخشري وجماعة.
وقال أبو عبيدة والزجاج: على الصرف، معناه: لما لم يحسن العطف على لفظ الفعل [لما ذكره، ولم يفد الرفع الجمعية]؛ صرف إلى العطف على مصدره؛ فقدرت «أن» الناصبة لينحل الفعل بها إلى المصدر؛ فيتحد النوع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/547] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَعْلَمُ الَّذِين" [الآية: 35] فنافع وابن عامر وأبو جعفر برفع الميم على القطع والاستئناف بجملة فعلية، والباقون بنصبها قال أبو عبيد: والزجاج على الصرف أي: صرف العطف على اللفظ إلى العطف على المعنى، وذلك أنه لما لم يحسن عطف ويعلم [إتحاف فضلاء البشر: 2/450]
مجزوما على ما قبله، إذ يكون المعنى إن يشاء يعلم عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله بإضمار أن ليكون في تأويل مصدر والكوفيون يجعلون الواو نفسها ناصبة، وجعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على علة مقدرة مثل لينتقم ويعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويعلم} [35] قرا نافع والشامي، برفع الميم، والباقون بالنصب). [غيث النفع: 1102]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)}
{وَيَعْلَمَ}
- قرأ الأعرج وشيبة وأبو جعفر ونافع وابن عامر وزيد بن علي ونعيم ابن ميسرة (ويعلم) برفع الميم على القطع والاستئناف.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب والزهري والأعمش وابن أبي ليلى وعيسى الهمداني وعيسى الثقفي والحسن البصري والحسين الجعفي وخلف البزار والمازني وسلام وأيوب وعمرو المهراني (ويعلم) بالنصب، واختاره أبو عبيد.
وهو عند أبي عبيد والزجاج على الصرف، أي صرف العطف على اللفظ إلى العطف على المعنى، وذلك أنه لما لم يحسن عطف (ويعلم) مجزومًا على ما قبله، إذ يكون المعنى: إن يشأ يعلم، عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله بإضمار (أن) ليكون في تأويل مصدر، والكوفيون يجعلون الواو نفسها ناصبة.
[معجم القراءات: 8/334]
وجعله القاضي البيضاوي تبعًا للزمخشري عطفًا على علةٍ مقدرة مثل (لينتقم ويعلم).
وذهب ابن الأنباري إلى أن قراءة النصب ضعيفة في القياس مع كثرة قرائها.
- وذكر القرطبي أنه قرئ (وليعلم) باللام وفتح الميم، وذكر أنه كذلك في بعض المصاحف.
- وقرأ الحسن البصري وأبو البرهسم (ويعلم الذين) بكسر الميم، وهذا يقتضي أنه قرئ بالجزم (ويعلم) فلما وصل حرك الميم لالتقاء الساكنين.
قال الفراء: (ولو جزم (ويعلم) جازم كان مصيبًا).
وذكر أبو حيان نقلُا عن الزمخشري أنه قرئ بالجزم.
قال الزمخشري: (قلت: أما الجزم فعلى ظاهر العطف..، فإن قلت كيف يصح المعنى على جزم (ويعلم)، قلت: كأنه قال: إن يشأ يجمع بين ثلاثة أمور: هلاك قوم، ونجاة قوم، وتحذير آخرين).
- وعند الأخفش الكسر أحسن لولا اجتماع الناس على النصب). [معجم القراءات: 8/335]
قوله تعالى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)}
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآية/20 من سورة البقرة.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{أَبْقَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 8/336]
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد من قَوْله {كَبَائِر الْإِثْم} 37
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو (كبئر) جماعا وفي النَّجْم 32 مثله
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (كَبِير الْإِثْم) وَاحِدًا بِغَيْر ألف في السورتين). [السبعة في القراءات: 581]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (كبير الإثم) وفي النجم كوفي- غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 387]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كبير الإثم) [37، النجم: 32] فيهما: هما، وخلف. وافق المفضل هناك). [المنتهى: 2/953]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (كبير الإثم) بغير ألف مثل فعيل هنا وفي والنجم، وقرأهما الباقون بالألف وهزة بعدها مثل فعائل). [التبصرة: 330]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {كبير الإثم} (37): هنا، وفي النجم: (32): بكسر الباء، من غير ألف ولا همزة.
والباقون: بفتح الباء، وبألف وهمزة بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 450]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (كبير الإثم) هنا وفي النّجم بكسر الباء من غير ألف ولا همزة، والباقون بفتح الباء وبالألف وهمزة بعدها). [تحبير التيسير: 546]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([37]- {كَبَائِرَ الْإِثْمِ} فيهما [37]، والنجم [32] موحد: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/758] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1019- .... .... .... .... كَبِيرَ في = كَبَائِرَ فِيها ثُمَّ فِي النَّجْمِ شَمْلَلاَ). [الشاطبية: 82]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1019] بما كسبت لا فاء (عم) كبير في = كبائر فيها ثم في النجم (شـ)ـمللا
...
و{الإثم} جنس؛ فكبيره وكبائره واحد، كقولك: لا تلبس ثياب الحرير، ولا تلبس ثوب الحرير). [فتح الوصيد: 2/1230]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1019] بما كسبت لا فاء عم كبير في = كبائر فيها ثم في النجم شمللا
[كنز المعاني: 2/597]
ح: (بما كسبت): مبتدأ، (عم): خبر، (لا فاء): أي: فيه، جملة اسمية حالية، (كبير): مبتدأ، (شمللا): خبر، (في كبائر): ظرف (شمللا): أي: أسرع في موضع كبائر، (فيها): حال، أي: كائنًا فيها، والهاء: للسورة، (ثم في النجم): عطف على الهاء.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {وما أصابكم من مصيبةٍ بما كسبت} [30] بترك الفاء على أن (ما) في {وما أصابكم} بمعنى: الذي، غير متضمن للشرط، والباقون: {فبما} بالفاء على تضمن المبتدأ معنى الشرط، كأنك قلت: أي مصيبة أصابتكم فبكسب أيديكم.
وقرأ حمزة والكسائي: (والذين يجتنبون كبير الإثم) هنا [37] وفي النجم [32] بالإفراد، على أن المراد الشرك أو جنس الكبيرة، والباقون: {كبائر} بالجمع؛ لأنها كثيرة، والآثار الواردة بالكبائر كلها بلفظ الجمع). [كنز المعاني: 2/598]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما كبائر الإثم بالجمع فظاهر وقراءة الإفراد تقدم لها نظائر فهو في اللفظ إفراد يراد به الجمع؛ لأنه للجنس، واختار أبو عبيد الجمع فإن الآثار التي تواترت كلها بذكر الكبائر لم نسمع لشيء منها بالتوحيد ومعنى شملل: أسرع). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/155]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1019 - .... .... .... .... كبير في = كبائر فيها ثمّ في النّجم شمللا
....
وقرأ حمزة والكسائي: كبير الإثم هنا وفي النجم بكسر الباء وبعدها ياء ساكنة من غير ألف ولا همز كما نطق به، وقرأ الباقون كَبائِرَ بفتح الباء وألف بعدها وهمزة مكسورة بعد الألف على ما لفظ به). [الوافي في شرح الشاطبية: 357]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَبَائِرَ الْإِثْمِ هُنَا وَالنَّجْمِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، (كَبِيرَ) بِكَسْرِ الْبَاءِ
[النشر في القراءات العشر: 2/367]
مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَلَا هَمْزَةٍ، عَلَى التَّوْحِيدِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَأَلِفٍ، وَهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا فِيهِمَا عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/368]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {كبائر الإثم} هنا [37] والنجم [32] بكسر الباء من غير ألف ولا همز توحيدًا، والباقون بألف بعد الباء وبعدها همزة مكسورة جمعًا فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 677]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (904- .... .... وكبائر معا = كبير رم فتىً .... .... ). [طيبة النشر: 95]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بالرّفع (عمّ) وكبائر معا = كبير (ر) م (فتى) ويرسل ارفعا
أي قرأ الكسائي ومدلول فتى «كبير الإثم» موحدا وفي النجم موضع قراءة غيرهم كبائر بالجمع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 307]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر القارئ فقال:
ص:
بالرّفع (عمّ) وكبائر معا = كبير (ر) م (فتى) ويرسل ارفعا
يوحى فسكّن (م) از خلفا (أ) نصفا = ... ... ... ....
ش: أي: قرأ ذو راء (رم) الكسائي، و(فتى) حمزة، وخلف: كبير الإثم هنا [الآية: 37] وفي النجم [الآية: 32] بكسر الباء وياء ساكنة بلا ألف، أي: عظيمة حملا على الشرك، أو إرادة الجنس، مع أن «فعيلا» يقع موضع الجمع. والباقون بفتح الباء وألف بعدها وهمزة مكسورة [جمع كثرة، وفيه مناسبة للمعطوف] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/548]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كبير الإثم" [الآية: 37] هنا، وفي [النجم الآية: 32] فحمزة والكسائي وخلف "كبير" بكسر الباء بلا ألف ولا همز بوزن قدير على التوحيد في الموضعين على إرادة الجنس، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الباء وألف بعدها، ثم همزة مكسورة فيهما جمع كبيرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/451] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كبائر} [37] قرأ الأخوان بكسر الباء، وبعدها ياء تحتية ساكنة، ولا همز، على الإفراد، والباقون بفتح الباء، بعدها ألف، وبعد الألف همزة مكسورة، على الجمع). [غيث النفع: 1102]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)}
{كَبَائِرَ الْإِثْمِ}
- قرأ الكسائي وحمزة وعاصم في رواية أبي بكر والأعمش ويحيى بن وثاب وخلف (كبير الإثم) بالإفراد، والواحد قد يراد به الجمع عند الإضافة.
- وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (كبائر الاثم) على الجمع، جمع كبيرة.
[معجم القراءات: 8/336]
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{يَغْفِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 8/337]
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)}
{الصَّلَاةَ}
- قرأ بتغليظ اللام الأزرق وورش.
{شُورَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان برواية الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وبالفتح قرأ الباقون، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 8/337]